لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


من ورق ، للكاتبة : سنووايت ..

هذه رواية قرأتها في أحد المنتديات وهي حلوة وحبيت أنزلها هنا للكتابة سنو وايت على الورق يجد عبد الرحمن نفسه متزوجا من فتاة يتيمة تصغره بثمان سنين فقدت والديها

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-05-06, 05:16 PM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ana
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2006
العضوية: 3858
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: ana عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي من ورق ، للكاتبة : سنووايت ..

 

هذه رواية قرأتها في أحد المنتديات وهي حلوة وحبيت أنزلها هنا للكتابة سنو وايت
على الورق

يجد عبد الرحمن نفسه متزوجا من فتاة يتيمة تصغره بثمان سنين فقدت والديها في الحرب. ماذا سيفعل عبد الرحمن مع هذه الطفلة؟! و هل سيتركها ترحل من حياته لتعود لخطيبها السابق؟ أم أن ذلك الزواج الورقي سيتحول لزواج حقيقي!؟!

بسم الله نبدأ

الفصل الأول


طويل، نحيل، أبيض اليشرة، واسع العينين، مقوس الحاجبين، بشفتين زهريتين، شعر حريري كثيف، و أسنان ناصعة البياض، كنت أصف لكم شابا يثير غيظي، أنا لا أراه شابا، بل أراه فتاة مدللة، كان يتصرف بتعالي، و بدلال، باختصار كان فتاة، و لم أكن أطيقه أبدا.
هاهو جالس على كرسيه على بعد عني و يمسك القلم و يكتب على دفتره بخطه الأنيق المعتاد، و يصغي للمعلم، مكانه ليس وسطنا، بل في ثانوية الفتيات المجاورة، لا أعرف كيف أصبح بهذا الشكل؟! فوالده رجل محترم، و والدته -كما علمت من أمي و التي كانت تعرفها - محترمة للغاية، من أين جاء بهذا الدلال!؟! ربما لأنه ينتمي لعائلة ثرية و ذات مكانة اجتماعية! كانوا جيراننا و عائلتينا متحابتين للغاية! فقط أنا و هو لا نطيق بعضنا! فوالدي يحب والده، و أمي تحب أمه، و أختي تحب أخته! أما البقية فهم لم يتعارفوا لأنهم يعيشون في مدن أخرى!
الحمد لله أن السنة الدراسية على وشك الانتهاء و لن أراه بعد اليوم، فأنا لست بالطالب النجيب و عندما حصلت عل شهادة الثانوية العامة كانت نسبتي متدنية، لكنني لم أهتم، التحقت بمعهد في العاصمة و عشت عند أخي الأكبر، نحن نمتلك مبنى للعائلة في العاصمة، الطابق الأول لأخي الأكبر و عائلته، الطابق الثاني لأخي الأوسط و زوجته – تزوج حديثا – و الطابق الثالث لأبي و أمي و أختاي، الطابق الرابع كان لي، في الحقيقة لم آخذ سو نصف طابق، مجرد غرفة نوم و حمام ملحق بها و غرفة جلوس متصلة بمطبخ مفتوح على غرفة الجلوس!
كنت أذهب للمعهد و هناك أقضي نهاري و عندما أعود مع أصحابي نذهب لمنزل أحدهم لأنني لا أستطيع تقديم أي شيء لهم في شقتي، بعض الأحيان تجهز زوجة أخي الأكبر بعض القهوة و الشاي، لكنني لم أكثر من دعوتهم حتى لا أزعجها، و بعد ذلك أنام في سريري الواسع و الذي هو في الواقع مخصص لشخصين لكنني كنت أحب الأسرة الواسعة لأنني أصبحت ضخما في الآونة الأخيرة، ازداد طولي بشكل ملحوظ و كذلك عرضي، و خشن صوتي أكثر، و كنت أمارس التمارين الرياضية التي منحتني بعض العضلات و إن كنت غير محتاج لها فجسدي ضخم بما فيه الكفاية!
بعد ثلاث سنين من الدراسة تخرجت و حصلت على وظيفة مكتبية في إحدى البنايات الحكومية، كنت أجلس على المكتب أوقع الأوراق و في بعض الأحيان أقرأها أما معظم الوقت فأوقعها دون مبالاة، و معظم الوقت أجلس محدقا بالساعة أنتظر انتهاء الوقت لأذهب لأصحابي!
لا أظن أنني ذكرت لكم الكثير عن عائلتي، أبي – عبد الله – رجل محترم جدا و يمتلك بعض المحلات و عائلتنا ثرية، ليست فاحشة الثراء، لكننا نعيش في وسع و راحة، أمي – ساره – امرأة رقيقة للغاية، و حنونة معنا كثيرا، على الرغم من أنني أصبحت في السادسة و العشرين إلا أنها ما تزال تتصل بي يوميا و تطمئن على حالي، أخي الأكبر – حسام – متزوج و لديه طفلتان و فتى، و تليه شقيقتي – مريم – و هي طبيبة أطفال، و هي لطيفة جدا و معتدة بنفسها و جميلة للغاية، خطبها الكثيرون لكنها كانت ترفضهم و تريد البقاء دائما للاهتمام بأبي و أمي و شقيقتي الصغري، بعدها أخي – أحمد – و قد تزوج حديثا من ابنة خالي و هو مهندس حاسب و يعمل مع أخي الأكبر في العاصمة، و الآن أصبحت أعمل معهم في العاصمة، و أخيرا شقيقتي الصغرى – نور – و هي ما تزال طالبة في الثانوية، و هي الآن في السنة الأخيرة لها، و هي فتاة ذكية و متفوقة على عكسي تماما، و أنا أحبها كثيرا – ربما لأنها كانت أصغر مني – و لكنها أيضا لطيفة جدا و قد بدأت تصبح فتاة جميلة جدا و هي ظريفة للغاية.
في السنتين الأخيرة بدأت بعض المشاكل و نذائر الحرب، و قد تمكنت من الحصول على عطلة لأسبوعين فعدت أدراجي للمدينة الزراعية عند أهلي لأساعدهم على الانتقال للعاصمة، فنور تريد دخول جامعة العاصمة، و قد جهزوا كل شيء لها، اخذت الطائرة و عندما وصلت للمنزل كانت نور في مدرستها تأخذ ملفاتها و شهادتها و تودع صديقاتها، و قد جهزت لها هدية مميزة – خاتم ألماسي بداخله الحرفين الأولين من اسمها (ن ع) و تاريخ تخرجها، و قد انتظرت عودتها كي اهنئها شخصيا بتخرجها.
عندما دخلت من الباب وجدت أمي تستقبلني بحفاوة، عانقتني بحنان و امتدحتني قائلة:
- لقد كبرت كثيرا!!
رأيت مريم و التي كانت أجمل من قبل، عانقتني هي الأخرى بحرارة و قالت:
- لقد تغيرت كثيرا!!
كانوا جاهزين للانتقال و قد وضعوا الحقائب في السيارة و قال أبي أننا سننطلق بعد عودة نور من المدرسة، كان سيذهب لإحضارها من المدرسة بعد ربع ساعة، اعطتني أمي كأس عصير بارد لارتاح قبل عودة نور و انطلق بهم للعاصمة، فأنا من سيقود السيارة، ارتحت على الأريكة الواسعة في الشرفة في انتظار انطلاق أبي لإحضار نور، و كان الجو هادئا أغلقت عيناي لأرتاح لدقائق قبل أن تأتي أمي لتجلس بجانبي و تتحدث معي و تسالني عن أحوالي و عملي، طمأنتها إلى أنني سعيد جدا و مرتاح جدا، ارتاحت لسماعها هذه الكلمات، خرج أبي و قال:
- سأذهب لإحضار نور!!
هززت رأسي و قلت:
- عندما تعودون سأكون جاهزا!!
استدار متجها للباب عندما سمعنا أصوات صفارات الانذار، نهضت و حدقت بأبي الذي تجمد في مكانه ينصت للأصوات قبل أن يتداوى في المكان أصوات انفجارات، صرخت أمي و أمسكتها بقوة و في نفس اللحظة خرجت مريم و قالت:
- ما الذي يحدث!؟!
عندها دوى انفجار آخر فصرخت مريم و سقطت في الأرض أمسكها أبي و قال:
- علينا أن نخرج من هنا قبل أن ينهار المنزل فوق رؤوسنا!!
خرجنا و أنا ممسك بأمي و ابي ممسك بمريم، عندما وصلنا للسيارة التي كنا قد جهزناها ربكناها و شغلت السيارة ثم تذكرت نور، فقلت:
- نور!! إنها ما تزال في المدرسة!!
قالت مريم:
- يا الهي!! يجب أن نذهب إليها بسرعة!!
كانت المدرسة قريبة من المنزل فعدت بالسيارة للوراء و انطلقت بالسيارة لكنني سرعان ما لمحتها تركض في الشارع متجهة للمنزل فأوقفت السيارة و ركضت نحوها و قلت:
- نور!! نور!! هل أنت بخير!؟!
ارتمت على حضني و بكت بخوف و قالت:
- ما الذي يحدث!؟!
قلت:
- اركبي!! سننطلق من هنا!!
صعدت السيارة و انطلقت بها مسرعا و أصوات الانفجارات القريبة تجعل كل من في السيارة يصرخ و يخبئون وجوههم بين أيديهم و نور تتعلق بي و تصرخ و تقول:
- يا الهي عبد الرحمن توقف!!
التفت نحوها و قلت:
- ماذا!؟!
قالت:
- نادين!! منزل نادين!! لقد تهدم!!
التفت نحو المنازل المنهارة حولنا و أوقفت السيارة و أمي تقول:
- يا الهي!! لقد انهار المنزل!!
قالت نور و هي تنزل من السيارة:
- لقد كانت معي قبل قليل!! لقد خرجنا من المدرسة معا!!
و ركضت مسرعة نحو المنزل المنهار قالت مريم:
- نور!! عودي!! المكان خطر في الخارج!!
قالت أمي:
- ها هي هناك!!
نزلت من السيارة و لحقت بنور التي ركضت وسط الفارين متجهة نحو فتاة واقفة تحدق بالمنزل المنهار و ارتمت عليها و احتضنتها لتصرخ الفتاة و تقول:
- لقد انهار!! لقد قتلوهم!! نور!! يا الهي!!
كان شعرها الأشقر الطويل يلمع تحت نيران الانفجارات لألمحها بوضوح فاسرعت الخطى نحوهن و قلت:
- المكان هنا خطر!! يجب أن نسرع بالهرب!!
امسكت نور بيدي الفتاة الشقراء الباكية و قالت:
- نادين!! تعالي معنا!!
هزت الفتاة رأسها بالنفي و قالت:
- لا!! دعيني أموت!! أريد أن أموت معهم!!
قالت نور:
- نادين أرجوك!! لنسرع بالهرب!!
و أمسكت بيدها تجرها لكن الفتاة صرخت قائلة:
- لا!! سأبقى هنا معهم!!
دوى انفجار في المكان فصرخت الفتاتان و تعلقتا ببعض و كان الانفجار قريبا و لمحت في السماء بعض الطائرات التي تقترب فامسكت بالفتاتين و جررتهن بقوة و قلت:
- لا وقت للكلام الآن!! لنسرع!!
ركضت نور معي أما الفتاة الشقراء فقاومتني و قالت:
- لا!! دعني!!
عندها تركت يد نور و جررت الفتاة بالقوة و أدخلتها السيارة و ركبت نور أيضا ثم ركبت أنا و أنطلقت مسرعا و لا أدري إلى أين أنا متجه، فقط اريد الابتعاد عن الخطر!! سمعت أصوات بكاء من المقعد الذي خلفي!! إنها الفتاة الشقراء تبكي و تدفع مقعدي و تقول:
- أنزلني!! أريد النزول!! أريد أبي!! أريد أمي!!
قالت أختي مريم و التي كانت بجانبها:
- نادين!! أرجوك يا حبيبتي!!
صرخت و قالت:
- لا أريد الذهاب معكم!! دعوني و شأني!! أريد العودة للمنزل!! أريد أمي!!
لمحت مخرجا أمامي فاخذته و وجدت نفسي على الطريق السريع المؤدي للعاصمة، أصوات الانفجارات خفت و تقريبا تلاشت، و عدى عن صوت بكاء الفتاة التي خلفي لم يكن هناك أي صوت آخر، قدت لمسافة قبل أن أجد أمامي نقطة تفتيش توقفت و نظر الشرطي لنا و اقترب فمددت له بطاقتي و بطاقة أبي تفحص بطاقتي و قال:
- عبد الرحمن عبد الله!؟!
قلت:
- نعم!!
نظر نحو أبي و قال:
- أنت عبد الله محمد!؟!
هز أبي رأسه بالإيجاب فنظر الشرطي نحو أختي نور التي كانت جالسة بيني و بين أبي و قال:
- ما اسمك!؟!
تلعثمت نور و قالت:
- نور!!
بحث عن اسمها بين الأسماء الموجودة على بطاقة أبي و عندما وجد اسمها نظر نحو أمي التي كانت تجلس خلف أبي و قال:
- و أنت!؟!
قالت:
- ساره!!
عندما وجد اسمها وجه سؤاله نحو أختي مريم التي قالت:
- مريم!!
وجد اسمها ثم نظر نحو الفتاة الباكية و قال:
- أنت!؟!
نظرت نحو العينين الواسعتين الغارقتين في الدموع و هي تحدق نحو الشرطي بذعر ثم قالت بصوت خافت:
- نادين!!
بحث في البطاقتين ثم قال:
- اسمها ليس مسجلا هنا!؟!
و وجه سؤاله لي فتلعثمت أبحث عن جواب و قلت أول كلمة ظهرت على بالي:
- إنها خطيبتي!!
لمحت العينان الواسعتين تحدقان نحوي بتعجب من خلال المرآة، قال الشرطي:
- و ماذا تفعل معكم!؟! أين وليها!؟!
قلت:
- لقد كانت معي نشتري خاتم الخطوبة عندما حصلت الانفجارات!! عندما عدنا وجدنا منزلها قد انهار!! لم نستطع تركها وحدها!!
نظر الشرطي نحو الفتاة و قال:
- هل هذا صحيح!؟!
نظرت نحو العينين القلقتين نظرتا نحو الشرطي بتردد ثم هزت رأسها بسرعة مؤيدة أقوالي سكت الشرطي لثوان غير مصدق فقلت:
- هل تتصور أنني سأخطفها!! أرجوك!! و ها هو الخاتم إن لم تكن تصدق!!
و أخرجت الخاتم الذي اشتريته هدية لنور فتحه الشرطي و حدق بالحرفين الموجودين على الخاتم (ن ع) و ياللمصادفة!! فهي اسمها نادين و أنا اسمي عبد الرحمن!! هز الشرطي رأسه باستسلام و أعاد الخاتم لي و سمح لنا بالعبور، انطلقنا و نحن صامتين لبعض الوقت، و تعجبت من نفسي، كان عندي ملايين الأعذار، أي عذر غير هذا العذر، أبي ينظر نحوي و بعد فترة من الصمت قال:
- من أين لك بالخاتم!!؟
قلت:
- هدية لنور!!
نظرت نور نحوي في حين صمت أبي و أكملنا الطريق صامتين و تلك العينان تنظران نحوي بين لحظة و أخرى ثم تبتعد و أنا لم اجرؤ على النظر نحوها بعد الكلام الغبي الذي تفوهت به، و عندما وصلنا لنقطة تفتيش أخرى اضطررت لتكرار نفس العذر الغبي و انا أشعر بالخجل، فكأنني سعيد بهذه الكذبة الغبية.
بعد مسافة لمحت استراحة فقلت:
- هل تريدون شيئا للأكل أو للشرب!؟!
قالت مريم:
- أريد ماء!!
قالت نور:
- كعك!!
قالت أمي:
- ماء!!
نظرت نحو أبي الذي قال:
- عصير بارد!!
التفت للخلف لكنني لم أنظر نحو الفتاة بل نظرت للأسفل و أنا أدير رأسي للخلف موجها حديثي لها:
- و أنت!؟!
صمتت بعض الشيء ثم قالت بصوت خافت:
- لا شيء!!
التفت نحوي مريم التي نظرت نحوها ثم قالت:
- احضر لها كعكا و عصيرا!!
خرجت من السيارة و اتجهت نحو المتجر و احضرت قوارير ماء و بعض العصائر و الكعك و دفعت ثمنها ثم عدت للسيارة و مددت زجاجة عصير لأبي و قنينة ماء لأمي و لمريم ثم اعطيت كعكا لنور و أخرجت آخر كعكة و عصير و مددتها للخلف لكن أحدا لم يأخذها فالتفت للخلف لأجد الفتاة متجاهلتني و قد وضعت رأسها على الزجاجة بصمت فنظرت نحو مريم التي نظرت نحوها ثم قالت:
- نادين!! الكعك و العصير!!
قالت:
- شكرا!! لا أريد أي شيء!!
تنهدت مريم و أخذتها مني و قالت:
- على الأقل اشربي القليل!!
هزت رأسها بالنفي و قالت:
- لا أريد يا مريم!! أرجوك!!
أخرجت علبة الشاي المثلج التي اشتريتها لي و قلت:
- أتريدين شايا مثلجا!؟!
قالت:
- لا شكرا!!
التفتت نور نحوها و قالت:
- نادين!؟!
قالت الفتاة:
- أرجوك يا نور!! لا أريد أي شيء!! لو اكلت أي شيء فساتقيأ!! معدتي تؤلمني!!
قلت:
- هل أحضر عصير ليمون!؟!
قالت:
- لا شكرا!!
قالت مريم:
- بلى!! أحضر لها عصير ليمون بارد!!
خرجت مجددا و عدت بزجاجة عصير ليمون طبيعي باردة و قلت:
- تفضلي!!
أخذتها منصاعة و فتحتها و ارتشفت منها القليل ثم أغلقتها مجددا قالت مريم:
- أفضل!!؟
هزت رأسها بالإيجاب قالت مريم:
- و الآن كلي القليل من الكعك!!
أكلت صامتة ففتحت علبة الشاي المثلج و شربت منها القليل ثم انطلقت و نحن صامتين لا نريد ذكر ما حدث قبل قليل و لم يكن الوقت مناسبا للتحدث عن أي شيء، لذنا بالصمت و بعد ان مللت من الصمت شغلت المذياع لأسمع الأخبار، أذاعوا أخبار الانفجار الذي حصل قبل قليل و قالوا أن المدينة الساحلية كذلك تعرضت للانفجارات، و اطمئننا لأن العاصمة لم تتعرض لأي تفجيرات، وصلنا لحدود العاصمة و هناك مررنا على آخر نقطة تفتيش و بعد أن شعرت بمهانة مجددا من تكرار نفس العذر دخلنا العاصمة، عبرنا بعض الشوارع قبل أن يصلني اتصال هاتفي على جوالي، كان المتصل أخي أحمد، أجبت فقال:
- الحمد لله!! لقد قلقنا عندما سمعنا الخبر و حاولنا الاتصال بكم لكن لم نجدك!!
قلت:
- لم يكن هناك إرسال!!
قال:
- هل الجميع بخير!!
قلت مطمئنا:
- نعم!! و هم جميعا معي و سنصل بعد ربع ساعة!!
قال:
- الحمد لله!!
ثم نقل الخبر لأخي حسام ثم قال يحدثني:
- سنجهز كل شيء لكم!!
قلت:
- حسنا!! إلى اللقاء!!
و أغلقت الهاتف فقالت أمي:
- من!؟!
قلت:
- أحمد!!
قال أبي:
- هل هم بخير!؟!
قلت:
- أجل!! لقد كانوا قلقين علينا!!
قال:
- الحمد لله!!
عدنا للصمت حتى وصلنا للمنزل هناك وجدنا أحمد واقفا عند الباب ينتظرنا، أوقفت السيارة و نزلنا منها و عانقنا أحمد بفرح و هو فرح لسلامتنا حتى لمح الفتاة الشقراء فسكت و هو يحدق بها فقلت:
- سأحكي لك كل شيء!! انزل معي الحقائب!!
دخل الجميع للمنزل و بقينا أنا و أحمد ننزل الحقائب فقال:
- ما قصة الفتاة!؟!
قلت:
- أتعرف الفتى المدلل!! خالد!!؟
قال:
- أجل!! أذكره!؟!
قلت:
- هذه شقيقته!!
قال:
- أجل!! صحيح!! إنها تشبهه كثيرا!! نفس العينان و الحاجبين و البشرة!! عجبا!! لهذا السبب كان يشبه الفتيات!!
ثم قال:
- و لكن لماذا أحضرتوها معكم!؟!
قلت:
- لقد انفجر منزلهم!!
تعجب و قال:
- ماتوا!؟!
هززت رأسي بالإيجاب فتنهد و قال:
- ياللمسكينة!!
انزلنا الحقائب و أدخلناها المنزل لنجد أمي و أبي و حسام في غرفة الجلوس يشربون الشاي و فهمت أن البقية في الداخل مع زوجتي حسام و أحمد، جلسنا لبعض الوقت نتحدث قبل أن تنضم إلينا مريم فقالت أمي:
- كيف هي نادين!؟!
قالت:
- المسكينة!! بكت لبعض الوقت!! لكنها هدأت الآن!!
قال حسام:
- و ماذا سنفعل بها!؟!
قالت مريم:
- ماذا سنفعل!؟! ستبقى هنا بالطبع!!
نظر نحو أحمد ثم قال موجها حديثه لأبي:
- ستكون هناك مشكلة!!
قال أبي:
- ما الأمر!؟!
قال أحمد:
- لقد جاءوا قبل بضع ساعات لتفتيش المنزل!! و قد تأكدوا من الجميع و...!!
قال حسام:
- ماذا سنقول لهم إذا وجدوا الفتاة!؟!
قالت أمي:
- سنخبئها!!
قال أحمد:
- هم يبحثون عن أشخاص فارين من العدالة و قد فتشوا المنزل غرفة غرفة و حتى أنهم لم يتركوا النساء يتحجبن بل دخلوا المنزل عنوة و فتشوه ركنا ركنا و تأكدوا من بطاقاتنا!!
تنهد أبي و قالت مريم:
- هذه مشكلة!!
ثم قالت لأمي:
- أليس لديها شقيق في المدينة الساحلية!؟!
قالت أمي:
- أظن ذلك!! أجل!! إنه متزوج!!
قالت مريم:
- إذن فقد حلت المشكلة!!
قالت و هي تنهض:
- سأسألها عنه!!
خرجت و غابت لبعض الوقت ثم عادت و قالت:
- لا تحفظ رقمه!! لكنها تقول أنه يعمل في شركة بحرية!!
قلت:
- يمكنني الحصول على الرقم!!
و اتصلت بالإستعلامات و طلبت رقم الشركة فأعطاني الرجل الرقم ثم قال:
- لكنك لن تتمكن من الاتصال بهم!! فالخطوط قد قطعت عنها!!
قلت:
- و متى سأتمكن من الاتصال بها!؟!
قال:
- ليس قبل أسبوع!!
تنهدت و قلت:
- شكرا!!
ثم أغلقت الهاتف و بلغت الجميع فقال أحمد:
- عدنا لنفس المشكلة!!
سكت الجميع يفكرون ثم نظر أبي نحوي نظرة ذات مغزى لكنني لم أفهمه!! فقلت:
- ماذا!؟!

 
 

 

عرض البوم صور ana   رد مع اقتباس

قديم 17-05-06, 11:05 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4665
المشاركات: 5
الجنس أنثى
معدل التقييم: الليدي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الليدي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ana المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة بليز كمليها

 
 

 

عرض البوم صور الليدي   رد مع اقتباس
قديم 18-05-06, 05:53 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Apr 2006
العضوية: 3958
المشاركات: 2,716
الجنس أنثى
معدل التقييم: أميرة الورد عضو على طريق الابداعأميرة الورد عضو على طريق الابداعأميرة الورد عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 242

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أميرة الورد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ana المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

حبيبة قلبي ناطره التكمله شكلها وااااااااااااو انا بخزنها على جهازي وبعد ماتنتهي اختباراتي اقراها عساك القوه عيوني

 
 

 

عرض البوم صور أميرة الورد   رد مع اقتباس
قديم 18-05-06, 10:45 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
ana
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2006
العضوية: 3858
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: ana عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ana المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

شكرا الليدي وأميرة الورود على مروركن وهذا هو الجزء الثاني
الفصل الثاني

حل الظلام و ها أنا ذا ممدد على الأرض و قد التحفت بالملاءات التي أخذتها من عند أخي حسام، نظرت نحو سريري و نحو الشخص الممدد عليه كانت العينان الواسعتان الفزعتان تفتحان و تنظران نحوي بخوف لتتأكدان من أنني موجود في الغرفة ثم تغلقان مجددا، ثم تعودان و تفتحان مجددا و تطوفان في الغرفة بقلق ثم تغلقان، تنهدت و أنا أتذكر ما حدث في الساعات القليلة، لقد أجبرت على تنفيذ خطة أبي لأنه لم يكن أمامنا خيار آخر، ذهبت مريم و أمي لإقناع الفتاة بالفكرة، و أظن أن أمي قد ففرضت الفكرة عليها بدلا من أن تعرضها عليها، و قد قبلت خوفا من أن يأخذوها فيما لو عثروا عليها، طمأنتها نور أن زواجنا سيكون زواجا على الورق و أنها ستكون معها و لن تكون وحيدة، نفذنا كل شيء و ضممتها لبطاقتي الشخصية و لأنهم قد يأتون في أي لحظة فقد أجبرت على النوم معي في شقتي حتى لا يشكون في الأمر، و بما أنها خائفة فكان يتوجب علي أن أنام معها في نفس الغرفة!!
كنت مجهدا فنمت على الفور، لكنني سمعت أصوات ضرب مزعجة فتحت عيناي لأجد الفتاة الفزعة قد جلست تحدق بالباب ثم انتقل نظرها نحوي و قد انتقل قلقها إلي فقد كان الضرب مفزع، نهضت و اتجهت للباب لتنهض و تلحق بي خرجت لغرفة الجلوس و وقفت هي عند باب غرفة النوم و فتحت أنا باب الشقة ليدخل رجال فصرخت هي و عادت لغرفة النوم راكضة فلحقها بعض الرجال برشاشاتهم فقلت:
- دعوها!!
لكن بعضهم أمسكوني و كتفوني و دخل رجل أظنه كان أعلى رتبة، نظر نحوي ثم دخل غرفة النوم و دفعوني ء لأدخل خلفه و هم ما يزالون ممسكين بي، دخلنا الغرفة لأجد الفتاة قد انكمشت على الأرض و قد التصقت بالحائط و هي تبكي و قد غطت رأسها بيديها و ثلاثة رجال متجمعين حولها و مصوبين رشاشاتهم نحوها فقلت غاضبا:
- ابتعدوا عنها!!
عندها ضربني أحدهم برشاشه على معدتي فتأوهة من الألم و أغمضت عيناي و عندما فتحتهما مجددا وجدت الرجل صاحب البذلة المختلفة يقول موجها حديثه لي:
- هل يوجد أحد غيركما هنا!؟!
قلت:
- لا!!
نظر نحو فراشي الموجود على الأرض ثم قال للرجال المتجمعين حول الفتاة:
- فتشوا المكان!!
ثم التفت نحوي و قال:
- أين بطاقتك!؟!
اشرت نحو محفظتي الموجودة على المنضدة ففتح المحفظة و أخرج البطاقة و قرأها ثم التفت نحو الفتاة و قال:
- أنت زوجته!؟!
نظرت نحوي بخوف لأجيب فقلت:
- أجل!! هي زوجتي!!
التفت الرجل نحوي و قال:
- من كان ينام هنا!؟!
و اشار لفراشي فقلت:
- أنا!!
نظر نحو الفتاة المذعورة و قال:
- من كان ينام هنا!!
أشارت نحوي باصبعها و قالت:
- هو!!
التفت نحوي و قال:
- ألست زوجها!؟!
قلت:
- بلى!!
قال:
- و لماذا تنام على الأرض!؟!
قلت:
- تشاجرنا!!
ضحك و قال:
- و تنام على الأرض بجانبها!!
قلت:
- و ماذا في ذلك!؟!
عندها ضربني الرجل برشاشه على معدتي ثم وجه ضربة لوجهي فأغضمت عيناي غير قادر على تحمل الضربات الموجعة في حين سمعت الرجل يوجه كلامه للفتاة قائلا:
- أين هو!؟!
تلعثمت و قالت:
- من!؟!
قال بحزم:
- الذي نام على الفراش!!
عندها قالت:
- هو!!
فقال بغضب:
- زوجك و ينام على الأرض!؟! لو تشاجرتما لنام خارج الغرفة!! و الآن أين الشخص الثالث!؟!
و التفت نحوي و أمسك بوجهي و قال:
- أين يختبيء!؟!
عندها وصلنا صوت الفتاة تقول:
- لقد تشاجرنا و أردت أن اطرده من الغرفة لكنني اخاف من النوم لوحدي فتركته ينام على الأرض!!
التفت الرجل نحوها و حدق بها لثوان في تلك اللحظة دخل رجاله و قال أحدهم:
- لم نجد أحدا سيدي!!
سكت الرجل لثوان ثم أشار للرجال كي يتركوني ثم وضع بطاقتي على المنضدة بجانب محفظتي و مر بجانبي و وضع يده على كتفي و قال:
- لو كنت مكانك لما تركت هاتين العينان تطرفان و هما غاضبتان مني!!
ثم خرج و تبعه رجاله و بعد أن خلت الشقة من أحد سواي أنا و هي أخذت تبكي و هي تقول:
- أين أنت يا أبي!! يا الهي!!أنا خائفة!!
تنهدت و انا أنظر نحوها لكنني كنت أعاني ما يكفيني، فتلك الضربات كانت مؤلمة، دخلت امي و نور الشقة و قالت نور:
- هل نادين بخير!؟!
أشرت نحوها لتدخل أمي و تراها على حالها فقالت:
- صغيرتي!! لا تبكي!!
ثم عانقتها و قالت:
- أرجوك!!
أخذت تبكي الفتاة و تقول:
- أريد امي!!
أخذت نور و أمي تحاولان تهدئتها و عندها دخلت مريم و قالت:
- ماذا حدث!؟!
قلت:
- لقد ظنوا أن هناك شخصا ثالثا!!
قالت:
- و لماذا يظنون بمثل هذا الشيء!؟!
أشرت نحو فراشي ففهمت كل شيء ثم نظرت نحو الفتاة و تنهدت و قالت:
- المسكينة!! لا شك انها كانت خائفة!!
هززت رأسي بالإيجاب فالتفتت نحوي و قالت:
- هل انت بخير!؟!
هززت رأسي فأمسكت بخدي و قالت:
- هل ضربوك!؟!
هززت رأسي بالإيجاب فقالت:
- الأوغاد!!
ثم قالت:
- هل يؤلمك!؟!
هززت رأسي بالنفي و قلت:
- لقد زال الألم!!
ثم خرجت من غرفة النوم و اتجهت للمطبخ و سكبت لنفسي بعض العصير و عندما قربته من شفتي توقفت و تذكرت منظر تلك الفتاة المسكينة فابعدت الكأس عن فمي و اتجهت لغرفة النوم و أعطيت العصير لنور التي قالت:
- خذي يا نادين!! اشربي بعض العصير!!
شربت الفتاة بعض العصير ثم أعادته لنور التي قالت:
- أفضل!؟!
هزت رأسها بالإيجاب و هدأت قليلا فابتسمت نور لها و قالت:
- هيا!! ابتسمي لي!!
هزت رأسها بالنفي و قالت:
- نور أرجوك!!
قالت نور:
- أريد ابتسامة!!
نظرت الفتاة نحو نور لتجدها تبتسم لها فابتسمت و عانقتها فقالت نور:
- و الآن دعيني أنام!!
تركتها الفتاة و قالت:
- حسنا!!
نهضت نور و التفت نحوي و ابتسمت لي و قالت:
- انتبه عليها!!
ابتسمت لشقيقتي الصغرى الحبيبة و قلت:
- تصبحين على خير!!
خرج الجميع و نهضت الفتاة من مكانها و اتجهت للفراش و أطفأت أنا الأنوار و اتجهت لفراشي و غطيت رأسي و نمت بعمق، عندما فتحت عيناي كان السرير خاليا ففزعت و نهضت و تلفت حولي لكنني لم أجد أحدا في الغرفة، خرجت من غرفة النوم لأجد الفتاة جالسة على الطاولة في المطبخ و نور معها فتنهدت بارتياح فابتسمت لي نور و قالت:
- كنا سنفيقك!! فالفجر قد أذن!!
حككت شعري لأريح أعصابي ثم عدت للحمام و غسلت وجهي و توضيت ثم ارتديت ثوبي و خرجت من الشقة و نزلت الدرج و خرجت للمسجد و صليت الفجر و عندما كنت في طريقي عائدا للمنزل مررت بجانب صيدلية و لمحت إعلان صابون فتذكرت أنني لم أستحم من البارحة و يتوجب علي أخذ حمام ساخن و تفريش أشناني و غسل شعري، عندها تذكرت الفتاة و تذكرت أنها لا تملك اي شيء!! و لا حتى فرشاة اسنان فدخلت الصيدلية و اشتريت لها فرشاة أسنان و عدت أدراجي للمنزل و صعدت للطابق الرابع و دخلت لأجد نور و الفتاة على الحال التي تركتهن عليها قالت نور:
- أتريد إفطارا!!؟
تقدمت منهن و رأيت كوب قهوة ساخن و خبز محمص و عليه جبنة ذابت من الحرارة فابتسمت و قلت:
- أنا بالفعل جائع!!
و جلست على الطاولة و وضعت الكيس على الطاولة و قلت:
- أحضرت لك فرشاة أسنان!!
نظرت الفتاة نحو الكيس و قالت:
- شكرا!!
أخرجت الفرشاة و مدتتها لها و قلت:
- هل تناسبك!؟!
أخذتها و حدقت بها لثوان ثم قالت بصوت منخفض:
- أجل!! أشكرك!!
أخذتها نور منها و قالت:
- لكنها ليست ناعمة!!
قالت الفتاة:
- لا بأس!!
قالت نور:
- ألم تقولي انك لا تستطيعين استعمال فرشاة أسنان عادية!! و لا تستخدمين غير الفرشاة الناعمة!!
نظرت نحو الفتاة التي قالت و هي تأخذ الفرشاة من نور:
- قلت لك إنها مناسبة!!
لكنني خطفت الفرشاة من بين يديها و قلت:
- يمكنني تبديلها!!
قالت:
- لا حاجة!! فهذه..!!
لكنني قاطعتها قائلا:
- ما نوع الفرشاة التي تستعملين!؟!
ترددت فقالت لي نور:
- تستعمل فرشاة ناعمة لأنها تصاب بنزيف في اللثة لو استعملت فرشاة عادية!!
قلت:
- هل هناك نوع معين!؟!
نظرت نور نحو الفتاة التي سكتت فقلت:
- أنا سأعود للصيدلية لذى من الأفضل أن تقولي لي ما هو النوع الذي تستعملينه بدلا من أن أبقى هناك أفتش عن نوع مناسب!!
عندها قالت لي نوع الفرشاة التي تستعلمها فأنهيت قهوتي و أكلت بعض الخبز الساخن بالجبن و نهضت و اتجهت للخارج، وصلت للصيدلية و طلبت الفرشاة التي قالت لي الفتاة و عندما أخرجها لي الرجل حدقت بها مطولا ثم تعجبت مني نفسي، كيف لم اتوقع أن فتاة بنعومتها لا تستخدم سوى أشياء غاية في النعومة!! تلفت حولي لألمح بعض المناشف فقلت للصيدلي:
- هل لديكم مناشف ناعمة!!
أخرج الرجل لي منشفة للأطفال بألوان زاهية فأخذت اثنتين و بحث عن أشياء أخرى قد تحتاجها الفتاة و احترت فيما لو كانت تستعمل نوعا معينا من الصابون أم أن الذي عندي مناسب لها، و كذلك الشامبو، بعد أن أتعبت الصيدلاني خرجت من عنده بالفرشاة و المنشفة و أسماء لعدة أنواع من الصابون، لكنني لم أعرف ما كان يتوجب علي شراؤه.
عدت للشقة لأجد نور و الفتاة قد جلستا في غرفة الجلوس أمام التلفاز تتحدثان و قد وضعتا أمامهما ابريق عصير و كؤوس و قد تركتا أريكتي خالية، فغرفة الجلوس تكون من أريكة عريضة في المنتصف أمام التلفاز مباشرة ثم كرسيان على جانبي الأريكة متقابلان و عليهما جلستا نور و الفتاة متقابلتان تتحدثان فدخلت و وضعت الكيس على الطاولة الموجودة بين الكرسيين و جلست على أريكتي و مددت قدماي على الطاولة لأريحمها و أخذت كأس عصير بارد و قلت:
- هل هذه هي فرشاتك!؟!
فتحت الكيس و أخرجت الفرشاة ثم هزت رأسها بالإيجاب و قالت:
- أجل!! شكرا!!
قلت:
- أحضرت لك منشفتين كذلك!!
أعادت الفرشاة للكيس و قالت:
- شكرا!!
قالت نور:
- أنت كذلك بحاجة لبعض الملابس!!
سكتت الفتاة فقلت:
- عندنا ما يكفي من الوقت للذهاب للسوق و شراء ملابس جديدة لك!!
لكنها قالت:
- لا!! لا حاجة لذلك!! سأستعير بعض الملابس من عندك!!
قالت نور:
- لكن ملابسي لا تناسبك!! فأنا أطول منك و أعرض!!
سكتت الفتاة فقلت:
- لو ذهبنا الآن فيمكننا العودة مبكرا!!
قالت نور:
- هيا!!
قالت الفتاة:
- لا أريد الخروج!!
قالت نور:
- سأخرج معك إن أردت!!
قالت:
- لا!! لا أريد الخروج!! أفضل الجلوس هنا!!
قالت نور:
- و لكن ماذا ستلبسين!؟!
قالت:
- لماذا لا تذهبين أنت و تشترينها!!
قالت نور:
- لكنني لا أعرف مقاسك!!
قالت:
- أصغر مقاس!!
قالت نور:
- هل أنت متأكدة من أنك لا تريدين الخروج!! بعض الهواء سيفيدك!!
هزت رأسها بالنفي و قالت:
- لا!! بالإضافة إلى أنني لا أمتلك عباءة!!
قالت نور:
- حسنا!!
قلت أنا:
- حسنا!! سأذهب للاستحمام و بعدها سآخذك للسوق!!
دخلت الحمام و استحممت ثم خرجت لأجد نور قد بدلت ملابسها و ارتدت عباءتها و عندما خرجت قالت:
- لدينا مشكلة أخرى!!
قلت:
- ماذا!؟!
قالت:
- المطبخ فارغ!!
التفت نحو المطبخ و بالطبع لأنني لا أطبخ بل أطلب كل شيء من المطعم فإنه سيكون خاليا من كل شيء ما عدا القهوة و السكر و بعض الفاكهة التي اشتريها و اضعها في الثلاجة الفارغة، قلت:
- يمكنكم طلب أي شيء من المطعم!!
قالت نور:
- نادين لا تأكل من المطاعم!! فهي لا تثق بنظافهتم!!
قلت:
- حسنا!! ماذا ينقص!؟!
قالت نور:
- لقد كتبنا كل ما ينقص!!
أخذت القائمة من نور و قرأتها و تعجبت و قلت:
- ألا يوجد ملح!؟!
قالت نور:
- لا شيء على الإطلاق!!
وضعت القائمة في جيبي و قلت:
- حسنا!!
قالت نور و هي تسير معي لتخرج من الشقة:
- سأشتري انا أيضا بعض الملابس!!
قلت:
- حسنا!!
التفتت نور نحو الفتاة و قالت:
- إلى اللقاء يا نادين!!
عندها توقفت عند باب الشقة و قلت:
- سأترك لك رقم هاتفي في حال طرأ أمر ما!!
ثم أخذت ورقة و قلما و كتبت لها رقم هاتفي الجوال و مددته لها فأخذته فعدت لنور و خرجنا، عندما وصلنا للسوق قلت:
- أي محل تريدين أن نذهب!؟!
قالت:
- إلى محل الملابس الرياضية!!
التفت نحوها و قلت:
- الملابس الرياضية!؟!
قالت:
- نادين لا تريد أن ترتدي شيئا يضايقك!!
تعجبت و قلت:
- يضايقني!؟!
قالت نور:
- تقول لا أريد أن أسير فأشعر بالتحرج من ملابسي فأنا لست معتادة على ارتداء التنانير كما أنها تبرز جمال جسدي و أنا لا أريد إزعاج عبد الرحمن بمثل هذه الملابس!! الملابس الرياضية عادية و بسيطة و لن تزعجه!! كما انها مريحة لي!!
قلت:
- كما تحب!! لكنني لا أظن أن ملابسها ستزعجني!!
ضحكت نور و قالت:
- لأنك لم ترها ترتدي تنورة و إلا لقلت لا أريدك أن ترتدي هذه الملابس امامي!! فانا و أنا فتاة و صديقتها عندما أراها مرتدية ملابس أنيقة فإنني لا أستطيع منع نفسي من النظر لجسدها!!
التفت نحو نور التي اخذت تضحك و تقول:
- لا تتصور أنني منحرفة!! لكن جسمها جميل جدا!! ألم تلاحظ ذلك!؟!
قلت:
- ليس من اللائق قول ذلك!!
لكن نور لا تهتم بالياقة!! بل تتحدث بكل صراحة!! و قد تعجبت من أنها صديقة مع تلك الفتاة الخجولة!! توقفت أمام محل يبيع ملابس رياضية و نزلنا، تجولت نور ثم اختارت طقما بسيطا و طلبت من العامل ان يحضر أصغر قياس عندهم و عندما أحضره كان صغيرا جدا فقلت لنور:
- إنه صغير جدا!! اخشى أن لا يناسبها!!
قالت نور:
- لكنها قالت لي أصغر مقاس!!
قلت:
- أنظري لخصر البنطال!! إنه ضيق جدا!!
قالت نور:
- حسنا!! احضر مقاسا أكبر!!
أحضر العامل مقاسا أكبر من الذي قبله و على الرغم من أنه ما يزال صغيرا لكنني لم أتدخل أحضرت نور عدة أطقم و عندما انتهينا طلبت مني نور أن أذهب بها لمحل آخر لتشتري لنفسها بعض الملابس، دخلنا المحل و أخذت نور تفتش لنفسها عن طقم جميل و عندما مررنا أمام طقم جميل جدا، لا أظنني سأعرف كيف أصفه، فإنا لا أعرف أسماء الموديلات النسائية، كان بلوزة سوداء بفتحة حلق واسعة تبرز الكتفين و تلتفان على العضدين دون أكمام و تنورة تصل لتحت الركبة و واسعة، كان طقما أسودا و كان جميلا جدا و رغما عني تخيلته على الفتاة الشقراء، كان سيبرز جمال بشرتها البيضاء بوضوح، قلت لنور:
- مار رأيك في هذا الطقم!!
قالت نور:
- لا يناسبني!! فهو أسود!! و الأسود سيجعل لوني داكنا!!
قلت:
- و صديقتك!؟!
تعجبت و قالت:
- نادين!؟!
ثم نظرت نحو الفستان و قالت:
- سيكون رائعا عليها!! لكنها طلبت مني أن لا أحضر لها أي فساتين!!
ثم سكتت لثوان تتأمله قبل أن تبتسم و تقول:
- لكنني لا أستطيع المقاومة!! سيكون جميلا جدا عليها!!
و اشترته و اشترت لنفسها طقمين جميلين أيضا و بعد أن خرجنا من المحل قالت لي:
- ساذهب لمحل الملابس الداخلية!! انتظرني هنا!!
و غابت لبعض الوقت قبل أن تعود و معها أكياس إضافية فقلت:
- و الآن!؟!
قالت:
- محل الأحذية!!
و اتجهنا للمحل و اشترت بعض الأحذية الجميلة لها و للفتاة و قد كانت الأحذية التي تحضرها للفتاة صغيرة و كررت عليها أكثر من مرة أن الأحذية تبدو صغيرة جدا لكنها كانت تقول لي أن قدم الفتاة أصلا صغيرة!!
بعد أن خرجنا من محل الأحذية طلبت مني التوجه بها للصيدلية و هناك طلبت قطع تنظيف خالية من الصابون فتعجبت و قلت:
- لماذا!؟!
قالت:
- نادين بشرتها حساسة للغاية و لا تتحمل الصابون!! بل تستخدم قطع تنظيف!!
أحضر الصيدلاني الصابون فقرأت المكتوب على العلبة لأتعجب فهي خالية من أي صابون أو مواد قلوية فقلت لنور:
- هذا ليس صابون!!
قالت نور:
- لا!! إنها قطع تنظيف!!
ثم طلبت مرطب شفاة بالعسل و شامبو شعر بزيت الزيتون و السمسم و مياه الينابيع الجبلية ثم التفتت نحوي و قالت:
- أتسمح!؟!
قلت:- ماذا!؟!
قالت:
- أريد شراء بعض الأشياء الخاصة بالنساء!!
تراجعت و ابتعدت عنها و تسكعت في الصيدلية حتى نادتني نور فجئت لأجدها وضعت الأشياء في الأكياس دفعت الحساب ثم قلت:
- هل انتهيت!؟!
قالت:
- لا تنسى أغراض المطبخ!!
تذكرت فقلت:
- صحيح!!
توقفنا أمام سوبر ماركت و تسوقنا انا و نور، و قد اشترينا الكثير من الأشياء، عندما انتهينا و ملأنا السيارة بالكثير من المشتريات عدنا للمنزل، حملت نور بعض الأكياس و حملت أنا ما استطعت من الأغراض و صعدنا للطابق الرابع!! دخلنا لنجدها جالسة لوحدها و قد وضعت على محطة إخبارية تشاهد أخبار التفجيرات دخلت نور و قالت:
- انظري ماذا أحضرنا لك!!
التفتت نحونا و ابتسمت لنور و قالت:
- و أخيرا يمكنني الاستحمام!!
فتحت نور أول كيس و أخرجت منه البدلات الرياضية فابتسمت الفتاة و قالت:
- جميل!!
قالت نور:
- أنظري!! لقد اشتريت لك ألوانا مختلفة!!
قالت الفتاة:
- هل هذا أصغر مقاس!؟!
قالت نور:
- لماذا!؟!
قالت الفتاة و هي تمسك بالبنطال:
- يبدو كبيرا بعض الشيء!!
قالت نور:
- إنها بدلة رياضية يا نادين!!
أمسكت الفتاة بالبنطال و قربته منها و قالت:
- إنه واسع جدا!! سيسقط و أنا أمشي به!!
عندها ضحكت نور و قالت:
- ياله من منظر!!
احمر وجه الفتاة و قالت:
- نور!! هل هذا أصغر مقاس!؟!
نظرت نور نحوي و قالت:
- عبد الرحمن قال أن أصغر مقاس صغير جدا و خشي أن لا يكون بمقاسك!! فطلبنا مقاسا أكبر!!
التفتت الفتاة نحوي فقلت مدافعا:
- كانت تبدو صغيرة جدا!!
قالت الفتاة موجهة كلامها لنور:
- قلت لك أصغر مقاس!!
قالت نور:
- حسنا!! أنظري!!
و اخرجت الفستان الأسود الذي اخترته فذهلت الفتاة و حدقت به في حين قالت نور:
- ما رأيك!؟!
قالت الفتاة:
- جميل!! لكن!!
كنت جالسا على الأريكة و هما امامي يتحدثان و كنت ألمح كل تعبير على وجوههن و لمحت حمرة الخجل على وجهها و أظنها رفعت أحد حاجبيها مشيرة نحوي فقالت نور:
- عبد الرحمن هو الذي اختاره!!
ثم قربته من جسم الفتاة و قالت:
- كما أنه لا يوجد منه سوى مقاس واحد!!
قالت الفتاة:
- لا أظن أنني سأرتديه!!
عندها تدخلت أنا قائلا:
- ليست لدي أي مشكلة فيما سترتدين!! أشعري بالراحة!! تصرفي كما لو أنك في منزلك!!
التفتت نحوي و ابتسمت لي و قالت:
- شكرا!!
كانت أول مرة أشاهد فيها ابتسمامتها لذلك وجدت نفسي أبادلها الابتسامة، نظرت مجددا للفستان ثم قالت:
- حسنا!! سأرتديه!! لكن..!!
ثم نظرت نحو البدلات الرياضية فقلت:
- سأبدلها لك!!
التفتت نحوي و ابتسمت و قالت:
- لقد اتعبتك معي!!
ابتسمت لها و قلت:
- أبدا!!
و في الحقيقة!! تلك اللحظة التي تلاقت عيناي بعينيها شعرت بشقيقها ينظر نحوي، و شعرت بوخزة في قلبي على الكلام السيء الذي كنت أقوله عنه، و لكن الوقت تأخر، و إن أردت التكفير عن ذنبي فأظن أنني سأفعل ذلك عن طريق معاملة شقيقته بطريقة مختلفة تماما عما كنت أعامله، فأنا الآن فقط أدركت أنه لم يكن يتعمد أن يتصرف بتلك الطريقة، أظن أنه شيءفي جيناتهم!!
أمسكت نور بأحد الأكياس و قالت:
- و هذه بعض الملابس الداخلية!!
و عندها فتحت الفتاة فمها متعجبة و احمر وجهها خجلا فضحكت نور و قالت:
- لا تقلقي!! لم يشتريها عبد الرحمن معي!! لقد اشتريتها وحدي!!
سحبت الكيس من يد نور بسرعة و أخفته خلفها فلم أستطع منع نفسي من الابتسام، مدت نور آخر كيس و قالت:
- و هذه الأغراض التي طلبتها من الصيدلية!!
ثم قالت و هي تهز الكيس:
- و كذلك لم يكن عبد الرحمن معي!!
ابتسمت الفتاة و خطفت الكيس ثم قالت بصوت منخفض:
- سأريك

 
 

 

عرض البوم صور ana   رد مع اقتباس
قديم 18-05-06, 10:46 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
ana
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2006
العضوية: 3858
المشاركات: 134
الجنس أنثى
معدل التقييم: ana عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ana المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

ضحكت نور و قالت:
- هيا!! اذهبي و استحمي!! فأنا أشم رائحتك!!
تعجبت الفتاة و قالت:
- كاذبة!؟!
ضحكت نور و قالت:
- أمزح!!
ثم أمسكت بيد الفتاة و قالت:
- هيا!! استحمي و ارتدي الفستان و دعيني أراه عليك!!
حملت الفتاة الفستان و بعض الأكياس و اتجهت للغرفة لكنها توقفت في منتصف الطريق و قالت:
- و لكن أين البيجامات!؟!
عندها ضربت نور براحة يدها على جبينها و قالت:
- يا الهي!! لقد نسيتها تماما!!
تنهدت الفتاة ثم قالت:
- لا بأس!!
لكنني قلت:
- أنا سأعود للسوق لأغير هذه البدلات!! سأحضر لك بيجامات معي لو أردت!!
عندها هزت رأسها بسرعة و قالت:
- لا!! لا تتعب نفسك!!
لكن نور قالت:
- بل!! دعيه يحضر لك بعض البيجامات!! كيف ستنامين!؟!
قلت:
- أصغر مقاس!!؟
ابتسمت لي و هزت رأسها بالإيجاب قلت:
- كم بيجامة تحتاجين!؟!
قالت:
- واحدة تكفي!!
قالت نور:
- واحدة!؟! هل أنت جادة!؟!
ثم التفتت نحوي و قالت:
- اشتر ثلاثة على الأقل!!
قالت الفتاة:
- نور!!؟
قالت نور:
- حسنا!! اثنتان!! و لا أقل!!
قلت:
- حسنا!! سأنزل بقية المشتريات من السيارة ثم أبدل البدلات و اشتري بيجامتين!! هل هناك شيء آخر!؟!
قالت نور:
- لا تتأخر!!
ابتسمت لشقيقتي المدللة و قلت:
- ستكونين مع صديقتك!؟!
ثم نهضت و حملت أكياس البدلات و نزلت للسيارة و وضعتها بها ثم حملت بقية المشتريات و صعدت بها للطابق الرابع، كان علي أن أحمل المشتريات على ثلاث دفعات، عندما وضعت آخر دفعة قلت لنور:
- قد لا أعود قبل صلاة الظهر!!
ثم غادرت الشقة و ركبت سيارتي و عدت للسوق و بدلت البدلات الرياضية بمقاس أصغر و اشتريت بيجامتي نوم واحدة قطنية و واحدة حريرية و التي قال لي صاحب المحل أنها تناسب أرق البشرات، فأنا نلت كفايتي من المشاوير و لا مزاج لي كي أعود للسوق للمرة الثالثة اليوم، بعد أن اشتريت البيجامات كنت في طريق العودة عندما سمعت صوت أذان الظهر فتوقفت عند أقرب مسجد و هناك رن هاتفي الجوال نظرت للرقم لأجده رقم شقتي، أجبت ليأتيني صوت نور تقول:
- أين أنت!؟!
ابتسمت و قلت:
- و هل أنت زوجتي حتى تسألينني!؟!
قالت نور:
- إنها زوجتك التي تسأل عنك!! لقد اشتاقت لك!!
سمعت أصوات تشبه الشجار و صوت ضحك نور و بعد مشاجرة بسيطة عادت نور تقول و هي تضحك:
- ماذا تريد على الغداء!؟!
تعجبت و قلت:
- على الغداء!؟!
قالت نور:
- أجل!! نادين تتساءل فيما لو كنت تريد شيئا معينا على الغداء!! أم تريدها ان تجهز أي شيء لك!!؟
قلت:
- لا تعب نفسها!! سأحضر طعاما من المطعم!!
قالت نور:
- ألا تفهم!؟! قلت لك من قبل نادين لا تحب أكل المطاعم!!
تذكرت فقلت:
- لا بأس!! لتجهز أي شيء تحب!!
قالت نور موجهة كلامها لصديقتها:
- زوجك الحبيب يقول حضري شيئا تحبينه أنت!! يا للرومانسية!!
ثم أخذت تضحك و سمعت صوت مشاجرات أخرى عندها أقام المسجد للصلاة فقلت لنور:
- أنا سأصلي الآن!! مع السلامة!!
و أغلقت الهاتف و أنا أشك فيما لو كانت نور قد سمعتني، بعد أن صليت الظهر عدت للمنزل و توقفت في الطريق عند محطة لتعبئة السيارة بالوقود، حتى السيارة هلكت من المشاوير التي قطعتها!!
وصلت للمنزل و حملت الأكياس و صعدت لشقتي و عندما دخلت وجدت نور و الفتاة في المطبخ قالت نور:
- جئت في الوقت المناسب!! الغداء سيصبح جاهزا في دقائق!!
رفعت الأكياس عاليا لتراها الفتاة المشغولة بالتقطيع و قلت:
- أحضرت كل شيء!!
التفتت نحوي و ابتسمت و قالت:
- شكرا!!
وضعت الأكياس على الطاولة و جلست على الأريكة و شغلت التلفاز و وضعت على محطة إخبارية لأرى فيما لو اشتغلت خطوط الهاتف في المدينة الساحلية أم لا، و كانت الإجابة لا!!
قالت نور:
- عبد الرحمن!!
التفت نحوها فقالت:
- هل لاحظت نوع اللحم الذي اشتريته من المتجر!؟!
عندها لكزتها الفتاة و قالت:
- قلت لك لا تذكري الموضوع!!
قالت نور:
- و لِمَ لا!؟!
قلت:
- ما الأمر!؟!
قالت نور:
- لقد اشتريت لحم بقر!!
قلت:
- و ما المشكلة في ذلك!!
قالت الفتاة:
- لا شيء!!
قالت نور:
- نادين لا تأكل لحم البقر!!
قالت الفتاة:
- نور!!
قالت نور:
- لا تأكل لحم أقاربها!!
التفتت الفتاة نحوها و ضربتها على كتفها و قالت:
- قلت يكفي!!
قالت نور:
- ما الأمر!!؟ هل تخجلين من أصلك!؟!
قلت:
- و ماذا تأكل!؟!
قالت الفتاة:
- أي شيء!! لا فرق!!
قالت نور:
- لا تأكل سوى الدجاج!!
ضربتها الفتاة و قالت:
- كفى!!
ثم وضعت الأطباق على الطاولة فقالت نور:
- الغداء جاهز!!
نهضت و انضممت لهن على الطاولة بعد أن أطفأت التلفاز و وجدت أمامي طعاما لذيذا مكون من اللحم و الخضار و الخبز أكلت بنهم خصوصا بعد المشاوير التي قطعتها اليوم، و نور كانت تأكل بشهية كذلك أما الفتاة فلم تأكل سوى من السلطة و بعض الخبر نظرت نحوها و قلت:
- ما الأمر!؟!
هزت رأسها و قالت:
- لا شيء!!
قالت نور:
- قلت لك!! لا تأكل اللحم الأحمر!!
تنهدت و قلت:
- سأحضر بعض الدجاج بعد الظهر!!
عندها هزت رأسها بالنفي و قالت:
- لا!! أرجوك!! لقد قمت بأكثر مما يجب!!
أظنها أحست بتعبي!! لكن... ما الحل!! يجب علي أن أحضر دجاجا و إلا لما أكلت الكثير!!
بعد أن انهيت غدائي كنت متعبا فقررت أخذ قيلولة خصوصا بعد ليلة البارحة التي لم أذق فيها النوم، تركت الفتاتين في المطبخ و دخلت غرفة النوم و مددت فراشي الذي كان قد نظم و وضع تحت السرير، تمددت عليه و شغلت جهاز التكييف و نمت بعمق.
عندما فتحت عيناي و نظرت لساعة يدي كان قبل أذان العصر بقليل، نهضت و غسلت وجهي و توضأت استعدادا للصلاة و عندما خرجت من غرفة النوم لم أجد أحدا لكنني وجدت ورقة على الطاولة الموجودة في غرفة الجلوس:
زوجي العزيز...
سأذهب لشقة عمي و عمتي مع صديقتي نور...
إن اشتقت إلي فاتصل بالشقة و سأكون عندك في ثوان...
زوجتك العزيزة...
كان الرسالة بخط يد نور المميز فضحكت و أعدت الرسالة في مكانها و ذهبت للمطبخ و جهزت لنفسي كوب قهوة و جلست على الحاسوب أراجع برنامجا كنت أصممه أنا و صديقي و قد أخرت العمل لبعض الوقت، جلست أعمل حتى سمعت الآذان فنهضت و تركت الحاسب ينهي المهمة التي أمرته بها و ذهبت للمسجد للصلاة، توقفت في طريق العودة على متجر و اشتريت بعض الدجاج المجمد و عدت أدراجي للمنزل عندما صعدت للطابق الرابع لشقتي و دخلت من الباب وجدت الفتاة الشقراء في المطبخ و قد التفتت نحوي عندما دخلت ليتطاير شعرها الطويل في الهواء ثم يدور حولها ثم يعود لمكانه دخلت ببطء و هدوء و قلت:
- أين نور!؟!
قالت:
- كانت متعبة!! لم تنم البارحة!!
ثم جهزت لنفسها كوب قهوة فدخلت المطبخ و وضعت الكيس الذي به الدجاج المجمد على الطاولة و قلت:
- ها هو الدجاج!!
التفتت نحوي و نظرت نحو الكيس ثم نظرت نحوي بخجل و قالت:
- لقد أتعبتك معي!!
قلت و أنا أعود للحاسوب:
- أبدا!!
جلست أمام الحاسوب و أكملت عملي و عندما ارتشفت من قهوتي وجدتها باردة فأنزلت الكوب و قد عبس وجهي في نفس الوقت كانت الفتاة قد جلست معي في غرفة الجلوس و شغلت التلفاز و عندما لاحظت التغيير الذي طرأ على وجهي قالت:
- أتريد أن أعد لك كوب قهوة آخر!؟!
هززت رأسي بالنفي فقالت:
- الماء ما يزال ساخنا!!
قلت:
- لا تتعبي نفسك!!
قالت:
- هذا أقل ما يمكنني عمله لك!!
هززت رأسي بالنفي فقالت:
- أرجوك!!
نظرت نحوها فقالت:
- دعني أرد لك بعض الدين الذي أدينك به!!
ابتسمت لها و قلت:
- أنت لا تدينينني بشيء!!
قالت:
- بل أدين لك بالكثير!!
قلت:
- إن كنت تريدين عمل كوب قهوة فتفضلي!! لكن لا تظني أنك مدينة لي بشيء!!
أخذت كوب القهوة و نهضت متجهت للمطبخ و لأول مرة لاحظت أنها ترتدي الفستان الذي اشتريته لها، كانت جميلا جدا عليها، و مع الحذاء الذي اختارته نور كانت منظرها رائعا، فشعرها الأشقر الطويل ينسدل على ظهرها بنعومة و الفستان يبرز نعومة كتفيها و ذراعيها و ينسدل على جسدها بنعومة حتى يتوقف عند ركبتها لتظهر ساقيها الناعمتين و قدميها الصغيرتين اللتان التفت حولهما حبال الحذاء، عادت لي بكوب القهوة و نظرت نحوي متعجبة فأدركت أنني كنت أتأملها طوال الوقت فسارعت بدفن بصري في الحاسب و حركت إصبعي بسرعة ليتحرك معي مؤشر الفأرة بحركة سريعة عشوائية، وضعت كوب القهوة على الطاولة بجانب الحاسب و قالت:
- تفضل!!
قلت بصوت مختنق:
- شكرا!!
ثم فتحت بعض الملفات و أخذت أجوب في الحاسوب و أنا شارد، كانت تشاهد التلفاز بصمت و أنا أسرق النظر نحوها بين الفينة و الأخرى، كان وجودها يشتت تفكيري و أجد نفسي كلما حاولت التركيز في عملي كلما شردت أكثر، كانت تجذب نظري و تفكيري كما يجذب المغناطيس الحديد!! بعد فترة من الهدوء قالت بصوت هادئ لكنه نفضني:
- ماذا تفعل!؟!
التفت نحوها و قلت:
- ماذا!؟!
نظرت نحو شاشة الحاسب و قالت و هي تشير لها:
- ماذا تفعل!؟!
قلت:
- برنامج!!
قالت:
- تقوم بعمل برنامج!؟!
هززت رأسي بالإيجاب فقالت:
- أنت مهندس حاسب!؟!
هززت رأسي بالنفي فقالت:
- أذكر أن نور ذات مرة قالت لي أن أحد أشقائها مبرمج حاسب!؟!
قلت:
- هذا أحمد!! أنا موظف حكومي!!
أخذت تراقبني و أنا أعمل، و هذا زاد توتري!! فهي و هي تشاهد التلفاز كنت شاردا!! الآن ازداد شرودي فحفظت عملي و أغلقت الحاسب و أنهيت القهوة و بينما أنا أغلق غطاء الحاسب قالت لي:
- أتسمح!؟!
نظرت نحوها فقالت:
- أريد الاطمئنان على صديقاتي!!
تعجبت فأشارت نحو الحاسب و قالت:
- سأرسل لهن رسائل إلكترونية!!
هززت رأسي بالإيجاب و دفعت الجهاز لها و قلت:
- تفضلي!!
ثم سحبت خط الهاتف و مددته لها فقالت:
- شكرا!!
أدارت الجهاز نحوها و أخذت أناملها تلامس لوحة المفاتيح بنعومة و سرعة جعلتني أدرك أنها تمضي الكثير من الوقت على الحاسب!! أمسكت بجهاز التحكم عن بعد و تنقلت بين المحطات و توقفت على مسلسل أجنبي كوميدي و بقيت أتابعه في حين كانت هي مشغولة على الحاسب و بعد برهة قلت لها:
- حسنا!؟!
التفتت نحوي فقلت:
- هل وجدت أحدا!؟!
قالت:
- ابنة عمي!! إنهم بخير!! و كذلك جميع صديقاتي!!
قلت:
- لك عم!؟!
التفتت نحوي و قالت:
- بالطبع!!
قلت:
- و لم تقولي لنا!؟!
تعجبت و قالت:
- نور تعلم!!
قلت:
- ألم تفكري أنه قد يكون قلقا عليك و يبحث عنك!! أو قد يتصور أنك قد مت مع أهلك!؟!
قالت ببرود:
- سيكون هذا أفضل!!
تعجبت و قلت:
- أفضل!؟!
قالت:
- لا أريده أن يعلم أنني حية!!
و سكت لبعض الوقت ثم قالت:
- و وحيدة!!
تعجبت و حدقت بها فعادت تضغط أزرار الحاسب فسكت لثوان متعجب مما قالت، ماذا كانت تقصد!؟! يجب أن أعرف ماذا تقصد!! فلو علم عمها أنها معنا و لم نبلغه خصوصا أنه سيصبح وصيا عليها بعد وفاة أهلها فإننا سنقع في المشاكل!!
قلت:
- و أين يقطن عمك!؟!
قالت بحزم:
- لماذا!؟!
قلت:
- أليس من حقه أن يعلم أنك بخير!؟!
قالت:
- أصبح يعلم الآن!! فابنته أخبرته للتو!!
قلت:
- لماذا لم تخبرينني من قبل!؟!
قالت:
- لأنك لو علمت من قبل فستتصل به و سيأتي لأخذي و أنا لا أريد أن أصبح تحت وصايته!! أي أحد في الكون ما عدا هو!!
تعجبت و قلت:
- و لماذا!؟!
قالت:
- لأنه سيجبرني على الزواج من ابنه!!
قلت:
- لا يمكنه إجبارك!! فإن لم توافقي فلا يمكنه فعل هذا بك!!
قالت:
- لا يمهني!! لا أريد أن أرتبط بذلك الشاب مجددا!!
تعجبت و قلت:
- مجددا!؟!
قالت:
- أجل!! مجددا!! فقد كنت مخطوبة له!! لكنني فسخت الخطوبة!! و لم يستطع أحد أن يفرض أي شيء علي لأن أبي كان موجودا!! أما الآن فأبي ليس موجودا ليمنع هذا الزواج!! و أنا لا أريد الزواج منه!! و لو أجبرت على الزواج منه فسأقتل نفسي!!
قلت بعض التردد:
- لماذا!؟!
قالت بحزم:
- لأنه رجل **************** و شاب طائش!! ألا يكفي هذا المبرر!؟!
كانت كلماتها منهية للنقاش فالتزمت بالصمت و عدت أتظاهر بمتابعة المسلسل في حين كنت شارد!! لقد أصبحنا في ورطة أخرى!! يجب أن نبلغ عمها!! لكنها ترفض!! بعد صمت أطفأت التلفاز و نهضت و قلت:
- سأكون عند أبي!!
قالت بحزم:
- ستخبره!؟!
التفت نحوها فقالت:
- ستخبره بشأن عمي!؟!
سكت لثانية أفكر ثم قلت:
- يجب أن يعلم!! لا يمكننا إخفاء الموضوع!!
قالت متوسلة:
- أنتظر حتى تعود خطوط الهاتف في المدينة الساحلية!! و بعدها سأعود عند أخي و لن أزعجكم بعد اليوم!!
سكت أحدق بها فقالت:
- أرجوك!!
تنهدت و لم أستطع مقاومة نظرة الرجاء التي ترمقني بها هاتين العينين الواسعتين فابتسمت و قلت:
- لا بأس!!
ابتسمت لي بامتنان و قالت:
- أشكرك!! انت إنسان رائع!!
و ياله من وصف جميل!! شعرت بطاقة تنبعث من داخلي و أنا أسمع كلمات المدح تلك!! فابتسمت لها و قلت:
- سأكو عند أبي!!
ثم خرجت، نزلت للطابق الثالث و دخلت لأجد غرفة الجلوس خاوية إلا من نور التي يبدو أنها نهضت للتو، دخلت و قلت:
- مساء الخير!!
التفتت نحوي و قالت:
- أهلا!!
قلت:
- نمت جيدا!!
مسحت نور عينيها بكسل و هي تتثاءب و قالت:
- الحمد لله!!
كانت تعد لنفسها كوب قهوة فقالت:
- أتريد معي قهوة!؟!
هززت رأسي بالنفي و قلت:
- لقد شربت كوبا و نصف للتو!!
سكبت القهوة في كوبها و قالت و هي تجلس على طاولة المطبخ:
- هل نادين بخير!!؟
قلت:
- أظن ذلك!! لقد تأقلمت مع الوضع بسرعة مذهلة!!
ابتسمت نور و قالت:
- هي دائما كذلك!! مرنة كالمطاط!! و دائما متفائلة!!
و شربت من قهوتها فجلست على الطاولة و بعد لحظة تردد قلت:
- هل تعلمين أن لديها عما!؟!
لا أعلم أن كان الأمر يهيأ لي لكنني شعرت للحظة أن نور قد تفاجأت من سؤالي سكتت للحظة و أظنها كانت تريد أن تختار كلماتها بحكمة تنحنحت ثم قالت:
- من أخبرك!؟!
قلت:
- هي!!
عندها أصبحت الدهشة واضحة الآن و قالت:
- نادين!؟!
قلت:
- و من أين سأعلم!؟!
قالت متعجبة:
- و لكن كيف!؟! لقد...!! هي طلبت مني ان لا أخبر أحدا!!فكيف تخبرك!؟! أمرها عجيب هذه الفتاة!!
قلت:
- و لماذا لا تريد من أحد أن يعلم!؟!
تنهدت نور و قالت:
- ألم تخبرك!؟!
قلت:
- قالت لي بعض الأشياء الغير واضحة!! جمل كثيرة!! و كلمات غاضبة!! و لكنني أشعر أن هناك أمرا لا أعرفه!!
تنهدت نور ثم ابتسمت و قالت:
- هي دائما مكشوفة!! لا تعرف كيف تكذب!!
ارتشفت القليل من قهوتها ثم قالت:
- كانت نادين مخطوبة لابن عمها!! و لكنها اكتشفت أن شخص سافل قذر ففسخت الخطوبة....
قاطعتها قائلا:
- ماذا تقصدين بقذر!!؟
نظرت إلي نور كما لو أنها تريدني أن أفهم دون أن تقول أي كلمة لكن تلك النظرات تحمل الكثير من المعاني!! و كلمة قذر تحمل الكثير في طياتها!! و أنا لا أريد أن أظن سوءا بالشاب!! فقد تكون قذر أي بالمعنى الحرفي!! فقذر الملابس و المسكن و المأكل!! و قد تكون قذر أي قذر الأخلاق!! لكن حتى قذر الأخلاق لها عدة معاني!! فقد يكون مغرورا!! و قد يكون لئيما!! و قد يكون وقحا!! و قد يكون عديم الحياء و الكثير من التفسيرات!! و أريد إجابة واضحة فقلت لنور:
- لا أفهم!!
قالت نور:
- ظننتك أذكى من هذا!!
كم أكره الشخص الذي يريدك أن تفهم من نفسك!! الموضوع يحمل الكثير من التفسيرات!! و في ذهني تكوّن تفسير لم أرجحه!! فهو ابن عمها و لا يمكن أن يفعل ما أفكر فيه، و لكن أليس ممكنا!؟ أليس تفسير قذر!! و تلك النظرات!! و الصمت البليغ!! و عدم القدرة على القول بكل صراحة!! معناه لا يمكن لفتاة قوله!! فتلك الفتاة لن تقول لي فعل كذا و كذا!! و كذلك شقيقتي الصغرى لن تقول لي حصل كذا و كذا!!
إن لم يفسر أحد لي فإنني سآكل نفسي بالتفكير!! قلت لنور:
- قذر أي منحط سافل لئيم يستحق تهشيم وجهه!!؟
لاذت نور بالصمت فلم أفهم!! لماذا لا تتكلم!؟! ما معنى هذه الكلمة!؟! قذر!؟!
نهضت و قلت:
- إن لم تفسري لي ما معنى هذه الكلمة فإنني ساتصل بعمها و أخبره بمكانها و أدعه يأتي لأخذها!!
نظرت إلي نور بتعجب فقلت:
- أنا أعني كل كلمة قلتها!!
و انصرفت لكن نور لحقتني و قالت:
- مهلا!! عبد الرحمن!!
التفت نحوها لكنها خفضت بصرها للأرض!! نظرت نحو نور بتعجب و قلت:
- لماذا لا تقولين لي ما حصل!؟!
قالت نور بغضب:
- ماذا تريد مني أن أقول!؟!
قلت:
- ماذا قالت لك!؟! ماذا فعل حتى تقولون عنه قذر!؟!
تنهدت نور ثم قالت بصوت منخفض بعد لحظة هدوء:
- لقد...
ثم سكتت مجددا لكنني لم ألح فقالت نور:
- حاول... أن... ينفرد بها!!
سكت لثانية أحاول فك رموز هذه الجلمة!! ماذا يعني ينفرد بها!؟! أليس خطيبها!؟! ألا يحق لهما أن ينفردا بعضهما لبعض الوقت!؟! هل أنا مغفل لهذه الدرجة حتى لا أفهم معنى هذه الجملة البسيطة التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني!! أهذا هو قصدها بكلمة قذر!! هل حاول استغلال هذه الطفلة البريئة!؟! هل حاول ان ينال منها قبل ليلة زفافهما!؟! هل يعقل أن يكون هناك إنسان بمثل هذه الدناءة ليفعل ما فعله بهذه المسكينة!؟!
شعرت بحرارة تسري في جسدي و شددت قبضتي لأمسك أعصابي ثم قلت لنور:
- هل نال منها!؟!
نظرت إلي نور بتردد ثم قالت:
- ليس تماما!!
ماذا تعني!؟! لماذا لا تشرح لي بوضوح ماذا حصل!؟! ذلك السافل!! لو أمسك به فإنني سأمزق يديه القذرتين اللتين تجرأتا على لمسها!! سأدق عنقه!! سأفتح رأسه و أقتلع دماغه الذي فكر بعمل سوء لها!! سأقتل هذا ال****************!!
و فجأت سمعت صوت صراخ نور و صوت تحطم زجاج، نظرت حولي لأجد أنفاسي متقطعة و حطام الآنية التي التقطتها يدي و ألقتها على الحائط يتطاير و يسقط على الأرض و نور تحدق بي غير مصدقة، بعد أن استرجعت أنفاسي قلت بصوت عالي:
- سأقتله!! السافل!!
قالت نور بتخوف:
- عبد الرحمن!؟!
خرجت من الغرفة و من الطابق و من المنزل، صعدت سيارتي و قدت مبتعدا، كنت أشعر بغضب عارم، لا أعلم إلى أين كنت أقود!! لا أعلم إلى أين كنت أتجه!! قطعت بعض الإشارات!! كدت أقتل نفسي لكنني لم أقلل من سرعتي حتى سمعت خلفي صوت سيارة شرطة و صوت الشرطي يطلب مني التوقف!! ليس الآن!! لم أفرغ غضبي بعد!! تنهدت ثم أوقفت السيارة و جلست مكاني ساكتا غاضبا!! تقدم الشرطي و وقف بجانبي و قال:
- هل لديك أدنى فكرة كم كانت سرعتك!؟!
قلت بغضب و أنا أمد له رخصة قيادتي:
- و ليس لدي أدنى أهتمام بالمعرفة!!
نظر الشرطي نحوي لثواني ثم أخذ رخصة قيادتي و من ثم حرر لي مخالفة، عدت للمنزل بعد أن هدأت كثيرا و ليس تماما، دخلت المنزل و حالما دخلت فوجئت بالجميع متجمعين و بعض الجنود برشاشاتهم حدقت بهم مذهولا في نفس اللحظة نزلت نور و الفتاة صارخين و خلفهما رجال فاعتراني الغضب مجددا و قلت:
- أبعد يديك عنها!!
و تقدمت من الجندي و لكمته بقوة و ما إن فعلت ذلك حتى نلت ضربا مبرحا و عندما فتحت عيناي وجدت السجادة أمامي، كان الألم لا يطاق، لكنه لم يكن يهمني، فتلك اللكمة جعلتني اشعر براحة كبيرة، لو تناسينا الضربات التي نلتها.

 
 

 

عرض البوم صور ana   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة سنوايت, ليلاس, من ورق, القسم العام للقصص و الروايات, روايات خليجيه, روايه من ورق كاملة, سنوايت, قصص و روايات كاملة, قصه مكتملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t12877.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ذ¯ذ½ذ´ذµذ؛رپ This thread Refback 19-08-14 07:09 PM


الساعة الآن 02:16 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية