لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-09, 08:30 PM   المشاركة رقم: 246
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 74713
المشاركات: 201
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام هنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم جوهرتي الغاليه كل عام وانتي بالف خير وصحه
عيد سعيد عليكي ان شاء الله
بارت رائع كالعاده سلمت اياديكي المبدعه
سعيد وعبير خطو خطوه كبيره في علاقتهم اتمني تدوم سعادتهم
هود وجميله مازالوا غارقين في العسل ربي يستر من الي بعدالعسل
يونس وياسمين هل ستدوم الهدنه
ثري وعثمان الوجع السرمدي في قصتك والله اكثر شئ مشتاقتله اعرف وش نهاية علاقة الثنائي الاكثر بؤسا في القصه
منتظرينك حبيبتي حفظك الله من كل سوء

 
 

 

عرض البوم صور ام هنا   رد مع اقتباس
قديم 26-11-09, 10:41 PM   المشاركة رقم: 247
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Icon Mod 44

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام هنا مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم جوهرتي الغاليه كل عام وانتي بالف خير وصحه
عيد سعيد عليكي ان شاء الله
بارت رائع كالعاده سلمت اياديكي المبدعه
سعيد وعبير خطو خطوه كبيره في علاقتهم اتمني تدوم سعادتهم
هود وجميله مازالوا غارقين في العسل ربي يستر من الي بعدالعسل
يونس وياسمين هل ستدوم الهدنه
ثري وعثمان الوجع السرمدي في قصتك والله اكثر شئ مشتاقتله اعرف وش نهاية علاقة الثنائي الاكثر بؤسا في القصه
منتظرينك حبيبتي حفظك الله من كل سوء

اهلا وسهلا ومرحبا بك عزيزتي شفتي لما ماكتبتي انشغل بالي واقول انا شنو لي ما خلا ام هنا الحبيبة تكتبلي اصبحت انت وبعض البنات مثل البلسم لروايتي الذي يزيدها تطور وازدهار تابعيني حبيبتي الجزء بعد لحظات

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49   رد مع اقتباس
قديم 26-11-09, 10:44 PM   المشاركة رقم: 248
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مبدع


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 147004
المشاركات: 5,481
الجنس أنثى
معدل التقييم: Jάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييمJάωђάrά49 عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2060

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 


الجزء التاسع عشر


جزء مختلف بقوة الله اتمنى ان ينال اعجابكم
والله يابنات كتبت بس على شان خاطر عيونكم ان شاء الله اذا استطعت من تعب العيد وما سفرت اصلا راح اكتب يوم الاتنين من اجل عيونكم
واذا ما كتب الله ان شاء الله بيكون الخميس الجاي
عيدكم سعيد



في يوم ما قبل عملية الهام
اي بعد ازيد من يومين



كانت الهام فرحة سعيدة بل منشرحة وتتناسى كليا ان هنالك عملية ستقوم بها ولاتدري ان كانت ستقوم منها سالمة ام قد يفقدها من يحبونها فيها
تشبتت بحبل الله المتين تدعوه ان تشفى
وتعود لاهلها سالمة
كانت في غرفتها جالسة على سريرها الذي جلست عليه اخواتها واخوها الصغير ايضا الذي رفض ان يجلس في حضن احد غيرها
وامها ووالدها اللذين اخذا لهما كرسيين ليجلسان عليهما
كان الحديث نشيطا بروح الخفة عند اخواتها ضحك وفرفشة وتعظيم الجو في الفندق والاكل على اساس انهم ابدا لم يرو امورا كتلك من قبل

قال الوالد لابنته التي كانت تمرر اصبعها على شعر اخيها وهو ملهي في هاتف ابيه يلعب:
- الهام ياابنتي عثمان رجل طيب والله لا اعرف فقط كيف ساعيد له ما صرفه علينا وعلى العملية عندما افكر في ذلك اجدني اشعر بالغزي من نفسي لانني لا استطيع فعل شيء

قال الهام لابيها:
- لا ابي اصلا انا اعرف بان عثمان حتى ولو حضرنا له المال الان لن يقبله وزيادة على ذلك انت يا ابي تعاني تشنجات عضلية على الدوام كيف لك بالعمل حبيبي لا تفكر في ذلك واترك امرنا لله

قال الاب:
- ونعم بالله

قالت احدى اخواتها بخفوت:
- استتزوجين منه اختي انه رائع

قالت الهام تخرج عيونها من مكانها:
- مجنونة انت الرجل متزوج كفي عن ذلك

قالت الاخت الاخرى :
- اتمنى فقط لو كنت انا من ستقوم بالعملية ااااااااه

قالت الهام :
- امي بناتك تلزمهن السنة

ضحكت الام فهي تعرف انها تعني بذلك ضربهن على مأخرتهن
فقالت الام:
- طلبك رخيص ابنتي ستجدينهن غذا بعد العملية في اكمل وجه ولن يقلقنك

قالت احدى اخواتها تنظر الى الهام:
- اهذه هي الاخوة و...يا لك يا الهام من ناكرة تحرضين امي علينا

قالت الهام تضحك :
- لو لم يكن ابي حبيبي هنا لفعلتها والله ههههه

قالت الام :
- حبيبتي لا تجهدي نفسك ارجوك

قال الاب السعيد بسعادة اِلْتمام الشمل:
- يا ابنتي لانستطيع البقاء اكثر فقد انتهى وقت الزيارات الان سنذهب باذن الله وفي الغذ سنعود ان شاء الله تشفين صغيرتي

نهض يقبل راسها فقبلت يده المتشنجة
وكذا قبلتها وادفئتها اخوتها بضحكاتهن الرنانة
ووالدتها غمرتها بشتى الدعوات الراقية
ليخلى عليها المكان في الغرفة كليا وتنفرد بنفسها وبدعائاتها لله




***************************




في القصر



بطلب من سعيد كانت عبير قد غيرت ملابسها في هذه الليلة
وارتدت تنورة واسعة من موديل اسباني بعدة طيات في اللون الاخضر الفاتح مع قميص حريري في اللون الاصفر المائل الى الخضرة وحجاب يتمايل في اللون الاخضر من الفاتح الى الغامق
كانت قد انتهت من تحضير نفسها وارتدت حذاءا خفيفا في اللون الابيض
كان سعيد قد ارتدى سروالا من الجينز الازرق الغامق ووقف قربها
ابتعدت لتعطيه احدى القمصان الصيفية الزرقاء الغامقة وارتداه بعد ان اهداها قبلة دافئة
بدأت تستشعر لذة العيش مع هذا الرجل فهي الان تتنعم به ويتنعم بها
والحب يزداد يوما عن يوم

قالت تنظر اليه وهو يغلق ازراره:
- الى اين نحن ذاهبان لم تخبرني؟

قال يبتسم :
- الى مكان ساحر هادئ بعيد عن الجميع لن نكون فيه سوى نحن الاتنين

ابتسمت له تقترب منه ومدت يدها على السنسلة الفضية تعبث بها فوجدت عليها اسمه منقوشا وقلبتها لتجد آية الكرسي العظيمة الكريمة
نظرت اليه وقالت:
- هيا سعيد اعطني عنقك اضعها لك

نظر اليها منحنيا على ملامحها
وكما يقولون في بعض الاحيان لغة العيون تواصل للارواح واعماق الافكار
وضعت له القلادة وكل الحب يتبادلانه في نظرات عميقة صافية من اية مشاكل
قال بصوت ملأه المشاعر :
- لما تبدين اجمل من اليوم المنصرم ؟كل يوم تحلوين فيه اكثر

قالت بابتسامت سعيدة مرحة:
- أتمنى ان ابقى دائما في عيونك جميلة حبيبي

قال يغضن جبينه:
- لما هذا القول ؟؟حبي لك ليس لجمالك فحسب اشياء كثيرة فيك اعشقها
ودائما تذكري دائما وابدا

قبل جبينها بدفئ وضمها يمنحها قبلة على فمها وقال :
- اتصدقينني الان

قالت ولاتزال تلك المشاعر والعواطف العاصفة بينهما جديدة:
- أجل اثق بك طبعا

كانت تشعر بالسقم لانها تكذب على زوجها بخصوص اختها
فتخاف ان يغضب وهي لاتريد سوى ان تعيش معه حياة هانئة دون مشاكل
مفعمة بالحنان والامان

قال يبتعد عنها:
- هيا نذهب فلا اريد التاخر

قالت تاخذ هاتفها من المنضدة:
- حسنا ...انتظرني احمل هاتفي

امسكت ذراعه ونزلا الى اسفل
كانت كل من مليكة وفاطمة تحضران طعام العشاء
فذخل سعيد الى المطبخ يقول:
- امي ساخرج انا وعبير قليلا وسنعود متاخرين

قالت فاطمة:
- الى اين؟

قال سعيد ينظر الى زوجته التي كانت تنتظر ان يتكلم وابتسم عاقدا حواجبه ينظر الى امه:
- امي انها مفاجئة لعبير فان تكلمت حصلت على ما تريد

قالت عبير خجلة من الموقف:
- انا لا ...همست مأنبة ....يا لك من رجل

ضحك على خجلها فقالت فاطمة:
- اسعدكما الله بني

قالت مليكة التي كانت تنشف الاواني التي تقوم الخادمة بغسلها:
- عبير زوجك يحضر لك مفاجئة ها استمتعا فقط لاعليكما منا

قال سعيد يسأل بفضول لامه:
- ما الذي تحضرينه للعشاء؟؟

قالت فاطمة :
- اخبرني فقط ان كنتما جائعان ماذا ستأكلا ابقيا حتى تتعشيا واخرجا

قال سعيد يغمز لامه:
- لا امي...فانا انوي تجويع عبير

فغرت عبير تضحك من قلبها على كلامه

فقالت لامها:
- امي اترين ما ارى ينوي تجويعي امي ...

قال يقترب منها :
- لا ايتها الصغيرة امزح فقط هيا امي عمتي تركناكما على خير سنذهب

قالت كل من مليكة وفاطمة:
- رافقتكما السلامة

عند خرجهما قالت عبير تستفسر بابتسامة مفعمة بالمرح:
- هل تحضر لي طعام العشاء في مكان ما سعيد اخبرني بالله عليك

قال سعيد يستمتع بسؤالاتها:
- ابدا ستعرفين بعد ان نصل هيا

امسكت يده وخرجا معا من القصر
كان الجو في الخارج دافئ عن الليالي الماضية فقد كانت حارة
اخذها الى السيارة الصغيرة السوداء فتح لها الباب وركبت تتوعده بعيونها البنية المكحلة وابتسم لها على حركات وجهها الطفولية
ابتعد يركب وراء المقود فاقتربت منه تقبل وجنته وتربط ذراعها حول ذراعه القوي وتتكئ على كتفه
كان الان في هذا الوقت سعيدا للغاية للتغير الذي هز حياته
لايريد لهته السعادة ان تنتهي في اي يوم
ان يبقيا في انسجام طول الوقت يحبها وقربها يذيبه كالثلج
ولايسعى سوى الى توسيع هذا الحب اكثر فاكثر

قال لها وهو يحرك السيارة:
- محبوبتي اتمنى الا تنامي اريد ان تتفاعلي مع الموقف

قالت عبير تنظر الى عيونه السوداء في الظلام :
- لا عليك حبيبي لا اشعر بالنعاس ابدا

وتحركت السيارة بهما في الطريق لكي يصلا الى .....




*****************



في الدار البيضاء




خرج عثمان من سيارته في بذلته السوداء وقميصه الابيض تحت صدرية
جميلة في الاسود ونظارتيه الطبيتين كان قد انتهى من الاجتماع الذي نوقشت فيه العديد من النقاط المهمة حول ظروف التعليم والمناهج المتبعة عليه
و"الاصلاحات"التي سيحاولون بجهد كبير ان يقوموا بها في المدارس التي تحتاج الى اساتذة جدد

توجه الى الاستقبال في الفندق يسال:
- السلام عليكم الم يصلني شيء ؟

قال مضيف الاستقبال:
- لاسيدي لاشيء

قال عثمان :
- مشكور اخي

تحرك عثمان بسرعة الى المصعد الذي صعد فيه الى الطابق الخاص به لكنه تذكر عائلة الهام وقرر ان لاينزل اولا في غرفته بل ان يتاكد من ان جناح العائلة لايحتاجون فيه الى شيء
ضغط الزر مرة اخرى وصعد المصعد الى فوق ليخرج منه ويتوجه الى جناحهم الكبير
طرق الباب وبقي في الجانب متواريا عن النظر الى من يفتح الباب
فتح باب الجناح من قبل الاب الذي قال مبتسما لعثمان:
- اهلا اهلا بني

قال عثمان :
- السلام عليكم عمي كنت مارا الى غرفتي ففضلت المرور عليكم هل تعشيتم ؟

قال الاب محرجا:
- اجل لقد اقتصرنا على بعض السندويتشات و...

قال عثمان متكدرا من نفسه لانه نسي ان يوصي المطعم في الفندق عليهم
- حسنا عمي انت اذا سمحت انزل الى المطعم في الاسفل اطلب منهم من الاكل ما يشتهي اولادك وانتظرني حضرتك في الاسفل حتى انزل لك ساغير فقط

قال اب الهام محرجا:
- مشكور بني والله هذا كثير خيرك علينا كثير

قال عثمان يبتسم ليزيل الحرج بينهما:
- انت في مرتبة الوالد اتمنى ان احتجت لاي شيء ان تطلبه وتترك الفاتورة في اسمي حتى ادفعها ساذهب الان وسانزل لك بعد ربع ساعة

- حسنا بني
هكذا قال الاب المسكين الذي لايعرف كيف سيستطيع في حياته ان يعوض على هذا الرجل ما يفعله من اجلهم
يشكر الله في صلاته كثيرا لانه فعلا صادفهم مع رجل شهم جدا



في غرفة عثمان



كان فعلا متعبا من العمل
وضع السترة على السرير باهمال واتكأ للحظة على ظهره
انه من جهة متعب من العمل لكن في الاصل تعب الروح تعب المشاعر من التفكير والاشوق اليها من يعذبه فعلا هي
كيف لها هذا التاتير على حياته
انه شبيه بالبئر الذي بدون ماء ليس بئرا بل حفرة عديمة الجدوى
يبقى هو وافكاره انسان غائر في افعاله لايستطيع احد توقع افعاله مهما كان

نهض يفك الازرار الجانبية لصدريته السوداء
وقميصه وانتهى بارتداء جلباب انيق من ثوب يسمى
"الْمْلِيفًَة الحرة للرجال"
في اللون الابيض وسروال في الابيض مع شربيل في نفس اللون كان يحتاج الى الراحة في جميع جسده ويدري انه يرتاح هكذا عندما يحتاج الى الراحة فعلا شيء من اصالة تجدرت في الاعماق دون قياس
بل وزرعت منذ زمن بذرة اعطت جذورا لاتقلع البتة
اصالة مثل هذه في الدماء مع الذكريات تجري

نزل الى الاسفل في بهو الفندق
ليتوجه بعد ذلك الى المطعم الصغير الانيق فيه
وجد ان الرجل الكهل قد اتخذ لنفسه مكانا في المطعم وعندما شاهده حياه من بعيد بحرارة اقترب منه عثمان وانحنى يقبل يده

شعر الرجل انه فعلا لو كان له ابن كبير شديد التواضاع والحكمة والعناية هكذا لكان يفتخر به يوميا
لكن عثمان كان يحب ان يحترم الناس الكبيرين في السن
لانه يعرف ان الانسان يزداد ضعيفا وينتهي ضعيفا



"بنات البارح بالصبح حضرت درس في اداعة الناس والصراحة انصدمت بل فجعت عندما سمعت اللي بيعطي الدرس قال انوا لما كان في الحج حلف انوا سمع احد الرجال يدعي على ابنوا بان تقطع اطرافه ان يحصل له من الامور الشنيعة ما لاتتصورون بهتت
عندما سأله الرجل لما يا فلان تدعي حرام عليك فعل ذلك بهته الطريقة لابنك
قال الرجل الكهل المسكين ان ابنه يلعب الكاراتيه وانه يربطه يكبله وياخذ في ضربه امام جميع اخوته بتلك القوة الشبابية والتجبر وانه يعاني من ضربه حتى الالم
كادت عيوني تفر دمعا
الرفق بالوالدين فإن فقدهما احدنا ماتت روحه ولن ينفع الندم بعد ذلك فلا جنة بلا رضى الوالدين "



قال عثمان ياخذ قائمة الطعام مبتسما ليلطف الجو بينهما:
- سنطلب شيء يشبع جوعنا ...على فكرة هل طلبت لابنائك شيء؟

قال ابوا الهام:
- طبعا بني اخدت لهم العشاء بفضلك والله يا بني لست ادري كيف لي ان اشكرك

قال عثمان فهو لايحب الشكر كيفما كان ابتسم:
- لا ياعمي ولو الامر عادي جدا ليس الا طعاما المهم ان تكونوا جميعكم بخير

نظر عثمان الى القائمة بنظراته الطبية:
- حسنا سآخد لي كبد العجل وسلطة من الخس والطماطم وبعض السمك المشوي ما رايك ؟

قال أبو الهام مبتسما:
- والله يابني افعل ما تراه مناسبا ...اعطني مثلك ان اردت

اومئ عثمان للنادل الذي اخذ طلبهم لياتي به بعد لحظات
وبقي الاثنان في المطعم يتجاذبان اطراف الحديث الذي بعض منها كان عن التمريض وعن مستواه والتطبيب ايضا ودوره في البلاد
وايضا عن التعليم وقطاعه الواسع
وكان الرجل الكهل انسان علمته الخبرة في الحياة من الكثير بينما عثمان علمته دراساته المتعمقة وتعليمه وايضا خبرته في سنوات حياته الشابة الامور الكثيرة ايضا
عند انتهائهم من طعام العشاء:
قال عثمان
- انا ساخرج ان شاء الله

قال الرجل الكهل الذي شعر ببعض التعب في مفاصله وتشنجات في رقبته
- ان شاء الله بني انا ساصعد

عندما نهض كان يظهر عليه التعب بالفعل فنهض عثمان يلتف على المائدة ليساعده

- ساساعدك عمي على الصعود الى غرفتك

ابتسم الرجل في وجه عثمان رغم تعبه
- جزاك يا بني الله خيرا على عملك


عندما اوصله الى جناحه ليتركه في رعاية زوجته طلب منها
إن تعب او اي شيء ان تقوم بالاتصال عليه في رقم جواله فردت بالايجاب اجل
خرج عثمان من الفندق لكي يستقل سيارته رغم قرب المستشفى الا انه يفضل ان يستقلها فهي تشعره بالراحة اكثر من التعب مشيا



كانت الهام قد اتخدت مكانا فوق كنبة بالغرفة
وجلست بحجابها وكامل ملابس الصلاة تتلوا آيات قرآنية تريح بها نفسها من وسوسات الشيطان
كان فوق كل هذا الارباك من العملية في الغذ شبح ذلك الشخص الذي اقتحم حياتها عبر الورود التي تحاول جاهدة ان تخفيها قبل حضور عثمان لكنها تحتفض بالبطاقات كان يبدو لها انه من غير المناسب القائها في القمامة فهي تشعرها بدفئ خاص شيء رومنسي غني بالمشاعر الحساسة التي تشعر المرأة بالزهو لهته العناية السرية وراء الخفاء

قبل ان يدخل عثمان الى غرفتها طرق الباب عليها ثلاث وبعد اذنها تركه مفتوحا ليدخل:
- السلام عليكم

قالت تبتسم :
- وعليكم السلام كيف الاحوال في العمل؟؟ وما اخباره؟

قال يجلس على حافة السرير بعيدا عن مكانها هي:
- انا من يجب ان يسالك عن حالك فغذا العملية؟

قالت تبتسم بتفاؤل:
- الحمد لله على ما كتب لله الحمد لم اشعر بسعادة غامرة كهذه من قبل على الاقل هناك امل في حياتي

قال يجيبها عن سؤالها الاول:
- أنا عن نفسي بخير والحمد لله العمل لم يكن مفرحا كثيرا هناك تعديلات شتى في القطاع قد تكون بالنسبة لي تفوق المقدرة

قالت باهتمام :
- ماذا بالظبط؟

قال بتنهيدة باردة وعلى ملامح ادنى تغير:
- ينوون تغيير المقررات للعام المقبل انا لست ضد الفكرة بل افكر في المساكين الذين تعودوا على تبادل المقرارات بين اولادهم ستكون هذه بداية لمعانات اخرى تسفر عن معانات البنات
على اي حال لايجب ان استبق الامور حتى يحين وقت ذلك...المهم اطمئنيت عليك اتمنى لك الشفاء سوف آتي بعائلتك غذا الى هنا تصبحين على خير

قالت تومئ :
- وانت كذلك

على اي حال لربما هي وهو ماكانا مكتبين لبعضهما
اشياء واختلافات موجودة رغم توافق الافكار الا انها تشعر ان الله فعلا اراد لهما الخير
يبدو لها انسانا بارد قليلا لربما هذا ما جعله لا يحضر معه زوجته
هي لايهمها اصلا وضعه لكن تفضل ان يحبها زوجها حبا حقيقيا لا فقط تعاملا




******************




في الاراضي



بعد ان وصل سعيد وعبير بالسيارة الى احدى الاراضي الخالية التي تم الانتهاء من حصادها
نزل من سيارته وفي ظلام الليل الحالك خرجت عبير من السيارة
اقترب منها يمسك بوجهها بين يديه:

- انظري غاليتي المفاجئة مفاجئة ساربط عيونك وساقوم بتسييرك الى المكان المطلوب حسنا

قالت تبستم والفضول على وجهها وتتملص من يديه لترى وراءه :
- لكن لما ما الذي تخبئه؟

قال بشكل جدي:
- عبير ...

قال تتنهد بهيام في وجهه :
- لا اقدر على زعلك اربطهما وامري لله

جذب شريطا اسود من جيبه وربط لها عيونها واخذ يمشي بها الى وسط الارض المحصودة بتبات وهي تكاد تقع بين الفينة والاخرى لكنه وراءها يركزها لكي لاتقع

قالت عبير بضجر مزيف:
- آآآه عيوني يا سعيد الم نصل بعد اكاد اجن من الصبر

قال يمشي مبتسما لكلامها :
- يا ذكية ابدا لن ازيل الشريط الى ان نصل

وصلا الى مكان وضعت فيه صفوف عالية الى فوق من مستطيلات التبن الرائعة وسلم يرفع الى فوق
قال :
- الان وصلنا ساصعد اولا وعندها ازيلي الشريط واتبعيني

صعد الى فوق على السلم العالي
وترك عبير في الاسفل تحاول فك الشريط وعندما انتهت وجدت الرؤية بعد لحظات فذهلت لطول السلم امامها وجمال الصفوف العالية وابتسمت تتوكل على الله لانها لاتحب ابدا ان ترفع نفسها على سلم ابدا
صعدت بصعوبة وهي ترتجف خوفا ويتظاهر لها انها تفقد التوازن لكنها تغمض عيونها وتكمل الى ان استقبلتها يد قوية منحتها الامل والشعور بالطمئنينة
كانت المساحة كبيرة فقد قام بوضعها العمال بطلب من سعيد في الصباح وهو في العمل في الاراضي الاخرى
شعرت انها تحلم لان شموعا وضعت في كؤوس كبيرة لكي تتجنب اشتعال النار على التبن رائعة ووضعت مخدتان وازار كبير وسطها كان المكان رومنسيا للغاية
ترقرقت الدموع في عيونها لشدة تاترها
وكانت عيون حبيبها عليها طيلة الوقت لايشبع ابدا من ملامحها الجذابة الفاتنة له وحده فهو يراها ليست دات جمال عادي بل خارق لروحه ووجدانه وموجع لاوصاله التي تخفق بنبض قلبه المرتعش

كانت لاتزال تتأمل سلة مليئة بالفواكه المختلفة وصحنين مع ادوات الاكل الخاصة
ظنت مع جمال السماء المترصعة نجوما تتلألأ بجمال رباني خيالي مليئة هي سماء القرى عن سماء المدن بالنجوم
وظنت انها تسبح في الفضاء ولايوجد فيه غيرهما

همس قرب اذنها المغطات:
- جلبتك الى هنا حبيبتي لكي احضى بك بعيدا عن اعين الخلق واجدك سرحت

قالت تنظر اليه بعيون متاترة:
- ما كنت لاسرح لو احد غيرك فعل هذا

ضمت نفسها اليه تقبل كتفه لانه رجلها ووحده من يتوجها ملكة في سماء خاصة بهما فقط
جذبها من يدها واجلسها على الازار الابيض
وهو يقول وقد وضع راسه على المخدة ينظر اليها وهي تتامله:
- افردي شعرك وتعالي قربي فلننعم بهذا لوحدنا

قالت تفك حجابها وتسدل شعرها لتتكئ قربه على صدره:
- ماظننت ولاتخيلت انكم في القرية ممكن ان تكونوا رومنسين الى هته الدرجة

قال يبرهن :
- اولا انا وحدي اعتبريني رومنسيا...ثانيا نحن لسنا قرويين مئة بالمئة لاتنسي حياتي اننا درسنا وتعلمنا واشياء اخرى كثيرة تخول لنا الخروج من القرية والتأقلم مع جو المدينة واهلها

قالت تزيد من ضمه :
- لا والله اريد البقاء هنا ..في المدينة يمكنك ان تحسب النجوم من نافذتك وفي دقيقة وهنا سبحان الله امر جميل حقا اكنت هكذا دائما تاتي الى هنا؟

- لا ....اجل لن انكر في بادئ الامر ما كنت ابدا منسجما مع فكرة الزواج بك ضننتك صغيرة ولاتزال اسنانك مفسودة بالشوكولا و.....كشر...هكذا ضننت انني ساسجن في هذا الزواج بحكم ماضيَّ

قالت وقد شعرت بوخزة الم لانه فكر هكذا في يوم ما فيها ونظرت اليه بعمق :
- افعلا كنت هكذا ؟ اه نسيت اجل كنت هكذا لكن لما فكرت انني سانكد عليك حياتك

قال يلمس شفتها السفلى:
- والله ما ضننت انك ستنضجين الى هذا الحد اصبحتي منذ رايتك هوسي في الليالي وفي الايام كلها

ابتسمت لمديحه فسمعت بطنها تزقزق وضحكت:
- سعيد كنت محقا بانك ستجوعني انهض لناكل

قال يتظاهر بالكسل :
- هيا ...قطعي الفاكهة واعطيني منها بيدك انا متعب انظري الى حالي
اليوم كله وانا اعمل والان احضر جميلتي الى ابعد مكان عن القصر وافعل المستحيل لارضاءها وهي لاترضيني حتى....

قالت تضحك على كلامه:
- هههه حسنا حسنا سافعل تبدو كالطفل الصغير مسكين اشعر فعلا بالحزن على حالك

- الاجدر ان تبكي

قالت تقشر من التفاح والموز وتضع في الصحن :
- لا والله ...ابكي هذا ما ينقصني
مدت له مما حضرت:
- خذ يا مولاي اتنتظر مني ان اقوم باحضار سعف النخل لاريحك من الحر

قال :
- اجل لو سمحتي

ضحكت عليه:
- والله انك مجنون

هز حواجبه وقال:
- بك
فضحكت مرة اخرى فاردفت تبتسم بسعادتها :
- كل حبيبي ...قبلته على خده ....اشكرك عزيزي على كل ماتفعله من اجلي






*******************



في منزل السي محمد




كانت هند مع امها تجلس في غرفة النوم وهما هائمتان في التخطيط للعرس بشكل قوي
كانت هند في هته المدة التي مضت عن اخر مرة رأت فيها زوجها تتصل به فقط
تشعر انه في خطر او بالاحرى هي في خطر ان تلوت عليه تلك الاجنبية الفاسدة لايعجبها ابدا فكرة ان تكون تلك الخرقاء هناك وهو في نفس البيت تكاد تجن لكن فقط بعد الاتصال به تشعر بالهدوء من كلامه معها

بعد ان انتهت من الحديث مع امها قالت:
- ماما ساتصل بعبد الصمد ساخبره بما علينا فعله والى اين يجب ان نذهب لننهي الترتيبات اوف اشعر بالتوتر

قالت الام رشيدة:
- لا ياابنتي لا تشعري بالتوتر الان لايزال الوقت مبكرا على زواجكما فالافضل ان تتريتي وترتبي على مهل لن يهرب فهو زوجك

رفعت هند نظرها الى امها وكانما الكلمات هته افاقتها من موجة الضباب العاتمة التي كانت تغرق فيها :
- انت محقة انه زوجي وليس علي التوتر فلن يهرب ...احبك ماما

ضمتها وتغيرت نظرة رشيدة الى الحزن الذي يملأ نفسها دائما وابدا
- اذهبي الى النوم الان وغذا اتصلي به او في اي وقت اخر الا الان عليك بالراحة

قالت هند مبتسمة:
- محقة امي ....نهضت من مكانها الى الباب واستدارت....تصبحين على خير الخيرات يا احلى الامهات

خرجت هند من غرفة امها فتفاجئت عند استدارتها بصرخة رجولية افزعتها

- واااااا ههههههه

قالت هند الشبه مصدومة:
- من ؟؟؟ ايوب او يا لك من حقير لما اخفتني وثم منذ متى وانت هنا؟؟؟

قال بصوته ذاك مبتسما :
- منذ اكثر من نصف ساعة ومنذ برهة قلت لعمي بعد ان سلمت عليه اين هند ؟؟واعلمني بمكانك وقررت ان اخيفك كما صدمتني بخبر زواجك

قالت هند تنظر اليه بتعجب:
- ومن اخبرك اخاف عينك يا اخي؟

قال يضحك:
- هههه ليست هند من تآمن بالخرافات وعلى اي صلاة النبي على وجهك وحجابك

لمست راسها وابتسمت بافتخار :
- ارأيت يلائمني سبحان الله على اي لا تحزن لانك لم تحضر زواجي فالعرس لم يقم بعد في اواخر الصيف سيقام

قال يمشي معها الى ان وقفا امام غرفتها:
- اذن سابقى وهناك الكثير مما اريد ان احكيه لك على اي تصبحين على خير يا عصفورة الحب لاتنسي ان تسبحي في عالم الاحلام يا سندريلا

امسكت شبشبها واخذ ايوب يجري في الرواق الى ان اختفى تماما
وتركها وراءه تضحك
ومن ثم دخلت غرفتها مبتسمة لانها فعلا تجد انها لا عالم تنتمي له من دون حلمها الابدي
عبد الصمد
عبدوو


*********************


في الدار البيضاء المدينة الاقتصادية للمغرب
وبعد صلاة العشاء



كانت الهام قد طوت سجادتها ووضعت مصحفها على المنضددة الصغيرة لتبدأ في ذكر الله في نفسها وهي تنظر الى منظر الحديقة في الاسفل
كان منظرا جميلا بحيث انيرت ببعض المصابيح اللطيفة الاضاءة وبما انها لم تكن تستخدم كثيرا الا في النهار يبقى في المساء منظرا جميلا فقط

ابتعدت عن النافذة واقتربت من الكنبة الصغيرة لتجلس عليها تنتظر عشاءها
والذي بعد عدة دقائق قامت احدى الممرضات بجلبه لها الى الغرفة
كان عبارة عن حساء بالخضار وبعض الجبن والخبز الطازج
لم تفتح شهيتها ابدا لاتريد ان تعترف بان الخوف يبعثر تفكيرها ويزيد من توترها الكبير حيال ما هو قادم

بدأت في ادخال لقمة من الخبز مرفوقة بالجبن وملعقة لذيذة من الحساء الى فمها لكنها ما فتئت ان تركت المائدة لتجلس على سريرها تضبط المنبه الذي كان مضبوطا على صلاة العصر الى صلاة الفجر
خرجت التنهيدة متحشرجة واتبعتها باستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم لتحرك الازار وتدخل في فراشها وهمت تزيل حجابها لكن الطرق على الباب اوقفها

قالت تتعجب من قد ياتيها في هذا الوقت:
- ادخل

انتظرت لحظة لتظهر لها الممرضة وهي تقول:
- يا انسة هناك من يريد رؤيتك

قالت الهام:
- ولكن الم ينتهي وقت الزيارة واعلم ان عثمان وحده من يستطيع زيارتي في اي وقت؟؟

قالت الممرضة :
- لقد سمح له الدكتور بعيادتك انسة فهل ادخله؟؟

قالت الهام ترفع اكتافها
- ادخليه لكن ارجوك دعي الباب مفتوحا

قالت الممرضة للرجل تفضل سيدي
دخل الرجل الذي كان يحمل باقة ورد واقترب من المنضدة ليضعه
وهنا انسعقت هل هذا هو الرجل الغامض الذي ياتيها بالورود دوما
يا الهي كان رجلا جذابا ومرتديا لجاكيت اسود وسروال جينز ازرق مع قميص ابيض من تحت الجاكيت
بقيت تنظر اليه وقال هو يقترب من كرسي قريب ليقربه من السرير ويجلس:

- السلام عليكم ... ادعى عصام




******************





في وسط الاراضي بنفس الليلة





بعد ان اطفئ الزوجان الشموع حولهما وسبحا في صمت ليلة رومنسية بيضاء
اختلجتها العديد من مشاعر الحب والوله والعشق والتيم
كانت عبير متكئة على المخدة وسعيد ينظر اليها بعمق
ويعبث بشعرها تارة وباكتافها تارة وحتى انه نحتها تحت اصابعه وفصل كل ملامحها بدقة فنان
نهض من سباته ولاتزال المشاعر الاولى في حياتهم الزوجية تفتك به:
- هيا فلنذهب الى البيت صغيرتي

قالت عبير بكسل وجفونها تحت لمساته كانت تنسدل بنعاس لذيذ
- لما دعنا هنا سعيد

قال سعيد محتجا برفق:
- غزالتي رغم انها ارضنا لكن لايجوز النوم هنا ماذا سيقول عنا العمال لن نبدو في شكل جيد ومن ثم انا مشتاق لك جميلتي فلا تحرمينا هذه السعادة

قالت عبير تنهض وتجمع شعرها لتخفيه في حجابها
- حسنا فلنذهب على اي حال من يغلبك

قال مقبلا اياها برفق:
- انت من تغلبينني بدلالك والان ساسبقك لاتلقاك بين ذراعي في الاسفل وانت انزلي بحذر تبدين نعسانة

قالت له تمرر يدها على ذراعه:
- لاحبيبي كنت اتمتع بقربك فقط سانزل بروية لاتشغل بالك ...حسنا اشعر بالدوار لذا تلقاني لن اضمن لك انني لن اسقط اللهم استر

قال سعيد يفكر :
- تعالي ساريك طريقة سهلة ننزل فيها معا بهذا تبقين تحت يدي ولن تسقطي

وهذا ما فعلاه نزل الاتنين وكما لو انهما في شهر عسل في احدى الجزر الاستوائية لكنه فقط عالم جميل يبنيه الحب بعواصفه وبسرعة وجمالية مربكة
دخلا الى السيارة وركباها ليعودا الى القصر في نفس الوضعية الاولى لاتستطيع ان تبعد راسها عن كتفه القوية ابدا




*******************




في الدار البيضاء



بغرفة عثمان


كان عثمان في قمة القلق على نفسه من المشاعر التي بدأت تداهمه من جهة ثريا
فهذا الشوق الذي يكتسح وجدانه ويعصر عروقه ويكويه حتى بات لايفكر في شيء غيرها هي وغير انفاسها وعطرها وصورتها
على ذكر صورتها هو لم يستطع ان يمسح الصورة من هاتفه
فهو كلما اشتاق لرؤيتها اكثر نظر لصورتها فتزيده لوعة واشتياقا
اما من حل لهوسه بها الن ينتهي هذا الاحساس قربها بهذا الشكل؟
لكنه يوما عن يوم يظهر له ان بها شيء ما لايفهمه شيء مبهم للفهم اصلا
يبحث في اثارها ويحفر في اعماقها عبر ما كانت معه وعليه في زواجهما ما هو ذلك الشيء الذي يحيط بها
اهي الصراحة ؟هل يمكن ان تكون صريحة معه؟
لا يا عثمان انها امراة تزوجتها وخدعتك لتحصل على شهادة زواج تخول لها بعد الطلاق التحرر والحياة بحرية وكانها كانت في الاصل شريفة
هو الرجل الصبور القنوع الذي يتفهم المرئ قبل نفسه وهادئ حتى الموت
يجد انها منذ اول ليلة معه غيرته كليا بل اشعلت فيه نيرانا
لاتنطفئ
ايمكن ان اكون في صدد حب مجنون لها ؟
هذا غير معقول انا لست من يضعف لست من يخنع لامراة مهما كانت فلتبقى كما هي لن اطلقها ولن اطلق صراحها فلتتعذب هذا سيكون في مكان السلوى بالنسبة لي

بعد لحظات دخل الحمام ليستحم وبعد خروجه منه يلف على خصره فوطة سوداء
جلس على السرير ليحمل الهاتف كالاحمق مرة اخرى
نظر الى صورتها بامعان يحب منظرها كالبريئة النائمة لكنه يكره كذبها يكره ان تكون خائنة وهو المصاب بالعمى يسامحها منذ متى وهي فاقدة لعذريتها من يتبت له انها لم تقم علاقة مع احد
اضطرب فكه وصر على اسنانه بصرخة قوية يدفن على اثرها الهاتف في الفراش ولكنه بعد ان هدئ واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم
اخذ الهاتف مرة اخرى لكن هذه المرة
فقط لانه تذكر بانها لم تعطه رقم هاتفها الجديد الدافع لجرحها يدفعه لسماع صوتها لخلق الاضطرابات في نفسها مادام هو في محل التاتير القوي عليها

رفع الهاتف في اذنه نظر الى نفسه في المرآة سهوا ومن ثم غير نظرته الى مكان بعيد وانتظر يسمع صوت الهاتف يرن




في القصر وبعد ان دخل كل من عبير وسعيد الى الردهة ووصلا الى نصف الدرج رن الهاتف وهو يلح عليهما قالت مليكة متأففة من الاسفل ليرد احد
تركت عبير يد زوجها الذي قال بنفاذ صبر:
- عبير دعيه ليس الوقت ....

غمزت له :
- اذهب لن اطيل الكلام ساعرف من يكون فقط وآتي حالا

نظر اليها سعيد متوعدا فابتسمت له وهي تقول حاملة الهاتف:
- الو قصر عائلة المنصور من معي؟

رد عثمان بشيء من التحفظ:
- اهلا كيف الاحوال انا عثمان

قالت عبير في نفسها الحمد لله انني من رد:
- اهلا اخي كيف الاحوال هناك هل انت بخير؟؟ الكل بخير هنا

قال وقد عرفها من صوتها :
- مشكور يا زوجة اخي اجل انا بخير الحمد لله مادمتم بخير المهم كنت اتصل لتصلوني بثريا

قالت عبير بغباء:
- اختي؟؟؟

قال عثمان:
- اجل هلا اخبرته باني اريدها على الهاتف لو سمحت

الان جاء دورك ياعبير يالله ما العمل اعرف انني لن اتورط مادمت اهيء لهم انني لا اعرف شيء لكن ان كشفني من صوتي
قالت بهدوء قدر ما استطاعت:
- اااه ثريا ...لقد سافرت الى افران وقالت بانك انت من اعطيتها الاذن بذلك لقد ذهبت كما قالت لتجلب شهادتها من الجامعة هناك

امتقع وجه عثمان غضبا عاصفا لو كان بردا لاصبح اعصارا ولو كان بحرا لاصبح طوفانا لو كان سحابا لانقض عليها سواعقا تنسفها من الوجود
ولو اصبح جبلا لانفجر بركانا وحمما تكوي حرارة

كان الصمت يعم على الارجاء قبل ان يقول عثمان اي شيء قالت عبير:
- عثمان انت معي انت تعلم اليس كذلك؟؟

اضطرت لتعرف جوابه هي الاولى في حالة كانت هناك اية مشاكل ستحصل قد تتلقى لها قبل اي شخص لانها اختها وستدافع عنها بكل كيانها

سمعت صوته متهدج من الغضب وهو يحاول ان يمسك نفسه على رمي العالم بقنابل ذرية فيشعره بالدمار في قلبه
- انا هنا ....بالطبع اعلم والا لما اعطيتها موافقتي كنت اسال لربما كانت لم تسافر بعد...مادامت سافرت اعطني عنوانها اذا عرفته؟

قالت تفتي عليه العنوان بصوت خلته من الارتجاف الذي هز قلبها فقال بسرعة :
- اشكرك عبير المهم ان سالك احد عني فاخبريهم انني بخير


اقفلت الهاتف وقلبها بين اضلعها ينبض بقوة ما الذي فعلته بتنفيذها لكلام اختها كانها حكمت عليها بالحكم شنقا او بالاعدام
ياربي مادام وافق كلامها كما قالت لربما لكي يستر لانها ابنة عمته لكن
ما سبب قبوله على تستره عليها لربما ياعبير يحبها ؟؟
لا لا لا تذكري كلام ثريا لقد كان تصرفه معها سيء هذا يعني انه قد ينتهي بقتلها يا ربي هو لايصدقها وما فعلته سيثبت عليها تهمة الخيانة حتى ولو لم تكن بالجرم المشهود

صعدت الى جناحها وازالت حجابها وهي تفكر وتفكر لكن هذا لم يجعلها تغفل عن زوجها المنتظر على احر من الجمر يجلس وقد كان نازعا لقميصه فاقتربت منه تجلس في حضنه وتضم نفسها اليه لتجد بعض العزاء والدموع تكاد تخرج مهددة الوضع بالانهيار تحت ضمة سعيد الحانية دفنت راسها في كتفه القوية وانستر جسدها الغض في ضخامة جسده وكانها تحاول التملص من عيون الذئب الحمراوتان اللتان تتربصان بها بين الظلال وهما في الاصل لضميرها المعذب



كان عثمان في احدى قمم افكاره المجنونة
لايستطيع ان يتحرك ولا التفكير في شيء غير نوع العقاب الذي سيلحقه بها ان ذهب اليها بقي هكذا وعلى هذا الحال لايدري الى متى؟؟



**********************



في احدى الفنادق الفخمة
بمدينة افران المغربية



كانت ثريا مرتدية لبيجامة بسروال وردية وتحقق النظر الى مرآة الحمام في ملامحها البيضاء المريضة
هالات حول العيون وقيء على الدوام
ودوامات دوار تداهمها في الصباح وبعض الاوقات الاخرى
شعرت بالياس من هذا الوضع
ذخلت الى داخل الغرفة التي تحتوي على شرفة كبيرة
شعرت بالبرد ""رغم انه الصيف لكن البرد في اوصاله فقط"" فذهبت اليها لتغلقها وتسدل الستائر فهي تنوي النوم طويلا ولاتحب ابدا الضوء في الصباح والذي يجعلها تنهض بسرعة وتكدر من النوم
اقتربت مع تضارب الزهري على جسدها والاحمر في شعرها الى السرير الذي يحتوي على شرشف اسود وابيض راقي في صنعه وخفيف
لكنها شعرت بالبرد يسري في اوصالها منه
لدى نهضت متأففة وتعبة بالفعل الى الخزانة التي تحتوي على اغطية اضافية للمساعدة في حالة احتاجها البعض
واخدت واحدة منها فسقطت من يدها التي تشعر بها اصبحت كالرغوة لاتستطيع امساك كأس حتى دون ان تكسره
فرشت الغطاء باهمال واندست تحته ولم تستطع النوم والضوء الخافة في الغرفة مطفئ فتركته مضاءا
تنعم بهته الراحة الان التي فعلا لاتريد لاحد بان يكدرها

بعد ان زارت المستشفى بعد وصولها الى هنا وجدت صعوبة في التعامل معهم فمظهرها الجديد جعلهم يتحرون عنها بشكل محرج لكن الدكتورة المعالجة الخاصة التي عالجتها من قبل هي من اثبتت انها هي ثريا فقد رأت بطاقتها الشخصية والتي رفضت ثريا ان تريها الى الدكتور فصورتها فيها لاتزال بدون حجاب لدى تفكر في تغييرها بسرعة
بعد ان تحدثت الى الدكتور اي المدير في المستشفى
اكد لها انهم سيحاولون البحث بشكل اعمق وسيتم ابلاغها وارسال الملف اليها في الفندق تحت طلب منها
وبعد ذلك بمدة ارسلوا لها الاوراق التي ما ان راتها حتى ضمتها اليها
وبفرط مشاعرها المظلومة اخدت تجهش في بكاء مرير ولم تكن من عادتها هي القوية ابدا الخضوع لهته الحساسية
تعبها ما ترك لها القدرة على المشي مطولا او حتى السياقة بشكل جيد
التعب لفها كلها وهي تفكر في زيارة الطبيبة في اقرب وقت من يعلم ما بها؟؟؟
تخاف من ان تكون تعاني من مرض ما تتمنى من الله ان يشفيها من تعبها هذا دون حاجة الى الطبيبة



*********************



في الدار البيضاء




في غرفة المستشفى التي تقطنها الهام
بعد ان ذكر اسمه لم تعرفه على اي حال انه غريب فما باله يحدق بها هكذا وماباله يهديها الزهور على الدوام وهته الليلة انها الليلة التي تليها العملية لما بالضبط هو هنا لما ؟؟؟ ما الذي يريده منها بحضوره؟
ويريدها ان تعتبره صديقا لكن ما هي المناسبة؟
اسألتها اخدت ترج في راسها كالرجاج وتحرك راسها يمينا وشمالا لتزيلها وتقول:

- من تكون حضرتك انا لا اعرفك ابدا وانا متاكدة واصلا ماهمي في اسمك اسفة ان كنت ابدو فضة لكني اتمنى ان تخبرني سبب وجودك في غرفتي؟

قال عصام بصوته الواثق وهمته الشامخة:
- انا المتبرع بالقلب

نظرت اليه بدهشة ومن ثم انحدرت عيونها الى اسفل حرجا لانه هو من سيهديها قلبا لكن هو كيف سيعيش؟
قالت بحرج:
- انت سيدي ستعطيني قلبك لماذا ان كان قلبك سالما لما تريد الموت؟

ضحك لانها فهمته خطا رغم انها اول مرة يضحك هكذا بعد وفات اخته:
- لا يا انسة الهام انا كانت لدي اخت توفيت ودفنتها منذ ازيد من اسبوع
ولذلك اتيتك لاخبرك بكامل القصة

قالت تسترجيه المتابعة:
- تفضل سيدي

قال ينظر الى الفراغ بدل ان ينظر اليها:
- ما هنالك انني السبب في موت اختي من احدى النواحي هذا موضوع لا اريد التطرق اليه لكن ما سبب حضوري والتفكير في التبرع لاحدهم به
فقط سعيا في سعادة امي

قالت الهام لا تفهم ما يعنيه:
- هلا شرحت اكثر

قال يمرر يده على وجهه من التعب:
- يا انسة انا الان اتبرع لك بقلب اختي قلب اغلى النساء على قلبي وارقاهن درجة رحمها الله ....اريد منك ان تقبلي دعوة على حسابي للذهاب الى مدريد في فترة نقاهة لا لشيء غير ان تشعر امي ببعض العزاء وان تتوازن نفسيتها وبعد ذلك عودي الى بلدك بامان ....قبل ان تقاطعيني ...اعلم انك استاذة في قرية اعلم عنك الكثير ولولم احقق في اي مكان سيقع قلب اختي لما وافقت ...ادري ان لديك التزامات مع عائلتك المحتاجة لكن صديقيني لن يعدوا ان يكون الامر سوى عطلة تقضين فيها فترة نقاهة راقية تليق بك ....سيشرف على حالتك فيها احد الاطباء المختصون وهو تونسي الاصلية اتمنى ان تقبلي...لكن فكري في كل كلمة قلتها انا بعد موافقتك سارتب امور السفر على حسابي فانا اسباني الجنسية ويخولني ذلك الكثير من الميزات

في البادئ صدمت لرؤية صاحب الورود والان تعرفت على صاحب الورود لكن لم تكن تدري انها ستصدم اكثر من هذا هو من يتبرع بقلب اخته لها وهو ايضا من يهديها رحلة نقاهة في اسبانية
لكن لما؟؟؟ فقط لانه يريد اسعاد امه غير معقول الهذه الدرجة اصحاب المال يشترون السعادة لاهلهم
الان هي توغلت لايمكنها ان ترفض العملية فهي فضل من الله وايضا لايمكنها ان تنكر الجميل الذي قدمه لها عثمان
لا وايضا لايمكنها سوى ان تشفق عليه على عصام فلو ماتت لها اختها لاسامح الله لكانت جنت اما هو فقد تبرع بقلبها لها هي لتعيش
مشاعر مختلطة ومتنافرة جعلت طابع الخير فيها يغلب على طابع الحذر
وقالت بهدوء وتفهم:

- اتفهمك سيد عصام يمكنني ان اقبل عرضك مادام ليست البلاد بعيدة ومادام من اجل امك لكن ان انا وافقت مبدئيا فهناك والدي وامي وان وافقا فساذهب معك

- مشكورة يا انسة الهام اعرف انك لن تندمي على اختيارك هذا

عندما رمى عليها السلام خرج وبقيت هي للحظة تخرج من قوقعة سداجتها لتقول :
- لكن كيف لي ان اتق به
نهضت من مكانها واتجهت الى مكتب المدير في هته الساعة لتساله
وحمدت الله لانها وجدته وطرحت عليه ما حصل معها واكد لها كلامه وانه فعلا انسان جيد ونبيل ومتاكد هو من هويته ومن عمق مشكلته

حسنا الان عادت الى غرفتها واقفلت الباب واستلقت تطفئ الضوء في الغرفة لتسبح في افكار مأرقة لنفسيتها التي من المفروض ان تكون مرتاحة





******************


في اليوم التالي


في منزل هود




كانت في هذا الصباح الجميل قد استفاقت باكرا اخدت الشراشف في البيت والزربية التي ينامان عليها وبدات في ضربها بعصى خشبية لتنفت عنها الغبار
وهي تحت نظرات هود
هذا الاخير الذي لم يستطع ان ينام بسهولة اجل هي بين ذراعيه والحياة في قمة الحلاوة لكن ماذا بعد افشاء السر الذي يخنقه ويعذبه انواع العذابات التي لم يسمع بها من قبل ؟؟؟
هو ضميره الصاحي لهذ الوضع ما يدفعه الى ان يفشي السر ومهما كان رد الفعل سيتقبله سيحارب سيفعل المستحيل وسيستعيدها من ضياعها
كانت حالمة وهي تنفث الغبار وهي تشعر بالسعادة تكتسحها مع زوجها الذي يضفي الان على حياتها شتى الاحاسيس التي لطالما افتقدتها

ابتعدت من مكان حبال واقتربت من المنزل ومرت قربه حيث يجلس على العتبة فامسك يدها بلطف يغمرها بقبلات دافئة وقال:
- اريد ان اكلمك

كانت ابتسامتها بريئة جميلة صافية

فقالت تانبه:
- هود لا يوجد كلام قبل الافطار هيا تعال ساضعه الان

على مائدة الافطار لاحظت انه يتاملها
ولم تكن شاعرة كم الوجع في صدره لانه للان لايدري تقبلها لما سيقوله
قالت باهتمام:
- ماذا بك هود؟ ما الامر لما لاتاكل؟

قال يريد ان ينهي هذا الموضوع بسرعة:
- اعرف قصتك عندما كنت صغيرة

قالت تنظر اليه بصدمة:
- ما..ما ذكرك في هذا ؟...

قال يبعد نظره :
- لانني اعرف كل شيء بالتفصيل ...اعرف انه كانت لك اخت صغيرة في سن الثالثة وفقدت وظننتم انها لربما ماتت

قلبها يركض بل النبض فيه اصبح شبيها بقطعان ثيران حامية:
- انا لا اعرف لما تذكر الامر يا هود؟

- كنت مراهقا في ذلك الوقت ...لي ام واحدة وانا وحدي من يعيلها كنت اعمل عند احدهم ...
((كان يِعصر مع كل كلمة يخرجها لانه يدري انها ستكون النهاية قبل البداية))
...كان رجلا ثريا شجاعا على الفقراء يهب وينهب كان يستغل ضعفي و...في الحقيقة والدك عندما قال انها ماتت كذب عليك فلقد كلفني بخطفها وانتم في السوق ووالدك العربي كان موافقا على ذلك تقاضى المال عليها وذهب ...بعد ذلك بمدة البسني تهمة ادخلتني السجن دفعت الثمن دون ان ادري.... لقد دفعته

نهضت من مكانها تترنح واستندت على الحائط عندما رآها هكذا في هذا الحال يعتليها ارتجاف مهين والجرح غائر ويغور ثقب اسود يزداد سوادا والالم ينهش وينهش حتى ضنت ان قلبها بجرح الحبيب سيقتلها في مكانها لكنها لم تمت وهو يحاول ان يهدئها وقد اخدها بين ذراعيه
لكنها في انتفاضاتها ابعدته عنها كما لو انها تراه لاول مرة ترنحت في خطواتها امام عيونه الجريحة
اقتربت من مكان جلبابها وحجابها ارتدتهما بايد مرتجفة لكنه قبض على ذراعها يديرها اليه

- لاتذهبي ارجوك انا لم اكن في وعيي ..يا الهي كنت مراهقا فحسب..
لقد استغلوني وسجنت دفعت الثمن مضاعفا لو تدرين

صرخت فيه بحدة:
- ابتعد عني ....ابتعد عني كنت اعاشرك انت وغد حقير ...اختي حية وانا لا اعرف كنت تعاشرني وانا من ..من كنت وفية لك بينما انت خنتني ...انت السبب في بعادي عن اختي كل هته السنين واعيش معك اخونها وتخونني ....اكرهك.... اكرهك ....

خرجت من البيت تجري وتبعها بكل قوته استدارت اليه :
- لماذ تتبعني هود دعني وشاني؟؟؟

كان صراخها يطعنه في قلبه ويجرحه بعمق لكنه بقي تابتا لا يشعرها بادنى احساس فقال:
- انت زوجتي ولي الحق في معرفة مكانك

قالت تكاد عيونها تدمع وتخونها هي الاخرى وهي تنظر الى الرجل الذي احبته بكل كيانها يدمرها ولايعرف شيء الان سوى ملكيته:
- دعني

ابتعدت عنه تشق طريقها وسط الارض ولايزال هو وراءها
وهكذا بقيت هي تمشي بكل سرعتها وهو يتبعها الى ان وصلت الى بيتها حيث العربي
ما كان يستطيع هود ان يتكلم او يقول اي شيء الا ان ينظر اليها وهي تبتعد عنه ولاحظ اخيرا انها عادت الى بيتها لكنه عندما تبعها وجدها تدخل الى بيت الياسمين وطرقت عليه بخفة لكن لم يجبها احد استدارت وعيونها سبحت في فوق وكل الالام تجرفها الى نهر الجنون لكنها خرجت وهي تنظر اليه بكره :
- ماذا الان ؟؟الا تسمع ابتعد عن طريقي يا هود

ابتعد منخور القوى مجروحا مئات الجروح البليغة عن طريقها لكن رغم ذلك تبعها
وتوجهت الى السوق حيث يعرف الياسمين هناك العديد من النساء والرجال واخدت تسال لها عن عنوانها الى ان تمكنت من معرفته
اتخدت لها طريقا الى بيت الياسمين ولكنها توقفت لتستدير وتطالعه باحتقار:
- هود ...توقف عن متابعتي ..فآخر المطاف هنا ..ساذهب الى الياسمين وسأطالبها راجية ان تساعدني في معاملاتي... طلاقي منك نلتقي عند العادل

ماهذا الذي تقوله كاد ان ينحر اليوم من نظراتها لكن طلاق لا ...لا يجب ان تتركه وهو يذوب في هواها

وابتعدت تكمل طريقها بين البيوت المتراصة وسمعته يقترب بسرعة الى ان اوقفها وهو يمسك اكتافها يألمها والالم في روحه اكبر من ذلك:
- انا ابدا لن اتخلى عنك انت الوحيدة التي اعادتني الى الحياة واعادتلي عقلي ارجوك انا احبك.... حياتي

ابتعدت عنه لتقف امام البيت
الذي كان حوشه مزين بشجرتين جميلتين وارض متربة
واقتربت منه تطرق الباب وتبعها هود ببطء الى ان وقف وراءها
- جميلة ايهون عليك كل الحب الذي تشاركناه

ارتجفت لكلمته لكنها غير قادرة على مسامحته
سالت الياسمين من الداخل :
- من ؟

قالت جميلة بصوت مخنوق بحيث ابتعد هود الى الوراء ونظراته على ظهرها المتشنج :
_ هذه انا ياسمين... انا جميلة

فرحت الياسمين بسماع صوت من صديقتها التي تحبها وتعزها كثيرا وارتدت حجابها لتفتح الباب وتصدمها جميلة بدخول عاصف واقفال للباب بقوة
وعندها انهارت من كل تلك القوة التي كلفتها الكثير بين ذراعي صديقتها
على الارض

هود كان يشعر ان الدنيا باتت تنهار من حوله لذا فضل ان يعود الى بيته حاليا الى ان تهدئ عسى ذلك ان يعيد المياه بينهما الى مجاريها






***********************





في هذا الصباح العليل ايضا

في افران





بدات تستعيد ثريا عافيتها عن البارحة فاذا بها اخدت لها حماما دافئا يريح جسمها من الحمى اللتي بطشت بها الليلة الماضية
وارتدت لها عباية من عباياتها وجلست قرب المرآة تحاول ان تخفي امام نفسها ظلال عيونها بالماكياج
ولترفع لنفسها المعناويات ايضا
فالآتي صعب رغم سهولته ان تعطيه العذر وان تريه الاوراق يبدو لها حملا ثقيلا ايضا رغم انه سيريحها لكن لاتدري لما لديها شعور غريب ....
وضعت يدها على فمها ونهضت بسرعة الى الحمام لتفرغ ما في بطنها الفارغة من مرار
وشعرت بهوان في جسمها مرة اخرى واستغربت انها استفاقت حتى التاسعة رغم انها لا تتعدى الثامنة وايضا فوتت صلاة الفجر وهذا ليس من مراسها ولا عاداتها
كانت تشعر بالم في ظهرها نهضت لتنظر الى نفسها في المرآة بعد ان غسلت وجهها ووجدت ان عليها اعادة الماكياج الساتر للعيوب مرة اخرى
عند انتهائها من ذلك
اقتربت من الشرفة المطلة على مجموعة جبال جميلة هذه هي افران موضع ثقة اذا مااردت زيارتها والتمتع بمناظرها
لاحظت ان هناك شتلة جميلة في الشرفة ذهبت الى المنضدة حيث قنينة الماء وقامت بسقيها وفتنها رائحة التراب الذي جلست على ركبها لمدة لاتدري مهيتها واخدت منه في يدها تشمه وكما لو انه يعيد الى عروقها الدم من جديد

بعد لحظات نهضت من المكان ونفضت التراب من يدها ودخلت الى الغرفة وامسكت بسماعة الهاتف لتقول:
- السلام عليكم من فضلك هلا اصعدتم اكلي الى هنا لااستطيع النزول فانا متعبة قليلا ...احضرولي بعض البيض اريد ان يكون نصفه نيئ ...اجل وبعض اللحم المقدد .... هل انقضت الكمية لديكم؟؟؟... لا ارجوك من الضروري جدا جدا ان يكون ....يمكنكم تدبر الامر حسنا وبعض الشاي اريده مرا بدون سكر لااريد سكرا في اي شيء ترسلونه ....ارسلولي امرأة من فضلك زوجي لايحبد ان تخدمني غير النساء...مشكور

تنهدت وجلست بعد اقفالها للسماعة
وبعد لحظات نهضت في انتظارها للخادمة التي ستحضر الطعام كانت متلهفة له بشدة لاتدري متى كانت لها هته الشهية الغريبة
امسكت شعرها الاحمر الكث وجمعته على شكل كعكة كبيرة في الخلف وسمعت طرقا على الباب ففتحته لتدخل المرأة فقالت ثريا:
- اتبعيني من فضلك هنا في الشرفة شكرا لك... اقفلي الباب وراءك

بعد خروج المرأة جلست ثريا مبتسمة لهذا الاكل الذي لاتدري لما اشتهته بهته الطريقة ولاول مرة في حياتها تحب الشاي مرا منعدم السكر تلذذت لفترة بطعامها الا في لحظة توقفت بعد ان مرت اللقمة من حنجرتها بسلام ولاتدري حدس سيئ اشعرها بشيء غريب التفتت الى الباب
وكانت صعقتها قوية بحيث نظرت الى عثمان يقف رابطا ذراعيه ومتكئ على الحائط بتراخ حتى نظرته التي رمقتها حمراء كانت مختلفة عن العادة لانظارات
قميص على اكتافه مهمل
وسروال كلاس رمادي وشعر يمكن ان نقول عليه اشعث
همست في مكانها وضغطها في ارتفاع دائم:

- عثمان...



يتبع............

 
 

 

عرض البوم صور Jάωђάrά49   رد مع اقتباس
قديم 26-11-09, 11:23 PM   المشاركة رقم: 249
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 74713
المشاركات: 201
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام هنا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام هنا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم جوهرتي الحبيبه
وش هل القفله الله يهداكي انا جالسه انتظر عثمان وثريا ولما يلتقوا توقفي كيف نعيد الحين بس لعيونك نتظرك حبيبتي
سلمت يداكي عن جد كل بارت بيثبت مدي براعتك في تصوير الاحداث وجمع كل الشخصيات مع بعض
الي فهمته اللحين ان هند تصير اختها لجميله
منتظرين نعرف كيف هتنتهي علاقة عصام والهام يارب تعوضه عن كل الي قاساه وتكون سبب لرجوع السعاده لحياته
هند وش راح يكون ردة فعلها بعد ماتعرف انه اهلها ليسوا اهلها الحقيقين
منتظرينك حياتي كل عام وانتي بخير وعساكي من عواده

 
 

 

عرض البوم صور ام هنا   رد مع اقتباس
قديم 27-11-09, 12:45 AM   المشاركة رقم: 250
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة
مشرفة روائع من عبق الرومانسية
كاتبة مبدعة
سيدة العطاء


البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148401
المشاركات: 25,150
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسن الخلق تم تعطيل التقييم
نقاط التقييم: 137607

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسن الخلق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Jάωђάrά49 المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Congrats

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
صباح معطر بالجورى و ملىء بالتكبير و التهليل ينعاد عليكم يارب
افتكرتك هتخدى النهارده اجازه بسبب الوقفه و التجهيزات ..... بس انت تحديتى الصعوبات و نزلت البارت و تستاهلى اكبر تحيه على التزامك و جديتك

زى ما قلتى الجزء النهارده قنبله و خالف كل التوقعات انا عن نفسى هبطل اتوقع احداث تانى

الهام .... كنت حاسه انه عصام الى بيبعت الورد بس اعتقدت انه يعرفها من زمان اما حكايه التبرع بالقلب كانت مفاجاه و كمان سفرها معاه اعتقد هيكون فيه تغيير كبير فى حياه عائله عصام بسبب الهام
عائله الهام انوجع قلبى على حاله عجز ابوها و قله حيلته يارب يشد من ازره و يعينه على تربيه اخواتها
اهم حاجه فى الدنيا بر الوالدين و ما يعرف قيمتهم الا الى انحرم منهم يا رب يخلى ابائنا و امهاتنا و يحرم وجوههم على النار امييين
اكتر حاجه بحبها فى عثمان هى التزامه و احترامه للكبير و مراعاته لشعور الضعيف

سعيد و عبير .... الله يديم عليهم السعاده و الله تعبت لحد ما عرفت المفاجاه ههههههههه تنائى استثنائى

ايوب .... حمدا لله على السلامه يابطل يا ترى جايب معاك اخبار ايه ؟

هود و جميله .... المفاجاه الكبرى عكس ما توقعت يمكن عشان انا رافضه ان العربى يكون اب لجات الى هذا الافتراض لكن للاسف عرفت دلوقت ان هند اخت جميله لكن مش بنت السى محمد .... افهم من كده ان ابوها باعها له و ان سى محمد زوجته لا تنجب اصلا بس كده هندخل فى مشاكل كتيير و حاجات كتير هتتغير ربنا يستر على هند و عبد الصمد

ثريااا .... اجمل مفاجاه ثرياا حامل صح ؟ اوعى تقولى لا كل حاجه واضحه
وكمان جابت الورق يا فرحتى جيت فى وقتك يا عثمان يا رب يتصالحوا بقه
و ترجع معاه ثريا معززه مكرمه بس نهيتى الجزء عند موقف قاتل حاسه انى هعيط

شوفى باه يا ستى بالنسبه ليوم الاثنين طبعا سماح ده عيد و كله زيارات و سفر و مش معقول هتكتبى لازم تتفرغى لحياتك الشخصيه و ان شاء الله هستناكى يوم الخميس مع جزء جديد بس بشرط يكون طويييل
سلاااااااااااااااااام

 
 

 

عرض البوم صور حسن الخلق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رجال في مزرعة العشق والهيام دمر شموخهم الغرام, سعييييييييييييد المنصور, عثمان المنصور, عثمان المنصور الأعمق والأغرب والأرقى.. شكرا جيجي, عثمــــــــــــــان ومعشوقته ثريــــــــــــا, عبد الصمد المنصور
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:27 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية