لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-07-09, 03:52 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

جلست رحيل في الصاله اللي فوق من يوم خلصت غداها...اللي أكلته كالعاده لحالها...قبل يجون بنات عمها...ما تدري كم مر عليها من الوقت و هي جالسه سرحانه...
و شافت مها و هناء يطلعون الدرج...
هناء= رحيل ليه ما تغديتي؟
رحيل ببرود= أكلت قبل..ماراح انتظر لحد ما تشرفون
طالعتها مها بقهر...كان نفسها ترد عليها...تعلمها إنها ما همتها بكل هاللي تسويه...و إن عقدها اللي تطلعها عليهم ما تأثر فيها...و إنها مو ميته على كلامها معها مثل مالكل يسوي...
لكنها كانت تخاف اللي تقوله يوصل لأبوها...اللي دائما يقولهم اتركوها في حالها و لا أحد يضايقها...
مها= تعالي نروح ننام أحسن
رحيل= و الأحسن لو ما تصحين
طالعتها مها بقهر...و راحت لغرفتها...
••
••
••
في المطبخ...راحت بدور عند أمها...
بدور= يمه
أم أحمد= نعم
بدور= كلمتي عماتي؟
أم أحمد= ايه..قالوا بيجون..خاصه يوم عرفوا إن رحيل فيه اليوم
بدور بإستغراب= و ليه كل هالحب لرحيل؟ مع إنها وضحت أكثر من مره إنها مو مهتمه فيهم..ولو كان بكيفها كان سكنت عند جدتها و طلعتنا من حياتها
أم أحمد= هي اللي بقت لهم من أخوهم تبينهم يرمونها على جدتها
تنهدت بدور بقهر...تبي تسأل أمها عن أخو زوج عمتها خطبوا له أو لا...لكنها ما عرفت كيف تسأل...(لا ليه احرج نفسي..اليوم أكيد بيتكلمون عنه..بس يا خوفي يصير اللي في بالي)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت الساعه خمس إلا ربع...و هي في غرفتها...قافله على نفسها من بعد الغداء...و الكل يحسبها نايمه...
لكنها كانت تكلم في آخر غرفتها و بصوت واطي...زاد من عذوبة صوتها و سحره...شافت ساعتها...و بسرعه سكرت منه...
حياة بقرف= مالت عليك..قال إيش؟ قال إدعيلي..عساه آخر أيامك اليوم
••
••
••
في الصاله...جلست أم فايز و زوجها...اللي ينتظر حياة عشان يوديها المكتبه...مثل ما اتفقوا خمس العصر...
أبوفايز= وين راحت؟ كل هذا تلبس..وراي شغل
أم فايز= تو الناس اللحين تجي....هاذي هي نزلت
أبوفايز يلتفت لحياة و بعصبيه= بدري!
حياة= هذا هو وقتنا اللي اتفقنا عليه..لو كان عندك شي كان قلت لي قبل
أبو فايز بغيض= هذا اللي ناقص آخذ الإذن منك يله قدامي بس
أم فايز تتدخل= الله يهديك يا أبو فايز حياة ما تقصد
كلهم سكتوا و ما ردوا عليها...لكن حياة كانت تطالع عمها بكره و هو يصد و يروح...
كان بيطلع...لكنه شاف ولاء جايه تركض و لابسه عبايتها...و قف...
أبوفايز بعصبيه= وين أنتي بعد؟
ولاء= يبه توها صديقتي دقت و تقول مطلوب مننا أغراض لبكره لازم أروح أجيبها
أبوفايز= قوليها لحياة و تجيبها..مو لازم تتمشون كلكم في المكتبه
ولاء بخوف= يبه أخاف ما تعرف اللي طالبته المدرسه
أم فايز= خلاص يا أبو فايز الله يهديك خلهم يروحون يجيبون أغراضهم
أبوفايز بضيق= يله امشوا
طالعت حياة ولاء بإبتسامة نصر...و ردتها عليها...و راحوا مع بعض...
حياة بهمس= شفتي قلت لك بتمشي عليه
ولاء= والله مت خوف لا يصرخ بوجهي و يكشفني
طلعوا من البيت...و شافوا فايز واقف عند السياره ينتظرهم...
حياة= هذا كلب الحراسه ينتظرنا
ركبوا في السياره...و مشوا في صمت...إلا من كلام فايز لأبوه...
كالعاده...ما فيه بينهم أي نقاش...إلا إن كان يهاوشهم على شي...عشان كذا أصرت حياة على ولاء تخترع سالفة الأغراض...أهم شي ما تروح معهم لحالها...
••
••
••
وصلوا للمكتبه...و نزلت حياة و ولاء مع فايز عشان يأخذون أغراضهم...بعد ما أخذ فايز...قائمة التوصيات من أبوه...اللي هدد حياة و ولاء إنهم يسمعون اللي يقوله...
رغم صغر سنه...إلا إنه كان يثق فيه أكثر منهم...طبعا...لأنه ولد و هم بنات...
راحت حياة لقسم الألوان...و بدت تدور على اللي تبيه...و فايز يدور معهم...و كل شوي يتهاوشون على شي...
حياة= لو سمحت أبي ورق كانسون
البائع= كم مقاسه؟
حياة= أكبر مقاس عندك
التفتوا شباب كانوا قريبين منهم...أول ما سمعوا صوت حياة...اللي كان مثل النغم العذب...مليان إغراء و أنوثه...مهما حاولت تخفيه و تتكلم بجديه...إلا إن اللي يسمعها...يحس إنها تدلع كل حرف ينطقه لسانها...
صاروا يتهامسون و عيونهم ما نزلت عنها...
حياة ما كانت منتبهه لهم...و مشغوله بأغراضها...لكن فايز شافهم و انقهر...
فايز يهمس لها بقهر= مو أقولك عدلي هالصوت و لا تتمايعين!
حياة= اسكت ترى مو رايقه لك
فايز= لا تتكلمين مره ثانيه..إذا بغيتي شي قوليه لي و أنا بأسأل لك عنه
حياة= ليه قالوا لك بكماء!
ولاء تهمس لها= شوفي الشباب اللي هناك يطالعون فيك من تكلمتي
تأففت حياة بقهر...و هي تسمع تهديد فايز...
فايز= إن سمعت صوتك مره ثانيه بأقول لأبوي...يله خلصوا أغراضكم خلونا نطلع
راحت حياة عن المكان و بعدت عنهم...و بكل قهر سوت اللي يقول لها فايز...عشان ما يقول لأبوه...و يفتح لهم محاضره طويله...تتهزأ هي فيها...و معها مرة عمها و بناتها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت من نومها على أصوات خواتها في الغرفه...كانت مغطيه وجهها و حاضنه وسادتها و ملصقه وجهها في الجدار اللي جنب سريرها...
رجوى من تحت غطاها بصوت كله نوم= كم الســــــــاعه؟
التفتت قمر اللي كان سريرها جنب سرير رجوى...على شهد اللي سريرها بأول الغرفه...و بينها و بينه سرير بسمه...
قمر= بسم الله مين اللي تكلم؟
شهد و عيونها على كتابها اللي تحل فيه= ما سمعت شي
حست قمر برجل رجوى اللي ترفسها مع جنبها...لأن السراير كانت قريبه لبعض...و أول ما مدت رجلها وصلت لها...
قمر تحك جنبها= آآآي
رجوى تشيل الغطاء عن وجهها و تتثاوب= أذن؟
قمر= ايه
رجوى= و أبوي راح؟
قمر= ايه
رجوى تصرررخ= جوعااااانه
شهد= بقينا لك غداء..لا تاكلينا
رجوى تجلس و بحماس= حلمت لكم حلم غريب
كشرت شهد و قمر بملل...كل ما تصحى رجوى تقولهم حلمها اللي حلمته...و يكون طويل و ممل و لا فيه أي ترابط...
شهد= روحي صلي بعدين قوليه
رجوى بحماس= لاااا أخاف أنساه
قمر بهمس= يكون أحسن
رجوى تضربها بالمخده= أسمعك يا حمار و بتسمعينه أنتي و العنز اللي هناك....اسمعوا حلمت إني كنت رايحه السوق و أنا حافيه دورت جزماتي ما لقيتهن فجأه صرت في المدرسه و ما حليت واجبي و رحت بأحله و أنا ادخل الفصل شفت جدتي هناك و استغربت وش اللي جابها و جلست أسولف معها بس بعدين انقلبت صرت أسولف مع أبوي في بقالته و ....
جت بسمه من الصاله تصيح...و فرحت و هي تشوف رجوى صاحيه...
بسمه تصيح= رجوى شوفي بدر و فيصل أنا أشوف أفلام كرتون وهم أخذوا مني التلفزيون يلعبون بلايستيشن
رجوى تصرررخ= بــــــــدر..بـــدر ياااااكلب
لحظات ووقف بدر قدامها= نعم
رجوى= سكر التلفزيون و لا تشوفونه لا أنتم و لا هي
بدر بقهر= بس.....
رجوى تصرخ= يلـــه
طالع بسمه بقهر...و طلعوا كلهم بخيبة أمل...
قامت رجوى و راحت تتوضأ...و قمر تطالع شهد...
قمر تضحك= الحمدلله نست حلمها
شهد تتريق= و إلا هو له باقي بعد!
قمر= ايه هاذي حلوم رجوى يعني مسلسل مكسيكي ضارب في فلم هندي
••
••
••
خلصت رجوى صلاتها...و راحت المطبخ تأخذ غداها...و شافت مشعل يدخل عندها...
مشعل= رجووووي
رجوى تطالعه بنص عين= ادخل بالموضوع
مشعل= أبي فلوس
رجوى بضعف= من وين يا حسرتي؟
مشعل برجاء= أكيد معك تكفين رجوى متسلف من واحد و أزعجني
رجوى= كم تبي؟
مشعل= ثلاثين
رجوى= خلاص اللحين أعطيك بس تراها آخر مره..فاهم؟ و لي عندك خدمه؟
مشعل= اتفقنا
رجعت له و عطته الفلوس...و طلع من البيت...و هي تضحك...(يله دامها فلوس حرام نخلي ذنبها على صديقه)...
أخذت غداها بتروح للغرفه...لكنها التفتت على بدر و فيصل وهم في الصاله...متعلقين في الشباك و يصرخون على عيال الجيران...اللي كان صوتهم واصل لرجوى و هم يسبون...
رجوى= وش يقولون لكم عيال الجنيه؟
بدر= يهاوشوننا لأننا نطل عليهم
رجوى= قول لهم اللي ما يبي أحد يشوفه يدخل جوا بيته مو يجلس في الحوش قدام الشبابيك
ضحكت و هي تسمع بدر يصرخ...و يكرر كلامها...
و دخلت الغرفه عند خواتها...و راحت تجلس على سريرها و تتغدى...

رجوى و هي ترفع البرتقاله اللي معها= حركات من وين لنا البرتقال؟
قمر= أم علي ارسلته لنا
رجوى= والله ما فيه بحارتنا أوادم غير هالمره..من زمان عنها لازم اروح اسلم عليها
لبست نظاراتها اللي كانت على السرير...و أخذت البرتقاله و صارت تقشرها...و ترمي القشر وراها في الشباك المفتوح...
شهد تضحك= حرام عليك انكسر ظهر خدامتهم و هي تكنس وراك
قمر= من اللحين طلعت حركات الضراير
رجوى بحلم= ايـــه متى يجي اليوم اللي أسكن فيه تحت و أصير آكل من يد أم سعد و ارتاح من هالدرج و تصير لي غرفه لحالي
قمر بخبث= مو لحالك أبو سعد معك
رجوى بهيام مصطنع= فديت هاللحيه الشايبه
كملوا رجوى و قمر كالعاده تخيلاتهم...إذا تزوجت رجوى أبوسعد...وش بتسوي أم سعد...و كيف بتعيش معها رجوى...و هم يضحكون...كانوا مسوين يوميات لهم...و كل يوم يألفون حلقه...
لكن شهد كانت سرحانه و مو يمهم...تطالع رجوى و هي تضحك...تتأمل ملامحها الطفوليه...و غمازاتها اللي تبين كل ما ضحكت...كانت حلوه بس ما تهتم أبدا في نفسها...لكن و هي تتكلم كانت تجذب الكل يشوفها و يركز معها...(كلنا نعرف إن أبوي بيرميك على أي واحد عنده فلوس..و أقرب واحد أبوسعد لو في يوم أبوي ما قدر يدفع له الإيجار بتكونين أنتي هالإيجار..و أنتي مسويه نفسك عادي..بس إحساسك الداخلي وشو؟ و إلا أبوي فعلا ذبح فيك هالإحساس لين خلاك بهالشكل)
مهما حاولت تجاري خواتها...و تقلد رجوى بلامبالاتها قدام كل اللي يصير فيهم...من ضرب...أو إهانه...أو إحتقار الكل لهم...ما تقدر...
تحاول تمثل...لكن إحساس داخلها يذبحها...و هي تشوف صورتهم كيف تشوهت قدام الناس...اللي يشوفونهم بدون أخلاق...أو كرامه...
الوحيده اللي تحس إنها تشاركها هالإحساس...بسمه...على صغر سنها لكنها تشوف كرهها و حزنها للي يصير فيهم...
دخلت حنين...و ركضت لرجوى اللي فتحت لها يدينها...
رجوى تضمها= تعالي ياااادودتي
شهد بتريقه= يقالك اللحين تدلعها!
رجوى تلف وجه حنين لهم= مو حلوه و صغيره مثل الدوده؟
قمر= الله يعافيك لا تمدحين
رجوى= يا خبله هذا مدح بما يشبه الذم..وش عرفكم أنتم؟

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت جالسه على سريرها بملل...و عيونها مركزه في الجدار اللي قدامها...و تفكيرها سارح بعيد...غرفتها غارقه بظلام خفيف...إلا من النوراللي جاي من شباكها المفتوح...تنهدت براحه و هي تسمع آذان المغرب...
لكن و هي تتذكر عماتها اللي بيجون اليوم رجع لها الضيق...
قامت تصلي...و بعد ما خلصت راحت للنور بتشغله...لكن أول ما حطت يدها عليه...سمعت الجرس...
رجعت يدها لمكانها و بخطى بطيئه راحت لشباكها...
وقفت تطالعهم بإستهزاء...تشوف مها و هناء كيف يستقبلون عمتها أم سعود و بناتها بفرح...و ضحك...(مالت عليكم..و ليه جايين بدري عاد!)
شافتهم يدخلون...كانت بتروح لكن شافت سعود يدخل...من زمان ما شافته...من يوم كانوا صغار...و ما استوعبت إنه صار هاللحين رجال...
مرت على شفايفها الورديه شبح إبتسامه...قبل ترجع لتكشيرتها...(حتى هو مثلهم..كلكم مثل بعض)
سكرت الشباك بقوه...و راحت تمشي بالظلام لين وصلت للنور و شغلته...و راحت لدولابها تشوف ملابسها...و بدون إهتمام طلعت لها تنوره سوداء...و بلوزه سوداء على صدرها رسمات بالفضي...
ما كانت تهتم للبس أبدا...و دائما حياة تنتقد ألوانها الغامقه اللي ما تغيرها...
التفتت على البلوزه الورديه اللي جابتها لها حياة هديه...و اللي من يومها و هي بمكانها ما عمرها لبستها...و لا فكرت تلبسها...
كانت تعرف إن جمالها فوق الحد...و تعرف إن الكل يحب يطالعها...عشان كذا تكره تلبس و تكشخ...بس عشان ما تحس إنهم فرحانين و هم يتأملونها...
سمعت صوت طقات على الباب...و لا ردت...لين وصلها الصوت من برى...
هناء= رحيــــل
رحيل= .......(ما فكرت ترد)
هناء بإصرار = رحيــــــــل
رحيل ببرود= خير
هناء= عمتي وصلت و تسأل عنك
رحيل= إذا خلصت لبس طلعت ما راح تطير
••
••
••
كانت مها طالعه الدرج...و شافت هناء تنزل...
مها بضيق= ناديتيها؟
هناء= إيه تقول البس و أجي
مها بإستهزاء= والله واللبس
هناء تضحك= على قولة مي الحمدلله إنها ما تلبس و إلا وش تطلع
مها بحسد= والله خساره فيها هالجمال على هانفسيه الزفت
هناء بهمس= تدرين يا خوفي تسوي بعماتي مثل ما تسوي فينا..ما يستاهلون
مها= أحسن عشان يعرفون إن قلبها أسود و إنها ما تحب أحد
تركتها مها و طلعت فوق و هي للحين تحس بضيق من هالزياره...تخاف على سعود من رحيل...تخاف عمتها تفكر فيها له...تخاف تأخذ المكانه اللي لها عندهم...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

رجعت حياة و ولاء من المكتبه...و راحت حياة لغرفتها تحط أغراضها اللي جابتهم...و هي تحس بغيض...اللي دائما تحسه كل ما طلعت مع عمها لمكان...
أسلوبه بالكلام معهم قدام الناس...نظراته اللي كلها شك لهم لو شاف أحد يلتفت يمهم...كأنها تقول إنتم سويتوا شي...كانت تحس بضيقته كل ما يمشي معهم لمكان...و كأنهم شي يتمنى يتخلص منه بسرعه...و لا أحد يشوفه معهم...
شافت وفاء تدخل عندها...
وفاء= أبوي معزوم على العشاء
حياة بفرح= والله! و فايز بيروح معه؟
وفاء= ايه تعرفين أبوي لازم يرزه بكل العزايم
حياة بتريقه= ايه طبعا هذا الولد اللي لو كان ما جاه الله أعلم وش حالكم اللحين؟
وفاء= تدرين إذا قلت لصديقاتي إن أبوي كان يقول لأمي لو ما جابت ولد بيتزوج عليها يضحكون علي..ما يتخيلون إن للحين فيه أحد يفكر هالتفكير
حياة بقهر= تخلف..وش بتقولين؟
وفاء بحزن= أنا عادي عندي يحب فايز..أكيد بيحبه عشانه الولد اللي بيشيل اسمه..لكن اللي يقهرني إني أحس انه ما يحبنا..ما أحس إننا نعني له شي..بالعكس و كأننا حمل ينتظر يرتاح منه..ما يهتم فينا و ما يثق فينا
حياة= طنشي و لا تهتمين..(تكمل بلا مبالاه) و إذا كان ما يحبك أنتي لا تحبينه بعد لا تسوينها قضيه توقفين حياتك عليها
سكتت وفاء و هي تطالع حياة اللي كانت تجهز أغراض الكليه لبكره...(ليت لي قلبك البارد يا حياة..بس هذا أبوي كيف ما أتضايق و أنا اشوفه ما يحبني..لكن معقوله أنتي مو مهتمه بأبوك؟ أو تتظاهرين بهالشي؟)
تذكرت عمها...أبوحياة...كل موضوع ممكن تكلم مع حياة فيه...إلا أي شي يخصه...مو بس حياة...حتى أبوها...ذكر هالشخص كان مستحيل في البيت...مع إنها تتمنى تعرف وش شعور حياة اتجاهه...حزن...عتب...أو قهر...أو كره...
حياة تحرك يدها قدام عيون وفاء= هووو وين رحتي؟
وفاء= سرحت شوي
حياة تسحبها من يدها= تعالي اليوم بنتفنن في العشاء و نأخذ راحتنا
وفاء بحماس= صح..وش رأيك نشوي في الحديقه؟
حياة= حلووو
نزلوا...و شافوا ولاء و أمها في الصاله...و قالوا لهم الإقتراح و تحمسوا مثلهم...و راحوا يجهزون العشاء...و يسولفون و يضحكون بكل راحه...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

في المجلس...وصلت أم فهد بعد أم سعود اللي وصلت من ساعه و نص...و رحيل للحين ما طلعت...
أم فهد= وينها رحيل؟
أم أحمد بإحراج= اللحين تنزل
و التفتت تطالع مها...اللي فهمت إن أمها تبيها تروح تستعجلها...بس هي هزت لها راسها بلا...ما كان عندها إستعداد أبدا تترجاها عشان تنزل..(عمرها ما نزلت..يكون أحسن لو ما تطلع)
لكن هالأمنيه ما تحققت لها...و هي تشوف رحيل تدخل المجلس و الكل يلتفت لها...جلست تراقبها و هي تتقدم لهم بغرور و لا مبالاه...و اللي قهرها ترحيب عماتها فيها...حتى وداد كانت تسلم عليها بحماس و شوق..(طبعا ما يشوفون منها اللي نشوفه حنا..أشوف اللحين كيف ردة فعلهم على كلامها)
الكل كان يسألها عن حالها...و هي تتمتم بكلمه ترد عليهم...خلصت سلامها و جلست...
أم سعود= وينك يا بنتي ما عمرنا شفناك؟
رحيل ببرود= هذا أنا عايشه
أم سعود= وش أخبارك؟ وش أخبار جدتك؟
رحيل= الحمد لله جدتي بخير
كانت جالسه تسمعهم...يسألونها و ترد ببرود...و بكلمه على قد السؤال...و إذا صاروا يكلمون بعض تسرح بأفكارها و هي تطالعهم بملل...
كانت تراقب ملامحهم...و ردات فعلهم...و طريقة كلامهم مع بعض...و طريقة كلامهم معها...تراقب كل حركه فيهم...
لاحظت كيف يطالعون فيها بإعجاب...أو حسد حتى...بس ما فيه أحد منهم يطالعها بحب أو حنان...التقت بعيون مها...اللي كانت تطالعها بقهر...و كره...كل ما كلمتها عمتها أم سعود..(أجل اللي فهمته من حركاتها صح..هي تحب سعود..هالشي باين عليها..حتى إنها تغار على أهله مني)
كانت تفهم الناس من طريقة كلامهم...من نظراتهم...من نبرة أصواتهم...
و هالشي اكتسبته السنين اللي راحت...من قلة ما اتكلمت...و من كثر ما جلست تراقب الناس...و ملامحهم...و شعورهم...
حست بوداد اللي جلست جنبها...
وداد= وين سرحتي؟
رحيل بجفاء= شي خاص..مو ضروري تعرفين؟
وداد انحرجت= لا بس ليه ماتسولفين معنا؟
رحيل= مو مهتمه باللي تقولونه
وداد= خلاص وش يهمك و حنا نسولف فيه
مها كانت تسمع وداد بغيض...و اللي زادها أكثر برود رحيل و تطنيشها...(والله مغروره! كل يوم أكرهها أكثر من اللي قبله)
كانت تسمع و هي ساكته كيف وداد تسحب الكلام من رحيل بالغصب...
وإذا تكلمت...تكلم وداد بس...و لا وجهت لرحيل الحديث أبدا...
لكنها سمعت الشي اللي خلاها تشهق...
وداد= رحيل دام ماعندك دراسه وش رأيك تجين معنا الليله تغيرين جو و بكره نوصلك لجدتك و بعدها خالي يأخذك
كان الرفض على لسان رحيل...قبل تشوف ملامح مها اللي انقلبت فوق تحت...و حبت تقهرها...
رحيل= خلاص ما عندي مانع
مها بضيق= البيت فيه سعود يمكن أبوي ما يوافق
رحيل تطالعها بسخريه= صح البيت فيه سعود و أبوه
حست مها من كلامها...و نظراتها...إنها حاسه بشي و هالشي قهرها...
أم سعود اللي سمعتهم= أنا أكلم أبو أحمد ماراح يقول شي..بعدين من كثر ما يجلس سعود و أبوه في البيت كل وقتهم برا
صارت السالفه أكيده...و هالشي خلى مها مو طايقه تجلس معهم...و قامت...و رحيل تطالعها...و تضحك...و التفتت على بدور اللي من شكلها واضح إنها تعرف باللي في قلب أختها...و واضح كرهها لها...
••
••
••
جلست مها في الصاله و الحزن ماليها...(شكلها تدري إني أحبه..باين من نظرتها لي..بس كيف عرفت؟ لا تكون الملقوفه هناء قالت شي؟ لااا أخاف تفكر تأخذه بس عشان تقهرني؟ تسويها هالحقود)
انتبهت لوداد اللي جت عندها...
وداد= وين رحتي؟
مها= أنتي مو يمي
وداد تضحك= أحلى على الغيره
مها= أنا نفسي أفهم ليه متحمسه تقربين منها و هي تعاملك بهالغرور
وداد= مادري؟ بس يشدني سكوتها و غموضها ودي أعرف وش وراها؟ ليه دائما ساكته؟ ليه ما كملت دراستها؟ ليه ما تحبنا؟
مها بسخريه= و على بالك بتقولك!
وداد= مين يدري..أنا ما توقعت توافق تجي معنا لكنها وافقت..اليوم بأسهر معها و إذا اكتشفت شي أدق عليك
••
••
••
كانت رحيل في غرفتها...ترتب شنطتها بضيق...(أنا وش خلاني أوافق أروح معهم..بس يله دامي حرقت قلب مها السالفه تسوى)
لبست عبايتها و أخذت شنطتها و نزلت...وقفت عندهم و هم يلبسون عباياتهم...تطالع مها بخبث...لين صدت عنها تكلم وداد...
سلموا عليهم...و طلعوا...
••
••
••
كان سعود ينتظرهم في السياره...بترقب...من يوم قالت له أمه إن رحيل بتجي معم...
استغرب من هالشي...بعد الكلام اللي قالته وداد عنها...
ركبوا معه...وهو يطالع وراء بالمرايا...
سعود= هلا رحيل وش أخبارك؟
رحيل بضيق= بخيــر
استغرب من نبرة صوتها الحاده و إنها ما سألت عن أخباره...و هالشي خلاه يبتسم...وهو يتذكر صوتها...و نظراتها...و هي صغيره...
وداد بصوت واطي= من زمان ما جيتي لبيتنا؟ آخر مره كنتي صغيره..تذكرين يوم أخذنا سعود للبقاله على سيكله
رحيل= لا
وداد بإستغراب= ما تذكرين!
رحيل بعصبيه= قلت لا
سكتت وداد عنها...لأنها خافت تفشلها مره ثانيه...و انحرجت يكون سعود و أمها يسمعونهم...(خليها في البيت أسولف معها براحتي)
••
••
••
وصلوا للبيت من ربع ساعه...و دخل سعود للمطبخ و شاف رنيم تسوي عصير...
سعود= عصير هالوقت! ليه مو ناوين تنامون؟
رنيم= لا بنسهر مع رحيل و بكره ماراح نداوم
سعود= غريبه! وش طرأ عليكم تجيبونها معكم؟
رنيم= وداد اقترحت و أمي ما صدقت رحيل توافق راحت تطلب خالي لين وافق..مع إني استغربت يوم وافقت..ما توقعت
سعود= ليه؟
رنيم= ما أدري..بس احسها ما تحبنا..يعني ما سمعت كيف ردت على وداد و حنا في السياره
سعود= سمعت..بس يمكن أسلوبها جاف شوي
رنيم= جاف شوي! إلا كثير..بصراحه معها حق مها ما تحبها..يعني هي صح حلوه و تنرحم إنها يتيمه بس هذا ما يعطيها الحق باللي تسويه فينا
وداد تدخل المطبخ= رجعي العصير..أو خلينا نشربه هنا
رنيم= ليه؟
وداد تطالع سعود= نامت
رنيم تشهق= نامت!!
وداد= إيه تقول ما تعودت تسهر..و تقول ماله داعي نغيب بكره لأنها ما تصحى بدري
رنيم بقهر= ليه وافقت تجي من أول كان مو طايقتنا كذا!
وداد= ما أدري
راح عنهم سعود و هم يتكلمون عنها...طلع لغرفته...لكنه وقف للحظات عند غرفة وداد...اللي فيها رحيل...(نايمه صدق؟ أو ما تبي تجلس معهم؟)
كمل طريقه لغرفته...و أول ما نام على سريره...انرسمت قدامه ملامحها و هي صغيره...و الجمال الساحر اللي في كل قطعه من ملامحها...كانت صغيره...بس نظراتها كبيره...و ابتسامتها العذبه...ابتسامتها الحلوه...كانت من نصيبه هو وبس...هالشي كان يملاه غرور وهو صغير...(و اللحين..وش اللي ممكن يرسم البسمه..و تشرق ملامحك من جديد؟)
••
••
••
في الصاله...دقت وداد على مها...اللي ما صدقت تشوف رقمها و ردت بسرعه...عشان تعرف وش صار...
وداد= هلا مهوي
مها= أهلين وش أخبارك؟
وداد= بخير..بس متحطمه
مها= ليه؟ وش صار؟
سكتت مها و هي تسمع وداد تقول لها على اللي صار...و تنفست براحه...كانت خايفه وداد تبعد عنها و تأثر عليها رحيل...و اللي زاد فرحتها إن سعود سمع كل شي...عن غرورها...و عقدها...و كرهها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخل أبومشعل و شاف بدر و فيصل يلعبون كوره...في الحوش الضيق اللي مقتطعينه من حوش أبوسعد...
أبومشعل= بدر تعال
بدر يركض له= نعم يبه
أبومشعل= شوف جيراننا رامين طاوله روح أنت وياه جيبوها
ركض بدر و فيصل للشارع...يسحبون الطاوله اللي برجل مكسوره و يدخلونها للبيت...قدام نظرات بعض الجيران...و تعليقاتهم الساخره اللي تعودوا عليها و ما صارت تأثر فيهم...
••
••
••
في الصاله...كانوا البنات معلين للتلفزيون...على أغنيه مصريه...و رابطين خصورهم و يرقصون...
دخل أبوهم...
أبومشعل يصرخ= رجووووى
رجوى تلتفت له و هي ترقص= نعم
أبومشعل= اخوانك تحت يدخلون طاوله رامينها الجيران بس رجلها مكسوره..صلحيها
رجوى= بكم؟
أبومشعل= صلحيها لأكسر رجلك و أحطها مكانها
رجوى تمر من عنده بتنزل= خلاص يا نحله لا تقرصيني و لا أبي عسل منك
ضربها على راسها...
أبومشعل= بأقصه لسانك هذا..و أنتم يله سكروا هالتلفزيون اللي تتلوون عنده و قولوا لهالخبله أمكم تجيب العشاء
••
••
••
راحت رجوى تسحب الطاوله معهم لداخل الحوش...و راحت تجيب العده عشان تصلحها...و هي طالعه على الدرج...شافت قمر نازله...
رجوى= تعالي معي للسطح نجيب أغراض
قمر= يماااه خايفه...السطح ما فيه لمبات
رجوى تتريق= عندنا شمعه اذلفي جيبيها و الحقيني
راحت قمر تجيبها...و هي تشوف رجوى سبقتها للسطح...كانت تركض للمطبخ...و أخذتها من الدولاب و اشعلتها...و طلعت وراء رجوى و هي تقرأ المعوذات...
قمر= رجوووى وينك؟
رجوى صوتها جاي من الغرفه اللي في السطح= هناااا
قمر تدخل عندها= بسم الله! كيف دخلتي هنا بهالظلام؟ حشى بومه
رجوى= بحاسة اللمس و الشم
قمر تضحك= اللمس عرفناها بس الشم وش دخله؟
رجوى= الحقي ريحة الغبار
قمر و هي تأخذ المسامير اللي تعطيها رجوى= صح شوفي صرنا كلنا غبار..اللحين لازم اسبح قبل أنام
رجوى بلا مبالاه= مو ضروري طقه طقتين و تصيرين وش حلوك..لا تجلسين كثير مع سيده أناقه بدت تخرب أخلاقك و تنظفك
قمر تصرخ و تقرب لرجوى= لااااااااا
رجوى= وجع وش فيك؟ لا تلزقين فيني
قمر تأشر= شوفي خنفسانه
رجوى تطالعها بإستحقار= حمدالله و الشكر
و راحت لها...و وطت عليها برجلها لحد ما ماتت...
قمر بقرف= وااااع
رجوى تأخذ المطرقه مع الخشبه اللي معها= يله قدامي يالمرهفه
و نزلوا للحوش تصلح الطاوله...مع إن الساعه كانت متعديه الوحده بعد نص الليل...لكنها جلست هي و خواتها...يسولفون و يضحكون...و صوت الطق يزعج الحاره كلها...
لين خلصت شغلها...و راحوا ينامون...
••
••
••
بعد ساعتين...طلعت رجوى تشرب مويه...و شافت أم مشعل جالسه في الصاله و مطفيه الأنوار...
رجوى= بوووو
أم مشعل تفز= بسم الله..وش صحاك؟!
رجوى= بأشرب مويه..حلمت حلم في الصحراء و كانوا حراميه يلحقوني و سرقوا سيارتي..و صرت اركض و أطيح على التراب و عطشت(تضحك) بس والله يا هو جيب كنت أسوقه..لو شافه أبوي كان عض لسانه(كملت تكلم نفسها) المفروض الواحد اذا صحى ياخذ كل الأغراض اللي كان يحلم فيها...إلا صح أم مشعل وي يودونها؟
أم مشعل بإستغراب= وش اللي يودونها؟
رجوى= الأشياء اللي نحلم فيها إذا خلص الحلم مين ياخذها؟ وش يسوون فيها؟ اممم تتوقعين يبيعونها
أم مشعل تطالعها بصدمه= .............
رجوى تضحك على شكلها= المهم أنتي وش مجلسك هنا؟
أم مشعل بقلق= مشعل للحين ما جاء؟
رجوى بلا مبالاه= تلقينه يصيع هنا أو هناك..نامي أحسن لك
تركتها و راحت تشرب مويه...و رجعت تنام...و أم مشعل للحين على جلستها...(هالولد بيضيع و أبوه مو يمه..فيه ولد بثالث متوسط ما يرجع للبيت الفجر! الله يهديه و يحفظه)
بعد دقائق شافته يدخل...
مشعل= وش مجلسك لهالوقت؟
أم مشعل= انتظرك
مشعل بقهر= ثاني مره لا تنتظرين..أنا مو صغير
أم مشعل= بس....
مشعل يقاطعها= لا تفتحين لي محاضرات هالوقت..فيني نوم
أم مشعل= فيه عشاء لو تبي؟
مشعل يروح لغرفته= لا أكلت برا

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

••---مـن بــكـــره---••

صحت رحيل أول ما سمعت الآذان...صلت و رجعت تنام قبل تصحى وداد...اللي أول ما صحت راحت لها...
وداد= رحيل...قومي صلي الفجر
رحيل من تحت غطاها= صليت لا تزعجيني
تركتها وداد...و هي تتذكر كلام مها عن رحيل...اللي طلع كله صح...هي تكرههم و لا تطيقهم...بس اللي ما عرفته...ليه جت معهم...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت حياة على صوت المنبه بضيق...سكرته و رجعت تنام...(شكلي بأغيب اليوم بعد)
غفت دقايق قبل تسمع دقات مرة عمها على الباب...
حياة ترفع الغطاء عن وجهها= صحيــــــــــت
جلست على سريرها لحظات تصحصح...قبل تنزل منه و تروح تشغل النور...
التفتت على لوحتها اللي سهرت أمس ترسمها...و لا شعوريا راحت لها و مسكت الفرشاة...سرحت و عيونها مركزه على اللوحه...و يديها اللي ماسكه الفرشاة تتحرك بالهواء و هي تتخيل امتداد الأشجار وين المفروض يكون...ابتسمت برضا...و أخذت البالته الخشبيه...ثبتت الفرشاة ورى إذنها مثل ما تسوي دائما و صديقاتها يضحكون عليها...و أخذت اللون الأخضر و الأصفر و البني...و صارت تحطهن على البالته و تمزجهن...قبل تسحب الفرشاة و تبدأ ترسم الأشجار...
دائما كذا...كل شي تقاومه إلا الرسم...و أول ما تبدأ ترسم تدخل بعالم ثاني...و تنفصل عن كل شي بحياتها...حتى أفكارها تصفى...و يروح منها كل اللي يعكرها...ما يبقى إلا هي و خيالها اللي ينسج اللوحه بإبداع..و جمال...
قطع جوها السحري طقات قويه على الباب...
حياة بضيق= صحيــــت و الله صحيـــت
ولاء من ورى الباب= أنا ولاء
تنهدت بملل بعد ما انقطع انسجامها و هي تروح تفتح الباب...و تشوف ولاء تدخل...
ولاء تشوف اللوحه و تكشر= يالله صباح خير شكلك نطيتي من سريرك على اللوحه!
حياة= و أنتي شكلك نطيتي من سريرك على غرفتي..وش تبين قطعتي إنسجامي؟
ولاء و هي تروح تفتح الشباك= أووف امحق إنسجام..أسألك بالله ما تخنقك ريحة الألوان!!
حياة تبتسم= لا تعودت عليها
ولاء تضحك= لا تدمنين عليها بس..صليتي؟
حياة= لا للحين ما أقام...أنتي شكلك ما نمتي؟
ولاء= ايه بس لا تعلمين أحد و إلا بيذبحني أبوي
حياة بضيق= حتى بنومنا ناوي يتحكم! يا خوفي يجي يوم يحاسبنا على النفس اللي ناخذه
ابتسمت ولاء بحزن...و هي تسمع حياة كيف تتكلم عن أبوها...تدري إنها ما تحبه و لا تحاول تخفي هالشي...
سمعت الإقامه...و طلعت من عند حياة اللي راحت تتوضأ و تصلي...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت رجوى...و حست بنفسها و هي نايمه على سريرها بالعرض...و رجلينها متعديه السرير و طايره بالهواء...تلمست بيدها تدور غطاها...لكنها ما وصلت لشي...كالعاده...طايح تحت الأرض من الحرب اللي تسويها و هي نايمه...فتحت عيونها...و هي تتمطط بقوه...
نزلت من سريرها...و هي تشوف خواتها غارقات في النوم...(عساكم الكوابيس اللي تفززكم..ليه ما أحد يحلم في هالبيت إلا أنا!)
راحت تغسل...و تلبس...و تلم شعرها على السريع...قبل تأخذ عبايتها و شنطتها و تطلع من الغرفه...
دخلت المطبخ...و فتحت الثلاجه تدور شي تفطر فيه بسرعه...ما لقت غير عصير تذكر إنه لمشعل مع كذا اخذته...و شافت بحافظه باقي عشاهم و طلعته من الثلاجه...و صارت تفطر بسرعه حتى بدون لا تسخنه...
دخلت عليها شهد...
شهد= وااااع أحد يفطر معكرونه على هالصبح..(كملت بقرف)لا و عصير
رجوى= و أنتي وش دخلك بطني أو بطنك! ما سمعتي المثل اللي يقول كل اللي يعجبك والبس اللي يعجب الناس
شهد تطالع مريولها= و هذا لبس يعجب الناس؟!
رجوى= أقول سيدة أناقه ما عمر أحد ضربك بملعقه على الصبح؟
شهد تضحك= أنا الغلطانه أبيك حلوه
رجوى مو يمها= يوووه تأخرت يله أشوفك عقبين
تركتها و راحت... نزلت الدرج تركض و طلعت للشارع...و كالعاده كان الوقت بدري و الحركه خفيفه إذا ما كانت نادره...
سكرت الباب و مشت في طريقها اللي تمشي فيه كل يوم...لين وصلت اللفه اللي فيها بيت هدى...ابتسمت بخبث...و غيرت طريق المدرسه و دخلت لحارتهم...و مشت بعيد عن بيوتهم...و وقفت ربع ساعه تنتظر...لين شافتها تطلع للسواق...عرفتها من شنطتها...
و بعد ما شافتها ركبت و راحت...انتظرت دقايق...و تقدمت للبيت...و دقت الجرس بقوووه...وصلها صوت الخدامه...
الخدامه= مين؟
رجوى بخوف مصطنع= روحي قولي لماما..شذى سوت حادث قريب من المدرسه...بسرعه يروحون لها شذى بتموت مو قادرين يطلعونها من السياره
ضحكت و هي تسمع شهقة الخدامه و خطواتها السريعه تبتعد...راحت بسرعه لمدرستها قبل يطلعون ويشوفونها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

في الدور الأول...كانت أم فايز تجهز الفطور...و شافت ولاء تدخل المطبخ بنشاط على غير العاده...
ولاء= صباخ الخير يمه
أم فايز= صباح النور..غريبه صاحيه بدري!
ولاء= حلمت حلم و قمت مفزوعه
أم فايز= بسم الله عليك خير إن شاء الله
ابتسمت ولاء لأمها اللي صدقت كذبتها...و راحت تطلع صينيه من الدولاب و تحط فيها ثلاث أكواب...و راحت تسوي نسكافيه...
أم فايز= ماراح تفطرون احسن من هالنسكافيه على لحم بطنكم؟!
ولاء= مو مشتهيه الفطور
سوت النسكافيه...و أخذت الصينيه و طلعت فوق...دخلت لغرفة حياة...و شافتها واقفه عند تسريحتها و تمشط شعرها...
تأملت جسمها الطويل و الرشيق و تفاصيله اللي تزيد أنوثتها...و لبسها و أناقتها اللي تجذب كل العيون لها...تنهدت بحسد و هي تشوف جسمها اللي يميل للسمنه شوي...
ولاء= حياة يا بختك بجسمك
حياة تطالعها بإنعكاس المرايا و تبتسم= وش فيه جسمك؟..حلو
ولاء بغيض= لا أبي أطول..و انحف شوي و ...أبي أصير مثلك..على فكره تراك مثلي الأعلى
حياة تضحك= أنتي توك صغيره إن شاء الله بتطولين و تنحفين
وفاء تدخل و تصفر= وااااو حيوته اللوحه جنان
قربت للوحه و هي تتأمل منظر الغروب و تدرجات اللون...كانت اللوحه تشبه لوحات حياة اللي دائما ترسمها...مليانه غموض...و حزن...وغضب...
وقفت جنبها حياة و هي تلتفت على ولاء...
حياة= شوفي الناس اللي تقدر الفن مو أنتي!
وفاء= هاذي مراهقه وش فهمها بالفن الراقي..تسلم يدينك على هاللوحه تجنن
حياة= الله يسلمك يا قلبي..لو ما كانت للكليه كنت أهديتها لك
ولاء بتريقه= إذا خلصتوا المؤتمر الصحفي اللي عاقدينه تعالوا اشربوا النسكافيه قبل يبرد
جلسوا جنبها يشربون و يسولفون...قبل تقوم كل وحده لغرفتها تستعد عشان تروح لدراستها...
قفلت حياة الباب وراهم...و راحت تفتح درجها اللي مقفلته و تطلع جوالها الثاني و تحطه في جيب تنورتها...لبست عبايتها و هي تسمع جوالها يدق...راحت تاخذه من التسريحه و هي تشوف رقم النقل اللي يوصلها لكليتها...ردت و قالت له إنها نازله...و طلعت من غرفتها...
••
••
••
دخلت الكليه و وقفت تفصخ عبايتها...و تطلع المرايا ترتب شكلها...و ابتسمت و هي تسمع صوت صديقتها من وراها...
شمس= صباح الورد
حياة= صباح الخير..وش أخبارك؟
شمس= تمام..ليه غايبه أمس؟
حياة= ما خلصت عمل المعدن
شمس= بس أنتي كنتي باديه فيه
حياة= ما أعجبني و عدته
مشوا مع بعض و هم يسولفون عن العمل...لين وصلوا عند صديقاتهم..هديل و أماني..كانوا صديقاتها اللي تعرفت عليهم العام اللي راح...أول ما دخلت الكليه...
حياة= يله بسرعه خلونا نلحق على المحاضره مو تغيبنا مثل الأسبوع اللي راح

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت رحيل...و هي تطالع الغرفه...ارتاحت و هي تشوفها فاضيه...(زين فهمت و راحت لكليتها)
قامت من السرير...و راحت تغسل و تبدل ملابسها...و لبست عبايتها و طلعت من الغرفه...
••
••
••
في الصاله...جلست عمتها بعد ماراحوا بناتها...تنتظر سعود يصحى عشان تجهز له الفطور...
لكنها تفاجأت و هي تشوف رحيل تنزل بعبايتها...
أم سعود= صباح الخير
رحيل= صباح النور
أم سعود= وداد قالت إنك ما تصحين بدري عشان كذا ما صحيتك تفطرين معنا...اللحين أقول للخدامه تسوي لك فطور..نزلي عبايتك سعود ما يصحى اللحين
رحيل= مابي فطور..أبي أروح لجدتي
أم سعود انصدمت= ليه يا بنتي؟ مو قلتي بتجلسين عندنا للعصر
رحيل= ما ارتحت
أم سعود= أحد ضايقك؟ البنات قالوا لك شي؟
رحيل بضيق= لا بس أبي اروح..بتودوني أو اتصل على عمي
أم سعود= لا يا بنتي خلاص اللحين أقول لسعود يوصلك قبل يروح لشغله
ابتسمت رحيل بإنتصار...و هي تشوف عمتها تطلع فوق...
••
••
••
في غرفته...كان توه صاحي و يبي يلبس عشان يروح شغله...و استغرب وهو يشوف أمه جايه تصحيه قبل الوقت...
سعود= صباح الخير يمه
أم سعود= هلا يمه صباح النور..زين لقيتك صاحي
سعود= خير يمه فيه شي؟
أم سعود بحزن= أبيك توصل رحيل لجدتها قبل تروح لدوامك
سعود انصدم= اللحين؟ ليه؟!
أم سعود= تقول ما ارتاحت هنا..تتوقع البنات قالوا لها شي؟
سعود= ما أتوقع..البنات ما جلسوا معها من الأساس
أم سعود= الله يصلح هالبنت..والله مادري وش فيها علينا؟
حس سعود بضيقة أمه...بعد الفرحه اللي كانت ماليه وجهها أمس...و انقهر من رحيل...لو ما كانت تبي تجي...ليه توافق...ليه تفرح أهله بعدين تكسر خاطرهم...
سعود يتنهد= خلاص يمه..اللحين ألبس و أنزل أوديها

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد الحصه الأولى...طلعوا كل البنات من الفصل و انتشروا في الممر...
شذى= تعجبني استاذه منى..شفتي كيف هزأت رجوى؟ ما خلتها تسوى شي
نور= ايه بس رجوى ما طقت لها خبر..واقفه وشاقه هالإبتسامه و كأنها جالسه تمدحها..والله لو أنا اللي مصرخه علي كذا كان صحت
شذى= عادي عند هالأشكال..أصلا ما بقى مدرسه و لا إداريه في المدرسه ما مسحت في كرامتها الأرض
بمكان قريب...وقفت رجوى و سلمى و تهاني...
سلمى= يله رجوى عاد اعترفي أنتي اللي سارقه فلوس أمل..صح؟
رجوى= و أنتي وش دخلك ناويه تقاسميني؟
سلمى= لا حلال عليك
رجوى تضحك= لا تكذبين حرام مو حلال
تهاني= دامك تعرفين ليه تسرقين؟
رجوى= مادري؟ تعودت..أول ما أشوف فلوس دايركت تمتد يدي...بعدين ما سمعتي المثل اللي يقول المال السايب يعلم السرقه..أنا ما أروح أدور الفلوس هي تجي لين عندي..و تقول اخذيني
تهاني= عاد تكسر خاطرك و تاخذينها
رجوى تضحك= تعرفيني ما أحب أرد أحد
شافوا وحده من المراقبات جايه عندهم...
المراقبه= شذى تعالي للإداره؟
رجوى تشهق= لاااا لا تقولون طلعت هي اللي سارقه!
تهاني و سلمى يطالعون بعض...و يضحكون...
تهاني بهمس= شين و قواة عين
شذى تطالعهم بقرف و تلف للمراقبه= خير وش فيه؟
المراقبه= ما فيه شي لا تخافين..أمك داقه و تبي تكلمك
رجوى بتريقه= حشى سنترال مو مدرسه!
المراقبه= رجوى اسكتي و أدخلي لفصلك
رجوى= إن شاء الله تأمرين أمر..بس إذا دق علي أبوي نادوني
ضحكوا البنات...لأن رجوى كانت تتريق على المراقبه...أما شذى فراحت معها و هي خايفه من اتصال أمها...
رجوى...(هم خربوا البنات من شوي! من هالدلع..بس عشانها خافت عليها لازم تسمع صوتها..و إذا ماتت؟ شي عادي كلنا بيجي يوم و نموت...من زين البنت عاد! لو هي بنتي ذبحتها و وزعت لحمها بعيد الأضحى)
••
••
••
بعد عشر دقايق رجعت شذى...و عيونها دامعه...تأثرت يوم سمعت صوت أمها خايفه عليها و تصيح..
و رجوى كانت تطالعها و تضحك...(تهي تهي تأثرت..والله شايفه هاللقطه بمسلسل هندي)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••في البريك...جلست حياة مع صديقاتها أماني و هديل يفطرون...و جت لهم هديل اللي كانت في شعبه غير شعبتهم...
هديل بإعتراض= ليه طالعين بدري؟
شمس= يقولون إننا انطردنا
هديل بإستهزاء= مسااااكين..أجل بأقولكم خبر يرفع معنوياتكم
حياة= خير فرحينا
هديل= المكافأه نزلت
أماني بفرح= والله!
حياة= زين عشان أصرفها قبل أروح لجدتي
شمس= أنتي تصرفين على جدتك؟
حياة= لا..هي ما ترضى تاخذ فلوس مني..أنا بأعطيها لهالخبله رجوى عشان تسدد فاتورة تليفونهم اللي ينقطع أكثر ما يشتغل..(كملت بحقد) والله أبوها وجوده مثل عدمه..و إلا ليه عدمه أحسن
أماني تطالع جوالها اللي دق= هذا علي
تركتهم و راحت بعيد...
حياة بغيض= أنا مو ذابحني إلا هاللي مصدقه إن هالحقير يحبها!
هديل= ناقصها حنان و لقت اللي يعوضها
حياة= إيه بس هي مصدقه إنه ناوي يخطبها
هديل= أحلى تصدق عشان تعيش جو
حياة بقهر= فكيها من نصايحك بس
هديل بإستهزاء= خير الشيخه حياة اللي يسمعك يقول ما تسوين مثل ما هي تسوي
شمس تضحك= والله إنكم حالات اللي تكلم عشان الفلوس و الطلعات..و اللي تدور على الحب و الإهتمام..(تلتفت لحياة) و اللي تكلم عشان تطلع حرتها فيهم
هديل تضحك= و أنتي شموسه وش أهدافك من الترقيم؟
شمس= أنا اللي ينقال عني حشر مع الناس عيد..شفتكم تكلمون قلت وش ناقصني ما أكلم مثلهم
ضحكت...و ضحكت معها هديل...لكن حياة كانت سرحانه و ما تسمعهم و هي تراقب بغيض...إبتسامة أماني اللي عايشه بجو ثاني...
دائما تحاول تقنعها بكذب اللي تسمعه...بس أماني كانت مكذبه الكذبه و مصدقتها...
••
••
••
بعد ما دخلوا محاضراتهم...
حياة بهمس= أماني..وش قال لك؟
أماني تبتسم= كلام كثير وش تبين تسمعين منه؟
حياة= الغزل خليته لك..أبي الكلام المهم
أماني= بيخطبني إذا خلص دراسته هالسنه
حياة بقهر= و أنتي صدقتيه؟! أماني ما فيه واحد يخطب وحده تكلمه من ورى أهلها..و إحتمال تكلم غيره مثل ما هو يكلم غيرها
أماني عصبت= هو يعرف إني ما أكلم غيره
حياة= لا والله و كيف تعرفين؟
أماني= لأننا نعرف عن بعض كل شي
حياة بإستغراب= كيف تعرفون عن بعض كل شي؟
أماني= قلت له كل شي عني..و عرفت كل شي عنه
انصدمت حياة...و سحبتها من يدها...راحت عند الأستاذه و استأذنت منها...بحجة إنهم بيروحون يكلمون أستاذه لهم عن غيابهم...و شمس كانت تطالعهم بإستغراب...مو عارفه ليه طلعوا...
••
••
••
في وحده من القاعات الفاضيه...دخلت حياة و هي تدف أماني...
أماني= حياة وش فيك؟!
حياة= وش قلتي له عن نفسك؟
أماني تصد= و ليه أقول لك و أنتي ماراح تصدقين اللي نحس فيه
حياة بإستهزاء تقلدها= اللي نحس فيه! قصدك اللي أنتي متوهمته
أماني تروح= شفتي؟ ماله داعي كلامنا
حست حياة إن هالأسلوب ماراح يفيد مع أماني...عشان كذا راحت مسكتها...
حياة= خلاص خلينا نتكلم بهدؤ..تعالي نجلس
أماني تجلس معها= نعم
حياة= أماني أنا عارفه حالتك في البيت كيف...عارفه المشاكل اللي تمرين فيها..لكن اللي تسوينه خطأ..أنتي قلبك طيب و تصدقين كل شي..بس والله علي مو صادق..لا توثقين فيه..لا تعطينه أكبر من حجمه
أماني بإصرار= حياة مهما أقول لك ماراح تصدقين..و لا راح تحسين باللي نحسه إتجاه بعض..أنتي بالذات..لأنك تكرهين الرجال و تحقدين عليهم و تبين تشوفين إنهم ظالمين و بس
حياة بقهر= و هم كذا..و خاصه النوعيه اللي نكلمها
أماني= اللي تكلمونهم يمكن..بس علي لا..و بتشوفين
حياة بقهر= عندك إستعداد نختبره؟
أماني= وش قصدك؟
حياة= عطيني رقمه و أكلمه قدامك و بنشوف إخلاصه الحقيقي
أماني تضحك= حياة لو واحد أبو عيال و شايب بيسمع صوتك بيذوب..كيف ما تبينه هو يتأثر؟ و أصلا هو يكلم عادي و يعلمني عن كل اللي يكلمهم و أحيانا يشبك معهم و اسمع سواليفهم..بس أنا غير
حياة فقدت أعصابها= أنتي خبله أو تستخبلين؟! يكلم قدامك و مصدقه إنه يحبك..و رايحه تقولين له كل شي عنك!
أماني= حياة أنا مو صغيره و أعرف مصلحة نفسي...و رجاء لا تتدخلين بهالموضوع مره ثانيه
حياة تصرخ بقهر= أمااااااني
لكنها تركتها و راحت...و هي تفكر بكلامها اللي أبدا ما اقتنعت فيه...(ماراح تفهمين يا حياة..ما جربتي تعيشين في بيت كله خلافات كل يوم..أبوي و زوجاته..خوات كل وحده ما همها إلا نفسها..و ما تلقين أحد تكلمينه أو يحس فيك......و بعد كل هذا يجي علي يسأل عن كل صغيره و كبيره بحياتي..يهتم فيني..بصحتي..بنومي..بدراستي...يحبني و يقدرني...لنا سنه نكلم بعض ما عمره طلب يشوفني..بس من بعيد..و بيجي يخطبني و بيثبت لكل اللي مستهينين فيني إن فيه أحد يبيني و بيتحدى العالم عشاني)
••
••
••
في القاعه...كانت حياة للحين تفكر بكلام أماني و القهر يملاها...(و أنا ليه أشاورها؟ ليه ما آخذ رقمه و أدق عليه و أفرق بينهم)
لكنها تذكرت كلام أماني...قالت لها إنه يسمعها كلامه مع البنات...ضربت الأرض برجلها بكل قوه...و هي تحس بالعجز و القهر...حست بجوالها يهز بجيبها...و طلعته...
حياة بنرفزه= نعم
هاني= وش فيها الحلوه معصبه؟
حياة= وش دخلك؟
هاني= إذا للحلو ما نتضايق لمين نتضايق
حياة..(عساك تضيق لين ما تقدر تأخذ حتى النفس)
هاني= وينك غلاي؟ وين رحتي؟
حياة= وش تبي داق؟
هاني يتنهد= أبي اسمع صوتك..و حشني دلعك
حياة= إذا كنت فاضي أنا مو فاضيه..وراي محاضره اللحين
هاني= وش دعوه..تذكرين يوم ضيعت إجتماع عشانك..اللحين ما تضيعين محاضره عشاني! إلا صح تكفين قولي غرور..وش اسمك الحقيقي؟ وش تدرسين؟
حياة= مو ضروري تعرف؟ وش يهمك فيه؟
هاني= أنا يهمني كل شي عنك..أبي أكون قريب منك
حياة= يمكن أفكر إذا وثقت فيك
هاني بحماس= والله؟ وش تبيني أسوي عشان توثقين فيني؟
حياة= أفكر و أقول لك
هاني= و أنا انتظرك يا قلبي..اللحين روحي لمحاضرتك حياتي
حياة= باي
هاني= باي
سكرت حياة و هي كالعاده تدعي عليه...و في بالها تطلع حرتها فيه...
••
••
••
كملوا باقي اليوم بدون لا يكلمون بعض...لكن أماني ما هانت عليها حياة...كلمتها...بس كان الكلام بينهم بارد..

 
 

 

عرض البوم صور dali2000  
قديم 12-07-09, 03:54 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

|[?الــبــــــارت الــثـــــالــثـــ?]|

طلع سعود و شافها واقفه تنتظر في الحوش...و كانت معه الخدامه لأنه رفض تروح أمه معهم...شاف خاطرها مكسور و خاف رحيل تسوي شي يزيد عليها...
هي شافته وهو يطلع...لكنها كانت صاده عنه...و تتخيل وش ردة فعله على اللي سوته...وش الكلام اللي قالته عمتها له...
مر من عندها وهو يطالعها بغيض...مع كذا حاول يكتم هالغيض وهو يكلمها...
سعود ببرود= صباح الخير
طلعت قبله...و لا كلفت نفسها ترد عليه...و هالشي خلى قهره يزيد عليها...و حط حرته في الخدامه...
سعود بعصبيه= يله تحركي
طلعت معه...و ركب سيارته...و ركبوا معه ورى...مشى وهو يطالعها بالمرايا بقهر...كان يبي يوصلها و بس...
لكن غصب عليه تكلم...
سعود بهدؤ= أنا مو عارف ليه تسوين كل هذا؟ ليه تقابلين الحب و الإهتمام بهالصد و الجفاء؟ ليه قلبك يشيك كل هالكره لأهلك اللي مالك غيرهم؟!
رحيل بغيض= اسكت يا سعود ما أحد فيكم له حق يلومني..لا تجي تحاسبني على شي أنت مو عارفه
كانت تتكلم بقهر...و كره...لكن استغربت من نفسها...وهو يلومها كذا كيف ما ثارت بوجهه...
لكنها تذكرت...لحظة طفوله مرت بينهم...كان هو الوحيد اللي تتذكره بهدؤ...و صفاء...بدون لا تدخل بهالذكريات مشاعرها السوداء...العدوانيه...
يمكن هاللحظه هي اللي شفعت له عندها...
لكن سعود ثار فضوله من كلامها...و قهره زاد على الحال اللي حاطه نفسها فيه...و الكل يراقبها و ساكت...

سعود= وش اللي ما أعرفه؟ الكل يحبك بس أنتي الكره مالي قلبك..و قسوتك خلتك تظلمين نا....
رحيل تقاطعه بغيض= ظالمه! أنا الظالمه! و أهلك هم الطيبين..هم المظلومين!!..(تصرخ بقهر) أمك اللي تبيني اجلس عندكم عشان تخفف شوي الهم عن أخوها و عياله طبعا ما يصير هو بس اللي يشيل الهم و هم مرتاحين..عشان تعزم جاراتها يتفرجون علي و يخطبوني..يبتلون فيني و يريحونكم! أو أختك اللي الفضول ذبحها من سكوتي و قررت إني سر لازم تتحدى نفسها و تكشفه عشان تتناقش مع بنت عمها بالحاله اللي أنا فيها..أو غيرهم اللي مستخسرين هالجمال فيني..و يتمنون حتى هذا يآخذونه مني عشان يرتاحون..عشان يتأكدون إنهم تركوني بدون أي شي...(تمالكت نفسها و كملت بهدؤ) هذا هم أهلك المظلومين..و هذا اللي أنا ظالمتهم عشانه..لأني أعرف الشعور المصطنع..و الطيبه اللي وراها أسباب..و فاهمه الدنيا و فاهمتكم واحد واحد..
سعود كان يسمعها وهو مصدوم...ما كان مركز بالطريق اللي قدامه..كلامها فاجأه..شعورها أربكه..صوتها و القهر..و الحقد اللي فيه..خلاه يسكت و مايلقى شي يرد عليها فيه...
شاف نفسه يوقف عند بيت جدتها...و هي نزلت بدون لا تزيد أي كلمه على اللي قالته...شافها تطلع المفتاح من شنطتها...و فتحت الباب و دخلت و هي تسكره بكل قوه...خلته يدري إن اللي قاله قهرها...
بعد لحظات مشى بطريقه..و صوتها و كلامها ينعاد في باله أكثر من مره...
••
••
••
دخلت رحيل لبيت جدتها...اللي كان مع كل وحده منهم مفتاحه...و ابتسمت براحه...و هي تتأمل البيت القديم...اللي كان دور واحد...بحوشه الضيق و النخل اللي فيه...
ما تحس بروحها مرتاحه إلا إذا دخلت هالبيت...و شافت وجه جدتها...أغلى إنسانه عندها...و بنات خالتها اللي كانوا مثل خواتها...مهما كانوا بعيدين عن بعض...مهما كانت شخصياتهم...و إهتماماتهم مختلفه...كان يجمعهم شي أكبر...يجمعهم شعور أقوى...
دخلت لداخل البيت...و هي تنقل نظراتها في الصاله و المطبخ...و لا شافت جدتها...دورت في الغرف و ما لقتها...(أكيد عند أم حامد)
هالجاره كانت أقرب وحده لجدتهم...و هي اللي تهتم فيها...و تساعدها...و هالشي اللي مخليهم يتطمنون عليها و هي لحالها...
دخلت غرفتهم...اللي ينامون فيها ثلاثتهم من كانوا صغار...
جلست على سريرها و هي تتذكر كلام سعود...(ليه قلت له اللي قلته؟ هو مين عشان أهتم أبرر له؟ طول عمري اسمعهم و اسكت ليه اللحين يعرفون إني أعرف عنهم كل شي..أكيد بيغيرون معاملتهم لي..على بالهم هاللي بيسوونه يخليني أنسى! بس أنا ماراح انسى..عمري ماراح أنسى..و لا أسامحهم)
نامت على السرير و غمضت عيونها...و هي تتذكر طفولتها...
وفاة أمها و أبوها بحريق البيت اللي ما نجى منه غيرها...و لليوم تتمنى إنها ما نجت...و لا عاشت هالحياة...
تركوها...طفله بعمر سبع سنين...تحاول تلقى الأمان بعد ما رحلوا عنها أمها و أبوها...بكل شخص كانت تدور الحب...و الإهتمام...اللي تلجأ له و تحتمي فيه...
لكن اللي شافته...و اللي سمعته...كان فوق عمرها...كبير على عقلها يستوعبه...كبير على قلبها يتحمله...
ملاها كره...و قهر...و قسوه...
بدت ترتجف...و هي تتذكر ذاك اليوم...اللي قلب طفولتها بأيامها الورديه...لأيام سوداء قاسيه...بارده...مجحفه...
تحس للحين إنها تسمع ذاك الصوت...بنبرة الكره...و الحقد اللي يملاه...
فتحت عيونها بسرعه و جلست...ما تبي تتذكر ذاك اليوم أبدا...
و التفتت للجدار اللي عنده سرير حياة...تطالع نظرة جدتها القويه...الحانيه...في الرسمه اللي احتلت مساحه كبيره من الجدار...
تذكرت أيام العطله و سهراتهم...و حياة أيام و هي ترسم بهاللوحه...اللي أبهرتهم كلهم...و حبوها بالحيل...
فزت من أفكارها...و هي تسمع صوت جدتها من الصاله...
الجده(أم ساره)= بنات أحد منكم هنا؟
ركضت لبرا و ابتسمت و هي تشوفها...الإبتسامه اللي ما تزين وجهها إلا كل أسبوع...رمت نفسها بحضنها...و ضمتها بقوه...
ضمتها جدتها للحظات طويله...هالبنت أكثر وحده تحبها منهم...و أكثر وحده تخاف عليها...لأنها تعرف بوحدتها...بنات خالتها عندهم اللي يكلمونهم...و اللي يحبونهم...رجوى و خواتها...و حياة مع بنات عمها...
لكن رحيل ما كانت تحب أحد...و هي تعرف هالشي...عشان كذا كانت أكثر وحده حرصت على تقويتها...بس الظاهر قوتها كثير لين صار قلبها حجر...ما يلين لأي شي...
رحيل= وش أخبارك يمه؟
أم ساره= بخير يمه..أنتي وش مسويه؟
رحيل للمره الألف= يمه أبي اعيش عندك..يمه ما أبيهم
أم ساره تتنهد= يمه هذا عمك هو ولي أمرك و ماراح يرضى يتركك..و أنا إن عشت لك اليوم ما عشت بكره
رحيل تتركها بعصبيه= يمه كم مره قلت لك لا تقولين هالكلام قدامي..إن متي والله لأموت معك
تركتها و راحت للمطبخ...و أم ساره تشوفها و تتنهد بحزن على حالها...كل شي قست قلوبهم عليه...كل شي يتحملونه...لكن تعلقهم فيها و بهالبيت...تحس إنهم يضعفون بالحيل قدامه...
راحت وراها للمطبخ و شافتها واقفه تشرب ماء بسرعه...و كأن هالموضوع...مر على الصحاري الجافه داخلها و زادها...جفاف و عطش...
أم ساره= رحيل
رحيل= نعم
أم ساره= لا تزعلين يمه..أنا عارفه إنك ما ترتاحين إلا بهاليومين مابيك تتنكدين مني
رحيل قربت منها و ضمتها= الله يخليك لنا يمه
جلست مع جدتها...و بعد صمت الأسبوع بكامله...كانت تسولف بكل حب و راحه معها...و تسمع كلامها...و توصياتها و الإبتسامه مرسومه على شفايفها...و الحب و الحنان باين في عيونها...
ملامحها كلها تبدلت...و اللي يشوفها اللحين ما يصدق إنها رحيل...المغروره...القاسيه...الحاقده...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كان الوقت بعد الظهر...و التعب هاد حيلها...نزلت من النقل اللي يوصلها من كليتها و هي تجمع أغراضها...
و شافت جارهم أبوسالم ينزل من سيارته...و بكل وقاحه...وقف يطالعها لين دخلت البيت...
و حياة أول ما دخلت البيت ضربت الباب بكل قوتها و الغيض ماليها...(عساه العمى إن شاء الله..و كأنه مو مكفيه هالثلاث حريم اللي صافهم على بعض...له عين يطالع بعد!)
شالت نقابها و طرحتها و هي تنفض شعرها اللي مجعدته...قبل تلمه مره ثانيه و ترفعه بشباصه بأعلى راسها و تتوزع خصلاته بعشوائيه...راحت للمطبخ تشوف مرة عمها و ولاء و هم يغسلون الصحون بعد الغداء...
حياة= السلام عليكم
أم فايز+ولاء= و عليكم السلام
حياة= قولوا آمين
أم فايز= آميـن
حياة= عساني أشوف يوم بأبوسالم
أم فايز= وش تبين بالرجال تدعين عليه؟
حياة بعناد= يستاهل هالحيوان
ولاء تضحك= أكيد وقف مطير عيونه فيك
حياة بقرف= ايه عساه العمى
ولاء= دائما يسويها هو و وجهه..من يوم ادخل الحاره لين ادخل البيت..تقول ما عمره شاف مره
حياة بغيض= أنا أبي أعرف هذا عياله و زوجاته كيف متحملينه؟
أم فايز بعتب= خلاص وش تبون فيه
حياة تغير الموضوع= وفاء رجعت؟
ولاء= إيه قبل ربع ساعه..روحي بدلي عشان تتغدون مع بعض
تركتهم حياة و طلعت لغرفتها...جيتها المتأخره...كانت مريحتها من الغداء مع عمها و نجله العظيم فايز...لأنها ما توصل إلا و هم تغدوا و ناموا...
دخلت غرفتها...و راحت تبدل ملابسها بجلابية بيت خفيفه...و راحت لزاوية الغرفه اللي كان فيها حوض أسماك...وقفت تتأملهم دقايق...قبل تبدأ تغير لهم الماء و تحط لهم الأكل...
حست بأحد يدخل عندها...التفتت و شافت وفاء اللي كانت واقفه تطالعها بإعتراض...
وفاء= أنا قايله إنك بتخلينا نموت جوع لين ما تتطمنين على هالتونه على قولة ولاء!
حياة تضحك= حرام عليها ولاء..ليه حاقده على أميراتي
وفاء= دامهم صاروا يأكلون قبلنا أنا بأبدأ احقد عليهم
حياة= خلصت..خلصت يله خلينا نروح نتغدى لا تحطين عينك على غداهم

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد أذان العصر...دخلت شهد و شافت رجوى و هي تحط ثيابها في الكيس...
شهد= بتروحين اللحين؟
رجوى= إيه
شهد= انتظري لين تخف الشمس شوي
رجوى= لا أبي أوصل قبل المغرب
شهد تضحك= ما ظنيت الليل يخوفك!
رجوى= أنا عادي عندي لو أمشي نص الليل..بس أمي تقول امشي قبل المغرب..(تضحك) يعني عندها الأضرار الطبيعيه و لا الأضرار البشريه
قمر تدخل= يله رجوى أمي دخلت تروش حنين روحي قبل تطلع تنشب فيك
شهد= الله يعيننا على صفارة الإنذار اللي بتشغلها طول الليل لين ينومها كف من أبوي
رجوى تضحك= خليها تقوى بهالكفوف مثلنا..ترى أثبتت الدراسه الرجويه إن هالكفوف لها مفعول حليب الأم
ضحكوا شهد و قمر و هم ينزلون معها الدرج...
رجوى تتنهد= أووه بس متى اتزوج أبوسعد و يريحني من هالمشوار؟
قمر= عاد من زين السياره! الظاهر إنك بتدفينها نص الطريق
رجوى= لا ناخذ أم سعد تدف
قمر= بتموت بنص الطريق
رجوى بخبث= خلاص نرفع عليكم الإيجار و نقسط لنا سيارة....بعدين سيده أناقه وش عندك كل ما جبنا سيرة أبوسعد سكتي و سرحتي لا يكون حاطه عينك عليه!
شهد تبتسم= لا اشبعي فيه أنا لي فتى أحلام و ماراح أرضى غير فيه
رجوى بتريقه= أها بدت آثار المراهقه..أنا شاكه من يوم بديتي تنظفين! و تتكشخين
شهد= يله روحي قبل تتأخرين و سلمي على جدتك و بنات خالتك ملكة الجمال و عارضة الأزياء
رجوى بوقفه إستعراضيه= و أنا؟
شهد= البودي قارد حقهم
مسكتها رجوى مع شعرها القصير...و جلست تلعب فيه لين وقفته و حاسته...و جلست هي و قمر يضحكون عليها...
رجوى= يله دوري مكنستك و طيري
شهد ترتب شعرها= حماااااره
طلعت عنهم بسرعه...قبل ترد لها شهد اللي سوته فيها...مع إنها متأكده إنها ماراح تقواها...إن كان مشعل نفسه ما يقدر يقواها...(صدق إن كثر الضرب يقوي و يعطي مناعه)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت حياة من قيلولتها بنشاط...أول ما سمعت المنبه...أخذت لها شاور سريع...و راحت تجهز نفسها بحماس...لبست فستان عنابي سبورت...تناسب مع لون شعرها...و عطاها منظر أنيق و ناعم...و تركت شعرها ينزل على ظهرها بنعومه...بدون أي تسريحه...و خصلاته الطويله تغطي نص ملامحها...
أخذت شنطتها و حطت بيجامتها و أغراضها...التفتت على الجوال اللي كانت تكلم فيه...و قفلته...حطته بالدرج و قفلت عليه...
كانت مستحيل تاخذه لبيت جدتها...مستحيل تسوي هالشي في بيتها...مستحيل تخون ثقتها...أما عمها فكان بنظرها يستاهل اللي تسويه فيه...
نزلت و شافته ينتظرها في الصاله بملامحه المعقوده دائما...و كأن وظيفة المدير صارت هي شخصيته حتى في البيت مع أهله...طالعت نظراته...تحس إنه يكره هالمشوار اللي يتعب نفسه يوديها له كل أسبوع...لكنه وعد جدتها...و عشان هالوعد مستحمل...

من ساعه...و رجوى للحين تمشي في طريقها الطويل..اللي تمشيه بدون ملل...دامها بآخره تشوف جدتها و بنات خالتها...و البيت اللي يجمعهم...بجدرانه...بأثاثه القديم...
كل زاويه فيه تشيل لهم ذكرى...و جرح...و دمع...
فيه تعاهدوا من سنين...عهد طفوله...كبروا و كبر معهم...و قساهم...
بس كان هو الحل الوحيد عشان يستحملون حياتهم و يكملونها بقوه...
فيه ودعوا أي حلم وردي كانوا يحلمونه...أي أماني بسعاده أو حياة حلوه...أي أمان أو دفأ...
ودعوا قلوبهم...و مشاعرهم...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

جلست حياة اللي وصلت من نص ساعه مع رحيل و جدتهم في الصاله...رحيل كانت نايمه على رجلين جدتها و تسولف معها...و حياة جالسه ترسم بكراستها...و كل شوي تشوف رحيل...
رحيل= وش عندك تطالعيني؟
حياة= ارسم عيونك
رحيل بملل= والله فاضيه! مادري كيف ما تملين و أنتي كل الوقت ماسكه هالكراسه و تشخبطين
حياة تصرخ= لاااا ليه غيرتي النظره اللي كانت بعيونك
رحيل بعناد تنام على ظهرها...و تبعد عيونها عن حياة...
حياة بقهر= زين يالنذله...بس معليش اكملها بخيال الفنانه
سمعوا صوت الباب ينفتح...لحظات و دخلت عندهم رجوى...و كالعاده تعدتهم...و هي تشيل غطاها و تلهث...و راحت تتمدد قدام المكيف...
رجوى= واااو حر..حر....بأموت..لا لا خلاص مت
حياة تضحك= الله يرحمك
رجوى= البقى براسكم..الله يرحمني و الله كنت بنت جاحده و ما استحي و قليلة خير
حياة= رحم الله امرء عرف قدر نفسه
قامت رحيل للمطبخ و جابت لها كاس مويه...و عطته له...
رجوى تاخذه بفرح= يا مال الثانكيو
شربته مره وحده...و بعدها قامت تسلم على جدتها و على البنات...و جلست جنبهم...و عيونها على حياة...
رجوى= وش تسوي بيتهوفن؟
حياة بإستغراب= وش دخل بيتهوفن؟
رجوى= ليه هو مو فنان؟
حياة تضحك= إلا فنان..حتى يقولون بيدرسنا الترم الثاني
رجوى= ليه هو ما مات؟
أم ساره تقاطعهم= حياة قومي يمه سوي لنا قهوه
حياة تقوم=إن شاء الله..تعالي معي يا خبله
قامت رجوى معها...و رحيل جالسه تسولف مع جدتها...
و في المطبخ...جلست رجوى على الأرض و هي تشوف حياة اللي تسخن الماء...
رجوى= هاه حيحو وش أخبارك؟
حياة= تمام و أنتي؟
رجوى= أززقح
حياة= ليه ما سددتم؟
رجوى بتفاخر= و الله في الحقيقه محددين أولوياتنا و تسديد التليفون يجي بالمرتبه ما بعد العشرون
حياة بقهر= أنا استلمت المكافأه ذكريني اعطيك فلوس تسددين فيها
رجوى بطمع= بس للتسديد ما فيه زياده لرجوى الفقيره
حياة= و الله كأنك بنتي و اصرف عليك!
رجوى= يا خبله صدقه تنفعك بدنياك و آخرتك
حياة تضحك= خلاص و لا يهمك ما تغلى عليك
رجوى= آه لو فيه منك عشره كان صرت تاجره
حياة= الله يخلي لي أم فايز مو مقصره علي في شي
رجوى= و عمك ما يعطيك شي؟
حياة بكره= حتى هو مخصص لي مصروف..بس تدرين الفلوس اللي آخذها منه أحب أخربها على أشياء تافهه عشان أحس إن تعبه راح على الفاضي
رجوى= إيه اللي معاه قرش محيره يجيب حمام و يطيره
جهزت حياة القهوه...و أخذتها للصاله...و رجوى راحت وراها...و جلسوا يتقهوون...
حياة= جدتي تقول جايه بدري يا رحيل..غريبه؟
رحيل= كنت عند عمتي و خليتهم يجيبوني بدري
رجوى تضحك= مين اللي جابك؟
رحيل ببرود= سعود
رجوى= كنت حاسه..قلبي قال لي..أثرني عندي محاسيس رومانسيه
حياة تطالعها بتريقه= محاسيس! و كيف تجين معه لحالكم؟
رحيل= الخدامه كانت معنا
حياة بإستغراب= وش طاري عليك رايحه لعمتك؟
رحيل= عشان أقولهم ما ارتحت و يجيبوني هنا بدري
رجوى داخله عرض= وش العشاء؟
حياة= بعد تونا المغرب
رجوى تبتسم= أحب أأمن مستقبلي بدري
أم ساره= أم حامد قالت إنها بترسل لنا عشاء
رجوى تطبطب على معدتها= ياسلام عز الله بنملاك اليوم
و جلسوا مع بعض...يسولفون...و يأخذون أخبار الأسبوع من بعض...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

جلست شهد تتابع المسلسل بإندماج...رافعه للصوت على آخر شي كالعاده...عشان تقدر تسمع من إزعاج اخوانها اللي قالبين الصاله حلبة مصارعه...فيصل و بدر...و بسمه و حنين يشجعون...
سمعت صرخه...و شافت قمر تطلع من المطبخ تركض لها...و هي ماده لسانها...
قمر= تشوفين شي؟
شهد تطالع بخوف= دم! يالخبله من وين؟
قمر= وش اسوي؟
شهد= اغسليه بماء بارد
رجعت قمر للمطبخ...و بعد لحظات طلعت...
شهد= كيف قطعتيه؟
قمر= كنت ادهن لي سندويتشه بجبن..و لحست السكين يوم خلصت و قطعت لساني
شهد= تستاهلين يالمفجوعه! كل هذا بخل؟
قمر تضحك= والله حرام مليانه جبن
شهد= اسكتي بس لا تحومين كبدي..خليني اتابع
جلست قمر و هي ماده لسانها بإستهبال...والتفتت عليها حنين و مدت لها لسانها...
قمر= هههه على بالها مادته عليها
سمعوا صوت أبوهم يطلع على الدرج وهو يصرخ عليهم...و ركضت شهد و بسمه للغرفه...
بسمه= مادري ليه احس أخاف من أبوي إذا رجوى مو في البيت
شهد= يعني رجوى تسوي شي..تنطق مثلها مثلنا
بسمه تنام على سريرها= بس ولو و هي فيه ما أخاف منه كذا
ضحكت عليها شذى...بس مع كذا كانت تشاركها نفس الفكره...تحس الوحيده اللي ممكن تتفاهم مع أبوها هي رجوى...و إذا صارت مو في البيت...يحسون كأنهم غريبين عنه...
كانت شهد أكثر وحده ما تشوفه...أول ما تسمعه جاء تدخل غرفتها لين ينام أو يطلع...أحيانا تحس إنه ناسيها و لا يدري إن عنده بنت بهالإسم...
تحس إن اللي فيها كافيها...و مو ناقصها أبوها و صراخه...و هوشاته...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد العشاء...نامت جدتهم و هم جلسوا في الصاله...عند التلفزيون اللي و لا وحده كانت تتابع اللي فيه...رحيل سرحانه و عيونها تطالع بالفراغ...و حياة تكمل رسمتها و نست اللي حواليها...
طلعت رجوى من المطبخ...و معها شابوره و كوب شاي...
رحيل تنتبه لها= توك متعشيه!
رجوى= جعت..و ما أعرف أسهر بدون ما آكل..تبين؟
رحيل= لا
رجوى تجلس بجنب حياة بقوه على رجلها= وش ترسمييين؟
حياة تبعد عنها= هيه الشاي بعديه تدرين ما أحب ريحته
رجوى تقربه منها= أوووو
حياة بغيض= رجيــــو!!
رجوى= خلاااص بعدناه...حياة ارسميني
حياة= والله أخاف ينكسر القلم
رجوى و هي تغط الشابوره في الشاي= حرام عليكم والله إني حولوا..صح رحيل؟
رحيل= حلوه أو شينه وش بيتغير؟
رجوى تفكر= صح وش بيفرق؟ ما أظن أبوسعد تهمه هالشكليات
حياة تنرفزت= و أنتي فرحانه بهالأبوسعد..الظاهر بتروحين تخطبينه بنفسك!
رجوى بهيام مصطنع= وش أسوي اعود نفسي عليه هههه
حياة= ارفضي و بس
رجوى= لو بأقول لأبوي لا..كان شفتيني قلتها من زمان
حياة= هذا أبو عاد؟
رجوى= تصدقين ما اتخيل أبوي إلا كذا..احس الأبو الطيب و اللي يحب عياله و يربيهم هذا بس بأفلام كرتون
حياة تضحك= حسبي الله عليك
رجوى= وش أخبار وفاء و ولاء؟
حياة= بخير
رجوى= يا حليلهم حبيتهم..والله وناسه يوم يجونا في العيد منذو مبطي
حياة= اعجبتك ولاء عشانها خبله مثلك
رجوى= والله كلهم حبيتهم جدا جدا..حتى رحيل حبتهم
رحيل بعناد= ما حبيت أحد
رجوى= نصابه ارتحتي لهم على الأقل..رحيل ترى إذا حبيتي أحد ما يأخذ من عمرك لا تخافين
رحيل= أنا بأروح أنام عشان إذا صحت أمي اصحى معها..تصبحون على خير
رجوى+حياة= تلاقين خير
راحت رحيل للغرفه و هي مبتسمه على كلام رجوى...و تتذكر وفاء و ولاء و أم فايز...صح هي ما كرهتهم...لأنهم يحبون حياة...بس بعد ما قدرت ترتاح معهم و تتكلم عادي مثل رجوى...و كأن هالجفاء صار عاده فيها مع كل الناس...
••
••
••
في الصاله...
رجوى= حياة خلينا نرقص؟
حياة بإستنكار= اعوذ بالله على هالليل!
رجوى= ايه أنا و البنات دائما نرقص لين نداوم من بكره
حياة= لا و أنا اقول كل هالأكل اللي تاكلينه و لا يبين فيك اثرك تحرقينه كله...أقول كولي و أنتي ساكته و ركدي شياطينك
جلست رجوى تأكل...و هي تقلب جوال حياة بين يدينها...و تتفرج على اللي فيه...و حياة كانت ترسم و مو يمها...لين وصل لها صوتها تكلم...
رجوى= هلا وفاء وش أخبارك؟
وفاء بشك= مين؟ رجوى؟
رجوى باللهجه السودانيه= هيا بزاتا..دايرا تسلم عليكي يا زوله
وفاء تضحك= الله يسلمك..وش أخبارك؟
حياة تضربها= و الله مستحلتني!
وفاء= هاذي حياة اللي عندك؟
رجوى= ايه زهقتني بس ترسم و ساكته..و أنا ما أحب اجلس ساكته أبي أسولف على أحد
وفاء= وش أخبار الدراسه؟ وش أخبار ثالث معك؟
رجوى= لا تذكريني بخيبتي..الناس ملخصات و مشاركه و إجتهاد..و أنا لي الله لا المخ يساعد و النفس تساعد..حتى بعض كتبي مضيعتهن مادري متى آخر مره شفتهن
وفاء= والله إنك مو صاحيه؟ لازم تجيبين نسبه
رجوى= يا أختي هالكلمه كل البنات لا سمعوها انتفشت عيونهم بس أنا عجزت أخاف منها أو اهتم
وفاء= أنتي وش تبين تدخلين؟
رجوى تستهبل= والله أشياء كثيره..أبي أدخل السوق..و أدخل الملاهي
وفاء= رجوى! أنا اقصد الكليه
رجوى تضحك= مادري؟ لازم اعرف من اللحين
وفاء بتريقه= المفروض يعني..لو ما عندك مانع
رجوى= على قولة رحيل ما ندري حنا نعيش لذاك اليوم أو لا..ليه أفكر من اللحين
وفاء= الله يرحم حالك
رجوى= وفاء أنتي بأي كليه يمكن أدخل عندك
حياة بتريقه= قسم كيمياء..يمديك عليها؟
رجوى بقرف= والله لو عرفت إنك مثقفه ما كلمتك..يله برى اطلعي عن بيتنا
حياة= اللي ما يطول العنب
رجوى بتحدي= لا تخلوني أدخل طب
وفاء= كيف و أنتي أدبي؟
رجوى= عادي طب شعبي ههههه
حياة تأخذ منها الجوال= أقول وفاء مع السلامه البنت اصرفت علي
رجوى بعناد= وش دخلك مو أمها اللي تسدد فاتورتك..ماراح تقول شي و حنا مسولفين على بنتها
حياة= مع السلامه وفاء
وفاء تضحك= مع السلامه..سلمي على جدتك و رحيل
حياة= يوصل يا قلبي
سكرت منها...و جلست تسولف هي و رجوى اللي تقول لها أحداث المدرسه...لين راحوا ينامون...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد ساعه...كانت حياة تتقلب بفراشها...ما جاها نوم...ملت و قامت من سريرها...و طلعت من الغرفه...و هي تطالع بنات خالتها...على أمل إن أحد حس فيها...لكنهم كانوا نايمات...
طلعت للصاله...و جلست على المجلس العربي...سرحت بتفكيرها دقايق...و عيونها بدون شعور لفت تطالع الغرفه المسكره قدامها...غرفة أمها اللي كانت أكثر وحده جلست في هالغرفه من خواتها...و تركتها بس من ثلاث سنين...لكن خالاتها...ماتوا من سنين طويله و لا كان لهم ذكريات هنا...
ما تذكرت متى آخر مره دخلتها...هالغرفه دائما مسكره و لا أحد يهتم يدخلها...
شي داخلها خلاها غصب تروح لها...مع إنها تكره كل اللي فيها...بس مع كذا كانت تمشي مثل المسحوره لها...
دقات قلبها صارت أسرع و هي واقفه قدام الباب...و بيدينها المرتجفه حركت المفتاح...لين شافت الغرفه مفتوحه قدامها...
ترددت بالدخول...فكرت إنها ترجع أحسن...(وش تبين تشوفين يا حياة؟)
لكنها مع كذا دخلت...والإحساس اللي داخلها...الشوق اللي يأن بصوت خافت...و كأنه خايف من صدها...
غلبها...غلب قوتها...و جفاها...و عنادها...
أول ما شغلت النور... ارتجفت و هي تحس للحظه إنها تشوف أمها على ذاك السرير القديم...بملامحها الجميله...بنعومتها...و رقتها...
مشت بخطوات مكرهه للداخل...و وقفت تطالع كل شي في الغرفه...
راحت لدولاب ملابسها...حطت يدينها...تبي تفتحه...لكنها ضغطت بأصابعها بكل قوتها و هي مو قادره تفتحه...ما تبي تفتحه...
سندت راسها على الدولاب...تشتاق تشوف أي شي من ريحتها...بس فيه شي يردها...الحزن...و العتب...و القهر...
صارت تهمس بصوت منكسر...مقهور...(كيف تتركيني عشانه؟ ليه كنتي تحبينه أكثر مني؟ مع كل اللي كان يسويه! مع كل اللي كان يسويه!.....ليه تصدقينه؟ ليه تحبينه؟ ليه ترخصين العمر..و ترخصيني بس عشانه)
مسحت دمعه نزلت منها بقوه...و قهر...(لااا ماراح أصيح..لا عليك و لا عليه)
غلبها عنادها...و طلعت من الغرفه و هي ترجف قهر...و كأن ذاك اليوم الأسود كان أمس...و كأن العذاب اللي عاشته كان من أيام بس...
تذكرت أيامها معهم...
الكره...و الإستحقار...اللي امتلى بقلبها على أبوها...
و الحزن...و القهر...و الألم اللي تشوف أمها فيه...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

••---مـن بـكــــره---••

صحت حياة متأخره...و شافت نفسها لحالها في الغرفه...جلست على سريرها تصحصح...لكن لفت انتباهها شي...التفتت على الطاوله اللي كانت جنب سريرها و لا شافت ألوانها و لا كراستها...(أكيد هاذي رجوى الملقوفه!)
قامت و طلعت من الغرفه...و شافتها في الصاله نايمه على بطنها...و مستغرقه باللي تسويه...و اللي يشوفها يقول عندها سالفه...
مشت بشويش من وراها و شافت وش ترسم...ابتسمت بسخريه و هي تشوف الورد اللي هي راسمته...و كأنه رسم بنت بأولى إبتدائي...
حياة= حرااام عليك والله ألواني تأن من هالمنظر..هذا ورد أو خضار أو وشو بالضبط؟!
رجوى تلتفت لها= مشكله اللي ما يفهمون أنواع الفن؟ هذا يا قليبي يسمونه الفن الرجوي..هذا بس تشوفينه و لا تحاولين بأي شكل من الأشكال تعرفين وش هاللي تشوفينه أو بتتعب نفسيتك و تنهار عيونك
هذا تشوفينه و تعوذين من الشيطان و تقلبين الورقه
حياة تضحك= لا! تشرفنا بهالمدرسه الجديده..يله بأروح اغسل و......
رجوى تقاطعها= حمد الله جايتني من سريرك..كل هذا خوف عليهم شكلك متبنيتهم هالألوان! عيالك هم عيالك؟
حياة راحت و ما ردت عليها...و رجوى قامت للمطبخ تشوف جدتها...
رجوى= أمااااه أين تلك الفتاة البائسه..التي تعدى رحيل
أم ساره= في الحوش
راحت رجوى و شافتها جالسه تسقي النخلات الثلاث اللي من عمرهم...حتى رجوى سمت كل نخله بإسم وحده منهم...
شافتها رجوى عند النخله اللي كانت بإسمها...
رجوى= آي غرقت غرقت يكفي مـــاء
رحيل التفتت عليها و رشت بيدها ماء على وجهها...
رجوى= أنتي اللي جنيتي على نفسك
و راحت تأخذ الماء منها و ترشه عليها...و هي تحاول تبعدها عنها...
طلعت حياة على صوت صراخهم...و راحت بسرعه من ورا رجوى...و مسكتها لين صبت عليها رحيل كل المويه اللي معها...تركتها حياة و هي تضحك على شكلها...
حياة تضم يدينها= آي اوجعتيني! وش هالقوه اللي فيك؟ اللي يشوفك متر و نص ما يقول يطلع منك كل هذا!!
رجوى= هذا اللي يقولون ضربني و بكى..أنتي وش لقفك تفزعين؟
حياة تمسك رحيل= ما تهون علي رحيل تتوحدين فيها
طالعتهم رجوى بحقد...و راحت تجلس على الأرض في الشمس...
رحيل= رجوى الشمس بتضرب في راسك
رجوى= أووص بأنشر نفسي لين انشف
حياة تدخل= خلاص بعد ساعه أجيب سلة الغسيل و آخذك
لكن رحيل ما دخلت...راحت لرجوى و شالتها معها غصب...
رحيل= ادخلي بدلي ملابسك بلا خبال
رجوى بتريقه= رحيل أنتي متأكده إنك مو أمي؟

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

الساعه أربع العصر...كانت أم حامد تمسح دموعها...و هي تشوف العيون الثلاث اللي مركزات نظرهن عليها بإستغراب...و اللي طلعوا اللحين من غرفتهم...
تعرفهم وحده وحده...جمعتها فيهم أيام...و أحداث...و أحزان...
كانت تشوفهم قدام عيونها...يكبرون و يتفتحون مثل الورد...ورد منظره بس اللي كان حلو...لكن اللي يقرب منه و يلمسه...كان كله شوك...حتى عبيرهم كان مختفي...و لا عرفت لو كان باقي منه أي شي يلطف حدة هالمشاعر أو مات كله و انعدم للأبد...
ابتسمت و هي تشوفهم...بنفس الملامح اللي دائما مرسومه على وجيههم...
رحيل...بجمالها الخلاب...بغموضها و سكونها...بنظراتها الحاده...بملابسها اللي تعكس نظرتها للحياة...
حياة...بملامحها الجذابه...أنثى بمعنى الكلمه...صوت و صوره...لكن طبعا بدون إحساس...بكبريائها و تحديها اللي يبين بعيونها و وقفتها...بأناقتها اللي تزيد جاذبيتها...
رجوى...و الوجه الطفولي العذب...و إبتسامه واسعه و دائمه...تقول للكل إن حياتها باللي يصير فيها...هي آخر همها...حتى لبسها بألوانه الفضه...عديمة التناسق...يأكد إنها تعيش اليوم بيومه لنفسها و بس...
انتبهت لنفسها و البنات يتقدمون منها...سلمت عليهم...و جلسوا ينقلون نظراتهم...بين عيونها الدامعه...و بين نظرات جدتهم اللي مع ثباتها كان فيها طيف حزن غريب...
رجوى= وش فيكم؟
أم حامد بحزن= أبوحامد جاه إنتداب لجده
حياة تشهق= بتروحين؟!
أم حامد= غصب عني
رحيل= إلى متى؟
أم حامد= سنتين
سكتوا البنات...و شافت نفس الحزن اللي بعيون جدتهم...ينرسم بعيونهم...صارت تتكلم و تحاول تخفف الحزن اللي غطى على الجلسه...لكنها كانت أكثر منهم زعلانه على فراقهم...و خايفه عليهم...
تركتهم حياة...و راحت للمطبخ تسوي القهوه...لحظات و شافت رحيل تدخل عندها...
رحيل= وش بنسوي؟
حياة و هي تحط الفناجيل بالصينيه= بإيش؟
رحيل= أم حامد بتروح بعد أسبوع..و جدتي بتكون لحالها..ما فيه أحد يدير باله عليها..ولو تحتاج لشي.....
سرحت حياة تفكر بكلام رحيل...حزنها على فراق أم حامد اللي كانت مثل خالتهم...خلاها تنسى إن جدتها اللحين بتكون لحالها...
صح جدتهم للحين بقوتها...لكن لو تحتاج لشي...أو تتعب...مين بتروح له...
أم حامد كانت مو جاره...كانت أخت لجدتهم...كل يوم تمر عليها و تتطمن...كل ما راحت للسوق شرت لجدتهم قبل تشري لنفسها...حتى أغراض البيت كان أبوحامد هو اللي يجيبهم لها...و تليفونها اللي رقمه مخزن عند جدتها كانت تقول دائما إنها تحطه عند راسها حتى و هي نايمه عشان أي وقت تحتاجها...تجي عندها بسرعه...هي الوحيده غيرهم اللي معها مفتاح للبيت...
رحيل= حياااة وين رحتي؟
حياة تتنهد= صح كلامك..حتى لو كانت جدتي تهتم بنفسها و الجيران ما يقصرون بس ماراح أكون مرتاحه و متطمنه مثل يوم كانت أم حامد هنا
رحيل= و الحل؟
حياة= و الله ما أدري؟ صعبه وحده مننا تجلس عندها ماراح يرضون..و لا هي بترضى تعيش عند أحد منهم
رحيل في خاطرها...(أنا اللي المفروض أعيش هنا..معها..و لازم هالشي يصير)
رجوى تدخل و تأشر بالفلوس اللي معها= جدتي عطتني قرنقش بأروح أجيب شوكليت
حياة= لا تروحين لحالك روحي معها رحيل
رحيل= مابي
حياة= خلاص أنا أروح معك
رجوى= ليه يعني؟
حياة= يعني مو عارفه يدينك السحريه وش تسوي؟
سكتت رجوى و راحت...و طلعت وراها حياة...لبسوا عباياتهم و طلعوا...
مشوا في الحاره القديمه اللي ما تغيرت من سنين...مع إن بعض البيوت ترممت بشكل جديد...لكن أغلبها كانت على حالها...وصلوا للبقاله اللي من سنين ما تغيرت و دخلوا...
حياة= رجيو أنتي خليك هنا أنا أروح اشتري..خليك تحت مراقبة الهندي عشان ما تمدين يديك
رجوى= إن شاء الله عمتي..ما تبين اتكتف بعد
حياة= يكون أحسن
تكتفت رجوى...و حياة راحت عنها و هي تضحك...و أخذت اللي تبي و رجعت لها...حاسبت و طلعوا...
حياة تضحك= تلقين يدينك حكتك؟
رجوى= ايه جيبي لي كريم عن الحساسيه
حياة= خليني أرمم أخلاقك مثل ما رمموا هالبيوت
رجوى= صح معك حق الواحد لازم ينتبه لنفسه قبل ينحرف
رجعوا للبيت...و دخلوا للمطبخ عند رحيل...
رحيل= وش جبيتي؟
حياة= تطلع اللي في الكيس..هذا و هذا و هذا
رجوى بفخر...تطلع الحلاو و العلك اللي ملت فيه أكمامها...و تطالع حياة بتحدي...
رجوى= و أنا جبت هذا
حياة تطير عيونها= وجع! كيف لطشتيهن قدامه
رجوى= تحسبين الرسم بس هو اللي فن..حتى السرقه فن
رحيل بعتب= رجوى حرام عليك
رجوى= أنا ما كان عندي نيه أسرق بس هي اللي تحدتني..مين يبي حلاوه؟
حياة= خليها لك

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

نزلت ولاء و شافت أمها و وفاء في الصاله...جلست عندهم و هي تتأفف...
ولاء= فيه أحد يوم الخميس يجلس في البيت؟ والله طفش! اللحين كيف تبون الوحده يصير لها نفس تبدأ اسبوع جديد و هي ما طلعت و لا غيرت جو؟
وفاء و هي تقرأ مجله= و ليه تقولين لنا هالكلام؟ ليه ما نزلتي قبل أبوي يروح و سمعتيه هالمحاضره؟
ولاء= ليه تبين يصلون علي الجمعه بكره
أم فايز= دامك عارفه أبوك و طبعه خلاص تعودي..و دوري لك شي يشغلك مثل وفاء
ولاء= و فيه أحد مثل وفاء..ما شاء الله عليها لا تشكي و لا تمل
وفاء= كل واحد لازم يعيش حسب ظروفه..و عاداته و الشكوى ماراح تفيدك بتضيق صدرك على الفاضي
ولاء= أوووف..يمه بنات الجيران كلهم عند ربى اليوم..و أبوي بيتعشى برا يعني لو اروح و ارجع ما يدري...تكفيييين يمه
أم فايز= أنتي صاحيه..هذا اللي ناقص تطلعين من ورى أبوك
ولاء= يوووه أروح أكلم صديقتي أبرك
وفاء= لا تطولين يدق أبوي يلقاه مشغول يذبحنا
ولاء تصررخ= اررروح أنااام احسن..صادقه حياة هذا سجن مو بيت
تركتهم و طلعت فوق...
أم فايز تتنهد= الله يهديها
وفاء تبتسم= ما عليك يمه..هي كذا تعصب لها شوي و ترضى من نفسها

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

••---مـن بـكــــره---••
صحت رحيل...و هي في سريرها التفتت تشوف رجوى و حياة و هم نايمين...ضحكت على رجوى كيف نايمه على بطنها و كل رجل طايره بمكان...و وسادتها طايحه على الأرض...عكسها تماما كانت حياة...نايمه بهدؤ و ترتيب...و هي ضامه الخداديه لصدرها بحنان...
حست بالضيق يرجع يحتل قلبها...و يشتت كل السلام اللي عاشته هاليومين...(اليوم بأرجع! ليه أرجع لهم؟ بأي حق يملكون حياتي؟ حتى راحتي بيدهم..لكن لا..أنا بأغير هالوضع غصب عليهم)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

جلست بدور في الصاله تقلب قنوات التلفزيون بملل...و هناء جالسه جنبها تقرأ مجله...
دخلت عليهم مها...
مها تجلس= ودعوا الراحه..اللحين تجيكم الحقوده
هناء= حرام عليك..هي عايشه لحالها و ما عليها من أحد
مها= ايه عشانها ما تتعمد تستفزك..ما تشوفين كيف ترمي الكلام علي أنا و بدور
هناء= والله غريب هالكره؟ نفسي اشوفها مع بنات خالتها كيف تعاملهم
بدور= أول كنا نهتم فيها بس اللحين بكيفها لو ما تبينا حنا بعد ما نبيها..ولو تروح عند جدتها اريح لها و لنا
مها بقهر= يكفي قواة العين اللي سوتها عند عمتي..ما راعت شعورها و لا شعور البنات راحت نامت عندهم و صحت ركضت لجدتها
هناء تسأل فجأه= بنات تكرهونها؟
بدور= أنا ما صارت تعني لي أي شي..بس اضيق من وجودها و كلامها مع أمي و أبوي
هناء= و أنتي مها؟
مها= هي تكرهنا كيف تبيننا ما نكرهها..خاصه و أنا اشوفها كيف تعاملنا بغرور و تفرح بقهرنا
رجعت هناء تنشغل بالمجله اللي بين يديها...
مها بهمس= ما خطبوا له للحين؟
بدور= مين؟
مها= أخو أبوفهد
بدور تتنهد بضيق= لا..بس عمتي هالمره ما فتحت السالفه
مها= يمكن عشانهم انشغلوا بهالرحيل..صارت كل الجلسه عنها
بدور= يمكن

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

الساعه أربع العصر...جاء الوقت اللي بترجع فيه كل وحده منهم لبيتها...و تبقى جدتهم لحالها...كلهم يحسون بضيق...لكن رحيل كان لها أكبر نصيب من هالضيق...
كانوا جالسين في الصاله...
أم ساره= يله يا رجوى روحي اللحين عشان توصلين بدري
رحيل= اجلسي و أنا أقول لعمي نوصلك معنا
رجوى بفرح= والله!
رحيل= عشان خاطرك بس و إلا أنا ما أحب اطلب منه شي
حياة= يمه إذا احتجتي أي شي أنا ماراح أقفل جوالي دقي علي
أم ساره= لا تخافين من اللحين..أم حامد ماراح تروح إلا بعد أسبوع..بعدين أنا أعرف اهتم بنفسي أنتم لا تقلقون على الفاضي
رجوى=أنا اشهد يا أم ساره إنك أحسن من مية رجل
دق جوال حياة...و شافت رقم عمها بضيق...و وقفت تلبس عبايتها...
رجوى= والله بخيل؟ دقه بس
حياة= يعني أنا اللي أبي اسمع صوته
سلمت عليهم...و طلعت له...قبل تتأخر و تسمع منه محاضره...
و بعدها بدقايق...راحت رحيل و رجوى...اللي وصلوها لين الحاره...
رجوى= خلاص يا عم يكفي إلى هنا..ماله داعي تغير طريقك..مع السلامه رحيل
رحيل= مع السلامه
نزلت رجوى...و كملوا طريقهم بصمت...حتى لو حاول عمها يكلمها...كان ردها ما يشجعه يكمل...



 
 

 

عرض البوم صور dali2000  
قديم 12-07-09, 03:56 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



.•.°.•?•n|[?الــبــــــارت الـرابـــــعـــ ?]|n•?.•.°.•

مشت رجوى في الحاره...لين وصلت بيتهم...و ابتسمت و هي تشوف أبوسعد ينزل من سيارته...
رجوى= السلام عليكم يا أبوسعد
أبوسعد= هلا يا بنتي و عليكم السلام
رجوى...(بنتي!! والله التحطيم)
دخلت للبيت...و تفاجأت و هي تشوف شهد و قمر اللي كانوا ينتظرونها في الحوش و هم ميتين ضحك...
شهد تضحك= بنتي! هههه لا يكون كسر قلبك بهالكلمه؟
قمر تضحك معها= هذا اللي يعيش حب من طرف واحد
رجوى= ضحكتوا بلا ضروس إن شاء الله...رضينا بالهم و الهم ما رضى فينا
قمر= و لا يهمك رجووي يمكن أم سعد ورى الباب و يسويلها تمويه
رجوى ترز نفسها= أنا أقول مو معقول ما ذاب في حبي..هو أكيد خايف من كذا
شهد تشهق= صح نسينا نقولك!
رجوى= أنا قايله أول ما شفتكم واقفين طقم كذا..إن عندكم مصيبه
شهد= و مصيبه كبيره..أبوي انطرد من البقاله؟
رجوى انصدمت= ليـــه؟!
شهد= المالك باعها..و اللي شراها بيسكرها و يفتح شي ثاني
رجوى= و أبوي وش سوى؟
شهد= جاء أمس وهو قالب على إبليس..و حط حرته فينا و اليوم من العصر طلع و للحين ما جاء...و دعى علينا و عليك و على أمي و نسى يدعي على اللي شرى البقاله و طرده
رجوى= تعالوا فوق نشوف وش بنسوي
••
••
••
طلعت فوق...و شافت بدر و فيصل و بسمه في الصاله...
رجوى= وين مشعل؟
شهد= طلع من الصبح و ما رجع
رجوى= و أمك وين؟
شهد= في غرفتها تنوم حنين
راحت لها رجوى...و شافتها جالسه و يدينها على خدها...راحت جلست جنبها...و أم مشعل ارتاحت يوم شافتها...
أم مشعل= قالوا لك البنات؟
رجوى= ايه..ما قال أبوي وش بيسوي؟
أم مشعل= هو ما قال لنا من الأساس دخل معصب و هاوشنا و طلع لكن البنات سمعوه في الحوش يكلم أبوسعد و يقوله
رجوى= يعني وش بيسوي؟
أم مشعل= مادري شكله طلب من أبوسعد يدور له شغل
طلعت عنها رجوى و راحت لغرفتهم...و أخوانها لحقوها...
رجوى= وش فيها وجيهكم كذا؟ اللي يشوفكم يقول خسرنا شركاتنا و تجارتنا..الله و البقاله اللي كان يشتغل فيها
شهد= على الأقل كانت تصرف علينا..اللحين وش بنسوي؟
رجوى ببرود= اللحين نعيش على خلق الله لين يرزقنا الله..أنا بكره أروح أكلم أم علي..أكيد بتعطينا فلوس
شهد...(و كأنه ما يكفينا اللي فينا بهالحاره..بنصير شحادين بعد)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------•

دخلت حياة مع عمها للبيت...و هم يسمعون صوت فايز و ولاء العالي...و شكلهم يتهاوشون...
التفتت حياة لعمها...تشوف كيف تغيرت ملامحه بلحظه...و الغضب بان عليه...
دخل بسرعه...
أبوفايز= ولاء و وجع..ليه صوتك طالع؟
ولاء تفز بخوف= ............
فايز= يبه هالبنت لسانها طويل و بس تعاند بكل اللي أقوله
أبوفايز= اذلفي لغرفتك لا أشوف وجهك
و بسرعة البرق اختفت ولاء...و حياة واقفه تطالع عمها بكره...
أم فايز كانت تشوفها و تعرف هالنظره لا صارت في عيونها...خافت تتهور و تقوله شي...عشان كذا راحت لها بسرعه...
أم فايز= وش أخبار جدتك؟ عساها بخير
حياة ببرود= الحمدلله..بأروح لغرفتي
طلعت و راحت لغرفتها...سكرت الباب و بدلت ملابسها...و جلست على السرير...(ما يحب بناته و أكيد ما يحبني..ليه مخليني عنده ما أفهم...صادقه رحيل يتحكمون حتى في راحتنا)
سمعت أحد يطق الباب...
حياة= ادخلي
وفاء تدخل= نور البيت
حياة= ما أظن هالبيت بيشوف النور
وفاء تكشر= تقصدين سالفة ولاء و فايز؟
حياة بحيره= باسألك سؤال أنتي تحبين أبوك؟
وفاء= أكيد
حياة بقهر= ليه؟
وفاء= كيف ليه! هذا أبوي مهما كان قاسي مهما كان عصبي..بس بيظل أبوي و له إحترامه و حبه و تقديره..لأني ما اتخيل حياتنا بدونه هو سندنا بهالحياة..إن كان له عيوب كثير فأكيد له عذر في هذا..ولو كان مخطي بحقنا أدعي ربي يغفر له و يهديه..لكن لو بأخسره احس إني خسرت كل شي
كانت متأكده إن كلامها ماراح يعجب حياة...و إنها بتسمع إعتراض عليه...لكنها يوم رفعت راسها انصدمت من ملامح حياة المذهوله...و الجامده...لا حظت الدمع اللي ملأ عيونها...و شفايفها اللي ترتجف...
وفاء بقلق= حياة وش فيك؟
حياة تقوم و تطلعها برا= اطلعي يا وفاء أبي اجلس لحالي
طلعت وفاء بدون أي إعتراض...و سمعت حياة و هي تقفل الباب...كانت تبي تقنع حياة بتصرفات أبوها...ما تبيها تكرهه لهالحد...بس ما توقعت ردة فعلها تكون كذا...(أكيد ذكرتها بأبوها..اللي أفكر فيه صح..هي ما تحبه و لا بتسامحه على اللي سواه..للحين قهرها عليه مثل ما كان..للحين مأثر على أفكارها و مشاعرها)
ندمت إنها قالت اللي قالته...مو قدام حياة بالذات كان المفروض تتكلم عن الأبوه...لأن اللي يسويه أبوها مهما كان...لا يمكن يقارن باللي سواه أبوحياة...
••
••
••
كانت في غرفتها...قدام لوحه بيضاء للحين ما رسمت فيها شي...كرهت بياضها...كرهت صفائها...اللي ما يشبه أبدا حياتها...و أفكارها...
و أخذت فرشاتها و الألوان...و صارت تفرغ كل القهر فيها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------•

طلعت رحيل لغرفتها أول ما وصلت...و شافت بدور و مها في الصاله اللي فوق...و كشروا أول ما شافوها...
وقفت تطالعهم بغرور...و كره...
رحيل= سبحان الله لأنكم غاصبيني دائما أرجع لهالبيت و لكم...و لا وحده منكم طلعت من هالبيت...(تطالع بدور) فيه وحده راحت عليها خلاص..و الثانيه يمكن السبب اللي تبيه يطلعها من هالبيت هو السبب الوحيد اللي بيخليني اطلع من البيت..و أكيد ماراح اتنازل عنه
تركتهم و راحت لغرفتها...و بدور تطالعها بقهر...و مها بصدمه...
مها= تقصد سعود! أكيد تقصد سعود..معقوله عمتي قالت لها شي عنه؟
بدور= كرهي لهالبنت كل يوم يزيد..ليه ما يخلونها عند جدتها و نرتاح
تركتها بدور و راحت...و مها تطالعها...تدري إنها جرحتها باللي قالته...بدور كانت الوحيده من بين صديقاتها اللي للحين ما تزوجت...و غيرها صار معهم عيال...
لكن تفكيرها رجع للموضوع الأهم...سعود...و راحت تدق على وداد...
وداد= مرحبتين
مها= هلا وداد وش أخبارك؟
وداد= تمام
مها= وش تسوين؟
وداد= كنت اتابع فلم..صح ما تدرين وش قالت لي الخدامه اليوم؟
مها= وش قالت؟
وداد= أنا قلت لك إن رحيل راحت عننا من الصبح صح؟
مها= ايه
وداد= طلع اللي موديها مو السواق..سعود و الخدامه
مها انقهرت...و تذكرت كلام رحيل...خافت يكون صاير بينهم شي...
مها= وش صار؟
وداد= الخدامه تقول إن سعود كلمها و هي كانت تكلمه و تصرخ عليه وهو ما رد عليها
مها بقهر= وش قالوا؟
وداد= مادري؟ الخدامه تقول ما فهمت من كلامهم شي..رحت سألت سعود قال تحلمين أنتي و الخدامه أنا كنت أسألها عن بيت جدتها يوم ضيعته.....حسيت إنه ما يبي يقول لي
مها= هالبنت والله ما تستحي و معطينها وجه زياده عن اللازم لو تشوفينها كيف تكلم أمي و أبوي بغرور..والله ودي اذبحها
وداد= غريبه هالرحيل!.....يوم رجعت ما قالت شي عن سعود
مها= إن كان سعود ما قال هي بتقول! بس راجعه و شرها قدامها..أول ما شافتنا و حنا ما كلمناها هبت فينا
سولفت معها شوي و سكرت...لكنها ما نست أبدا اللي سمعته...و كل الوقت تفكر...وش ممكن يكون هالحوار اللي دار بينهم...لدرجة إنه ما يقوله لوداد...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------•

نزلت ولاء من فوق...و راحت لأهلها و هم يتعشون...
ولاء= طقيت عليها الباب ما ردت
أم فايز= يمكن نامت
سرحت وفاء و هي تحس بتأنيب الضمير...لأنها تدري إن حياة مو نايمه...بس أكيد للحين متأثره باللي قالته لها...
••
••
••
في غرفتها تأخر الوقت...اللي راح و هي مو حاسه فيه...لها ست ساعات واقفه ترسم...ما سكنت يدينها لحظه...
و أخيرا حست بالتعب و الراحه بنفس الوقت...بعد ما طلعت كل اللي في داخلها على بياض اللوحه...و تركتها بألوان سوداء...حمراء...رماديه...
ألوان كئيبه...مثل كآبتها...و لوحه حزينه تعكس الألم داخلها...
جلست و سندت ظهرها على الجدار...و عيونها مركزه على الرسمه اللي قدامها...
نقلت نظراتها على ظل الرجل اللي في لوحتها...ظل أسود هزيل و الحزن باين من جلسته...مسجون بين قضبان رماديه...قاسيه...و موحشه...حتى الأرض اللي جلس عليها كانت بلون الدم...
كذا هو بقلبها...كذا هو عنها.....بعيد...
بينهم شي لا يمكن يجمعهم مره ثانيه...بينهم ذنب...و روح...
بينهم عقاب ما تدري مين منهم يستحقه...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------•

كان سعود جالس مع أصدقائه...لكن باله في مكان ثاني...يتذكر كلامها...(معقول الكلام اللي قالته عنهم صح؟ أو هي بس تدور لها حجج عشان تكرههم)
محمد= و أنت يا سعود مو ناوي تتزوج؟
سعود انصدم= هاه! ليش؟
محمد= شكلك مو يمنا؟
سعود= سرحت شوي..و ش كنت تقول؟
محمد= عبدالله تزوج و أنا خطبت..ما بقى غيرك..متى ناوي؟
سعود= مادري
سعود...(وحده بديت اهتم فيها بس مو قدها و لا قد اللي بيجي منها..و الثانيه تعجبني و أدري إنها تهتم فيني....أي وحده أنسب لي؟)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------•

دخل أبومشعل البيت وهو للحين على عصبيته...و شاف رجوى جالسه على الدرج تنتظره...
أبومشعل= وش عندك جالسه هنا؟
رجوى= انتظرك..قالوا لي إنك انطردت
أبومشعل يضرب راسها= فرحانه و أنتي تقولينها
رجوى= لقيت شغل؟
أبومشعل يتعداها= الجامعيين ما لقوا شغل تبيني أنا ألقاه بيوم..لا تصرفون هاليومين لين نعرف وش بيصير فينا
رجوى..(الله و الصرف اللي كنا نصرفه! تقول كان معيشنا بعز)
تذكرت الألف اللي عطتها حياة...(معليش يا حياة ماراح أسدد فيها التليفون..عندنا شي أهم)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------•

••---من بــكــــره---••

نزلت وفاء الدرج...و هي تشوف حياة طالعه و معها كوب النسكافيه...و باين على عيونها إنها ما نامت...
وفاء بإبتسامه= صباح الخير
حياة بهدؤ= صباح النور
تعدتها و راحت لغرفتها...و وفاء واقفه تطالعها...تمنت تعتذر على الضيقه اللي سببتها لها...لكنها تدري إن هالإعتذار مارح يفيد بشي...و قررت تتركها لين ترجع لطبيعتها مره ثانيه...
••
••
••
كانت بتروح لغرفتها...لكن غيرت رأيها و طلعت للسطح...تنفست بإرتياح و هي تحس بهواء الصبح المنعش...السماء كانت بلون أزرق صافي...للحين ما طلعت عليها الشمس...
جلست على الأرض...و هي تتمنى لو تقدر تنسى كل الماضي...باللي فيه...حتى لو كانوا أهلها...هي ما تبي تذكرهم...
طلعت لها ولاء...
ولاء= وينك أدورك؟
حياة= وش تبين؟
ولاء= مابي شي بس فقدتك..يوم ما لقيتك في غرفتك..شكلك ما نمتي؟
حياة= ما جاني النوم
ولاء= ماراح تداومين؟
حياة= لا بداوم مالي خلق اجلس في البيت
صارت ولاء تسولف عليها...مع إنها حست إنها مو يمها...لكن وفاء قالت لها ما تتركها لحالها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت شهد و شافت رجوى في سريرها...جالسه تلعب مع حنين...
شهد= ما رحتي للمدرسه؟
رجوى تتريق= إلا رحت حتى قربت أوصل
شهد= ليه ما داومتي؟
رجوى= مالي خلق..و قلت أروح لأم علي الصبح احسن..أخاف العصر يصير عندها حريم
سمعت من برى صراخ فيصل و بسمه...و قامت لهم...
رجوى= خير وش فيكم على هالصبح؟
بسمه= فيصل اخذ سندويتشتي وهو قد أكل قبل
رجوى= عطها لها
فيصل= ما شبعت
رجوى= و أنت وش يشبعك؟ أصلا أنت عندك خرق بالمعده مهما تاكل ماراح تشبع
طلع مشعل من غرفته...
رجوى= عاش من شافك أخ مشعل..للحين معنا بنفس البيت؟
مشعل= ايه للحين بنفس العش
رجوى= وين بتروح ما تبي فطور
مشعل يطالع بالصحون شبه الفاضي= هذا فطور؟
رجوى= ايه مو حنا أمس أعلنا حالة التقشف..بس أنت ما شهدت هاللحظه الأسطوريه
مشعل= ما هي جديده
تركها و نزل...و هي ما اهتمت...(مشعل يعرف يدبر نفسه ماراح يموت من الجوع)
رجوى= يله..يله كل واحد على مدرسته
دخلت المطبخ و شافت أم مشعل تغسل الصحون...
رجوى= وينه أبوي؟
أم مشعل= من صلى الفجر أخذ شنطته و ما رجع للبيت
تركتها رجوى و راحت للغرفه...و هي تفكر بأبوها...ما تغيرت عاداته...إذا صارت مشكله له...يروح و يختفي...
يتركهم لحالهم مو عارفين وش يسوون...و لا من وين يعيشون...
جلست على سريرها...و هي تطالع حنين...و تذكرت طفولتها...من يوم كانت صغيره و أبوها على حاله...ما يعرف يربي أحد...و لا يهتم بأحد...مو قد المسئوليه و لا يعرف يتصرف...كان كل ما يخسر له شغل يختفي...لين يلقى غيره...
حتى يوم كانت صغيره بعمر ثمان سنين...تركها عند الجيران و اختفى...و اضطرت تجلس عندهم حتى غصب عنهم...ما كانوا يبونها...و لا كانوا يقدرون يرمونها في الشارع...جلست غصب عنهم و عنها...
تسمع سخريتهم منها...و من وضعها...تأكل بعد ما ياكلون مع الخدامه...و تجلس أغلب وقتها بعيد عنهم لأنهم يطردونها من بينهم...
و اللحين تعودت على هالشي لين ما صار يصدمها...و لا يخوفها اللي بيصير فيهم...و تعرف إنها بتآخذ صدقتها من الناس...برضاهم أو غصب عليهم...
ابتسمت بينها و بين نفسها بسخريه...و هي تشوف الحال اللي وصلت له...و الصوره اللي يشوفونها الناس فيها...إنسانه ما تحس...إنسانه ترضى بأي شي...إنسانه ما يهمها شي...
قوتها...لعانتها...أخلاقها السيئه...كل هذا شكلته الأيام اللي عاشتها مع أبوها...و اللي كان يسويه فيها...
ما عطاها فرصه...تعرف الصح من الخطأ و تختار...
ما عطاها فرصه...تسوي اللي يعجبها...و ما ترضى باللي ما يعجبها...
ما عطاها فرصه...تعرف وش بتكون...وش شخصيتها...
أجبرتها الأيام...و الظروف...تكون رجوى...اللي تعيش عمرها تأكل...و تضحك...و تنام...بأي وقت...و بأي مكان...و مع أيا كان...
رجوى= يله نروح حنين
حنين بفرح= ويــن؟
رجوى= عند الجيران
اخذتها معها و مرت على المطبخ...
رجوى= أنا و حنين بنروح لأم علي
أم مشعل= زين
نزلت الدرج...و طلعت للشارع...و وقفت تراقب البيوت...كانت حارتهم فيها اللي على قد حاله...و فيها اللي حالته متوسطه...و فيه اللي بالنسبه لهم يعتبرون أغنياء...
أم علي كانت وحده منهم...عجوز ساكنه لحالها مع خدامتها...و عيالها كلهم متزوجين و لاهين في حياتهم...مع إنهم يزورونها بالشهر مره...بس رجوى كانت تحس إن أم علي مو مكتفيه بهالزياره...
راحت و دقت الجرس...و بعد لحظات فتحت لها الخدامه...و دخلت...
رجوى= أهلين آمنه..كيف حالك
آمنه= زينه كتير
رجوى...(أنتي و وجهك..اللحين أنا جايه اشحد و أنتي حالتك زينه كثير)
رجوى= أم علي صاحيه؟
آمنه= ايه ادخل
دخلت رجوى و سلمت عليها...و حنين راحت كالعاده مع الخدامه للمطبخ...تفطرها...
أم علي= وينك يا بنتي من زمان عنك؟
رجوى= بهالدنيا و الدراسه
أم علي= الله يوفقك يا رب..عاد نبي نسبه ترفع الراس
رجوى= ما لقيتي إلا أنا!
أم علي= إن شاء الله ربي يوفقك..بس أنتي اجتهدي شوي..وش أخباركم؟
رجوى= الأخبار شينه
أم علي بقلق= اعوذبالله ليه و ش فيكم؟
رجوى= أبوي اطردوه من الشغل..و أكيد كعادته بيختفي لين يلقى شغل
أم علي= لا حول و لا قوة إلا بالله..يعين الله يا بنتي
رجوى= يا رب
أم علي= تقهوي يا بنتي اللحين أرجع
راحت أم علي...و رجوى صبت لها فنجال و هي مبتسمه...تدري وين راحت أم علي...تفهم على الطاير و أكيد راحت تجيب لها فلوس...
رجعت و إبتسامه حنونه تزين وجهها...
أم علي تمد لها الفلوس= اخذي يمه و إذا احتجتي أي شي تعالي يمي
رجوى تبتسم= ما تقصرين يا خالتي
جلست معها تقهويها و تسولف لها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت الظهر...و نزلت تحت...مرت من عندهم في الصاله بدون تلتفت لهم...و لا تكلمهم...
دخلت المطبخ و شافت مها...اللي طالعتها بكره...و حقد...و هي تتذكر كلام وداد...
رحيل= وش تطالعين فيه؟ تقيمين نفسك قدامي..و تفكرين مين بيختار؟
مها بقهر= وش تقصدين؟
رحيل= أنتي تعرفين وش اقصد؟
مها فقدت صبرها= لا تغترين بنفسك..أنتي منظر على الفاضي و ما أحد يقدر يستحملك و يستحمل عقدك..الكل يعرف قلبك الأسود و حقده
رحيل ببرود= تبين نتحدى؟
مها تعصب= أنتي وش تبين بالضبط؟
رحيل تبتسم بإستهزاء= أبي اشوفك مقهوره و الحسره تأكل قلبك
مها= أنتي مجنونه و مو صاحيه
رحيل بقهر= ايه مجنونه..بس جناني بيطلع عليكم
سمعت أم أحمد صراخهم في المطبخ...و جت تركض لهم...
أم أحمد= وش فيكم؟
رحيل تصرخ= دامكم ما تبوني ليه مجلسيني عندكم؟ عشان اشوف كل يوم كرهكم لي؟ اتركوني بحالي حرام عليكم
تركتهم و طلعت...و هي توصل للدرج شافت عمها يدخل للصاله و معه أحمد اللي شكله ناداه بعد ما سمعهم يتهاوشون...لكنها كملت طريقها...و لا ردت عليه يوم ناداها...
••
••
••
دخل المطبخ و شاف مها و أمها...
أبوأحمد= وش فيكم. وش فيها رحيل؟
أم أحمد= تهاوشت مع مها
أبو أحمد بعتب= أنا مو قايلكم اتركوها بحالها
مها= يبه هي اللي مو تاركتنا في حالنا...كلمناها و عاملناها مثل اختنا ما نفع معها..تركناها ما كلمناها صارت هي اللي تجي و تتهاوش معنا غصب
أبو أحمد يتنهد= الله يهديها
تركهم و راح...و أم أحمد التفتت عليها...
أم أحمد= زين كذا تضايقين أبوك؟ كان ما رديتي عليها
مها= يمه ترى والله تعبنا من هالبنت..مو كل مره بنقدر نمسك نفسنا ما نرد على حضرتها و هي كلامها مثل السم
و راحت عنها لغرفتها...اللي جلست فيها و القهر يملاها...و كلام رحيل و نظراتها ما تغيب عن بالها...(معقوله يفكر فيها؟ مع كل هاللي يسمع عنها؟ عشان جمالها يعني ما تهمه نفسيتها......و أنا معقول ما يفكر فيني؟)
تذكرت سلامه لها...الصدفه اللي شافها فيها بغرفة وداد...و تعليقها عليهم...
الذكريات اللي بينهم بطفولتهم...
كل هذا معقول ما يتذكره إلا هي...
••
••
••
في غرفتها جلست بعد ما سكرت الباب...و هي مرتاحه على أول خطوه سوتها...و كلها أمل إنها تجيب نتيجه و تطلع من هالبيت...و إلا لا هي و لا هم بيشوفون الراحه...
لكن خطر على بالها كلام مها...يوم قالت إن سعود لا يمكن يفكر بوحده قلبها أسود...(أكيد يشوفني مثل ما هم يشوفوني..هو بنفسه قال لي هالشي..لكن...لكن....لكن وشو؟ هو بعد مثلهم..ما يختلف عنهم بأي شي..و أنا ما يهمني رأيه)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

الساعه خمس العصر...كانت أم فايز جالسه مع جارتها أم خالد...و وفاء معهم...
أم خالد= يعني ما أكلمها؟
أم فايز= والله أنا مابي اقطع نصيب البنت بس أنا متأكده إنها ماراح توافق
أم خالد= بس المدرسه اللي معنا تمدح بأخلاق أخوها و طيبه..حتى هي والله ما تتخير عنه..حياة تذكرها يوم كانت بالثانويه كانت تحبها بالحيل
وفاء..(تحبها هي بس مستحيل تحب اخوها..أنا متأكده إن حياة مو حاطه في بالها فكرة الزواج أبدا..بس الله يستر لو جاء العريس من طرف أبوي..معقوله يغصبها؟)
••
••
••
في غرفتها...كانت نايمه على سريرها...و يدينها تلعب بجوالها السري...تبي تدق و بنفس الوقت كارهه هالشي...
كانت تقلب بين الأرقام تشوف مين بتكلم...مع إنها ما كان لها خلق تسمع أي واحد فيهم...و قررت تقفل جوالها...لكنه دق...
و شافت اسم متعب على الشاشه...
حياة= نعم
متعب= وينك أنتي؟
حياة= بالمكان اللي أنا فيه
متعب= لا جد غرور من أيام ادق ما تردين؟ عسى ما شر؟
حياة= و ليه كل هالخوف؟
متعب= قلت يمكن زعلتها أو شي..أو تعبانه؟
حياة= لا بس ما كنت في البيت
متعب= أهم شي تطمنت عليك حياتي
حياة بتريقه= من متى؟
متعب= من يوم سمعت هالصوت الساحر..بالله عليك أنتي كيف ما تذوبين و أنتي تتكلمين؟ أنا ذاب قلبي
حياة= قلت لك كم مره ما أحب هالكلام..ترى بأسكر
متعب= خلاص عمري لا تزعلين..أهم شي اسمع صوتك لو تسبيني...غرور
حياة= نعم
متعب= أبي اشوفك..والله بأموت بس اشوفك
حياة= أفكر
متعب ما صدق= والله؟
حياة= قلت لك أفكر..يله اللحين بأسكر باي
متعب= باي
سكرت حياة...و هي خاطره في بالها فكره ضحكت عليها...(زين يالعاشقين..بتشوفون الكذب إلي وين بيوصلكم)
قفلت جوالها...و حطته في الدرج و قفلت عليه...و راحت عند التسريحه...تسرح شعرها...و رفعته ذيل حصان...و حطت قلوس وردي يتناسب مع لبسها...و نزلت لأنها تعرف إن أم خالد عندهم...
اللي لمحت لها عن موضوع الخطبه...لكن لا ملامح حياة...و لا كلامها شجعها تكمل...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


طلعت رجوى من الغرفه...و هي تسمع صراخ خواتها و هم يلعبون أونو...و أم مشعل و حنين جالسين معهم...الكل كان موجود...
إلا الغائبين الدائمين...مشعل و أبوه...
قمر بفخر= رجوى فزنا أنا و بدر على شهد و فيصل أربع مرات على التوالي
رجوى= إيه طبعا إتحاد الكواكب أنتم قمر و بدر
شهد= أصلا هم يغشون بس للحين ما قدرت اكشفهم
رجوى= أجل ادفعي ثمن غبائك..أنا بأطلع
شهد= وين؟؟
رجوى= بأروح لأحد من الجيران أكلم حياة
أم مشعل= و العشاء..ترى ما عندنا شي
رجوى= إذا رجعت اعطي العيال فلوس يجيبون لنا عشاء....بس لا تفرحون مو من المطعم من البقاله
قمر بتريقه= فطور هذا مو عشاء؟
رجوى= عادي نجرب طعم الفطور في الليل
تركتهم و نزلت...طلعت من البيت...و راحت لأم علي...دقت الجرس لكن ما أحد فتح..(شكلها مو في البيت)
وقفت تطالع البيوت الباقيه...و تفكر لمين تروح...و راحت لأم هيثم...
دقت الجرس...و فتحت لها بنتهم الصغيره...و بدون ما تشاورها دخلت...
وقفت عند باب الصاله...و شافت أم هيثم...و معها وحده شكلها قريبتهم لأنها جالسه و آخذه راحتها...
رجوى= السلام عليكم..وش أخبارك أم هيثم..
أم هيثم= و عليكم السلام..هلا بنتي
رجوى= لو سمحتي بغيت اكلم بالتليفون بعد اذنك..
و قبل تسمع الرد راحت للتليفون اللي كان بآخر الصاله...و دقت...و هي تشوف نظراتهم المتفاجأه...(لازم يعني آخذ الموافقه..أكيد بتقول ايه..ليه بتقول لا و التليفون عندها...بعدين من شاور ما أخذ)
دقت على حياة...
رجوى= مرحبا حياة
حياة بإستغراب= رجوى من وين تكلمين؟
رجوى= من جيراننا
حياة= ما سددتم؟
رجوى= لا ماراح أسدد بالفلوس الي عطيتيني..أبوي انطرد من الشغل و كالعاده اختفى و بأصرف منهن على البيت
حياة= و ليه انطرد؟
رجوى= المالك باع البقاله و اللي شراها مادري وش بيفتحها و أكيد مو محتاج أبوي
حياة= وش بتسوين؟
رجوى= بنعيش بتقشف لين يلقى له شغل و يرجع
حياة= زين طمنيني عليك و إذا احتجتي شي دقي علي
رجوى= هههه أجل بأدق عليك كل يوم..يله مع السلامه
حياة= مع السلامه
سكرت رجوى منها و قامت بتطلع...
أم هيثم= أبوك انطرد من شغله؟
رجوى= ايه..عندكم له شغل
أم هيثم= لا والله يا بنتي من وين..بس أكلم أبوهيثم لو يعرف أحد عنده شغل
رجوى= مشكوره مقدما
تركتهم و راحت...و خالتهم تطالعها بإستغراب...
الخاله= وش هاذي؟
أم هيثم= هاذي رجوى من بنات الجيران
الخاله بإستغراب= والله و دخلت و كلمت بدون لا تشاور
أم هيثم تبتسم= هذا طبعها لا احتاجت شي ما تنتظر رأيك..و الله قلبها طيب بس ظروفها صعبه
الخاله= أول مره أشوف أحد كذا! و مين اللي تكلمها؟
أم هيثم= يمكن من بنات خالتها

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخلت وداد الصاله...و شافت سعود جالس عند التلفزيون...جلست عنده...
التفت عليها و شافها تطالعه...
سعود= وش عندك؟
وداد= كلمت مها أمس
سعود= و إذا؟
وداد= تقول إن رحيل من يوم رجعت و هي ثايره عليهم و تتهاوش مع أي أحد قدامها
سعود= مو هي دائما كذا...مثل ما تقولون؟
وداد= يعني كانت كذا أحيانا..أو إذا أحد كلمها..و كانت أغلب الوقت تجلس في غرفتها لكن اللحين تطلع بس عشان تتهاوش معهم....حتى مع أحمد تتهاوش
سعود= و عمي ما كلمها؟
وداد= لا..قال لا أحد يرد عليها..و يخلونها و هي بتسكت
سعود انقهر= بس هذا مو حل...بسألك اللحين ليه وحده منهم ما تكلمها و تجلس معها..تحاول تفهمها إنها غلطانه و إنهم مو كارهينها مثل ما هي متصوره
وداد= صعبه..مها من زمان ما تكلمها لين صاروا يكرهون بعض..حتى بدور ما أظن اللحين تهتم لها مثل ما كانت من سنين
حس سعود إن كلام رحيل اللي قالته فيه شي من الصح...هم مجلسينها معهم في البيت و تاركينها بحالها...بدون أي إهتمام بالتواصل معها...
سعود= و أنتي يوم قلتي لها تجي معنا..ليه طلبتي منها هالشي؟
وداد= بصراحه محيرتني نفسي أعرف كيف تفكر..لو تتكلم و تضحك كيف شكلها..و ليه ما تحبنا......
كانت وداد تكمل كلامها...بس سعود تذكر كلام رحيل و اللي ينطبق على اللي جالسه تقوله وداد...
سعود= و أنتي ليه تقولين لي هالكلام؟
وداد= كنت أبي أعرف وش قالت لك في السياره؟ من يومها و هي متغيره
سعود= قالت اللي قالته..مو لازم تعرفين
تركها و قام...و هي تطالعه بحيره...
و سعود ما قال لها لأنه حس إن الفضول بس هو اللي خلاها تسأل...لأنه واضح إنها مومهتمه تقرب رحيل منهم...
ما يدري هي كذا فعلا...أو هو تأثر بكلام رحيل...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد المغرب...دخلت حياة لغرفتها و قفلت عليها...و راحت للدرج الصغير و طلعت جوالها...و هي ناويه تسوي اللي فكرت فيه...
دقت رقم متعب...
متعب= لاااا أمي راضيه علي..مرتين اسمع صوتك
حياة= لا و شكلها داعيه لك..بتشوفني اليوم بعد
متعب انصدم= والله! تمزحين؟
حياة= ما تبي بكيفك
متعب= لا مجنون أنا ما أبي..لو للمريخ اروحلك
حياة= لا مايحتاج المريخ..خلنا قريب احسن
متعب= وين؟ أنا بين يدينك
حياة= مطعم الــ....نلتقي بقسم العوائل
متعب بفرح= يعني بأشوفك؟
حياة= ايه
متعب= ياويلك ما تطلعين حلوه مثل صوتك
حياة= أنت شوف و احكم
متعب بإستغراب= كيف قدرتي تطلعين؟ مو تقولين أهلك محافظين و لا يخلونك تطلعين لحالك
حياة= صح..بس عمتي جايه عندنا و قلت لها عنك و بتجي معي...تقدر تجيب أحد من أصدقائك معك؟
متعب= و لايهمك..بس أنا مابي أحد يشوفك غيري
حياة= خلاص نتركهم لحالهم و حنا نجلس لحالنا
متعب= لا أنتي اليوم غير..ليتك كل يوم كذا
حياة= لازم أول اوثق فيك قبل اطلع معك
متعب= اوثقي عيوني أنا طيب و قلبي أبيض و ماراح اجبرك على أي شي..كل شي على أمرك و أنا راضي
حياة= خلاص بيننا اتصال..الساعه تسعه تكون في المطعم بس احجز لنا قبل تخلص الأماكن
متعب= من عيوني
سكرت و هي تتنفس بقوه...حست إنها مخنوقه و هي تسمع كلامه...
و دقت على هاني...
حياة= مرحبا
هاني= مرحبتين و ثلاث
حياة= وينك دقيت عليك اليوم ما رديت
هاني= نسوي مثل ما تسوين يمكن تحسين
حياة= والله ما تستاهل اللي أنا متعبه نفسي عشانه
هاني= وشو؟
حياة= لا خلك على تغليك
هاني= عاد أنتي مصدقه اشوف رقمك و لا أرد..بس كنت عند عماني
حياة= اممم زين وش رأيك تعزمني على العشاء اليوم
هاني= و كل يوم بس تقدرين تطلعين
حياة= ايه هاليومين عندنا حالة إستثناء..أقاربي جايين عندنا و صرت اطلع معهم و أبوي مشغول عننا
هان تحمس= يعني أكيد؟
حياة= أكيدين..بس ترى بنت عمتي بتكون معي
هاني بإحباط= لا أول مره نتقابل وش نبي فيها؟
حياة= هي اللي رتبت لي الطلعه..كيف تبيني أقولها لا تطلعين معي...تدري أنت جيب أحد معك لو عندك يعني
هاني= و بنت عمتك عادي عندها تجلس مع أحد ما تعرفه؟
حياة= ايه البنت جرئيه و تحب الأكشن
هاني= تعلمي منها..مو أنتي كل شي عندك لا
حياة= والله ما يملأ عينك شي و اللحين أنا وش جايه أقولك؟
هاني= خلاص خلاص راضين..أهم شي نشوفك يالقلب..بس وين؟
حياة= مطعم الــ.... هي حجزت هناك.. أدق اقول لك رقم الغرفه
هاني= زين اجل أقوم اكشخ لك
حياة= ايه اكشخ لا تفشلني عند بنت عمتي
سكرت منهم و هي تبتسم بإستحقار..(الله يجمعكم ببعض على خير..أنت وياه)
من حماسها جلست في غرفتها...ما تحركت من سريرها للساعه تسع...و دق عليها متعب يقول لها رقم الغرفه...و هي قالت له إنها على وشك توصل...و دقت على هاني تستعجله و عطته رقم الغرفه...
و اتفقت مع الأثنين إن بينهم دقه إذا وصلوا...
••
••
••
في المطعم...جلس متعب و صديقه اللي بصعوبه اقنعوا القرصون يدخلهم...على أساس إن أهله جايين بعدهم بس تأخروا شوي...
صديقه= والله شكلك بتورطنا..عساها تستاهل هالبنت عاد
متعب= لو تطلع حلوه على صوتها والله ما أخليها تروح من يديني
صديقه= و قريبتها حلوه مثلها؟
متعب= مادري
صديقه= طبعا ضامن اللي لك و لا عليك من اللي لي
متعب= احمد ربك وحده و جتك على الجاهز..مو أنا لي شهرين اكلمها نشفت ريقي على بال ما تنازلت تقابلني....هاذي هي دقت أكيد وصلوا
تأكد من كشخته...و رسم على شفايفه إبتسامه مغريه...
و انفتح الباب...لكن هالإبتسامه انقلبت شهقه وهو يشوف الإثنين اللي واقفين قدامه و على ملامحهم نفس الصدمه...
القرصون= هادول أهلك ياللي بإنتزارك؟
صارت لهم مشكله كبيره في المطعم...اجتمعوا عليهم الناس...و إدارة المطعم...
••
••
••
كانت نايمه على سريرها...و غرفتها غارقه بالظلام...إلا من أنوار الجوال اللي ما بطل يدق من كل الرقمين...
ضحكت بإنتصار...و هي تقرأ مسجات التهديد...و السب...اللي ارسلوها لها...لكنها ما هزت فيها أي ذرة إحساس...
و قفلت جوالها...و هي ناويه تفتحه بعد أيام يكونون ملوا...و نسوا...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••
••---من بــكــــره---••

دخلت حياة للكليه...و راحت لصديقاتها و هي مبتسمه...
حياة= صبــاح الورد
هديل= صباح العسل..وش عندك رايقه؟ عكس ملامحك أمس
حياة تتنهد و تجلس= احس إني فرحانه اليوم..و بس
شمس= إن شاء الله دوم
جلسوا يسولفون...و بعد دقائق جت لهم أماني...و الضيق باين على وجهها...على غير عادتها...
و بدون أي سلام جلست بعصبيه على الكرسي...
هديل= لا حول و لا قوة إلا بالله..اليوم دورك يعني؟
أماني تدمع عيونها= هديل اسكتي عني تراي مو رايقه لأحد
حياة= أماني وش فيك؟ صاير شي؟
أماني= هالزفت خطبني
شمس= مين؟
أماني بقهر= ولد عمي
حياة= زين وش المشكله..ارفضي كان ما تبينه
أماني بسخريه= ارفض؟ و مين قال لك إن أحد شاورني..أبوي وافق و حددوا الملكه بعد أسبوعين
شمس= زين أنتي ليه رافضته؟
أماني بقهر= يعني ليه برأيك..عشان علي
حياة عصبت= من صدقك أنتي؟ كان هذا سببك تتزوجين احسن
أماني= أنتي آخر وحده انتظر منها تفهم اللي احس فيه يا حياة
حياة بقهر= طبعا آخر وحده..لأني مو غبيه و لا سخيفه عشان أصدق الحب و اركض وراه مثل العمياء..خاصه حب من هالطريق...اللي يبيه منك شي واضح..طلبه منك اللحين أو بعدين..اللي يبيه منك قضاء حاجه و بس....أيا كان نوع طلبه لهالحاجه..و أيا كان صبره لين يحصلها
صاحت أماني...و حياة بعصبيه تركتهم و راحت...
و هي تتمنى تعطي أماني كف يصحيها من اللي هي فيه...أكثر شي يقهرها...إنها تشوف أحد بهالغباء قدام رجل...تكره تشوفهم يلعبون فيهم...و يكذبون و هم يصدقون...(يكفيني غبائها..يكفي غبائها إلى وين وصلني..و وصلها.....و وصله)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت رجوى تمشي الظهر...و تركوها كل البنات اللي يمشون معها...و هي تمشي و تعد السيارات اللي شافتهن من يوم طلعت من المدرسه...كله من الزهق...
رجوى= خمس و عشرين..ست و عشرين..سبع و عشرين...
حست بالسياره اللي مرت من عندها و هي مسرعه...لكنها فجأه وقفت...و رجعت لها...عرفت رجوى سيارتهم...
كانوا مراهقين أشكالهم ما تعدوا الثانويه...قبل أسبوع تهاوشت معهم...و يوم طلع من البيوت واحد من رجال الحاره اللي كانوا فيها...تبلت عليهم و ألفت له قصه طويله...وهو مسكهم و هزأهم...و راحت و لاعرفت وش صار فيهم...
شافت السياره توقف عندها...و حست إنهم ناوين على شر...
الولد= أها هاذي المسكينه..اللي ماشيه في حالها و حنا وقفناها بالغصب و هددناها تركب معنا...لا والله تشوفين أكشن كثير و متأثره
رجوى= أقول ضف وجهك أنت و اللي معك لا طلع فيكم حرتي
الولد= لا والله و لها وجه تعصب
رجوى حست إنهم ما وقفوا إلا و ناوين ينتقمون...و شكل التهديد على الفاضي ماراح يجيب فائده معهم...
ركضت بسرعه لواحد من البيوت اللي كانت عندها سيارات و دقت الجرس بقووه...
وقفوا لحظه و كأنهم بيروحون...لكن رجوى ما أحد فتح لها...و هالشي خلاهم يضحكون عليها و ياخذون راحتهم...
قربوا منها السياره لين حشروها بين السياره و الجدار...حاولت تطلع لكنه قرب زياده...لين صارت مو قادره تتحرك من مكانها ...
الولد= يله اعتذري
رجوى بألم= بعد السياره يا مجنون..والله لا أوديك السجن
اللي معه= خلاص خلنا نمشي..لا تورطناااا
الولد= اعتذري
رجوى تصرخ= آآآآسفه
ضحك عليها...و قبل يمشي تقدم بسيارته لين حست إن ظهرها بينقطع...و بعدها انطلق بسرعه...و طلع من الحاره...
طاحت رجوى على الأرض...و هي تمسك ظهرها بيدها و تحس بضربة السيارة تألمها بقوه...جلست دقائق على حالها مو قادره تأخذ نفسها من الوجع...(الله يآخذكم..أشوفكم مفرومين في هالسياره اللي أنتم راكبينها..مختلط دمكم بالحديد)
تسندت على الجدار...و هي تحاول تقوم...لين قدرت توقف...
مشت شوي شوي...لكن كل خطوه تمشيها كانت تزيد وجعها...و كأن سكينه مغروزه بظهرها...
حست بدموعها تتجمع في عيونها من الألم...و هي تسحب رجلينها سحب...حتى أنفاسها كانت متقطعه...و هي تمشي و تدعي عليهم...
وصلت لبيتهم...و هي ما تدري كيف وصلت...ما صدقت تشوف بابهم...دقت الجرس و انرمت على العتبه...و هي مو حاسه بحرارة الشمس...و الأرض تحتها...كل إحساسها كان بالألم اللي في ظهرها...
بعد لحظات فتحت لها بسمه...و تفاجأت من اللي جالسه على عتبتهم...
بسمه بشك= رجوى؟!
رجوى بصوت مخنوق= روحي نادي شهد و قمر بسرعه
ركضت بسمه لفوق...و رجعت و معها شهد و قمر اللي كانوا منصدمين...
شهد= رجوى وش فيك؟
رجوى= ظهري مو قادره اتحرك...سندوني لين اطلع فوق
سندتها شهد و قمر...و هم يطالعونها بخوف و قلق...و يطالعون بعض بإستفهام...
طلعوها فوق...وسط نظرات اخوانها و مرة أبوها المنصدمه...لين وصلوها لسريرها و نزلوا عبايتها و نوموها...
شهد= رجوى خوفتينا وش فيك؟
رجوى= عيال الكلب صدموني و راحوا..بس والله ما أخليهم
كانت تهدد من قهرها عليهم...مع إنها ما تعرفهم...و لا أخذت حتى رقم السياره...
أم مشعل= نكلم أبوسعد يوديك المستشفى؟
رجوى= لا مابي اتحرك..و مدام مشيت كل هذا أكيد ما فيني شي..بسمه روحي دوري عند الجيران لزقة ظهر..بس لا تقولين لأحد شي...لا تضيع هيبتي
شهد بعصبيه= والله إنك رايقه...و بعدين وش بتسوي اللزقه خلينا نروح المستشفى
رجوى= أنتي مو أعرف مني بجسمي..أنا حاسه إن اللزقه بتكفي..مابي مستشفى و عوار راس..يله روحي يا بسمه..روحي لأم علي
راحت بسمه...و رجوى تطالعهم بإعتراض...
رجوى= وش فيكم تطالعوني كذا كأني بأموت..ما فيني شي أنا..يله جيبوا لي غداي جوعانه

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخلت رحيل في غرفتها...و سكرت الباب بكل قوتها...و هي تردد كلام عمها بعد هوشتها اللي صارت من شوي مع مها...(خلاص يا مها خلي بنت عمك بحالها..و أنت ليه ما تخليني في حالي..تعبت منهم تعبت..إلى متى بتحمل يعني؟)
صارت تضرب الأرض برجلها...تبي شي تطلع فيه القهر...بس مو لاقيه...تخاف اللي تسويه ما يقنع عمها يخليها تروح لجدتها...(معقوله كذبتي لمها تكون صدق؟ معقوله ما ألقى شي يطلعني من هالبيت إلا زواجي من سعود......وهو بيرضى؟ غصب عليه يرضى)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت حياة تلبس عبايتها بتطلع من الكليه...و هي من الصبح ما جلست مع أماني و لا كلمتها...و شافت شمس جايه لها...
شمس= من صدقكم أنتم زعلانين على هالموضوع؟
حياة بقهر= أنا لو جلست معها ذبحتها على غبائها..خليني اتركها أحسن..و اللي يقهر تكلمينها أو ما تكلمينها ما تفهم..تقولين ساحرها هالعلي الله ياخذه..ما تشوف! ما تشوف اللي يسويه
شمس بإستغراب= حياة أعصابك وش فيك؟
حياة= اروح أحسن
تركتها و راحت...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد المغرب...كانت شهد و قمر في الصاله...بعد ما نزلوا الصغار يلعبون في الحوش عشان ما يزعجون رجوى...اللي من نامت الظهر للحين ما قامت...
أم مشعل= ليه ما تصحونها نشوف كيف صارت؟
قمر= خليها ترتاح أحسن..يمكن المهدي اللي أخذته ريحها
شهد= والله هالرجوى خبله..جالسه و تعالج نفسها بكيفها..اللحين وش دخل مسكن ماخذينه من مدري كم شهر للصداع بوجع ظهرها!
قمر= عاد مين يقنع رجوى..طول عمرها تمرض ما عمرها راحت للمستشفى
دخل عندهم مشعل...وهو معصب...
مشعل= صدق فيه أحد صادم رجوى؟
شهد= كيف عرفت؟
مشعل= بدر قال لي..صدق؟
شهد= ايه
راح للغرفه...و لا رد عليهم وهم يردونه...دخل و راح عند سريرها...هزها بشويش...
مشعل= رجوى...رجوى
رجوى وهي نايمه= همممم
مشعل= رجوى اصحي
رجوى تفتح عيونها و تتثاوب= نعــــم
مشعل= مين اللي صدموك؟
رجوى بقهر= نفاية بشر..الوغد ابن الوغده
مشعل= شغلت لي المسلسل المكسيكي! مين هم؟
رجوى تتريق= عيال معي في المدرسه..و أنا وش دراني مين هم؟ عساهم يتشوهون و لا يستدلون عليهم لا أهلهم..و لا الكلاب البوليسيه..و لا الفي آي بي
مشعل= أوووف...بأي حاره؟ وش سيارتهم؟ كيف أشكالهم؟
رجوى تبتسم= ياي مشعل كل هالفزعه لي! لا تكون تحبني؟
مشعل يضرب راسها= والله إنك رايقه..يله قولي لي
رجوى= حاضر يا حطرة الزابط..والله العظيم أقول الحق..الإسم رجوى صالح..العمر ثمانية عشر سنه..المهنه طالبه..في هذا اليوم المنحوس قد تم صدمي من قبل أشخاص كلاب في سياره كامري سوداء و فيها اثنين يقولون للقرود روحوا حنا مكانكم
مشعل كان يطالعها بنفاذ صبر= ما شفتي رقمها؟
رجوى= لا المره الثانيه انتبه لهالنقطه
تركها و راح و هي تضحك عليه...شافت شهد و قمر يدخلون عندها...
شهد= هاه كيف ظهرك اللحين؟
رجوى= احسن..بيصير احسن..بس تعالي قوميني أصلي
شهد بسخريه= لا واضح إنه أحسن
••
••
••
بعد ما صلت تمددت في الصاله و هي سانده ظهرها على وساده مثبتتها على الجدار...
شهد= ليه ما تروحين على السرير أريح
رجوى= لا كذا مرتاحه..فيه قاعده رجويه تقول لا تعطين الوجع وجه و يروح......نادي بدر أو فيصل
راحت شهد...و رجعت معها بدر...
رجوى= خذ هالفلوس و جيب لنا كيستين ساندويتش و جبن و بيض و بيبسي العائله..يله
أخذ بدر الفلوس و راح...
رجوى= اللي نسميه يبه ما دق؟
شهد= كيف يدق و تيلفوننا مقطوع؟
رجوى= يله خليه مقطوع عشان نتخيل إنه دق و حنا ما ردينا
قمر= نفسي أعرف وين يختفي؟
رجوى= لي عشر سنين ما عرفت تبين أنتي يالمفعوصه تعرفين...وينها دودتي؟
شهد= مع بسمه و العيال في الحوش..تلقينهم أخذوها معهم للبقاله
رجوى= أم مشعل وش ناقص البيت؟
أم مشعل= نبي رز..و زيت..و...
رجوى= خلاص خلاص اكتبيهن لقمر و خليها تعطيها لأم علي
قمر= لا فشيله..استحي
رجوى= تستحين أو تجوعين؟
قمر= خلاص أقول لبسمه توديهن
رجوى= أنا أبيك تشحدين منها..والله طرارين و تتشرطون مرسلين للمره ورقه باللي تبون...لازم تروحين لها بكلمتين حلوات و دمعتين عشان تكسرين خاطرها...و يا عمري عليها هالعجوز ينكسر خاطرها عليك بسرعه..مو باقي الجيران تطلع روحك على بال ما يعطونك ريال
قمر= ما أعرف اصيح..أعرف بس اضحك
رجوى تضحك= هههه خليها تقول هاذي انهبلت من الجوع...خلاص أنا أروح بكره يمكن أقدر أنزل هالدرج
قامت عنهم شهد...
رجوى= وين؟
شهد و هي معطتها ظهرها= بأروح أسويلك شاهي
وقفت في المطبخ و العبره خانقتها على هالحال...و على حال رجوى بالذات...(ليه تتكلم كذا؟ و كأنها راحت منها كل الكرامه و الإحساس..ايه نجوع أحسن..نموت أرحم من هالحال؟ حرام عليك يبه اللي سويته فيها..و اللي تسويه فينا!)




 
 

 

عرض البوم صور dali2000  
قديم 12-07-09, 03:59 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



.•.°.•?•n|[?الــبــــــارت الـخــــامـســ ?]|n•?.•.°.•



••---بـعـــد يـــومـيــــن---••


وصلت حياة للكليه من دقايق...و راحت لصديقاتها...شافتهم...و مثل أمس و اللي قبله...ما شافت أماني موجوده...مع إنها مقهوره للحين منها...لكنها كانت تبي تعرف وش بتسوي في هالخطبه...و كلها خوف عليها...(وش مغيب هالخبله؟ كل هذا زعل! أو صاير شي؟)

حياة= صباح الخير
شمس+هديل= صباح النور
حياة= كلمتم أماني؟ ليه يومين غايبه؟
شمس= أمس دقيت عليها ما ردت

هديل تطالع من ورى حياة= هذا هي جت بس وجهها ما يبشر بخير

التفتت حياة لها...و شافتها مثل ما تقول هديل...بعيون حمراء...و ملامح يائسه...و مقهوره...
وقفت عندهم...

أماني تنهار= أنتم السبب..أنتم السبب...كنت استحي من خيالي..كنت أخاف ربي...ما كنت أعرف هالطريق إلا يوم عرفتكم...ضعت..ضعت حسبي الله عليكم

بدت تصيح بصوت عالي...و البنات يطالعونها بصدمه...

هديل= وش فيك تدعين علينا؟
أماني= وش أسوي والله بيذبحوني..بيذبحوني
شمس بخوف= أماني خوفتينا وش صار؟ اسكتي لا تصيحين و قولي لنا
أماني تصيح= ..........

انتظروها تهدأ شوي...و جلسوا كلهم حواليها و لا دخلوا لمحاضرتهم...

أماني من نفسها تكلمت= كلمته...قلت له إن ولد عمي خطبني....و إني ما أبيه و للحين متمسكه فيه هو..قلت له يجي يخطبني..أو على الأقل يقول لي كيف اتخلص منه و..و.....
هديل= و إيش صار؟
أماني تصيح= قال تزوجيه عادي...قلت له ليه أنت ما تحبني؟ قال إلا و مين قال إني بأخليك...بس...بس إذا تزوجتي بنآخذ راحتنا أكثر
شمس تشهق= الحيوان! وش قصده؟؟
أماني بقهر= اللي فهمتيه...هاوشته قلت أنت ما تحبني..كيف تفرط فيني؟ قال إلا أحبك و ماراح اتركك أبدا بس مو ضروري نتزوج....اتزوجي أنتي و دامك ما تحبينه أنا بأعوضك عن كل شي..و بنكون على راحتنا
هديل بقهر= ما عليك منه..لا تردين عليه
أماني= هذا اللي قلته له..قلت بنفترق و تهاوشنا..لكن..لكن....(تصيح أكثر) سمعني كلامي..مسجله لي..و يعرف عننا كل شي..بيتنا..أسمائنا..كل شي عني و عن أهلي..و قال انه مو على كيفي اتركه يوم مليت منه و لقيت احد ياخذني
هديل بقلق= لا تخافين لازم نلقى حل..لو نبلغ عليه الهيئه و نقول إنه يهددك

حياة كانت تسمعهم و هم يدورون حل...و هي ساكته...عيونها تطالعهم بشرود...و غيض...مخنوقه و مو قادره تتكلم...
كان راسها بينفجر من الصداع و الضغط اللي تحسه...و يدينها ترتجف...
أماني بالذات من بينهم...المفروض ما يصير فيها هالشي...أماني كان قلبها طيب...و على نياتها...صادقه و تحسب الكل صادق...
أماني كانت مثل أمها...الثنتين عماهم الحب...و لا شافوا غيره...

حياة بهدؤ خطر= واعديه فمكان و أنا مستعده اذبحه لك

أماني عصبت منها...كانت تتوقعها تستهبل...لكن و هي تلتفت و تشوف النظره المرعبه اللي بعيونها...حست إنها تتكلم من صدقها...
فيه شي ما يعرفونه عن حياة...سبب كرهها للرجال...و شكل هالسبب كان أكبر من اللي تخيلته...و مأثر عليها...

شمس بخوف= حياة صاحيه أنتي؟
حياة بإنهيار و كأنها تتكلم مع نفسها= لازم يموت..كان لازم يموت مثل ما موتها..ليه للحين عايش؟ ليه للحين مخليني اتذكره؟ و اتذكر ذاك اليوم؟ لازم يموت عشان انساه..(تصرخ) أبيــــه يمـــوت
شمس تمسكها= حياة..طالعيني..وش فيك؟
حياة ترتجف بقهر ولا كأنها تسمعها= كله منه! كل اللي صار منه..هو السبب أنا مالي دخل..مالي دخل

شمس كانت ماسكتها...و تطالع البنات بخوف...و هم كانوا يطالعونها بصدمه مو عارفين عن ايش تتكلم...

شمس= حياة اهدي شوي....حياة تسمعيني؟
حياة= حتى هي..حتى هي السبب...كلهم...أنا..أنا....

اغمى عليها...و طاحت قدامهم على الأرض...وهم للحظات ما ستوعبوا...لا اللي كانت تقوله...و لا طيحتها...
لكنهم فزوا بعد كذا و شالوها...حاولوا يصحونها ما قدروا...
و أخذوها لدكتورة الكليه...و نقلوها بعد كذا للإسعاف...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


نزلت رحيل...و التعب باين بوجهها...من يومين و هي ما تنام زين...كل تركيزها صار بطلعتها من هالبيت...و اللي قهرها إنها صارت تستفزهم و هم ما يردون عليها...كأنهم استكثروا عليها...تنفس عن هالكره...و الغضب اللي بداخلها...

مرت من عند أم أحمد في الصاله...تعدتها للمطبخ...لكنها رجعت...و لأول مره كلمتها بهدؤ...

رحيل= أنتي ما تحبيني..و لا بناتك..مره وحده سوي لي شي أبيه..سوي شي لله...خليني اطلع من هالبيت...إن كان ما تهمك راحتي..اهتمي براحتك..براحة بناتك...عيشوا حياتكم و انسوني...خلوني انساكم يمكن أقدر ارتاح
أم أحمد بصدمه= و أنتي ليه ما تريحينا و تقولين ليه تكرهيننا كذا؟

طالعتها رحيل بقهر...و كره...و تركتها و راحت...(ماراح أريحكم..خلكم طول عمركم تسألون عن الذنب اللي سويتوه فيني..عن الروح اللي ذبحتوها و بعد ما صارت رماد جايين تدورون عليها)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كانت رجوى نايمه في الحصه...و مو حاسه باللي حولها...مدرسة التاريخ بشرحها الطويل و صوتها الهادي جاب لها النوم...و هي كل الليل كانت سهرانه عند أم مشعل اللي ارتفعت حرارتها و تعبت عليهم...كان الوقت متأخر و ما أحد من الجيران صاحي...حتى مشعل من يوم اختفى أبوه وهو بعد ما ينام في البيت...
مالقت رجوى حل إلا إنها تعطيها مسكن للحراره...و تكمدها طول الليل لين خفت حرارتها...

شذى كانت كل لحظه تلتفت على رجوى...عشان الأستاذه تنتبه لها و تهزأها...و صار هالشي...و التفتت عليها الأستاذه...عصبت و هي تشوفها آخذه راحتها بالنومه...في كرسيها اللي كان بالزاويه آخر الفصل...

راحت لها...و وقفت على راسها...و هي تطق طاولتها بكل قوه تبيها تصحى...

فزت رجوى و هي تطالع الأستاذه و تستوعب هي وين...تبدلت ملامح العصبيه بوجه الأستاذه للإستغراب...

الأستاذه= رجوى! ليه تصيحين؟
رجوى انصدمت= أصيح!!

لمست وجهها بيدينها...و هي تحس بدموعها اللي على خدها...تذكرت حلمها اللي كانت تحلمه...حلمت إن أبوها ما رجع...مرت أيام...و شهور...و سنين...وهو ما رجع...
ماصدقت إن هالدموع اللي ما تدري متى آخر مره ذرفتها عشان أبوها...ما كانت تدري هي تحبه أو لا...عمرها ما اهتمت تسأل هالسؤال...أو حتى تفكر فيه...

رجوى توقف و هي تطالع الأستاذه= ادري بأطلع برا
الأستاذه= اجلسي يا رجوى و حاولي تنتبهين معنا

جلست رجوى و هي مصدومه...هالمدرسه كانت معروفه بعصبيتها...و ياما هزأتها على أقل من هالشي...كيف اللحين سامحتها...(وش اللي شافته بوجهي يخليها تسامحني؟؟)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت أم أحمد تكلم...أم فهد-عمة رحيل-...

أم أحمد= والله مادري وش أسوي معها يا أم فهد..البنت تبي الطلعه من هالبيت و بس
أم فهد= زين وش رأيك أكلم حماتي و نخطبها لأخو زوجي؟
أم أحمد= أخاف تبقى على حالها و تفضحنا بالناس يقولون عطيناهم وحده معقده...حتى لو ما صارت على نفس الحال تخيلي لو تقوله عن عيشتها هنا كيف كانت..أو كيف تكرهنا..بتشوه صورة أخوك قدام الناس على بالهم معذبينها
أم فهد= أجل تدرين أحسن شي أكلم أم سعود و تخطبها لسعود..على الأقل مننا و فينا..يمكن لا لقت حب الزوج و اهتمامه تنسى كرهها و عنادها و يمكن هالشي يقربها مننا
أم أحمد= زين كلميها و نشوف


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كانت رجوى تمشي في الشارع بنفس الطريق...مع إن مشعل اللي كان الأيام اللي راحت يوصلها بسيارة صديقه عشانها ما كانت قادره تمشي دلها على طريق غيره...بس هي كانت متأكده إن اللي صدموها مابتجيهم الجرأه يمرون من هنا مره ثانيه...(ليتهم بس يمرون! كان يجون للشر برجلينهم)

وصلت للبيت...و دقت الجرس...لحظات و فتحت لها بسمه...

بسمه بفرح= رجوى أم هيثم ارسلت لنا غداء ريحته تهبل و فيه لحم
رجوى= عسى بقى لي شي..و لا انقضيتوا عليه؟
بسمه= لا شهد قالت ننتظرك
رجوى تدخل= والله هالبنت احسها مو من عائلتنا! طالعه مؤدبه مادري على مين؟

طلعت للصاله...و شافتهم مع أمهم جالسين...

رجوى بتفاخر= عشان تعرفون قيمة فوكيراتي الخطيره يوم نشرت في الحاره خبر طرد أبوي و إختفاؤه..يا رب لك الحمد أمس عشاء من أم جابر و اليوم غداء من أم هيثم
قمر= هههه أجل أكيد أم موسى بترسل لنا العشاء اليوم
رجوى تضحك= شكلي بأقترح عليهم يرتبون لهم جدول عشان ما يجينا عشاوين نفس الوقت أو نجلس يوم بدون عشاء
فيصل بضيق= يله رجوى بدلي ملابسك...ميت جوع
رجوى ترمي عبايتها عند الباب= و مين سمعك..حتى أنا ميته جوع جيبوا الغداء

قامت أم مشعل و شهد يجيبونه...و رجوى جلست بمريولها...جلست جنبها حنين...

حنين= ردوى دبتيلي حلاو
رجوى= إيه بس بعد الغداء عشان نأكله كلنا
فيصل+بدر= حتى حنا جبتي لنا؟
رجوى= إيه
بسمه= و أنا؟
رجوى= و أنتي أولهم

حطوا الغداء...و جلسوا يتغدون...

رجوى= و أخوي مشعل وينه؟
قمر تضحك= حلوه أخوي!
رجوى= عشان نتذكر انه يقرب لنا
شهد= مشعل أمس ما نام في البيت
رجوى= أشك إن هالولد طايح له على عجوز مريشه و متزوجها مسيار
شهد تضحك= هههه تخيلي شكله!
رجوى انبسطت على السالفه= تلقين لابس لك بجامه ساتان حمراء مقلمه بأخضر يقالك بيقلد الأفلام و يغري هالعجوز بس خبرك فيه ما عنده ذوق أو أي حس فني على قولة حيحو
بسمه بحماس= و هي وش لابسه؟

كلهم ضحكوا عليها...

شهد= خربت البنت من بدري!
رجوى= إيه حقنتيها بهالمسلسلات و الأفلام منذو نعومة أظافرها
شهد تسكتها= لابسه ثوب طوييييل
بسمه بإعتراض= تكذبين علي اللي تتزوج تلبس قميص نوم قصير
رجوى تضحك= ههههه خبره و الله هالبنت خبره!
قمر= الظاهر هي اللي متزوجه مسيار
رجوى تطالعها بشك= بسمووه..إبتدائي يطلعون بدري و أنتي تجين متأخره نص ساعه(تصرخ عليها) اعترفي وين تروحين؟
بسمه صدقت و بزعل= انقلعوا أنا ما تزوجت
قمر= عاد وش هالزواج بعز الشموس؟
رجوى= هذا هو الحب الحار..ما سمعتي الشاعر اللي يقول..اشتقتلك شوق من القلب ماصار..شمس القوايل كل ظهر تزيده
شهد= الظاهر أنتي اللي متزوجه
رجوى= والله فكره! اتزوج واحد بيته بنص الطريق..و أرتاح عنده و اتغدى و أقيل و العصر أجيكم
فيصل= وش يجيبك اجلسي عنده من زين بيتنا يعني؟
رجوى تقوم= مايطاوعني اترككم يالقرود على قولة أبوي...(و بتهديد)بأروح أخمد اسمع إزعاج واحد فيكم والله لا أهد وجهه
بدر= زين عطينا الحلاو قبل تنامين
رجوى تضحك= و أنتم صدقتم! كنت بس أبي اذوقكم فرحة العز شوي

راحت تغسل و هي تسمع إعتراضاتهم...و صياح حنين...بعدها راحت تبدل ملابسها و تنام...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


رجعت وفاء من كليتها...و استغربت و هي تشوف سيارة أبوها مو موجوده كالعاده...
دخلت البيت...و شافت ولاء لحالها في الصاله...و آثار الدموع على خدها...

وفاء بقلق= ولاء وش فيه؟
ولاء= حياة تعبت في الكليه و نقلوها للمستشفى
وفاء تشهق= وش فيها؟
ولاء= إنهيار عصبي
وفاء بصدمه= إنهيار؟ ليه؟
ولاء= مادري؟ أمي و أبوي راحوا لها..و قبل شوي دقيت على أمي و قالت لي...بس هي للحين ما فاقت..و لا عرفوا وش السبب؟
وفاء= الله يقومها بالسلامه
ولاء= وش الشي اللي يخليها تنهار كذا؟
وفاء= الله يستر

سرحت وفاء...و هي شاكه بالسبب الوحيد اللي ممكن يخلي حياة تفقد أعصابها...بس مين جاب لها هالسالفه...

راحت وفاء تبدل ملابسها...و كل تفكيرها مشغول بحياة...
و بعد ما خلصت نزلت عند ولاء...و شافوا أبوهم يدخل عندهم...و معه فايز اللي شايل أكياس الغداء اللي مالحقت أمهم تطبخه...

أبوفايز= حطوا غدانا
وفاء= يبه كيف حال حياة اللحين؟
أبوفايز= للحين ما صحت و أمك جلست مرافقه معها


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


فتحت حياة عيونها بتعب...تستوعب هي وين...كانت تحس بصداع في راسها...و حيلها كله مهدود...كانت مثل المخدره...
و هم بالفعل كانوا معطينها مهديء عشان ترتاح...

التفتت وشافت مرة عمها نايمه على الكرسي اللي بالغرفه...

غمضت عيونها بحزن و كآبه...و هي تتذكر اللي صار و خلاها توصل هنا بهالحال...
غباء الأنثى الدائم بنظرها...و ركضها ورى الحب...و عماها...
نزلت دمعه من عيونها...و مسحتها...حست بالنوم مره ثانيه و هي تردد...(وش صار فيك يا أماني؟ وش بتسوين؟.....)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


صحت رجوى...و هي تشوف قمر جالسه على سريرها بجنبها...و تحط مناكير...
ابتسمت بخبث...و مدت رجلها وضربت يدها...

قمر تصرخ= لاااااا..رجوى عمى إن شاءالله..انحاس شكله
رجوى تلبس نظاراتها= أكثر من هالعمى! ادعي بشي جديد..صمم..بكم خلي يصير عندي كوكتيل عاهات
قمر= حمدالله و الشكر! صاحيه كارهه العافيه أنتي؟
رجوى= أنا أحب العافيه بس العافيه ما تحبني....روحي سوي لنا شاهي
قمر= قولي لأمي شوفيها في المطبخ

طلعت رجوى و شافت شهد و بسمه يتفرجون على التلفزيون...

رجوى تصرخ= أم مشعل سوي لنا شاهي
فزت شهد= بسم الله من وين طلعتي؟
رجوى= من ذا رووم..لا لا نجحت بالإنقليزي صرت شاطره و عندي ثقافه
شهد= ان كانت هاذي ثقافه أجل أنا بأصير عبقريه

راحت رجوى تتوظأ و تصلي...و بعدين جت و نامت على رجلين شهد...

رجوى= وش هالفلم؟ وش قصته؟
شهد= انتظري إذا جاء الفاصل أقول لك

ضم البطل البطله...و رجوى التفتت على بسمه...

رجوى= غمضي عيونك بسموه لين أقول لك افتحيهم
بسمه تغمض= يا سلام أبي اشوف الفلم
رجوى= أنا أقول خبرتك من وين جايه؟.......يله فتحي
شهد بتريقه= تعجبني الأخلاق اللي تهب عليك فجاءه
رجوى تضحك= هههه موسميه..ما تهب إلا بالمناسبات

دخلت أم مشعل و معها صينية الشاهي...

أم مشعل= قمر تعالي اشربي شاهي
قمر من داخل الغرفه= اللحيـــن أجـــي

جلسوا كلهم يشربون...و يتابعون فيلم...ورى فلم...
و بعد ساعتين...دخل بدر...

أم مشعل= وين حنين؟
بدر= تركتها مع فيصل...أبي شاهي
شهد تصارخ= خلاص اسكتوا خلونا نسمع.....اتوقع تسافر قبل تشوفه
قمر= لا صديقتها قالت له أكيد يلحقها
رجوى= يمكن أمها اللي قاتلته؟
شهد تضحك= هههه صح النوم..هذاك الفلم خلص و جاء غيره
رجوى بإعتراض= ليه ما قلتولي؟؟؟
قمر بتريقه= أنا أبي افهم أنتي على أي أساس تتابعين..إذا كنتي مو عارفه وش القصه و لا وين الأبطال
رجوى= وش أسوي كلهم أشكال بعض..بعدين الترجمه تروح بسرعه مادري كيف تلحقون عليها


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


بعد العصر...كانت أم أحمد جالسه مع بدور و مها في غرفة بدور...يتناقشون باللي تسويه رحيل من يوم ارجعت...

أم أحمد= خلاص إن شاء الله بنلقى حل يريحها و يريحنا
بدور بحماس= وشو؟
أم أحمد= اليوم كلمت عمتك أم فهد و تناقشنا كانت تبي تخطبها لأخو زوجها بس بعدين شفنا إن اللي يناسبها سعود مننا و فينا و.....
مها تقاطعها بعد ما فقدت أعصابها= سعود لاااا ما لقيتم إلا سعود تبلونه فيها؟
أم أحمد انصدمت= .........
لكن مها ما اهتمت و كملت= يمه حرام عليكم والله تعبنا منها..دائما تجرحنا..و تهزأنا و أنتم اسكتوا عنها..اسكتوا عنها..لين كرهناها من قلب...و اللحين جايين تزوجونها سعود!
أم أحمد تحاول تفهم= و إذا تزوجت سعود أنتي وش مزعلك...أو...
مها اعترفت= ايه أحبه..ولو ما تزوجته يمه ماراح اتزوج أبدا..مو حتى حلمي بتسرقه مني
أم أحمد بصدمه= مهاااا!
مها= يمه أنا ما سويت شي استحي منه..حتى هو ما يعرف إني أحبه..بس من يوم كنا صغار و أنا ما أشوف غيره..أسمع عنه من أبوي..و عمتي..و وداد عنه لين تعلقت فيه و صرت اشوف فيه المواصفات اللي أبيها....أنتي يعني مو بترتاحين علي لو اتزوجه أحسن من اللي ما نعرفه
أم أحمد= و أنتي كيف عرفتي إنه بيفكر فيك؟
مها= عمتي تلمح..وداد تلمح بس أنتم ابعدوا هالرحيل عن طريقنا

بدور كانت ساكته لكن شجاعة مها...خلتها تتشجع...

بدور= يمه معها حق...رحيل بجلستها هنا بتخرب حياتنا..أنا بأعنس بسبتها اللي يجي و يشوفها ماراح يفكر فيني..مثل خال جيراننا..و اللحين أخو زوج عمتي..كانت تسألني عنه و اللحين تبيه لرحيل....يمه تكفين والله تعبنا من حياتها معنا..خلوها تروح لجدتها ترتاح و تريح


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد العصر...كانت ولاء و وفاء جالسين في الصاله و مجهزين القهوه...لأن أبوهم بيصحى و يتقهوى قبل يطلع...

وفاء= دقيت على أمي
ولاء= وش أخبار حياة؟ صحت؟
وفاء= أمي تقول لا..عطوها مهديء و يمكن ما تصحى اللحين
ولاء= ما قالت متى بيطلعونها؟
وفاء= لا..تقول الدكتوره بتمرهم بعد شوي و بتسألها
ولاء= مادري وش فيها حياة! أحيانا احسها إنسانه عاديه و عايشه حياتها بس أحيانا مادري وش يصير فيها تنقلب فوق تحت
وفاء= صح..طاري أبوها و اللي سواه للحين.........

قطعت كلامها و هي تشوف أبوها ينزل...جلس عندهم يتقهوى...

أبوفايز= وين فايز؟
وفاء= راح عند عماد ولد جيراننا
أبوفايز يقوم= أنا بأروح للمستشفى..فيه شي محتاجته أمكم؟
وفاء تقوم و تعطيه الكيس= ايه دقيت عليها و طلبت مني هالأغراض

ولاء= يبه بأروح معك أشوفها
أبوفايز= ما يحتاج تلقينهم بيطلعونها..مو ضروري تروحون و تجون في هالمستشفى

تركهم و طلع...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كانوا يرقصون على أغنيه عراقيه...و الصاله قالبينها فوق تحت...و أم مشعل جالسه تخيط زرار بمريول رجوى...

دخل فيصل= هيــه أنتم أم سعد تدعي عليكم
رجوى تلف له= الظاهر ما بقى أحد في الرياض ما دعى علينا..خلها هالمره عن نفسها تدعي هي
أم مشعل بإستغراب= وين حنين؟
فيصل= رجعت مع بدر

وقفوا البنات و التفتوا عليه...

رجوى= بدر رجع من ساعه و قال إنها معك
فيصل= لا أنا شفتها مشت وراه
أم مشعل تشهق= بنتي!

راحت رجوى لفيصل و هي تضربه بقهر...

رجوى= و ليه ما قلت له إنها راحت وراه عشان يشوفها....يله اذلف دورها أنت و ياه
شهد بخوف= أكيد ضاعت
رجوى بقلق= البسوا عباياتكم خلونا ندورها...أم مشعل خليك في البيت يمكن أحد يجيبها

و طلعوا يدورونها...و تركوا أم مشعل و بسمه مع خوفها...و حزنها...و دموعها...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


في المستشفى...وصل أبوفايز لغرفة حياة...و شافها للحين نايمه...و شاف أم فايز اللي أول ما شافته قامت له و أخذت الكيس منه...

أبوفايز= ما صحت؟
أم فايز= صحت شوي و كلمتها الدكتوره بس رجعت تنام
أبوفايز= الدكتوره وش قالت؟
أم فايز= طلبت إذا جيت تمر على مكتبها..و اسألها عن حياة يوم مرت ما قالت لي شي

تركها أبوفايز و راح لمكتب الدكتوره...

د:ريهام= إنتا ولي أمر المريضه حياة؟
أبوفايز= ايه
د:ريهام= إنتا والدها؟
أبوفايز= لا عمها..و ولي أمرها
د: ريهام= يعني هي مسئوله منك؟
أبوفايز بملل= ايه..وش فيها؟ ليه هالأسئله؟
د:ريهام= أنا أولت إلكم إن البنت عندها إنهيار عصبي..و ده أكيد بسبب إحباط أو صدمه عندها أثر على أعصابها و خلاها تفأد وعيها...المره دي قات سليمه بس أنا خايفه يأثر عليها..عشان كده لازم تشوف دكتور نفسي يعرف ايه هيا أسباب الكآبه و الحزن اللي هيا فيه
أبوفايز بعصبيه= البنت ما فيها إلا الخير..و لا نبي دكتور نفسي و لا هالخرابيط
د:ريهام= بس لو سمحت أنا كنت بأول يكلمها الدكتور....
أبوفايز يقاطعها= قلت لك بنتنا مو مجنونه..متى بتطلعونها؟
د: ريهام تتنهد بغيض= أنا كتبت لها على مهديء تآخدوه..و مدام مش راضي على الدكتور النفسي ياليت إنتم تحاولوا تبعدوها عن الزعل و تحاولوا تهتموا فيها و تحسسوها بالعطف و الحنان
أبوفايز ما قتنع= زين متى تطلع؟
د:ريهام= أنا حاكتبلها على خروق بكره إن شاء الله

تركها أبوفايز و راح...(هذا اللي ناقص؟ دكتور نفسي..و مين بيآخذها لو سمع إنها مجنونه)

راح لأم فايز و قال لها إنه بتطلع بكره...و تركهم و طلع...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


من ساعه...و هم قالبين الدنيا عليها...حتى بعض الجيران عطفوا عليهم و طلعوا يدورون عليها معهم...
رجعت رجوى و شهد و قمر للبيت...و أول ما دخلوا شافوا أم مشعل تنتظرهم عند باب الشارع...

أم مشعل تصيح= مالقيتوها؟
رجوى= لا
أم مشعل= أجل ليه رجعتم؟
رجوى= أبوهيثم و أبوسعد طلعوا يدورونها و قالوا لنا نرجع
أم مشعل بخوف= خلونا نبلغ الشرطه..أخاف مخطوفه
رجوى= أبوسعد يقول لو أذن العشاء و ما لقيناها بيروح يبلغ

جلسوا كلهم في الحوش...ينتظرون أحد يطمنهم...

شهد بقهر= لو أبوي فيه أو مشعل!
رجوى= ولو كانوا فيه يعني؟ الله و النفع اللي فيهم
أم مشعل تصيح= البنت بتروح و حنا حاطين ايدينا على خدنا
رجوى بقلق= أوووف..شكلي بأروح اقول لأم هيثم تدق على زوجها يبلغ الشرطه

لفت طرحتها...و لبست نقابها و طلعت...
كانت بتروح لبيت أم هيثم...لكنها شافت سيارة أبوسعد...لمحت حنين فيها...و ركضت له...و قبل يوقف و هي فاتحه الباب و ضامتها بقوه...

رجوى= يا حماره...ما يسوى قلبي يوقف عليك يالدوده

و صارت تضربها...و كأنها مسئوله عن ضياعها...و بعد ما صاحت رجعت تضمها من جديد...

رجوى= مشكور يا أبوسعد
أبوسعد= ما سويت شي يا بنتي..الحمدلله اللي تطمنتم عليها

دخلت رجوى للبيت...و أول ما شافوها صرخوا كلهم...و ضموها...

رجوى= خلاص البنت سلمها ربي من الخطف بتموت في يدينكم!

أم مشعل= وين لقوها؟
رجوى تضرب راسها= تصدقين نسيت اسأله؟...حنونه وين كنتي؟
حنين= فيه ردل اخدني البيت و عطاني حلاو..و امهم دلستني بالمرديحه
رجوى= مالت عليك البنت عايشه بعز..و حنا هنا متقطعين عليها..عساك المغص من هالحلاو اللي أكلتيه
شهد= رجيـــو لا تدعين عليها
أم مشعل= العيال وينهم؟ يمكن ما يدرون إننا لقيناها
رجوى= احسن خليهم يفترون لين تتكسر رجلينهم..عشان ثاني مره تتفتح عيونهم و مخوخهم

ما خلصت كلامها...إلا و هي تسمع طق على الباب...

رجوى من ورى الباب= نعـــــــــم
فيصل= حنا افتحي
رجوى= و الخيبه..مين قال بأفتحلكم أنتم اليوم بتنامون في الشارع لين تتأدبون
فيصل+بدر برجاء= لا رجوى والله آخر مره..تكفين
رجوى= لا خلكم يمر الهندي اللي ضربتوه أمس و يخطفكم

سمعت صياح فيصل...و ضحكت...بعدها فتحت لهم الباب...و ضربتهم على القهر و الخوف اللي سببوه لها...و بعد ما صاحوا كلهم ارتاحت...

رجوى= يله اللحين نسوي حفله بمناسبة رجعة دودتنا(و كملت كأنها بخطبه سياسيه)و هذا إن دل على شيء..إنما يدل على أن قرود صالح..باقون...بااااقووون
شهد= خلااااص اسكتي فضحتينا


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

الساعه الواحده بعد منتصف الليل...دخلت أم أحمد غرفتها...و شافت أبوأحمد جالس على السرير...
احتارت كيف تفتح معه الموضوع اللي من اليوم تفكر فيه...و خافت من ردة فعله...لكنها بنفس الوقت اقتنعت بكلام بناتها...و خافت جلسة رحيل هنا...تعقدهم حتى هم...

أم أحمد تجلس= أبو أحمد
أبوأحمد= نعم
أم أحمد= كنت أبي اكلمك بموضوع..بس أخاف تفهمني غلط
أبوأحمد بإستغراب= وش هالموضوع؟
أم أحمد= بس اوعدني ما تزعل..و تسمع كلامي للآخر و تفكر فيه زين
أبوأحمد= قولي يا أم أحمد وش فيه؟
أم أحمد= رحيل و الحاله اللي هي فيها من رجعت من عند جدتها..أدري بتقول تجلس يومين على هالحال ثم تهدأ..بس رحيل اللحين كبرت و اللي تسويه أكيد تقصده..هي ماتبي تجلس في هالبيت..اليوم قالتها لي بنفسها..البنت ما تحبنا مهما حاولنا فيها..من سنين و هي مو متقبلتنا مادري ليه.......أدري إنك تبي تراعيها لأنها بنت أخوك بس شوف حالها كيف كل يوم يسوء أكثر عن اللي قبل..أخاف نضرها في جلستها هنا
أبوأحمد بشرود= وش قصدك؟
أم أحمد= نخليها تروح عند جدتها..جدتها بعد محتاجه أحد يجلس عندها و يمكن هالشي اللي مخلي رحيل تتمنى تروح..تدري هي كيف متعلقه فيها..و أنت تقدر تتطمن عليها بأي وقت و إذا احتاجت لأي شي ماراح نقصر عليها..و يمكن إذا راحت هناك حتى حنا تتحسن علاقتنا معها
أبوأحمد= ..............
أم أحمد= وش قلت؟
أبوأحمد= والله مادري؟.....بكره أروح اشوف البنات و اسمع رآيهم
مهما كان هم عماتها


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


صحت حياة...و شافت أم فايز نايمه و الدنيا ليل...تنهدت بضيق و هي تحس إن الكون كله ضايق فيها...
تحس بالذنب...لأنها وقفت ساكته و هي تشوف أماني كيف تتهور معه...يوم ورى الثاني بدون لاتمنعها...
اليوم إحساسها يشبه إحساسها ذاك اليوم...نفس الوجع اللي بقلبها...نفس الثقل اللي بصدرها مو مخليها تتنفس براحه...نفس الإحساس الكبير بالذنب...

حست إنها مخنوقه...راحت عند الشباك الكبير اللي مفتوح على حديقة المستشفى و بهالوقت كانت فاضيه من أي أحد و فتحته...و جلست على طرفه...تنفست براحه و هي تحس بالهواء الدافي اللي يضرب وجهها...و يطير خصل شعرها...رفعت رجلينها لحافة الشباك و ضمتهن بيديها...و سندت ذقنها على ركبها...و تفكيرها راح لبعيد...

دائما تحاول تنسى...تحاول ما تتذكر...لكنها اللحين عرفت إن كل شي محفور بذاكرتها...و صعب تتخلص منه...
مو محتاجه إلا لشي بسيط يذكرها...عشان تثور كل الذكريات المره من جديد...

تذكرت صوت أبوها الهامس...كلامه اللي تعدى حدود الأدب...
مكالماته لعشيقاته...خوياته مثل ما كان يقول...
كلها كانت تسمعها من يوم كانت صغيره...فتح عيونها على أشياء اللي بعمرها ما كانوا يعرفون بوجودها...
و هي طفله صغيره...كل صديقاتها كان همهم اللعب...و الضحك...و هي دائما كان كلها خوف إن أبوها يروح عنها و عن أمها مع وحده من هاللي يكلمهم...كلها كره و ضيق من الكلام اللي تسمعه منه...

كانت تحس بالقرف و الإشمئزاز و الكره...و هي تسمع طريقة كلامه معهن...كل ما يوديها و يجيبها للمدرسه...تحس بالخوف و القهر...وهو يهددها إنها ما تقول لأمها شي من اللي سمعته...
كل ما تشوف أمها كانت تصيح...و تحس بالذنب...لكنها تسكت خوف من أبوها...

و كبرت بعمرها سنين...

وهو مثل ما كان...لا مل و لا تعدل...و كأن الخيانه كانت تمشي بدمه...
صارت مراهقه...تفهم كل اللي يقوله...تفهم معنى كلامه القذر...تفهم وش اللي يبي من هاللي يكلمهن...
صح ما صار يتكلم قدامها...لكنها هي كانت تتسمع على كل مكالماته الليليه...و القهر يملاها...و هي تشوف أمها كيف فانيه روحها عشانه...كيف تموت عليه...كيف تهتم بكل شي يخصه...وهو بالمقابل يجازيها بهالشكل...

و زاد حال أبوها سؤ...صار الكل يشوف و يلاحظ أخلاقه...الكل يتكلم عن إنحطاطه...لدرجة إنه وصل فيه الحال...حتى الخدامات صاروا يجذبونه...أكثر من مره شافته ينتظر خدامة الجيران في حوشهم...

صارت تكرهه...صارت تحقد عليه...و تنقرف حتى إنه يلمسها...
و اللي زاد من قهرها سمعته اللي تشوهت قدام الجيران...
كل هذا و أمها مو داريه باللي يصير حواليها...و لا تصدق اللي تسمعه عنه...كانوا جاراتها يأكدون لها إنهم شافوه بعيونهم مع حريم...و هي تكذبهم...
كانت تصدقه هو وبس...مع إن الأدله اللي كان يقولها لها...و حججه اللي يدافع فيها عن نفسه...كانت ما تقنع حتى حياة و هي بذاك العمر...

لكن أمها كانت تحبه...كانت تموت فيه...لدرجة إنها أهملتها هي و اهتمت فيه هو..هو و بس...

تذكرت أمها...أخذت من أشباهها كثير...شعرها الكستنائي الحريري...عيونها الواسعه الجذابه... للحين تذكر ملامحها...و تحس إنها كانت أحلى منها بكثير...
بس كل هذا ما ملأ عيون أبوها القذره...و لا قلبه اللي تعلق بأي مره تمر بحياته...

كانت كل يوم تتعذب لحالها...كل يوم القهر يملاها و هي تشوف نفس المناظر...تسمع نفس الكلام...اللي من يوم كانت صغيره و هي تعرفه...
و نفس غباء أمها...و حبها الفاني له...

إلين جاء ذاك اليوم اللي انتهى فيه كل شي...
انتهى القهر...
انتهى العذاب...
و انتهت حياتهم...

ارتجفت و هي ترجع بتفاصيل ذيك الليله...اللي كأنها صارت أمس...الليله اللي جلست فيها مع أمها لحالهم في البيت...و أبوها سهران مع شلته مثل ما يقولهم كل ليله...

لكن هالليله كانت غير...كانت النهايه...

ما جاء أبوها مثل كل ليله بعد الفجر...المره هاذي طلع الصبح وهو ما جاء...و أمها صارت مثل المجنونه خايفه عليه...

كل اللي وصل لهم منه...بعد خوف أمها عليه...و قلقها...و دموعها...
صوت عمها الغاضب وهو يكلمهم...و يقول لأمها إنه انمسك في بيت وحده...
الفضيحه كانت كبيره على عمها...و الصدمه أكبر على أمها...

صدمه كلفتها حياتها...

نزلت دموعها تصب و هي تتذكر...كيف أغمى عليها بين يدينها...بعد ما كانت تصرخ بكل قوتها مثل المجنونه...و هي تردد...(تكذبون..تكذبون...ابراهيم لا يمكن يسوي كذا...ابراهيم يحبني)

لآخر عمرها و هي مصدقه كذبه...لكن هالمره كانت مصدقته بس بعنادها...لكن قلبها ما تحمل اللي عرفه...و ماتت بسكته قلبيه...
ماتت بعد ما عرفت إن الحلم اللي كانت عايشته كله كذب...و وهم...
ماتت و لا اهتمت إنها تركتها لحالها...
ماتت بعد ماراح اللي كانت تعيش لأجله...

وهو أخذ جزاه...لكنه كان أقل من اللي كانت تتمناه هي له...

مع إنه من سنين مرمي بالصحه النفسيه...إلا إنها استكثرت عليه الجنون...

كانت تتمنى يحس بكل اللي سواه...يحس بعمرها اللي قتله بأوله...يحس بقهرها اللي كانت تعيشه كل لحظه...يحس بالغربه و الخوف و الوحده...
كانت تتمنى له العقاب اللي يستحقه...بس فقدان عقله رحمه من كل هذا...
رحمه حتى من عذاب ضميره...من عذاب الإحساس...من العقاب...

غمضت عيونها بقوه...تبي تطلع من ذيك السنين لحاضرها...تتمنى لو ما تتذكرهم و كأنهم ما مروا بحياتها أبدا...

فتحت عيونها و مسحت دموعها و هي تتنهد بأسى...
و قامت من عند الشباك و سكرته...راحت تتوضأ عشان تصلي...و ترتاح من هالضيق اللي بصدرها...و فتحت القرآن اللي حست بأم فايز تقرأ لها فيه من كم ساعه...
و صارت تقرأ بهدؤ...و دموعها تنزل بصمت...

••
••
••

عند شباكه...واقف للحين يطالع الشباك اللي اختفت منه...من لحظات...
كانت واقفه قباله...قريب منه...لدرجة إنه ميز ملامحها الرقيقه و الجميله...مركز مع كل تنهيده طالعه منها...مع كل دمعه...مع كل نسمة هواء تلعب بشعرها...
بس هي كانت بعالم ثاني و الدليل إنها ما انتبهت له...
غمض عيونه يتذكر ملامحها...عيونها الحزينه..نظراتها الشارده..دموعها اللي ما وقفت لحظه...حس إنها لحظة حزن عاصفه مرت فيها...
فستانها الأبيض...هدؤها...و شعرها اللي تلعب فيه الهواء...كانت لوحه حسن و حزن قدامه...
طالع الشباك بلهفه...كله أمل لو ترجع تطل مره ثانيه...
انتظر...و انتظر...و انتظر...
لين شاف النور يتسكر...(نامت حورية الليل)

ضحك على نفسه وهو يعد الغرف...لين يعرف هي بأي غرفه...(هي بقسم الأعصاب؟؟ وش فيها؟)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


••---من بــكـــــره---••


بعد ماراحوا بناتهم لدراستهم...جلست معه في الصاله...

أبوأحمد= دقيت على أم سعود و بأروح لها اللحين
أم أحمد= الله يكتب اللي فيه الخير..بس أنت قول لهم إننا ما قررنا نتركها تروح عند جدتها إلا لمصلحتها..أخاف يقولون إننا حنا اللي رميناها لأننا متضايقين منها

••
••
••

على الدرج...وقفت رحيل تسمع كلامهم بفرح...(و أخيرا..و أخيرا شالوا قناع هالطيبه و قرروا يتركوني بحالي!)

لكنها خافت عماتها يعقدون السالفه...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

صحت أم فايز...و شافت الدكتوره عندهم في الغرفه...

د:ريهام= صباح الخير
أم فايز= صباح النور..خير دكتوره فيه شي؟
د:ريهام بهمس= تعالي عاوزه اكلمك

طلعت معها أم فايز...

أم فايز بقلق= خير يا دكتوره حياة فيها شي؟
د:ريهام= لا اطمني ما فيهاش حاقه...بس أنا أولت أمس لقوز حضرتك إنها لو تتكلم مع دكتور نفسي عشان نتطمن عليها أكتر..لكن هوا مارضيش
أم فايز= بس حياة ما فيها شي..ليه دكتور نفسي؟
د:ريهام= أنا بأول عشان نتطمن بس..و نعرف ليه حالة الإحباط و الضيق اللي صابتها
أم فايز= بس إن كان عمها ما رضى..ما أقدر اقنعه
د:ريهام= لا أنا بأقول يشوفها الدكتور بعد شويا أبل ما تطلع من المستشفى..و مش ضروري عمها يعرف....بس نتطمن عليها
أم فايز بتردد= بس.....
د:ريهام= أنتي مش عاوزه تتطمني عليها؟
أم فايز= أكيد هاذي مثل بنتي
د:ريهام= اتفأنا


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


كانت رحيل من ساعتين جالسه على الدرج...تنتظر عمها على نار...تبي تسمع وش بيقول لمرة عمها...

و سمعته يدخل...نزلت للدرجه الأخيره عشان تسمعهم و هم في الصاله...

أبوأحمد يجلس= السلام عليكم
أم أحمد= و عليكم السلام و الرحمه
أبوأحمد= تكلمت مع أم سعود و أم فهد..قالوا مو زينه تجلس البنت و هي بهالعمر لحالها عند جدتها..و خافوا تتعلق فيها و يصير لها شي..وقتها إذا رجعت لهالبيت بتكون بحاله أسوأ من اللي هي فيها

رحيل كانت تسمعهم بغيض...و هي بصعوبه تسيطر على نفسها...(لا تقولون هالكلام! جدتي لا يمكن تروح و تتركني لحالي)

أم أحمد= يعني ماراح تخليها تروح؟
أبوأحمد= سعود كان جالس معنا..و يقول لو نتركها تروح احسن لها..دامها متعلقه بجدتها لهالدرجه..نخليها تجلس عندها و تهتم فيها مثل ما تبي..لأنه لو صار لها شي بتحس بالذنب و بتلومنا على هالشي
أم أحمد= صادق
أبوأحمد= يعني برأيك اقولها تروح
أم أحمد= توكل على الله
أبوأحمد= لا إله إلا الله

••
••
••

ركضت رحيل لغرفتها...قبل يشوفها عمها...و هي تحس براحه...
دخلت غرفتها و جلست على سريرها...لين جاء عمها و قال لها...إنه بيتركها تروح...و طبعا جملة توصيات و مشاعر...ما وصلت أبدا لقلب رحيل...

طلع عنها و هي التفتت تطالع غرفتها...(اليوم..و هاللحظه..بينتهي العذاب..بينتهي القهر...بأنساهم للأبد)

صارت ترتب أغراضها و تجمعهم...و هي تتذكر كلام عماتها...و كلام سعود...(ليه تكلم و قال لهم يخلوني أروح؟ اقتنع بكلامي؟ أو يبي يريح اهله من وحده ما تبيهم..و لا واحد فيهم يبيها....حتى هو)

ما اهتمت لهالشي و تناسته...لأنهم من اليوم شي انتهى في حياتها...و لا له رجعه أبدا...
بتحاول تعيش باللي بقى من روحها...و ما تدري لو بقى للحين فيها إحساس بهالحياة ممكن تكمل فيه...


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


في مكتبه...كان جالس يراجع ملف المريض اللي بين يديه...و يشرب الكابتشينو الساخن عشان يصحصح و يستعد لأول مريض...
سمع طق على بابه...

د:بسام= تفضل
د:ريهام تدخل= صباح الخير يا دكتور
د:بسام بإبتسامته الهاديه= صباح النور..أهلين دكتوره ريهام
د:ريهام= أنا عاوزه منك خدمه صوغيره
د:بسام تتسع إبتسامته= آمري
د:ريهام= ربنا يخليك..عندي مريضه قالها امبارح انهيار عصبي..و حسيت إنو بسبب إحباط و ضيق عندها...يعني السبب نفسي مش قسدي...عشان كدا كنت عاوزه تتكلم معاها
د:بسام بإستغراب= زين ليه ما تآخذ موعد و أحدد لها جلسه
د:ريهام= أنا كلمت عمها و رفض فكرة الدكتور النفسي..و...و..كنت عاوزاك تكلمها بدون ما يعرف
د:بسام= اه..بس يا دكتوره العلاج النفسي يحتاج لجلسات ماراح أفيدها بشي من جلسه وحده
د:ريهام= ماأنا عارفه..بس أنا كنت عاوزه اتطمن..قايز البنت ما تكونش محتاقه...ياليت لو تمر عليها دلوأتي أبل ما تبدأ مواعيدك..هي بالغرفه رقم 232

تسارعت دقات قلبه أول ما سمع هالرقم...و اختنق بأنفاسه...طالعها بإستغراب...مو مصدق اللي سمعه...حس إنه من كثر ما ردد هالرقم في باله من ليلة البارح...صار يتخيله...

د:بسام بشك= كم الغرفه؟
د:ريهام=232
د:بسام بلع ريقه= خلاص أمر عليها بعد ربع ساعه

طلعت عنه بعد ما شكرته...وهو رجع بخياله...لحوريته اللي سهر يفكر فيها...(هي؟ أكيد هي..نفس الغرفه..و الدكتوره تقول من أمس و هي فيها؟......إنهيار عصبي؟؟)

تذكر حزنها أمس...و دموعها...و أكثر شي جمالها...
كان يحسها مثل الحلم...لكن هالحلم بيصير واقع...بيشوفها...و يكلمها...بيعرف اسمها...بيعرف مشكلتها...(مين اللي جاه قلب يجرح وحده بهالرقه؟!)

طالع ساعة يده...وهو متلهف...(ليه ما قلت بعد خمس دقايق؟)


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


انتهت الحصه...و سلمى هزت رجوى اللي كانت بسابع نومه...

سلمى= رجـــــــه يله قومي وقت الفسحه

صحت رجوى و هي تتمطط بقوه...و تتثاوب...
التفتت تشوف الفصل اللي كان فاضي...

رجوى= وين استاذه بدريه؟
سلمى تضحك= الله يرحم حالك..خلصت حصتها و راحت و جت استاذه عليا و راحت و أنتي تشخريــن علينا
رجوى= و ليه ما صحيتيني؟
سلمى= استاذه عليا قالت خليها نايمه أريح..نوم الظالم عباده
رجوى تتلفت= وين تهاني؟
سلمى= قلت لها تروح تشري لنا لين اصحيك و نلحقها
رجوى براحه= الحمدلله كل يوم بأنام عشان تفطروني
سلمى تضحك= وش الجديد صاحيه أنتي أو نايمه حنا دائما نفطرك
رجوى تقوم= هاذي الصداقه و إلا فلااااا
سلمى= و أنتي وش مخليك تواصلين؟
رجوى= أمس مسوين حفله في السطح عشان حنونه..لعبنا و رقصنا للفجر


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••


في الممر قابل الدكتوره ريهام...اللي راحت معه لغرفتها...

د:بسام= دام عمها مو راضي وش خلاك تصرين على إني أشوفها؟
د:ريهام= بصراحه صعبت عليا..البنت زي الأمر و باين عليها حساسه و ناعمه أوي..و كمان يتيمه و عايشه عند عمها..و بصراحه مش بعيد يكون هوا اللي قابلها الانهيار الراقل نفسيتو زي الزفت....مع إن مراة عمها ست حنينه أوي

ابتسم الدكتور بسام...وهو يسمع أوصافها من الدكتوره ريهام...حس إن احساسه فيها أمس كان صح...

د:ريهام= اهيه مراة عمها..يا رب تكون صحيت....أهلن يا أمو فايز..حياة صحيت؟
أم فايز بتوتر= ايه..الممرضه معها
د:ريهام= اتفضل يا دكتور بسام

دخل الدكتور بسام...و إسمها للحين يتردد في باله...و لأول مره يحس بإرتباك وهو يدخل عند مريضه...

••
••
••

في هالوقت...كانت أم فايز متوتره...

أم فايز= ليه ما قلتي لي يا دكتوره إنه رجل؟
د:ريهام= و تفرأ في إيه؟
أم فايز= حياة ما تحب الرجال..و أكيد ماراح تتكلم معه
د:ريهام= بس ده دكتور
أم فايز= ولو دامه رجل أكيد بترفض

••
••
••

قالت الممرضه لحياة إن الدكتور بيشوفها...و هي استغربت...لأن دكتورتها ريهام...و مرة عمها ما جتها الجرأه تقول لها عن الدكتور النفسي...
لفت طرحتها على وجهها و رفعت طرفها بينها و بينه...مرة عمها طلعت و لا عندها أحد يجيب لها نقابها من الدولاب...

دخل بسام بتردد...كان واثق من نفسه كدكتور...لكن إحساس في قلبه كان محسسه بالتوتر ناحيتها...

د:بسام= السلام عليكم
حياة ببرود= و عليكم السلام

أول ما وصل له صوتها الناعم...حس إن لوحة حسنها اكتملت...
ابتسم وهو يشوفها رافعه طرف طرحتها و مغطيه وجهها عنه...و ما تدري إن الشمس اللي قبالها في الشباك المفتوح...بينت له كل ملامح وجهها حتى من ورا طرحتها...
حس إنه يخونها وهو يطالع ملامحها المعقوده من الضيق اللي ما يعرف سببه...مع كذا ما تحرك من مكانه...و لا نزل عيونه اللي مركزه على ملامحها...

حياة بضيق= أنا مريضة الدكتوره ريهام..و اعتقد قالت ما فيني شي و اليوم بأطلع..ممكن أعرف أنت ليش جاي؟

تفاجأ بسام...تخيلها على أوصافها...و صوتها...بتكون ناعمه و خجوله...و صدمته القوه و الجرأه اللي ملت صوتها الساحر...

د:بسام= أنا الدكتور بسام..و حاب اتكلم معك شوي
حياة بغيض= نعم! عن ايش إن شاء الله؟
د:بسام= عن سبب الانهيار العصبي اللي صابك؟
حياة بقهر= و ممكن أعرف بأي صفه تبي تعرف؟
د:بسام= أنا دكتور نفسي

شاف يدها اللي ماسكه طرحتها...كيف شدت قبضتها بقوه...

حياة بعصبيه= و أنا مو مجنونه..و لا أحتاج لخدماتك
د:بسام بهدؤ= أنا ما قلت إنك مجنونه..أنا قلت بس نبي نتكلم و نعرف وش اللي سبب لك الانهيار..عشان نحاول نبعد عنك الأسباب اللي ممكن تكرر هالشي
حياة بغيض= و أنا مابي اتكلم..اللي فيني أعرفه..و أعرف كيف اتعالج منه..ولو كانت صحتي بتجي من واحد مثلك أنا أبي المرض احسن...و اللحين لو سمحت..أو حتى ما سمحت اطلع برااا
د:بسام منصدم= واحد مثلي! أقدر اعرف وش شفتي مني يخليك تقولين هالكلام؟
حياة تتأفف بقهر= قلت لك مابي اتكلم معك..و لا أبيك في غرفتي..(تصرخ)عمتي...عمتي...
د:بسام= خلاص خلاص أنا طالع..و مشكوره على الغلط

تركها...وهو يطلع شاف عمتها تدخل عندها...مشى بعصبيه و حس بالدكتوره ريهام تلحقه...

د:ريهام= دكتور بسام أنا آسفه..أنا افتكرت إن مرات عمها آلت لها
د:بسام يوقف و يتنهد= حصل خير يا دكتوره ريهام..بس إذا كانت المريضه و ولي أمرها مو مقتنعين بالعلاج النفسي أنا ما أقدر اسوي لها شي
د:ريهام= بس تعرف يمكن ما تكونشي عصبت عشان موضوع النفسي..أصل مرات عمها بتأول إنها ما بتحبش الرقاله و تتعصب منهم

سكت بسام...وهو يتذكر يوم تقول له واحد مثلك...(يعني كان قصدها عشاني رجل؟!)

د:بسام= ما تدرين ليه؟
د:ريهام= لا مرات عمها ما آلتشي غير كدا و .....

سمعت الدكتوره ريهام نداء بإسمها...و تركته و راحت...
وهو راح لمكتبه...و وقف عند الشباك للحظات يطالع غرفتها بشرود...
راح و جلس على مكتبه...و أخذ قلم الرصاص و بدون ما يحس...فتح الدفتر اللي على مكتبه و صار يرسم ملامحها اللي ثبتت في باله...
وهو يفكر بصوتها اللي رغم كل الغضب...كان كله نعومه و أنوثه...ضحك وهو ما يعرف هي كانت تهزأه أو تغني له...
طالع الرسمه اللي كانت نفس ملامحها...وهو مبتسم...(حياة!! وش اللي يخليك تكرهين الرجال؟ وش اللي آذى احساسك؟)
حس إن حالتها شدته...بس للأسف...ماراح يقدر يعرف عنها أكثر...

وانتهى البارت الخامس

 
 

 

عرض البوم صور dali2000  
قديم 12-07-09, 04:02 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 


.•.°.•?•n|[?الــبــــارت الـســـادســـ ?]|n•?.•.°.•

بعد الفسحه...وقفت رجوى عند باب الأخصائيه الإجتماعيه...اللي أرسلت لها بنت تطلب منها تجي...
طقت الباب و وصل لها صوتها...
الأخصائيه= تفضل
دخلت رجوى و هي مبتسمه...
رجوى= السلام عليكم
الأخصائيه= و عليكم السلام..نعم
رجوى= أنا رجوى
الأخصائيه= اجلسي يا رجوى
رجوى تجلس(الله يستر..وش عندها هاذي بعد مستضيفتني؟)...و تشوفها طلعت ورقه...(بدأ التشريح الإجتماعي لرجوى)
الأخصائيه=وش اسمك بالكامل؟
رجوى= رجوى صالح
الأخصائيه= صالح ايش؟
رجوى= صالح لمدة سنه من تاريخ الإنتاج
طالعتها الأخصائيه و هي تكتم ضحكه...و ترسم الجديه على وجهها...
الأخصائيه= رجوى خلينا نتكلم جد..قولي اسمك الكامل عشان اطلب ملفك
رجوى= خلاص إذا تبين معلومات شخصيه عني اسأليني و أنا أقولك والله ما أكذب..لا تتعبين نفسك و تخلينهم يحوسون بهالملفات
طالعتها الإخصائيه بعتب..و سألتها بعض المعلومات عنها...و عن أهلها...
الأخصائيه= اللحين..ندخل في الموضوع....ماراح اتكلم عن موضوع السرقات لأني أتأمل إن هالشي خلاص انتهى و ماراح ترجعين له مره ثانيه...بأكلمك عن الموضوع اللي مضايق المدرسات منك....نومك في الحصص
رجوى= ...........
الأخصائيه= أنتي ليه مو مهتمه بدراستك؟ شوفي كل بنات ثالث كيف حريصين على كل درس على كل درجه و أنتي درجاتك متدنيه و اللحين تنامين بالحصص!
رجوى كانت تسمعها و هي ماله...لكن فجأه خطر على بالها شي...خلاها تضحك بينها و بين نفسها...
رجوى بإنكسار مصطنع= أنا عندي ظروف صعبه في البيت..أبوي مسافر و أنا اللي اهتم بإخواني..كل شي على راسي....كيف تبيني اهتم بدراستي..حتى لو حاولت ادرس و اهتم الكل يضحك علي و يقول بنات الفقر مو وجه دراسه
الأخصائيه بعطف= مين اللي قال لك هالكلام؟
رجوى بحزن= شذى و نور...و معهم حق إذا شفت الحاله اللي أنا فيها احس إني وين و الدراسه وين..شكلي بأتركها ارتاح و اريحكم
حاولت تمسك ضحكتها...و هي تسمع الأخصائيه كيف ترفع من معنوياتها...و تشجعها...و تتوعد في البنات اللي احبطوها...
رجوى بتأثر مصطنع= مشكوره..ما تدرين وش كثر كنت محتاجه أحد يوقف معي و يشجعني..عمري ما سمعت مثل هالكلام..و إن شاء الله أحاول انسى مشاكل البيت و أركز على دراستي و مستقبلي
الأخصائيه بحماس= ايه هذا الكلام اللي أبي اسمعه..و إذا أي بنت قالت لك شي تجين هنا تقولين لي و أنا بأتفاهم معها
تركتها رجوى و طلعت...و أول ما سكرت الباب...ضحكت لحالها...(يا حليلها صدقت! مادري أنا الذكيه أو الناس أغبياء؟)
نزلت تحت تتمشى...دام معها عذر إنها برا الفصل...و شافت هدى في مطبخ التدبير...و مدرستهم مو موجوده...وقفت عند الباب...
رجوى= امممم الريحه جابتني من فصلي
هدى تلتفت عليها..و تركض للباب= رجـــه! تعالي شوفي الفطاير اللي سويتها رووعه
رجوى تدخل معها= و أنا بأشوف بس أنا بآكل بعد
دخلت معها...و راحت عند الصحن اللي جالسه تزينه...
هدى= وش رأيك؟ ست بيت صح؟
رجوى تآخذ وحده و تأكلها= يمممم لا لا بكره بنخطبلك خلاص صرتي مره
هدى تضحك= والله لو عندك عريس كان لطشتيه أنتي
رجوى= لا حسرتي طلع ما يبيني
تجمعوا عليها صديقات هدى...
وحده منهم= والله رجوى! أنتي تحبين أحد؟
رجوى بهيام و هي تأكل= ايه ما سمعتي الشاعر البيطري اللي يقول.. الحب قطع قلوب البعارين**حتى الحمير السود يلعن جدفها
هدى= والله ما عندك رومانسيه! هذا شعر؟...المهم قولي مين؟
رجوى تآكل= جارنا..و عاد تعرفون حب ولد الجيران له ماضي عريق في الأدب العربي
البنات تحمسوا= كملي؟
وحده منهم= يدري؟
رجوى= لا...ما أدري...يمكن
هدى= ليه حبيتيه؟
رجوى= امم إذا شفته احس الدنيا بخير
هدى بحلم= ياااي طيب؟ حلو؟
رجوى= والله مو باين..اتوقع بشبابه كان حلو..بس اللحين يبي لك مكبر تطلعين شكل عيونه
هدى ما فهمت= بشبابه؟ ليه هو كم عمره اللحين؟؟
رجوى= مادري..حوالي سبعين
شهقوا البنات و هي ضحكت على الخيبه اللي اعتلت وجيههم...
هدى تصرخ= رجووووى!! أكلتي الفطاير!
طالعت الصحن اللي مع رجوى...و اللي ما بقى فيه غير ست حبات...
رجوى تضحك= معليش قولوا لها احترقن..والله طاري أبوسعد يفتح النفس زين ما أكلتكم
هدى= مالت عليك و عليه..شايب عاد؟!....يله اطلعي قبل تجي الأستاذه تذبحنا
رجوى تطالع= واللي هناك وش طابخين؟
هدى تدفها= اقولك اطلعي ما يكفي فطايري طارت
طلعت رجوى...و هي رجعت للبنات...
هدى= بنقولها غلفنا نصهن و أعطيناه المستخدمات...و بقينا هاذي بس عشان تقيمنا
البنات= صح
وحده منهم= يا حليلها رجوى دائما اشوفها من بعيد..بس ما عمري كلمتها.شكلها طيبه
هدى= ما تقدرين تفهمينها مره تقولين طيبه و على نياتها لدرجة الغباء..و أحيانا تحسين فيها لعانة الدنيا....بس مع هذا أحبها

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

ما صدقت رحيل نفسها و هي واقفه بحوش بيت جدتها...و تطالع شنطها القليله اللي معها...ما كان عندها شي كثير تآخذه...لكن هالشنطتين كانوا إختصار لكل حياتها...و دامها جابتهم هنا...يعني خلاص بترتاح من عمانها للأبد...
تأملت بيت جدتها...بيتهم...بيتها من اليوم...و هي تتخيل كيف حياتها بتكون فيه...
دخلت الصاله و شافت جدتها...اللي ابتسمت بفرح أول ما شافتها...راحت و ضمتها بقوه...و جلست جنبها...
أم ساره= خير يا بنتي؟ اليوم وجهك غير عن كل يوم؟
رحيل بفرح= خلاص يمه بأعيش معك هنا
أم ساره بإستغراب= وافق عمك؟
قطع كلامهم التليفون اللي بدأ يدق...
راحت أم ساره ترد...و من كلامها...عرفت رحيل إنه عمها...و أكيد يقول لها عن جلستها هنا...و يعيد قائمة التوصيات اللي مالها داعي...
ما كانت حابه تسمع وش يقول...عشان كذا راحت تدخل شنطها...لين يخلص...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

جلست أم فايز على الكرسي ساكته...تنتظر حياة تهدأ شوي عشان تقدر تكلمها...لكن بعد ما هدت حياة تكلمت من نفسها...
حياة بقهر= أنا مو مجنونه!
أم فايز بإعتذار= والله يا بنتي أدري..بس الدكتوره قالت إن هالشي لمصلحتك..و أنا مابي أرد عنك أي شي ينفعك..قلت اخليه يشوفك و أنتي بنفسك تقررين تتكلمين أو لا..بس والله ما عرفت إنه دكتور..على بالي دكتوره
حياة بعد صمت= عمتي ممكن أطلب منك طلب
أم فايز= اطلبي كم حياة عندنا؟
حياة= أبي اطلع اللحين..و قولي لعمي يوديني لبيت جدتي على طول..أبي ارتاح هناك
أم فايز= خلاص ادق عليه و أطلبه...بس ما أخذتي لك ملابس
حياة= هناك عندي

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت رجوى مع تهاني و سلمى في دورة المياه...هم جالسين يرتبون شعرهم عند المرايا...و هي تروح و تجي عندهم و تغني...و ترقص بيدينها...
رجوى= سلام يا من يسمع الكسرات..يا أهل الهواء بأشتكي حالي..أنا عيشتي كلها آهات..و أبوسعد مايدري بحالي..جتني وساوس و جتني هموم..جتني في الراس جنيه...
سلمى= اعوذبالله منك ترانا في دورة المياه!
رجوى تضحك= خليني اطلعلكم جني طالب نشوف شكله..اشطر حنا أو هم
سلمى بخوف= رجــه اسكتي! تدرين إني أخاف من سيرتهم
رجوى= يا خبله أنا اقوي قلبك أو ترانا بنطردك من الشله
سلمى= أنا...
انقطع كلامها...و هم يشوفون شذى و نور يدخلون...
شذى= أقدر افهم أنتي وش تبين مني؟ و ليه متبليه علي؟
رجوى ببرائه= أنا؟!
شذى= لا عمتي
رجوى ببرود= خلاص أجل روحي حاسبي عمتك وش دخلني بهوشة الأقارب أنا..صدق تجيك التهايم و أنت نايم
شذى= لا تستهبلين..أنتي تدرين عن ايش اتكلم
رجوى بإستهبال= إذا كان قصدك عن اللي قلته للأخصائيه..لا والله مادري
شذى= روحي قولي لها إنك تكذبين
رجوى تضحك= لا والله ضحكتيني! ليه تعبت نفسي و كذبت لو كنت بأكشف الكذبه
نور= و ما لقيتي إلا حنا تتبلينا؟ وش سوينا لك؟
رجوى= والله إني طيبه بس مادري ليه إذا شفتكم أنتم بالذات تطلع فيني نزعه شريره..شكل وحده منكم بتصير ضرتي مستقبلا...والإحساس سبق شوي
طالعتها نور و شذى بإستحقار كالمعتاد...
رجوى بتهديد= شوفوا يا عيون أمكم..لو تبون ما تتورطون بمشاكل معي..النظره هاذي غيروها..و لا أشوفها بعيونكم بعد هاليوم
شذى بإستحقار= و اللي مثلك كيف تبيننا نشوفها إن شاء الله؟
رجوى بفخر= أبي تحسين و أنتي تطالعيني كأنك تشوفين شي عظيم..شي مميز..و شوي و إلا تحسدين عيونك على شوفتي
شذى بقرف قبل تروح= تشوفين يا رجوى
رجوى تصرخ عشان تسمعها= أكيد بأشوف أجل بأنعمي
سلمى= وش بينكم؟
رجوى تروح= انتظري أكمل المسلسل..و اتغدى فيها قبل ما تتعشى فيني..و أقول لكم
و راحت تركض للأخصائيه...و طقت بابها...و دخلت...
الأخصائيه= نعم رجوى وش تبين؟
رجوى= استاذه ليه تقولين لشذى و نور إني قلت لك؟
الأخصائيه= أنا ما هاوشتهم أنا بس لفت نظرهم إنهم ما يكررون هالشي....ليه؟
رجوى= قبل شوي شفتهم..و يقولون إنهم كذبوا اللي قالوه..و قالوا إنهم لو يسببون أي مشكله و يقولون للإداره إنها أنا ماراح أحد يشك فيهم..لأني أنا اللي سمعتي سيئه في المدرسه و بيصدقون علي كل شي
الأخصائيه بقهر= خلاص يا رجوى روحي و أنا اتصرف..ولو صارت لك أي مشكله في الإداره تعالي علميني
رجوى= مشكوره استاذه ما تقصرين
طلعت و هي تضحك...(على مين تلعبينها يا بنت الزوات..تبين تغلبيني أنا هه)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت حياة مع عمها...و مرة عمها في السياره...سندت راسها بتعب على الشباك...و غمضت عيونها و هي تسمع صوت عمها يتكلم في جواله...يضحك و يمزح مع اللي يكلمه...بطريقه عمرها ما شافته يكلم فيها بناته...بناته...اللي هم أحق بهالمعامله من غيرهم...
طرى على بالها الدكتور اللي شافته الصبح...(والله الثقه بالنفس! جاي بكل غرور-تقلد صوته الرسمي-أنا دكتور نفسي خلينا نتكلم عن حالتك...و أنت وش دخلك أصلا؟ مصدق نفسه دكتور..لو كان فيه خير يروح يعالج بني جنسه..يمكن يقدر يزرع فيهم ضمير و قلب..مع إني أشك في هالشي)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

في الحصه الخامسه...كانت مدرسة الجغرافيا تشرح و الكل مركز معها...و رجوى و سلمى يسولفون على بعض...وهم يكتبون على ظهر الكتاب...
سلمى= ما دق أبوك؟
رجوى= لا
سلمى= وش ناويه تسوين؟
رجوى= و لا شي..بأعيش حياتي
سلمى= غريبه ما سمعنا طاري سرقه كالعاده
رجوى= والله إنك شيطان رجيم اللحين توزيني على الشر عيني عينك
سلمى= لا بس أخاف لا شفتك طيبه احس تخططين لمصيبه
رجوى= ايه بأسرق رواتب المعلمات
شهقت سلمى بخوف...و التفتت عليها المدرسه...
المدرسه= خير يا سلمى؟
سلمى بإرتباك= لاااا بس كأني شفت شي أسود يمر عند باب الفصل
رجوى بهمس= والله الكذب الجاهز!
التفتت المدرسه و البنات يطالعون الباب...
رجوى= ماراح تشوفونه..بس سلمى اللي تشوفه..قايله لها الله يهديها تروح لمطوع يقرأ عليها
سلمى بخوف= رجوى وجــع
المدرسه بعصبيه= خلاص أنتي و ياها..نرجع للدرس
و رجعوا يكتبون لبعض...
رجوى= شوفي كل شوي تلتفت للباب شكلها خايفه
سلمى= أنا اللي كاذبه و خفت صدق
انتهت الحصه...و طلعت المدرسه...و التفتت لهم تهاني...
تهاني= وش فيكم؟
رجوى= ما فينا إلا الخير..بس تعرفين سلمى لابسها عفريت و يحب يستعرض أحيانا
سلمى بعصبيه= اوووف رجه انطمي
رجوى= أنتي اللي فتحتي السالفه..يله امسحي كتابك عشان سواليف المره الجايه

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخلت حياة لبيت جدتها...و قبل تدخل لهم...راحت عند النخل و فتحت جوالها...دقت على أماني...بس كان مقفل...و دقت على هديل...
هديل= ألف حمدالله على السلامه..خوفتينا عليك..حياة وش صار لك؟
حياة تطنشها= أنا بخير...بس كنت باسألك عن أماني..ادق عليها مقفله جوالها
هديل تتنهد= أمس بعد ما نقلوك للمستشفى انهارت و صارت تصيح و ما قدرنا نسكتها..و طلعت حتى هي من الكليه..اليوم دقيت على بيتها و ردت أختها و يوم سألت عنها هزأتني و سبتني تقول أنتم اللي خربتوها و ما تربيتم و مادري ايش؟ و هددتني ما اتصل فيها مره ثانيه.....اتوقع إنهم عرفوا..كيف مادري؟
حياة بحزن= أكيد هي اعترفت..تعرفين أماني إذا خافت ما تعرف تكذب و تخر كل السالفه
هديل= يمكن...بس تصدقين كذا أحسن..يعني عذاب أهلها و لا اللي ناوي يسويه فيها
حياة= .................
هديل= وش فيك ساكته؟
حياة= مو حاسه بالذنب؟
هديل= أنا! ليه؟
حياة= كيف ليه؟ أنتي اللي عرفتيها عليه
هديل= كانت تقدر تقول لا لو ماتبي أنا ما غصبتها..بعدين ياما قلتي لها لا تصدقه و تتعلق فيه بغباء و هي اللي ما صدقت...حتى أنا قلت لها اعرفها على غيره عشان تشوف إن كل كلامهم مثل بعض هي اللي ما صدقتنا و أعجبها الموضوع و تعمقت معه
حياة بقهر= مع السلامه هديل
هديل= ليه؟ ما أعجبك كلامي؟
حياة= لا
هديل= براحتك..بس هذا مو جديد عليك أي مشكله تصير لأي مره في الدنيا مع رجل..الظاهر بتحطين نفسك مسئوله عنها ولازم تدافعين عنها...بس أقولك ترى مثل ما فيه رجال انذال فيه حريم ألعن و أنذل
حياة= أقول بلا فلسفه...و إذا عرفتي شي عن أماني قولي لي
سكرت منها...و هي تتخيل حالة أماني اللحين كيف...وش بيسوون فيها أهلها...و ولد عمها وش بيكون موقفه...و الأهم من كل هذا هو...الحقير...وش بيسوون فيه...لازم أحد يوقفه عند حده...
دخلت للصاله...و شافت رحيل و جدتها يفطرون...
حياة= صباح الخير
رحيل بإستغراب= حياااة!
سلمت عليهم و جلست معهم...
أم ساره= غريبه جايه من الصبح! ما رحتي لكليتك؟
حياة= لا
رحيل= وش فيه شكلك كذا؟ شاحبه و عيونك ذبلانه
حياة= ما نمت زين أمس..و للحين ما أفطرت
أم ساره= أجل يله افطري معنا يمه
حياة= بس أروح أبدل و أجي
رحيل= و أنا بأروح أصب لك عصير..عارفه إنك ما تحبين الشاهي
راحت حياة تبدل ملابسها...ببجامه كحليه بينت شحوب وجهها أكثر...رفعت شعرها ذيل حصان...كانت بتطلع و شافت رحيل...
حياة= وش هالشنط؟
رحيل بإبتسامه= شنطي
حياة= بتجلسين هنا كثير
رحيل تتنهد= للأبــد
حياة بفرح= والله؟!
رحيل= و أخيرا
حياة= الحمدلله عشان ترتاحين..و عشان نتطمن على أمي..بس كيف اقتنع عمك؟
قالت لها رحيل عن اللي سوته...و بعدها طلعت معها...و جلسوا يفطرون مع جدتهم...و حياة ما قالت لهم عن تعبها...عشان ما تخاف جدتها عليها...و أكثر من كذا...ما كانت تبيهم يدرون بلحظة الضعف اللي مرت فيها...
جدتها ربتها على القوه...و هي لازم تكون قد هالشي...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

رجعت مها من كليتها...و شافت بدور تنتظرها في الصاله...
بدور= ماراح تصدقين
مها= بسم الله وش فيك؟
بدور= رحيل راحت عند جدتها
مها ببرود= وش الجديد؟ هي كل أربعاء تروح لجدتها
بدور= الجديد إنها راحت للأبد..أخذت كل أغراضها
مها بصدمه= تكذبيــــن!!
بدور= والله العظيم
مها تجلس جنبها= كيف راحت؟ كيف اقتنع أبوي؟
بدور= أمي اقنعته بعد كلامنا أمس..و تشاور مع عماتي و اتفقوا يخلونها تعيش هناك
مها براحه= و أخيرا مابغوا!
بدور= تدرين مين اقنعهم يخلونها تروح بعد ما كانوا مترددين؟
مها= مين؟
بدور= سعود
مها تفاجأت= سعوووود!!
بدور= ايه..حتى أنا استغربت
مها= أهم شي افتكينا منها
بدور= مو أكيد..تعرفين جدتها كبيره بالسن و يمكن ما تعيش لها كثير و تلقينها ترجع لك في هالبيت مثل أول و أسوأ
طالعتها مها بإحباط...تركتها و راحت بدون لا ترد عليها...
طلعت فوق...و راحت لغرفة رحيل اللي على غير العاده...بابها مفتوح...
وقفت عند الباب تطالعها...و كأنها تبي تتأكد إنه خلاص ما عاد لها أي وجود بهالبيت...تنفست براحه...(أكيد مو مهتم فيها..و إلا كان ما أرسلها لبعيد......بس بدور معها حق..مو بعيد ترجع لنا..يا رب لذاك الوقت يكون سعود خطبني و طلعت من هالبيت قبل ترجع)
رجعت مره ثانيه تطالع غرفتها اللي ما بقى لها فيها أي أثر...و هي تتذكر بقهر ملامحها الخرافيه...(لو كانت حاولت تجذب سعود..ما كانت بتتعب أبدا..يكفي يشوفها والله لا يحبها...إن كان أنا على كثر ما أكرهها احس لو ابتسمت بوجهي مره كان حبيتها)
طلعت من الغرفه و هي للحين تفكر فيها...و تفكر بسبب هالحقد و الكره اللي فيها...و تتسآئل...كيف ممكن تعيش حياتها بهالنظره السوداء...و إن كان روحتها عند جدتها بتغير شي في مشاعرها...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

دخلت وفاء غرفة حياة بعد ما رجعت من الكليه...و راحت تغير الماء للسمكات...و تحط لهم أكل...و هي تفكر بحياة و اللي صار لها...(هالمره عدت على خير..يا خوفي من اللي ممكن يصير فيك يا حياة)
طلعت جوالها...من جيب تنورتها و دقت عليها...
حياة= مرحبا
وفاء= حمدالله على السلامه يا قلبي
حياة= الله يسلمك
وفاء= وش أخبارك اللحين؟
حياة= الحمدلله بخير
وفاء= بترجعين الجمعه؟
حياة= ايه أبوك ما رضى اجلس
وفاء= لا تخافين تعالي و أنا بأدلعك و اهتم فيك
حياة تضحك= بأعتبره وعد..مو ترجعين في كلامك
ضحكت وفاء مع ضحكة حياة و هي تحس براحه...اللي يطمنها عليها...إنها مهما تمر بمشاكل...واثقه بقوتها و تحملها....بس إلى متى بتسعفها هالقوه...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

رجع سعود من دوامه للبيت...و شاف وداد و رنيم في الصاله...
سعود= السلام عليكم
وداد+رنيم= و عليكم السلام و الرحمه
سعود يجلس= وين أمي و أبوي؟
وداد= مقيلين..وش عندك تأخرت ما تغديت معنا؟
سعود= عندنا إجتماع في الشركه
رنيم= تدري إن رحيل خلاص سكنت عند جدتها؟
سعود= ايه
وداد= أمي تقول إنك أنت اللي اقنعت خالي بهالشي؟
سعود= ايه
رنيم= ليه؟
سعود= البنت مو مرتاحه في بيت عمي..و كل هالسنين تحس إنها غريبه عنهم و متعلقه في جدتها بشكل كبير..حتى جدتها جالسه لحالها و محتاجه اللي يهتم فيها..يعني من الأساس كان المفروض يعيشون مع بعض
وداد بعد تفكير= صح
رنيم= تتوقعون خلاص ماراح نشوفها أبدا؟ أو عمي بيعزمها أحيانا؟ أو نروح لها حنا
وداد= مادري؟ ما أتوقع إنها تبي نزورها..بس أكيد أمي و خالتي بيشوفونها حتى لو ما كانت تبي..و إن قالوا إنها تغيرت ذاك الوقت نزورها
سعود= إذا خلصتوا تحليل روحوا جهزوا غداي
راحوا عنه...وهو رجعت أفكاره لرحيل...(صح..من اليوم ماراح نسمع عنها أي شي.....كذا أحسن لها...و أحسن لي..أخاف اتعلق فيها و أنا مو حمل هالشي..أنا أبي وحده استقر معها و اعيش حياة هاديه مو وحده بتجيب لي عوار الراس و المشاكل و اصير بين نارين هي و أهلي.....هذا لو وافقت علي من الأساس)

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد العصر...كانت حياة و رحيل في غرفتهم...و جدتهم رايحه تزور وحده من جاراتهم...
حياة= متى راحت أم حامد؟
رحيل= أمي تقول أمس
حياة= رحيل..لازم لك غرفه دامك بتعيشين هنا..رتبي الغرفه ذيك و ارمي كل اللي فيها و خليها لك
رحيل= ما يحتاج..أنا ما عندي أغراض كثيره..و بعدين أنا أحب غرفتنا هاذي و ماراح أغير فيها شي
سكتت حياة و هي تتمنى لو رحيل توافق...و تخلصها من ذيك الغرفه بكل الذكريات اللي فيها...
تتمنى ترمي كل اللي فيها...بس تعرف إنه ماراح تجيها الشجاعه تسوي هالشي...و تبي غيرها يسويه...
تبي تجي في يوم و لا تشوف لهم أي أثر...لا بحياتها...و لا بنفسها...
سمعوا التليفون يدق...و قامت حياة ترد...
حياة= مرحبا
رجوى= لاااا ذبت..كنت فوق الكرسي صرت تحته
حياة تضحك= أنتي؟!
رجوى= ايه وش فيها أنا! يا عمري يا أنا..ليت كل الناس أنا
حياة= لا حرام عليك تدعين على البشريه
رجوى بفخر= يحصلهم مخيخي
حياة تتذكر= صح ليه داقه؟ ليه مو في الطريق اللحين؟
رجوى= اشتكى علي الشارع من كثر ما أمشي فيه..قال ترى بيتبناني ما أحد مشور فيه كثر ما مشورت
حياة= لا صدق
رجوى= الصدق يا حيحو إني ماراح أجي هالأسبوع و يله استحملوا بعض ما عندكم أنا
حياة بقهر= ليـــه؟!
رجوى= أبوي كعادته إذا صارت مصيبه اختفى و ما أقدر اترك القرود لحالهم في البيت..لازم أنا أرعى مناصبي
حياة بسخريه= أي مناصب إن شاءالله؟
رجوى= الراعي الرسمي للشحده..و المتحكمه بالصادر و الوارد من عشاوات الجيران اللي تجينا..و رئيسة الأمن و الأمان في عشنا و...
حياة تقاطعها= خلاص..خلاص قولي محتاجه شي؟
رجوى= الجيران ما قصروا اللي عطى من خاطره و اللي بنخليه يعطي غصب
حياة تضحك= تدرين رحيل خلاص بتسكن عند أمي
رجوى بفرح= والله! زين إن شاء الله تنفتح شوي بدل ما هي مثل التلفزيون المسكر
حياة= يكفي أنتي منفتحه على العالم كله
رجوى بتفاخر= وش نسوي نواكب العولمه..أقول شكلي زودتها أم جيراننا بدت تنافخ دخلت أكلم و حبست عيالها في المجلس شكلهم يدقون عليها يبوني اطلع
حياة= احسن خليهم بحبستهم لين يختنقون
رجوى بتريقه= ايه دامهم رجال أكيد بتطلعين أنيابك..آسفه ماراح أوقف معك و بأحافظ على النصف الثاني للمجتمع و اخليهم يطلعون
سكرت حياة منها...(يا وسع بالك يا رجوى! مادري لو فيه شي بهالدنيا ممكن يضايقك)
جت عندها رحيل...
رحيل= مين تكلمين؟
حياة= رجيو..ماراح تجي
رحيل بقهر= ليه؟
حياة= أبوها انطرد من الشغل و اختفى..و ما تقدر تترك أهلها لحالها
سكتت رحيل...و بانت للحظه بعيونها نظرة حزن عميقه...قبل ترجع النظره القاسيه لها...
حياة= رحيل وش فيك؟
رحيل= لا و لا شي..بس خساره رجوى ماراح تجي

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

رجعت رجوى و بسمه و حنين من البقاله...و دخلوا البيت...
بسمه بتحذير= رجوى ترى اللي بالفرواله لي لا تاخذه قميره
رجوى تضحك= لا آخذه أنا بس
بسمه بإعتراض= لااااا حقي أنا اللي اخترته
دخلوا الصاله...و شافوا البنات عند التلفزيون...
قمر= واااو آيس كريم!!
رجوى= شفتوا كيف أنا طيبه و أحبكم..جالسه أغريكم لأني بأسوي انتخابات بيني و بين أبوي و بآخذ منه حق الأبوه...احس إني استاهله أكثر منه
فيصل مصدق= و نسميك يبه رجوى
رجوى تضحك= اللــــــه حلوووه...و ربي لا يقه علي..و على مجهوداتي اللي أفنيتها في هالبيت..لا و من الزين بعد كل هذا حتى أبوي يسمونه أبومشعل و أنا الكبيره! من زين نفع الاثنين
شهد تتابع مسلسل= أقول يبه ترى ازعجتنا وش رأيك تخلينا نتابع بروااق
رجوى طنشتها و صرررخت= صـــــح نسيت اقولكم أم رائد عندها عشاء اليوم
أم مشعل= ايه بس ما عزمتنا
رجوى= و مين قال بنستنى عزيمتها؟
أم مشعل= تبيننا نروح؟
رجوى= أكيد بنروح
شهد تلتفت= لو تبنيا عزمتنا
رجوى= و حنا بعد ما نبيها..حنا رايحيين نتعشى..و نسولف مع باقي الجيران..(تكمل بإستهبال) وإلا يعني عشانه بيتها تعزم اللي تبي و تطنش اللي تبي
قمر تضحك= عاد تخيلي شكلها و حنا داخلين!
رجوى= هههه ما يحتاج تتخيلين بعد شوي بتشوفين..(تلتفت على فيصل و بدر) بس اسمعوني أنتم لا تصفقون عيالهم إلا بعد العشاء..يعني الواحد يستحي على دمه شوي
قمر= هههه لا ما تقصرين تستحين والله
رجوى= المهم..آنسه أناقه البسي بدري مو تأخريننا على الناس
شهد مطنشه= ما أعتقد فيه أحد ينتظرنا عشان نتأخر عليه
رجوى= ولو بس إذا كانوا بينصدمون خليهم ينصدمون بدرري
حنين بلهفه= فيه لحمه؟
رجوى= ايه فيه لحم كثيييير
شهد= حشى هالبنت قطو!
رجوى= هي افهم منك..ما سمعتي المثل اللي يقول تعشيت قال ايه..عرمشت قال لا ..قال أجل ما تعشيت

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

خلصت من العشاء...و راحت للمطبخ...صبت لها كاس ماء و حطته على الطاوله...طلعت من جيب بنطلونها...الحبوب اللي وصفتها لها الدكتوره...و أخذت لها حبه...
رحيل بإستغراب= حياة! وش هالحبوب؟؟ أنتي تعبانه؟
فزت حياة و التفتت تطالعها بصدمه...ما حست فيها و هي تدخل...
حياة= اوشش لا تسمعك أمي
رحيل تقرب منها..و بهمس= ليه هالحبوب؟ وش فيك؟
حياة= شوية تعب
رحيل بعصبيه= حياة لا تلعبين علي و قولي وش فيك؟ أنا من يوم شفت شكلك الصبح و أنا شاكه
حياة تتنهد بضيق= إنهيار عصبي
رحيل تشهق= وشووو؟!
حياة= لا تخافين أنا اللحين احسن(ترفع لها الحبوب)و هاذي حبوب مهدئه
رحيل بضيق= حياة!..وش سبب هالإنهيار؟
حياة= انسي هالسالفه مابي اتكلم فيها أو بأتعب زياده
رحيل= خلاص..بس تكفين أوعديني تهتمين بنفسك
حياة تبتسم= لا تخافين علي..(و بفخر) حنا تربية نوره......اممم و أنتي بعد اوعديني
رحيل تطالعها بإستغراب= أوعدك بإيش؟
حياة تمسك يدينها= تنسين حياتك في بيت عمك و كل ضيقتك..و تبدين من جديد..رحيل عيشي عمرك..ما أحد يحق له يحرمك منه
رحيل تبتسم بحزن= لا تخافين بأحاول

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت أم رائد عازمه الجيران...بس هي كانت من الناس اللي ما يحبون أم مشعل و بناتها لأنهم مو من مستواها...عشان كذا طنشتهم...
لكن صدمتها كانت كبيره و هي تشوفهم يدخلون...و الكل يسلم عليهم...على بالهم إنهم معزومين...
سلموا بكل جرأه و جلسوا يسولفون مع الموجودين...و هي تطالعهم بحقد...و إستحقار...
أم ياسر بقرف= ليه عازمتهم؟
أم رائد= و مين قال لك إني عازمتهم..هم كذا راميين وجيههم
أم ياسر= حمدالله و الشكر..صدق شحادين..اطرديهم
أم رائد= تبيني اطردهم قدام أم علي..لا ما أقدر..المره لها احترام و تقدير عندي و أدري بيضايقها طردهم
جلست رجوى عند أم علي...
أم علي= وش أخباركم يا بنتي؟
رجوى= بخير يا وجه الخير...و حنا نحتاج شي و أنتي موجوده؟
أم علي= الله يغنيكم من فضله
رجوى= آمين
أم علي= روحي يا أمي سولفي مع البنات
رجوى= أي بنات؟ الجلسه معك تسواهم
أم علي= الله يسلمك..بس أنا أبيك تنبسطين مع خواتك
رجوى= عشانك بس
قامت و راحت عند البنات...اللي كانوا بعضهم يحبونها...و بعضهم يعاملها بتعالي...
جلست و صات تسولف و تضحكم مع البنات اللي يكلمونها...و هالشي خلى بنت أم رائد تحس بالقهر...و حبت تفشلها...
هنادي= أقول رجوى أمي كانت جامعه ملابس بتوديها الجمعيه الخيريه نتبرع فيها..بس أنا تذكرتكم و قلت الأقربون أولى بالمعروف..وش رأيك تبينها؟ ترى ما انلبست إلا مره..بس تعرفين ما نحب نلبس الشي مرتين
رجوى فهمت قصدها= خلاص بكره ارسلك العيال ياخذونها..ما تقصرون..(ترفع يدينها و تدعي من قلب) الله يعطيك على قد نيتك..و يجازيك بمثلها..قولوا آمين يا بنات
البنات= آميــن
طالعتها رجوى بمكر...و هي تشوف الخوف بعيونها من هالدعوه...لأنها أكيد عارفه نيتها السوداء من ورى اللي قالته...
رجوى=


••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

••---يــوم الجمـعــه---••

صحت رحيل...و هي تحس براحه و نشاط غير عن كل جمعه...(لا هالجمعه غير..بتكون مثل أي يوم..بأعيشه هنا..حياتي بتكون هنا..بعيد عنهم)
نزلت من سريرها...و راحت تغسل و جهها...و تصحي حياة...
رحيل= حياااة يله قومي
حياة تفتح عيونها= ما شبعت نوم
رحيل= مالي دخل..قومي نفطر مع جدتي..عشان تجلسين معنا قبل تروحين
حياة تجلس و تتمطط= كم الساعه؟
رحيل تبتسم= الساعه سته و نص
حياة بإعتراض= حرام عليك رحيل! والله لو بأروح للكليه
رحيل= يله قومي و نامي الليله بدري..خلي عنك السهر لا تتعبين..مو كافي اللي صار لك
حياة= تلقينك مصحيتني عشان افطرك
رحيل= صح
حياة تنزل من سريرها= مادري وش فايدتك بتجلسين عند جدتي و أنتي ما تعرفين حتى تسوين القهوه
سكتت حياة...و هي تسب نفسها على اللي قالته...و حاولت تصلحه...
حياة= الأسبوع الجاي لا جينا أنتي اللي بتسوين لنا العشاء..يعني تعلمي هالأسبوع
رحيل تبتسم= و لا يهمك اتعلم كل شي عشانكم

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

بعد المغرب...طلعت رجوى متروشه...و شافت قمر و شهد في الصاله...
التفتوا عليها...و شافوها لابسه بنطلون جنز و تي شيرت من لبس مشعل...
رجوى= ليه ما غسلتوا ملابسي..مالقيت شي البسه
قمر= الله و اللبس اللي عندك كلها ثلاث لبسات
رجوى= نعمه..لا تتحججين و قومي غسلي الملابس
قمر= لاااا رجوى اقول لأمي تغسلهن
رجوى= أمك صارت اخطبوط من كثر ما تشتغل في كل شي بهالبيت..روحي أنتي.......وش هالصوت؟
شهد تسمع= بسمه تصيح
لحظات و دخلت عندهم بسمه جايه من الشارع...و ركضت لرجوى...
بسمه تصيح= رجوووى..شوفي..ياسر...ضربني و شد شعري
رجوى بقهر= النجس الطفس..عساها يده للبرص و الحساسيه و الشلل
بسمه تمسح دموعها= و يتريق علينا و يقول أبوك مايبيكم و بس تشحدون من الجيران أكل
رجوى توقف..و تروح عند الدرج تنادي فيصل و بدر اللي كانوا يلعبون في السطح...
رجوى تصررخ= بــــــدر..فيصـــل تعالواااا.....صمخ كلااااب ليه مااا تردون؟؟
نزلوا يركضون...
بدر= نعم
رجوى= تروح تجيب لي ياسر..تسحبه من شوشته..و ما أعد للخمسين إلا وهو قدامي..يله..و أنت روح معه
نزلوا يركضون...و هي نزلت معهم...
••
••
••
في الصاله...رجعت قمر بحماس...
قمر= شهووده تعالي بسرعه..فيه هوشه بتصير
نزلوا مع الدرج يركضون...و وقفوا عند رجوى و بسمه اللي كانوا واقفين عند باب الشارع...
و بعد عشر دقائق دخل فيصل و بدر اللي ما سكين ياسر...اللي كان تقريبا بعمرهم...
و أول ما شاف رجوى حاول ينفلت منهم...لكنه ما قدر...و مسكته مع ياقة ثوبه...
رجوى= ليه ماد يدك على بسمه؟ وش على بالك؟ ما وراها أهل؟ ما وراها إخوان؟ ما وراها رجوى؟
ياسر بخوف= هي مدت لسانها علي
رجوى تجيبه و توديه= و إذا مدت لسانها عليك؟ خير يا طير؟ نقص فيك عظم يا مال الكسر؟ نقصت فيك شعره يا مال الصلع؟
ياسر بيصيح= خلاص آسف
رجوى بطريقه مسرحيه= هاهاها لو كان الأسف يفعل شيئا..لما وجد القانون إذا؟
قمر تضحك= هههه والله فادتك مسلسلات الأكشن
رجوى تبتسم لها= وش رأيك؟
قمر= والله تنفعين رئيسة مافيا
رجوى= نفكر فيها....نرجع لك يا تيس...وش أسوي فيك؟
ياسر= خلاص والله ما ألمسها مره ثانيه
رجوى= هذا شي غصب عنك بيصير مو بكيفك و لا بخاطرك
ياسر بملل= خلاص وش تبين أسوي بس لا تضربيني..تبين فلوس؟ معي عشرين اخذيها
حاول يطلعها من جيبه و شافت مسباحه...اللي دخله بسرعه وهو يطالعها...
رجوى= وش هذا؟ طلعه
ياسر برجاء= لاااا هاذي هديه من جدي
رجوى= و جدك مات؟
ياسر بإستغراب= لا
رجوى= خلاص بيجيبلك غيره..جيبه
ياسر= وش تبين فيه؟
رجوى= كذا لعااانه
ياسر= لا خوذي العشرين و اتركيه
رجوى= بدر..طلعه من جيبه
طلعه بدر بالغصب...بعد ما تعارك معه...و مده لرجوى...و البنات يتفرجون و يضحكون...
رجوى= قمر أذكر إنك قويه
قمر= أفا عليك..اعجبك أنا
رجوى تمد لها= اقطعيه
ياسر يصرخ= لاااا
حطت قمر كل حيلها فيه...و قطعته...و انتثرت حباته في كل مكان...
رجوى تفك ياسر و تصفق= انتهــــى العـــرض
بسمه تمد لسانها= تستاهل
و طلع ياسر بسرعه وهو يصيح...
رجوى تضحك= والله لو هدية جده فيها خير كان ما نقطعت بسرررعه
قمر= هههه مشكله اللي يدورون الرخص
رجوى= هيا يا أفراد العصابه..انتهت المهمه
طلعوا فوق...و أول ما دخلوا الصاله...سمعوا التليفون يدق...
رجوى تركض= يمكن حيحو..(ترفع السماعه) نعم
أم ياسر= أنتي ما تستحين على وجهك؟ والله.....
رجوى تقاطعها= أقووول لا ينطلق فيك عرق و يبتلشون فيك..ما يسوى تيتمين هالبزران اللي ما لحقتي تربينهم
أم ياسر= إن مديتي يدك عليه مره ثانيه....
رجوى تتثاوب= جت حزة نومنا بكره دقي كملي
و سكرت في وجهها...و هي تضحك...
قمر= أكيد أم ياسر؟
رجوى= ايه..تصايح على ولدها و حنا بس قاطعين مسباحه..أجل لو قاطعين يده وش سوت؟
شهد= الناس تحب عيالها على بالك كل العالم مثلنا؟
بسمه= صح رجوى..ليه حنا أمي و أبوي ما يحبوننا و يدلعوننا
رجوى تطالع شهد= زين كذا قلبتي مواجع الطفله! اسمعي بسومتي ترى البنات المدلعات مملات و حياتهم ما فيها أكشن مثلنا..شوفينا حنا ما شاء الله..الله لا يغير علينا..يوم جوع..و يوم هوشه..و يوم مضروبين..و يوم متهزأين..و يوم ضايعين.....وش تبين احسن من كذا؟ كوكتيل أحداث..فيه أحد مثلنا؟ كل الناس تصبح و تمسي على شي واحد
بسمه تبتسم= صح
رجوى بهمس لقمر= صدقت الخبله

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

طلعت حياة من الغرفه...و هي لابسه عبايتها...لأن عمها دق عليها و قال لها تطلع...سلمت على جدتها و طلعت مع رحيل...
وقفت عند الباب...
رحيل= حياة..الله يخليك انتبهي لنفسك..خليك قويه مثل ما تعودنا عليك..لا تخلين شي يهزك..مابي اشوفك تعبانه كذا
حياة= تطمني يا رحيل..أنا بخير..و مثل ما قلتي أنا قويه..أهم شي أنتي أبي الأسبوع الجاي اشوفك وحده ثانيه شيلي هالتكشيره من وجهك و ارتاحي
رحيل= سوي اللي قلت لك و اسوي اللي تقولين
حياة= خلاص اتفقنا..و بعدين لا دقيت ردي على التليفون و خلي حركات ما أبي اكلمك في التلفون
رحيل= هذاك يوم كنت عندهم..ما اتحمل اسمع صوتكم و أنا بعيده عنكم
حياة تضحك= والله وجهة نظر!
رجع جوالها يدق...و شافت رقم عمها...
حياة تتأفف= خليني اطلع لا يذبحني
طلعت و أول ما ركبت وصلها صوته القوي...
أبوفايز= اللحين مو لي ساعه داق عليك؟ وش أخرك؟
حياة= البس عباتي
أبوفايز= كل هذا لبس عبايه..والله لو تتأخرين غير هالمره ما تشوفين هالبيت
كانت حياة ماسكه أعصابها...و تعد للعشره تهدي نفسها...عسان ما ترد عليه...رد يخليه يرميها من السياره...
••
••
••
وصلوا للبيت...و شافت أم فايز في الصاله...و فايز عندها يشوف التلفزيون...
أول ما شافتها أم فايز فرحت...و ضمتها بقوه...
أم فايز= هلا يمه..وش أخبارك اللحين؟
حياة تبتسم= الحمدلله بخير
أم فايز= تاخذين علاجك؟
حياة= ايه
أم فايز= هدي نفسك يمه..و لا تهتمين لشي ما فيه شي يسوى صحتك
حياة= إن شاء الله
فايز يتدخل= هاذي هي قدامك مثل الحصان..ما يسوى كل هالخوف؟
طالعته حياة بقرف...و لا ردت عليه...لأن عمها كان فيه...
حياة= بأروح لغرفتي
أم فايز بنظرات اعتذار= روحي ارتاحي
تركتهم و طلعت فوق...و أم فايز تلتفت على فايز...
أم فايز= اللحين وش تبي في البنت؟
أبوفايز يتدخل= معه حق..البنت ما يصلح لها الدلع الزايد..و أنتي مدلعه هالبنت أكثر من بناتك لين طال لسانها
تنهدت أم فايز بحزن...و سكتت...(الله يهديكم..مستكثرين على البنت حتى الكلمه الطيبه..الله يعين)
••
••
••
طلعت حياة لغرفتها...و أول ما فتحت الباب شافت وفاء و و لاء...اللي ركضوا لها و ضموها...
وفاء= ألف حمدالله على السلامه يا قلبي
ولاء تضربها= خوفتينا عليك
حياة تضحك= عشان اعرف غلاتي عندكم
وفاء= غاليه ما يحتاج تتأكدين
حياة= وش أخباركم؟
ولاء= تمام
وفاء= و بنات خالتك وش أخبارهم؟
حياة تفصخ عبايتها= الحمدلله..رحيل خلاص بتسكن عند جدتي
وفاء= حلو..عشان توسع صدرها في البيت..مو حلوه جلستها لحالها
ولاء= سوينا لك عشاء خاص..بنتعشى لحالنا في الحديقه
حياة تبتسم= أريح
وفاء= وش أخباك اللحين؟ احسن؟
حياة تبتسم= لا تخافين أنا بخير

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

الساعه التاسعه مساء...جلست رجوى و بحضنها حنين...مع بسمه وقمر على الدرج...مكانهم المعتاد إذا ملوا من بيتهم...و بغوا يسولفون...
قمر= رجوووي قاهرتني وش اسوي فيها؟ حتى فرقت بيني و بين صديقاتي
رجوى= يا ربي عليكم كانكم بقر..و لا وحده طلع فيها خبث مثلي
قمر= شكلك اخذتي كل جينات الشر اللي بأبوي و ما بقيتي لنا شي
رجوى= اسمعي بس أنا اقول لك وش تسوين فيها..باكتب لك ورقه فيها سب لصديقاتك على لسانها و حطيها في درجها..و قولي لصديقاتك انك شفتيها تقراها هي و وحده معها و يضحكون ولو مو مصدقين روحي طلعي الدفتر و خليهم يشوفون
قمر بإحباط= ماراح يكون نفس خطها
رجوى تصرخ= ياااا عنز اسرقي دفترها بكره و أنا اقلده لك
قمر اعجبتها الفكر= حلووو اعتبريه عندك
رجوى= وينها شهد؟
قمر= تتروش قبل ما تبدأ الزحمه على الحمام
رجوى= أنا شكلي بأتروش لا قمت الصبح
قمر= أنا حجزت بعدها
رجوى= الله يآخذك يالنذله..مطلعتني هنا تلعبين لي..بآخذ دورك مو أنا بأساعدك ادفعي الثمن
قمر بإعتراض= رجوووي..أنا لازم ازين شعري و أنتي عادي
رجوى بعناد= اممم خلاص بأروش حنحون
حنين بفرح= ايه
قمر= أنا اروشها و اذا خلصت اتروش أنا..لو دخلتي أنتي معها بتجلسون تلعبون لبكره
رجوى= ياااله هالمره سامحناك
سمعوا صوت أحد يمشي في الحوش...
قمر= مين هذا؟
رجوى= يمكن مشيعل
انصدموا و هم يشوفون أبوهم يدخل عليهم...
رجوى= يبــــه!!
راحوا يسلمون عليه...
رجوى بسخريه= من طول الغيبات جاب الغنايم
أبومشعل بفخر= و أنا جايب غنايم
رجوى= لقيت شغل؟
أبومشعل= ايه و مو أي شغل..شغل في شركه كبيره انظف واحد في حارتنا ما يحلم يشتغل فيها
رجوى= وش عينوك؟ لا يكون نائب المدير!
مسكها مع شعرها يهزها= أنا مو قايل لك تقصين هاللسان يا حمار
رجوى= خلاص خلاص..بس قول وش تشتغل؟
أبومشعل= الفراش الخاص لمدير الشركه بكبره
رجوى= لاااا حلو حلو..بس يبه تعرف تسوي شاي و قهوه أو اعلمك؟
أبومشعل= مو أنا اللي اسويها فيه هندي يسويها..أنا اوديها و بس
رجوى= أبووك يا عيال العز واحد يسوي قهوه و واحد يوصلها...يبه ليه ما تاخذني أصبها
أبومشعل يدفها عن طريقه= انقلعي عن وجهي هناك
تركهم و طلع فوق...و رجوى التفتت على قمر...
رجوى= خلاص راح مفعول الشوق عند أبوك..هههه ما طول لين رجع لحالته
••
••
••
بعد ساعات-نامت رجوى على ظهرها...و هي تسمع صوت شهد الواطي و هي تقول لحنين قصه عشان تنومها...
شهد= و اشتغل أبومشعل في الشركه الكبيره بنشاط و جهد...لين في يوم تعب و لا راح للشغل..و قلق عليه المدير لأنه كان يحبه و يحترمه و راح يتطمن عليه..و هناك شاف شهد البنت الحلوه و هي تهتم بأبوها و أعجب فيها و حبها و قرر يتزوجها و راحوا شهر العسل للبندقيه
رجوى بصوت عالي= ههههه بندقيه و إلا فستقيه..والله قصتك مستهلكه و ممله
شهد بإحراج= بسم الله أنتي ما نمتي؟
قمر= وين ننام و أنتي ازعجتينا بأحلام اليقضه مادري القصه اللي تقولينها
رجوى= تعالي حنحون أنا أقولك روايه أكشن أحلى من رواية شهد
نطت حنين بسرعه من سرير شهد...و راحت تنام عند رجوى...
حنين= يله دولي
رجوى تعلي صوتها عشان تسمع شهد= و كان أبومشعل رجلاٌ غشاشاُ يتسمعو على مديره و يسرقو منه الصفقات و الكفوف هههه
حنين= وثي الثفقات؟
رجوى= هذا واحد معه فلوس كثييير يروح يضرب واحد معه فلوس كثييير و ياخذ هو كل الفلوس
حنين يقالها فهمت= ايه عرفت
رجوى= الله من الكذب..المهم إن أبومشعل كان عندهو فتاتون ذكيتن جدن تدعى رجوى..أخذت منه الصفقات وأرسلتها لشركة أخرى و استلمت منهم كمشة فلوس و هربت خارج البلاد و استمتعت بحياتها حتى النخاع
حنين بإعتراض= و أنا؟
رجوى= وش فيك أنتي؟
حنين=ليه ما رحت معك؟
رجوى= ههه القصه الثانيه أخذك معي..وش رأيك بقصتي قموور؟
قمر= على سخافة قصة شهد إلا إنها أحلى
شهد= ههههه
أخذت رجوى وسادتها وضربت قمر بقوه...و قمر ردت لها الضربه بنفس الوساده...و صاروا يتضاربون و يصرخون لين صحوا بسمه اللي كانت غارقه في النوم...
بسمه تلتفت لشهد= وش فيهم؟
شهد= ما عليك منهم ارجعي نامي
لكن بسمه جتها وساده طايره من رجوى...و بحماس و ما كأنها توها صاحيه من النوم صارت تلعب معهم...و ضربوا شهد بعد...لين صارت الغرفه كلها حرب في الوسايد الطايره...و صراخهم و ضحكهم واصل لآخر البيت...

••-------•?••?•{n}•?••?•--------••

كانت مغمضه عيونها بقوه...تحاول تنام...تبي تنام...لكن شي في خيالها طارد منه النوم...ألم في قلبها...رفضت تريحه و تخفف عنه بدموعها...
ما تبي تصيح...لأنها تخاف تصيح...تخاف من الحزن...تخاف من الضعف...
و لا تدري لو كان للحين فيها...إحساس أو دمع ما جف...
فتحت عيونها و التفتت على سرير حياة و رجوى الفاضيات...تتخيلهم نايمين عندها...تتمنى تحس إن فيه أحد معها...و إنها مو لحالها...
رفضت بكل حواسها...و إحساسها...شعورها إنها يمكن تكون فقدتهم...أو حتى فقدت كرهها و ضيقتها منهم...(لا..لا..أنا ما أبيهم..هم ما يعنون لي أي شي......الضيق اللي بي من أي شي..بس مو منهم)
حست إنها جسد بدون روح...تتمنى لو مره تحس بروحها...
كل شي ما يهمها...كل شي ما يأثر فيها...(أجل ليه هالضيق؟؟)
مو من يوم..و لا من أسبوع...و لا من شهر.....من سنين
كيف بعد هالسنين...تنتوقع روحها المذبوحه تحيا...تنتظرها تحس...
رجع لذاكرتها ذاك اليوم بقوه أكثر...صدى الصوت كان بسمعها أكبر...
صوت قدر يهدم حياتها بكاملها...هذاك الصوت...صوت جدتها أم أبوها...تحس اللحين إنها تسمعه...تسمع كلامها...تحس بكرهها...
كانت تلعب مع سعود و بدور اللي كانوا أكبر منها بخمس سنين...لأن وداد و مها كانوا دائما يهربون منها...و لا يرضون تروح معهم...
تعبت و دخلت لبيت عمها اللي سكنت فيه بعد وفاة أهلها...سمعت صوت جدتها العالي...كانت خايفه منها...خاصه و هي تتذكر قبل ساعه...كيف سلمت عليهم كلهم...و أول ما شافتها انقلبت ملامحها اللي كانت كلها حنيه لملامح كره...و بغض...و قالت لها تبعد عنها...و لا هدت إلا يوم طلعوها عنها...
لكنها وقفت عند الباب تسمع الصوت اللي كارهها...بدون لا يشوفها أحد...تبي تعرف هي مخيفه مثل ما تعتقد...أو طيبه مثل ما يقول سعود عنها...
و سمعت و تمنت لليوم إنها ما سمعت...صوت جدتها اللي يقول...
الجده= حسبي الله عليها من بنت..كيف ذبحت أهلها..هذا كبرها و أحرقت فيهم! يا ويلي عليك يا ولدي..ما كانت تبي هالزواج و أنا اللي أصريت عليك..و غصبتك تأخذها..غصبتك تجيب عيال منها..و هاذي آخرتها بنتك تحرق فيكم...الله ياخذها وجه ابليس...وجه الموت...خلها تروح عند جدتها...خلها تروح لا تذبحكم حتى أنتم
ركضت بسرعه و خوف...و دقات قلبها تسابقها...و خطاويها المتعثره كل مره تخونها و تطيح على الأرض...
طلعت من البيت و صارت تركض في الشارع...مثل الضايعه...نظراتها مفجوعه...و يدينها شاده قبضتهن بكل قوه...حتى شفايفها كانوا تحت ضغط عصبي بأسنانها...
تخبت ورى شجره...و هي ترتجف...و تحاول تتذكر يوم وفاة أهلها...رجع لها ذاك الذعر...و الحزن...و الوجع...
تذكرت فجأه شي عمره ما طرأ عليها...لكن كلام جدتها حرك كل شي داخلها...
ذاك اليوم كانت تلعب عند اسطوانة الغاز...ركبت فوقها...و كانت بتوقف لكنها طاحت...و طيحتها معا...جلست تصيح لأن رجلها تعورت...بس خافت تقول لأمها تهاوشها...
مشت للمدخل و شافت أبوها...اللي ابتسم يوم شافها...و قال...
أبوها= رحيل روحي خلي أمك تغير ثيابك إذا سوت القهوه عمك جاي عندنا
كانت بتدخل...قبل يسمعون إنفجار قوي جاي من الداخل...ركض أبوها لداخل البيت وهو يصرخ عليها و يقول لها تطلع في الشارع...
سوت اللي قاله...و وقفت هناك بخوف...تنتظرهم يطلعون...لكنهم ما طلعوا...
اجتمعوا الناس على الصوت...و بدت تشوف الدخان اللي يطلع من بيتهم...و عيون الناس و همهماتهم المذعوره...
وصل عمها و ركضت له بخوف...لكنه دفها عنه بسرعه...و حاول يدخل البيت...لكن الجيران مسكوه...
تذكرت أصوات الناس...نظراتهم المرعوبه...صوت المطافي...منظر النار و الدخان...ريحة الحريق...
كانت بين يدين مرة عمها و هي تشوف كل هذا...و تسمع صوت مرة عمها تردد...لاحول و لا قوة إلا بالله
نامت...أو أغمى عليها...ما تدري...
لكنها صحت في بيت عمها...و عرفت إنهم ماتوا...ماتوا بعد ساعات عانوها في المستشفى....

رجعت لنفسها و انتفضت في مكانها...و هي تحس بنفسها و اللي مر في خيالها...شي كانت تحاول تدفنه من سنين...و تنساه لكنها طلعت تذكره...تذكره مثل ما كان بالضبط...
حست بشي حار على خدها...رفعت يدها تلمس و جهها...و تطالع يدينها بصدمه...(دموووع! دمووعي!!)
من سنين مالقت شي يطلع هالدموع من عيونها...من سنين ما قدرت تذرف دمعه وحده تريحها...
ركضت و راحت عند المرايا اللي في آخر الغرفه...و هي تشوف دموعها اللي على خدها...
ابتسمت و هي تشوف دموعها ينزلن أكثر...تنفست براحه...و هي تحط يدينها تحت خدها...تحاول تجمع دموعها...(باقي فيني شي ما ذبحوه)
صارت ترجع لها ذكرياتها...بعد ذاك اليوم...
كيف مرة عمها كانت تصرخ عليها لو شافتها في المطبخ...و نظراتها تقول إنها تخاف منها...
كيف عمها عدت عليه أيام يتجنب يكلمها...أو يجلس عندها...و نظرات اللوم و الإتهام بعيونه...
كيف مها و بدور كانوا يشوفون الجمر و يقولون لها...إنهم أمها و أبوها...و هي تصيح و تخاف
لين فقدت أعصابها...و قدرتها على الإحتمال...و راحت لبيت جدتها أيام...قبل ترجع لهم بنت بلا روح...أو إحساس...أو مشاعر...



آنتهى البارت السادس

 
 

 

عرض البوم صور dali2000  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
فوق خضوع الحب للكاتبة أغاني الشتاء
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:00 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية