لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-09-09, 05:17 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الرياض



أحــد الفنادق



30 : 1 ظهراً



أرح جسده المنهك على الأريكة .. خلع شماغه عن رأسه ثم نظر إلى ساعته .. وضع يده على عينيه و استرجع أحداث الاجتماع ..نقاشه الحاد مع جده و أعمامه ..موفقه الأخير مع فارس ، تنهد في حرارة وهو ينهض من مكانه ..توجه إلى الثلاجة الصغيرة ..فتحها وأخذ منها زجاجة مشروبٍ غازي .. رشف منها رشفة ..



ثم رفع بصره بحدة إلى صوت أثار حواسه.. كانت شاشة هاتفه تضيء و رنين معتاد يملأ الجناح.. توجه إليه بصمت .. نظر إلى الرقم ثم قطب حاجبيه في ضيق و تجاهل المتصل .. سار إلى النافذة الضخمة ، أدخل يده في جيبه و أخرج محفظته ..فتحها و عيناه معلقتان بالخارج .. أخرج منها صورة و رفعها إلى مستوى بصره ثم تأملها بصمت ..



.




رجل وقور بلحيته الكثيفة في العقد الخامس من عمره .. قمحي البشرة ذو عينان سوداوان وشعر أسود قد خطه الشيب.. و لمحة حزن بسيطة تومض في ثنايا ابتسامته ..



.




تركي ..علق بين ذكرياته ، ينتقل بسرعة من واحده إلى أخرى و .. انتفض جسده .. التفت إلى الوراء بسرعة و عندما لمح ضوء شاشة هاتفه ..تنهد بارتياح ..



~ رسالة جديدة ~



أعاد الصورة إلى مكانها ثم عاد إلى هاتفه و فتح الرسالة ..قرأها .. ثم ابتسم بسخرية شديدة و مسحها مباشرةً بلا مبالاة .. ضغط على أحد المفاتيح و أخذ يبحث في قائمة الأسماء حتى وجد ما يريد.. ضغط زر الاتصال ..و لم تمر ثانيه ..حتى قال: ألو .. هلا يا أبو رائد..




@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض



فيلا أبو ياسر



00 : 4 عصرًا




ألقت عروب نفسها بين ذراعي شقيقها الذي كان بانتظارهم عند مدخل الفيلا وهي تهتف بوجع : ياااااااسر ..



احتوها بكل حنان و هو يتبادل مع والده نظرةً حزينة , كم شعر والدها بالراحة عندما علم بفسخ تركي للخطبة , لو كان هذا الأمر قبل يومين من الآن لكان الوضع مختلفا * الحمد لله , الحمد لله على كل حال * رددها داخله وهو يتابع ببصره ابنته التي ابتعدت عن شقيقها الذي قال بحنان : عروب , خلاص يا قمر ..



حنانه دفعها لتنفجر باكية وهي تهتف محاولة إفهامه : ما أقدر , ما أقدر , ياسر أحس روحي تطلع مني كل ما تذكرت اللي صار, ما قدرت أمنعه ما قدرت , أنـ , أنا الغلطانه , ربى قالت لي لا تنزلين لكن أنا اللي سفهتها و سويت اللي فراسي , أنا الغلطانه , أنا الغلطانه ..



رد عليها بحزم : لا , الغلط مو غلطك , أنا راح أدّور و أعرف كيف دخل الحديقة , أكيد في أحد مدخله ..



احتضنت نفسها و أكملت تحدث نفسها بندم : ليتني ما نزلت , ليتني ما نزلت ..



ربت على ظهرها وهمس : عروب خلاص , اللي صار مكتوب , ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) , هذا ابتلاء, اصبري و احتسبي و تذكري ( إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه فمن رضي فله الرضا و من سخط فله السخط ) ..



هدأت نفسها قليلاً وقالت بصوت متهدج : و نعم بالله ..



التفت إلى الشرطي الذي يشير إليه بيده ورمقه بنظرة صارمة ثم التفت إليها متسائلا : مستعده ؟؟ ..



حالما سمعت سؤاله وانتبهت للرجل الواقف بزيه الزيتي المثير للرهبة قبضت على ذراعيه بخوف, قبض على يدها بيده الحرة وقال : استعيني بالله , أنا و أبوي بجبنك , طالما إنك واثقه من نفسك و انك ما سويتي شي غلط لا تخافين ..



أومأت برأسها و هي تتابع ببصرها والدها الذي شق طريقه مع الشرطي وهمست: إن شاء الله ..



سار بجوارها مستحثا : يلا ..



وقف الشرطي بعيدا ودخل والدها المستودع حيث كان المحقق ينتظرهم في الداخل ، تبعه ياسر الذي يمسك بكفها رفعت رأسها و تصلبت قدامها عندما شاهدت باب المستودع ..



التفت شقيقها إليها بإشفاق وتساءل : عروب ؟؟..



عقلها الذي بدأ يعيد رسم تلك الذكرى القريبة دفعها لأن تضم عباءتها إلى جسدها في رعب حقيقي , شفتاها المرتجفتان تحركتا لتخرج صوتا مختنقا وهي تهمس : مـ .. مــ .. ما أقدر ..



وشهقت وهي تسقط على ركبتيها باكية بحرقة , نزل ياسر ليجلس إلى جوارها قائلا بتوسل : بقي القليل يا عروب , هذي آخر خطوه , يلا يا قلبي , يلا ..



وحالما شاهدت والدها يركض عائدا إليها بالرغم من سنونه , كتمت أنفاسها للحظة قبل أن تضغط على أعصابها و تنهض قبل وصوله رأفة به وهي تقول : يارب , حسبي الله و نعم الوكيل , حسبي الله و نعم الوكيل ..



وأكملت لتطمئنهما : يلا ..



تحركا معها فأغمضت عينيها وهي تدلف إلى المكان علها تجد بعض القوة و لم تكد تشعر بتغير الأجواء حتى فتحت عينيها و تفجر قلبها بآلام عظام فترنحت للحظة ..



وضع ياسر كفيه على كتفيها و هو يهمس مذكرًا: لا تخافين , انتهى , كل شي انتهى ,هذي بس ذكرى , ذكرى ..



ابتلعت ريقها حين وصلها صوت المحقق العميق وهو يسأل : يا أختي , كيف صارت الحادثه ؟؟ ..



لم تنبس ببنت شفه و جسدها ينتفض من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها ..



رص ياسر على كتفيها أكثر وهو يقول بحزم : بوبو , يلا , لجل تعبك ينتهي و ترتاحين , يلا تشجعي , شوفي أبوي كيف قلقان و يناظر فيك , ارحمي قلبه , يلا يا عروب , يلا ..



عضت على شفتيها بمرارة و هي تومئ برأسها قبل أن تحث الخطى للداخل بكل بطء و عينا والدها تتبعانها و فيهما قلق الدنيا كلها لتتوقف أمام القفص الذهبي الكبير الذي قد سقط أرضًا , شهقت بعنف لتدخل بعض الهواء الذي أحسته يغادرها ببط ثم قالت بصوت متكسر : كـ .. كنت و .. واقفه هنا .. و .. سـ .. سمعت صوت غريب .. و .. و



قبض ياسر على كفه بألم عالما أنه سيسمع الآن تفاصيل شرف أخته الذي ذهب في عقر دارهم , أما هي فانخرطت في بكاء حار و هي تفرك يديها بتوتر قبل أن تحركهما بتردد واضح , كانت تشعر بإحراج شديد فوق الألم الذي تشعر به , والدها هنا و شقيقها هنا ورجل غريب سيخط بيديه مصيرها فكيف لها أن تنطق ؟؟؟



اسّتحثها المحقق الذي كان يشعر بحرجها : كملي يا أختي ..




همست من بين دموعها : ياااارب .. يا الله ..




استنشقت كمية من الأكسجين وعقدت يديها وهي تضعهما على خاصرتها متابعة بذات الهمس الحزين : حسيت بيدين على خصري .. و



أشاح ياسر ببصره في قهر شديد و احتقن وجه الأب في قهر أشد في حين أردفت عروب في صوت متحشرج كسير : لفــ ... ـيت..



و دارات على عقبيها متابعة وعقلها المتعب يصور لها وجهه وهيأته و.... تلك النظرات: شـ .. شفته و ..



ثم أشارت بيدها في قلة حيلة محاولة استيعاب تلك الذكريات متابعة : هربت و...



خنقتها الدموع فسارعت لالتقاط أنفاسها و هي تتحرك إلى الوراء متابعة وهي لا تشعر بمن حولها : هربت لورا من غير ما أفكر و سرت أرمي عليه كل اللي أشوفه ولمن ضربته بالصندوق ..



وتوقفت قبل أن تتابع بحيرة : صندوق , صندوق ..



وقطبت حاجبيها ثم هزت رأسها متابعة : ما أدري لكن صوت الحديد كان عالي وأنا أجري للباب لكنه مسكني و أنا أصرخ و أبكي .. و.. دفني على الأرض بقوه و ...



و توقفت عند الركن الذي شهد الجريمة , هنا تذكرت واقعها المرير , شرفها الذي غاب في جنح الظلام , اصطكت أسنانها ببعضها , كبتت أنفاسها غصة رهيبة مريرة جعلت لسانها يرتجف في حلقها دون صوت ..



التفت والدها إلى المحقق في عصبية وصرخ : خـــــــــــــلاااااص ..



لم ينبس المحقق ببنت شفه ..



أما هي فقد أخذت تهز رأسها بلا و هي تشير إلى الركن , زمجر ياسر بغضب وهو يحث الخطى نخو شقيقته : أعتقد إنك شفت اللي يكفي ..



: عروب ..



صوته انتزعها , التفتت وانهارت بين ذراعيه بمجرد أن رأته في حين خرج المحقق من المستودع و برفقته أبو ياسر , همّ المحقق بفتح فمه



إلا أن رنين هاتف أبو ياسر استوقفه , ثوان فقط مرت وهو يقول في ضيق : ألو .. ايه .. ايه نعم .. أنا هو ..



قبل أن تجحظ عيناه في هلع وهو يهتف في صدمة : و شـــــلـــــون ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




جدة



القصر



في نفس الوقت




دلفت إلى جناح ابنتها و أشعلت الأضواء ..



.



كانت نائمة على سريرها في عمق ، اقتربت ساميه من السرير و توقفت إلى جانبه .. تأملت ابنتها للحظة و هي عاقدة يديها أمام صدرها ..



جوري .. بملامحها الجذّابة .. التي تميل إلى البراءة ..أنفها الصغير الجميل و شفتاها المائلتان للحمرة عيناها الواسعتان و شعرها الأسود الذي يصل إلى كتفيها ..



تمتمت ساميه بخفوت : أخذتِ جمالي يالغبيه .. بس لو إنك منتي متعلقه بذاك الزفت كان وريتك كيف تلعبين بالملايين اللي عندك .. لكن آآآآآآآخ ..



مدت يدها و جرّت اللحاف بقسوة و هي تصيح : جــــــــيجــــــــــي ..



تحركت عضلات وجه جوري في انزعاج و ضمت نفسها لبرودةٍ شعرت بها ..



تأففت ساميه في ضجر و ضربتها على كتفها بصيحة أخرى : جـــــــــــــوريييييييييييييي ..



اتسعت عينا جوري وهبت جالسه في فزع : هااااااااااااااااه ؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..



لوحت ساميه بيدها في عصبية: يلا .. يكفي نوم .. قـــــــــــــــومــــــــــي ..



فركت جوري عينيها بضيق و هي تهتف: يووووووووووووه .. مامااااااااا .. أبغى أنـــاااام ..



تأففت والدتها في ضجر : أقــــــــول قوووومــــــــي .. فيه خبر لازم تسمعينه ..



حملقت في والدتها بعينيها الناعستين و هي تبعد خصلة عن وجهها: و الله !!!!!!!!!! ..



أجابتها ساميه ببرود : ايوه ..



قفزت جوري من مكانها و هتفت : اش هوا ؟؟ ..



عقدت ساميه يديها مجددًا و قالت بنبرة غريبة : تركي بيتزوج و قلي أعلمكِ ..



شهقت جوري في ذعر ثم وضعت يديها على شفتيها و عيناها تغرقان في نهري الدموع ..



قطبت والدتها حاجبيها و هتفت بسخرية حانقة: اشبك .. انهبلتي ؟؟ ..



شهقت جوري و أزالت كفيها عن شفتيها ..همست : مـ .. ماما .. توتو .. توتو راح يتزوج .. ؟؟ ..



أومأت والدتها برأسها و خرجت من الحجرة ..



جثت جوري على ركبتيها ..و اعتصرت وسادتها بين ذراعيها قبل أن تنخرط في بكاء حار و هي تهتف: يا حبيبي يا أخويه ..



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جدة



45 : 5 عصراً



المستشفى



نظر إليه الجميع في صدمة .. أدار بصره في وجوههم ثم أطرق برأسه و عندما حاول أن يفتح فمه لينطق ..



تمتم رائد غير مصدق : دكتور ... اش .. اش قلت ؟؟ ..



نظر إليه أحمد مشفقًا .. و قال: شلل نصفي ..



سقط رائد على المقعد خلفه و عيناه تحملان صدمة كبيرة لا تقل عن صدمة البقية ..الذين انعقدت ألسنتهم ..



قرأ أحمد بهدوء محبب : ( و بشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون ) سلّموا بالأمر و ارضوا بالقدر و اكسبوا الأجر ..



تنهد أبو لؤي في حرارة و هو يغالب دموعه : إنا لله و إنا إليه راجعون ..



مضت لحظة صمت ..



قبل أن يمد أبو لؤي يده و يقبض على كتف سلمان في حنان وهو يقول : يللا يا سلمان .. قوم شوف أمك تلاقيها ميته صياح ..



هتف سلمان بانكسار وهو يغالب دموعه : اش أقلها يا عمي .. ( جاسم انشل ) ؟؟؟؟..



تنهد أحمد و هو يتحدث بلطف: يا أستاذ سلمان .. ( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله و من يؤمن بالله يهد قلبه ) ..




استغفر سلمان ربه ثم نهض من كرسيه .. توجه إلى الباب ..و خرج ..




@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض



00 : 8 مساءً



أحد المنتزهات ..



اتكئ بمرفقيه على أحد الأسوار و هو يتأمل الأطفال ..اثنان يتشاجران على الكرة و طفلة تلعق المثلجات التي سالت على يديها و ملابسها ..و مجموعة أخرى تتسابق ركضاً .. فابتسم في حنان ..



.



توقفت سيارة خلفه ..التفت إليها و نظر إلى راكبها الوسيم الذي نزل منها و هو يرتدي بنطالاً من الجينز الأسود .. و قميصاً أبيضَا ..



توجه إلى عزام بهدوء ..ووقف إلى جواره في صمت ..



نقل عزام بصره إلى الأطفال و سأل بصوت مرح : مطقم معايا يابو الشباب ؟؟ ..



رد عليه بهدوء و هو يتابع معه المنظر : ايوه .. بس أنا أكشخ ..



ابتسم عزام ..ثم تنهد و قال : فاجأتني اليوم..كان المفروض تنتظر.. انفجارك بالنسبه لهم ما كان له أي مبرر ..



رد عليه تركي : إلا ..أكيد شاكّين اني عرفت بعد ما شردوا الثلاثه و لا عاد سمعوا منهم خبر .. خليهم.. أنا متعمد هذا التوقيت ..



تنهد عزام و لم ينبس ببنت شفه و بعد فترة صمت ..



سأله تركي بخفوت: كيفها ؟؟ ..



قطب عزام حاجبيه للحظة ثم لاحت على وجهه ابتسامة خفيفة عندما فهم مقصده ..قال : بخير ..



استدار تركي عائداً إلى سيارته : يلا .. أنا مضطر أمشي ..



استوقفه عزام : تركي ..



توقف تركي في مكانه فاقترب منه عزام ووقف أمامه .. نظر إلى عينيه و قال متعاطفًا : لا تآخذ ف خاطرك يا ولد عمي .. و تذكر اني بجبنك ف كل وقت ..



ربت تركي على كتف عزام ثم توجه إلى سيارته و استقلها ..




@@@@@@@@@@@@@@@@





الرياض



فيلا أبو ياسر



00 : 10 مساءً





في مكتبه ، خافت الإضاءة ..هادئ الأجواء ..



يداه فوق رأسه و ملف أصفر اللون يقبع أمامه ..كان السكون يحيط به إلى أن.. سقطت دمعتان ساخنتان من عينيه .. لتذوبا على ثوبه الأبيض .. رفع رأسه بحدة و هو يمسح أي أثر للدموع : تـــفضل ..



دلف ابنه البكر إلى داخل الحجرة ..و في عينيه هو الآخر حزن كبير ، أشار والده إلى المقعد المقابل دون أن ينطق .. فأغلق ياسر الباب خلفه .. و تحرك نحو المقعد .. قبل أن يجلس عليه ..



بادره والده بالسؤال : خبّرتها بموضوع الخطبه ؟؟ ..



أومأ ياسر برأسه : ايه ..



زفر والده و هو يغمم : تمنيت أحرقه في يدي و أشرب من دمه قبل ما أقتله .. لكن .. شاء الله ..



أطرق ياسر برأسه و هو يتذكر ما حصل ..



عندما أتاهم ذلك الاتصال ..



الذي أخبرهم بأنهم عثروا على السائق .... ميتًا ..



بعد تعرضه لحادث سير أثناء محاولته قطع الشارع ..



: هـذي الشهاده ..



رفع ياسر رأسه مجددًا إلى والده الذي رفع الملف و مده إليه ..



أمسك ياسر بالملف و والده يستطرد : طابقوا الحمض اللي أخذوه من الملعون جعله في جهنم مع .. اللي أخذوه من أختك و عطوني التقرير بعد ما طلعت النتايج ..



زفر ياسر في حرارة و قلبه عاجز عن فتح الملف و قراءة ما بداخله :الله يعوضها خير يبه.. الله يعوضها خير.



أومأ والده برأسه و هو ينهض من مقعده و يغادر المكان ..نهض ياسر من كذلك..ثم وضع الملف في الدرج المخصص .. و أغلق عليه و هو يقول : حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ..




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




يُــــــــتبـــــــــــع

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 27-09-09, 05:00 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل الـــــــــثالــــــــــث



~~~~~~~~~




~ أرواح متخبطة !! ~




******************






يا راقد الليل مسرورًا بأوله إن الحوادث قد يطرقن أسحارًا





************************




** الإثـــــــنــــــــيــــــن **




الرياض




15 : 9 صباحاً







ابتسم وهو يقود سيارته الزرقاء الداكنة في شوارع الرياض : يعني ما ودك تشاركيني سهرة الثلاثاء ؟؟؟ .



تأففت الفتاة التي تجلس إلى جواره و هي تهتف بدلال: فــاااااارس .. قتلك كم مره أمي أجبرتني أروح للعقربه .



ثم استطردت ساخرة : قال ايش .. نواسيها .



انفجر بالضحك و هو يقول شامتًا: المسكيييييييينه كان نفسي أشوف وجهها بعد اللي صار .. ليتني قلتله يصورها .



ضحكت بدورها و هي تلوح بيدها: ايه و الله انك صادق .. يلا .. أهم شي كسرنا خشمها و الحين لو حاولت تفتح فمها بتنتشر فضيحتها .



ضغط فارس على مفتاح تشغيل الموسيقى وهو يقول بنبرة رقيقة: يا حبي لك يا مــــضاوي .



ابتسمت مضاوي بدلال : تسلم يا ولد خالي .



ثم أشاحت بوجهها إلى النافذة .. و هي تتذكر والدتها التي تعتقد أنها برفقة صديقتها ..



و لم تدري ..أن ابنتها مع فارس ..في خلوة غير شرعية ..



.



توقف أمام الإشارة فتأفف في ضجر : الحين خمس دقايق حتى نتحرك .



حركت شفتيها بملل و قالت : ما عليه .. الشقه قريبه .




ابتسم و همّ بالرد عليها و لكنه لاحظ أن الرجل في السيارة المجاورة يشير إليه بيده و قد خفض زجاج نافذته فعل فارس المثل و قال و قد التقى حاجباه: هـــلا ؟؟



ابتسم الرجل في وقار و قال بنبرة محببة: أسأل الله أن يفرج همك .. أخوي صوت الأغاني مرتفع .. و انت بكذا تأذي غيرك .. هذي الأغاني شر وبلاء و الاستماع لها ما يجوز .



تغيرت ملامح وجه فارس و صرخ بعصبية ممزوجة بالسخرية : يا شيـــــــخ روووووح .



و انطلق بالسيارة فصرخت مضاوي في ذعر و يدها على قلبها : فــــــــــــــــــارس .



ضحك و هو يغلق زجاج النافذة : سوري يا حبي .. بس ما اتحملت الغثا اللي كلمته .. و بعدين الشوارع فاااضيه .



رمقته بنظرةٍ غاضبة قبل أن تخرج قلم الكحل و المرآة الصغيرة من حقيبتها و تنشغل بتجميل عينيها ..



@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جدة



القصر



40 : 10 صباحاً



كان مرهقاً ..من المطار ..توجه مباشرةً إلى شركته ..و الآن عاد إلى القصر ..



سار إلى جناحه ..و قبل أن يصل ..



.........: تــــــــــــــركــــي !!!!!! .



التفت إلى مصدر الصوت الأنثوي ثم قطب حاجبيه قائلاً : أمي !!! .



نظر إلى ساعته ثم رفع بصره إليها وهو يقول : غريبه صاحيه في هذا الوقت ؟؟ .



كانت والدته تجلس على الأريكة ..ترتدي قميصاً بنفسجياً و بنطالاً أبيضاً ضيقٌ جداً ، تزينها حلي فخمة و يشرق وجهها بمساحيق تجميل صارخة ، و أمامها طبق مملوء بالحلوى .



أشارت له بيدها و قالت بابتسامة عريضة: تعال اجلس أبغى أسمع أخبارك .



توجه إليها ..و جلس مقابلاً لها ..



وضعت خصلات من شعرها الأشقر خلف أذنها و سألته : دوبك راجع من الرياض ؟؟.



استرخى على الأريكة و هو يجيبها : ايوه .



نظرت إليه بكبر و قالت : و كيفهم .. جدك و أعمامك؟؟.



قال باختصار و بصره معلق بالسقف : بخير .



لعقت أصابعها من أثر الحلوى ثم وضعت إحدى قدميها على الأخرى وهي تقول : آه .. أفكر أسافر فرنسا الشهر الجاي و .. أبغى كم مليون ينزلولي في الحساب ورا بعض.



نظر إليها للحظة .. ثم سألها ببرود : ولد أختك بيطلع معاكِ ؟؟ .



تأففت في حنق و هي تضرب بيدها على فخذها : أوهووووووه عليناااا .. كم مره أقلك لا تناقشني ف هذا الموضوع .



عقد ساعديه أمام صدره و هو يعتدل في جلسته و يقول بصرامة : ما يجوز تسافرين بدون محرم ..حكم الدين واضح .



صرخت في عصبية و هي تلوح بيدها : كلامك هذا مشّيه على جوري .. أنا مالك حكم عليا .. فــــــــــاهــــــم و لا لا .



نهض من مكانه و هو يقول بصرامة ألجمتها : و أنا تهمني سمعتي يا .. مـــرة أبــويـــه .



اتسعت عيناها في صدمة .. و انعقد لسانها ..



.



و نطقها .. بعد أعـــــوام مديدة ..



نطقها .. لأول مرةٍ منذ عرفته ..



.



أردف بصرامة أشد : خلي هذا الكلام حلقه ف أذنك و راجعي تصرفاتك و انتي .. فاهمه قصدي تمام .



انخلع قلبها لكلماته .. أما هو فأدار ظهره لها و سار باتجاه جناحه ..



التقطت أنفاسها بسرعة و هي تراه يبتعد ..و ارتسم العناد على وجهها .. و ماذا في الأمر لو علم بما تفعل ؟؟ ..



التقطت أذناه نبراتها الحانقة: أنا اليوم رايحه لفلتنا اللي عند البحر مع صحباتي و راح أجلس فيها كم يوم .. و جوري تبغى تجي معايا .



رفع صوته و هو يقف : لااااا .



هبت من مكانها بعصبية و صرخت : تــــــــــــــراك زودتـــهــا يــــــــا ولـــــــــد الــــــــــولـيد .. حــتــى بنتي بتحرمني منــــــــــها .



التفت إليها في حدة و صاح: و الله أبغى أحافظ على أختي و ما يشرّفني إنها تطلع مع الأشكال اللي تصاحبينها .



احمر وجهها من شدة الغضب و اندفعت قائلة بشراسة : مو شغلك .. و بعدين لم لسانك و لا عاد تتكلم معايا بهذي الطريقه .. ولا عشان اللي يكسر راسك توفى و جاي دحين تطلع حرتـ



شهقت و تراجعت إلى الخلف عندما أسرع نحوها و رفع يده يهم بضربها ..



صرخت بعينيها المتسعتين : يا حــــقــــــــيييييييييـير .



تصلبت قدماه و قبض على أصابعه و هو يعيد يده إلى جواره ، كانت أعصابه تشتعل .. قهرًا من كلماتها و غضبًا لأنه كان على وشك ضرب امرأة ..



صك على أسنانه بغيض و هو يقول مهددًا : لا تـــلعبين معايا بالـــــــــنــار يا ساميه .



و اندفع خارج المكان ..



.



طرقت الأرض برجلها في عصبية و قلبها لا يزال يخفق ذعرًا من تصرفه ..



عضت على شفتها و هي تزمجر بعصبية : طيب يالحيوان .. والله لا أسوي اللي ف راسي و آخذ جوري .. و دحين بطلعها من المدرسه .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




جدة



منزل حسن



10 : 1 ظهراً


نظرت إليه و الغصة تخنقها ، بادرها الحديث بصوته الهادئ : ممكن أدخل ، ولا راح تخليني واقف ؟؟ .



سمحت له بالدخول على مضض .



جلس على أول كرسي صادفه و مضى ينظر إليها ، أغلقت رهف الباب و جلست على سريرها ثم أطرقت برأسها في صمت ..



** اش تبغي يا ترى ؟؟..تبغي تطعني أكثر .. **



هو ..



كان يشعر بتأنيب شديد ، ضميره يؤنبه ..



و هي ..



كانت تتمنى أن تصرخ في وجهه ..



** ليه يا رائد ؟؟ ..ليه سويت فيني كذا ؟؟ .. انتا الوحيد اللي كنت واقف جنبي في هذا البيت و دحين سرت ضدي .. **



تنحنح قليلاً ثم قال : سامحيني يا قمر .. حقك عليا .. جاسم ولد خالتك قبل كل شي و لك الحق انك تتطمنين عليه .



و وضع يده على جبهته و هو يردف بحزن خفي: أنا كنت مرهق و مضغوط نفسياً .. و انتي على حظك دقيتي فذاك الوقت .



رفعت رأسها و نظرت إليه بحذر .. ثم سألته بخفوت : كيفه ؟؟ .



منحها نظرة مطمئنة و نبرة واضحة: اطمني .. طيب و الحمد لله .



رفعت رأسها إلى الأعلى و تنفست الصعداء ثم قالت : رائد .. لا تكذب .



فغر فاه في دهشة قبل أن تلوح على وجهه ابتسامة رافقت كلماته: نسيت انك رهف...رهف .. الـ .. موسوسه .



أدخل يده في جيبه و أخرج هاتفه المحمول ..مد يده لها و هو يقول : خذي .. دقي على أبو لؤي و تأكدي بنفسك .



لم يرق لها الآمر لذلك آثرت الصمت و لم تحرك يدها .



اتسعت ابتسامته و هو يقول : إن شاء الله قريب راح يطلع من المستشفى و بعدين .. أبغاكِ تكبرين عقلك .



نظرت إليه باستنكار و قالت بألم : ليش ؟؟ .. شايف عقلي صغير لهذي الدرجه ؟؟ .



ضحك رغم ألمه .. فاغتاظت من بروده و قبل أن تفتح فمها لتنطق قال : لا .. أبداً .. سلامتك .. بس .



و تطلّع إلى عينيها ..



فهمت تلك النظرة .. نظرة رائد الجدية ..تلك النظرة التي تعني الكثير ..



تعني افهمي جيدًا فالموقف صعب ..



: انتي دحين قدامك زواج .. بعد أسبوع .



عضت على شفتها بحنق و المرارة تسري في جوفها ، قبضت على كفها بألم و .. لم يغب ذلك عنه ..



و لكنه تجاهله و هو يردف حازمًا : أبغى كل تركيزك على نفسك و على حياتك الجديدة اللي تستناكِ..



ما أبغاكِ تشغلين تفكيرك بجاسم ..أنا مقدر إنه الموضوع صعب عليكم الاثنين ..لكن جاسم انسان عاقل و أكيد راح يتفهم الوضع ويقدره ..لا تجلسين تقولين أكيد انه حاقد عليا لأني وافقت و حاط الغلط كله على راسي .



نظرت إليه بدهشة ..و كأنه قرأ أفكارها ..



ابتسم قائلاً : جاسم عارف أبويه تمام .. ولاّ ناسيه ؟؟



شعرت بالدموع تحرق عينيها فأشاحت بوجهها بعيداً ..



** بس .. أنا .. أحبه يا رائد .. أحبه ..و لا عشنّي ساكته ما تحسون .. **



قطع صوته الحنون سير أفكارها:و زي ما تعلقتي في جاسم .. راح تتعلقين بتركي و أكثر .



نظرت إليه بحدة ..فهم نظرتها ..لذلك بادر مبررًا : دايماً نسمع عن ناس و إنهم مو طيبين .. لكن لمّا نعيش معاهم نكتشف العكس تماماً ، أنا ما احتكيت بتركي كثير عشان كذا ما شفت الجانب الحلو في شخصيته .



ابتسمت في سخرية و هنا ..شعر بالندم على كل كلمة تلفظ بها في حق تركي ..و لكن لم يطرأ على باله قط أنه سيكون زوجاً لشقيقته في يوم ما .



شعر باليأس يتسلل إلى قلبه و لكنه حزم أمره و استطرد : كل انسان فيه ايجابيات و سلبيات و أنا أولهم ..و زي مالانسان يكتسبها يقدر يتخلص منها و هذي هيا مهمتك ، انتي بحنانك و طيبتك و شجاعتك تقدرين تسوين أشياء كثيره .



ثم نهض من مكانه و سار باتجاهها و هو يتحدث بحنان أبوي: رهف انتي أختي الصغيره و حبيبة قلبي .. المرجوجه المزعجه ..اللي دايماً تطفشني ..و فـ مشاكلها تدبسني و عشان كذا أبغاك تسامحيني لأني و الله ما كنت أقصد .



.



رفعت عينيها إليه بامتنان يكفي أنه اعتذر إليها ..هذا كاف بالنسبة لها ..



.



أدخل يده في جيب ثوبه و أخرج ذلك الكيس الوردي الصغير ..ثم رسم على شفتيه ابتسامة حانية : يلا عاد يا خبولنه ارضي علينا و ورينا ضحكتك .. هه .. رائد الكسلان أول واحد يجيبلك هديه بمناسبة الخطوبة ..



و لا قد سارت في التاريخ .



قاومت دموعها بقوة ، من الصعب عليها أن تتقبل هذا الموضوع إلى الآن ..من أجل ذلك يريدها رائد أن تنسى و تفتح صفحة جديدة .. لحياة جديدة .



مدت يدها و أخذت الكيس.



تأفف في ضيق عندما سمع رنين هاتفه بنغمة مميزة : إنا لله و إنا إليه راجعون .. هذي أختك ما تطفش ..



لها ساعه و هي تدق تبغى تكلمك .



وضع السماعة على أذنه و هتف : ألـــــــــووووو .. هلا .



و بينما هو يتحدث معها و يحرق أعصابها بخفة دمه ، أدخلت رهف يدها في الكيس و أخرجت علبةً مخملية سوداء ثم فتحتها .



.




رائد : خلاص .. خلاص يا مره فهمنا .. انقلعي دحين يلا ........ حاضر .......... مع السلامه .



التفت إلى رهف و ابتسم حينما رأى العقد الذهبي يزين نحرها ..


@@@@@@@@@@@@@



جدة




القصر




30 : 1 ظهراً




صعدت إلى الدور الثاني ، كانت تستشيط غضباً ، و صلت إلى باب جناحه و رأت الخادمة و هي تهم بتقديم وجبة الغداء ، أخذت منها الأطباق و توقفت للحظة أمام الباب و هي تتنفس الصعداء ..



.




أخيراً يحس بالانتعاش بعد حمامٍ دافئ .



أخذ يجفف شعره بسرعة ثم ارتدى ملابسه و وقف أمام المرآة يغلق أزرار قميصه .



لم يلتفت حينما وصله الطرق الخفيف .. كان يعرف أنها الخادمة قد وضعت الأطباق عند الباب من الخارج ..



.



فُتح الباب .. فالتفت في تساؤل مستنكر ..و إذا بها تقف أمامه و الشرر يتطاير من عينيها ..



طرحت سؤالها بحذر و هي تضع الأطباق على الطاولة : ليش خطبتها ؟؟ .



نظر إليها باحتقار .. و عاد إلى المرآة يتم ما بدأ ..



أغلفت الباب بعنف و كررت السؤال مجددًا بعصبية: ليش خطبتها ؟ ليـــش خــطــبــتــها يــا تــــركــــي ؟؟؟؟ .



ترك المرآة و جلس على سريره و قال بسخرية و هو يرتدي ساعته الفضية: الظاهر أم جوري ما تركت أحد إلا و علمته .



صرخت مرام : رد .. لـــــــــــــيــــــــــه خـــــــــطـــــــبــــــــتــها ؟؟؟؟!!!!! .



هز كتفيه مجيبًا ببرود : كذا .. عجبتني و خطبتها .



صرخت بغضب : كــــــــــــــــــذاااااااااب .. انتا تحسب نفسك تكذب على مين ؟؟ ..أنا عارفه ليه خطبتها .



صاح بدوره وهو يلتفت إليها : طيب مدامك عارفه .. لـــــــــــيــه تـــــــســــألـــيــن ؟؟



رفعت إصبعها في وجهه و هي تهتف بحنق : احترم نفسك و قصّر صوتك .



صمت للحظة .. قبل أن يقول بصرامة مخيفة : الظاهر ناسيه إني أكبر منك .



صرخت بغضب احتقن له وجهها : الــــــــــــظــــاهـــر نــــــاســـي إنـــي خـــالــتـك.



غممّ ببطء : خـــــــــــالــة أبويه .



ثم وقف بحركة مفاجأة ..تراجعت على إثرها للخلف .. واستطرد بذات النبرة المخيفة : وهذا ما يديك الحق انك تتدخلين في شي ما يخصك ، احمدي ربك انك عايشه هنا إلين دحين و الله لو مو وصية أبويه كانت رميتك في الشارع زي الكلاب .



ضحكت بسخرية و هي تلّوح بيدها: يا الله يالمسكين .. لهذي الدرجه قاعده على قلبك ..الحمد لله اني ما أصبّح على وجهك كل يوم .



ثم أردفت بقوة غريبة لمعت في عينيها : اسمع اللي أقلك عليه وافهمه لأني ما راح أعيده .. تروح بكره و تفسخ خطوبتك من رهف .. و اذا سألك أبوها ليش ؟؟ قله .. مــــــــــا فــــــــــي نــــصــيــب .



أتى دوره ليقول بنبرة مستفزة: لااااااااا .. انت حاطه لنفسك موضع كبير ..أقول اطلعي برا وقفلي الباب وراكِ .. أصلاً طيب مني إني سمحتلك تدخلين الغرفة .



تجاهلت كلماته و هتفت بعصبية : أصلاً هيا أشرف و أرقى من إنها ترتبط بواحد زيك .. بعدين انتا ما تدري انها مخـــــــــــــــطـــــــــوبه ؟؟ .



صمت قليلاً .. لكنه لم يشأ أن يجعلها تلاحظ جهله للأمر ..



~ اخترق لقائهما الحامي رنين هاتف التركي الذي يدل على وصول رسالةٍ جديدة ~



عقد يديه أمام صدره و قال ببرود: و الله مخطوبه مي مخطوبه شي ما يهمني ، أهم شي انه زواجي الأسبوع الجاي .. و انـــــــــــــــتـــهى الموضوع .. و يللا اطلعي تراكِ غثيتيني .. ما يكفي انك جننتيني برسايلك و اتصالاتك في الـــــــريـــاض .



تنهدت بحرارة عندما أيقنت أنه لا فائدة من مجادلته ،أطرقت برأسها قليلاً ..ثم رفعته.. و الدموع متجمعة في عينيها .. دموع لم تقوى على كبتها أكثر ..



أشاح بوجهه بعيداً و غمم : لا تقعدين تصيحين عندي .. روحي غرفتك و ابكي زي ما تبغين .



شهقت بألم و هي تهتف : شوف .. أنا صحيح ما اقدر أمنعك لكن .. إن الله يمهل ولا يهمل ..ربي موجود يا تركي .. و ثق تماماً .. بأن كل شي تسويه فيها راح ينرد فيك و بكل قوه .. اذا ما كان دحين ففي الآخره ..



المهم انك راح تآخذ جزاءك كامل و موفّى .. وهذا كل اللي عندي .



وضعت كفها على فاها و خرجت بسرعة مغلقةً الباب خلفها .



توقف في مكانه للحظات و عيناه معلقتان بالباب .. ثم سار ليقرأ الرسالة التي وصلته في خضم المواجهة ..



** من # **



"تركي .. العملاء راح يجون الساعه 5 .. لا تتأخر "




شعر بالدماء تغلي في عروقه ..قبض على جهازه بحنق و صك على أسنانه و هو يقول : طول عمرك خبيث و نذل يا حسن ..لكن أنا أوريك ..إن ما عيّشت بنتك في جحيم و طلعت كل حرّتي فيك من بعدها ما أكون أنا تركي.



ترك هاتفه و انشغل بتناول غداءه .. و لكنّ رسالة أخرى وصلته .. ارتشف من كوب الماء ثم أمسك بالهاتف ..ولم يكد ينتهي من قراءتها ..حتى اشتعلت نفسه بغضب لا مثيل له .. صرخ بحنق: طيب يا ساميه .. انتي اللي بديتي بالحرب .. و أنــــــــــــــا اللي راح أربــــيــــــكِ مـــــــن جــديـد .



نهض من مكانه و قد انعدمت شهيته لتناول الطعام .. توقف أمام النافذة .



كان بإمكانه أن يذهب ليأخذ جوري من هناك .. و لكن هذا سيثير تساؤلات عديدة لديها فهي حتى الآن لا تعلم عن مصائب والدتها .



همس لنفسه ينشد تهدئتها: الصبر .. الصبر يا تركي .. الصبر ..


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

**الـــــــــــثــــــــــــلاثـــــــــــــاء **



الرياض



الشركة



مكتب أبو خالد



00 : 8 صباحاً



تحدث أبو نواف بنفاد صبر : أبوي .. انت راضي على اللي سواه ذاك الـ#####



ابتسم أبو خالد بخبث و قال : و الله ما راح يآخذ إلا عروب .



حملق أبو نواف فيه بدهشة هاتفًا: واشلون ؟؟!!!!!.



ختم أبو خالد على أحد الأوراق .. ثم تراجع في مقعده قائلاً : أول شي بسويه إني أهدم علاقته مع حسن ناصر بأسرع وقت .. إنتم هامكم موضوع عروب .. و أنا هامني أكثر إنه ما يقيم شراكه مع ذاك النذل مو لأني خايف عليه .. لا .



و ضحك بسخرية و هو يسترخي في مقعده أكثر : بس لأني ما أبي فلوس ولدي تضيع بدون ما أحصّل



منها شي .



رفع أبو نواف أحد حاجبيه بإعجاب وهو يغمم: الظاهر إنك حاسب لكل شي من زمان .



ضحك أبو خالد : تعلم من أبوك .



نهض أبو نواف قائلاً : تدري و اش اللي متعجب منه ؟؟ .



سأله والده باهتمام : واشو ؟؟ .



حرك أبو نواف يده في حيرة : أبو ياسر بكبره بشحمه ولحمه .. ما عصّب يوم درى بالموضوع و لا تكلم .



هز أبو خالد كتفيه و هو يعود إلى أوراقه : أخوك ذا ما ينعرف له حال تلاقيه مفجوع هو الثاني .. انتم بس اصبروا كم يوم .. و بتشوفون اللي يسركم .




.




و في أحد الممرات ..



كان يسير بهدوء متوجهًا إلى مكتبه ، انعطف لليمين ثم إلى بابٍ أنيق يحفظ مكانه جيدًا يطل على حجرة فسيحة ..و قال : السلام عليكم يا إبراهيم .



هب الشاب من مقعده و ابتسامة عريضة تعلو محياه : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .. حيا الله أبو فيصل .



بادله أبو فيصل الابتسامة و هو يقول : إذا ما عليك أمر .. أبي ملفات معاملة البارحه .



أومأ الشاب برأسه على فور و هو يقول في تهذيب شديد : تآمر طال عمرك .



واصل أبو فيصل طريقه إلى الباب العريض في آخر الحجرة ، فتحه و دلف إلى مكتبه .. ثم أغلقه خلفه ..



قطب حاجبيه عندما رأى مجموعة أوراق بيضاء مبعثرة على الأريكة الجلدية الوثيرة في الجانب الأيمن من الحجرة ، سار نحوها .. و بمجرد أن وقع بصره عليها زفر و الضيق بادٍ على محياه الوقور : الله يهديك يا فارس .. أنا ما أدري متى بتعقل و تسوي اللي أطلبه منك بحذافيره .



لملم الأوراق قبل أن يتوجه إلى المكتب ليضعها عليه و يجلس على المقعد خلفه ، ضغط على زر تشغيل جهاز الكومبيوتر و صوت الطرق يرن في الأنحاء ، هتف بصوته الجهوري : تــفــــضـــل .



دلف إبراهيم إلى داخل الحجرة و بكل هدوء وضع الملفات على المكتب : هذا طلبكم طال عمرك .



رفع أبو فيصل عينيه من على الشاشة إلى الملفات و من ثم إلى إبراهيم و سأله باهتمام : جاك أي خبر عن الموضوع اللي كلمتك فيه ؟؟



هز رأسه نفيًا : لا .



ظهرت خيبة الأمل على وجه أبو فيصل فأشاح بوجهه على الفور و إبراهيم يردف : المالك أجّر البيت لعايله جديده.



طرق أبو فيصل على المكتب بإصبعه و هو يغمم : يعني إلى الآن ما لقى أي خبر عنهم أو وين نقلوا ؟؟ .



هز إبراهيم رأسه نفيًا مرةً أخرى : لا .



تنهد أبو فيصل و هو يولي وجهه للملفات : جزاك الله خير يا ولدي .



ابتسم إبراهيم : و إياكِ يا أبو فيصل .



و استدار عائدًا إلى مكتبه ، ثم أغلق الباب خلفه .



وضع أبو فيصل كفيه تحت ذقنه مفكرًا ، و بعد لحظات .. نهض من مكانه و التقط سجادة الصلاة البنية من الخزانة المخصصة .. توجه للقبلة و فرش السجادة قبل أن يجلس عليها جاثيًا على ركبتيه ، رفع كفيه ليدعو ، كانت عيناه معلقتان بالنافذة التي تطل على السماء الزرقاء ، و من خلفها تسللت خيوط رفيعة لأشعة الشمس الدافئة .. سقط بعضها على وجهه الطويل الوقور ، بلحيته البيضاء التي تغطي عنقه و عيناه السوداوان الضيقتان و أنفه المستقيم .



ملأ صدره بكمية من الأكسجين و زفره قبل أن يهمس في صوت حزين : يا حي يا قيوم .. يا ربي فوضت أمري إليك يا عظيم .. اللهم ارزقني التكفير عن ذنبي يا أكرم الأكرمين .. يا ربي ارزقني التكفير عن ذنبي يا أرحم الراحمين يا ربي أعنـ



و انخنق صوته من فرط الدموع التي ملأت حلقه .. فأطرق برأسه و نفسه تخشع بذكر الله في هذا الجو الهادئ .. وحـــــــــــــيـــدًا... يـــــــــــذكــــــــــــر الإلــــــــــه خــــــــاليًا ..




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جدة



جامعة الملك عبد العزيز



أمام البوابة الغربية 2



00 : 9 صباحاً



رفعت ساره حاجبيها بدهشة و هتفت وهي تنظر إلى رهف المبتسمة : رهييييييييف !!!!!!! .



ضحكت رهف في مرح و هي تقترب من رفيقتها: ايوه .. خير .. شكلي مرعب لهذي الدرجه .



كان الإرهاق واضحاً على ملامحها بالإضافة إلى الحزن الشديد الذي تحمله عيناها الجميلتان .



احتوتها ساره بين ذراعيها بشوق قائلةً : لا يالخبله .. بس المفروض تعتزلين الجامعه .. ما بقي عن زواجك شي .



ابتسمت رهف عندما ابتعدت عنها و قالت بمرح: يا سلام و أضيّع آخر امتحان .. اش العقليه الرهيبه هذي؟؟ .



ثم زوت مابين حاجبيها و سألت بقلق : إلا .. وين مرام ..؟؟.



تنهدت ساره و هي تهز كتفيها : دوبها أرسلتلي رساله .. قالت لي تعبانه مره .. و احتمال تجي على بداية الامتحان.



كادت رهف أن تفتح فمها لتسألها مجددًا ولكن قاطعها رنين هاتفٍ ما ، فتحت حقيبتها ثم قالت بابتسامة خجولة : معليش .. بس رائد يدق .



رفعت هاتفها وهتفت : ألو .



أتاها صوته الحنون: السلام عليكم .



ردت عليه و هي تغلق حقيبتها: و عليكم السلام .



.... : ازيك يا عسل ؟؟



أجابت باختصار : الحمد لله .



هتف بمرح : طيب .. عندي أخبااااار.



تنهدت في مرارة و هي تغمم : يا ذي أخبارك يا رائد ..تكلم .



ضحك قائلاً: أدري .. كلها زي وجهي .



ابتسمت قائلةً: لاااااا .. أخويه وسيم لا تسبه .



.... : خلاااااص عاد .. ما راح نخلص .



غممت : بشّر و لا تُعكّر .



.... : الخبر الأول ألف مبروك .. النتيجه توافق.



.



شعرت بسكين قوية تطعن قلبها .. فهذا ما كانت تخشاه ..



.




لم ترد عليه بكلمة ..




.




همس بتنهيدة: فوفو .



تنحنحت حتى تبعد الدموع التي تجمعت في حلقها : هــ لـاـ .



لم يشأ أن يناقشها في الموضوع بل أتم حديثه : بعد ساعه مسافر الدمام .



شهقت بفزع : لااااا .



التفتت إليها ساره في قلق ، و هي تقول برجاء : رائد الله يخليك .. أجّلها .



تحدث بإشفاق : ليش هذا كله .. كلها يومين إن شاء الله و راجع لا تخافين راح ألحق زواجك .



ترقرقت الدموع في عينيها و تهدج صوتها : طيب .. ليه ما بلغتني من أول على الأقل كان خليتني أودعك .



تنهد مبررًا: و الله ما دريت عن الموضوع إلا قبل ساعه تعرفين أبوكِ ..المهم .. في شي أبغى أوصيك عليه .



ردت عليه بلهفة : هلا .



.... : اليوم في واحد خبلون راح يمر عليك المغرب ..يعني أبويه ما راح يكون موجود ،تروحين معاه و تسلمين على خالتي .



انقبض قلبها فردت باقتضاب : رائد .. بس أنـ



قاطعها في حزم : لا بس و لا غيره أنا ما كلمتك من أول عشان نفسيتك كانت تعبانه ..لكن دحين واجب عليك تروحيلها .. هذي أخت أمك .



لم تنبس ببنت شفه ..



تنهد ثم قال : رهف .. انتي مالك ذنب في اللي صار و خالتي عارفه هذا الشي تمام .. لا تعقدين نفسك .



تمتمت بضعف : بس .. أنا خايفه .



..... : لا تخافين ولا شي ،سلمي عليها و اجلسي عندها شويه و بعدين امشي .. اتفقنا .



قالت بخضوع : اتفقنا .



هتف بمرح : يلا يا قمر .. مع السلامه .



قالت بنبرة قلقة : كلمني إذا وصلت المطار .



......: حااااااضر .



تمتمت بخفوت: مع السلامه .



أغلقت هاتفها ، عضت على شفتها بألم ..و انفجرت بالبكاء ، شهقت ساره في دهشة : رهــــــــــــــــــــــــــــــفـــــ !!!!!!! .



غطت رهف وجهها بكفيها و تبلل وجهها بالدموع ،احتضنتها ساره و هي تهتف بخوف : يا بنت .. اشبك ؟؟ .



شهقت رهف : را..رائد .. مسافر الدمام .



صمتت ساره و لم تنطق ، كانت مقدرة لوضعها .. فرائد يعتبر السند الوحيد لها في المنزل بعد الله سبحانه و تعالى ، ربتت على ظهرها بحنو و كل الحزن يرتسم على وجهها .




@@@@@@@@@@@@@@@


فيلا أبو ياسر



10 : 9 صباحاً



في حجرة نومها الباردة المظلمة ، استلقت على سريرها تتأمل السقف الذي يلمع بالضوء البسيط الذي تسلل من النافذة .



التفت إلى يمينها و أخذت تمسح على شعر أختها ( عبير ) النائمة إلى جوارها ، أغلقت عينيها و تذكرت يوم أمس .. كان عصيباً جداً بالنسبة لها، قبضت على أصابعها بألم و هي تتذكر حال والدتها و عبير عندما عادتا من الطائف باكرًا برفقة خالها بأمر من والدها.. و معرفتهما .. بفسخ الخطوبة ..



.




احتوتها والدتها بين ذراعيها و انفجرت بالبكاء و هي تتحسر على ابنتها و تدعي على تركي الذي حطم فرحتهم جميعاً ، و كذلك عبير التي تفاجأت بمنظر شقيقتها المرعب وجهها الشاحب و عيناها الغائرتان و الرجفة التي تسري في جسدها ، تمزق قلبها ظناً منها أنه الحب الذي أخفته عروب في قلبها زمناً طويلاً .. و في لحظة و من كلمة انهار و انهارت معه روحها و لم تعلم أن الأمر أكبر من ذلك بكثير .. انهارت هي الأخرى بكاءً ..




.



.




نهضت من سريرها بهدوء رغم أن الآلام لا زالت تحاصر جسدها ، تحاملت على نفسها واتجهت إلى حجرة الملابس الملحقة بحجرتها ، فتحت خزانة ملابسها و أخذت تبحث بين الثياب إلى أن ظهر لها ذلك الصندوق .. صندوقها الخاص الذي تخفي فيه كل شيء ..ذكرياتها ..آمالها ..أحلامها ، التقطته و احتضنته بقوة ، شهقت في ألم ثم التفت إلى الخلف بسرعة و عندما تأكدت بأن شقيقتها مازلت نائمة أغلقت الباب عليها و بحثت عن المفتاح في جهة أخرى ، أمسكته بأصابعها الضعيفة و جلست على الكرسي الخشبي الأنيق في ركن الحجرة ، فتحت الصندوق ببطء و نظرت بحزن إلى الأوراق و الصور التي تملأه ، أدخلت يدها و بدأت تقلب محتوياته ..حتى وجدتها ..صورته ..



~ تركي ~



خفق قلبها بشدة .



منذ ثلاث سنوات و عبارة واحدة تتردد في أذنها ..لا يكاد يمر عليها يوم واحد من دون أن تسمعها ..



~~ عروب و تركي ~~



و الآن أصبحت ..



~ عروب وحدها ~



لا تنكر بأنها أحبته ..غموضه ..هدوئه ..لباقته ..كل شيء فيه ، و لكنها لم تجرؤ على البوح بذلك لأحد .حتى لتوأم روحها .. ربى ، تساقطت دموعها على كفها و على صورته ، حزنها على حبها القتيل كان كبيراً ..و لكن على عرضها كان أكبر .



أغلقت عينيها و رفعت صورته إلى شفتيها لتقبّلها في مرارة .



بدأت تفقد السيطرة على نفسها ..على دموعها و أعصابها ، وقبل أن تنهار أكثر اعتصرت الصورة في يدها بكل ما تملكه من قوة ثم نهضت من مكانها و فتحت الباب ، و بعد أن تجاوزت حجرتها حثت الخطى نحو المدفأة في صالة الدور الثاني ، أشعلتها بالمفتاح المجاور .. و توقفت للحظة أمامها .. تتأمل النيران الملتهبة و هي تتراقص و تأكل بعضها بعضًا ..رفعت الصورة .. ألقت عليها نظرةً أخيرة متألمة ثم رمتها وسط النيران لتشتعل و تتحول إلى رماد ..




@@@@@@@@@@@@@@@@@


 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 27-09-09, 05:07 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

جدة



المستشفى



في نفس اللحظات


..أحمد و طارق يسيران في ممرات المستشفى ..



هتف طارق بضيق : و الله إننا مقاريد .. دحين اش جايبنا قبل الداوم بساعه ؟؟ .



أجابه أحمد بهدوء : أقل من ساعه .



هتف طارق بسخرية : اش فرقت .. الناس كلهم في راحه إلا أنا وياك .. عدنان و عبسي .



دخل أحمد إلى المصعد و تبعه طارق ضغط على الرقم 4 ، ثم التفت إليه: قلتلك أنا أحب أطّمن على المرضى .. و ماجبرتك تلحقني .



هز طارق كتفيه و هو منشغل بقراءة إعلان على باب المصعد من الداخل .



فُتح الباب بعد أن وصل للدور الرابع.



شهق طارق مازحًا عندما وقعت عيناه على الشخص الواقف أمامه على مقربة و همس بسخرية و هو يخرج من المصعد : ولّيييييييييه .. جانا الشايب المتعصب .. أنا نفسي أعرف ليه ما يصبغ هالكشه البهيه و لاّ شوف عيونه تقول عيون نحول .. لاااا و الخشم شي ثاني تقول أنفاق طريق مكه .



حاول أحمد أن يكتم ضحكة كادت أن تفلت من بين شفتيه و هو يسير معه و يغمم : استغفر الله العظيم .. طروق خلاص لا تسترسل و تضيع حسناتك .



مد طارق يديه أمام وجهه في استسلام و هو يواجه أحمد: خلاص خلاص حفظت الاسطوانه .. بس من جد همتارو راح ينتحر لما يشوف كشة هالعجوز شوّه اللون الأبيض .. لون السلام .



و وضع يديه على وجهه يتظاهر بالبكاء :اهي اهي اهي .. يلا مع السلامه .



هز أحمد رأسه في أسف ثم توجه إلى مديره ذو الشعر الأبيض و تحدث معه لبضعة دقائق ثم تحرك إلى حجرة جاسم .



فحصه بتروي ثم تناول ملفه و بدأ يخط بعض المعلومات و عيناه معلقتان بالأجهزة المتفرقة حول السرير ..



و عندما انتهى أغلق القلم و الملف و خرج ، و إذ برائد أمامه ..



ابتسم أحمد مُرحبًا: السلام عليكم .



صافحه رائد : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .. شخبارك دكتور ؟؟



أعاد أحمد يده إلى جواره : بخير الله يسلمك .



حرك رائد يديه بقلة حيله : كنت أبغى أدخل عند جاسم .. لكن منعوني .



أومأ أحمد برأسه : ايوه .. أنا منعتهم .



قطب رائد حاجبيه متسائلاً: ليه ؟؟



أشار إليه أحمد بالجلوس : شوف يا



أجابه رائد بسرعة و هو يجلس: رائد .



استطرد أحمد و هو يجلس إلى جواره: يا أستاذ رائد .. الحقيقه جاسم دخل في غيبوبه .



رفع رائد حاجبيه في صدمة هاتفًا : غـــــــــيـــبـــوبـــــه !!!!!!! .. بس كان فايق و



قاطعه أحمد و هو يهز رأسه موافقًا : ايوه .. فاق و الحمد لله بعد العملية بس دخل في الغيبوبه من فتره بسيطه .. عشان كذا محتاج لمتابعة مركزة في الفتره هذي .



تمتم رائد في قلق : و يعني ؟؟



أجابه أحمد مطمئناً : يعني انتظر و إن شاء الله يفوق بعد أيام قليله .. هذا أولاً ..ثانياً .. لاتنسى انه راح يحتاج لطبيب نفسي بعد ما يطلع.



أطرق رائد برأسه و غمم بخفوت: أدري .



قال أحمد متعاطفًا : الأيام اللي راح تمر عليه عصيبه .. لازم تصّبرونه و توقفون جنبه ..راح يكون محتاجلكم كثير خصوصاً إنكم أخوانه انتا و الأستاذ سلمان .. دوركم راح يكون كبير .



ابتسم رائد و هو يرفع بصره لأحمد : لا .. أنا ولد خالته .



رفع أحمد حاجبيه في دهشة : ما شاء الله .. ولد خالته !!! .



: ايوه .



ابتسم أحمد بفرحة صادقة : الله يديم المحبة بينكم .



زفر رائد قائلاً : اللهم آمين .



نظر أحمد إلى ساعته ..ثم نهض و نهض معه رائد ..



قال أحمد متأسفًا : سامحني .. بس مضطر أمشي دحين عارف مكان مكتبي ..اذا احتجت شي في أي وقت .. قابلني هناك .



ابتسم رائد : جزاك الله خير يا دكتور .



ربت أحمد على كتفه قائلاً : و إياك .



@@@@@@@@@@@@@@@@


جدة



الشركة



مكتب تركي



00 : 10 صباحاً


حيث يوجد أجمل امتزاج للون الخشبي مع لمعة الشوكولا ، حجرةٌ مكتب فسيحة فيمنتهى الرقي و الفخامة


تميزت بألوانها الداكنةالتي تبعث على الدفء والسكون ، أرضية من الخشب الأنيق اللامع تتوسطها سجاده سكرية اللون ذات نقوشمشرقه و فوقها جلسة عمليةبكراسيها الجلدية الراقية بالون البني الداكن، عليها كوشيات بلون الشوكولا الفاتح ، وطاولة ذات شكل متعرج غير مألوف مزينة بإكسسوارات لامعة تمزج اللونين العسلي و البني بقطرات من الذهب.


و في الجهة اليمنى توجد المكتبة بديكورها الخشبي ذا النقوش البارزة رائعة الجمال .



و في الجهة المقابلة مدفئة من الحجر الجيري الثقيل فاتح اللون وزعت عليها لمسات فنية رقيقة و دقيقة للغاية.



أما في آخر الحجرة ، يوجد ذلك المكتب العريض بلونه البني المذهب الأطراف ، و خلفه مباشرةً كرسي جلدي طويل يجلس عليه الوسيم الذي كان منشغلاً بقراءة إحدى رسائل بريده الالكتروني عندما طُرق الباب و من دون أن يرفع عينيه عن الجهاز قال : تفضل .


دلف إلى الحجرة شاب أنيق في الرابعة و العشرين من عمره تقريباً، يحمل ابتسامة مرحة على محياه : السلام عليكم .



رد عليه تركي السلام : وعليكم السلام ورحمة الله .



تقدم الشاب و جلس على المقعد المقابل للمكتب و التزم الصمت ..



أغلق تركي بريده و أدار الكرسي لمقابلته : هاه .. جبت الأخبار ؟؟



ابتسم عمر : و أحلى الأخبار كمان .. كل اللي طلبته موجود .



اعتدل تركي في جلسته : مين طلع ؟؟ .



قلب عمر الأوراق في يده ثم قال : جاسم فهد الـ *****.



قطب تركي حاجبيه و كرر الاسم ببطء : جاسم فهد .



أومئ عمر برأسه : و دحين منوم في مستشفى ****** ***** ***** نفس المستشفى اللي يشتغل فيها أحمد .



هتف تركي بلهفة لم يستطع أن يخفيها : لقيتوا أحــــــمـــد ؟؟!!!!! ..



اتسعت ابتسامة عمر : ايوه .. لقيناه .. أبو حميد هذا عاد لازم نلاقيه .



صمت تركي للحظة ثم قال : و جاسم .. ليش منوم ؟؟.



عاد عمر إلى تصفح الأوراق : .. همم .. و الله ما حاولت أتأكد لكن اللي أعرفه انه صار له حادث .. و .. شلل نصفي .



ارتسمت في عيني تركي نظرة غريبة قبل أن يدير جسده إلى جهازه مرةً أخرى : شكراً .



نهض عمر من مجلسه : العفو ..يلا يا لحبيب أبو صالح ينتظرني .. مع السلامه .



خرج و أغلق الباب خلفه ..



وضع تركي يديه على المكتب .. و همس: أحمد .. أخــــيراً بعد كل هذي المده !!! .




@@@@@@@@@@@@@@@




الرياض




الشركة




00 : 11 صباحاً



نظر إلى ساعته : أووووووف.. تأخرت عالشباب .



جمع أوراقه بسرعة و تحرك إلى المصعد على عجل ، استقله و ضغط على الرقم 5 ..و بعد أن أَغلق الباب ..فتح الملف في يده و انشغل بقراءة بعض البيانات ، توقف المصعد في الدور الثالث ثم دلف إليه شاب ابتسم حالما رآه هاتفا : هـــــــــــــــــــلااااااا والله عزااااااامووووو.



رفع عزام رأسه في فرح وصاح : نـــــــــوافوووووووووه !!!



ثم احتضنه في شوق : يالمعفن .. كيف قدرت تجي قبل الأسبوع ؟؟ .



ربت نواف على ظهره : ربي وفقني و طلعت الشغله بسيطه ، قدرت أخلص اللي في يدي بسرعه .



توقف المصعد فخرجا منه ..



أردف نواف بابتسامته الجذابة : و كنت ماشي ع البيت .. بس دق علي فيصل وبلغني بالاجتماع .



ضرب عزام جبينه و هتف: يووووووووه ..ذكرتني .. تأخرت عليهم .




.




.




.




مكتب فيصل


عزام



فارس



ياسر



فيصل



نواف



نادر




الكل اجتمع ، و جلسوا في هدوء تام .. ينتظرون افتتاح الجلسة التي بدأها نادر بصوته القلق: الحين لو خليتونا نجتمع في مقهى مو أحسن ..لو دخل علينا واحد من عماني ترحموا على أنفسكم .



نظر إليه فيصل بغضب و صاح : تعرف تسكت .. انت ما يهمك غير الطفح في الأكل و الحش في الناس .. لكن الشغل و حل المشاكل ما تدري عن ماطحاها جسم منفوخ بدون عقل .



أشاح نادر بوجهه في عصبية و تنفس فيصل الصعداء ثم قال : أول شي .. عشان المطافيق و اللي يشابهونهم يرتاحون عماني كلهم اطلعوا من الشركه قبل شوي مؤتمر **** ***** ***** اليوم بيفتتح .. ولا نسيتم ..و جدي ف الطياره للدمام .. وده يحضر المعرض الجديد هناك.. وثاني شي .. انتم عارفين كيف الأوضاع في الشركه هاليومين ، من بعد آخر اجتماع و الدنيا مقلوبه فوق تحت .



اعتدل نواف في جلسته و قال بأسلوب مذهب : السموحه يا فيصل على المقاطعه لكن ..عندي كلمتين لازم أقولهم .



التفت إليه الجميع و سأله فيصل : خير .. واش عندك ؟؟



تنحنح نواف و عقد يديه أمام صدره قائلاً : أعتقد اني و كثيرين غيري ..



و نقل بصره بين أبناء عمه : مثل الأطرش في الزفه .



قطب فيصل حاجبيه ..



و استطرد نواف : حنا للحين ما ندري واش سبب اصرار جدي على شغل تركي هنا لهالدرجه ..



.... و ليش انقلب تركي علينا فجأة .. يعني .. في أشياء كثير لازم تشرحها لنا في البداية .



عادوا ينظرون إلى فيصل في انتظار الإجابة ..أما عزام فاكتفى بالنظر إلى النافذة ..



أسند فيصل ظهره إلى المقعد و قال شارحًا : هذا السؤال انتم اللي تجاوبون عليه تركي من سنوات وهو معنا .. و فجأة من غير احم ولا دستور قطع كل شي يربطه فينا .. طبيعي جدي يخاف عليه و يحاول يعرف واش السبب .



لاحت ابتسامة سخرية خفيفة على شفتي عزام و لكن فاجأته تلك الكلمات الصارمة التي نطق بها ياسر : و ليش ما تقول ان الورث اللي انكتب كله باسم تركي هو السبب ؟؟؟.



نظر إليه فيصل في صدمة .. و التفت عزام إليه في حدة ..



أردف ياسر و هو ينظر إليه بتحدي : فيصل .. انت كل الأخبار تجيك كامله من عمي أبو نواف و الكل عارف بهالشي .



رفع فيصل حاجبيه في ضيق و قال : هات اللي بتوصلّه بدون لف و دوران .



تحدث ياسر على الفور بصوت واضح : اللي بوصلّه .. عــــــــــن الكلام الفاضي اللي ما له أصل .. قال ايش .. جدي خايف عليه .. و البلى كله في الثروة الكبيرة اللي راحت كلها لتركي بعد وفاة عمي الله يرحمه .



صاح فيصل في حنق : ياسر .. واش هالكلام .. ؟؟ .



ضحك ياسر في سخريه متجاهلاً غضب فيصل و قال : لا .. و الجواسيس اللي منصّبين في جده و الرياض و في كل مكان يروح له و الحجه ايش .. خايفين على ولدنا .



صرخ فيصل بعصبية أكبر : واش نهايتها معك .. ؟؟ .



نهض ياسر من مقعده و قال بصرامة : نهايتها ان جدي يبرر سبب تصرفاته ..و أوامره الغريبه اللي يعطيها ..



أنا أعرف تركي من سنين .. و هو مستحيل يتغير كذا فجأة إلا لسبب و سبب كبير ..شف جدك و أعمامك واش مسوين له ... ثمن تعال و تكلم .



و خرج مغلقاً الباب خلفه في غضب ، الصدمة لجمت الجميع و عقدت ألسنهم .. حتى عزام الذي لم يتوقع هذا من ياسر !!!!..




@@@@@@@@@@@@@@@@@


تبوك



المنزل الشعبي



30 : 1 ظهراً




أخذت تتحسس وجهها و هي تنظر إلى المرآة ، كان أثر الضرب معلّماً في وجنتها و مع ذلك لم يذهب بريق عينيها العسليتين و لا جمال أنفها الطويل و لا رونق شفتيها التوتيتين ..



: تساهير.



التفت إلى الخلف ثم ركضت إلى الحجرة الأخرى : هلا يا أمي .



: كح .. كح .



نظرت إلى والدتها المريضة بحزن شديد ، كانت مطرقة برأسها و تمسح على شفتيها بقطعة من المنديل و عندما رفعت رأسها محت تساهير تلك النظرة الحزينة بسرعة و رسمت على شفتيها ابتسامة رائعة : هاه يا أم تساهير ..اش أخبارك اليوم ؟؟ .



و سارت نحوها .. لتجلس إلى جوارها .



ابتسمت والدتها بإعياء : الحمد لله .. الحمد لله .



أخذت تساهير تدلك قدمي والدتها و تهمس بحنان: تاج راسي .. أجيبلك القهوه دحين ؟؟؟ .



أومأت والدتها برأسها قبل أن تسعل في شده ..استمر سعالها للحظات و تساهير تربت على ظهرها في حنو ، كانت تشعر بقلبها يتمزق مع كل شهقة مؤلمة تصدر من تلك الطيبة و بعد أن ارتاحت والدتها قليلاً



طبعت قبلة دافئة على جبينها و نهضت قائلة : أجيبلك القهوه تدفّي حلقك .



وفي طريقها إلى المطبخ العتيق .. استوقفها طرق الباب، التفت إلى باب الشقه و سارت إليه مسرعةً و هي تهتف : مين ؟؟ .



أتاها الرد الهادئ: ماهر .



فتحت الباب و هي مختبئة خلفه و أجابت : هلا أخوي ؟؟ .



وضع مجموعة من الأكياس عند الباب و هو يقول : هذي الطلبات.. تآمرون على شي ثاني ؟؟.



أجابته على الفور : لا .. جزاك الله خير .



أغلقت الباب و أخذت تتفحص الأغراض كانت عبارة عن مجموعة من الأغذية المختلفة ..



و متطلبات للمنزل .. كالصابون ..و غيره ، زفرت في راحة : الحمد لله ..اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال و جهك و عظيم سلطانك ..



حملت الأغراض و مرت بحجرة والدتها : أمي حبيبتي .. جاب ماهر الأغراض .



ظهر الفرح على ملامح والدتها تلك الملامح التي أعياها المرض قالت: الحمد لله .



ابتسمت تساهير و ذهبت إلى المطبخ ، أما والدتها فشمخت ببصرها إلى الأعلى و همست من أعماق قلبها : الله يوفقك يا و لدي يا تـــــركــــــي .




@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض



فيلا أبو ياسر



00 : 4 عصراً



تتمشى في الحديقة و تستنشق عبير الأزهار على اسمها ، أجابت بخفوت : هلا قلبي .



وصلها صوت زوجها نواف: اشلونك حبي ؟؟ .



تنهدت و هي تقول : الحمد لله .. ماشي الحال .



سألها بقلق : علامك ؟؟ .



عبثت بشعرها و هي تقول بضجر : اييييه يا نواف واش أقلك .



تمتم في حيرة : عروب ؟؟ .



ترقرقت الدموع في عينيها و تهدج صوتها : ايه .



قال مهدئاً : عبورتيي .. ليش البكا يا قلبي .. الحمد لله طيبه و مافيها باس .



هتفت بألم : نواف .. معاد هي عروب الأوليه .. تغيرت .. تغيرت .



طمئنها بصوت حنون : طبيعي يكون هذا وضعها .. يعني مخطوبه لواحد من ثلاث سنوات و بعدين يفسخ الموضوع بكل برود.



أطرقت برأسها و وضعت كفها على جبينها : لا .. أنا حاسه ان الموضوع أكبر من كذا .



سألها بغتةً: تحبيني ؟؟ .



خفق قلبها و احمرت وجنتاها ، همست في رقة : تشك ؟؟ .



همس : مو أنا اللي يشك في روحه .. بس .. أحب أسمعها منك .



مسحت على شعرها بارتباك : و أنا أحب أقولها في أوقات معينة .. لجل تحس بحلاوتها .



صدحت ضحكته و هو يقول : والله انك تحففففه .. لنا سنه متزوجين و بعدك على حياك .



صاحت في خجل : نواااااااااااااااااف .



قال في هدوء .. حتى يخفف من وطأة خجلها قليلاً : شفتي شعورك الحين .. و شعوري .



تمتمت : ايه .



غمم بحزن : هذا كان شعور عروب .



انقبض قلبها ..



و أردف هو: لاجل كذا لا تلومينها .. بالعكس .. أبيك توقفين جنبها .



أطرقت برأسها و هي تتحسس وردة صفراء : إن شاء الله .



همس : بوبو .



قطفت الوردة و هي تجيبه: هلا .



..... : بعد المغرب اجهزي .



قطبت حاجبيها و سألته : ليييش ؟؟ .



أجابها بخفة : بدون ليييش .. مع السلامه يا روحـــــــــــي .



..و أغلق السماعه ..



أخذت عبير تحلل كلامه للحظة قبل أن تشهق: رجـــــــــــــــع مـن الــســفــر !!!!!.



.




.




و في الخارج



كان ياسر يسير بسيارته في بطئ شديد ، و عقله ثائر من جرّاء ما لاقى ، موضوع عروب و الآن مشكلة تركي .. كان عقله يبحث عن إجابة ، كيف استطاع السائق أن يدخل إلى الحديقة ؟؟ .. أمه فقط من تملك مفاتيح الأبواب الخارجية و هي من تعطيها لإحدى الخادمتين إن أرادت شيئًا و من ثم تعود إليها .. إذًا .. هي بالتأكيد واحدة منهما .. ربما احتفظت بالمفتاح و أعطته للحقير ليصوره و يقوم بمخططه .. و لكن .. أيهما ؟؟ .. الأولى كبيرة السن .. و تسكن لديهم منذ ما يقارب العشر سنوات .. ماذا عن الأخرى .. لا زالت شابة و



جـــــحــــظـــت عــــيـــنـــاه في هلع و هو يضع رجله على المكابح لتتوقف السيارة في جانب الطريق.. أخفض رأسه على الفور .. و أخذ ينظر بحذر .. إليها .. و هي تحادث سائق الجيران من خلال فتحة متوسطة من الباب .. اشتعلت نفسه بغضب لا مثيل له .. و همس لنفسه : لا يا ياسر .. انتظر .. لا تظلمها ..



صمت للحظة و هي يراها تضحك و الآخر يضحك برفقتها .. قبل أن تغلق الباب ، تفجر الحقد في قلبه و رفع رأسه و هو يقول : أنا اللي بطّلع الكلام منك .



.





دلفت إلى جناح عروب و اقتربت من باب الحمام ، طرقته بلطف هاتفةً: عروب ؟؟ .



أتاها صوت شقيقتها الضعيف : نعم ؟؟ .



انقبض قلب عبير فأغلقت عينيها و قالت : حبيبتي .. يلا الغدا .



وضعت عروب يدها على قلبها و مسحت دموعها بيدها الأخرى ثم نظرت إلى نفسها في المرآة ، تأملت وجهها الشاحب و أجابت بصوت متهدج : شوي و طالعه .



وضعت عبير يدها على مقبض الباب و هتفت بحزم: لااا .. ما راح أمشي إلين تطلعين .



تقدمت عروب إلى الباب و فتحته ببطء ، خرجت و هي مطرقة برأسها ، تأملتها عبير بحنان و ضمتها إلى صدرها : يلا يا قمر .. ارجعي عروب الحلوه .. ذاك الحقير ما يسوى التراب اللي تمشين عليه .. الله يرزقك بواحد أحسن منه .



ترقرقت الدموع في عيني عروب رغماً عنها لكنها تمالكت نفسها بقوة ..من أجل شقيقتها و ابتسمت ..



ابتعدت عنها عبير و قالت في مرح : أقووووووول .. مابيك تعّجزين بدري كفايه دموع .



ابتسمت عروب ..



وضعت عبير يديها على خاصرتها و قالت في دهشة مصطنعة : انتي ما عندك غير هالابتسامه ..



يا عمتي اضحكي شوي .. و خليني أشوف اللولووو .



أنهت كلمتها و ركضت قبل أن تقفز فوق السرير ..وتنشد بصوت طفولي : أسناني بيضااااااء .. تشرق كالشمسييي .



و مضت ترقص بحركات جنونية و هي تكمل النشيد و هنا ضحكت عروب لا إرادياً ..



و



..................... : مــــــــــــــاداااااااااااااااااااااااااااام .. مــــــــــــــــــــدااااااااااااااام ..



التفتت الفتاتان بسرعة إلى مصدر الصرخة و إذ بالخادمة تقف عند الباب و هي تلهث ، ركضت و أمسكت بثوب عروب : مــــــــــــــــــــــداااااااام .. بـــابــــــــــا يـــــــــاســر فـــي اضـــــــرب نـــــــسيـــمـه !!!!.



نظرتا إليها في رعب و إذا بصراخ ياسر يملاْ المكان ..



قفزت عبير من فوق السرير و ركضت مسرعةً إلى مصدر الصوت و هي تصيح: يااااااااااااااسررررررررررررررررر.



.




كان يقف في الصالة الرئيسية في الدور الأول و الخادمة بين يديه و الدماء تنزف من أنفها ، شد شعرها بقوة و هو يصرخ : تــــــــــــــكـــلــــمــــي يالحيوانه .. تــــــــــــــــــكــــلـــمي .



صرخت الخادمة في ألم شديد : بــــــــــــــــــــــابــا .. بـــابـــا .. كلاااااااص .



ارتعدت فرائص عبير رعباً و نزلت بسرعة مع السلالم ، وصرخت : يــــــااسر ... يــــــــكــفي .



أما عروب فقد سقطت على ركبتيها في صدمة .. و قد استنتجت السبب ..



اقتربت عبير من ياسر المستمر في ضربه و أمسكته مع عضده و هي تصرخ : خـــلّها .. خـــلّهــــا يـــا يـــاســـر .. بــــــــــــتـــمـوت الـــحـــرمــه .. خــــــــــــلّها.



دفعها ياسر بغضب فشهقت و هي تسقط على الأرض ، و استمر يضرب الخادمة بقسوة : أقلك ليييييييييييييييش ؟؟ .. ليش فتحتيله الباب .. لييييييييش ؟!!!!!!!!!!!!!!!!! .



صرخت الخادمة في رعب : هداااااا بابا فـــــــــــااااريييس .. بابا فـــــــــــــــــاااااااااااااااريييييييس .



امتقع وجه ياسر و قال في صدمة شديدة: ايش ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!



أخذت الخادمة تقبل قدميه و هي تبكي : و الله هدا بابا فاريييييس ..بابا فارييس يإطي أنا فلووووووس .. قول فكي بـــــــــــــــــــــــاااااااااب .



شعر ياسر بالدنيا تدور من حوله فقبض على عنقها بشدة و صاح: يالكذاااااااااابه ..و لك عين تــــــــــــكـــذبين.



مضت تصرخ في انهيار: والله .. و الله يا بابا و اللله .



عبير لم تفهم شيئاً مما يدور حولها و لكنها سمعت اسم فارس ، التفتت إلى ياسر و هتفت : ياسر .. فارس من فتره و هو يقابل سرياتي آخر الليل ..أنا كم مره لمحتهم من الشباك .



سقطت قبضة ياسر و نظر إلى شقيقته بصدمة ، تحررت الخادمة منه و ألقت بنفسها على عبير : مدام .. قول .. قول هدا بابا فارس .



نظرت إليها عبير في حيرة ، أما ياسر فلم يعد يشعر بالدنيا من حوله .



و في أوج صدمته نطق .. : فارس !!!!!!؟؟ .



............ : مــــــــــــــــــــــدااااااااااااااااام .



رفع رأسه في حدة إلى الأعلى ، و الخادمة الأخرى تصرخ في الأعلى و هي تنظر إلى جسد عروب المسجى على الأرض : مدااام أرووووووووووب .



ركض ياسر إلى الأعلى و هو يصيح : عـــــــــــــــــــرووووووب!!!!!!!!!





@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جدة



المستشفى



00: 5 عصراً

بمعطفه الأبيض ، يوقع بضعة أوراق عند موظفي الاستقبال ، اقترب منه طارق و هو ينشد : حموووووووود .. حموووود ..قوم اقعد من النووووم .



هز أحمد رأسه في أسف ..و لم يلتفت إليه..



توقف طارق إلى جانبه و سأله : دحين يالتيس أنا قاعد أناديك ليه ما ترد ؟؟ .



أكمل أحمد توقيع الأوراق و هو يتحدث بهدوء: بالله اللي يشوفونك و انتا لابس هذا البالطو الأبيض و تصارخ كذا اش بيقولون ؟؟.



هز طارق كتفيه و قال ببساطة : عادي .. دكتور مجنوووووووووووون .. خخخخخخخ .



أغلق أحمد قلمه و هتف: أقول امشي بسرعة .. تاخرت .



صعدا إلى الأعلى سوياً ..



و في الطريق رفع طارق إصبعه و هتف : صح .. نسيت أقلك .. في عماره مالت .. ليييييييييييييش ؟؟ .



نظر إليه أحمد بنظرة خاوية ثم أشاح بوجهه قائلاً : ما أدري .



هتف طارق بحنق : يووووووووووه .. قد ايش بااارد .. أنا أقلك تعبت و هيا وااااقفه .



ندت من بين شفتي أحمد ضحكة بسيطة ، هتف لها طارق بعصبية مصطنعة: بسسس ..هذا اللي قدرت عليه .



التفت إليه أحمد و قال مبررًا : طروووق و الله ما لي خلق في شي اليوم .



زاد طارق من سرعته و اعترض طريقه و هو يقول بصوت مرتفع : أكييييد العجوز المخرّف نط في حلقك مره ثانيه .. صح ؟؟ .



تلفت أحمد حوله في حرج فصوت طارق المرتفع يلفت الأنظار دائماً و عندما لم يغير طارق من وضعيته، صك أحمد على أسنانه و مر من جانب طارق و هو يهتف مهددًا: طروووق ..لو كفختك و صقعت في الجدار لا تلومني .



لحقه طارق وانعطفا إلى ممر جانبي و هو يسأله بضيق : دحين قلي .. اش يبغي من صباح الله خير ناطلك زي الشوكه في البلعوم .



رفع أحمد أحد حاجبيه في غيض و لم يجيب .. بل زاد من سرعته ..



لحقه طارق و هو يهتف: حـــــــمّووووووووووودي .. وين ؟؟ .



أجابه أحمد و هو مستمر في سيره : الظاهر انك تتكلم عن بلعومي .. صح .. اش دراك انه فيه شوكه ؟؟ .



ضحك طارق و قال بسخرية : حميدان .. نسيت إني أمتلك حاسه سادسه .. يعني طبيعي جداً أكون حاس



بالشوكه اللي في بلعومك .



لوح أحمد بيديه : يا سلام .. والله و عرفت كيف تحرف معنى الحاسه السادسه .



ضربه طارق على كتفه وهو يقول : و بما يناسب ميولي الشخصية يا دكتور .. دحين خليك خفيف و " أشبع فضولي يا حمود " .



غير أحمد وجهته لممر فرعي مغممًا: الله يفك اللغة العربية الفصحى منك .



رفع طارق يديه بالدعاء : آميييين .. يعني ما في أمل إنــ



قطع حديثه توقف أحمد المفاجئ .. توقف بحركة مفاجئه ..و توقف طارق بعده بعدة ثواني .



أدرا رأسه إلى أحمد و صفق بيديه : يا هوووووووه .. اش التفحيطه الرهيبه هذي .. كان دقيت بوري على الأقل .



لم يتلقى أية إجابة من أحمد الذي تعلق نظره بشيء أمامه و الصدمة أخذت دورها على محياه و بصعوبة نطق : طـ .. طارق .. شايف اللي أشوفه ؟؟؟؟؟!!!!!!!! .



التفت طارق بسرعة إلى الخلف ثم قطب حاجبيه و دقق النظر قبل أن يجيب : إلا .. مو ...مو هذا تركي ؟؟!!!!!!!!



كان تركي جالساً بهدوء أمام غرفة أحمد ينتظر مع المرضى و المراجعين و يعبث في جهازه المحمول ..



خفق قلب أحمد للحظات و عيناه معلقتان بتركي ، مشاعر غريبة تفجرت في صدره ، و ذكريات قديمة تداخلت في ذاكرته ، التزم طارق الصمت .. أما أحمد فقبض على أصابعه ثم تحرك بهدوء إلى حيث يجلس ،و اكتفى طارق بمتابعة المشهد .



و عندما توقف أحمد أمام تركي ، قطب تركي حاجبيه و رفع رأسه إلى الأعلى ..



~~ و التقت النظرات.. لعدة لحظات ~~



نهض تركي من مكانه و ابـــــــــــتـــســـم لأول مرة منذ سنوات و قال : هلا و الله ببو حميد.



ابتسم أحمد بدوره و احتضنه فوراً و قال بفرحة عارمة : حيا الله أبو كشه .



ربت تركي على ظهره و الابتسامة على وجهه..




*




اتسعت ابتسامة طارق و قال : أخيراً تقابل الثنائي ..



........ : وايس ؟؟



التفت إلى يمينه و إذ برجل عجوز قصير القامة ينظر إليه : واس قلت ؟؟.



رفع طارق صوته وهو يقرب فمه من أذن العجوز : أقوووول يا محلا سنونك .



ضحك العجوز و بدت أسنانه التي سقط نصفها ..ضحك طارق بدوره و استدار عائداً إلى مكتبه ..



@@@@@@@@@@@@@@@

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 27-09-09, 05:19 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142868
المشاركات: 11,327
الجنس أنثى
معدل التقييم: نوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسينوف بنت نايف عضو ماسي
نقاط التقييم: 3549

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نوف بنت نايف غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

[COLOR="Red"]الرياض




فيلا أبو ياسر




في نفس اللحظات



صرخ في غضب و هو يحاول أن يحرر نفسه من قبضتها : عبيييييير يالثوره قلتلك انقلعي بيت زوجك و فكينييييييي .



قبضت عبير على ذراعه بقسوه : قلتلك منت رايح .. عروب تعبانه و ما فيها لهبالك .



نظر إليها و الشرر يتطاير من عينيه : شوفي يالبقر .. يا تفكين يدي يا أنتّف رموشك .



تركت ذراعه وهي تشهق في استنكار : نعممممممممممم .. واش ذا التهديد الجديد .



حرك حاجبيه في انتصار : سلاح جديد .. خـــواتي ما تجي معكم الا العين الحمررراااا .



و ركض باتجاه حجرة عروب .



صرخت عبير و هي تلحق به : مرواااااااااااااااااااااااااااااااان .



دفع باب حجرة عروب بسرعة و هو يصيح: ربوووووووووع .



انتفضت في هلع و اعتدلت بسرعة : ِمن ؟؟ .



ضحك و هو يقترب من سريرها : سووورررررري .



كان الدوار يلف رأسها .. همست متسائلةً: ميمو ؟؟ .



ضرب بيديه على فخذيه و هو يتأفف في غيض : إناااااااا لله .. يا الفااغره .. أنا كم مره قلتك نيمو .



...... : يالتييييييييييييييييييس .



التفتت إلى الوراء و هو يصيح بذعر : يمااااااااااااااااااه .. شعشبونه جت .



قفز على السرير ..و اختبىء خلف عروب : ربوع .. الله يسعدك اقلعيها براا .



أشارت عبير إلى نفسها بحنق : أنا شعشبونه يا عبسـ .. آآآآآآآه



اصطدمت الوساده التي رماها مروان بوجهها ..



فضحك في انتصار وهو يشير إليها : كاك كاك كااااك ... تسطح وجهك مثل الرصيف.



صاحت بكل ما تملك من قوة : مــــــــــــروااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان .



و ركضت باتجاهه ، احتمى بعروب التي هتفت ويدها على جبينها : بوبو حبيبي .. لجلي هالمره .. سامحيه .



توقف عبير على الفور ..كم فرحت عندما سمعت صوت شقيقتها ، نظرت إليها في حنان و مروان يتمتم : بسم الله الرحمن الرحيم .. غرييييييبه شياطينك ركدت .



أمسك بكتفي عروب و أجبرها على مواجهته و هو يهتف : ربوع .. قريتي عليها صح ؟؟ الله يوفقك اقري عليها مره ثانيه يمكن تنشب في نوافوووه ومعاد يسافر ويكبها في كبدي .



حاولت عروب أن تبتسم ، ولكنها لم تقدر ، لم تقدر .. فالمصاب كبير .. ،التفتت إلى عبير و قالت بخفوت : بوبو .. الله يخليكِ .



شعرت عبير براحة عجيبة تملأ قلبها عندما تحدثت مرةً أخرى ، كانت قلقة عليها .. خصوصًا .. بعد أن فقدت وعيها ، رغم أنها لا تدرك السبب حتى الآن .. لماذا توافق سقوطها مع معرفتها بأمر فارس و الخادمة ؟؟ .. كان الفضول يثير حواسها و لكنها .. آثرت الصمت في الوقت الحالي ، أطرقت برأسها و أدخلت يدها في جيبها .. شهق مروان في جزع مصطنع : يماااه يبااااه .. معاها مسدس .. لا .. بتقتتلني ..لا .. لا



رفع يديه أمام وجهه هاتفًا في رجاء : لا .. أرجووووك يا أيتها البقرة الموفيه ..لا تقتليني .. مازلت بزراً .. ما زلت ورعًا على الموت .. اهي .. اهي ..أييييييييي .



وضع يده على جبينه بألم ..و من ثم التفت سريعاً ليرى الشيء الذي اصطدم بجبينه : واااااااااو .. حلاوة جلكسي .



خرجت عبير من الحجرة ، والتقط مروان الحلوى ثم أخذ يبصق عليها و يمسحها بقميصه ..



حركت عروب شفتيها باشمئزاز : يعععع .. نيمو .. بلا قرف ..



فتح غلاف الحلوى وهو يقول ببساطة : يا مره .. أبي أمسحها .. يمكن عليها سم ..تدرين المقاتلين الصناديد مثلي أعدائهم كثيييييييير .. خايف على روحي يالفاااااااغره .



و أخذ يمضغها ..



تأملته للحظات إلى أن تغيرت ملامح وجهه وبصره معلق بالباب : يا هلاااااااااااااا والله .



التفتت بحدة إلى الخلف .. ليهوى قلبها بين ضلوعها و هي تراه مستندًا على الباب عاقدًا يديه أمام صدره ..



أشاحت برأسها على الفور و هي تسمعه يقول لمروان : عزام يبيك ع السماعه .



هب مروان من مكانه و قفز من فوق السرير و هو يصيح : عـــزاموووووووووووووووه !!!!.



أغلق الباب خلف مروان فشعرت هي بالاختناق ، تقدم بهدوء وجلس على أول مقعد صادفه ، شبك أصابعه و الصمت مرافقٌ لشفتيه، تعرّقت يداها و نبضت عروقها بخوف جمّ و هي تنتظر الكلمات التي سينطق بها.



تنفس الصعداء ثم قال بهدوء: عروب .. ما ودك تتكلمين .. ؟؟ .



هزت رأسها نفيًا على الفور و هي عاجزة عن النطق ، زفر في حرارة : بوبو .. أنا للحين شاك في كلام ذيك الحقيره .. لكني راح أواجه فارس .



اقشعر جسدها و هي تقاوم دموعها الحارة ، و صوته ينساب في أذنيها : فيه شي انتي مخبيته عني يا عروب .. أرجوكِ صارحيني .



أغمضت عينيها بألم و هي تقبض على وسادتها بأصابعها قبل أن تهتف بصوت متحشرج : ياسر .. أنا من وين أعرف عيال عمي ؟؟ .. بس اسمه و هو ينربط بـ



خنقتها غصة مريرة ، و فهم هو مرادها .. أردفت من بين دموعها : ليه يبي يئذيني ولد عمي و أنا عرضه .. ليه .. و اش اللي بيني وبينه ؟؟؟؟.



وضعت وجهها بين كفيها وانخرطت في بكاء حار ..



شعر بالدماء تغلي في عروقه لدموعها ، فنهض من مكانه و هو يزفر : خلاص يا عروب .. أنا اللي راح أوصل للحقيقه ..



ثم خرج من الجناح مغلقًا الباب خلفه و أمارات القلق و الحيرة و الاستنكار محفورة على وجهه .وفي داخله صوت قوي مستنكر يهتف بـ * فــــــــــــــــــاااااارس؟؟!!!!*




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جدة



منزل حسن



00 : 7 مساءً




أغلقت عينيها بضيق و هي تستمع للتسجيل : عفوًا إن الهاتف المطلوب لا يمكن



أغلقت السماعة و هي تهمس بقلق : اشبك يا مرّومه مقفله جوالك ؟؟ حتى الاختبار ما حضرتيه !!.



ضغطت على رقم آخر ، ثم وضعت السماعة على أذنها و لم يكد يأتيها صوت ساره حتى قالت : السلام عليكم ..... سوسو والله قلقت عليها جوالها إلى الآن مقفل ؟؟!!! .... والله!!!!!!! .. متى رايحتلها ؟؟ .... أوكي .. بلغيني الله يسعدك أول ما تطمنين عليها .... يلا يا قلبي .... مع السلامه .



أنهت المكالمة ثم وضعت الهاتف في حقيبتها ونظرت إلى المرآة تتأكد من هندامها ، كانت تشعر براحة خففت من ألم أعصابها المرهقة فقد اتصل عليها رائد منذ لحظات و طمئنها على وصوله سالمًا لمدينة الدمام .



تناهى إلى مسامعها رنين هاتفها فابتسمت و ركضت إليه ، هتفت في مرح : ألــــــووووو ..



..........: هلا و الله .. هلا برهيفوووووووه .



جلست على سريرها و هي تضحك: يا هلا فيك مزّوني .



....... : أخبارك يالخبله ؟؟ .



وضعت يدها على خاصرتها و هي عاجزة عن كتم ضحكتها : من بدايتها سب .. حشى .. هذولي اللي مشتاقين ؟؟.



ضحك في مرح : هذي مشاعر الشوق عندي .. كيف أيامك ؟؟ .



أجابته بابتسامة عريضة : و الله بخير الله يسلمك .. نورت جده اليوم .



....: منوره بوجودك .. هاه .. جاهزه ؟؟ .



فرقعت إبهامها بوسطاها : يعني توقعي في محله .. السيد مازن هوا اللي بيوصلني .



...... : شفتي كيف .. هذا و أنا اليوم واصل جده .. لكن طبعاً ما أقدر أرد طلب للأمير .. و ما أقدر أضيع شرف توصيلك يا لمطفوقه .



ابتسمت و قالت بهدوء : أخبارك مازن ؟؟ .



......... : و الله الحمد لله .. دامني سمعت صوتك أكيد بخير .. على فكره .. تراني دحين طالع من البيت .



شهقت باستنكار : لســـــاااااا .. دوبك بتطلع ؟؟!!!! .



.......... : أقووووووووووووول .. احمدي ربي اني بوصلك .



هتفت بتساؤل مرح : خيييييير .. اشبها اللهجه قلبت ؟؟ .



قال مازحًا : كح .. كح .. سوري .. غيرت التردد .



... : انتبه لنفسك .



........ : إن شاء الله .. يللا أشوفك بعد ربع ساعه .



أومأت برأسها و هي تقول : أوكي .. مع السلامه .



أغلقت هاتفها و وضعته على الطاولة أمامها ، ارتسمت على شفتيها ابتسامة باهتة و سرحت ببصرها قليلاً و هي تهمس : الله يوفقك يا مازن و يرزقك باللي تسعدك .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض




فيلا أبو ياسر




9 0: 7 مساءً



هتفت ربى بلهفة و هي تلقي بعباءتها على الأريكة : و ينها ؟؟ .



أجابتها عبير و هي تشير إلى الأعلى : في غرفتها .. ربى انتبهيلها .. نواف ينتظرني برا مضطره أمشي .



أومأت ربى برأسها : لا تشيلين هم .



ثم ركضت إلى الأعلى ..



.



.




.






رغم أنها توأم روحها و من أقرب المقربين إليها ..إلا أنها لم تجرؤ أن تخبرها بالحقيقة ، شيء ما يكبت على أنفاسها ..




.





ربى كانت تعرف من النظر إلي عينيها بأن هنالك الكثير و لكنها لم تحاول أن تضغط عليها ؛ لذلك اكتفت بمواساتها و مرافقتها إلى الأسفل ..




.





نزلت عروب و اسم فارس لا يفارق مخيلتها ..فارس ..فارس ..فارس ..اسمه ارتبط بذكريات قديمة ..ذكريات ..أغلقت عليها منذ زمن طويل ..




.




نفضت عنها هذه الأفكار عندما تناهى إلى مسامعها الأصوات القادمة من المجلس توقفت و قبضت على ذراع ربى لا إرادياً ..



التفتت إليها ربى في تساؤل : بوبو .. واشبك ؟؟ .



ابتلعت عروب ريقها و تمتمت : آه .. مم .. مضاوي فيه ؟؟ .



قطبت ربى حاجبيها في حيرة : ايه .. ليش تسألين ؟؟ .



سرت رجفة خفيفة في جسد عروب تركت على إثرها ذراع ربى : لا .. ولاشي .. بس أسأل .



هنا .. تأكدن ربى من أن هنالك أمراً كبيراً.. ولكنها تعمدت تأجيل المناقشة لوقت آخر .



.




دلفت عروب إلى الداخل ليصطدم بصرها بعيني مضاوي الحادتين ،شعرت بطعنة قاتلة في قلبها فأشاحت ببصرها سريعاً ..و التفتت إلى هند التي نهضت لتسلم عليها و قلبها يخفق رعبًا و يلهج بـ..



** يا ربي ساعدني **




@@@@@@@@@@@@@@@@@@



جدة
أمام منزل حسن




15 : 7 مساءً



اتخذت مقعدها في السيارة إلى جوار مازن : السلام عليكم .



ابتسم مازن : و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته .. فوفو الهبيله .. و رأيتك مجدداً .. هاه هاه هاه .



ابتسمت و هي تغلق الباب : حياك أبو سعيدان .



حرك السيارة و هو يقول : أنا راح أنتظرك في السياره .. انتي ادخلي و سلمي .



التفت إليه في دهشة : لييييييييييييييييييه ؟؟ .



هز كتفيه : سلمت عليهم اليوم الظهر .



سألته في خفوت : و كيف الأوضاع ؟؟.



أجابها و هو يتابع الطريق ببصره : انتي مالك ذنب في اللي صار و الصراحه خالتي ما جابت سيرتك على لسانها ..و إذا سمعتي شي .. أذن من طين و أذن من عجين .



زفرت و قالت : إن شاء الله .



كان مقدراً لوضعها ..يدرك حساسيتها الزائدة من هذه المواقف و رقة مشاعرها و شفافيتها بالإضافة إلى أنها لم تر خالاتها منذ فترة طويلة ..



قال في مرح : إلا واش أخبار عريسك يا مره ؟؟ .



انقبض قلبها و أشاحت بوجهها إلى النافذة و هي تغمم في ضيق: الله يسعدك غير الموضوع .. ما حسبت أعدّل مزاجي .



لم يرق له الأمر ،نظر إلى المرآة و من ثم انعطف بالسيارة و هو يقول: عاد ما يصير ما أعرف شي عن زوج أختي ..و عن الانسانه اللي بتخطبلي .. صعبه مررررررررررررره .



ابتسمت رغماً عنها و هي تلتفت إليه : خلاص .. مصرّ على الزواج ؟؟؟ .



شهق مداعباً : يا خراااااااااااااااشي ... يابت .. مش عوزاني أكمل نص ديني ..أمّا حكاااااااايه .



أومأت برأسها : تآمر أمر أبو سعيدان .. من عيوني أدور لك عروسه .. أنا كم مازن عندي .



ضرب على عجلة القيادة بقبضته مؤكدًا: اييييييوه كذا .. لا تخليني أندم إنه خالتي رضعتني معاكِ .



هتفت ضاحكةً : يا سلااااام .. اش دخل هذا في الموضوع .. أصلاً انتا المفروض تحمد ربك و تبوس يدينك وجه و قفى ان أمي الله يرحمها رضعتك معايا .



قال مبررًا ببساطة: الفكره يا طويلة العمر .. انه ما يصير تكونين أختي بلاش .. لازم أستفيد منك !!!!.



@@@@@@@@@@@@@@@@



الدمام



مقر المعرض



في نفس الوقت


تلك الصالة الرخامية المزدحمة برجال الأعمال و المندوبين من مختلف الدول العربية..



تلفت شاب قصير حوله بذهول من كثرة المهتمين بهذا المعرض ،بل من التنظيم الممتاز له ،



ثم التفتت إلى الشاب الواقف إلى جواره و الذي قد ظهر الإرهاق واضحًا على ملامحه و قال بتعاطف : رائد .. روح ناملك ساعه .. من أول ما جيت وانتا على رجل وحده .



هز رائد رأسه نفياً و هو يقول : لا يا سيف .. لازم أخلص كل شغلي أول .



هز سيف رأسه في استسلام : راسك يابس .. على مين طالع ما أدري .



............... : أســـــــــــــــتــــــــــــاذ رائـــــــــد !!! .



التفت الاثنان إلى مصدر الصوت فطالعهما رجل مسن ، طويل القامة ، اقترب منهما و مد يده ..



صافحه رائد بترحاب: حياك الله .



مد الرجل يده إلى سيف : الله يحيك .



نظر إليه رائد في فضول في انتظار أن يعرف عن نفسه ..



فابتسم الرجل وهو يرفع بطاقته : متعب بن علي الـ **



اتسعت عينا رائد في دهشة و هو يهتف : مـــــــــــــعــقــول !!!!!!!!!..



أومأ الرجل برأسه ، نقل سيف بصره بينهما في حيرة فالتفت إليه رائد و هو يشير إلى متعب : الشيخ متعب بن علي الـ***** .. رئيس مجموعة شركات ***** ***** ***** .



ابتسم سيف بتفهم و قال: هــــلا و الله .. معك سيف الـ ****** .



أومأ متعب برأسه قائلاً : حياك الله .



ثم التفت إلى رائد و أخذ يقيمه بنظراته المتفحصة قائلاً : رائد حسن ناصر .. من فترة أدور عليك و أخيراً لقيتك في الدمام .



ابتسم رائد في احترام : لي الشرف اني أقابلك شخصياً يا عمي .



وضع متعب يديه خلف ظهره و قال : حبيت أسألك إذا ممكن تشاركني في رحلة بسيطة بالسيارة ..



أبى أكلمك في موضوع ضروري .



قطب رائد حاجبيه في قلق و همّ بسؤاله : خير يـ



قاطعه متعب مطمئناً : خير إن شاء الله .. موضوع بسيط بخصوص مشروع معين ودي آخذ رأيك فيه .



رمقه رائد بنظرةٍ حذرة ، قبل أن يلتفت إلى سيف و يقول : سيف .. اسبقني للفندق .



أومأ سيف برأسه و أخذ حقيبة رائد السوداء ثم غادر المكان .



أشار متعب بيده إلى باب الخروج : تفضل أستاذ رائد .. حياك .



@@@@@@@@@@@@@@@@@








جده




منزل خالة رهف




30 : 7 مساء


دلفت إلى المنزل بعد أن فتحت لها الخادمة الباب و بمجرد أن أزالت الغطاء عن وجهها عصفت بها الذكريات ... ذكريات طفولتها الدافئة التي جمعتها بجاسم في هذا المنزل و التي كانت تواسيها في كل حين ..أطرقت برأسها لتمسح دمعة متمردة سقطت من عينها ..



............... : مين يا سوتي ؟؟



رفعت رأسها بحدة إلى مصدر الصوت الأنثوي ، نظرت إليها الأخرى و دققت النظر كأنها تريد أن تتأكد مما تراه .. ثم همست بدهشة و هي ترفع حاجبيها : رهـــــــــــــــــــف ؟؟؟!!!!!!!!!! .



أومأت رهف برأسها و هي تشعر بالدموع تكاد تخنقها و قالت بصوت متحشرج : كيفك أماني ؟؟ .



اقتربت منها أماني و قالت : الحمد لله .



سلمت عليها ثم قالت : هاتي عباتك .



هزت رهف رأسها نفياً : معليش .. مازن ينتظرني برا و مستعجل .. جيت .. أسلم على خالتي .



أشارت أماني للصالة : تفضلي .. أمي في الصاله .



تحركت رهف بهدوء إلى الصالة وهي لم تجس النبض من لقائها مع أماني فقد كان عادياً و خاوياً ..



خفق قلبها بسرعة و هي تتخيل لقاءها مع خالتها ..



سبقتها أماني للداخل و هي تقول : أمي .. رهف جات .



تناهت إلى أذني رهف همهمة خافتة ، كادت أن تتراجع من شدة الخوف و لكنها أكملت طريقها و دلفت وهي مطرقة برأسها .



................... : رهـــــــــــــــــــــــــف ؟؟!!!!!!!!!!!!! ..



و كأنها لمست نبرةً حانية مشفقة من صوت خالتها ، رفعت رأسها بسرعة و إذ بخالتها تنظر إليها و الدموع تملأ عينيها .. مدت ذراعيها بلهفة : بنتي ؟؟ .



شهقت رهف بحرقة ، ركضت و ألقت نفسها بين ذراعي خالتها و انفجرت تبكي بشدة و من بين دموعها هتفت : سامحيني يا خالتي .. سامحيني ..بس والله مو بيدي .. و الله .



ضمتها خالتها إلى صدرها بحنان و أخذت تربت على شعرها : على ايش أسامحك يا بنتي ..انتي مالك ذنب .. هذا أبوك حسبي الله و نعم الوكيل.



و أخذت تبكي هي الأخرى و صورة ابنها جاسم لا تكاد تفارقها ، وضعت أماني كفها على شفتيها بتأثر و هربت إلى حجرتها مسرعة .



رفعت رهف رأسها و نظرت إلى خالتها بعينيها الحمراوين و هي تهمس : خالتي .. يعني منتي زعلانه مني ؟؟



ابتسمت خالتها في حنان وقالت بصوت متهدج : أحد يزعل من بنته .. مو كفايه انك محرومه من شوفتنا أجي كمان و أزعل منك .. لا .. انتي بنت أختي .. بنت حبيبتي المرحومه اللي وصتني عليك .



شعرت رهف بماء بارد يطفئ نار خوفها و وسوستها ، تلك النار التي كانت مستعرة في صدرها ، ابتسمت لخالتها و الدموع تبلل وجهها و تنهدت بارتياح .



أجلستها خالتها بحنو : انتي كيفك دحين .. ؟؟ .. اش أخبارك .. ؟؟



مسحت رهف دموعها و هي تجيبها : الحمد لله .. انتي كيفك يا خالتي .. و كيف أماني و البنات .



أجابتها و هي تمسح على رأسها: بخير و عافيه الله يسلمك .



ترددت رهف قبل أن تسألها : و .. جاسم ؟؟



أشاحت خالتها بوجهها بعيداً و مسحت دموعها بغطاء رأسها : آخ يا بنتي .. في غيبوبه .. ما ندري متى يصحى منها .



قطبت رهف حاجبيها و كررت الكلمة في صدمة: غيبوبه ؟؟ .



أومأت خالتها برأسها و أكملت حديثها ..و قلب رهف يتمزق في ألم من هول ما عرفت ..



أي ..



ما كانت تجهله ..




@@@@@@@@@@@@@@@@



الدمام




سيارة متعب علي الـ *****




في نفس اللحظات



طغت الصدمة على ملامحه و هو ينظر إلى متعب الذي يجلس إلى جواره ..



تحدث متعب إلى السائق في مقعد القيادة : انتبه للطريق .



و من ثم التفت إلى رائد و ابتسم عندما رأى آثار الصدمة على وجهه : أتمنى إنك ما تفهم كلامي بصورة خاطئة .. تركي ولد بنتي و مستحيل الجد يتكلم عن حفيده بصوره سيئه .. لكن أبيلك الخير .. و اللي ما أرضاه على بناتي ما أرضاه على بنات الناس .



هز رائد رأسه في محاولة لاستعياب الموضوع و هو يسأل متعب بحذر: يعني خاطب بنت عمه ؟؟؟.



أومأ متعب برأسه وهو سعيد أن كذبته انطلت على رائد بتحريفه للعلاقة الحقيقية بينه و بين تركي ..



أتم حديثه : و ملكتهم الأسبوع الجاي ..و الكل عارف بهالموضوع ..و الشي الثاني يا أستاذ رائد .. إن تركي يراقب أعمال أبوك من فتره طويله و الحقيقه .. ما عمره ذكره قدامي بالخير .



خفق قلب رائد من شدة الغضب و صك على أسنانه بغيض و هو يقول : و المعنى ؟؟



أتم متعب حديثه و هو ينظر إلى عيني رائد : انت احسب الموضوع .. كيف يطلب بنت رجال ما يطيقه .. إلا إذا كان ف راسه شي .



اتسعت عينا رائد عندما سمع هذا الاحتمال : اش قصدك ؟؟



هز متعب كتفيه : قصدي واضح .. تركي داخل على شر .



قبض رائد على ذراع متعب بقسوة و صورة تركي تومض في ثنايا عقله بتعامله البارد و نظراته الغامضة ..



و قال لمتعب بنظرات مرعبة : ابعد حفيدك عن أختي بأسرع وقت .



أومأ متعب برأسه ، و ربت على يد رائد الممسكة بذراعه : بساعدك يا وليدي .. لا تخـ



و شهق بعنف عندما اندفع جسدهما إلى الأمام بسرعة كبيرة ..



صرخ على السائق : انـــــــــتــببببببببببببه ؟؟



ارتبك السائق بشدة و هو يحاول أن يسيطر على عجلة القيادة ..



صاح رائد : طــــــــــــــــــــــــالــــــــــع قــــــــــــــــــدااااااا



و انقطع صوته عندما انحرفت السيارة عن مسارها و احتكت إطاراتها بالطريق في عنف و دوي هائل ، تعالت صرخات متعب و السائق و السيارة تصطدم بكل ما يعترض طريقها قبل أن تميل بحدة نحو عمود الإضاءة ..



خفق قلبه رائد بعنف شديد و هو يحاول أن يتمسك بأي شي .. صرخ في ذعر و جسده يقاوم الانحراف الشديد : يا الله .. يااااااااااااااااااااااااااااارب ..



ترددت صرخات متعب و السائق في عقله و لمعت أنوار الشارع في عينيه كخطوط متقطعة ، مر شريط حياته أمام عينيه و اصطدمت السيارة في عنف ..




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


جدة




القصر




30 : 8 مساءً



اعتصرت الوسادة بكل ما تملكه من القوة ، و وجهها مدفون وسطها ، و شهقاتها تأبى أن تستكين .. حتى مقلتيها شكت من حرارة الدموع ..



زفرت التي تجلس إلى جوارها و ربتت على ظهرها و هي تقول بحنان : مرام .. كفايه دموع الله يخليكِ.



صدرت منها شهقة عنيفة .. تلتها كلماتها المتحشرجة : مـ .. ماني قادره يا ساره .. ما ني قادره .. أحس قلبي يتقطع كل ما تذكرت إني ما قدرت أمنعه .. تخيلي لو عرفت إني أقربله ؟؟ .



مسحت ساره على شعرها و هي تقول بنبرة مطمئنة : رهف قلبها أبيض .. حتى لو عرفت إنك تقربيله ما راح تقول شي .. أولاً لأن أبوها هوا أساس الموضوع .. و ثانيًا لأنها راح تفهم إن راس تركي يابس .



أنّت مرام بمرارة لأنها تدرك يقينًا أن لا أحد يفهم ما بداخلها ، لا أحد يدري بذلك السر الذي تخفيه في صدرها و لم تطلع عليه أحد .. سر مؤلم كان يؤرق نومها و يقض مضجعها .. و مضت الأيام .. إلى أن خطب تركي رهف .. لتأتيها الصدمة .. و تفجر آلام ذلك السر في روحها مجددًا .. و ها هي الآن تقف عاجزةً أمام الخبر .. و لا قدرة لديها لتغيير مساره .



ساره تعلم عن صلة قرابتها بتركي .. لكنها لا تعلم شيئًا عن ذلك السر .. و لا تعلم كذلك عن العداء الشديد بينه وبينها .



تردد بكاءها الحزين في أنحاء الجناح ، فأشاحت ساره ببصرها إلى الجهة الأخرى ، لتصطدم عيناها بعلبة دواء ملقاة على أرض الحجرة ، التفتت على الفور إلى رفيقتها و سألتها باهتمام : مــرام .. بلعتي الدوا ؟؟؟؟..



خنقتها غصة مريرة كادت أن تّفجر رئتيها عندما تذكرت المرض و طعم تلك الأقراص التي لم تستخدمها منذ مدة، رفعت رأسها على الفور و استنشقت كمية كبيرة من الأكسجين قبل أن تضع رأسها على الوسادة مجددًا و هي تهمس بشفتين مرتعدتين : لا تشلين همي من هذي الناحيه .



ترقرقت الدموع في عيني ساره و هي تنظر إلى وجه مرام المحمر المبلل بالدموع ، فمسحت على شعرها الأسود و همست برقة : ميمي .. إنتي ليه مكبّره الموضوع .. سبحان الله ما تدرين .. يمكن خيرتها مع تركي .



أغلقت مرام عينيها .. و أعصابها تشتد أكثر فأكثر ، و قلبها ينبض بـ



** آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا ساره لو تدرين .. بس لو تدرين **



ازداد تدفق دموعها مع رنين هاتف ساره ، التي زفرت و هي ترد على المتصل : ألو .. إيوه .. دحين نازله .



أنهت المكالمة و التفتت إلى مرام : ميمي تـ



قاطعتها مرام التي فتحت عينيها المحمرتين بضعف و همست : سوسو .. لا تشيلين همي .. في نفسي أشياء كثيره و دحين بطلعها بالبكا .. يلا روحي عشان مامتك لا تقلق .



أطرقت ساره برأسها و طبعت قبلة على رأس مرام وهي تهمس : انتبهي لنفسك .



ثم نزلت من فوق السرير ، لتكمل خطاها إلى الباب .. ألقت نظرةً أخيرة على مرام قبل أن تخرج .. و تغلقه خلفها .




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



الرياض




أحد المقاهي




00 : 9 مساءً



وضع كوب القهوة على الطاولة ونظر إلى ابن عمه متسائلاً: هاه .. راح تنطق .. ؟؟



ابتسم ياسر في ضجر و هو يقول : عــــزاااام .. و النهايه معك ..لي ساعه و أنا أقلك ما في شي و انت مصر .



دفع عزام جسده إلى الأمام و هو يقول بنبرة واثقة : لأني واثق انك كــــــــــذااااب .



ضحك ياسر في خفه على الرغم من الألم الذي يمزق نياط قلبه و هز رأسه نفياً : قلتلك ما في شي .. عزام لا تشغل نفسك بشي ما يسوى .



طرق عزام الأرض برجله وهو يقول بنفاد صبر : يسوور .. تكلم بسرعه .. من فتره وانت موب على بعضك .. واش اللي صار ؟؟ ..و جهك خلى من الدم ..حتى الاكل معاد تشتهيه ؟؟ .. خير ؟؟ .



أطرق ياسر برأسه ..و زفر في حراره ..



كان يشعر بقهر شديد لأنه لم يتمكن من إيجاد فارس ، هواتفه كلها مغلقة ، و لا يعلم أحد أين ذهب ، .. ليست هذه المشكلة فحسب .. بل الأدهى .. كيف سيواجهه بهذا الموضوع ؟؟..كيف و هو غير متأكد من صدق الخادمة ، و الآن .. عزام!!!! ..



~ و اش هالورطه اللي وقعت فيها ..ياااارب .. يارب رحمتك يا حي يا قيوم~



رفع بصره إلى عزام الذي منحه نظرةً مطمئنة و هو يقول : ما في بين الأخوان حواجز .. كم مره أذكرك بهالموضوع .



تلعثم ياسر و تمتم : أنـ



رن هاتفاهما في وقت واحد ..انتفض ياسر و أخرج جهازه على الفور قبل أن يهتف : أبوي .



نظر عزام إلى شاشة جهازه : و أنا بعد .. ألو .




.




و..




هب كلاهما في وقت واحد و دوت صيحتهما: ايـــــييييييييـــــــــــش ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!





@@@@@@@@@@@@@@@@


جدة



المستشفى



مكتب أحمد



30 : 10 مساءً



سأله طارق و يداه في جيبي معطفه : طيب .. و ليش ما جلس معاك .



أجابه أحمد و هو يغلق حقيبته : اتفقنا نتقابل بكره إن شاء الله .



ابتسم طارق و قال: سبحان الله .. هل كنت تتوقع تقابله مره ثانيه ؟؟



التفت إليه أحمد بابتسامة عريضة: أكيد .. هذا تركي .



خرجا من الحجرة و توجها إلى المصعد ..




....................: Doctor Ahmed … doctor




التفت كلاهما إلى مصدر الصرخة في قلق ..



ركضت إليهما الممرضة و هي تصرخ : please hurry…. room 3120



ركض أحمد إلى الحجرة بسرعة و تبعه طارق على الفور .



@@@@@@@@@@@@@@@@@@



[

جدة




منزل حسن




في نفس اللحظات




مستلقية على سريرها بثياب نومها الوردية المكونة من قطعتين ، وسادتها بين يديها ..



و دموعها تنهمر في صمت حزين ، مسحتها بسرعة ثم اعتدلت في مكانها و فتحت الدرج الصغير بجوارها لتأخذ دفتر مذكراتها ..




أمسكت بالقلم الأحمر ..و كتبت ..




~~~~~~~~~~~



جاسم ..



أيها الغالي ..



يا من عشت معي أجمل سنين عمري ..



لعبنا ..



ضحكنا ..



أكلنا معاً ..




بعد عدة أيام من الآن ..



سأكون ملكاً لشخصاً آخر ..



سأعيش في عالم آخر ..




بعد عدة أيام ..



سأغلق عالم ذكراك ..



ذاك العالم الجميل ..



الذي كنت ألجأ إليه دوماً ..



في لحظات خوفي و ضعفي ..




بعد عدة أيام ..



سأنسى ذلك الدفء ..



الذي كنت أشعر به ..



عندما أتذكرك ..




بعد عدة أيام..




سأنسى كل الأحلام التي نسجتها حولك ..




بعد عدة أيام ..



سينتهي كل شيء ..




بعد عدة أيام ..



سأكون مضطرة ..



لأن أناديك ..




* أخي جاسم *..





رهف




1429 هـ




~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~



أغلقت الدفتر .. و أعادته إلى مكانه .. ثم نهضت من مكانه و رتبت شعرها بطريقة عفوية ، سارت باتجاه دورة المياه و حركت المقبض عندما وصلت .. و قبل أن تدخل ..



,, تعالى صوت طرقات منتظمة على الباب ,,



التفت إلى باب الحجرة بسرعة توجهت إليه بهدوء و هي تقول : لحظه يا مستوره .



و فتحته ..




@@@@@@@@@@@@@@@@@@@





/COLOR]

 
 

 

عرض البوم صور نوف بنت نايف   رد مع اقتباس
قديم 27-09-09, 08:47 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري
✿ باذِخَةُ الْعَطَاءْ ✿


البيانات
التسجيل: Jun 2009
العضوية: 146680
المشاركات: 19,397
الجنس أنثى
معدل التقييم: ΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسيΑĽžαεяαђ عضو ماسي
نقاط التقييم: 4020

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ΑĽžαεяαђ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نوف بنت نايف المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

أهلين بنوف بنت نايف



رواية ما أقدر أقول عنها غير أبداااااااااااااع



وكاتبة متفوقة دوما ...

مشكورة حبيبتي على الطرح المتميز


متابعة لطرحك دوما : الزائـــــــرة

 
 

 

عرض البوم صور ΑĽžαεяαђ   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة زهور اللافندر, ليلاس, اللافندر, الجنين, القسم العام للقصص و الروايات, عبرات, عبرات الحنين كاملة, قصه مميزة, قصه مكتملة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:22 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية