لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (6) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-10, 07:55 PM   المشاركة رقم: 1011
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146515
المشاركات: 1,576
الجنس أنثى
معدل التقييم: غموض الورد عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 71

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غموض الورد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غموض الورد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الجزء الثالث عشر
[
الفصل الأول ]‎‎‎‎



/
\
/
\


بعنا فينا واشترينا .. ولا درينا بالثمن
الغدر منا وفينا .. لا تقول من الزمن

ما تصير الناس ناس .. لا رحل عنها الضمير
ما تصير الناس ناس .. لا طغى فيها الكبير

الوهم يكبر ونكبر .. داخل الاوهام هم
الألم يكبر ونكبر .. داخل الآلام غم ..

ليه ..؟

ليه كل كف جبرتنا .. لملمتنا وكسرت
ليه كل كف حضنتنا .. شتتنا ورحلت ..؟؟

يعني هي هذي الحياة ..؟
ولا يعني هذا حنا ..

لا رحل عنا الضمير
نهدي الايام .. آهـ

من هدم نفسه بنفسه .. مابنى عمره صحيح
والضعيف من النفوس .. يهدي عمره لأي ريح

لا تلفت .. لا تنادي
لا بشر حولك ..
ولا حولك مبادي

لك مصير من المصير .. ولك جروح من الجروح
ولك حياة .. من الحياة .. ومن نصيب الآهـ .. آهـ

ما تصير الناس ناس .. لا رحل عنها الضمير
ما تصير الناس ناس .. لا طغى فيها الكبير




في مكان اجتمعت فيه الأنفس على اختلاف رغباتها .. عم الهدوء على الجميع في لحظات
قراءة الأدلة .. ابتسامته اللي اعتلت وجهه طول اليوم تحولت لعبوس مفاجيء و نظرات
استغراب .. ركز نظره عليه وهو يشوف كل من في هالقاعة يتلفت عليه .. بلع ريقه
خوف من مصير ماظن ابد انه ممكن يلاحقه .. بالمقابل ابتسم هو ابتسامة انتصار كان
طوال 11 سنة ينتظر اي شي حتى لو كان بسيط يثبت التهم عليه .. و بقدرة رب العالمين
فضح هو نفسه عنده .. تكلم بثقة و بابتسامة رافقته اثناء قراءة الأوراق : و مثل ماتشوف
انت رشاوي بمبالغ كبيرة و تزوير في اوراق رسمية وهذي كلها تدخله السجن لسنوات
وتسقط الدعوة اللي رافعها لحضانة البنت .. رغم ثقتي السابقة بأن تقارير التعذيب كافية
بسلب هالحق منه ..
وقف بغضب و تكلم يدافع عن نفسه : كذاااااب ..
اشر له القاضي يسكت .. ورجع التفت على المحامي : يبدو لي ان الشيكات صحيحة بس
اكيد لابد من التدقيق ..
لوح بيده برضى وجلس مكانه مبتسم بداخله سعادة كبيرة بأنه وبعد هالسنين كلها قدر انه
يلاقي شي على ابو طارق وما كان متوقع ولا بأحلى احلامه ان ابو طارق بنفسه راح يجيب
له ادلة ادانته الين عنده .. اغلقت الجلسة للتحقق من الأدلة .. مع التحفظ على ابو طارق
وسكرتيره لحين اسقاط التهم .. طلع من القاعة بفرحة كبيرة .. والتفت وراه للصوت اللي
يناديه : هلا ..
السكرتير بفرحة : نقول مبروك ؟
رفع يده وهو يشير بأصابعه الاثنين : عصفورين بحجر .. وبإذن الله ما يطلع منها ..
للحظة تذكر ام خالد و اتصالاتها قبل موعد الجلسة .. دخل يده بمخباته وطلع جواله وفتحه
ومن قبل مايفتح كل المسجات اللي ظهرت له اتصل عليها رنتين وردت بعدها بكل هدوء
تخفي خلفه لهفتها : هلا ..
بهدوء مقابل رد : السلام عليكم ..
ردت عليه السلام و كل اللي يدور في بالها .. اي خبر ممكن تستشفه من هدوءه : بشر ؟
ركب سيارته و أشر بيده لسكرتيره يلحقه : مثل مانتمنى والحمدلله .. قدمت عليه ادلة
بتريحني من جلسات ممكن تطول لأكثر من سنة .. وان شاء الله كلها أيام ويكون عندك
صك المحكمة .. رغم احساس الفرحة الغامر اللي بقلبها الا انها اكتفت بكلمات شكر قليلة
و سكرت .. وركضت لديما في الصالة تفرحها .. شافتها جالسة عند التليفون جامدة بدون
اي انفعالات تذكر .. قربت منها و تكلمت بفرح : بنكسب القضية ..
رمشت ديما ونزلت دموعها اللي كانت بعيونها : قلت لها اني مسامحتها .. رغم كل اللي
سوته فيني سامحتها .. ليش ؟
ناظرتها مستغربة كلامها ومسكتها تجلسها و تجلس هي بعد : حبيبتي ؟
لفت تناظر امها سحبت نفس عميق وبعدها تكلمت : منال اختي كلمتني وهي تصيح
وتستسمح مني وسامحتها ..
سحبت التليفون وناظرت بمدة آخر مكالمة .. : تعذيب هالسنين كلها سامحتيها عليه في اقل
من 5 دقايق ؟
ديما بحزن : قالت ماعاد بشوفها ولا بسمع صوتها .. بتنتحر " هزت كتوفها " مادري وش
اللي بيصير ..
ام خالد بصرامة : هذي ما تستاهل انك تسامحينها .. ديما ترى هذي موب طيبة اللي بقلبك
وهالزمن اللي مثل قلبك مايعيش ..
قاطعتها بهدوء : بس هي اختي ..
تكلمت بعصبية : بحريقة .. الله وهالأخت اللي ماشفتي منها الا كل شين .. انا اخوي وهو
ولد امي وابوي والله ما أسامحه على اللي سواه فيني ولو جا حب رجليني .. ومادام ما أقدر
اخذ حقي منه بالدنيا .. وكلت حقي عند اللي ماتضيع عنده الحقوق .. " ناظرتها بنظرة
جامدة " بروح انام شوي البارح كله ماعرفت انام .. اذا اذن الظهر قوميني " وبهمس "
الله يهداك ماخليتيني افرح ..
ناظرت امها وهي رايحة .. عز عليها كثير انها تزعلها لأول مرة وعلى طول ركضت
وراها .. مسكت يدها بنص الدرج وتكلمت برجاء : يمه لا تزعلين علي تكفين بس حسيت
انها بتموت و مابي اقعد عمري كله الوم نفسي اني ماسامحتها ..
ام خالد برضى : للحين الحرة اللي بقلبي مابردت منهم .. لا تلوميني بكرة بيجيك عيال
و بتعرفين شلون تحاربين العالم كله عشان ماتفقدينهم .. ماقدر اسامح اللي حرموني منك
هالعمر كله وربي ماقدر ولا برتاح بيوم الا لاشفتهم يتعذبون مثل ماعذبوني ..
قربت منها وحبت راسها : خلاص انا اليوم عندك " للحظة بس استوعبت الخبر اللي بثته
له امها " يعني خلاص بعيش عندك العمر كله ؟
ابتسمت لها وقالت بحب : بتتزوجين وتروحين بيت زوجك ان شاء الله ..
توردت خدودها وابتسمت بخجل .. : يمه وين ديم ؟
ضحكت بصوت عالي وضمتها : نايمة .. وانا بعد بروح انام وصحيني اذا اذن الظهر ..
هزت راسها برضى وهي تشوفها ترقى الدرج رايحة لغرفتها .. رجعت للصالة وخذت
جوالها .. شافت رقم منال وغمضت عيونها رجعت تناظر بالجوال ومسحت الرقم بدون
تفكير واتصلت على ميساء تكلمها ..



/
\
/
\





بلحظة اختفت فيها كل المشاعر ومابقى الا شعور الغضب العارم .. بوسط هالصالة الكبيرة
اقتربت منه .. حطت كاس العصير على اقرب طاولة وارتمت بحضنه .. من اول مادخلت
عليهم وهي تخبي يدها اليمنى بجيب بنطلونها الجينز وأول ماحست انه صار ملاصق لجسدها
طلعت سكين حادة وغرزتها بصدره .. ما احتاجت اكثر من ثواني حتى تفرغ كل حقد سكن
قلبها فيه بطعنات متتالية سددتها وسط ذهول كل من كان موجود صم اذانها صوت صراخهم
ورفعت السكين تهدد اي شخص يقترب منها وبكل برود تكلمت : دقايق بس وهالمكان بيصير
كله شرطة .. روحو قبل لاحد يوصل وخلوني اقطعه على راحتي ..
كانو 3 بنات و شابين .. ومابين صراخهم واغماء وحدة تلذذت وهي تشوفه غرقان في دمه ..
ورغم كل محاولاته انه يقوم بدا الدم يطلع من فمه .. اقترب منها واحد فيهم ومسكها من ورا .. فلتت
يدها وانجرح فخذه .. لفت عليه وهي تشوفه يحط يده على فخذه ويتألم وتكلمت بصراخ : قلت
لكم اطلعو ولا بتهمكم معاي وربي مجنونة واسويها .. " اشرت عليه بقهر " وهذا الحقييير بموته ..
انهالت بعدها عليه بطعنات اكثر واقتربو منها يمسكون يديها .. طاحت على الأرض وهي تصيح ..
ماكانت بحالتها الطبيعية والحبوب اللي خذتهم خلتها تتصرف بهستيرية سكرت اذونها وهي تسمع
صرخاتهم وتأوهاته .. رجعت ناظرتهم وهي مبتسمة : محد بيجي اصلا .. بس كنت ابي اذبحه
براحتي ..
تجاهلو كلامها وتجمعو حوله ضحكت وهي تسمع تشاورهم وكل واحد فيهم خايف عليه .. " وانتو
تعرفون الحب ياخونة " رددتها بداخلها وهي تبلع غصتها .. ونزلت دمعتها غصب عنها رفعت
يدينها تغطي وجهها واشمئزت من ريحة الدم بكفوفها ماتدري كم مر من الوقت عليهم وما انتبهت
من سرحانها الا على مداهمتم للاستراحة .. وقفت وهي تناظر فيه للمرة الأخيرة جسد مضرج
بدمائه بدون ادنى حركة .. وكل من كان حوله من دقائق اختفو رددت بصوت عالي وهي تشوفهم
يمدون لها العباية : موووت .. جعلك تحترق بنار جهنم مثل ماحرقت قلبي ..
مشت معاهم وهي تنتحب ريحة الدم ازكمتها .. والعذاب اللي تعيشه اقسى من انها تتحمله .. هي
بكل الحالات كانت ضايعة لكنها اختارت الانتقام لنفسها وعرضها كل الشوارع أظلمت بعيونها
والرياض اللي كانت تتغنى به فرح .. اليوم يشيعها لمصيرها المحتوم .. وبوقت التحقيق استعادت
كل لحظة بجنون وبدا جسدها يرتجف خوف .. رغم استبدادها بسنوات عمرها الا ان لقب قاتلة
كان مستحيل حتى لو مزح .. اعترفت بكل شي وسردت تفاصيل الحادثة ودموعها على خدودها
نقلت بعدها لمجمع الأمل الطبي لتخليص جسمها من كل السموم اللي اشبع فيها طوال الأشهر القليلة
الماضية ..
غسلت يدينها و وجهها وهي تناظر في اللي حولها .. بدلت بعدها ملابسها كانت تطبق كل
اوامرهم بصمت وبعد ما استلقت على السرير .. غطت وجهها بيدينها وبكت من قلب بهاللحظة
بكت وكأنها مابكت بحياتها ابد .. بكت مستقبلها وشرفها ودينها .. بكت الأهل اللي كانو حولها
بالاسم ولا الواقع يقول ان كل واحد فيهم يردد نفسي نفسي ..ماتذكر كم الوقت اللي مر عليها ..
قبل ماتعطي الأبرة مفعولها .. وتغط في سبات عميق .. بوسط غرفة يشاركها فيها ثنتين
يتقاسمون معها نفس الضياع .. والمتهم في كل الحالات واحد " غياب الضمير " ..
في وقت ما أعلن الطب الشرعي .. وفاة صلاح متأثر بـ 36 طعنة سددت على أماكن متفرقة
في الصدر والبطن .. ادت لنزيف حاد و تهتك لعدد من انسجة الجسد الداخلية .. بالاضافة الى
القبض على كل من كانو بالاستراحة .. وبعد التفتيش حصلو 4 انواع من المخدرات وملابس
نسائية فاضحة .. و عدد من سيديهات الأفلام الاباحية والتحقيق مؤجل الى ان تتحسن حالتهم
العصبية ..



/
\
/
\




كان صوتها الأعلى من بين الكل و كأنها تبي تلفت الانتباه لها .. وهذا هو اللي تعودت عليه تبي
تكون دايم محور جذب واهتمام اذهلها صوت الصراخ حولهم تلفتت تبي تشوف وش اللي صاير
وجمدت مكانها من الخوف وهي تسمع اوامرهم لعمال الكوفي .. " سكرو الأبواب .. لاحد يطلع
" حاولت تركض وتروح اي مكان .. لكن ماقدرت تتحرك وهي تشوفهم جايين لها .. غمضت
عيونها وهي تسمع صوت احدهم لها " استتري " .. تغطت بسرعة وهي تحس بخوف فظيع
وعيونها تناظر كل اللي حولها توجه لها واحد فيهم وسألها بصرامة : وش يقرب لك هالرجال ؟
تلعثمت وضاعت كل الحروف منها .. ناظرته تبيه ينقذها ويقول اي شي لكن صدمتها ابتسامته
الواسعة .. صرخ عليها يبيها تجاوب عليه : قلت لك وش يقرب لك ..
بلعت ريقها وهي تجاوب بخوف : مايقرب لي ..
اشر لها واحد فيهم تمشي معاهم هي وبنت ثانية كانت طالعة مع شاب .. ابتسم المسئول فيهم ومد
يده للشاب اللي كان معاها .. : الله يعطيك ألف عافية ماقصرت .. ياليت تجي معانا نبي نخلص
الاجراءات الرسمية .. مشى معاهم رايحين لمركز الهيئة القريب .. جلست في المقعد الخلفي
وهي تستمع لتوبيخهم لهم على هالتصرفات .. كانت تصيح خوف من ردة فعل عزام هو عصبي
وتخاف منه ومن عصبيته حتى لو كان السبب تافه .. شلون هالمرة وهي طالعة مع واحد .. اكيد
راح يذبحها .. فركت يدينها بتوتر وكل اللي يمر عليها مثل كابوس مزعج ماقدرت ابد انها تتخيل
وش اللي راح يصير بعده .. نزلو كلهم للمركز .. ومشت معاهم بخطوات مرعوبة .. وهي تحس
لسانها انشل حتى انها عجزت عن الابتهال بهاللحظة .. وكل مايمر طاريه في بالها ترتجف خوف
دخلو وحدة من الغرف وبدو يفتشون شنطتها .. كانت مزدحمة بأدوات الزينة وعطر وجوالين ..
مد لها المسئول فيهم الجوال : افتحي لوحة المفاتيح ..
خذت الجوال وفتحته بعد ماغلطت بالرقم مرتين من الخوف وبدا يفتش جوالها والشيخ يتكلم معاهم
عن الخلوة وتحريمها كانت تسمع ترديد الآخر لعبارات " لاحول ولا قوة الا بالله .. استغفر الله
العظيم " وتذكرت للحظة كل المسجات اللي بجوالها ..
ناظرها بعصبية وتكلم : سحر ؟ تتعاملين بالسحر ؟
هزت راسها بالنفي : لا مو انا ..
قاطعها بنفس العصبية : هاتي رقم ولي امرك بسرعة ..
وقفت وهي تترجاه : لا تكفى والله ليذبحني .. تكفى هالمرة سامحني ..
رد عليها بصرامة : وش اسامحك عليه ؟ معاكسات وطلعات مع الشباب وفوق هذا سحر .. هاتي
رقم ولي امرك لازم يكون موجود ويسمع كل شي ..
نزلت دموعها بغزارة وهي تترجاهم .. لكن كانت تقابل في كل مرة بالرفض القاطع .. قالت له
الرقم بلحظة تمنت الأرض تنشق من تحتها وتبلعها ولا يشوفها عزام بهالمكان ..
دق الأرقام والتفت يسألها : رقم ابوك ولا أخوك ؟
بتردد : لا زوجي ..
ناظر بالجوال وهو يستغفر ثواني و رد عليه عزام .. كلمه يجيهم المركز و سكر .. وبلحظات
الانتظار بدا محاضرة بسيطة عن حكم السحر والشعوذة ..
عزام اللي من تلقى الاتصال وهو يحس بالنار بصدره لأول مرة بحياته يدخل مركز هيئة وعشان
مين ؟
عشان زوجته .. " والله لاذبحها .. " وصل للمركز ومن دخل راح يستفسر عن مكانهم .. دخل
للغرفة اللي هم فيها وقبل مايقول شي توجه لها وهو يسدد ضربات قوية على وجهها .. قرب منه
واحد فيهم ومسك يدينه من الخلف وسحبه عنها : قول لا اله الا الله .. اقعد ياخوي خلنا نفهم
ونفهمك كل شي .. جلس وهو يحس بتنفسه في اقصى سرعة له .. وحرارة هالموقف اللي هو
فيه تزداد مجرد مايسلط نظراته عليها .. سمع سؤاله للشاب اللي قاعد قريب منه وناظره وهو
يرد بثقة : ايه مثل ماقلت لك قبل اثنين من اخوياي لعبت عليهم ولهفت منهم كم ألف وعقب
سحبت عليهم .. وكنا متأكدين انه هذا اسلوبها مع الكثير ..
كان يسمع وهو مصدوم .. ابد ماتوقعها بهالدناءة .. جمع قبضته بحقد وبداخله يهدد ويتوعد
انه يدفعها ثمن خداعها له طوال الفترة الماضية .. تركوها تطلع معاه بعد ماواعدت الساحرة
تقابلها بعد المغرب لدفع المبلغ المطلوب .. كان ماسكها من ذراعها وغارز اظافره بلحمها ..
تأوهت وتكلم بعصبية : ونعم التربية يابنت عمي " وبتهديد " والله .. والله اللي رفع سبع
سماوات لاخليك تبكين دم على اللي سويتيه ..
ركبها السيارة وركب هو بعدها .. كانت تصيح وهي تتخيل مصيرها المجهول .. كل شي
خططت له في لمحة بصر انتهى .. سمعت صوت صراخه عليه وظلت ساكتة .. لأنها
باختصار ماعندها اي شي تقوله ولا تملك أي اعذار ممكن تبرر غلطها ..
عزام بعصبية وهو يضرب بيده على سكان السيارة : تطلعين مع شباب ؟ ياواطية هذي
آخرتها ؟ وجوال ثاني من وراي ؟ .. " و بنبرة مصدومة " و سحر .. ماتخافين ربك ؟
تبيعين دينك عشان دنيا ..
بصوت كله خوف : انا والله ..
قاطعها بصراخ .. : ولا كلمة .. وانتي اصلا تعرفين الله .. والله ياحنين لاربيك ولا ما
أكون عزام ..
استمر بصراخه وتهديده الين ماوصلو بيت اهلها .. ومن أول ماوقف سحبها ينزلها من
السيارة وهي تترجاه .. دخلها مع الباب ورماها على الأرض وعلى طول نزل عقاله
وبدا يطق فيها وهي تصارخ من شدة الألم .. من القهر اللي فيه .. كان يطقها بالعقال
ويرفسها برجلينه .. : سودتي وجهي .. الله يسود وجهك ياحقييييرة ..
امها اللي سمعت صوت الصراخ بالخارج قامت بصعوبة وهي تقاوم ألم رجلها و فتحت
الباب .. ومن شافتهم صدمها المنظر .. بنتها المرمية على الأرض وزوجها اللي ينهال
عليها بالضرب بلا رحمة ..
وبخوف صرخت : يمه حنين ..
ماحسو في وجودها اثنينهم هو وعصبيته اللي معميته عن اي شي ثاني .. وهي وألمها
من طقه لها .. دنق عليها وسحبها من شعرها يقومها : قلت لك تكلمي كم واحد لمسك ؟
حطت يدها على يده تبي تبعدها عن شعرها اللي حست انه يقطعه : والله محد لمسني ..
سحبها لداخل البيت وانتبه لزوجة عمه اللي تصيح بخوف .. دخلها للصالة و وقف مكانه
وتكلم : طلعة من هالبيت مافي الا لقبرك .. بتقعدين هنا ولا ابي اشوفك ابد .. وطلاق
مانيب مطلقك وبخليك معلقة عمرك كله " وبصراخ " والله لو عتبتي باب البيت لاذبحك
وادفنك قدامه وخلي يجيني خبر انك تحركتي شبر " قرب منها وهو يطقها على وجهها "
فااااهمة ؟
هزت راسها بإيه .. وهو يناظر في مرة عمه اللي ماسكة يده .. تترجاه يفسر لها اللي
صاير ..: خليها هي تعلمك على سواد وجهها " التفت لها بقهر وبصق على وجهها "
انقلعي من قدامي ..
استجمع انفاسه وهو يتوجه للباب .. التفت عليها للمرة الأخيرة : بستر عليك عشان اسم
عمي الله يرحمه وعشان أمك اللي للأسف ماعرفت تربيك .. " و بثقة " اليوم بكلم اهلي
يدورون لي وحدة تستاهلني .. و لا انتي مايشرفني تكونين زوجتي وكلن له فيك نصيب ..
فضلة كلن يرميها على الثاني ..
طلع بعدها على طول وهو يستنشق اكبر قدر من الهواء .. ركب سيارته و مشى مايدري
لوين ولا يدري اي طريق يسلكه .. صدمته اليوم جاوزت حدود تصوره وضاع منه الحكي
كان يحس بطعنة في الصميم شي ابد ماكان متخيله .. رغم تصرفاتها معاه الا انه بحياته
ماتصور زوجته و بنت عمه تكون رخيصة و تمشي بطريق الحرام .. رجع لبيتهم وهو
يبلع غصته ألم و قهر على هالانسانة اللي حولت حياته الى
دوامة صدمات ما تنتهي ..



/
\
/
\





ناظرت حولها بتعجب وكل شي تشوفه اجمل من احلامها .. صوت المفاتيح خلاها ترتاع وتناظر
وراها .. كل شي فيه ارعبها .. نظراته ،، ابتسامته وحتى طوله الفارع .. بلعت ريقها وقبل تقول
اي شي تكلم بخبث : هلا والله ..
تسارعت نبضاتها وهي تحس رجلينها ماعاد تقدر تشيلها من اللي هي فيه الحين .. بحياتها كلها
ماتواجهت مع رجل غريب عنها حتى بقريتهم برغم قربهم من بعضهم الا انها بحياتها ماحاكت
احد فيهم او حتى رفعت عينها بعيونهم .. تكلمت برجاء : خالد خلني اروح تكفى ( هو قايل لها
ان اسمه خالد ) ..
باستغراب : خالد ؟ " ومن تذكر على طول ابتسم " اهاااا .. لا تخافين ياحلوة انتي شكلك توك خام
يعني بشكلك على كيفي ..
دفته عنها واكتشفت انها اصطدمت بحاجز ماتحرك ابد .. مسكها مع يدينها .. ودفها على الجدار ..
اقترب منها .. حتى صار جسده ملاصق لجسدها .. وحست بحرارة انفاسه على وجهها .. نزلت
دموعها وهي تترجاه : تكفى مااااابي شي وربي بس خلني اروح لأمي .. " كان مركز نظره عليها
لدرجة ارعبتها .. غمضت عيونها بقوة وهي تصارخ " واللي يسلمك .. لا تسوي فيني شي ..
تجاهل كلامها ورجائها وصار يقبل وجهها بشراهة .. تعالت صرخاتها وهي تشوفه يجلسها على
اقرب صوفا .. ويكمل محاولاته لإشباع رغباته بدون ادنى تفكير بالعواقب ..
بهالأثناء كان جالس بالسيارة ينتظرها تنزل له .. انتبه لنغمة جوالها والتفت وراها .. شاف جوال
سارة ومد يده يشوفه بعد ماتكرر الاتصال للمرة الثالثة .. شاف اسم المتصل وظهر له " ميساء "
رد عليها بخوف : ايوه يامدام ..
بغضب : عم عبده وين خذيت سارة ؟
تكلم بكل صراحة : والله مش عارف .. انا طلعت من الشركة وقابلت واحد عند اول محطة وهو
اللي اداني العنوان .. والست سارة نزلت تشوف الشقة ..
شهقت بخوف : وشو ؟ صاحي انت ..؟ بسرعة روح لها خلها تكلمني " و بصوت عالي شوي "
الحين روح لها ركض ..
على طول نزل من السيارة وهو يتكلم : حاضر ..
دخل للعمارة ومازال جوال سارة عند اذنه .. ماكان يدري وين يروح .. وقبل يرقى الدرج سمع
صوت صراخ .. قرب اذنه من ابواب الشقق بس كان الصوت من الدور الثاني .. تكلم بخوف
.. : ياساتر يارب ..
ميساء باستفهام : وشوو ؟
عبده وهو يركض : سامع صوتها بس مش عارف هيّّا فين ..
كان صوت صراخها اوضح .. اقترب من الباب وحاول يفتحه .. ومن حسن حظه انفتح معاه
على طول .. دخل على الشقة وشافه يتهجم على سارة .. رمى الجوال من يده وانقض عليه
يبي يبعده عنها انتبه طارق لهالدخيل اللي جا بوقت ماتوقع احد يجيه فيها .. سدد لكمة قوية
على وجهه رغم انه كان يرتجف خوف .. خصوصا انه بأواخر الأربعينات وجسده مايكون
بقوة شاب في أواخر العشرينات قدر اخيرا انه يشغله عن سارة ورغم تلقيه لعدد من الضربات
الا انه هذا كله مو هامه .. كثر انه ينقذ سارة البريئة من بين براثن هالوحش الكاسر .. اما هي
استجمعت انفاسها وحاولت تنقذ نفسها من هالوضع اللي هي فيه .. وقفت بصعوبة وهي تشوف
السواق يضربه بجهاز التليفون على راسه .. كانت تحس الثواني دهور من صعوبتها .. طلعت
تركض وتتعثر بدون ماتلتفت وراها وطلع هو بعد يركض وراها طلعت من العمارة ونزلت
للشارع لفت تشوف من اللي وراها .. وسمعت صرخة وحدة مدوية " لاااااا " قبل ماتغيب عن
الدنيا .. اما هو وقف مكانه مذهول وهو يسمع صوت الفرامل بعدها شاف جسد سارة يطير بالهوا
قبل ماتقع على الأرض غارقة في دمائها ماقدر يتحرك او يسوي شي حتى بلحظة هروب صاحب
السيارة .. العم عبده اللي سمع الصوت وقال له قلبه انها سارة .. اول ماشاف جسدها الملقى راح
لها بسرعة " ياساتر .. لاحول ولا قوة الا بالله " .. اقترب منها يبي يشوف نبضها لكن منظرها
والدم مغطيها خلاه يكش شوي حس بيد تبعده وتشيلها واذهله انه هو نفس الشخص اللي تسبب
بأذيتها .. حاول يلحقه لكن طارق كان اسرع منه .. مددها بالسيت الخلفي وانطلق رايح لأقرب
مستشفى .. كان يمشي بسرعة جنونية ويقطع كل اشارة تقابله .. وعند اشارة مزدحمة صار
يضرب هرنات بشكل متواصل .. نزل قزاز السيارة يصارخ على صاحب السيارة اللي قدامه
.. : تحرررك لا تموت البنت علي ..
تحركت السيارتين اللي قدامه و وصل لأول مستشفى يواجهه وعلى طول صوت لهم يجون
يشيلونها ماكان يدري اذا ماتت أو لا جسدها ماكانت تصدر منه ادنى حركة وتنفسها ماكان يقدر
ابد يحس فيه .. صارخ عليهم يبيهم يستعجلون : بسرررعة لا تموت ..
ماعاد شاف احد بعدها .. اختفت هي بالداخل واختفى معاها أي خبر يقين حاليا .. وجلس مكانه
يناظر بدمها على اطراف كمه .. وهو يحس بتأنيب ضمير فظيع من اللي سببه لها .. ولو ماتت
بسببه ماراح يسامح نفسه ابد على اللي سواه لها ..



/
\
/
\




شبرت مكتبها رايحة وجاية وهي كل شوي تتصل عليه وعليها .. والى هالحين ماجاها اي
رد ابد من بعد آخر مرة كانت على الخط .. وسمعت صوت صرخاتها اللي زرعت خوف
كبير بقلبها .. كررت اتصالاتها اكثر من مرة وهي تردد ابتهالات بداخلها ان الله يستر عليها
اتعبها كثر التفكير وماقدرت تتحمل وساوسها اللي ازعجتها .. جلست على اقرب كرسي
ودفنت وجهها بين يدينها .. " يارب استر عليها .. " دقايق بس وجاها اتصال انقذها من
هواجسها اللي صارت توديها وتجيبها .. ردت بسرعة وصوت انفاسها يسابقها : الو ..
كان يحس بخوف كبير عليها .. وعلى موقفه هو .. تكلم بأهم شي .. حتى يأجل كل موضوع
لوقت آخر .. : سارة خبطتها عربية وهيا دلوئتي في المستشفى ..
شهقت وهي تحط يدها على صدرها : وش فييييه ؟ وش اللي صار عليها ؟
حكى لها كل شي صار من أول ماطلع لها الشقة .. الين المستشفى اللي قدر بصعوبة يوصله
بعد ماكان يطارد طارق ..
نزلت دموعها غصب عنها و وقفت وهي تكلمه : بسرعة تعال الشركة الحين ابي اروح لها ..
العم عبده بانصياع : حاضر ..
خذت عباتها وشنطتها .. لبست عباتها وهي طالعة من مكتبها بدون ماتلتفت لاحد .. ومن
وصلت عند البوابة الكبيرة وقفت تنتظره .. دقت على زوجها تبلغه لكن مارد عليها كتبت له
رسالة وقرتها قبل ماترسلها .. " فيصل انا رايحة للمستشفى .. سارة صاير عليها حادث ..
اذا فضيت كلمني ضروري .." وعلى طول ارسلتها له .. و وقفت مكانها بتوتر وكل شوي
تناظر ساعتها .. دقايق وشافته جاي من أول الشارع .. مشت بخطوات سريعة تبي تطير لها
على طول وقبل ماتوقف السيارة فتحت الباب وركبت معاه .. كانت طول الطريق تلوم نفسها
على قرارها اللي ممكن يكون مميت لإنسانة بسيطة .. ودفعتها الحاجة انها تترك ديرتها وأهلها
وتجي تصارع الحياة لوحدها بدون رقيب الا اخوها اللي اصغر منها بـ 10 سنوات .. وصلت
للمستشفى ودخلت لقسم الطواريء ومشت بخطوات سريعة تسأل عنها بالاستعلامات .. والنتيجة
كانت وحدة .. الى الآن مافي اي خبر عنها .. وقفت قبال باب الغرفة اللي قالو لها ان سارة
فيها .. جاها بهالوقت اتصال .. ناظرت برقم زوجها وردت عليه .. ومن سمع صوتها حس
بنبرة الخوف فيها .. : شفتيها ؟ وش قالو لك عنها ؟
ميساء وهي تستجمع انفاسها : مادري .. وربي مادري عن شي .. للحين محد طلع .. اصلا
توني واصلة من شوي ..
فيصل يحاول يطمنها : ان شاء الله مافيها الا العافية " وباستفسار " شلون صاير عليها حادث
وهي بالدوام ؟
ميساء بصوت باكي : الى هالحين مادري ليش طلعت من الشركة .. بتجي ؟
ناظر ساعته وتكلم : 10 دقايق واطلع من الشركة .. وان شاء الله ما أصادف زحمة .. اذا جد
اي شي علميني ..
سكرت منه وناظرت بامتداد الممر الطويل .. شافت شخص جالس على الأرض ومغطي وجهه
بيدينه تجاهلته و وقفت مكانها تنتظر وهي تهز رجلها بتوتر .. وخلال هالوقت صادفتها مشاعر
مختلفة حزن وخوف وشفقة واحساس بالذنب .. ماكانت تبي تفكر في اسباب خروجها لأنها تبي
تحسن النية فيها .. شافت العم عبده جاي وهو يأشر لها على الشخص الجالس : أهو دا اللي كان
هيعتدي عليها ..حست بغضب كبير يجتاح قلبها .. أي وقاحة اللي يمتلكها تخليه رغم اللي سواه
فيها يقترب منها .. بلا شعور منها راحت له وتكلمت بصوت حاولت مايكون عالي : وش تبي
فيها انت .. مو كافي اللي سويته فيها ؟ ولا صح " وانخرس لسانها فجأة وهي تشوفه يبعد يدينه
عن وجهه ويناظرها .. تكلمت بصدمة " طارق ؟!
رجعت تناظر العم عبده تبيه ينكر .. يقول اي شي بس مايثبت الوساوس اللي اشغلتها .. اقترب
منهم وصار يأشر عليه ويعلمها بكل التفاصيل قام طارق ومسكه مع ياقة قميصه ودفه على
الجدار بعصبية : انطممم ولا كلمة ترى اللي فيني كافيني ..
كانت تدعي ربي تظل صورة سارة بريئة بعينها.. مثل ماجات من ديرتها .. نزلت راسها وهي
تهدده بقهر : والله لو صار لها شي ياطارق لادفعك الثمن غالي .. " وباستهزاء " وجاي ليش
وراها .. خايف عليها ؟ لا وربي انت مافي قلبك رحمة ولا تملك ذرة احساس .. مالقيت الا
سارة ..! سارة يا طارق ؟ قلو بنات الدنيا مالقيت الا هي ؟
لف عليها وتكلم بعصبية : البنت طايحة جوه بين الحياة والموت وانتي جاية تعاتبيني ؟
كان يصارخ وكل شوي يسكت صوت نغمة جواله اللي ازعجته من أول والاتصالات ماوقفت
ابد ..
انتبه للدكتور طالع وراح له ركض ومشت هي بعد وراه ..
تكلم طارق بخوف : بشر ؟
ناظره ورجع ناظر ميساء : انتو أهلها ؟
تكلمت ميساء قبل مايقول طارق شي : اهلها في قرية بعيدة وهي ساكنة عندي بالبيت ..
توجه لها الدكتور بكلامه وتجاهل وجود طارق : هي حاليا في غيبوبة نتيجة تعرضها لنزيف
داخلي .. ومحتاجين بعد متبرعين بالدم .. نبي نشوف اللي فصيلة دمه مطابقة .. احنا حطينا
لها دم لكن محتاجين بعد ..
قاطعه طارق : انا الحين اسوي التحليل ..
لفت عليه ميساء متفاجأة .. شلون يحاول يعتدي عليها والحين يبي يتبرع لها بدمه راحو
ثلاثتهم يجرون التحاليل .. واخيرا طلعت فصيلة دم ميساء هي اللي مطابقة .. سحبو منها
الدم ودخلوها تريح بوحدة من الغرف ..
اما هو مشى ورا الدكتور و صوت له : يا دكتور ..
رد عليه بدون مايلتفت له : هلا ..
طارق بتردد : شلون حالتها الحين ؟
الدكتور وهو يمد اوراق التحاليل لمساعده : حالتها جدا خطيرة .. واحتمال كبير انها ماتقدر
تعيش اكثر من هالساعات القليلة .. تعرضت لكسور بكل جسمها ونزيف داخلي .. ومع
هالغيبوبة مانقدر نحكم على تطور حالتها ..
تراجع للخلف وهو يحبس انفاسه وكلمات الدكتور مازالت للحين تتردد في باله " واحتمال
كبير انها ماتقدر تعيش اكثر من هالساعات القليلة .. واحتمال كبير انها ماتقدر تعيش اكثر
من هالساعات القليلة ..واحتمال كبير انها ماتقدر تعيش اكثر من هالساعات القليلة ..
" هز راسه وكأنه ينفض الأفكار اللي ازعجته .. لو ماتت .. مستحيل يسامح نفسه وهو اللي
اغتال براءتها .. ودنس طهرها بلحظة ضلال واتباع لهواه ..
استغرب نفسه كيف يكون هذا شعوره وهو اللي عاش عمره كله بلا قلب .. ومشاعر مجمدة
من زمن طويل .. تذكر نفسه قبل 9 سنوات كان ببداية العشرين من عمره .. شاب في مقتبل
العمر حب وحدة تعرف عليها بالصدفة .. تعلق فيها لحد الجنون .. وبلحظة بس وبدون
تخطيط مسبق انكشفت له خياناتها لعبت عليه مثل مالعبت على غيره .. وأوهمته بحب ابد
ماكان من قلبها .. وبعد هذا كله تركته وتركت فيه جرح غائر كبر اكثر وزرع حقد كبير
بداخله .. كره البنات واعتبر الخيانة مرادف لهم .. وكره الحب وأي شعور حلو بداخله ..
وانتقم منها هي بكل بنت عرفها .. لكن سارة وحادثها كانت صدمة بالنسبة له وكأنها اعادت
اكتشاف مشاعره الانسانية وظل مكانه يصارع هالمشاعر الجديدة .. ويترقب اي خبر عنها



/
\
/
\




بلحظات الانتظار وعتاب النفس اللي ابد ما انتهى .. رد اخيرا على الاتصال اللي
صار له ساعة : نعم ؟
جاه صوته الخايف من نقل خبر بهالصعوبة : طارق انا سكرتير الوالد .. الحين هو
ممسوك في قضية رشوة .. ويبيك الحين ضروري ..
صعق من هالخبر وقطب جبينه : رشوة ؟
السكرتير بتأكيد : ايه رشوة .. انت تعال وانا بفهمك كل شي ..
قام رايح لابوه وهو متنرفز : زين الحين جاي .. اي قسم ؟
السكرتير : قسم شرطة الـ ......
سكر منه طالع من المستشفى بكبره .. رايح للقسم يشوف وش صاير على ابوه .. طول
الطريق وهو يفكر باللي صار اليوم .. حس انه كان بقمة غبائه وممكن ينسجن بسبب
هالغباء .. لو هرب بوقتها ماكان احد راح يدري من هالشخص اللي حاول يعتدي عليها
حتى السواق مايعرف هالشخص مين .. لكن وجوده بالمستشفى كشف كل شي قدام ميساء
اللي هو متأكد انها مستحيل تسكت عنه .. وأكيد راح تكشف كل شي لعمه فيصل وللتحقيق
والحين بعد جاته قضية ابوه اللي فاجأته .. هو مقتنع ان ابوه مستحيل يكون انسان مرتشي
ويشوف انه افضل قدوة له من صور نجاحاته وانجازاته .. ترك التفكير بهالأمور كلها
يبي يروح لابوه يشوف وش اللي صاير .. يمكن يقدر يفك هالغموض اللي يلف حول
هالموضوع بركن سيارته من وصل ونزل يمشي بخطوات سريعة .. دخل يتلفت حوله
مايدري وين يروح بالضبط .. ومن شاف السكرتير واقف يأشر له .. راح له على طول
ومن اول ما اقترب منه سأله .. : وين ابوي ؟
تكلم بارتباك : تعال معاي ..
مشو اثنينهم لغرفة كانو مجلسينه فيها .. ومن شاف ابوه وهو فاتح ازرار ثوبه وباين عليه
التعب ركض له : يبه شفيك ؟
ابو طارق وهو يتنفس بصعوبة : مصيبة وطاحت على راسي .. هالمحامي السافل ماخلا
مكان الا نبش فيه عني .. وجايب ادلة ما اقدر انفيها ..
طارق باستغراب : شلون يعني ؟ هالتهمة صدق ؟
نزل راسه بأسى .. لأول مرة تنهز صورة نجاحه قدام احد من عياله .. قرب منه طارق
ومسك يده يبي يجلسه بعد ما لاحظ تغير لون وجهه .. وتكلم بصراخ وهو يكلم السكرتير
.. : انقلع ناد لي احد بنقل ابوي للمستشفى ..
ثواني بس كانت بين كلامه وطيحة ابوه .. ولأنه كان ماسك يده حاول انه يمسك فيه قبل
مايطيح ابوه ..
لكن ثقل جسده خلاه يميل معاه .. رفع راسه وناظر السكرتير وهو يصارخ : وش عندك
واقف ؟ تحرك ..
تجمعو حوله اكثر من شخص وتعاونو على نقله لأقرب مستشفى .. حس نفسه مخنوق ومو
قادر يتحمل هالوضع كله .. الانتظار والصدمة وخيبة الأمل ارهقته .. وريحة المستشفى
مزعجة جدا بالنسبة له ..
توه اللي طلع من المستشفى والحين رجع له .. " جلطة خفيفة في القلب " سبب طيحة ابوه ..
حس انه مخنوق ومصيبة ابوه نسته كل شي صار قبل حتى لو كان هو المتسبب .. مشى
لمكتب الدكتور يبي يستفسر عن حالته قبل مايروح لمحامي ابوه ويفهم منه كل تفاصيل
القضية .. طق الباب على الدكتور وسمح له انه يدخل وأول مادخل عليه شافه واقف وهو لابس
نظارته وبيده مجموعة أوراق سلم و وقف مكانه يكلمه : لاهنت يادكتور ابي اعرف شلون حالة
ابوي الحين ؟
ناظر ساعته ومشى طالع من مكتبه : ان شاء الله ما قدامه الا العافية .. الجلطة الحمدلله خفيفة
ولازم نتركه في العناية المركزة الين تستقر حالته " ابتسم وهو يلوح له بيده " اعذرني عندي
الحين عملية ولازم اروح ..
ناظره وهو يروح من قدامه وطلع من المستشفى رايح البيت من رجع للبيت دخل يتسبح ويغير
ملابسه رمى ثوبه اللي كان دم سارة بأطراف كمه بأقرب زبالة ( تكرمون ) وتمدد على سريره
يبي ينام له شوي واذا قام بيتطمن على حالة ابوه ..
بعد حول الـ ٣ ساعات قام على صوت نغمة جواله .. فتح عيونه بصعوبة واخذ جواله يناظر
الساعة شافها تشير لـ ٤ وربع .. بعد ماسكر المتصل .. شاف عدد المكالمات اللي لم يرد
عليها " ١٢ " ..
ماعرف الرقم المتصل عليه كان رقم ثابت .. قطب جبينه وهو يحاول يعرف مين المتصل
انتظر لثواني قبل يجيه الرد .. و رد بصوت متعب : هلا .. مين معاي ؟
جاه صوت هادي من الطرف الآخر : الحين متصل وتقول مين معاي .. من انت بالأول ..
تأفف بقرف وتكلم بقل صبر : انا طارق .. وانت من اليوم تدق علي ..
اول ماعرف من هو المتصل تكلم على طول : معاك المقدم فهد الـ من قسم الـ ......
تسارعت نبضات قلبه .. هذا غير القسم اللي كان ابوه فيه .. معناها اكيد ميساء اشتكت عليه
فز واقف على طول وهو يقول بتلعثم : هااااه .. هلا وش بغيت ؟
صاغ الكلام بأهون طريقة ممكنة وتكلم : اختك منال ..
غمض عيونه وسحب نفس عميق " لا مو هذي بعد " تسائل بخوف : وش فيها ..؟
الضابط بهدوء : متهمة بالقتل وتعاطي المخدرات .. وهي الحين في مجمع الأمل الطبي لعلاجها
من الادمان ونبيك تجي لأنا نبي نستكمل الاجراءات اللازمة .. ومن أول نتصل على الوالد
جواله مغلق .. الو .. انت معاي ..
ماكان يسمع شي ابد بعد كلمة " متهمة بالقتل " طاح الجوال من يده وحط يدينه على راسه
انشل لسانه عن اي كلام وضاعت كل التفاصيل بزحمة هالمصايب .. حس باختناق من
هاللي يصير لهم هو ماقدر يتحمل كل اللي سمعه شلون امه .. ابوه واخته بالسجن .. وهو
يمكن يواجهه نفس القدر .. غصب عنه صار يبكي مثل الأطفال .. حس ان كل هاللي يصير
ابتلاء من رب العالمين لهم " استغفر الله العظيم واتوب اليه .. استغفر الله العظيم واتوب اليه "
قام وهو يحس انه مختنق طلع بكت الدخان من درج الكومدينه واخذ له زقارة .. ولعها وبدا
يسحب نفس منها .. مسح دموعه اللي نزلت وقام يلبس ثوبه ..
اخذ جواله ودخانه وسويتش السيارة ونزل طنش وجود امه اللي تصوت له وطلع رايح للقسم
طول الطريق وهو يدخن بشراهة ومن تنتهي زقارة يطلع له وحدة غيرها .. وهو يفكر باخته
هذي ثاني صورة حلوة تتهشم قدام عيونه بيوم واحد .. ابوه الحرامي والمرتشي واخته القاتلة
والمدمنة .. وما خفي كان أعظم ..



/
\
/
\

يتبع ...

•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•

 
 

 

عرض البوم صور غموض الورد   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 08:38 PM   المشاركة رقم: 1012
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146515
المشاركات: 1,576
الجنس أنثى
معدل التقييم: غموض الورد عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 71

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غموض الورد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غموض الورد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الجزء الثالث عشر
[ الفصل الثاني ]‎‎‎‎



/
\
/
\



من منطلق عيش الحياة السعيده
عيش وعلى الله لو تجيك السعاده

ماهو اعتراض لحكم رب وعقيده
ولاهو امتعاض انسان طامع زياده

لله ملكه والبشر هم عبيده
يحيى هشيم الارض فــ اقصى بلاده

له نلتجي من كل شراً حصيده
يقضى على ملك الفرح والسياده

تكبل يديني هموم (ن) شديده
والحزن يعرض في خفوقي مزاده

مدري وش اللي من سنين استفيده
ولا حس فيني من طموحي اراده

يالله عبدك لو تضايق تفيده
ارخص حياته واللهو ما افاده

لي تسعة وعشرين روحي وحيده
تصارع امواج الزمن واضطهاده

تعبت من طيش (ن) يسخر مـ ( اريده)
وابليس دايم ماتقصر جياده

اخاف تصبح هالعلاقه وطيده
ويظل حزني تحت لين الوساده

ياليت حلمي في حياةً جديده
يواكب الواقع في قالب اعاده

يارب غفرانك ونفسى عنيده
والليل لا اقبل ينتثر بي سواده

يارب ثبتني على ما اريده
وارزق خفوقي طاعتك بالعباده



هاليوم كله غريب بكل تفاصيله .. كل افراح وضحك السنين اللي مضت .. تبدلت
في يوم واحد الى أوجاع مايقدر اي شخص انه يتحملها .. منال واللي سمعه عنها
خلاه يفكر بكل شي هو اقترفه بحياته .. ليه الواحد اذا لعب على البنات وتمادى
بعلاقاته .. مايفكر ان عنده خوات .. ليه ماحسب حساب لهاليوم اللي تكشفت فيه
كل الحقائق .. الى هالحين وهو مصدوم .. اخته قتلت .. شي ابد ماكان يتصوره
حتى ولو كان مزح .. شلون الحين وكل شي صار جد .. مايدري شلون يتصرف
ولايدري شلون يبدا هالموضوع مع امه .. دخل البيت وبداخله هموم كبيرة .. شافها
جالسة ومهمومة وتصارخ على زياد اللي قالب لها الصالة ملعب .. جلس قريب منها
وهو يناظرها .. لفت عليه معصبة : خير وش عندك جاي اليوم بدري .. تكلم ترى
اللي فيني كافيني ..
تجاهل كلامها معاه مو أول مرة تعامله بهالأسلوب وماكان يفرق معاه قسوتها : والله
الخير يمين واللي بقوله لك يسار " وبصراخ لف على زياد " انقلع برا لا تغثني ..
ولأنها تدق على ابو طارق من الصباح ومايرد توقعت انه صاير فيه شي : ابوك وش
فيه ؟
حاول يسهل الأمور عليها لأن كل اللي بيقوله لها مصايب : انا علي تهمة واحتمال
انسجن فترة مدري
وش كثر بالضبط .. بس انا جاي اعلمك بكل شي صاير واروح بعدها .. يمه ابوي في
المستشفى ان شاء
الله انه طيب بس طاح علينا .. ومسكوه في قضية رشوة ..
شهقت وضربت على خدودها : رشوة ..!
ضحك بسخرية في خاطره على شكلها وهي قاعدة تولول والى الآن مابعد قال لها اكبر
المصايب وأشدها .. بالأخير قرر يترك خبر منال تعرفه هي بنفسها مايقدر يتحمل انها
هي بعد تطيح عليه ويوديها المستشفى ..
طلع من عندها رايح للمستشفى يبي بس يتطمن عليها قبل يغيّب في السجن لمدة مايعلم
فيها الا الله .. تاركها وراه مصدومة من اللي سمعته .. وتدعي عليه وكأنه هو السبب ..
ومن وصل للمستشفى حاول انه يتهرب من كل الوجيه لا تلمحه .. من بعيد شاف اخوها
جالس عند باب العناية المركزة ويصيح .. حس بطعنة في صدره وهو يشوفه يتألم ومحد
كان سبب هالألم الا هو .. كان وده يقترب منه ويسأله لكن تراجع وهو يشوف عمه جاي
له وماد له يده يقومه .. تراجع للخلف وتخبى الين اختفت اصواتهم ناظر قدامه وماشاف
احد ..
مشى الى باب العناية المركزة و وقف عنده .. تلفت حوله .. وشاف ممرضة تطلع منها
استوقفها : لو سمحتي ..
وقفت على طول وناظرته : هلا ؟
بتلعثم : ابي اسأل عن وحدة اسمها سارة .. صاير عليها حادث .. صادمتها سيارة ..
كان يدري انه مايقدر يسأل عنها عند اي دكتور الحين الا تتبعها اسئلة واجوبة ماتنتهي ..
واكتفى انه يعرف اخبارها بأي طريقة ..
ما احتاجت انها تفكر وقت طويل على طول عرفت من يقصد : الى الآن في غيبوبة ..
" وقبل مايقول شي كملت كلامها " ادعو لها وان شاء الله ربي يقومها بالسلامة ..
ماتكلم بعد كلامها ولا علق ابد ..تأنيب الضمير اتعبه وكأنه كان محتاج مثل هالحادث
يصحيه من غفلته .. طلع من المستشفى وراح يسلم نفسه لأن هالمرة ابد مايقدر يختفي
ويرجع وكأن شي ماكان .. وصل لقسم الشرطة وخذوه للسجن بعد ما اعترف لهم
بتفاصيل محاولته الاعتداء عليها .. يمكن يقدر يرتاح من الهموم اللي اثقلته من الصباح ..
جلس طول الليل يفكر بحياته .. بهمومه اللي عاشها العمر كله .. وظل طول هالعمر
سجين ملذاته ورغباته .. كان مظلم هالليل .. احتاج لهالسجن عشان مايرجع لطغيانه ..
احتاج انه يستعيد ذاته وكيانه اللي كانت طوع لهواه .. ناظر بكل هالوجيه حوله وقام
يصلي توضى وصلى واليوم لأول مرة من سنوات طويلة يسجد لربه .. تمدد بعدها يبي
ينام وبلحظة مرت كل الصور قدام عينه منال ليش قتلت صلاح هذا اللي عجز يستوعبه
أو يلقى له جواب .. ابد ماكان يشك انه في شي مو طبيعي يصير .. هي بطبعها مزاجية
واغلب وقتها معصبة وحالتها في الفترة الأخيرة مافرقت واجد عن قبل تعب من هالتفكير
كله .. هو ، سارة ، ابوه وآخرتها منال ..
هم ورا هم وأي قلب راح يقدر يتحمل هاللي يصير كله .. ومازال مصير امه مجهول لكنه
اختار الهروب اسلم حل .. حط يده على راسه يقاوم هالأحاسيس المتعبة كلها ماكان يتصور
ابد انه بيجيه يوم يفكر بحياته وحياة غيره وهو اللي انغمس بحياته الخاصة تارك الأمور
على هوى اصحابها .. واكثر ماكان يؤرقه ويتعبه .. بعد هالذنوب كلها والخطايا والآثام
اللي ارتكبها بحياته .. هل ممكن يتوب .. ويبدا صفحة جديدة طاهرة بدون اي معاصي ..
تساؤلات ارهقته واتعبت تفكيره يبي بس تعدي هالأيام ويعرف وش اللي ممكن يصير له ..



/
\
/
\




الصباح اليوم غير .. هالصباح محمل بالأحزان والهموم .. وهو من عرف باللي
صار لأخته ودموعه ماوقفت .. هالأشهر اللي قعدوها اثنينهم بالرياض قربت بينهم
اكثر .. كانت له مثل امه باهتمامها فيه وحرصها عليه .. كانو متفقين يقضون آخر
شهر ونص من اجازة الصيف في الديرة .. قالت له بعد 3 ايام بس بتبدا اجازتها
وراح يقضون 6 اسابيع بوسط ديرتهم ومع اهلهم تمنى بس لو كان له سلطة عليها
ومنعها انها تترك ديرتها من الاساس .. انتبه لصوت طق الباب وطلع من غرفتها
غسل وجهه وراح يفتح الباب .. ومن شافه واقف قدامه ماقدر يقاوم حزنه .. وبدون
شعور تكلم : سارة بتموت ياراكان ..
ضمه بقوة وهو يبلع غصته .. يوم قال ان الدنيا اخيرا ضحكت لهم .. رجعو للهم من
جديد .. حاول انه يكون بكامل قوته وتكلم : ماقدامها الا العافية .. اذكر ربك يامحمد ..
تعال بنروح المستشفى وعقب تروح معي لشقتي انا والعيال " بعده عنه وناظر وجهه "
لا تصيح واللي يسلمك هذاني تارك خواتي في الموتر يصيحن ..
مسح دموعه بظهر كفه ومشى معاه .. كان راكان جاي بسيارة عبدالله اللي قعدو هم
الاثنين بالرياض لأنهم ماخذين ترم صيفي .. ومن ركب السيارة التزم الصمت .. لكن
اتعبه صوت صياح بنات عمه .. وزادو فوق همه هم التفت على راكان بسرعة : احلفك
بالله سارة صاير عليها شي تعالت بوقتها صرخات متتالية بقلبه " لاااا .. لاتقول ماتت "
راكان وهو يناظر الطريق قدامه : والله ماصار لها غير اللي انت تعرفه ..
نزل راسه وتكلم بحزن : يوم قامت الصبح شافتني سهران وقعدت تهاوشني وانا اراددها
وطلعت زعلانة وهي تحلف انها لا رجعت بعد الظهر ماراح تحاتسيني ابد ..
تكلمت نورة بعد صمت طويل : وراك تحتسي عنها تسنها ميتة .. انت ادعي لها وسارة
قلبها طيب بترجع وتحاتسيك وتنسى كل شي ..
سكت واستسلم للي قالته له .. بالأخير كل شي بعلم الغيب ومايعلم فيه الا الله .. وصلو
للمستشفى وكل واحد فيهم بقلبه أمل كبير ان اليوم افضل من امس .. لفت نورة على
شيخة تكلمها : ياشين هالصباح اللي تصبحت فيه بهالخبر .. اللي يضيق الصدر والله اني
خايفة اسمع شي مايسرني ..
شيخة بصوت كله صياح : يارب تشفيها .. يارب تقومها بالسلامة ..
وقفو ثنتينهم بانتظار راكان ومحمد اللي راحو يسألون عنها واشتغلت السنهم تلهج بالدعاء
الخالص لها من القلب .. دقائق معدودة ورجعو اثنينهم معاهم دكتور ..
دخل للغرفة شوي وطلع لهم : ان شاء الله انها قوية .. الى الآن مافي اي تحسن يذكر
على حالتها .. لكن خلو املكم بالله كبير .. وبإذن الله بتقوم بالسلامة ..
محمد بحزن : ابي اشوفها يادكتور .. بس ابي اتطمن عليها ..
هز راسه بالنفي وهو يقلب في تفاصيل حالتها : الحين مستحيل .. حالتها ماتسمح ابد
لأي زيارات .. انتظرو عليها يومين بإذن الله تتحسن حالتها ..
استئذنهم الدكتور ماشي ومشى وراه راكان .. : دكتور ..
لف وراه وناظره مستفسر .. : هلا ..
راكان وهو يقترب منه : تكفى علمني الصدز .. احس انك ماقلت كل شي عنها ..
وقف مكانه وتكلم معاه : لا بالعكس قلت كل شي .. بس ودنا نسوي لها اشعة ونعرف
الكسور اللي تعرضت لها .. الحين مانقدر نفصلها عن الأجهزة مادام حياتها بخطر ..
ممكن اي تدخل في غير محله يتسبب لها بضرر كبير .. انتو ادعو لها تفوق من الغيبوبة
ان شاء الله بعدها ربي يسهل كل امورها ..
صافحه يشكره على كلامه معاه .. ورجع لخواته ومحمد : يالله مشينا ..
قربت نورة منه وسألته : وش قال لك ؟
لف عليها يناظرها وهو ماشي : نفس الكلام اللي قاله قدامكم .. الله يشفيها يارب ..
رجعو بعدها كل واحد لبيته الا محمد اللي راح ياخذ بعض اغراضه ويجلس عند راكان
هالفترة ..





‏/
\
‏/
\




حرك يدينه وهو ينادي باسمه .. حس بخوف كبير بقلبه من هالصمت المفاجيء توه
اللي من ربع ساعة تركه وراح يصلي .. والحين رجع ولقاه جسد ثابت بدون اي
حركة .. ركض لخارج الغرفة يستنجد بالممرضات .. اي احد يجي يشوفه .. وتجمعو
الكل حوله .. كان واقف يناظرهم من بعيد .. خايف ومترقب .. خايف انه يسمع الخبر
اللي ابد مايتمناه ثواني وشاف الدكتور يدخل للغرفة .. كان يحس كل شي حوله مثل
الخيال وأصواتهم مزعجة له .. حس بتعابير وجه الدكتور ان الوضع ابد مو تمام اقترب
منه وهو يردد بداخله دعوات من قلب خايف ..
ناظر الدكتور لعيونه وتكلم : قول لا اله الا الله ..
هز راسه بعدم تصديق : لا تقول مات يادكتور .. لا لا تكفى ..
اقترب منه يهزه وهو يناديه : يبه .. يبه رد علي .. يبه امي واخواني الحين جايين ..
" هزه بشكل اقوى وهو يصارخ " يبه ..
مسكه الدكتور من اكتافه يحاول يهديه : اذكر الله يا نايف كلنا لها .. الموت حق علينا
وهذا اللي الله كاتبه ..
غمض عيونه وهو يغطي وجهه بشماغه : انا لله وانا اليه راجعون .. لاحول ولاقوة
الا بالله ..
جلس على الكرسي اللي تعود كل يوم يجلس عليه ويسولف .. وهو يبكي بكاء يقطع
القلب .. تعلق في ابوه بالفترة الأخيرة بشكل كبير .. جلسته معاه طول الوقت قربت
بينهم كثير .. مسك جواله واتصل على اخوه الكبير .. : مشيت من البيت ولا توك ؟
حس بصوته متغير لكن ماحب يسأل .. لانه خايف يسمع شي مايسره : لا توني انتظر
امي مسوية شوربة لابوي وجايين ليه ؟
بلع غصته وتكلم : الوالد يطلبك الحل ..
جاه صوته المتألم وهو يردد : لاحول ولاقوة الا بالله .. لاحول ولا قوة الا بالله ..
سكر منه وقام يبي يطلع من المستشفى شوي .. يحس انه مختنق و وده يستنشق هوا
غير هوا المستشفى اللي ازكم انفه .. كان يحس بألم كبير بصدره .. هالفقد اوجعه وكل
التفاصيل اللي تبعته امتلت سواد .. كان شكل ابوه في الأسابيع الأخيرة مفزع ..
ضعف بشكل كبير ولونه مصفر .. ويتكلم بصعوبة .. مايقدر ينسى كلمته له قبل مايروح
الصلاة .. " لاجيت من الصلاة تعال بعلمك شي يفرحك " رجع بلهفة يبي يسمع الاخبار
المفرحة .. وطول الطريق من المصلى لغرفته وهو يفكر وش ممكن يكون هالشي .. لكن
اصطدم بخبر وفاته اللي اوجعه .. وتحول الفرح والحلم والأمل لحزن بثواني .. " اللهم لا
اعتراض على حكمك يارب العالمين " مر عليه وقت طويل وهو على هالحالة .. دموعه
ماوقفت من مشى بهالطريق رفع جواله اللي كان حاطه على السايلنت .. وشاف اتصالات
اخوانه .. سحب نفس عميق وزفره .. واتصل على اكبر اخوانه .. بعد السلام و رده عليه
تكلم : شلون امي ؟
رد عليه وهو يطلع من البيت : حالتها حالة وربي .. الحين خالاتي بيجون عندها .. انت
وينك من أول ادق عليك ؟
نايف وهو راجع لطريق المستشفى : بروح المستشفى بكمل الاجراءات وأوقع الأوراق اللي
محتاجينها واجيكم البيت ..
رد عليه وهو يركب السيارة : يالله انا الحين جايك ..
وصلو اثنينهم للمستشفى وانهو كل اجراءاته .. وتقررت الصلاة عليه بعد صلاة الظهر ..
ومن بعدها الدفن .. لانهم منتظرين عمهم اللي بالشرقية يجي ..
من بكرة وبعد صلاة الظهر اقامو عليه صلاة الميت ودفنوه في احدى مقابر مدينة الرياض
وابتدا من هاليوم أول ايام العزا الحزينة .. وجلسو في مجلسهم المتوسط يستقبلون المعزين
وبعد ما انقضى اول يوم تظاهر فيه بالقوة والصبر ومن دخل غرفته حتى بدا يظهر حزنه
وتتساقط دموعه .. على من كان قبل يوم بس معاه ويسولف له .. واليوم بقبره تحت التراب
قام وتوضى وصلى لربه ركعتين اكثر فيهم من الدعاء لوالده وطلب الرحمة والمغفرة ..




/
\
/
\





مرت الأيام عليهم بطيئة .. وبداخلها يتعاقب شعورين .. اوقات كثيرة تحتاجه ..
واوقات تخاف من قربه .. الاكيد مابين هالتناقضات اللي بداخلها الا انها تحس
بامتنان عظيم له .. رفضت من البداية انها تسافر وهذا اللي اتفقت معاه عليه ..
كانت حياتها ماشية مثل ماتتمنى .. الا ان اكثر مايتعبها الكوابيس اللي تكررت
عليها كثير وانهكتها .. غير هالشي هي تعيش بسعادة نسبية ترضيها الى حد ما ..
الحبوب اللي تاخذها من أول زواجهم خففت من حدة الكآبة اللي كانت تصيبها قبل
وكلماته التشجيعية عززت من ثقتها في نفسها .. وفضفضتها له عن كل شي صار
بحياتها قبل واتعبها .. شال جزء كبير من الحمل اللي كان ملقى على عاتقها فتحت
باب الغرفة بهدوء وشافته جالس في الصالة ابتسمت وهي تشوفه متحمس مع مباراة
في التلفزيون .. سكرت الباب بنفس الهدوء .. خذت جوالها واتصلت على اخوها ..
ومن رد عليها جلست على طرف سريرها تسولف معاه : تصدق اني اشتقت لك ..
ضحك بصوت عالي وهو يكلمها : ماشاء الله اليوم المزاج تمام ..
ابتسمت على كلامه : الحمدلله مرتاحة كثير " وبهمس " عادل ..
عادل : هلا ..
دانا وهي مغمضة عيونها : مادري ليش اذا صرت مستانسة ودي انكم كلكم حولي ..
" وبضحكة .. " اوقات احس اني خبلة .. لا تضحك علي والله جد .. بس من يلومني
اللي شفته مو قليل .. يالله الحمدلله على كل حال ..
عادل يمازحها : يقولون الحب يصنع المعجزات ..
حست بخجل كبير من كلامه : تصدق انه ماكان يبيني ..
عادل : ايه عارف من أول .. بس الله اللي كاتب انكم تجتمعون ببيت واحد من انخلقتو
قاطعته دانا : وانت .. متى بتفرحنا ؟
غمض عيونه وتكلم : متى ماتبون ..
دانا بابتسامة : رسيل صح ؟
تنهد قبل مايرد عليها : تتوقعين بتوافق على واحد ابوه سكير وبالسجن ..
؟ واذا هي وافقت ابوها بيرضى ؟ عني انا بصراحة ما أتوقع .. وما ألومهم مو يقولون
دايم غلطة الآباء يدفع ثمنها الأبناء وانا ماودي انصدم اقول اخذ من بنات خوالي اضمن
اكيد ماراح يردوني ..
كان ودها تزرع بداخله امل .. أو تطمنه مثل ماكان دايم يطمنها .. لكن رسيل صديقتها
وتعرفها .. قومت الدنيا وقعدتها يوم تزوج اخوها قروية .. شلون راح ترضى بعادل
وابوه مقطوط بالسجن تكلمت بنبرة حاولت تكون متفائلة : ومن هاللي ماتتمنى عادل ..
رسيل خلها علي انا بكلمها ..
قاطعها بسرعة : لا دانا تكفين .. ماودي اتعلق بأمل وبالأخير يطلع وهم ..
دانا بإصرار : ولو ما حاولت بتقعد تلوم نفسك اذا راحت لغيرك .. انت ولا يهمك قلت
لك خلها علي انا بقعد معها وامهد لها الموضوع .. بس شوي مو الحين .. هالأيام يقال
لي عروس ..
ضحك على كلامها : ليش مو مصدقة يعني ؟ .. احلى عروس بعد ..
ابتسمت بخجل : مو ملاحظ اني عطيتك وجه .. والفواتير على يزيد المسكين ..
عض شفته بقهر : ايه يقولونها تصرف .. ولا تحاسب عند ابوها .. واذا راحت لبيت
زوجها تبدا في الاقتصاد تراه دكتور ومريش الفلوس مثل الهم على قلبه ..
حطت يدها على فمها تكتم صوت ضحكتها : اللهم لا حسد .. الدعوة مو اقتصاد بس
عاد في اشياء مالها داعي ..
عادل يصطنع الزعل : افاااا ماهقيتها منك يا دنو اجل السوالف معاي مالها داعي
" كمل وهو يسمع صوت ضحكاتها " الشره مو عليك .. علي انا اللي مضيع وقتي
وقاعد اسمع لك ..
دانا وهي مازالت تضحك : سلم على امي وخواتي .. ان شاء الله بجيكم بكرة ..
ودعته وسكرت منه وشعور الفرح بداخلها كبر .. تسائلت كثير هل انتهى الحزن من
حياتها للأبد هل الفرح صار ديدن حياتها مو مجرد لحظات عابرة تهدي لها مضادات
الاكتئاب .. اللي تعرفه ان اليوم من صحت الظهر وهي تحسه غير .. وكأنها انولدت
من جديد عشان تعيش الفرح وبس شكرت ربها من قلب على نعمه وعطائه .. تعلمت
من قيام الليل الصبر .. ومن الدعاء في جوف الليل الأمل .. ومن قراءة القرآن الراحة
والطمأنينة .. ومن الرضى بما قسم الله لها احساس السعادة .. يكفيها نصيبها اللي
جمعها بانسان متفهم لحالتها واحتياجها .. انتبهت لصوته يناديها ولفت عليه تطالعه ..
تكلم وهو مبتسم : ضحكيني معتس ..
ابتسمت بخجل : صوتي كان عالي ؟
هز راسه بإيه : عساه دوم يارب .. البسي عباتتس بنطلع نتعشى ..
ناظرت ساعتها وشافتها تشير لـ 10:25 م : الحين ؟
تكلم وهو يلبس شماغه : ايه .. انتظرتس بالسيارة ..
قامت على طول بدلت ملابسها ولبست عباتها ونزلت له .. ومن ركبت السيارة مد يده
وشبكها في يدها .. ابتسمت بخاطرها وزفرت كل الهوا اللي بداخلها وهي تحس بيده
تضغط على يدها .. جلس يسولف لها يحس انه اذا تكلم معاها بكل شي بحياته بتفهمه
اكثر وتحبه اكثر .. يكفي وجوده معاها اعطاها احساس الأمان اللي افتقدته فترة طويلة





/
\
/
\





بعز الصيف ودرجة الحرارة تجاوزت منتصف الأربعينات .. وتحت شمس الرياض
الحارقة في هالفترة من السنة .. وقفت تنتظره كانت متضايقة وواصلة حدها منه ..
هو قايلها انه برا ويوم طلعت وكلمته رجع يقول لها انه شوي ويوصل رجعت تدخل
شوي الين مايوصل .. ومن شافت سيارته من خلف الأبواب الزجاجية .. راحت له
وهي معصبة .. ركبت وهي تتأفف .. وعلى طول قبت فيه وهي زعلانة : يوم انك
بتتأخر ليش لاطعني برا .. وفي هالشموس اللي تذبح الواحد ..
بكل برود تكلم .. : لا تعالي طقيني احسن .. بعدين فيه شي اسمه سلام بالاول ..
تكلمت بنفس العصبية : مانيب مسلمة زين ؟
قاوم ابتسامته عليها وهي معصبة .. : لا مو زين .. ياشين الحريم لاحملن .. ماودك
تقربهم ..
لفت عليه تناظره ينرفزها اذا صارت معصبة وهو ياخذ الامور باستهبال .. ولفت
انتباهها احد قاعد بالسيت الخلفي ركزت نظرها وشافت بنوتة صغيرة قاعدة وهي
مبتسمة .. رجعت تطالع في طلال مستغربة : من هذي ؟
تكلم بدون ما يناظرها : من هي .. ؟
قهرها بروده معاها تحس وده تصارخ عليه و تذوب قالب الجليد اللي جنبها : البنت
اللي معاك من هي ؟ " ولفت تأشر عليها " هذي هي ..
بنفس البرود تكلم : بنتي ..
شهقت وهي تطالعها وتطالعه : وشووووو ؟
لف عليها متنرفز : شوي .. شوي فجرتي اذوني .. بنتي .. وش الغريب فيها ؟ محد
بالدنيا عنده بنات ؟
عجزت تستوعب كلامه اللي يقوله لها شلون بنته وهي توها تعرف .. حاولت انها
ماتعصب ولا تتنرفز : طلال واللي يسلمك فكني من هالمزح الماصل .. وتكلم من
هذي .. ؟
لف عليها ورفع نظارته يناظرها .. : يعني تبيني اكذب ..؟ هذي جزاتي اللي جاي
اصارحك واعلمك الصدق .. بس عاد تدرين بكيفك مو لازم تصدقين ..
لف على البنوتة وهو واقف عند الاشارة وهو يضحك لها .. : لولي قلبي .. تعالي
بوسيني
قامت بدلع وقربت منه .. وباسته على خده .. كل هذا ونورة تناظره مصدومة ..
استجمعت كل حروفها و تكلمت : بس انت قايل لي انك طلقتها قبل يجيكم عيال ..
شلون الحين جايب لي هالبنت ..
تأفف من تحقيقها : اووووف وانتي بتقعدين طول الطريق تحققين معاي .. ترى
الدنيا عز الظهر .. الواحد بالقوة يقدر يتحمل نفسه .. وانتي تبين تغثيني بأسئلتك
اللي ماتنتهي ..
فتحت عيونها على اتساعها وهي مستغربة تناقضه ..: هااااو .. وراك قلبتها علي
الحين .. هماك تقول انك جاي تعلمني اجل شلون اعرف وانت ساكت ماتكلمت ..
ولا انت هذا طبعك .. لاشفتني زعلانة ماتحب تعتذر .. وتقلبها علي لين اجيك انا
وارضيك .. " وغصب عنها نزلت دموعها .. من هالموقف اللي حطها فيه وهمست
بحزن " الله يسامحك بس ..
طلال بابتسامة : افااا بس زعلت الحنونة .. يعني الحين مصدقة ان عندي بنت وتوك
تعرفين .. هذي ليان بنت خويي رياض اللي سولفت لك عنها .. ول ماينمزح معك
انتي .. على طول تقلبينها جد ..
حست بلحظتها ودها تذبحه .. صرت على اسنانها وهي تكلمه : وهذا مزح ؟ ماتخاف
ربك انت ؟ لو صار فيني شي الحين بسبتك وش كنت بتستفيد ..
طلال وهو يوقف عند البيت : ياحبك لتكبير السوالف .. لا تسوين لي فيها انك زعلانة
عاد ..
نزلت وهي معصبة وسكرت الباب بكل قوتها بدون ماتقول له شي ودخلت البيت تحس
نفسها ودها تنفجر من الغضب .. يقهرها بروده .. اوقات تحس انه انسان بلا مشاعر
و تصرفاته غير مسئولة شافت خالتها والبنات قاعدين في الصالة سلمت عليهم وحبت
راس خالتها قعدت معاهم وهي متضايقة ..
ام طلال تناظرها مستغربة : وش فيك ياحافظ ؟ احد قايل لك شي ..
نورة بقهر : ولدك مايرتاح لين يجلطني ولا يموتني .. شايف حالتي هالأيام شلون ..
بنت عمي بين الحياة والموت بالمستشفى وهذا جاي يلعب باعصابي ..
دخل عليهم وهو شايل ليان .. سلم عليهم وعلى امه وقعد جنب نورة اللي من ضيقتها
بعدت عنه شوي .. سما من شافت ليان قامت تاخذها منه : ياحبي لها لولي .. ياعمري ياناس والله كبرت
قعدت تبوس في خدودها وتلعبها وطلال يعلمهم بالسالفة والبنات يضحكون .. ناظرته
ام طلال معصبة : ياصغر عقلك .. الناس تكبر وتعقل وانت ماشاء الله زاد هبالك ..
اجل جاي تقول لها هذي بنتي وتبيها تضحك لك .. سبحان الله مثل ابوك مايروق الا
بالسنة مرة ولا راق طلع لي الشيب في راسي .. الله يهديكم بس ..
تكلمت نورة بدون ماتناظره : ولادتي ان شاء الله بعيد الأضحى .. " وقفت تستئذنهم "
يالله انا بروح انوم لي شوي من اصبحت وانا بهالمستشفى ..
طلعت لجناحها ودخلت تسبحت ومن طلعت شافته جالس قدامها طنشت وجوده وهي
تروح لغرفة ملابسها .. لبست لها بيجاما وخذت جوالها واتصلت على راكان تسأله
عن سارة اليوم .. ومثل كل يوم سمعت نفس الجواب .. غيبوبة والى هالحين حالتها
غير مستقرة .. سكرت منه وهي تدعي ربها .. يسبل عليها ثياب الصحة والعافية ..
ويقومها بالسلامة .. رجعت لغرفتها وتمددت على سريرها بدون ماتقول له شي ..
تغطت وغمضت عيونها وهي للحين مقهورة منه ..
كان من الاول يحوس بجواله .. ومن شافها تجاهلته ونامت .. حاول انه يحتك فيها
ويكلمها .. : نورة .. " انتظرها لثواني ترد عليه ورجع تكلم بعدها " ترى قلت امزح ..
لا تزعلين عاد ..
رفعت اللحاف عنها وناظرته ..: ممكن تخليني انوم .. وبنت الناس اللي راميها تحت
رجعها لاهلها ..
قام وجلس على طرف السرير جنبها .. : الحين بروح .. بس لا تكلميني وانتي قافلة
اخلاقك .. فكيها عاد ..
قعدت على طول وتكلمت بعصبية بدون ماترفع صوتها : طلال انت تستهبل ولا تحاول
صعب يعني تقول غلطت ؟ تراها كلمة وحدة بس تطيب خاطري .. لكن انت تحب دايم
تضيق خلقي .. خلاص روح وخلني انام شوي بقوم اقعد مع اهلك قبل يسافرون ..
مسك يدها : خلاص حقك علي .. وربي اني كنت طفشان .. ومانويت امزح هالمزحة
بس شفتك معصبة علي قلت اغير الجو شوي ..
نورة وهي تناظر بعيونه : تغير الجو تعصب بي اكثر ؟
باس خدها وهو قايم : هالمرة سماح خلاص .. ادري قلبك طيب ومايهون عليك تزعلين
على نور عيونك ..
اخفت ابتسامتها وهي تعاتبه : وانت كل مرة تلعب بعقلي بهالكلمتين .. روح انت خلاص
ولا جيت بيروح اللي بخاطري كله للحين بقلبي عليك شوي ..
طلع من عندها واخذ ليان من عند خواته ومشى راجع للشركة ومن وصل للشركة مسك
جواله وارسل لها مسج اعتذار .. وبداخله متأكد بقلبها الطيب راح تنسى اللي صار كله
اذا عرفت ان اللي بقصده كله مزح حتى لو كان بدون معنى ...




/
\
/
\




من لحظة انكشفت كل الحقائق وهي تعيش بعذاب نفسي ما انتهى .. استحقاره لها
وكلامه اللي زود همومها وعذابها .. وفوق هذا حرمانها من ابسط وسائل الاتصال
خلتها تحس انها تعيش الحرمان بكل تفاصيله المتعبة .. جياته المتكررة وكلامه اللي
تحسه موجع اكثر من الضرب .. وشماتة امه وخواته فيها خلاها تعيش بحزن كبير
وزاد عليها هالهموم كل المشاكل اللي صارت في بيت اختها واتعبتهم .. نزلت عند
امها اللي من صار اللي صار ما تكلمها .. بالنسبة لها ممكن تتحمل كل شي الا كلام
امها لها اللي للحين مو قادرة تنساه .. وكل يوم يتردد في بالها .. وكأنه درس عليها
حفظه وتسميعه .. " والله ما اسامحك على اللي سويتيه ابد " جلست جنبها ودموعها
بعيونها : يمه تكفين وربي خلاص توبة .. بس ابيك ترضين علي .. والله اني اموت
في اليوم مليون مرة وانا انتظر منك كلمة ..
مسكت يدها تبي تحبها .. وسحبتها منها بدون ما تناظرها .. مسحت دموعها وتكلمت
بصوت مبحوح من الصياح : وربي توبة .. خلاص يمه انا عفت كل شي عقب اللي
صار .. ولد عمي كل ماجاني يعايرني " وبرجاء " اقسم بالله ماعاد امشي هالطريق
ابد ..
لفت عليها وناظرتها معصبة : وانتي تعرفين الله .. ؟ تالي عمري بناتي يفرقون بين
المرة ورجلها بالسحر .. ؟ ياويلكم من ربكم .. على هاللي سويتوه .. " رفعت يدينها
للسماء وتكلمت بحزن كبير " يااااارب اشهدك اني بريئة من فعلهم يارب لاتواخذني
بسواتهم ..
تكلمت بدفاع عن نفسها : بس يمه انا ماسويت لهم شي .. وربي تبت عن هالسحر
خلاص .. وش اللي استفادته فوزية منه .. والله ما اتدخل بحياتهم ابد ولا ابي منهم
شي .. حتى لو طلقها مابياخذني .. يمه انا مكتوب علي الشقى .. وهذا نصيبي مع
طلال ولا عزام ..
ضحكت بسخرية بدون ما تناظرها .. : العيب منك انتي .. ولا كلهم رجال وكلن
يمدحهم .. قومي عني مابي احاكيك ابد .. انا حالفة بالله ما اسامحك على فعايلك
انتي واختي .. وتراني ماولدت احد ولا ربيت .. من اليوم ماعندي بنات ولا ابيكم
عسى الله يغنيني من فضله ..
حنين وهي تحس بضيقة بصدرها .. : عاجبك حالي يعني .. وهم كل يوم والثاني
يدقون عليك ويتشمتون فيني ؟
بكل برود تكلمت .. : كفوك .. محد جاب لك الحكي الا انتي .. تحملي اللي سويتيه
عمرك كله .. رجلك راميك عندي .. وحالف علي ما اخليك تطلعين .. ولا تمسكين
التليفون .. ولا مو هو اللي حالف وربي ماتعتبين هالباب الا على قبرك ..
قامت من عندها يكسوها الحزن .. لمست قسوة بكلامها بحياتها امها ما كانت قاسية
ابد .. كانت بالنسبة لها الحنان اللي بحياتها ماعرفت مثله .. كانت ماترضى زعلها
واللي تبيه هي يجيها لو بأصعب الطرق ..
ماتلوم امها او تلوم عزام على اللي هي فيه الحين كل هذا نتاج حياتها قبل .. لعبها
واهمالها ولا مبالاتها .. خلقت منها انسانة تعيش حياتها بتفاصيل قمة في التعاسة
تعيش بسجن ممل وكئيب .. وكل زواياه تحكي فضيحتها .. او بالاصح فضايحها
ومابين عزام و طلال وقفت بالنص خسرانة " لا نالت عنب اليمن ولا بلح الشام "
واثنينهم استمرو بحياتهم من دونها .. ووقفت هي حياتها بانتظار هالاثنين ..
عورها قلبها على مصيرها وظلت لساعات تبكي بحرقة .. ماتحسفت على اي شي
كثر كلام امها ومعاملتها اللي تغيرت .. ودها لو الزمن يرجع فيها لورى .. وتختار
طريقها صح من البداية .. يمكن كانت للحين تعيش مع طلال بقمة سعادتها ..
تكورت على نفسها .. وهي تبكي بحرقة مصيرها المجهول .. قال لها انه بيتركها
معلقة .. وتدري انه يبي هالشي عشان يعذبها وهو بيعيش حياته مع انسانة غيرها
وبتظل هي هالمرة بعد .. تصارع غيرتها وحسدها .. وهي تشوف العالم يعيشون
بسعادة .. وهي ماحصدت بحياتها الا التعاسة ..
اما هو مو قادر ابد ينسى صدمته فيها شي ابد ماكان يتصوره .. مو لأنها زوجته
بس لأنها بنت عمه اللي ماتخيل ابد انها تكون رخيصة .. صحيح انه هددها انه
راح يتزوج على طول .. لكن هالصدمة افقدته الثقة في جنس حواء .. ومحتاج وقت
ممكن يكون طويل ويتناسى هالهاجس الموجع ..
ماوده يفكر فيها .. ولا يضيع دقيقة من عمره يتحسف عليها .. بنظره هي انسانة
ماتستحق منه ادنى تفكير او اهتمام .. وحياته راح تستمر فيها او بدونها .. وكل
انسان مهما كان نصيبه بيوم قاسي وقادتهم الدنيا لفراق قدره الله عليهم .. بيلاقون
العوض مع شخص آخر ونصيب مختلف .. وهذا اللي هو مؤمن فيه ولو بعد حين




/
\
/
\

يتبع ....

•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•

 
 

 

عرض البوم صور غموض الورد   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 09:35 PM   المشاركة رقم: 1013
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146515
المشاركات: 1,576
الجنس أنثى
معدل التقييم: غموض الورد عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 71

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غموض الورد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غموض الورد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الجزء الرابع عشر
[
الفصل الأول ]‎‎‎‎



/
\
/
\



راحْ عُمْري وقِلتْ : يالله ما عليه
كِنتْ أبيِّنْ راحِتي وجَرْحِي نِزَفْ

قلبي المُتْعَبْ .. أنا وشْ في إيديه؟؟
ما يجيه الحَظْ .. حتَّى بالصِدَفْ

يا حبيبي .. ما تِفيدْ الحينْ / ليه؟
والله العَالِمْ // بِمَا فِيني وعَرَفْ

[ إنتْ ].. أكْثَرْ شَيْ بالدِّنيا أبيه
وما حَصَلْ لِي فِيكْ قِسْمَه للأسَفْ



- بعد 4 اشهر -



بعد انتهاء مدة عدتها اللي استمرت 4 اشهر و 10 ايام .. قررو اليوم يروحون لبيت اخو
زوجها .. تبي تخطب لولدها بنت عمه .. تجهزت ولبست عباتها وقعدت بالصالة تنتظره
بيتهم كان من دور واحد من 6 غرف متوسطة .. وغرفته هو كانت وحدة منها .. صوتت
له وهي كل شوي تناظر ساعتها .. شوي الا وهو طالع لها .. ابتسم لأمه وقرب منها يحب
راسها .. ماكان يبي هالخطبة تصير بهالوقت .. ابد مو مستعد لها نفسيا .. محتاج وقت
طويل حتى يتخطى حزنه على ابوه اللي خطط معاه على هاللحظات بالتفصيل .. مشى معاها
لسيارته رايحين لبيت عمه .. قال لها من البداية .. مايبي ملكة كبيرة .. مختصرة جدا وتقتصر
على العائلة بس .. والعرس بعدها بفترة هو بعدين يحدده .. بس ماراح يكون قبل 3 اشهر ..
هم عارفين و متأكدين ان الموافقة راح تتم وروحتهم اليوم شكلية .. مجرد اجراء روتيني لازم
يصير بكل خطبة ..
كان يستمع لسوالف امه عليه .. يدري انها هي بعد كانت تتمناه يكون معاهم بهاليوم .. لكن قدر
الله وماشاء فعل .. رد على اتصال اخوه الكبير يستعجله .. وبعد ماسكر لف على امه يكلمها
.. : يمه ..
كانت تسبح بيدها .. كملت تسبيحها لثواني ورجعت بعدها تناظر فيه : هلا يمه ..
نايف بلهجة جدية : لاحد يقول فيه شوفه ومدري وشو .. بشوفها يوم الملكة .. البنت بنت عمي
وماله داعي هالسوالف كلها ..
تكلمت برجاء : اجل عجل على العرس وانا امك .. وخل هالعناد عنك .. فلوسك والحمدلله
عندك .. وعمك عارف احوالك كلها وماهوب محملك فوق طاقتك .. وهذاك مستقر بالرياض
والبيت بيت ابوك موجود .. مايبي لك الا شوي تجديد فيه .. وربك بييسر كل امورك ..
تنفس بعمق وتكلم وهو يناظر الطريق قدامه : ان شاء الله خير يمه ..
هزت راسها برضى وهي تردد : ان شاء الله .. ان شاء الله ..
ورجعت بعدها تكمل تسبيحها .. وسرح هو بأفكاره لهاليوم اللي راح يغير من حياته ..
"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون "
.. واليوم هو رضى بما قسمه الله له لعل في الأمر
خيرة .. وصلو لبيت عمه ونزل هو وراح لأمه يسندها .. ضغطت على يده بقوة وهي تطلع
الدرج .. كلم اخته تجيه عند الباب .. وبعد مامسكت امها راح هو لمجلس الرجال .. دخل
وسلم عليهم وجلس بعدها عند اخوه .. مراسم الخطبة مرت ثقيلة وكئيبة .. لحظات تمناها
تعدي بسرعة ويرتاح .. كان يدري بالجواب مسبقا .. البنت موافقة عليه وتبيه .. ابتسم لعمه
وتكلم : ابي الملكة بعد اسبوعين .. والعرس متى ماتبون انا راضي ..
تكلم اخوه الكبير على طول : بعد الملكة بشهرين .. وش قلت ياعمي ؟
عمه بسعادة بالغة : توكلنا على الله ..
طول الوقت كان مبتسم وكأنه مبرمج نفسه على هالتعبير الوحيد لحين انتهاء الخطبة ..
استئذنوهم طالعين وطول طريق الرجعة وامه تسولف له بلا توقف .. وفضل هو الصمت
حتى اشعار آخر .. بعد مانزلها طلع يتمشى بسيارته شوي .. كان محتاج لوقت يكون فيه
لحاله بعيد عن المجاملات والرسميات المرهقة الى ابعد الحدود .. كان يلوم نفسه على
لحظات اعتبرها طيش حتى لو كان قصده الخير .. من القرية وبيوت الطين واهلها الطيبين
ماتبقى له الا ذكرى حلوة .. ولحظات عذبة من العمر مستحيل تمحيها السنين .. ومن ملامح
سلمان البريئة .. ونظرات عيونها الخجولة .. تبقى بقلبه جرح .. كيف لحظة وحدة بس فرقت
مابين شعورين متناقضين .. فرح وحزن والسبب عادات قديمة ضرت اكثر من مانفعت ..
تمنى بس لو انه يملك فرصة وحدة بس ويبرر لها اللي صار .. ويسرد لها تفاصيل حكاية
خذلانه .. للحظات يهونها على نفسه .. متوقع انها بعد اللي صار ممكن تكون كرهته ..
وهالشي يسهل لها نسيانه .. تعوذ بالله من الشيطان .. وهو يدعي ربه ان الماضي يظل
ماضي بأوجاعه وجراحه وآلامه .. وتشرق له شمس الأفراح بحاضره ومستقبله ..




/
\
/
\




من طلع من المسجد من ساعة وهو يقرأ قرآن .. كان يقرأ بخشوع وترتيل ومع هالقراءة
يحس بارتياح ماله حدود .. هالأشهر الأخيرة غيرت فيه كثير وخلقت منه انسان ثاني غير
اللي قبل .. كان شخص يعيش الدنيا بدون اي تفكير بالآخرة .. والحين بالنسبة له الدنيا آخر
همه .. وش اخذ منها غير مصايب وهموم وهالشي من بعده عن خالقه .. وانغماسه في
ملذات الدنيا .. والحين مايبي الا رحمة ومغفرة رب العباد .. لعل الأيام القادمة تحمل له
الفرح والسرور .. اتم قراءة سورة التوبة وسكر المصحف على دخلة اخته عليه .. ابتسم
لها وهو يرد السلام : هاااه جاهزة نمشي الحين ؟
هزت راسها بإيه : من اول جاهزة وانتظرك .. وزياد طول الوقت يحن على راسي ..
رمى عليها مفتاح السيارة : يالله اجل اسبقوني .. بروح اسلم على امي واجيكم ..
خذت المفتاح اللي طاح على الأرض .. وراحت للسيارة هي وزياد .. وراح هو لغرفة امه
اللي خصصوها لها من شهرين بالدور الأرضي بعد ماطلعت من المستشفى .. شاف جسدها
ملقى على السرير بلا حراك .. لو ما تحرك يدها اليسرى كان ممكن يظن اي شخص انها ميتة ..
جلطة في الدماغ سببت لها شلل نصفي .. ومابقى لها في هالعمر الا المآسي .. واصبحت
الجهة اليمنى بلا اي احساس يذكر .. ومازاد الأمر سوء عندها صعوبة الكلام دنق عليها
وحب راسها وجبينها : اشوفك على خير يمه .. ان شاء الله محنا مطولين .. بكرة اذا الله
احيانا بنرجع ومعاذ عندك لاحتجتي شي ..
حاولت تحريك لسانها .. تبي تقوله شي بخاطرها .. مد يده وضغط على يدها : مأجورة
يمه .. الله يجعلها لك تخفيف ذنوب ..
رجع حب راسها وطلع من عندها .. ركب سيارته ومشى رايح للشرقية .. لأول مرة من
يوم طقها بيشوفها اليوم .. محتاج يشوفها ويعتذر منها يمكن تقدر .. تسامحه على ماضيه
الأسود معاها .. كان الزمن قاسي عليها وكمل هو وكل من في هالبيت عليها .. مازالت
مشاعره متناقضة مابين احساس فرح لديما .. واحساس حزن على منال .. واحساس آخر
بالشفقة والرحمة على امه .. مايدري اذا ديما راح تسامحه أو لا .. لكن هالمرة جد هو ندمان
على كل شي صار .. الفترة اللي قضاها بالسجن برغم قصرها .. الا انها كانت فترة محاسبة
للنفس .. فضيحة ابوه والحجر على كل أمواله الا البيت وفضيحة اخته اللي صارت على كل لسان ..
ومرض امه من هالصدمات كلها .. حتى خالته اللي انفضحت بين اقاربهم وكلن صار يتكلم
عليها .. و " سارة " اللي تسبب في اذيتها وماكان لها ذنب الا سذاجتها .. واللي دخل السجن
بوقت كانت روحها مابين الحياة والموت .. ترك كل تفكير اتعبه خلف ظهره .. وبدا يسولف
مع مروى .. هالانسانة اللي خايف عليها من المستقبل .. وده يكون حولها طول الوقت ..
ويمنعها من الانحراف خصوصا ان هالزمن مايرحم .. والمغريات موجودة بكل مكان .. اما
هي كانت تشوف فيه نقيض طارق اللي قبل .. كان شخص لا مبالي .. آخر اهتماماته اهله
وخواته والبيت .. شيئين ماكانت تفارق يده ابد .. جواله وزقارته .. ودايم عابس ومعصب ..
هذا في الأوقات القليلة اللي يكون فيها في البيت .. لكن الحين هو شخص غير .. ملتحي ودايم
مبتسم رغم ان واقعهم مكتظ بالوجع .. ومالقو مساحات الفرح من اشهر .. والأهم انه صار
يصلي كل صلاة في المسجد .. وهو اللي كان ابعد مايكون عن ربه .. ناظرته مروى وتكلمت
بارتباك : طارق ..
تكلم بدون مايلتفت لها : هلا ..
مروى وهي تناظر بالطريق قدامها : تتوقع شلون تستقبلنا ؟
لف عليها يناظرها : مادري شلون بالضبط بس الأكيد انها مو مرحبة فينا ..
تجمعت الدموع في عيونها وهي تتذكر ماضيها معاه .. نزلت راسها وهي تشبك يدينها في
بعضهم : ظلمتها كثير ..‏ كنت دايم اذا سويت شي غلط احطه عليها .. وهي اللي تاكل الضرب
عني ..
فضفضت له كل اللي بقلبها .. ممكن اوقات الاعتراف بالخطا .. يخفف من الاحساس بالذنب ..
وصلو للدمام على وقت صلاة العشا .. وقف عند أول مسجد صادفه .. وتكلم وهو يسحب
سويتش السيارة : انزلي لمصلى النساء ولا تطلعين الا اذا دقيت عليك " ولف يناظر زياد اللي
من أول وهو نايم وتوه صحى من شوي على صوت طارق وهو يصحيه " يالله تعال معاي
انت عند الرجال .. نزل بكسل ومسك بيد طارق نازل معاه للمسجد .. صلى العشا وتسنن ..
بعدها اتصل على مروى تجيهم عند السيارة .. مشى بعدها رايحين لبيت ام خالد .. مشوارهم
اليوم لها ماكان عبث .. هم جايين لغرض وماجو الا بعد ماخذو رد بالموافقة .. وصل للبيت
بصعوبة شوي يمكن لانه مايعرف في الدمام واجد .. نزلو ثلاثتهم وبقلوب اثنين منهم ترقب
ورهبة .. اما زياد فكان معاهم ولايدري وش اللي صاير .. طقو الباب وفتحت لهم الشغالة ..
ومن انفتح الباب شافو ديما واقفة عند الباب الداخلي تنتظرهم .. تفاجأو من شكلها .. تغيرت كثير
عن قبل شعرها صار اطول .. وملامحها بانت عليها الراحة .. بالمقابل هي ذهلت من اشكالهم
هو ملتحي وملامحه صارت مريحة اكثر .. وهي لابسة عباتها على الراس .. اللقاء بينهم كان
حذر جدا .. ماضيهم كان بشع والحاضر مازال مجهول .. جلسو بالمجلس وجلست هي تناظرهم
والملامح جامدة حتى ابتسامة في مثل هالموقف عزت عليهم .. واختفى الكلام من بينهم ..
لا هي عندها الجرأة بيوم انها تتكلم بانطلاق .. ولا هم يشفع لهم ماضيهم بشي .. اخيرا استجمع
هو حروفه وبدا بالكلام : ديما صدقيني مادري وش اقول ولا ادري اذا اعذاري بتقنعك .. بس
فعلا انا آسف على كل شي جاك مني .. يمكن تكون متأخرة او مالها معنى عندك .. بس وربي
اني ندمان على كل شي سويته بحياتي قبل ..
تجمعت الدموع بعيونها وتكلمت بقوة لأول مرة بحياتها : لا تعتذر انت .. ولا ابي احد يعتذر
مني .. اللي شفته بحياتي معاكم خلاني اكرهكم كلكم .. محد اهتم فيني ابد ويوم الدنيا كانت بين
يدينكم .. كان كل واحد فيكم لاهي بدنياه واذا انشغلتو بأحد .. استلمتوني أذية وتعذيب .. والحين
بعد مادارت الدنيا عليكم جايين تعتذرون .. انا بروح بس لأن منال تبي تشوفني ولوما وضعها
والله مارحت لها .. بعد هذا كله مابي اشوف احد فيكم وانسو ان عندكم اخت اسمها ديما ..
حاولت وهي تتكلم تبان قوتها .. رغم انها كانت ترتجف خوف وألم .. وساد الصمت بعدها
محد تكلم أو رد على كلامها .. ردة فعلها طبيعية للي اقترفوه بحقها لسنوات مضت ..
طارق كمحاولة اخيرة : ديما ربي يغفر للعبد اذا تاب ولو كثرت ذنوبه ..
قاطعته على طول : وانا بشر ياطارق وماقدر انسى .. يمكن بعدين الزمن ينسيني بس الحين
ماقدر .. جرحي كأنه بأوله .. الله يسامحكم على كل شي صار ماعندي غير هالكلام ..
تكلم هو وبرر .. وفاضت فيها جروحها وتجاوزت كل الحدود .. واللي دمرها بيوم دار الزمن
عليهم وذاقو من نفس الكاس .. والجروح اللي بقلبها محتاجة عمر كثر عمرها اللي راح عشان
تنساها .. طلعو من عندها والمحصلة خيبة أمل .. واللقاء بكرة الصباح ..



/
\
/
\




قامت من نومها تصلي الفجر .. بقلبها خوف كبير من اليوم واللي بيحمله لها .. عمها فيصل
وزوجته .. عمتها هيفاء والعجوز ام نواف اهم ٤ تنتظر شوفتهم بفارغ الصبر .. والرياض
اللي عشقت كل شبر فيها وعشقت ارضها وسماها .. رغم انها عانت وعاشت اصعب ايام
حياتها فيها .. الا انها بالنسبة لها مرحلة من عمرها غيرت فيها الكثير .. تأكدت ان اغراضها
كلها مجهزتها و صلت الفجر .. نزلت بعدها بتفطر مع امها وبتجلس معاها قبل تروح .. من
شافتها ابتسمت لها وحبت راسها : صباح الورد .. والله اني نازلة اقول بروح افطر مع امي
حسيت انك صاحية الحين ..
ابتسمت وهي تمسك يدها وتجلسها جنبها .. : ماقدرت انام .. طول الليل وانا افكر ولو غفيت
شوي .. ازعجتني افكاري ..
ناظرتها باستغراب : ليش يمه ؟ وش اللي مشغل بالك ؟
ام خالد باصرار : بروح معكم .. ماقدر اخليك تروحين معهم لحالك .. اخاف ياخذونك مني
مثل قبل .. وانا ماعاد قلبي يتحمل فراقك ..
ديما بابتسامة : لا يمه صدقيني طارق تغير كثير .. يمه انتي ماتعرفينه مثلي وربي لو اقول
لك اني توقعته شخص ثاني بس له نفس الملامح ..
ام خالد باعتراض .. : اللي تلدغه الحية مرة يخاف من الحبل .. واللي شفته منهم علمني ما
اثق فيهم ولا ائتمنهم ابد .. بعدين ابي ارتاح ابي اعرف من اللي ظلمني وافترى علي يمكن
الحين فوزية تعلمني ..
قطبت جبينها بتعجب : شلون تعلمك وهي ما تتكلم ؟
ام خالد بابتسامة سخرية : بتتعالج وتتكلم وتنفث سمها هالعقرب لا تخافين عليها هالاشكال
تطيح بس ماتتوب .. انا مابي ادور شي عندها .. ابي اعرف كل شي منها هي او سعاد
او ليلى .. هم اللي كانو دايم معاها .. يمكن الحين بعد هالمصايب .. اللي صارت لهم الله
يهديهم ..
ديما وهي تلعب بخصلات شعرها .. : ماقلتي لي عن هالسالفة الا مرة وحدة وماعاد جبتي
طاري ابد .. ظنيت انك خلاص نسيتيها ..
غمضت عيونها واطلقت تنهيدة من صدرها : نسيتها ؟ وين انسى يابنتي وانا طلعت
من الرياض ذليلة .. شلون تبيني انسى اللي ظلموني وافترو علي بالكذب ..؟ هذا حقي
ولازم اظهره طال الزمن او قصر .. بس ابي العالم يعرفون من هي سلمى اللي اتهموها
بعرضها .. صعب تفهميني وصعب يفهمني احد ماعاش اللي عشته .. صدقيني حتى لو
ذقت السعادة بيوم .. للحين هالجرح بقلبي ينزف .. عسى الله ياخذ لي بحقي عاجلا غير
آجل .. " ابتسمت وهي تمسح دموعها اللي نزلت .. " انا كلي ثقة ان فجر الأمل بدنيتي
بيشرق .. وبرتاح بالآخر ..
ضمت امها بقوة وهي تحبس دموعها : اكيد بتفرحين مثل ما فرحت يمه ..
بعدت عنها شوي وهي تناظرها : ان شاء الله بفرح .. قومي وانا امك جهزي لنا شي
ناكله .. اكيد شوي بيجون ..
ديما وهي تقوم للمطبخ : لا قال لي طارق الساعة 7 ونص ولا ثمان .. اي صح يمه
بتاخذين اخواني معك ؟
ام خالد وهي تمسك الريموت وتفتح التليفزيون : لا خالد وريان بحطهم عند خواتهم
بس باخذ ديم .. واحنا السبت راجعين ..
ديما باعتراض : لا يمه وش السبت ؟ انا قلت بقعد اسبوع بشوف عمي وميسو وعمتو
وخالتي ام نواف بعد بروح لها .. ووراي زيارة منال ماتصير كلها في يومين ..
لوحت بيدها لها تروح للمطبخ وتكلمت بهدوء : 3 ايام مو يومين ..
رجعت ديما قعدت جنبها : حتى لو 3 ايام .. يمه من زمااااان ماشفتهم .. حتى عمي
فيصل يوم جا الشرقية ماقعد معاي الا 5 دقايق وراح ..
ناظرتها بقل صبر : ان شاء الله بس مو اسبوع .. حدك الى الاثنين وبنرجع .. مابي
اطول اكثر ..
قامت وهي تهز راسها برضى : زيييييييين عساني اشبع منهم بس ..
دخلت المطبخ وجهزت لها ولامها الفطور .. وطلعت تحطه بالصالة .. : يمه تعالي
افطري ..
فرشت سفرتها على الارض وحطت الفطور والشاهي .. رجعت تناظر بأمها اللي
منسجمة في متابعة اعادة مسلسل : يممممه ..
لفت عليها تناظرها .. ومن شافت الفطور قامت تفطر معاها ..
جلسو يفطرون ويسولفون لحظات ضحك يتخللها الحزن بأوقات يرجع بعدها يتلاشى
اذا لاح الأمل .. تجهزو بعدها وجهزو اغراضهم ماشين للرياض الطريق كان موحش
خالي الا من همهمات غير مفهومة .. واللي بهالسيارة اجساد بين قلوبها اشد التنافر..
من لمحت الرياض شي بالقلب اوجعها .. حنين غريب لهالارض .. رغم انها ماحملت
الا كل ذكرى موجعة .. الا انها تنفست عشقها مع كل ذرة هوا تتنفسه .. طول الوقت
كانت ملاحظة نظرات مروى اللي تسترقها لها .. هالبنت تحمل نفس سذاجتها اوقات
كانت تابعة لهم في مشاعرها رغم انها كانت تدرك انها الأطيب قلب من بينهم .. شي
فيها مختلف عنهم .. وماتدري ليش .. تحس انها هي بعد محملة نفسها الذنب عنهم ..
ابتسمت في خاطرها وهي تردد " راح تمر السنين واحبك يامروى صدقيني .. لأنك
تستاهلين .. بس اعذريني الحين محتاجة وقت عشان اعيش من الأول " ..
تجمعت الدموع بعيونها وهي تشكي اللي بخاطرها وجودهم رجع لها ذكرياتها الأليمة
رش المطر على الرياض وحستها مثلها حزينة .. تبكي اليوم جروحها اللي انهكتها
من سنين .. فتحت الشباك شوي .. واستنشقت ريحة المطر .. يمكن هالمطر يحيي
بقلبها مشاعر اجدبت من سنين شافت من بعيد سجنها الأثيري ولفت لأمها تناظرها
رجعتها لهالبيت ذكرتها بأول يوم دخلته بلحظة خديعة دخلت اسوار هالقصر وظلت
سجينة خلف قضبانه .. وقبل تتكلم او تقول شي .. تكلم طارق : خالتي بنزل مروى
وزياد وبعدها بوديكم وين ماتبون ..
ديما بلهفة : بروح بيت عمي فيصل .. " ولفت على امها " تكفين ؟
هزت راسها برضى وهي تمسك يدها .. وهمست لها : بتروحين لهم لا تخافين ..
من شافت هالقصر جات في بالها منال حست بحزن كبير عليها رغم انها كرهتها
الا انها الحين ماتحس الا بالشفقة عليها وعلى مصيرها اللي اختارته لنفسها ..
نزلو عند البيت وقعدو ام خالد وديما ورا .. بعد مامشو بشوي قربت ديما وهمست
لامها : يمه مو حلوة كذا واحنا ورا كأنه سواق ..
ضغطت على يدها وتكلمت بنفس الهمس .. : انا ماقدر اركب قدام .. كل شي فيه
يذكرني بابوه .. كافي علي هالطريق اللي تحملت شوفته ..
سكتت وكملت تمتعها بمنظر سقوط المطر .. رغم الحزن اللي اكتساها لساعات
الا انها الحين تعيش فرح انها بتشوف قلوب حبتهم وحبوها .. وصلت لبيت عمها
ونزلت بدون حتى كلمة شكرا او وداع لطارق .. شافت الباب مفتوح وركضت
للبيت .. طقت الباب الداخلي و كأنها للحين طفلة .. كانت ثواني الانتظار مربكة
وهي تنتظر ناسية امها وراها اللي جاية وهي شايلة اختها .. شالت ديم عن امها
وراحت تطق باب المطبخ على الشغالة .. من فتحت لها شقت الابتسامة : هالا
ديمااا ..
ابتسمت ديما وهي تشيل نقابها : انتي شلون عرفتيني .. ول عليك ذاكرة عجيبة
روحي افتحي الباب بسرعة ماما تنتظر في المطر ..
ركضت الشغالة تفتح الباب الرئيسي .. ودخلت ديما من اول .. مع باب المطبخ
وراحت تستقبل امها ..
ام خالد بخجل .. : من جدك الحين ادخل واهل البيت مادخلوني .. وانتي ماخذة
راحتك وكأنه بيتك ..
ضحكت وهي تنزل ديم وتفصخ عباتها : ايه هذا بيت عمي .. بعدين ميسو عسل
وربي ماعندها هالرسميات ..
ناظرتها بنظرة حازمة وطنشت كلامها .. ثواني والشغالة نازلة تركض لهم من
فوق .. ووراها ميساء اللي نازلة بفرحة كبيرة .. ضمت ديما وسلمت عليها وهي
تضحك : لا ما اصدق عيوني .. وربي قلت الشغالة انهبلت ..
ديما بفرحة : كنت ابي اخليها لكم مفاجأة .. ميسووو وحشتيني .. واشتقت لرورو
ورنوش ..
ميساء وهي تسلم عليها : والله والله ماني مصدقة للحين اللي اشوفه " ولمحت ام
خالد واقفة عند الباب .. " هلا والله وغلا بأم خالد .. اعذريني من شفت ديمو ما
عاد شفت احد ..
ام خالد وهي تدخل وتسلم عليها : معذورة ولا يهمك .. هلا بك زود
جلستهم بالمجلس وهي فرحانة بديما اللي كل شوي تطلع للصالة وتروح للمطبخ
وكأنها تبي تحس ان لها فعلا اهل وتقدر تكون براحتها معاهم ..
جلست معاهم وهي تشرب القهوة : ميسوووو تكفين بشوف عمي .. اشتقت له
ميساء بابتسامة : عمك البارح كله سهران وما نام الا 8 وقال لي ما اقومه الا
اذان الظهر ..
ناظرت ساعتها وتكلمت بفرحة : خلاص الحين بيأذن ..
قامت ميساء رايحة تبي تصحيه ومن تذكرت وقفت عند الباب .. : بعزم عمتك
هيفا على الغدا .. اكيد عمك من فرحته فيك بيغديك ..
قبل ماتقول شي ديما تكلمت امها .. : ميساء طلبتك .. ابي اشوف سعاد .. وليلى
بعد .. ابي اجلس معاهم بس لايدرون اني انا عندك ..
هزت راسها برضى : ابشري بقول لفيصل .. ومالك الا اللي يرضيك ..
تنفست بعمق وهي تستعد لمواجهة انتظرتها من سنوات .. تسارعت نبضات قلبها
وهي تدعي ربي مايخيبها في هاليوم .. يكفي انها احتملت بحياتها خيبات بلا عدد


/
\
/
\




مرت الدقائق سريعة .. الوقت كان مربك قامو يتجهزون لهالاستقبال اللي الى
هالحين مايدرون شلون بيكون .. كانت تدري ان محاولاتها ممكن تبوء بالفشل
لكن عندها امل تنقشع غيوم الماضي وتتضح كل الصور .. يمكن تلاقي السعادة
الكاملة اللي افتقدتها .. دخلت عليها ديما في المجلس وهي ماسكة يد روان ومن
شافتها جالسة قلقانة ابتسمت : يمه ؟ حسستيني ان وراك اختبار ..
لمست خصلات شعرها وبعدتها عن وجهها : لهالدرجة واضح علي اني خايفة
من هاليوم ؟
قربت منها وجلست جنبها : يمه ليش خايفة ؟
تكلمت ام خالد بعمق : مو خوف بس تخيلي انك تفتحين كل ابواب الماضي وتنبشين
فيه .. اكيد بتظهر لي اشياء ماتسر .. وعماتك مو مقصرات كل وحدة فيهم لسانها
هالطول ..
ديما وكأنها تتذكر الماضي : ايه هم يكرهوني .. بس ماكانو يأذوني .. يعني يقطون
نغزات بأوقات .. والكلام مايقصرون معاي .. بس بعد مو دايم ..
همست لها ام خالد وهي تشوف ميساء تدخل عليهم : بعض الكلام يوجع اكثر من
الطق .. يااااارب يسر لي امري ..
حملت لهم الدقايق اللي بعدها حضور اكره الوجيه لقلبها .. اشخاص تسببو في اذيتها
ولو كانت مساعدة فقط واكتفو انهم يتفرجون عليها وهي تنهار .. وتطرد من بيتها
بالمقابل علت وجوههم الصدمة من اللي شافوه ديما واللي معاها وتشبه لها .. اكيد
وبدون اي تفكير امها سعاد من دخلت مع باب المجلس فتحت عيونها بصدمة وهي
مو قادرة تستوعب اللي قدامها : سلمى ؟
يمكن ملامحها ماتغيرت كثير الا ان سنوات العمر وهمومها اظهرت بعض التعب
على هالملامح .. راحت ديما تسلم عليهم .. وتخفف من حدة التوتر من هاللقاء اللي
مبين انه حامي من البداية .. كانت تتمنى تشوف عمتها هيفاء قبل بس ربي قدر انهم
يجون بالأول .. التزمت ام خالد الصمت طول الوقت رغم اللي بقلبها .. حتى يوم
شافت هيفاء اللي كانت صغيرة بأيام زواجها .. وشافت فرحة ديما بشوفتها ولقائهم
الحميمي الى ابعد الحدود .. كانت تقاوم طوفان المشاعر اللي بداخلها .. ودها تعبر
و تتكلم .. وبعد الغدا راحت تغسل ونادت ميساء تجيها .. ابتسمت وهي تمسك يدها
وتكلمت بخجل : بخاطري كلام من الأول ودي اتفاهم معاهم .. بس ماحبيت اقول
شي ماترضينه في بيتك ..
ميساء بابتسامة شفافة : عارفة انك ماجيتي هالمشوار كله .. الا تبين تريحين قلبك
خذي راحتك وقولي كل اللي بخاطرك .. عسى الله يطمن قلبك يارب ..
تنفست بعمق واستعدت للمواجهة اللي انتظرتها من سنوات طويلة ومو مهم النتائج
بالأخير .. ربي اخذ لها بحقها من اللي ظلموها .. دخلت المجلس .. وهي تدعي ان
الله يسهل كل امورها .. وابتدت معاهم النقاش بصعوبة .. رغم انها شافتهم وهم
يتهامسون من البداية : سعاد ..
لفت عليها تطالعها بدون ماترد .. وكملت سلمى كلامها بنفس القوة : انا جيت اليوم
لاني ابي اعرف وش اللي صار وشلون دخل رجال بيتي .. وبغرفتي بعد .. ومنو
هذا الرجال .. لا تقولين ماتعرفين .. لأني ماراح اصدقك .. ولا تبرأين نفسك لأنك
ابعد انسانة عن البراءة ..
قاطعتها بعصبية وهي تأشر باصبعها عليها : انتي جاية تتهميني اني اعرف الرجال
اللي جبتيه لبيتك ..
تكلمت سلمى بكل هدوء حاولت تستنجد فيه بهاللحظة : وليش عصبتي ؟ لو مو غلطانة
ما أثر فيك كلامي .. انا ما اتهمتك بس لأني اعرفك مخزن اسرار فوزية وكل شي
هي تسويه تدرين عنه قبل البشر كلهم ..
حاولت تصطنع البرود رغم انها كانت تحترق من داخلها : وهالشي بينك وبين فوزية
روحي تفاهمي معاها هي .. ليش جاية تحاسبيني انا ..
سلمى بضحكة استهزاء .. : تستهبلين علي ولا شلون ؟ انتي عارفة انها ماتقدر تتكلم
والحروف يالله تطلعهم .. لاتقعدين تطالعيني كذا ولا تستغربين كلامي .. كل اخباركم
تجيني .. واللي رموني في عرضي ربي ابتلاهم بعرضهم ..
تكلمت ليلى بقهر : ماشاء الله جاية تتشمتين في بنت اخوي ؟ الله يقويك ياشيخة بس
ترى عندك بنات وربي بيبتليك فيهم ..
سلمى باحتجاج .. : استغفر الله العظيم .. انا ماجيت اتشمت في احد ولا كان رحت
لفوزية وتشمت في كل شي صار لهم .. ادري الدنيا تدور ومحد بيدوم على حاله..
وياليتكم انتو بعد تتعلمون ان الله فوقكم وعالم بالخفايا واللي في القلوب .. ياسعاد
وربي اللي خلق السماوات والارض ماراح اسكت عن حقي .. وبدعي على كل من
تبلى علي وقذفني في كل صلاة وكل سجود قولي الحق ولا تسكتين عنه ولاتصيرين
شيطان اخرس ..
هيفاء بذهول : سعااااد ؟ تدرين كل هالسنين انها مظلومة وما تكلمتي ؟ ليش وش
ماسكة عليك فوزية ؟
سعاد بغضب : تخسي الا هي ما تمسك علي شي .. واللي كان في البيت عند سلمى
والله مادري من هو .. صحيح ادري عن العمل اللي فرقت فيه بينهم بس هالرجال
هي قالت لي مثل ما الكل يدري .. انه اخوي راح وشاف عندها واحد بغرفتها ..
كلمة وحدة الجمت الكل من الصدمة تبادلو النظرات .. قد تكون زلة لسان او لحظة
اعتراف بالفعل .. سلمى بعدم تصديق : عمل ؟ يعني سحر ؟
سكتت سعاد وماتكلمت ولا قالت شي .. تركت هي تفسر الكلام على كيفها وتركت
كل التساؤلات تدار والاجابات تتكرر .. كانت سلمى مصدومة من اللي سمعته مهما
كان الحقد اللي بقلب فوزية عليها الا ان السحر كان ابشع من كل تصوراتها .. لفت
عليهم تناظرهم وماقلت تعابير وجيههم عن تعابير وجهها صدمة .. استغفرت ربها
كثير قبل تكمل كلامها : وانتي تصدقين وحدة تتعامل بالسحر وماتخاف الله ؟ طيب
واذا كلكم حقدتو علي بذنب الزنى اللي ما اقترفته .. ليش ماحقدتو عليها بذنب السحر
" انتظرت لفترة طويلة جوابها لكنها التزمت الصمت .. " ماتقدرين تجاوبين صح ؟
لأن كل الاجابات ضدك ؟ لأنكم كلكم ظلمتوني .. لكن انا فوضت امري لله .. كل
شي قلتوه عني واتهمتوني فيه نشهد الله عليه يوم القيامة .. وان شاء الله ربي يظهر
الحق .. وبتخسرون صدقيني بتخسرون ..
هزها كلام سلمى من الأعماق .. هي ظلمتها مع كل من ظلموها .. لكنها ماعرفت
بأمر السحر الا بعد سنوات .. كان الحقد والكره وقتها تغلغل بداخلها وهي تشوف
عذاب اخوها من العار اللي لحق فيه .. تكلمت سلمى وناقشتها وكان جوابها في كل
مرة نفسه .. والى هاليوم مايعرف بسالفة الرجال الا فوزية هي الوحيدة اللي اكيد
دبرت هالمكيدة ونفذتها بحرفنة .. وراح يجي يوم وتظهر كل الحقائق ..


/
\
/
\




طول الوقت مافارقتها ابتسامتها .. سعادتها اللي تعيشها انستها كل حزن ماضي
واي تعاسة وجروح اتعبتها طوت في صحيفة النسيان .. وكل اللي تبقى لها قلوب
تحبها وهي تبادلها هالمحبة .. كل احساس اندفن بداخلها قبل ظهر وصار اجمل
وكل خوف كانت تحسه تلاشى .. ولاقت في احضانه الأمان اللي كانت ترتجيه
والـ 5 اشهر اللي عاشتها معاه علمتها قيمة انها تلاقي انسان يحبها لذاتها بدون
اي رتوش او تجميل للنفس .. بصفائها وصدقها .. واهدت له هو الحب اللي يستحقه
رغم اختلافهم في اوقات .. وزعلهم بأوقات اخرى .. الا ان الحياة تستمر ولولا
مشاكلنا ماتعلمنا كيف نحس بالفرح .. تغيرت كثير بهالفترة استمدت قوة من قربها
من خالقها اولا .. ومن ثم وجوده حولها .. وعلاجها المجاني .. اللي منحها احساس
بالرضى والطمأنينة افتقدته لزمن مضى .. كل شي بحياتها مرضي الى ابعد الحدود
والاستقرار النفسي .. والعاطفي اهم مقومات السعادة .. انتبهت لنجود اللي من اول
تكلمها واتسعت ابتسامتها : وشو ؟ ليش تناظريني ؟
نجود وهي تزم شفايفها : يعني من اول اسولف على نفسي .. خلاص والله ما اعيد
سالفتي لو تموتين ..
دانا بضحكة : والله ما انتبهت كان في بالي شي مهم وقاعدة افكر فيه وابي استشير
امي بالأول ..
نجود معترضة : لااااا مو بكيفك والله لتعلميني ..
كشت دانا على وجهها : مالت بس .. ياحبك للقافة .. سوالف كبار ماتنفع لك يعني
اطلعي منها احسن ..
وقامت تركض وهي مادة لسانها .. وطلعت لجناح امها بقصرهم اللي رجعو له من
شهر .. من طقت عليها الباب ودخلت .. رجعت قفلت الباب وراها .. جات وجلست
جنبها على السرير وتكلمت : يمه ..
ردت عليها وهي تقلب في صور طفولتهم : سمي ..
دانا بخجل : ابي استشيرك بموضوع وابي اعرف رايك فيه ..
رفعت عينها وناظرتها .. : قولي يمه ..
ترددت شوي وهي تحس بالحرارة بوجهها من الخجل : ابي احمل " ونزلت راسها
بعد ماشافت ابتسامة امها " بس انتي تعرفين الحبوب اللي آخذهم .. بتضر الجنين
لو حملت .. واخاف اتركهم وترجع لي كل الاعراض اللي قبل والكآبة والوسوسة
اللي كانت تتعبني ..
مسحت على شعرها وهي تطمنها : توكلي على الله وانا امتس .. ومن توكل على
الله فهو حسبه .. وهالحبوب مردتس بتوقفينه ..
مسكت يد امها وحبتها : انا خففت منها من فترة .. بس والله خايفة .. ماودي ارجع
لهذيك الأيام .. الضيق اللي كنت احس فيه والله اني ما اتمناه لعدوي .. بس الحمدلله
على كل حال .. ربي عوضني خير ..
ام عادل بحب : لا تفكرين ولا تشيلين هم .. ولا تتعبين عمرتس وتتعبينن معتس ..
هزت راسها برضى وهي مبتسمة : بتوكل على الله .. واللي الله كاتبه لي بيصير ..
" قامت وحبت راس امها وكملت " بروح عند رسيل الين يأذن العشا واجي ان شاء
الله ..
رفعت يدينها للسماء وهي تشوفها طالعة : الله يوفقتس وانا امتس ..
رددت بداخلها من قلب " آآآمين يارب " ونزلت تحت لبست عباتها وخذت شنطتها
واتصلت على رسيل تستقبلها عند الباب .. ومن وصلت لها .. استقبلتها بالاحضان
كعادتهم رغم انهم يتقابلون كل يوم بالجامعة .. دانا وهي تدخل معاها للبيت راحو
لمجلس الحريم وقعدت هي وياها وبدت سوالفهم اللي ماتنتهي عن الجامعة والتخرج
والحياة بعد التخرج ..
رسيل بقرف : اووووف وربي مليت هالترم وش طوله مايبي يخلص .. ابي الترم
الجاي يجي بسرعة واتخرج .. خلاص وصلت حدي من الدراسة ..
طقتها دانا على كتفها : احمدي ربك انا اللي بعد يبقى لي ترم عاد شوفي شلون راح
اداوم في الجامعة من غيرك .. وانتي تعرفيني مو من النوع اللي اختلط في ناس كثير
الله يعين اتوقع بروح على وقت محاضراتي واطلع .. وش اللي حادني على الطفش
وكل دفعتي متخرجين .. يالله وش اقول بس .. قدر الله وماشاء فعل ..
رسيل باستهبال : تصدقين انك كسرتي خاطري .. وافكر اني أأجل كم مادة واخذها
معك ..
دانا وهي تضحك : لااااا تكفين ارحميني .. لا انتي تخرجي خلاص وتزوجي " ومن
لمحت ملامح وجه رسيل الخجولة .. تكلمت " ترى الى هالحين مارديتي علي صار
لي حول الشهر مكلمتك .. رسيل لا تستحين مني .. وربي لو رفضتيه مايتغير شي
بعلاقتنا ابد وبتظلين انتي صديقتي وتوأم روحي واغلى وحدة على قلبي .. هذا زواج
مو لعب ومشاعري وربي اعتبريها خارج الحسبة ..
قاطعتها رسيل على طول : وربي يادنو مو هذا اللي في بالي .. وانا اعرفك واعرف
شلون تفكيرك .. بس اخاف ابوي مايوافق .. مع انه انسان مايعرف الظلم ابد .. ولا
يحكم على الناس من الظاهر .. ودايم وربي يمدح في اخوك ..
دانا بأسى : بس سمعة ابوي ممكن تخليه يرفض ..
مسكت رسيل يدها وتكلمت بصراحة : اوقات اخاف من هالشي .. اعذريني ياقلبي
مابي افتح عليك جروح انا ادري انك حاولتي هالوقت كلها تنسينها ..
ضمتها دانا وهي تقاوم دموعها : ان شاء الله بنسى .. ربك كريم .. " وبضحكة من
قلب موجوع " يعني انتي موافقة على عادل ..
بعدت رسيل وتكلمت بخجل : وانا بلاقي احسن من اخو دنو وين ؟
قبصتها في خدها وهي تضحك لها : علينا هالكلام .. ياشيخة اخوي ينحب ياليت
الناس كلها مثل قلبه .. يارب يكتبك من نصيبه يارب .. والله يا ريسو لو تحققت
هالأمنية راح اعيش بقمة سعادتي ومايبقى لي من امنياتي الا امنية وحدة وعسى
ربي مايخيب رجاي فيها ..
رسيل وهي فاهمة اللي بخاطرها : يارب .. تستاهلين كل خير وربي ..
مسحت دموعها اللي نزلت وكملت بضحكة : ياشينك لاصرتي رسمية وين البنات
ونورة .. خليني اجلس معاهم شوي قبل ارجع للبيت ..



/
\
/
\




اطالت في سجودها وكأنها تودع كل دقيقة في الحياة بابتهالات للخالق عز وجل
وبحر عينها اللي ما جف ولا نضب رغم ذرفها لدموع بكل وقت وكأنها تغسل
كل ذنب اقترفته بهالحياة .. انهت صلاتها واكملت بعدها التسبيح والخشوع ومن
ثم قراءة القرآن .. ناظرت بكل شي حولها .. الناس والاجناس والالوان اختلفو
بكل شي الا المصير اللي ينتظرهم الى حفرة لا يتجاوز طولها المترين وعرضها
المتر الواحد .. ومايتبقى للعبد الا العمل الصالح .. وكل متاع الدنيا زائل لا محالة
غمضت عيونها وقرأت بعض السور اللي حفظتها .. كان صوت نشيجها يقطع
القلب .. وبلحظات تختنق الحروف والكلمات بداخلها ومايتبقى الا صوت بكائها
حطت المصحف على صدرها .. واطلقت العنان لدموعها تغسل همومها وكل
حزن سكنها .. فتحت عيونها وهي تسمع اسمها .. ابتسمت وقامت معاهم ناظرت
بكل شي حولها .. من هاللحظة ابتدت تفاصيل الوداع المريرة .. كل شي حولها
تشوفه للمرة الأخيرة .. طلعت وشافتهم بانتظارها .. ابتسمت لهم واقتربت تسلم
عليهم ..ضمت مروى بقوة وطال العناق اللي بينهم والدموع كانت وسيلة الاتصال
الوحيدة بينهم في هاللحظة .. لمحت دموع ديما اللي ماكانت تبي تشوف هالمنظر
قدامها وتصد بعينها عنهم لأي شي الا انها تشوفهم اشرت لديما تقرب لها وضمتها
من قلب .. كانت تضمها وكأنها تستشق ريحتها لآخر مرة .. كل اللي كانت تبيه
لحظة تنسى فيها كل اللي راح .. وتودعها اليوم الوداع اللي هي تبيه .. بداخلها
مشاعر فاضت فيها واتعبتها .. وكل ماحست فيها راح تبتعد عنها ضمتها اقوى
دقايق وابتعدت ديما عنها .. ومسكت يدها ماتبيها تبعد .. وبيدها الثانية مسكت يد
مروى اللي مقطعة نفسها من الصياح .. همست وهي تقاوم دموعها : ان شاء الله
نلتقي في جنة عرضها السماوات والأرض .. الحمدلله على كل حال .. والحمدلله
على قضائه وقدره .. وربي ان حالي اليوم افضل من قبل وانا ضايعة بلا اخلاق
او حتى دين .. بس كل اللي ابيه منكم تذكروني بالخير " لفت على ديما تناظرها "
ادري ان اللي بينا مافيه خير ابد .. بس قلبك الطيب .. بينسى كل شي صار مني
دوري لي اي شي حتى لو كان هاللحظات الأخيرة واذكريني فيها .. وكل ماطريت
على بالك ادعي لي .. ادعو لي تكفوني وربي اني في امس الحاجة لدعائكم ..
حطت ديما يدها على فمها تكتم شهقاتها وضغطت بيدها الثاينة على يد منال : لا
تتوقعين اني اكرهك .. ولا مبسوطة في اللي وصلتي له .. انا جيت عشانك لأني
ابي اعلمك اني سامحتك وربي ..
كان الوداع مؤلم بكل صوره .. الا انها رضت بهذا المصير اللي انكتب عليها ..
اوقات الانسان تتحكم فيه مشاعره وعواطفه .. بدون اي تفكير عقلاني .. ومشاعر
الغضب ولدت بداخلها رغبة كبيرة في الانتقام " والجروح قصاص " بعد ساعتين
بس راح تقاد الى ساحة القصاص .. جلست معاهم تحتضن اوجاعهم وكأنها تبي
تترك لهم الفرح من بعدها .. ومابين كلماتها كانت تتوقف للتسبيح والاستغفار ..
ناظرتها ديما وهي تبلع غصتها .. وبداخلها تحسدها على قوتها في مثل هالموقف
كيف تضحك وبعد قليل من الوقت راح تكون في عداد الموتى .. تركت وراها كل
آلام الماضي .. الدنيا فانية والعمر محسوب .. ليش نضيع ايامنا بأحقاد تزيدنا قسوة
وتباعد .. ليش مانخلي قلوبنا صفحة بيضاء مشرقة ماتعرف الحقد والغل وأي
مشاعر بغض وكراهية .. تمنت لو كانت هالجلسة في بيتهم .. وجمعتهم مشاعر
الأخوات وحبهم لبعض .. بدل ماضيعوه في احقاد دفينة وانتقامات بلا مبرر ..
منال اللي كانت معاهم جسد فقط .. وروح مغيبة اغلب الوقت .. كانت صورة
قوية وصامدة من الخارج وبداخلها تتهشم ألف مرة .. عذاب وعذاب ما انتهى
بيوم .. وكآخر مجال لها ودعتهم كلهم .. حتى امها اللي على كرسي متحرك ..
همهمت بكلمات مافهمتها منال .. ضمت يدين امها وحبتها : مأجورة يمه .. داومي
انتي على علاجك .. والعلاج الطبيعي وان شاء الله ترجعين مثل قبل .. " ضمتها بقوة
وهي تردد " ان شاء الله نجتمع في الجنة يمه " وبرجاء " كفاية احقاد وكره تكفيييين ..
ابتسمت وهي تناظر اخوانها سلمت عليهم وهي تطلبهم الدعاء لها .. وداع استنزف
كل مشاعرهم وبات الفقد مؤلم الى حد فاق الوصف .. وارتجفت اجسادهم ألم من
مصير قاتل بعد وقت قصير .. ودعتهم للمرة الأخيرة ولوحت لهم من بعيد وكأنها تحفظ
صورهم بعينها .. واختفت وسط صوت صياحهم اللي يدمي القلب ..
بعد ساعتين تم تنفيذ حكم القصاص فيها .. وفارقت روحها الجسد .. بعد ماتابت الى
الله من كل ذنوب ومعاصي لازمتها بأيام حياتها السابقة .. واتمت حفظ 5 اجزاء من
القرآن .. ورحلت من هالدنيا بكل مافيها من هموم وافراح واحزان ..



/
\
/
\




بنفس اليوم اللي غيبت فيه روح عن الحياة .. وبعدها بساعات قليلة فقط .. تناهى
لمسامعهم صرخة طفلة هاليوم هو أول أيام عمرها تناست كل ألم اصابها وابتسمت
برضى .. وحلت ملامح الفرح محل العبوس اللي اكتساها .. قربوها منها وشالتها
بحذر وهي تناظرها .. طفلة اكتست اللون الأحمر وهي تصيح .. والملامح ابد مو
واضحة .. القمتها صدرها ومنحتها أول غذاء بهالحياة .. رغم التعب اللي فيها الا
ان هالقرب والتواصل انساها تعب هاليوم .. وشعور الأمومة لأول مرة له طعم خاص
تأملت ملامحها بتعب كل شي فيها صغير وجميل بنظرها .. مدتها للمرضة تاخذها
منها وغمضت عيونها ونامت .. بعد نوم عميق .. فتحت عيونها وهي تسمع صوت
الممرضة اللي ازعجها .. شوي وشافته يدخل لها وبيده اغراض لها .. وباليد الثانية
شايل لها بوكيه ورد .. ابتسمت له وهي تمد يدها ليده تمسكها .. بادلها الابتسامة
وقرب منها : الحمدلله على سلامتك ياقلبي .. والف مبروك .. الله يحفظها لنا يارب ..
تكلمت وهي تناظر بعيونه : آمين يارب " وبلهفة " شفتها ياطلال ..؟
طلال بفرحة : ايه ياعيون طلال .. قمر طالعة على امها ..
ضحكت وهي تحط يدها على بطنها ..: اصلا هو باين منها شي .. اسمها عليك مثل
ماوعدتك ..
بابتسامة عذبة : وانا سميتها حور ..
غمضت عيونها وهي تتكلم معاه .. : عاشت الأسامي يابو حور ..
طلال وهو يناظر ساعته : عاشت ايامك .. اكيد اهلي وصلو من أول مكلمين وقايلين
انهم بالطريق ..
ما انتظرو كثير حتى تجمعو حولها كل الأحباب .. حتى شيخة وراكان اللي من وصلهم
خبر ولادتها الا وهم جايين .. بعد يومين بالضبط رجعت للبيت .. وبعدها بكم يوم
وبغرفتها اللي مجهزة لها بالدور الأرضي .. متمددة على سريرها والبنات حولها ..
كل اللي تحبهم وحبوها .. قريب منها جلست لمياء اللي حامل بأول شهر .. : يارب
يرزقني مثل هالبنوتة .. ميسووو شوفي عيونها ياحبي لها ..
ميساء وهي تبوسها على خدها : الله يحفظها ويخليها لكم .. وانا ان شاء الله ربي يكتب
لي حمل قريب .. فيصل مجنني يبي ولد ..
لمياء تطالع في رسيل اللي جاية لهم بالعصير : ماشاء الله جاتنا العروس .. متى الملكة
ياريسو ودنا نفرح ..
طقتها ميساء على يدها : البنت توها ميتة وانتي تبين فرح ..
حطت يدها على فمها : أوه نسيت والله .. عسى الله يغفر لها .. ويرحمها ويجعل الجنة
مثواها ..
ردد الجميع : آمين ..
فلتت ضحكة من سما وتكلمت : ماشاء الله من تزوجتي هالمطوع صرتي مثله ..
لمياء وهي تناظر بنص عين : عسى الله يهديني على يده .. هو فيه احد يكره الهداية ..
" رجعت لفت على رسيل اللي جلست قبالها " ماقلتي لي متى الملكة ؟
رسيل بخجل : بعد شهر تقريبا ..
سما وهي جاية تبي تاخذ حور من لمياء : هاتيها بالله قبل لايجي قرقوش .. ومايخليني
اشيلها " وثقلت صوتها تقلده " بنتي لا تشيلينها .. تبين حبيها وهي بمكانها ..
ضحكو كلهم على طريقتها في تقليده .. خذتها بحجرها وصارت تبوسها بخدودها ..
ونورة كل شوي تقول لها تجيبها لها .. وتجمدت مكانها وهي تسمعه يسلم .. وتمتمت
بخوف : ميسو خذيها وربي بيذبحني ..
مدت يدها ميساء تشيلها وهي ميتة ضحك : تراه مايخوف ..
سما وهي منزلة راسها ماتبي تناظره : اجل الحين شوفي الوجه اللي ماعمرك شفتيه ..
قرب من سما ومسكها مع اذنها وهو كاتم ضحكته : انا كم مرة قايل لك انتي يالبزر لا
تشيلين بنتي ..
حطت يدها على يده تبي تبعدها : أي .. حرام عليك والله اعرف اشيلها ..
كانت تتكلم وهي تناظر ميساء وكأنها تعلمها باللي تجهله .. فكها وهو يصطنع الجدية
وجلس بين لمياء وسرير نورة .. ومد يده يشيل حور وهو يبوسها .. لف يطالع ميساء
ولمياء وهو يضحك : ماينافسني في حبها الا امي وابوي لا صاحت يجون من الصالة
كأن عندنا حالة طواريء .. وامي ماتخليها بسريرها طول الوقت وهي شايلتها ..
ابتسمت ام طلال وهي تناظرها بحب : شلون ما احبها وانا من كبرت انتظر هاليوم اللي
اشوف فيه عيالك ..
كان مبتسم وهو يتأملها .. وهو يسمع سوالفهم ويغرق عشق في ملامحها .. بعد ماراحو
كلهم تركوهم اثنينهم مع بنتهم ..
نورة بعتب مازح : اشوف الغلا كله راح لحور ..
رفع حاجب وناظرها مستغرب : ومن اللي يقدر يملك هالقلب الا ام حور " وبابتسامة "
انتي غلاك غير وهي غير .. انتي زوجتي وحبيبتي وعمري ودنيتي كلها ..
توردت خدودها خجل : الله يخلي لي حور اللي خلتني اسمع هالكلام الحلو كله .. ويخليك
لي ياعين ابوي انت ..
لمت بنتها في حضنها ترضعها وهي تعيش اسعد أيام عمرها .. مع الشخص اللي ابد ما
اختارته وكان نصيبها .. وهالنصيب صار بالنسبة لها أجمل من كل الأحلام وكل الأمنيات



/
\
/
\



يتبع ....

•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•

 
 

 

عرض البوم صور غموض الورد   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 09:45 PM   المشاركة رقم: 1014
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 73784
المشاركات: 149
الجنس أنثى
معدل التقييم: عمر همس الدموع عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 73

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمر همس الدموع غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غموض الورد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

 
 

 

عرض البوم صور عمر همس الدموع   رد مع اقتباس
قديم 13-04-10, 10:52 PM   المشاركة رقم: 1015
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي



البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146515
المشاركات: 1,576
الجنس أنثى
معدل التقييم: غموض الورد عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 71

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غموض الورد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غموض الورد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الجزء الرابع عشر
[
الفصل الثاني ]‎‎‎‎




/
\
/
\



آه ..كـم فيـني لـمــا قــبــل تـكـويني حنيــن
صرت أنا اللي عاش ماقبل تكــوينه حيـــــاه

عشقي أكبـــر من حــدود التأمل في اليقيـن
عشق سمعي ( للغطاريف ) من ذيـــك الشفــاه

يوم كـانت هيبــة الساحة من لــــوز ٍ وتيــــن
يــوم كــانت ترســم النـــار أصابعنــــا دفـــاه

الأمل : بيتٍ من أحجار.. وأخشابٍ .. وطين
والفــرح : في حضرة الجار بأحضــانه عشـــاه

يوم تــاخذ ( خبـزة البيت ) شكـل الجالسيــن
بيـنـنـا الجيـران حتى " الشقيق " أبـدى غـلاه

نــــــادراً مــايعطي الـــجوع فرصــة لاعبـيــن
وان لـعبنــا نلعب ( الطِّيش ) بـــاقــدام ٍ حفـــاه

في ضجيج البيت ( مهراس ) نسمع لـه رنيــن
واستمدّت ( ركــوة ) الطفــل هــزّه مــن بكــاه

المحبة : جلجلة عقــد صـــدر امي ( لجيــــن )
واحتدم في نظرة الشيبـــة تلويحـــة عصــــاه

كان يحمل جـانب البيــت ( قــدر وطاستين )
كان يمسك ركن ذا البيت ( مسحـاة ) انتـبـاه

( الخصف ) يسهــر يشخبط خــدود النايمـيــن
( والســـراج ) المشتعــل يـنـتـظر لوحـــة مســـاه

( الحَجَلْ ) يطرب صبــاحات نــاس ٍ سارحيــن
كـــل صبــح ٍ في وجــوه البشــر تلقى رضـــاه

قــريـتي مــاحــلّ وقــت ( الصــرام ) إلا يـبــيـن
كل شخصٍ ( والركايب ) غــدت تسمـع غنــــاه

يوم حنّت أوديــتــنــا لــ( قربــــة ) من يــديـــن
اختلـط هـــرج الصبــايـــا بتــرحيـب الميــــاه

صـــادقـــة تشبــــه أذان الفجـــر ( الله يعيــن )
كانت أغزر من هطول المطر ذيك الجبــاه

يــوم كـان العيـــد يشبــه كفـــوف الراحليـــن
يوم كان العيـــد يشبـــه لـ محمد في صبـــاه



رغم آلام جسدها اللي مافارقتها من اول يوم فاقت فيه من الغيبوبة الى هاليوم
الا انها تعيش احساس مختلف .. فرح غير عن اي فرح عاشته قبل .. وشوق
للبيوت اللي حضنتها من الصغر .. وضمة امها وغفوتها على صدرها والمطر
وريحة المطر بأرضهم .. وصوت طقطقته على السقف الخشب .. والسيل اللي
يجري بين بيوت الطين .. وخبز خالتها ودعوات عمها .. كل شي في هالديرة
اشتاقت له وفقدته .. وبلحظات طيش ظنت ان هالمكان سجن لطموحاتها لقت
ان ديرتها وقلوب اهلها ماتساوى بكنوز هالدنيا .. وان القصر اللي كانت فيه
رغم كل المتاع اللي كان بين يدينها .. ماكان الا سجن .. استنزف كل طهرها
وبرائتها ..
لفت تناظر محمد اللي قاعد قدام ومبتسم جنب العم مساعد اللي يتحمل اكثر
من يوم في الاسبوع رايح وجاي على هالطريق ..
نزلت الشباك شوي واستنشقت ريحة ديرتها اللي قربت منها .. المزارع اللي
فيها والنخل اللي بدت تلمحه .. لمعت عيونها بدمعة وهي تعاتب نفسها على
كل يوم اختارت انها تعيش فيه بعيد عنها .. اختارت الحياة والمال وخسرت
نفسها وصحتها .. ومازالت الاسياخ في فخذها الى حين التئام هالكسور ..
نزلت دموعها غصب وهي تشوف بيوت الطين تظهر لها جات اكثر من مرة
لديرتها بعد ماسافرت بس هالمرة غير .. هالمرة رجعت بشكل نهائي وتركت
كل متاع كانت تطمح له ورا ظهرها .. تركت جرحها .. اللي نزف باسبابه
وصدمتها في هالزمن اللي كان اقسى من طيبتها وسذاجتها .. وأول ماوصلو
بيتهم نزل محمد يفك لها الباب .. شافت امها واقفة بعباتها وبرقعها كان ودها
تطير بحضنها .. تبي بس تقول لها انها مستحيل تفارقها ابد .. وان هالفراق
اللي اختارته بلحظة طيش .. تندمت عليه اشد الندم فتح لها محمد الباب و مد
لها العكازين واسندها يوقفها .. وقفت ومشت بصعوبة الين وصلت عند امها
اللي من شافتها على هالحالة وهي تصيح ..
ضمتها بقوة لصدره .. واطلقت سارة .. العنان لدموعها تذرف بلا توقف ..
ماتدري شلون ابدلت هالحضن اللي تموت فيه بملذات دنيا زائلة .. سمعتها
وهي تصيح وتلوم نفسها وزاد صياحها .. : والله ماعاد اخليتس تروحين عني
انا الغلطانة اللي من الأول ما منعتتس .. ولا انتي تعرفين شي بهذيتس الديرة
يابعد عمري يابنيتي ..
حبت يد امها وتكلمت : يمه انا الغلطانة .. انا اللي حنيت على راستس وراس
عمي الين وافقتو .. والحين اقول لتس توبة .. ماعاد ابي اروح مكان .. ابي
اقعد بديرتي .. ابي يمه لا تضايقت .. افضفض لتس اللي بخاطري و احتسي
لتس ..
كانت هيا واقفة ورا امها وهي تسمعهم .. الكلام اللي بين هالاثنين اوجعها بس
فرحتها برجعة اختها تنسيها هالوجع كله رغم ان منظرها وهي تعرج والعكاز
بيدها كان مؤلم ..
دخلت بعدها للبيت وتعاقبو للسلام عليها هيا ومشعل .. وكان اللقاء مؤثر الى
ابعد الحدود .. لفت على امها تناظرها وهي مبتسمة ومازال مبين على وجهها
آثار الصياح : يمه ودي اركض بكل مكان .. ودي اروح المزرعة .. واسير
على كل بيوت الديرة ودي لا جا المطر نطلع انا وبنات الديرة للسيل ونركض
فيه .. ولا شفنا احد من عيال الديرة توزينا ورا هالبيوت .. " نزلت دموعها
وهي تشوف امها حاطة يدها على خدها وتناظرها وبعيونها دموعها " ودي
نروح لأم عبيد وتعطينا من قرص الخميرة اللي كل يوم تسويه ودي اتحارش
انا وموضي على الثياب اللي ناخذهن .. وكل وحدة فينا تسابق الثانية من اللي
تقوسهن بالأول ..
قربت منها هي وضمتها وهي تهمس لها : كل شي تبينه بيصير لا تحتسين
تسذا .. لا تخليني احس انتس بتودعين ..
وقبل ماتقول شي ماحست الا باللي تطق الباب من برا بكل حماس : هيوونة
افتحي الباب مشتاقة للسوري .. وخلي محمد ومشعل يروحون الغرفة .. ولا
يطلعون برا .. اي مكان المهم يدبرون عمارهم ..
هيا وهي تفتح الباب : ول عليتس بالعة رادو انتي ..
موضي وهي تدفها : وخري زين .. " وهي تصارخ على مشعل " نزل عينك
ولا تناظرني .. وجلست جنب سارة تضمها " السوري حبيبة قلبي .. ياعلني
ماخلا من هالخشة اللي تفتح باب الرزق .. وياعلني ماخلا من هالزول اللي
احبه ..
هيا وهي تضحك : حشى رجلتس ماهيب بنت عمتس ..
رفعت برقعها بعد ماطلعو العيال وهي تبوس سارة وفرحانة فيها : مابي ارد
عليتس لانتس خربتي وعلومتس ماعاد هي مثل أول خليني الحين مع السوري
ياحبي لها ..
سارة وهي تضحك على كلامها .. هالانسانة هي الوحيدة من بين هالعالم اللي
تهدي لها ضحكة من بين الدموع .. : يابعد عمري ياموضي .. وربي توني
في طاريتس وانشديهن .. ياحبي لتس والله ان الطيب عند ذكره ..
ضحكت موضي بفرح .. وسولفو احلى سوالف بهاليوم .. ضحك .. ووناسة
وماخلت هالجلسة من الدموع اللي رافقتهم من البداية ..




/
\
/
\




غير هالسنة تبقى له سنة بس ويتخرج .. وبعدها يبدا حياته الفعلية .. ويعيش
مثل ما يتمنى .. ويتزوج الانسانة اللي حبها وبادلته هي الحب .. ومن اشتغل
في شركة طلال من فترة وهو يحس بارتياح كبير ان الله عوضه عن صبر
السنين اللي مضت براحة و واقع احلى من احلامه طلع من الشركة بعد صلاة
العشا و وقف له اول سيارة اجرة رايح لشقتهم .. اللي نقلو لها من بعد ماطلع
هو وعبدالله من السجن .. اصغر من الشقة اللي قبل .. تكفيهم ثلاثتهم .. بعد
وفاة منصور .. وزواج الوليد اللي خلفو فراغ كبير بعدهم ..
ومن وصل سلم عليهم واستأذنهم بيريح شوي الين يحطون العشا غسل وبدل
ملابسه .. وتمدد على فراشه .. غمض عيونه واستسلم لأفكاره .. رغم مرارة
الفقد اللي اوجعته الى حد كبير .. الا ان بداخله ايمان اكبر ومصاعب هالزمن
خلقت منه انسان صبور .. تعلم ان كل مؤمن مبتلى .. وما احب الله عبدا الا
ابتلاه ..
حاول بالفترة الأخيرة انه يتأقلم بصعوبة مع حقيقة انه قتل صاحبه .. ومتأكد
ان الأيام بتكون كفيلة انها تنسيه هالألم .. او جزء منه .. بس اللي مانساه ابد
انه يوصل ابو منصور في كل وقت يسمح له .. وبين كل فترة وفترة يروح
يسلم عليه رغم انه يدري اوقات ان شوفته ربما تفتح جروح بيحتاجون وقت
طويل حتى تبرى وتطيب ..
فتح عيونه .. على صوت مشاري يصوت له .. وقام لهم على طول .. راح
يغسل يدينه ويقعد معاهم على سفرة العشا .. سوالفهم الشبابية .. وضحكاتهم
ومزحهم .. وكل شي حلو بيوم جمعهم .. او بيجمعهم بالأيام الجاية .. اجمل
مايحمل لهم هالعمر .. بكرة مع الأيام بيفترقون وكل واحد له حياته .. وتبقى
لهم كل لحظة اجمل ذكرى .. بعد ماتعشو شال هو الصحون وقام يغسلها ..
بعدها استئذنهم رايح ينام .. وقبل مايسكر الباب رجع يهددهم : ياااويلك انت
وياه لو اسمع صراخكم .. تبون تلعبون العبو على الصامت ولا تقلعو للمجلس
وخلوني انوم .. بكرة وراي مشوار مهم الصباح ..
مشاري يمازحه : لا تعال طقني تكفى ..؟
راكان وهو يضحك : والله ودي بس مافيني .. مكسر وحالتي حالة .. يارب
متى اتخرج ويصير دوامي صباحي وارتاح ..
عبدالله وهو يتمدد مكانه .. : سنة ونص وتمر بلمح البصر عسى الله يعديها
بخير وسهالة ..
ردد بقلبه " آمين " وهو يسكر الباب .. " تمدد على فراشه ومن حط راسه
ما احتاج وقت طويل الا وهو في سابع نومة ..
من الصباح بدري قام وبداخله نشاط عجيب .. يدري انه انسان احواله على
قده ويصرف على اهله بعد .. بس يشوف ان لصديقه عليه حق يمكن يكفر
من الخطا اللي ارتكبه في حقه .. سحب مبلغ مالي بسيط من حسابه .. باللي
يقدر عليه .. وتوجه لاحدى الجمعيات الخيرية .. كان ينوي بها صدقة عن
صديقه .. صدقه جارية لا يبتغي فيها الا وجه الله تعالي .. تعود على هالشي
بأول يوم من نزول الراتب .. عسى الله ان يغفر له ذنبه .. ويغفر لصديقه ..
وجميع موتى المسلمين ..
حس بارتياح كبير وهو يرسم البسمة على شفاه تحتاجها .. مثل ماكانو هم
بأمس الحاجة لمثل هالصدقة بيوم من الأيام .. وماخيب الله رجائهم وسخر
لهم اهل الخير .. اللي ينفقون اموالهم خالصة لوجهه تعالى ..
رجع بعدها للشقة .. يبي يكتب محاضراته .. الى وقت بداية اول محاضرة
وبيروح مع مشاري للجامعة .. وبداخله حماس انه بعد يومين بيروح للديرة
لأهله واحبابه .. ولحبيبته ..
ومن دخل الشقة ضحك على شكل عبدالله اللي نايم بالصالة واللاب توب
عنده .. " هالولد مدمن نت .. الله يعينه " دخل للغرفة اللي ينامون فيها
وسحب ملزمته واقلامه ودفتر محاضراته وطلع للصالة .. ناظر في عبدالله
وحس انه راح يزعجه .. خصوصا ان اليوم ماعنده محاضرة الا بعد الظهر
بدون ما يطيل التفكير راح للمجلس على طول وقعد هناك يكتب محاضرات
الأسبوع ..




/
\
/
\





عليك الله و أمانه مايمرّك جرح .. يـ المحبوب
إلين تمرّ .. " زفرات الممات "
بـ قلب .. محبوبك ..!


وإذا ماتت على حدّ الغياب السرمدي | قلوب
ترى ماكلّ . . غيبة ناس ، تشبه عندي غروبك ..


مادام أن الزمن ~ مايل ,
و مَشي الناس بـ [ المقلوب ]
أنا حتى المشي مقلوب ياخذ خطوتي - صوبك




بطريق رجعته لبيته مافارقت خياله دقيقة .. بكل لحظة يفكر فيها .. حبها
اللي بقلبه فاق كل حد .. واشتياقه لها تعجز حروفه عن التعبير عنه ممكن
مايكون رومانسي جدا .. وكلامه لها مو طول الوقت غزل وحب .. ولكنه
احتواها .. واللي بقلبه لها اكبر من اي تصوير .. ويحس نفسه مقصر .. ولو
سرد عليها كل عبارات الحب .. اللي بينه وبينها اكبر من كل الحروف ..
روحين الله جمعها على الحب .. والتضحية بقلبه لها واحساسه الصادق من
اول يوم اختارها فيه باقتناع .. وهالانسانة ملكت كل شي بقلبه يمكن اوقات
ينشغل عنها بعمله ومرضاه واوقات يحكي لها عن معاناتهم لأنه يبي يحسسها
ان اللي هي عاشته .. يمكن اهون بكثير من اللي عاشوه غيرها .. ومن شاف
مصايب الناس هانت عليه مصيبته ..
كان كل اللي يفكر فيه الحين شي ابد يمكن هي ماتخيلته .. او توقعته ويحس
بلهفة كبيرة انه يوصل للبيت ويزف لها الاخبار الحلوة .. كان وده يطير من
وناسته .. وده يروح لها بظرف ثواني ومايضطر يوقف بزحمة السيارات ..
و آهـ من هالزحمة يالرياض .. وصل اخيرا للبيت ومن بركن سيارت طلع
لشقتهم ركض .. طق الباب و تأخرت مافتحت له .. على طول فتح الباب
ودخل يصوت عليها .. طلت عليه من المطبخ وهي قاعدة تنظف فيه : هلا
توك جاي ؟
يزيد بابتسامة : ايه .. هالحين خلي اللي بيدتس وتعالي ابيتس ..
حطت المنظف على جنب .. وغسلت يدينها ونشفتها بالمناديل وطلعت له
ضحكت قبل مايتكلم .. : شكلي حوسة .. مادريت انك بتجي الحين .. انت
قايل لي اليوم بتطول ..
مسك يدها وجلسها جنبه : ولا يهمتس يعني لازم اشوفتس كل يوم متكشخة
دنو اسمعيني للآخر ولتس القرار الأول والأخير .. عمتي متصلة علي من
شوي وتبيك تجين .. ابوتس طلع من السجن وجاي يبيتس ..
اختفت ابتسامتها من سمعت طاري ابوها .. نزلت راسها وهي تبلع غصتها
وتشتت نظرها بأي شي الا فيه .. ماتبي تصيح ابد .. هي وعدته انها تكون
قوية وماراح تخذله في أول تجربه .. تكلمت بعد تردد : وش يبي ؟
هز كتوفه بمعنى انه مايدري : اذا ودتس الحين اوصلتس لهم وانتي شوفيه
واذا ماجاز لتس حتسيه نرجع البيت ..
ناظرت بعيونها وهو اللي ماتركها ابد في اصعب ظروفها : اخاف اتعب اذا
شفته .. اخاف الأمل اللي بداخلي يتحطم وربي اخاف يسمعني كلام يجرحني
وانا اللي من يوم غاب لليوم وانا انتظر رجعته ..
حبها بين عيونها وهو مبتسم لها : وخوفتس بيقعد بقلبتس العمر كله ..واجهيه
واجهي هالخوف وعيشي هالتجربة .. ومن كل تجربة بحياتتس تعلمي تكونين
اقوى .. كوده هالمرة تعدل .. قوه ياقلبي لا تأخرينن عندي موعد عقب ساعة
ابي اوصلتس واروح ..
ابتسمت له وهي تقوم : توكلت على الله ..
دخلت الحمام ( تكرمون ) وغسلت وجهها ويدينها .. بدلت ملابسها ولبست
عباتها وطلعت .. كانت معاه بالسيارة تسولف .. هالشي عرفه فيها اوقات
تسولف تضيع الخوف .. خصوصا اذا كان هالخوف مسبب لها هاجس كبير
ومثل شوفة ابوها بعد هالانتظار كله .. تستاهل هالخوف والقلق من مستقبل
ربما يكون معتم اكثر من الماضي ..
وصلت للبيت وهي ترتجي انه هاليوم بس من بين كل الأيام اللي مضت يكون
صادق معاها .. انه يكون لهم مثل ما طلبته آخر مرة .. ودعت زوجها عند
الباب .. بعد ما أكدت له انها راح تدخل .. وتعرف كل شي عنده وماجات
هالمشوار الا لأنها تبي تعرف وش هو جوابه الأخير ..
دخلت للصالة وشافت خواتها وامها قاعدين ومن قبل ماتسلم عليهم : وينه ؟
اشرت لها امها تجي عندها وسلمت عليها كانت يدينها ترتجف غصب عنها
ومن خوفها صايرة كأنها قالب ثلج .. ناظرت امها وابتسمت : وينه يمه ؟
بهمس : في المجلس ..
ناظرتهم كلهم وكأنها تبي تستمد منهم قوة هي تحتاجها .. ودخلت عليه من
اول مافتحت الباب سلمت على طول .. قبل حتى ما تناظره .. ومن شافت
شكله غمضت عيونها .. تبي تصدق اذا هو نفسه أو لا .. شي فيه رجع
للصورة الأولى اللي حفظتها بقلبها .. صورته اللي خزنتها من أيام الطفولة
العذبة .. ما كانت تبي تفتح ابواب الأمل على مصراعيها وتصطدم بجيوش
الألم اللي بتكسرها .. وقفت مكانها .. رغم رغبتها الكبيرة انها ترتمي في
حضنه .. تبيه يسمعها كل الحروف اللي تحتاجها وتبيها .. تبي تسمع كل
كلمة تمنتها بيوم .. وحلمها اللي حلمت .. انها تعيشه .. بنت مثل اي بنت
بهالوجود .. ابوها بالنسبة لها مصدر آمان .. كان حاس بصراعاتها وكل
عذاب هي تعيشه .. تكلم قبل ماتقول اي شي .. لأنه متأكد ما لهالصمت
آخر : دانا .. انا رجعت لكم مثل ماتبين .. جيت لك لأنك طلبتيني .. دانا
سكتت تناظره .. تبيه يكمل كلامه .. تبي تسمع صدقه من بين هالحروف
ماتبي هاللي تعيشه الحين يكون وهم ..
آلمه منظرها وهي واقفة عند الباب و كأنها تنتظر اي فرصة تهرب فيها
من وجوده .. وابد ماراح يلومها لو اختارت الهروب .. ابد ما اعطاها اي
لحظة امان ارتجتها .. وكل اللي شافته منه خوف .. وراه خوف و ألم ..
تكلم بصدق افتقده اغلب سنوات عمره : لاتوقفين مكانك وتناظريني كأني
وحش .. ورب البيت انا تغيرت .. واللي شفتيه آخر مرة انتهى ومات ..
وش اللي كسبته من ضياعي الا ضياعكم .. وانا بهالعمر كنت طايش مثل
المراهقين .. ماشفع لي كبر سني اني اكون انسان سوي .. والشلة الفاسدة
وصحبة السوء جروني للحرام .. وكل ماجيت اطلع منه ردوني له .. بس
وربي الذي لا اله الا هو .. محد بالدنيا عندي يسوى دمعة من عيونك ..
كلامه أثر فيها بشكل كبير ونزلت دموعها غصب .. صرخت بداخلها فرح
" ماخذلني .. جا في موعده .. والله جا في موعده "
وقفت مكانها مترددة .. تبيه يزيد بكلامه بعد ويكبر مساحة هالأمل بداخلها
وكل ماجات تنطق بكلمة .. سجنت كل الحروف بقلبها .. فتح يدينه و كأنه
حس بكل الصراعات اللي تجتاح قلبها .. : تعالي وانا اوعدك مايجي يوم
تبكي عيونك فيها ..
بدون شعور منها راحت له وارتمت بحضنه .. مهما غلط او قسى عليها او
حتى ظلمها .. هذا ابوها .. اللي ولدت من صلبه .. ماقدرت تنتزع حبه من
قلبها ابد حتى ولو حاولت .. والطفلة اللي في داخلها ماتبي تكبر تبي تبقى
طول عمرها طفلته .. كل شعور بقلبها .. غنى فرح .. اليوم كتب لها ربي
لحظة من اجمل لحظات العمر .. وعسى الله لا يغير عليها ..



/
\
/
\




كل يوم بحياتها معاه تحمد ربها مليون مرة .. اللي عوضها عن الشخص اللي
تركها وهي في عز احتياجها له .. معاه عرفت ان الحب الحقيقي يكون بعد
الزواج .. حب بعد العشرة .. ومبني على اساس سليم .. وما خابت ابد .. من
بعد صبر السنين ودعوات القلب الموعود بالفرح .. نست كل شي مرتبط فيه
وضحكت على كل شعور بيوم انتظره .. و كأنه المنقذ الوحيد لها .. ما كانت
تدري بأن اللي خلق البشر .. قسم لهم اقدارهم .. وقدرها ماكان معاه ابد واللي
يستاهل كل مشاعرها هو " الوليد " انسان بسيط بكل شي بمشاعره وبتعابيره
وبسير حياته .. صادق بكل شي معاها .. يمكن يعيبه انه كتوم .. وضيقته بقلبه
محد يدري عنها .. وهالشي احترمته من الأول تاركة له المجال بيوم .. اكيد
راح يفك الحصار عن مكنونات قلبه .. ويفضفض لها عن كل أمر أهمه وضايقه
توها راجعة من عند اختها .. فصخت عباتها .. وقعدت معاه تسولف له عن
حور وحركاتها ..
وهو يضحك ويسولف معاها .. راحت للغرفة تبدل ملابسها .. ورجعت له
ومن قعدت بدت طلباتها : ترى ماعندنا شي اليوم اسويه على العشا ..
شال عينه من اللاب توب وناظرها : وتوك تقولين ؟ ويوم كنا بالسيارة ليش
ماتكلمتي ؟
حست انه ممكن يعصب عليها .. باين من اسئلته .. انه مقهور من حركتها ..
ميلت شفتها وتكلمت ببطء : نسييييت ..
الوليد بقل صبر : يعني شلون ؟ تبيي اروح اجيب لك الحين ؟ مو لازم عشا
مكسل ومافيني اتحرك .. يكفي اني طاق هالمشوار كله عشان اوديك لأختك
وانا من يوم جيت من الدوام ما ريحت ابد ..
كمحاولة اخيرة لانقاذ الموقف ابتسمت : زين نطلب لنا عشا ..
حط يده على خده وهو يناظرها .. آخر الشهر يعني مطفر ماعندي ولا ريال
كل اللي في حسابي 50 ريال وعساها تمشينا هالثلاث ايام .. قلت لك مانبي
عشا .. ابي انام خفيف اليوم .. زايد وزني من فترة ..
كتمت ضحكتها تخاف يعصب عليها .. صفة اكتشفتها بعد فيه غير انه كتوم
انسان كسول جدا .. وممكن يضحي بأي شي بس يكون مرتاح .. وطلعات
الليل مايحب يطلع واجد ..
وهي تعودت على هالروتين لانها من قبل عاشت على البساطة .. وطلعاتها
من بيت في الديرة لبيت ثاني .. ومن يأذن المغرب كلن يرجع لبيته .. راحت
للمطبخ تحوس بالأغراض يمكن تلاقي من بين هالأشياء اي شي تقدر تسوي
فيه أكلة خفيفة تسد جوعهم هالليلة ..
صوت لها من الصالة وهو طالع : بروح اجيب لنا حبة مع الرز من المطعم
البخاري اللي قريب ..
ركضت للصالة توقفه : لا تكفى وش حبة مع الرز الحين .. تراك منتب مثل
اول .. لاحدكم الجوع خذيتوها .. جيب اي شي خفيف على الأقل ..
الوليد وهو يلبس شماغه وياخذ سويتش السيارة : يعني غلطانة وبعد تتشرطين
يالله ماعليه هالمرة بعديها لك بس مرة ثانية بعاقبك واجيب لك ذبيحة واخليك
تطبخينها في البيت ..
ضحكت بأعلى صوتها على كلامه .. حتى وهو معصب اوقات يضحكها طلع
قبل مايضحك .. لانه اوقات يكون بقمة عصبيته ومن يشوفها تضحك ينسى
كل شي ويضحك على ضحكها .. حتى لو ماعرف سببه .. وهذي اهم ميزة
فيه ..
هو كان يحب فيها روحها الشفافة .. وصدقها في التعبير .. مفرداتها بسيطة
وماتعرف التكلف ابد .. تغمره بكل شعور يجتاحها .. وتعبر له عن كل شي
بقلبها .. ومثله هي بعد كتومة .. بقلبها احزان استشفها منها لكن هالأحزان
ترفض الفضفضة .. جاب لها العشا وتعشو تجمعهم بساطتهم وروحهم الحلوة
وبيت واحد يتقاسمون فيه الأفراح والأحلام .. ورغم الخلاف البسيط اللي كان
بينهم .. الا ان يومهم مر مثل كل يوم .. وبلحظة حب غامر لمها في حضنه
وبقلب عاشق اقترب منها وهمس لها بحب : احبك ..
ناظرت بعيونه وكل عرق بقلبها يصرخ عشق .. بادلته نفس الكلمة .. لثم
فمها وهو يردد على مسامعها عبارات من قلب يعشقها .. وبلل بالحب قلبها
الظامي لوجوده ..




/
\
/
\




عَبَثْ .. وَ اللّيلْ يَنسِجّ مِن تِباريحّ السّهَرْ : تَعبِيرّ !
وَ أنا ..... مَاكِنيّ إلاّ سَطرْ فَاضِيّ , وَ إنتَه القِرطاسّ !

خَذانيّ طِيفِكْ البَارِحّ /... على ( حِلمٍ بلاَ تَفسِيرّ ) !
ِبقَت بعضّ السّوالِف وَ الِعيونُ بِحضنَهآإ : جِلاّس !

[ أحبّك ] ~ تعنيّ إنت اللّي مِبروزنِيّ بَلاَ : تَصِويرّ !
أحبّك .. تعنيّ إنّ الحُب شوكّ , وَ صَدّك الغِرّاس !

تِجيّ نِلبَسّ غُيومّ وَ نِفترِشّ أحلاَمِنآإ .. وَ نِطيرّ !
نِطشّ إفراقِنا خَلفّ الشّفِقْ , وَ نِداعِبْ النّسناسً !

لِك الله .. ( مِن رَحَلت ) وَ كِلّ شَيٍ فينيّ : صَحَى بَكّيـرّ !
دِخيلِكّ .. طَفّ بُعدكّ , " وَجه شُوقيّ " : مَالِفاهُ إنعاسّ !

[ وحيدّة ! ] .. إتهِزنيّ ريح إنتظآريّ , وَ إنثنَى التّفكير !
قَبِل لاَ ينكسِرّ غِصنّ المَشاعِرْ , .. إنكِسَر بيّ : نًاسّ !

تِرَفرِفّ عَاليّ إمتُونِيّ مَلامَه ُ, .. وَ الضّلوُعْ : إتْحِيرّ !
يوَسوِسّ لِيّ عَن أيّامِيّ بِدونِك باِلحَشآ : خنّاس !

يبللّ ذابِلْ أطرافِي سِكوُن وَ حِيرَه , .. وَ تأثِيرّ !
وَ أدوّر فيّ شِفاهِيّ عَن شِفاهُ إليا حَكَتْ : ( نِبرآسّ ) !

وَ أنا كَمّ قِلتّ لِك .. صَدريّ حَديقَهُ وَ إختِلاجيّ / .. بيرّ !
نِويتْ أزرَعّ بِها حِلميّ .. وَ لَكِنّ شِفّ ( نِبَتْ ليّ فاسّ ) !

َصحيحّ إنّي أجوُعِكّ , .. بَسّ طَبعيّ ( أكْـرَه التّبذيـرّ ) !
َتعالّ /.. وَ هاتّ لِيّ كَاسَة حَنينّ , .. وَ كِسرتينّ أنفاسّ !

عَشانيّ .. أُوقِدْ شِموعّ التّلاقيّ , وَ إخمدْ : التّأخيـرّ !
حَزينَه سَاعِتيّ .. نَامَتّ على كُوعْ الرّجا وَ اليآسّ !



جميل كيف هالأيام تبث لهم حروف السعادة يوم بعد يوم .. وكيف ترسل لهم
مع كل اشراقة شمس خبر يزيد الفرح بقلوبهم .. نطقت اخيرا ام طارق وقالت
كل التفاصيل اللي بقت في طي الكتمان سنين الظلم .. والمكيدة اللي دبرتها
بتخطيطها سردت كل تفاصيلها بحذافيرها .. ونشوة الانتصار اخيرا ذاقتها
سلمى بعد ما توجهت لربها بخالص الدعاء .. يهدي لها يوم تنتهي فيه احزانها
حبوب منومة في العصير خلتها تنام لساعات طويلة .. بدون اي ادراك لأي
مؤثرات خارجية .. والشاب اللي اقحمته بغرفتها ماهو الا اخو صديقتها مخطط
بشع والوسيلة شغالة دفعت لها مبالغ تجعل منها غنية في بلدها ونفذت هالمخطط
بدون خوف من الخالق .. بعدها باسبوع بس قالت ان زوجها متوفي ولازم ترجع
لبلدها .. ومعاها سافر السر .. او مثل ما ظنت .. ما كانت تدري انها بيوم بترجع
وتحكي تفاصيل هالماضي بلسان مازال ثقيل .. وتتكلم بصعوبة .. خصوصا في
مخارج بعض الحروف ..
وثمن هالاعتراف انها ذاقت من نفس الكاس اللي اسقته لسلمى تطلقت على طول
من زوجها اللي يقبع في السجن بعد ماحكم عليه بعقوبة تمتد لسنوات طويلة ..
ومن عرفت هالخبر ولسانها مافتر شكر وحمد لله على نعمه وفضله والحق الذي
اظهره ولو بعد حين ..
اما هي فرحت اخيرا لأمها .. بعد ماشافت دموع الفرح بعيونها .. تعبيرها اللي
اطلقته بلحظة الانتصار .. كل شي كان مثل الخيال .. و أجمل بعد ومع هالفرح
مازالت تكابد شعور الانتظار .. ودها تستصرخ كل شعور فيه وتستفزه .. ودها
تقول اللي بخاطرها كله .. تحبه وتعبت من الانتظار .. كل الثواني مملة وكئيبة
وهي تظن بكل يوم انه هاليوم الموعود للقاء المرتقب ..
وهو ماكان يقل عنها شعور يحب كل تفاصيلها ولو انكرها بداخله يعشق هالطفلة
اللي انقتلت بداخله ورجعت أجمل و أعذب .. واحتفظ بكل مشاعره بقلبه .. حبه
اللي تجاوز حدوده وفاض فيه .. كله خوف من خيبة امل .. يهمه يسمع اخبارها
حتى لو بالغلط .. ويحب كل طاري يجيب اسمها .. وبلحظه ماقدر يحتفظ بهالحب
اكثر بقلبه ومع بوادر الانفراج باسقاط الولاية عن ابوها ... رجع له الأمل انها
بيوم ممكن تكون له .. رغم ان ولي امرها الحين اخوها الكبير .. لكن هو متوسم
فيه خير .. بعد تغيره في حياته وبعد اللي سواه فيها .. يمكن يهدي لها الفرح ..
كتعويض عن كل حزن سقاها اياه بيوم من الأيام .. اقترب من امه وهو يستنجد
بكل مفرداته تسعفه بهاللحظة .. سلم عليها وسولف معاها .. استجمع بعدها كل
قوته وتكلم : يمه ابي اتزوج .. وابي العروس على ذوقك .. انا من اول قايل
لك .. مابي يختار لي الا انتي ..
ابتسمت بفرح وهي تسمع كلامه اللي اسعدها : هذي الساعة المباركة وانا امك
وانا في هذاك اليوم اللي اشوفك عريس وعروسك جنبك ..
ناظرها مبتسم يقاوم كل مطالبات قلبه لها .. " قولي ديما تكفين " .. سكت ينتظرها
تكمل كلامها .. يبيها تقول له من هي اللي تبيها له ..
واخيرا نطقت الاسم اللي تمناه : ديما .. جوري حالفة علي لو تختار من بنات
هالدنيا كلها ما اختار لك الا ديما ..
قاطعها بلا تردد .. : على بركة الله .. اكيد والنعم فيها .. كلميهم انتي وشوفي
وش يردون لك ..
و كأنها كانت تنتظر هالفرصة من زمان ماطولت في التفكير اكثر من يوم
من بكرة راحت للتليفون ودقت على ام خالد .. وشع الفرح من الجانبين كل
وحدة فيهم فرحت بهالخبر ..
ابتسمت ام خالد وهي تناظر ديما اللي قلبها صار يضرب بقوة من حست باللي
كانت تنتظره من زمان .. تبي تسمع كلامها و تتأكد من اللي بتقوله لهم .. هي
محتاجة لهالخبر يعمق افراحها ويغرسها بقلبها اكثر ..
ومن اول ماقالت لها الخبر اللي كانت تعرف جوابه قبل منها لمحت على وجهها
ملامح الخجل .. قربت منها ولفت يدها حول خصرها ولمتها لها .. : هاااه وش
قلتي ؟
ديما بخجل : يمه انتي تعرفين ..
ام خالد باستهبال : لا ما اعرف انتي قولي لي .. يالله ابي اكلم طارق الحين اذا
موافقة ؟
هزت راسها بإيه : طيب ..
تكلمت بقل صبر : طيب .. شنو ؟
حطت يدينها على وجهها تغطيه : موافقة ..
ضمتها بقوة وهي تبوسها على خدودها : مبروووووك .. الف مبروك ياعمري
حست انها ودها تطير فرح .. ودها تقول له وش كثر هي تحبه .. ودها تعبر
عن اللي بقلبها كله ..
ارهفت سمعها لمكالمة امها وطارق هالمكالمة المصيرية بحياتها .. رغم الأمل
اللي انولد بقلبها .. طارق بصرامة : خلو الملكة الاسبوع الجاي هالاسبوع ماقدر
اجي ابد لكم .. هذا أول شي .. الملكة وبعدها الزواج على طول .. وشوفة غير
يوم الملكة مافي الا بيوم زواجها .. غير هالكلام ماعندي ..
ام خالد برضى : الله يسهل كل امورها يارب .. واكيد راح تجي انت و تتفق
معاهم على كل شي ..
سكرت منه بعد ما تفاهمت معاه ولفت على ديما وهي تضحك .. برد لهم بعد
يومين .. بقول لأم متعب تبي تفكر شوي .. هزت راسها برضى تاركة امها
تتصرف باللي تشوفه مناسب لها .. مادام الفرح يطرق الأبواب .. والسعادة
بدت معاها مواعيدها ..




/
\
/
\




- بعد سنتين -



الديرة اليوم غير .. الفرح له طعم ثاني .. والسعادة ترفرف على كل القلوب ..
والمشاعر اللي بقلوب هالناس الطيبين .. اليوم تجتمع فرح لعيونهم .. عريسين
بعز شبابهم .. هالفرح اليوم لهم .. بداية حياة جديدة .. وشباك الآمال مشرع لهم
وعروستين .. قلوبهم غضة ونقية .. هو حبها من الصغر وهي كافئت هالحب
بحب اكبر .. يغلفه خجلها ..
وهي بعد عاشت قصة خذلان من نوع آخر لكن عاشت ورددت على مسامعهم
" طارت الطيور بأرزاقها .. واللي خلقني ماهوب مخليني .. بيجيني نصيبي اذا
الله احيانا .. ولا اعرست برقص بعرسي والفح بشعري " وهو من عيال هالديرة
درس وكافح وكون نفسه بصمت .. وبدون اي مقدمات اختارها له .. وارتضت
فيه هي لأنه شخص بكل بساطة ماينرفض ..
كانت عكس هيا بهدوئها .. حركاتها ازعجت الكوافيرة .. وكل شوي تطلب منها تهدا
تبي تضبط لها التسريحة .. تكلمت بصوت عالي : لاااا ترفعينه لي .. خليه نازل
شوي .. انا حالفة اني بألفح بشعري .. " لفت على هيا تترجاها " هيونه تكفييين
شوفي شلون تزينه لي ..
طنشتها الكوافيرة وسوت لها تسريحة بسيطة وتركت بعض من خصلات شعرها
نازلة لانها شافتها كل شوي مادة يدها لورى .. بتتأكد اذا بترفع لها شعرها كله
خلصت وقعدت تنتظر هيا تنتهي من تسريحتها وهي مكانها تهز رقبتها مع الطق
اللي تسمعه وهي في بيتهم : ياويل قلبتس ياموضي راح عليتس الطق وسعة الصدر
هالحين هم يرقصن وانا قاعدة ادربي دميجتي واناظر بخشتس ..
ابتسمت هيا على كلامها وتجاهلت تعابيرها البريئة .. هي كذا دايم وماعمرها
تغيرت تعبر عن الفرح مثل الأطفال تقول كل شي بخاطرها بدون تردد .. بعد
مانتهو منهم قامو ثنتينهم يلبسون فساتينهم .. كانت بسيطة جدا الا انها مناسبة
لهم .. هم اعتادو بكل حياتهم هالبساطة .. وراحت هي أول للقسم المخصص
للعروس بزاوية الخيمة .. وأول ماشافت خواتها وسارة .. قعدت ترقص مع
الطق قربت من نورة وهي تاخذ يدها : يمممممه .. وربي بصيح من الخوف
ماغير ارقص .. يارب سترك بس ..
نورة وهي ماسكتها من كتوفها بتشوف شكلها .. : موضي وجع .. اركدي عن
المصاخة وقلة الحيا تراتس عروس ولا من شافوتس عجز الديرة بينقدن عليتس
جلست وهي تحاول تكون هادية وناظرتهم مبتسمة : اقسم بالله احس نفسي خبلة
على هالابتسامة .. النوري تهقين لا شاف رجتي بيهون .. ؟
ضحكت سارة وهي ترتب في شعرها .. : ايه بيهون مير اركدي ياملا الصلاح
كشت موضي عليها : جايتني عجيز البدو .. وخري لا تخربين كشختي ..
سارة وهي مبتسمة .. : حسرة علي عرسي مثل يجيب الغم .. طقطقتهم تضيق
الخلق .. والعريس فاك خشته ..
شيخة تقرب من سارة وتلف يدينها حول كتوفها : تذكرين يوم تقولين لصيتة
ام المشق .. وتعايرتس بعليان .. دار الزمن وماخذتي الا هو ..
بعدتها سارة عنها وهي رايحة عند الحريم : وخري عني انتي وكرشتس هذي
وطلعت تركض وهي تعرج .. بعد ماسبب تهشم الركبة عندها عرج خفيف برجلها
اليمين ..
جلست موضي مكانها فرحانة .. وبنفس الوقت خايفة ومترقبة لهالشخص اللي
بتكون هي وياه لحالهم .. ومن دخل عليها مشاري نزلت راسها خجل ونست كل
خبال ورجة فيها وماقدرت حتى ترد عليه من الخجل .. حست بقلبها يرقص فرح
واليوم فرحها اكبر من ماضي اليم عاشته لفترة من عمرها .. والعمر يمشي وما
يتوقف على احد .. وهي مضى عمرها وكتب لها ربي الحياة مع شخص ثاني
الكل يمدحه ..
طلع بعدها ودخلو سلمو عليها حريم الديرة سلمت على اهلها وخواتها وودعتهم
وراحت معاه للرياض اللي يداوم فيها مشاري .. وراح تستقر فيها ..
العروس الثانية كانت مثل الملاك .. طفلة وكبرت بنفس ملامح طفولتها .. اخيرا
بعد صبر هالسنين شافها .. وجهها اللي مايذكره الا من طفولتها الحين يقدر يشوفه
بكل وقت .. هي له وقدر الله تكون له .. اقترب منها وهو يهمس بحب : مبروك ..
رفعت عينها والتقت عيونهم لثواني .. هي بعد كانت تبي تشوفه .. تبي تحس انه
اقرب لها من روحها .. وبالفعل كان .. ضغط على يدها .. وهو يقرب من اذنها
ويهمس لها : ماني بمصدق وربي .. هيونة تكفين انا بحلم ولا بعلم ..
ضحكت ونزلت راسها بخجل .. لف يناظر امه وخواته وخالته .. وسارة اللي
توها بشهرها الثالث .. وشيخة اللي بشهرها السادس .. كلهم مجتمعين حولهم ..
وكل ماتحركت من جنبه سحب يدها ومسكها بقوة وكأنه خايف انه يفقدها ومن
اختفى الكل من عندهم ولبست عباتها بتروح معاه .. تنهد وقال لها من اعماق
قلبه : هيوووونه وربي احبتس ..



/
\
/
\

- النهاية -

يتبع للمرة الأخيرة *_*

•غٌـمـوضٌ ـآٍْاْلٍْــورد•

 
 

 

عرض البوم صور غموض الورد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مبدعـــــــــــــــــــــــة قليلة عليك, مبروووووووووووووووووووووووووووووووووووووووك التثبيت والتميز, سجينات خلف قضبان القصور
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t132101.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 18-09-14 08:18 PM
ظ„ظˆظ†ظ‡ط§ ط§ظ„ظ„ظٹظ„ظ‡ ط±ظ…ط§ط¯ظٹ ظ…ظˆط¶ظٹ This thread Refback 10-08-14 12:27 PM
ط³ط¬ظٹظ†ط§طھ ط®ظ„ظپ ظ‚ط¶ط¨ط§ظ† ط§ظ„ظ‚طµظˆط± ط§ظ„ظ‚طµطµ This thread Refback 09-08-14 11:47 AM
Untitled document This thread Refback 13-07-14 11:29 PM
Untitled document This thread Refback 12-04-10 01:38 AM
hafooda (wwwliilas) on Twitter This thread Refback 28-03-10 08:43 PM


الساعة الآن 08:47 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية