لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-09, 05:55 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثالث




في وقت متأخر من مساء نفس اليوم ساعدت "شارون" أختها " أيلين" في استحمام صغيرتيها عندما دخلت "نانسي" قاعة الحمام و هي تصيح بانفعال




-التليفون يا "شارون"إنها مكالمة خاصة بك…إنه السيد "كوينتين رامزي".






صاحت" إلين" في دهشة:



-"كوينتين رامزي"…أليس هو ابن أخ العمة"أوجيسنا"الرهبيب؟



كانت العمة "أوجيستا" لا تتردد في وصف شقيقها و ابنه و أحفاده بأفظع الصفات التي تخطر على البال.لقد أخذت أسرة "برادي" فكرة سيئة عن عائلة "رامزي" من الأوصاف و الحكايات التي قصتها العمة "أوجيستا" عنهم.

ارتجفت يد "شارون" و هي تمسك بسماعة التليفون.كانت تعرف أن المتحدث هو والد "سليد"،إذ إنه لابد قد اتصل بوالده.لقد سبق أن حكت لها العانس العجوز حكايات مرعبة عن آل "رامزي" و "شارون" نفسها عانت من "سليد".



حيت الرجل بصوت مرتعش عبر التليفون.



سألها الرجل بحزم:



-هل زارك ابني يا آنسة "برادي"؟



-نعم.



-أعتقد أنه نقل إليك عرضا بالنسبة للْأرض التي منحتها لكم العمة "أوجيستا".



-نعم.



قررت أن تقول له المبلغ الذي عرضه "سليد" في حالة لو أراد أن يحصل على أحسن ثمن:



- لقد عرض عليِّ خمسة و عشرين ألف دولار و لكن لم نوقع على شيء بعد.



وصلها صوت زمجرة مشوبا بالعداء:



- إننا لا نفكر في الضغط عليك يا آنسة "برادي" و اسمحي لي أن أساعدك..إنني أضاعف الثمن و أقدم خمسين ألف دولار.



كررت:



- خمسون ألف دولار؟



كانت "كولين" و "تارا" و "نانسي" قد وقفن بجوارها وقد عكست دهشتها على وجوههن. تقدمت الأولى ووضعت يدها على السماعة لتكتم الصوت و همست لها:



- أخبريه أنك ستفكرين، و تذكري نظرية العرض و الطلب، و لا تبدي تعجلك على البيع.


لقد كان من الصعب للغاية أن تتدلل أمام خمسين ألف دولار، ولكن "شارون" تبعت نصيحة أختها. قالت بصوت ظنت أنه مقنع:


- اترك لي الوقت لأفكر.


سمعت على الطرف الآخر من الخط سبابا مكتوما ثم سمعت صوتا لا يقبل المناقشة:


-خمسة و سبعون ألف دولار.


- تلعثمت:


- خمسة و سبعون ألف دولار؟


أحست أنها ستفقد صوابها.فغرت شقيقاتها أفواههن دون أن يرفعن عيونهن عنها.كانت على وشك أن توافق بحماس عندما تدخلت "تارا" للمرة الثانية:


- أخبريه أن يتصل بك غدا.


همست لأختها أنها لا تستطيع أن تكون طماعة و أنها تخشى أن يتراجع عن العرض.


ردت "تارا":


-إن الأرض تساوي بالنسبة له خمسة و سبعين ألفا و لابد أنها ستساوي نفس الثمن غدا.


أيدتها "كولين":


- تذكري ما قالته العمة " أوجيستا". يجب أن تتمنعي.


تأملت الشابة الديكور الذي حولها، و أوراق الحائط التي بليت مع الزمن،و الأجهزة المنزلية شبه المعطلة و الأثاث المتهالك. إنهن بخمسة و سبعين ألف دولار يستطعن تحديث المنزل و دفع ديونهن و إقامة مشروعات أعمال.


لم تستطع"شارون" أن تظل ساكنة أمام نظرات شقيقاتها المتضرعة. استأنفت الحديث بصوت ثابت:


- يا سيد "رامزي" إنني في حاجة إلى وقت للتفكير في عرضك.أرجو أن تتكرم و تتصل بي غدا في الصباح و سأعطيك ردي.


قبل العاشرة صباح اليوم التالي صف "سليد" سيارته أمام منزل "برادي".ربما كان الوقت مبكرا على الزيارة و لكنه أحس بعدم قدرته على الانتظار أكتر من ذلك.لقد قضى الليلة في فندق صغير في "مورجان فيل"،و لم يغمض له جفن طوال الليل. و من الفجر كان على قدميه، ذهب ليجري على ملاعب الجامعة إلى أن أحس بالإرهاق و هو ما منعه من التفكير خاصة و أن أفكاره تعذبه. إنه لا يستطيع أن يطرد من دهنه صورة "شارون" و أسرتها.


عندما نظر إلى البيت الصغير أحس بغصة في حلقه. هل سيتمكن من إقناع "شارون" من أنه ليس الشخص القدر و النذل الذي لعب عليها دورا سافلا؟لابد أن يقنعها و بسرعة من أجل راحة باله إنه لا يجد أي سبب آخر يجعله يهتم بحكم "شارون" عليه.

صعد درجات العتبة و القلب يدق بشدة.طرق الباب و فتحت له الباب طفلة صغيرة ساحرة.نظرت إليه في ريبة و حاول أن يقنعها و هو يحييها:




صباح الخير أي واحدة من عائلة "برادي"أنت؟


- "نانسي"..ماذا تريد؟


- أريد أن أقابل "شارون"..هل يمكنني الدخول يا "نانسي"؟


- إنها ليست موجودة.لقد ذهبت للمدينة هي و "إلين" لشراء ما يلزم لعيد ميلاد "كورتني".


-هل هذا عيد ميلاد "كورتني"؟


- نعم..إنها بلغت ثلاث سنوات اليوم.


أخذت الفتاة تعظ على أصبعها في عصبية و أدرك "لسيد" مدى شعورها بعدم الارتياح.


-و الآن يا سيد "رامزي" من فضلك اذهب.


- لا داعي للخوف يا "نانسي" أريد فقط مقابلة "شارون".

- لا أستطيع أن أسمح لك بالدخول؛لأنني بمفردي مع "كولين" و أنا..لست قوية بدرجة تسمح لي بالدفاع عن نفسي لو ضربتني.


-أضربك؟؟أنا لم أضرب أبدا طفلا و لا امرأة في حياتي.يا إلهي..من تظنيني؟


-أظنك رجلا. لقد كان من عادة" شارلي راي"زوج "إلين" أن يضربها. بل و حاول أيضا أن يضرب "كورتني" و لكن "إلين" و "شارون" منعتاه وكسر ذراع "إلين".


لم يصدق "سليد" ما يسمعه. أصيب بالرعب و لم يستطع أن يمنع نفسه من الصياح في غضب:


إنه شيء شنيع و مقزز..أتعشم أن يكون هذا المخلوق قد تعفن في السجن


فجأة أشرق وجه الفتاة الصغيرة.لقد بدا رد فعل "سليد" رائعا و فربه إلى قلبها.أجابته بمزيد من الثقة:


-لا على الإطلاق..بل أفضل من هذا:إنه مات في حادثة دراجة بخارية بالضبط قبل مولد "كاري"؛و بهذا لم يتمكن من رؤيتها و ضربها.


-أتصور أن يوم دفنه كان بالنسبة لكم جميعا يوم عيد.


-أنت تتحدث تماما مثل العمة "أجيستا".إنها لم تحب أبدا "شارلي راي".لم يحبه أحد خاصة عندما يكون ثملا و يضرب "إلين"، و كنا جميعا نخاف منه خوفا رهيبا.


-أفهم ذلك.


لم يكن يعلم أن "شارون" كانت تصارع الفقر الذي تعيش فيه أسرتها و تصارع زوج أخنها الكريه.و مع ذلك كانت دائما تبدو مرحة و لم يحاول أن يعرفها وقتها على حقيقتها.


جاء من الداخل فجأة صوت ضجة نتيجة سقوط شيء تبعه صرخة؛أسرعت "نانسي" للداخل و هي تصفق الباب خلفها.أدار "سليد" مقبض الباب بحذر و دخل البيت تقوده الصرخات:وجد في الحجرة الرئيسية مائدة مقلوبة و الصغيرة "كورتني" تبكي و تنشج بعنف و "نانسي" تحاول تهدئتها.


-هل جرحت؟





-لا..لقد خافت جدا من الضجة التي حدثت.


كفت الصغيرة عن البكاء لحظات لتلقي نظرة على "سليد" ثم عادت إلى نشيجها ثانية بكل همة و نشاط.


علقت "نانسي":


-لقد أخفتها أنت.إنها تخاف من كل شيء.و مع ذلك تحسنت عما قبل.


- يا للطفلة المسكينة .لابد أنها مرت بلحظات رهيبة مع رجل متوحش.


قال "سليد" في نفسه:إنه لو استمر في الحديث لنسيت "نانسي" أنه بالداخل على عكس المفروض.


تابعت الفتاة بلهجة طبيعية:


-و الآن هي معنا، و كل شيء سيكون على مايرام.هذا ما قالته "شارون".


ابتسم "سليد" أمام الثقة التي تضعها الفتاة في أختها الكبرى، و أحس بفضول لا حدود له لمعرفة ما يتصل ب"شارون" عنها و عن أسرتها.


- منذ متى و "إلين" و بنتيها يعشن معكن؟


- من سنتين.لقد أتت "إلين" إلى هنا عندما كسر لها "شارلي" ذراعها. و كانت حاملا في "كاري" ثم قتل "شارلي".


- لابد أن الأمر كان سهلا ماديا بالنسبة للسبعة؟


-أوه..لا..لم يكن لدينا ما يكفي من النقود.لقد احتفظت "شارون" و "إلين" بالأطفال لترعاهم هنا بالنهار.و لم تكن تشتري تقريبا شيئا و مع ذلك كانت نهايات الأشهر صعبة.


-و لماذا لا تعمل "شارون" مدرسة؟أعرف أنها درست في الجامعة للحصول على دبلوم في التدريس،و كان بإمكانها الحصول على نقود أكثر من رعاية الأطفال.


-إن "شارون" لم تنه أبدا دراستها؛كان عليها أن تتركها عندما جاءت "إلين" لتعيش معنا.لم يكن هناك نقود كافية و عندما ولدت "كاري" لم يعد هناك شيء على الإطلاق.


-و لكنه ظلم أن تترك "شارون" دراستها لتساعد "إلين و طفلتيها


-لقد قالت "شارون" إن وجود الجميع-و الطفلتان معهن-أهم عندها من أي دبلوم.


أثرت فيه كلمات "نانسي" و تذكر مدى الحماس الذي كانت تدرس به "شارون" للحصول على شهادتها.يالهول ما ضحت به و هو الذي نال كل ما أراده منذ مولده حتى الآن.ماعدا "أليكساندرا" التي اضطرته لأن يغير من طبيعته حتى يستطيع الاحتفاظ بها.


سألته "نانسي":


هل أنت بخير؟أنت تبدو غريبا.


-أنا لم أكن بخير مدة طويلة و لكني أعتقد أنني في تحسن من الآن.هل تسمحين لي بانتظار "شارون" هنا؟لابد أن أراها.


فكرت "نانسي" لحظة ثم وافقت برأسها و قالت:


-لقد كنا نقوم بمشاهدة الصور الفوتوغرافية.إن "كورتني" معجبة بصورها.





-هل يمكنني مشاهدتها؟


إنها ليست سوى صور عائلية ستصيبك بالملل.


-لا طبعا.. أريد أن أعرف كل شيء عن عائلة "برادي".


بعد ساعة دخلت "شارون" المنزل و ذراعاها محملتان باللفائف.


وضعتها في صمت و هي تراقب الثلاثي المشغول بتصفح البوم الصور.


كان الصداع الذي أصاب رأسها لم يخف منذ أن استيقظت.لم تكن قد نامت و هي تتقلب و تتقلب و قد سيطر عليها تفكيرها في "سليد".أخرجتها صيحات الصغيرة "كاري" من أحلامها.فتحت فمها لتأمر الشاب بالذهاب و عندما دخلت "إلين" الحجرة سألت:


-هل اتصل "كوينتن رامزي" ثانية؟


كان الأوان قد فات لتحذرها "شارون" من وجود "سليد" الذي رفع عينيه و نظر إليهما متسائلا.


قالت "نانسي" باضطراب:


-لم يتصل أحد و لم نسمعكما و أنتما تتحدثان. لقد كنا نشاهد الصور الفوتوغرافية.


نهض "سليد" بدوره. كان يبدو بأناقته و كأنه ليس في مكانه المناسب.نظر مباشرة في عيني "شارون" التي تم تتحمل نظراته و سألها:


هل كنت تنتظرين مكالمة من أبي؟


ردت عليه بحدة مفاجئة:


-هذا ليس من شأنك.


كانت الشابة تعاني الصداع بدرجة رهيبة، و كانت تحس بالحزن و الإنهاك و الفقرمثل صالونها و هي ترتدي دلك الثوب الوردي المستهلك. عادة لم تكن تعير مظهرها أو زينتها أي انتباه و لكن أمام أناقته الغالية أحست فجأة بالذل و المهانة؛ تمنت لو كان الوقت متاحا لتمشط شعرها وان تضع طلاء على شفتيها قبل أن تواجهه.


أحست بالضيق من نفسها؛لأنها تريد أن تبدو جميلة في عيني "سليد".صبت غضبها على أختها:


-لقد سبق و حذرتك من إدخال أحد و أنت وحيدة في البيت يا "نانسي".


تدخل "سليد":


إنها لم تسمح لي بالدخول.لقد تسللت أتناء اهتمامها ب"كورتني" أما بالنسبة للمكالمة من والدي...


-سأطعم الطفلتين..هل تأتين معي يا "نانسي"؟


قال "سليد":


-لقد وعدت "نانسي" و "كورتني" أن أصطحبهما للغداء في المدينة و بعدها نذهب لشراء هدايا من أجل عيد الميلاد.


كانت الصغيرة "كورتني" قد اقتربت قليلا منه دون أن تصل إليه ثم صاحت:



-أريد بطاطس محمرة و عروسة.


صاحت "شارون" في مهانة:


-أوه..أعرف أنك إنسان جاحد و لكني لم أعرف أن قسوتك تصل إلى إفساد الأطفال


- و أنا لا أستطيع أن أتصور أن تقومي بأعمال مع آبي من وراء ظهري.يبدو أن أمامنا كثيرة لابد أن يعرفها كل منا عن الآخر.


دافعت الشابة عن نفسها:


-أنا لم أقم بأي أعمال مع والدك.لقد اتصل بي مساء أمس و قدم لي عرضا سخيا من أل أرص "أجيستا" أكثر كرما منك.


-إن الأرض لم تعد ملك "أوجيستا" إنها ملكك الآن و لن تبيعيها لأحد.


كانت طريقته في إصدار الأوامر لها قد أخرجتها عن شعورها فصاحت غاضبة:


-أنت لن تملي علي سلوكي يا "سليد رامزي"؟ عندما يتصل والدك سأخبره أن الأرض له مقابل خمسة و سبعين ألف دولار.


قال "رامزي-" الإبن- دون أن يدري:


-يمكنك أن تطلبي عشرة ملايين دولار و تكوني أيضا قد سرقت.


قالت "نانسي" بصوت ممطوط:


-عشرة ملايين دولار؟إن هذا يخالف قانون العرض و الطلب.


-لا تصدقي كلمة مما يقول يا "نانسي".إنه يحاول أن يخدعك.إن "سليد رامزي"كاذب غشاش.


قال الشاب معترفا و هو يهز رأسه:


-نعم لقد كنت كذلك و أسوأ.و لكن كل ذلك انتهى.إن أول أعمالي الصالحة هي الحفاظ على ميراثكن.


كانت "إلين"-التي لم تجرؤ على التدخل حتى اللحظة-قد وجدت نفسها تقول و هي تنظر إلى العدوين:


-إن "شارون" لا تريد الارض.إن ما تريده هو الخمسة والسبعون ألف دولار.


-لقد حدث أن تقرر إقامة مركز تجاري على تلك الارض قيمته مائة مليون دولار،و بامتلاك ربع الأرض تصبح "شارون برادي"-في نظر القانون- مالكة ربع هدا المجمع التجاري.


قالت "نانسي" مؤكدة:


-هذا مستحيل..هذا يعني أن "شارون" تستحق خمسة و عشرين مليون دولار.


وافقها "سليد":


-بالضبط، و لذلك ليس من المعقول أن تتخلى عن ملكيتها مقابل خمسة و سبعين الف دولار تافهة.


علقت "إلين":




-أعتقد أنني ...أنني لم أسمع ابدا أن هناك من يحتقر مثل هدا المبلغ.


-انها تعتبر مصاريف يده الشخصية بالنسبة للقيمة الحقيقية للأرض يا "إلين".


قاطعتهما "شارون":


-كل هذا سخيف.ربما تعتقد أنني أنوي الحصول على خمسة و عشرين مليون دولار و أنني استطيع أن أشتري أحسن شيء من اجل عيد ميلاد "كورتني"؟


-بهذا المبلغ يمكنك حتى أن تشتري احسن محل لعب.


-ألا ترين يا "نانسي" أن هده النقود غير موجودة و أنها جزء من مؤامرة هذا السيد؟


ثم استدارت نحوه و أضافت:


-لا تعتمد علي في الدخول في لعبتك يا "سليد رامزي".


-إنني أقول الحقيقة، و لا توجد لعبة و لا مؤامرة.


-ثم يا "سليد" إنك دائما تعطي وعودا لا تفي بها أبدا.لن أتركك تهزأ بأسرتي.


-أنا لا أهزأ بأحدـ، و أنا دائما أفي بوعودي.إن اصطحابي للأطفال إلى المدينة و الغداء معهم ليس بالوعد الصعب التنفيذ.


-لا..لن أدعك ترحل مع أختي و ابنة أختي،و لن أدعك تغيب عن أنظاري.


قالت الصغيرة في أسف:


-إذن وداعا للبطاطس و اللعبة.


قال "رامزي" معلقا بصوت حاسم:


-يجب أن نتابع هذه المناقشة بمفردنا..إننا نسبب ألما ل"كورتني".


أحست "شارون" فجأة برغبة في الضحك؛ها هو ذلك الفتى الأناني و القاسي يهتم بالحالة النفسية لطفلة في الثالثة من عمرها.و لكنها في نفس الوقت لم تكن لديها نية إغضاب ابنة أختها،و قالت:


-حسنا لنذهب إلى المطبخ ،و لكني أحذرك أنني لن أغير رأيي.


أمسك "سليد" يدها دون أن يرد بكلمة ليسحبها إلى المطبخ، و في لمح البصر ظنت أن هذا الشاب يريد أن يتم كل شيء حسب إرادته.إنه يستغل الناس و يستغل عواطفهم ثم يتركهم في الوقت الذي يحلو له. و هذا ما فعله معها، و لكن الشابة لن تدعه بالتأكيد يعيد الكرة معها.


سحبت يدها بعنف من يده و خرجت أولا من الحجرة قبله.


عندما أصبحا بمفردهما في المطبخ بدأ "سليد" الحديث:


-أعرف أنك لابد...


قاطعته:


-أنت لا تعرف شيئا عني على الإطلاق.لم أعد تلك الفتاة الصغيرة الساحرة التي تعيش لتحقيق رغباتك. أنا الآن ناضجة و بالغة و لابد أن أحمي أسرتي قبل كل شيء.

-أعرف هذا و أعتبرك رائعة، و أريد أن أساعدك





-لا..شكرا لا نريد شيئا منك.


تابع حديثه بصوت هادئ و حاسم على عكس صوتها:


-أرى أنه لابد و أن تقبلي مساعدتي يا "شارون".


تركت ثورتها تنفجر و صاحت:


-دائما خبيث,أنت تقول-بالضبط- ما يجب أن أسمعه. و أنت تعرف تماما كيف تجد الكلمة المناسبة أليس كذلك؟ و لكن للأسف لا يوجد أي صدق في كلامك.


كتمت "شارون" حركة تدل على نفاذ صبرها.و حاول هو أن يحتفظ بهدوء أعصابه. و هو يفهم أنه لن يصل إلى إقناع الشابة بحسن نيته. و أنه يجب أن تقتنع هي بذلك بنفسها.


ضاقت من صمته فقالت:


-أعرف أنك تعتبرني بريئة و لكني لا أستطيع أن أقبل أن تحكم عليَ بأنني ساذجة لأقتنع بهذا الرقم. لا تحاول أن ترهبني يا "سليد" أو تحاول إقناعي بأكاذيبك.خمسة و عشرون مليون دولار؟


واصل "سليد" بذل جهده للسيطرة على نفسه.إنها في ثورة غضبها أصبحت أكثر جاذبية.فهم في هذه اللحظة لماذا لم يستطع أن يبعد "شارون" عن حياته. و علاقته بها زادت من شعوره بالذنب.إنه يريد أن تعود إليه. لأول مرة من سنتين يواجه الحقيقة في وجهها: لقد أساء التصرف عندما هجرها و أنه كان أحمقا عندما لم يحتفظ بها.


أحس بإغراء أن يقول لها كل شيء في الحال، و لكن الساعة لم تكن مناسبة . فبل أن يغزوها عليه أولا أن يسوي مشكلة تلك الأرض اللعينة.


-أفهم أن الأمر كله يبدو بالنسبة لك غريبا و مريبا. لقد وصلت دون سابق إنذار و عرضت عليك مبلغا مقابل الأرض لم يسبق لك أن حصلت عليه. ثم يتصل بك والدي و يعرض عليك مبلغا تعتبرينه فوق العادة، و هأنا هذا الصباح أقول لك ألا تعقدي صفقة مع أبي و أعلن لك أن أرضك تساوي ثمنا فلكيا يبدو لك مثيرا للسخرية.إن عدم ثقتك هذه لها ما يبررها تماما.


بدا حديثه معقولا و مفهوما له و لها على حد السواء.إنه لم يعد ذلك الصبي البارد و المغرور الذي عرفته.


أحست بالاضطراب.هل هذه لعبة جديدة يلعبها عليها؟


بحثت عيناها في عينيه فوجدت فيهما شعلة قلبت حالها رأسا على عقب.إنه يرغبها .غمرتها ذكريات علاقتهما.حيث كان الاختلاف الاجتماعي بلا أهمية على الإطلاق.


لم يرفع "سليد" عينيه عنها و همس في رقة:


"شارون"..





تذكرت حرارة علاقتهما و استغرابه أن هذه الفتاة البريئة كانت والهة في حبه و كيف كان حبهما متكاملا. لم يستطع أن يتحمل أكثر من ذلك و مد يده نحو خذها و أخد يربت عليه. ثم اقترب كل منهما من الآخر و عيونهما متشابكة.


فجأة رن جرس التليفون بصوت مزعج.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 05:57 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


الفصل الرابع




تراجعت الشابه فزعة إلي الخلف و في عينيها تعبير الرعب , لقد أوشكت أن تستسلم لعواطفها و الأسوء من ذلك أنها تعرف ذلك وتستمتع به . كيف يمكن أن تكون بهذة الدرجة من الضعف و السذاجة ؟ إنها تعرف من هو "سليد رامزي " ولكن عندما ينظر إليها أو يلمسها ......


تضرع إليها قائلا: - دعيني أرد على التلفون . إنه أبي و يجب أن أرد عليه أنا .


خرجت الشابه عن شعورها . كل ما حدث من قبل تجمع ليمنعها من قبول عرض "رامزي الأب " لقد انهزمت بسذاجتها .


بصوت مرتعش من الغضب :


سأجيب بنفسي و أقرر بنفسي ما يجب أن أفعله بأرضي , و لا تحاول أن تورطني في مشكلة مع أبيك . حاولت "شارون " أن تدفعه حتى لا يصل إلى التلفون و لكنه كان قد وضع يده عليه . لا جدوى من المحاولة . فهي ليست من القوة بحيث تستطيع أن تحرك أصبعا من أصابع ذلك الرياضي الجبار . توقف الجرس عن الرنين .


-هل ترى ماذا فعلت ؟


حاولت الشابة أن تمنع دموعها من السقوط . كانت دموع الغضب و اليأس. لقد أثبت لها "سليد " مرة ثانية أنها تحت رحمته عاطفيا و لكنها أقسمت أن تكون هذة المرة الأخيرة .



قال مؤكدا :


-لقد أنقذت ثروتك .


- لقد كنت أثق بك فيما مضى ... ولكن ذلك انتهى . أنا أفهم ماذا يجري . أنت ووالدك تريدان تلك الأرض التي ورثتها عن "أوجيستا " ولكن كل منكما لا يريد الأخر أن يحصل عليها . لقد اعتقدت أنك ستحصل عليها
لأنك تعرفني . ولهذا عدت و عرضت علي ثمنا أقل من الثمن الذي عرضه أبوك .



همهم "سليد ":
- إنك لم تفهمي الأمر على الإطلاق يا ملاكي .



- أرجوك ألا تستخدم – بنوع خاص – كلمات حلوة أيها الخائن " رامزي " لقد كانت العمة " أوجيستا " على حق عندما حدثتني عن زيف تلك الأسرة فضلا عن أنني مررت بما يثبت لي صدق قولها .



- لقد كانت " أوجيستا " هي نفسها من آل " رامزي " .



- بالضبط , ولذلك كانت تعرف عمن تتحدث .



- إن " أوجيستا رامزي " ليست أحسن مرجع يا " شارون " إنها من أجل معركة بلا معنى لم تشاهد شقيقها أبدا و قاطعتة للأبد هو وأسرته .



- أعرف ذلك . ثم في مثل تلك الأسرة لا غرابة في أن يتصارع الأب و الابن من أجل المال وكل منهما مستعد لارتكاب أي شئ للوصول لأهدافه – إنك تشوهين الحقائق لتبرري نظريتك . كل هذا غير صحيح على الإطلاق .
ألقت عليه الشابة نظرة انتصار ثم أعلنت :



- لا على الإطلاق . هل هذا يدهشك ؟ لقد انتهى بي الأمر إلى اكتشاف لعبتك الصغيرة . لقد ظننت أنه يكفي أن تعرض علي مبلغا يبدو لي ضخما حتى أقفز فرحا و أنتهز الفرصة !



قال لها مذكرا :



- وهذا هو ما فعلته . لقد أردت توقيع عقد البيع في الحال معي , ولو كنت النذل الذي تظنينه لحضرت بالأمس و معي العقد معدا ولم يكن أمامك سوى التوقيع و أصبح مالكا للأرض .


نظرت إليه و هي تفكر . هل هذا صحيح ؟ إن "سليد " لم يفعل شيئا بالأمس للتعجيل بالشراء . لقد كان في هذة النقطة على حق . فجأة خطر على بالها تفسير معقول . قالت :





- لقد خرجت "كورتني " و شقيقاتي من البيت الأمر الذي منعك من إتمام عمليتك .


- قبل وصول أي شخص من أسرتك إلى خارج المنزل كنت قد قررت ألا أشتري أملاكك بهذا الثمن .



وجد " سليد " نفسه عاجزا عن إقناعها . إن الشابة على حق ألا تثق به رغم كل ما يبذله لاستعادتها .



استدارت بعيدا عنه و أخذت في ترتيب مشترياتها في الدولاب . كانت المناقسة بالنسبة لها قد انتهت ولكن ليس بالنسبه له .



- أرجوك يا " شارون " . لماذا أكون قد حدثتك عن المركز التجاري وعن القيمة الحقيقية لأرضك في حين أنه كان باستطاعتي أن أنتزعها منك مقابل خمسة و عشرين ألف دولار ؟



- أنا واثقة من أن هناك سببا خفيا لا أعرفه الآن .



همهم :



- لا شك أنك ستجدين سببا .



استمرت في عملها . أخرج من أحد الأكياس الزبد و البيض ووضعها في الثلاجة الكهربائية . سألته :



- ولكن ماذا تفعل ؟



- أساعدك في الترتيب .... أين تضعين الخبز ؟



نزعت سلة الخبز من يده بعنف و صاحت :



- اذهب ....ساقوم انا بذلك . لا أريدك هنا .



-هل يمكنني اصطحاب الأطفال إلى الغداء ؟



أمام هذا السؤال البرئ تجمدت الدماء في عروق " شارون " . إن " سليد " مصمم على انتزاع الأرض منها بالثمن الذي يريده. و افهمها أنه لن يتردد في استغلال أسرتها ضدها. ايا كان الثمن فإنها لن تسمح له أن يتصرف على مزاجه مع أسرتها .

واجهته و قالت بصوت هادئ :





- موافقة , ساترك لك الأرض مقابل خمسة و عشرين ألف دولار و عندما سيتصل والدك سأخبره أن العقد لم يعد يهمني و أنك ربحت .


- كيف



لم يعد " سليد " يفهم شيئا . كل ما هناك أنه طلب منها أن يصحب الأطفال إلى الغداء في المدينة و هذا كل ما وجدته لترويه عليه .



- " شارون " ..........



- أعرف .......... أعرف أنك تظن أنني فقدت عقلي بل إتك تعتقد أنني بلا عقل أصلا . إنني أخسر خمسين ألف دولار . هل تعلم ؟ خمسة و عشرون أو خمسون أو خمسة وسبعون ألف ... كل هذة الأرقام لا تهمني و لا تعني عندي شيئا . كل ما أريده هو أن أتخلص منك بأسرع ما يمكن !



مرر " سليد " أصابعه في شعره . إنه لم يسبق له أن وجد نفسه في مثل هذا الموقف السخيف .



سألها :



- لابد أنك يا " شارون " قرات رواية " أليس في بلاد العجائب " عندما كنت صغيرة . و تذكرين عندما مرت المرأة و اكتشفت أن كل ما كانت تعتبره طبيعيا لم يكن كذلك على الإطلاق . هذا بالضبط ما أحسه في هذة اللحظة معك . لقد سمعت ما قلته في لغة مألوفة عندي و لكني لا أفهم شيئا .



همهمت الشابة :



- هذا ما يحدث لي مع الرجال . يقول لي رجل شيئا و أفهم شيئا آخر .هل يريد الجميع خداعي أم أنني غبية بشكل خاص ؟



أحس " سليد " بالغيرة تكسو خديه بالاحمرار .



- كم عدد الرجال في حياتك ؟

كان سؤاله مباغتا , وكان يعلم أنه ليس من حقه أن يسأله ولكن الأمر كان أقوى منه .





فكرت " شارون " و هي تتظاهر بعدهم في ذهنها ثم قالت بصوت هامس :



- لقد كان هناك أنت و أبي و " شارلي راي " زوج إيلين .... وهو ما يكفيني من متاعب .

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 05:59 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

لو كانت امرأة مجربة لأحست بما يعتل في داخله من غيرة وراء سؤاله ولاستغلت ذلك سلاحا ضده . ولو كانت امرأة واعية لما حسبت أباها و زوج أختها ضمن الرجال في حياتها . وهي بذلك تعترف أنه لم يكن هناك سوى حبيب واحد لها .



أثرت فيه تلك الصراحة .



قال لها :



- لقد أخبرتني " نانسي " بكل شئ عن " شارلي " و أنا مدرك لمسلكي النذل و لكن بالنسبة لأبيك يا " شارون " ....أنت لم تحدثيني عنه ؟



- ليس هناك ما يقال عنه . إنه رجل آخر يقول شيئا و يفكر في شئ آخر . لقد كان ينادينا بالأميرات . ثم فجأة رحل . كانت " نانسي " في سن ثلاثة أشهر و أنا كنت في الثامنة من عمري و أتذكر في إحدى الأمسيات عندما لم يعد في المساء . لقد أصيبت أمي بالهستيريا ووجدت التلغراف الذي أرسله و قرأته . لقد قال إنه ترك البلاد لأنه لا يريد أن يعطينا نقودا . أخبرنا أنه راحل إلى " أيرلندا " و أنه لا يريد أن يصبح أبا أو زوجا . وفيما بعد بوقت طويل أخبرتني أمي أنه ترك البلاد لأنه لا يريد أن يتحمل أي أعباء مالية . و لم نره بعدها .



زفر " سليد " في حسرة . لقد هجرها والدها ثم حبيبها . لقد أحس أنه يشبه أباها .



ابتسمت ابتسلمة خفيفة و حاولت أن تمزح :

- إن نساء " برادي " ليس لهن حظ كبير مع الرجال . لابد أن ذلك موجود في دمائنا .





- عندما رحلت من سنتين يا " شارون " لم يكن ذلك بسببك . ولا أريد منك أن تعتقدي أنك مذنبة في أي شئ . لقد كنت رائعة و ممتازة و محبوبة وكل الخطأ يرجع إلي .


- إذن لم يكن الخطأ مني لأنك لم تحبني يا " سليد " ؟ أنا لست على أية حال ساذجة تماما فلا تجعلني أعتقد في أمور كانت مزيفة تماما و غير حقيقة .



نظرت في عينية مباشرة ثم تابعت :



- من سنتين أخبرتني ما كنت تعلم أنني أريد سماعه و قلت لي : إنك تحبني و انت تعلم جيدا أنني بغير حبك لن أقيم علاقة معك , و الآن لنتمسك بالحقيقة .



خفض " سليد " رأسه ثم قال :



- هذا صحيح . إنه لم يكن لديك حظ . لقد عرفتني في أسوا لحظات حياتي . لقد كنت في سن الحادية و الثلاثين و قد هجرتني خطيبتي قبل ثلاثة أسابيع من الموعد المحدد للزواج . لم أكن بالنسبة لها الرجل القاسي و الجذاب الذي تحلم به وأقسمت وقتها أن أتغير و أن أصبح وقحا ومستغلا حتى و إن لم يناسب ذلك طبيعتي , وهكذا حضرت هنا – حيث قابلتني ......و استغللتني كفأر تجارب لشخصيتك الجديدة .



أحست " شارون " بأنها عاجزة عن الاستمرار . لقد أفهمها " سليد " أنه حتى لم يرغب فيها عندما تركها . و الآن ؟ قفز قلبها في صدرها . أن هذة الرؤية الجديدة لعلاقتهما نزعت عنها آخر أوهامها .




وهي أنها لم تكن أبدا جذابة في عيني الرجل . لقد كانت لسؤء الحظ أول فتاة اعترضت طريقه عندما قرر أن يعدل طريقة معاملته للنساء . استطرد :

- لقد قضيت عامين و شهرين يا " شارون " و أنا نادم على ما سببته لك من سوء معاملة .





أحس " سليد " بأنه أفضل بعد هذا الاعتراف و إذا كان لا يستطيع أن يغير الماضي فهو يستطيع أن يعوض المستقبل .



حدق في الشابة بعمق ... لقد كانت شديدة الجمال و لقد أحبته بعمق شديد لقد كان حبيبها الأول و الوحيد ... إذن كل شئ ممكن أن يعود بينهما .


.


لقد ساده شعور بأن كل شئ سيصبح رائعا بينهما و سيمنح حياته معنى .



قال لها :



- كل شئ تغير يا " شارون " هذة المرة .....



قاطعته بلهجة متعالية :



- هذة المرة ؟ إنك تمزح . لقد حدث لي ذلك مرة و هي كافية !



- أعلم أن ذلك يبدو غباء . لقد كنت أنانيا و قاسيا يا حبيبتي " شارون " أرجوك اسمعيني .... هل تسامحيني ؟



استشفت الشابة نبرة الأمل في صوته ولم تكن غير مدركة ولا غير حساسة للتضرع الظاهر في نظراته . فكرت أنه ينتظر علامة إيجاب منها ولكن ماذا بعد ؟ أن يستغلها فقط لإرضاء رغباته .



ردت في غضب :



- لا أعتقد أن لدي رغبة في العفو عنك . لقد أخبرتني في التو أنني لم أكن بالنسبة لك سوى بديل للخطيبة التي حكمت عليك بأنك غير جدير بها . لا يهمني الأمر فقد دفعت ثمن الخسائر . لقد كنت الرجل الذي أحببته . أول حب لي و مع ذلك لم تعتبرني مخلوقا بشريا .



احتج :



- هذا ليس صحيحا يا " شارون "



قالت وقد بلغ بها الشعور بالمهانة مبلغه :

- لقد قلت لي بنفسك . ماذا تدعي ؟ تغيير التاريخ و الشخصية ؟ ماذا تريد أن تفعل هذة المرة ؟





كان ينتظر أي شئ غير هذا النقد اللاذع من الشابة ولا ألا تسامحه . ليس من عادة آل " رامزي " الاعتذار , ولا واحد منهم – بما فيهم " سليد " الساحر – على استعداد لتقبل الفشل . لقد تنازل لدرجة أن طلب منها العفو .... وقرر أنها ضرورية بالنسبة لحياته لا يستطيع الاستغناء عنها وها هي تعاملة باحتقار . إن رد فعله لابد أن يكون جديرا بآل " رامزي " .



- إنني متفهم , أنا هنا أمامك لأثبت لك أنني قمت في التمثيلية بدور الفتى الشريرو أنا نادم على ذلك ... إنني رجل طيب ... إنني أتساءل هل عجزت النساء عن التفرقة بين الرجل الطيب و الشرير ؟



ردت عليه بحدة :



- لا أعتقد أنك رجل طيب ,أنت أناني و فاسد و تعتقد أن كل شئ يمكن تسويته بمجرد أن تقول آسف . أنت مخطئي يا "| سليد " إنها مجرد كلمات .



- ولكن لا......اللعنة !



أحس أنه على وشك الانفجار . كان الأسف يختلط مع الشعور بالعار و الغضب داخل نفسه . إنه عاجز عن إقناعها بالمنطق و لابد أن يتصرف كرجل . قبل أن تستطيع التراجع للخلف هجم عليها و أمسك بيدها بقوة لم تستطع معها المقاومة وظل ينظر إليها بإمعان . بدأت " شارون " تستسلم لنظراته شيئا فشيئا . لقد اشتاقت إليه كثيرا و هي الآن في حاجة ماسة إليه و إلى حبه .



انقطعت لحظة الاستسلام أمام شهقة تقول :



- ماذا تفعلان ؟



ابتعد كل منهما عن الآخر في ذهول ,كانت الصغيرة " كورتني " تنظر إليهما باهتمام .



كان " سليد " هو أول من استرد جأشه و أجاب :

- لقد تشاجرنا قليلا و الآن نحن نتصالح .



احمر وجه " شارون " بشدة و دفعت رفيقها بقوة ثم عاد إليها مرة ثانية و طبع قبلة صلح على شعرها ثم أعلن و " شارون " غير مقتنعة :


.
- و الآن سنذهب جميعا لتناول الغداء . أليس كذلك يا " شارون " ؟ أمسك بيدها مرة ثانية و حاولت هي أن تخلص نفسها و هي تغمغم من بين أسنانها :



- أنت تذهب لتتغدى . و نحن سنبقى هنا . دعني !



- ليس قبل أن تقولي إنك ستتناولين الغداء معي !



- هذا لن يحدث يا " سليد " إنك لن تنجح في التغلب على إرادتي ...



- ماذا لو طلبت منك ذلك ببساطة ؟ أرجوك يا " شارون " تعالي معي .



كان من المستحيل أن ترفض هذا الطلب بالعنف و إنما قالت بكل هدوء :



- إننا لا تستطيع الخروج , إن أمامي أشياء كثيرة لابد من أدائها وفي الساعة الرابعة أنا أنتظر الأصدقاء الصغار " لكورتني " و لابد أن أعد أنا و " إيلين " الحلويات و الالعاب . ليس من المعقول أن نضيع الوقت في الغداء بالمدينة .



قال لها في ثقة :



- أمامنا الوقت الكافي على أية حال لابد أن نأكل . أعدك أن كل شئ سيكون معدا بعد ساعه . قولي إنك ستأتين معي يا " شارون "



كان يعلم أنه رغم غضب الشابة إلا أن هناك شيئا ما بينهما . لمس خدها بطرف أصبعه و بدأت " شارون " ترتجف رغم إرادتها . لابد أن تبتعد عنه .




- حسنا ... هيا بنا و الآن دعني

- كما تريدين يا حياتي .



هل سنذهي ؟ هل ستأتي " شارون " معنا ؟ و أمي ؟




أكد لها " سليد "



- كل الناس سيأتون . أمك و" شارون " و " كاري " و " نانسي " و " تارا " و " كولين " .



ردت " شارون " باستسلام :




- إنهما تعملان . إن لديهما وظيفة نصف الوقت في محل , ولكن أخبرني منذ متى تعرف أسماء شقيقاتي ؟



- حالا . لقد تعلمت من ألبوم الصور أمورا كثيرة عنك و عن أسرتك . أريد أن أعرف كل شئ عنك .



- هيا بنا .... لابد أن نرحل و ننتهي من كل شئ في أسرع وقت ممكن .

.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 09:26 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 16669
المشاركات: 860
الجنس أنثى
معدل التقييم: jello عضو على طريق الابداعjello عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 186

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jello غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قصه كتير مهضومه لا تطولين علينا نحن في الأنتظار

 
 

 

عرض البوم صور jello   رد مع اقتباس
قديم 15-06-09, 04:34 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 76022
المشاركات: 27
الجنس أنثى
معدل التقييم: رسائل الدهر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
رسائل الدهر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

منتظرييييييييييييينك على احر من الجمر

 
 

 

عرض البوم صور رسائل الدهر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محطم قلوب العذاري, دار ميوزيك, روايات, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:01 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية