(4)
نظام التشغيل يونيكس UNIX:
كان مالتيكس MULTICS أضخم حاسب يدعم خاصية مشاركة الوقت، حيث يمكنه خدمة مئات المستخدمين في نفس اللحظة.. ولم يكن إنتاج هذا الحاسب العملاق في الستينات سهلا، ولم يُبع منه أكثر من 80 جهازا، لكنه كان من القوّة بحيث لم تقم شركة جنرال موتورز وشركة فورد ووكالة الأمن القومي الأمريكية بإغلاق أجهزة مالتيكس الخاصة بها إلا في بداية التسعينات، بعد ثلاثين عاما من تشغيلها!
وقد قرر كين طومسون Ken Thompson ـ أحد من عملوا في مشروع مالتيكس ـ أن يكتب نسخة مصغرة من نظام تشغيل مالتيكس تتعامل مع مستخدم واحد فقط، ليشغلها على الكمبيوتر الصغير minicomputer من طراز PDP-7.. هذا العمل تم تطويره فيما بعد ليصبح نظام التشغيل المعروف باسم يونيكس UNIX، الذي اشتهر في الوسط الجامعي والوكالات الحكومية والعديد من الشركات، وذلك لأن الكود الأصلي
Source Code الذي كتب به هذا النظام كان ـ وما زال ـ متاحا للجميع، مما سمح باشتراك عدة شركات ومؤسسات جامعية ـ بل ومئات من المبرمجين في كل أنحاء العالم ـ في تطويره.. لكن هذا أدي في المقابل إلى ظهور نسخ عديدة غير متوافقة منه بسبب اختلاف مطوّريها، وإن ظل هناك حد أدنى من الاتفاق بين نسخ يونكس المختلفة، لهذا وضعت منظمة IEEE عدة مبادئ أساسية standards أسمتها POSIX، يجب التزامها عند تطوير نسخة جديدة من يونكس، بحيث يمكن لأي برنامج كتب على نسخة أخرى من يونكس أن يعمل على النسخة الجديدة.. حاليا، تدعم معظم نُسخ يونكس هذه المبادئ، بل ظهرت بعض نظم التشغيل الأخرى التي تدعمها أيضا!

نظام التشغيل CP/M:
مع ظهور المشغل الدقيق 8080 عام 1974، طلبت شركة إنتل من جراي كيلدال Gary Kildall أن يكتب نظام تشغيل للحاسبات التي تستخدم هذا المشغّل.. كان كيلدال وزميل له قد كتبا البرنامج الذي يتحكم في عمل محرك الأقراص
floppy disk driver الذي ظهر في تلك الآونة، لهذا فقد كتب كيلدال نظام تشغيل يعمل من الأقراص المرنة وأسماه "برنامج التحكم في الحواسب الصغيرة"
Control Program for Microcomputers، أو اختصارا CP/M.. وقد طلب كيلدال من إنتل حقوق ملكية نظام التشغيل CP/M، ونظرا لأن إنتل لم تكن ترى لهذا النظام مستقبلا واعدا، فقد منحتها له.. هنا أسس كيلدال شركة أسماها "البحوث الرقمية" Digital Research لتطوير وبيع نظام التشغيل CP/M.
وفي عام 1977 قامت شركة البحوث الرقمية بإعادة كتابة نظام التشغيل CP/M ليعمل على الحواسب التي تستخدم المشغلات 8080 و Z80 وغيرهما.. ولقد كُتبت العديد من البرامج لتعمل على هذا النظام، الذي كان الملك المتوج على عرش سوق نظم التشغيل لمدة خمس سنوات متتالية.

(5)
نظام التشغيل دوس DOS:
في مطلع الثمانينات، أنتجت أي بي إم حاسبها الشخصي، وتطلعت حولها بحثا عن البرامج التي ستعمل عليه.. وقد طلبت من بيل جيتس أن يُمدّها بنسخة من لغة البيزيك، وسألته عن نظام تشغيل مناسب لحاسوبهم.. ولقد نصحهم بيل جيتس حينها بالتوجه إلى شركة البحوث الرقمية، أكبر شركة نظم تشغيل حينها.. لكن كيلدال ارتكب أكبر حماقة في تاريخ الأعمال، حينما رفض مقابلة أي بي إم، وأرسل مندوبا عنه بدلا من ذلك.. ولكي يزداد الطين بلة، رفض محامي كيلدال التوقيع على تعهد بضمان سرية المعلومات حول حاسوب أي بي إم الذي لم يعلن عنه بعد.. لهذا، عادت أي بي إم إلى بيل جيتس لتسأله إن كان قادرا على كتابة نظام تشغيل لهم.
هنا قرر جيتس اغتنام الفرصة، وكان على علم بأن شركة محلية مصنعة للحاسب اسمها "سياتل لمنتجات الحاسب" Seattle Computer Products تمتلك نظام تشغيل يسمى "نظام التشغيل من الأقراص" Disk Operating System أو ما عرف اختصارا باسم دوس DOS، فاشتراه منها بخمسين ألف دولار، وعرضه على آي بي إم، التي طلبت بعض التعديلات.. هنا وظّف بيل جيتس في شركته (ميكروسوفت) الوليدة، تيم باترسون Tim Paterson الذي كان قد كتب الدوس لشركة سياتل.. وقد أجرى توم التعديلات المطلوبة وتم تسمية نظام التشغيل MS-DOS حيث إن MS هي اختصار "ميكروسوفت" Microsoft.
وسرعان ما تسيد هذا النظام سوق حواسب آي بي إم، ليبدأ عصر ميكروسوفت كأكبر شركات نظم التشغيل.
ولم يَخل الأمر من لعبة احتكارية من ألعاب الداهية بيل جيتس المعتادة، فقد باع البيزيك مع نظام الدوس DOS لشركة IBM كحزمة واحدة، بدلا من أن يتبع سياسة كيلدال في بيع نظام التشغيل CP/M للمستخدمين النهائيين وليس للشركات المصنّعة، وبالتالي صار الإقبال على أجهزة أي بي إم المزودة بنظام تشغل دوس ولغة برمجة البيزيك أعلى، لأن ذلك أرخص من شراء جهاز ثم شراء نظام تشغيل ثم شراء لغة برمجة!
ورغم أن الدوس كان متواضعا في بدايته، إلا أن إصداراته المتتابعة شهدت تطويرات كثيرة، بما في ذلك نقل بعض إمكانيات نظام يونيكس إليه.
حتى ذلك الحين، كانت أنظمة التشغيل تعمل بكتابة المستخدم للأوامر يدويا من لوحة المفاتيح، لإدخال سطر في نافذة سوداء، ثم ضغط زر الإدخال Enter لتنفيذ هذه الأوامر، والانتظار إلى أن يتم عرض النتائج على الشاشة.


واجهة الاستخدام المرئية Graphical User Inteface والويندوز Windows:
في الستينات نجح دوج إنجلبارت Doug Engelbart في مؤسسة ستانفورد للبحوث Stanford Research Institut في ابتكار واجهة المستخدم الرسومية
Graphical User Interface أو اختصارا GUI، وشمل ذلك النوافذ Windows
والأيقونات Icons والقوائم Menus واستخدام الفأرة Mouse.. وقد تبنى الباحثون في مؤسسة زيروكس بارك Xerox PARC هذه الأفكار، وتم تطبيقها على الآلات التي يبنونها.
وذات يوم، كان ستيف جوبس ـ الذي شارك في اختراع حاسوب آبل ـ في زيارة لشركة زيروكس بارك، حينما شاهد واجهة المستخدم الرسومية، فأدرك في الحال قيمتها الهائلة التي لم تدركها شركة زيروكس نفسها!. لهذا شرع جوبس في بناء واجهة استخدام رسومية لشركة آبل.. ولقد أسفر هذا المشروع عن الحاسب ليزا Lisa الذي كان غالي الثمن وفشل تسويقه تجاريا.. لكن جوبس لم يقنط، وعمل مجددا ليخرج بحاسوب ماكنتوش الذي لاقى نجاحا باهرا، ليس فقط لرخص سعره، لكن كذلك لأنه كان مريحا للمستخدم، فقد كان موجها إلى المستخدم الذي يجهل كل شيء عن الحاسب، بل ولا يريد حتى أن يتعلم!!
وحينما قررت ميكروسوفت إنشاء الجيل التالي للدوس من نظم التشغيل، كانت متأثرة بشدة بنجاح ماكنتوش، لهذا أنشأت في عام 1985 نظام تشغيل ذا واجهة رسومية أسمته الويندوز Windows (أو النوافذ)، الذي كان يعمل على نظام تشغيل دوس.. بمعنى أنه كان أشبه بغلاف Shell، تعمل من خلاله برامج أخرى.. لعل هذا يفسر لك استخدام مصطلح Shell للدلالة على وظائف الويندوز التي تتعامل مع الملفات والبرامج.
وقد استمر هذا النظام كذلك لعشر سنوات متتالية، حتى أصدرت ميكروسوفت نسخة ويندوز 95، الذي احتوى على إمكانيات كبيرة كنظام تشغيل متطور.. ثم تلاه إصدار ويندوز 1998 مع مزيد من التحسينات.. لكن كلا النظامين كانا ما زالا يحتويان على الكثير من كود لغة التجميع Assembly المكتوب لمشغلات إنتل القديمة التي تقرأ البيانات في حزم تتكون من 16 خانة 16 bits، بينما كانت المشغلات الجديدة تتعامل مع حزم بيانات تتكون من 32 خانة.. لهذا لم يكن أي من النظامين نظام ويندوز 32 كاملا.
على صعيد آخر، كانت ميكروسوفت تطور منذ بداية التسعينات نظام ويندوز إن تي Windows NT، حيث يختصر الحرفان NT تعبير "التقنية الجديدة"
New Technology.. ويمتاز هذا النظام بأنه مكتوب من جذوره ليكون ويندوز 32 32-bit Windows.. ولقد كان على رأس مطوري هذا الويندوز ديفيد كاتلر
David Cutler، الذي كان أحد مطوري نظام تشغيل آخر يدعي VAX VMS، ومن الطبيعي حتما أن تنتقل بعض أفكار هذا النظام إلى الويندوز الجديد.
وقد توقعت ميكروسوفت أن يزيح هذا النظام كل إصداراتها الأخرى من الدوس والويندوز، ولكن هذا لم يحدث، ولم يبدأ ويندوز إن تي في الانتشار إلا مع ظهور الإصدار الرابع منه، والذي كان يدعم التعامل مع شبكات الحاسب Networks.
وقد أطلقت ميكروسوفت الإصدار الخامس من هذا النظام في مطلع عام 1999 تحت اسم ويندوز 2000، وكانت تتوقع أن يكون البديل لويندوز 95 و 98 وويندوز إن تي 4، لكن هذا لم يحدث أيضا، ربما بسبب عدم ملاءمته لقدرات بعض الأجهزة القديمة التي كانت لا زالت مستخدمة لدي الشركات والأفراد.. لهذا اضطرت ميكروسوفت إلى إصدار نسخة مطورة من ويندوز 98 أسمتها ويندوز الألفية (أو ويندوز ميلينيوم) Windows Millennium، أو اختصارا Win ME.
ثم في عام 2001 أطلقت ميكوسوفت نسخة أفضل أسمتها ويندوز اكس بي Win XP.. هذه النسخة كانت أكثر إراحة وأقل مشاكل لمستخدمي الأجهزة الشخصية من نسخة ويندوز 2000، وقد صدرت منها بعد ذلك عدة نسخ مطورة.
الجدير بالذكر أن ميكروسوفت دفعت المبرمجين إلى استخدام ويندوز 2000 وويندوز اكس بي بجعل بيئة فيجيوال ستديو دوت نت VS.NET التي أصدرها في عام 2001، لا تعمل إلا على هذين النظامين.. أذكر حينها أن ويندوز ميلينيوم كان أكثر ملاءمة لإمكانيات جهازي، لكنني اضطررت إلى الانتقال إلى ويندوز إكس بي حتى أستطيع استخدام فيجيوال بيزيك دوت نت التي هي إحدى لغات فيجوال ستديو دوت نت.
ثم أصدرت ميكروسوفت ويندوز فيستا Win Vista في نهاية عام 2006، ومنه نسخ 64 خانة، ثم تلاه ويندوز 7، والبقية تترى!

(6)
من لغة الآلة إلى اللغات عالية المستوى:
بدأ الجيل الأول من لغات البرمجة بلغة الآلة Machine Language، وهي مجموعة من الأرقام (أصفار وآحاد) تنتمي إلى نظام العد الثنائي Binary الذي سنتعرف عليه في الفصل الخامس بإذن الله.. إ الحاسب لا يعرف غير الأرقام، ولكنّه يحوّلها إلى مدلولات أخرى على حسب رغباتنا نحن.. افترض مثلا أننا أرسلنا إلى الحاسب هذا التتابع من الآحاد: (11111111).. هذا التتابع يمثّل العدد 255 لو اعتبرناه عددا موجبا، ويمثل العدد – 127 لو اعتبرناه سالبا، ويمثّل اللون الأحمر لو اعتبرناه لونا، والرمز "?" لو اعتبرناه حرفا، ونغمة ما لو اعتبرناه صوتا..... وهكذا..
كلّ ما يفعله الحاسب هو النظر في جداول التحويل المناسبة، وعرض القيمة المناظرة.
إنّ كلّ شيءٍ بالنسبةِ للحاسب نسبيّ، فالأرقام المجرّدة التي يتعامل معها يمكن أن تفعل كلّ شيء.. المهم: هو الزاوية التي تنظر لها منها.
لكن كيف نخبر الحاسوب بما نقصده بالتحديد؟
يمكن فعل هذا في لغة الآلة، باستخدام بعض التتابعات من الأصفار والآحاد كأوامر توضّح للحاسوب ما المطلوب منه بالضبط.. فيما بعد، تم استخدام نظم عد أخرى لكتابة لغة الآلة، مثل نظام العد الثماني ونظام العد السداسي عشر.. لكن في النهاية تظل لغة الآلة تتعامل مع أرقام.
إذن فأول لغة برمجة، هي لغة الآلة، التي تحوّل الأرقام إلى إشارات كهربية.. وكانت هذه اللغة في بداية تطور الحاسوب تكتب من خلال وصلات ولوحات إدخال خاصة، تنقل الأوامر من المبرمج إلى الآلة مباشرة.. وكان الحاسوب في بداية صناعته يحتل حجرات كاملة من المبنى، حيث يدخل المبرمج إحدى الحجرات ويوصل لوحة الإدخال الخاصة به، ويقضي عدة ساعات في إدخال الأرقام التي كتب بها برنامجه، داعيا الله ألا يحترق أحد الصمامات الثلاثية في تلك الأثناء، حتى لا يضطر إلى إعادة العملية منذ البداية بعد إصلاح الخلل وإعادة تشغيل الحاسوب!
ولقد تطور الأمر في بداية الخمسينيات، باختراع أول وسيط لحفظ البرامج.. ذلك هو الكروت المثقوبة Punched Cards، حيث صارت الأرقام الدالة على البرامج توضع على الكروت المثقوبة، ثم يتم إدخالها إلى الحاسوب ليقرأها.
لا بد أنك تقول الآن: كان الله في عون المبرمجين الأوائل.. أو إن شئت الدقة: المهندسين الأوائل، فقد كان عليهم فهم تركيب الحاسوب ومكوناته الداخلية، وحفظ الأرقام الدالة على الأوامر المختلفة لبرمجته، وكتابة عشرات ـ بل مئات وربما آلاف ـ السطور من تتابعات الأرقام التي تزيغ العين وهي تحاول قراءتها، ناهيك عن الوضع المأساوي الذي يجد فيه المرء نفسه، لو اكتشف خطأ في برنامجه وسهر الليالي يبحث عن سببه وكيفية علاجه وسط كل هذه الأرقام!
لمثل هذه التعقيدات، فكر المهندسون في كتابة الأوامر بكلمات إنجليزية مختصرة يسهل فهمها (مثل ADD و SUB و MOV)، على أن يقوم برنامج بسيط
(يسمى المجمّع Assembler) بتحويل هذه الكلمات إلى الأرقام المناظرة لها في لغة الآلة.. وهكذا جاء الجيل الثاني من لغات البرمجة ونشأت لغة التجميع Assembly، وصعدنا درجة أعلى على السلم: لغة تحول الكلمات إلى أرقام، لتحولها لغة أخرى إلى إشارات كهربية.
ورغم أن لغة التجميع تعتبر قفزة كبيرة بعد لغة الآلة، إلا أن هذه اللغة تعتبر لغة برمجة منخفضة المستوى Low-Level، لأنها تتعامل مع مكونات الحاسب المادية مباشرة.. فهي مثلا تتعامل مع عناوين الذاكرة RAM وأسماء المخازن Registers الموجودة داخل المشغل الدقيق Microprocessor وغير ذلك، مما يجعل الكود المكتوب بها طويلا جدا، وفيه أجزاء كثيرة مكررة ومملة لفعل أشياء تقليدية، وهو ما جعل هذا الكود معقدا وصعب الفهم، حتى ولو كان أسهل من لغة الآلة.
من هنا نشأ التفكير في الانتقال إلى الجيل الثالث من لغات البرمجة، وهي لغات البرمجة عالية المستوى High-Level Languages، التي تعزل المبرمج بدرجة كبيرة عن مكونات الجهاز المادية، فبدلا من أن يتعامل مع عناوين الذاكرة، يُعرّف متغيرا Variable له اسم سهل، ليتعامل مع الذاكرة من خلاله، بالإضافة إلى منح المبرمج أوامرَ ودوالَّ جاهزة للقيام بالعمليات الحسابية والمنطقية، دون أن يشغل ذهنه بمكونات المشغل الدقيق أو وحدة الحساب والمنطق وغير ذلك.
وهكذا صعدنا درجة جدية على سلم التطور، فالمبرمج يكتب أوامر مختصرة وواضحة، ثم تتم ترجمتها إلى لغة التجميع ومنها إلى لغة الآلة، أو إلى لغة الآلة مباشرة.. هذه الوظيفة يقوم بها ما يعرف باسم مترجم الكود Compiler.

(7)
تطور لغات البرمجة:
الجدول الزمني التالي يوضح مراحل تطور لغات البرمجة:

1946 ظهرت أول لغة برمجة إلى الوجود، على يد المهندس الألماني كونراد زويس Konrad Zues، الذي اخترعها في مخبئه أثناء انتظاره لانتهاء الحرب العالمية الثانية.
1949 ظهرت لغة تسمى "الكود القصير" Short Code، ولكنها كانت تُترجم إلى لغة الآلة يدويا، مما جعلها اسما على غير مسمى!
1951 بدأ جريس هوبر Grace Hopper تطوير لغة تدعى A-O والتي عرفت أيضا باسم AT-3.
1952 طوّر أليك جليني Alick Glennie مترجم الكود الآلي
AutoCode-Compiler لتحويل كود لغة التجميع إلى لغة الآلة.
1954 طورت أي بي إم IBM لغة محوّل الصيغ FORmula TRANslator أو ما عرفت بالاسم المختصر فورتران FORTRAN، وذلك بالاعتماد على لغة A-O.. وقد نُشرت لغة الفورتران عام 1957 وصارت أول لغة برمجة عالية المستوى تباع تجاريا، وبعد ذلك بعام ظهر الإصدار الثاني منها ليسمح باستخدام الإجراءات الفرعية Sub Procedures.
1956 طور نويل Newell وشو Shaw وسيمون Simon لغة معالجة المعلومات Information Processing Language أو اختصارا IPL.
1958 - بدأ جون مكارثي John McCarthy تطوير لغة ليسب LISP.
- نشر الفكرة النظرية للغة ألجول ALGOL التي كانت مخصصة للتعامل مع الجبر والحساب في بدايتها.. الجدير بالذكر أن لغتي باسكال Pascal وسي C قد ظهرتا فيما بعد بالاعتماد على الإصدار ALGOL 60 من هذه اللغة، والذي ظهر عام 1960.. وقد صارت ألجول أشهر لغة في أوروبا في نهاية الستينات.
1959 ظهرت اللغة الموجهة للأعمال العامة:
COmmon Business Oriented Language
أو ما يعرف اختصارا باسم كوبول COBOL، وهي تستخدم حتى يومنا هذا.
1961 طور كينيث انفرسون Keneth Iversson لغة برمجة تسمى APL
ـ اختصارا لتعبير "لغة برمجة" A Programming Language ـ وكانت ملائمة أكثر للحسابات الرياضية.
1962 قدمت معامل بيلز Bells Laboratories لغة جديدة تسمى SNOBOL،
اختصارا لتعبير "اللغة الرمزية الموجهة بالنصوص"
StriNg Oriented symBOlic Language ـ وكانت مخصصة للتعامل مع النصوص والصيغ.. وفي عام 1971 ظهرت لغتان مبنيتان على هذه اللغة، هما FASBOL و SPITBOL.
1963 شرعت IBM في تطوير لغة PL/I، في محاولة لدمج أفضل الميزات في لغات ألجول وفورتران وكوبول.. وما زالت هذه اللغة مستخدمة في آي بي إم حتى اليوم.
1964 ظهرت إلى الوجود لغة البيزيك BASIC لأول مرة.. إنها الجد الأكبر للغة التي جئنا اليوم لنتعلمها معا.
1965 ظهر مترجم الكود المسمى DEC للعمل على أجهزة الحاسب من طراز PDP-6 و PDP-10.
1966 ظهرت لغة اللوجو LOGO المخصصة للرسوم، وكانت مخصصة للأطفال والمبتدئين.
1967 ظهرت لغة سيميولا Simula في أوسلو بالنرويج، وهي مبنية على لغة ALGOL60، وقد أضافت مفهوم الفئات Classes والبرمجة بالكائنات object-programming.
1968 بدأ نيكولاس ويرث Niklaus Wirth تطوير لغة باسكال Pascal التي أخذت اسمها من اسم العالم الرياضي الفرنسي الشهير بليز باسكال Blaise Pascal، وما زالت تُستخدم حتى اليوم في الأغراض التعليمية، وبنيت عليها لغة ديلفي.


1969 تم تطوير لغة BCPL في إنجلترا، وهي تعتبر لغة منخفضة المستوى.
1970 - تم في فرنسا تطوير لغة الذكاء الصناعي "منطق البرمجة" PROgramming LOGic أو اختصارا "برولوج" PROLOG ليبدأ بذلك عهد لغات الذكاء الصناعي Artificial Intelligence، حيث تتعامل هذه اللغة مع الحقائق والبيانات لتسمح باستنتاج حقائق جديدة، ولا تعتمد على خطوات التنفيذ المتتابعة كما في باقي لغات البرمجة العادية.
- طورت زيروكس لغة موجهة بالكائنات Object-Oriented تسمى Smalltalk.
- ظهرت لغة تسمى بي B لأجهزة PDP-11 التي تستخدم نظام تشغيل Unix.. وكانت هذه اللغة مبنية على لغة BCPL.
1972 طوّر دينيس ريتشي لغة سماها في البداية NB لأنه بناها على لغة B، ثم سماها سي C على شرف لغة BCPL.. ولقد انتشرت هذه اللغة على نظام يونيكس فزادت من مبيعاته.. وتمتاز هذه اللغة بسهولة نقلها إلى أنظمة التشغيل المختلفة، كما أنها تعتبر مرحلة وسيطة بين اللغات منخفضة المستوى واللغات عالية المستوى.. وعلى هذه اللغة بنيت عائلة من اللغات، مثل C++
و Visual C++ و C# فيما بعد.. هذا بخلاف أن طريقتها في الصياغة متبعة في العديد من اللغات الأخرى، مثل الجافا.
1979 طور فريق فرنسي بقيادة جين اتشبياه Jean Ichbiah من شركة
CII-Honeywell Bull لغة Ada، التي سميت باسم الآنسة آدا لوفلاس Ada Lovelace التي تعتبر أول مبرمجة للحاسوب، حيث وظفها باباج Babbage لكتابة البرامج لآلته الميكانيكية التي اخترعها عام 1833 كما أشرنا من قبل.
1991 - انطلقت لغة FORTRAN 90.
- أطلقت ميكروسوفت الإصدار الأول من فيجيوال بيزيك Visual Basic أو لغة البيزيك المرئية.
1995 ظهرت لغة الجافا Java.
1999 ظهرت لغة دي D.
2000 أطلقت ميكروسوفت لغة C#، التي يمكن اعتبارها لغة فيجيوال بيزيك مكتوبة بصياغة C++.
أظن هذه الفكرة تكفي عن لغات البرمجة.

(8)
قصة حياة لغة البيزيك:
والآن.. ما رأيك أن نتعرف على قصة حياة لغة البيزيك التي جئنا اليوم لنتعلمها؟
دعنا نبدأ منذ البداية.. منذ يوم مولدها.

ميلاد لغة البيزيك:
في عام 1964 في جامعة دارتموث Dartmouth College، اخترع جورج كيمينيJ. Kemeny وتوم كارتز T. Kurtz لغة يمكن عن طريقها التحكم في الحاسوب وكتابة البرامج معا.. هذه اللغة سميت BASIC.
ولعلك لاحظت أن كل حروف الكلمة BASIC كبيرة.. هذا لأنها ليست الكلمة basic الإنجليزية التي تعني "أساسي".. لكنها الحروف الأولى من التعبير:
Beginner's All-purpose Symbolic Instruction Code
أي: كود التعليمات الرمزي لجميع الأغراض للمبتدئين.
واضح إذن من اسمها، أن هذه اللغة قد تم تصميمها لتكون سهلة بالنسبة لمعظم المستخدمين ـ خاصة المبتدئين من طلاب المدارس ـ عن أي لغة أخرى
(مثل لغة الآلة أو لغة التجميع Assembly أو حتى لغة الحساب فورتران Fortran).. لهذا عرفت البيزيك بأنها لغة برمجة عالية المستوى High-level Language.
ونظرا لسهولة ترجمة لغة البيزيك على أي نظام تشغيل، بالإضافة إلى صغر حجمها الذي أتاح تخزينها على ذاكرة ثابتة ROM لا تتجاوز 2 كيلوبايت أو 4 كيلو بايت، فقد صارت البيزيك هي الخيار الأمثل لنظم الحاسب، وكانت شركة آبل Apple تقدم نسخة من هذه اللغة تعرف باسم Integer BASIC على الذاكرة الثابتة ROM للإصدار الثاني من نظامها Apple II، كما بدأت شركة ميكروسوفت نشاطها باعتبارها متخصصة في بيع نسخ لغة البيزيك المحفوظة على الذاكرة الثابتة ROM إلى بائعي أجهزة الحاسب، بما في ذلك شركة IBM عند بداية تصنيعها لأجهزة الحاسب الشخصية.
ونظرا لأن الذاكرة الثابتة كانت محدودة المساحة، فقد حدّ هذا من قدرات لغة البيزيك وأوامرها.. وظل الأمر كذلك إلى أن انتقلت نسخ لغة البيزيك إلى الأقراص المرنة Disks بعد أن انخفضت أسعار هذه الأقراص كثيرا.. سيبدو هذا الكلام مثيرا للدهشة لمن يقرؤونه الآن، فهم يعيشون في عصر الجيجا والتيرا وذاكرة الفلاش والديفيدي.. لم يكن هذا هو الحال منذ عقدين من الزمان، حينما كان الحاسب لا يُشغّل الموسيقى ولا الأفلام، وكانت الأقراص المرنة اختراعا عبقريا، يكفي لحمل نظام التشغيل ولغات البرمجة، في مساحة أقل من ميجا بايت!


ميكروسوفت تقوم على أكتاف البيزيك:
في سبعينات القرن العشرين، طرحت شركة M.I.T.S في الأسواق حاسبها الشخصي من طراز Altair.. في تلك الفترة كانت أجهزة الحاسب ضخمة وتوجد في معامل المعاهد والكليات، وكان ظهور الحاسب الشخصي نقلة هائلة في تاريخ البشرية.
في تلك الأثناء أقنع موظف في شركة هانويل اسمه بول آلين Paul Allen صديقا له في جامعة هارفارد يدعى بيل جيتس Bill Gates، بمساعدته في تطوير نسخة من لغة البيزيك صالحة للعمل على الحاسب الشخصي الجديد من طراز Altair.. وقد شرع الاثنان بالعمل، وراسلا الشركة المصنّعة، التي أخذت الأمر بمنتهى الجدية، ليبدأ عصر البيزيك والحواسيب الشخصية.. وعصر ميكروسوفت!
وبالفعل، قدّم آلين وجيتس إلى الشركة المصنعة أول نسخة من لغة البيزيك للحواسب الشخصية، ولم تكن مساحة الذاكرة التي تحتاجها أكثر من 4 كليو بايت بما في ذلك البيانات وكود اللغة! (تحتاج فيجوال بيزيك دوت نت 2010 بمفردها إلى حوالي 2 جيجيا بايت، أي 500 ألف ضعف ما تحتاجه أول نسخة بيزيك أصدرتها ميكروسوفت!)
ولم يكن عسيرا بعد ذلك، أن يقدّم الرجلان نسخا من هذه اللغة إلى أنظمة أخرى من أنظمة الحواسب الشخصية.. وبهذا ظهرت ميكروسوفت إلى الوجود بإصدار لغة البيزيك عام 1975.

الجيل الأول: البيزيك والدوس DOS:
مع توزيعها لغة البيزيك على الأقراص المرنة، صارت ميكروسوفت المنتج الأساسي لهذه اللغة، كما صارت ميكروسوفت تورد إصدار آبل سوفت بيزيك
Applesoft BASIC لأجهزة Apple II، وإصدار إم بيزيك MBASIC لأجهزة CP/M-80 وإصدار البيزيك لمحطات العمل الرسومية Graphic Workstation BASIC أو ما يعرف اختصارا بـ (جي دبليو بيزيك GWBASIC) لأجهزة COompaq.
في تلك الأثناء، ارتأت ميكروسوفت استغلال شعبية لغة البيزيك، فطورت إصدارا اسمه "البيزيك السريع" QuickBasic، صالح للعمل على أنواع مختلفة من الأجهزة.. وقد استمر تطوير هذه اللغة إلى الإصدار 4.5، قبل أن تنتقل ميكروسوفت إلى إصدار جديد يسمي "نظام التطوير الاحترافي للبيزيك":
Professional Development System (PDS) BASIC
وعرف أيضا باسم QuickBasic Extended.. وقد استمرت ميكروسوفت في تطوير هذه اللغة حتى الإصدار 7.1.
الجدير بالذكر أنه ما بين عامي 1970 و1990 كانت هناك العديد من إصدارات لغة البيزيك لشركات مختلفة، مثل ترو بيزيك وتربو بيزيك وباور بيزيك وغيرها.. ما سيدهشك حقا أن تلك الإصدارات البدائية كانت تباع بمبالغ من 10 إلى 20 ألف دولار!
على كل حال، لقد انقرضت معظم إصدارات البيزيك، وإن كان بعض هذه الإصدارات ما زال موجودا حتى الآن، سواء للأجهزة الشخصية أو للحاسبات الضخمة mainframes.. لكن لم يحظَ إصدار آخر بمثل ما حظيت به لغة فيجيوال بيزيك من الشهرة والشعبية والازدهار والتطور.. والمثير للسخرية، أن هذا الأمر انطبق حتى على الإصدار المطور من البيزك والمعروف باسم البيزيك الحقيقية True BASIC الذي أصدره مخترعا لغة البيزيك الأصليان جيميني وكارتز، والذي لم يصمد لمنافسة السوق أمام إصدارات ميكروسوفت!

الجيل الثاني: البيزيك والويندوز:
في عام 1991، قررت ميكروسوفت أن تمنح فيجيوال بيزيك حياة جديدة بشكل جديد على نظام الويندوز الوليد.. وبهذا ظهر إلى الوجود الإصدار الأول من لغة البيزيك المرئية، أو فيجيوال بيزيك، التي انتقلت من قِفار الدوس DOS المجدبة إلى مراعي الويندوز الخصبة، مانحةً للمبرمج القدرة على إنشاءِ برامج ذات واجهة مرئيّة Visual Interface، بأسهلِ طريقةٍ وفي أسرعِ وقت.
ومنذ إصدارها، تتصدّر فيجيوال بيزيك قائمة مبيعات لغات البرمجة، لتدخلَ في بناءِ التطبيقاتِ التجاريّة وتطبيقاتِ قواعد البياناتِ البسيطة، وبرامج الوسائط المتعدّدة Multimedia والكثير من الألعاب.
ولكن للأسف.. دائما وأبدا كانت VB أدنى من باقي لغاتِ البرمجة، فتطبيقاتُها أبطأ نسبيّا وأكبر حجما، وتعاني من بعض أوجهِ القصورِ في الأداء.
ولقد استمرّت ميكروسوفت في تطوير فيجيوال بيزيك عبرَ ست إصداراتٍ مختلفة، وفي كلّ إصدارٍ جديدٍ كانت تعالجُ بعضَ المشاكلِ القديمةِ وتضيفُ المزيدَ من القدرات، لتضيقَ الفجوةُ شيئًا فشيئا بين VB وباقي لغات البرمجة.
والجدول التالي يلخص تواريخ إصدارات فيجيوال بيزيك المختلفة:

العام الإصدار
1991 الإصدار الأول من فيجيوال بيزيك
1992 الإصدار الثاني من فيجيوال بيزيك.
1993 الإصدار الثالث من فيجيوال بيزيك.
1995 الإصدار الرابع من فيجيوال بيزيك.
1997 الإصدار الخامس من فيجيوال بيزيك.
1998 الإصدار السادس من فيجيوال بيزيك.
2001 الإصدار السابع من فيجيوال بيزيك: فيجيوال بيزيك دوت نت 2002
2003 تعديلات طفيفة في الإصدار السابع من فيجيوال بيزيك، ضمن فيجيوال ستديو دوت نت 2003.
2005 الإصدار الثامن من فيجيوال بيزيك: فيجيوال بيزيك دوت نت 2005.
2007 الإصدار التاسع من فيجيوال بيزيك: فيجيوال بيزيك دوت نت 2008.
2010 الإصدار العاشر من فيجيوال بيزيك: فيجيوال بيزيك دوت نت 2010.

الجيل الثالث: البيزيك ودوت نت:
في نهاية عام 2001 أقدمت ميكروسوفت أخيرا على الخطوة التي طال انتظارها، فأصدرت نسخة جديدةً بكلّ المقاييس من فيجيوال بيزيك، بنتها من جذورها
From scratch لتجعلها إحدى لغات نظام فيجيوال ستديو دوت نت VS.NET، لتستفيد بكل قدرات إطار العمل Framework، فتصير بذلك ندّا حقيقيّا لعائلة لغات C++، بحيثُ تتسيد فيجيوال بيزيك برمجة تطبيقات مواقع الإنترنت والتطبيقات التجاريّة وتطبيقات قواعد البيانات والوسائط المتعدّدة ومعظم الألعاب وما شابه!
وأعتقدُ أنّ هذا هو السبب الذي دفع ميكروسوفت إلى إصدار اللغة الجديدة سي شارب C#، التي تُعتبر توأما لفيجيوال بيزيك إلا إنّها تستخدم قواعد C++ في كتابة الأوامر، ممّا يشكّلُ لمبرمجي C++ إغراءً تصعبُ مقاومته للانتقالِ إليها، كما انضمت لغة J# إلى عائلة دوت نت عام 2003، لتشكل إغراء لمبرمجي الجافا تصعب مقاومته!
ولكن مهما كانت سهولة C# و J#، فإنّ VB تصرعُهما في هذا المضمار، فهي أقربُ ما تكونُ إلى اللّغةِ الإنجليزيّة العاديّة، ولا تحتوي على الرموزِ الكثيرةِ المملّة التي تملأ سي شارب وجي شارب، مثل ; ، ++ ، == ، ||.... إلى آخر هذه الرموزِ التي تجعلُ احتمالاتِ الخطإ عند كتابةِ الكودِ أعلى، وتجعلُ البرنامجَ أصعبَ فهمًا وأقلَّ ألفةً عندَ قراءته.
ولم تتوقف ميكروسوفت عن التطوير لحظة، ففي العام التالي أصدرت دوت نت 2003، وبعدها بعامين أصدرت دوت نت 2005 التي ضيقت الفجوة أكثر بين فيجيوال بيزيك وسي شارب بإضافة بعض القدرات الناقصة (مثل إعادة تعريف المعاملات Operator Overloading).. ثم جاءت دوت نت 2008 لتتيح لك تعريف الأنواع المجهولة Anonymous Types، وكتابة وسائل إضافية Extended Methods للفئات الجاهزة الموجودة في اللغة، بالإضافة إلى استخدام الاستعلام المتكامل LinQ.. وأخيرا جاءت دوت نت 2010 لتتيح لاستعلامات LinQ الاستفادة من الأجهزة التي تحتوي على أكثر من مشغل دقيق Microprocessor من خلال الاستعلامات المتوازية PLinQ، مع إدخال بعض التعديلات الطفيفة في كود البيزيك، مثل السماح بتقسيم الأوامر على أكثر من سطر في بعض المواضع بدون الحاجة إلى وضع علامة تقسيم السطر _ ، ومثل تعريف دوال فورية Lambda Expressions متعددة السطور، وغير هذا من الإضافات التي سنتعرف عليها في هذا الكتاب.