لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (11) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-09, 01:35 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

صباح السبت 6 / 10 / 1427 هـ :
في المدرسة :


: يا مدمــــــــــــــن ..
توقف سامر عن المشي والتفت لا شعوريا لمن سمع الصرخة المدوية , اصطدم بصره بنظرات الطلبة المتوزعين في الشارع واللي ما دخلوا أسوار المدرسة , كان البعض ملتفت نحو الصوت والبعض الآخر يطالع فيه بابتسامة غريبة , عرف إنه أحد المبتسمين هو صاحب الصوت , رماهم بنظرة باردة وتحرك لداخل المدرسة , وقفه أحد الطلبة وهو يقول : كل سنة وإنت طيب يا أستاذ ..
ابتسم سامر وقال : وإنت طيب , كيف كانت إجازتكم ؟؟
وطالع لبقية الشباب اللي بدأوا يتأففون وهم يقولون إنهم مالهم نفس للدراسة بعد هالإنقطاع , ذابت ابتسامته لمن سمع واحد يقول من وراه : أنا نفسي أعرف الوزارة كيف سامحه لمدمن إنه يدرس ..
التفتوا طلبته وطالعوا للي خلفه , تجاهل الصوت تماما وقال لواحد من طلبته المتميزين : قرأت القصص اللي أعطيتك إياها ..
هز راسه بحماس وهو يقول : أخذت مني وقت طويل لكني استفدت منها كثير يا أستاذ ..
قال : مافي زي القراءة و متابعة البر امج الإنجليزية بترجمة إنجليزية , تقوي اللغة كثير ..
: مسوي فيها فهيييييييييم ..
: لو فهيم ماكان يضرب نفسه هروين ..
ذكر نفسه إنه أستاذ ولازم يكون أعقل فتجاهله للمرة الثانية وهو يسأل البقية بهدوء : والبقية قريتم ولا لا ..
محد جوابه فحس بتوتر يزيد , قبض على ملفه بقوة ..
: ماتبغى تحكينا عن إدمانك يا ... أستااااااذ ..
وقبل ما يلتفت إندفع أضخم طلابه من يمينه وهو يصرخ : إلزم حدودك يا لحيواااااااااان ..
التفت بسرعة وصرخ : بدر لاااااااااااا ..
لكن بدر تجاهل صرخته وهو يضرب أنحف الموجودين بقبضة يمناه واللي ميزه سامر لأنه واحد من طلبته في الصف الثالث , اندفع النحيف من قوة الضربة وطاح على الأرض , تفل الدم اللي في فمه وقال وهو يقوم : يا #### إنت وأستاذك أبو المخدرا ...
وقبل ما يخلص كلمته كان بدر فوقه ينهال عليه بالضرب , رمى سامر ملفه واندفع يسحب بدر وهو يقول بحزم : بدر سيبه ..
تفلت منه بدر وهو يرفس الولد , وقبل ما يتحرك سامر اندفع أصحابه يدافعون عنه وينهالون على بدر بالضرب , صرخ : خلااااااااااااااااص ..
وبدأ يفرق بينهم هو و أستاذ التربية البدنية اللي اندفع لمن شاف المضاربة لكنهم كانوا أكثر , شهق سامر لمن شاف طلبته من الصف الأول يندفعون ويساعدون بدر , ثواني وخرج المدير من المدرسة وهو ماسك خيزرانته ووراه الحارس اللي راح يناديه , لكن الطلبة كانوا في حالة فوضى ..
: بــــــــــــس ..
صرخة المرشد يوسف اللي وصل توه خلت الكل يجمد في مكانه , قال المدير بعصبية : كلكم للساحة بسرعة ..
ولف على سامر وقال : سامر , خليل , إلحقوني ..
انتبه سامر إنه شماغه وعقاله مهي على راسه وإنه أزراره العلوية مختفية , مسد شعره وهو يسحب أنفاسه , انمد الملف له فطالع في الطالب وقال وهو يتناوله منه : شكرا ..
وتقدم له طالب ثاني وهو ماسك شماغه وعقاله , شكره وهو يتناولها و طالع في الأرض عل وعسى يلقى طاقيته الجديده من بين الطواقي المرماه على الأرض واللي بدأ الحارس يجمعها ..
: سامر ..
تحرك لمن سمع مناداة المدير ودخل للمدرسة وهو يدعي من قلبه إن الله يستر وتعدي المشكلة من دون شوشرة , كان واثق إنه مجمع الأمل اللي كان فيه يضمن له السرية التامة أثناء العلاج , وفوق هالسرية هم يصدرون لكل المتعالجين تقارير طبية تبرر إنقطاعهم عن العمل وتوافق عليها الوزارات والدوائر الحكومية بلا تردد لدعم هالفئة عشان ماترجع للي كانت فيه , وكل المتعالجين كانوا يرجعون لأعمالهم تحت مراقبة صارمة من المجمع , يعني مستحيل إن الخبر يكون انتشر من المجمع أو المسؤول في الوزارة أو .. غمض عيونه بقوة وهو يقول بداخله ~ آآآآآآخ , أنا كيف نسيت إنه معاذ ولد جارنا , أففففففففففف أكيد ماخذ الخبر من أبوه أو أمه , ياربييي كيف أواجه المدير والأساتذة , توني بدأت أتأقلم وأرتاح , توني اللي ثبت رجولي وكسبت احترام اللي حولي و .... سامر تذكر إن الحمد لله على كل حال , الحمد لله ~..
: صحيح الكلام اللي أسمعه من الطلاب يا أستاذ سامر ..
خرج من أفكاره وطالع في المدير اللي جلس خلف مكتبه وهو يقول ببرود : حضرتك كنت مدمن ..
الكلمة والنظرات المحتقرة أصابته في مقتل وهي تخرج ببرود من بين شفاه مديره اللي كان يطالع فيه باحترام ويشد على كتفه كل ماشاف اجتهاده في العمل في الفترة السابقة , قال بهدوء ومن دون تردد : إنت قلتها بنفسك , كنت , لكن دحين الحمد لله ..
تنهد المدير وهو يمسح وجهه والتفت سامر على أستاذ البدنية خليل اللي طالع فيه بذهول , ولف وجهه وتصنم لمن شاف نظرات المرشد المبتسم بلطف , حس بعزيمته تقوى فقال باعتراض : يا أستاذ هالموضوع قديم وصارله فوق السنتين و ...
ضرب المدير المكتب بكل قوته وقام وهو يقول بحدة : لو كان قبل عشر سنين , إحنا هنا تهمنا سمعة المدرسة , يعني لو الموضوع كان محصور بين المعلمين ماعندي مانع لكن إنه يعرف الطلبة إنه أستاذهم المبجل كان مدمن مخدراااااااااااات هذا شي ثاني ..
طالع فيه سامر بعتاب وهو يقول بهدوء : تقولها كإني كفرت ..
طالع فيه المدير بحدة فتابع بحزم : الحمد لله ربي تاب علي وانتهيت من هالمرحلة في حياتي وإنت بنفسك شاهد إني منضبط في دوامي وأأدي واجباتي على أكمل وجه و طلبتي ..
قال المدير يقاطعه : طلبتك اللي يشوفونك قدوتهم اش بيكون نظرتهم هاااا , أهلهم اش بيسوون لمن يدرون إنه أستاذ أولادهم مدمن مخدرات ..
قال سامر بحزم : كاااااان ..
زفر المدير وقال ببرود : لو سمحت وقع حضور وخروج , أنا معفيك اليوم إلين أشوف هالمسألة وأحلها مع الطلبة ..
وقبل ما يفتح فمه باعتراض قال يوسف وهو يأشر للباب بيد ويسحب سامر من ذراعه بيده الثانية : تفضل يا سامر ..
خرج سامر من مكتب المدير ولمن شاف نظرات خليل اللي هز راسه وراح زفر وقبض يدينه بقوة وهو يقول من بين أسنانه : لاحول ولا قوة إلا بالله , حسبي الله ونعم الوكيل ..
مسد يوسف على كتفه وقال : وقع زي ماقال المدير وأخرج خذ لك نفس , أوعدك أتصل عليك وأخبرك بالتفاصيل ..
هز سامر راسه وقال بحزم : ماني خارج لو على جثتي , مو بكيفه , لمن تقول الوزارة إطلع أطلع , بأجلس في مكتبي وما بأحضر الحصص إن كان هذا قصده , عن إذنك ..
وتحرك لمكتبه بعد ما وقع في سجل الحضور , أول ما دخل الغرفة حس بتكهرب الجو , طالع فيهم وقال بابتسامة هادئة : السلام عليكم ..
ردوا عليه السلام , حط ملفه على المكتب وتحرك بثبات وبدأ يسلم عليهم وهو يعايدهم , كان يشوف نظرات التساؤل في عيونهم لكنه تجاهلها وهو يرجع لمكتبه ويخرج دفتر التحضير وأوراقه ويبدأ يصنفها ~ لا يمكن أتراجع الآآآآآآن , مو بعد ماقطعت هالمشوار كله , إن شاء الله أبقى ثابت دايم يارب ~ , طالع في جواله اللي حطه على المكتب ورفعه بعد تردد عشان يتصل ...



****************************


في مدرسة أخرى :

: مايجوز تلقي الرشاوي ياست وسام ..
ضحكت وسام وقامت من مكتبها وهي تقول بترحاب : هلااااااا والله , كيفك أنغام ؟؟ بشريني عنك ..
وتبادلوا السلام وهم يهنون بالعيد , أشرت أنغام على باقات الورد وكيسين صغار محطوطة على المكتب وقالت : أنا مدرستهم بنات الإيه ولاعمرهم أهدوني ..
ضحكت وسام وقالت : إنت لو تلقيتي ورد وهدايا تعتبر رشوة لأنه بيدك درجات لكن أنا ماعندي ولا درجة ممكن أمنحها لهم ..
جلست أنغام وقالت : وريني هدايا بنات المتوسط ..
سحبتها وسام ودخلتها درجها وقالت : روحي لحصصك مالك دخل في هداياي ..
ضحكت وقالت : فكـــه ماعندي لا حصة أولى ولا ثانية ..
وزفرت وكملت وهي تتمطى بكسل : يازين اليوم اللي مافيه أولى أو سابعة , ولا إحتياط يااااااااااااي , يكمل اليوم ..
ضحكت وسام وقالت وهي تجلس : هموم المعلمات ..
لفت أنغام وقالت : مابتسأليني عن زوجي ..
هزت وسام أكتافها وقالت بهدوء: إذا تبغين تتكلمين قولي وأنا بأسمع ..
ابتسمت وقالت : قال بصريح العبارة إنه يبغاني أخلع لكني صدمته لمن حلفت إني ما أطلب الخلع لو ذبحني , يبغى الفكة يطلق ويطلع حافي منتف زي ماجاني حافي منتف ..
وزفرت وقالت : أصلا هو مو وجه نعمة , زين اللي سيارته اللي اشتريتها له مسجلة باسمي ...
قالت وسام بابتسامة : صراحة حركة ذكية منك ..
زفرت وهمست بتعب : عايشة معاه صورة , ماني قادرة أكلم أخواني أو أشتكي لهم , أنا اللي أصريت عليه لمن تقدم ووافقت رغم اعتراضاتهم , وتهاوشت معاهم وقلتلهم إني بأتزوجه بسببهم وبسبب اللي يسونه فيني , دحين لو كلمتهم ولا قلت آآآه بيتشمتون فيني هم وحريمهم ..
لمن تذكرت وسام نجلاء اللي تعذبت مع فهد طويييييييييل وخبت هذا كله عشان مايلوم أبوها نفسه اللي أجبرها على الزواج من ولد أخوه مدت يدها وقبضت على يد أنغام وقالت : حبيبتي أنا ما ألومك لمن وافقتي , إنت كنت بتفتكين من إستغلال أبوك وأخوانك لراتبك ومن مراقبتهم لك على الطالعة والنازلة ومن حبسهم لك في البيت , لكن اللي ألومك فيه إنك بتخبين عنهم مد يده عليك , حبيبتي ترا مهما كان استغلالهم لك صدقيني ما بيرضون عليك المهانة ومن واحد غريب , والله مايرضون بها ..
دنقت وقالت وهي تهز راسها : إستحالة أكلمهم , أنا سويت اللي علي والباقي على الله ..
ولمن شافت نظرات وسام ضحكت وقالت : قصدي كلللللللللله على الله ..
ابتسمت لها وسام مشجعة ولمن تذكرت أمها اللي بلغتها إنها خبرت عبد الكريم وأنهت الموضوع زفرت وسألت بحيرة : أنغام لو خيروك بين واحد متزوج ولا واحد أصغر منك بست سنين مين تاخذين ؟؟
ولمن شافت نظرات أنغام وتذكرت إنه زوجها أصغر منها قالت بضحكة : أووووو نسيت ..
هزت أنغام راسها وقالت بزفرة : لا تقارنين الـ ### اللي عندي بباقي الرجال ..
شهقت وسام من سبتها لكنه ما علقت لأنها عارفه إنها ماقالتها إلا وهي واصلة حدها من زوجها , تابعت أنغام وهي تطالع فيها بجدية وهي تعقد يدينها فوق المكتب : شوفي هو بالمختصر المفيد ومن واقع معاشرة لأصناف الرجال خلال أربعين سنة أختصر لك الموضوع في جملة مفيدة , حاليا الرجال كلاب لابسين ثياب ..
شهقت وسام مرة ثانية وانفجرت بالضحك وهي تقول باستنكار : الله يقطع سواليفك اش هالكلااااام , اغتبتي كل الرجال بهالكلمة ..
قالت أنغام بجدية : من جدي أتكلم , ماعاد هم زي أول , ماعاد في رجال بالمعنى الحقيقي للرجل , صار همهم شكل الحرمة واتباعها للموضة , دلعها وغنجها , سهرات وشيشة وشباب ودشوش وأغاني و غيره كثيييييييير , هذا صار همهم , ولمن أقول هالكلام ما أبرئ الحريم , حتى الحريم ماعاد هم زي أول , ماعاد يهمهم إلا الجري ورا الموضة وتسوي قصة فلانة و تقلد المغنية العلانه و تفصل فستان المصمم الفلاني و تحب الممثل العلاني و معظم اللي تتبعهم نصارى ولا هندوس ولا مالهم ديانة ..
وزفرت لمن شافت نظرات وسام وقالت : بالمختصر الدنيا ماعاد هي زي أول , الوحده تختار الرجال الطيب وتحاول تصبر على غثاه إلين تجيب لها كم ولد تربيهم على الدين عشان يرفعون شأن هالأمة النايمة وتموت وبسسسسسس ..
ابتسمت وسام وقالت : برضك ماجاوبتيني , لو الاثنين طيبييييييييين , تختارين مين ؟؟
سكتت للحظات قالت بعدها : تستخير وتختار , لأنه صراحة صعب الإختيار بينهم , أمرين كلاهما مر ..
طالعت فيها وسام وسألت بهمس : إذا مافيها فضول , ممكن أعرف هل مشاكل مع زوجك بسبب السن !!
ابتسمت أنغام وقالت وهي تطالع في مناكيرها الوردي : شوفي هو مو السبب الرئيس بالضبط , قصدي إنه كمان كان في فارق إجتماعي بيننا , بالإضافة لإختلاف القبيلة و الأهم من هذا كله إنه كان داخل على طمع من بداية الموضوع وأنا كنت عارفه هالشي لكني حبيت أجرب حظي يمكن أقدر أخليه يحبني لذاتي , بداية حياتنا في الثلاث سنين الأولى قدرت أجاريه لأني كنت أحبه ومتحمسه إني أخليه يبادلني هالحب لكن السنتين الأخيرة ببروده ومعاملته خلتني أحس بالعجز والكبر , وهنا انتبهت إنه فرق العمر بيننا كان هائل , عقد بيني وبينه وصدقيني لو كان أكبر بخمس سنين وداخل على الزواج بقصد ثاني غير الطمع كان فرق في حياتنا كثير وماكنا حنوصل لهالطريق المسدود , قصدي أنا دحين أربعين وهو في الثلاثين أوج شبابه , ماعاد أنا قادرة أجاريه ..
ولفت عليها وطالعت فيها بألم وهي تقول : لكن والله لو حبني بصدق كان رفع نفسه كم سنه لفوق وكان ممكن لحظتها إني أقلص بعض من هالسنين زي ما كنت أسوي أول أيام زواجنا ولحظتها كنا حنتلاقى في نقطة معينة , فرق السن مو المشكلة , المشكلة في الشخصين المتزوجين , شوفي الرسول تزوج خديجة وفرق 25 سنة بينهم وهي غنية وهو راعي لكنهم كانوا أسعد زوجين ..
وزفرت زفرة حرقة , صلت وسام على النبي ومدت يدها مرة ثانية وقبضتها على كف أنغام وهي تهمس : صدقيني يا أنغام الله إذا أحب عبدا ابتلاه , المؤمن يؤجر على الشوكة اللي يشاكها فكيف بأمر عظيم زي مصيبتك , بعدين تذكري إنه عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..
رفعت أنغام راسها وطالعت فيها بامتنان قبل ما تقول بحزم : بس برضو الصغير أحسن من المتزوج , على الأقل الصغير تشوفين معاه كم يوم حلو لكن المتزوج بيظل طووووووول عمره مقسوم بالنص بينك وبين حرمته , يعني بتتزوجين نص رجال ..
ضحكت وسام و قالت : مشكورة على النصيحة ..
قامت أنغام وقالت بتريقة : وتذكري الجملة اللي قلتها لك ..
قهقهت وسام وقالت : روحي ياشيخة , ما أقول غير الله يهدينا ويهديك ...




******************************

في جامعة الملك عبد العزيز في جدة :

: عنيدو دحين إنت متصلة علي مع هالصباح وأنا في الجامعة عشان تستجوبيني عن عهود ..
: ريمان تكفيييييييييييييين أبغى أعرف اش صار من بعد ما دخل عليها عبد الـ ...
وشهقت وهي تسأل : إلا تعاااااااااااااااااااالي إنت في الجامعة اليوم ليييييييييه ؟؟ خبري بكم ماتداومون مع البزران ..
ضحكت وقالت : لا عندي أشياء ضرورية لازم أسويها , بعدين عندنا إمتحان بسيط أصرت الأستاذه إننا نختبره اليوم ..
وكملت : وبالنسبة لعهود , ما أدري اش صار بينهم لكنه خرج وهو ساكت ما كان في شي مقروء على معالم وجهه , توقعته يخرج وهو مبهذلها بعد المقلب اللي سوته فيه عشان تخطب له صحبتها , أما عهود كانت معصبة لآخر درجة , تخيلي طردتني من الغرفة مع كم سبة وجلست في الصالة إلين هديت وخرجت دخلت بعدها للغرفة ..
بدأت العنود تهزئها وهي تعطيها دروس في عدم الاستماع لأوامر عهود الغير معقولة خاصة وإن الغرفة حق مشترك بينهم , فكرت ريم في مصايب أختها اللي مهي قادرة تمنعها منها ولا هي قادرة تعلم أحد عليها و زفرت وهي تقول : خليها على الله يا بنت , إلا إنت ليش كنت معصبة من عهود , معقول هذا كله عشان حاولت تخطب له صحبتها , ترى عهود ما تدري إنه سفانة تحب عبـ ...
وسكتت , كانت هذي أول مرة تتكلم فيها عن سفانة وعبدالإله من ذاك اليوم اللي قرأت فيه الرسالة وتلقت فيه أول صفعة من العنود في حياتها , وصلها صوت العنود المرح يقول : اش فيك سكتي ؟؟ لايكون تذكرتي هبالتنا ذاك اليوم , تراه في قلبي إلى الآن , والله آآآآآآآآآآآسفة يا ريمو ..
ضحكت ريم وقالت بهدوء : عادي يابنت , مابيننا هالأشياء ..
وسكتت وكملت : ماقلتيلي اش السبب ؟؟
وصلتها زفرة العنود قبل ما تقول : هو هالسبب ماغيره , يعني عاجبتك هالجي جي اللي تبغى تخطبها لعبوووووود , لا يا عيوني , يكون في علمك كنت مستعدة أكلم عبود بنفسي وأقوله عن حقيقة هالبنت ...
~ عنود مهمها كان عهود أخت ريم الكبيرة ومو حلو إن الصغيرة تشوف قدوتها وتسمع عنها كلام مو زين , خليك ساكتة ولا تنبهينها ~ وتداركت كلامها عشان ماتدري ريم عن سوالف أختها وتشك فيها وقالت : قصدي من شكلها ذاك اليوم في الزواج ولبسها تعرفين طينتها ..
~ آآآآآآآآآآآآآه يا عنود ماتدرين عن عهود وسواليفها , ياربي اش أسويييييييييي ~ قالت تسألها عشان تضيع الموضوع : اش مصحيك في هالوقت ؟؟ لا تقولين مانمت إلى الآن يا العاطلة ...
وصلتها ضحكت العنود وهي تقول : إي والله ما نمت إلى الآن عشان كنت أفكر في أمور الرعية , بعدين رزوق طلب مني أصحيه للفجر وخفت أنام عنه ..
وضحكت وهي تكمل : وياليتني فدته , الغبية موقته على أذان جدة ونسيت إنه في المنامة يختلف التوقيت , يسبقوننا بأقل من ساعة تقريبا ..
ابتسمت ريم لمن سمعت اسمه وقالت : كيف حاله دحين ؟؟ ومتى سافر ؟؟
: إمبااااااااارح سافر , والحمد لله إن شاء الله إنه أحسن , يعني صار يضحك ويفرفش شويه لكنه مازااااااااال صامت وسارح معظم الوقت ...
قالت ريم : الله يوفقه ..
وكملت لمن شافت صحباتها يلوحون لها : عنودي , صحباتي ينادون , عن إذنك ..
: مع السلامة ..
: مع السلامة ..
قفلت ريم جوالها وتبعت صحباتها وهي تفكر بآخر مرة شافته فيها , كان مرعب وإلى الآن ينتفض قلبها كل ما تذكرت منظره ذاك لكنها في نفس الوقت تحمد ربها إنه فاق من غفلته وتدعي له بالثبات , وهي ماشية من عند أحد المباني شافت بنت حاضنة صديقتها حضن مو طبيعي , نسيت نفسها وهي تطالع فيهم بحيرة ولمن شافت وحده منهم ترفع راسها لصحبتها وهي ... شهقت ولفت وجهها وهي تقول : أعوووووذ بالله , لاحول ولا قوة إلا بالله , يارب ترحمنا , يارب لا تسخطنا ...
ضحكوا صحباتها عليها وقالت وحده منهم بصوت عالي وهي تطالع فيهم بلا تردد : من وجدتموه يعمل عمل قوم لووووووط فاقتلوا الفاعل والمفعول به , اتقواااا الله ..
ولمن تحركوا البنتين ووحده فيهم تسحب الثانية اللي طالعت فيهم بحدة قالت : وين مارحتم ربي شايفكم ..
سحبوها صحباتها وريم تقول : فطوووووووم يالخبلــــه ناسية حكاية بنت الأحياء اللي ..
وحركت بيدها حركة مبهة وهي تقول : فاكرتها اللي استفردوا بها في الحمام ..
قالت فاطمة بحدة وهي ماهمها في أحد : الخوف من الله يا حبيبتي , والله ما أخاف من بشر , كنتم خير أمــــة للناس , ليييييييش ياهوانم ؟؟ تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر , بعدين شوفيهم كيف اختفوا من قدامنا , والله صاحب المعصية ذلييييييييييل , حتى لو جاتك تصارخ وتنافخ و تشوح بعيونها بتخويف بتظل ذليلة , ارفعي عليها الصوت شويه واثبتي تشرد من قدامك ..
وزفرت وقالت بقهر : اش خلاهم يتمادون ويسوون فعلتهم الشنيييييعة قدام الله وخلقه إلا السكووووت , دحين تلقينهم راحوا يدورون مدس ولا حمام وهذا مقامهم أصلا ..
وتحركت بعصبية وهي تقول : وتبغون مطر ورحمة من رب العالمين , الله يغفر لنا ..
لفوا البقية على بعض وهم يحطون أياديهم على موضع قلوبهم , قالت وحدة فيهم : والله بنروح فيها مرة من المرات من فطوم هذي , لو راحت وكلمتهم بهدوء كان ممكن يتعظون ..
هزت والثانية راسها وهي تقول : يا الناااايمة راحت لهم وكلمتهم كذا مرة لكنهم ما يتعظون ..
ضحكت ريم وقالت بحماس : بس تصدقون , عجبتني فطوم , شكلهم وهم مرتبكين كذا بعد ماكانوا زي الملوك نافخين ريشهم ورااااايحين فيها وهم يعلنون للكل عن حبهم بلا خوف يجنن , حمستني ودي أدور عليهم وأقولهم زي ماقالت ..
وقطبت حواجبها وقالت : هي اش قالت بالضبط ..
قالت أهدأهم : هذا حديث يالجاهلات , حديث عن الرسول يقول من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به , يعنيييييييي سواء كان رجال ورجال ولا حرمة وحرمة , وترى حتى البهيمة لو فعل بها يقتل اللي فعل وتقتل البهيمة ..
شهقوا وسألت ريم : لييييييييه , البهيمة اش سوت ؟؟
قالت وهي تلحق بفاطمة : لأنه كره أكلها بعد ما انفعل بها العمل من شدة قباحته ..
مشوا معاها وهم يستغفرون , لفت عليهم وقالت : وتصدقون إنه اللي تعمل هالعمل ملعونه , يلعنها الله من فوق سبع سموات ..
قالت ريم وهي تحط يدها على قلبها وهي تتذكر عهود وجيهان اللي دخلت عليهم مرة وهم في وضع مريب : يارب رحمتك , يارب عفوك وسترك ..
وحست بقلبها يتفطر بداخلها وبكل خليه من خلاياها تئن بألم من وقع اللي سمعته , من كثر ماصارت تشوف هالمناظر تساهلت الأمر بالرغم عنها , سنتين في الجامعة كانت كفيلة إنها تعودها على المناظر وتصير كإنها شي عادي , جلست تستغفر وتستغفر وهي تتمنى لو عندها قوة فاطمة عشان توقف عهود عند حدها أو يكون عندها حلم أزهار وتفكيرها الصائب عشان تقدر تواجه أختها بالعقل أو جرأة العنود وتهورها , على الأقل كان ممكن تسوي شي يبعد عنها ألم الصمت اللي يذبحها ويحسسها بالذنب ...



****************************


بعد نهاية الدوام في الرياض :

خرج من غرفة المدرسين اللي ظل حبيسها طوال النهار وراح لغرفة المراقب اللي رماه بنظرة غريبة قبل ما يرجع يطالع في الأوراق اللي قدامه , مسك القلم ووقع الخروج وتحرك , كان زيه زي الجدر اللي وراه طوال اليوم , ماكان أحد يكلمه ولا حاول هو يكلم أحد , لمن سمع أصوات الشباب المختلطة في الساحة , سحب نفس وخرج من المبنى , ثلاث خطوات خطاها في الساحة ساد بدأت بعده الأصوات تتخافت شيء فشيء , حس بإختناقه يزيد مع تراخي الأصوات اللي همدت تماما لعدة ثواني قبل ما ترجع الهمسات المتخافته , استمر في مشيه بثبات وهو يبتسم إذا جا بصره على أحد الطلبة مباشرة , ظهر جسم قدامه فتوقف عن المشي قبل مايتراجع خطوه عشان يميز الشخص , ابتسم وقال : كيف كان يومك يا بدر ؟؟
ابتسم بدر وقال بحماس وهو يأشر على عينه المضروبه والمحمر أسفلها : وناااااااااسة , فصلوني يومين ..
ضحك من قلبه وحس برغبة إنه يحضنه بامتنان لأنه أول شخص يخاطبه من بداية هالنهار , مين كان يتخيل إن أشقى ولد في الصف الأول و أكثرهم احتقارا و كرها للأساتذة واللي الكل يشتكي منه يصير من أحسن طلبته , حط كفه على كتف بدر وشد عليها بقوة وهو يقول بعتاب : تراني ضحكت على وناسة , و المفروض ما تفرح بالفصل يا بدر , تراني فرحان بمستواك الحالي وما أبغى أي شي يأثر عليه ..
قال بدر بحماس وهو يضربه تحيه عسكريه : as you wish, I do my best ...
طالع فيه سامر بفخر وقال : I will لأنك تتحدث عن مستقبل ..
هز راسه وقال بابتسامة : I will remember ..
شد على كتفه أكثر وهو يقول : إن شاء الله ..
وربت عليه وتحرك وهو يودعه , وتفاجأ ببعض طلبته يودعونه بحماس , ودعهم ودخل سيارته وهو متجاهل تماما قزازها الخلفي المكسور , أول ما تحرك طالع في الطريق بصمت , وقف عند أول إشارة وتلفت يمينه ويساره وصرخ بحماس : yeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeees..
وحمحم وقال يكلم نفسه : قول الحمد لله , اش يس هذي , الحمد لله , الحمد لله ..
وقاوم مشاعر حسها تغرقه للحظة وهو يسترجع كلام بدر اللي حاول يثبت له إنه يعتبره أستاذه رغم كل شي , حس بالمشاعر تترجم لدموع غريبه , دموع بداخله في حين ظلت عيونه جافه , قبض على الدركسون وضغطه بقوة وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله ..
ولمن أضاءت الإشارة الخضراء حرك السيارة وتوجه لحي بعيد عن حيهم , وقف سيارته عند العمارة وطلع وهو يقفز الدرجات درجتين درجتين , وقف عند بابها ودق الجرس , له فترة طويـــلة مازارها , لحظات مرت قبل ما ينفتح الباب وتستقبله ابتسامتها الرقيقة الهادئة , ابتسم وقال : السلاااااام عليكم ..
وسلم عليها وهو يقول : هلااااااااا خلودي , شخبارك يالقاطعة ؟؟
ضحكت وقالت وهي تأشر له يدخل : أنا القاطعه ولا إنتم اللي خونتم فينا وقلتم بتخيمون فجأة ..
سألها وهو يجلس على الكنبه : جيتي عندنا ذاك اليوم ؟؟
قالت : إيوه جيتكم , بالقوة أقنعت ولد عمتك وخليته يجيبني طلعتم في البر البريرة مع الشباب ..
وابتسمت وسألت : المهم , بشرني عن يومك ..
زفر وقال : الحمد لله ..
قالت وهي تقرب منه صينية القهوة اللي مجهزتها وحاطة فيها صحن بسبوسة وكنافة : واش سويت مع ولد محمد الـ ..
قال بطفش وهو يتناول منها الفنجان اللي صبته : لا تجيبين سيرته , الله يقطعها من ساعة اللي تعرفت فيها على هالجار , مايقدر يصك حلقه ويحفظ أسرار ..
ابتسمت وقالت بعتاب : مايجوز هالكلام , إنت تسب الوقت والوقت هو الله ..
استغفر وابتسم وقال وهو يحرك سبابته : ما نقول الوقت هو الله , الوقت والزمن كله بتقدير من الله هو اللي يجريهم , الله هو الدهر زي ماجاء في الحديث ..
ضحكت و قالت : كنت أحاول أشرح وأقرب المعنى , فعلا الأفضل ما نقول هالكلام ..
هز راسه وقال : كثير يقعون فيه , الله يغفر لنا ..
قالت وهي تطالع فيه بحنان : سمور حبيبي عادي اللي صار كان متوقع أقصد منتظر , يعني مو كل شي ممكن إنه يتخبأ خاصة إنه أبوي سوى نقلك لمدرسة قريبة داخل الرياض , بعدين قول الحمد جلست فترة طويلة رسخت فيها رجولك قبل ما ينكشف المخبأ صح ولا لا ..
ابتسم وقال بصدق : والله أنا مو متأثر من هالسالفة , صح في البداية خفت واكتأبت وحسيت إنه كل شي بينهار لكن لمن جلست أفكر وأتذكر كل اللي مريت به أقول الحمد لله على كل حال , يعني أنا فعلا إنسان سعيد ...
وزاد اتساع ابتسامته وهو يقول : سعييييييييد لدرجة ما تتخيلينها , لقيت فرصة لأقدم فيها اشيااااااء كثيرة , أول دلائلها وأنا خارج قابلني واحد من طلابي اللي قلت لك إنه متضارب مع ولد محمد عشاني , كلمني كم كلمة بالإنجليزي وودعني وهو مبتسم , حسيت لحظتها إني ملكت الكون , حسيت وقتها إني أستاذه اللي استفاد منه فـ شي ..
قالت بتأثر : الله يسعده يارب ويوفقه ..
زفر وقال : لا يمكن أنساه , صدقيني بيظل بصمة في تاريخي كمدرس , ولو يدري كيف كان أثر كلماته وابتسامته بداخلي ....
وهز راسه وهمس : حسيت بثقتي تكبر أكثر وأكثر بفضل الله أولا وأخيرا ..
لجظة صمت سادت قبل ما يرفع راسه ويطالع حولينه , الشقة الواسعة الخالية من الأصوات دعاها بداخله إن الله يرزقها الولد الصالح اللي يملأ لها البيت وهو يسأل : ومتى يرجع النسيب ؟؟
ضحكت وقالت : يووووووووو عد الساعات وإغلط , مايجي إلا حول خمسة ..
وقامت وهي تقول : تعال أغرف لك الغدا ..
حاول يتملص منها وهو يقول لها إنه أمه وسحر بيزعلون ليش ما خبرهم لكنها جلسته عند السفرة اللي فرشتها ودقت على بيتهم وهي تجهز الصحون , أنهت مكالمتها وقالت وهي تحط صحن الرز : يااااااا ويلك وسواااااااااد ليلك من سحر , تقول ذابحتك لا رجعت ذابحتك لأنها من زمان ودها تجيني ..
فكر في سحر للحظات وقال : الله يسعدها هالبنت , تصدقين أمس كنت بأكلمها في موضوع مهم ولمن قاطعنا ماهر قلت خيرة لأني بعد مافكرت في الموضوع أكثر وجدت إنه من الأفضل إني أسألك إنت هالسؤال ..
طالعت فيه وهي تجلس عند السفرة جنبه وهي تقرب له الملعقة , تابع وقال : بحكم إنك مجربة يعني ..
طالعت فيه بحيرة وطالع فيها بصمت قطعه وهو يسألها : برأيك أتقدم لوسام رغم فارق العمر ؟؟
اتسعت عيونها وهي تطالع فيه بصدمة وهي تهتف : وساااااااام !!!!!...


****************************

........................... يتبع ..



عذراء الاحزان
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها عذراء الاحزان

05 - 08 - 2008, 03:17 AM رقم المشاركة : 79
عذراء الاحزان
.+[ جرح نشط ]+.











مزاجي الأن



رد: ....... ### عندما عبروا حدود الظلام ### ......بقلم عاشقة امها....

--------------------------------------------------------------------------------

يوم الثلاثاء 9 / 10 / 1427هـ :
صباحا في الرياض :
زفرت وهي تطالع في الطالبة الجالسة أمامها والتزمت الصمت وهي تحدق فيها , رفعت الطالبة عيونها لها ورجعت رختها وبعد فترة رفعتها ورجعت رختها , وبعد هالصمت الطويل همست : أبله وسام والله الـ ..
قالت وسام بحزم : لا تحلفين باسم الله كذب ..
سكتت البنت بعدين قالت وهي تفرك يدينها : قصدي أنا كتبت هالرسالة بس , قصدي , بريئة ما كنت أقصد فيها شي ..
حطت وسام يدها على الورقة المفرودة قدامها وزحفتها إلى عندها وهي تقول بهدوء : طيب ممكن تقرئينها لي بصوت عالي يا جنى ..
طالعت جنى في الورقة قبل ما تتساكب الدموع من عيونها وهي تمسكها بيد مرتجفه , طالعت في وسام باستعطاف لكنها واجهتها بنظرات ثابته بلا مشاعر واضحة , طالعت في الورقة وهمست : حبـ .. حبيبتي ملاك .. أنا أحب شعرك الـ ...
وسكتت ودموعها تزيد , قالت وسام بهدوء : كملي ..
هزت راسها بلا وهي تغطي وجهها بيدينها , تجعدت الرسالة المحشورة في قبضتها , قامت وسام وتحركت لخلف مكتبها وجلست على الكرسي المقابل لجنى وقالت وهي تحط يدها على ركبتها : جنى لو الرسالة بريئة كان ما خجلت من قراءتها بصوت عالي صح ..
زاد بكاها فقالت وهي تبعد يدينها عن وجهها : طالعي فيني ..
طالعت فيها جنى فابتسمت لها بحنان وقالت : جنى أنا اش كنت أقولك ..
همست من بين دموعها : إبعدي عن ملاك وشلتها ..
هزت راسها وقالت بحنان : حبيبتي أناعارفه إنه ماما حاولت تنقلك ودايم تفتشك لمن ترجعين من المدرسة لكن لا تلومينها , أنا لو شفت مع بنتي كتاب زي اللي لقيته أمك مدسوس بين كتبك كنت بأراقبها ..
وحطت يدها على خدودها تمسح دموعها وهي تقول : شوفي كيف صار وجهك من البكى ؟؟
وضحكت وقالت وهي تناولها منديل : عيونك صارت زي عيون الباندا , لو شافتك أبله أماني بتسوي لك تعهد عشان الكحل اللي حاطته ..
مسحت عيونها وهي تشهق وتقول : كل شي منعتونا منه , إحنا بنات , لا سلاسل لا كحل لا مرطب لا عطر , حتى المرايات في الحمام مكسرة ..
قالت بتفهم : عانينا نفس المعاناة وصدقيني بأحاول أرفع للوزارة شكوى خصيص عشان المرايات , لكن المكياج مايحتاج في المدرسة لكل مقام مقال صح ولا لا , بعدين لاتلومينهم على منع العطر لأن البنات بهذلوهم يرشون العطر وقت الصرفة وتخرج الطالبة معطرة وهي ماهمها إنه البنت اللي يشم أحد الرجال ريحتها تعتبر زاينة ..
قالت ببرود : أمي تتعطر وهي خارجة ..
ابتسمت وقالت بهدوء : ومين قالك إن الأم ماتغلط , الأم بشر زيها زي باقي الناس , كلنا نغلط , لكن الحلو إن الإنسان لمن يعرف غلطه يحاول يتفاداه صح ..
سكتت للحظة قبل ما تقول : طيب يعجبني دلع ملاك ..
وسكتت على طول وهي تطالع في وسام بخوف وتردد , حافظت وسام على هدوءها وهي تهز راسها بمعنى كملي , كملت بتردد : تمشي وهي رافعة راسها , الكل يحبها ويستنى نظرة منها , والبنات حولينها يجرون لها ..
طالعت فيها بهدوء وسألتها : هذا اللي يعجبك فيها بس ؟؟
ترددت طويل قبل ماتقول : شعرها حلو يعجبني وحركاتها الناعمه وضحكتها وكلامها ..
وسكتت , كانت وسام تطالع فيها بهدوء وعقلها يدور بلا هواده , وأخيرا سألت بلطف : اش أكككككككثر شي يعجبك فيها ؟؟
قالت بلا تردد : حنانها , دايم تسأل عني لمن أغيب وتتصل علي في البيت وتسألني كيف حالي وتضحكني بهروجها وتعلمني على أشياء تشوفها أمي تفاهة وقلة أدب عشان كذا شالت عني التلفون لكن ملاك جابت لي تلفون ثاني دسيته في مكان ماتعرفه أمي ..
~ أهااااااااااااااااا , دحين فهمت ~ قامت و قالت : ماشاء الله عليها , الله يجزيها بالخير اللي تحب تطمن عليك , بس عارفه بما إنه أمك مهي راضية على مشيك مع ملاك و صديقاتها فإيش رأيك نبعد عنها شوية لو بمكالمات البيت على الأقل , إلين أتفاهم مع ماما وأفهمها إنكم صديقاااات ..
وضغطت على الكلمة عشان ترسخها في بالها وهي تكمل : إنت عارفه إنه رضى الله من رضى الوالدين ..
وابتسمت وكملت تنهي الموضوع : عارفه لمن قرأت رسالتك لاحظت إنك ماشاء الله عندك ألفاظ حلوة ومعبرة ..
طالعت فيها جنى بحيرة , قالت باقتراح : اش رأيك تشاركين في مسابقة أحسن تعبير اللي بتسويها المدرسة ؟؟ بعد أسبوعين نستلم التعابير ..
وقالت وهي توقفها و تمسح على شعرها : فكري ورديلي عشان أسجل اسمك في المسابقة , يلا عشان ماتفوتك الحصة ..
خرجت جنى وهي مبتسمة , زفرت وسام وجلست وهي تطالع في الورقة الساقطة على الأرض , رفعتها وطالعت فيها , وقع بصرها على (( ......... أحس بالدفء عندما أنظر لعينيك التي تسحرني برقتها , وأجمل لحظة عندما تلامس يدي يدك الناعمة الـ ...... )) زفرت ونزلت الرسالة وهي تستغفر وتقول : الله يسامحك يا أم جنى , هذا كله من إهمالك لو شبعتيها ماكان دورت في مكان ثاني , الله يسامحك ..
راحت وسحبت ملف جنى البنت المرحة المندفعة وهي تتذكر بكى الحرمة عندها وهي تترجاها تساعدها على السيطرة على بنتها اللي بدأت تتفلت من بين يدينها خاصة بعد طلاق أبوها وغيابه عن البيت , حطت الملف على المكتب ورفعت السماعة بتدق الرقم , تصنمت لمن شافت الاسم , انسلت السماعة من بين يدينها وضربت في سطح المكتب , رفعت الملف وهي تقبض عليه بقوة , صرخت بداخلها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااا ~ وخرجت بسرعة وهي مهي مهتمة بطول الكعب اللي لابسته , كانت تهرول في خطواتها وهي تطلع الدرج تروح للمبنى الأول حيث صفوف ثالث متوسط , قالت سامية : وسام اش ...
وسكتت لمن تعدت من عندها وسام اللي ما سمعتها وهي تطلع الدور الثاني قبل ما تجري في الممر , تعلقت عيونها بالصف الثالث / ب , وقفت عند الباب المغلق وهي تلهث بسرعة وتمسد شعرها اللي تناثر على أكتافها بفوضوية , تمالكت أنفاسها ودقت الباب ولمن فتحته قالت لأبلة الرياضيات : ممكن جنى شوية يا أبله هنادي ..
ابتسمت هنادي وقالت : جنى ..
لمن خرجت جنى تأملتها وسام ودارت ببصرها على تقاطيع وجهها , همست جنى : أبله وسام ..
بلعت غصة مريرة وهي تسأل : أمك هي اللي جاتني ذاك اليوم في المكتب ؟؟
هزت جنى راسها وقالت : إيوه , ليه ..
لأول مرة تفقد وسام ثباتها وهي تقول بتلعثم : هااا , لا ولا شي , كنت , كنت ..
~ وساااااااام ~ بلعت ريقها وقالت : كنت أبغى أتذكر شكلها عشان لمن أكلمها يكون بيننا تواصل أكثر ..
ومدت يدها بتربت على كتفها لكنها تراجعت في آخر لحظة وهي تقول : روحي لحصتك وانتبهي لدروسك ..
وأعطتها ظهرها قبل ما تدخل وتحركت وهي تعدل وضع بلوزتها الوردية اللي لبستها على تنورة جنز مرسوم عليها بخيوط وردية ناعمه , كانت تسمع صوت طرقات كعبها على أرض الممر الخالي مختلطة بصوت البنات وهم يقولون : أنا يا أبله , أنا يا أبله ..
وصوت المعلمه وهي تختار وحده منهم عشان تجاوب , صوت الفراشة اللي مرت من عندها وهي تمتم بغضب ليش ماوقعوا المعلمات على سجل الإحتياط قبل ما يطلعون وخلوها تضطر تقطع هالمسافات , كانت تحس الممر بلا نهاية وتحس الطريق لمكتبها بيكون بعد الشمس , شافت الباب الصغير في نهايته بقرب الدرج , دخلت منه للحمامات , استندت على أول مغسلة واجهتها وهي تهمس : ماعرفتني , جات عندي وماعرفتني ..
وحست بهواء يلفح خدها فرفعت يدها الثانية واكتشفت إنه خدها مندي , التفتت للجدر وابتسمت بمرارة لمن اصطدم بصرها بالجدر و شافت أثار المراية المنزوعة , غمضت عيونها بقوة وهي تهمس : ماعرفتني , أمي ماعرفتني , جات إلى عندي وكلمتني وماعرفتني ..
دوى بداخلها ذكرى صوته الغليظ وهو ينزع قميصها القطني الأصفر الموشى برسومات لورود ملونه : إنت مالك لا أم ولا أب يعني يتيمة , شفتي سالي اللي تحبين تتفرجين عليها والله لا أطشك في دار أيتام يخلونك فيها زي الخدامة , زي سالي ..
كانت تحس بتحرك القميص ومرور طرفه من أسفل قدميها لركبها لخصرها ثم عبور فتحته من خلال رأسها وذراعينها المنكمشة بخوف , البرودة اللي اجتاحتها وخجلها من وقوفها قدامه بسروالها الأبيض اللي يوصل لنصف فخذها واللي فرحت بالرسمة الصعير على طرفه واللي تماثل الرسمة في فنيلتها القطنية , همست بخوف : لاااا ..
مد يده ونزع رباط شعرها اللي تناثر حولين وجهها الدامع و تقدم لها , أنفاسه , رائحته , لمساته , دخان سجائره المتصاعد و اللي تخبو حرارتها وتعلن إحتضارها على صفحة فخذيها الغضة لمن تطبقها بخوف واشمئزاز , أياااام وأياااام وأياااام .....
(( عارف إنك تبغين أحد ### , أنا عارف إنه عمك اغتصبك )) , يد ترتفع وتهوي على خدها وصوت الصفعة يدوي في أذنها , دموعها اللي تغرق عيونها الكسيرة اللي نحتت السنون أخاديدها حولينها وهي تصرخ : أنا قصرت معاك في شــــي ..
: أنا ما أضمن لك أحد غير أولادي لأني أعرفهم ومربيهم بنفسي , صدقيني لو ما وافقوا على الموضوع ما بينشرونه , ماعندي إلا خالد وسامر , واحد منهم بأفاتحه بالموضوع بسرية تامة , المثل يقول أخطب لبنتك ولا تخطب لولدك وأنا أعدك بنتي , وأوعدك يا وسام إنه ما أخبره بالموضوع إلا بعد مايبدي موافقته التااامة عليك عشان ما تقولين شفقة أو يحز في نفسك أو ....
صوته الحنون اختلط بصرخة سطام وهو يندفع لفيصل , صقر وهو يصارخ ويضرب الجدر ...
صرخت : لااااااااااااااا ..
وفتحت عيونها على اتساعها وهي تنتبه إنها مازالت في حمامات المدرسة , تلفتت حولينها برعب وهي تهمس : ليه يا أمي ؟؟ ليه سبتيني ؟؟ ليه ما عرفتيني ؟؟ جنى أختييييييييي , جنى أختيييييييي , الحرمة ذيك أمييييييييييييييي ..
سحبت نفس طويل بشبه شهقة وهي تعصر المغسلة بيدينها قبل ما تصرخ بلا شعور : لييييييييييييييييييييه ؟؟ ...
طالعت حولينها لكن المنظر كان يتماوج مع دموعها , صرخت بحرقة : ماعرفتيني ليييييييييييييييييييييييه ؟؟
كانت تصرخ بداخلها ~ وسام إنت في المدرسة , وسام تمالكي نفسك , وسام مو معقولة اللي تسوينه , أذكري الله , أذكري الله , وساااااااااام ~ لكنها كانت تحس جسمها يتصرف بغير ما يمليه عليه عقلها , كانت الصرخات تندفع من بين شفايفها بدون ما تقدر توقفها , صرخت وهي تنتحب : ياااااااااااااااربــــــــــ ...
وعصرت رخام المغسلة المندي البارد وهي تصرخ بكل قوة في حنجرتها : رحمــــتك يااااااااااااااااااااربـــــــــ ..
اندفع جسم عبر باب الحمام وصاحبته تهتف : وساااااااااااااام , وسااااااااااام اش فيك ؟؟
ضمتها سامية وهي تقول : بسم الله عليييييييييييك اش فيييييييييييييييك ؟؟
صرخت بحرقة وهي تتشبث فيها : ماعرفتنييييييييييييييييييييييييييي , ليييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟
ضمتها بقوة وهي تصرخ : وسااااااااام قولي لا إله إلا الله ..
صرخت وسام من أعماقها : ماعرفتنيييييييييييييييييييييييييييييي ..
وضربت صدرها وهي تصرخ : أنا بنتهااااااااااااااااا , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
صرخت في معلمة الدين اللي اندفعت مع مجموعة بنات مذهولات : مريم صكي الباااااب , خرجيهم ..
دفعتهم المعلمة للخارج ولفت على وسام اللي صرخت وهي تقاوم سامية : ياااااااااااااربــــــــــ , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حرقة قلبك يا وسااااااااام , ثلاثة وثلاثين سنة يااااااااااااااااربـــــــــ ..
ضمتها مريم وهي تقرأ عليها وسامية تقول من بين دموعها : وسام حبيبتي لا تسوين في نفسك كذا ..
كانت تصرخ بداخلها ~ أنا مافيني شي سيبوني لوحدي , سامية لا تخافين أنا بخير بس خلوني أطلع اللي جوتي , سامحوني , سامحوني ~ انفتح الباب واندفعت أنغام مع المديرة وهي تسأل برعب : اش فييييييه ؟؟ وسام اش فيهاااااااا ؟؟
وصدح صوت أماني وهي تصرخ في الطالبات عشان يرجعون للفصول , وسام كانت تسمع وتشوف كل شي لكن كإنها تشاهد فيلم , كإنه روحها اللي تحسها بتطلع من جسدها خرجت وتطالع على المشهد من البعيد , الطاقة اللي كانت فيها تلاشت فخارت أقدامها وطاحت على الأرض ومريم تحاول تمسكها , كانت دموعها تذرف من عيونها الشاخصة لهم , ناولتها أماني كاسة الموية اللي جابتها الفراشة وسقتها إياها مريم ومسحت وجهها بها وهي تسمي وتقرأ , همست سامية وهي تجلس على الأرض جنبها وهي تثبتها في حضن مريم : خلاص يا وسام , عشان خاطري خلاص , حرام اللي تسوينه في نفسك , والله حراااااااااام ..
وصاحت وهي تحط راسها على صدر وسام , كان ودها ترفع يدها وتمسد على راس سامية تطمنها لكنها كانت تحس جسدها زي صبة الإسمنت , همست بضعف : خلاص مافيني شي , مافيني شي , أنا بخير , أنا بخير , مافيني شي , أنا بخير ..
وجلست تكرر هالكلمتين بصوت غير واعي وعيونها مثبته على اللامكان , قالت سامية بخوف وهي ترفع راسها : مريم , حاسه ..
هزت مريم راسها ولفت على أنغام والمديرة وقالت : لازم ننقلها مستشفى , جسمها كل يرتجف ..
انتبهوا لحظتها ليدين وسام المصفرة واللي تنتفض بخفة ووجهها الشاحب وشفايفها اللي استحالت للون أبيض مزرق , همست بتعب وهي تهز راسها : مستشفى لا , مافيني شي , أنا بخير , مستشفى لا ..
تساعدوا وسندوها ونزلوها لمكتبها , قالت سامية وهي تلبس عبايتها : أقول لو بتستنون الإسعاف بتموت وهم ماجووا , زوجي برا , وحدة من المعلمات تمشي معايا ..
قالت أماني المراقبة وهي تتحرك بسرعة : أنا أروح معاك ..
قالت أنغام بمرح تحاول تخفف الجو وهي تجيب عباية وسام من العلاقة : إن شاء الله إنك بخير , بس قاعدة تتدلعين علينا عشان تختبرين غلاتك ..
وتوجهت لوسام الممدة على الكنبة ورفعتها ولبستها العباية بمساعدة مريم , زفرت المديرة وسألت بحنان : ها وسومه كيفك دحين ؟؟
وسام اللي كانت تحس نفسها تسبح في اللاشعور هزت راسها اللي تحسه بثقل الأرض وهي تهمس : أنا بخير , مافيني شي ..
قالت أنغام بتوتر : هو لو تغيرين هالكلمتين أرتاح وأعرف إنك طيبة ..
همست : أنا بخير , مافيني شي ..
وسكتت للحظة قبل ما تهمس : سامحوني ..
وغطت وجهها وهي تهمس : سامحوني , سامحوني , سامحوني ..
ورجعت تنشج نشيج صامت , ضمتها مريم وهي تقول بحنان : ولو , إحنا أخوات مابيننا شي ..
وساعدتها على الوقوف لمن جات أماني بعد مالبست عبايتها , وصلوها لحد الباب وهناك مسكوها أماني وسامية ودخلوها السيارة , زفرت المديرة وهي تحوقل ولمن لفت وشافت الطالبات المتجمعات عند باب المبنى ويطالعون بفضول صرخت : على فصووووووووولكم ...



*******************************



تجاهل رن الجوال وهو يعدل بشته الأسود ويطالع في الباب المغلق , رفع الجوال بـ يشوف مين اللي يدق عليه بهالكثرة لكنه رجعه لمن انفتح الباب وخرج منه رجال من ضمنهم سامر , وقف وهو يطالع فيه بتوتر , طالع فيه سامر بصدمة قبل ما يقول : أبويـــه , إنت هنا ؟؟
ابتسم عبد الكريم وقال : ها بشر , كيف الجلسة ؟؟
هز راسه وقال وهو يمشي معاه في أروقة الوزارة : بيستمرون على إيقافي إلين يتفاهمون مع الآباء , تعرف جا كم أب واعترض على تدرسي لمن عرف من ولده إني كنت مدمن ..
قبض عبد الكريم يده بغيض وهو يقول : غجر , طول عمرهم غجر , يعني المدرس كااااااااان مدمن ومن وقت طويل أجي وأشتكيه وأقطع رزقه كله عشان خايف على ولدي ..
ابتسم سامر وقال بهدوء : هذاك تدافع عن ولدك , أبويه كل يهتم بولده بشكل , خلينا واقعيين , لا تلومه , أنا لو بأدري إنه ولدي عند مدرس مدمن بأخاف ..
زفر وقال : الحمد لله , الحمد لله ..
ضحك سامر وقال وهو يطالع فيه بحنان : واش مخليك سايب الشركة وجاي هنا ؟؟
قال عبد الكريم بتردد : قلت أكون جنبك يمكن ...
ضحك وقال وهو يربت كتفه : أبويه أنا ماعاد إني صغييييير ..
لف عليه عبد الكريم وقال : بتظل ولدي الصغير في عيني إلين أموت ..
سلم سامر على راسه بصمت وتحرك معاه وعبد الكريم اللي رفع الجوال ورد عليه قبل ما يقول : خلااص يا بنتي , شويه وإحنا عندك , مسافة الطريق ..
وزفر وقال وهو يغلق جهازه : هذا كلللله الدق عشان الجامعة ..
قال سامر : أكيد المريخيه ..
ضحك وقال : يعني سحر أطلقته والكل صار يستخدمه ..
ومشوا بصمت قطعه عبد الكريم و هو يقول بهدوء : عارف , دحين لا رحت المدرسة أكيد بيغيرون قرار التوقيف , إحساسي يقول كذا ..
وقف سامر وطالع فيه بشك فقال : كلمت واحد من معارفي وقال إنه بينهي الموضوع ...
لف على أبوه وقال : أهااااااااااا , دحين عرفت ليش جاي , كنت تتوسط لي ...
قال عبد الكريم بسرعة وهو خايف من اعتراض سامر اللي كان متوقعه : أنا ما أتوسط لواحد ما يستحق ..
هتف سامر : أنا ولـــدك , يعني أكييييييييد ما بيشوفوني أستحق الواااااسطة ..
قال بحزم : خليهم يقولون اللي يقولونه مهي مهمة نظرة الناس , المهم إنت إيش عند الله والله عالم إنك تعبت وجاهدت إلين وصلت للي إنت فيه دحين ..
وكمل وهو يطالع فيه بنظرات قوية : إذا ربي كتب وقدرني بأسوي اللي أقدر عليه و ما حأخلي أحد يضيع مستقبلك بكم كلمة وكم توقيع ..
وتحرك بخطوات قوية , زفر سامر وتبعه وهو يقول : جوالك يدق ..
رفع عبد الكريم جواله وسامر يكمل : أبويه لازم أتكلم معاك على هالحكاية لا وصلنا البيت إن شاء الله ..
هز عبد الكريم راسه وهو يرد على أخته , استغرب سامر لمن شاف أبوه يقطب حواجبه قبل ما يهتف : كييييييييييييف ؟؟ مستشفــــــــى !!
لف طالع في سامر ورجع تحرك بسرعة وهو يقول : متى هالكلام ؟؟ لااااااا حول ولاقوة إلا بالله ..
وزفر وهو يكمل : خلااااااص لاتصيحين جايك في الطريق , أقولك جاي لك خلااااص ..
وصك الجوال وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
لف على سامر وهو يتوجه للمواقف وقال يطمنه : روح مدرستك و أنا أروح لعمتك نجلاء , تبغاني أوديها المستشفى ..
~ وسام ~ ليه اندفع اسمها على باله فجأة أول ما سمع اسم عمته , سأل أبوه باهتمام : عمه نجلاء تعبانه ؟؟ فيها شي ؟؟
قال أبوه وهو ماوده يجاوبه : لا بنتها شويه تعبانه ..
وتحرك لسيارته اللي يستناه السائق فيها , قال سامر يستوقفه : بس سمعتك تقولها لا تصيحين لا يكون مخبي عني شي ..
ابتسم عبد الكريم وقال يطمنه : إن شاء الله خير , روح مدرستك ..
طالع فيها بتردد وقال بعدها بلهجة حاول يسبغها بالهدوء : هيام أمس كانت عند سلافة في البيت وماكان فيها شي ..
طالع فيه عبد الكريم وهو يتساءل بداخله عن سر هالسؤال ~ يكون فكر بوسام زي ما وعدني ؟؟ ~ قال وهو يرصد انفعالاته : مو هيام , قصدي وسام , تعبت في المدرسة ونقلوها المعلمات للمستشفى ودحين بأروح آخذ عمتك عشان تتطمن عليها ..
تغيرت ملامحه لثواني قبل ما يقول : الله يعينهم ..
وتحرك لسيارته , ركب عبد الكريم سيارته وهو يقول لسائقه على المستشفى , وفتح القزاز لمن شاف سامر جاي له , حط سامر جبينه وقال : أوديك المستشفى , عشان السواق بيروح لسلافة ..... عشان الجامعة ..
ابتسم أبوه وهز راسه وهو يفتح الباب , ثبت بشثه على المقعد وهو يوصي السايق عليه ويقوله يروح البيت وياخذ زوجته عشان يوصلون سلافة للجامعة , ركب سيارة سامر اللي التزم الصمت وهو يدعي بداخله إنه أبوه مايسأله عن سبب هالمبادرة ولا يعلق على الموضوع لأنه هو نفسه مو عارف السبب , أول ما وصلوا عند العمارة لقيوا نجلاء عند بابها واقفه بعبايتها , أول ماشافتهم دخلت بسرعة وهي تشهق من كثر البكى , لف عليها عبد الكريم وهو يحوقل ويقول : قولي لا إله إلا الله , الحمد لله , البنت ماماتت ..
قالت وهي تمسح دموعها : ماعمره صار لها هالشي , المديرة تقول إنها طاحت وما فهمت منها اش قاعدة تقول ..
جلس يهديها إلين وصلوا المستشفى وهناك دقت نجلاء على سامية اللي قالت لها إنهم في طوارئ النساء , راحت لها بعد ما وصاها عبد الكريم إنها ما تصيح عنها , دخلت عليهم لقيتها منسدحة على السرير ومثبت فيها مغذي , أول مرة تشوفها بهالضعف , طول عمرها كانت تظهر بمظهر القوية المبتسمة , دمعت عيونها غصب عنها وهي تتقدم لها قبل ما تدنق عليها وتضمها وهي تهمس : وسام ..
فتحت وسام عيونها وأول ماشافت وجهها الحبيب لقلبها اندفعت الدموع لعيونها وهي تقول بصوت باكي : أميييييي , أميييييييييييييي ..
وضمتها بيدين ضعيفة , صاحت نجلاء في حضنها وهي تهمس : يا حبيبة أمك إنت , اش فيييك ؟؟ اش بك ؟؟
مسحت سامية دموعها وهي تطبطب على ظهر نجلاء وهي تقول : مافيها إلا كل خير إن شاء الله يا عمه , هي تعبت علينا شويه , تدلع ..
بعدت عنها نجلاء ومسحت على شعرها وهي تتأملها بخوف , همست وسام بتعب وهي تمسح دموعها اللي مهي راضية توقف من جات من المدرسة : مافيني شي , أنا بخير صدقوني ..
قالت أماني بحزم : لا تتكلمين , ارتاحي دحين إلين يخلص المحلول ..
وبدأت تعدل حجابها وهي تأشر لسامية إنه لازم يتحركون دحين مادام جوا أهلها , سلمت على نجلاء وطمنتها وقالت لها على اسم الطبيب اللي شاف حالتها وخرجوا وهم يتمنون لها الشفاء العاجل ..
طالع عبد الكريم في الحرمتين اللي خرجوا وطالع في الممرضات اللي يدخلون ويخرجون وقال : مافي أحد يقولنا على اللي صار ..
خرجت نجلاء وقالت : عبد الكريم ..
جاها عبد الكريم ووقف سامر في مكانه يطالع لهم من البعيد , كان يشوف حركات يدينهم ويسمع همهماتهم من دون مايعرف اش فيه , وشاف أبوه يدخل شويه ويرجع يخرج وهو يزفر قبل ما يكلم وحدة من الممرضات , ~ أنا اش جابني ؟؟ من جد مال أمي داعي , راز بوجهي هنا ~ طالع في ساعته وهمس : أروح مدرستي أبرك ..
وتحرك عشان يسأل أبوه إذا بيطول ولا لا فـ شاف الطبيب واقف عنده ..
: انهيار عصبي مفاجئ مع ارتفاع في ضغط الدم ..
تصنم في مكانه وطالع بصدمة في أبوه وعمته اللي ضربت صدرها وهي تقول ك يا حسرتي على بنتي , انهيااااااااار , من إيه ؟؟
قال الطبيب السعودي الكبير في السن : الحقيقة هي ما رضيت تتكلم واكتفت بكلمة ضغوطات وأنا الصراحة تفاجأت إنه وحده صغيرة زيها ممكن يرتفع عندها الضغط بهالشكل ..
وابتسم وقال : وأنا قلت لها لسه بدري عليها تزعل وهي ماشافت من الدنيا شي ..
دخلت نجلاء بسرعة عندها وقال عبد الكريم : وكيفها دحين يا دكتور ؟؟
قال وهو يهز أكتافه : الحمد لله بخير , المهم ماتتعرض لأي ضغوطات ثانية , أنا ماتكلمت عند أمها عشان ماتخاف , الضغط كان مرتفع بشكل مخيف , مايهمني ارتفاع الضغط العالي , اللي فجعني إنه ضغطها المنخفض كان عالي وهو عادة ما يرتفع بهالشكل , أنا حاليا أعطيتها حبة تحت اللسان تنظم ضربات قلبها ومحلول وإبرة مهدئة وإن شاء الله خير ..
قطب حواجبه وسأل : ومافي لها علاج ؟؟
ابتسم وقال : لا ما وصفت لها أي علاج لأنها حالة عابرة , لكن لو تكررت هنا يكون لنا كلام ثاني , مالها إلا الراحة ..
وتناول ظرف من الممرضة اللي جات وخرج ورقه منه ووقعها وهو يقول : وهذي ورقة إجازة لبكرة طلبتها لها زميلتها , مع الخميس والجمعة كمان إن شاء الله تكون إرتاحت وتقدر تباشر عملها ..
ورجع الورقة للظرف وناولها لعبد الكريم اللي طالع فيها بصمت قبل ما يزفر وهو يحطها في جيبه وهو يستغفر , التزم سامر الصمت وعقله يدور بملايين الأسئلة , خرج من عمق أفكاره لمن انتبه لنظرات أبوه اللي همس : شوفها يمكن ربي يوفقك بينكم ..
انصعق سامر من اللي قاله وهتف غصب عنها : دحيييييييييين ..
زفر عبد الكريم وهمس : إنسى اللي قلته , إنسى ..
وتحرك للغرفة , زفر سامر وهو يحاول يهدي ضربات قلبه اللي تسارعت بشكل مفاجئ ..
وقف ورا الستارة وناداها , خرجت له نجلاء وهي تقول : هلا ..
همس يسألها : ماقالت اش زعلها ؟؟
هزت راسها وهمست وهي تخرجه برا الغرفة عشان ماتسمعهم وسام : مارضيت تتكلم ولا تفتح فمها بحرف ..
وكملت بقلق : ماعندها غير أنا بخير ومافيني شي و ..
اختنق صوتها فـ ربت عبد الكريم على كتفها وهو يهمس : خلاص يا نجلاء ..
قالت بصوت باكي : خايفه إني أنا السبب ..
طالع فيها بحيرة وهو يقول : إنت ؟؟ ليش ؟؟
مسحت دموعها من تحت غطاها وهي تهمس : شكلها كانت مترددة من ناحية سامر لكن أنا قعدت أزن عليها عشان توافق على خالد فرفضت الاثنين ..
حس بطعنة في قلبه من كلمتها فطالع فيها بعتاب وهو يهمس : خالد مو أحسن من سامر عشان تفضلينه , ما توقعت إنه حتى انت تفكرين بهالتفكير ..
شهقت لمن تذكرت موضوع سامر اللي انتشر وتوقيفه عن التدريس وقالت بصدق : والله ما قصدت , أنا قلت يكون أكبر منها أحسن عشان يكون في تقارب أكثر , خفت إنها توافق عليه وتتعب بعدين من تعليقات الناس لأنه أصغر منها ..
طالع فيها بحيرة وقال : الاثنين أصغر منها ..
سكتت وهي تطالع فيه فقال : خالد أصغر منها وسامر كمان أصغر منها ..
قالت وهي تهز راسها : لا خالد جا قبلها بسبع شهور , جا شهر خمسة ..
ابتسم وقال : هذي خلود , خلود اللي جات قبل وسام وخالد بعدها بسنتين ..
شهقت وقالت : إي والله صــــح , أنا كيف نسييييييييييت ؟؟
هز عبد الكريم راسه وقال بعتاب : نسيتي و شوشتي وسام كمان , شكلها يوم شافت إنك إنت أمها واللي تعرفينها وتعرفين وضعها فضلت خالد على سامر لأنه أكبر خافت توافق على سامر و ..
سكت لمن غطت وجهها بيدينها وهي تصيح وتقول : والله ما قصدت , خفت عليها , ماكنت أبغاها تندم على شي سوته , ماكنت أبغاها تقول إحنا جبرناها عشان وضعها ..
ضمها بحنان وطبطب على ظهرها وهو يقول : فاهم , والله فاهم , شكلنا الاثنين ضغطنا عليها ..
ولف على سامر لقيه مستند على الجدر وهو غارق في التفكير , زفر وقال : الأفضل إننا نسيبهم في حالهم , اللي يقدمه ربي فيه الخير ..
وبعد نجلاء وقال : إذا تقدم لها عريس وشفت إنه رغبان فيها وكفو بأكلمه في الموضوع و إن وافق الحمد لله وإن راح خيرة من رب العالمين ..
هزت نجلاء راسها وهي تقول : كذا أحسن , لأنها مهي على بعضها الأيام الأخيرة ..
وتحركت للغرفة , شافتها جالسة والممرضة تنزع الإبرة من ذراعها وتحط لها لصقة , ابتسمت وقالت : ها حبيبتي كيفك دحين ؟؟
أجبرت نفسها جبر و ابتسمت وهي تقول بصوت حاولت تخليه طبيعي : الحمد لله , إن شاء الله أحسن ..
ساعدتها في لبس العباية وشالت شنطتها اللي أعطتها لها سامية , قالت وسام وهي تتناول الشنطة منها : أمي ما يحتاج ..
قالت نجلاء وهي تقبض على يد الشنطة : إلا يحتاج ..
ومسكت يدها باليد الثانية , لمن حست بأصابيعها الباردة طالعت فيها بألم , ابتسمت وسام وضغطت على يدها وهي تقول : الله يا أمي , يدك دافيه ..
تغطت نجلاء وخرجت وهي تقاوم دموعها , تحرك سامر بسرعة أول ما شاف سوادين قدامه , رصت وسام بلا شعور يد أمها وهي تغمض عيونها , قالت نجلاء : وسام فيك شي ؟؟؟
هزت وسام راسها بلا وتحركت وهي تثبت عيونها على الأرض , كانت ترد على عبد الكريم اللي مشي جنب نجلاء وتشكره على مبادرته الطيبة , ركبوا السيارة ورجعوا للعمارة , أول ما طلعت درجات العمارة عصفت بها الذكرى , تماسكت وطلعت وسابت أمها اللي كانت تحاول في عبد الكريم إنه يطلع معاها , رفض عبد الكريم بلطف ورجع للسيارة بعد ما وصاها إنها تخبر وسام على اللي قالوه وإنها تعتذر منها على لسانه لأنه ضغط عليها بشكل غير مباشر بمبادرته اللي حاول بها يلقى حل لمشكلتها , بعد لحظة صمت في السيارة لف سامر بعزم لأبوه وقال : أبويه ..
لمن لف عليه أبوه حس بعزمه يتلاشى فهمس : لا ولا شي , نأجل الموضوع أحسن ..
: تكلم , قول ..
طالع في الطريق وقال : رحت لخلود وتكلمت معاها على الموضوع ..
لف عليه أبوه باستنكار وهو يقول : طلبت منك يكون سررررررر ..
قال : أنا كنت أحتاج نصيحة , رأي وبما إنه خلود أختي وكتومة وهي أكبر من زوجها بثلاث سنين قلت أسألها , يقولون اسأل مجربا ولا تسأل حكيما ..
زفر عبد الكريم ولف يطالع من القزاز وهو يقول : و ..
صمت طويل ساد ماحاول يعكره عبد الكريم قبل ما يسمعه يقول بثبات : أشوفها نظرة شرعية وإن شاء الله ربي يقدم اللي فيه الخير ..
لف عليه عبد الكريم وهو يحس بالسعادة تملأ قلبه لكنه كتمها وهو يسأل بثبات : كلامك هذا مو بسبب اللي سمعته اليوم ؟؟
ابتسم وهو يوقف عند المحطة ويأشر للعامل إنه يعبيه بالكامل ولف على أبوه وقال بثقة : لا مو عشان اليوم , أنا مكلم خلود من يوم السبت لكني كنت متردد أكلمك قبل ما انتهي من مشكلة المدرسة ..
قال عبد الكريم بفرح : خلاص أخليك تشوفها ..
ولمن تذكر قال : بس تشوفها بدون ماتدري هي لأنه في موضوع ثاني لازم نتكلم فيه بعد ماتشوفها وتتأكد إنك تبغاها ..
قطب حواجبه وقال : موضوع ..
زفر عبد الكريم وقال : الموضوع اللي قلت لك إني أحتفظ به لنفسي ..
طالع فيه سامر بتوتر وهو يتساءل بداخله اش ممكن يكون هالموضوع ..



**************************


بعد العصر في جدة :

: إخص عليك يا حسين , كدا تضرب أختك الصغيرة , يلا أولها آسف ..
خرج عمر من عمق ذكرياته و شاف طفل السادسة يعقد يدينه ورى ظهره وهو يقول بصوت مخنوق لطفلة الرابعة : أنا آسف ..
ابتسمت الطفلة ذات الشعر الأجعد وقالت ببراءة وهي تمد لعبتها له : نلعب بيها سوا يا حسين , إي رأيك ؟؟ ..
رفع الأب عيونه عنهم وابتسم لعمر اللي كان يراقب المشهد وقال بتحبب : البنات طول عمرهم حنينين ..
بادله عمر الابتسام وقال : الله يحفظهم لك ويصلحهم ..
ولف عن المنظر وطالع في أزهار الواقفة عند طاولة محل الهدايا تراقب تغليف الهدية اللي ساعدته على اختيارها عشان تكون هدية زواجه لمنى , وقف جنبها وعدل عبايتها اللي كانت منزلقة شويه عن راسها , التفتت له وهمست : وين كنت ؟؟
قال : هنا وهناك , ألف في المحل ..
ابتسمت بحب وهي تتأمل وجهه , كانت كل قسماته تدل على توتره وخوفه , مدت يدها المغطاة بقفازها ورصت يده بقوة , رص يدها وهو يبتسم , قطع تأملها لوجه أخوها يد قوية مسكت يدها وسحبتها من يده وصاحب اليد يقول : لا والله ..
مسكت ضحكتها وهي تشوف حرج عمر اللي بعد عنهم , لفت على جاسم وهمست : هلا , وين رحت إنت الثاني ..
قال بتريقة : لا تضيعين السالفة , حضرتك ماسكه يده ليش ؟؟
و رص على يدها وقال لعمر بمزح : لو سمحت روح إمسك يد حرمتك , حرمتي لا ..
دقته باعتراض وهي تشوف وجه عمر المتلون من الخجل , ضحك وقال : اثنين أحب أفشلهم في هالحياة , العنود وأخوك ..
همست : جسوم حرام عليك ..
لف عليها وقال وهو يحرك حواجبه : لا تحرمين من عندك ..
دفع عمر سعر التغليف وشال الكيس وتقدمهم , قالت أزهار وهي تأشر على الكافتريا : أبغى ورق عنب ..
بلا مقدمات ضحك عمر من قلبه وشاركه جاسم الضحك , غطى عمر فمه بسرعة وهو يحمحم لمن التفتوا الناس على ضحكتهم المفاجئة , همست أزهار : الله يفشلكم تضحكون ليه ؟؟
قال عمر وهو ماسك ضحكه : جاسم أول مادخلنا السوق قال أتحداك نخرج من السوق من دون ماتطلب أزهار أي أكل ..
نقلت بصرها بينهم وقالت باستنكار : ماخذينه تريقة ..
ولفت بوزها وتحركت قبلهم , قال عمر وهو يعدل غترته ويتحرك وراها : ياويلي زعلت ..

قال جاسم بلا اهتمام وهو يأشر على محل كواليتي : صدقني , بس أجيب لها آيس كريم فروالة بالبسكوت تنسى أبو الزعل , أصبر و شوف ...
ولمن شاف عمر يطالع فيه باستغراب ابتسم وقال وهو خايف إنه عمر فهمه غلط : ترا ما أقولها تريقة , لا والله , هذا شي يعجبني فيها , مافي أطيب من قلبها ما تزعل من أحد وسهل إرضاءها الحمد لله ..
ابتسم عمر وقال : أنا كنت مستغرب إنك صرت تعرفها أكثر مني وفي هالمدة , قصدي , أنا ماكنت أعرف إنها ... كيف أشرحها ..
ابتسم وقال : فهمت قصدك , لمن تتزوج حتفهم ..
ودخل المحل واشترى الآيس كريم وخرج ولمن شاف توتر عمر قال : بكرة الزواج هااا ..
هز راسه وزفر وهو يقول : الله يسهل ..
قال جاسم بصدق وهو يطالع في أزهار اللي وقفت قدام وحده من الواجهات الزجاجية : ترا الزواج صعب في البداية , صعب جدا , محد فاهم الثاني , تحس برعب من كل تصرف يصدر منها ومنك , ولمن تفكر اش بيصير بعدين تحس الرعب يزيد , وبتصير مشاكل لا لها أول ولا ثاني , لكن ..
ابتسم وكمل وهو يلف على عمر اللي كان يسمع بحواجب مقطبة : لو كنت حكيم وصبور و متفائل صدقني بتعدي هذا كله إن شاء الله ..
وزفر وقال : هذا اللي تعلمته من أختك ..
ولمن وصلوا لها لفت عليهم وقالت بغيض : ساعة إلين تجو ...
وقطعت عتابها وهي تطالع في الآيس كريم , ناوله لها جاسم وقال : تفضلي ..
قالت بفرح : ليـــه , شكرا ..
وأخذت الآيس كريم وتحركت لبوابة الخروج , لف عليه جاسم وضحك وهو يقول : شفت ..
قال عمر بحنان : طول عمرها قنوعة , تزعل وترضى بسرعة ..
وخرجوا من السوق وتوجهوا لشقتهم , كان عمر منحرج منهم لأنهم من أول يوم العيد وهم حالفين عليه ينام عندهم عشان ما ينام في البيت قبل العروسة , لمن وصلوا الشقة قال جاسم : بعد إذنكم أستأذن ..
ابتسم عمر وقال : مباراة الإتحاد والهلال ..
رفع جاسم حواجبه وقال : عجيييييييييييييب والله , الإمام عارف المباريات ..
ضحك عمر وقال : مابقي أحد ما تكلم عن هالمبارة المنتظرة , حتى العيال الصغار في السوق سمعتهم يحللون قبل المباراة ..
قال برجاء : إدعي يفوز الإتحاد عشان نكسر خشم الهلالية وعلى أرضهم كمان ..
ابتسم عمر وقال : لو بأدعي للإتحاد عشان ما تجوون منكدين من الهزيمة بكرة ..
قال جاسم : لا تقوووول ترى الملافظ سعد ..
ضحك عمر وقال : الله يوفقك الجميع وخاصة الإتحاد , رضيت ؟؟
ابتسم جاسم وأشر على راسه بتحية وهو يرجع لسيارته عشان يلحق على المباراة اللي بيتفرجها عند عبد الإله ..
قالت وهي تطلع للشقة معاه : تصدق , أحمد ربي إنه جاسم مو من النوع المتعصب مرة للمباريات , قصدي صح يزعل على الخسارة ويفرح للفوز لكن مو من النوع المجنون زي بندر ومعاذ أخوان مشاعل , يووووووو إذا خسر الإتحاد يحطون حرتهم في مشاعل وأخواتها ..
ولمن دخلوا الشقة سألها : كيفها مشاعل دحين ؟؟
هزت راسها وقالت وهي تنزع قفازاتها : الحمد لله , رحت عايدتها وكانت أحسن بكثير من أي وقت مضى , لاهية مابين مدرستها اللي جابت لها الجنان وبين البيت وأخوانها ..
طالع في الكيس اللي معاه وهو يفكر كيف حيقدم الهدية لمنى , لمن لفت وشافته مسرح ضحكت وقالت : عمووووور ..
رفع راسه لها و قالت : تعال أبغى أقولك اش تسوي بكرة في الفرح ..
ابتسم بحرج وقال وهو يترحك لغرفة التلفزيون : مايحتاج ..
لحقته وهي تضحك وتقول : تعااااااااااال , وين رايح ؟؟ هذا كله خجل ...



************************



يوم الأربعاء 10 / 10 / 1427هـ :
قبل صلاة الظهر :

شهق بقوة وفتح عيونه على اتساعها , طالع برعب في الغرفة و أخذ يتنفس بحدة , اسم حسين خلاه يحلم بأحلام فرح إنه تخلص منها فترة من الزمن , انتفض لمن انفتح الباب ودخلت منه أزهار وهي تقول : يا عريييييييييييييييييييس , أوو صاحي ..
زفر وهو ينتبه لكنبة غرفة التلفزيون اللي نايم عليها وتذكر إنه نايم في بيت جاسم وأزهار , تقدمت له وضمته من وراه وسلمت على راسه وهي تقول : اليوم زواجك يا عريس ..
ابتسم وقال وهو يمسح عرقه : الله يسهل ..
قدمت أزهار راسها وطالعت فيه بحيرة وهي تقول : عمور ..
مد يده وشد شعرها بخفة يبعدها عنه وهو يقول : خنقتيني ..
حكت شعرها وهي تقول باستنكار : آآآآآآآآآآآآآآآي , عورتني ..
ولفت للباب وقالت بصوت عالي : جسوووووووووووووووووم , تعال شوف عمور شد شعري وأزم النونووووووووووو ..
حط يدينه على جانبي راسه وهو يقول : الله يعيييييييييينك يا جاسم ..
ضربته بخشونة على ذراعه وهي تقول : ولد , اش قصدك ؟؟
لف عليها وقال باستنكار : بنت تراك صايرة دفشة , أحد يضرب أخوه يوم عرسه كذا ..
ضربته مرة ومرتين وهي تقول بغيض : حرة , حرة , حرة ...
ضحك وقال : عقلك صار في شي ولا ..
وسكت لمن شاف نظراتها , قال بخوف وهو يلتفت لها : أزهار ..
رصت شفايفها اللي بدأت ترتجف وهي تقول : بتتزوج وتنساني عشان كذا خليني آخذ راحتي اليوم ..
ابتسم وسأل بلطف : زهرة ليش تقولين هالكلام ؟؟
بلعت ريقها عشان تخفي غصتها وقالت : الرجال إذا تزوج ينسى أهله موعشانه ما يحبهم لكنه يلتهي بأشغاله وزوجته , هذا شي معروف ..
قال بحنان : ما أشوف جاسم نسي أهله ..
فركت يدينها ونزلت راسها وهي تهمس : هذا لأني وراه , والله لو ما أقوله أمك وأبوك , لك يومين مارحت لهم و غيره كان يمر عليه أيام ما يسأل فيهم , مو من تقصير لكن من انشغال ..
ورجعت طالعت فيه وقالت : ترا ما أقصد إنه منى مابتوصيك فيني لكن ..
ابتسم أكثر وقال : أزهار إنت في قلبي , والله لو مليون حرمة ماتنسيني إياك ..
غطت وجهها وهي تصيح من قلبها , كانت تعرف تأثير الحرمة على الرجال , خاصة الزوجة , تعرف إنها ممكن تغيره 180 درجة , كانت خايفة , غصب عنها كانت تحس بخوف فقده وهو حي , قال بهمس : أزهار إنتي أهلي كلهم , مالي غيرك وين أنساك , يلا عاد تصيحين يوم زواجي ..
زاد صياحها رغم كل محاولاتها إنها تمسك نفسها , زفر وضمها وهو يقول : خلاص لا تصيحين ترا إلا دموعك ما أحبها ..
لفت يدينها حولينه وضمته بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ عمر لا تنساني , الله يخلييييييك , لا تنساني , عمر مالي غيرك , عمر الله يخلييييييييييك ~ كانت تحس إنها أنانية برجاءها هذا لأنها هي تزوجت وسابته لكنها ما نسيته , مامر عليها يوم من دون ماتدق عليه وتسأله عن حاله , تزوره وتطبخ له , لكن خوفها كان من معرفتها للرجال هم بطبيعتهم مو زي المرأة اللي عواطفها أكبر بكثير ..
رفع عمر راسه وطالع بحيرة في جاسم اللي كان يتأملهم وهو مستند على الباب ..


**************************


.....................يتبع ..

بعد العصر في الرياض :
في شقة نجلاء :
ابتسمت وسام لسحر وقالت وهي تشم الورود : يالله كيف ريحتها تجنن ..
وهمست بامتنان : مشكورة ياقلبي ماكان لازم تتعبين نفسك ..
هزت سحر أكتافها وقالت : لا تعب ولا حاجة , تعبك راحة ياختي ..
زفرت وسام بداخلها وهي تتأمل سحر اللي ضحكت على شي قالته نجلاء لهيام وهي تضربها بخفة , أمس جوا لها بعض المعلمات في البيت بعد المغرب وهم محملين بهالدايا , وجوا أخواتها بعد العشا بأطفالهم , واليوم سحر وسمر و ...... أريام , طالعت في أريام بشكر عميق على لطفها , الكل كان خايف ومهتم فيها , ولأول مرة تحس بإنها مهمة , خاصة بعد البرود اللي صار من حركة عاليه أم سطام اللي رجعت البيت بعد ما راح سلطان لأبوها وكلمه بالنيابة عن ولده , لكنها بالرغم من هذا كله كانت تحس بتعب وفتور غريب , كإنها عافت كل شي حولينها , خاصة بعد ما كلمتها أمها على اللي قرره عبد الكريم , بكت بداخلها مليون مرة لكنها ما أظهرت شي , كانت متألمة من كل شي حولها , حتى نجلاء اللي خبت عنها إنها انطعنت منها لمن فضلت خالد وبينت لها إنه صعب تاخذ واحد أصغر منها , طالعت في سحر وسمر وهي تحس بضحكه سخريه بداخلها للحظة البسيطة اللي فكرت فيها إنه توافق على سامر ..
كانت سحر تتكلم بحماس إنه اليوم زواج واحد يقرب لمرة أخوهم اللي سمعت عنها وإنها كانت من ضحايا العبارة , وبلا تفكير انسدحت على السرير و أعطتهم ظهرها , قالت أمها بصدمة : وسااام ..
قالت سحر بضحكه : خليها يا عمه يمكن تعبانه وماقدرت تقاوم ..
غمضت وسام عيونها وهي تحضن الورود الي أهدتها لها وهي تصرخ بداخلها ~ آآآآآآآآآآآسفة , سامحونيييييييييييييييييي ~ ..
وسمعتهم وهم يقومون ويخرجون من الغرفة قبل ما ينطفأ النور , هنا سمحت لدموعها بالانهمار ...





***************************


بعد صلاة العشاء :
في قسم الرجال :

: بيتزوج , بيتزوج , بيتزوج ..
لف عبد الإله على حسان وقال : قول ماشاء الله عن تطق الرجال عين ..
قال حسان : ماشاء الله , الله يبارك له ويسعده , أنا ماني عيان سيد عبد الإله ..
تنهد وقال وهو يطالع في عمر المبتسم : أنا أغبطك مو أحسدك ..
زفر عبد الرزاق اللي نزل من المنامة اليوم صباحا عشان يحضر الزواج وقال : لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , ياخي تزوج وفكنا , صدعت روسنا بالزواج , أنا من عندي أقولك خذ أختي وفكنا من الصدعة ..
لف عليه حسان وقال بحماس : والله ؟؟
وحط يده تحت دقنه بتفكير وقال : إمممممممم , والله فكرة ..
ولف عليهم وقال : مادمنا مملكين خلاص , آخذها ونروح شهر العسل وإنتم براحتكم جهزوا للجواز وغيره , لا رجعنا نزفها في اليوم اللي حددتوه وخلصنا ..
طالعوا فيه وتبادلوا النظرات فيما بينهم وزفر جاسم وقال : لاااااا , الصراحة , حالتك مستعصية ..
قال حسان بعصبية وهو يأشر على مكان الرصاصة : يا خليقة شفت الموت بعيوني وحييت ولسه ما تزوجت ..
انفجروا بالضحك و عمر يقول من وسط ضحكه : كل تأخيرة فيها خيرة , الله يقدم لك اللي فيه الخير يا حسان , وإن شاء الله ماتسمع إلا اللي يسرك ..
ضحك عبد الرزاق وقال بتريقة : أقول لا تدعي رجاء , أمس دعيت للاتحاد وخسرنا خسارة مهي متوقعة والكأس صارت للناعمين حقين نيفيا ..
ضحكوا كلهم وعمر يقول بحدة : عبد الرزااااااق , لا تطير و لاتستهزئ ..
زفر حسان وقال بعصبية وهو مو سامع شي منهم : متى يعني بأتزوج , يوم أصارخ وسط الناس زوجونييييييييييييييي ...
قال أحمد ولد جلال : هذاك قاعد تصارخ ...
وسكته جاسم وهو يقول : هي لا تفضحنا اللي يفضح العدو ..
: خلاص , حددناه 12/4 إن شاء الله ..
التفتوا لصالح اللي تابع بابتسامة : زواجك إن شاء الله يوم الأربعاء 12 / 4 السنة الجديدة ..
فرد حسان يدينه يحسب رفع راسه وقال بصدمة : 6 أشهر , ليييييييه ؟؟ حليب طويل الأجل هو ..
ضحكوا على تشبيهه وزاد ضحكهم لمن قال علي بمزح : إحمد ربك لا تخلينا نخليه
مدة صلاحيته سنتين ..
قال حسان بسرعة : لاااااا , حليب طويل الأجل أرحم ..
وزفر وقال : ما يجي قبل ..
طالع فيه أبوه وقال بصدمة : حسان الله يهديك اثقل ..
تحرك وجلس على أطراف رجوله قدام أبوه وخاله وهو يقول برجاء : خلوها بداية السنة في محرم , واللي يرحم أهلكم تراني مليت , والله مليت ..
قال صالح : القاعة محجوزة إلين شهر أربعة ..
قال باستنكار : بسسسسسسسسسس , هذا السبب , القاعات في جدة كثر الهم على القلب , ولا وحده فيهم فاضية في محرم , ياناس مستعد أرمي العمامة عند رجول واحد من اللي حاجزين ويبادلني يومه , بس إنتم أعطوني الضوء الأخضر ...
ضحك أبوه وقال صالح وهو يطبطب على كتفه : إنت خلقه إشارتك خضراء على طول لو أعطيناك إياها بتسوي حوادث , إركد مكانك وارضى بشهر أربعة أحسن لك ...
قطب ورجع قال : 6 شهووووووور , تعذيب ..
أحمد اللي كان يراقب المشهد كان عارف إنهم مأخرينه احترام لمشاعرهم قال وهو حاس بحسان : صالح , علي , اتقوا الله ذليتوا الولد , حسان , لو تبغاها الليلة جاتك ..
لف على خاله وقال بعدم تصديق : والله ..
ضربه أبوه وهو يقول : هيييييي إركد , إنت ما حسبت , وقوم الناس تطالع ..
قام وهو يعدل وضع ثوبه و غترته وهو يتمتم بغيض , قال أحمد بحزم : دام هو يبغى زواجه في محرم يكون في محرم , وإذا مافي في القاعة اللي تبغونها , ما عندنا إشكال دوروا قاعة ثانية لو أرخص ..
قال علي بسرعة وهو يتذكر الملايين اللي ما لمسها في حسابه في البنك : هي مهي حكاية فلوس ..
ابتسم أحمد وقال : عارف , بس أبغى أضغط عليكم ..
قال صالح باستسلام : مادام أبو العروسة قال محرم , محرم ..
ولف على علي وهو يقول بهدوء : اش رايك في ثاني خميس في محرم ؟؟
قال علي وهو يفكر : يوافق 13 أو 14 , لا لا بيكون في عز الإمتحانات النهائية ..
زفر صالح وقال : خلاص نخليه ثالث خميس ..
قال أحمد وهو يشوف حسان يلتفت كل شوي للمتحدث يراقب نهاية الموضوع : ليه ما نخليه الخميس الأول ؟؟..
قال صالح : في زواج ولد راجح ..
هز علي راسه وقال : زواج ولد راجح في ثالث خميس ..
ابتسم أحمد وقال : يعني خلاص نشوف أول خميس ..
قال علي : توكلنا على الله بيكون التاريخ وقتها ..
قاطع حسان اللي كان يتابع محادثتهم بأعصاب مشدودة : مو مهم التاريخ , يعني إن شاء الله محرم ..
ابتسم علي وقال : إن شاء الله ..
صرخوا الشباب بحماس و تلثم عبد الإله بشماغه وغطرف له , قال عبد الرزاق وهو يدق عمر : ياخي كان دعيت من زمان عشان يتزوج ويفكنا ..
طالع فيه عمر وقال بسخرية : لا والله ...
ضحك عبد الرزاق و طالع عمر بحيرة في حسان الساكت , دقه جاسم وهو يقول : حسان , اش فيك ؟؟
لف عليه حسان وانتبه إن الكل يطالع فيه , هز أكتافه وهو يقول بصراحة : ماني مصدق , ودي أسوي شي بس ماني عارف اش هو , أحس حيلي فتران ..
انفجروا بالضحك وقام علي وضمه وهو يضحك من قلبه ..
طالع فيهم عمر وهو ممتن لهم من الأعماق حضورهم , هذي حلاة القبيلة , رغم يتمه إلا إن الكل حولينه , حتى أمير القبيلة جا جوازه اللي حلف عليه أحمد إنه يدفع حقه وحق ذبايح العشا ...


***************************

في قسم النساء :

: ماشششششاااااااء الله , هذولي كللللللللللللهم جايين لك يا أزهار ..
دقتها أزهار وهي تقول : قولي ماشاء الله تنقصين حبايبي ..
ضحكت ريم وقالت : صراحة شكلك رزة وإنتي قاعدة عند الباب في وجه الإستقبال , من جد أم عريس ..
ابتسمت أزهار بزهو وهي تمسد شعرها اللي رفعت نصه بشكل ناعم وثبتت فيه طوق كريستال و تركت الباقي طليق بنعومه وأطرافه ملفوفه وقالت بمزح : مسكوره ..
جات الهنوف وسألت : فين العنود وسفانة ؟؟ ...
هزت ريم أكتافها وقالت : ما أدري ..
تحركت تدور عليهم , قالت أزهار بحب : الله لا يحرمني منكم , ما أتخيل اش كنت حأسوي من دونكم ..
ابتسمت ريم وقالت : هذا أقل شي يا قلبي , الناس لبعضها , بعدين إحنا قلنالك , كلللللللللنا أخوات عمر ..
طلعت الهنوف لغرفة أهل العريس وهي تقول : هذي وينها ..
ولمن قربت من الباب المردود تصنمت وهي تسمع سفانة تقول : عنود قلبي خلاص , يا حبيبتي خلاص ..
: مو .. مو ... بيـ .. بيدي ...
طالعت من الباب ومسكت شهقتها لمن شافت العنود جالسة على الكرسي , رجولها تنتفض بشكل واضح رغم الفستان الواسع , وفمها يصطك من قوة النفضة , قبضت سفانة على يدينها وهي تقول : اش فيك ؟؟ إنتي أقوى من كذا ..
ومدت يدها وحطتها تحت دقن العنود ورصته بقوة وهي تقول : يا قلبي خلاص ..
ورغم إنها راصه فكها بقوة إلا إنه كان ينتفض , قالت بمزح : تبغيني أجلس فوقك عشان أخفف نفضة رجولك ..
ابتسمت العنود وفكها يرتجف بقوة وهي تقول : ما .. ماني .. بر .. بردانه .. بس .. جسمي .. كلـ ... كله ..
قالت سفانة وهي ترص على ركبها بقوة : عارفه , كله ينتفض , تراك عدتي هالجملة ثلاث مرات إلى الآن ..
غمضت العنود عيونها وسحبت أنفاس عميقة وهي تحاول تهدي نفسها , دخلت الهنوف وهمست بخوف : اش فيه ؟؟
لفت عليها سفانة وقالت بتوتر : من دخلت القاعة وهي مهي على بعضها ولمن جيتها لقيتها على هالحالة ..
جلست الهنوف جنبها وضمتها وهي تقول : عنود حبيبي حتى أنا من دخلت وأنا أحس نفسي واقفة على طرف هاوية , أقل حركة من هنا ولا من هنا بترميني من فوق , بس قلبي يهدأ لمن أقعد أقول لنفسي مو شرط اللي صار في فرح البندري يتكرر هنا , لازم نمشي , لازم نسوي . لازم ولازم , أشغل عقلي عشان ما أتذكر وما أفكر ولا أسترجع أي ذكرى , سوي زيي ..
غمضت العنود عيونها بقوة وهي تسحب أنفاس عميقة , دلكت سفانة يدينها البارده وقالت : يلا يا عمري , يلا عشان أزهار , شوفيها ماشاء الله عليها كيف صابرة , يلا يا قلبي قومي ...
بدأت رجفتها تخف شويه شويه فهمست وهي تحس براحة من توقف صوت أسنانها المزعج : شويه وألحقكم , تحركوا لا تلاحظ أزهار غيابنا ..
خرجوا بعد ما تأكدوا من إن الرجفة وقفت تماما , أول ما صكت الهنوف الباب انسابت دموعها , شهقت سفانة وسحبتها بسرعة وهي تقول : هنووووووووف , دوبك اش تقوليييييييييين ؟؟
مسحت دموعها وقالت بثبات : يلا ننزل لأزهار ..
ابتسمت سفانة وقالت : سبحان الله المصايب إذا ما قتلتك تقويك , مين كان يتخيل إنه هذي هنوف ..
أول ماتمالكت العنود أعصابها ونزلت شافت الكل هادي رغم أصوات الطيران اللي شايله القاعة شيل إلا إنه ما كإنهم في فرح , صح القاعة كانت مليانة , أهل أصحاب عامر وعمر , الجارات وبناتهم , حريم رجال الحي وغيره من الحريم باضافة لأهل العروسة إلا إن الجو كان خانق و ما في تفاعل , قالت الدقاقه بعد ما خلصت أغنيتها : صفقة يا جماعة , نايمين ..
وبدأت تغني : وادان واا دااااااانــه ..
ابتسمت العنود وقالت : من جد نايمين ..
وسحبت أزهار اللي ناولت شنطتها لريم وهي تقول : على وين , عنيد ...
تحركت العنود لدرج الكوشة وفكت حبال صندلها , شهقت أزهار وقالت : بنت ما أعرف أرقص قدام الناس ...
سحبتها وتقدمت في الكوشة وبدأت ترقص وهي ماسكة يد أزهار وهي تبتسم لها , تعالت وقتها صفقة الحريم والغطاريف , ضحكت أزهار بحرج وهي تقول : الله يقطع شرك , أظن الكل يضحك على رقصي ..
قالت العنود بابتسامة : لا , حلو لا تخافين , إنت بس هزي وتمايلي ويصير أفنن رقص ..
ضحكت أزهار وقالت : حلو أفنن ..
وطالعت فيها بامتنان وكملت بهمس : شكرا ..
ابتسمت العنود وقالت : على إيه , مو قلنا عمر أخونا كلنا ..
حست أزهار بالتعب فقالت : خلاص تراني تعبت , رجولي يبست ..
تحركوا نازلين , وتفاجأوا لمن بدأوا الحريم يرقصون , ضحكت سفانة وقالت وهي تعدل لأزهار صندلها عشان ما تدنق : شكلهم كانوا يستنون أحد يستفتح الكوشة ..
قالت أزهار بضحكه : سفانة لا صرت في التاسع أخليك تعدلين لي الصندل عشان ما أقدر أدنق مو دحين ..
قالت خولة : أنا قلت لها , مو زين الحركة الكثيرة والتدنيق , لا تنسين إنك حامل ..
كانت فعلا ممتنة حضورهم وعاذرة هدى ونورة اللي رفضوا الحضور بألطف طريق ممكنة , كان يكفيها البنات وخولة وبناتها , وهي نازلة ابتسمت لمن شافتها واقفة قرب الباب , متألقه بثوبها الأسود الحرير الطويل الملفوف بنعومة على جسمها و اللي يحيط به حزام فضي مطعم بالكريستال من تحت الصدر , قالت بفرح : مشااااااااااااااااعل ..
وانطلقت لها وضمتها بقوة وهي تهتف : هلا والله , يا حيا الله من جا ..
قالت مشاعل وهي تسحب شالها اللي بدأ ينزاح عن كتفها : زهره , فضحتيني , شالي بيطيح , زهره ..
وسكتت لمن حست بأنفاس أزهار تتهدج , ابتسمت وقالت بحزم : أم العريس ما تصيح , أم العروسة بس اللي تصيح ...
ضحكت من قلبها وراحت الصيحة اللي حستها تحاربها وهي تقول : الله يقطع سواليفك ..
وتبادلوا السلام , قالت العنود وهي تلف بوزها : على إيه هالترحيب كله ..
دقتها الهنوف وهي تهمس : بنت بلا غيرة مال أمها داعي ..
سلمت أزهار على أم مشاعل وهاله ومرة أخوهم وهي تهلي وترحب , وسلموا عليهم البنات وهم يرحبون فيهم , شوية جات أم صلاح وهي تقول : أزهار , في حرمة تسأل عنك ..
تحركت أزهار معاها وأول ماشافتها تصنمت , كانت تشبهه لحد كبير , ابتسمت الحرمة وقالت بصوت رخيم : إنت أزهار ؟؟
سلمت عليها أزهار وهي تقول : هلا فيك , سامحيني ما عرفتك بس شبهت عليك ..
ضحكت وقالت : ترا تحطميني لمن تقولين إنك شبهتي علي لأنك ما تعرفين إلا أخويه ..
شهقت أزهار وقالت : لا تقولين أخت الدكتور مطلق ..
ضحكت وهي تهز راسها بإيوه وهي تقول : هو ماغيره , اسمي منار , تراني أموت قهر لمن يشبهوني برجال ..
ضحكت أزهار و رحبت فيها أكثر و قالت بحرج : سامحيني بس مررررة تتشابهون ..
قالت بمرح : ما عليك دايم يقولون علي إني النسخة المؤنثة منه ..
وكملت بضحكة : والمصغرة لأني أصغر منه , تعرفينا إحنا الحريم يهمنا حكاية العمر ..

ضحكت أزهار و أشرت لها على الطاولة القريبة من المدخل واللي جلسوا عندها البنات عشان يكونون قريبين من أزهار وقالت : تفضلي , تفضلي , يا حلوات , هذي منار أخت الدكتور مطلق ..
هتفوا بحماس دفع علامات الدهشة على وجه منار , ضحكت أزهار وقالت وهي تفرصع عيونها فيهم : أعذريهم له شعبية كبيرة ..
سلمت عليهم منار وجلست جنب خولة اللي قالت : يا هلا فيك والله , جزاك الله خير , راعين واجب وأخوك ماشاء الله الكل يمدح فيه ..
ومن بين تبادل الأحاديث ابتسمت منار لمن سمعت سمية والخنساء يتكلمون عن الجامعة وسألتهم : ماشاء الله في أي قسم ..
قالوا مع بعض : تغذية ..
وابتسموا , قالت بحنان : بنتي مرام قسم رياضيات , ثاني سنة ..
طالعوا فيها بذهول وقالت الهنوف : ما شاء الله عندك بنت في الجامعة ..
ضحكت بإحراج وقالت : هي بنتي بس مهي بنتي , قصدي ..
وابتسمت وقالت هدوء : بنت زوجي بس عايشة معاي عشان كذا أقول بنتي , أنا عندي اثنين , ولد في الإبتدائي وبنت سنة أولى متوسط ..
قالت خولة بتخرجها من حرجها وهي تأشر للبنات ينزلون بصرهم المحدق فيها : ما شاء الله , الله يحفظهم لك يا رب ..
همست العنود لسفانة : شبه أخوها مررررة ..
لفت عليها سفانة وسألتها باستنكار : وإنت حضرتك متى شفتي أخوها يا أم عيون طويلة ..
قالت بدفاع : يوو لمن كنت أروح المستشفى مع أزهار كنت أشوفه أحيانا ومرة شفته من طاقة بيتـ ...
وسكتت لمن تذكرت ذاك الموقف السخيف اللي تعرضت له , يكون عدنان شافها ذيك المرة ~ لا , لا , قفلت الستارة بسرعة , وييييييي لا يكون وقتها كان يحسبني الصايعة اللي تلاحقه ولا ...~ شهقت بداخلها وعزمت إنها تسأله متى ما سنحت لها الفرصة بطريقة غير مباشرة عن ذيك المرة ..
: وين رحتي يالخبلة ؟؟
لفت عليها وابتسمت وهي تقول : هنا , يعني وين بأروح ..
وكملت لمن تذكرت هي اش كانت تقول : مرة صابتني طفاقة وفتحت الستارة عشان أشوف من هالغريب اللي جاي لأبويه وطلع عمر ..
قالت سفانة بتعجب : يوم تقولين هالكلام أحسك تتكلمين عن شي صار من سنين ما كإنه من كم شهر ..
زفرت العنود وقالت : فعلا هالسنة أحسها طويــــلة ..
ضحكت سفانة وهي تسمع أطراف من حديث الخنساء وسمية مع هاله أخت مشاعل اللي انشغلت بالحديث عن مدرستها مع خولة : خاصة وهي أول سنة جالسين في البيت بعد التخرج , يعني من جد طويلة وملل ..
ولمن سمعت منار تتكلم عن مطلق مع أم مشاعل دقت العنود بكوعها بخفة وهي تهمس : تتوقعين جايه تسلم على أزهار وتبارك لها بس ولا جايه تدور لأخوها على عروسة , أشوفها تتكلم عنه كثير ..
رجعت لها عنود الدقه وهي تقول بتريقة : هــي , حدك عاد , عيونك لا تطول أكثر , عبود وبس ..
ضربتها سفانة وقالت : تراك ذبحتيني هالأيام , اش عندك ؟؟ الولد متكلم على وحده فكيني منه خلاص ..
رصت العنود فمها وهي تقول بداخلها ~ وييييييييييي لازم أمسك لساني لا أنفضح , عاد ريم محرصة علي ما أطلع الموضوع قبل ما يتكلم عمي في الموضوع , واااااااااااااي والله تعذييييييييييييييييب ودي أقولهاااااااااااااا , حرام يا ناس , هذا سلخ وذبح بالبطييييييييييييء ~ مسدت سفانة على شعر الباروكة تتأكد من وضعيتها وهي تهمس : بعدين مافيها شي لو دورنا على رزق , من سبق لبق ..
طالعت فيها بنظرات حادة وهي تقول : إخصصصصص باعت ولد خالها راعي التاكسي على أول رصيف عشان دكتور ..
وقطبت حواجبها وهي تعيد كلامها : دكتور !! ..
ومسدت دقنها بتفكير وهي تهمس : وحليوة كمان !!
ثواني وضربت الطاولة بيدها وقالت بحماس : بيعي أبووووه مو بس بيعيه ..
قهقهت سفانة من قلبها وغطت فمها لمن التفت لها كل من الطاولة وهي تحمحم بحرج , لفت على العنود ولكزتها في خصرها وهي تقولها : متخلفة , مجنونة , إنقلعي عني فضحتيني ..
قالت العنود بتريقة وهي تقوم : ماتبغين شوري , إنتي حرة , أروح أشوف زهرة أبرك من قعدتي عندك ..
زفرت سفانة وقامت لحقتها عشان تدور على الهنوف المختفية ..


***********************


فركت أزهار يدينها بتوتر وهي تطالع في باب غرفة العروسة اللي نادتها أم صلاح لها , دق جوالها , ردت عليه بسرعة لمن شافت اسم الجوهرة , قالت بابتسامة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ولمن ردت الجوهرة السلام وكملت بتريقة : ما تشوفين إنه المفروض إني أنا اللي أسلم ..
ضحكت أزهار وقالت بتحبب : كيف حالك يا عسل وحال رنوده ؟؟
ردت عليها الجوهرة و قالت بلهجة جافة بعد ما سألتها عن حالها وعن الزواج : اتصلت عشان أبارك لك , مبروك اللي سويته , اللي يبارك لهم يارب ..
أزهار اللي صارت تعرف إنه رمي الكلام بلا حساب واللهجة الباردة المتعالية جزء لا يتجزأ من الجوهرة قالت بحرارة : جزااااك الله خير , والله ما تقصرين يا أم ريناد ..
قالت الجوهرة وهي ترقق لهجتها : المهم , لا تنسين تحطين عوده كل ما خف البخور و مو تنسين الفوفل , باشري به بعد العشاء على طول ..
ابتسمت وقالت : إن شاء الله ..
واستمعت لنصائح الجوهرة اللي ما لها نهاية وهي تقول : إن شاء الله , الله يسعدك , جزاك الله خير , من عيوني ..
ولمن قالت : يلا مع السلامة ..
قالت بلطف وتحبب : جواهر , مشكورة على اتصالك , وأنا عارفه إنك لو كنت هنا ما بتقصرين معايا , جزاك الله خير ..
وصك الجوال بعد ماودعتها وطالعت فيه للحظات وهي تقول بداخلها ~ صدقت الآية , إذا قابلت الإساءة بالإحسان يصير عدوك كأنه ولي حميم , سبحانك يارب تغير ولا تتغير ~ خرجت من أفكارها لمن خرجت بنت خالة منى وقالت بابتسامة : تفضلي , جابت لنا الصداع , نادوا أزهار ..
ابتسمت أزهار ودخلت وهي تسلم , أول ما شافت منى اتسعت ابتسامتها أكثر وهي تقول : بسم الله ما شاء ..
فستانها الأبيض مفتوح فتحة سبرينه مثلثه والصدر مشغول بكريستالات ناعمة يتغير لونها مع أي حركة تصدر منها , شعرها مرفوع بشكل خفيف ومثبت عليه تاج عريض له سلاسل من الجنبين تتحرك بنعومه وطرحتها مثبته من تحت التسريحة , طالعت فيها منى بخوف وقالت وهي تأشر على مكياجها اللي بألوان الغروب تشبه الألوان المنعكسة من كريستالاتها : ثقيييييييييييييل ..
ضحكت أزهار وضمتها بخفه وهي تقول : والله يجنن , بسم الله ماشاء الله ..
وبعدت عنها وقالت : قريتي على نفسك ..
هزت راسها بإيوه وهمست : من جدك حلو !! ولا تجاملين عشاني حرمة أخووووك ..
ضحكت أزهار وقالت : أكلمك كصديقة مو كأخت زوج يالخبله ..
ابتسمت منى براحة وقالت : ريحتيني ..
قالت أم صلاح : لنا ساعة نقولها حلو , حلو , مارضيت تسمع لأحد وأصرت تناديك ..
قالت منى باعتراض وهي تأشر على بنت خالتها : طاحت فيني , مفروض ما تشوفك إلا في الزفة ...
انحرجت بنت خالتها فقالت أزهار بلطف وهي مقدرة إنه محد حيفهم العلاقة اللي بينها وبين منى واللي قويت وزادت في الأيام الأخيرة : لا تلومينها , تبغى تطلع لك طلعة ..
دنقت منى وهمست : تتوقعين عمر ما ينفجع من المكياج الثقيل ..
ضحكت أزهار وقالت بهمس : قلت لك حلو إش فيييييييييك ؟؟
زفرت منى وهمست من بين أسنانها : مو أخوك دايم يقول إنه يحب البساطة ..
قالت أزهار وهي تدقها : إنت عرووووس , إش بساطة ..
ودقتها وهي تقول بتريقة : مو كل شي يقوله تمسكينه بالحرف , ترا أخوي بدوي ما قيد شاف شي عشان كذا يقول هالكلام , إنت علميه ...
ضحكت وقالت : حراااام عليك ..
قالت أزهار بلهجة صادقة : يارب يوفقكم ويخليكم لبعض ..
وتحركت وخرجت تلحق بأم صلاح اللي نازلة عشان تقول للناس يتفضلون للعشا , كانت تحس نفسها تايهة وهي عارفة فين تروح وفيت تجي فكانت أكثر الوقت يا جالسة أو تلحق بأم صلاح اللي تبتسم لها كل شوي وهي تضغط على يدها مشجعة , جات للطاولة وسألت أم مشاعل ومنار وخولة : أكلتم ؟؟
جاوبوها بالإيجاب وأم مشاعل تقول : كثر الله خيركم , جعلها سفرة دايمة يارب ..
شكرتها أزهار وهي تقول بامتنان وهو تطالع للهنوف والعنود : كثر الله خير أبويه أحمد ..
و لفت للكوشة و ابتسمت لمن شافت مشاعل ترقص مع سمية , وصفقت لهم وهي تطالع فيهم بامتنان , رفعت مشاعل راسها وابتسمت لها وهي تأشر بسبابتها بمعنى مرة وحدة بس , ضحكت وقالت وهي تلف على الهنوف : ما تحب ترقص لكن عشاني , الله يسعدها يارب ..
قالت العنود بغيرة وهي ترفع سبابة يمناها وهي تدق صدرها بسبابتها الثانية : أنا كمان , أنا رقصت كمان ولا نسيتي ..
ضربتها ريم وسط ضحكهم و هي تقول : بلا بزرنة , كل ماقلنا شي رفعت إصباعها كإنها في مدرسة وهي تقول أنا و أنا ..
قالت أزهار بضحكة : الله لا يحرمني منك ..
ابتسمت العنود براحة و رجعت جلست بهدوء , قالت خولة : خلاص ارتحتي ..
هزت راسها بإيوه و ضحكت منار وهمست لخولة متسائلة : هي دايم ربشة كذا ..
زفرت خولة وقالت : مطلعة مزرعة نخل في راس خالي المسكين ..
وقالت وهي تأشر على ريم و سفانة اللي عن جنبيها : وترى الثنتين اللي جنبها ما يفرقون عنها في شي إلا إنه خبالهم ما يطلع عند الناس يعني قدام بعض بس ..
انتفضت أزهار لمن رن جوالها ورفعته على طول وهي تقول بلهفة : هلا ..
وصلها صوت أخوها المتلعثم وهو يسلم , ردت السلام وقالت : آآآآمر يا قلبي ..
: يا سلاااااااااااام , تقولين يا قلبي لييييييييييييييه ؟؟
قالت بصدمة : جسوم ..
: سحبت الجوال منه يوم شفته مو قادر يتكلم , أتاريك قاعدة تغازلينه ..
ضحكت وقالت بأذيه : أخويه وأنا حره ..
: لا والله , إحلفي , ماكنت داري إنه أخوك ..
جاوبته بضحكة ثانية فقال : شغلك في البيت , المهم سوي طريق , العريس بيطلع ..
حست خفقات قلبها تزيد فسألت : مين بيطلع معاه ؟؟
قال : أبو العروسة وأخوانها يعني مين بيطلع ..
قالت بسرعة : بأدخل معاهم بالعباية ..
وهمست بعدها بإستئذان : إذا ممكن ؟؟
وصلها صوته يحمل نبرات حانية وهو يقول : ممكن ونص , يلا إلبسي ..
قالت بفرح : شكرا ..
وصكت الجوال وقالت وهي تحاول تضبط انفاسها المتوترة : بيدخل ..
فزوا البنات وقالوا في لحظة وحدة : بنشوفه ..
قالت خولة بحزم : إجلسوا وانثبروا , حلللوة ذي ..
قالت العنود باستنكار : لييييييه ؟؟ هذا عموووووور ..
وقالت سفانة وهي تهز راسها : أخونا عمور لو ماشفناه وهو داخل على عروسه نشوف مين ؟؟
رفعت خولة حواجبها وقالت بسخرية : لااااااااااا , من متى ؟؟ ليه ماقلتولي إنكم راضعين معاه ؟؟
وكملت بحزم : إجلسوا , أصلا لازم ثلاث منكم يوقفون بسلال الفوفل , الناس دحين يطلعون من العشا ..
قالت ريم وهي تأشر على سمية وأسماء والخنساء : هذولي هم , واحد , اثنين , ثلاثة , إحنا بنطلع ..
وتحركوا والعنود تدف أزهار وهي تقول : يلا بسرعة , تحركي ...
زفرت الهنوف وقالت : لا تحاولين ..
وأشرت للبنات الثلاثة وقالت وهي تتحرك طالعة لغرفة أهل العريس : تعالوا عشان تاخذون السلال ..
ابتسمت منار وقالت : خليهم , اش فيها ؟؟
قالت خولة باستنكار : مايجوز , بيقعدون يتأملون الرجال وهو مهو محرم لهم , مو عشان عريس تصير شوفته حلال ..
ضحكت وقالت : إنت ليه متعصبة كذا , أجل لو بينزف ويسلم عليها ويشربها قدام الله وخلقه زي اللي عندنا إش تقولين ..
قالت خولة : أستغفر الله العظيم , الحمد لله على نعمة العقل , الله لا يبلانا , أنا لو أشوف زي كذا ما بأشره على العروسة , أشره على الرجال اللي رضى يسوي هذا كله وهو لوحده وسط حريم لا همه في إختلاط ولا ذنوب ولا غيره , وين رجولته ؟؟ ..
فتحت منار عيونها على اتساعها وقالت : ما توقعتك جافة كذا , الموضع عادي ما يحوج هذا كله ..
ابتسمت خولة وقالت بلطف : مو حكاية عادي وبسيط هي اللي خلتنا نتهاون في كثير من الأمور , بعدين شي يجر شي ..
وحبت تنهي الموضوع فتابعت وهي تأشر على الدقاقة : اش رايك فيها ؟؟ ماشاء الله عليها صوتها ودق اللي معاها مرررة حلو ..
وافقتها منار وقالت : أول مرة أحضر زواج إسلامي , صراحة ما توقعته كذا ..


*********************

طالع عمر بتوتر في أبو صلاح وعياله ورجع طالع في أحمد , ابتسم له أحمد بتشجيع , قال صلاح بضحكه : عمر اش تستنى ؟؟
قال عمر وهو يأشر على جاسم : جاسم ..
وسكت لمن ابتسم جاسم وقال : أهم جووا ..
لف وانصدم لمن شاف عبد الرزاق و حسان و عبد الإله معاهم محمد و أحمد عيال جلال وهم ماسكين طيران , قال حسان وهو يبتسم و يمسح الطار : بـ نزفك ..
وأشر براسه على عبد الرزاق وقال : هو أصر ..
ابتسم عمر لعبد الرزاق اللي بادله الابتسام ورفع الطار وبدأ الدق وهو يقول : عريسنا دخل دخل ..
وتبعوه البقية وهم يكملون : بين الشريعة والنخل ..
ابتسم عمر بامتنان وهو يحس بإحراج من النظرات اللي تصوبت عليه , مسكه أحمد ومشي معاه , كانت ضربات قلبه تنافس الطار في قوتها وهو يشوف أخوان منى يصفقون ومعاهم بقية الشباب اللي وصلوه لحد الباب المخصص للعروسة , قرب من جاسم وهمس وهو يحس ابتسامته مراقبة : أحس ابتسامتي منشيه وأحس شكلي يضحك ..
ضحك جاسم من قلبه وقال بتريقة : ومن قال لك مهي منشية , كإنك منشي أبوها لكن من ناحية شكلك يضحك , لا والله , ماشاء الله عليك ..
وكمل بتشجيع وهو يدقه : ترا أزهار بتدخل معاك , تلقاها تستناك ..
شكره بتوتر و طلع الدرج وهو يحس خفقات قلبه تزيد مع كل خطوة , قال أبو صلاح وهو يأشر له : تفضل يا عريس ..
أول ما دخل الصالة طالع يمين ويسار ورجع دنق وهو يشوف كم وحده واقفة بعبايتها , حمحم بتوتر وهو ينادي : أزها ..
ما خلص كلمته إلا وشاف طرف عباية جنبه فعرف إنها هي , دخل أبو صلاح وعياله , فرفعت غطها , رفع عمر بصره لأزهار وهمس وهو يعدل بشته : خليك جنبي ..
ماقدرت ترد عليه من الغصة اللي حستها زي الحجرة الكبيرة أعلى حلقها , هزت راسها وهي تتأمله بمحبة عميقة , أول مرة تشوفه ببشت سكري , قال بمزح يبغى يخفف توتره وهو يعدل غترته البيضا اللي لبسها بدون عقال: عريس مو ؟؟
هزت راسها وهي تسحب حروفها سحب وهي تقول بصوت حاولت تخليه معتدل : ماشاء الله عليك ..
ومدت يدها ومسحت بخفه على راسه وكتفه وهي تهمس : أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ..
ونفثت وهي تكمل : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ..
ضحك وقال وهو يحس توتره زال بحركتها : كم مرة أقولك مو لازم تمسحين ولا تمسكين , يكفي القراية ..
قالت وهي تدقه : تعودت , اش أسوي , تحرك يلا ..
حمحم ودخل للغرفة اللي أشرت له عليها وهي تغطت ودخلت وراه , كانوا مشغلين شريط زفة في المسجل , أول ما دخل وجا بصره عليها وهي جالسة على الكرسي خفض بصره بسرعة وهو يلف يمينه , قال أبو صلاح بمزح : أزهار بنتي خليك جنبه ..
ضحكوا عياله و مسكت أزهار ضحكتها لمن حمر وجهه وهو يمسك أطراف بشته , تحرك لمنى اللي وقفت بمساعدة أمها اللي أول مرة يشوفها , مد يده بإحراج لها فسلمت عليه عربة وهي تقول : كيف حالك ؟؟ مبروك عليكم , الله يسعدكم ويتمم لكم على خير ..
شكرها بهمس وهو مو قادر يرفع بصره لها , ولمن اشرت له على منى , رفع بصره و تصنم وهو يحس اضطرابه يزيد , كانت قمة في الجمال , قال صلاح بضحكة : منى , خرعتي الولد ...
ضربه أبوه بخفة و همست أزهار وهي تدق عمر : عمور ارفع طرحتها ..
مد يدينه ورفع طرحتها , دنقت منى راسها وهي تحس بإحراج أكثر من إحراجه , ركزت بصرها على مسكتها المعلقة بشريط ساتان أبيض في معصمها اليمين , رفع يده لجبينها وهو يدعي اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه , ولمن انتهى نزل يده وهو مو عارف اش يسوي , أشرت له أزهار يوقف جنبها , وقف وهو يبتسم بتوتر , تقدم أبو صلاح وبدأ يسلم على بنته ويوصيها على عمر ويوصي عمر عليها , ولمن جاب كمال صينية مزينة بنفس بورود وشرايط نفس ألوان الورود اللي في مسكة منى , طالع بتوتر في صلاح اللي تناول من أمه كاميرا الفيديو وشغلها , ابتسم صلاح وقال : بعد إذنك يا عمر , جدتي ما قدرت تجي الفرح ونبغى نصوركم ..
ابتسم عمر وقال بهدوء : كاميرا الفيديو عادي , بس ينمسح الشريط على طول ومحد يحتفظ فيه ..
أشر صلاح على عيونه وقال وهو يرفع الكاميرا : طيب أعطينا نظرة حلوة ..
ابتسم بإحراج ولف على الصينية , وشاف أزهار تأشر له إنه يشربها , ضحك بداخله عليها , أمس جلست تشرح له الخطوات اللي يسويها وكيف يدخل ويرفع طرحتها ويقرأ الدعاء ويوقف جنبها , هذا كله شرحته له لكن مع التوتر طارت كلها من عقله , الكاسة هذي ما جابت سيرتها , ما كان يحبذ هالأمور لكنه مد يده وسحب الكاسة ولف على منى المدنقة , حمحم وقال بهمس وهو يشوف الكاسة تهتز من رجفة يده : يستحسن إننا نشرب بسرعة قبل ما أخرب فستانك ..
غطت فمها تمنع ضحكتها ورفعت راسها , شافت الكاسة تهتز بشكل واضح , مدت يدها بسرعة وسندت الكاسة من طرفها وشربت شويه وهي منحرجة من نظراتهم المنصبة عليهم , بعد الكاسة وهو يزفر بداخله براحة لانتهاء التعذيب , قال كمال وهو يناولها الكاسة : دورك يا منى , بس مو تفشلينا وتكبينه على ثوب المرس , ترى يطلقك ..
ابتسم عمر ورفع بصره لها شافها مقطبة وهي تطالع في كمال بغيض كمل ما تلف عليه بإحراج , لمن شاف أثر شفايفها الخفيف على الكاسة مد يده و لف الكاسه وهي في يدها وشرب من نفس مكانها , خفضت منى بصرها عنه وحست أزهار بالإحراج من حركته رغم إنها كانت متوقعتها , صرخوا أخوانها بحماس خلى عمر يلف وجهه وهو يعدل غترته وهو يحمحم , قال أبوهم : بس إنت وإياه , ذبحتوا الولد ..
قال كمال أصغر أخوانها : أمووووووووت أنا يارومنسي , ماتوقعت هالحركة منك يالمطوع ..
دقه أبوه وهو يقوله : ولد اش هالكلام , ما تعرف إن هذي حركة إقتداء بالرسول ..
فتح عيونه على اتساعها وقال بعدم تصديق : بالله !! صراحة أول مرة أدري ..
سحبه أبوه وخرج البقية وهو يقول : خلوا أزهار تاخذ راحتها , مبروك يا أزهار ..
همست : الله يبارك فيك , مبروك ماسويتم ..
ولمن خرجوا فتحت غطاها وغطرفت لهم وهي تقول بفرح : ألف ألف ألللللللللللف مبروك يا حبايبي , عقبال ما أحضر فرح عيالكم ..
حس عمر بحرجه ينزاح بعد خروج أبوها وأخوانها واللي تبعتهم أمها , ابتسم وقال : الله يبارك في عمرك ..
ولف على منى وقال وهو موجه بصره للأرض : مبروك يامنى ..
دنقت وهمست وهي تقبض على فستانها بخجل : الله يبارك في عمرك ..
طالعت فيهم أزهار وضحكت وهي تقول : اللي يشوفكم يقول أول مرة يتقابلون , هذا وإحنا مسوين ملكة أجل لو ماسوينالكم ملكة اش بتسوون ..
ولمن شافتهم ملتزمين الصمت ومحد حاول يطالع في الثاني زاد ضحكها وهي تخرج وتقول بتريقة : أروح أشوف كم شغلة وأرجع , مابأسيبكم شوية عشان تاخذون راحتكم و تتذكرون إنكم مملكين وتهرجون بالساعات في التلفون , لا بس بأروح اشوف كم شغلة وأرجع ..
خرجت وصكت الباب وهي تقول : الله يخلف عليهم هذولي اش بيسوون الليلة ..
: يا قلبييييييييييييييي ..
انفجعت لمن انتبهت للبنات اللي واقفات عندها , لفت على العنود وقالت : خير اش فيه قلبك ؟؟
همست بطريقة مسرحية : حركته وقفت لي قلبي ..
ضربتها سفانة باستنكار وهي تأشر لها على بنت خالة منى اللي ضحكت عليها , قالت أزهار وهي رافعة حاجب من حواجبها : خلاص أوصي سحر تقول لعدنا.. آآآآآآآآآي ..
تأوهت وهي تحك ذراعها اللي ضربتها العنود وهي تقول بعصبية : تراااااااب , إنت وحاجبك هذا , ماعلمك جاسم خير ..
وتغيرت ملامحها وهي تمسك بطنها وهي تقول : مغصتي بطني ..
ضحكوا عليها وقالت ريم : يا ذا المغص اللي ذبحتينا فيه ..
وزاد ضحكهم لمن قالت العنود بتريقة : أبشرك قام يتحول لضحك , مغص ممزوج برغبة مجنونة في القهقهة من قلبي ..
تلاشت ابتسامة أزهار وهي تتساءل بداخلها ~ افتقدهم زي ما افتقدتهم اليوم , يكون .. ~
: أزهار ..
رفعت بصرها لسفانة وابتسمت بسرعة وهي تهز راسها وهي تقول : كنت أفكر , تكفين سفسف إنزلي وشوفي الحريم فضوا صالة العشا خلاص عشان نبدأ الزفة , ترى عمر حرص علي أمس إنه مايبغى يتأخر ..
أشرت على عيونها وقالت : تامرين أمر ياقلبي ..
ونزلت للصالة بسرعة , تبعتها ريم عشان تساعدها لكن العنود أشرت على رجول أزهار وقالت : رجلي على رجلك , ما أتحرك من دونك سامعة ..
ابتسمت لها أزهار وهي تهز راسها , قالت لمياء : عندنا زفة أطفال , تعالوا شوفوها ..
تحركوا ونزلوا عشان يشوفون الزفة اللي كان فيها بنتين صغار معاهم سبتات ورد ولابسين فساتين بيضاء واسعة وقدامهم ولد صغير لابس دقلة سوداء مطرزة بخيوط فضية ..
بعد صمت وجمود طويـــــل , رفع راسه وابتسم وهو يقول : كيف حالك منى ؟؟
هزت راسها وهي تقول : الحمد لله ..
مسح جبينه بتوتر ورجع نفخ هوا من فمه وقال : تراني ماني عارف اش أقول ..
مسكت ضحكتها ورفعت بصرها له وابتسمت له , ضحك من توتره وقال : ترا الشباب حفظوني فوق العشر جمل لكنها طارت ..
ضحكت هالمرة لأنها ماعاد هي قادرة تمسك نفسها , قال بصدق : من جدي أتكلم , هالسكوت كله أحاول أسترجع حرف واحد ماني قادر , أتذكر أشكالهم بس ..
ولمن سمع ضحكتها وشاف السعادة تلمع في عيونها أشاح ببصره وهو يصرخ بداخله ~ سامحيني يا منى , ودي أقول هذي أسعد ليلة في حياتي لكني ماني قادر , والله ماني قادر ~ رجع طالع فيها وقال : الله يقدرني وأسعدك ..
ابتسمت بخجل وهي تهمس : و يقدرني و أسعدك ..
اندق الباب ودخلت منه أزهار وهي تقول : سلااااااااام على عصافير الحب , ها سطيتم على بعض ..
ودخلت وهي تقول بمرح : يلا عمور , مادام تذكرتم إنكم مو أول مرة تشوفون بعض جا وقت الإنصراف , يلا بـ نزف العروسة ..
قام عمر و همس لأزهار : إقري عليها ..
ضحكت وقالت بصوت عالي عشان تسمعها منى وهي تطالع فيها : ويييييي لا تخاف قرينا وإن شاء الله مو صاير لها شي ..
طالع فيها عمر باستنكار ودقها بخفه وهو خارج معاها , ودعته عند الباب وراحت تساعد منى عشان ترتب نفسها قبل ما تنزف ..
قالت العنود للهنوف اللي طلعت تشوف يحتاجون شي ولا لا وهي واقفة تستنى أزهار : قلبي هو عمووووور , بغيت أنط عليه وأحضنه ..
طالعت فيها الهنوف وقالت باستنكار : صدق ما عندك مذهب ..
لفت العنود بوزها وقالت : يمه منك , ما قصدت شي , مجرد مشاركة وجدانية لا أكثر ..
ولمن شافت خالة العروسة داخله للغرفة همست : هنوف شفتي تسريحتها ..
قالت الهنوف بحزم : بلا غيبة زايدة , من كثر حسناتنا عشان ناخذ ذنوب ..
دقتها وقالت : يا دبببببببب , ما كنت بأغتاب , كنت بأسألك هذا شعرها الحقيقي ؟؟ لأنه ما أظنها تركب باروكة و لا تحط حشوة شعر و معروف إنه الواصلة ربي يلعنها ..
ضحكت الهنوف ضحكة ألم وقالت : ومين قالك إنه الحريم يهمهم هالشي , يقولون لك رجعت دحين موضة البواريك والعياذ بالله , خاصة عند العرايس , تقول عشان ماتضطر تفكك تسريحتها لمن ترجع مع عريسها تقوم تسشور شعرها وتلمه كله وتركب باروكة تسوي عليها التسريحة ويوم ترجع تفك الباروكة ويكون شعرها ناعم لا فيه مثبت ولا شي ..
قالت العنود بصدمة : أعوذ بالله , أنلعن من ربي عشان شعري يكون ناعم , أعوذ بالله , نسمع ونسلم ..
: حلوة نسمع ونسلم , كإنه جدتي حمده قدامي , بعدين اش وصلنا لهالموضوع ..
عدلت العنود وضع شعرها اللي سشورته ولفته في البيت وقالت : صراحة شعرها ما شاء الله عليه كثيييييييييير , ودي في حاجة تكثر شعري , بعدين رافعته كله فجاي شكله غريب و ..
وقطعت كلامها وهب تقطب بتفكير قبل ما تقول بحيرة وتساؤل : تعتقدين هذي التسريحات اللي قال عنها الشيخ ماتجوز في تفسيره لحديث صنفان من أهل النار وذكر رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ..
هزت الهنوف أكتافها بأسف وقالت : إلا هي , الله يغفر لها ..
شهقت العنود وقالت : كمااااااااان ..
و مسكت لسانها بسبابتها و إبهامها ومسحته ورجعت تحركها كإنها تنفض شي وهي تقول : الواحد لا يزرى إلا على صاحب صلاة ودين , الزراية تلحق ..
ضحكت الهنوف وقالت : ما أشوفك مسحتيها في باطن رجلك زي دايم ..
دقتها وقالت باستنكار : مكياج وصندل شياكة وين أمسحها في رجلي ..
: أم التخاريف أسميك ..
سكتتها العنود لمن خرجت خالة منى وهي تنادي لمياء وتبعتها ببصرها تحاول تشوف هذا شعرها الحقيقي ولا باروكة أو حشوة , دقتها الهنوف وهي تقول بهمس : عيونك يالخبلة , بتفضحينا عند الناااااااس ..
قالت العنود وهي تتحرك : أروح أسألها أحسـ ...
شهقت الهنوف وسحبتها وهي تقول : يا مجنونة ..
ضحكت العنود وقالت : صدقتي , أمزح معاك أنا ..
خرجت أزهار وقالت : إنتم هنا , خلاص بنزفها دحين ..
نزلوا معاها ووقفوا عند الكوشة في الوقت اللي ظلمت فيه القاعة وتصوب الضوء على المدخل اللي بتدخل منه العروسة , ولمن خرجت منى وبدأت الغطاريف والزفة حست أزهار بالدموع تتجمع في عيونها وهي تفكر بعمر وبأمها وأخوينها الميتين , ودار طيف البندري في بالها يوم البروفة اللي لبست فيها الفستان تعرضه لهم , كبحت دموعها بقوة وهي تشوف نظرات مشاعل المشجعة لها , ابتسمت لمشاعل وأشرت لها بإبهامها بمعنى أنا كويسة ورجعت تطالع في منى وهي تسمي عليها , وثواني ولفت على بقية البنات , حست قلبها يتفتت لمن شافتهم يبكون بحرقة , سفانة ساندة جبينها على الطاولة وتمسح بالمنديل دموعها , ريم مغطية وجهها بيدينها وأكتافها تهتز من شدة بكاها , الخنساء ضامة الهنوف اللي صدر منها صوت مخنوق , حتى خولة وبناتها كانوا يبكون بصمت , قالت العنود بهمس ثابت : شكلهم يفكرون في البندري ..
هزت أزهار راسها بإيوه وهي تتأمل وجه العنود , كان غير مقروء وهي مثبته بصرها على منى , تمنت أزهار لو تكلمها لكن عقلها كان خالي , اش ممكن تقول لها في مثل هالوقت ؟؟ لمن وصلت منى الكوشة , طلعت لها أزهار وتبعتها العنود , وقفوا جنبها وهم يصفقون ويغطرفون لها وطلعوا قريباتها و صحباتها في الكلية وسلموا عليها وبدأوا يرقصون قدامها , كانت كل لحظة تمر على العنود تتخيل فيها لو إنه البندري حية كان فرحوا بها نفس هالفرح , نفضت هالتفكير عن بالها و ركزت نظرها على أزهار وهي تقول بداخلها بحزم ~ الليلة لازم تخلين بالك من أزهار , ياحبيبتي يا أزهار أنا وحده وماني قادرة أنساها كيف انتي , ماشاء الله عليك كل مالفيت و طالعت فيك كنت مبتسمة ولا تضحكين , ياليت ربي يرزقني ربع صبرك وقوتك , ماشاء الله عليك ~ كانت أزهار مبتسمة وتسلم على صحبات منى اللي عرفتها منى عليهم و بدأوا يلقون النكات قدامها وهم يطلعون فضايح منى في الكلية , رفعت العنود جوالها اللي دق كذا مرة وهي مهي منتبهة و قالت : هلا جسوم ..
: أزهار ويييييييييييين ؟؟ لي ساعة وأنا أدق على جوالها ..
قالت : مشغولة , أكيد ماانتبهت ..
قال بحزم : المهم خرجوا العروسة بسرعة , قد إيش هو الانتظار ..
قالت وهي تحط يدها على خصرها : ياسلااااااااااام , لايكون إنت أبوها وأنا ماني دارية , حبيبي مالنا دخل في العروسة , متى ما خرجـ ...
: أعطيني أزهااااااااار ..
راحت و ناولت أزهار الجوال وهي تقول : جاسم ..
قطبت أزهار حواجبها مهي سامعتها من الدق , قالت وهي تأشر على الجوال : جااااااااااااسم ..
ردت أزهار وقالت على طول : ما حأسمع اش تقول بسبب الدق , خلاص هالدقة ونخرجها , مع السلامة ..
ومن خلصت الدقة جات أم صلاح ووقفت منى وهي تقولها إنها بتروح , زفتها الدقاقة بأغنية وداعية وقريباتها يبكون على فراقها , ساعدتها أمها في فك الجيبون اللي تحت الفستان وفي لبس العباية , ولمن وصلت عند الباب حضنتها بقوة وهي توصيها على نفسها وعلى عمر , حست أزهار بغصة لمن شافت منى تبكي في حضن أمها وابتسمت وقالت بمزح تخفف عنها : منااااي اللي يشوفك يقول بتطير لكوكب ثاني , الباب على الباب يادلوعة ..
مسحت منى دموعها والتفتت لها , ضمتها أزهار وهمست بصوت مخنوق : منى لا أوصيك على عمر ..
همست منى وهي تضمها : عمر في عيوني إن شاء الله ..
غمضت أزهار عيونها بقوووووة وقالت بصوت حاولت تخليه ثابت : تسلم عيونك إن شاء الله , الله يوفقكم ويسعدكم ..
ولمن خرجت وقريباتها يودعونها وهم يبكون طالعت للشارع وشافت صلاح يساعدها على ركوب السيارة مع عمر , تأملت جانب وجهه , لحيته الخفيفه , ابتسامته المتوتره , عيونه , حركات يده وهو يرفع عباية منى بيد واليد الثانية ماسك بشته عشان ماينزلق , حست بدموعها تتجمع مرة ثانية في عيونها , لمن التفت بعدوا البنات عن الباب , وانسحبت أزهار ..
: أزهار ..
رجعت للباب أول ماسمعت صوته وقالت بلهفة : هلا ..
تقدم لها طالع فيها بحنان وهو يهمس : إدعيلي ..
استجمعت كل قوة في خلاياها عشان تنحت أجمل ابتسامة على شفايفها وهي تقول : الله يوفقكك دنيا وآخرة , انتبه لنفسك وللعروسة , لا أوصيك على منى ..
ارتجفت شفايفه لثانية لكنه رجع رص فكه بقوة وهو يقول بثبات : في آمان الله ..
ودنق وسلم على جبينها وتحرك للسيارة , صكت الباب ووقفت عنده بصمت تجاهد عشان تتمالك نفسها , كان جسمها كله يرتجف , لمن سمعت صوت تحرك السيارة مختلط ببواري الشباب اللي بيزفونه جلست على الأرض الرخامية ..
: أزهاااااااااااار ..
التفتت للعنود اللي هتفت باسمها بخوف وقالت وهي تشهق : أقدر أصيح دحين , أقدر أصـ يـ ـ , أ صـ ..
ومدت يدينها للعنود وهي تشهق بقوة وهي تهتف : عنوووووووووووود ..
وانفجرت ببكاء مرير وهي تقول : آآآآآآآآآآآآآآآآه يا أميييييييييييييييي , وينك يا أمييييييييييييييييي ماشفتيه وهو عريييييييييييس , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حبيبي ياعمر ..
ضمتها العنود وهي تقول بخوف : أزهار حبيبتي خلاص ..
هزت أزهار راسها بلا وهي تصيح وتصرخ : لوحده يا عنووووووود , لوحده , لا أب ولا أم ولا أخواااااااان , لوحده , آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ياعمر , آآآآآآآآآآآآآآآه ياحبيبي ...
دمعت عيون العنود وهي تقول بتلعثم : أزهار خلاص الله يخليك ..
دفنت أزهار وجهها في صدر العنود وهي تصيح وتقول : قطع قلبيييييي , مو عارف يفرح ولا يصيييييييييييح , قطع قلبي يا عنووووود ...
غمضت العنود عيونها وبلا مقدمات بدأت تصيح بصوت عالي معاها , كانت تحس بجزء من وجعها ووجعه , كانوا الناس يبكون ويصيحون من صياح أزهار , جاتهم خولة بوجه محمر من أثر البكا وحطت يد على ظهر أزهار واليد الثانية على كتف العنود وقالت بصوت مخنوق : خلاص يا حبايبي , اش فيكم ؟؟ أذكروا الله , قولوا لا إله إلا الله و الحمد لله , ما يصير اللي قاعدين تسوونه ..
رفعت العنود وجهها عن شعر أزهار وطالعت فيها من بين دموعها برجاء إنها تسيب أزهار تفرغ اللي في قلبها لأنها أكثر وحدة تحس بوجع الكبت , قامت خولة عنهم وقالت للبنات اللي كانوا يصيحون : خلاص إنتم كمان بدل ما تهدونها تزيدونها ..
كان كل اللي حولهم يصيحون بلا استثناء وأكثرهم أم صلاح اللي جات ورفعت أزهار عن حضن العنود وهي تقول : خلاص يازهرة , خلاص ياحبيبتي , اللي تسوينه مو زين لا لك ولا للبيبي ..
طالعت أزهار في أم صلاح أحب جارات أمها وزادت دموعها وهي تقول : ماني قادرة يا خاله , ماني قادرة ..
ورجعت تجلس على الأرض وهي تصيح بحرقة وهي تتذكر الأيام اللي قبل استرجاعها لذاكرتها و اللي بعد زواجها , كيف كان وحيد وكيف كانت تتعذب كل يوم وهي تفكر فيه , أخيرا ارتاحت , أخيرا بتجي وحده تؤنس وحدته , كان المفروض من هالتفكير إنه يهديها لكنه كان يزيد دموعها ويزيد وجع قلبها لأنه فكرة إنه كان لوحده في يوم زي كذا كانت المسيطرة على عقلها ..
حست بحضن دافي ماعرفت صاحبته لكنها استسلمت له وهي تصيح ..
: يلا أزهار , إنت أقوى من كذا , من عرفتك وإنت ماشاء الله مؤمنة صابرة , خليك زي ما عرفتك دايم ..
غمضت عيونها وهي تستمح لهمسات مشاعل الرقيقة وهي تضمها أكثر وتمسد على ظهرها بحنان وهي تذكرها بعبارات كثيرة كانت دايم تقولها لها بعد وفاة أبوها وبعد طلاقها من ناصر , بعد ما هدأ صياحها غمضت عيونها وهمست بتعب من بين شهقاتها : تعبانة , مشاعل أنا تعبانة ..
همست مشاعل : الحمد لله , هذا من فضل ربي , الله إذا أحب عبدا ابتلاه , هذا كلللله كنت تقولينه دايم , تتذكرين لمن قلت حتى الهم لمن الإنسان يحس بهم وحيرة ربي يعطيه حسنات عليه , صح ولا لا , تذكري هالكلام زين ..
من بين شهقاتها اللي تهز جسمها حست بظلام خفيف مريح يسود عقلها قبل ماتستسلم له تماما ..


************************


طلع للشقة وهو يساعد منى بعد ما شكر جاسم وبقية الشباب اللي زفوه إلى العمارة , قال صلاح بعد ما دخلهم : خلاص نروح ..
قال مراد لمن شافهم ساكتين : لا نجلس كمان شويه عشان يضيفونا بعصير ..
سحبه صلاح وقال بتريقة : تحرك بكرامتك قبل ما يطردونك بالجزمة ..
ضحك عمر وقال بحرج : لا أبدا , تفضلوا ..
قال صلاح وهو يأشر على راسه مودع : دام فضلك , يلا مع السلامة ..
لمن خرجوا و انصك الباب قال عمر على طول وهو يأشر على غرفة النوم : أسيبك تغيرين فستانك ..
و لمن دخلت الغرفة تحرك على طول وعلق بشته و دخل الحمام اللي عند مجلس الرجال , صك الباب وقفله بالمفتاح وتحرك وغطى الحوض وجلس عليه وهو يزفر , طالع في جزمته السوداء الرسمية وشرابه الجديد وساعته الفضية وكبكاته , ارتجفت شفايفه فزمها بقوة وهو يدفن وجهه بين كفيه وهو يستند بأكواعه على ركبه , صرخ بداخله ~ أميييييييييييييي ليتك معايا الليلة , ليتك .... عمر استغفر ربك , تعترض على اللي كتبه ربك , الليلة ليلة فرحك , تمالك نفسك عشان منى ~ قام بسرعه ووقف عند المغسلة وفتح المويه وغسل بها وجهه , ولمن رفع وجهه تصنم , لوهلة تخيل عمار , لف من الجنب و هو يطالع في المراية , من زاويه معينه كان يشبهه كثيــر , بلا شعور مد يده للمرايه وماانتبه لنفسه إلا لمن لامست أصابعه سطحها البارد , نزلت دمعتين عصية على خدوده وهو يقول بداخله ~ عمار تزوجت قبلك في الدنيا لكن إن شاء الله إنك تكون شهيد وزفوك الحور العين ~ مسح دموعه بخشونه وهو يذكر نفسه إنه صار زوج ومسؤول عن حرمة ولازم يكون أقوى من كذا بكثير , غسل وجهه بسرعة وبداخله كان يهتف منادي لأمه وعمار و ...... عمير المفقود اللي مجرد التفكير فيه يهشم قلبه تهشيم ..
رفع وجهه وتأكد إنه مو واضح عليه أي أثر , مسح بالمنشفة وعدل طاقيته وغترته وخرج , استغرب لمن ماشافها في الصالة , راح لباب الغرفة ورفع يده بيدق ورجع نزلها ورجع جلس على كنب الصالة , ثواني تحولت لدقائق عشر قبل ما ينفتح الباب , قام على طول وفتح عيونه على اتساعها لمن شافها بفستانها , كان وجهها محمر وهي تهمس بصوت باكي : السوسته عالقه ..
قال بتلعثم : ها هاااااااا ..
نزلت راسها وقالت : السوسته حقت الفستان مهي راضية تتحرك ..
حمحم بحرج وفرك رقبته وسكت فترة طويلة قال بعدها كإنه لقي الحل : مو لازم تفكين السوسته تعالي نصلي و أوريك البيت ..
كانت بتقوله الفستان ثقيل و ماتقدر تصلي وتمشي به في الشقة لكنها من حرجها ماحبت تناقشه ..


*********************


يوم الجمعة 5 / 1 / 1427 هـ :
في وقت ما من النهار :

صرخ بلا كلل : أزهاااااااااااار , عماااااااااااار ..
وسحب نفس وهو يبلع ريقه الجاف وكمل صراخه : عــمـيـــر ..
كان يحس أطرافه تؤلمه من مجرد تحريكها , لكن كان عليه إنه يستمر في تحريكها عشان ما يغرق , شهق لمن غمرته موجه عاليه وغطس داخل البحر لثواني قبل ما يجدف بيدينه بكل قوة فيه , خرج راسه للسطح وسحب نفس سريع وهو يهتف : رحمتك يااااااااااارب ..
ولمن حس بالألم يزيد في أكتافه ورقبته بشكل موجع إثر تجديفه , قاوم دموعه وهو يهمس : رحمتك وسعت كل شيء ..
من فارقها من فوق الـ 15 ساعة تقريبا وهو يسبح بين الجثث وهو يصرخ باسمها وباسم أخوانه وفي نفس الوقت كان يبحث عن سترة نجاة أو أي شي يتعلق فيه لفترة عشان يرحم جسده اللي بدأت عضلاته تتراخى بعد ما كانت تستسرخ من التعب , كانت هناك قطع خشبية و براميل غريبة وبعض الأشياء الطافية حولينه لكن في كل وحدة منهم اثنين أو ثلاثة متعلقين فيها , غمض عيونه بإرهاق وهو يتوقف عن التجديف بيدينه اللي وصلت لمرحلة ما بعد الاسترخاء , وبدأ يحرك أقدامه بدل عنها , كان على هالطريقة يبدل بينهم كل فترة ولمن تذكر إنه يوم جمعة بدأ يقرأ سورة الكهف بهمس و ثواني و حس إنه بدأ يغرق في ظلام غريب ..
: ارفع صوتك يا شيخ ..
فتح عيونه المجهدة بسرعة لمن وصله الصوت الهادئ بلكنته المصرية وكأنه قرع ناقوس , انتبه لحظتها إنه إما كان على وشك النوم أو الإغماءة , التفت للرجل الكبير في السن واللي كمل بذات الهدوء وعيونه تلمع بلمعة غريبة : أنا ما أعرفش الإرايه لكن ابني كان يأراها لي كل جمعة ..
اللمعة تحولت إلى رقرة دموع انسابت على خدوده وهو يهمس : أعطاني السترة دي واختفى ..
ابتسم عمر بتشجيع وقال وهو يسبح للشيخ الكبير : إن شاء الله يرجع لك بالسلامة يا عم ..
ولمن قرب منه بدأ يقرأ السورة من بدايتها , كان الشيخ يستمع ودموعه مالها توقف , وبعد ما انتهى من قراءتها بدأ يدعي , يعلم إنه هالوقت الدعاء مستجاب فبدأ يدعي ربه إنه ينجيهم من هالمحنة ويرفع عنهم العذاب , دعا لأزهار وأخوانه ورغم عنه بدأت دموعه تنساب وهو يدعي لأمه بالرحمة , دعا لولد الشيخ الكبير , حس بانتعاش بعد ما دعا ربه , حس نفسه قريب من ربه وأيقن إنه بيستجيب له دعاؤه , ولمن فرغ من دعاؤه قال بصوت جهوري : إدعووووو الدعوة مستجابة في هذا الوقت , إدعو الله ..
صوت الموج وعصف الهوا البارد اختلط بهمهات الموجودين و صرخات رجاء , لمن جا وقت المغرب توضأ و رفع صوته بالتكبير لكن خانته قواه وغطس مع وحده من الموجات العالية اللي دفعت الكثير للصراخ , وبدأ معاها نواح , كح وهو يحس ملوحة البحر اللي دخلت أنفه وفمه تزيده جفاف وقال : صلوااااا يا جماعة , دخل وقت المغرب ..
من بدأ الشفق الأحمر بالظهور بدأ الهوا يزداد جنون , كان بارد بشكل لا يطاق , قبل كم ساعة كان بيموت من شدة الحر بسبب الشمس اللي يحسها تضرب رأس العاري من أي شيء ودحين يتمنى لو شويه من هالدفء اللي كان يحسه , ثواني وغرق المكان بظلااااام تام , كان يحس وجهه اللي يتبلل كل فترة من ماء البحر اللي بدأ يتفاعل مع جنون الهواء يتحول لقالب من الثلج , حاول يفتح فمه عشان يكلم الشيخ لكنه حس لسانه لاصق في سقف فمه من شدة البرد , ولمن شاف الشيخ يرتجف وهو يخرج يدينه من تحت الموية ويفرك بها أكتافه , تحرك عمر وهمس بالقوة : عم حسين , بردان ..
هز الشيخ راسه وبدأ فمه يرتجف وتصطك أسنانه , تمنى لو يقدر يسوي شي عشانه , تحرك بصعوبة وهو يحس بالبرودة تجتاحه من الحركة , وبدأ يجدف بأقدامه و يفرك كفوفه بصعوبة قبل ما يمدها ويمسد بها ذراعين الشيخ ويحطها على أذنيه اللي كانت جامده من البروده , كان حسين يدعي له بدعوات صادقة جميلة وهو يحكيه عن ولده المفقود وزوجته وبنته اللي ينتظرون رجعته , هو بشبابه كان يحس البرودة تنخر أكتافه ووجهه وتخترقه للعظام حتى جسده المغمور بالموية بدأ يحس بقرصات وتنمل في كل شبر منه فكيف هذا الرجل العجوز , طالع في الناس اللي همدت أصواتهم المنطلقة طوال النهار , كانوا يسبون ويحللون ويدعون و ينادون طوال الوقت , أما الآن أخرستهم البرودة , ما كان يقدر يشوف أي شي أبعد من امتداد يده , بدأت النجوم بالظهور وأعطت إضاءة خفيفه لكنها ما تكفي لتبديد الظلام الدامس , حتى القمر كان مجرد قوس صغير بحكم إنهم في بداية الشهر ..
: عـ ... ـمـ ..ـر ..
التفت عمر للشيخ الكبير وقال وهو يحس نفسه يسحب حروفه سحب من فمه اللي بالكاد قدر يفتحه : هلا يا عم ..
: خد .. ستر.. تي .. شكـ ..ـلي .. حمـ ..ـوت ..
انعصر قلب عمر وصرخ بداخله ~ لااااااااااا أرجوك , ما أقدر أستحمل موت شخص ثاني قدامي , يارب رحمتك ~ همس وهو ينفض عن نفسه التعب ويبدأ يفرك يدينه : لا تفاول على نفسك , إن شاء الله تجي سفينة عن قريب , تراها مهي بعيدة عن ربنا ياعم حسين ..
بعد ما دفأت أصابيعه مسد وجه الشيخ اللي همس بضعف : ونعـ .. ـم بالـ .. ـله ..
استغرب من المويه اللي يحسها , يدينه جفت من كثر الفرك , مد كفوفه وانصدم من الحرارة و العرق اللي يتصبب من جبين الشيخ , ما فتح حسين عيونه وهو يهمس بتعب : يا ابني .. أنا .. عندي .. سـ .. ـكر ..
~ لاااااااا , لااااااااااااا ~ لف وقال بصوت عالي : أحد معاه شي ينأكل , أي شي ؟؟
ولمن ما سمع رد قال وهو يحاول يخترق حجب الظلام ببصره وهو يسبح بصعوبة من أطرافه اللي حسها كتلة وحدة من التعب والثقل : يا جماعة الرجال معاه سكر , لازم ياكل شي ..
كان كإنه يكلم أشباح صامته , عرف إنه محد عنده شي , لف على حسين وقال وهو يسبح له : عم حسين , استحمل شويه , إن شاء الله بيجي الفرج ..
كان الشيخ يرتجف وجبينه يعرق بكثرة , وبعد فترة تراخى راس حسين وتدلى على صدره بطريقة غريبة , مد عمر يده بخوف ورفع راسه بيده اليمين , شافه مغمض العينين وفكه شبه متدلي ..
: عمي حسين , عمي حسين ..
حس بالرعب وهو يشوف ملامح وجهه المستكينة , مد يده اليسار و حطها تحت أنفه وحس بالدماء الهاربة ترجع لجسمه وهو يحس أنفاسه الدافية , أطلق أنفاسه الحبيسة وهو يقول : حي , حي , الحمد لله ...
وضم جسد العجوز وهو يقاوم دموعه وهو يردد : حي , حي , حي ..
وابتعد عنه لمن ساد سكون غريب , في شي مفقود , بدأ يسمع صوت غريب , انتبه لحظتها إنه أسنانه تصطك في بعضها من شدة البرودة , نفخ في يدينه أنفاس مقطعة من شدة البرد وفركها وهو يدعي بداخله إنه ربي ينجيهم من هالعذاب , شق المكان صوت صرخة محروقة : بنتيييييييييييييي , بنتي سكتت , بنتي ما تتحرك , محمد بنتي ما تتحرك , بنتي ما تتحرك , بنتيييييييييييييييييييي , بنتي مااااااااااااتت , بنتيييييييييييييييي ..
اختلطت صرخاتها بصوت رجولي يحاول يهديها , وبدأت الهمهمات تتصاعد , شفقة على ألم على حسرة وكثير من الهمهمات كانت دعاء على الكابتن وطاقمه ..
الآن عرف الصوت المفقود , بكاء الرضيعة , حس باعتصار قلبه , كانت الدقيقة تمر عليهم زي الساعة والساعة زي اليوم , كان يحس إنه يدخل في ظلام غريب ويرجع يصحى منه إما على مناداة واحد على شخص من المجموعة عشان يتطمن عليه أو على صراخ المرأة اللي يخترق المكان كل ما وجدت في جسدها قوة على البكاء أو في لحظة خوف إنه حسين صحي أو صار له شي , كان كل شويه يحط يده تحت أنفه ويتنفس براحة لمن يحس بأنفاسه ويرجع يقاوم الموج ويحاول يسترخي على ظهره عشان يريح عضلاته , لكن الموج الهادر كان يضرب وجهه كل شويه ويخليه يشهق بقوة فيختل توازنه ..
: عمر , عمر , عمر ..
فتح عيونه بصعوبة لمن سمع صوت غريب يناديه وانتبه إنه مازال في عرض البحر , شهق وهو يطالع حولينه برعب , كانت أشعة الشمس تخترق الظلام على استحياء , قال وهو يرفع يده بصعوبة عشان يشوف الوقت : لا يكون أشرقت الشمس ..
حس بتعبه يزيد لمن شاف إنه فاته الفجر , والتفت بسرعة لحسين اللي ربط سترته بحبل موصل بين المجموعة عشان ما ينجرفون بعيد عن بعض , كان على نفس الوضعية , مد عمر يده وحاول يرفع راسه لكنه كان جامد زي الحجر , مد يده المرتجفة تحت أنفه ولمن ما حس بالدفء تسللت الدموع لعيونه وصورهم تتدافع له , أمه وهي تنسل من بين يدينه , صرخات أزهار المتوسلة , عمار , عمير , كتم صرخاته بداخله وهو يذكر نفسه إنه أي إنهيار ممكن يأثر على الكل , التفت وتقطع قلبه وهو يشوف الحرمة الوحيدة معاهم ضامة بنتها الرضيعه الميته ومتشبثه فيها كإنها خايفة إنها تهرب منها أو إنه أحد يخطفها , سأله واحد من الموجودين : مات العجوز ..
هز راسه بإيوه وانصدم لمن شاف ثلاثة يسبحون بسرعة وهم يتصارعون مين ياخذ السترة , كانت سحناتهم متغيرة وهم يتصارعون بكل قوة في أجسادهم , لدرجة ما كان يهم الواحد فيهم لو غرق الثاني , الكل كان يطالع بصمت وذهول في اللي قاعد يصير , قال عمر بحزم : بسسسسس , هذا بدال ما تترحمون عليه تتصارعون من ياخذ السترة ..
ولمن وصل أعظمهم جثة لحسين وبدأ يفك السترة بلا اهتمام وهو يحاول يخلصها من جسد حسيت المتصلب حس بدمه يفور , صرخ وهو يدفعه بعيد عنه : سيبه ..
وبلا مقدمات رفع الرجال يده المكوره وهوى بها على وجهه ..

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 01:38 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الفصل الحادي والعشرون : لنقف عند تلك الحدود .

((انتهينا ..
و الخطى تاهت في أشلاء العبور ..
و الفقد غاص في لجّة الصمت ............الصمت الذي رتلته كثيراً في محراب الخوف..
الخوف من ترهلات ماضيي الموحش الذي تمنيت أن أغرس سبابتي في عينه ليتوقف عن رمقه إياي بذات النظرة التي تخترق آمالي العتيدة لتحيلها إلى أمل وحيد ...
وحيد وهش يحتاج الكثير من الثقة ليقف على رجليه ..
.
.
.
دائماً ما كنت ألوّح بالظلام فوق رأسي كسلاسل أريد أن أرميها لأطوق بها عنق تلك الغيمة البيضاء التي حجبت النور عنّي ...
وطالما كان عنقي يؤلمني حينها ..
ولما بدأ أثر وشمها يظهر عليه ...............
علمتُ أنني لم أطوق سواي و لم أكسي غيمة بيضاء بسواد فحسب !!
بل ألبستني ظلمة ً متمردةً لم يزل أثرها إلى الآن !
.
.
.
.
يا وجه ظلمتي التي غفت على صدري ..
يا وجه ٌ أوقد بفتيل غفلتي ...
يا وجه ٌ أحتضنه و أمقته ...
أما آن أن تخلي بيني و بيني ؟؟؟
أما آن أن تنكفئي في عين ذاك المدى البعيييد .... البعييد عنّي ؟؟
.
.
.
.

أشتاق للنور يا أمي ..
الرماد يغشى عيّني و قلبي يئن من العتمة ..
هاتي يديك ضعيها على صدري..
انفثي وانفثي ثم انفثي ....
علّي أستكين إلى رحمة من الله تجلو صفحات ذنوبي ..
ادعيه ..
تبتليه..
ارفعي كفيكِ الطاهرتين..
قولي له أني أشتاق إلى نقطة نور تقتات قلبي ..
ادعيه بالرحيم و دعي دموعكِ تحكي له همي ..
ادعيه يا أمي لأنه أرحم بي منكِ ..
أرحم بي منكِ يا أمي ..))*

*ك/شموخ




في زمن ما سابق :

فتح عيونه وهو يحس بالصداع يفتك براسه , شهق لمن ضربت الموية في وجهه وفتح عيونه على اتساعها وهو يقوم من نومه , لمن حس نفسه يتقلب في فضاء غريب هلامي حرك يدينه وهو يشهق , يدين قبضت على أكتافه وصاحبها يهتف : عمر , عمر ...
فتح عيونه أكثر وانتبه إنه الون الأزرق بدرجاته يحيط به من كل مكان , التفت يمين شاف الحرمة مازالت متشبثه بطفلتها الميتة وزوجها يحاول يسحبها منه وهي تصرخ بهسترية من يحط يده على الطفلة , التفت ليساره وهو يسحب أنفاسه متسارعة اصطدم بصره بالأشخاص اللي رافقوه لزمن ما يعرف مدته ~ عم حسين ~ دوى الاسم في ذاكرته فتلفت حوله , قال اللي جنبه : مات أمس ..
~ أمس ؟؟ أنا كنت نايم من أمـ ..... لااااااا أنا ما نمت ~ تذكر الضربة واستعاد عقله كل اللي صار دفعة وحده ~ كيف نجيت من الغر ...~ وانقطعت أفكاره لمن حس بش يحيط بجسده يمنحه بعد الدفء ويرفعه عن مستوى سطح الموية , لمن شاف سترة النجاة طالع في اللي جنبه بحيرة , ابتسم وقال : أجبرناه يرجع السترة لك لأن العجوز كان يبغاك تاخذها ..
تلمس السترة وهمس : حسين , اسمه حسين ..
هز الرجال أكتافه ببرود وبلا مبالاة وهو يتمسك في الطوف الخشبي المربط نفسه فيه وهو يقول : واش يفيد اسمه ؟؟ الله يرحمه وبس ..
غمض عمر عيونه وهو يصرخ بداخله ~ يهم أهله , أمه وأبوه العجايز , زوجته وبنته الوحيدة اللي يستنونه , يااااااااااااااااااااارب رحمتك وسعت كل شيء , ياااااااارب إنت أرحم بعبادك من عبادك , يارب تنجي ولده يارب عشان يرجعلهم ~ لف يدينه حول السترة وضمها وهو يحس برودة الأموات تزحف لظهره وبقية جسده لمن تذكرها ~ يارب مالها غيري , يارب نجيني عشان ذيك اليتيمة , ياااااااااارب نجيني عشان أزهار . أزهااااااااااااار سامحينييييييييييييييييي ~ ...



*****************************


يوم السبت 13 / 10 / 1427 هـ :
بعد الفجر بوقت في الرياض :


فتحت عيونها دفعة وحدة وجلست ترف جفونها لثواني , طالعت في السقف اللي حفظت تفاصيله ورجعت استغفرت وغمضت عيونها وهي تنقلب على جنبها اليمين , رجعت فتحت عيونها لمن انتبهت إنها شافت السقف بكل تفاصيله , قامت بسرعة وهي مستغربة النور المنتشر في الغرفة ..
: خفت أطفي النور تصحين على صوت الزر ..
التفتت ليسارها وابتسمت للشخص الجالس على الكنبه بجانب السرير وهمست : أمي ..
ابتسمت نجلاء ابتسامة حنونه وقالت وهو تقوم من الكنبه : أول مرة تنامين من تعبت ..
حمدت وسام ربها وقامت عشان تتجهز للمدرسة وهي تخفي عن أمها إنه نومها كان كله فوضى , كانت نايمة ومهي نايمه في نفس الوقت , كانت في أصوات تهدر في أذانيها طوال الوقت وتقلق منامها , غسلت وجهها بتعب وتوضت وخرجت وهي تطالع في ساعتها , زين اللي صحيت قبل الإشراق لأنه نجلاء أكيد ما كانت حتصحيها للصلاة من شدة خوفها , زفرت وهي تلبس شرشفها , كثير من الأمهات تغلبهم عاطفتهم وهذا شي خاطئ خاصة في أمور الدين لازم الحزم , صلت السنة والفرض وجلست تسبح وتقرأ الأذكار , كانت معودة نفسها حتى لو تأخرت على شي أو كانت مستعجلة إنها ما تسيب أذكار بعد الصلاة , يكفيها من الدنيا إنها لمن تقرأ آية الكرسي بعد كل صلاة ما يمنعها من دخول الجنة إلا إنها تموت , من عرفت فضلها صارت تحتقر نفسها لمن ما تلقى دقيقتين بعد الصلاة تقرأ فيها هالآية , وقفت هيام جنبها وبدأت تصلي بسرعة عشان الإشراق مابقي عليه إلا خمس دقائق , قالت وسام : تأني في صلاتك يا بنت ..
تباطأت سرعة هيام , وكملت وسام الآذكار وتفكيرها يقودها بالرغم عنها لعبد الكريم وعائلته بكل أفرادها , قامت هيام وفكت شرشفها وهي تستغفر بسرعة قبل ما تتحرك خارجة من الغرفة , زفرت وسام وقالت : هيووووووم كم مرة قلت لك على أهمية الطمأنينة في الصلاة , تراها ركن يعني إذا ما اطمأننت تبطل صلاتك ..
لفت هيام وقالت : أنا أطمأن , إنت بطيئة مو أنا سريعة ..
ابتسمت وسام وقالت : إنت عارفه لمن تركعين تتساقط ذنوبك وكل ما طولتي في الركوع كل ما زاد تساقط الذنوب ..
سكتت بتفكير وقالت : إن شاء الله أتذكر المرة الجاية ..
وراحت بسرعة , قامت وسام بعد ماشافت إن الإشراق له أكثر من خمس دقايق , صلت ركعتين الضحى وخرجت من الغرفة ورفعت حواجبها بتفهم لمن شافت هيام تطقطق على الكمبيوتر قبل ما تضحك وترجع تطقطق قالت بحزم : أجهز نفسي وأفطر ألقاك خلصتي محادثتك ..
قالت باستنكار : لااااااااا ما خلصنا ..
قالت وسام بحدة : من الساعة 2 و انتي على المحادثة , خافي الله هذا ضياع وقت , كل حرف إنت محاسبة عليه وكل دقيقة وثانية بتنكتب في صحيفتك وتنعرض قدام الخلايق , إذا ربي نازل السما الأولى في آخر الليل يقول هل من مستغفر وهل من داع وإنت قاعدة تكركرين في هرج ماله داعي ..
وتحركت للمطبخ بدون ما تنتظر تبريرها , صح هيام جالسة في البيت وماعندها دراسة وغيره لكن هذا ما يشفع لها , مفروض تقضي وقتها في شي يفيدها ..
خرجت بيضتين بتقليها ورجعت رجعتها لمن حست نفسها مسدودة , شهقت لمن حست بإصبع يمر على طول ظهرها و لفت بحدة , ابتسمت لها هيام باستعطاف لكنها ما قدرت تمسك أعصابها فصرخت : كم مرة قلتلك ما أحب أحد يمسكني من وراااااياااااااا !!
ولمن شافت وجهها اللي تغير قبل ما تخرج من المطبخ بسرعة فتحت فمها بتناديها لكنها كانت قيد غابت عن نظرها , زفرت وهي تغطي وجهها بيدينها المرتجفة , من انهارت ذاك اليوم وهي تحس نفسها أشلاء , مهي قادرة تتماسك وترجع وسام الهادئة المتحملة , صارت تصارخ وتنافخ على أقل شي ..
: وسام ..
بعدت يدينها وقالت بحدة : نــعـــم ..
وحست بالوجع وهي تتأمل وجه نجلاء الصامت , غمضت عيونها بقوة وهمست : آسفة , أنا ..
وفتحت عيونها وتحركت خارجة من المطبخ , راحت للغرفة اللي وجدتها خالية , صكت الباب واستندت عليه وهي تزفر ....


**********************


في نفس الوقت في جدة :
في شقة عمر :

صك عمر الباب بعد ما دق الجرس ينبهها لحضوره , طلت من نهاية الممر وهي تهمس بابتسامة وهي تأشر بإصبعها : دقيقة بس ..
ابتسم لمن اختفت عن نظره ~ ماعاد تجلس للإشراق يا شيخ ولا عاد نشوفك بعد الصلوات ~ حرك راسه يبعد كلام الرجال اللي قابله وهو خارج من المسجد وتحرك لداخل الشقة وهو يقول بداخله ~ هالكلام عشان ما صرت أجلس إلى الإشراق , طيب أنا توني مالي يومين متزوج , أجل اش بيقولون لو عرفوا إني بأعتذر عن المركز الصيفي هالإجازة !! ~ كان عارف إنه بيتعرض لمثل هالأمر , الإنسان الملتزم وخاصة أئمة المساجد محاسبون أكثر من غيرهم وحياتهم تكون تحت المجهر , وأي خطأ بسيط يصدر منهم لو بدون قصد الكل يصرخ بعده : شوفوا المطوع اش يسوي ؟؟..
كإنهم يعتبرون هالإنسان الملتزم ملاك لازم ما يخطئ زي بقية البشر , وكل شي حرام عليه حتى الأمور المباحة اللي مافيها ذنب , وقف عند باب المطبخ وتأملها وهي تقفل شنطة الرحلات بسرعة وتتلفت حولينها , دخل وسحب الكيس اللي مهي شايفته وهمس : منى ..
أول ما سمعت صوته التفتت بسرعة وهي ترجع قصتها بتوتر ورى إذنها , كانت لابسة تنورة مشجرة بألوان زاهية خليط من الأصفر والتفاحي والأزرق البحري توصل لنص ساقها وبلوزة بأكمام قصيرة بلون تفاحي , طالع فيها بخجل و رجع بعد بصره وهو يبتسم ويناولها الكيس , قالت بإحراج وهي تتناوله منه : شـ شكرا , كنت أدور عليه ..
عدل شماغه وهو يسأل : خلاص جاهزة ؟؟
حطت الكيس في الجيب الجانبي للشنطة وقالت وهي تتحرك : ألبس عبايتي بس ..
بعد ليساره عشان يفسح لها مجال وتفاجأ لمن لفت هي على اليمين وصاروا متواجهين , لمن حس بضربات قلبه تزيد ابتسم بحرج ولف ليمينه في نفس الوقت اللي لفت هي , طالعوا في بعض بصدمة , ضحك وقال وهو يتمنى إنه حرجه مو واضح على وجهه : يا أنا أتحرك يا إنت تتحركين ..
دنقت بخجل فبعد هو وأشر لها تعدي , تحركت بسرعة وخرجت , ابتسم وهو يراقبها بحب , لفت لمن تذكرت شي وتصنمت لمن شافته يتأملها , دنق بسرعة و حك جبينه بإحراج قبل ما يسحب الشنطة ويتحرك وهو يقول : أسبقك للسيارة ..
تجاوزها بسرعة وخرج من الشقة , لمن سمعت صوت باب الشقة ينقفل ضحكت وتحركت عشان تلبس عبايتها وهي ناسية اش كانت تبغى , نظرته طيرت كل شي كان في بالها , طالعت في ساعتها , نص ساعة وتشرق الشمس , تحركت بسرعة و طفت النور وتحركت خارجة من الشقة , أول ما فتحت الباب شافته واقف ومثبت الشنطة على كتفه اليسار , استغربت إنه ما نزل للسيارة , ابتسم بإحراج وقال وهو يمد يمناه : يلا ..
خرجت وصكت الباب ومدت يسراها بخجل , مسكها ونزلوا وهو يقول : إن شاء الله نلحق الشروق على البحر ..
ابتسمت وهي تتأمله من ورى غطاها , كانت تضحك بداخلها على نظريته اللي مصر عليها وإنه صباح السبت البحر يكون فاضي لأنه الناس كلهم في أشغالهم ..


*************************


بعدها بوقت في الرياض :
في شقة نجلاء :

بعد فترة تفكير عميقة لبست أول لبس شافته ومشطت شعرها مشطتين ورفعته بشباصه وهي تخرج من الغرفة , تحركت للشماعة سحبت عبايتها و علقت شنطتها على كتفها و خرجت وهي تقول : سامية تحت , مع السلامة ..
ونزلت بسرعة وهي تتحاشى إنها تشوف البهو اللي يذكرها باللي صار , ثبتت بصرها على الأرض وهي خارجة , كانت تتمنى لو تروح صحرا ولا فضاء خالي تصرخ فيه بكل قوتها , تحس بداخلها صرخااااات حبيسة , نزلت الدرجات وتحركت في الشارع تمشي بين العماير لنهاية الشارع , كانت أوجاعها تزيد وهي تصرخ بداخلها ~ ليش كذبتي ؟؟ ليش قلتي سامية تحت ؟؟ ليش كذبتي ؟؟ يا ويلك من ربي ومن عقابه , المؤمن لا يكذب يا وسام , المؤمن لا يكذب , أصلا من قال لك إنك مؤمنة , من قااااااااال ؟؟ ~ توقفت عن المشي وهي تحس بالسؤال تختلط على وجهها بإزعاج , دموعها وسؤال أنفها , دورت جوة شنطتها عن منديل لكنها مالقيت فدخلت يدها المغطية بالقفاز تحت غطاها اللي التصق بوجهها ومسحت أنفها ودموعها وهي تكتم شهقاتها , سمعت صوت بوري فرفعت وجهها وهزت راسها بلا لمن شافت سيارة التاكسي وتحركت بعزم , لو جدت السير بتوصل للمدرسة قبل الخط الأحمر , مشيت ومشيت وقطعت سكة وهي مستغربة من بعد مدرستها اللي كانت تظنها قريبة , وقفت بين السكتين تطالع في السيارات المنطلقة بسرعة جنونية , لمن شافت سيارة تشبه سيارة عبد الكريم انقبض قلبها وهي تدعي بداخلها إنه مايكون هو عشان ما تصير فضيحتها بجلاجل , ممكن تنذبح على هالمشي اللي مشيته , لمن تباطأت السيارة حست بنبض قلبها يتباطأ معاها وهي تتخيل الكلام اللي ممكن ينقال لها , ولمن سمعت البوري رفعت راسها بخوف , ولمن شافت السائق السعودي الغريب يأشر لها إنها تعدي حست براحة فضيعة وتسارعت نبضات قلبها فجأة , قطعت السكة وهي تشكره بداخلها و عاهدت نفسها إنها أول مرة وآخر مرة تمشي فيها لوحدها ولمن شافت مبنى المدرسة يلوح من البعيد حست بانشراح غريب وحست إنه هالمشي فادها كثير وغير الكآبة اللي كانت تملأها , ضحكت بداخلها على خوفها وخبالها اللي خلاها تمشي هالمسافة كلها , أول ما شافت الحارس العجوز الواقف بثوبه العتيد وصندله البداوي اللي عفا عليه الدهر وشماغه المعقود فوق عقاله وهو ضاغط خيزرانه في الأرض بيمناه ويسراه خلف ظهره تبادر لذهنها صورة الحرس الملكي البريطاني ببزاتهم الحمراء وقبعاتهم الفرو الطويلة , سلمت بهمس وقالت : كيف حالك يا عم عبد الله ؟؟..
قال بحماس بدون ما يتحرك من وقفته : هلا هلا أبله وسام , الحمد لله على السلامة , اش فيك جايه اليوم بدون سيارة ؟؟
ابتسمت وقالت بهدوء : ظروف ..
وشكرته ودخلت وهي تحس بحنان عجيب لهالرجل اللي جاوز الستين , 35 سنه وهو في هذه المهنة اللي كانت من بعد الله مصدر رزقه ورزق أبناؤه الثمانية , ابتسمت لبنته اللي في الصف الثاني واللي شالت المكنسة عن أمها اللي ماشية وراها وهي تسب بلهجتها المحببة لنفس وسام في بنات المتوسط اللي ما اهتموا في نظافة الساحة اللي تعبت بالأمس وهي تنظفها , سلمت عليها وسام وتلقت منها أحضان حنونة بعودتها سالمة , قالت البنت بخجل : حمد لله على السلامة يا أبلة ..
ابتسمت وقالت بحب عميق : جزاك الله خير يا نهلة , تصدقين , كل يوم يزداد إعجابي بك وبخدمتك لأمك ..
ابتسمت البنت بخجل فقالت وسام بلهجة صادقة : هذا البر كله بتلقينه في دنياك قبل آخرتك , صدقيني ..
شكرتها ولحقت بأمها اللي تمشي بنشاط عجيب رغم سنونها اللي جاوزت الخامسة والخمسين , تحركت وهي تفكر بالفرق اللي بينها وبين أختها نهاد اللي في الثانوي واللي تستعر من أمها و تحب تتباهى بالأشياء اللي تضغط على أهلها عشان يوفرونها لها من معاشهم القليل ..
تحركت وتوقفت لمن شافت الدفتر مو في مدخل الإدارة , عرفت إنها تجاوزت الخط بدون ما تطالع في ساعتها , دخلت للإدراة وسلمت على المديرة والمراقبة اللي انهالوا عليها بأسئلة جاوبتها بهدوء وهي تكبت بداخلها ضيقها ونفاد صبرها اللي بدأ يعاودها , وقعت تحت الخط وبسرعة تجاوزت الغرف ودخلت مكتبها , سحبت نفس طويـــل وعلقت عبايتها وجلست ورى مكتبها ودفنت وجهها بين ذراعينها المعقودة على المكتب ..


*************************


بعد نصف ساعة في فيلا أحمد :
في غرفة العنود :

: أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل ...
ولمن خلصت أدراج تسريحتها على ما أرسل قالت باعتراض : لااااااااااا ..
وثواني ورجعت تأشر على أدراج التسريحة وهي تكرر الكلمتين وتأشر بعدها على أبواب الدولاب الستة : أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرســـ يوووووووووو ..
وفردت يدينها وهي تقول بحزم : آخر مرة , على عدد اللي في البيت , أمي , أبويه , والـ ....
وعدت الهنوف والشغلات الثلاثة ولمن وصلت لما أرسل صرخت وهي تحك شعرها : ليـــــــــــــــــــــــــــه ؟؟؟
ورمت نفسها على ورى منسدحة على سريرها , زفرت الهنوف اللي كانت تراقبها بصمت وقالت بطفش وهي تقفل الكتاب اللي في يدها : يختي إرسلي وفكينا , لازم تعدين ..
قامت العنود من سدحتها وربعت بحماس وهي تقول : والله ..
ومسكت جوالها وفتحت القفل وهي تقول : كان قلتي هالكلام من زمان ..
ولمن فتحت الرسايل والابتسامة على وجهها قطبت والتفتت للهنوف وهي تهمس : طيب اش أرسل له ؟؟
ضحكت الهنوف وقالت : لك ساااااااااعة أرسل ما أرسل وآخر شي منتي حاطة في بالك اش بترسلين ؟؟
زحفت العنود لطرف السرير وانزلقت من فوقه ببطء وجلست على الأرض جنب الهنوف وقالت : غششيني , اش أرسل ؟؟ انتي مجربة ولك بااااع طويل في هالسوالف ...
ضحكت الهنوف وقالت وهي تفتح الكتاب : انقلعي عني , كل وحده وتجربتها , روحي دوخي زي ما دخت أول مرة ..
لصقت فيها العنود وهمست برجاء وهي تطالع فيها بعيون متسعة بريئة : تكفييييييييين , قوليلي اش أرسل , رسالة غزل ولا رسالة خفيفه فيها دعوة ناعمه ولا إن شاء الله سب إنتي بس قولي ..
دفتها الهنوف وقالت : لا تحاولين تطالعين فيني بهالعيون الكذابة , روحي ارسلي اللي يناسبك وفكيني ..
لفت العنود بوزها وطالعت في جوالها وهي تقول : الدب من رجع جواله ما أرسل إلا رسالتين ومكالمة وحده , لا و ثلااااااااااااااااث أرباعها صمـــــــت ..
مسكت الهنوف ضحكتها وهي تقول بهدوء : عادي , يمكن هو من النوع الهادي اللي ما يحب يتكلم على الفاضي والمليان ..
مصمصت بشفايفها بعدم استساغه لهالتبرير وهي تقلب في الرسايل , ثواني وقالت بطفش : اش رأيك أكتب شي بنفسي ؟؟ مو أحلى ؟؟
هزت الهنوف راسها بتأييد وهي تحاول تركز على الديوان الشعري اللي اشترته مؤخرا ..
وهي تحاول تستذوق الكلمات اللي تقرأها وصلها صوت العنود الساخر وهي تقول : صباح الخير يا بارد يا لوح يا جدار ..
قهقهت الهنوف لمن سمعت كلمات العنود ولفت عليها وقالت : حرااااااام عليييييييييييييك ..
قالت العنود باستنكار : لا تحرمين على كيفك , مو عشان حسونه مريحك ما تحسين فيني ..
سكتت الهنوف للحظة ورجعت قالت بهدوء : لا تقارنين , مو كل الرجال زي بعض لو بدأت تقارنين بتهدمين حياتك قبل ما تبدئينها يا عنيد ..
ولمن شافت صمت العنود ابتسمت , كانت حاسة بدواخل أختها الرومانسية بجنون , كانت عارفه إنها تتساءل بداخلها عن سبب فتور عدنان تقارنه بالرغم عنها بحسان المندفع , همست بلطف : عنود قلبي أنا فاهمة اش بتقولين , ترا ممكن الرجال الصامت يكون حبه وتقديره واحترامه أعمق من الشخص اللي يعبر بالكلمات زي حسان , وطبعا هذا مو معناته إنه حسان مو صادق في حبه , لا بس في فروقات , يعني إنت لمن تكونين مع البنات تجرين وتبوسين وتضمين وتشترين ورود وتهدين وغيره لكن أنا عكسك , هاديه وما أعرف أعبر لكن هذا مو معناته إني ما أحب البنات أو ما أحبك بمقدار حبك لااا , لكن كل له طريقته في التعبير , فهمتي ..
قالت بصوت مخنوق وهي تزم شفايفها بضيق : الأفندي من قبل فرح عمور ما اتصل ولا أرسل , أففففففففففففففففففف , وما أبغى أرسل يقوم يقول هالبنت راميه نفسها ولا ما حسبت ...
ابتسمت الهنوف وقالت بلطف : انزعي هالفكرة من راسك مافي هالشي بين الزوج وزوجته , مو لازم يكون هو المبادر , ودك ترسلين ارسلي , ليش تمنعين نفسك عشان هو ما أرسل , ارسلي وشوفي رده ..
طالعت فيها وقالت بتريقة : طالعوا من يتكلم عن المبادرة ..
رجعت الهنوف تفتح الديوان بخجل وهي تهمس : مو معناته إني ما أتكلم عندكم إني ما أبادر بشي ..
رفعت العنود حواجبها ورمتها بنظرات فاحصة , لفت الهنوف وسألت بحدة لمن شافت نظراتها : خير ؟؟
ابتسمت العنود بخبث وهمست : يمــــــه منك وأنا أقول ولد خالتي مو مصروع من فراغ , بنت اش سويتي في الولد ؟؟
زاد احمرار خدودها وهي تهمس : ولا شي , يعني اش بأسوي ؟؟
ورجعت ودفنت وجهها في الكتاب وهي تقول بهمس أخفت : شوية رسايل ومكالمات وبس , الزهرة لو ما لقيت مين يسقيها بطبيعة الحال بتذبل ..
شهقت وقالت بعدم تصديق : لااااااا ما أصدق ..
ضحكت الهنوف وقالت بهدوء بدون ما تطالع في أختها : تراني أستحي أقول هالكلام لأختي الصغيرة لكن إعرفي إن الرجال ما يعطي إلا بمقدار ما ياخذ , لا تنتظرين إنه يكون المبادر المعطي , الرجال زي الطفل الصغير لازم تراعينه وتبينين له إنه هو دنيتك وكل شي في حياتك لكن الذكية تخلي هالعطاء بحدود معقولة عشان ما يطالبك بالمستحيل بعد فترة , افهميها عاد ..
تأملتها العنود بعدم تصديق , لأول مرة تسمع هالكلمات من الهنوف اللي كانت دائما تظهر لهم بمظهر الخجولة الصامته المستسلمة لكل شي حولها , لفت الهنوف وكملت : وشي مهم , لا تتكلمين عن أيييييي شي يصير بينك وبينه ..
ابتسمت العنود وقالت : لا توصين حريص , أمي أعطتني محاضرة طويلة عريضة بعد الملكة عن الحفاظ على أسرار الزوج على قولتها ..
ضحكت الهنوف وقالت : نفس المحاضرة اللي تلقيتها واللي تلقتها البندري الله يرحمها ..
زفرت العنود لمن جا ذكر أختها وقالت وهي تقلب الجوال بين يدينها : الله يرحمها ..
قالت الهنوف تخرجها من صمتها اللي بدأت تغرق فيه : قالت لك في محاضرتها على الشكوى ..
ضحكت العنود وقالت : حسيتها كإنها بتخنقني , تقول لو ظلمك ولا تمشكل معاك على أي شي لا تجين تشتكين لأنه لو انحل الموضوع بينكم بعد كذا وتصافيتم وصرتم سمن على عسل بيقعد في قلبي وبأكرهه ليش سوى فيك كذا حتى لو تظاهرت قدامك بالعكس ..
هزت الهنوف راسها وقالت بتأييد : إعرفي إنه مشاكلك لو طلعت من بين جدران بيتك وتجاوزتك إنت واياه حتنقلب حياتك وقتها لجحيم , كلوا في بعض وتضاربوا وتصافوا بدون شوشرة ..
سألت العنود بتردد : عمرك تمشكلتي مع حسان ؟؟
وانصدمت لمن قالت الهنوف بطريقة التضخيم : أوهوووووووو , لازم تصير شوية ..
ودخلت يدينها في بعض تبغى تعبر عن المعنى قبل ما تكمل : لكنها تنحل الحمد لله ..
ولمن شافت إنها كشفت كثير من الأشياء اللي ما يعرفها من حولها قالت بهدوء : ارجعي لرسالتك و تذكري إن المشاكل لا بد منها في بداية أي شي ..
تذكرت العنود أمها وهي تهول لها أول سنة الزواج وهي تقولها إنها بتكون كلها مشاحنات لأنه كل واحد فيهم غريب عن الثاني وإنه الحرمة الذكية هي اللي تصبر أول سنة وتتجاوزها عشان تنجح بقية السنين لأنها هي اللي مفروض تقدم بعض التنازلات بدون ما يكون فيها تقليل من كرامتها , حتى إنها حكتها عن مواقف صارت لها واستغربت فيها إنه أبوها كان بهالشكل العصبي لكنها فهمتها إنه هذا الشي من طبيعة الرجل , حزمت أمرها وبدأت تكتب رسالتها , تأملتها الهنوف بابتسامة وهي تتذكر أول أيام ملكتها اللي كانت باختصار فوضى مشاعر واضطرابات تضحكها كل ما تذكرتها ..
ربع ساعة مرت قبل ما تقهقه وهي تطالع في العنود اللي تدور في الغرفة زي الأسد الحبيس وهي تصفق يدينها وهي تقول بقهر : أنا اش خلاني أسمع كلامك , أنا حمااااااااره لو سمعت كلامك مرة ثانية ..
ورفعت الجوال وطالعت في الرسالة اللي أرسلتها وصرخت : لااااااااااااااااا , أنا كيف كتبت هالكلام ؟؟
وكشرت وهي تتريق على رسالتها ورمت الجوال بعدها على سريرها وهي تزفر وتغطي وجهها وهي تقول بصوت مخنوق من يدينها : ما يجي أنتحر ؟؟
خففت الهنوف من ضحكها وحمحمت عشان تقاوم ضحكة جديدة وهي تقول : عنيد لا تتندمين على شي سويتيه , خلاص صار الشي وانتهى ..
بعدت العنود يدينها وقالت بقهر : ما يجي أرجع الوقت وما أضغط زي الإرسال ..
قالت الهنوف : قولي الحمد لله ..
كورت يدينها ورفعتها لعيونها وقالت وهي تمثل البكاء : أهااااااا , أنا غبية , أكره نفسيييييييييييييييييي , حتى هو الدبــــــــــ ما رد , أهاااااااااااااا ..
قامت الهنوف وحضنتها وهي تضحك وتقول : يا بنت عااااااااااااادي اش فيييييييييك ؟؟ الوحده لازم تمر بهالإضطربات والخوف و ..
: هنوووووووووووووووووووووووووووووووووووف بلا فلسفه ...
: طيب بأسكت ..


*****************************

الساعة 9 صباحا في الرياض :
في مبنى وزارة التعليم :

لف وجهه و غمض عيونه بقوة وهو يقبض يدينه ..
: أخ سامر ..
فتح سامر عيونه والتفت لصاحب الصوت وسحب نفس عميق ونحت ابتسامة مصطنعة وهو يقول : إن شاء الله ..
لمن جا الرجال بيناوله قلم سحب قلمه المعلق في جيبه وقال بهدوء : معايا قلم ..
وطالع في الورقة اللي قدامه , الكل كان يحاول فيه إنه يقبل واسطة أبوه , أخوانه كلهم , سحر , خلود , أمه حتى عماته حاولوا لكنه أصر على رأيه ومارضي بأي واسطة , رص القلم بقوة ووقع على الورقة , طالع في توقيعه للحظة قبل ما يناول الورقة للرجال اللي ابتسم له وهو يقول : الله يسهل لك ..
قام وصافحه وتحرك خارج من الغرفة للممر الطويل المزدحم واللي يحوي غرف يصدر منها ضجيج العاملين , ابتسم للأشخاص اللي التفوتوا له لحظة خرجوه ومشي بخطوات ثابته , ولمن خرج من المبنى الكبير للمواقف تأملها للحظة قبل مايزفر وهو يقول : الحمد لله ..
تحرك لسيارته وخرج جواله ودق على رقمه , ماكمل نص رنة إلا ووصل له الصوت المهتم وهو يقول : بشر ..
ابتسم وقال : خير إن شاء الله , نقلوني للعيينة ..
صمت أبوه حسسه بالذنب وذكره بواسطاته اللي سواها عشان ينقله للرياض بعد ما خرج من معهد الأمل , فقال بابتسامة : من بعد العيينة عن الرياض يا أبوي كلها ساعة بالكثير وأنا عندك ..
زفرة أبوه وصلته وزادت عقدة الذنب بداخله قبل ما يسمعه يقول بمرح : على الأقل ما رجعوك للمردمة ..
ضحك وقال وهو يحس بالإنشراح يرجع له : على قولك ..
كمل أبوه بصوت قوي : يلا إن شاء الله كله في ميزان حسناتك , ربي بيختبر صبرك ..
قال وهو يرص جواله : إن شاء الله تكفير عن اللي سويته ..
ولمن ساد الصمت من الطرف الثاني دنق وفتح سيارته وهو يكمل : أنا رايح دحين للمدرسة عشان آخذ ورقة إخلاء الطرف ..
: الله يسهل لك يا ولدي ..
جلس في مقعده ودخل المفتاح وهو يقول : جزاك الله خير و ...
توقف عن إنهماكه وهمس : سامحني يا أبوي ..
وسكت للحظة يبلع غصة في حلقه وهو يكمل : في آمان الله ..
وقفل الجوال بعد ما سمع وداع أبوه , حط الجوال في حامل صغير معلقه عند المكيف اللي جنب الباب وقفل الباب وهو يصرخ بداخله ~ سامحني لأني صغرت من قيمتك قدام الناس وخليتك تتوسط لي عند اللي يسوى واللي ما يسوى , سامحني لأني بعد هذا كله رميت كل تعبك وما رضيت بالواسطة ~ طالع لورى ورجع سيارته عشان يخرج من الموقف وهو يفكر إنه محد حيفهم سبب اللي سواه , كان يبغى يعاقب نفسه , محد يعرف إنه إلى الآن يلوم نفسه على حالة الإدمان اللي كان فيها , الكل يلقي اللوم على سليمان اللي كان يعطيه الحبوب على إنها حبوب صداع واللي كان يدسها في المويه أحيانا لو ما رضي ياخذ الحبوب لأنه مايبغى يتعود على أخذ الحبوب كل ما وجعه راسه , الكل يلقي اللوم عليه إلا هو , كان يلوم نفسه ليل نهار اللي ما انتبه للي حوله إلا متأخر , متأخر جدا , وحتى لمن انتبه مارضي يتحرك ويتعالج استمر في اللي كان فيه وهو يردد لنفسه إنه مايقدر يتعالج ولو تعالج بيرجع زي اللي قبله , كان يردد لنفسه المدمن بيظل مدمن وبيحن لإدمانه فليش أتعالج , ضرب الدركسون بقبضة يده بقوة وهو يعض شفته بقهر ورجع رفعها بتوجع ولمس الندبة اللي في خده , كان وده يشوف الثلاثة اللي ضربوه وشوهوه عشان يسلم على راسهم , بعد يده وطالع في ظاهرها اللي تخترقه خطوط أسمر من بشرته زفر وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله ..
وسحب نفس عميق وهو يصرخ بداخله ~ إنت تستحق كل شي يصير لك , تستحق كل شي , تعذب عشان تكفر ذنوبك وعشان تطهر ذاتك , خلي عقدة الذنب تخف عنك و... ~
خرج من أفكاره لمن مر من عند مدرسة بنات , طالع في لوحتها ورجع يطالع في الطريق وهو يبتسم على حركته , خرج جواله وضغط رقم 2 في الاتصال السريع , ابتسم لمن سمع صوته المرح وهو يقول : والله توني اللي دخلت المنتدى , خلاص أطلع دحين ..
ضحك وقال بغيض : لا تقوووول داخل باسمي ..
: هاااااااااا إنت ماكنت داري ..
: ماهر يالنذذذذذذذذذذل قلت لك لا تدخل باسمي , والله لا أغير الرقم السري ..
وصلته ضحكة ماهر قبل ما يقول بخبث : ياخي يازينها مراقبة قسم المرأة أبغى أشبك معاها وما بتطالع في وجهي ما دمت عضو عادي ..
شهق وقال بصدمة : قسم بالله لو ترسل لها أذبحححححححك ..
قال بتريقة : رسالة بريـــــــئــــــــة , بريـ ..
قاطعه بحدة : بعيد عنك البراءة ..
ضحك ماهر وقال : أصلا ما بتعطيني وجه لأنه على زين هرجها إلا إنها قوية , خلاص أحول على ذيك العضوة المرجوجة اللي دايم تقيم مشاركاتك , شكلها متيمة في غرا ..
: مــــــــــــاهر إطلع من المنتــــدى ..
ضحك ماهر وقال وهو يسمعه ضغطة الفارة : سجلنا خروج ياهادم اللذات ..
زفر سامر وسحب أنفاس يحاول يهدي نفسه قال بعدها : نقلوني للعيينة ..
: وععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععع , بيض , بيض , بيض ..
قهقه سامر من قلبه وقال : ياخي هالكلمة اللي مخترعينها ماخشت لي من زور , اش بيض ؟؟
قال يفهمه : شفت الشي العفن اللي يرفع الضغط و يحتوي على كل شي مقرف , هذا يطلق عليه بيض ..
هز راسه وقال : أهااااااا , طيب سري يلا ..
: سري إنت ..
: روح نام أحسن لك من تضيع الوقت في النت , أنا رايح المدرسة أسوي إخلاء طرف ..
: الله يسهل لك ..
ابتسم وقال : خبر أمي وسحر ..
وصلته زفرته وهو يكمل عنه : وعدنان وخلود و خالد و يااااااااااااااااااااااااخ اش هالقرف ؟؟ ترا الترابط الزايد يجيب الغثياااااااااااااااااان مو ناجي من هالسلسلة إلا المريخية اللي ما يدور عليها أحد تدور على أحد ..
ابتسم سامر لأنه عارف إنه متضايق لأن الكل تدخل و كلمه على أريج اللي متخاصم معاها إلى الآن ومو راضي يروح عشان يحل الموضوع وحتى مكالمة مو راضي يكلمها , قال : سوي اللي تشوفه , يلا مع السلامة ..
وقفل الجوال وهو يحس قلبه يتقطع على توأمه , حاله في الأيام الأخيرة ما يسر العدو , وخروج مرة عمه اللي ماهي راضية ترجع لبيتها رغم كل المحاولات إلى الآن زايد الطين بلة ومعقد الموضوع أكثر , خرج من أفكاره لمن شاف أسوار المدرسة , وقف سيارته وسحب نفس وتحرك , ابتسم له الحارس العجوز , سلم عليه سامر وسأله عن حاله وهو يحس بتوتر من أصوات الشباب اللي مازالوا في فترة الفسحة , فتح له الحارس الباب فدخل وهو يزين وجهه بابتسامه ..
: أستاذ سااااامـــــــــــر ..
اتسعت ابتسامته على صرخة طلابه المختلطة , تجمع حوله اللي يعزونه منهم , بلا شعور جال ببصره عليهم يدور عن وجهه لكنه ماشافه , مد يده يصافح الطلبة اللي طالعوا في يده بإحراج , ابتسم ابتسامة عريضة وقال : ما بتسلمون ..
صافحوه بابتسامة متوترة , كان عارف إنه محد فيهم متعود على مصافحة أستاذه , استمع لأخبارهم بعد ما سألهم عن حالهم وتوجه بعدها للإدارة , حس بطعنة نجلاء لمن سلم عليه المراقب اللي زين وجهه بابتسامة باردة متكلفة وهو يناوله ملف وهو يقول : المدير في اجتماع مع بقية الأساتذة , هذا ملفك في كل أوراقك وبداخله كمان ورقة إخلاء الطرف موقعة ومختومة ..
كان فاهم قصد المدير من هالحركة , ماكان يبغى يشوفه أو يسلم عليه لأنه عارف إنه كان بيده ينهي الموضوع وديا بينه وبين الآباء بدون شوشرة و بدون تدخل الوزارة , ابتسم وقال وهو يتناول منه الملف : شكرا , جزاك الله خير ..
وتحرك وهو يقول بثبات : بأجلس عند أستاذ يوسف إلين ينتهي الإجتماع لأني أبغى أسلم على المدير وباقي الأساتذة ..
وتوجه لمكتب المرشد الطلابي , كان بابه مفتوح , ابتسم وهو يشوفه جالس ورا مكتبه وهو يطالع من قزاز طاقته الواسعة المفتوحة على الساحة , دق الباب دقتين , التفت يوسف وأول ماشافه رسم ابتسامة ترحيب عريضة وهو يقوم من مكتبه وهو يهتف : يااااااااااحيا الله سامر ..
وفرد ذراعينه , ضمه سامر وهو يحس بالطعنة اللي بداخله تخف , طبطب على ظهره بقوة وهو يهلي ويرحب فيه , ولمن بعد عنه قال بمرح : سمعت إنك رايح للعيينة ..
ابتسم وقال : إي والله ..
شد بيده على كتف سامر وهو يقول : شد حيلك ما أبغى أسمع عنك غير كل خير , وريهم الأستاذ سامر اللي أعرفه ..
ذابت ابتسامة سامر للحظة لكنه رجع نحتها على وجهه وهو يقول : الله يسهل ..
طبطب على كتفه ورجع شد عليها قبل ما يلف وهو يأشر له على المقعد اللي قدام مكتبه , جلس سامر وجلس يوسف مقابل له وهو يسأله عن أحواله ..
دقايق مرت ووصلهم أصوات الأساتذة الخارجين من غرفة المدير , قام سامر وابتسم لمن شافهم جايين له بعد ما سمعوا من المراقب إنه جا , ثواني بعد تبادل السلام ولقي نفسه يضحك من قلبه على تنكيتهم على مدارس العيينة وأحوال أساتذتها , ولمن وصلهم صوت المراقب اللي يذكرهم بحصصهم ودعوه وتحركوا وهو توجه لغرفة المدير وهو شايل ملفه , تعدى من عند المراقب ودق باب غرفة المدير , قام المدير ومد يه من ورى المكتب , لكن سامر تحرك ولف من عند المكتب وصافحه وسلم عليه عربه وهو يقول : شكرا , جزاك الله خير ..
وبعد عنه وهو يقول بصدق : لايشكر الله من لا يشكر الناس , كان شرف كبير لي إني درست في هالمدرسة , فعلا أنا شاكر لك دعمك لي في بداية حضوري , تشجيعك كان له فضل كبير بعد الله في تحسن مستواي , مع السلامة , إدعيلي ..
وابتسم لوجه المدير المبهوت وخرج بهدوء وهو يرص على الملف بكل قوته و هو يصرخ بداخله ~ انتصرت , انتصرت ~ ماينكر إنه بذل مجهود خرافي للابتسام ولقمع كلمات العتاب اللي كانت تستصرخ بداخله لكنه حس بشعور غريب بعد ما قال هالكلمات , حس كإنه قفز سور عالي كان يعترض طريقه , أول ما خرج للساحة اللي خلت من الطلاب وسادها هدوء غريب لثواني اخترقت نسمة الهواء البارد ذاك الصمت واختلط صوتها بصوت تطاير أكياس الأكل اللي تناثرت بإهمال في الساحة وبصوت رنين علبة مشروب غازي تدحرجت في طرف الساحة , نزل الدرجات القليلة وتحرك وهو يحس باعتصار غريب بداخله , كان أكثر ما سبب هالعصرة هو غياب بدر اليوم , كان تراوده لهفة غريبة لرؤية وجهه المقطب وملامح الطفش اللي تلوح عليه عادة , ابتسم وتحرك خارج من أسوار المدرسة ..


************************


الساعة 11 صباحا في الدمام :

قرأها للمرة الرابعة قبل ما ينزل الجوال وهو يفرك عيونه بتعب ..
: عدنان ..
قام بسرعة وهو شايل أوراقه وتحرك وهو يرمق جواله القابع على آنية خزفيه على سطح مكتبه , زفر ودخل مكتب مدير المالية وهو يسلم , فرد أوراق المخططات على الطاولة وبدأ مدير يستمع لشرحه وهو ماسك ورقة وقلم وآلة حاسبة قدامه , من انتهى طوى المخططات وخرج بسرعة , رفع جواله وقرأ الرسالة للمرة الخامسة ..
: ما شاء الله اش هالابتسامة الحلوة ؟؟
التفت عدنان لزميله ثامر في العمل وقال بهدوء وهو يرجع جواله في المكان المخصص له : أصدروا قرار بمنع الابتسام ..
ضحك ثامر وقال : اش هالأخلاق الشينه ؟؟ ضاغطين عليك هالمرة ..
زفر وقال : الحمد لله ..
ودخل المخططات جوة حافظتها الإسطوانية السوداء وهو يطالع في الجوال , خرج من سرحانه لمن وصله صوت ثامر وهو يقول : شكله عندك مكالمة مهمة , روح اتصل وأنا بأغطي مكانك ..
قال بهدوء : لا و جزاك الله خير ..
كان ما يحب يتلقى مساعدة من أحد أو يتفضل أحد عليه بشي خاصة هالشخص اللي يحاول بشتى الطرق إنه يتخطاه ويصير أحسن من مستواه عند رؤساؤه , كان يكره طرقه الملتوية ودحلسته للمدراء والرؤساء بالجري وراهم بالكلام المعسول المتزلف وهي ذاتها الطرق اللي خلته أعلى منه مرتبه وتوجته كمهندس أول في الشركة , قال ثامر بلطف مخادع : خدمة بسيطة ما تكلفني شي , خاصة وهم مشغولين ينقلون أشيائي لمكتبي الجديد ..
ابتسم عدنان وقال بصدق : مبروك للمرة الثانية , روح اشرف على نقل أشياءك صدقني أقدر أدبر أموري هنا , مشكور ..
وجلس على كرسيه وفتح درجه وخرج الملف المطلوب منه مراجعته وتوقيعه كآخر خطوة للمشروع اللي رسمه وحددوا ميزانية تكاليفه , لمن خرج من مكتبه رفع راسه عن الملف وهو يزفر , طالع في الجوال وتذكر الرسالة اللي صدح صوتها وسط الإجتماع اللي تم فيه اختيار المهندس الأول , وتذكر نظراتهم المنصبة عليه وهو يخرج جواله اللي نسي على غير العادة إنه يحوله على الصامت , وبعد ما حوله فتح الرسالة على عجل عشان يشوف إذا فيها أمر ضروري لأنه ما تعود على رسائل في مثل هذا الوقت المبكر من اليوم ولمن لمح اسمها ( عنودي ) تناسى كل اللي حوله وهو يقرأ رسالتها بسرعة قبل ما يغلقها ويرجع الجوال لجيبه وهو يبتسم بهدوء لرئيسه المباشر واللي كان الوحيد المعارض لترقية ثامر وتجاهل عدنان المثابر , حط القلم وسط الملف ومد يده وسحب الجوال وفتح الرسالة ..
(( السلام عليكم ..
كيف حالك يا مهندس ؟؟
أكيد رايح على الدوام , إن شاء الله يكون دوامك خفيف وهادي اليوم ..
(^.^) ترا أنا بخير ... في حالة بتسأل عن حالي (>.<)
صح أنا في الغرب وإنت في الشرق بسسسس
حبيت أكون أول شخص يصبح عليك ويهمس لك
صباحك ورد إن شاء الله ..))
زفر وهمس : ما كان ورد ..
ورجع ابتسم وهو يتذكر جملته اللي قالها في أول اتصال لهم ~ ترا أنا بخير في حالة تبغين تعرفين أنا كيف حالي ~ ضحك وهو يهمس : متذكرة رغم إنها كانت ..
وسكت وهو يتذكر إنه كان سبب في ألمها لفترة حتى لو كان بدون علمه وبدون قصد وهي صدقته و سامحته بسهولة , قام وقفل باب المكتب ودق على رقمها , مرة مرتين ..خمسة ولسه ماردت , زفر وطالع في الجوال وهو يتساءل عن سبب عدم ردها ~ يكون زعلت لأني ما اتصلت عليها أول ما جات الرسالة ~ كتب رسالة سريعة وأرسلها , دقايق واتصل عليها مرتين وماردت , زفر وكتب رسالة ثانية أرسلها ورجع الجوال لموضعه ومسك الملف وبدأ يوقع عليه ورقه ورقه بعد مايراجع المكتوب فيها وهل المقاسات والمواصفات زي ما حددها ولا لا , وبين كل ورقه والثانية يرفع بصره للجوال ويرجعه للملف , زفر بطفش لمن انتهى من الملف ورجعه للدرج وفتح محموله , ولمن اكتشف إنه ينقل بصره من الجوال للشاشة ومن الشاشة للجوال زفر وهو يحرك كرسيه شويه عشان يسحب الجوال ويدق على رقمها وهو يقول من بين أسنانه بغيض : ردييييييي , ياويلك لو مارديتي هالمرة ..
: نـعـم ..
أول ما سمع صوتها الخافت البارد قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وصلته همهتها وهي تهمس : وعليكم , خير ..
انصعق من كلمتها وانلجم لسانه بالرغم عنه ~ مستحيييييييييل تكون هي ~ سأل بهمس : العنود ؟؟
وصلته ضحكتها الساخره البطيئة وهي تقول بصوت غريب : متصل على جوال عنيد وتسأل العنود , إيوه العنود خييييير ..
كان بينفجر غيض من برودها لكنه من تبين صوتها ابتسم وهمس : نايمه ؟؟
سمع طقطقتها بلسانها بطفش قبل ما تقول : أفففففففف يا ثقل دمك , تصحيني من نومي وتقول نايمه , استغفر الله العظيم ..
كتم ضحكته وقال بهدوء : عنود شكلك من النوع اللي ما ينتبه للكلام وهو نايم ..
: لاااااااا جايب حاجة جديده الأخ , أفففففف أنا نايمه اتصل بعد شوي ..
فتح فمه وصكه لمن انتبه للصمت في الجهة المقابله , بعد جواله وطالع في الشاشة وقال بصدمة : صكت في وجهي ..
رجع دق عليها وهو ناوي يطير النوم من عينها ~ مو معقولة إنه هذا كله نوم , يكون بتنتقم مني بالتمثيل , والله ~ وقطع توعده لمن سمع همسها المتثاقل وهي تقول بطفش : نعم ..
وتلاها صوت شبه باكي وهي تقول : والله حرام توني نمت لي كم يوم ما أنام والله حرااااام , يا عالم أبغى أنااااااااام ..
سكت للحظة ورجع همس : رسالتك جات في وقتها , خففت عني كثير , شكرا ..
ولمن وصلته همهمتها اللي باين إنها تجاريه عشان يخلص ابتسم و قال بغيض : ليش أضحك على حركاتك الخبله ما أدري ؟؟ هيا مع السلامه ..
انصك الجوال بدون أي وداع , طالع في الجوال وضحك , رجع هز راسه بحيرة وهو يقول : أول مرة أشوف واحد يضحك ليش انقفلت السماعة في وجهه , أكيد يا إني انهبلت أو إنه هذا من آثار صدمتي من ترقية ثامر ..


*************************


الساعة 1.30 الظهر في الرياض :

: أنا في المستشفى مع أختك عندي مراجعة عند دكتورة الباطنية , نسيتي ..
زفرت وسام بداخلها وقالت بهدوء : أوو نسيت , خلاص أرجع مع سامية , اتصلي وطمنيني اش قالت الدكتورة لك ..
وصكت الجوال بعد ما ودعت نجلاء وهي تتساءل كيف نسيت موعد أمها , طالعت في دفتر التوقيعات وتركز بصرها على توقيع سامية اللي خرجت قبل عشر دقايق , وقعت خروج وتحركت لمكتبها عشان تلم أشياءها وهي تفكر من من المعلمات تطلبه عشان يوصلها , أول ماشافت أنغام اللي كانت بين كل حصة من حصصها تجي عشان تتطمن عليها ابتسمت وقالت : خارجة خلاص ..
زفرت وقالت وهي تلف طرحتها : الكلب برا وحالف لو ماخرجت في دقيقة يروخ و يسيبني ..
ابتسمت وسام برأفة وقالت : الله يعينك ..
رن جوالها بصوت أنثوي رقيق يصدح بأغنية مليئة بالموسيقى , تحركت مستعجلة وهي تقول : هذا هو , ياويليييييييي ..
تأملت وسام تطريز الأشكال الزخرفية اللي في ظهر العباية والمماثل لأطراف طرحتها وأكمام عباية الكتف , زفرت وقالت : الله يهديك يا أنغام , يمكن لو غيرتي في نفسك شي يغير ربي حالك وينعم عليك برحمة بعد هالعذاب , الله يهديك ..
ودخلت مكتبها بسرعة لمن سمعت صوت جوالها يرن بالنغمة العامة , شافت اسم سحر فرفعت الجوال بسرعة وهي تقول السلام , ردت عليها سحر السلام وكملت : يا حلوة , شوية ونوصل المدرسة ..
استغربت وسام من كلمتها لكنها فهمت لمن كملت سحر : عمتي دقت علي عشان تقولي أمر عليك ..
انحرجت وسام منها فقالت : إذا فيها كلفة ..
قاطعتها سحر : استحي على وجهك يا بنت , مابيننا هالشي , كلها خمس دقايق بالكثير ونكون عندك يلا اجهزي , مع السلامة ..
ودعتها وقفلت الجوال ودخلته شنطتها وتحركت بسرعة عشان تلبس عبايتها وهي تلبس صدحت أنشودة ( لسوف أعود يا أمي ) ابتسمت وقالت بعد ماردت وسلمت : كيف عرفتي ؟؟
وصلها الصوت الحنون اللي كانت تعشقه بشكل لايمكن لأحد إنه يتصوره وهي تقول : اتصلت على سامية أتطمن إنك معاها قالت لي إنها مشيت من فترة فعرفت إنك ما دبرتي أحد ..
همست من أعماق قلبها وهي مقهورة من حدتها هذا الصباح : أمي , الله لا يحرمني منك , رضاك يا غالية ..
ضحكة نجلاء وهي تقول ( راضية عليك دنيا وآخره ) كان لها مفعول السحر في قلب وسام اللي ودعتها قبل تصك الجوال وهي تنخرط في بكاء صامت , كانت تحس نفسها جاحدة ليش بكت على أمها وانهارت وخوفت المرأة اللي ربتها وفوق هذا كله ماهي قادرة تتمالك نفسها وترجع وسام المعهودة , غطت وجهها وتحركت خارجة من غرفتها وهي تلوم نفسها مليون مرة , لأول مرة تتجاهل مناداة البنات لها مدعية عدم سماعها لمناداتهم وخرجت أول ما سمعت رنة جوالها برنة وحيدة , كانت تدور بعيونها على سيارة السواق المني فان لكنها ما شافتها , ولمن دق جوالها ردت على سحر اللي قالت : يا عسل , شايفة السيارة الهمر السوداء اللي قدامك ..
رفعت بصرها وشافت وحدة متحجبة تلوح لها بيد واليد الثانية ماسكة جوالها وصوت سحر يوصلها وهي تقول : عرفتي السيارة ..
صكت وسام الجوال وتحركت وهي تقول بداخلها ~ من وين أحد يضيع الهمر ؟؟ ~ فتحت الباب وانصدمت من المكان الواسع ومن شكل المقاعد لكنها تمالكت صدمتها وطلعت وهي تدعي ربها إنه شرابها الأسود اللي بدأ يتوسع ما ينزلق لآخر قدمها ويكشف ساقها بسبب ارتفاع السيارة , أول ماجلست قالت السلام بهدوء وهي تصك الباب , لفت عليها سحر وقالت وهي تمد يدها : كيفك يا عسل ؟؟
ابتسمت وسام وصافحتها وهي تقول بهمس خافت : الحمد لله ..
: كيفك يا وسام ؟؟ وكيف عمتي وهيام ؟؟
حست بإحراج لمن وصلها صوت خالد فهمست : الحمد لله كلهم طيبين ..
وكملت بإحراج : سامحونا كلفنا عليكم ..
: لا ولو , واجب ..
ضحكت سحر وقالت : عاااااادي , أصلا هو عطلان حاليا وما عنده شي غير اللفلفة والدوران ..
قال خالد باستنكار : قولي ماشاء الله عن تحسديني ويستدعوني في الوزارة والله لا أذبحك ..
ضحكت وقالت بتريقة : عادي أداوم بدالك , حتى أنا فاضية ماعندي لا شغلة ولا مشغلة ..
قال بتريقة : ليس بعد الآن ..
لفت عليه بتعجب وهي تقول : اش قصدك ؟؟
حرك حواجبه ففهمت إنه مصر تدور له على عروسة , زفرت وقالت وهي تأشر على الطريق : ركز على الشارع لا تصدم بنا بس ...
ضحك و طالع في الطريق , قالت سحر وهي تأشر على لفه على اليمين تعداها : هييييييييييييييي من هاللفة , وين رايح ؟؟ ..
فرمل ولف على ورى عشان يرجع السيارة , أول ما شافته وسام تراجعت على ورى وهي تضم شنطتها لصدرها بلا شعور ولصقت في الباب وهي تشيح بوجهها بحدة , انصدم خالد من تصرفها فرجع لوضعه بسرعة واكتفى بالمراية وهو يسمع دقات بوري السيارات المتعدية من عنده , لمن عدى اللفة لف على اليمين وكمل طريقه وعقله مشغول ~ اش فيها ؟؟ لا يكون تحسبني لاف عشان أطالع فيها ولا ...... , ليش انكمشت ؟؟ معقول يكون هذا كله حيا , لا ما أظن , بسسسس ~ ركز بصره على الطريق وعقله يسترجع حركتها الغريبة , غمضت وسام عيونها بقوة وهي ترص فمها وتضم شنطتها أكثر عل وعسى تخف ضربات قلبها , كانت تحس بتقلبات فضيعة في معدتها كإنه شي يتلوى بداخلها , بدأت تستغفر وتسبح بداخلها وهي تقول لنفسها ~ وسام ماقصد شي بهالحركة , اش فيك ؟؟ ليش مكبرة الموضوع ؟؟ مو كل رجال يبغى منك شي , لا تكبرين الموضوع ~ زادت من إغماض عيونها وهي تتذكر الخاطر اللي جال بعقلها أول ما التفت , تخيلته بيمد يده , شعور مرعب اجتاحها , ضمت شنطتها أكثر لمن شافت العمارة , قالت بهمس لمن وقفت السيارة : جزاكم الله خير ..
وتحركت خارجة بسرعة , قالت سحر وهي تلفت لها : إحنا ماحنتحرك إلا لمن تخبرينا إنك في الشقة ..
شكرتها وسام بداخلها وهي تسرع للشقة , وقفت عند الباب وفتحت شنطتها تدور المفتاح ولمن مالقيته تذكرت إنها من عجلتها ماسحبته من باب الغرفة زفرت ورفعت جوالها ودقت على أمها اللي قالت لها إنها ما انتبهت إنها نسيت مفتاحها وإنها يمكن ربع ساعة وتوصل وطلبت منها تروح مع سحر وهي تمر عليها وهي راجعة , رجعت وسام واتصلت بسحر بحرج وهمست أول ما ردت سحر : نسيت المفتاح جوة البيت ..
وصلتها ضحكة سحر العذبة قبل ما تقول بلطف : أحححححححلى خبر , يلا انزلي عازمتك على غدا من اللي يحبه قلبه في غرفتي المطلة على البحر ..
ابتسمت وسام لمرحها وتأسفت كثير وهي تنزل , حست بارتباكها يرجع وهي تطلع السيارة , كانت تسب وتلعن غباءها وفي نفس الوقت مقهورة ومنحرجة في نفس الوقت من حركتها اللي أكيد فجعت الرجال , قالت سحر بلطف : عادي عادي تحدث في أرقى العائلات ..
شكرتهم بلطف وهي تطالع في تغير المناظر من حيهم البسيط للفلل الفخمة في العليا , ما تتذكر متى آخر مرة دخلت فيها فيلا عبد الكريم , أول ما دخلت الهمر باب المواقف الكبير انصدمت وسام لمن شافت الحديقة الواسعة اللي في طرفها أربع مواقف مظللة بعريشة واللي وقف الهمر في وحدة منهم , قالت سحر وهي تلف على خالد : خلووووود , ياويلك من ماهر هذا موقفه ..
هز أكتافه وقال وهو يصك السيارة : يطلع سيارة السواق ويدخل سيارته مكانها , عادي ..
وخرج , توجه لدرجات الفيلا الخمسة المحاطة بحواجز خشبية في قمة النعومة وطلعها وهو يصفر ويقلب في مفتاحه , قالت سحر وهي تنزل وتفك غطاها وطرحتها وتعلقها على كتفها عشان يدها اليسار محملة بأكياس : هلا والله , يااااااا حياا الله وسووووومه ..
نزلت وسام وسلمت عليها عربة وهي تبتسم بحرج وهي تقول : سامحوني على الكلفة و ..
سحبتها سحر لداخل الفيلا وهي تقاطعها : وي , قلت لك ما بيننا هالشي , السلااااااااااام عليكم , يا أهـــل البيـــــــــت ..
ضحكت وسام على طريقتها , وانحرجت لمن سمعت صوت حنان الهادي وهي تقول : هلا , هلا ..
وسلمت على وسام وهي تقول بلطف : تو مانور بيتنا , هلا وسام ..
كانت وسام تحس بإحراجها والصراعات الداخلية بداخلها تزيد , هذي أول مرة تدخل بيتهم من سنة تقريبا , العيد اللي فات لمن سوا عبد الكريم عشا حضرته وغيره ماكان في أي زيارات متبادلة منها هي فقط ولا نجلاء وهيام دايم يتزاورون , طلعت مع سحر لغرفتها وهناك اتصلت على نجلاء بعد ما خرجت سحر , همست وهي خايفة تدخل عليها سحر : أميييييييييييييييي , تعالي بسرعة تراني بأمووووووت من الحرج , والله كسفة ..
: وسام اش قاعدة تقولين ؟؟
قالت بصوت مخنوق وهي تحط يدها موضع قلبها اللي تحسه يضرب ضربات غريبة غير منتظمة : أمي الله يخليك , تعبانة وأبغى أرجع البيت في أسرع وقت و ...
سكتت أول ماشافت سحر داخله ومعاها صينية صغيرة فيها كاسة عصير , نزلت يدها عن صدرها وقالت : يلا أمي طمنيني عليك ..
ابتسمت سحر وقالت : هذي عمتي , هاتي , هاتي ..
وسحبت الجوال من وسام وقالت : كيفك يا عمه ؟؟
: هلا والله سحوره ..
ابتسمت سحر وقالت : ترا أمي حالفة عليك تتغدين عندها اليوم ..
ولمن بدأت نجلاء تعترض قالت سحر : أنا مالي دخل كلمي أمي , وسام رهينة عندنا ..
وغمزت لوسام اللي جاهدت عشان ترسم ابتسامة على وجهها , ولمن قالت سحر بفرح : والله , حياك الله من دحين , أروح أخبر أمي ..
وناولت لوسام الجوال وهي تكمل بفرح : بتتغدون عندنااااااااااااااا ..
وخرجت على عجل , حطت وسام الجوال على إذنها ولمن سمعت صوت نجلاء المتوتر وهي تقول : والله حاولت أتملص بس عيب هم ...
قالت بهدوء رغم الضيق اللي حسته يملأ قلبها : لا عادي , أنا مبسوطة مع سحر , يلا أنتظرك لا تتأخرين علي ..
وصكت الجوال وطالعت فيه بوجع , تحركت بسرعة في غرفة سحر الواسعة بلونها الوري الحالم اللي يخالطه لون تفاحي وذهبي يضفي عليها فخامة ودخلت الحمام وقفلت الباب , غطت وجهها بيدينها وهي تصرخ بداخلها ~ وسااااااااااام اش فيييييييييييييييك ؟؟ عشانك في بيتهم ؟؟ عادي ويعني , هم مايدرون بشي , خال عيد الكريم ماقالهم شي , اش فيييييييييييييك ؟؟ هذي المشاعر الغريبة كلها من إيه , يااااااااارب رحمتك , يااااااااارب عفوك ~ كانت تحس نفسها مشتتة وتعتريها مشاعر غريبة تحسسها بالمرض , غسلت وجهها وتوضت ناوية تصلي الركعتين الباقية لها لأنه مامداها تصلي في المدرسة إلا الظهر والسنة اللي قبله , بعد ما خلصت وضوءها نزلت غطاء الحوض وجلست عليه وهي تسحب أنفاااس عميقة عشان تهدي نفسها , انتفضت لمن دق الباب ووصلها صوت سحر وهي تقول : وسومه , خرجت لك جلابية إن شاء الله تعجبك ..
قامت وخرجت بسرعة , وقالت على طول : ماعليك مرتاحة بلبسي ..
وبعد محاولات أقنعت سحر وسام اللي غيرت ولبست الجلابية , ضحكت سحر وقالت لمن خرجت وسام : ما توقعت إنه جلابية سموره بتجي عليك , سموره أقصر ..
قالت وسام بابتسامة حاولت بكل جهدها إنها تكون طبيعية غير متكلفة : زين يعني هالجلابية طويلة عليها , أتخيل نفسي لابسة جلابية مشنقلة ..
وطالعت في انعكاسها في المراية , وجهها كان شاحب رغم ألوان الجلابية المبهجة بخليط التركواز والفوشي والذهبي , لفت على سحر وهمست : وجهي شاحب ..
ابتسمت سحر بعطف وقالت : يمكن عشان ما أعطيتي نفسك راحة من بعد ما تعبت , خذي بكرة إجازة ترا أعز ما على الإنسان صحته ..
ابتسمت وقالت وهي تتوجه لشرشف الصلاة المحطوط على السرير : خليها على الله , بأصلي ..
تحركت سحر بسرعة وقالت : دقيقة أجيب سجادة ..
وضحكت وهي تتابع : أنا أصلي على الفراش ..
قال وسام : خلاص عادي مو لازم , أصلي زيك يا بنت ..
لكن سحر كانت قيد خرجت واختفت , ثواني ورجعت وفرشت السجادة وهي تأشر لها على القبلة ورجعت خرجت عشان تساعد أمها , صلت وسام وأطالت السجود وهي تدعي ربها إنه يهون عليها اللي تحسه , وبعد ما خلصت انسدحت بلا تفكير على السجادة وغمضت عيونها بتعب ..
: hiiiiiiii....
سكتت سلافة اللي توها راجعة من الجامعة لمن شافتها نايمة وخرجت وصكت الباب وراها وتوجهت لغرفتها وهي تقول لسحر اللي طالعة مع هيام : she's sleeping..
ودخلت غرفتها وهي تسمع شهقة هيام وضحكة سحر وهي تسكتها عشان ماتزعجها ..


************************

في جدة :
على سفرة الغداء :
فيلا صالح :

طالع صالح في مرته وسأل : وين عيالك ؟؟
قالت وهي تصب له كاسة مويه : عهود نايمة , وريم ما أدري فينها ..
قطب وسأل : وعبد الإله وينه ؟؟
قبل ما تجاوب سمع صوت انفتاح باب الفيلا تبعه انغلاقه مختلط بصوت سلام عبد الإله , لف وقال : هلا ولدي ..
نزع عبد الإله شماغه وعقاله بتعب ورماه على الكنبه وجلس عند السفرة وهو يشمر أكمامه , قالت أمه باستنكار : غسل يدينك ..
سحب منديل بلله ومسح يدينه وهو يقول بتعب : ما فيني عرق ينبض ..
قال صالح : ها بشر ..
زفر عبد الإله وقال بتقطيبة وهو يسحب ملعقه : مافي , حتى واسطة عمي أحمد ما مشت الحال ..
طالع فيه أبوه بحسرة وزفر وهو يرجع ياكل بصمت , طالعت أم عبدالرحمن في ولدها بألم , كان يحط اللقم في فمه وعيونه تايهة وسرحانه في عالم ثاني ..
: تاكلون من دونييييييييييييييييييي ..
قالتها ريم باستنكار وهي حاطة يدينها على خصرها , ولمن ما سمعت أي رد جلست وهي تقول : بسم الله , كأن على رؤسكم الطير ..
قالت أمها بحدة : كلي وإنت ساكته ..
نقلت بصرها بينهم بحيرة وسحبت ملعقة وبدأت تاكل , دقيقة صمت مرت قبل ما تلف على عبد الإله وهي تسأل بحماس لمن تذكرت : اش سويت في الوظيفة ؟؟
انصدمت من نظرة أبوها الغاضبة ومن أمها اللي دقتها تسكتها , ابتسم عبد الإله وقال بسخرية : طابقت كل المواصفات ماعدا إنه لازم تكون عندي شهادة خبرة لمدة سنة على الأقل ..
قطبت حواجبها وقالت بصدمة : حتى هالوظيفة ..
وضربت فخذها بقهر وهي تقول : يعني بالله من وين يجي الواحد الخبرة إذا كلللللللللللللللللل الوظايف طالبة خبرة قبل ..
قال بسخرية مريرة : أسوي شركة لنفسي واشتغل فيها سنة وأوقع لنفسي شهادة خبرة وأروح أقدم ..
قالت باستنكار : بس خلاص بتكون عندك شركة ليش تقدم على وظيفـ ...
وسكتت لمن ضحكوا بشكل مفاجئ وانتبهت لحظتها لغباءها , قالت مستوعبة : آآآآآآ كنت تتريق , والله إني غبية ..
بعد ما هدأت موجة الضحك قال عبد الإله بغيض : اللي قهرني إنهم ماقدروا جية عمي معايا , مسكين كان ملازمني زي ظلي وين مارحت , من مكتب لمكتب ولمن خلصنا كل الأوراق قالوا مو مطابق للمواصفات , كان قلتم من البداية بدل ماتخلون الواحد يتبهذل ويتمرمط وهو رايح جاي , ضيعوا الوقت ولا حق مستأذن من المدير واللي قال إنه بيخصم حق هاليوم , انخصم من راتبي وماحصلت على الوظيفة , لو إني قعدت أتكس هالوقت كان دخلت حق البنزين اللي صرفته وأنا رايح جاي ..
قالت ريم وهي تحس قلبها يتقطع داخلها : خير , خير , قول الحمد لله , غيرك ما يحصلون ريال , الحمد لله , عندك وظيفة صح في شركة أهلية عِله بس على الأقل يجيك منها 2500 كل شهر ..
وكملت لمن تذكرت : صح ينخصم منها لكن الحمد لله التاكسي يغطي الخصم ..
سكت وقال بصوت هادي وهو يحرك الملعقة في صحن الرز : أنا عارف هالشي والحمد لله ماني معترض لكن هالراتب يادوب يكفيني ..
ورفع راسه وكمل وهو يحط الملعقة على السفرة : مستحيل يخليني أفتح بيت ..
وقام وهو يعدل أكمامه , تحرك وسحب شماغه وراح لغرفته , زفرت ريم لمن فهمت سبب ضيقه , طالعت في الأكل وهي تتحمد بداخلها إنها بنت , كل شي يجيها وما تشيل هم الفلوس , رجعت طالعت في باب غرفة أخوها وهي تفكر إنه مستحيل ينام , بيقعد يفكر , انتبهت من شرودها على أبوها اللي قال لأمها باستنكار : مافي إيمان بالله , الله يقول نحن نرزقكم وإياهم , ربي بيرزقه ويفتح عليه , أصلا من يتزوج بيفتح عليه ربي لأنه كمل نص دينه , بعدين بيته ملك , أنا مابآخذ على ولدي إيجار ..
قالت أمها : ولو 2500 ما تفتح بيت يا صالح , أصلا مستحيل البنت توافق عليه وهو هذا دخله , إحسب مصاريف المستشفى والمعيشة غير الكهرباء والتلفون والمويه وغيره ..
قال باستنكار : مو انت كنت بتخطبين له جيهان وإنت مبسوطة , اش اللي خلاك تتراجعين يوم جات على سفانة ..
زفرت وقالت : ناسي إنه أبوها صار مليونير ولا أذكرك ..
طالعت ريم فيها باستنكار صامت فيما سأل أبوها بحيرة : ويعني ؟؟
قالت : أكيد يبغى لبنته واحد من مستواه , الفلوس تغير النفوس , محد يدري اش ممكن يكون تفكيره بعد ما صار عنده ملايين , حتى سمعت إنه بيعالج سفانة برا ..
قال بعصبية : خافي الله في اللي تقولينه , يعني عشان صار عنده ملايين مانتقدم لبنته إلا لو كان راتب ولدنا عالي , من جاءكم من ترضون دينه فزوجوه ما قال فلوسه و علي أكثر واحد عارف هالشي ..
ورمى الملعقة وراح وهو يتمتم : أنا أعرف اش أسوي ..
قالت أمها وهي تطالع فيها بحيرة : هو ليه عصب ؟؟ أنا اش قلللللت ..
نزلت ريم راسها وهي تفكر في كلام أمها ~ معقولة بتروح تتعالج وماقالت لي ؟؟ مستحيل ما تخبرني بشي زي كذا , ومعقوله تكن سفانة صرفت نظر عن عبد الإله عشان الفلو... ريييييييم اش هالتفكير ؟؟ مستحيل سفانة تكون نظرتها بهالشكل و ... بسسس ~ حست بالرعب يملأ قلبها وهي تحاول تتذكر مرة من المرات بينت سفانة فيها إنها تهتم بعبد الإله وإنه مايهمها راتبه ..


********************************





بعد العصر في الرياض :
بيت عبد الكريم :

: سحر وين جالسين ؟؟
ابتسمت سحر لأبوها وقالت وهي تمسك أطراف الصينية بقوة : في المجلس الصغير , ليش ؟؟
وضحكت وكملت بمزح : لا يكون مفتقد شاهي بعد الغدا مع حبيبة القلب ..
ضحك وقالها : روحي توكلي ..
شافت ماهر اللي يلعب بنكاش الأسنان اللي حاطه في فمه خارج من الحمام فقالت وهي تتحرك : الله يعينك بتشرب الشاهي مع الجنس الخشن هالمرة ..
قال ماهر بتريقة وهو يدخل يده في شعره المبلل ويحركه بقوة عشان يجف : أموت أنا يا ألطف الكائنات , والله أعفش الكائنات ..
قال خالد اللي مروق على كباية الشاهي اللي في يده : مو عشانك حمقان على بعض ناس شفتهم أعفش الكائنات ..
انقهر ماهر من قهقة سحر اللي حركت حواجبها وهي تقول : أحلــــى أبو غيود لو ماني ماسكة الصينية كانت أعطيتك خمسة ..
رفع ماهر رجله ومثل إنه بيشوتها وهو يقول : انقلعي بس , انقلعي ..
ابتسم عبد الكريم بتوتر وهو يتأمل سامر المكتفي بابتسامة هادئة وهو يطالع فيهم , فرك يدينه وهو يجلس , ثواني ورجع قام وسحب الريموت وشغل التلفزيون , ولمن ماشاف شي مهم في قناة المجد الأولى حول على المجد الإخبارية , زفر وهو يطالع في الأخبار على الشريط وعيونه تتابع الكاريكاتورات المعروضة بلا اهتمام بقراءة ما فيها , ورجع قفل التلفزيون ومسك فنجانه ..
: أبو خااااااااااالد ..
رفع بصره لمن سمع مناداة بكره , ابتسم خالد وقال : وين وصلت يا أبويه ؟؟
انتبه إن فنجان الشاهي معلق في الهوا قريب من فمه بدون مايمسه , زفر ورشف منه وهو يتحمد الله , كانوا مستغربين حالة أبوهم في الفترة الأخيرة , من رمضان وهم ملاحظين إنه مو على طبيعته , طالعوا في بعض بحيرة , دق جوال خالد بصوت سيارة شرطة فقام وهو يقول بخوف مصطنع : الحكومة ..
ضحك سامر وقال : والله لا أعلم عليك هند حاط لها ونانات ..
تحرك لغرفة عدنان اللي ينام فيها حاليا لأن الملحق اللي ينامون فيه دايما كله عفش بيت ماهر اللي ينتظرون المستأجرين يخلونه عشان يحطون فيه الأثاث , انسدح ماهر ومدد جسمه بطفش وغمض عيونه و هو يقول : يوم تبغى رحلات ما في ويوم تتمنى الراحة هذي ما تلقاها , أستغرب ليش ما تجي رحلاتي إلا في أوقات المناسبات الهامة ..
مرت لحظة صمت قام بعدها سامر وجلس جنب أبوه اللي ساب الشاهي واتكأ على يمناه وهو غارق بالتفكير , أول ما حس عبد الكريم بيدين سامر على جبينه زفر وقام بعد فترة وهو يطالع فيها بتوتر , تأمل سامر وجه أبوه اللي فجأة بان الكبر عليه وكأنه قفز 10 سنوات للأمام , قبض بيمناه يسرى سامر وهو يهمس : أنا عارف إنك تعبان وجاي من العيينة ومنت رايق لأحد بسسسس , اش رأيك تشوفها دحين ؟؟
اتسعت عيون سامر فكمل أبوه بذات الهمس : ما بنلقى وقت تشوفيها فيه بدون ما تدري زي هالمرة , أنا كنت مخطط نعزمهم بعد كم يوم لكن جات من ربي ..
ما يدري ليه تسارع نبض قلبه بعنف قبل ما يهز راسه موافق , ابتسم أبوه و تحرك وخرج من الصالة , طالع فيه سامر وهو يحس بالأفكار تعصف به وبأعصابه مشدودة بشكل غريب ..
: اش عندكم ؟؟
انتفض لمن وصله صوت ماهر , لف وشافه لاف عليه بدون مايقوم من سدحته , ابتسم لعيونه شبه المفتوحه وقال متهرب من الإجابة : يعني اش بيكون عندنا ؟؟
قال ماهر ببطء : أشوفكم تتساسرون , اش عندكم ؟؟
قال سامر وهو يضحك ويقوم : نام , نام , خل عنك لقافة الحريم ..
غمض ماهر عيونه و ثواني و انفرجت شفايفه وبدأ يشخر شخير خفيف , ضحك سامر وقال : زي البزران لا تروشوا وأكلوا يروحون فيها ..
وتأمله وهو يحس بداخله إنه قاعد يخونه , كان المفروض يكون هو أول شخص يعرف بهالموضوع , لكن أبوه محرم عليه يكلم أحد في هالموضوع , وهو يخاف يقوله وبعدين ما يصير شي , ما يبغى يقوله إنه أبوه عرض عليه وسام , زفر و بلا تفكير تحرك سحب شماغ أبوه المعلق وغطى راس ماهر المبلل وراح خفض التكيف , ألقى عليه نظرة أخيرة قبل ما يطفي الأنوار , قال خالد اللي رجع : يااااااحيييي , خايف على توأمه ..
سكته سامر وهو يهمس : اششش تصحيه ..
ضربه خالد بخشونة وقال : أقول انقلع , حرمته وأنا ما أدري , غثى , مالت عليكم يعني وين أروح أنا , لا زوجة ولا أخوان ..
وجلس على الكنبة وفتح التلفزيون بعدم اهتمام وهو يكمل من بين أسنانه بغيض : كلها أسبوعين و أسافر و محد خطب لي ..
هز سامر أكتافه وتحرك للمطبخ وهو مهو عارف أبوه اش بيسوي وكيف بيخليه يشوفها , فتح الثلاجة وخرج علبة اللبن ..
: سامر ..
التفت لأبوه وهو يحس باستنفار في كل حواسه , ابتسم عبد الكريم وقال : تعال ..
ابتسم بتوتر وتبعه بصمت بعد ما رجع علبة اللبن , وقف أبوه قريب من المجلس الصغير المفتوح واللي يوصل بين المجلسين الأساسية الكبيرة , همس : بتعرفها لأنه مافي غريب عليك غيرها , هيام طلعتها فوق مع سلافة ..
قال عبارته بسرعة وراح لأنه حاس بسامر اللي كان التوتر والاضطراب واضح في كل سكنة من سكناته , طالع سامر في المجلس اللي يعتبر كصالة داخلية مفتوحة من جهتين وواحد من جدرانها الباقية عبارة عن أعمدة رخامية بينها رفوف زجاجية بشكل أفقي توضع عليها التحف , ولمن سمع الأصوات سحب نفس عميق وتحرك بعزم ..
: سحـــر ..
: والله من جدي أتكلم يا عمه , البنات صارت حالتهم مستعصية , كل يوم أشكر ربي اللي تخرجت وما شفت حالهم التعيسة اللي وصلوا لها ..
: حبيبتي كل شي تغير , الجيل كل ماله في انحدار اللي يستر علينا ..
أول ما سمع الصوت الغريب عليه وقف للحظة وهو يرهف سمعه ..
ابتسمت وسام اللي حست براحة بعد مانامت وخف توترها وهي تتغدى مع البنات وتسمع وتضحك على كلام سلافة الساخر المطعم بلغة إنجليزية عن بنات قسمها وقالت : أتذكر لمن كنت في المتوسط والثانوي أرتجف أنا وزميلاتي لمن تمر من عندنا معلمة وعيوننا على الأرض , دحين الله يستر , تحط عينها في عينك ولو بتفتحين فمك بتقولين شي تصرخ فيك ..
وغيرت نبرتها لصوت متوعد تقلد البنات : خييييييير عندك شي ..
لمن ضحكوا تحرك سامر وهو يشوف المجلس من بين واحد من العمودين , أول ما وقع بصره على أمه اللي معطيته جنبها وعمته المقابلتها , سحب نفس يهدي نفسه وهو يتحرك خطوتين وهو يسمع أمه تقول : هو من شي هين تقاعدت , أنا ابتدائي وجابوا الشيب لراسي كيف متوسط وثانوي ..
قالت وسام بعطف : والله حليييييييلهم بنات المتوسط يا خالة , تصدقين كلمتين حلوة مع كثير من الصبر ويتغيرون , إسئليني عنهم ..
تجمد لمن لمحها وتراجع خطوة , كان يحس بحرج كبير لكن لمن ذكر نفسه إنه هذي السنة وهو مايسوي شي غلط رجع تحرك وهو يقبض يدينه بلا شعور ..
: عاد انتي الخبيرة بهم وما نقدر نتكلم ..
تعلق بصره بابتسامتها وهي تقول بمزح لسحر الجالسة بجنبها : والله حليلهم حبوبات , سهلين ممتنعين ..
تشتت انتباهه للمحداثات المتبادلة وهو يتأملها , أول ما انتبه له إنه فيها شي غريب يجذب , كانت جميلة قمحية البشرة ملامحها حلوة , جسمها متوسط و شعرها أسود بلون عيونها , لمن اخترق المنظر يد سحر اللي كانت تعدل خصلات قصتها المتناثرة على جانبي وجهها انتبه إنه كان حابس أنفاسه فزفر وهو يرف بعيونه يحاول يفهم مشاعره , رفعت وسام يدها بسرعة وعدلت قصتها بإحراج وهي تقول : لا تقولين شعري مشعفل , ماسشورت اليوم ..
ضحكت سحر وقالت : لا بس عدلت لك خصلة متمردة ..
نزلت شباصتها وفردت شعرها الغجري متوسط الطول واللي يجاوز أكتافها ورجعت لفته وهي تقول بابتسامة : بعيد عنك من كثر الكسل اليوم ما سشورت , القصة أمس في الليل سشورتها على أمل أكمل الصباح لكن هيهات ..
تحرك مبتعد وهو يسمع ضحكة سحر اللي قالت : أهووووو يا ما صابتني هالحالة , إلا صح اش أخبار جنى اللي حكيتيني عنها ذاك اليوم ؟؟ ..
تجمدت وسام لثواني لمن سمعت اسم البنت اللي طلعت أختها , وبقوة خارقة حستها استنفذت كل طاقتها ابتسمت وقالت : إن شاء الله كويسة , ماشفتها اليوم ..
ولمن لفت سحر لأمها اللي كانت تتكلم مع أخت زوجها غمضت وسام عيونها لثواني وفتحتها وهي تحاول تحافظ على ابتسامتها لأنها ما تبغى ترجع للمشاعر الغريبة اللي كانت غارقة فيها قبل فترة ..
أول ما خرج سامر للصالة الداخلية شاف أبوه جالس جنب خالد وهو يقلب في الجريدة , قال خالد : وين كنت يا أفندي ؟؟
رفع أبوه راسه لكن سامر أشاح بوجهه بسرعة وهو يقول : عن إذنكم رايح أتمدد شوية في الغرفة ..
قال أبوه بهدوء وهو يحاول يخفي ترقبه : مابقي شي على صلاة العصر ..
تحرك وهو يقول : إن شاء الله ما بتفوتني ..
طلع لفوق و انصدم لمن شاف سلافة في الصالة وجنبها وحده ثانية شهقت وهي تندس وراها , حمحم ونزل راسه وهو يقول : آسفين ..
قالت سلافة كإن الأمر عادي : أوكي فهمنا , يلا روح غرفتك بسرعة , هالخبلة كسرت my back..
نزل راسه أكثر وتحرك لغرفته وهو يسمع صوت ضرب وهمهة هيام وهي تقول : يا حماره يا دبه فشلتيني ...
دخلها وصك الباب و غمض عيونه و زفر بقوة ..


************************

بعدها بوقت في جدة :
فيلا أحمد :

: عنوووووووووووود , لا صلاة ظهر ولا عصر , قومي واستغفري ربك ..
انقلبت العنود النايمة على بطنها على جنبها وهي تقول : سيبينيييييييي , دقيقة بس , دقيقه بس والله نعسااا...
وتخافت صوتها واختفى وهي تغط في النوم , زفرت الهنوف لمن شافت الجوال الغاطس في الفراش واللي كان مدفون تحتها , شالته وحطته على الطاولة ورجعت تصحيها وهي تقول : عنيييييييييييييييييييييييييييييييييييد ..
ولمن شافت إنه ما اهتز فيها شي حتى رموشها دلالة على صحيانها هزتها وهي تقول : عنوووووووووووووووود ..
رفت جفونها من دون ما تفتحها وهي تهمس : هنوف الله يخليك جلست أراقب الجوال ثلاث ساعات والدب ما دق فالله يخليك خليني أنااااااااااااام ..
قالت الهنوف بعناد : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطـــى , العصر له نص ساعة مئذن ..
طلعت صوت باكي وهي تقول : خمـــــس دقايق بـــــــس ..
زفرت وقالت : خمس دقايق ..
وتحركت خارجه وهي تقول لأمها الجالسة في الصالة : هذا كله من السهر ..
قالت هدى بهدوء : تعرفينها تمر عليها أيام ما تنام , من زواج عمر ما جاها النوم , لا في الليل ولا في النهار , عيونها طايحة لكنها ما تغمض ..
قالت الهنوف وهي تزفر : الله يعينها , لازم تغير هالطبع فيها قبل ما تتزوج ..
: لا تجيبين طاري الزواج عشان مايجيني استفراغ ..
التفتوا وشافوها عند الباب شعرها الطويل مفلوت بفوضويه وبلوزة بجامته القطنيه جهتها اليمنى محشور جوة البنطلون وهي تحك شعرها بيمناها وباليسرى تحك جنبها من تحت البلوزة , قالت أمها وهي تأشر على خصرها المكشوف من حكها : هي غطي , شويه وتفصخين ..
زفرت وتحركت ببطء وهي تسحب رجولها ورمت نفسها على الكنبه جنب أمها , حطت راسها في حضن أمها ودلت رجلينها من فوق يد الكنبه وهي تقول : نعسانه ..
مسدت هدى شعرها وهي تقول بحنان : يلا قومي صلي وارجعي نامي ..
قالت الهنوف وهي تضرب أقدامها المدلاة العاريه : حلوة ترجع تنام , خططنا نروح لجرير مع البنات ولا ناسية ..
قالت العنود وهي مستمتعة لأقصى حد بدبدبة أمها لشعرها : يا ذا جرير , أشوفكم صايرين آفات كتب , بس مو مشكلة لو تبغيني أروح المريخ رحت لك , أمي شويه على اليسار ..
ضحكت الهنوف وقالت أمها وهي تدفها : قومي صلي ..
قالت برجاء وهي تنقلب على جنبها وتسحب يد أمها وترجعها لشعرها : أمي تكفين , كمان شويه ..
التمعت الدموع في عيون هدى وهي تمسد على شعرها وهي تهمس : البندري الله يرحمها ماكانت تحب أحد يلعب في شعرها عكسك , من هي صغيرة في الابتدائي وهي تخلي شعرها مفرود وتقصه كله عشان ما أمشطه أو أمسكه ..
سكتت الهنوف وقالت العنود وهي ترفع يدها وتقبض بها على يد أمها اللي على راسها : راحت لحياة أفضل إن شاء الله , راحت للي أحن مني ومنك يا أمي ..
سحبت هدى يدها و مسحت دموعها قبل ما تنزل وقالت : الله يرحمها ..
اعتدلت العنود في جلستها وقالت بحماس : أمي تعالي معانا لجرير والله بتعجبك ..
استغربت أمها من الطلب وقالت : واش أبغى فيها ؟؟
قامت وسحبت أمها من يدها وهي تقول : كلمي أبويه وقوليله بأخرج مع البنات , يلا نتنفه شويه , من عند جرير ننطلق لشارع الأربعين نحو البيك ونطلب لنا ذيك الوجبة المحترمة بالثوم , أففففففف ..
وتحت إلحاحها راحت هدى تكلم أحمد وراحت العنود عشان تصلي , أول ما شافت الجوال في موضعه على الكومدينه تفلت عليه وقالت بغيض وهي تدخل الحمام : مالت ..
صلت فرضينها وهي تحس بقهر على تفويت الظهر , قامت وهي تقول بعتاب : انرمت صلاة الظهر في وجهك يا ست عنود وقالت لك ضيعك الله كما ضيعتيني , استغفر الله العظيم وأتوب إليه ..
وجلست على سريرها وفتحت الدرج عشان تخرج شنطتها الصغيرة المحتفظة فيها بمصروفها , انتبهت للمستطيلين اللي فوق بعض رسائل ورادة :4 مكالمات لم يتم الرد عليها : 9 ..
شهقت ورفعت الجوال بسرعه وفتحته , مكالمتين ورساله من سفانة تذكرها بالخرجة و ثلاث رسائل وسبع مكالمات من الدب , انصقت لمن قرت الرسائل من تحت من أول رسالة وصلتها ..
(( كنت في اجتماع مهم وما خلص إلا قبل شوي عشان كذا مارديت ))
فتحت الرسالة اللي بعدها بسرعة وهي تحس نبضات قلبها تزيد ..
(( عنود ليش ما تردين ؟؟ ردي علي ضروري ))
قالت بغيض وهي تفتح اللي بعدها : كنت نايمه , واش دراني إنك في اجتما ...
ولمن وقع بصرها على الرسالة الأخيرة فتحت عيونها على اتساعها ...
(( عنيدي قلبي ..
بعدي الجوال عنك لمن تنامين عشان ما تفضحين أسرار الدولة وانتي نايمه ..
أول مرة أدري إنك من النوع اللي ما يصحى من النوم على دق الجوال و....
(*_*) يتسحب في الكلام كمان ..))
صرخت من أعماق قلبها : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااا ..
وبعد نص ساعة من صرختها اللي خرقت سكون الفيلا , مسحت دموعها الغزيرة وهي تحاول قدر الإمكان إنها تتمالك نفسها لكن من شافت خدود العنود المنتفخه من كثر الزعل وعيونها المحمرة المنفخة من كثر البكى انفجرت تقهقه مرة ثانية وهي تمسك بطنها بيد وباليد الثانية تمسح دموعها وهي تقول بتأوه : يا بطنييييييييييي يا بطنيييي , والله بتتفتق ..
قالت العنود بغيض وهي تطالع فيها بحقد : يعلللللللللللها تتفتق يارب على الضحك اللي ضحكتيه عليه ..
زاد ضحك سفانه وهي تقول : غصصصصصصصصب عني , غصب عني , أووووووهووووووو , بطني , بطنيييييييييييي والله بتتفتق والله بتتفتق من كثر الضحك ..
قالت ريم وهي تزفر : صراحة يا عنود دوري لك حفرة وادفني نفسك فيها , اش هالموقف السخييييييييييييييييف اللي حطيتي نفسك فيه ..
التمعت الدموع في مآقيها وهي تقول بتريقة عشان تضيع الصيحة اللي تحاربها : إذا فيك حيل تحفرين احفريها وريحيني لأني من كثر ما جفت موية وجهي تعبت وأنا أتشحد الناس موية للوجه فماعاد فيني حيل , تسوين فيني خدمة لو حفرتي لي حفرة ..
قالت الهنوف بتعاطف : استغفر الله مو لهالدرجة الموقف مـ .. مـ ...
وسكتت مهي قادرة تكذب عليها أكثر , قالت ريم بتريقة وهي تشوف عمتها جايه : خلونا نروح المكتبة أول بعدين لمن نرجع أساعدك في حفر الحفرة ..
زفرت العنود وهمست : أموت وأعرف أنا اش قلت له , ماني متذكرة ولااااااا حرف ..
قالت سفانة وهي تلف طرحتها : إن كان سبيتيه بوحدة من سباتك ذات الوزن الثقيل قولي على الدنيا السلام ..
شهقت العنود وقالت : أنا ما أسب هالسبات إلا ..
رفعت سفانة حاجبها وقالت : فاكرة يوم اتصلت عليك وقاطعتيني وأنا أسلم وقلتي #### يالكلبة لا عاد تتصلين علي وأنا نايمة ..
ضربت صدرها وهي تقول : بيطلقنيييييييييي , والله يطلقني لو سمع هالسبة ..
وصفعت خدودها وهي تطالع فيهم , ضحكوا كلهم و سحبت ريم جوال العنود وبعد عدة ضغطات قالت : أقل من دقيقة زمن آخر مكالمة , اش تتوقعين قلتي فيها ..
قالت سفانة بتريقة وبطريقة مسرحية : ##### تبعها شهقة عدنان المصدوم قبل ما يقفل السماعة في وجهها ..
هتفت الهنوف باستنكار : سفاااااااااااانه ..
ولفت على العنود الشاحبة وقالت وهي تسحبها : سبيك منهم يحبون يتريقون , إمشي أمي تستنى ..
خرجوا لهدى اللي تنتظرهم عند سيارة السواق , سألت الهنوف : مين جابكم ؟؟ ..
ابتسمت سفانة وقالت وهي تمرر سبابتها اليمنى بين أصابعها اليسرى عشان تعدل قفازها : حسونه ..
والتفتت لريم اللي كانت تتأملها , استغربت من نظرتها لكنها كملت : والشي الغريب ستو ريم طاح عليها أدب غير طبيعي ..
خرجت ريم نفسها من سرحانها وتأملها لسفانة وقالت مدعية الأدب : خلاص الرجال تحدد زواجه , لازم أحترم نفسي شوية ..
ضحكت الهنوف بإحراج وقالت سفانة بتريقة وهي تخاطبها : تصدقين عاد , أول مرة يكون هادي ورزين , شكله تحديد الزواج عقله شوي , حتى جدة حمده قالت له لو دريت إنه تحديد زواجك بيثقلك كان حددناه من 10 سنين , وطبعا استلمناه محشات وهو لأول مرة مطنش وسااااااااكت ..
همست الهنوف بلا تفكير وهي تحط يدها موضع قلبها : يا قلبي هو ..
صرخوا بحماس و أشرت عليها سفانة وهي تقول بحماس : سمعتك , سمعتك , والله عند حسونه ..
وقالت ريم بتريقه وهي تضحك : شكله حسونه عقل والهنوف قامت تتخيبل ..
ولفت على العنود وسألت : مو ؟؟
وتخافت سؤالها وهي تشوف العنود مهي معاهم سارحة في عالم ثاني , دقتها سفانة بقوة وهي تقول : الله ماخذ عقلك وسبـــيــتيه وإنت نايمه يتهنا به ..
وضحكوا لمن ضربتها العنود وهي تسبها بغيض وهدى تناديهم عشان يستعجلون وهي تدق على السواق عشان يجي للسيارة ..



**************************


بعد العشاء في الرياض :
شقة نجلاء :

: لو تقدم لك سامر توافقين عليه ؟؟
بعدت وسام بصرها عن شاشة الكمبيوتر والتفتت لهيام باستغراب وهي تسأل : اش هالسؤال الغريب ؟؟
~ يكون دريت عن الموضوع ولا سمعتني أنا وأمي !! ~ كان قلبها ينبض بقوة بداخلها وهي تطالع في أختها بانتظار إجابتها , هزت هيام أكتافها وقالت وهي تسحب مقعد بلا ظهر : قابلته اليوم وهو طالع لغرفته فجا هالسؤال في بالي ..
وجلست , ~ أشششششششششششوه , على بالي ~ رجعت وسام لشغلها وبدأت تفتح صفحات المواقع اللي تبحث فيها عن دراسات تختص بمشكلة الشذوذ الجنسي , كانت مشكلة ملاك وشلتها تؤرق نومها , سألت وهي تطلع على المعلومات المكتوبة : واش معنى هالسؤال اللي في بالك ؟؟
قالت وهي تهز أكتافها : لأنه أثير رفضته , فقلت لنفسي ..
التفتت وسام بصدمة وقاطعتها وهي تقول : أثــــيــــــر ..
استغربت هيام ردة فعلها فهمست : مو هو تقدم لأثير قبل فترة عن طريق سحر ورفضته أثير ..
قطبت وسام حواجبها وهي تهمس بحيرة : عن طريق سحر !!..
قالت هيام بسرعة : جس نبض بس ..
طالعت فيها وسام بحدة وقالت بعتاب : المفروض مادام الموضوع مجرد جس نبض محد يتكلم فيه ..
وزفرت وقالت وهي ترجع للشاشة : الحق على أثير , كان المفروض ما تطلع الموضوع ..
قالت هيام بإعتراض ودفاع : يعني ما تقول لنا ؟؟
قالت وسام وهي تلف عليها : لااا , مفروض ما تقول , لأنه هالموضوع كان سري , أصلا الخطبه مفروض تكون سرية لأنه لو ماصار موافقة من أي من الطرفين محد يدري عشان مايتضرر واحد فيهم ..
وزفرت وقالت : دحين أسألك بالله لو تقدم سامر لك أو لإسراء أو أي وحدة من بنات العائلة بتوافقون ولا ترفضون ..
ولمن سكتت هيام قالت : شفتي , مافي وحدة بتوافق , ليييييييه ؟؟ لأنه ست أثير رفضته , كل وحده بتقول رفضته أثير وأوافق عليه , تقدم لأثير قبلي , كان وده في فلانه ورفضته وكان وكان , عرفتي ليش مفروض تسكت وماتتكلم ..
ولمن شافت تغير وجه هيام ابتسمت وقالت : حبيبتي , هالكلام نفسه ينطبق على الرجال , يعني لو سامر دخل نظرة شرعية على أثير وماعجبته وكان الكللللل داري إنه شافها وماعجبته اش بيصير ؟؟ كل اللي بيتقدمون لأثير بعد كذا بيتراجعون لأنهم مهم عارفين سبب تراجع سامر , بيقولن أكيد مهي حلوة ولا فيها عيب ولا ولا وهي مافيها شي بس ممكن إنها ماناسبت سامر ..
فكرت هيام وقالت : إي والله صح , ما فكرت بهالشي ..
زفرت وسام وقالت بغيض وهي تهز راسها بتحسر : كان المفروض تعرفون هالشي , منتم صغار ..
قالت هيام وهي تشوفها تعدل نظارتها اللي تلبسها وقت الشغل على الكمبيوتر عشان الأشعة الصادرة منه على قولتها : تصدقين لمن شفته اليوم جلست أسأل نفسي ليش رفضته أثير عشان شكله , صح هو فيه ..
لفت وسام وهتفت بصدمة تقاطعها : إيـــــــــش ؟؟ رفضته عشان شكله ؟؟..
انتفضت هيام من صرختها الحادة وسألت بتوتر : وسام اش فييييييك ؟؟
زفرت وهي تضرب الفارة بقوة على سطح المكتب وتطقطق بها تقفل الصفحات وهي تقول بغيض : هيام قفلي الموضوع رجاء , صدق صدق سخافة بنات , قال إيه , ترفضه عشان شكله , لاحول ولا قوة إلا بالله , في بنات في البيوت يتمنون أي رجاااال طيب عشان يعيشون في بيت خاص بهم ويجيبون عيال , يحلمون بحياة غير الحياة اللي يعيشونها ونااااااااااااس تتشرط , من جاءكم من ترضون دينه فزوجوه , يا خسارة بناتنا اللي صار همهم الشكل ..
سحبت نفس ولفت على هيام اللي تطالع فيها بتوتر , سألتها بهدوء : لو تقدم لك بترفضينه ؟؟
هزت هيام راسها بإيوه وهي تقول بسرعة : بس مو عشان شكله , لا والله , أصلا اش أستفيد من واحد حلو أخلاقه شينه , هو صح في ضربه في وجهه غريبة وشكلها ما أدري كيف لكن أنا بأرفضه عشان الإدمان ..
وقالت بسرعة قبل ما تتهمها أختها بالقسوة : أكثر المدمنين يرجعون للإدمان و ...
قطعت حديثها وهتفت بخوف : تخيلي لو رجع للإدماااااااان ..
فكرت وسام إنه فعلا هالموضوع صعب جدا , ماقدرت تلوم هيام خاصة إنها واجهت رجل في حياتها مارس بعض أنواع الإدمان ومو أي رجل , أبوها , و كل بنت من حقها إنها تخاف على مستقبلها مع رجل كان له ماضي مريب زي سامر , ولمن تذكرت إنه أثير رفضته عشان شكله حست بدمها يغلي يداخلها من الغيض خاصة وهي تتذكر وحده من بنات ثاني متوسط تصيح عندها وتشتكي لها من حبها المجنون وتعلقها بالممثل الهندي هرتيك وبوسامته و ابتسامته , زفرت وهمست لنفسها : الحمد لله , ما أتخيل إن الشكل يكون عندي أساس لكل شي ..


************************


بعدها بوقت في جدة :
في فيلا أحمد :

زفرت وقالت وهي تتحرك ورا العنود : عنيدي , الشردة ما تنفع , إلى متى بتشردين ..
طالعت فيهم العنود بحدة وقالت وهي تفك عبايتها : طببببببببببببببعا مو حضراتكم اللي منتم عارفين اش قلتم أثناء نومكم ..
سحبت الهنوف شنطتها وخرجت منها جوالها و ناولته لها وهي تقول بحدة : ردي على ولد الناس وإنت ساكته ..
قالت وهي تسحب الجوال وتطالع فيهم باستنجاد : طيب خليكم معايا ..
هزوا أكتافهم باستسلام , ردت على عدنان وهي تهمس : نعم ..
لمن وصلها سلامه الهادئ البارد ردت عليه وهي ترقص خصرها لهم وتمثل إنه تلطم خدها , مسكوا ضحكهم وأشروا لها تركز معاه , صمت ساد بعد ردها للسلام , ثواني مرت وصارت دقيقة , أشرت لها سفانة بتساءل هزت أكتافها وتحركت في الغرفة وسحبت دفترها وكتبت لهم في آخر صفحة ( صمت , اش أسوي ؟؟ ) , أشرت لها الهنوف تتكلم , أشرت بيدها بغيض بمعني إيش , همست الهنوف بدون صوت : أي شي , كيف حالك ؟؟
سحبت نفس واستجمعت شجاعتها وقالت : آآآآآآ , كيف حالك ؟؟
وغمضت عيونها بقوة , لكن الصمت كان جوابها , فتحت عيونها وسألت بخوف : اش فيك ساكت ؟؟
وصلها صوته البارد وهو يقول : مافيني شي , بس أنا من كثر اتصلاتي عشان تطنشيني يا ست عنود ..
انصعقت من لهجته وكلامه , فقالت بتلعثم : ما طنشت أنا كنت ..
قال يقاطعها : لا طنشتي , لكن المرة الجاية يوم ما يكون فيك حيل تردين اقفلي الجوال وأنا أفهم , أما إنك تخليني أدق و ما تردين ..
أشرت لهم يخرجون وهي تقول بخوف وهي تحس نبضات قلبها تتسارع : مهي حكاية ما فيني حيل , الجوال كان ..
قال يقاطعها : ماكلفتي على نفسك تتصلين تشوفين اش كنت أبغى ؟؟
التفتت لمن حست بيد على كتفها , مدت لها الهنوف الدفتر وراحت , طالعت فيه لقيتها كاتبه ( لا تجادلين , أكيد زعلان , اسكتي وخليه يفرغ بعد ما يهدأ فهميه ) , سكتت وهي تحس الدموع تحارب عيونها وكمل هو بغيض : أنا ما أدري لو إني من هالرجال اللي يتصلون عشر مرات في اليوم وآخر الليل اش كنت بتسوين , يعني أنا ما اتصل إلا من فترة لفترة ويوم أتصل يا نايمه يا الجوال بعييييد !!..
كان ودها تقول المرات اللي فاتت رديت لكنها التزمت الصمت زي ما نصحتها هنوف أكيد هي مجربة وعارفه , وتفاجأت لمن كمل بدون ماينتظر ردها : حتى رسالتي ماكلفتي على نفسك تردين عليها ؟؟ ما فكرتي اش شعوري , زين اللي نمت و ماانتظرت رد ...
وكمل ببرود مفزع : وحتى بعد ما صحيت لا لقيت رسالة ولا مكالمة , ما أقول غير شكرا على الاهتمام ..
وسكت بعدها , كانت تسمع أنفاسه الثائره , مسحت دمعة سالت على خدها وجلست على السرير وهي راصة الجوال على إذنها بصمت , ثواني وصلها صوته الهادي وهو يهمس : ماني سامع رد ..
ابتسمت وقالت : هو إنت سألت عن شي , إنت قاعد تقر ..
ولمن سمعت صمته قالت : ما بأقعد أبرر لأني ما أحب التبرير , لكن إعرف إني ما طنشت , أنا من صحيت اضطريت أخرج من البيت وهذي رجعتي وكنت ناوية أتصل رغم صعوبة الاتصال ..
سألها بحدة : رغم صعوبة الاتصال ؟؟
سحبت نفس وقالت بحدة : أنا ماني فاكرة اش قلت لك وأنا نايمة ..
وتفجرت دموعها اللي حبستها طويل بصمت , مسحتها بخشونة وهي مقهورة من حساسيتها الزايد وقالت بنفس الحدة : إنت ماتعرف الضغط النفسي اللي تعرضت له وأن أحاول أعصر مخي أحاول أتذكر اش قلت في الدقيقة ..
صمت ساد قبل ما يقول بصوت غريب : مهي دقيقة , الدقيقة كانت ثاني مكالمة مو الأولى اللي صكيتي الخط فيها على وجهي ..
شهقت وهي تفز من مكانها , وتفاجأت لمن قال بعصبية : دحين مطنشتني ومخليتيني أهوجس وأراجع رسايلي خوف فيها شي زعلك كللله عشان كذا ..
قالت بذهول وهي تحس قلبها يخفق بشكل غريب : هااا ..
قال بحدة : اش هاااا ..
حدته خففت حالة السرحان اللي صابتها فقالت بداخلها بغيض ~ يا دب لا تتريق ~ ورجعت تقول بحنية ~ آآآآآآآخ يا عممممممري هو خايف على زعلي ~ جلست على السرير وهي تهمس بخجل : والله ما قصدي أصك السماعة في وجهك أنا لمن ما أنام فترة وأرجع أنام والجوال عندي ممكن أتكلم بدون , بدون ..
وما عرفت كيف تشرح له , فكملت وهي تمسح بقيا دموعها : وخفت إني زعلتك بكلمة ولا ..
وقطعت تفسيرها وتجمدت يدها عند طرف عينها هي تسأل بخوف : زعلت مني ؟؟
قال بهدوء : لا لأني عرفت إنك نايمة , بس لا عاد تخلين الجوال جنبك وإنتي نايمة , أخاف يتصل عليك واحد ويقعد يسحبك في الكلام , اللي زعلت منه عدم ردك ..
~ كنت برا , معقول لازم أعطيه تفاصيل تحركاتي ~ قاطع أفكارها لمن كمل بعتاب : أنا ما ألزمك تعطيني خبر كل ما خرجت , مالي حق في هالشي وإنت منتي تحت سقف بيتي , لكن لمن أتصل ردي علي وقولي إنك برا بأصك وارجع أتصل بعد فترة أو أستناك تتصلين لا رجعت , أو على الأقل ارسلي رسالة خبريني فيها إنك ما تقدرين تردين لأنك برا , ما بتكلف عليك شي ..
حست بالخجل من نفسها وكان ودها تعتذر لكن كلمة آسف ما خرجت من بين شفايفها وكانت تحس برغبة في الدفاع عن نفسها وتبرئة نفسها قدامه , دق عليها وهي في المكتبة وماقدرت ترد عليه وهي خايفة إنها تحتاج تبرير وغيره والمكتبة أبدا مو مكان مناسب لفض النقاشات في الجوال , تناست هذا كله لمن تذكرت أمها لمن قالت لها اخضعي له في كل اللي يقوله و تذكري إنه جنتك ونارك و حيصير الرجال اللي تبغين فقالت بصدق متجنبة كلمة آسف قدر الإمكان : المرة الجاية بأتذكر هالشي إن شاء الله وما بيتكرر ..
وزفرت براحة , ماكان صعب عليها إنها تعترف بخطأها و استغربت لمن قال بلطف يفهمها : عنودي أنا زعلت لأني كنت أبغى أسمع صوتك , من الصباح وأنا أتصل , حتى يوم رديتي علي وسمعت صوتك كنت شويه وتضاربيني ليش صحيتك من النوم ..
ضحكت وقالت بعفوية وهي تلعب في خصلة من شعرها : أصير شرانية وقت النوم ..
زفر وقال بضحكة : على كذا الله يعيني ..
لمن انتبهت لكلمتها اللي ممكن لها معاني كثيرة قالت بلا تفكير : لاااااا ماقصدت النوم النوم , قصدت ..
ولمن شافت إنه تفسيرها زاد الطين بلة غمضت عيونها وهي تسمع قهقهته , ضربت جبهتها وهي تقول من بين أسنانها : غبية , متخلفة , كان سكتي , هذي اللي بتكحلها تعميها ..
و تفاجأت لمن قال : بالعكس , ضحكتيني في وقت كنت في أمس الحاجة فيه إني أضحك ..
عضت طرف يدها وهي تصرخ بداخلها ~ كنت أكلم نفسي , آآآآآآآآآآآخ يا رب متى أبطل هالأفكار المسموعة و ~ فتحت عيونها على اتساعها وسألت بسرعة : لييييييييش ؟؟
: ليش إيش ؟؟
انحرجت من اندفاعها فهمست : ليش كنت في أمس الحاجة إنك تضحك ؟؟
بدأ يكلمها عن العمل وعن ثامر بشكل مختصر واستمعت له بصمت وبعد ما انتهى قالت له وهي تتذكر كلام أزهار لجاسم اللي يتذمر من عمله كل ماجاهم : الخيرة فيما اختاره الله , يمكن مالك خير في هالمنصب أو ممكن كان بيجر عليك شي مو زين , ربي ما يضيع تعب أحد , بيجي يوم ويقدرون تعبك وإخلاصك في العمل ..
همس بصوت غريب : هذا اللي كنت محتاج أسمعه من الصباح ..
حست بإحراج فضيع رغم إنه ماقال شي , لكن نبرة صوته كان فيها شي غريب , قالت بدفاشة تبغى تضيع خجلها : يعني لو مو رسالتي ما كان اتصلت سيد عدنان ولا فكرت حتى تتصل ..
انصعقت من جرأتها لكنها ما كانت تقدر تتراجع , سبت خجلها ودفاشتها وهي تغمض عيونها وهي تعض لسانها بقهر , وتفاجأت لمن قال بهدوء : لو بأطاوع نفسي بأتصل كل شوي وبأتكلم على الفاضي والمليان فأحسن شي إني أتصل يوم يكون عندي شي ..
~ يا حمار لو تقول كيف حالك بس مو لازم تقعد تقرقر , بين إنك مهتم بس , أفففففففف ليش ما يحس فيني ؟؟ ~ انقطعت أفكارها لمن سأل بذات الهدوء اللي يثير أعصابها : تبغيني أتصل كل يوم ؟؟ إذا تبغيني ..
قالت تقاطعه بإحراج وحدة : لاااااا ..
وصرخت بداخلها ~ ماااااااااااالت عليك تحسسني كإني أتشحد منك الاتصال ~ قال بشبه ضحكة : طيب لا تاكليني ..
لفت بوزها بغيض وهي ودها تدخل السماعة وتخنقه من القهر اللي تحسه , قال بعد لحظة صمت ينهي المحادثة : تامرين على شي ..
من الضيق والخجل بالقوة سحبت الكلمات من فمها سحب وهي تهمس : مايأمر عليك عدو ..
قال : في أمان الله ..
لفت بوزها وهمست : في حفظ الله ..
وقبل ما تبعد الجوال سمعته يقول : العنود ..
رجعت الجوال لإذنها وقالت بلا تفكير : هلا ..
وصلها همسه وهو يقول : أول مرة تنطقين اسمي ..
حست بقلبها بيخرج من قفصه , حطت يدها على موضع قلبها و قالت بعفاشة من شدة خجلها : طيب ويعني ؟؟..
ضحك وقال : اش فييييك بتضاربين ؟؟ كنت بأقولك إنها أول مرة أسمعك تنطقينه ..
وكمل بهمس رقيق : المرة الجاية أبغى أسمعك تنطقينه بدون كلمة سيد ...
~ أهاااااااا بيوصل عتبه بشكل لطيف , فهمنا يا سيدي , أسمعهم يقولون مزحة برزحة أول مرة أشوف همسه برزحه ~ خرجت نفسها من أفكارها لمن قال : يلا تصبحين على خير , عندي مخطط لازم أخلصه قبل ما أنام ..
همست : وإنت من أهله , الله يعينك ويسهل لك ..
وقفلت الجوال وطالعت فيه فترة قبل ما تزفر وهي تحطه جنبها , فردت يدها اليسار وبدأت تطوي أصابيعها بسبابتها اليمنى وهي تعدد : أول مكالمة في العزا , ثاني مكالمة في رمضان في سيارة جاسم , ثالث مكالمة يوم أوراق عوعو العلة أنا اتصلت ..
وقطبت وهي تقول : أحسبها ولا لا !! أحسبها مادام كلمني فيها ..
وكملت : رسالة العيد ..
رجعت قطبت وقالت : أحسب الرسايل !! لا , أعددها بس ما تنحسب ولا ..
طالعت في يدها اليسار وطالعت في يدها اليمين , فردتها وطوت خنصرها تحسب الرسايل في اليمن , كملت : مقابلة العيد , مكالمته في نفس اليوم من جوال جاسم , رسالته من جواله أول ما رجعه ومكالمه بعدها , ورسالة قبل زواج عمر , واليوم ثلاث رسايل ومكالمة ..
طالعت في يدينها ولمن شافت إنها ضيعت الحساب قالت وهي بتقوم : لا زين , مادام انطوت كل أصابيعي الحمد لله ..
لمن رن جوالها برسالة لفت بسرعة وفتحتها ..
(( ما كل غالي بالرسايل نوفيه ..
بعض الغلا في داخل القلب مرساه ..
دايم لكل إنسان ميزة تحليه ..
وإنتي بعيني شي ما ألحق على أقصاه ..
الله يطول عمر قلبك ويحييه ..
لشخص يشوفك ......... أنت أجمل هداياه ))
خرجت من أفكارها بعد إعادتها للرسالة كذا مرة لمن حست بوجع في وجهها , اكتشفت إنها كانت مبتسمة لأقصى درجة , ضحكت وهي تتخيل لو أحد دخل عليها بيشوفها مجنونة تطالع في الجوال وهي مبتسمة , مدت يدها ورصت أطراف فمها بتضيع الضحكه وهي تهمس : حمار , خبل بي ..
وفكرت لثواني اش ترد عليه , لمن لقيت إنها مستحيل ترسل له من الرسايل اللي عندها لأنها ماتحب ترسل إلا رسالة تعنيها بكل مافيها تذكرت رسالة تناسبها فأرسلتها ورمت الجوال وخرجت للبنات ..


**************************

في نفس الوقت في الدمام :

(( هذي الرسالة مافيها كلام ..
بس شوف اسمي عاليها تلقى اسمي يضويها ..
وش تبي أكثر من هذا الشي يحليها !!
قول مغروره قول اللي تبي ..
أنا أدري أي رسالة مني لو فاضية ..
تنسيك الدنيا وبلاويها ..
وهذي حقيقة صعب عليك تخفيها (*.^) .. ))
رفع حواجبه لثواني قبل ما يضحك وهو يقول : الله يعينني عليك يا عنود , الله يعينني عليك ..
وطالع في الجوال ورجع يضحك , دخل عليه أيمن بدون ما يدق الباب , قال : خير , الأخ مبسوط ..
حمحم عدنان وحط الجوال على ساند الأقلام اللي في طاولته وقال وهو يعدل المخططات المفردوة على الطاولة الرسم المائلة وقال بتريقة : متى أعلنوا قرار منع الضحك ..
اتكأ أيمن على طرف الباب وقال وهو يحك رقبته وذقنه اللي ما حلقها بشكل عكسي من تحت لفوق : لا بس قلت أشوف يمكن عندك خبر حلو من هنا ومن هنا , تعرف النفس خايسة هالأيام ..
وصلهم ضحك هاني من الصالة وهو يقول : خايسة هالأيام عشان الخويات كثروا ومنت عارف تتصرف معاهم , ياخي قلت لك خليك على خمسة ماسمعت ..
ابتسم عدنان بأسف على حال أصحابه وقال وهو يمسك المسطرة يتأكد من المقاسات : إنت تقرب من ربك شبر يتقرب منك باع , وروح له مشي يجيك هرولة ..
قطب أيمن مو فاهم اللي قاله , لف عليه وقال بعتاب : قصدي صلي فروضك اللي ما أدري متى آخر مرة ركعت فيها لربك و بتلقى الخير ينفتح في وجهك ..
قال باعتراض : أنا أصلي ..
رفع عدنان حواجبه ورجع لأوراقه بصمت قبل ما يقول بهدوء : صدقني لو استمريت في اللي تسويه ببنات الناس لمن تخطب وتتزوج ما بيكفيك حلالك لأنت منت متعود على وحده ..
ورجع رفع راسه وقال : أصلا ما بتشوف حلالك شي , بتقعد طول عمرك ما تتلذذ إلا بالحرام ..
تأفف أيمن وخرج وهو يقول بحدة : أنا اش خلاني أجي عندك ..
هز عدنان أكتافه وقال ببرود : أنا ماقلت لك تعال ولا ضربتك على يدك وقلت لك افتح بابي ..
وزفر لمن انكسر المرسام وشق المخطط من قوة ضغطه , رمى المرسام ورفع يدينه ودفنها في شعره وهو يشده بقهر وهو يهتف : آآآآآآآآآآآخ ..
: واااااااااااااااااااااااو , هذا كله من الغيض ..
لف عدنان على هاني ورجع طالع في المخطط اللي صار واجب عليه إنه يعيده وجع لف عليه مرة ثانية وهمس : حاله زايد يا هاني , حاله زايد , أمس حتى الجمعة ما راح يصليها , مو معقولة نسكت على حاله ..
قال هاني باعتراض : إنك لا تهدي من أحببت , قول الله يهديه ..
زفرعدنان لمن سمع طبقة الباب الخارجي و قال : ما قلت شي , الهداية بيد الله أي نعم , لكن إحنا علينا ذنب لو ما نصحناه , إحنا أصحابه , أنا ما أبغاه يتعلق في رقبتي يوم القيامة ليش ما نصحته , هو بيزعل مني , وبيزعل من كلامي , لكن أنا وراه وراه حتى لو ما عجبه هالشي , من أول أنا أمازحه وآخذه باللين لكن حاله كل مالها تتدهور , أنا بأقاطعه لو في نسبة 1 % إنه يعتدل بجفائي ومقاطعتي له , وإنت لازم تسوي نفس الشي ..
قال باعتراض : يعني أتضارب معاه ..
قال بحزم : جافيه , لا تكلمه , أنا بأتبع هالطريقة لكن لوحدي ما أقدر ..
حك شعره وقال بخجل : طيب أنا زيه كيف أجافيه ..
قال عدنان باعتراض : على الأقل تصلي , هو ما يصلي , الفرق بيننا وبين الكافر الصلاة إذا تركها اش صار الفرق بينه وبين الكافر ؟؟ الصلاة , الصلاة , الصلاة ..
قال هاني يسكته : خلاص فهمت ..
لف عدنان لمخططه وهو يحس بغليان جوة صدره , غضب ممزوج بألم وحسرة , زفر وقال وهو يبعد المخطط ويحط ورق رسم جديد : الله يحفظه , إن شاء الله ما يفوق من معاصيه بغضب من الله , بحادث أو شلل أو غيره ..
قال هاني : أعوذ بالله , اش هالكلام ؟؟..
قال عدنان بحدة : هالكلام شفته بعيوني , أكثر الناس ما يفوقون من معاصيهم إلا على مصيبة , ويكون في علمك نعـــــــمة من الله لو فاق و ما كان هو الميت اللي يفوقون اللي حولينه من بعد موته ..
طالع فيه هاني بصدمة وخرج , غمض عدنان عيونه وهو يستغفر , ماكان عارف اش اللي ثوره , كان مبسوط لأقصى حد بمكالمته مع العنود , فتح عيونه لمن استوعب سبب زعله , العنود خلته يتخيلهم وهم يكلمون بنات الناس بهالحرية ويسمعون لأصواتهم الناعمة وهم يعاتبون أو يضحكون أو يزعلون أو يمازحون , حرام يضحكون عليهم , البنات يتأثرون بالكلمة وممكن تعني لهم الشي الكثير مو زي الرجل هو لاحظ هالشي , كلمة منه ممكن تغير مزاج العنود وتقلبه زي ...... وابتسم وهو يتذكر صوتها وهي تنطق اسمه ..... زي ما كلمة منها ممكن تغير مزاجه وتقلبه ..



***************************


يوم الأحد 14 / 10 / 1427 هـ :
الساعة 3 بعد الظهر :
في مبنى الشركة :

: حلوة ..
طالع عبد الكريم في سامر اللي طلب منه يمر عليه في الشركة بعد ماينتهي دوامه وهو يحس بخيبة أمل من كلمته المختصرة فقال يستحثه : حلوة وبعدين !!
هز سامر أكتافه وضحك بحرج وهو يشوف حماس أبوه وقال : وبعدين !! اش تبغاني أقول ؟؟
ابتسم عبد الكريم وطالع في يدينه المعقودة على المكتب , ابتسم سامر وقال بصراحة : ارتحت لها , بعدين مو باين إنها فوق الثلاثين ..
طالع فيه أبوه بفرح فكمل بلطف : على بركة الله , الله يقدم لنا اللي فيه الخير ..
حس عبد الكريم بفرحة غامرة لكنه ذكر نفسه إنه مايغرق فيها لأنه الموضوع الأهم دحين , قال سامر لمن شاف الوجوم على وجه أبوه : أبويه ..
ركز عبد الكريم عيونه على وجه ولده فابتسم له سامر وقال : بتقول الموضوع اللي قلت إنك محتفظ به لنفسك ..
زفر عبد الكريم وقال بثبات وهو يركز بصره على سامر : قبل كل شي لازم تعرف إنه هالموضوع مايعرف به أحد غيري وغير عمتك نجلاء , إنت عارف عمك فهد وكيف كان واش كان يسوي في عمتك , صح عرفنا متأخر لكننا عرفنا ببلاويه ولمن هددناه شرد , وتعرف إنه وسام اللي هي بنت أخوه الشهيد عاشت معاه من ماتت أمه وهي طفلة لأنه أمها تخلت عنها , عمتك ربتها إلين كبرت و تقدم لها كذا واحد من ضمنهم ولد عمك سطام لكنها رفضتهم كلهم , وتعرف حكاية فيصل اللي تحرش بها ..
قطب سامر حواجبه و ما علق وهو يطالع لثواني في يدين أبوه المقبوضة و اللي ابيضت مفاصلها بشكل مرعب قبل ما يرفع بصره لوجهه باهتمام وعقله يحاول يربط وسام بعمها فهد وتربية عمته مع حكاية الخطاب و فيصل ..
: الموضوع المهم إنه اكتشفنا إنه فيصل كان يتحرش بها لأنه يعرف فهد من أيام سهراته وبلاويه ..
وسكت مو عارف كيف يصوغ الموضوع بأبسط شكل ممكن وزفر وكمل : وسام كانت مخبية الموضوع لوقت طويل لأنها كانت خايفة يفضح سر في طفولتها محد يعرفه غيرها وغير عمها فهد , السر هذا إنه , إنها , ..
واختنق صوته رغم عنه وهو يستجع قوته وهو يكمل : إنه عمها اغتصبها وهي صغيرة بنت سبع أو ثمانية سنين ..
اتسعت عيونه لدرجة حس بالوجع فيها وبلا شعور قام من مقعده وهو يلف وجهه عن أبوه وهو يمسحه بيدينه وهو أنفاسه لها صوت مسموع , أول ما دار بخلده وجال بفكره ابتسامتها , اندفعت بقوة بين زوايا عقله اللي يصرخ ~ عمها اغتصبها , اغتصبها , اغتصبها , اغتصبها ~ قام عبد الكريم ووقف جنبه وهو يحط يده على كتفه , بعد سامر يدينه وقال : أبويه أحتاج وقت عشان ..
قاطعه عبد الكريم : أبغى أقولك على التفاصـ ..
همس سامر بصوت غريب يقاطعه : مهي مهمة , الشي المهم وعرفته ..
: بس ..
تحرك سامر وقال : عن إذنك ..
وخرج من المكتب بسرعة , طالع عبد الكريم في باب مكتبه اللي انقفل بعد خروج سامر ورجع جلس على كرسيه وهو يطالع في النافذة المفتوحة ستائرها قدامه , غمض عيونه ورجع راسه وريحه على ظهر مقعده الجلدي وهو يرجع الكرسي لورى ويقدمه بحركة رتيبة ...
صوت الرياح المحملة بالغبار اختلط بصوت يهتف : أبو خالـــد , الكميييييييييين , اللاسلكي مو راضي يفجر الكمين ..
وصوت متحسر مختلط بصوت حديد الدبابات الثقيلة القادم من البعيد يقول : لا إله إلا الله , لنا يومين نعده , الدبابات الروسية وصلت ..
: حاول مرة ثانية , حاول و ..
: عمي أبو خالد ..
فتح عبد الكريم عيونه وهو يحس إنه جسمه ثقيل ثقل عجيب , التفت بعيونه لسكرتيره وحاول يحرك فمه لكنه ما قدر ..
: عمي عبد الكريم اش فيك ؟؟
خرج من هالحالة الغريبة وحرك راسه بصعوبة وهو يهمس بصوت ثقيل : مافيني إلا الخير إن شاء الله ..
فرك عيونه بتعب وابتسم لوجه الشاب الشاحب المترقب وقال : علاء ..
ابتسم علاء وقال وهو يحط بعض الرسائل على المكتب : البريد وصل يا عم ..
شكره عبد الكريم فخرج وهو يقول بتحبب : ثواني و أجيب لك كاسة عصير بارد ..
ضحك وقال يقاطعه : لا تجيب ولا شي , لو شربت شي ووصلت البيت شبعان بتقتلني أم خالد ..
ضحك علاء وقال : على أمرك ..
وخرج , زفر عبد الكريم وطالع في المظاريف وبدأ يفتحها بعد ما صنفها حسب أهميتها ..


**********************


قبل المغرب في جدة :
في فيلا حمده :

: يا عـــــــرب ..
ابتسمت سفانة أول ماوصلها صوته العالي وقالت وهي تقوم بسرعة : ورااااااااك ..
ودقت الخنساء المنبطحة وقدامها مجلة : تحركي , عبد الإله بيدخل ..
هزت أكتافها وقالت وهي تقلب المجلة بلا اهتمام : مافيني , ليش جاي ؟؟ اليوم مو أربعاء عشان يجي ..
رفستها بخفة وهي تهمس : تحركي يا وقحة , لا يسمعك ..
زفرت الخنساء وقامت وهي تضرب يدها على سطح المجلة قبل ما تسحبها بطفش , قال حمده : يا معبرة إي والله يالمعبرة , بيتك هو عشان تحكمين مين يجي ومتى ..
زفرت الخنساء وهي تلف بوزها , قالت حمده بعصبية : تحركي , يعلكن ما تكثرن من بنيات ..
لفت سفانة وقالت باستنكار : جــده لا تجمعين في الدعوة , أنا اش سوييييييييت ؟؟
هشت حمده بيدها وهي تقول بنفس العصبية : : أقول انقلعي وصكي حلقك ..
تغير وجه سفانة فقالت بهمس : يالفشلة , طيحتي وجهي يا جدة ..
وقامت تدور حولها , قالت حمده بغيض : اش دورين دحين والرجال واقف برا ..
قالت سفانة بتريقة : خنوس ماشفتي خشم طايح هنا ولا هنا ..
ضحكت حمده و قالت الخنساء وهي تشاركها الضحك : تستاااااااهلييييييييين , ما تعرفين جدة أم الكسحات ..
وتحركت للباب وتوقفت فجأة وقالت وهي تدنق : أهو لقيته ..
ولفت على سفانة ومثلت إنها ترمي شي وهي تقول : التقطي خشمك ..
طالعت حمده في السما تتمتم بدعاوي خفيه لمن مثلت سفانة إنها التقطت خشمها وبدأت تركبه في وجهها وهي تلحق بأختها , قالت الخنساء وهي توقف عند الباب : طريــ..
وشهقت لمن شافت ثوب قدامها , ضحك حسان وقال : خرعتك ..
ضربته وهي تقول باستنكار : وقفت قلبي ..
قال وهو يسحبها من كتفها ويدفها بخشونه : تحركي الرجال من متى يستنى ..
ولف ومد يده بيدف سفانة لكنها قالت وهي ترميه بنظرة محذرة : أمشي باحترامي ..
وتحركت من جنبه وهو يطالع فيها وهو يصطنع الخوف , ومن أعطته ظهرها دفها بخشونه وقال بسرعة عشان ماترد الضربة : عبود أدخل ..
أشرت على دقنها متوعدته من ورى الباب , حرك حواجبه غياض ودخل غرفة جدته , سلم عبد الإله على جدته , دقايق ووصلهم صوت إنشاد علي بالسلام , ابتسم حسان وقال : أبوي يعلن وجوده ..
تلفتت حمده يمينها ويسارها وهي تقول بعصبية : وين مسفعي ؟؟
قال حسان وهو يتأمل شعرها المحنى : جده حلو شعرك لا تـ ..
قاطعته بعصبية : دور مسفعي وإنت ساكت ..
قام عبد الإله وقال وهو يسحب طرفه من تحت جدته : مو هذا هو ..
لفت على جنبها وسحبته ولفته بسرعة وغطت سروالها , قال حسان بمزح : لااااا حلاته خط البلدة معطيك منظر ملوكي ..
مسكت كرتون المنديل ورمته عليه , تلقاه وهو يضحك ..
: السلاااااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته , أشوف ولدي معذبك يا عمتي ..
ابتسمت حمده اللي تلثمت وقالت : من يومه معذبني ..
سلم عليها ولف سلم على عبد الإله وهو يرحب به , قال عبد الإله : عمي عاقبه وغير موعد زواجه ..
فتح حسان عيونه على اتساعها وهو يقول : آآآآآآآآآ يالنــــــذل ..
ضحك علي وقال : لا مايهون علي ولدي ..
قال حسان بعدم اهتمام وهي يرجع ظهره لورا مستند على ظهر الكنبه : أصلا ماعاد يهمني , لأنكم لو أجلتوه , حالف أيمان الله لا أطبح على بيت خالي في ليل أظلم وأسرق حرمتي و أشرد ..
انفجروا بالضحك وقالت حمده وهي تحط يدها على راسها باستنكار وهي مصدقة كلامه : الله لا يفضحنا , لا تطبح ولا شي , أنا أجوزكم لو أجلوه , أهم شي اركد ولا تفضحنا بين العربان , آآآ يااااا فضيحة الندم اش بيقولون علينا وقتها ..
ضحك حسان وقال وهو مستمتع بتصديقها له : إيوه جدتي , خليك وراهم وراهم عشان ما أفضحكم بين العربان ..
لف علي وقال وهو يحط يده على فخذ عبد الإله : وإنت متى نفرح بك ؟؟
توتر عبد الإله وما عرف اش يقول , قالت حمده بفرح : كان بيخطب وبطل ..
قال حسان اللي عارف إنه جدته بتموت فرحة ليش انتهى موضوع جيهان اللي ما تدري إنه كان من تحت راس الحريم وبدون شور عبد الإله : جده ما كان بيخطب , إشاااااااعة , إشاااعة ..
قال علي وهو يتأمله : ها ماجاوبت سؤالي ..
ابتسم عبد الإله وقال بإحراج : الله يسهل , قاعد أدور على وظيفة أحسن من اللي أنا فيها وإن شاء الله ربي يسهل ..
قال حسان بحماس : ترا خالي أحمد لمن جانا أمس بعد المغرب قال إنه كلم عمي عبد الكريم ووعده خير إن شاء الله ..
ابتسم عبد الإله وقال بفرح : والله ..
استغرب حسان من عدم معرفته فقال : ماخبرك خالي صالح , أمس كان هنا وتكلموا في الموضوع ..
هز راسه بلا وهو يقول بحيرة : يمكن خاف أتحمس وما يكون في وظيفة ..
وبعد تجاذب أطراف الحديث قال علي متذكر : حسان نسيت المقاضي في السيارة , روح دخلها ..
وسحب مفتاح السيارة ورماه لحسان اللي طالع فيه بنظرة مطولة , ابتسم علي وقال : روح توكل ..
زفر وقام , قال عبد الإله وهو يقوم : أساعدك ..
حط علي يده على كتفه ورجعه وهو يقول بهدوء : ارتاح مهي كثيرة ..
خرج حسان وسحب نفس طويل وتحرك لداخل الفيلا , لقيها منسدحة على الكنبة الطويلة وفي يدها الريموت تقلب في قنوات المجد , قال : سفانة قومي ساعديني في المقاضي , أنا أخرجها من السيارة وإنت دخليها البيت ..
لفت عليه بدون ما تقوم من سدحتها وهزت راسها بلا وهي تقول : مافيني حيل , بعدين هذا شغلكم إنتم الرجال ..
قال بنفاد صبر : قومي ..
تأففت وهي تقوم , أول ما شاف ثوبها القطني قال : اش هالشكل روحي غيري شكلك , إلبسي تنورة وبلوزة ..
طالعت فيه وقالت بتريقة : ألبس لمين ؟؟ لا تقول أتكشخ للمقاضي , نقص علي ألبس تنورة وبلوزة للطماطم والدقيق ..
وزفرت وهي تتحرك , حك شعره بغيض وهو يطالع فيها من ورى , تحرك وقال : استني ..
لفت عليه فمسد شعرها يرتب الباروكة وقرص خدودها , دفته وهي تقول باستنكار : هيييييييي , اش عندك ؟؟
قال باعتراض : شكلك خرع ..
طالعت فيه باستنكار وهي تقول : اش لك دخل ؟؟ يوووووووووو ...
وطالعت في المرايا وهي ترجع تعدل الخصلات اللي بعثرها وهي تقول باستغراب : أول مرة تعلق على الشكل ..
وطالعت في نفسها ولفت ورمته بنظرة حاده وهي تقول : ماني خرعه لهالدرجة يا دب ..
زفر ومشي قبلها , وقفت عند باب الحوش و مسكته تطالع عليه من وراه وهي تقول بتريقة : تحرك بسرعة لا أحترق ترا بشرتي حساااااااااسة , وشموس جدة ما عندها 1 , 2 حرق على طول ..
خرج حسان جواله ودق دقه ورجعه لجيبه قبل ما يفتح شنطة السيارة ويخرج منها الأكياس , خرج علي جواله وطالع فيه وقال وهو يقوم : عن إذنك يا عمتي , دقيقة وجاي ..
هزت حمده راسها , لف علي لعبد الإله وقال : عبد الإله روح ساعد حسان أشوفه تأخر ..
قام عبد الإله وهو يقول : إن شاء الله ..
ولمن خرج من غرفة جدته ابتسم له علي وقال وهو يمشي معاه : ترا أبوك جاني ومعاه عمك وخبروني إنك تبغى تخطب سفانة لكن الفلوس هي اللي مانعتك ..
ارتبك عبد الإله وطالع فيه بصدمة , ابتسم علي بلطف وقال : ترا إحنا نشتري الرجال ما نشتري الفلوس يا عبد الإله , وأنا قلت لأبوك هالكلام أمس زي ما قلته لك دحين ..
سكت عبد الإله وما عرف اش يقول , طالع فيه علي وقال بثبات : أكيد إنت تعرف إنه سفانة صابتها عين وطاح شعرها ..
وسكت وكمل بصوت مهزوز : إن كان ماتعرف إحنا عرضناها على أطباء وشيوخ لكن مافي شي نفع معاها , بالمختصر يمكن تمر سنين وسنين بدون ما يطلع شعرها لكن الأمل بالله ماينقطع ..
وزفر قال عبد الإله : أنا عارف هذا كله يا عمي ..
قال علي : خليني أكمل , لأنه من حقك تعرف , هي مو بس شعر راسها اللي طاح , كمان ما عندها حواجب لكنها ترسمها بكحل أو شي زي كذا , تلبس باروكة أفتى لها الشيخ بجواز لبسها وما تنزعها إلا وقت النوم وفي هالوقت تلبس إيشارب و ..
ولمن حس بغصة في صوته مد عبد الإله يده وشدها على يد علي وهو يقول : أنا عارف هذا كله وشاريها ..
سحب علي نفس وقال : إذا كذا أبغاك تشوفها عشان تتأكد من رأيك قبل ما يكون كل شي رسمي و ..
قال عبد الإله بسرعة : ما يحتاج , أنا ..
ابتسم علي وقاطعه : أنا عارف إنك أكيد شفتها في مرة من المرات لكن هالنظرة غير ..
دنق عبد الإله راسه بإحراج , قال علي وهو يسحبه : بنطبق السنة وبتتربص لها بدون ماتدري ..
وكمل لمن شافه على وشك الإعتراض : إحترام لمشاعرها في حالة تراجعت ..
وطالع فيه بثبات وهو يقول : ما أبغى بنتي تتعرض لصدمة ثانية , هي دحين في الحوش مع حسان , أبغاك تشوفها وتتأكد من رغبتك في خطبتها و إذا كنت متردد من دحين تكلم ..
هز عبد الإله راسه وقال : ماني متردد بسس ..
وانحرج وهو يقول : بسس ..
ضحك علي وقال : لا تنحرج ولا شي , تحرك قبل ما تدخل تراها مطيورة ..
زفرت بطفش وقالت : حساااااااااان , هذا إيييييييييييييييييه تخترع مقاضي حضرتك ..
دخل حسان وهو شايل الأكياس وقال بحدة : اششششش رخي صوتك , تكلمي بهدوء و ..
شهق لمن شافها رافعها ثوبها وعاقدته على وسطها وسيقانها باينه , حط الأكياس على الأرض بسرعة وقال وهو يسحب ثوبها : بتضاربيييييييين , في حراج الصواريخ إحنا ..
وشهق وقال وهو يأشر على رجولها : حفياااااااانه ..
وضرب جبينه وهو يقول من بين أسنانه : الله يفشلك , الله يفشلك ..
حطت يدينها على خصرها وقالت وهي تهز رجلها بعصبية : شوف سيد حسااااااااان , يا تقولي دحين اش فيك علي يا أتوطا بطنك ..
نزل يدينها عن خصرها وحط يدينه على أكتافها عشان توقف هز وقال : ما عندي شي , شيلي المقاضي وبس ..
زفرت وتأففت وهي ترفع ثوبها وتعقده وهي تقول بصوت ممطوط : رجـــال مايجون إلا بالعين الحمرااااا ..
طالع فيها حسان وهو ماسك ضحكه , كشرت له وهي تسحب الأكياس وتتحرك لباب المطبخ , لمن اختفت عن بصره زفر وهمس : الله يفشل إبليسك , كافي ثوبك العرة اللي رايحه ألوانه كإنه متوارث من سنين جدي ..
خرج وجاب باقي الأكياس وكرتون الطماطم والخيار , حطها على الأرض و لمن سمع صوت صندل رجالي رفع راسه وهو يقول : بنتك فشيلة و ثوبها الخرع يـ ..
سكت لمن شاف رجل صغيرة بيضاء داخل صندل أبوه البداوي الكبير , ولمن ارتفع بصره أكثر شاف سيقانها وانتهى بوجه سفانة المعصب واللي لبست صندل أبوه , ابتسم بخوف وقال بدحلسة لمن شاف نظراتها الحادة ويدينها اللي ارتفعت لخصرها : سفسف , هلا والله ..
قالت بعصبية وهي تحرك يدها : هلا فيك سيد حسونه , أشوفك تكبرت علينا , من حددوا جوازك صرنا وععععععع ما نعجب , اش فيه ثوبي ؟؟ عشنا وشفـ ...
وانقطع صوتها لمن صك حسان فمها بيده وجرها لداخل المطبخ وهو يقول : خلاص فهمت اش بتقولين , خلااااااص ..
ولمن شاف نظرات الاستنكار منها سابها وقال وهو يحك رقبته بتوتر : ولد الجيران كان مار خفت يسمع صوتك النشاز و ...
شرد لمن صرخت : حسااااااااااااااااااااااااااااااااان ..
خرج بسرعة وهو يسمع خطواتها السريعة و قفل باب المطبخ الخارجي ومسكه عشان ماتفتحه ولمن سمع دقها على الباب مختلط بتوعداتها رفع راسه للسما وهو يقول : الله يسامحك يا أبويه , قلت لك هالطريقة ما تنفع مع بنتك أم الفشايل , وين أودي وجهي من عبد الإله , عز الله شرد الرجال , حتى لو كان في صورة راسمها تحطمت مع خبال هالبنت , الله يسامحك يا أبويه ..
ولمن هدأ الدق زفر براحة و تحرك للأكياس وقبل ما يشيلها شافها جاية من الباب اللي ورا , شهق وشرد لداخل البيت وهو يسمعها تصرخ متوعدة : وراك وراك يالدبــــــــ ..
دخل لغرفة جدته وحمد ربه لمن شاف عبد الإله جالس بصمت جنب أبوه , جلس بهدوء وهو يقول بداخله ~ أشششششششششوه اللي ما شافها تو , المجرمة , خبلة يا ناس , خبلة ~ طالع في أبوه شافه يتكلم بهدوء مع جدته ولا كإنه كان في شي مخطط له , واختلس نظرة لعبد الإله الصامت , حس عبد الإله بنظرات مصوبة عليه فرفع بصره لحسان , لف حسن وجهه وهو يبتسم لشي قالته جدته وهو مو عارف اش هو لكنه شاف أبوه مبتسم , ورجع طالع في عبد الإله , شافه حاط يده قدام فمه كإنه يحك أنفه وهو يعدل شماغه باليد الثانية , وانتبه إنه يقاوم ابتسامة كانت تهاجمه بقوة , قام علي وقال : يلا يا عيال , عشر دقايق ويؤذن المغرب ..
ولمن خرج رفع عبد الإله بصره وإلتقى بنظرات حسان المهتمة المتسائلة ابتسم لثواني قبل ما تنطلق منه ضحكة مخنوقه حاول يكتمها قدام جدته , انفجر حسان بالضحك و تبعه عبد الإله , طالعت فيهم حمده باستنكار وقالت : ياااااااا الله تسكنهم في مساكنهم ..
وبعدت لثمتها وتفلت داخل ثوبها ورجعت قالت وهم غارقين في الضحك : بسم الله على عيالي , اش فيكم ؟؟ كن أحد ضاغط زر ..
صوت جرس الباب تعالى وخلاهم يخففون ضحكهم , تبع الجرس أصوات مختلطة قبل ما يوصلها صوتين يقول في وقت واحد : إحنا جيناااااااااااا ..
حطت حمده يدينها على راسها وهي تقول : يا حظي , هذولي اش جااااااااابهم , انتم متفقين تجون ولا إيش ..
هز عبد الإله أكتافه بحركة مبهمة , و لمن دخل محمد و أحمد عيال جلال قالت بحدة : اليوم مو اثنين ولا ربوع اش جايبكم ؟؟
سلموا عليها وهم يضحكون , كانت متعودة على جيتهم يوم الإثنين لأنها تكون صايمة فيه فيجون عشان ياكلون من فطورها , شربة , سمبوسة , مقلية اللي ماياكلونها إلا في رمضان , والأربعاء عشان إجتماعهم المعتاد , جلسوا شوية وتحركوا بعد ما أذن المغرب , قال عبد الإله عند الباب مستغل وجود عيال جلال : يلا نشوفكم إن شاء الله ..
وابتسم لحسان اللي طالع فيه بحدة ليش بيروح وهو ما قاله شي , أشر على راسه وتحرك , ما كمل دقيقة من حرك السيارة رن جواله رنة رسايل , وقف سيارته عند المسجد اللي جنب بيتهم وخرج الجوال وهو يخرج من السيارة ضحك لمن قرأ رسالة حسان ..
(( لا تحسب نفسك نفذت بجلدك , اليوم عازم نفسي على عشا في أي مكان تحدده ميزانيتك )) , صكها وحول جواله لصامت ودخل المسجد ..


************************

بعد صلاة العشاء بوقت في الرياض :
فيلا عبد الكريم :

: سامر ما جا ؟؟
زفرت حنان وقالت : عبد الكريم ايش عندك ؟؟
هز عبد الكريم راسه وقال : هاااا لا , ولا شي , بس ماشفته عشان كذا أسأل ..
لفت وجهها وقالت : حتى يوم نجلس لوحدنا من دون العيال تشغلنا سيرة العيال ..
ضحك على غيرتها وقال : خلاص راحت عليها هالأشياء , كبرنا ياأم خالد ..
طالعت فيه باستنكار وقالت : تكلم عن نفسك أنا لساعني صغيرة ..
جس بجزء من همه ينزاح وهو يقهقه من قلبه , قالت حنان : والله , من يومي وأنا أسمع إن الرجال يجرون ورى الحريم لا كبروا والحريم يقولون خلاص كبرنا , ما أخبر إن الرجال هو اللي يقول راحت علينا ..
قام وسحب جواله اللي يرن وقال : هذا أبو عبد الرحمن ..
قطبت وقالت وهي تأشر له : ما أعرف منه هو بس رد , أشرد , أشرد ..
ضحك وقال : صالح أخو أبو جاسم ..
ورد عليه , وبعد محادثة طويلة قال : قلت لك مافيها تعب ولا شي , أصلا أنا من خبرني أبو جاسم قلت له يجيني عبد الإله هنا ومعاه شهاداته وشهادات الخبرة ومايصير إلا كل خير , ولو ما تبغاه يجي إرسل ملفه و ...
ضحك وقال : ولو يا أبو عبد الرحمن , عزيز وغالي , هذا ولدنا زي ماهو ولدكم ..
وابتسم وقال بعد فترة صمت : الله يسلمك يارب , الناس لبعضها يا صالح , الناس لبعضها ..
وكمل بتحذير : بس هااااااااا تراني مدير صارم ما أحب الحال المايل و ....
ضحك وقال : ما يحتاج عصا الله يهديك , مدرسة ابتدائي إحنا ...
ورجع قال بلطف : خلاص يجيني عبد الإله متى مالقي حجز وأشوف القسم اللي يناسبه إن شاء الله , يا هلا , حياك , حياك يالغالي , في حفظ الرحمن ..
قفل الجوال والتفت لزوجته اللي قالت بتقطيبة : وظيفة ثانية ؟؟ إنت إلى متى بتوظف ؟؟ إنت بنفسك تقول عندك زيادة في عدد الموظفين ..
زفر عبد الكريم وقال : كيف يا حنان ؟؟ كان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ..
وابتسم وقال : أبشرك لقيت حل لزيادة الموظفين , بأفتح فرع للشركة في تبوك وأنقلها بعض الموظفين المستعدين للنقل ..
طالعت فيه بابتسامة وقالت : الله يسهل لك دربك يا أبو خالد وين مارحت على اللي تسويه للناس , كنك ناقص شركات ؟؟ تذكر بس إنك لمن فتحت فرع الدمام صابك عجز في الميزانية ..
ضحك وقال : يلا هي الفلوس تروح وتجي , صابني عجز مؤقت وبعدها فتح لي ربي أبواب الرزق وأنا في أشد حالات الضيق ..
حست بخوف لمن تذكرت الشهور اللي مرت عليهم قبل ثلاث سنين وما كان يقدرون يجيبون فيها بريال عيش لأنه يادوب تكفي فلوس عبد الكريم لرواتب الموظفين في شركاته , 6 شهور تناوبوا فيها عدنان والتوأم عشان يدفعون الفواتير ويجيبون المقاضي للبيت بعد نقاش حاد مع عبد الكريم اللي كان يرفض مساعدتهم لأنه عارف إنه هو السبب في اللي يصير , كانوا محامين الشركة ينصحونه بإقفال فرع من فروعه لكنه رفض لأنه الموظفين يفوقون الـ 100 موظف في ذاك الفرع , وكان يقول دايم : أموت أنا وأهلي جوع ولا أجوع 100 أسرة ..
ولمن أجبروه المحامين على إقفال الفرع عشان المصلحة العامة للشركة وبقية الفروع ظهر من العدم رجل أعمال كان مدين له من سنين بعدة ملايين وجا يسددها , وانقشعت عنه الغمامة وازدهرت أعماله أكثر بعدها , ابتسمت لمن تذكرت ضحك أولاده عليه ليه أعطاهم شيكات بكل المبالغ اللي دفعوها كإنهم موظفين عنده وكيف اضطر عبد الكريم يكتبها مرة ثانية لمن قطعوا الشيكات ..
خرجت من ذكرايتها لمن ضحك عبد الكريم وقال : تصدقين تذكرت على سالفة العجز , عدنان هو الوحيد اللي ما سحب مبلغ الشيك , سامر أول من سحبها بعد كم شهر و ..
سكت و اكتأب وجهه زفرت حنان وهي تتذكر إنه كان وقتها مدمن وسألت تخرجه من أفكاره : وماهر ؟؟
ابتسم وقال : بعد توأمه بشهور , بالضبط بعد ملكته , شكله صرف كل رواتبه في مكالمات الجوال والهدايا ..
قالت بضحكة : أجل أصبر شوي على عدنان , صدقني بيسحب الشيك ..
ضحك وقال : زين اللي مخلي الشيكات مفتوحه ..
وسرح وكمل : والله ما أظن عدنان يسحبها ..
وزفر وقال : الله يوفقه دنيا وآخره ..
أمنت حنان وهي تقول : وينقله هنا ويريح قلبي ..
صدح صوتها النحيل في الصالة وهي تهتف aaaaaaaady وmaaaaaaaaaamy لوحدهم ..
ابتسم عبد الكريم وقال بتريقة : إنت حية ؟؟ الحمد لله ..
لفت بوزها وقالت بضيق : not funy , أنا طفشانة ..
وجلست جنب أبوها وقالت : باباتي إيش رايك نسافر إجازة الحج لماليزيا ..
طالع عبد الكريم في ساعته وقال : أهاااااااا , جا وقت رواقنك ..
ومثل إنه يتحرك بيقوم وهو يقول : وأنا جا وقت نومي ..
مسكته وقالت بإعتراض : daaaaaaaaaaaaaad ...
زفر وقال : يالييييييييييييييل مااطولك ..
ولمن شاف حنان تقلب المجلة ابتسم وقال : إقنعي أمك هي اللي تكره السفر بالطيارة ..
طالعت فيه حنان باستنكار وتحرك سلافة على طول وجلست جنبها وهي تزن على راسها , ضحك عبد الكريم وأشر على راسه وراح لغرفة النوم , زفرت حنان وقالت بصوت عالي ممتليء بالغيض : وأنا أقول التوأم من فين جايبين النذااااااااااالة ..
وزاد غيضها لمن سمعت ضحكته من الغرفة ..


****************************


يوم الثلاثاء 16 / 10 / 1427 هـ :
بعد صلاة الفجر :
في فيلا صالح :

: ياااااااااااااا حياااااااااا الله المعرس ..
ابتسم عبد الإله وقال وهو يزرر ثوبه : أقول , ذبحتيني , كل ماشفتيني قلتي عريس , أجل لو صار كل شي رسمي اش بتسوين ؟؟..
ضحكت ريم وقالت وهي تهز خصرها : بأتحزم وأرقص ..
وسكتت لمن انفتح باب غرفة النوم وطلعت منه عهود , قال عبد الإله وهو يطالع فيها وهي رايحة للمطبخ : ياااااااا الله سكنهم في مساكنهم , ترى السلام لله ..
رفعت يدها وكملت طريقها , كان عارف إنها لسه زعلانه من استجوابه لها رغم إنها تملصت منه , من ذاك اليوم ناغزه قلبه وحاس إنه ورى هالبنت شي , بعد هالأفكار عنه وهو يأكد لنفسه إنه أخواته بعيدين عن أي شكوك ~ ويعني كذبت على أمك عشان تزوجك , أكيد من كثر حبها لجيهان , آآآآآآآآآآخ مو هو تعلقها بجيهان هو اللي موترني , أكيد بينهم شي ولا ... عبد الإلـــه ~ تحرك وقال : نسختي المعلومات اللي طلبتها منك من الـCD للـUSB ..
شهقت ريم وقالت : أوو أوووووووو ..
طالع فيها باستنكار وقال : ريــــــــــــم ..
قالت وهي تهز راسها وتناول الـ CD والـUSB : سوري حبيبي , والله شكل منافذ الـ USB في جهازي خربانه أو مهي متقبلته وقلت من يوم تصحى بأخبرك ونسيت ..
زفر وقال وهو يتناولها منها ويتحرك : اش هالحظ ؟؟ جهازي في الشركة محرك أقراصه خربان ..
ولمن مر من الغرفة شاف محمول عهود فقال : لقيت الحل ..
لمن دخل الغرفة شهقت ريم وحست بموية باردة تنسكب على جسمها , خافت يشوف شي في جهاز عهود اللي ما تسمح لظلها إنه يمسك جهازها المدعمته بكلمة سر مايعرفها أحد بعكس جهازها اللي سبيل للعائلة , تحركت بسرعة وقالت بخوف حاولت تخفيه : أكيد مقفل , أنادي عهود عشان ..
قاطعها وهو يفك باب الأقراص ويدخل القرص : لا مفتوح ..
وأخرج الـ USB المثبت بأمان ودخل الـ USB حقه , وفتحه بسرعه وبدأ ينسخ المعلومات وهو يطالع في ساعته , لمن ظهرت مدة النسخ اللي تدل على 3 دقائق حست براحة , قال بعجلة : ريم جيبيلي كاسة لبن الله يسعدك ولا أقولك هاني لبانة إذا عندك عشان أغير ريحة فمي ..
تحركت خارجة لغرفتها وطالعت للمطبخ وهي تطقطق أصابيعها ..
طلع صوت التنبيه يخبره عن إنتهاء مدة النسخ , خرج الـUSB وحطه على الطاولة وفتح درج الأقراص وهو يقوم من الكرسي , تصنم لمن شاف إن جهازه يشبه جهاز عهود , ضرب جبهته لمن تذكر إنه اشتراها مع بعض , سحب الاثنين والغطا الوحيد وتحرك خارج , اصطدم بعهود اللي ثبتت صينية أكلها وهي تهتف : بسم الله , اش كنت تسويييييييييييي ؟؟
ابتسم وقال : كنت أنسخ من ...أووووووو سالفة طويلة وأنا مستعجل ..
وتحرك خارج وهو يقول : ريــــــــم خلاص أنا رايح ..
حطت صينيتها على الطاولة ولمن شافت الـUSB مختفي شهقت برعب وهتفت : عبد الإلــــــــــــه ..
وجريت خارجة من الغرفة في اللحظة اللي وصلها صوت إنغلاق الباب الخارجي , حطت يدها موضع قلبها وهي تتنفس برعب وتصرخ بداخلها ~ لااااااااااااااااااااااااااا , بأروح فيها لو شاف اللي في الجهاااااااااااااز , لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ~ وحست بأطرافها تبرد وبشعر جسمها كله يوقف من شدة الهلع , تسارعت ضربات قلبها وتعرق جبينها رغم البرودة اللي تحسها , غمضت عيونها وهي تحاول تهدي نفسها ..
: عهووود ؟؟
لفت بعصبية على ريم وصرخت : ليه ماقلتيلي إنه حضرت أخوك الأفندي قاعد يفتش في جهازي ..
انصدمت ريم من هجومها وقالت بحدة : اللي على راسه بطـــحه يحسس عليها ست عهود , عبد الإله نسخ من قرصه للـUSB وخرج , لا فتش ولا شي ..
صرخت عهود : أخذ الـUSB حقي كمااااااان يا حماره ..
هتفت ريم : لا تسبييييييييييييييييييين , أنا اش لي ؟؟
وتحركت رايحة لغرفة التلفزيون اللي صارت تنام فيها معظم أياما هروبا من تشاركها الغرفة لعهود , قالت عهود بعصبية : الله يلعنك ويلعنه ويلعنكم كللللللكم ..
وتحركت بعصبية لغرفتها , لفت عليها ريم باستنكار وهي تهتف : اللعن حراااااام يا وقحة ..
: ريــــــــــــم , عهووووووووووووووووود ..
صوت عبد الإله اللي اخترق المكان جمد الدم في عروق عهود , طلع وقال وهو يلهث : وحدة فيكم محفظتي بسرعة ..
جريت ريم لغرفته , لهث وهو يقول : أشوه اللي وقفت عند المحطة عشان أعبي بنزين ..
~ يا غبية , من وين بيلقى جهاز ويفتح جهازك بهالسرعة , تمالكي نفسك , تمالكي نفسك ~ سألت عهود وهي تتنفس براحة : أخذت جهازي يا دب ..
سحب الجهازين من جيبه وقال : ما عرفت أي منهم حقي فسحبتهم الاثنين ..
حست بقلبها بيتوقف من السعادة , سحبت جهازها وقالت : أحتاجه ..
قال باعتراض وهو يتناول محفظته من ريم : يمكن يطلع حقي ..
قالت وهي تتمسك فيه وتهز راسها بلا : أنا أعرف جهازي ..
وأشرت على على كشط أسود خفيف على سطحه الفضي وقالت : فيه علامه ..
طالع عبد الإله في جهازه وابتسم وقال : زين ماعندي ...
وودعهم وراح , قبضت عليه عهود وهي تضمه أكثر لصدرها وابتسامة عريضة تزين وجهها , تحرك لغرفتها بعد ما أطلقت زفرة راحة عميقة , عقدت ريم ذراعينها وقالت : ارتحتي ست عهود , الله العااااااااااالم اش عندك فيه ..
لفت عليها عهود وسوت حركة وسخة بيدها ودخلت الغرفة وقفلت الباب بالمفتاح , سكت ريم فمها اللي انفتح من الذهول وقالت بشفقة : الله يهديك ..
وتحركت لغرفة التلفزيون ..
دخلت عهود الـ USB وفتحته وزفرت براحة لمن شافت ملفاتها ونقلت بصرها على أسماء الملفات الموجودة ..
(( محادثات + صور جي جي )) , (( محادثات عامة )) , (( صور متنوعة )) ..
وراحت وكتبت خاصية فتح المخفي وظهرت لها ثلاث مجلدات جديدة ..
(( فوفو محادثات + رسائل + صور )) , (( صوري )) , (( مو مهم )) ..
فتحت صورها وزفرت لمن شافت صورها المتعددة , لو درى إنها بتحط صورها على الجهاز بيذبحها على غير قبلة فكيف لو شاف صورها هذه وباقي الملفات , ابتسمت وهي تعض لسانها لمن شافت صورتها اللي قال لها عليها فوفو إنها ما نومته الليل , كانت صورة لها وهي جالسة على سريرها وعارية إلا من نقاب على وجهها , ضحكت وقالت : والله إني شيطانة ...
وزفرت لمن تذكرت تهديد العنود الواثق بإنها حتفضحها بأشياء سابتها لها البندري لو صار شي لجاسم وأزهار , قالت ببرود : الله يقهرك يا البندري , ملاحقتني حتى وإنت في قبرك , أففففففففففففففففف ..
ماكانت متخيلة إنه المخطط اللي تعبت وهي تسويه وتدبره يتوقف بسبب وحده ماتت , زفرت مرة ثانية وقالت وهي تظلل على كل المجلدات : زي هالأشياء مفروض ...
وضغطت زر الحذف وهي تكمل : حذف على طول ..
وعقدت ذراعينها وطالعت في شاشة جهازها وهي تفكر بجيهان اللي من لمحت لها إنه عبد الإله ممكن ما يوافق على اللي تبغاه صارت ماعاد ترد على مكالماتها ~ لازم ألقى مخطط جديد , حسانو الأهبل غارق لشوشته في حب البشعة الهنوف يعني خارج من القائمة , ما كو إلا جاسم بآخذه بأي طريقة و ..... صــح ليه ما أحول على عبد الرزاق و .. لالالالا , من زينه صار من قوم جزاك الله خير من عاشر أخو اللعينة أزهارو , أفففففففففففف لو ما طلعت أزهار من العدم كان ...... ~ ظهرت نافذة جانبية تنبهها لدخول سلطان الحب وهو كاتب : ##### لأحلى ##### في جدة كلها ..
ضحكت وقالت وهي تفتح النافذة : يلعن أبوك , أنا أعرف كيف أوريك شغلك ..
وتناست جيهان ومخططاتها وبدأت تطقطق على جهازها وبعد تبادل بعض الكلام ضحكت وقالت : أنا أوريك ..
راحت لسلة المحذوفات واسترجعت ملف صورها ورجعت أرسلت صورة لها تمثلها وهي متربعة فوق كرسي بجانب طاقة الغرفة بقميص أحمر عاري بلا حبال فوق بنطلون جينز ضيق و متلثمة بغترة والمكياج يلون عيونها الكحيلة الواسعة ..
: ودي ##### , يا ##### ..
ضحكت وقالت : عارفه ..
ورجعت طقطقت بعدة عبارات وهي تضحك مابين وقت والثاني ..
ولمن ظهرت عدة نوافذ ..
####### في الغربية : ربي راضي علي اللي لقيتك أون لاين يا عسل ..
طبيب قلوب : يا صباااااااااااااااااح الـ #### , الـ ###### , كيفك يا ##### ..
زفرت وقالت : هذا وقته , لازم أغير نك نيمي يمكن يحلون عن سماي شويه , أففففففففف ..
وأغلقت كل النوافذ وهي تقول : سوري شباب , ماني رايقة لكم , صرتم دقة قديمة ..
ورجعت لسلطان الحب الفرد الجديد في قائمتها الطويلة في بريدها الثالث واللي تعرفت عليه في أحد المنتديات على عكس البقية اللي التقطتهم من الشات والدردشة ..


****************************


بعد صلاة العصر في فيلا عبد الكريم :

طالع سامر في أبوه المتكي على طرف الكنبة الطويلة ورافع رجوله عن الأرض وهو يقرأ جريدة , ما فاتحه في موضوع وسام من ذاك اليوم في المكتب يمكن لأنه كان يتجنبه ويحاول قدر الإمكان ما يجلس في مكان واحد مع أبوه وهم لوحدهم , لف بصره للكنبة المقابلة وطالع في أمه المبتسمة وهي تطالع في سلافة المربعة فوق الكنبة وسحر الواقفة قدامها وهي معصبة على الآخر وتسب وتلعن اللغة الإنجليزية اللي ذبحتها بها سلافة اللي طالعت فيها من فوق لتحت قبل ما ترجع بصرها لمحمولها بلا اهتمام يذكر , ابتسم ورجع لف على أبوه , قرب منه وقال : أبويه ..
لف عبد الكريم راسه وطالع له من فوق نظارة القراية من دون ما يسيب الجريدة , ابتسم سامر وقال بثبات : ما تبغى تخطب لي ..
اعتدل عبد الكريم في جلسته ولف عليه بجسده و هو ينزل نظارته , طالع فيه بلهفة حاول يكبتها عشان ما ينصدم لو قصد سامر بنت ثانية وقال بهدوء : أشر بس ..
قال بضحكة : المشكلة بعد تفكير اكتشفت إني بأخطبها منك لأنه مالها غيرك ..
انزلقت النظارة والجريده من يد عبد الكريم وطاحت على الأرضية الرخامية مصدرة صوت مختلط بصوت تطاير الجريدة , التفتت النساء الثلاث بتساؤل , طالع عبد الكريم في سامر وجال ببصره في تقاسيم وجهه يبغى يأكد لنفسه إنه اللي سمعه يقصد به وسام , دوى صوت خالد وهو يصرخ من أعماقه وهو يجري للكمين اللي فشل اللاسلكي في تفجيره أثناء مرور دبابات الروس في كابل : لا إله إلا الله , الــلـــه أكبر ..
قبل ما يرمي القنبلة اللي فجرت الكمين لكن بعد ما تلقى المئات من الطلقات اللي اخترقت صدره ووجهه , المنظر عصف بذاكرته بالصوت والصورة لدرجة إنه رائحة النيران والبارود المختلطة بالغبار المتناثر أزكمت أنفه وأصوات الشباب اللي ماسكينه عشان ما يجري له وهو يصرخ : خالـــــــــــــد ..
وهم يصرخون : شهيد يا أبو خالد , إن شاء الله شهيد ..
بدأ يسحب أنفاس حسها اختفت من الصالة , وبلا مقدمات غطى وجهه وهو يجهش ببكاء غريب , شهق سامر بفزع وضم أبوه وقامت حنان من مكانها بخوف وسحر تقول بغزع : أبويـــــــه ..
وحنان تسأل سامر وهي تحط يدينها على أكتاف زوجها : اش قلت له ؟؟ أحـد مات ..
طالع فيهم سامر بذهول وهو يحس لسانه معقود واكتفى بهز راسه بلا , جلست سحر عند رجول أبوها وحطت يدينها على ركبته وهي تهمس بخوف : أبويه , أبويه ..
و التمعت عيونها بالدموع , لأول مرة تشوفه بهالحالة , بعد عبد الكريم يدنه ومسح دموعه و لف يدينه حولين سامر وضمه بقوة وهو يهمس : الله يفرحك زي ما فرحتني , الله يفرحك يا ولدي ..
قالت حنان باستنكار : يفرحك ؟؟ هذا كله فرررررررح ..
وضحكت سحر على استنكار أمها ومسحت دموعها اللي هددت بالإنهمار وهي تقول : الحمد لله , الحمد لله , بس اش المو.....
وانقطع كلامها بصرخة سلافة اللي دوبها انتبهت للي يصير : ooooooh my gaaaaaad , اش عندكم متجمعين ؟؟
مسكت سحر الخدادية اللي على الأرض ورمتها على سلافة اللي قالت بصوت نحيف مستنكر : إنت اش فييييك علييااااااا , daaaaaaaad شوف بنتك ..
ابتسم عبد الكريم وهو يبعد عن سامر اللي كان مصدوم من شدة فرحة أبوه , لو درى إنه بيفرح هالكثر كان من زمان وافق بدون تفكير , ربت عبد الكريم على كتفه ولف على حنان وقال : ولدك عزم يتزوج أخيرا ..
صرخوا البنات صرخة حماس وابتسمت حنان بفرح وقالت : هذي الساعة المباركة , طيب تعلم ابوك قبل ما تعلمني ..
قالت سحر بحماس : طبعا الوظيفة واستقرينا فيها الحمد لله والبيت موجود وفاضي كإنه يناديه , مابقي إلا العروسة ..
ابتسم سامر وعبد الكريم يقول لحنان بلطف : شوفي يا أم خالد , الله رزقك أربع أولاد , اثنين إنت اخترتيلهم و اثنين هم اختاروا ..
قطبت حواجبها وقالت : قصدك التوأم اللي طلعوا لي نخل في راسي هم اللي اختاروا , ليش ما عجبوك هند والعنود اللي اخترتهم لأخوانك ؟؟ ..
قال سامر بإحراج : والله ما قصدت كذا بس ..
قال عبد الكريم وهو يقوم : أنا أفاتح أمك ..
وتحرك للغرفة وتبعته حنان بعد ما أشرت على دقنها متوعدة سامر اللي ابتسم لها باستعطاف , أول ما غابوا عن بصره لف وانصدم لمن شاف وجهين مبتسمة مقابلة له , بعد سحر وسلافة وقال : اسألوا أبويه ..
وقام , قبل ما يكمل قومته سحبته يد سحر القوية ورجعته للكنبه بعنف و صوتها المعصب يدوي وهي تقول : نــعــــم , والله تقول ورجلي على رقبتك ..
ضحك وقال وهو يطالع في تقطيبتها : مو قبل أمي , يعني ...
وصرخ لمن مدت يدينها ورصت رقبته بقوة وهي تقول بعناد : تقول و إنت ما تشوف الدرب ولا بأذبحك ..
صرخت سلافة وهي تسحبها مصدقة إنها بتخنقه , لفت سحر عليها وطالع فيها سامر وانفجروا بالضحك عليها , تأففت وهي تقول بصوت نحيف : أصلا الحق علي اللي أفكر فيكم , ماتهمني عروستك وما تهمني هالـ هالـ متوحشة ..
وراحت لمحمولها , شالته وراحت لغرفتها , ضربت سحر صدرها وقالت : يا حبيييييييييبي يا زوجها المسكين , والله أمه داعية ليلة قدر اللي بياخذ هالتيمون ..
طالع فيها سامر وقال بحيرة : تيمون ؟؟
رفعت يدها وهي تأشر وتقول : شفته ذاك النمس الخبيلة اللي مع بومبا في الأسد الملك اللي ذبحونا فيه بنات خلودي , هو ماغيره , متفلسف ونحيف وطويل زيها وصوته يرفع الضغط ..
ضحك سامر وقال : كانت مريخية اش خلاها تيمون ؟؟
قالت بجدية وهي تضرب فخذها : تصدق عاد , أهل المريخ أرسلوا لي رسالة يشتكون فيها ليش أشبها بهم , جاهم اكتئاب نفسي وكثرت نسبة الانتحار عندهم ..
قهقه من قلبه وهي تكمل : اضطريت أغير هاللقب , والله يعيني لا جات شكوى من عند قبيلة النموس بأضطر أغير ..
قال : حرام عليك حشيتيها حش وقطعتي لحمها ..
قالت : لااااااا أنا أقوله في وجهها يعني مو غيبة ..
وصلهم صوتها النحيف الحاد من بعيد وهي تقول : بس أنا ماني مسامحتك عليه وبأجرك به يوم القيامة ..
وتبعها صوت صفقة الباب القوية , عض سامر شفته وهو يهمس : يا ويلك منها عصــبت ..
أشرت بيدها بعدم اكتراث ورجعت طالعت فيه وقالت بحماس : مين اللي في بالك ؟؟
ابتسم وقال بهدوء : وسام بنت عمي خالد الله يرحمه ..
فتحت عيونها على اتساعها وهي تقول بعدم تصديق : وساااااااااااااام ..


***************************



عذراء الاحزان
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها عذراء الاحزان

06 - 08 - 2008, 12:41 AM رقم المشاركة : 87
عذراء الاحزان
.+[ جرح نشط ]+.











مزاجي الأن



رد: ....... ### عندما عبروا حدود الظلام ### ......بقلم عاشقة امها....

--------------------------------------------------------------------------------

العصر في جدة :
في شقة عمر ومنى :

طالعت فيه وهو منسدح على الكنبه الطويلة في الصالة ~ ياربييييييييي كيف أصحيه , مستحيـــــه ~ قالت بصوت أعلى : عمر , عمر ..
وقربت أكثر وهي ترفع صوتها أكثر وهي تقول : عمر صلاة العصر ..
زفرت وتقدمت منه , هزت كتفه وبعدت عنه بسرعة , شافته ما تحرك من نومته , صرخت باخلها ~ ياااااااااارب , كيف أصحيه ؟؟ أول مرة يكون نومه ثقيل كذا , العادة من يسمع صوتي يفز , يكون تعبان ولا ~ شهقت وتحركت بسرعة , مدت يدها بتردد ولمست جبينه , سحبت يدها لمن شافت إنه حرارته طبيعية , تنهدت وقالت وهي تتأمله : ياربي كيف أصحيه ؟؟..
~ أبوسه ~ شهقت من الفكرة اللي طرت في بالها وهزت راسها تنفضها وهي تحس خودها حارة , حطت يدينها على خدودها وهي تهمس : مستحيل ..
~ منــــــى , الرجال بيخاف على نفسه لو صحيته ببوسه , عمـــــــر قوم قبل ما أتهور ~ شافت شبح ابتسامه على وجهه , ~ يحلم , يبتسم في الحلم ~ طالعت فيه بحيرة وهي تعتقد حواجبها , قال بدون ما يفتح عيونه : الحمد لله اللي ماني نايم بعمق كان راحت علي الصلاة ..
شهقت لمن فتح عيونه وابتسم لها وهو يقوم , سألت بخجل : كنت صاحي ؟؟
رفع يده يمسد شعره بإحراج وهو يقول : هاااااا ..
حس بإحراج إنه يعترف لها عن الرغبة المفاجئة إنه يمثل عليها إنه نايم و في نفس الوقت ما يبغى يكذب عليها ويقولها إنه كان نايم , قام بسرعة وقال : الصـ الصلاة بتقوم ..
وتحرك بسرعة للحمام , طالعت فيه وهو رايح ولمن اختفى ضحكت على خجله اللي مو راضي يتخلص منه , المشكلة إنها أجرأ منه لكنها تخجل غصب عنها من خجله ..
لمن خرج وهو يعدل طاقيته وشماغه على ذراعه طالع فيها بابتسامة , تأملته بمحبة عميقة , تنحنح وخفض بصره وهو يسأل : تبغينا نروح بعد الصلاة على طول ؟؟
~ الله يفشل العدووووووو , هو استحى وأنا ما استحيت ~ جلت حنجرتها وهمست وهي تطالع في الأرض : على كيفك ..
ابتسم وقال وهو يتحرك في الممر : خلاص أجي ألقاك جاهزة ..
ورجع لف عليها , شافها مدنقة , ابتسم وقال : منايا ..
رفعت راسها , بعد بصره بخجل لثانية ورجع طالع فيها وهو يهمس : نروح لها بدري عشان يمدينا نتمشى برا بعدها ..
ابتسمت وهزت راسها وهي تقول : إن شاء الله ..
خرج وصك الباب , طالع فيه وابتسم وهو يتذكر حركاتها ..
: الصلاة يا أحلى متنح قدام الباب ..
تمنى لو تنشق الأرض وتبلعه لمن شاف أبو صلاح وكمال أصغر عياله خارجين من الشقة المجاورة , ضرب أبو صلاح ولده وهو يقول : عيب عليك , يا طول لسانك ..
ابتسم بإحراج ونزل شماغه على وجهه وتحرك نازل بعد ما سلم عليهم ...


******************************


في الرياض :
في فيلا عبد الكريم :


: وساااااااااااااااام , مالقي إلا وسام ؟؟ ..
ما استغرب كلمتها أو استنكارها وهو يقول بهدوء : هو يبغاها ..
قالت باستنكار : لكنها قد خلود ..
قال يصحح لها المعلومة : أصغر منها بنص سنة تقريبا ..
قالت باستنكار : بس برضو أكبر منه بكثير ..
وهزت راسها بلا وهي تقول : أنا ماني موافقة ..
ابتسم عبد الكريم والتزم الصمت لدقائق قطعته حنان اللي كانت تدور في الغرفة وهي تقول : مستحيل أوافق ..
لكنه مارد عليها , زفرت حنان وهي عارفه إنه ورى صمته شي كثير , تحركت وجلست جنبه وقالت باستعطاف تبغى تفهمه وجهة نظرها : حبيبي , والله فرق بينهم , الحرمة أعقل من الرجال اللي في سنها , هذا شي معروف , قصدي إنها تكون أحكم , فكيف يتزوج وحده أكبر منه ..
قال بهدوء : الرسول تزوج خديجة وفرق 25 سنة بينهم ..
قالت باعتراض : هذا الرسول , بعدين هذا زمان ..
هز راسه وقال : مافي شي تغير , ويعني أكبر منه ..
قالت باعتراض : بسسس ..
قاطعها بهدوء متسائل : اعتراضك بس على العمر ؟؟
انصدمت من سؤاله وفكرت شويه ورجعت قالت : بس العمر ..
همس بلطف : حنون جاوبي سؤالي ..
زفرت وأعطته جنبها وهب تقول باعتراف : البنت حبوبة وطيبة وخدومة وأختك دايم تمدحها ..
ورجعت لفت عليه وقالت : بس برضو مسألة العمر مهمة , بنات عمانه وعماته كثير ..
ابتسم وقال : جس نبض وحده منهم ورفضته ..
طالعت فيه بصدمة ورجعت قامت وهي تقول بعصبية : وأنا ما أدري , هذا كللللللللله يصير وأنا ياغافل لك الله , من متى صاروا الأولاد كتومين عني بهالشكل ؟؟ ..
قال وهو يهز أكتافه : أنا كمان ماكنت أدري , هو وأخته تفاهموا وتكتموا على الموضوع , و ما دريت إلا لمن جا موضوع وسام ..
زفرت وقالت باعتراض وبلهجة ماتقبل النقاش : أنا ماني موافقة ..
قام عبد الكريم من جلسته وهو يزفر وتحرك خارج من الغرفة , قالت باعتراض معصب : وين رايح ؟؟
لف عليها وقال بهدوء : أروح أخبره إن العروسة ما ناسبتك وأخليه يفكر بغيرها ..
سكتت للحظات قبل ما تفرك يدينها بتوتر وهي تقول : لا لا تقول له دحين , قصدي أخاف يزعل و لا , أففففففففففففففف ..
تأففت وهي تحس نفسها في دوامة , ابتسم وقال : اش رأيك تتفاهمين مع سامر بنفسه وتعرفين سبب رغبته فيها , يمكن تقتنعين أو تقنعينه يصرف نظره عن البنت ..
فرحت وقالت : إي والله صح , فكرة زينه ..
ولمن شافت ملامحه الهادئة حست بقلبها إنه يخفي شي وكبير كمان , طالعت فيه بتأمل وتأكدت ظنونها لمن بعد بصره عنها وهو يمسح لحيته اللي تخللها البياض , سألت بهدوء وهي تتذكر دموعه وفرحته اللي غابت عن تفكيرها من صدمتها بهوية البنت : إنت اش رأيك ؟؟
قال بصدق وهو يطالع فيها : أنا لو علي وبيدي أبغى أجيب المملك اليوم وأعقد لهم ..
ولمن شاف ذهولها قال : السن مو عيب في البنت يا حنان , دحين لو تقدم واحد لسحر وهي في هالسن وكان في الـ 23 أو 24 بترفضينه عشان السن ولا بترضين لو إنه كان راغب في سحر وأمه هي اللي منعته بحجة إنها أكبر منه ؟؟ فكري إنه وسام بنتك زي سحر , السن مو عيب , بعدين لا تنسين إنه سامر كمان فيه عيب , كان مدمن وإنتي شفتي بنفسك إنه المجتمع لا يمكن يطالع فيه بنظرة إحترام وهو متناسي ماضيه , بعدين الرسول بنفسه قال تنكح المرأة لأربع : لجمالها ودينها ولمالها ولنسبها فاظفر بذات الدين , ماذكر السن , هذا شي إنتم فرضتوه وطبقتوه , الرجال ما يتزوج إلا بنت أصغر منه , المسألة بالعقل مو خذني جيتك , ويعني أكبر منه ؟؟ بتكون أعقل !! والله يا زين العقل , تخافين يعايرها ولا يندم على قراره ؟؟ سامر مو صغير وهو متقدم وهو عارف سنها , بتكون وسام ثقيلة وما تدلع عليه ومن ذا الكلام ؟؟؟..
ابتسم و كمل : مافي بنت في الدنيا ما تقدر تتغنج وتتدلع , يا حبكم إنتم الحريم لتصغير نفوسكم ..
ولمن شاف شبح ابتسامتها قال بتحبب : حنون إنت لو كنت أكبر مني كنت بأتعلق في رقبة أبوي و أبوك إلين يجوزني إياك ..
ضحكت بإحراج وقالت : عبد الكريم ..
قال بصدق وهو يتذكر حبه القديم لها : والله ..
وضحك وقال : تتذكرين أيامنا استغفر الله لا حجاب ولا شي , وكل يوم وأنا متنصب عند باب الحوش يعني يعني أخاف واحد من الصبيان يتحرش فيك وأنا حاميها حراميها ..
حمرت خدودها لمن استعادت الماضي وهي تقول باعتراض : لا والله ما كنت تسوي شي , بس واقف تطالع أو تدافع عني وعن باقي البنات لمن يجون عيال الحارة يخربون لعبنا ..
ولمن انتبهت لابتسامته الهادية قالت باستنكار وعصبية : لا تحاول تضيع الموضع ..
قهقه وقال : والله ما كنت أضيع , الذكريات الحلوة جات فجأة و كنت ..
سكت وكمل بصدق : كنت أبغى أأثر عليك ..
طالعت فيه بصدمة لمن زفر وكمل بصوت مخنوق : والله لو تعرفين اش شعوري وأنا أسمع إنه ولدي بيخطب بنت خالد الله يرحمه كان ..
وسكت وهو يشيح بوجهه ويداري غصة تثقل حلقه كل ما ذكر اسم أعز أصدقاؤه , تنهدت وقالت : ما أقدر أقولك موافقة دحين لكن أوعدك إني أفكر في الموضوع بحيادية بس بعد ما أستخير و أسمع من سامر ..
ابتسم بفرح وقال : هذي حنان اللي أعرفها ..

في الصالة :

قطبت حواجبها بتفكير وقالت وهي تعقد رجلينها فوق الطاولة القزاز اللي قدام الكنب : سؤال مهم ..
طالع فيها سامر المجاور لها وقال : اسألي ..
لفت عليه وسألت : هو انتم الرجال تحبون من نظرة ؟؟
ضحك على سؤالها وقال وهو يتلمس ندبته : لا هي مهي مسألة إني شفتها خلاص حبيتها , أنا يوم قلت إني شفتها يوم تغدت عندنا قصدت إنها عجبتني وارتحت لها فهمتي , بس مو معناته حب , الحب أكبر من كذا بكثير ..
قالت : و ماهر ..
قطب وقال : شوفي هو ممكن زي حالة ماهر يسمى حب بس مو من نظرة , لا هو حب من الطفولة , أنا من وجهة نظري أفضل يطلق إعجاب أو افتتان من أول نظرة بدل حب من أول نظرة , لأنه بالعقل , فلنفرض إنك شفتي واحد حلو بالسوق , فيه كل المواصفات , جسم طويل وعيون جميلة ومشيته واثقة وشكله محترم ورزه و ..
قالت بحماس وهي تلتفت له : ياااااااااااي ..
ضربها بطرف يده على راسها وهو يقول : هي , وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ..
ضحكت وقالت : خيال , اش فيك أنا ماني قاعدة أطالع ..
ابتسم وكمل : المهم شفتي هالرجال ماشي قدامك ..
قالت بسخرية تبغى تغيضه : حمااااااس ..
رماها بنظرة وهو يقول بعصبية : المهم , شفتيه , تحبينه ؟؟
قالت على طول : طبعا لا ..
قال وهو يأشر : أهاااااااا ما تحبينه لكن ممكن يكون عجبك شكله أو أي شي ثاني , بالمختصر لفتك , عشان كذا ما أفضل إنه يقال حب من أول نظرة ..
قالت بجدية : بس لو شافته سلافة وبنات عماتي كان ماتوا عليه ..
قال بجدية مماثله : بس برضو مو حب ..
طالعوا في بعض لفترة قبل ما يسأل سامر : إنت اش رأيك في خطبتي ؟؟
قطبت سحر وقالت بغموض : متفهمة اللي قلته وما أدري اش أقول ..
قال بتريقة : لا جاوبتي على سؤالي ..
قامت وقالت بهدوء : دام إنت رغبان محد يقدر يقول شي , هذي حياتك وإنت اللي بتعيشها , صح ولا لا ؟؟
تنهد وقال وهو مقطب : ما أدري اش بتقول أمي ؟؟
هزت أكتافها وقالت بابتسامة : ما دام أبويه موافقك يعني حصلت على 60 % من الأصوات ..
وكملت لمن طالع فيها بحيرة : هذا مو تصغير من شأن أمي , بس الحلو في أمي وأبويه لمن يكون واحد فيهم موافق يقدر يقنع الثاني , يعني لو أمي موافقه كان قلت إنك حصلت على 60 % ..
هز راسه متفهم ورجع قال : لا تقولين عشان كذا تحصلين دايم على اللي تبغينه ..
ضحكت وقالت وهي تأشر على راسها : طبعا , فكر فيها , أقنع واحد فيهم وأرميه على الثاني عشان يتكفل بإقناعه وبكذا ..
أشرت بيدينها بحركة مبهمة , ضحك وقال : يالشيطااااااااااااااانة ..
قالت وهي تتحرك لغرفتها : الحمد لله 26 سنة ما عشتها كذا ..
ابتسم وهو يراقبها وقال : الله يرزقك السيد سين اللي يقدرك ويثمنك ..
لفت عليه وقالت بعصبية : سمعتك , إدعيلي بالجنة لو فيك حيل تدعي , سيد سين حقي ما في أحد له دخل فيه , ثانيا الزواج مهو أهم شي في الحياة ..
وضحك وهي تكمل طريقها وهي تقول : أصلا أنا ناويه له نية شينة عشان كذا شارد ..
ابتسم وهو يتأملها , ولمن انفتح باب غرفة أبوه وأمه التفت لوراه , ابتسم لمن خرج أبوه أول , طوي عبد الكريم شماغه وهو يغمز له بخفة , مسح سامر ابتسامته لمن شاف تعابير الجدية على أمه تبعت أبوه وهي ترميه بنظرة حادة قبل ما تقول : قبل كل شي لازم تعرف إني زعلانه ..
وتحركت وجلست على الكنب , حطت رجل على رجل وأعطته جنبها وهي تستند على ذراع الكنبه , قام من مكانه وجلس جنبها فبعدت عنه وهي تقول بحزم : لا تكلمني ..
قال برجاء وهو يحط يده على كتفها : أمي ..
زفرت وقالت وهي تلف عليه : دحين أنا من سنة وشوي وأنا أطارد وراك عشان أخطب لك وأدور لك على عروسة وآخر شي يوم تتخذ هالخطوة تروح لأبوك ..
ورجعت أعطته ظهرها , لف على أبوه بحيرة فأشر له أبوه إنه يدهن سيرها شوية كمان وبترضى , لفت وشافت حركة يده فقالت بحدة : عبد الكريم , لا توز ..
ضحك عبد الكريم وقال : ماوزيت ..
: مين اللي يوز ميييييييييييين ؟؟
التفتوا لخالد اللي سأل هالسؤال وهو شايل غدي النايمة , قامت أمه وشالتها منه عشان توديها للغرفة الداخلية وهي تقول : أبوك يوز أخوك علي ليش زعلانه عليه , مايبغاه يراضيني ..
التفت خالد لهم وقال بمزح : خيييييييييير اش صار في الدنيا أبويه قالب على أمي ؟؟ صراحة وناسة من زمان ماسمعنا هوشة ..
طالع فيه سامر باستنكار والتزم عبد الكريم الصمت وهو يكتفي بابتسامة , وتفاجأوا لمن قالت حنان اللي رجعت : خويلد , هذا كلام ..
ضحك وقال وهو يجلس جنب أبوه : أمزح ..
زفرت وقالت بحسرة : وينك يا عدنان ؟؟ مايبرد قلبي غير هالولد , الله يسهل له ويوفقه دنيا وآخره , ويااااااااارب ما تغمض عيني قبل ما أشوف عياله يارب ..
طالع فيها خالد وهو يقول بصوت ممطوط : أفااااااااااا يا أم خالد , ماهقيتها منك تمدحين الأعزب المثالي وتكشتيني ..
قال ماهر وهو طالع من الدرج : راح هاللقب من وقع على ورقة سجنه ..
وهز راسه وهو يكمل بسخرية : أقصد ورقة زواجه ..
رماه عبد الكريم بنظرة حاده وقال : الناس تسلم أول ..
قال السلام وهو متجاهل نظرة أبوه , ردوا عليه وقال سامر وهو يتأمل بذلته : رايح أخيرا ؟؟
هز راسه وابتسم وهو يقول : لنننننننندن ..
سألت حنان : ومتى راجع ؟؟
هز أكتافه وقال : يومين ثلاث على حسب الجدول , ممكن يصير فيه تبديل ولا شي ..
ودعوه لكن عبد الكريم قاطع وداعهم وهو يقول بتساؤل : المهم حليت الموضوع قبل ما تسافر !!
ابتسم ابتسامة غريبة وهو يقول : حليته أخيرا ..


الساعة 5,30 بعد العصر في جدة :
في شقة جاسم و أزهار :

فتحت أزهار باب الشقة بحماس وهي تقول : ياااااااااااا حيا الله من جااااااااااا ..
ابتسم عمر وقال وهو يفسح المجال لمنى عشان تدخل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
صكت أزهار الباب وتحركت بتضمه لكنها مسكت نفسها في آخر لحظة ومدت يدها له , تحرك عمر متجاهل يدها الممدودة وضمها بقوة , حست بالدموع تحرق جفونها لكنها بلعت ريقها بسرعة وهي تضمه وهي تقول : ألف ألف ألف مبارك عليكم ..
طالعت فيهم منى وغصب عنها حست بالغيرة وهي تشوفه يضمها بهالطريقة والفرح على وجهه لكنها ذكرت نفسها إنها الوحيدة الباقية له , بعدت أزهار عنه وسلمت عليه ولفت على منى اللي بعدت غطاها وهي تبتسم بخجل , فردت ذراعينها وضمتها بقوة وهي تقول : يا دبــــــــه اش هالحلااااااااااااوة ؟؟ بسم الله ماشاء الله ..
وبعدتها وهي تتأملها بابتسامة , نزلت راسها بخجل وهي تقول : بعض مما عندكم ..
ضحكت أزهار وقالت : يا بنت , من متى تستحين مني ؟؟
قرصتها من طرف خفي وهي تأشر لها بعيونها يعني اسكتي , ضحكت أزهار وقالت وهي تأشر على الصالة : تفضلوا تفضلوا ..
ودخلتهم للمجلس بعد ما أخذت عباية منى , كانت لابسة بنطلون أسود له قصة واسعة من تحت وفوقه بلوزة تل بشرايط تنربط على الكتف , مشجرة بالأسود وخليط من درجات الأحمر طويلة توصل لركبتها ولابسة تحتها بلوزة سوداء تل أكمامها قصيرة , جلست منى وبلا تفكير جلس عمر جنبها ورجع زحف بعيد عنها شوية ووجهه متغير من الخجل , مسكت أزهار ضحكتها وقالت وهي تجلس على الكنبة المقابلة : يا هلا والله , تو مانور بيتي ..
ولمن ردوا عليها بحرج وكل واحد مبعد نظره عن الثاني تأملتهم بفرح , ولمن لاحظت إنها تتأملهم قامت وهي تضحك وتقول متذكرة : القهوة ..
قالت منى : لا تتعبين نفسك ..
ابتسمت وقالت : تعبكم راحة ..
وتحركت للمطبخ , جابت الصينية , قامت منى وسحبت منها الثلاجة وصبت لعمر أول , ابتسم عمر وهمس : شكرا ..
ابتسمت له وصبت لأزهار ورجعت صبت لنفسها وجلست مكانها , قامت أزهار وقدمت لهم من الشوكلاته وهي تقول : هذا من الزايد اللي في فرحكم ..
ابتسموا بخجل وهم ياخذون منها , بالرغم عنها غبطتهم بداخلها وهي تتذكر أيام زواجها الأولى وبالذات يوم راحت لبيت أهله , جاسم حاط رجل على رجل ويكلم أبوه وأمه ووجهه واضح فيه أثار الضرب وهي جالسة بين الهنوف والعنود وهي تضحك وتنكت معاهم , ابتسمت لهالذكريات اللي جرت وراها ذكريات المطار والضياع و .... هزت راسها وطالعت في أخوها ومنى ومسكت ضحكتها لمن شافت منى تحاول تسحب طرف بلوزتها اللي تحت عمر المنهمك في فتح الشوكلاته اللي في يده , انتبه لحركة منى فقام بسرعة وهو يعتذر بإحراج , لمن لفوا عليها فدنقت راسها ومدت يدها بسرعة يعني بتاخذ شوكلاته وهي حاسة بالإحراج منهم ~ وييييييي دحين يقولون قاعدة تراقبنا يالفشلــــــــة و ...... ~ رن جرس الباب وأنقذها في هاللحظة , قامت بسرعة وهي تقول : هذا جاسم ..
وراحت وفتحت الباب , شافته لاف بوزه وهو متكي على طرف الباب وهو لابس بنطلون جنز ويلوزة بيضاء مرسوم عليها رسوم بألوان مختلفه , ابتسمت وهمست : جووا العرسان ..
حك شعره وهو يدخل وقال : عارف , مو عشان كذا تأخرت في الرجعة عشان يكون عندك وقت ترحبين بهم ..
ورفع صوته وهو ينادي : أبو عبد اللــــــــه ..
ثواني وخرج عمر وهو مبتسم , رحب فيه جاسم وهو يسلم عليه , سابتهم أزهار وراحت لمنى , تحركت لها وجلست جنبها وهي تقول بفرح : والله بأموت من الفرحة ليش إنكم عندي ؟؟
ابتسمت منى وقالت بحب صادق : ولو , إنت أول الناس اللي نزورهم ..
ابتسمت أزهار وقالت : بشريني كيف عمور ؟؟ ترا لو سوالك شي من هنا ومن هنا بس قوليلي وأنا أأدبه ..
ابتسمت منى وقالت : لااااا ترا ما أرضى عليه ..
طالعت فيها أزهار وقالت بتريقة : أمووووووووت أنا على اللي ما يرضوووووون ..
ضحكوا وقالت أزهار وهي تغمز لها بتريقة : عشنــــا وشفنـــــــا منى تزورني بهالشياكة ..
ضربتها منى وهي تقول باستنكار : أزهااااااار ..
ضحكت وقالت وهي تأشر على تنورتها وبلوزتها الرسمية اللي عاقدة عليها شال مناسب : حتى أنا , فاكرة ما نتقابل إلا بالقمصان ..
ورفت بعيونها الكحيلة والمطلية جفونها بلون ذهبي وهي تكمل : والوجه زي ما خلقه ربي ..
ضحكت منى و قالت : يا زينها من أيام ..
وبعد تبادل الأحاديث وصلتهم حمحمة عمر قبل ما يدخل وهو يقول : يلا مشينا ..
شهقت أزهار وحاولت فيهم يجلسون يتعشون عندها لكن عمر رفض وهو يقول بلطف : بنت عيب , زوجك فيه ..
دنقت عليه وهمست بتريقة وبصوت يمكن لمنى إنها تسمعه : فكني منه شويه صاير لصقة جنسون ..
ضحك من قلبه وكبح ضحكته و خاطب أزهار وهو يطالع في منى : لا تقولين بيجي يوم بتقول عني منى هالكلام ..
استحت منى وماعرفت اش تقول , قالت أزهار وهي تحط يدينها على خصرها : مو دحين , لكن بعدين معليش أقولك لو جلست في البيت من تصبح إلين تمسي بتقول عنك هالكلام ..
ضحكت منى بإحراج وقطب عمر حواجبه بتفكير , زفرت أزهار وقالت وهي تدفه : بدري عليكم هالشي ..
ضحك وقال : اللي يسمعك يقول لك 8 سنين متزوجة , بنت مالك إلا 8 شهور ..
قالت بلا تفكير : أصلا أنا من أول يوم في زواجنا كنت كإني عايشة معاه 10 سنين ..
ولمن شافت نظرة عمر تذكرت في لمح البصر ذكرى ليلتها المريرة وموقف عمر من جاسم فقالت بسرعة : قصدت إني كنت عايشة معاه من قبل وأنا ما أعرف إنه زوجي ..
وابتسمت لهم وتحركت تجيب العباية لمنى عشان يخرجون من باب المجلس , ولمن رجعت ابتسم عمر وحط يده على كتفها وشد عليها , مسدت يده وهي تقول : الله يوفقكم ويسعدكم دنيا وآخره ..
تحركوا وخرجوا , ابتسمت لمن شافت عمر يمد يده لمنى اللي مسكتها بخجل وهي تلوح مودعة باليد الثانية , رجعت للصالة ودخلت غرفة التلفزيون , شافته متمدد وهو يقلب في التلفزيون بدون ما يحاول يطالع في البرامج , بس يضغط باستمرار , زفر ورمى الريموت وراح للتلفزيون وسحب سلك المجد وشبك سلك الإريل , وقلب على القناة السعودية الأولى ورجع قلب على الرياضية وهو يقول بطفش : ما في إلا غصب واحد وغصب اثنين , عييييشة ..
سكتت وما علقت وهي تجلس على الكنبه القريبة منه , من بعد فترة من تحقيقه لرغبتها وهو يحاول يستميلها عشان يرجع الدش ويشفر كل القنوات ماعادا الإي آر تي الرياضية و العربية والجزيرة لكنها مصرة على رأيها , كان يعصب عليها أحيانا وهو يتذمر من روحته لبيت عمه صالح عشان يشوف المباريات لكن يرجع يسكت , كانت أوقات ثورانه ورغبته في إرجاع الدش مرتبطة بأوقات المباريات الحصرية على القنوات الفضائية , وكانت تحاول قدر الإمكان في هالأوقات إنها تستخدم كل كياستها ولطفها ورقتها وكل سبل الإغراء عشان ينسى هالفكرة , لمن رمى الريموت وراحد لكمبيوتره زفرت بداخلها وهي تصرخ ~ ياربيييييييييييييييييييي , هذا واحد من هالأيام , يارب عديه على خير ~ ولمن ماسمعت تذمره عرفت إنه قاعد يشتغل على النت , زفرت براحة وراحت تحول السلك عشان تتفرج على أهلا أهلا في قناة المجد , قال بصوت بارد : لا تحولين عن الرياضية ..
لفت وشافته مثبت عيونه على شاشة الكمبيوتر , ابتسمت وسابت السلك مكانه و تحركت عشان تجيب ثلاجة القهوة ..


**************************


في نفس الوقت في الرياض :
فيلا عبد الكريم :

: عبد الكريــــم لااااااااااااااااااا ..
صرخة أمها اللي اخترقت المكان خلتها تلتفت بخوف وهي تدف كرسي مكتبها على ورى وتنزع السماعات اللي توها حطتها , جريت خارجه من غرفتها و شهقت وهي تشوف أمها متعلقه في أبوها اللي واقف قدام ماهر الواضح من بذلته إنه مستعد يروح وحده من رحلاته , كان أبوها ماسكه من تلابيبه و ماهر مدنق بصمت وخالد واقف عندهم وهو يقول : أبويه استهدي بالله , ما في شي ينحل بالصراخ ..
قال عبد الكريم بعصبية وهو يهزه : الطلاااااااق مو لعبة تفهم , الطلاق مو لعبة , إتق الله تطلقها طلقة ثانية وإنتم ما تزوجتم لسه , طلقه ثانية يامااااااااااااااااااهر , حلِيلك الطلااااااااااااق , تكلم ..
التزم ماهر الصمت وشهقت حنان وهي تفلت يدينها عن عبد الكريم وتضرب صدرها بصدمة وهي توها تستوعب الكلمة الخافته اللي نطقها ماهر وخلت زوجها ينفجر من العصبية , قالت باستنكار: طلقتهااااااااااااا , طلقت أريـــــــج ..
ورجعت حطتها على راسها وهي تقول : يا حسرتي على عيالي اللي واحد بيتزوج والثاني بيطلق , يا حسرتي على عيالي ..
ماتحرك سامر اللي كان عارف بالموضوع من جلسته و تصنمت سحر في مكانها تحاول تستوعب اللي ينقال ~ طلاق , طلاق للمرة الثانية , على إيه هالمرة ؟؟ هو كلمني بس ما توقعته بيسويها بهالسرعة , اش صاااااااار ؟؟ هو قال بعطيني فرصة أكلم أريج ~ تحركت بسرعة ومسكت يد أبوها اللي عمرها ماشافته بهالشكل وقالت برجاء : أبويه تكفى خلااااص ..
أول ما سمع صوتها المتوسل انتبه لنفسه ففلت ماهر و قال بحزم وهو يشيح بوجهه : لا أشوفك قدام عيوني إلا وإنت مصلح هالمصيبة اللي مسويها ..
قال ماهر بهدوء وعيونه مازالت على الأرض : أنا ماني متراجع عن الطلاق هالمرة ..
شهقت حنان وجلست على الأرض من شدة صدمتها الزواج بقي عليه أقل من شهرين , تحركت سحر و سندتها بخوف وهي تقول : أمييييييييييييييي ..
طالع عبد الكريم بحدة في ماهر و لمن شاف خالد يترجاه من ورا ماهر إنه ما يعصب ويثور مسك أعصابه بالقوة وهو يقول بحزم : إنت أخذتها وإنت اخترتها بنفسك محد ضربك على يدك ولازم تتحمل نتيجة اختيارك , دحين توكل على الله , روح رحلتك وإن شاء الله تهدأ وتفكر زين و إنت بعيد عن كل شي هنا ..
قال ماهر بعناد : أنا ماني متراجع عن الطلاق هالمرة لو إش ما صار ..
رص عبد الكريم شفايفه , لمن شاف خالد حركة قال باستنكار وهو يدف ماهر من كتفه : ماهر , قالك أبويه روح واستهدي بالله ..
طوى عبد الكريم يدينه وقبضها بقوة وهو يقول بأهدأ صوت قدر عليه : خالد خليه براحته , روح لا تتأخر على رحلتك ..
طالع فيه ماهر باعتذار ماتجاوز شفايفه قبل ما يعطيهم ظهره وهو يسحب شنطته بقوة بيد واليد الثانيه يعدل فيها بذلته اللي انفكت أزرارها ..
زفر عبد الكريم وهو يستغفر ويقول : أنا اش فيني , أنا اش فيني ..
قال خالد بضيق : والله يحق لك اللي سويته , أجل فرحان وهو يقول طلقتها ..
قام سامر وقال باعتراض : لا تحسب إنه كان هين عليه هالقرار , كلنا نعرف إنه يموت على التراب اللي تمشي عليه أريج ..
وطالع في أبوه الصامت بوجه شاحب وقال بتأكيد : أبويه والله كان صعب عليه هالقرار ..
همست حنان وهي تطالع فيه باستنكار : يطلقها في الملكة !! وهو مادخل عليها !! لسه ماشاف منها شي عشان يطلقهااااا , ياربي استر , يارب تهدي سرهم ..
وقامت وقالت وهي تحط يدها على كتف عبد الكريم : عبد الكريم ولا تجيب سيرة لأخوك , أنا أتفاهم معاه لا جا من سفرته , لا تزعل نفسك ..
أكبرت سحر أمها بداخلها , رغم إنه أمها تاخذ من كلام مرة عمها المسموم و تقابلها أريج ببرود فضيع إلا إنه هذا ما خلاها تفرح بانتهاء هالعلاقة ..
طالع فيها عبد الكريم وهمس وهو يفك أزرار ثوبه : الحمد لله على كل حال , الحمد للـ ..
وشخصت عيونه للأعلى قبل ما ينهار فجأة على الأرض , صرخت سحر بصدمه وهي تشوفه ينهار : أبويــــــــــــــــــه ....
وجري خالد له يحاول يسنده و تحرك سامر وهو يهتف : أبويه , أبويه ..
لكنه طاح على الأرض قبل ما يوصله أحد , طاح شماغه وعقاله من قوة الطيحة , طالعت حنان فيه بذهول , كان متمدد على الأرض بلا حراك , هزه خالد وهو يقول : أبويه , أبويه ..
وانطرحت سحر عند صدره وهي تهزه مع خالد وهي تصرخ : أبويه قووووووووم ..
زحفها خالد بقوة وخشونه وهو يصرخ : وخريييييييييييي ..
و سدح أبوه على ظهره , مسك سامر سحر وشد على ذراعينها يهديها ..
: أبويــــــــــــــــــــــــــه ..
صرخة ماهر شقت المكان وهو يجري من عند الدرج اللي طلعه درجتين درجتين بعد ماوصلته صرخة سحر , انطرح على الأرض وحط يده بسرعه على الجانب الأيسر من عنق أبوه , كان يلهث من الجري لكنه حاول يركز تفكيره مع دقات قلب أبوه , قال يهديهم : النبض كويس ..
و اعتدل في جلسته ونزع جاكته ورماه ورجع فتح فم أبوه وقرب إذنه منه ثواني و رفع راسه وهو يقول بهدوء غريب : التنفس طبيعي كمان ..
وحط يده على جبين أبوه وهو يسأل : نام أمس زين ؟؟
طالعوا كلهم في أمهم اللي كانت تطالع في المنظر بصمت , سحبت سحر جلابيتها وهي تهمس : أمي ..
هزت أمها راسها بلا وهي تقول بصوت مخنوق : نومه متقطع ويسهر كثير و .....
وهتفت لمن شافت عبد الكريم يفتح عيونه ببطء : أبو خالد ..
قال خالد وهو يقوم : تحركوا نوديه المستشفى ..
هز ماهر راسه وقال يمنعهم : ما يحتاج ..
وتحرك وقلب أبوه على جنبه اليمين وحط يده على راسه وهو يهمس : أبويه ..
فتح عبد الكريم عيونه وطالع بحيرة يحاول يستوعب اش اللي صار , رفع ماهر راسه بشويش ودخل رجله المطويه تحت راس أبوه عشان يرتاح وهو يقول : جاتك إغماءه بسيطة ..
حاول عبد الكريم يقوم لكن خالد رجع راسه على فخذ ماهر وهو يقول بخوف : أبويه خليك منسدح ..
قال عبد الكريم بثبات وهو يحاول يقوم : مافيني شي ..
أول ما سمعت حنان صوته صرخت : عبد الكريـــــــــم ..
ورمت نفسها على صدره تصييح من قلبها , تسللت الدموع لعيون سحر اللي غطت وجهها وهي تنشج بصمت , تنهد سامر براحة وهو يرص ذراعينها أكثر , قال خالد بهدوء وهو يمسح ظهر أمه : أمي مافيه إلا العافية إن شاء الله ..
قال ماهر بابتسامة : أمي عادي , إغماءة تعب ..
ومسد جبين أبوه المقطب وهو يقول باعتذار مبطن : شكله أبويه مزعل نفسه هاليومين ..
زفر عبد الكريم وقام رغم محاولات عياله إنه يرتاح , ضم حنان وقال بصوت ثابت : اش فيك تصيحين ؟؟ قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا , حنان , حنان ..
رفعت حنان راسها ولمن شافت وجهه الشاحب زاد صياحها وهي تضمه , زفر عبد الكريم ومسح شعرها بصمت , زاد صياح سحر بعد ماشافت منظرهم , حمحم خالد وهو يقول بمزح عشان يخفف الجو : نحن هنا ..
ضحكت سحر من بين دموعها ومسحتها بقفا يدها وهي تقول : طيب لا تطالع , خليها تفرغ اللي في قلبها ..
قال خالد بتريقه : مناظر مخلللللله بالأداب العامه , يمه عيب عليك تخلين عيالك يشوفون هالمناظر ..
ضحكوا وسكتوا لمن طالع عبد الكريم في خالد بحدة يعني أسكت وهو يقول : حنان الله يهديك لو صار لي شي كذا بتسوين , وأنا اللي أقول إنه عندي حرمه قوية مابأخاف على عيالي لو صار لي شي ولا ..
قالت تقاطعه وهي تبعد عن حضنه : ولا تنطقها , لا كتب ربي أجلك ذاك الساعة بأصبر نفسي لكن لا تنطقها قدامي ..
ورجعت تصيح وهي تقول : قلت لك لا تفكر كثير فوقك رب كبير لكنك ماسمعتني ..
زفر وهو يضمها وهو يستغفر ويحوقل , نزلت سحر بصرها للأرض وهي تدعي ربها إنه أخوانها ما يلاحظون خجلها عشان ماياخذونها مسخرة , ثواني وقال ماهر : خالد لا يفوتك , لا يفوتك شكل سحر ..
رفعت راسها وانصدمت لمن شافته يأشر عليها وخالد وسامر يطالعون فيها وهم ماسكين ضحكهم , قالت بحدة وهي تقوم : مالكم صلااااااح ..
تعثرت بتنورتها وهي قايمه من شدة الخجل فرجعت جلست على الأرض بقوة , انفجروا بالضحك عليها وهي تتأوه وهي تحط يدها على ظهرها وهي تصرخ : أنذااااااااااال ..
قامت حنان وسندت عبد الكريم اللي قام بصعوبة , قال ماهر يوصي أمه والكل قام يبغى يسنده : لازم ياكل له حاجة زينه وينام , أبويه ترى اللي صار لك من الإرهاق , شكلك مجهد نفسك كثير ..
تذكر عبد الكريم لحظتها فقال : رحلتك ..
قال بابتسامة : في ستين داهية , أدق عليهم دحين وأقولهم غياب اضطراري و ..
قاطعه بحزم : دحين تروح ..
قال باستنكار : أبويه غيابي أقل من القليل مافيها شي لو غبت اليوم و جلست معاك ..
هز عبد الكريم راسه وقال بلطف وهو عارف في قرارة نفسه إنه ماهر يبغى يجلس لأنه يحس نفسه السبب في إغماءته : أنا ما فيني شي الحمد لله , روح ياولدي , روح شوف شغلك ومصالحك , ما قصرت جزاك الله خير ..
قال ماهر بحزم : تبغى مصلحتي وراحتي خليني أجلس ..
وتبادلوا نظرة طويلة قبل ما يتحرك عبد الكريم للكنبة ويجلس عليها , زفر ماهر وخرج جواله بسرعة عشان يتصل بالمسؤول , بعد ما تطمنت حنان عليه لفت على سحر وقالت : سحر حبيبتي روحي حطي لأبوك شويه من شوربة الخضار وكاسة مويه وأهم شي علبة العسل ..
هزت سحر راسها وتحركت نازلة للمطبخ , طالع عبد الكريم في السقف المزين برسومات جبسية فخمة تتوسطه نجفه كبيرة من الكريستال , غمض عيونه وتمدد على الكنبه , ولمن حس بيدينها على راسه تكبسه بخفه همس : أم خالد ارتاحي مافيني شي ..
لكنها استمرت تكبس راسه بخفه وهي تقرأ عليه , كان عارف إنه السبب في اللي هو فيه موضوع وسام اللي شغله من عرفه ..

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 01:41 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 


في جدة :
بعد وجبة العشاء في غرفة حمده :

طالعت بتوتر فيهم ونزلت راسها وهي تفرك يدينها اللي تحسها زي مكعبات الثلج وهمست : أستخير أول و .. و .. اللي تشوفونه ..
ابتسمت أمها وسألت : ما بتسألين مين اللي نتكلم عنه ؟؟
طالعت فيهم سفانة لثانية ورجعت خفضت بصرها بصمت خجول , هم قالوا لها إنه طيب و مدحوا في أخلاقه وأهله وقالوا إنه أكبر منها بثلاث سنين وعنده وظيفة وبيت ملك , فركت يدينها أكثر وهي تصرخ بداخلها ~ شي أكيد أبغى أعرف منهو المتقدم ~ لكن صرختها ما تجاوزت شفايفها , حط علي يده على كتفها بحنان وقال : عبد الإله ولد خالك ..
رفعت وجهها لهم بصدمة وهتفت غصب عنها : عبد الإلــــه !!
قطب حسان حواجبه وسأل : وليه مستغربة ؟؟
حست أنفاسها تختفي وهي تقول : بس هو , قصدي , هو , مو , صحبة عهود و ...
ابتسمت نورة وقالت بلطف : لا يا قلبي , هالموضوع طلع مجرد كلام حريم عبد الإله ما له دخل فيه وما تقدموا لهم ولا كلموا البنت أصلا ..
قالت حمده بعفوية : الحمد لله , طلع هالكلام كذب , ماودي ولدنا يطلع عن العايلة , البنت مالها إلا ولد عمها ولا ولد خالها ..
بلعت سفانة ريقها وجالت ببصرها على ملامحهم ورجعت قامت وهي تهمس : عن إذنكم ..
وتحركت بسرعة , أول ما خرجت من غرفة جدتها تفاجأت بأختها والعنود المبتسمات , كانت ملامح السعادة مرتسمة بأجمل معانيها على وجوههم , زمت شفايفها اللي ارتجفت لثانية قبل ما ترمي نفسها على صدر العنود , ضمتها العنود بقوة وهي تهمس بفرح : ودي أصرخ بطول صوتي ..
وضمتها أكثر وهي تقول : يااااااااااااااااااااااااااي , كني أنا اللي انخطبت ..
ضحكت الخنساء وقالت : صدق صدق خبلة ..
تنهدت وقالت : أخيييييييييييييييرا من كم وأنا أستنى هالخطبة , كنت ماسكة لساني خوف ما يصير الموضوع رسمي ..
رفعت سفانة وجهها ومسحت دموعها وهتفت : كنت تدريييييييييييييين ؟؟
ابتسمت وقالت : من زمااااااااااااااااااا ...
وصرخت وهي تشرد لمن شافت الشر مرتسم في عيون سفانة اللي لحقتها وهي تقول : يا نــــــــــذلــــــــــــــه ..


***************************

الساعة 12 مساء :
في فيلا عبد الكريم :

انفتح الباب مختلط مع رنات الجرس وصوت جهوري يقول : السلااااام عليكم ..
شهقت سلافة وقالت : impaaaaaaaaaaassipol ..
وتحركت وطلت من فوق الدرابزين , شافته رافع ثوبه ويطلع الدرج درجتين درجتين , صرخت : عدنااااااان ..
كان مقطب حواجبه وهو يطالع في أرجاء الصالة الواسعة , ورجع لف عليها وابتسم وهو يمد يده و يقول : هلا سلافة , كيفك ..
سلمت عليه وهي تقول : اش جابك ؟؟ اليوم مو ربوع ..
ابتسم وقال بتريقة وهو يلف للدرج : عادي إذا مضايقك أرجع الدمام ..
قالت معترضه بصوتها النحيف وهي تمسك ذراعه : لاااااااااا مو قصدي ..
ابتسم وقال : جيت عشان أبويه , فينه ؟؟
استغربت من سبب جيته وقالت وهي تهز أكتافها : ما أدري فيـ ...
انقطع كلامها بصوت شهقة مختلطة بصوتها المتعجب الخايف يقول : عدنان , اش جابك ؟؟..
ابتسم وهو يلف على أمه اللي طلعت الدرج وقال : اش فيكم متعجبين ؟؟
وسلم عليها , مسكته وطالعت فيه ولفت حولينه تطالع فيه , ضحك وقال : اش فيكم ؟؟ جيت عشان خالد قالي إنه أبويه تعب شويه و ...
شهقت حنان وقالت : خاااااااااااااااااالد ..
وزفرت بقهر وقالت : قلت له لا يقولك لكنه مايسمع ..
صرخت سلافة باستنكار : daaaaaaaady تعب متى ؟؟؟ أنا وين كنــــت ؟؟
سأل عدنان أمه : أبويه فين ؟؟
قالت وهي تقطب حواجبها : ماشفته في المجلس الخارجي !!..
هز راسه بلا وسلافة تطالع فيهم باستنكار وهي تقول : لا تطنشونييييييي , بابي تعب من إيه ؟؟
قالت وهي تقطب حواجبها : غريبة قبل نص ساعة قال عنده موضوع ضروري مع واحد من أصحابه جاي له عشان كذا خرج للمجلس وأرسلت لهم القهوة مع سامر ..
قطب حواجبه وسأل : سامر وينه ؟؟
قالت بابتسامة حنان : في غرفته , صار ينام بدري عشان يصحى بدري , تعرف صار في العيينة ..
هز راسه ونزل الدرج , طالعت فيه سلافة باستنكار ورجعت لفت على أمها وسألت بغيض وصوتها يزداد نحف : ليش مطنشيني ؟؟
تحركت حنان وشالت شنطته وهي تهمس بحب : الله يخليلكم أبوكم ويخليكم له و ...
صرخت سلافة : maaaaaaaaaaaaaaaaaaaaam ..
انتفضت حنان وطاحت منها الشنطة وهي تقول : بسم الله الرحمن الرحيم , إنت هنا ..
قبضت سلافة يدينها بغيض وطلعت صوت مقهور قبل ما تروح لغرفتها وهي تضرب رجولها في الأرض بغيض وهي تقول : دايما كذا , دايما كذا ..
قالت حنان بصوت عالي : سلافه حبيبتي تعالي , ماسمعتك , سلافه ..
: thaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks ما أبغى شي ..
وصكت الباب , هزت حنان أكتافها وشالت شنطة عدنان وتحركت لغرفة سحر , فتحت الباب بعد ما دقته لقيتها نايمة رغم الأنوار المفتوحة ومحمولها قدامها على السرير مفتوح على صفحة منتداها المفضل ونظارتها ضاغطة على خدها , زفرت وسحبت النظارة وبعدت المحمول وحطته على الطاولة جنب النظارة ولحفتها وتحركت طفت الأنوار وقفلت الباب وهي تدعي بداخلها إن الله يصلح أبناءها ويهديهم , نزلت لقيت عدنان جالس في الصالة جنب أبوه وهو حاط يده على ركبته يكبسها بحنان , من يومه وهو أحن وأبر الأبناء عليها وعلى زوجها , دعت له بالتوفيق وهي تسمع عبد الكريم يقول : معناته كنت مطير يا سيد عدنان ..
ابتسم عدنان وقال : مي ذيك السرعة , ما جاوزت الـ 120 ...
قال عبد الكريم : الله أكبر , 120 لو انفقع إطار ولا شي لا قدر الله , تراني أحلفك يا ولدي ما تجاوز الـ 100 في الخط السريع ..
ابتسم وهز راسه وهو يقول : إن شاء الله , المهم بشرني عنك ..
زفر وقال : ارتحت من شي ودخلت في شي ..
وطالع فيه بنظرات حادة وهو يقول : تصدق إنه ماهر طلق أريج ..
فتح عدنان عيونه على اتساعها وهتف : مرة ثااااااااااااانية , لاحول ولا قوة إلا بالله , هو اش عنده هالولد ؟؟ ..
تنهد وقال : ما أدري عنه ..
قطب عدنان حواجبه وقال بطفش : هالمرة ما بأتدخل , خلهم هم يصطفلون , كل ما تضاربوا راح أحد يصالحهم ..
همس عبد الكريم : أمك الثانية ما رجعت , يمكن عشان كذا المشاكل زايدة ..
فتح عيونه على اتساعها وهو يهتف : خالتي عاليه ما رجعت البيـــــت !!
وانتبه لأمه اللي تحركت بخفة رايحة للمطبخ عشان ما تتدخل في مناقشتهم , قال : أمي ..
لفت عليه حنان وهي تقول : هلا ..
طالع فيها طويل قبل ما يهمس : أمي روحي لخالتي و ...
شهقت وقالت بحزم : مستحيـــــــــــــــــل لو أمي الله يرحمها تطلع من قبرها وتقولي روحي لها مارحت ..
قال : بس إنتي عارفه ما لها سِلفة إلا إنتي , عماتي استحالة يروحون لها لأنهم ما يطيقونها و ..
قاطعته : عدناااان , إنت تعرف اللي بيني وبين مرة عمك ..
قال باعتراض : أمي مرت 29 سنة ..
قالت بألم : وهي 29 سنة تذكرني بهالشي ..
قام لمن شاف نظرة الألم في عيونها وهمس : أمي اللي صار كان مو بيدك و ..
أشاحت بوجهها عنه وهمست : أجيب لكم شي تشربونه ..
وتحركت للمطبخ , زفر عدنان ولف على أبوه اللي هز أكتافه بحركة عجز , رجع طالع في المطبخ وتحرك نحوه بحزم ..
: لا أصدق عينااااااااااااااي , عدناااااااااااني هناااااااااا ..
تلاشى عزمه والتفت بابتسامة لسامر اللي فرد ذراعينه عن آخرها , ضمه بترحيب وهو يقول : أمي تقول إنك نايم ..
ضحك وقال : شغلني المنتدى شويه وما نمت , متى جيت ؟؟
أجل موضوع الحديث مع أمه وتحرك راجع للصالة مع سامر وهو يجيب على أسئلته ويسأله عن باقي أخوانه , خالد خرج يتعشى مع هند والبنات وماهر مايدري عنه ..


*************************

الساعة 2 صباحا في جدة :
الدور الثاني في فيلا حمده :

: أكيد موافقة ..
ارتجفت سفانة السارحة وهي تتأمل الظلام لمن خرق صوت العنود المكان وهي تقول هالكلمتين بلهجة ثابته يشوبها تساؤل بسيط , ابتسمت وضمت لحافها وقالت بهدوء : بأستخير وأشوف ..
قامت العنود من سدحتها على ظهرها واتكت بأكواعها على المخدة وطالعت في سفانة وهي تحاول تشوف ملامحها وسط الظلام وقالت : بلا سخافة , أظن ودك تقولين موافقة من عرفتي إنه عبد الإله ..
زفرت سفانة و انقلبت على جنبها اليمين و أعطتها ظهرها بصمت , زحفت العنود من مكانها على الأرض وفتحت الأبجورة وهي تقول : بنت هالزفرة ما تطمن ..
ورجعت لفت على سفانة النايمة على طراحة مجاورة لطراحتها على الأرض و حطت بطنها على خصر سفانة وطالعت في وجهها وهي تقول : سفانة دب ..
ولمن شافتها مغمضة عيونها بقوة قربت وجهها وباستها على خدها وهي تهمس بدلع : سفسفه ..
ولمن شافت دمعتين تتسلل من عيونها شهقت وزحفت من فوقها على الجنب الثاني وهي تقول باستنكار : بنت تصيحين ليه ؟؟
تأوهت سفانة وهي تمسك خصرها اللي حستها انسحق بثقل العنود ومسحت دموعها وهي تقول : عورتيني ..
ولمن جات بتقوم رجعتها العنود لسدحتها وقالت وهي تجلس : تكلمي , ليش هالدموع ؟؟
طالعت فيها سفانة بصمت , تأملت العنود الشال المربوط بإحكام على راسها ورجعت ضمت فخوذها لصدرها وطوقتها بذراعينها وهي تسند دقنها على ركبها وهي تقول بحيرة وهي تخفي خوفها : خايفة لأنه حلمك صار حقيقة وحبيبك خطبك ..
ضحكت سفانة ومسحت دمعة تسللت لعينها وهي تهز راسها بلا , ورجعت ركزت بصرها على العنود , زفرت العنود ومدت يمناها ومسدت بكفها على كتف سفانة المستلقية وهي تهمس : تكلمي , أنا أصريت أنام عندك اليوم لأني عرفت من عيونك إنه عندك كلااااااااام كثيـــــــر ودك تقولينه ..
زفرت سفانة وانقلبت على جنبها اليسار وأعطتها ظهرها للمرة الثانية , تأملتها العنود بصمت وهي تتلمس شعرها المتناثر على أكتافها وحول جسمها وهي تتحمد الله بداخلها , لمن شافت أكتاف سفانة تهتز مدت يدها ومسدت ظهرها وهي تصرخ بداخلها ~ حاسة بك يا سفاااااااااااانة , ما أتخيل نفسي بلا شعر , الحمد لله , والله الواحد مايشكر ربه على نعمته ولا يحس بها إلا لمن يفقدها , والله حااااااااااااااااسة بك يا قلبي , وأعرف إنك تبغيني أقولها بس ما أقدر , والله ما أقدر أفتح معاك هالموضوع , الله يسامحها اللي سببت لك كل هالوجع إن ماكانت دارية وإن كانت دارية يارب تتعذب في دنياها قبل آخرتها ~ قامت سفانة مسحت دموعها ورفعت يدينها وفكت الشال المعقود وسحبته بصمت , تأملتها العنود وهي تصرخ بداخلها ~ أنا فااااااااااااااااااااااهمة مايحتاج تقربين لي ياسفااااانة ~ , رجعت لفت سفانة الشال على راسها وهي تقول بصوت مخنوق : بيتحمل هالشكل لو شافه ؟؟..
قالت العنود بابتسامة : والله حلوة حتى وإنت قرعة ..
طالعت فيها سفانة وهي تزم شفايفها فكملت بحماس : والله صدقيني ما بأكذب عليك وما بأحلف بالله كذب , مو بشع للدرجة اللي إنت مصورتها وخليتها أمر مأساوي , بعدين أكيد مليوووووووووون في المية عبد الإله عارف بالعين اللي صايبتك ..
قالت سفانة : العلم شي والشوف شي ثاني ..
قالت العنود بتريقة : خلاص أطلبي نظرة شرعية وأدخلي عليه شايله العصير وإنت بصلعتك تقان حبحب صيفية طازة ..
هتفت سفانة : عنوووووووووووووووووووووووود ..
ضحكت العنود وقالت : اش أسويلك تقولين العلم شي والشوف شي , إنتي أصلا من تتزوجينه بتحرصين إنك تكونين بالباروكة ووقت النوم بتربطين الشال عادي , شوفيهم البنات على كثر ما عاشروك محد شاف صلعتك المقدسة إلا أنا وأخواتك ..
ضربتها وهي تقول : يا حمارة اش صلعتك المقدسة ..
هزت العنود أكتافها وقالت : والله , إنت من كثر منتي حريصة إنه محد يشوفها أشك إنت إنت نفسك قيد شفتيها , ويعني لو جا يوم وشاف صلعتك , ربي كتب عليك هالشي مو إنتي جبتي مكينة وحلقتي راسك , بلاء ولازم تصبرين عليه ..
فتحت سفانة فمها فقالت العنود تقاطعها بحزم : عارفه إنه الكلام سهل , شي أكيد سهل , أنا دحين قاعدة أتكلم وأنا ماني عارفه بالضبط إش شعورك , حاسه به بسسس , ولو كنت تنتظرين إنه أحد يحس في مصيبتك غيرك إنننننننننسسسسسسي , الدنيا كلٍ شايل همه وبسسسسسسسسسس ..
زفرت سفانة بعد لحظة صمت وقالت : مو بس هالموضوع ..
ربعت العنود وقالت : وهذي جلسة , يلا اتحفيني ..
: عنوووووووود ..
قالت العنود وهي تضحك : قلت لك من ساعة خلينا نتكلم قلتي ننااااااااااااااااام , والله كنت عارفه إنك مابتنامين , يلا هاتي اللي عندك عشان نقوم بعدها نسوي لنا ذاك الأندومي اللذيـــــــذ بالليمون وشوية شطة و فلفل و..
: عنود ..
قطعت العنود وصفها الحالم وقالت : أوكي , معاك يلا قولي اللي عندك ..
فركت سفانة يدينها وبدأت تطقطق أصابيعها وهي تتأتئ وهي تقول : هو , الموضوع , هو ....
قالت العنود تستحثها بلهجة جادة : أنا موافقة على حبيب قلبي عبود قوليها يلا ..
ضحكت سفانة وضربتها وهي تقول : خليني أتكلم , صدق إنك حَشْرة , نشبتي الكلام في حلقي ..
وكملت باستنكار : بعدين مين قلك إنه حبيب قلبي ..
لفت العنود وجهها وقالت : شفت أرنب شارد و الله مو أرنب قطيع أرانب ..
ورجعت طالعت في سفانة وقالت وهي تحرك يدها بطريقة مبهمة : بنمشيلك هالكذبة هالمرة لكن لا عاد تعيدينها ..
قالت سفانة بسرعة : أخاف بعد هذا الفرح اللي جاكم ما تطلع النتيجة توافق , أنا ماكنت متخيلة إنه بيتقدم لي في يوم ولمن كلمني أبويه على العريس اللي تقدم لي كنت مستبعدة تماما عبد الإله , وأول ماعرفت ما حسيت بالفرح زي ما تخيلت , حسيت بخوف , ليش تحقق لي هالشي وتقدم عبد الإله ؟؟ ليش أنا مو الخنساء ولا أسماء ولا سمية ؟؟ ليش ...
قاطعتها العنود وهي تقبض على ذراعها : في شي اسمه قضااااااااااااااء وقدر ..
وطالعت فيها بذهول وهي تكمل : بعدين مستكثرة على نفسك إنه ربي حقق لك شي كنت تبغينه , ما أظن إنه ربي بخل على أحد من عباده , نعمه مالها عد وهذي وحدة من النعم اللي أعطاك إياها ..
ورصت يدها بقوة وهي تأكد لها بحزم : هذا الشيطان يقولك اش معني وليش وغيره عشان يشغلك عن شكر الله , بيشكك في دينك وبيزعزع ثقتك في الله , اشكري الله واستخيريه , إن طلعت النتيجة توافق الحمد لله اللي تمم عليك نعمه وإن ما طلعت توافق برضو الحمد لله ربي يحبك و بيختبرك أو إنه يبغالك الخير والخير يكون ساعتها مع غير عبد الإله ..
وطالعت فيها بحيرة وهي تقول : ما أخبر إنك ضعيفة إيمان كذا ..
زفرت سفانة وقالت : أنا عارفه هذا كله , بس ...
وسكتت لمن زفرت العنود وهي تقول : تصدقين عاد , هذا كله كلام وبربره اللي قاعده أقوله لك , بأصارحك دحين , والله انتظار النتيجة والتفكير بإنها متوافقة ولا لا كان يأرق ليلي , تعذيييييييييييييب , وأنا والله شفقانة عليك من دحين , بس المهم خليك أقوى ..
قالت سفانة بتوتر : أنا جالسة أفكر بجماعتنا لو دريت إنه مافي توافق بيطلعون عني إني مريضة , هم إلى الآن مهم فاهمين حكاية التوافق وغيره ...
قالت العنود باستبعاد : حبيبتي الناس تطورت وصارت تفهم , مهم جُهال عشان يطلعون هالكلام ..
هتفت سفانة : مو حضارتهم قالوا هالكلام قبل شهر عن بنت الـ .......
شهقت العنود وهتفت : كذاااااااااااابة ..
قالت سفانة وهي تحرك يدينها بعصبية : والله , ما سمعتي أم حمد لمن جات ونقلت خبر عدم التوافق اش قالت , تقول أكيد البنت فيها الكبد الوبائي ولا إيزد عشان كذا ما طلعت النتيجة توافق ..
قالت العنود بقهر وهي تضرب فخوذها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآخ ليتها تنطق اسم المرض زين قا إيزد قال , يامن يحط يديني على رقبة أم إيزد الهرمة هذي ...
ورفعت يدينها وقالت : ويعللللللللللللللللللل الإيزد يجي في عدوك يا أم حمد قولي آآآآآآآمين ..
ضحكت سفانة وقالت : أشووووووووه اللي ما دعيتي على الحرمة ..
ضربت العنود صدرها بقهر وقالت : دعيت على نفسي لأني آآآآآآآآنا عدوتها , الله لا يكسب شيطانك يا أم حمد الفتانة ..
وصرخت بغيض : قاااااااااااهرتنيييييييييييييييييييييييييييي , يا أنا ياهي في هالعالم , صدقني لو قابلتها يا قاتل يامقتول ..
قهقهت سفانة وقالت : إحمدي ربك اللي ما طحتي في لسانها والله تكرهين حياتك ..
قالت : الله لااااااايقول أطيح في لسانها لأني ذاك الساع بأطلع وسسسسسخ قلبي فيها ..
: عجوز يالمتخلفة عجوز ’ تحطين نقرك من نقرها ..
قالت العنود بعصبية : هذا القهههههههههر , عجوز رجل في الدنيا ورجل في القبر وتحشششششششش في خلق الله وما سلمت بِسة سابع حارة ورانا من لسانها ..
نسيت سفانة كل خوفها وتوترها وهي تضحك على العنود وهي تحاول تفهمها بشتى الطرق إنها قاعدة تغتابها وإنه أم حمد قاعدة تاخذ من حسناتها وهي نايمه , انفتح الباب وطلت منه الخنساء وهي تقول : يالله سكنهم في مساكنهم , ماكنتم نايمييييييييين ؟؟ متى مداكم تصحون !!..
ولمن شافت سرير سفانة الفاضي ضحكت وقالت وهي تأشر عليهم : صدق بدو , سايبين السرير ونايمين في الأرض ...
قالت العنود وهي تهز أكتافها : مو حضرة أختك ما تحب أحد يشاركها السرير وأصرت تنزل الأرض وهي تحلف علي أنام على السرير يعني يعني مسوية فيها بتكريم ضيفها لكني قعدت على قلبها , وراها وراها ..
ضحكت سفانة وقالت باعتراض : مو كذاااااااا ...
قلدتها العنود بتريقة وقامت وهي تقول : تحركي جعت من كثر الدعاء على أم حمد ..
قالت الخنساء : هو إنت دريتي ..
قاطعتها سفانة : خلااااااااااااااص , صكيها سالفة , العنود لها ساعة تاكل في لحمها الضعيفة ..
شهقت العنود وقالت بتحذير : لا تقولين ضعيفة عشان ما أحط كل حرتي منها فيك ..
ضحكت الخنساء وقالت : خلاص , خلاص , أسبقكم على المطبخ ..
وكملت بحماس : اش رايكم نلعب كُن كان ..
شهقت العنود وقالت : الـــــــلــــــــه , والله فكرة تجنن ..
وسحبت سفانة المتأففة بحماس ..


***********************

يوم الجمعة 19 /10 / 1427 هـ :
في شقة نجلاء بعد صلاة العصر :


صكت نجلاء السماعة وهي تطالع في وسام الجالسة على الأرض وهي ماسكة ورقة وقلم تحسب اللي صرفوه هالشهر و هيام منبطحة على بطنها وهي تطالع في الورقة وتسحب طرفها , زفرت وسام ورفعت القلم وضربته في جبهتها وهي تقول : بسك رجه , خليني أركز ..
زفرت هيام بطفش وقالت وهي تريح راسها على يدينها المعقودة : طفــــش ..
سألتها : قريتي سورة الكهف ؟؟
: إيوه ودحين طفشاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااانه ..
ابتسمت وسام وقالت : قلت لك أدخلي دورة مكياج اشغلي وقتك ما سمعتي ..
رفعت راسها و قالت باعتراض : لوحديييييييييييييييي ..
ورجعت ريحت راسها وقالت : طفش , اش أقعد لوحدييييي ؟؟ بعدين مين بيوديني ويجيبني ..
قالت وسام بصبر لمن غلطت في الحساب بسبب إزعاجها من دون ماترفع راسها عن الورقة : قلت لك أنا أتكفل أوصلك و أرجعك ..
ورفعت راسها لمن زفرت هيام وابتسمت وقالت : كم هيومه عندنا ؟؟ هي وحده ونعزها ونغليها , أشري يا بنت ونسويه لك ..
ضحكت هيام ومدت يدها بتثاقل ولعبت في خصلة وسام المتدلية جانب وجهها وقالت : ما أبغى شي بس خليك دايم كذا , ترا البيت كان بشع وإنت زعلانه ..
حست وسام بغصة ترجع لحلقها وطعنة في قلبها وهي تقول بداخلها ~ لهالدرجة كنت مأزمتهم ؟؟ حتى أمي قالت نفس الكلمة قبل يومين ~ , ابتسمت وقالت بهدوء وهي ترجع للورقة : كنت تعبانة مو زعلانه , لازم تمر على الإنسان لحظات زي كذا مو على طول مبتسم ..
ابتسمت هيام وتمطت بكسل وهي تقول بصوت مخنوق : بس إنت غير , دايم مبتسمة عشان كذا مو لايق عليك الزعل ..
قالت باعتراض : تعب مو زعل , بعدين أنا بشر ..
ضحكت وقالت بتريقة : طيب يا بشر إرجعي لحساباتك ..
اكتفت نجلاء بتأملهم بصمت وهي تحس إنها ودها تنفجر ببكاء عميق , قالت هيام لمن شافت الحساب : وااااااااااااااو , في فلوس , يعني نوصي عشا ..
ضربتها وسام بالقلم وهي تقول : بلا صرف زايد , يا دوب يكفي لآخر الشهر , لسه باقي 6 أيام على استلام الراتب , فلنفرض صار شي طاريء ولا ..
قاطعتها بخبث : والحساب الإحتياطييييييييييييي اللي يفوق الآلاف ..
شهقت وسام وقالت : يمه منك , قولي ماشاء الله لا ينقص , بعدين هذا لوقت الحاجة ..
قالت وهي تأشر على أمها : في كمان حساب أمي التقاعدي ..
ضربت وسام صدرها وقالت وهيام تقهقه : بــــنـــــــت , أوصيلك عشا لا تقعدين تعددين , ترا ما يحسد المال إلا أصحابه يالخبله ..
ولفت على نجلاء وقالت باعتراض : أمي قلت لك لا تعلمينها على حساب التوفير هالبنت ما تتبل في فمها فولة ..
ابتسمت نجلاء بهدوء , طالعت فيها وسام بحيرة وطلت هيام من وراها براسها وهي تقول : مامي أي مطعم نوصي ؟؟ ..
قالت نجلاء : نوصي من أيييييي مطعم تبغونه لو في آخر الرياض , ولو تبغون نروح نتسوق في الفيصلية ونروح للمطاعم أنا جاهزة ..
صرخت هيام بحماس وهي تقوم وبدأت تنطط وهي تصرخ : بنخرج , بنخرج , وااااااااااااااااااااااااااي بنخرج ..
وجريت وهي تقول : عباااااااااااااااااااااتي , عباتي ويــــنــــــــــك ؟؟
ضحكت وسام على خبالها واتكت على الكنبه اللي جالسة عليها نجلاء وهي تقول : خير أم وفاء , اش المناسبة ؟؟
قالت نجلاء بصوت مخنوق : فرحانة اليوم لدرجة ودي أطير , حرام الواحد يفرح ..
ضحكت وسام على تعبيرها وقالت وهي تقوم وتجلس جنبها : لا حرام ولا شي يا عمري بس فرحينا معاك ..
قالت وهي تقوم : نتمشى ولمن نرجع يصير خير ..
: يلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
غرقت وسام في الضحك لمن جاتها هيام وهي لابسه عبايتها وماسكة طرحتها وغطاها في يد وجزمتها في اليد الثانية , قالت نجلاء وهي تضحك : أركدي يا بنت , مطيورة , خلينا نتوضأ , نصلي العصر ونتحرك ..
ضربت الأرض برجلها وهي تقول : طيب بسرعة , تمشون على أقل من مهلكم ..
قالت وسام وهي تصك الدفتر اللي كانت تحسب فيه : إنتي المطيورة ..
وشهقت لمن سحبتها هيام ودفتها للغرفة وهي تقول : وساااااااااام استعجليييييييي ..
: هيام , شويه شويه , الفيصلية مي طايرة ..
تأملتهم نجلاء وهي تقول : الله يسعدكم يا رب ..


**********************


قبل المغرب في جدة :
في شقة جاسم :

قطبت حواجبها وهي تدنق راسها أكثر تحاول تركز على الدعاء , كانت لابسة شرشفها ومتوجهة للقبلة , قطبت حواجبها أكثر وهي تحس بإصبعه ينغز خصرها , جاهدت عشان تبقى ثابته وهي تقطب حواجبها أكثر , ولمن حست بإصباعه يقرب دفته بكوعها , ضحك وقال : يلااااااااا تدعين لأمة محمد كلها إنت ..
ابتسمت شبه ابتسامة وهي تصلي على الرسول وتتحمد لله عشان تختم دعاءها , ولمن انتهت لفت عليه وقالت بحدة : جسوووووووووووووم ..
كان منسدح على الكنبة الطويلة اللي وراها وهو مدلي يده بكسل , ابتسم وقال : لك نصصصصصصص ساعة تدعين , حشا تراويح هي , ما صار دعاء ..
عدلت وضع شرشفها وقالت : أنا ما أدعي لنفسي بس , بعدين أنا ماحسبت أدخل في جو الخشوع جيت تنغزني ..
حرك حواجبه وقال بطريقة مسرحية : أنااااااااااا شيطان الإإإإنــس مواااااهااااهااااا هااااااااااااااااا ..
ضحكت وقالت وهي تقوم : يالله تسكنهم في مساكنهم , قوم إدعي الدعاء مستجاب في هالوقت , قول يارب فكني من حالة الخمول اللي أنا فيها ..
وشالت السجادة وهي تفكر في حالة جاسم في الفترة الأخيرة , صار من العمل للبيت ومن البيت للعمل , زفرت ولفت عليه وقالت مقترحة : اش رأيك تروح بعد المغرب لجده حمده ..
قال وهو يعطيها ظهره : كنت عندها الربوع ..
لفت بوزها ورجعت قالت بلطف : طيب اش رايك تروح تتعشى مع حسان من فترة ماخرجتم ..
قال بصوت متثاقل : أنا كل يوم في وجهه وقاعد معاه , تصدقين , غايضني ترابطه مع عبد الإله , أحس إنه صار منسجم معاه أكثر مني ..
قبضت يدينها وهزت راسها وهي تستغفر بداخلها , لف عليها فغيرت ملامحها على طول وابتسمت له وهي تقول : لا تنسى إنه كان لك فترة مهي بسيطة في الشرقية وماكان عنده إلا عبد الإله ..
طالع فيها بحاجب مرفوع وقال : خير اش عندك ؟؟
أخفت مشاعرها وقالت : لا ولا حاجة حبيبي , أروح أجهز لك قهوة ..
قال بأذية : قوليها قوليها عادي , مليتي من وجهي وتبغين تفتكين مني ..
وقبل ما تتكلم كمل : ماااااااااااااني متحرك من البيت ..
رسمت أجمل ابتسامة تقدر عليها ولفت عليه وهي تقول كاذبة : لاااا مين قاااااااال ؟؟
وجات له وجلست جنبه وهي تقول : لو اش ما صار مستحيل أمل منك حبيبي ..
وسلمت على خده وطبطبت على كتفه وهي تقول بحيوية ونشاط : أروح أجهز القهوة وإنت قوم تروش عشان تنشط نفسك ..
ولمن دخلت المطبخ زفرت وهي تقول بداخلها ~ كمان إحنا احريم مايعجبنا العجب , لا غاب وانشغل زعلنا وقلنا مهمل ولا جلس في البيت تتمنين يخرج شويه عشان تتنفسين شويه وتاخذين راحتك و .... , صح هم ليه ما يصيرون وسط , أفففففففف , المشكلة ما تقدر الوحده تجلس ساكته أو مقطبة لازم على طول مبتسمة ورااااااايقة , ياربيييييييييييييي ~ حطت الكافتيرا على النار وهي تدعي ربها يبعد عنها حالة الطفش اللي هي فيها , طالعت في الصينية اللي سحبتها من الدولاب وهي تفكر بأخوها , ارتسمت ابتسامة على شفايفها وهي تتذكر شكله , الفرحة واللمعة في عيونه , الراحة والاستقرار اللي لمستها فيها ..
: عندي ضاربه البوز وهنا مبتسمة ..
لفت عليه وهي تصرخ بداخلها ~ يااااااااااااااااااااارب , دقيــــــــقة راحة بسسسسسسسسس ~ حافظت على ابتسامتها وهي تقول : متى ضربت البوز يا عمري ؟؟
شافت في عيونه النظرة اللي تكرهها ~ لااااااااااااا , هذا معناته ناوي حرش , يدور على مضاربة , الله يعيني ~ , حط يدينه على خصره وقال بحدة : تراني أعرف الابتسامة اللي من قلبك واللي ترسمينها تمشية حال ..
زادت عرض ابتسامتها وهي تقول : جاسم متضايق من ..
قال بعصبية : لا تبدئين الموال , من أعصب تسألين متضايق من العمل ولا من أي شي ثاني , ليش ما يكون ضيقي منك ؟؟
ذابت ابتسامتها وهي تحط الصينية على الطاولة وهي تقول : إذا مضايقتك في شي قول ..
أشر على الصينية اللي ضربت الطاولة بقوة رغم عنها وقال : لا والله , تضربينها بقوة يعني معصبة , عصبيتك هذه على نفسك مو علي ..
زفرت وقالت بسرعة : آسفة ما قصدت , المرة الجاية بأكون أحرص وأنا أحطها ..
سأل بحدة : اش قصدك ؟؟ تسكيتة يعني ..
كانت تحس بدمها يفور بداخلها لكنها ذكرت نفسها إنه صبر على عصبيتها كثير في الأيام الماضية , قبضت يدها بقوة و فردتها وهي تهمس بهدوء : ما قصدت شي ..
أشر على يدها وسأل : واش هالحركة ؟؟
حست بضغطها يرتفع لكنها كبحته وهي تقول : حركة تريحني ..
ولمن فتح فمه يطلع سبب جديد للمضاربة قالت بصوت عالي : جسوووووم ..
وسحبت نفس عميق وكملت : قبل المغرب الشياطين تشد حيلها عشان تشغل الواحد عن هالوقت ..
ورسمت ابتسامة كرتونية , قال بعصبية : قصدك أنا شيطان ..
قهقهت من أعماق قلبها على فهمه الخاطئ , رماها بنظرة حادة وقال وهو يخرج : أحسن لي أخرج ..
لحقته وهي تحاول تمسك ضحكتها وهي تقول : لا والله ما قصدت , إنت فهمتني خطأ و ..
لمن خرج بعد ما سحب جواله ومفتاحه وصك باب الشقة بقوة , طالعت في باب الشقة للحظات نقزت بعدها وهي تصرخ : الحمــد لله ..
طالعت في الشقة , غمضت عيونها تنصت للصمت , تنهدت وقالت : أخيييييييييرا هدوء ..
راحت طفت عن الكافتيرا وراحت تمددت على الكنبه باسترخاء , لمن أذن المغرب قامت صلت الفرض والسنة ورجعت تمددت على الكنبه تقرأ الأذكار وهي حاطة يمينها على بطنها , وزفرت بعد ما انتهت وقالت : والله الشغل رحمة من رب العالمين , الله يعين اللي زوجها عاطل أو متقاعد ..
ولمن مر بعض الوقت قامت عشان تتصل عليه لأنه لو ما اتصلت عليه بيرجع ويسوي مشكلة جديدة , اتصلت مرة ومرتين وثلاث وهي تدعي بداخلها إنه مايرد , بعد الاتصال الثالث أرسلت رسالة رقيقة كتبتها وراحت لغرفة التلفزيون بعد ما سوت لها كوب نسكافيه , استرخت قدام التلفزيون وهي تقلب في قنوات المجد باستمتاع , كانت عارفه إنه لمن يرجع من خرجته بيسوي واحد من اثنين , إن كان معصب مرة بيسكت ويعلن زعله إلى صباح الغد اللي بيصحى فيه ويتعامل معاها كإنه ماصار شي , وإن كان رايق بيجي ومعاه شوكلاتتها المفضلة أو آيس كريم أو أي شي بسيط يعلن فيه أسفه بدون ما تخرج الكلمة من فمه ويرجع يتعامل معاها كإنه ماصار شي , زفرت وقالت : رجال ...


*********************


بعد العشاء :
في شقة نجلاء :

شهقت وقالت باعتراض : لااااااااا ..
سألت نجلاء بصدمة : ليه لا ؟؟ عبد الكريم بنفسه مكلمني وقال إن الولد يبغى يخطبك وهو عارف كل شي ..
كانت تبغى تقول لأمها إنها قالت لا استنكار مو اعتراض , حاولت تستوعب الكلام اللي تقوله أمها وهي تصرخ بداخلها ~ لااااااااا , مستحيييييييييل , ليش وافق على وحدة زيي ؟؟ ليييييييش ؟؟ ~ قالت نجلاء وهي تحط يدها على كتف وسام : حتى يبغى يجي هو وحنان عشان يتقدمون لك رسمي , لكن بعد ......
ما انتبهت لباقي الكلام وهي تهتف بداخلها ~ بيخطبني رسمي ؟؟ أمه موافقة ؟؟ بأتزوج سامر , لاااا , مستحيل ~ سحبت وسام كتفها من تحت يد نجلاء وقالت وهي تهز راسها بلا : بهالسرعة ؟؟ لااا أمي لاااا , أنا لازم أفكر , لازم أهيئ نفسي ..
وهي تقول هالكلمات أول ما طرأ في بالها كيف كلم عبد الكريم سامر , كيف وصل له الموضوع , واش وجهة نظر سامر , أكيد شك إنها سوت شي ونجلاء وعبد الكريم متسترين عليها , كيف وافق ؟؟ وقفز تفكيرها بلا شعور لأول ليلة لهم , حست برعب خلاها تختنق , شهقت تحاول تضيع هالخنقة لكنها زادت , شهقت نجلاء وهي تقول : بسم الله عليك ..
شهقت وسام مرة ثانية ورفعت يدينها لياقة بلوزتها تحاول تبعدها , فزت نجلاء من جلستها وهي تقول برعب : وسام اش فيييييييييك ؟؟
كانت تصرخ بداخلها ~ هواااااااااا أبغى هوااااااااااااا ~ وفكرة الليلة الأولى تهاجمها بشكل غريب مرعب , حاولت تلقط أي نسمة هوا , هزتها نجلاء وهي تصرخ : وسااااااام ..
فتر جسدها وتراخت يدينها لمن حست بظلام يجتاحها ببطء لولا برودة الموية اللي اندفعت من فم هيام اللي جات على صراخهم , شهقت وسام بقوة وهي مصعوقة من برودة الموية واندفع الهوا لصدرها , شربت هيام من كاسة الموية وبخت وجه وسام مرة ثانية وهي تسأل بخوف : خلااااص ..
شهقت وسام وقالت بصوت مخنوق مرتجف وهي تبعدها عنها : خلاص , خلاص ..
وجلست على الكنبه وهي تحس أطرافها كلها ترتجف , سحبت نجلاء كاسة المويه من هيام وحطت شويه في راحتها اليمين وبدأت تمسح وجه وسام وهي تقول : بسم الله عليك , بسم الله عليك ..
ومسحت نحرها ورجعت مسحت وجهها , كانت وسام تسحب أنفاسها سحب من أنفها وهي تجز على أسنانها عشان ترص فكها المرتجف , قالت هيام اللي سمعت كل شي من المطبخ : منتي وجه نعمة , الناس لا انخطبوا يفرحون , يخجلون , ينفجعون , لكن يختنقون ويموتون هذي أول مرة تصير ..
ابتسمت وسام مجاملة وهي تضم يدينها لصدرها قبل ما ترفع رجولها للكنبه عشان تحس إنها ملمومة شوي , جلست نجلاء جنبها وتأملتها للحظات قبل ما تضمها بصمت , غمضت وسام عيونها بقوة , في كل خطباتها السابقة كانت ما تفكر ولا تمنح نفسها فرصة لتخيل أي شي , ترفض على طول بأي حجة ويعتريها خوف إنهم يشكون من رفضها المستمر , ياما كانت تفكر بينها وبين نفسها بعد ما ترفض إنها تقبل بالمتقدم الجديد وبعد ما تتزوجه ويكتشف تحكي له على الحقيقة لكنها تتراجع من تتخيل نظرته لها سواء كانت حقد أو خيبة أمل , ماتبغى تبدأ حياتها بغش , تتخيل إنه كان يرسم لها صورة جميلة ويعطي المهر ويجهز الشقة وكل شي وأخيرا يصاب بخيبة أمل وهي السبب في هالخيبة اللي ممكن يتجاوزها أو إنها تخرب حياتها إما بطلاق أو عيشة كلها شك واحتقار , ماكانت تبغى توصل لهالأمر , الآن وهي عارفه إنه عارف وموافق قفزت ذاكرتها لليوم اللي كان هاجسها , هو حيكون عارف بكل شي لكن هي كيف حتتقبله و ..........
صوت لهاثه , رائحة تبغه , يدينه السمراء الخشنة بأظافيرها المكسرة من قل التقليم على بشرتها الغضة الصافية , قبلاته وتوابعها و الأبشع من هذا كله ........
فتحت عيونها على اتساعها لمن تذكرت بالصوت والصورة ذيك اللحظة اللي كان عقلها دايم يحجبها عنها ويحاول يضفي عليها ضباب مريح صرخت من أعماقها وهي تتشبث في نجلاء , انتفضت نجلاء من صرختها وضمتها أكثر , تفجرت الدموع من عيون وسام اللي رفعت راسها لنجلاء وهي تشهق وتقول : ما أبغى أتزوج , أمي الله يخليك ما أبغى أتزوج , أنا كنت أطاوعكم عشان ماتزعلون مني , أنا ما أبغى أتزوج , أنا مرتاحة كذا ..
ورجعت دفنت وجهها وهي تصرخ : ما أبغى أتزووووووووج ..
أشرت نجلاء لهيام إنها تروح لكن هيام هزت راسها رافضة وهي تجلس على يسار وسام وتحط يدينها على ظهرها تمسحه بخفة , زادت دموعها وزاد انتحابها لمن حست بلمسات هيام الحنونة , كانت تبكي وهي تحس بعقدة الذنب من الألم اللي سببته لهم كدوامة تكبر وتكبر بداخلها لدرجة كادت تبتلعها لولا إنه صوت خفي بداخلها كان يهمس بضعف من وسط آلامها ~ عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , على قدر الإيمان يكون الابتلاء ~ تعاظم هالصوت بداخلها وبدأ يدوي ~ كل شي يهون إلا المصيبة في الدين يا وسام , دنيا , دنيا ما فيها إلا الشقاء , ولدت عشان تعبدين وتكافحين والراحة لمن تدخل رجلك اليمين الجنة , الدنيا ابتلااااااااء ~ وزادت دموعها وهي تهمس لنفسها : ياربي يكون ابتلاءك هذا اختبااااااااار من محبة مو عذاااااااب , يارب يكون اختبار مو عذاب ..
ماتدري كم مر من الوقت وهي على هالوضعية لكنها توقفت عن الانتحاب واكتفت بشهقات متتالية وهي تحس بصداع يفتك براسها , ماتحركت عن وضعيتها وهي حاسة بالأمان من اختناقها بجلابية أمها واحساسها بدفء جسمها من تحت الجلابية , هالدفء كان يشوبه بروده تلسع قمة أنفها وأسفله لمن تسحب أنفاسها بقوة , كان ودها تدخل بداخل نجلاء وتختفي عن العالم ولمن تذكرت إنه هالبطن مهي البطن اللي حملتها تسع شهور غمضت عيونها وهي تدفن وجهها أكثر وهي تصرخ ~ انتي أمي , انتي امي , انتي أمي ~ ....


****************************

الساعة 10,30 في جدة :
شقة مشاعل :

: أصلا كان المفروض تدخل هاله على الحرمة مو مشاعل ..
زفرت سعاد وقالت لبنتها الكبيرة : مشاعل أكبر منها و كيف ندخل هاله قبلها ..
قالت حنان بطفش : هي جربت نصيبها وخلصنا , لازم ما تحرم هاله من النصيب ..
قالت سعاد باستنكار : أختك لساعها بنت , بعدين هي ما بتقطع نصيب أختها إن شاء الله , اللي كاتبه ربي بيصير ..
لفت بوزها وقالت ببرود : خلينا واقعيين يا أمي , مشاعل مطلقة يعني مفروض ما تحلم بواحد زي اللي تقدم قبل كم يوم , مالها إلا مطلق زيها ولا متزوج ..
وزفرت وقالت : بس من سمعوا إنها تطلقت فص ملح وذاب , طيرت الرجال , كان لقطه , لو شافوا هاله كان إحنا نتكلم في تفاصيل العرس دحين ..
وكملت بحدة : العريس الجاي بتدخل هاله وتنثبر مشاعل في الغرفة , أنا عارفه إنه الأصول إن البنت الكبيرة اللي تدخل لكن هالشي مفروض ما يتطبق على مشاعل اللي رفضت العريس اللي جاها قبل ..
تنهدت سعاد وقالت وهي تضرب يدينها : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ورجعت قالت بضعف : أنا ما أقدر أكلم أختك في هالموضوع , تعرفينها وتعرفين حساسيتها وكيف تتعب بسرعة من كثر ما تكتم في قلبها ..
قالت حنان وهي تقوم : أنا أكلمها في هالموضوع ..
قالت مشاعل وهي تدخل الصالة : ما يحتاج سمعت الكلام كله ..
مصمصت حنان شفايفها وقالت : التجسس يسمعك شي ما تحبه ..
ابتسمت مشاعل بسخرية وقالت : صوتك واصل للجيران وتقولين التجسس ..
وكملت بلا اهتمام : شوفي يا قلبي بتدخلون هاااااااااااله بتدخلون أحلاااااااااااام , لو بتدخلين بناتك الصغار ما يهمني , ناااااااااركم تحرق حطبكم ..
ومدت سبابتها بتحذير وهي تقول : لكن تقولين المفروض والمفروض هذا اللي ما أسمحك , موووووووو بكيفك تقررين مصيري وتفرضين أفكارك علي , من حقي أتزوج اللي أبغااااااااه وإذا مو عاجبك أعلى ما في خيلك اركبيه ..
: مشااااااااااااااااااااااااااااااعل ..
صوت عبد الله الهادر واللي دخل على آخر جملة قالتها رج المكان قبل ما يهتف : يا قليلة الأدبـــــــ , اعتذري من أختك الكبيرة ..
هتفت مشاعل باستنكار : إنت ماسمعت اش قالت و ..
صرخ بحدة : اعتذريييييييييييييييييييييي ..
زمت شفايفها والتزمت الصمت وبداخلها ناااااااااااار تحرك صدرها , قال ببرود : نظراتك هذه يعني ما تبغين تعتذرين ..
وصرخ : إنقلعي غرفتك لا أشوف وجهك ..
تحركت مشاعل راجعة للغرفة وهي تتمتم : دايم كذا , دايم كذا ..
دخلت وصكت باب الغرفة , زفرت هاله اللي تقلب في مجلة أشعار وقالت بدون ما تطالع في أختها : سيبيك منهم , وحده لاهية مع زوجها ومتى ما طفشت جات تصرف وتحرف فينا وواحد مقهور من حرمته يجي يحط حرته فينا ..
ضحكت مشاعل وقالت وهي تنسدح جنبها على السرير : اششششششش لايسمعونك ويغيرون نظرتهم لك , تراهم شايفينك الملاك المسكين اللي ربي خلاها تجي ورى أختها المطلقة اللي ما تبغى أحد يتزوج قبلها ..
حركت يدها بعدم اهتمام وهي تسمع أصواتهم المتعالية في الصالة وقالت : طنشيهم ..
ودفت المجلة لها و أشرت على أبيات شعر عجبتها وقالت : إقري هذي شوفي كيف حلوة ..
اتكت مشاعل على مرفقها و بعد ما قرأتها قالت بتقطيبة : حلوة بس أحس شي في أبياتها ..
قالت هاله اللي تكتب بعض الأشعار زيها : شوفي أحس هالكلمة ثقيلة ومغيرة شوية في الوزن ..
: إي صـــح , لو حط بدالها ...
اندق الباب بسرعة ودخل منه معاذ وهو يقول بعصبية : أحد استخدم الكمبيوتر وأنا ماني فيه وشغل النت كمان , وحده فيكم ؟؟..
هزوا روسهم بلا فخرج وهو ينادي أحلام وصفق الباب بكل قوته , طالعوا في بعض وقاموا من سدحتهم في وقت واحد , قالت مشاعل بتساؤل وهي تتأمل تعابير أختها : دخلتي الكمبيوتر ؟؟..
عضت هاله شفتها فشهت مشاعل وقالت باستنكار : هاااااااااااااااااااله ..
قالت باعتراض : كنت بأشوف المنتدى اللي تتكلم عنه صحبتي والله ما دخلت غيره ..
سكتتها مشاعل لمن سمعت خطوات في الخارج لكن الخطوات استمرت في طريقها , زفرت براحة وهمست : حسسسسسسسسك عييييييييييييييينك يدري معاذ والله يقص أصابيعك قص ..
قالت هاله بخوف : عسى ما تفضحني المخبوووووووولة أحلامو , لسانها مفلوت ..
ضحكت مشاعل وقالت تهديها : صح لسانها مفلوت لكنها مهي خوافه و ممكن تدخل في عين معاذ وتقلب الطاولة عليه وتصير هي المستجـ ..
وصلهم صوت أحلام العالي وهي تقول : حبييييييييييييييييبييييييييييييييي والله لو ما عندك شي ما تصدع لي راسي بهالشكل , قلتلك مية مرة ما دخلته , تعال تعال اش فيه جهازك خايف عليه كل هالخوف و ...
: أحلاااااااااااااااام ..
ضحكوا الثنتين وقالت مشاعل بتشفي : أحححححححححححسن ما ينفع لهم إلا أحلامو ..
زفرت هاله وقالت بغيض : والله شي يقهر , ظلم هو أصغر مننا ويدخل النت على كيفه ومتى ما اشتهى بس لأنه ولد و إحنا لبنات لو طاحت سنوننا وإحنا عندهم من كثر العجز ما بيخلونا براحتنا وبيتحكمون فينا ..
زفرت مشاعل وغمضت عيونها وهي تنسدح وأفكارها تتدافع ~ لو ما تزوجت بأجلس تحت رحمتهم ؟؟ طيب إلى متى ؟؟ الحمد لله , الحمد لله , يااااااااااارب رحمتك وعفوك يارب ~ ....

اقترب منها وحنى وجهه بجانب وجهها و ... شهقت بقوة وهي تقوم نومها , حطت يدها على موضع قلبها وهي تهتف : بسم الله الرحمن الرحيم , أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
سحبت أنفاس مضطربة ورفعت جوالها المجاور لها , لمن شافت الساعة 2 بعد منتصف الليل , زحفت اللحاف ونزلت من سريرها وهي تمتم لنفسها : سهام الليل لا تخطئ يا وسام , سهام الليل لا تخطئ ..
حمدت ربها على هالكابوس اللي صحاها من عز نومها , راحت الحمام وتوضت وخرجت صلت ركعتين استخارة وصلت الشفع والوتر ودعت فيه من قلبها ودموعها على خدها , وبعد ما فرغت من صلاتها جلست سارحة وهي تتذكر الأمس الغريب , كانت تحس باختناق أنفاسها حتى بعد ما انتهت ثورتها و شرحت لها نجلاء كل شي يتعلق بسامر ~ وسام أكيد اللي يصير دحين هو جواب استخارتك السابقة , بس أنا حسبت الموضوع انتهى بعد ما استخرت وصار موضوع فيصل و .... وساااااام ما خاب من استخار , بعدين خلاص أمك قالت إنه عارف بعمرك وبكل شي و فوق هذا شافك ووافق , ليش مترددة ؟؟ خايفة من ذيك الليلة ؟؟ عادي , كل البنات يخافون منها مو بس إنت , صح إنت عشتي تفاصيل مرعبة بسسسس , ياربي ارحمني , والله ماني عارفه اش فيني , أوافق ولا لا ؟؟ بسسسسس , مو معقولة بأرفض بعد ما حاولت أمي و خالي عبد الكريم جهدهم عشان يساعدوني , واش بيقول سامر لو رفضته , وحده زيي ممكن ترفض .... وسااااااااام لازم ماتفكرين في الموضوع كإجبار أو كشفقة عشان تقدرين تعيشين حياتك بشكل طبيعي , لازم تدخلين وإنت واثقة و .... أفففففففففف كيف بأكون واثقة و ......... وساااااام رجعنا , إنت مو سبب اللي صار , اللي صار كان مقدر ومكتوب وشي مو بيدك إنك تغيرينه فلاااااازم تعيشين به , لا تخلينه يأثر عليك , ترا الرجال ما يحبون الحرمة المهزوزة , .... لايكووووووون مستحية !! أستحي من إيه أنا ووجهي , مني صغيرة ولا عذ..... ~ غمضت عيونها وهمست بداخلها تأكد لنفسها ~ أنا عذراء في مشاعري , وسام إنت تجاوزتي مشوار طويــــــل بفضل الله وحده , غيرك انحرفوا مستغلين هالوضع وغيرك ضعيوا غيرهم من البنات , لكن إنتي الحمد لله صنتي نفسك وشقيتي طريقك بفضل الله بإرادة قوية وإيمان أقوى بإذن الله ~ فتحت عيونها وطالعت في نقوش سجادتها اللي أهدتها لها نجلاء في إحدى الرمضانات السابقة وقارنتها بنقوش الشرشف المماثلة لها , تلمست نعومة سجادتها وهي تصرخ بداخلها ~ لو كنتي مع أمك ومارمتك بكل برودة قلب ما كان صار لك شي من هذا كله لكن .... كنت بتكونين لحظتها زي جنى , فارغة عاطفيا تدورين الحب والحنان عند أي إنسان حتى لو كان من بنات جنسك , بعيدة عن ربك , عبايتك ضيقة مطرزة ورائحة العطر تفوح منك في كل مكان , كنت بتكونين زيها ~ حمدت ربها بداخلها كثير وهي تتذكر إلتزام نجلاء اللي زرعته بداخلها من نعومة أظافرها , الفروض اللي صلتها من كانت في صفها الثاني من المرحلة الإبتدائية , السنن اللي حافظت عليها و صلاة التراويح والتهجد اللي داومت عليها من المتوسط , إلين وصلت الثانوي وهي مشبعة بالإيمان اللي زرعته بداخلها شيئا فشيء وهي تجاهد في زوجها اللي أقل ما يقال عنه فاسق ماجن , زجاجات الخمر والدش والسهرات اللي تستمر إلى تباشير الصباح كل هذا كانت تصبر عليه على أمل إنها تهديه في يوم لكن هيهات , كان وكأن على قلبه الران اللي قرأته في القرآن , ما انتبهت من سرحانها إلا لمن سمعت صوت آذان الفجر حست نفسها لحظتها كأنها خرجت من بئر عميقة مظلمة , سحبت نفس عميق وخرجته وهي تبتسم , خرجت من غرفتها متجهة لغرفة نجلاء لكنها توقفت عن مشيها لمن شافت هيام جالسة على الكرسي قدام الكمبيوتر وعيونها متشبثة في الشاشة , زفرت وقالت : أصبحنااااااااا وأصبح الملك للــــــه ..
شهقت هيام ولفت عليها وهي تقول : بسم الله فجعتينـــي يالخايسة يالـ ### ..
فتحت وسام عيونها على اتساعها وهي تردد : يالخايسة يالـ ### ..
وشهقت وقالت : بنـــــــت من فين جايبة هالكلمة ..
وتوجهت لها بغضب , شهقت هيام وصرخت وهي تشرد عنها : واااااااااي ما قصدي , والله ما قصدييييييييييييي , وسااااااااااام ما أحب أحد يجري ورايااااااااااااا ..
نزعت وسام شرشف الصلاة اللي كان يعيقها ورمته على الكنبة اللي تتوسطهم واللي كانوا يدورون حولينها وقالت بعصبية : والله بتنضربين أنا حلفت ..
ولمن تحركت لليمين صرخت هيام وهي تشرد عنها : واااااااااااااااااا , توبــــــــــــــــه , أنا الخاااااااايسة , والله ما عاد أقول هالكلمة ..
قالت وسام بحدة وهي توقف مكانها وهي تلهث : رخــــي صوتك لا تصحى أمي ووقفي مكانك ترا مافيني أطاردك ..
قالت وهي تحط يدينها على خصرها : يا سلااااااااااااام , عشان تضربيني , حكم قراقوووووش هو ..
وصرخت وهي تلف بسرعة لمن حاولت وسام تلحقها , صرخت وسام بغيض وهي تقول : بتنضربيــــــــــن ..
فتحت نجلاء باب غرفتها وشهقت لمن شافتهم يجرون وسط الصالة حولين الكنب وهم يصارخون , قالت : وسااااااام , هيااااااااام , اش هالحركات؟؟ وحده 33 ووحده 27 الله يفشلكم فضحتونا مع الجيران ..
صرخت هيام وهي توقف ورا الكنبه : ماااااااااااماااااااااا شوفيها بتضربني ليش قلت عليها خايسة ..
رفعت وسام ثوبها وقالت : هي بس هالكلمة ..
صرخت هيام بفزع لمن نطت وسام للكنبه ونقزت من فوقها عشان تمسكها , صرخت نجلاء وهي تغمض عيونها لمن انقلبت الكنبه وأصدرت ضجيج مختلط بصرخة البنتين وفتحت عيونها بسرعة وصرخت : وساااااااام ..
وجريت تبعد الكنبه اللي فوقها , قالت هيام بغيض : عرفنا الحب لمييييييييين ..
ودفت وسام اللي فوقها وهي تقول : قومي عني يالدبــــــــه يالبرميــــــــــــل ..
ما قامت عنها وسام وضربتها على جانب ذراعها وهي تقول : أحســـــــن عشان ما عاد تتعلمين كلمات وسخة وتجين ترمينها بلا حساب ..
قالت نجلاء بعصبية : وسامو اش هالحركات ؟؟ تبغين رجلك تنكسر زي ذيك المرة ..
مسدت شعرها وقامت وهي تقول بهمس ممازح : آسفة , تعرفيني تجيني حالات خبال مفاجئ ..
ومدت يدها تساعد هيام اللي ضحكت من قلبها وهي تقول : والله شكلك كان تحححححححفة و إنت ناطة زي طرزان , تصدقين وإنتي ناطة سمعت خلفية فيها صوته ..
وقلدت صرخة طرزان , لمن شاركتها وسام الضحك زفرت نجلاء وهزت راسها وهي تقول : الله يبسطكم دوم يارب ..
وتأملت وسام بسعادة , كانت تحس بانشراح عجيب لمن تشوفها سعيدة ومبتسمة وخالية من الهموم , لفت وسام عليها ولمن شافت نظرتها حست بخجل غريب فدنقت راسها بسرعة , استغربوا حركتها , قالت هيام بتريقة : خييييييييييييييييير اللهم اجعله خير , اش صار في الدنيا عشان تستحي ست وسا ....
وسكتت وهتفت : وااااااااااااا لا تقولين إنك بتوافقين على سامر ..
حست وسام بإحراجها يزيد وهي تقول بتلعثم : هاااا , لا , قصدي ,هااااااا .....
ووقفت عن فرك يدينها وأشرت على غرفتهم وهي تقول : بأروح أصلي الفجر و أتجهز عشان المدرسة ..
وقرنت كلامها بتحركها نحو شرشفها الطايح على الأرض , طالعت فيها نجلاء بذهول وهي تحاول تستوعب إنه هالخجل والهدوء وعدم الثوران معناته إنها ... , وقبل ما تتحرك لها تحركت هيام وتشبثت في ذراعها وهي تصرخ : واااااااااااااا بيصير عندنا جواااااااااااااااز , أخيرا , أخيرا ..
لفت عليها وهتفت باستنكار : هيام ..
فردت هيام يدها قدام وجه وسام وهي تقول بطريقة مسرحية وبلغة فصحى : لاتقولي شيئا يا أختي العزيزة , فالتهرب و الخجل علامة الرضى ..
حطت وسام يدها على خصرها وقالت : لا والله , أعرفهم يقولون السكوت علامة الرضى ..
قطبت هيام حواجبها وقالت بجدية وهي تحط يدها تحت دقنها : والله , ما أفتكر إنه كان السكوت هو علامة الرضى ..
ضحكوا عليها لكنها قاطعتهم وهي تطالع في وسام وهي تسأل بشكل مباشر : المهم إنتي موافقة على سامر ؟؟
سكتت وسام وماعرفت اش ترد , كانت تحس بخجل غريب وهي تفكر بانفجارها الغريب أمس وبمشاعرها المتناقضة المترددة اليوم , حست نفسها مهي متزنة وانفعلاتها مبالغ فيها و , قطع لأفكارها صرخة هيام وهي تقول : سااااااااااااااكته , أمييييييييي وسام ساكتــــــــــــه ..
وقامت تنطط بفرح , ضحكت وسام وقالت نجلاء وهي تأشر عليها وعلى الأرض : هي يالخبلة , أهجدي الله يفضح إبليسك أزعجتي الجيران وقومتيهم من نومهم ..
قالت بفرحة غامرة : بأكون أخت العروسة ..
قالت وسام وهي خايفة من اندفاعها : لسه ما سوينا التحاليل ..
التفتوا لها في نفس اللحظة وانتبهت وسام لحظتها إنها صرحت بموافقتها علانية , ضمت شرشفها وقالت بسرعة وهي تسمع صوت الإقامة : تأخرت عن الصلاة , ورايا سشوار و مكياج و لبس و ......
وشردت قبل ما تعلق وحده فيهم عليها لمن شافت نظراتهم , دخلت الغرفة وصكت الباب وسحبت نفس طويل وخرجته بصوت عالي وهي تقول بداخلها ~ استخرت الحمد لله و الله يقدم اللي فيه الخير ~ ...


*************************

يوم الأحد 21 / 10 / 1427 هـ ..
بعد صلاة العصر في الرياض :
فيلا سلطان :

: هي إركد , وراك تدور زي المخبول , تقان واحد مقروص ..
دنق سامر راسه وسط ضحك عماته وجدته سلمى تقول باعتراض : سلطان , وراك على الولد , فرحان بيخطب , والله لو إنه إنت مكانه كان ترقص ببشتك فوق برج التلفزيون ..
قال وهو يعدل بشته : أنا لو مكانه كان أرقص عند قصر الملك مو عند برج التلفازيون بس ..
طالعت فيه سلمى بطفش ولفت على سامر وقالت بابتسامة حنونة : وليدي لا أوصيك , إقرأ على نفسك ..
قال سلطان وهو يلف فمها يقلدها بتريقة : إقرأ على نفسك ..
وكمل بأذية : يعني يعني حاطة نفسها فاهمة وغيره , اسكتي بس اسكتي ..
قالت أم أيمن باعتراض : أبويـــــــــه ..
قال بعصبية وهو يلف عليها ويأشر بعصايته : اسكتي إنت كمان , أصلا إنت دايم في صف أمك , إنت دلعوتها ..
أشر لها عبد الكريم تسكت ودقتها نجلاء وهي تهمس : اششششش , حسناء ماتعرفين أبويه إنتي , أمي اللي هي أمي ساكته , اشششش ترا مافينا لمضاربة جديدة , خليهم يروحون يخطبون بنتي ..
زفرت أم عادل وقالت : تتوقعين خوالها وأمها يقولون شي ولا يعترضون ..
لفت نجلاء بوزها وقالت بحدة وهي تأشر بيدها : والله لو فتحوا فمهم بحرف لأشق حلقهم شق , نقص علي , بنتي مربيتها وهم ولا سألوا فيها و يوقفون في وجه زواجها ..
قال عبد العزيز برعب مصطنع : أول مرة أشوف هالجانب منك يا نجلاء ..
قالت أم عادل بلا تفكير : وين كان كل هالعصبية والتهديد أيام فهد ..
ولمن تغير وجه نجلاء قالت باعتذار : تراني ما قصدت شي و ..
هزت نجلاء راسها متفهمة وقالت : لا عادي ..
وكملت بعد تنهيدة طويلة : أنا ما أفكر إلا في وسام دحين ..
وطالعت في أخوانها وأبوها اللي مستعدين عشان يروحون لبيت أخوال وسام , هي لو عليها ماكانت تبغى تدق لهم باب لكن أبوها وأخوانها أصروا إنهم مايمشون إلا بالأصول , ومادام فهد وصيها مختفي فلازم يخطبونها من أخوالها وأمها , رافقتهم إلى الباب وهي تفرك يدينها بتوتر وتطقطق أصابيعها , ابتسمت لسامر اللي يعدل غترته وعقاله بتوتر , حطت يدها على كتفه وشدت عليها وهي تبتسم بصمت , ابتسم وقال : الله يسهل , أحس نفسي غلط و أنا ماشي من دون ماهر ..
قالت بهدوء وعقلها مشغول : الله يخليكم لبعض ..
دنق وقال بمرح عشان يخفف توترها : تبغيني أصفع واحد فيهم قبل ما أجي , أذبح , أخنق ..
ضحكت من قلبها وقالت وهي تدقه : خليك مؤدب عندهم ولا تفتح فمك , إذا عقدت على وسام وتم كل شي صفعهم واذبحهم وسوي اللي تبغاه , دحين حاولوا تسايرونهم ..
ابتسم وقال : عمه ليش مهولة الموضوع يمكن يوافقون بلا شوشرة وغيره ..
لمعت عيونها بنظرة ألم وهي تقول : بلاك ما تعرفهم , روح توكل يا ولدي الله يفتح لك ..
سلم عليها وخرج وهو يلوح لعماته الواقفات وراها بابتسامة , وهو خارج شاف سطام واقف عند نهاية السلم الخارجي , ابتسم ورفع يده بالتحية بدون مايتكلم وذابت ابتسامته لمن شاف نظرات سطام الحادة له , نزل درجتين وهو يطالع فيه بحيرة و يحرك يدينه بيسأل اش فيه لكن سطام ماخلاه يكمل سؤاله وطلع الدرجتين الباقية ووقف على الدرجة اللي تحت درجة سامر , حرك يدينه بسرعة وهو يصدر أصوات حادة , استغرب سامر هجومه وقال وهو عارف إنه لايمكن يجاريه في حركات اليدين : بالله كيف بأخطبها وأنا ما أبغاها ؟؟ ..
حرك سطام يدينه وضربها في بعض بعنف والأصوات الصادرة منه تحتد أكثر , ابتسم وقال : والله عارف إنها أكبر مني وعارف سالفة فيصل وكل هالأشياء , ياخي اش فيك ؟؟
زفر سطام ومسح وجهه ورجع حرك يده بحركات خفيفة وأشر على صدره , قطب سامر حواجبه وقال بصدمة : تحبها ؟؟
هز سطام راسه بإيوه ورجع هزه بلا وهو يعيد نفس الحركات , مسد سامر جبينه وقال : ماني فاهمك , عيد بس بشويش ..
طلع سطام صوت معصب وهو يعيد الحركات بغيض ..
: يقولك هو يحبها من طفولته لكنها رفضته واختارتك عشان كذا يبغاك توعده إنك تحبها من كل قلبك , إذا وعدته حيرتاح باله وقلبه عليها ..
لف سامر على صقر المتكي على الباب الخارجي بذهول ورجع طالع في سطام للحظات , لمن شاف العزيمة في عيونه زفر وقال : إن شاء الله ..
وكمل بعصبية : و ترى هالكلمات الجريئة ماعاد أبغاك تعيدها قدامي لو ربي كتب لنا نصيب , ياحلاته يجيني ولد عمي ويقولي أحب مرتك من الطفولة ..
ضحك صقر لمن ابتسم سطام براحة من سمع كلمة إن شاء الله وطنش بقية الكلام وهو يتحرك لداخل الفيلا , راقبه سامر بحواجب مقطبه , نزل صقر وقال : خليك منه و لا تشيل همه , تعرفهم البكم ما يفهمون قوة الكلمات اللي تنقال , طول عمره ياخذ على راسه بسبة كلامه ومايتوب ..
وحط يده على كتف سامر ورافقه للخارج وهو يقول : كلها كم شهر ويتزوج وتفتك من إزعاجه ..
هتف سامر : ليه هو بيزعجني مرة ثانية ..
هز صقر كتفه وقال : الله أعلم , ترى سطام عليه طلعات , يعني ممكن يجيك كل يوم ويطلب منك تجدد الوعد له ..
ولمن شاف الصدمة في عيون سامر قهقه وقال : اش فيييييك ؟ طنشه وبس ..
قال بضيق : ما أدري ليه أحس بشي جوتي , يعني أخوك فرد عضلاته قدام وسام ولوى مفصله ذاك اليوم من كثر ما يضرب فيصل وما اهتم بالوجع , ما أتخيل إنه ..
طالع فيه صقر وسأل بسخرية يقاطع شرحه : تغاااااااااااااااااااار ؟؟..
وقبل ما يرد سامر ضحك وقال : يمه منك تغار وإنت ما خطبتها لسه أجل لو صار كل شي رسمي اش بتسوي ..
ضحك سامر وهو يحاول يخفي الغيرة المفاجأة اللي اجتاحته من بعد ما اعترف له سطام إنه يحبها وقال : لا مو حكاية غيرة , بس ..
: سااااااااااااااامر , سواقين أبوك يالوسخ ..
أول ما وصله صوت جده المعصب واللي مخرج عصايته من الجيب ويولح لها وهو يكمل : لنا ساااااااااااعة نستناك ..
حس بامتنان لهالمقاطعة , ودع صقر وراح للسيارة بسرعة , وبعد ما قف أبوه المقعد وجلس عليها مع عبد العزيز وحمدان وحرك أخو خالد السيارة , لف وجهه وطالع في الطريق وهو يسرح بأفكاره ~ لو إنه كل شي طبيعي كان ممكن إنه وسام تقبل بسطام ؟؟ طبعا لي لا , خاصة وهو أكبر مني و ... , سامر بس هي خلاص رفضته , بس رفضته عشان سبب إنت عارفه مو عشان شي فيه , يكون وافقت علي لأني الوحيد اللي عارف بالموضوع و , سااااااااامر اش هالكلام ؟؟ إنت فكرت بهذا كله من قبل وقلبته من جميع النواحي , تذكر اللي قاله لك الطبيب النفسي , أهم شي تدخل لهالعلاقة وإنت واثق من نفسك تمام الثقة , واثق من رأيك , واثق من اختيارك لهالطريق لأني الرجل و بأكون المسؤول عن القيادة في هالعلاقة , لازم أرمي كل الماضي ورايا وأبدأ حياة جديدة تماما من أول يوم وهي كمان لازم تتناسى الماضي عشان تنجح العلاقة ~ ابتسم براحة وهو يشكر ربه اللي خلاه يصارح دكتوره النفسي اللي في مجمع الأمل واللي أشرف عليه لسنتين بكل الحقائق وباح له بكل أفكاره وهواجسه , كلام الطبيب ونصائحه وكشفه لحقائق خجل سامر إنه يسأله عنها كانت مفيدة بشكل كبير وهي اللي خلته بعد توفيق الله إنه يحزم أمره ويقرر إنه يخطب وسام ..


*************************

في بيت سعيد جد وسام :

شمل سلطان واللي معاه بنظرة سريعة وقال : يا هلا فيكم والله ..
ابتسم عبد الكريم وقال للمرة الرابعة : المهلي ما يولي ..
ولف على أبوه وأعطاه نظرة سريعة , كان مرجع ظهره لظهر الكنبه ومروق على فنجان القهوة , حمحم سلطان واعتدل وهو يسند عصاه جنبه وقال مخاطب أكبر خوال وسام : والله يا أبو سعيد إحنا جاينكم طالبين القرب منكم ..
ابتسم أبو سعيد وقال : هذي الساعة المباركة ..
رد له سلطان الابتسامة وقال : إحنا طالبين بنتكم اللي نسيتوها وما طالعتم في وجهها من كانت ..
كح عبد العزيز بصوت عالي مفتعل ولف عليه خالد بسرعة وهو يقول لاتمام المسرحية : سلمت ..
همس حمدان الجالس عن يمين أبوه : يبه خلي الموضوع ودي , جاي تحارب ..
لف سلطان بوزه لثواني ورجع رسم ابتسامة مداهنة وهو يقول : جايين نطلب بنت أختك وسام لولد ولدي سامر ..
زفر عبد الكريم براحة إنهم ماسمعوا باقي تعليق أبوه , قطب أبو سعيد وقال باستنكار : وساااااااام !! وسام مين ؟؟
دقه أخوه أبو عثمان اللي يصغره والجالس عن يمينه وهو يبتسم بتوتر وهو يقول : قصدكم بنت نورة الكبيرة ..
قطب أبو سعيد حواجبه ولمن تذكر قال بذات الاستنكار وبنبرة تقليل قيمة وهو يحرك يده : بنت خالد اللي ..
قال سلطان يقاطعه وهو يأشر بعصاه : إيييييي هي بنت الشهيد , اليتيمة المنسية ..
تحرك عبد الكريم الجالس عن يساره وحط فنجانه على الطاولة ورمى لأبوه نظرة رجاء , رفع أبو سعيد حواجبه ماكان عاجبه الموضوع المفاجئ خاصة وهو كان متوقع من اتصل عليه عبد الكريم إنهم جايين يخطبون وحده من بناته أو بنات أخوانه , زم شفايفه وسأل ببرود : ووين ولد أخوك فهد عنها ؟؟ مو عمها ووصيها !! و ...
دقه أبو عثمان بخفه لكنه تجاهله و ضرب جبينه وقال بنظرات وقحة : أوووو صح , شرد من البيت قبل سنين ..
ابتسم سلطان على هالكلمة المقصود بها التنغيز خاصة إنه موضوع الطلاق الغيابي لبكره وأكبر بناته نجلاء صار موضوع الكل في الفترة الأخيرة وقال لمن شاف نظرات الاستنفار الحاد على وجوه أولاده وخالد وسامر : إييييي قبل خمس سنين وأفتكر جيت لك وقتها وقلت له إنه وسام صارت بلا وصي وإنه فهد مختفي ..
وكمل وهو يضرب بعصاه الأرض ضربات متتالية : وإن ما كنت ناسي أو صابني الخرف قلت لي إنه نورة متزوجة وعندها ثلاث أولاد وثلاث بنات وماودك تزيد عليها مشاكلها خاصة إنه زوجها متزوج عليها ويمكن يطلقها و ...
طالع فيه بنظرة حادة وهو مستمر في ضرب الأرض الرخامية بطرف عصاه وهو يكمل : قلت كلام كثير عن إنك ما تقدر ترعاها وقامت بنتي نجلاء جزاها الله خير ودقت الصدر زي ما دقته قبل 28 سنة ..
وأنهى حديثه بضربه حاده على الأرض , ساد صمت مهيب على المكان قبل ما يقطعه سلطان وهو يقول بحزم : اللي بيته من زجاج ما يقذع الناس بحجر يا أبو سعيد ..
همس أبو عماد باستنكار : أبو سعيد , بترادد سلطان بن حمدان , احشم سنه تراه أكبر من أبوك ..
رسم سلطان ابتسامة لطيفة وقال يخفف الجو المكهرب : خلنا ننسى كل اللي انقال , ونبدأ من جديد إحنا جايين نخطب وودنا نجمع راسين بالحلال , وحسب الأصوووول البنت ما لها إلا انتم فجايين نطلب بنتنااااا لولدنا ..
خوال وسام الأربعة التزموا الصمت لفترة , مهم عارفين ايش يجاوبون , هم ما يعرفون وسام لا عمرها و لا شكلها ولا حتى شي ممكن يخليهم يختارون قرار , رمى أبو سعيد كبيرهم واللي في نفس عمر حمدان بكر سلطان من مرته الأولى سامر بنظرة غريبة وهو يقول ببرود : مو هذا المتقدم هو ولدكم المدمن ؟؟ مو صعب إن الواحد يزوج واحد مدمن خوف إنه ..
امتعق وجه سامر اللي فتح عيونه على اتساعها من كلمته المباشرة و قام سلطان وقاطعه بحدة وهو يقول بعصبية : نعنبووووك على أبوك , احترم شيباتك وشيبات اللي قدامك , هذي طريقة تخاطب فيها واحد متقدم لكم ..
قام حمدان وقال بهدوء : يبه استهدي بالله ..
عبد الكريم رغم الفوران في دمه من طريقة أبو سعيد إلا إنه تمالك نفسه ومسك أبوه يحاول يجلسه لمن هبوا أخوال وسام وهو يهمس : أبويه هالمسائل ما تنحل بهالطريقة , من حقهم يسألون عن خطيب بنت أختهم و ...
قاطعه سلطان بعصبية : لاااااااااااااااااااا , من حقهم يسألون لكن بهالطريقة الهمجية لااااااااا , بعدين إحنا مكلمينهم من ربوع , ما أمداهم يسألون عنه ولا هو غريييييييب ما يعرفون فين يسألون عنه , أنا جاااااااااي عشان الأصول بسسسسسسس ولا وسام بنت بنتي آآآآآآآنا , جاااااي عشان يعرفون مسودين الوجه إننا أحشم منهم , والله لو أبوهم حي مارضى باللي سووه في وسام الضعيفة واللي يسوونه دحين , أصلا الحق مو عليكم الحق علي آآآآنا اللي متعني وجاي لحد باب بيتكم عشان أطلب منكم وإنتم منتم حقين حشيمة , خسارة تربية سعيد فيكم ..
قام عبد العزيز وخالد , لمن شافهم سامر قاموا تمالك صدمته من اللي صار واللي قاعد يصير وقام معاهم , قال أبو عثمان برعب لمن شافهم قايمين : أبو حمدان اللي يهديك علامك معصب , إجلس واستهدي بالله و إن شاء اللها ما يصير إلا اللي يرضيكم ...
قال سلطان بعصبية : ماااااااالي قعدة إذا رباح بن عطية الله مو موجود , أنا ماينهان واحد من عيالي قدامي وأجلس ساكت ...
من انذكر اسم أمير القبيلة ساد الوجوم والترقب الوجيه , دنق أبو سعيد راسه وتحرك أبو عثمان بسرعة وسلم على راس حمدان وقال : وهذي حبة على الراس , آسفين يا عم حقك علينا ..
لف سلطان وجهه وهو يتكي بيدينه على عصاه وهو يقول من بين أسنانه : ما تكفي حبة الراس , الموية لا طاحت في التراب ما ترجع يا أبو عثمان ..
تقدم أبو سعيد وسلم على راس سلطان بالرغم عنه بعد نظرات أخوانه وهو يقول : لك اللي يرضيك ..
ولمن ما فتح سلطان فمه بحرف قال أبو عثمان : سمي اللي تبيه يا أبو حمدان وإحنا نقول جاك ..
لمن لف سلطان وجهه ووقع بصره على سامر زفر وقال وهو مستمر في وقوفه : البنت إحنا جاسين نبضها من أممممممها ..
ضغط على كلمة أمها وهو يكمل ببرود : اللي هي بنتي و نقدر نقول إنها مبدئيا موافقة , المطلوب إننا نروح نسوي الخرابيط هذي اللي يقولون عليها ..
قال عبد الكريم : تحاليل ما قبل الزواج ..
قال سلطان وهو يهز يده : هي هذي , يسوونها وإن طلعت متوافقة نجي نتفاهم بالتفاصيل لكن إعرف إننا بنعرس الولد مع توأمه ..
انصعق الكل من قراره المفاجئ وحس سامر بجفاف في حلقه لكنه ما تجرأ يفتح فمه بحرف و جده في هالحالة العصبية , ابتسم أبو عثمان وهو يقول : تم ..
وأشر على الكنب وقال : تفضل كمل قهوتك يا عم ..
زفر سلطان وقال وهو يعدل بشته : ما عليك زود , قهوتكم مشروبة ..
وتحرك خارج , وخرجوا وراه أولاده وخالد اللي طالع في سامر بضحكة مكتومه وهو يهمس : سامر عيونك بتخرج ..
خرج سامر من ذهوله ولف على خالد وهمس : ما أقدر أتزوج في هالمدة , مستحيل , شهرين بسسسسس , كيف أجهز نفسي والبنت كيف تجهز نفسها و ...
سكت لمن تذكر كلام الطبيب النفسي وإنه البنت تحتاج لتهيئة نفسية قبل ما تُقبل على الزواج , زفر وهو مو عارف كيف بيخرج من هالورطة ولمن تذكر ماهر اللي زعل ليش مهو أول شخص يعرف بنيته لخطبة وسام وليش قرر يتزوج لمن هو قرر يطلق وبالرغم من كل محاولاته مارضي , وقال إنه الطريقة الوحيدة لإرضاءه إنه يكون زواجهم في يوم واحد لكن سامر رفض ورفض يقول أسبابه , همس بداخله بغيض ~ دعوايك يا النذل ~ , وطول الوقت في سيارة عبد العزيز الجيب اللي يسوقها خالد وسلطان يسب ويلعن والكل ملتزم الصمت ..
عبد الكريم اللي يحب يلقى للي حوله مليون عذر لو اضطر همس بعد صمت طويل ما يخترقه إلا صوت أبوه : يبه , هم ما قصدوا إهانة , قصدوا يسألون عن الولد , أي رجال بيسأل عن المتقدم لـ ..
لف سلطان الجالس في المقدمة وقال وهو يأشر بيده : ثلاااااااااااااااااااااااث عقود وشوي ما سألوا عنها ودحييييييييييييييين جايين ينفشون ريشهم ويحطون نفسهم مهتمين وما يبغون أي رجال لبنتهم , وييييييييييينهم يوم كانت توجع أنصاف الليالي وبنتي تجري و تترجى أخوانها يودونها مستشفيات وغيره هاااااااااا ؟؟ وينهم يوم كانت تتلقى ضرب الحيواااااااان فهد وهي تدافع عن بنتهم وبناتها هاااااا ؟؟
ورجع يسب ويلعن وفجأة التفت لسامر وقال بحزم : بكككككككرة من صبح الله وإنت في المستشفى مع وسام ..
وأشر على خالد وقال : توديهم من غبشة ..
قال خالد بابتسامة : جدي ترا أنا مخلص إجازتي وأداوم من أمس مو معقوله بأستأذن بكـ ..
لف عنه سلطان وهو يهش يده بعدم اهتمام وقال لولد : كريم , من بكرة وإنت معاهم ..
ابتسم عبد الكريم وفتح فمه بيتكلم لكن أبوه انطلق يقول بعصبية : لا تجيب لي عذر لا من هنا ومن هنا , الشركة شركت لو غبت سنة محد سائل فيك , بكككككككككككككرة من غبشة وإنت في المستشفى ..
ولف يطالع على قدام وهو يزفر ويقول : إن شااااااااااء تطلع متوافقه , وحتى لو طلعت النتايج مي متوافقة بأجوزهم غصب نكاية في أبو سعيد ..
كتموا ضحكهم وهم يسمعون صوت العصاية وهي تضرب في أرض السيارة دلالة غيض سلطان اللي مو متخيل إنه خرج من عندهم بدون ما يشرشحهم ويدفعهم ثمن إهانتهم لسامر ..
لفوا والتفتوا لسامر الوحيد في المقعد الخلفي , ابتسم سامر بتوتر وهو يقول بداخله ~ دامها وصلت ليد سلطان اللــــــــه يعيني ~ ...
ساعة وكانت الصالة في فيلا عبد الكريم ترج بقهقة ماهر , لف سامر بوزه وقال بغيض : ماااااااهر ..
حط يده على صدره وهو يقول بتنهيدة من شدة الضحك : يا شماااااااااتتي فيك , سلطان بيتولاك ..
ورجع يضحك وخالد يقول بأسف : للأسف صرت السكين اللي في يد جدي واللي بيذبح فيها آل سعيد ..
ورجع يضحك وهو يقول : تخيل خلى عمي عبد العزيز يتصل على محمد مطر لأنه ولده يشتغل في المستشفى يبغاه يتوسط ويطلع النتيجة في يومين ..
قال عبد الكريم وهو ماسك ضحكته : ماهر , خالد , سيبوا أخوكم في حاله , كافي جده ..
طالع فيه سامر باستنكار وهتف : أبويــــــــه ..
لف عليه عبد الكريم وقال وهو يمسح ابتسامته : هلا ..
زم سامر شفايفه فانفجر عبد الكريم بالضحك وهو يقول : والله ماني قادر أمسك نفسي ..
ورجع حمحم وقال بشبه ابتسامه : سامر يا ولدي , خير البر عاجله , بعدين البيت جاهز والفلوس جاهزه و ..
ولف على ماهر الغارق في الضحك وقال بشبه ضحكه : مااااااااااهر خلااااص ..
قام سامر عنهم وقال بغيض : عن إذنكم ..
كان مقهور لأنهم مهم فاهمين سبب اعتراضه على تقديم الزواج , كلهم معتقدين إنه خايف ويخترع أعذار واهية ..


**************************



بعدها بنص ساعة في شقة نجلاء :

: بكــــــــــــــــره !! أمـــــــــــي ..
زفرت نجلاء وقالت : اش أسويلهم ؟؟ قالوا بكرة قلت بكرة ..
ضربت يدينها على فخوذها وقالت باستنكار : أنا رديت صباح السبت أروح أسوي التحليل صباح الاثنيييييييييين ..
ابتسمت هيام وقالت باندفاع : ولو طلع توافق بتتزوجين مع أريــــــــج ...
فتحت وسام عيونها على اتساعها وطالعت في أمها باستنكار , لفت نجلاء وضربت هيان وهي تقول بعتاب : حبة حبة ...
هتفت وسام : أمـــــــــــــــــــــــي ..
وهزت راسها بلا وهي تقول : مستحيل , مستحيل أتزوج في شهر وشوي ..
وتحركت رايحة للغرفة , لحقتها نجلاء وهي تقول : وسومه قلبي , عارفه إن الموضوع سريع , بس خير البر عاجله ..
: مستحــــــــــــــــيل ..
لفت نجلاء على هيام ورفعت يدها وقبضتها دلالة غيضها من هيام وهي تهمس من بين أسنانها : الله يسامحك , ماكنت بأخبرها إلا بعد ما تطلع النتيجة ..
ورجعت دخلت الغرفة وهي تقول بألطف لهجة ممكنة : وسومه , بدري على هالكلام , خلي النتيجة تطلع وبعدها إن شاء الله نتفاهم و ...
وخفت الصوت وباب غرفة وسام ينغلق , هزت هيام أكتافها وقالت : وأنا اشد راني ..
وابتسمت وهي تقول بحماس : أنا أخت العروووووووووووووسة ...
وبدأت ترقص وهي تدندن ..


***************************

في نفس الوقت في جدة :

: بكره يعني بكره ..
زفرت نورة وقالت : يابنت عييييييييييييييييييييب , اش نقول ؟؟
زفرت سفانة وقالت : اش له داعي التأخير ؟؟ خلاص قلت موافقة ورديتم لخالي اش نقعد نسوي بالانتظار ..
قالت خولة تفهمها : سفانة حبيبي , عيب نتصل عليهم ونقولهم نبغى التحاليل بكرة وإحنا قبل يومين ردينا عليهم , اش بيقولون عننا ..
قالت بضيق : يقولون اللي يقولونه , أنا لو علي كان سويت التحاليل من قبل ما يتقدم ..
ابتسمت العنود لوجوههم المستنكرة وقالت بهدوء : عمه سفانة معاها حق , مو حلو هالانتظار , تعرفين التحاليل صارت كإنها الجواب النهائي للموضوع ..
قالت سفانة تأيدها : إيوه بتكون الجواب النهائي للاستخارة , إذا توافق ولا لا , تخيلي ننتظر ننتظر و آخر شي ما يطلع في توافق ..
زفرت نورة وقالت خولة : خلاص أنا أكلم حسان يكلم عبد الإله , مو لازم ندخل الكبار فيها ..
قامت سفانة وضمتها وهي تقول : شكرا يا أحلى أخت في الدنيا ..
ضحكت خولة وقالت : اجلسي والله لو سمعك أحد بيقول عليك مصروعة جواز ..
ابتسمت براحة ولفت للعنود وأشر بيدها علامة الانتصار , خرجوا من الغرفة وسابوها هي والعنود لوحدهم , قالت العنود بهدوء : لا تنسين اللي قلنا عليه ..
ابتسمت سفانة وقالت : صدقيني يا عنود أنا عارفه إنه لو في خير لي مع عبد الإله ربي بيجيبه ولو لا , الحمد لله ..
زفرت العنود وهي تقول بداخلها ~ ليتني أصدقك , أنا كانت أيام الانتظار عذااااااااب وإرهااااااااااب نفسي مايحتمل وعدنان ماكان يعني لي زي ما يعنيلك عبد الإله , يارب يطلع توافق يارب , يارب يطلع توافق يارب ~ ..
: بنااااااااااااااااااااااااااات ..
صرخة سمية خلتهم يلتفتون للباب اللي دخلت منه قبل ثواني من دخول الخنساء وهي تدفها وتقول : أنا اللي بأنقل الخبر ..
ولمن بدأوا يتصارعون ويصارخون قالت سفانة بحزم : بسسسسسسس إنت وهي ..
توقفوا عن المصارعة فكملت : تكلمي يا سمية ..
لفت سفانة بوزها بغيض وقالت سمية بحماس : تعرفون رغد بنت سعود الـ ..
قطبت العنود بعدم فهم فقالت سفانة تقرب لها : اللي جوازها بعد الهنوف بأسبوعين ..
هتفت العنود إنها عرفت معلومة : اللي بياخذها ولد راجح ..
هزوا راسهم وكملت سمية : توهم كنسلوا كل شي , يقولون طلعت النتيجة مهي متوافقة ..
انمغصت بطن سفانة بالرغم عنها وهي تشهق وتضرب صدرها بصدمة , هتفت العنود : كيييييييييييف , هم مخطوبين لبعض من سنتييييييييين ..
هزت سمية أكتافها بحيرة فقالت الخنساء بأسف : ماكانوا وقتها مطلعين قرار إنه ما يُكتب عقد الزواج إلا بشهادة التوافق هذه , ودحين عشان بيملكون سووا التحاليل وانصدموا لمن طلعت مهي متوافقة ..
قالت سفانة بألم : يا قلبييييييييييييييي هي ..
قطبت العنود حواجبها وقالت بداخلها بغيض ~ الله يقطع شركم , هذا وقت تجيبون فيه هالأخباااااااااااااار , سفانة مهي ناقصة ~ سألت بحيرة : مين نقل هالخبر ؟؟
طالعوا فيها بابتسامة فشهقت وهي تهتف : لا تقووووولووووووووووووون أم حمد الفتانة ..
قهقهوا على اللقب اللي تطلقه العنود على جارتهم وسمية تقول : هييييي ماغيرها ..
ضربت العنود فخذها وقالت : الله أكبر عليها ويكشف بحالها العجوووووز الشمطاء ..
شهقت سفانة وهتفت وهي مقهورة من ضحك البنات على كلمات العنود اللي قالتها بكل برودة دم : عنووووووووووووووووود ..


***************************

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

يوم الأربعاء 24 / 10 / 1427 هـ :
بعد العصر بوقت في فيلا حمده :

: عبد الإله , هو في غيره ..
زفرت سفانة وهمست للعنود وهي تشوف ريم داخله وهي تجاوب جدتها اللي سألتها مين جابها : قلبي يعورنييييييييييييييييي , ليش كلهم التفتوا لي ..
ضحكت العنود ودقتها وهي تقول بتريقة : سلامة قلبك يمكن لأنه خطيبك , يممممممممكن ..
دقتها سفانة وهمست بغيض : لا تعصبيني زيهم , ماصار خطيبي لسه , النتايج ما طلعت ..
سكتوا لمن وصلتهم ريم وسلموا عليها , جلست ريم وبدأت تسأل الموجودات عن أحوالهم وآخر أخبارهم قبل ماتلف على العنود وهي تهمس : أبو زوجك اتصل على عبود وطلب منه يجيه يوم السبت الرياض ..
ابتسمت العنود وقالت : إي قالي ..
سألت ريم بابتسامة خبيثة : ميييييييييين ؟؟
لفت بوزها وقالت : ماني ناطقه اسمه , هو ذاك تعرفينه ...
قالت الهنوف : لا تحاولين , الكل في البيت يحاول يمسكها مرة وهي تقول اسمه ..
قهقهت ريم وقالت : الله يقطع شرك يالخبلة ..
لفت عليهم سفانة وسألت وهي تحط يدها على خصرها : تحشون فيني ..
لفوا عليها وقالت ريم : اللي على راااااااااااسه بطحة ..
زفرت سفانة وهمست وهي تنقل بصرها بين أمها وخوالها وباقي البنات : أحس إنهم كلهم يتكلمون عني ..
ضحكت قالت العنود بلهجة حزن وهي تطبطب على فخذ سفانة : يا قلبي , كني أشوف نفسي قبل كم شهر , عادي ياقلبي , مريت بهالحالة من قبل ..
دفت سفانة يدها وقالت بغيض : طيب لا تتريقين ..
سألت الهنوف ريم : طيب ما كملتي , واش بيسوي لا سافر الرياض ؟؟
قالت ريم : نقول إن شااااااااء الله يعطيه عم عبد الكريم وظيفة , بسسسس ..
و تنهدت وكملت : عبد الإله متردد لأنه عمي عبد الكريم قاله إنه لو توظيفه بيشتغل في الرياض أول تحت نظره أقل شي سنه قبل ما يفكر ينقله لفرع جدة ..
شهقت العنود وقالت : نـــــعـــــــم , بتروح سفانة عني للرياض ..
ضربتها سفانة وهي تقول بعصبية غريبة : النتايج ما طلعت لسه لا تربطيني به ..
استغربت ريم كلامها لكن قطع أفكارها الهنوف اللي قالت بتريقة : طالعوا مين يتكلم , الخوانة اللي بتسافر الشرقية ..
شهقت العنود لمن استوعبت الفكرة اللي غابت عن ذهنها وصرخت : لاااااااااااااااااااااااا ..
التفت الكل لها وصكت ريم فمها بقوة وقرصتها سفانة وهي تهمس : الله يرج إبليسك ..
: ويعلللللللللللللللللللللللك الصمخ قولي آمين ..
كتموا ضحكتهم لمن كملت حمده وهي تلوح بعصاها : حسك يعل الله يقطع حسك , قسم بالله لو خرجتي تلقين أم مبارك شايلة عفشها وشاردة من بيتها من صرختك يالمعبرة , الهرج بالمذاوقة مو بالصراخ ..
وبعد محاضرة طويلة عن الصوت المنخفض وإن الحرمة لازم يكون صوتها همس زي الكناري قالت العنود وهي تمسح دموع وهمية : الله يقطع إبليسكم , يعني مو كافي صدمتوني بالواقع خليتوني أتهزأ من حمده دخيل الله ..
قالت الهنوف : وأنا اشد راني إنك خبلة ونسيتي إنه بيتك بيكون في ...
: اشششششششششششششش , لا تعيدينها , خلاص فهمت ..
زفرت الهنوف ولفت على ريم وقالت بهدوء : شوفي أنا أنصحك تخلين عبد الإله يستخير ..
هزت العنود راسها مؤيدة وقالت بحماس : و يتصدق كمان ..
طالعوا فيها بحيرة وريم تقول بتساؤل : يتصدق ؟؟
هزت راسها وقالت : الصدقة لها فوائد عظيييييييييييمة, خليه يتصدق بنية إنه ربي يسهله طريقه ..
وتلفتت لهم وسألت : مايجي ؟؟
هزوا أكتافهم بحيرة , لفت بوزها وقالت وهي تأشر على الهنوف : مو ذاك اليوم حكيتيني عن الوجه الأسود اللي كان حسان يشوفه في ...
شهقت الهنوف وهتفت باستنكار تقاطعها : عنيييييييييييييييييييييييد ...
غطت فمها بيدنها وفحت عيونها على اتساعها وهي تطالع يمين ويسار في ريم وسفانة اللي قالت غصب عنها : قصدك الوجه الأسود اللي كان يزوره في منامه لمن صار له الحادث ..
رمت الهنوف أختها بنظرة حادة فقالت العنود : نسييييييييييييييييييييت ..
وهزت أكتافها وقالت : بعدين حتى لو دروا بالسالفة مافيها شي , خلاص الأجر جا لحسان ومايضره دحين , خليهم يستفيدون ..
وكملت بحماس لمن زفرت الهنوف باستسلام : ذاك اليوم , يوم الحادث , وقف حسان عند المحطة يعبي بنزين وبعد ما اشترى المقاضي من السوبر ماركت كان معاه 10 ريال حق كيسين الثلج اللي لازم يشتريها عشان العصيرات , لقي ولد صغير يغسل سيارة من السيارات وجنبه بنت صغيرة تلعب في عروسة صغيرة مكسرة , راح للمطعم واشترى سندوتشين وعصيرين وأعطاها لهم , فرحوا فيها وسابوا كل اللي في يدهم وقاموا ياكلون بنهم , لمن شاف منظرهم وشاف الأربع ريال الباقية في يده ناول كل واحد فيهم ريالين واتصل على جاسم وطلب منه يجيب أكياس ثلج معاه ..
ولمن شافتهم صامتين قالت : يا غبيات مو الطبيب قال إنه حسان نجى بأعجوبة وإنه الرصاصة ما أصابت القلب مباشرة و ...
شهقوا لحظتها وغطت ريم فمها بتأثر وقالت سفانة وهي تحط يدينها موضع قلبها : سبحانك يارب , يا حبيبي يا أخويه ..
قالت الهنوف : والله هو بالقوة قالي , يقول الصدقة لازم الواحد يخفيها بحيث ما تعرف يساره ما أنفقت يمينه مو يقعد يتباهى بها ..
قالت ريم بتأثر : بس لو قالها مابيكون تفاخر لأنه كذا يحمس الناس للصدقة , وااااااااا ياقلبي هوه حسونه ..
ضربتها العنود باستنكار وضحكت سفانة وهي تقول : زووووووووجته ساكته إشلك إنتي ..
قالت بغيض : زوج أختي , ما أسمحلك ..
انحرجت ريم وهي تقول : لاااااااا والله , ما قصدت شي , الكلمة طلعت عفوية و ...
الهنوف اللي كانت تعرف ريم وعفويتها وتعلقها الطفولي القديم بصديقها حسان واللي كانت تثير موجة ضحك بينهم وهي تعلنه دوما قبل ما يتقدم للهنوف قاطعتها بابتسامة هادئة متفهمة : سيبيك من هالخبلة ..
انحرجت ريم من تفهم الهنوف , وذكرت نفسها بحزم إنها لازم تنسى صديق طفولتها إحتراما لمشاعر الهنوف , المشكلة إنها من كثر ما تردد صديقي حسونه صارت الكلمة متعلقه في لسانها , قالت العنود بهدوء مو من طباعها : أنا أقول هالكلام عشان ما تغلط قدام أحد ثاني غيرنا , يعني إحنا وفاهمين الحقيقة لكن لو سمعتها وحدة من اللي يحبون القيل والقال مو بعيد يوم يومين وتلقين الناس يقولون ريم كانت تحب حسان وهو ما أدري اش فيه و يبدأون يطلعون إشاعات مالها طعم ..
صمت ساد وهم يتبادلون النظرات المتوترة فيما بينهم , ابتسمت العنود ابتسامة واسعة وهي تقول : مو لايق عليه دور الناصحة مو ؟؟
انفجروا بالضحك والعنوف تقول من وسط ضحكها : على الأقل عشتي دقيقة من عمرك بجدية ..
وسفانة تقول : والله يطلع منها عمود الكهرب ..
قالت ريم بتريقة : أرااااهنكم إن هالدقيقة تمر بها في السنة مرة ..
رمتها العنود وقالت بفلسفة : المراهنة حرام ..
طالعت فيها ريم بدهشة مصطنعة وهتفت : إحلفي ..
وكملت بتريقة : يعني كني ماني عارفه , محرد كلاااااااااام يالدلخة مو من جد ومو رهان بفلوس ..
حركت العنود حواجبها وقالت : إحلفي ..
وضحكت والهنوف تقول بتنهيدة حسرة : خسارة الدقيقة اللي قبل شوي ..

***************************

في الرياض الساعة 7 بعد المغرب :
أول اخترق صوت سلامه العالي أرجاء المكان جريت سحر عشان تستقبله كعادتها , ابتسم عدنان وسلم عليها وهو يسأل بحماس : وين العريس ؟؟
قالت بضحكه : جالس وهو ضارب البوز ..
طالع فيها بحيرة وهو يمشي معاها وهو يسأل : ليش ؟؟
قالت بطفش : ماهر زودها , من الصباح وورقة النتايج معاه و مو راضي يقول النتيجة لأحد , تضارب معاه سامر لمن رجع من المدرسة لكنه حلف ما يقوله على النتيجة إلا لمن تجي , رق أعصاب بس ..
حط شنطته عند باب غرفته و طلع الدرج وهو مقطب حواجبه , أول ما طل عليهم قال : السلااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وتوجه لأمه وأبوه وسلم عليهم ولف على سامر وقال بهدوء وهو يتوجه له : مبروك , النتيجة متوافقة ..
صرخ ماهر باستنكار : عدناااااااااااااااااااااااااااااان ..
وقهقه خالد وهو يقول : أحححححححححححححسن جاك اللي يعرفلك ياأنــــذل خلق الله ..
قام سامر وضمه وهو يحس براحة غريبة , قال ماهر بضيق : أنا اللي كنت أبغى أخبره ..
قالت سحر باستنكار : مالت , هذي طريقة , سقطت بالولد وسقطت بنا , حتى أبويه وأمي ماقلتلهم إلا بعد ماوعدوك ما يقولون النتيجة ..
مد عدنان يده لماهر , فمد يده بطفش ومن دون مايقوم , رماه بنظرة حادة فقام وسلم عليه وهو يقول : هادم اللذات كنت ..
وانقطع كلامه لمن تلقى بوكس قوي في خصره من يد عدنان اليسار وهو يقول : احفظ لسانك وإنت تخاطب اللي أكبر منك ..
تأوه بشدة ولف على سامر اللي طالع فيه بتشفي قبل مايلف وجهه عنه , ضم خالد عدنان وسلم على راسه وهو يقول : ينصر ديـــــــــنك , ليتك أعطيته ضربة ثانية ..
لف ماهر بوزه ونزل , قال عدنان وهو ينزل غترته ويطويها بعناية ويحط طاقيته وعقاله فوقها : لو دريت إنه مسوي فيكم هالشي كان اتصلت وخبرتكم بالنتيجة ..
وابتسم لسامر وقال : كنت داري من الصباح لكني فضلت أوصل المباركة بنفسي يوم أجي ..
: عموووووووووو ..
جريت غدي ورمت نفسها على حضن عدنان اللي ضمها وسلم عليها ومد يده يحث أخواتها الخجولات على السلام , قالت حنان بعد فترة : غدي حبيبتي قومي عن عمك توه جاي من السفر تعبان ..
قال خالد وهو يطالع أصغر بناته الواقفة قدام عدنان وهي سانده كتفها على صدره وتلعب في لحيته : وييييي طالع كيف راميه نفسها , بنت , قومي عن عمك خنقتيه ..
لفت يدينها حولين رقبة عدنان وجلست على فخذه وهي تطالع أبوها بعناد وهي تقول بدلع : بأدلع على عمي بكييييييييفي ..
وسلمت على خد عدنان وقالت : حبيبي والله ..
ضحك عدنان على حركتها المقصودة خاصة لمن أدت نتائجها بفعالية و قالت سحر بعصبية : لاااااااا والله , قومي يلا ..
لفت عليها وقالت بميوعة : مااااااني ..
وكملت وهي تحضن عدنان أكثر وهي تحط خدها على خده : غيراااااااااانة ليش ما تقدرين تحضنينه زيي ..
ضحكوا كلهم لمن تحركت سحر بعصبية وهي تقول : والله هالبنت بتجيب أجلي ...
وسحبتها وهي تقول : قومي يلا ..
تشبثت في عدنان وهي تقول : لاااااااااااا مابي ..
وطالعت في عدنان وهمست : عمووووووووو ..
ابتسم بهدوء وقال : إنت عارفه اش بأقول ..
زفرت بطفش وقالت : اسمعي كلام عمتك , أففففففففففففف , صدق عذااااااااب ..
زفرت سحر وقالت لخالد : الله يعينكم عليها ..
وقالت تقلدها بتريقة : أفففففففف , صدق عذااااب ..
قال عدنان بابتسامة : ماشاء الله عليها تحسينها أكبر من سنها ..
قالت بغيض: هذي لو تمثل يعطونها الجائزة الأولى في الميوعة ..
أشر عدنان بيده بنظرة رجاء لسحر اللي فهمت إنه يقصد إنه يبغى كاسة موية , تحركت نازلة وهي تقول بعفوية : لا تخلونها تتفرج على التلفزيون لوحدها , تلقاها تقلب يمين ويسار ..
زفر خالد وهو يفكر بزوجته , طلع ماره في لحظة نزولها وهو شايل الطرف , قالت بتريقة : متأخرة مرررررررره يا محترم , والله ياويلك من سامر وجهه إلى الآن مسود من حركتك ..
ضربها ماره بالظرف وطلع وهو يلوح به وهو يقول : سموووور ..
رماه سامر بنظرة معصبة ولف وجهه عنه , ناوله الظرف فسحبه بدون مايطالع فيه وحطه جنبه بدون ما يفتحه , سكت الكل للحظة , سامر كان من النوع اللي ما يعصب إلا نادرا ولمن يعصب تصيبه حالة خرس تذبح كل من حوله , لمن شاف خالد نظرة ماهر المعبرة قال يزيده : بدري , كان أخرتها يومين كمان يا سيد ماهر , خنقت فرحته ..
قالت حنان اللي ما تحملت النظرة في عيون ماهر اللي جلس بصمت وهو يتأمل توأمه : خاااااااااااااااالد اش هالكلام , خلاص ماهر قصد يمزح مع أخوه ..
قال خالد وهو يلعب في الطاولة الخشبية اللي محطوط عليها فنجانين شاهي : الشي لازاد عن حده ينقلب ضده ..
دقه عدنان اللي جالس جنبه وهمس وهو يرفع فنجانه : لا تزيد الطين بلة , وين ناوي توصل ؟؟..
همس : ودي أذبحه على حركته السخيفة ..
بدأ عبد الكريم يسأل عدنان عن أحواله عشان يخفف حدة الجو , لف سامر يطالع عدنان والتقى بصره بماهر اللي ابتسم له , ما ألقى له بال وهو يركز بصره على عدنان , قام ماهر وقال بصوت عذب وهو يأشر على سامر : وينحط على الجرح يبرى , و ينحط على الجرح يبرى ..
ومسح على موضع قلبه وهو يبتسم لسامر , اعتدل خالد في جلسته وهو يبتسم وبدأ يدق على الطاولة , بدأ ماهر يرقص وهو يغنى : القلب سلم لك أمره في حالتي و انت أدرى ياللي حنانك وطيبك ينحط على الجرح يبرى ..
ابتسم عدنان لسحر اللي وقفت تتطالع المنظر وهي ماسكة كاسة الموية وسحب الفنجانين عن الطاولة , عاد ماهر المقطع و أشر بعده على عيونه وهو يغمز و يكمل : شفاف يانوووور عيني , حبوب و قلبك يبيني , زهرة شبابي و سنيني تفداك ألفين مره ..
وأشر على صدره وهو يهز راسه وهو ينزل لمستوى سامر اللي غطى وجهه وهو يضحك على خبال توأمه , بعد ماهر يدينه عن وجهه وقومه بالقوة وهو يعيد المقطع و يكمل : الله لما تكلم كنك تغني ترنم و الورد منك تعلم و الشعر يضيع شعره ..
وفلت وحده من يدينه وبدأ يرقص قدامه وهو قابض على يده الثانية , ضحك لمن شاف أمه وأبوه يصفقون والابتسامة الواسعة مرتسمة على وجههم وخالد اللي زحف الطاولة لعدنان عشان يدق بداله قام يرقص وهو يرفع ثوبه ويغني مع ماهر , ضحك عدنان وبدأ يدق ببراعة , أشر ماهر على سامر وهو يسحب يده يستحثه : حنون ربي يصونك في طيبتك في عيونك , دنياك حبي وكونك , يا طيب عمري وعطره ..
سحب سامر يده وبدأ يرقص معاه , ضحك ماهر وهو يرقص و يحرك يدينه ويأشر بها على سامر وهو يكمل : فديت صوتك فديتك , شفتك عشقتك هويتك , ياليت تدري ياليتك , غلاك يا كبر قدره ..
وعاد المقطع بصوت ضاحك وهو يشوف بنات أخوه اللي جووا على الصوت وبدأوا يرقصون بحماس حولين أبوهم , رجع لف على أمه وأبوه وتقدم لهم وهو يرقص , قال عبد الكريم بتهديد مازح يحوي العتاب بين طياته وهو يأشر بيده : أوريك , أوريك , أغاني هااااا , شغلك عندي ..
نزل ماهر للأرض قدام أبوه وهو يهز راسه ويأشر على قلبه وهو ينهي أغنيته : القلب سلم لك أمره في حالتي و انت أدرى ياللي حنانك وطيبك ينحط على الجرح يبرى ..
ومد ذراعه وهو يمسدها , قهقه عبد الكريم على حركته وقال وهو يضرب ذراعه : قوم عني , برضو ما سامحتك ..
قالت غدي وهي تجري وتضم ماهر من وراه : عمو مرة ثانية , مرة ثانية , صوتك يجنننننننننننننننننننننننن ..
رجع جلس خالد جنب عدنان وهو يلهث ويقول بابتسامة : أجل لو سمعت صوت أسامة اش بتقوووول ؟؟
لف عدنان على خالد وضربه على بطنه وهو يقول بتريقة : مافي لياقة غصب مافي نفس ..
قال خالد وهو يسحب الطاولة من عنده : يلا ورينا لياقتك , أرقص وأشوف تلهث بعدها ولا لا ..
ضحك عدنان وسأل بهدوء : قيد شفتني أرقص ؟؟
لمن هز راسه بلا هز أكتافه وقال : ما بأغير طبعي دحين ..
قال ماهر وهو يجلس جنب سامر اللي ابتسم له معلن انتهاء الحرب الباردة اللي بينهم : إحساسي لو إنك ترقص بتطلع فنااااااااان ..
قال عدنان بهدوء : من رقص نقص ..
قهقهت سحر وقالت بتريقة : ضربة ثلاثية مباشرة , العادة أسمع عصفورين بحجر , هالمرة ثلاثة بحجر ..
فهم عدنان قصدها لمن تلقى ضربة على كتفه من خالد وهو يقول باستنكار : قصدك إحنا ناقصين ياللي ما تستحي ..
طالع لأخوانه وقال بضحكة : والله ماقصدت شي , هم يقولون هالعبارة دايما و ...
ضحك لمن نط عليه ماهر وهو يخنقه , وزاد ضحكه لمن صرخ ماهر بتوجع لمن عضته غدي اللي حسبته بيذبح عدنان من جد , هرش ماهر يده وقال : يالمسعوووووووووورة ..
وراح يجري وراها وهي شاردة , مروا من عند سلافة اللي رمتهم بنظرة استخفاف قبل ما تأشر على المكان اللي اختفوا فيه وهي تقول بصوت نحيف : هذا واحد بيتزوج بعد 62 يوم ..
تغير وجه سامر لمن سمع الرقم المحسوب بدقة وذكر نفسه إنه هذا نفس الرقم اللي بيكون بعده زواجه من وسام , ضحكوا على كلامها وطريقة إلقاؤه وزاد ضحكهم لمن أشر خالد على سامر وهو يقول بحماس : لا يفوتكم وجه سااااااااااااااااامر ..
انقطعت ضحكاتهم لمن قال ماهر ببرود : أشوف الكل يتكلم كإنه موضوع زواجي محسوم ..
سكت الكل وكسى الوجوم وجوههم خاصة عبد الكريم اللي قطب حواجبه وهو يطالع الأرض بصمت , قالت حنان بتردد : ولدي إنت ما بتكسر فرحتنا بكم ..
قال سامر يطمنها بثقة : أمي ما عليك من كلامه , هو وعدني لو طلعت النتيجة توافق وأصر جدي يزوجني معاه بيراجع أريج ..
قال عدنان باستنكار : بترجعها عشان تتزوج مع سامر في يوم واحد ..
هز أكتافه ببرود واستهتار وقال : على الأقل يكون عندي سبب عشان ما أتمم الطلاق ..
حمحم عبد الكريم وقال وهو يقوم : اتبعوني على المكتب ..
ابتسمت حنان بلطف وهي تتأمله باحترام , كانت عارفه إنه قام لأنه مايقدر يقول يا حريم إخلوا الجو للرجال عشان يتفاهمون , قام خالد وعدنان وقال سامر وهو يحرك حواجبه : جاااااااااااك الموووووووووت ياتارك الصلاة ..
هز ماهر أكتافه بلا اهتمام وقال وهو ينزل معاهم لمكتب أبوهم : عااااااااااااادي , ما عاد تفرق معي ..
وتوقفوا لمن وصلهم صوت أذان العشاء , لف خالد على ماهر وقال : أهبووووووووووو , قاري على نفسك إنت ..
ضحك ماهر وقال : ربي يحبني ..
وتحرك بحماس لغرفته وهو يقول : بأروح أتوضأ ..
تبادلوا النظرات وتحركوا بعدها , طلع عدنان يجيب شماغه ونزل سامر وخالد , توجه سامر لغرفته وهو يخرج الورقة من الظرف ويقرأها و تحرك خالد لأبوه في المكتب عشان يقوله إنهم بيصلون ويناقشون موضوع ماهر براحة بعد الصلاة ...


**************************

صباح يوم السبت 27 / 10 / 1427هـ :
مستشفى الولادة في جدة :

عند الاستقبال اللي كان واقف عنده قبل خمس أيام مرت عليه كخمس أشهر من طولها نفث الهواء من بين شفايفه وهو يحاول يهدي نفسه وهو يشوف المسؤول يدور بين الملفات , التفت ليمينه لمن حس بيد على كتفه , ابتسم بتوتر لحسان ..
: تفضل يا شيخ , مبروك ..
التفت بسرعة وحس بمشاعر متضاربة وهو يشوف الظرف الملون الممدود اللي كتب عليه بخط عريض ( شهادة توافق ) , مد يده وتناول الظرف وهو يقول : الله يبارك في عمرك ..
ابتسم ولف على حسان اللي اندفع وضمه وهو يقول : ألف مبروووووووك ..
طبطب عبد الإله على ظهره وهو يتنفس براحة , ولمن بعد عنه تحركوا خارجين وهو يخرج الشهادة , ابتسم لمن شاف اسم المخطوبة المكتوب تحت اسمه , ناول الورقة لحسان اللي اتصل على جدته أول , ولمن سمع صوتها قال : مبرووووووك عليك يا جدة العريس والعروسة ..
وضحك وقال : والله توافق ..
ورجع ضحك وقال : جده عيب بلحيتي و شواربي تقولين أكذب عليك , والله توافق ..
وصك الجوال وقال وهو يلتفت لعبد الإله : تقول ما أصدق إلا لمن أشوف الورقة , مارضيت تبارك ..
قهقه عبد الإله وقال : عمري ما شفت وحده خوافة ومتشائمة زي جده حمده , اللي يسمعها وهي تبغى الورقة أول يقول إنها تعرف تقرأ ..
قال حسان وهو يرجع الشهادة للظرف : هي لا شافت هالقلوب والورد بتعرف إنه توافق ..
طالع لعبد الإله من فوق السيارة وقال بحماس وهو يفتح باب سيارة : أبو رحـــم ..
ضحك عبد الإله وقال وهو يفتح الباب المجاور للسائق وهو يقول : ســــــم ..
قال : لا بس أجرب اللقب الجديد ..
ودخلوا السيارة , رن جوال حسان , قطب وقال : يووووو ..
ورفع الجوال وقال : هلا والـ ...
وسكت لمن طلع صوت جاسم العالي من الجوال وهو يصرخ : يالنـــــــــذل , ليه ما خبرتنيييييييييييييييييي ..
ضحك وقال : أهبوووووووووو مسسسسسسسرع ماجاك الخبر توني خارج من المستشفى وداخل السيارة و ..
لف على عبد الإله وقال : صك في وجهي ..
رن جوال عبد الإله , ضحك عبد الإله لمن ميز النغمة , رفع الجوال وقال : هلا بو أحمد , الله يبااارك في ..
ضاربه حسان وسحب منه الجوال وقال بعصبية : والله ما النذل غيرك , مردووووووووووده يالـ#### , يالـ ##### تصك الخط في وجهي ..
قهقه عبد الإله وقال وهو يستمع لمضاربتهم : عصب أبو علي ..
وزاد ضحكه لمن صك حسان الخط وهو يقول بحماس : رديتها فيه ..
ثواني ورجع جوال عبد الإله يرن وحسان يعطيه مشغول كل ما رن قبل ما يخليه يكمل الرنه , سحب عبد الإله جواله وقال : خليك في السواقة , لا عصبت إنت وهالجاسم , شـــــي ...
ورجع رد على جاسم وهو يضحك على توعد جاسم ...
خلى حسان يحطه في البيت وأعطاه الظرف عشان يوريه جدته وهو منحرج إنه يروح بنفسه عشان يودي الظرف , دقائق وكان حسان جنب حمده وهو يناولها الشهادة , طالعت فيها وهي تصغر عيونها , ابتسم وقال وهو يقلبها : جده ماسكتها بالمقلوب ..
قالت بحدة : أعرف ..
ورجعت طالعت في الظلاسم اللي قدامها قبل ما تقول : إقرأ ..
ابتسمت نورة وهي تتأملهم بسعادة , ونطت الخنساء وراهم وقالت وهي تدخل راسها بينهم : جده أنا أقرأها ...
وبدأت تقرأ مضمونها وحمده تهز راسها بتفهم وأخير قالت : الله يتمم لهم على خير يارب ..
ولفت على مسفعها ومسكت طرفه المعقود فكت العقده وخرجت منه فلوس , سحبت منها خمسين ريال وناولتها له وقالت : جيب لي من هالباقات اللي فيها ورود ..
ابتسم حسان وهو يتناول الخمسين لكنها رجعت سحبتها وناولته 100 ريال وهي تقول : وهات من هالكيكات اللي يحبونها وأكتب مبروك وجدتك حمده ..
ضحكوا لمن قال حسان : يا حيييييييييييييييي , حمده الرومانسية ..
ونغز خصرها وهو يقول : من متى هالحركتااااات , ترى ما نقدر إحنا ...
انتفضت بقوة صرخت بعصبية وهي تضربه : ويعللللللللللك , كم مرة قلتلك لا تنغز يعل ينزغون عدوينك ..
قهقه وقال وهو يحرك حواجبه ويمد سبابته لخصرها بتهديد : ليه ما تحبين أحد ...
قاطعته بتحذير حاد وهي تبعد : حساااااااااااااانووووووو , بالعصااااااااااااا ..
قالت نورة : حساااااااااان , سيبك جدتك في حالها ..
: اش فيكم ؟؟
طالعوا كلهم لسفانة الواقفة عند الباب وآثار النوم على وجهها , نطت الخنساء من فوق السرير من بين جدتها وحسان وهي تصرخ : توااااااااااااااااااااااااااااااااافــــــــــق ..
طالعت فيهم سفانة بحيرة وعدم فهم , ولمن ضمتها بقوة وهي تقول : مبرووووووووووووووووووووك ..
فهمت الموضوع , طالعت فيهم بصمت وهي مهي عارفه اش تقول أو اش تسوي , أشر حسان على وجهها وقال : نفـــــــس التعابير اللي على وجه خطيبها ..
حمرت خدودها من الخجل لمن ضحكوا عليها , وشردت لغرفتها , قالت حمده : تعالي نسلم علييييييييييك ..
وضربت يدينها وهي تقول : شردت البنية ..
ولفت على حسان وضربته وهي تقول : كله منك ..
حك كتفه وقال : آآآآآآآآح , وأنا اش لي ؟؟
وقام وسلم على المية وقال وهو يدخلها في جيب ثوبه : يلا نشوفكم إن شاء الله , شكرا على الهدية يا جده ..
وتحرك خارج وهو يسمع توعدات حمده لو لهف المية وما جاب لها اللي طلبته منها ..
قامت نورة وراحت تلحق ببنتها عشان تبارك لها وتجيبها لجدتها اللي مانامت الليل لأيام من كثر ما تفكر بالنتيجة ...


*************************


: النتيجة إيجابية , عنود يا دب النتيجة توااااااااااااافق ..
شهقت العنود وفتحت عيونها على اتساعها وهي تفز من سريرها , بعدت اللحاف وهي تهتف : نتيجة سفانة توافق !!! ..
هزت الهنوف راسها وهي تقول بابتسامة فرح : إيوه توافق , توها عمتي نورة اتصلت وخبرتني ...
تحركت بسرعة وشالت جوالها وشنطتها , قالت الهنوف بحيرة : اش تسوين ؟؟
قالت وهي تتحرك خارجة من الغرفة : بأروح لها ...
شهقت وقالت وهي تلحقها : استنينيييييييييييييييييي ...
ابتسمت هدى لمن شافت العنود خارجة ببجامتها وقالت : مبرو .... على وين ؟؟
سألت سؤالها بحيرة لمن شافت العنود تسحب عبايتها , لفت العنود عليها وقالت بوجه تملأه تعابير غريبة : بأروح بيت جده , بأروح أبارك لسفانة ...
لمن شافت هدى الرجفة اللي في يدين العنود ابتسمت وقالت بلطف وهي تقوم وتربت على كتفها : سلمي على عمتك نورة وباركيلها عني ..
لبست العنود عبايتها وهي مهي عارفه بإيش تفكر , ركبت السيارة ودقائق كانت عند باب الفيلا , تحركت بسرعة ودقت الجرس بإلحاح , أول ما انفتح الباب وطل وجه الخنساء دخلت وسألت وهي تبعد طرحتها : وينـ ...
واختنق سؤالها لمن شافتها عند عتبة باب غرفة حمده , طالعت فيها سفانة بعيون لامعة من أثر الدموع اللي بدأت تتجمع فيها , شهقت العنود شهقة بكاء مكتوم و جريت لها وضمتها وهي تغمض عيونها بقوة عشان تمنع دموعها وهي تهمس : ألف ألف ألف مبروووووووك ..
وأول ماسمعت شهقة البكاء اللي طلعت من أعماق سفانة تركت لدموعها العنان ..
لمن شافت حمده منظرهم قالت : ياسيادي , اش جايبك مع ظهر الله , والله اللي يشوفكم يقول مات لكم أحد ..
سحبتهم الخنساء بعيد عن الباب ودخلتهم وقالت بصوت مخنوق : هي إنتي وهي مسوين فيلم هندي , خطبة مو عزاء ..
تشبثت سفانة بالعنود أكثر وهي تنشج نشيج صامت , ضمتها العنود و بدأت تصيح من قلبها , قالت حمده بعصبية : بس إنت واياها ..
ابتسمت الهنوف وقالت وهي تفك طرحتها وتسلم على جدتها : جده خليهم براحتهم ..
حاولت الخنساء تجلسهم وهي تقول : بنات خلاص , ماصارت خطبة هذه ..
لكنهم ما تحركوا من مكانهم , نورة اللي دخلت وشافتهم ضامات بعض ويصيحون شهقت وهي تقول : بسم الله إش فيكم ؟؟
وتحركت لسفانة المرتمية على صدر العنود وهي لافه ذراعينها على خصرها وبعدتهم وهي تقول : بنات ..
لكن العنود كانت تشبثت أكثر بسفانة وهي تهز راسها بلا وهي تهمس : خلينا يا عمه ..
ورجعت تصيح أكثر وهي تحس بدموع سفانة الساخنة على نحرها , التمعت الدموع في عيون نورة وهي تقول : عنيد , سفانة قلبي خلااااص ..
مسحت الخنساء دموعها وهي تضحك وتقول : حولوه مأتم ..
قالت حمده بصوت مخنوق وهي تمثل العصبية : أنا أسمي هالشي هباله , اش له داعي الصياح دحين ..
ورفعت طرف مسفعها ومسحت أطراف عيونها وهي تكمل : هبالة ..
قهقهت الهنوف وقالت : طيب ليش تصيحين يا جده ؟؟
ضحكت العنود من بين دموعها ومسحت على شعر سفانة ولمن تذكرت إنها ما حتحس بالمسحة عليه مسدت ظهرها وهي تقول بصوت مخنوق : سفسف ..
مارفعت سفانة راسها عن صدر العنود وهي تشهق من كثر البكى , رفعت العنود راسها لعمتها وقالت بابتسامة : تشعثرنا ..
وارتجفت شفايفها وقالت : كإننا حبوب كيرم واتفرقنا بضربة ..
ضحكت عمتها على التشبيه وقالت وهي تربت كتفها : هذي سنة الحياة يا قلبي ..
قالت الخنساء : أجل أنا اش أقول ؟؟ اللي بتختفون عني كلكم مرة وحده , صدق دبب , الهنوف والعنود وسفانة مرة وحده ..
قالت حمده بعصبية : قولي ماشاء الله عن تحسدينهم يصير فيهم شي ..
ولفت على نورة وقالت : لا تخبرون الناس دحين يحسدونهم ..
ضحكت نورة وقالت : أمي , على إيش يحسدون ؟؟
قالت بصوت مخنوق : مو هم من عرفوا إنه وليدي ملك بنتينه في يوم واحد ماتت وحده فيهم في عرسها ..
قالت نورة بلطف : يمه هذا قضاء وقدر ..
زمت شفايفها اللي تجعدت أكثر و قالت بغيض : نص قبورنا عيوننا ..
قالت الهنوف برقة وهي تجلس جنب جدتها : جده حبيبتي الواحد يقرأ الأذكار ويتوكل ..
همهت بعدم اهتمام ولفت على سفانة والعنود وقالت بعصبية : خلااااص , بس إنت واياها ..
ضحكوا وبعدوا عن بعض وهم يمسحون عيونهم , طالعت العنود في سفانة بابتسامة مغتصبة , ضحكت سفانة ومدت يدها تمسح رموش العنود الملتصقة من أثر الدموع وهمست : شكرا ..
تغيرت تعابير العنود فدنقت راسها وسندته على كتف سفانة ورجعت تصيح , ضمتها سفانة فقالت حمده : رجعنا لطير ياللي , بعدوا عني ...
وبدأت محاولاتها الثقيلة عشان تقوم من السرير وهي تتلفت حولينها تدور على عصايتها وهي تكمل : أنا أعرف كيف أطلع هالدميعات من عينكم يا المعبرات ..
بعدت العنود عن سفانة وتحركت بسرعة وجثت قدام سرير جدتها ودفنت راسها في حضن جدتها وهي تقول بصوت باكي : ما نبغى نسيبك , سفانة بتروح الرياض وأنا بأروح الشرقية , ما أبغـــى أروح الدمااااااااااااااااااااااام , أنا ما أحب الحي الثاني خلي عاد مدينة ثاااااااااااانية ..
تغيرت ملامح حمده واكتست بحزن لكنها بعدت العنود عنها بخشونة وهي تقول بصوت يحمل نبرات البكاء اللي جاهدت عشان تمنعه : قومي عني , أصلا هذي الساعة المباركة اللي تفكوني فيها من رجتكم , طول ليلي وأنا أدعي إنه ربي يفكني من خلقتكم و ..
رجعت حطت يدينها على راسه العنود وضمتها وهي تقول بصوت حزين : والله كنت أبغاكم تروحون بس مو مع بعضكم كذا ومكان بعيد كمان , خلاص البقية ما بأدعيلهم بالجواز ...
قالت الخنساء وهي تحط يدينها على خصرها : يا سلاااااااااااام , تدعين لي زي ما دعيتيلهم مااااااااااالي دخل ...
ضحك الكل لمن بعدت حمده يمناها عن راس العنود وقالت وهي تتلفت : عصاتي ويييييين ؟؟ آآآآآآآآآآي يالمعبرة إي والله يا لمعبرة يا قليلة الميز , تبغين الجواز ياللي ما تستحين ..
ضحكت العنود , و همست بداخلها لمن حست بافتقاااااااااد عميق ~ هي الدنيا كذا يا بندوري , هي كذا يا قلبي , حزن وفرح , مافي شي يستمر على حاله , ليتك هنا , ليتك هنا تضحكين وتسمعين أخبارنا , ليتك هنا , لا تخافين إنتي بقلبي دوم ~ غمضت عيونها وهي مستمتعة لأقصى حد بدفء يسرى جدتها اللي استشعرتها , دفء مختلط بريحة الحنا اللي ما تفارق يدينها إلا نادرا وهمست بداخلها بألم ~ ياربي كيف بأقدر على فراق هالعجوز , ياربي كيف بأتحمل الغربة في الدمام ~ ...


*************************

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
بعد 11 يوم :
يوم الأربعاء 9 / 11 / 1427هـ :
في جدة بعد العصر في بيت أحمد :
: والله أقولك أكبر منه بست سنين ..
قالت العنود تصحح لأختها : خمس سنين وشهرين ..
ضحكت سفانة وقالت : اش الفرق ؟؟
قالت أسماء بهدوء : يوم يفرق خلي عاد 10 شهور يعني 300 يوم ..
وقفوا عن أشغالهم للحظة قبل ما تهمس العنود بتعجب : ماااااششششششششاء الله , كيف حسبتيها بهالسرعة ؟؟
طالعت فيهم أسماء بحيرة وقالت : السنة 12 و ...
صرخوا كلهم يوقفونها عن الشرح ورجعوا يتكلمون في أمور وسام و سامر , قالت ريم وهي تطالع في ساعتها اللي أشارت للخامسة : أكيد ملكتهم حتبدأ بعد شوي ..
حطت العنود يدها موضع قلبها وقالت : لا تقولين ملكة لأني يوم أتذكر ملكتي ...
ضحكوا لمن تذكروا هبالتها ذاك اليوم وكيف كان الأمر صاعق لها , لفت ريم على سفانة وقالت برجاء : سفسف الله يخليك أصري على الملكة عشان يضطر عبد الإله ويسويها ..
ابتسمت سفانة بخجل وقالت وهي تلعب بطرف كيس البطاطس اللي فردته العنود بينهم : لااااااااااا , ماكو ملكة انتهينا , بعدين الجواز تحدد خلاص ...
زفرت ريم وقالت : خسااااااااااارة ..
قالت العنود بحزم وهي تبعد العصير عن فمها : والله أحلى , من زين الملكة ..
قالت سمية بتريقة وهي توزع أوراق الكوتشينة : ذاقت العسل ودحين تقول من زينه ..
قطبت العنود حواجبها وقالت وهي تسحب أوراقها وتبدأ ترتبها : والله والله والله وجع راس وصدعة , مكالمات ورسايل و كلمات تحاسبين عليها وتعالي شوفي سوء الفهم اللي ماله حدود و .... يعععععععععععععععععع , والله مشاكلها أكثر من محاسنها ...
قالت الخنساء وهي تتأمل أوراقها : هذا وإنتي شوية مكالمات ورسايل أجل لو بهذلك بالزيارات اش بتسوين ..
مطت العنود شفتها ورمت ورقة في الميدان وهي تقول : وععععع , أتخيل نفسي لبس ومكياج وتصنع ماله حدود , الحمد لله اللي أنا في غرب وهو في شرق ..
قالت سمية بتريقة : أحباب على أطراف الدولة ..
هزت الخنساء راسها وقالت وهي تسحب ورقة : عشاق على أطراف البحرين ..
لمن ضحكوا على الوصف ضحكت العنود ضحكة بارده وقالت : ما يضحك , أصلا هو مو على بحر , هو على خليج يا بنت الأدبي , آآآآآآنا علمي وجبتها صح ..
قالت تسكتها : اسم إنه , مويه وبس ..
قالت ريم وهي تحسب الورق اللي في الميدان : تصدقين إنه في ناس مو بس زيارات ..
وأشرت على الهنوف وقالت : هنوفه دورك يا نايمة ..
وكملت وهي تطالع في العنود المستمعة لها بإنصات : يخرجون ويتمشون ولا يقعدون عندهم رجالهم من المغرب للفجر ..
شهقت وقالت باستنكار : إيييييييييييييييييييييش , 12 ساعة ..
وبعدت بلوزتها وتفلت جوتها وهي تقول : برى وبعيد , برى وبعيد ..
هزت سفانة راسها وقالت : طالعوا اللي تقول على جده حمده إنها عندها معتقدات غريبة أجل هالحركة اش تسمينها يا ست عنود ؟؟..
لفت العنود بوزها وقالت وهي تطبق أوراقها مع بعض قبل ما تحط يدها على خصرها : طالعوا مين يتكلم , الست هانك اللي رفضت تتجوز يوم 21 محرم عشان سبب سخيف ..
قالت سفانة باستنكار : مو سبب سخيييييييييييف , بعدين هي أسباب مو سبب واحد بس ..
وطبقت أوراقها وبدأت تعدد على أصابيعها : أولا لو تزوجت في 21 بيكون مافي إلا أسبوعين بين زواج حسان و الهنوف وزواجي تعب وهلااااااااك , ثانيا اش شعور رغد لمن نسرق اليوم اللي مفروض كان يكون يوم زواجها لمجرد إن القاعة محجوزة ومافي يوم متفرغ في محرم إلا هاليوم ..
قالت ريم وهي ترتب الورقة اللي سحبتها : سفسف قلبي , عبد الإله بدأ وظيفته وإحنا بنأثث له في الرياض قدري إن الوقت ضيق والولد مستعجل والإجازة حتبدأ والناس تبغى تسافر , مو معقولة بنحجزهم في البلاد عشان جوازك ...
قالت سفانة بحزم وهي تفرد ورقها : خلاص هالكلام ماله داعي لأنه تحدد زواجي يوم 4/2 ..
وساد صمت في الجو قبل ما تصرخ سمية وهي تأشر على أختها الكبيرة : هذي متى فردت أوراااااااااااقهاااااااا ؟؟
قالت بهدوء : لمن كنتم تناقشون المعتقدات الغريبة اللي تسويها العنود ..
طالعوا فيها بصمت دام لثواني قبل ما يكملون لعبهم وسفانة تقول بتريقة : تراني بدأت حرب الجلسريد والليمون على الأكواع والركب , إن شاء الله تفيد إلى يوم الزواج ..
طالعت ريم في أكواعها وقالت : سفانة مايحتاج , ماشاء الله مو ذاك الفرق ..
طالعت سفانة في كوعها وقالت بفرح : بالله , يمكن لأني أستخدم هالخلطة من رمضان و بدأ مفعولها يطلع ..
رفعت العنود تنورتها وطالعت في ركبتها وقالت : واااااااااا شكلي أنا اللي أحتاج من جد , شوفي ..
قالت الهنوف باستنكار وهي تضربها على ركبتها : عنووووووووود و مايجوووووووز عورتك هذه ..
قالت الخنساء بتريقة : أنصحك تعالجين بشرتك وتنظفينها استعدادا لجلسات الليزر للشعر أحسن لك ..
تغيرت ملامح العنود لمن تذكرت الحلاوة ووجعها وقالت وهي تسبغ صوتها بنبرة بكاء مسرحية : أهااااااااااااااا , أحس جسمي يعورني من دحين ..
زفرت سفانة وقالت : المشكلة يوم زواجك مو بس يدينك ورجولك , وجهك وظهرك وبطنك و ...
قاطعتها العنود : خلاااااااااااااص ..
ضحكوا على العنود اللي ما تتحمل وجع الحلاوة , قالت الخنساء وهي تمد يدها : أجل أنا اش أقول !! طالعي ..
كانت الخنساء أكثر وحدة مشعرة فيهم بعد الهنوف , طالعت فيها العنود ورجعت طالعت في يدها لمن شافت الفرق سلمت على يدها ومدت جسمها وسلمت على خد الخنساء وربتت على كتفها وهي تقول بمأساوية : الصبر ضياء يا قلبي ...
ضحكوا على طريقتها , وبعد عدة أحاديث عن عذاب المرأة عشان تتزين لرجال ما يقدر تعبها سألت أسماء فجأة : إيوه صح , ريمان ليه ماجات عهود معاك مادام مابتروح الجواز مع الحريم ؟؟
قالت ريم بتهرب : يمكن عشان هي اللي بتسشور شعر أمي وبتمكيجها ..
قالت سمية : طيب خليها تجي بعد ما تخلص ..
كبتت العنود كل كلمات الكره والحقد اللي بتطلع من فمها وقالت تنهي الموضوع وهي ما تتخيل إنه إحتما تجيهم عهود لأنه أزهار وعدتها إنها بتجي لهم قبل ما يروح جاسم للجواز وبتتعشى عندهم ..
سرحت ريم بأفكارها وهي تفكر بأختها عهود اللي طلعت لها صديقة جديدة غير جيهان والمشكلة إنه شكلها مايطمن زي جيهان , ولمن تذكرت اتصالات أمها بعبد الرحمن اللي حن أخيرا ورد بعد أسبوع متواصل من المكالمات واللي بارك لها ببرود لمن دري بخطبة عبد الإله واللي أعلن بصريح العبارة إنه ما حياخذ إجازه عشان ينزل لجوازه لأنه لازم يجلس الخمس سنوات متواصلة عشان ياخذ الجنسية الأمريكية وهو مهو مفرط فيها عشان جواز على حد قوله ..
: ريمان ..
ابتسمت وقالت : هلا ..
: دورك ..
سحبت ورقة وهي تهتف بداخلها ~ يااااااااارب اهديهم عشان الضعيف المريض بالقلب , يا حبيبي يا أبويه , ياحبيبي يا أبويه ~ ..


****************************

بعد العشاء بوقت في الرياض :
في فيلا عبد الكريم :

: أنا أول مرة أشوف ملكة في بيت العريس ..
ضحكت هيام وقالت : عااااااادي ..
زفرت وسام وطالعت في أرجاء غرفة سحر , كانت تحس نفسها في دوامة مالها قرار تحس كل شي حولها يجري جري , أولها موافقة خوالها وأمها اللي ما تدري كيف صارت وبعدها نتيجة تحاليلها اللي صدمتها كيف طلعت في خلال يومين فقط , مافاقت من هالموضوع إلا جاتها زيارة عبد الكريم الرسمية مع حنان وخلود والتوأم وهم جايبين هداياهم كصفعة تأكد لها إنه الموضوع مو حلم , ولمن وصلت بذاكرتها لسلطان اللي أصر قبل أسبوع إنهم يعقدون لهم على الورق ودفع مهر ثاني فوق مهر سامر قامت وهي تبعد طبقات الفستان عشان تشوف الأرض , وقفت وتحركت للمراية الطويلة المعلقة ورى الباب وطالعت في شكلها , مكياجها الخليط من الذهبي ودرجات الزيتي متناسب مع فستانها الفخم العاري اللي فصلت عليه جاكيت ناعم قصير واللي أصرت نجلاء تدفع عليه 2500 عشان يتخيط في أسبوعين , زفرت وسام وهي تتلمس نحرها مستحية من الفتحة اللي رجعتها للخياط مرتين عشان يرفعها شوية و تأملت تسريحتها المرفوعة والمتناثر منها بعض الخصلات ماكانت عاجبتها , تلمست الشال الصغير المربوط ورى قصتها الناعمة والمعقود عند إذنها اليمنى , قالت هيام : والله حلوه التسريحة , اش فييييييييك ؟؟
زفرت مرة ثانية ولفت على هيام وقالت بصوت مخنوق : أحسها مبالغ فيها , حتى المكياج ثقيل و الفستان ...
تحركت هيام ومسكت يدينها اللي انصعقت لمن لقيتها زي الثلج , رصتها بقوة وهمست : وسومه والله حلو , بالعكس إنتي حاطه مكياج عادي , رفضتي مكياج الملكة ناسية مضاربتك مع الكوفيرة ..
همست وسام : أحس كل شي خبط لزق , أحس نفسي في سباق خيل كإنه ...
وغمضت عيونها بقوة , صرخت هيام وهي تهف بيدينها قدام وجهها : لالالالالالا ...
وتلفتت تدور على منديل , جريت وسحبت واحد ولفته بسرعة وهي تقول : إرفعي راسك يا حماره ..
رفعت وسام راسها لفوق وهمست وهي تقاوم دموعها : أنا أكبر منك يا وقحة , اش ياحمارة ؟؟
حطت هيام المنديل في طرف عينها وهمست بحنان : عارفه , ومو بس أكبر مني اليوم إنتي عروسة ..
بعدت عنها وسام وضربتها وهي تقول بعصبية : شكرا هديتيني بشكل فعااااااااال ..
قهقهت هيام وقالت وهي ترجع تسحبها وتحط المنديل في طرف عينها : طيب ما بأقول عروس , مملكة مع إني ماني شايفة فرق ..
همست وسام : في مليون فرق , أولها لمن نخلص من هالمسرحية اللي مال أمها داعي بأرجع للبيت معاكم مو مع واحد غريب ..
انفتح الباب ودخلت منه نجلاء المتألقة بجلابية فخمة بلون ذهبي وأحمر وهتفت لمن شافت وسام رافعه راسها وهيام تمسح لها : اش فيه ؟؟
فتحت هيام فمها لكن وسام سبقتها وقالت بابتسامة رقيقة : دخل شي في عيني ومسحته ليه عشان ما يتخرب المكياج ..
تنهدت وقالت : أشوه , على بالي تصيحين ..
ضحكت وسام وقالت : وليش أصيح ؟؟
وكملت وهي تحس نفسها سخيفة : اليوم ملكتي , مو ؟؟
وتغيرت ملامحها لجزء من الثانية لكنها رجعت ضبطتها وهي تبتسم ابتسامة أوسع , تحركت نجلاء وضمتها وهي تقول : بسم الله ماشاء الله , والله أحلى عروس ..
هزت وسام يدها وقالت بتريقة : مين يشهد للعروس !! بعدين مو كل ما شفتيني تقولين أحلى عروس وما أدري اش شكله دحين يقولون فرحانه ببنتها ..
بعدت عنها نجلاء وقالت بابتسامة محبة : وهذا الشي الحقيقي , أنا فرحانه ببنتي ..
ولمن تذكرت قالت : أوووو صــح , يلا تجهزي لأنه بنخرج للصالة عشان سامر بيجي ..
تجمدت كل ملامحها وحست بكل شي حولها واقف إلا قلبها اللي ينبض بسرعة , سحبت نفس عميق وهمست وهي تتمسك في هيام : حمام , أبغى حمام ..
هتفت هيام باستنكار : بالفستااااااااااان , بعدين الحمام برا يعني لازم تخرجين قدامهم ..
قالت بصوت مخنوق : لو مارحت الحمام دحين بأسويها على فراش سحر هنا ..
اندق الباب ووصلهم صوت خلود وهي تقول : ها عمه , جهزنا شريط الزفة وكل شي ..
خرجت نجلاء لبنت أخوها وقالت وهي مبتسمة : دقايق بس ..
وكشرت وجهها وهي تكمل بهمس : متوترة شوية ..
ابتسمت خلود بمحبة وقالت : الله يعينها , أنا بطني مغصتني ..
ولفت على سحر اللي كانت تتأكد من الأشياء اللي على الطاولة , قالت سحر وهي تصب عصير الكوكتيل في الكاسة : أحححححسن فكرة سوتها سلافة ..
ابتسمت سلافة وقالت بتكبر وهي تجهز كاميرا هيام الديجتال : شكرا , أتلقى الشكر على شكل هدايا ..
ضربتها سمر على راسها وقالت : أخوك يالحمارة , لازم تتعبين في ملكته ..
وابتسمت وهي تطالع في الكرسي اللي غطته سحر بحرير ذهبي فوقه تل بنفس اللون متناسب مع عربية الملكة المزينة بورود خليط من الزيتي والأصفر والذهبي زفرت وقالت تأكد كلام توأمها : أحسن فكرة بعيد عن عيون الحريم عشان ما يقارنون وعشان ما تزعل وسام ..
رفعت سحر راسها وقالت : سمـر , مو بس وسام اللي كانت معارضة إنها تنزف مع سامر قدام الحريم , بعدين مهي حكاية مقارنة ..
قالت خلود تأييدها : إيوه , كلنا كنا رافضين لأنه مايجوز الحريم يقعدون يتأملون في الرجال حتى لو كان عريس ..
وأشرت على الصالة اللي اقترحت عليهم سلافة إنهم يخلون سامر يدخل فيها على وسام قبل ما يزفونهم من الدرج ومن هناك تنزف وسام للحريم لوحدها ويخرج سامر , وما بيحضر المشهد إلا محارمه من الحريم وكملت : عشان كذا بنخليهم هنا و ..
سكتت لمن دق جوالها , خرجته ولمن شافت الاسم همست : عدنان , ياويلنا ..
وردت عليه وهي تقوله دقايق ويخلي سامر يجي , انفتح باب غرفة سحر وطلت وسام من وراه وهي معلقة قبضة الورد السكري بشريط ستان ذهبي حول معصمها اليسار , أول ما شافتها خلود غطرفت لها , ابتسمت وسام بخجل لمن بدأت الغطاريف تتوالى ونظرات الحريم الموجودات تنصب عليها , دنقت راسها وتلمست فستانها بتوتر , مسكتها هيام ومشتها إلين الكرسي اللي تم تفريغ الصالة من كل شي إلا منه ومن طاولة مقابلة له عليها كاسة العصير المزخرفة تتوسط شمعدانين كبيرة مزينة بنفس الزينة , بدأوا الحريم يسلمون عليها وهم يباركون وأولهم حنان وبناتها ..



******************************


صك جواله ولف على سامر الواقف جنبه وهو يتلمس جانب بشته الأسود بتوتر , ابتسم وقال : خلاص دقايق ويدخلونك ..
صرخة الشباب خلته يبتسم بتوتر وهو يهمس لماهر : إنت كنت تحس بشي من اللي يسوونه لمن كنت بتدخل على أريج ..
هز راسه وسأل بابتسامة عريضة : لا , ليه ؟؟
دنق على إذنه وهمس : أحسهم قاعدين يسوون لي إرهاب اجتماعي ..
قهقه وقال وهو يضربه على كتفه : الله يخسك يالملعـ .
وقطع لعنته لمن شاف عيون عدنان اللي تطالع فيه باستنكار , ابتسم وقال وهو يطبطب على كتف توأمه : بالتوفيق ..
جا دور سامر إنه يقهقه وهو يقول : تستاااااااااااااهل ...
رن جوال

في الفيلا :

: البنت حتنحرج ..
هزت سحر راسها بعناد وقالت : ما بتنحرج , غرفة عدنان تحت , حتى سامر وماهر نقلوا للغرفة اللي تحت عشان ياخذون البنات راحتهم ..
زفرت خلود وقالت وهي تلف على أمها : أميييي ..
قالت حنان بهدوء : خلود حبيبتي سحر معاها حق , مافي أحد في هالدور غير أبوك اللي أكيد بيكون طول الوقت في الديوانية مع عمك أحمد , الملحق مافي غرفة فاضيه إلا وحده لجاسم ومرته وين يروحون البنات ؟؟ مو معقوله بنومهم في نفس غرفة أبوهم اللي مجهزينها تحت ..
ابتسمت سحر وقالت : أصلا ما حتكون الجيه حلوة لو كنا معزولات , صح سلافه ؟؟
وذابت ابتسامتها لمن شافت سلافه مركبه سماعات ومربعة فوق الكنبه وفي حضنها لاب توبها , زفرت وقالت : ياربي ارحمني ..
وتحركت للمطبخ تشوف تجهيزات الضيافة , شافته واقف عند باب غرفته اللي كان خارج منها و يده الذابله ماسكه قبضته بوهن وهو مسرح في عالم ثاني , ابتسمت وقالت : يا عريس ..
ما التفت لها فضحكت وقالت : عدناااااااان ..
لف عليها ببطء وطالع فيها بعيون خاليه من التعابير , ضحكت وقالت : لساعك في العالم الثاني ..
خرج من سرحانه و انتبه لحظتها لها , ابتسم وقال وهو يتحرك ويصك بابه : خير ..
حركت حواجبها وقالت : اللي ماخذ عقلك يتهنااااااابه ..
ابتسم بهدوء وهو يقول : أمي عزمت مرة كمال ولد محمد الـ ... , تراها مالها أهليه ..
قطبت حواجبها وشهقت وقالت : يافضييييييييييحة , نسينااااااهاااااااااا ..
ورجعت تطلع الدرج بتروح تخبر أمها ووقفت في نص الدرج ورجعت لفت عليه وطالعت فيه بخبث وهي تهمس بصوت ممطوط : هذا بسسس اللي كنت سرحااااااان فيه ؟؟
اتسعت ابتسامته وهو يهز راسه ويتحرك للباب الخارجي , حست بفرح مفاجئ يغمرها ويبعث بداخلها طاقة عجيبة فقالت تغيضه : عنيييييد بتنام عنديييييييييييييي ..
لف عليها بشبه ضحكة وهو يقول بهدوء : روحي لأمي خبريها ..
وكمل طريقه , تأففت سحر وهي تهمس : يا برووودك ..
وطلعت تخبر أمها , أول ما خرج شاف باب الموقف المعدني يرتفع ببطء قبل ما يشوف مقدمة جيب أبوه تبان معلنة وصولهم , وقف للحظة إلين استقرت السيارة وتحرك بعدها لمن انفتح الباب الأمامي وخرج منه عمه أحمد , لكنه تجنب يقرب من السيارة مره , أول ما شافه أحمد تجلت كل ملامح الفرح على وجهه وهو يتحرك له وهو يقول : هلا , هلا والله بالغالي ولد الغالي , هلا ..
قال عدنان بابتسامة وهو يسلم عليه : المهلي ما يولي , هلا فيك , تو ما نورت الرياض يا عم ..
قالت الهنوف مستغلة نزول سامر وجاسم : بعض ناس ترحب وتهلي بحفاوة ما أدري ليش ؟؟ لاااااااااااا وواقفين عننننننننننند الباب ..
قالت أزهار بتريقه وبلغة عربية فصحى : حبيبتي , كرم الضيافة من شيم العرب منذ قديم الزمان ..
العنود اللي من لمحته و حست قلبها بدأ يسابق الريح من سرعة ضرباته قالت بتريقة وهي تضفي الثبات على صوتها المضطرب : لا والله , يعني دحين شايفين نفسكم تحشون زي الأوادم يااااا حبة الطماطم و أبلة العربي الجديدة ..
ضحكت أزهار وقالت بصدق : هذا تأثير منايا والله , كل تريقاتها باللغة العربية الفصحى ..
قالت بتريقه لمن حست ضربات قلبها بدأت تتباطأ بعد ما اختفى عدنان عن نظرها اللي أشاحته : يبغالكم مية سنة على بال ما توصلون للدكتوراه اللي حصلت عليها في المحشات , روحوا تعلموا أصول التحشيش بعدين تعالوا ..
نزلت الهنوف وساعدت أزهار , قالت العنود من بين أسنانها : تتحركون وتسيبوني أحلف بالله أفجركم ..
قالت الهنوف وهي تفتح المقعدة : ما قلت لك البنت صايرة إرهابية بشكل ..
نزلت العنود وتحركت معاهم للفيلا وهي تحاول قد ما تقدر تتجاهل أعصابها مشدودة ..
: يا أهليييييييييييييييين ويا سهلييييييييييييييييييييين ..
راح توترها أول ماسمعت صوت سحر , انطلقت من بين الهنوف وأزهار وهي فاردة يدينها على الآخر , ضمتها سحر بقوة وهي تقول من بين أسنانها : وحشتينييييييييييي ..
قالت العنود بصدق : وإنت أكثر يا دبــــه ..
همست سحر عشان مايسمعها أحد : ها كيف عديتي من عند أخويه ؟؟
همست العنود : أطالب بحقي في التزام الصمت حاليا ..
قهقهت سحر وابتعدت عنها وهي تقول : العنود هي العنود ..
ولفت ترحب بالهنوف وأزهار , حست العنود بكل الإحراج يرجع لها لمن شافت حنان وخلود , سلمت عليهم بهدوء , قالت حنان باستغراب : عنود حبيبتي , تعبت من الطيارة ..
ابتسمت العنود بأدب وهمست كاذبه وهي تسبل عيونها و تحط يدها على جبينها : ما عليك يا خاله , شوية صداع بس ..
تبادلت سحر والبنات نظرة سريعة وهم يكتمون ضحكهم على العنود اللي مو مناسبها دور الهادئة الخجولة , طلعوا لصالة الدور الثاني وهناك جاتهم سلافة تسلم عليهم ..
نص ساعة وأذن المغرب , قامت خلود وقالت لأزهار إنها تتفضل معاها عشان توريها غرفتها اللي بتجلس فيها , وأشرت لهم سحر على غرفتها وهي تفتح صندوق خشبي مزين بجانب طاولة التلفزيون الكبيرة اللي تتوسط كنب الصالة , أصدرت صوت مزعج قبل ما ترمي نفسها على سرير سحر , شهقت الهنوف وقالت باستنكار : عنووووووووود ..
ابتسمت سحر وهي شايلة السجاجيد وشراشف الصلاة وقالت : اش فيك ؟؟
قالت العنود بصوت مخنوق من المخدة اللي دافنة وجهها فيها : الأدب متعب ..
ورفعت راسها لمن ما سمعوها وقالت بهمس وهي تطالع جهة الباب خوف يدخل أحد : الأدب متعب ..
ضحكوا عليها وقالت سحر من وسط ضحكها : والله إنت اللي متعبة نفسك وقاعدة قعدة رسمية والأدب اللي مو لايق عليك نهائيا مشكل هالة حولينك , يختي أمي تعرفك وتعرف خبالك , كلنا نعرفك من قبل ما نخطبك وتصرين زوجة عدنان , بالمختصر ماله داعي هالمسرحية اللي معيشة نفسك فيها ..
ماوقفت الهنوف عن الضحك وهي تقول : لااااااااا , إنت ما تدرين عن اللي صار , وحده من جاراتنا جات ورمت صواعق وتوكلت على بيتها كنها ما سوت شي ..
قالت العنود بحقد وهي تجلس مربعة فوق السرير : والله ما أسامحها الكللللللللبة , يوم القيامة ربي بيحاسبها على الظلم اللي ظلمتني إياه ..
قالت سحر وهي تفرش السجادة على الأرض : وهي كمان ربي بيحاسبك على السب اللي سبيتيها إياه ..
زفرت العنود وقالت بقهر : من حر مافيني منها , جات رممممممت في الكلام وانقلعت بيتها وأراهنك بحياتي إنها شخرت وحلمت من زود الوناسة وأنا طول ليلي وأنا أحترق ...
قالت الهنوف تفسر لها لمن شافت عدم الفهم على ملامحها : شوفي يا حبيبتي , هذي جارتنا أم حمد ..
قالت العنود بغيض : أم نكد ..
هزت الهنوف وقالت تطاوعها : أم نكد , ولمن دريت إننا جايين الرياض عشان زواج أخوانك قامت ترمي في الكلام وإنه العنود أكيد مبسوطة وغيره كله عشان بتقابل عدنان وإنه أصلا هذا غرضها من الزيارة ..
رمت العنود نفسها على ورى ورافست بيدينها ورجولها وهي تقول بغيض : قاهرتنيييييييي قاهرتنيييييييييي ..
ووقفت عن الرفس وجلست زي الأطفال مفرقة رجولها وهي تقول بتريقة والغيض واضح في كل حرف من حروفها : لااااااااااا واللي يزيدك قهر كانت تبتسم , تبتــسم , ومو بس كذا , مضيقة عيونها بخبث يعني يعني كشفتك..
وابتسمت ابتسامة مسرحية وهي تهز راسها وتكمل : وأنا كان لازم زي الهبلة ابتسم بخجل وأهز راسي قبل ما أدنقه لزوم المسرحية وآآآآآآآآآآآآآآآآآآنا من جوة ...
وأشرت على صدرها وهي تقول بصوت ثقيل : غلياااااااااااااااااان , ودي ببازوكة ولا ماجنوم عشان أفرغه فيها , تمنيت لو بيدي مطرقة أهد لها سنونها فيها ..
كانوا غرقين في الضحك وهي تشرح مشاعرها بحماس , قالت سحر بتريقة وهي تغمز لها : يعني يعني بكلامك تراني جاية للواجب يا سحر مو عشان سواد عيون أخوك , اعترفي اعترفي , لو مو عدنا ....
صرخت العنود تقاطعها وهي تسحب المخدة : يا حماااااااااااااااااااااااااااااااااره ..
شردت سحر لمن رمت العنود المخدة بكل قوتها , في ثواني تفادت سحر المخدة وضربت المخدة في وجه حنان اللي توها دخلت , صرخوا كلهم بصدمة وغطت الهنوف فمها بيدينها وهي تطالع برعب في حنان اللي طاحت المخدة عند رجولها , نطت العنود من السرير وجريت لها وهي تقول بتلعثم : واااااا خالتي أنا آآآآآآآآآآآآآآآآسفة , والله قصدت سحر , والله , أنا , قصدي ..
وانحنت بسرعة وشالت المخده وضمتها لصدرها وهي تطالع في حنان بوجه محمر وهي مهي عارفه اش تسوي , انفجرت سحر بالضحك واستندت على دولابها وهي ماسكة بطنها من كثر الضحك وحمحمت الهنوف وهي تبلع ريقها مصعوقة من اللي صار , ابتسمت حنان وقالت : لا عا ...
قالت العنود بسرعة وهي ضامة المخدة بيد واليد الثانية تمسد فيها كتف حنان : خالتي والله ما شفتك وإنت داخلة و ...
قاطعتها حنان بلطف : عااااااادي اش فيك ؟؟ أنا عارفه إنك ما شفتيني ..
وكملت بلهجة عادية عشان تبين للعنود إنه الموضوع عادي : صلوا وتعالوا عشان تشربون الشاهي ..
وخرجت , ~ أنا ليه كذا ؟؟ ليه دايما أطيح في هالمواقف ؟؟ ليه ... ~ خرجت من أفكارها على ضحك سحر اللي تحول لتأوهات وهي تمسك بطنها , لفت بحقد عليها وهي تقول من بين أسنانها : يا نذله ..
وجريت لها , صرخت سحر وحاولت تنط من فوق السرير لكن العنود مسكتها ورمتها على السرير وجلست فوقها بكل ثقلها وهي تقرصها وتقول : أوريييييييييييييك الضحك الزايد يا دببببببببببببببببببببببببببببببببب , قولي توبــــــــه ما عاد أضحك عليك ..
: ماني قايله ..
زادت في ضغطها على جسم سحر اللي تأوهت من كثر الإختناق وهي تقول : قولي تووووووووووبه ..
: مااااااااااني قا ...
وصرخت لمن قرصتها العنود : آآآآآآآآآآي يا عمود الكهرب يالعصلا قومي عني ..
جريت الهنوف وصكت باب الغرفة خوف ترجع حنان وتشوف هالمنظر ..


****************************

بعد وجبة العشاء فيلا عبد الكريم :
في مجلس الرجال :

انتبه عدنان لنظرات منصبة عليه وهو يصب الشاهي الأخضر , التفت وانصدم لمن شاف أربع أزواج عيون تطالع فيه , قطب حواجبه وكشر في وجه التوأم وسطام وصقر ولف على جده سلطان و بدأ يباشر عليه وعلى أعمامه والموجودين , أبوه ذبح ذبيحيتين وعزم كل الأهل و الجيران ترحيب في أحمد وجاسم وأصر يسوي هالعشاء رغم إنه أحمد اعترض لأنه الزواج بيكون بعد يومين و بيكون فيه ذبايح وعشاء , لف وقال وهو يباشر على عمه عبد العزيز : خير تطالعون فيني ..
قال ماهر وهو مسمر عيونه على أخوه : صراحة أحييييييي فيك هالقوة ..
هز سامر راسه مؤيد له وهو يقول بسخرية : سجلني واحد من المعجبين فيك ..
ضحك ولف على سطام وهو يقول متسائل : اش يخربطون ذولي ..
ابتسم سطام بصمت وقال صقر بهمس : من أول نتكلم عن إنك ما اتصلت ترحب في بعض ناااااااس ولا طلبت تقابلهم ..
طالع ماهر في ساعته وقال : ست ساعات ونص من وصلت وإلى الآن متمالك نفسك ..
طالع فيه وكمل بهمس جدي : صرااااااااااحة هي واحد من اثنين , يا إنك بااااااااااارد ما عندك مشاعر أو إنك متضارب معاها ومخبي على الكل ..
انصدم عدنان من كلمته لكنه التزم الصمت , كشر في وجههم وتحرك , حط الصينية اللي فرغت من فناجين الشاهي على الطاولة وسرح لثانية قبل ما تتسع عيونه عن آخرها وصوتها يدوي من أعماق سحيقة ~ بارد لوح ثلج ~ رفع راسه بصدمة لمن تذكر وصفها له في المدينة بعد التصادم في المصعد , وفي لمح البصر استرجع عقله هالموقف اللي غاب عن باله ..
: عدنان ..
لف على جده اللي ناداه وتحرك بسرعة يتناول الفنجان من جده اللي قال : روح قولهم يسوون شاهي أحمر بالنعناع لي وللشياب ..
ابتسم عدنان وتحرك , خرج من المجلس وتحرك للمطبخ وهو يقول بصوت عالي : يا أهل البيت , طريق ..
كان حريص إنه يعلن وجوده لأنه عارف إنه البيت صار مزدحم , دخل المطبخ وابتسم لمن شاف أمه وخلود في المطبخ وقال : جدي يبغى شاهي ...
لفت خلود وهي شايلة الصينية وقالت بابتسامة : أحمر منعنش ..
تناول منها الصينية وهي تكمل : أمي جهزته من بعد الشاهي على طول ..
ابتسمت حنان وقالت : خلاص حفظت عمي حفظ ..
ابتسم وتحرك وبلا شعور وقف عن المشي وطالع في الدرج ~ يكون هي تفكر نفس تفكيرهم ,.... ما أظن , بسسسس .... ~ لمن انتبه لنفسه زفر ورص الصينية وتحرك وكلماتها تدوي بعقله مرة ثانية وثالثة , أول ما دخل المجلس سمع جده يقول بحده وهو يأشر بعصايته على عبيد و أسامة : تحركوا يمال العافية , قوموا تحركوا ساعدوا أولاد عمكم ..
قام عادل بسرعة وتناول الصينية من عدنان , لف أسامة بوزه وقال بتريقة : ماهر وسامر جالسين , نقوم إحنا ..
قال عبيد وهو يضحك : عرسان ما يتحركون ..
زفر وضرب صدره وهو يقول : ياحسرتي متى يقولون عني عريس ..
ضحك ماهر وقال بتريقة : هانت يا ولد الناس , كلها كم شهر ويتزوج سطام وكم شهر يخطب صقر وبعدها كم شهر ويتزوج و بعدها بكم شهر تخطب و بعدها بكم شهر تتزوج ..
ومسك سامر ضحكه وهو يقول بتريقة : لو جمعناها يعني بعد ثلاث سنين إن شا ..
قال أسامة بحدة : تفل من فمك , اش بيصبرني ثلاث سنين أنا ..
ولف على أخوانه وقال بعصبية : تجوزوااااااااا ..
قهقه الشباب عليه وقال جاسم من وسط ضحكه : والله ذكرني بحسان ..
لف سلطان بحده وقال : هي إنت , على إيش تصارخ ..
زفر أسامه وقال بحسرة : ودي أغني ..
زاد ضحك الشباب لمن قال جده : غني ..
كان معروف إنه صوته أحلى صوت بينهم , حمحم وقال بصوت رخيم : انصر عبادك , انصر عبااااادك , انصر عبادك ياربي انصر عبادك , أوقينا نارك , أوقينا نااااارك , أوقينا نارك يا ربي أوقينا نارك ..
أشر على أبوه وهو يكمل غناه : والعزوبية , العزوبية , العزوبية يا يبه طالت عليه ..
قهقه كل من في المجلسو وهو كمل بلا اهتمام : قوم أخطبلي , قوم أخطبلي , قوم أخطبلي يا يبه وحده حورية ..
حط عبيد يده على فمه يسكته وهو يضحك , قال عبد العزيز وهو يحمحم بعد ما قهقه من قلبه على خبال ولده : خلص دراستك الأول و ..
قال سلطان يقاطع ولده مخاطب أسامة : أشر على اللي تباها وتوصلك بكرة ..
وضرب صدره وهو يقول : والمهر والقصر علي ..
قال عبد العزيز باعتراض : أبويه , ومن فين يعيش بنت الناس , بالألف اللي ياخذها من الكلية , خله يتوظف وأنا أجوزه ثاني يوم من استلام الوظيفة ...
ولمن بدأ نقاش حامي بين الكبار عن الوظائف والبطالة وغلاء المهور , أشر سطام بيده , قال أسامة بعدم اهتمام : زين جبتلهم هرجة , قال فضحتكم قال ..
قال طارق بطفش : والله الزواج سجن ..
لف عليه أسامة وقال بحدة : هذا اللي دايم تقولونه يالمتزوجين , سجن , سجن , والله منتم حاسين بالنعمة اللي انتم فيها ..
قال عدنان وهو يضحك : هذا كلامك وإنت ما عشت حياة العزوبية المزبوطة ..
ولف على جاسم وهو يسأله : ولا ؟؟..
قال جاسم : الله يسعدك لا تذكرني بذيك الأيااااااااام , لا أكل زي الناس ولا ملابس نظيفة زي باقي الأوادم ولا ...... أففففف ما ودي أتذكرها ..
قال أسامة بسخرية : ما في اختلاف بين حياتي وحياتكم ..
سكت الكل وعلا الوجوم وجوههم وهم يفكرون بأمه ولمن شاف جاسم تعابير وجيههم التزم الصمت هو الآخر رغم إنه ما كان فاهم السبب في هالبرود اللي ساد الجو فجأة , قال أسامة بتريقة ينهي الجو اللي ساد بعد كلمته : خير , هذا كله حزن على حالي , جيبوالي عروسة وأنا أنبسط ..
رجعوا ضحكوا وعبيد يقول : ياااااااااالله يارب تزوجه في أقرب وقت وتفكنا من رجته ..


*************************

في داخل الفيلا :

ضحكت العنود وقالت وهي تلعب في شعرها بدلع : طبببببببعا ودهم يشوفوني , مو آآآآآآآنا العنود ..
قالت أزهار بتريقة : والله ودهم يشوفونك لأنك حرمممممممم السيد عدنان مو عشانك العنود ..
ضحكت الهنوف على وجه العنود اللي تغير وهي تضرب أزهار على فخذها يعني اشكتي وقالت سحر من وسط ضحكها : حرااااااااام عليك طيحتي خشمها ..
رفعت راسها بتكبر وقالت : لسه مااااااااجابته أمه اللي يكسر خشمي ..
رموها بنظرات ساخرة , لفت بوزها وقالت بتساؤل : عندكم شك ؟؟..
قامت أزهار وقالت : يلا أستأذن , بأروح الغرفة ..
تبعتها الهنوف وهي تقول : استني بأجي معاك ..
طالعت فيهم العنود بعيون متسعة ولفت بحدة على سحر اللي ابتسمت وقالت وهي تقوم : أشوف أمي تحتاج شي و لا ...
مسكتها العنود وجلستها وهي تهتف : يا حمييييييييييييييير اش قصدكم بهالحركات ؟؟
ضحكت سحر وقالت وهي تهز أكتافها : أنا اش ذنبي تجريني , ما أدري اش قصدهم ,
أنا بريئة بأروح لأمي ..
حطت يدينها على خصرها وقالت : لا والله , على مين تكذبـ ...
وقطعت كلامها لمن شردت سحر من قدامها , صرخت وهي تلحقها : سحووووووروووووو ..
وتصنمت عند العتبة وهي تذكر نفسها إنها في بيته , حمحمت ورجعت للمرايا , عدلت وضع بلوزتها القطنية الصفراء المزينة بفراشات ملونة بالأسود و اللي لبستها على تنورة سوداء , تأكدت من شكلها ومسدت شعرها وخرجت , كانت تمشي بحذر وهي تقول : سحر , سلافة , خالتوووو ..
لمجرد إنها تبين وجودها , ابتسمت لمن قابلتها هند , قالت هند بابتسامة : سحر تحت في المطبخ مع عمتي وخلود ..
ابتسمت العنود شاكرة وتحركت نازلة وهي تقول بداخلها ~ ماشاء الله هالكشخة كلها وهي في عشاء عادي ما في أحد , اش بتسوي يوم الزواج ؟؟ ياربيييييييييي أكيد بيقعدون الناس يقارنون و ... عنيييييييييييد من متى تحسين بعدم الثقة و ~ وصلها صوت هند وهي تقول : انتبهي وإنت نازله لا يشوفك أحد من الرجال يكون جاي من المطبخ ولا شي , نبهي عن وجودك ..
ابتسمت لهند وطنشتها وكملت طريقها ورجعت خصلات شعرها اللي تركته طليق لورى بحركة مسرحية وهي تقول لنفسها : أنا عنيد مافي مني اثنين ..
لمن وصلت للدورالأرضي حست بخفقات قلبها تزيد فقالت بسرعة : ســـحر ..
: هنا في المطبــــــــخ ..
زفرت براحة لمن سمعت صوت سحر , تحركت وهي تمتم لنفسها بغيض : خببببببله اش هالخوف والتوتر يا غبية , خلي عنك الرومانسية الزايدة ما أظنه بيفكر إنه يتحين الفرصة عشان يشوفك , مااااااااااااالت عليه ..
دخلت المطبخ وابتسمت وهي تقول : أنا جييييييييييييت ..
لفت خلود وقالت بتريقة : أهلا وسهلا عنود , توك رجعتي العنود اللي نعرفها من أول ساكته و ..
ضحكت العنود بحرج أول ما قالت خلود كلامها وتحركت لداخل المطبخ وهي تستمع لباقي الحديث وأول ما قربت من خلود دعست رجلها وهي تهمس من بين أسنانها : اشششش لاتخليني أحطك في القائمة السوداء تراني لا صرت عدوة أصير شييييييييييينه ..
ضحكت خلود من قلبها , كانت تسمع عن العنود وحركاتها من سحر وسلافة أكثر الناس اتصالا بها وهي كمان كانت تعرف وتشوف بعض هالحركات أيام كانوا ساكنين في جدة قبل زواجها بكم سنة لكنها ما توقعت حركتها هذه , ابتسمت لها العنود ابتسامة رقيقة قبل ما تفتح عيونها على اتساعها تحذير , زاد ضحك خلود وكل اللي في المطبخ ملتفت لهم مو فاهم سبب ضحكها , قالت حنان بابتسامة : خير يا خلود , ضحكينا معاك ..
وسألت سحر بحماس : اش عندكم ؟؟
الفت عليهم العنود وابتسمت ببراءة وهي تهز أكتافها يعني ما أدري اش فيه , ضربتها خلود على كتفها وتحركت خارجة من المطبخ وهي تقول : تذكرت شي ضحكني ..
ضيقت سحر عيونها وطالعت في العنود , طالعت فيها العنود ببراءة مصطنعة , همست سحر : والله بعيد البرااااءة عنك ..
فرصعت العنود عيونها بحدة وهي تأشر براسها على حنان اللي كانت ماسكة المغرفة الكبيرة تحط بقايا الرز في قدر كبير , ابتسمت سحر وقالت : إيييييوه , دحين العنود ..
تجاهلتها العنود ولفت على حنان وهي تسأل : خاله اش تسوين ؟؟
قالت وهي تأشر لشغالة هند إنها تناولها القصدير : الزايد دايم أخلي منه شوية لبكرة والباقي أوزعه على عمتي أم عبد الكريم وأمي والجيران ..
ابتسمت وقالت : ذكرتيني بجده حمده , توزززززع على الخليقة كلهم وبعد ما توزع تتذكر إنها ما بقت لها ولا حتى ملعقة رز ...
ضحكت حنان وقالت وهي تلف عليها : لا مو لدرجة أنسى نفسي , أكلت الحمد لله ..
ضحكت العنود وقالت وهي تهز أكتافها : هذه جده حمده ولو ما سوت كذا ما تصير حمده ..
زفرت حنان وغطت القدر بالقصدير وهي تقول : ما في زي أم صالح ماشاء الله عليها ..
: القدور جاهزة ؟؟..
انصعقت العنود لمن سمعت الصوت الرجالي ولمن رفعت بصرها وشافته عرفته على طول , كان نسخة منسخة من اللي قابلته في المخزن لكنه بدون الأثر اللي في وجهه , شهقت وهي تجلس على طول محتمية بظهر حنان اللي قالت وهي تلوح بيدها : ورااااااااك ..
لف على طول وخرج وهو يقول : وأنا اش دراني ؟؟..
قالت سحر بحدة : يا سلاااااااااام , مافي شي اسمه حمحمه ..
ضربت العنود خدودها اللي تحسها حااااره من الفشلة وهي تهمس : شافني , شافني ..
قالت حنان بضحكه وهي تلف عليها : ماعليك منه هذا دايم الدوم طاير ..
ابتسمت العنود بإحراج وهي تلوم نفسها 100 مرة ليش جات المطبخ , قالت سحر وهي تضرب كتف ماهر : لف على هناك يعلك العافية , خلي البنت تعدي ..
لف وأعطى ظهره لها , أشرت سحر للعنود إنها تعدي عشان يمديه يدخل يشيل القدور , أول ما خرجت العنود وسمع حركتها قال : كيف حالك مرة أخوي ؟؟
ولمن ماسمع ردها قال : يخص عليك حتى مباركة ما باركتيلي ..
ضربته سحر على راسه وطلعت العنود وهي تحس الهوا اختفى من المكان من شدة الخجل , سمعت سحر تهزئه وهو يضحك , هفهفت بيدينها تضيع الحراره اللي تحسها من الخجل وهي تقول : ياربيييييييييي والله فشله , والله فشله ..
كانت تقابل أولاد عمانها وعماتها كثير لكن ما قيد حست بالخجل يقطعها زي اليوم ~ ياربي اش هالإحساااااااااااااس ؟؟ يمكن لأنه أخوه ؟؟ ~ ريحها هالتفكير , فعلا يمكن شعور الخجل كان مضاعف لأنه أخو عدنان وزادها يوم يناديها مرة أخوي ..
: your face is red ..
لفت على سلافة وقالت بعدم استيعاب : هااا ..
ضحكت هند وقالت : تقول وجهك أحمر , مو أحمر بس إلا رايح فيها ..
قالت بخجل : قابلت أخوك عشان كذا أحمر ..
شهقت هند وهتفت : خااااااااالد ..
ضحكت سلافة على رد فعل هند وعلى العنود اللي هزت راسها بقوة وهي تقول بخوف : لااااااااااا , ماهر ..
زفرت هند وقالت : أشششششششوه , حسبالي ..
ورجعت حطت يدها على خصرها وهي تقول : والله لا أعلم أرووووج قابلتي زوجها , لا وفاردة الشعر كمان ..
حست العنود في لهجتها شي غريب , رفعت واحد من حواجبها ورمتها بنظرة باردة وهي تقول بصوت غريب : لا قلتيلها قوليها إنه هو اللي دخل بدون مايحمحم ..
وأعطتها ظهرها وتحركت بغيض لغرفة سحر ..
هي من جات وهي حابسة نفسها في غرفة سحر وما تخرج إلا للصالة وبالقوة بعد ما نادتها حنان عشان الشاهي اللي هي أصلا ما تشربه ويوم خرجت تطيح في هالموقف وتجيها هالأفندية اللي ما دخلت لها من زور عشان تبين كإنها هي اللي رمت نفسها قدام ماهر عشان يشوفها , لفت بوزها وهي تجلس على سرير سحر , سحبت عدة أنفاس هدت نفسها فيها وتحركت خارجة للباب اللي يؤدي للدور الثالث اللي هو الملحق , كان عبارة عن صالة فيها بوفيه صغير فيه ثلاجة و حمام وغرفتين وحده محولة مخزن كله عفش و الغرفة الثانية لجاسم وأزهار , دقت الباب ودخلت , شافت أزهار منسدة على ظهرها وهي مغطية وجهها بذراعها اليمين وغارقة في النوم وجنبها الهنوف , ضحكت وتحركت بشويش وهزت الهنوف وهي تهمس : هنيف , هنوفي , بنت , قومي الله يفشلك لو جا جاسم وشافك نايمه مكانه ؟؟
فزت الهنوف من نومها برعب وطالعت فيها , لمن شافت العنود عيونها والحيرة اللي فيها همست خوف تصحى أزهار : إنت في غرفة جاسم وأزهار , إحنا في الرياض ..
ضربت الهنوف جبينها متذكرة , كتمت العنود ضحكها وهي تهمس : قومي يا تحفة نامي تحت ..
قامت عن السرير وهي تقول بصوت منخفض : استحيت أنام تحت وإنتم صاحيين ولمن جيت مع أزهار قالت بتتمدد لأنها تعبانه وما دريت بنفسي إلا وأنا نايمه معاها ..
لحفت العنود أزهار وطفت النور وصكت الباب بعد ما خرجت هي و الهنوف , سألت الهنوف : كم لي وأنا نايمه ؟؟
ضحكت العنود وقالت : ماكملتي ربع ساعه ..
ولفت بوزها وقالت وهي تمسكها : خلينا هنا شوية ..
وجلست في كنب الصالة , وزفرت بضيق وهي تقول : هذي الهند ما دخلت لي من زور ..
قطبت الهنوف حواجبها وقالت : عشان قالتلك قبل العشا انتبهي خالد في الحمام ..
لفت العنود بوزها لمن تذكرت هند وهي تقول لها هالعبارة بتنبيه وهي رايحة تغسل يدينها عشان العشاء وزفرت وهي تقول : لا , مو عشان هالشي , بسسسس ..
سكتت ورجعت قالت بحدة : يختي هي ليه حاطه في بالها إني جاية أستعرض نفسي , أصلا ماكان له داعي تقولي خالد في الحمام لأني ما كنت رايحه للحماااااام اللي فيه زوجها الأسطوري توم كروز ولا شاروخ خان ..
ضحكت الهنوف وقالت : الله يخس ابليسك لا تسمعك , بعدين اش جاب نصارني وبوذي إنتي وجهك عند واحد مسلم , صدق سخيفة ..
قالت العنود باستنكار : والله من جدي أتكلم , لا يكون بتقعد لي عالطالعة والنازلة قرفففففففففففففففف ..
جلست جنبها الهنوف وطبطبت على كتفها تهديها , سحبت العنود نفس عميق ولفت على الهنوف وقالت بهدوء : خلاص هديت , يلا نتحرك لا تستفقدنا سحر تقول شاردين ..
أول ما خرجوا من الصالة كان يقابلهم باب مقفول يؤدي للسطوح , نزلوا من الدرج واللي كان درج داخلي يوصل لباب في الدور الثاني , فتحت العنود الباب بشويش وهي تقول : سحر ..
ولمن ماسمعت صوت تحركت لداخل الصالة اللي تطل عليها بعض أبواب غرف النوم , خرجت سحر من غرفتها وقالت : وييييييييييييينكم ؟؟
قطعت الهنوف تثاؤبها وقالت العنود بتريقة وهي تأشر عليها : كانت نايمه فـ ...
ضربتها الهنوف تسكتها , ضحكت سحر وقالت : إذا نعسانة تعالي نامي ..
ودخلت غرفتها معاهم , تحركت للكنبة الطويلة اللي نقلتها عشانهم لغرفتها وفتحتها وهي تقول : سرقتها من غرفة ماهر , مشتريها خصيييييييص عشان صقر لمن يجي ينام عندهم ..
قالت العنود وهي تتمدد عليها : واااااااااااااااو من يومي أحلم بكنبه سرير عشان أفردها لمن تنام عندي سفانة ..
قالت سحر وهي تأشر على سريرها : لووووووو سمحتي إنتي بتنامي على السرير وآآآآآآآآنا والهنوف بنام على الكنبه ..
قامت وهي تهتف : ليييييييييييييييييييييييه ؟؟ كنت بأنام معاك ..
وحضنت سحر , دفتها سحر اللي ما تحب الأحضان وهي تقول : وخخخخخخخخري عنيييييييييييي , إنتي ما تنامين إنتي تصارعين وقت النوم , مستحيييييييييل أنام معاك ..
بعدت عنها العنود وقالت : لا تتريقييييييييييييين , مو عشانك تنامين وتصحين على نفس الوضعية تتريقين علي ..
شهقت سحر وقالت : قولي ما شاء الله ..
قالت بتريقة : أهبووووووووووووو كنك مصورة بكاميرا , زي ماتنام زي ما تصحى ولا تتقلب ولاااااا ..
وشردت لمن لحقتها سحر وهي تقول باستنكار : لا تحسديني , قولي ما شاء اللــــه ..
ضحكت الهنوف عليهم وتحركت بتعب وانسدحت على الكنبه بدون ما تسنى المخدة , كانت عارفه إنه سحر صادقة , لو هي اللي شاركتها ما بينزعجون لأنه ثنتينهم ما يتقلبون , لكن العنود زي عقارب الساعة تاخذ دورة كاملة حول السرير من كثر حركتها ..
توقفوا عن الصريخ والمصارعة لمن انتبهوا للهنوف اللي طوت يدها اليمين تحت راسها وغاصت في النوم بكامل لبسها وزينتها بلا لحاف أو مخدة , طالعوا في بعض وضحكوا , تحركت سحر وخرجت اللحف والمخدات اللي جهزتها من الدولاب ولحفت الهنوف وحطت مخده تحت راسها , قالت العنود وهي تفك شنطة المحمول : أموووووووت وأعرف هالبنت كيف تنام بكامل زينتها ما أدري , أنا لو ما أفك شعري وأتأكد إنه مافيه حتى بنسة وألبس بجامة قطنية ما أقدر أنام ..
أيدتها سحر وهي تجلس جبنها فوق السرير وهي تقول : مستحيل أنام كذا وبدون لحاف ومخده كمان ..
فتحت العنود محمولها وشهقت لمن تذكرت شي و قالت وهي تطالع فيها بحماس : ما وريتك آخر موقع طحت عليه ..
زفرت سحر وقالت وهي تسحب محمولها وتفتحه : لاااااا ما وريتيني آخر مصايبك , اتحفيني ..
وضحكت على اعتراضات العنود ...


***************************

مشي مع جاسم حول الفيلا وهو يقول : زي ما تعرف الفيلا كبيرة ومقسومة بالنص , قسم فيلا دوبلكس اللي ساكن فيها الأهل معاها ملحق اللي إنت بتنام فيه والقسم الثاني نظام شقق , الشقتين اللي أثثناها لسامر وماهر وملحق أبويه جالس يأثثه لأكبر عماتي وبنتها ..
قال جاسم : ماشاء الله ..
وصله لجدر فيه باب صغير , قال عدنان وهو يفتحه : أبويه حاط الباب عشان يقدرون المستأجرين يجوون له ويزورونه لو يبغون بدون ما يضطرون يخرجون من البيت ..
دخلوا حوش صغير مزروع له باب كبير يؤدي للشارع , تحركوا للمدخل اللي يشبه مداخل العمارات ويختلف عن مدخل الفيلا الرئيسية , قال عدنان وهو يرافقه لفوق : الشقة اللي تحت شقة سامر واللي فوق ماهر , أبويه كلم المستأجر اللي كان ساكن فوق من فترة وقاله يخلي البيت , لكن المستأجر اللي تحت ما أمله أبوي إلا شهر لأنه ماكان متوقع إنه زواج سامر بيكون مع ماهر ..
ضحك جاسم وقال وهو يدقه : ومتى زواجك يا كبيرهم , اللي أصغر منك تزوجوا وإنت لسه ..
ابتسم وقال وهو يلف عليه : والله تعرف أنا ماعلي المهر جاهز الحمد لله و لو بأدور بألقى شقة مناسبة في الدمام وما يبقى وقتها إلا التأثيث إن شاء الله لكن ..
سكت ورجع لف وجهه وهو يكمل مسيره لفوق : إنت تعرف إنه أبوي وعمي اتفقوا إنه يكون جوازي مع ماهر وتر أبوك أصر حتى بعد وفاة البندري الله يرحمها لكن أنا رفضت , لأني عارف إنه صعب على العنود ..
ولف عليه وهو يقول بتأكيد : أنا عارف إنه ما يجوز الحزن فوق ثلاث لكن صععععععب جدا إنها تتزوج بعد وفاة أختها بثلاث شهور , أنا متأكد إنها ما بتقدر تجهز نفسها لا نفسيا ولا معنويا فقلت أأجله , كل تأخيرة فيها خيرة إن شاء الله ..
قال جاسم وهو مقطب : بسسس ..
ضحك عدنان اللي فهمه وقال : خليها على الله يا رجال , هذانا دافنين نفسنا في العمل والنادي و نصوووووم , حط تحتها ثلاث خطوط , إن شاء الله ربي يتقبل , اللي يشوفني يقول عابد , بعدين اللي صبرنا سنين يصبرنا شهور ..
قهقه جاسم وهو يقول : الله يقطع شرك تفهمها وهي طايرة ..
ابتسم عدنان وأشر على الباب على اليمن وقال : هذا الملحق وهذا الباب اللي يودي للسطوح ..
وفتح الباب اللي على يساره , كان السطوح واسع , مشي فيه إلين وصل لباب ثاني , فتحه وأشر على الباب المقابل وقال : تفضل , هذا الملحق , معليش مشوار لأنه باب من وسط الفيلا و ...
قال جاسم : لااااااا عادي , يلا انقلع شفتك اليوم بما يكفي ..
ضحك عدنان وضربه على كتفه وتحرك معاه ونزل من الدرج الداخلي وهو يقول : أوريك أوريك ..
دخل جاسم للملحق و توجه لأول غرفة واجهته وابتسم لمن شافها نايمه على جنبها , زفر صك الباب وتثاوب وهو يفك أزراره بتعب ..
دق عدنان الباب الداخلي بقوة وفتحه شويه وهو يقول : يا أهل البيت , طريق ..
: تفضل , تفضل ..
دخل أول ما سمع صوت أمه وابتسم لمن شافها جالسة وخلود جنبها تكبس رجولها , سلم ودخل وهو يقول : وصلت جاسم للملحق , ما جا أبويه ..
قالت خلود بضحكه : هو أبويه يتحرك من مجلسه وعمي أحمد في ..
قال وهو يرفع طرف ثوبه ويجلس على الكنبه : الله يديم عليهم المحبة ..
وتمطى بكسل ورجع ظهره لورى وسنده وهو يقول بصوت خامل : نعساااان..
قالت أمه بحنية : غصب تعبان ما ارتحت من جيت من الدمام , جري على المطبخ عشان تحجز الذبايح ومن بعدها جاك العشا والمباشرة وغيره , قوم , قوم مدد جسمك ..
نزع شماغه مع الطاقيه وعلقها في العقال اللي مسكه بيسراه وبيمناه تخلل شعره وهو يقول : ترا عبد الرحمن راح ووجهه يحزن ..
ابتسمت خلود وقالت : الله معاه , أنا مطلقته من أسبوع ..
ضحك وقال : الله أكبر عليكم من حريم ..
قالت باستنكار : والله , هذا جواز أخواني ولازم أساعد أمي ..
ابتسم وهو يقوم ويقول : الله يسهل , يلا عن إذنكم ..
قالت خلود بلطف : الله يعينك وراك شغل إلى الليل بكرة ..
ابتسم وقال : أخو العريسين ووحده من العرايس لازم أتعب ..
ولمن مر من غرفة سحر توقف غصب لثانية لكنه انتبه لنفسه فتحرك نازل , شاف التوأم مادين يدينهم المقبوضة قدام بعضهم وهم يقول : ورقة حجر مقص ..
وفتحوا يدينهم , قال ماهر بعصبية : ياخي يوم أختار ورق تختار ورق , غير ..
ضحك عدنان وحط شماغه وعقاله على الكنبه لمن قال سامر باعتراض : ياخي كممممممم مرة قلت لك ماتنفع لنا هاللعبة لأننا توأم ومتماثلين في التفكير ..
ورجع قال وهو يدخل يده لجيبه ويخرج محفظته : لحظة أظن معايا نص ..
وحس بخفوت الإضاءة حوله رفع راسه وتراجع خطوة لورى لمن شاف الإثنين قدامه , قضحكوا على فزعه , لف بوزه وقال وهو يخرج نص ريال : مسرع ما نطيتم في حلقي , خذوا ..
مسكه ماهر وقالوا في نفس الوقت : الصورة ..
ضحك عدنان وتناول النص من يد ماهر وقال : الصورة لماهر والكتابة لسامر ..
ورمى النص ومسكه بقفا يده وغطاه وهو يقول : قبل قولوا لي هالقرعة على إيه ..
قالوا مع بعض : مين ينام معاه خالد ..
قهقه من قلبه وقال : الله يقطع شركم ينام عندي إذا ماتبغونه ..
ورفع يده وقال : كتابة , يعني ينام عند ماهر ..
صرخ سامر بحماس وقال : yeeeeeeeeeeeeeeeeees , روح يلا أنا عريس لازم أريح جسمي هاليومين..
قال ماهر وهو يأشر عليه : طالع هذا , اللي يسمعه يقول إنه العريس الوحيد ..
لف عدنان على ماهر المبوز وقال : وإنت ليش زعلان خل خالد ينام على الكنبه إذا مره مايت على السرير ..
قال بعصبية : مو حضرتها أختك سارقه كنبتي حشمة حرمتك المصونه وأختها ..
ابتسم عدنان وقال بلا تفكير : فدوه لعنودي وأختها ..
طالعوا فيه باستغراب وصرخ ماهر بعد صمت : أككككككككككشـــخ , عشنا وشفنا عدنان يتغزل في حرمته , قال عنودي قال ..
قهقه سامر لمن تغيرت ملامح عدنان اللي كور يده بقوة وضربها في بطن ماهر وهو يقول : حسك عينك أسمعك تقول عنودي , احترم نفسك اسمها العنوووود ..
حط ماهر يده على بطنه بتأوه وقال : أنا أتريق عليك ..
قال عدنان بحزم : ولوووووو ..
وتحرك من وسطهم بعد ما سحب شماغه رايح لغرفته , قال ماهر بصوت عالي : سَري يالباااااااااااارد ..
زاد ضحك سامر لمن لف عدنان ورماه بنظرة بارده قبل ما يدخل غرفته ويصك الباب , لف على سامر وقال وهو يمسد بطنه : فججججججججر بطني ..
مد سامر يدينه ومسك أطراف ثوبه المفتوحه أزراره وقال وهو يدخل راسه : أشوف ..
دفه ماهر وهو يقول بضحكه : هيييييييييييي , اش تشوف إنت الثاني ؟؟
قال سامر مصدوم من دفته : بطنك ..
قهقه ماهر و تحرك له بسرعة ولف ذراعه اليمين حولين رقبته وجره بقوة وهو ينثني ويقول : بأفتقدك يا حمااااااااااااااااااااار ...
قال سامر بصوت مخنوق وهو يحاول يتملص من ذراعه : يا متخلللللللللف , خنقتني , كسرت ظهري , ماهر يالدللللللللللخ ..
رصه ماهر أكثر وهو يضحك بتسلية من محاولات سامر الفاشلة في التملص من يده ..


***************************

في الرياض :
بعد صلاة الفجر :

همست : اشششش لا تسوين إزعاج ..
: اشششششش إنتي كمان مسويه إزعاج ..
: عارفه لو دري أبويه إني مواصلة لهالوقت بيذبحني ..
: والله محد قالك تقرقرين على راسي إلين الفجر ..
شهقت سحر وقالت : آآآآآآآآآآآآآآنا اللي كنت أقرقر على راسـ ...
حطت العنود يدها على فم سحر وهي تهمس : اششششششششش سامعة صوت ...
تحركت سحر بسرعة للثلاجة وسحبت العنود معاها اندسوا جنبها , ضحكت العنود ورجعت غطت فمها تكتم ضحكتها لمن شافت نظرات سحر المحذرة , همست وهي تقاوم ضحكها : سحر يا خبلة لو دخل أحد هنا وشافنا كإننا حرمية ..
دقتها سحر تسكتها وهي تهمس : اششششش محد بيدخل إن شاء الله ..
وكتموا أنفاسهم لمن وصلهم صوت عبد الكريم وهو يقول : لا تنسى بكرة أبغاك تروح بنفسك لراعي الغنم وتشوف تيوس الذبايح بنفسك ..
وتلاه صوت خالد وهو يقول : أبشر , على هالخشم , إنت روح نام وريح تراك لك فترة ما تنام يا أبوي , صحتك أهم ..
: خليني أتخلص من هالتوأم اللي زرعوا النخل في راسي على خير إن شاء الله وبعدها أنام وأريح إذا ربك أراد ..
وتبعه صوت خطوات على الدرج وخطوات مبتعدة , زفرت سحر وهمست : أبوي على كثر ما هو طيوووب يكككككككره شي اسمه السهر , يالله يالله نترجاه عشان نسهر مع البنات , وفي البيت نقفل الباب في غرفنا لمن نسهر عشان مايدري إننا سهرانين ..
وكملت بضحكه : حبيبي هو تعب من كثر ما يقول السهر يهد الجسم ومانسمع له ..
قالت العنود وهي تتحرك للطاولة : والله إحنا عاااااااااادي , سهرتي ماسهرتي , رميتي نفسك مع الطاقة ولا ذبحتيها , حرية شخصية ..
ضحكت سحر وقالت : اش هالتشبيه ؟؟
ابتسمت العنود بشجن وقالت : أحيانا أتمنى لو إنه أبويه وأمي ماكانوا معطينا هالحرية كلها ..
قالت سحر بتأكيد : صراحة أحلى الأمور الوسط , لا شدة ولا لين , لا صكة ولا فلته ..
: وهذا اللي أنا أقوله دايما ..
شهقوا بفزع وتراجعت العنود بخجل وهي تشوف عبد الكريم واقف عند باب المطبخ , قالت سحر وهي تحط يدها موضع قلبها : أبويه فجعتناااااااا ..
ابتسم بحنية وقال وهو يركز بصره على سحر عشان ما يحرج العنود : طلعت أصحيكم الفجر قالت أمك إنك والعنود منتم في الغرفة ودورت عليكم مالقيتكم نزلت أدور و سمعت ود ود ود ود قلت خليني أشوف اش هالصوت , حمحمت وحمحمت ماسمعتوني ..
نزلت العنود راسها للأرض وضمت يدينها وفركتها بخجل وهي تحس بحرارة فضيعة من كثر الخجل , ابتسم عبد الكريم ولف عليها وقال بلطف : عنيد أخرج ..
رفعت راسها وهزته بلا وهي تتقدم منه بحرج , قال بترحاب : هلا والله , هلا بالغالية بنت الغالي , هلا والله ..
أول ما سلمت عليه وشمت ريحة العوده تذكرت طفولتها و حست بحبها العميق له , من كانت صغيرة وهي تشوفه الأب الخارق , ضحكت بداخلها على طفولتها وابتسمت له وهي تهمس : هلا عمي , كيف حالك ؟؟ ..
تأملها بحب وقال : بخييييييييير دامك بخير ..
حطت سحر يدينها على خصرها وقالت : ياسلااااااااااااام , هالترحيب كله بعنيييييييييييد ..
قال عبد الكريم وهو يقبض على يد العنود اللي ما فلتها : هذي جامعه الحب من كل مكان , غالية بنت غالي ومرة غالي كمان ..
نزلت العنود راسها بحرج , طالعت فيها سحر وقالت بغيره : ترا مو لايق عليك الخجل ..
ضحكت العنود وشاركها عبد الكريم ضحكه وهو يقول : اش فيك زعلانه ؟؟
قالت العنود بنذاله وهي تسبل عيونها : تصدق يا عمي , طول الوقت وأنا أقولها يلا يا سحر ننام مو زين السهر بس هي ما سمعتني و ...
شهقت سحر وقالت تقاطعها : شوفوا الكذااابه ..
قال عبد الكريم : سحر عيب , اش كذابه ؟؟
مسكت العنود ضحكها وهي تحرك حواجبها غياض و تمد لسانها لسحر بدون ما يشوفها عبد الكريم , ولف على العنود اللي تصنعت البراءة بسرعة وهي تطالع فيه بخجل , قالت بلطف : مبروك ما سويت يا عمي ..
قال : الله يبااااااااارك في عمرك , عقبالكم يارب وأفرح فيكم كلكلم ..
وابتسم للعنود اللي تقاوم ضحكتها لمن رمتها سحر بنظرة معبرة عما يخالجها وقال وهو يدنق عليها : أنا أبوك تراني عارف لعبك زين , بس مطاوعك لأنك توك تقابليني , تراك من كنت صغيرة وإنت فيك النخولة ..
طاحت كل حواجز الخجل اللي حستها نحوه و قهقهت من قلبها ورجع راسها لورى من شدة ضحكها , ابتسم عبد الكريم ولف على سحر وقال : سحورتي ..
قالت بغيض : دحيييييييين سحورتك , خلي الغاليه بنت الغالي مرة الغالي تنفعك ..
ضحك وقال وهو يضمها : طيب إنت الغالية بنت الغالية ..
قالت وهي تأشر بيدها : هي ثلاثه وأنا اثنين ..
ضحك وقال : و أختك الغالين , جماعة مو واحد بس , رضيتي ..
ماتوقعت العنود إنه عمها عبد الكريم متذكر حركات النذاله والنخولة اللي كانت تسويها أيام الحارة القديمة ~ وأنا اللي كنت ناوية أرسم صورة حللللللللوة قدامهم , أتاريهم كللللللهم فاضحيني ~ وغصب عنها حاولت تسترجع طفولتها , ماتتذكر عدنان نهائيا ولا حتى واحد من أخوانه , تتذكر عمها وعمتها وسحر وسمر من البنات , انتبهت من شرودها لمن خرج عبد الكريم وهو يقول : لا تسهرون أكثر من كذا يلا روحوا صلوا و ناموا ..
أول ما خرج لفت سحر عليها وقالت باستنكار : يالكذاااااااااااااابه ..
فتحت عيونها ببراءة وهي تقول برقه : أنا ..
وصرخت لمن جريت وراها سحر وهي تقول : توقعين بيني وبين أبويه يالشيطااااااااااانه ..
والعنود تضحك من قلبها وهي تدور حولين الطاولة وهي تقول بتريقة : قدري إنه وراي مستقبل لازم أمهد طريقي ..
وقفت سحر عن ملاحقتها وهي تقول : بالكذذذذذذذذذذذذذذذذذب ..
ولمن هزت العنود راسها بإيوه جريت بقوة وقبل ما تشرد شدت شعرها , صرخت العنود وراسها يرجع لورى : آآآآآآآآآآآآآآآآآآه , شعععععري يالدببببببببببببببب ..
ابتسمت سحر بتشفي وقالت : أحححححححححسن .
لفت عليها العنود وبلا مقدمات ضمتها وهي تقول بفرح : وناااااااااااسه , ما تخيلت يجي اليوم اللي أقابل فيه أبوك وإنتي معايا , وناااااااااااااااسه , شعور حلو ..
ضحكت سحر على خبال العنود ودفتها وهي تقول : وخخخخخري عني ما أحب أحد يضمني ..
زفرت العنود وقالت بتريقة : دحيييييييين هالكلام بس , نشوفك اش تسوين مع السيد سييييييييييييين ..
فرصعت سحر عيونها وقالت : حتى إنتي , لو دريت إنك بتاخذينها تريقة ما كان حكيتك عنه ..
قالت العنود وهي تطالع في ساعتها : تكفين دليني على غرفة باباتي أشوف إذا يحتاج شي ماشيات , أكيد مفتقد ماماتي ..
ضحكت سحر وهي تأشر لها إنها تتبعها , راحت تطمنت على أبوها وتأكدت إنه مايحتاج شي ورجعت مع سحر اللي كانت تستناها وطلعوا صلوا وصحوا الهنوف وسلافة عشان يصلون وبعد فترة انسدحوا وجلسوا يتكلمون وسط الظلااااام ..
: المهم إنه راضي بها وما يهمه كلام الناس , العمر مو عيب , صحح ؟؟...
ولمن ماسمعت جواب لفت وطالعت وسط الظلام وهي تهمس : سحر , سحر نايمه ؟؟
وصلها همس الهنوف شبه النايم وهي تقول : اش هالسؤال السخيف ؟؟ تراني أكره اللي يصحي أحد من نومه ويسأله نايم ..
ضحكت العنود وقالت : دبه , أخمدي ونورينا بسكوتك ..
ورجعت انسدحت على ظهرها وطالعت في السقف , بعد فترة صمت ما يخترقه إلا صوت المكيف رفعت جوالها وفتحته , طالعت في شاشته وهمست : دب مو دب بس قطيع دببه ..
وزفرت وهي تحطه على صدرها وتمدد يدينها على اتساعها وهي تتأمل الظلام ~ ليه ما أرسل , مااتصل , ماحاول يقابلني !! ~ , انقلبت على يمينها غير مبالية بجوالها اللي انزلق وطاح على الأرض المفروشة بفراش وثير , همست بغيض وهي تغمض عيونها بقوة : دببببب , والله لا أذبحه ..
وسحبت اللحاف وغطت راسها وهي مقهورة إنه سفانة وأسماء وريم هم الربحانات لأن ريم راهنت إنه ما بيقابلها إلا يوم الزواج و أسماء و سفانة قالوا ثاني يوم , خرج من المسابقة سمية والخنساء اللي وحده فيهم قالت بيقابلها أول ما تجي والثانية قالت بعد العشا ..


*****************************

الأربعاء 21 / 12 / 1427 هـ :
في الرياض فيلا عبد الكريم :
الساعة 4,30 العصر :

: هذي هي ..
: وااااااي شكلها كيووووووت ..
: اشششششششش لاتصحى من رجتكم يالخبل ..
فتحت العنود عيونها بشويش لمن سمعت الهمهمات اللي حولها ..
: اشششششش , بدأت تقوم الله يفشلكم ..
: شتسوووووووووون , قوموا عن راس البنت ..
قامت العنود ولمحت ثلاثة أجساد شاردة من الغرفة وسحر واقفة عند راس السرير وهي حاطة يدينها على خصرها وتطالع فيهم بحدة , لفت سحر وقالت بأسف : صحوك المخبل ؟؟
فركت عيونها وسألت : من هذولي ؟؟
ضحكت سحر وقالت : هيام بنت عمتي الكبيرة نجلاء اللي ربت وسام و أثير بنت عمتي حسناء و أريام بنت عمي عبد العزيز أخت العروسة أريج ..
حكت شعرها وهي تتذكر قومتها المتثاقلة لصلاة الظهر ورفضها للغدا كله عشان تكمل نومها , طالعت في ساعتها وشهقت لمن لقيتها أربع العصر , قالت : يا فضييييييحة , هذا كللللللله نووووووم و شافوني وأنا نايمه ..
قامت بسرعة , ضحكت سحر وقالت : على مهلك , أفضي لك الطريق عشان تروحين الحمام , مسويييييين زححححححمة في الصالة ..
وخرجت ووصلها صوتها وهي تطلب منهم يروحون لغرفة التلفزيون وهم يعاندونها ويطالبون بشوفة العنود بطبيعتها , خرجت لبسها اللي مجهزته وسحبت شنطة المكياج , ضحكة الهنوف خرجتها من شرودها لفت عليها ولفت بوزها لمن شافتها بكامل زينتها , همست بغيض : عيزتي تكبين علي كاسة موية تصحيني بها , دحين اش يقولون علي , نواااااااامه ..
ضحكت الهنوف مرة ثانية وقالت : والله كل ما جيت بأصحيك قالت خاله حنان خليها تكمل نومها , حرام تعبانة وسهرانه والرحلة تعبتها ..
جات سحر وقالت : تحركي بسرعة ..
راحت العنود للحمام وتوضت وغيرت بجامتها بتنورة شمواه عودي مايل للأحمر ولبست عليها بلوزة بسيطة أكمامها قصيرة مزمومة تحت الصدر بقصة ناعمة مشجرة بنفس لون التنورة ومختلطة بالأسود والزيتي وشريطة بنفس لون التنورة , حطت مكياج خفيف مناسب ومشطت شعرها وخرجت وهي شايلة أشياءها في يدها , تحركت خطوتين واصطدم بصرها بوحده أطول منها بشوي , بشرتها قمحية وعيونها السوداء مماثلة لشعرها الناعم القصير , ابتسمت لها العنود فقالت بحماس : واااااااااااااااو , هذا انتيييييييييي ..
وسلمت عليها بترحاب وهي تقول : أنا هيام ..
قالت : هلا هيام , كيفك يا أخت العروسة وكيف العروسة ؟؟
ضحكت هيام وقالت : ونااااااااااااااسة , يا حبي لهالكلمة ..
ورفعت خشمها وهي تقول : أخت العروسة ..
ضحكت العنود عليها وانخنقت ضحكتها لمن شافت عدة وجوه غريبة , وبدأت تسلم وهي تحاول تحفظ أسماءهم اللي يقولونها , وخرجت من الدوامة اللي حست نفسها فيها لمن قالت سحر : خلاااااااااااص , ذبحتوها ..
وسحبت العنود للغرفة وهي تكمل : خلوها على الأقل تحط ملابسها , فضييييييعااااااااات ..
ابتسمت العنود برزانة وأول ما دخلت غرفة سحر وانصك الباب لفت على سحر وصرخت : أهاااااااااااااااااا , كيف بأقابلهم ؟؟ ليش متحمسين لشوفتي هالكثر ترا أنا أتوتر كذا ..
ضحكت سحر وقالت : عادي , ترا هم من زماااااااااان ودهم يشوفونك من كثر ما أحكي عنك وزادهم إنك مرة عدنان دحين , الكللللللل يبغى يعرف حرمته ..
حطت ملابسها في الشنطة اللي حاطتها جوة دولاب سحر ولبست شرشف الصلاة وبعد ما خلصت صلاتها وقفت قدام المراية وتأكدت من شكلها وتحركت معاها خارجة , نزلوا للصالة السفلية وانصعقت العنود لمن شافت الحريم الجالسات , ابتسمت ابتسامة واسعة وقرصت سحر وهي تقول من بين أسنانها بدون ما توقف عن الابتسام : ليييييه ما قلتيلي هذي الخليقة كلها هنا ..
قالت سحر وهي تأشر على حرمتين جالسات : عنود , هذي عمتي حسناء أصغر عماتي واللي جنبها وفاء بنت عمتي نجلاء ..
وهمست بصوت راخي : اللي مرضعتني وخلت صقر خالي ..
: أهااااااااا , قصدك أمك الثانية ..
ابتسمت سحر وقالت بسخرية مريرة : بالرضاعة , وسوري ما أعتبرها أمي الثانية , أي أم لها 26 سنة ناسية إنها مرضعتني وإني بنتها بالرضاعة ..
مسكت العنود ضحكتها وبدأت مرحلة تعرف جديدة وهي متأكدة إنها من تخلص من السلام ما بتتذكر ولا وحده فيهم , وأول ماشافت أزهار جالسة جنب الهنوف تحركت بسرعة لهم ووقفت عندهم وهمست : وسعولي بينكم ..
وقبل ما يعترضون جلست بينهم وهي تبعدهم عنها , ضحكوا على حركتها اللي انتبه لها الكل لكن محد علق عليها , مرت نص ساعة كانت الأحاديث تتبادل بين الجميع ولاحظت العنود إنه هيام تشبهها في كثير من التصرفات , قامت الهنوف تساعد سحر في شيل فناجين القهوة وصحون الحلا , قامت أزهار وهي تقول : أسا ..
جلستها العنود وقامت وهي تقول : ارتزعي , مشلا كرشك ..
حطت أزهار يدها على بطنها المنتفخة وقالت بغيض : انقلعي عني ..
طالعت فيها بضحكه وشالت وحده من الصواني وهي تقول بتريقة : حفيدي ها ..
فتحت أزهار عيونهاعلى اتساعها وقالت : لا تخليني أندم ليش قلت لك ..
ولفت بوزها وقالت : شوفي هنوف عيني عليها بارده هالحبوبة , ما تقعد تنغز بالكلام قدام جاسم لأنه حاس إنه ورايا شي ..
همست العنود : وليه ما تخبرينه ؟؟
زفرت وقالت وهي تهز راسها بلا : مو دحين ..
قالت بلطف وهي تشوفها تتلمس بطنها بمحبة : زهره من بدري أحسن عشان يتهيأ ..
كشرت أزهار ورفعت راسها لها وقالت : طبعا , اللي يدينه في الموية مو زي اللي يدينه في الموية , حلي عن سماي يلا ..
دخلت المطبخ وهي تقول للهنوف : يمـــه , من جد هالبنت صايرة شينة ..
قالت خلود اللي دخلت وهي شايله ربيع : عادي , الحريم وقت الحمل يصيرون بهالشكل عادة ..
ولمن شافتهم يطالعون فيها باهتمام قالت بتلعثم مدافعه : عارفه إني ماني مجربه بس صحباتي دايم يشتكون لي من هالعصبية و ضيق الخلق اللي يرافق الحمل ..
قالت سحر بلطف وهي ترفع يدينها : يااااااالله يارب أشوف خلود معصبة وضايق خلقها يارب ..
ضحكوا على دعوتها وخلود تقول باستنكار : سحيرو اش هالدعوة ؟؟ اسحبيها بسرعة ..
هزت أكتافها وقالت : خلاص طلعت من فمي ما أقدر أرجعها ..
دخلت سلافة المطبخ وهي شايلة صينية عليها كاسات المويه الفاضية وهي تقول بطفش : نشتغل today و tommorow ورانا ...
وانقطع تذمرها بصرخة صدمة لمن اصطدم جسم بها وطاحت الصينية منها وتكسرت الكاسات على الأرض مصدرة صوت تحطم مزعج , اللي صرخت واللي شهقت , قالت خلود وهي ضامة ربيع اللي انتفض بين يدينها من الفجعة : بسم الله , انكسر الشر , انكسر الشر ..
وكملت بعصبية لمن تدافعت عدة أجسام : ابعدوا عن القزااااز ..
قالت سحر بعصبية : سلااااااااااااااااافة ..
أشرت سلافة على اللي وراها وهي تقول باعتراض : sheeeees how bush me..
قالت أثير بسرعة وارتباك هي تأشر على هيام : هالخبلة هي اللي كانت تجري ورايا و ..
وسكتت لمن جريت بنت سمر داخله من بين رجولهم , صرخوا لمن دعست على القزاز وقالت خلود وهي تناول ربيع للي جنبها : رنود لاااااااا ..
شالتها الهنوف بسرعة قبل الكل , ضمتها وهي تقول بلطف لريناد اللي فجعتها الصرخات : عادي حبيبي , في قزاز على الأرض , خفنا تتعورين ..
وطالعت في رجلينها وارتاحت لمن شافت القزاز مغروز في الجزمة وماوصل لها , قالت هيام بتريقة : تحدث هالأشياء في أرقى العائلات وبالذات في المناسـ ...
قالت خلود بحزم : إطلعوا يلااااا ..
وصلهم صوت عدنان القوي من الحوش يقول : يا أهل البيت ..
انتفضوا أول ما سمعوا صوت عدنان اللي تلاه صوت ماهر وهو يقول بمرح : درررررب العريس جاااااااااااي ..
وصوت عبد الرحمن يقول بتريقة : اشششش الله يفشلك دحين يقولون إنك مايت على الجواز ..
جريوا البنات خارجين من الباب الداخلي للمطبخ واللي جووا منه لأنه باب المطبخ الخارجي كان مفتوح , حست العنود بأحشاءها تذوب وتختلط ببعضها من شدة المغص , ناولت ربيع اللي حطته خلود بين يدينها لسلافة وتحركت بسرعة بتخرج من المطبخ لكن يد خلود شبكت في ذراعها بقوة وهي تقول : وراكم كلكم ماعادا عدنان ..
شهقت العنود وطالعت فيها برجاء وهي تحاول تسحب ذراعها , ابتسمت لها خلود وحركت راسها بلا وهي تحرك حواجبها بخبث ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا , ماشفت شكلي زين , ماني جاهزة , و .......... واااااااااااااا بلوزتي فاااااااااااضحة , لااااااااااا ماني مستعــــــــــــدة , هنووووووف ~ وانتبهت إن الهنوف خرجت مع البقية ومابقي إلا سحر وسلافة والخدامات المبتسمات..
خرج عدنان من عدم استيعابه لكلام خلود لمن شاف ابتسامة زوج خلود العريضة وهو يحط الكرتون على الأرض جنب درج المطبخ و غمزة ماهر اللي تحرك وراه بعد ما حط الكرتون الثاني وهو يهمس بتريقة : أخيرا , خليني أبشر الشباب ..
من غابوا ورى الفيلا لف عنهم وطالع في الكرتون اللي بين يدينه نزله بسرعة ومسد ثوبه الأسود عند صدره وفك شماغه ورجع طواه وهو يحس بغيض من اللي قاعد يسويه , سحب نفس وشال الكرتون وقال بصوت عالي حاول إنه يخليه أعلى من ضربات قلبه اللي تسارعت بشكل مفاجيء : طريق ..
أول ما دخل شاف عدة أشخاص ما ميز أحد فيهم لأنه سلم بسرعة وهو يركز بصره على الطاولة اللي حط عليها الكرتون وهو يحاول يكسب نفسه بعض الوقت ..
أول ما شافته داخل حست قلبها ينشب في حلقها لفت بصرها بسرعة وهي تصرخ بداخلها ~ الشررررررررررررررده يا جماااااااااااااااااااااااعة ~ حست بقبضة خلود تشتد على ذراعها اليمنى فانتبهت إنها تحركت خارجة بدون ما تحس , لفت يسراها حولين خصرها بخجل وبعدت وجهها قد ما تقدر وهي تتمنى لو الأرض تنشق وتبلعها ..
طالعت بطرف عيونها في سحر متوسلة لكن ابتسامة سحر الواسعة واللمعة اللي في عيونها أنبأتها إنها ما حتساعدها وهي تأشر للخدمات إنهم يطلعون , تحركوا وهم ماودهم , عيونهم معلقة على عدنان والعنود , صرخت العنود بداخلها ~ وين الإغمااااءاااااااات اللي أقرأ عنها , ليه ما تصيبني وحده وتريحيني من اللي أنا فيه ~ , كانت بتموت من الخجل لأنها أول مرة يقابلها بوجود أهله ..
لف عدنان على الموجودين و تصنم بصره عليها , قالت خلود بمزح وهي تسحب العنود وتدفعها بلطف لقدام : تعال سلم على حرمتك لأنها قطعت يدي من كثر ماتصارعني ..
~ لاااااااا حرااااااااام عليكم اللي تسوونه , لا تزيدوني , قلبي , قلبي , قلبي ~ لفت وجهها أكثر وهي تحس إنه قلبها بيوقف في أي ثانية , ما تحرك من مكانه منحرج من أخواته لكنه ما بعد بصره عنها وهو يتأملها بصمت , سلك حنجرته بداخله وقال بابتسامة وبصوت ثابت وهو يجول ببصره عليها : يا حيا الله من جانا , كيفك يالعنود ؟؟
~ عنووووووووود , هذا عدنان ما غيره , الدب اللي تكلمينه في الجوال , يلا بلا هباله , مو معقولة هذا كله حيااااااااااا ~ لفت وجهها عليه وهي تهمس : الحمد لله ..
أول مالمحت طرف ثوبه نزلت راسها للأرض وهي تصرخ بداخلها ~ يا مااااااااااااااااااامااااااااااااااااااا ~ قطبت سلافة حواجبها واستنكرت بصوت زاد نحفه وهي تقول : whaaaaaaaat?? هذا اللي قدرت عليه سيد عدنان بعد هالغياب كلللللله ..
طالعوا فيها أخواتها باستنكار من جرأتها المفاجئة , هزت أكتافها يعني اش قلت , دوى في عقله بعد استنكارها التساؤلات اللي راودته أمس , تجاهلها و تقدم من العنود ومد يده وهو يقول بنفس الابتسامة : تو ما نورت الرياض ..
طالعت في يده برعب وهي تتخيل نفسها تصافحه قدام أخواته , همست وهي تمد يدها بتردد : منوره بأهلها ..
بعد ما صافحها قبض على يدها بقوة رفعت بصرها له وانصعقت لمن انحنى لها بيسلم عُربة , كانت تبغى تتراجع لكن رجولها تسمرت في الأرض , بعدت راسها لورى وهي تهزه بلا وهي تقول بلا ثانية تفكير : لا لا لا ..
تصلب في مكانه وهو مصعوق من الـ لا اللي قالتها , ما تحرك وهو يطالع فيها باستنكار و نسي كل اللي حولينه وهو يهتف من دون ما يسيب يدها : لاااا ..
أشرت بسبابتها اليسرى على خدودها ورجعت لوحت بها بلا قبل ما تقول : عيب ..
شهقت خلود بخفة وغطت وجهها , ومن خرجت الحروف من بين شفايفها اتسعت عيون العنود عن آخرها , كانت منصعقة من كلمتها أكثر منه وهو يهتف بصدمة : عيـــــــــب !!!!!..
غطت سحر فمها بيدينها عشان ما تنفجر بالضحك , وصرخت العنود بداخلها من أعمق أعماقها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااا ~
طالعوا في بعض بعيون متسعة وصمـــــت ساد المطبخ , فتحت سلافة عيونها وهي تتأملهم وهي تهز ربيع النائم بين يدينها بلا تفكير, غمضت العنود عيونها بسرعة ماتبغى تشوف نظراته وهي بتمووووووووت قهر من ردات فعلها الغبية و طالع فيها عدنان وهو مهو عارف اش يسوي , كان يحس بإحراااج من الموقف اللي انحط فيه لكن أول ما حس يدها تعتصر يده بقوة ابتسم وسأل بتريقة : عيب هاااااا ؟؟
ورص يدها وسحبها و سلم عليها , فتحت عيونها على اتساعها وسحبت يدها بقوة من يده وبعدت عنه وهي تثبت نظرها على الأرض ..
: يا سلاااااااااااااام دخلتوا عدنان عليها وأنا ماني فيييييييييييييييييييي , مو كافي ما حضرت لا خطبته ولا عقد نكاحه ..
ابتسم عدنان لسمر وقال وهو بيتحرك لها : هلا سمر ..
تقدمت له وسلمت عليه وضمته وهي تقول : عقبااااااااااال ما أتعب في زواجك ياااااااارب ..
ابتسم و قال : جزاك الله خير ..
أول ما بعدت عنه نقلت بصرها بينه وبين العنود وقالت بحماس : واااااااااااا يهبلون مع بعض , يا قلبهم يا زينهم ..
ضحكوا لمن قال عدنان بهدوء : ربيع شايفتنا ست سمر ..
كان مغص العنود يزيد كل ما سمعت صوته ..
: عنود اش لون صندل عدنان ؟؟
رفعت راسها باستغراب لمن سألتها سحر هالسؤال , ابتسمت سحر وكملت : رقبتك انكسرت من التدنيق ..
~ يا حمااااااااااااره ياااااااااااااااااااااااااااانذله , مااااااااااااالك دخل , اش هالإحراااااااااااااااااج ؟؟ ~
دنقت خلود على سحر وهمست : طالعي أخوك الفالح , واقف جنبها ولا حتى طالع فيها قاعد يهرج مع سمر ..
همست سحر بتريقة : اللي يشوفه يقول له سنين عن سمر , تتحديني أخليه يطالع العنود غصب ..
وتحركت ووقفت جنب العنود وقالت وهي تلمس جبينها : بنت لساعك مسخنة ..
ما فهمت العنود حركتها وكانت بتقول مين قال إني مسخنة لكنها بلعت حروفها لمن التفت عدنان بحواجب مقطبة وهو يقول : مسخنة !!..
قالت سحر وهي تلف عليه : من جات وهي مصدعة و تعبانه و ...
بلا مقدمات رفع يده وحطها على جبينها وهو يسأل بهمس : تعبانه عنودي ؟؟
الذهول شل جسمها , حست بنبضات قلبها تتسارع بجنون وغصب عنها تعلق بصرها به مهي عارفه اش تقول أو اش تسوي , بعد يده عن جبينها وبحركة سريعة لمس بظاهرها خدها , طالع فيها بنظرات حنونه وهو يقول بحيرة : دافيه شوية بس مهي سخونه ..
كانت عارفه إنها حرارة الخجل اللي تحسه بتقتلها من شدته ~ اللــــــــــــــــه يقطع إبليــــــــسك يا ســــــــحر , والله لا أذبحك والله لا أوريييييييييييييييييك , يافشلتيييييييييي ~ مد يده الثانية وتلمس باليدين تحت فكها وهو يسأل : تحسن صعوبة في البلع ؟؟
هزت راسها بلا بدون ما تفتح فمها بحرف وبعدت نظرها عن وجهه وثبتته على ثوبه , بعد عنها وقال بابتسامة وهو يتأملها : لا إن شاء الله مو إلتهاب , يمكن شوية سخونه مؤقته من تعب الرحلة بس ..
و مد يده وبعد خصلة عن وجهها وهو يبتسم لها برقة , خفضت راسها تبعد بصرها عنه وهي تصرخ بداخلها ~ ياماااااامااااااا اش هالمشاعر الغريبة ؟؟ قلبي ما عاد هو مني , عدنان يا دب تراك فضحتني وفشلتني قدامهم , ياربييييييييييييي أحبه , دب والله أحبه ~ التفت وانتبه لنظرات أخواته فكسى الهدوء وجهه وهو يقول بصوت قوي : أجيب باقي الكراتين ..
وتحرك خارج , لفت العنود على سحر وقالت بغيض : يادبببببببببببب ..
وضربتهاعلى كتفها بكل قوة استطاعتها , وأول ما دخل عدنان رجعت نزلت راسها للأرض وهي تفرك يدينها بخجل , استغرب لمن انفجروا أخواته بالضحك فجأة وحس بتوتر بداخله , قال بهدوء وهو يخرج : لسه باقي كرتون , حشى مشترين السوق كله ..
ورجع يقول بداخله بعتاب وضحكاتهم توصله ~ أنا كيف نسيت إنهم حولي , الله لا يفضحنااا , دحين اش بيقولون عني ~ حمحم ودخل وهو يقول بغيض : هذا كله ضحك , الله يبسطكم دوم ..
حط الكرتون الأخير على الطاولة وكمل : تحتاجون شي ثاني ..
قالت خلود اللي كانت أول من تمالكت نفسها : لا حبيبي ما نحتاج شي سلامتك ..
ابتسم وقال وهو يشمل الجميع بنظرة مبتسمة : يلا أستأذن ..
وتحرك وهو بداخله وده يجلس لدقائق أخرى لكنه ما قدر يصرح بهالشي , لو واحد من أخوانه كان لقي موضوع أو عذر يخليه يجلس أطول , نزل الدرجات وتحرك ..
: عدنان ..
لف على خلود اللي لحقته وابتسم وهو يقول : ارجعي جوة , لا يجي أحد ويشوفك ..
ابتسمت له وقالت وهي ترتب ياقته المعدله قبل ما تمسد على أكتافه : كنت أبغى أقولك إنه شكلك كان رزة وإنت جوة , عيني عليك بااااااردة ..
ابتسم وقال : شكرا ..
ساد صمت بعد شكره , كان حاس إنه ودها تقول شي لكنها ما تكلمت , وهو نفسه كان وده يقول شي لكنه حاس بالإحراج , ابتسمت وقالت : ما ودك تقول شي ..
هز راسه بلا ورجع قال : عارف إننا مشغولين و غيره بسسس تقدرين تدبرين لي وقت أقابلها فيه ..
ولمن شاف ابتسامتها تتسع قال بهدوء : قلت اللي عندي يلا ارجعي قبل لا يجي أحد ..
تحركت وهي تطالع فيه بابتسامة , ابتسم بخفة وقال وهو يأشر على الدرج : انتبهي لطريقك لا تطيحين , ورانا جواز ..
دخلت المطبخ اللي رجع وازدحم بالشغالات والبنات ورفعت يدينها علامة الانتصار لسحر اللي ابتسمت بانتصار هي الأخرى لكن ابتسامتها انمسحت بعد ضربة قوية رابعة على كتفها من العنود اللي قالت : والله ما أسامحك على حركتك الهبلة يا كذابة ..
قالت سمر من وسط ضحكها : عنود خلاااااااااص , كسرتي كتفها ..
ضربتها العنود مرة خامسة وهي تقول : أحسن تستاهل ..
ولفت تدور بين الجموع على الهنوف وهي تقول : وفي وحدة خاينة ثانية بأجيب أجلها الليلة ..
ضحكوا عليها , كانت تمزح وتضارب وغيره عشان تخفي عنهم خجلها واضطرابها الداخلي , كانت تحس إنها جسم فقط معاهم بلا روح ..


أول ما دخل عدنان المجلس حس بنظرات منصبة عليه , جال ببصره ولمح ابتسامات الشباب , كشر لهم وتحرك لأبوه وهو يحس بالغيض من ضحكاتهم اللي انطلقت , ولمن مر من عند عبيد قال له : مسسسسسسرع , متأكد إنك سلمت عليها ..
وقال أسامة اللي جنبه : أخيرا قابلتها ..
لف عليهم وقال ببرود : أبت اللقافة أن تفارق أهلها ..
ضحكوا عليه وهو طنشهم وهو مقهور من استماعه لهم ~ مو من تحت راسكم سلمت عليها وهي تقول عيب , يالفشلة , وقدام أخواتي كمان , طول عمري أقول لنفسي لا تسمع للشباب وتصرف على طبيعتك , البنت انصدمت , أففففففففف ~ ..
***
ما مرت ساعة إلا وتغير جو التوتر والاضطراب بالنسبة للعنود لمن تجمعوا البنات في غرفة سحر عشان يستعرضون المخطط اللي بيسوونه ليوم الغد , وهم يتناقشون عن موعد زفة وسام وموعد زفة أريج انفتح الباب و دخل عليهم رجال , وقف عند باب الغرفة بثوبه وشماغه وهو ينقل بصره بينهم بابتسامة , شهقوا و صرخوا وهم مهم عارفين كيف يتغطون , أزهار اندست ورى العنود اللي طالعت بصدمة في الشخص الواقف بثقة وهو يطالع بلا حياء , وأريام غطت وجهها واندست في حضن أثير اللي سحبت شرشف الصلاة اللي كان طايح جنبها , حمحم وقال : السلام عليكم ..
أول ما صدح صوت هيام في الغرفة صرخوا البنات باستنكار , سحر اللي كانت مغطية وجهها بوحدة من السلال اللي بيقدمون فيها التفاسير تلفتت حولينها وسحبت الخدادية اللي كانت الهنوف متغطية بها و رمتها عليها وهي تصرخ بغيض : هيااااااااااااااامو يالخبلـــــــــــــة ..
ضحكت هيام من قلبها وقالت وهي تدور : كيف شكلي ؟؟ حلو مو ؟؟
قالت أثير بغيض : ويعلللللللللللللللللك ما تقومين ..
شهقت أزهار وقالت : لااا تدعين , بسم الله على البنت ..
دخلت سلافة وضحكت وهي تقول : Surpriiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiise ..
ولفت على هيام وهي تقول بعفوية : كنت عارفه إنه شكلك زي الأولاد وحينخدعون البنات ..
لفت عليها هيام وقالت : نــــــــعـــــــــم ..
وضربتها وهي تقول : حماره , شعري قصير زي الأولاد إيوه لكن شكلي كيووووووووت ..
قالت سمر وهي تحط يدها على موضع قلبها : والله خلعتيني , تصنمت وأنا أحاول أتذكر هذا مين , مشبهة على الشكل ..
ضحكت وقالت وهي ترفع الثوب : شلت المكياج ولميت شعري , حتى سروال السنة لبسته ..
قالت سحر بقرف : وعععععععععععع , حق مين هذا اللي لابسته ؟؟
قالت وهي تهز أكتافها بلا اهتمام : أبويه , شفته وأنا أقلب في الصناديق اللي عندنا وجبته عشان أسوي هالتمثلية ..
وتحركت خارجة وهي تقول : بأفجع الحريــــــــم ..
لحقتها سلافة بحماس وقامت أريام وأثير ولحقوهم بيشوفون تأثير هالتمثلية على الحريم ..
قالت سحر : دحين هذا مو تشبه وحرام ؟؟
ما جاوبها أحد , لفت العنود على أزهار اللي ضحكت وقالت : لا يكون أنا مفتي الديار العامة وأنا ما أدري , حبيبتي من قال لا أدري فقد أفتى ..
قالت سمر : أتذكر كانوا يسوون مسرحيات في مدرستنا ويخلون البنات يلبسون الثياب عادي لكن آخر سنة منعوها وقالوا إنها من التشبه أو شي زي كذا ما أفتكـ ...
وانقطع حديثها لمن تعالت صرخة الحريم , ضحكوا وقالت سحر وهو تقوم : والله ياويلها هيام من جدة سلمى , بتشرشحها شرشحة ...
وهي نازلة الدرج سمعت صوت جدتها وهي تهاوش على هيام اللي طالعت في الأرض وهي تحرك رجلها المحشورة في صندل أسود , ضحكت وسألت سلافة : مو هذا صندل أبويه ..
هزت سلافة راسها وقالت وهي تلف بوزها : وييييييي مجرد game و fun , لازم يحولونها لمحاضرة ومآساااااااااااة , أفففففففففففففف ..
لمن تحركت هيام سحبتها سلافة وقالت : تعالي نفجع dady ..
قالت سحر بابتسامة وهي مستغربة اهتمام سلافة بهاللعبة : أبويه مشغول وعنده رجال ..
لكنهم طنشوها وهم يروحون للمطبخ , هزت أكتافها ولفت على أمها اللي نادتها ..
وقفت سلافة وقالت : شوفي باباتي ..
شهقت هيام برعب وهتفت لمن شافت شخص جاي معاه : صـــقـــر ..
وتحركت راجعة وهي تهمس : والله بيدفني لو شافني بهالشكل و ...
مسكتها سلافة وقالت : تعالي بلا جبن , مجرد لعبة ..
هزت هيام راسها وقالت : مستحيل ..
وتحركت راجعة للمطبخ وهي تكمل : زين اللي تجرأت وجيت إلى هـ ...
وسكتت لمن لصقت سلافة في ظهرها تندس وراها , لفت و شافت واحد واقف قدامها , فتحت عيونها على اتساعها لمن شافت الرجال يبتسم بلطف وهو يقول : لو سمحت من فين أدخل على مجلس الرجال ..
ماردت وهي تطالع فيه برعب , مد يده مصافح وهو يقول : أنا عبد الرزاق ولد أحمد الـ .....
استغرب عبد الرزاق لمن ما بادله الرجال السلام وانتبه لحظتها لقماش أحمر ورى ثوب الرجال , سحب يده أول ماميز التنورة النسائية ودنق وهو يقول : أعذرني , كنت مضيع الطريق وما عرفت إني دخلت لـ ..
: سلااااااااااااااااااافة ..
شهقت سلافة لمن سمعت هتاف أبوها المستنكر ولفت له , انصدمت لمن شافت صقر واقف معاه ,فبعدت عن هيام وسحبت يدينها عن ظهرها و ما عرفت اش تقول أو تسوي , تحرك صقر وأعطاها ظهره وهو مصدوم من عبد الرزاق و الرجال الواقفة معاهم سلافة ورى البيت , لفت سلافة بتتحرك وتصلب جسمها لمن شافت نظرات عبد الرزاق المصدومة المتسعة باستنكار منصبة عليها , وبلا تفكير قالتله وهي مقهورة من نظرته : not your business..
وتحركت بسرعة ودخلت المطبخ وشهقت لمن تذكرت هيام , حست هيام بعالمها ينهار وبقلبها يوقف من الخوف , كانت تحس بحبات العرق تتجمع في يدينها وجبينها رغم البرودة اللي تحسها , كانت مدنقة ومهي عارفه اش تسوي , اليد القوية اللي انحطت على كتفها واللي انغرزت الأظافر فيه لفتها بقوة , فتحت فمها بتتكلم وتجمدت الحروف في حلقها لمن شافت الغضب في عيون صقر , تحول غضب صقر لدهشة وهو يهتف : هياااااااااااااااااااااااااام ..
غطت وجهها وهي تقول : والله لعبة ..
وجلست على الأرض تصيح من شدة الخوف , رفع عبد الرزاق يده كإنه يعدل شماغه وبعد بصره وهو يلف بسرعة أول ما سمع صوتها الأنثوي وحط عبد الكريم يده على جبينه وهو يطالع المنظر بذهول , غطت سلافة فمها بيدينها وهي تستمع لصياح هيام ..
: سلافة ..
لفت سلافة على أخواتها التوأم وهمست وهي تهز يدينها بخوف : صقر وأبويه طاحوا على هيام ومعاهم عبد الرزاق ..
شهقت سحر و تحركت بسرعة وضربت سمر صدرها وهي تهمس : اش سويتم يالمخبل ؟؟
بعدت سحر شوية من ستارة المطبخ ولمن طالعت للي يصير هتفت وهي تخرج بسرعة : مافي إلا أبويه وصقر ..
أول ما خرجت انصدمت لمن سمعت قهقهة أبوها اللي تحرك وهو يقول : الله يخرب عقولكم من بنات ..
هتف صقر : عمييييييييييييييييييي ..
ولف على هيام اللي كانت مستمرة في صياحها وصرخ : اش هالحركااااااااااااااات السخيفة ؟؟
تحرك عبد الكريم وقومها وضمها وهو يقول : صقر , خلعت الذيب ولا قتله , البنت تلقت عقابها ..
أول ماشاف صقر سحر قال بعصبية : حتى أختك الخبلة هذي لازم لها عقاب ..
وصله صوت سلافة من داخل المطبخ وهي تقول بصوتها المميز : وليه هالهجوم سيد صقر ؟؟
قال بعصبية : يا سلااااااااااااام , يعني حلوة وإنت طالعة كذا وسط المكان بلا حجاب ولك عين تردين على الرجال وتقولين له مو شغلك ..
لفت سلافة بوزها ومصمصت شفايفها بعدم استساغة , ضربتها سمر , زفرت وقالت : coz it not your business too ..
شهقت سمر باستنكار ولمن شافت سحر احمرار وجه صقر عرفت إنه أختها قالت شي وقح , هتف عبد الكريم باستنكار : سلااااااااااافة ..
لفت سلافة وجهها وتحركت لغرفتها بسرعة , قالت سمر بهمس : أبويه سلافة راحت ..
قال عبد الكريم بحدة : شغلها عندي ..
قال صقر لمن شاف صمت سحر والقلق الملتمع في عيونها : لا عادي يا عمي , كلنا نعرفها , من يومها دلوعة ..
ومد يده وقرص إذن هيام وهو يقول : وإنت شغلك بعدين ..
مسحت دموعها وقالت من بين شهقاتها : والله آسفة , كنا نلعب , ما توقعت إنه ينقلب بهالشكل , كنا بنفاجئ عمي ..
زفر عبد الكريم وقال : ما فاجأتوني , فجعتوني الله يسامحكم ..
تحركت هيام راجعة للمطبخ وابتسمت سحر وقالت : بس أعترفوا إنهم سلونا شوية ..
ضحك عبد الكريم وأشاح صقر بوجهه , ابتسمت وقالت : اش فيك ؟؟
كشر وجهه وقال : يمكن عشان أختي وبنت عمي فضحونا عند الرجال ..
ضحكت وقالت : عبد الرزاق مو غريب , منا وفينا ..
رفع حواجبه وقال : لا والله , وتنطقين اسمه بكل بساطة ..
طالعت فيه باستنكار وضحكت وهي تقول : صقور اش فيك ؟؟ هذا ولد عمي أحمد أخو جاسم صاحب عدنان وأخو العنود اللي أظن إنها تصير زوجة أخوي ..
سكت وما رد , كانت عارفه إنه متضايق من اللي صار ويحق له إنه يتضايق , ربتت على كتفه وقالت : بنات ناقصات عقل ..
قال بتريقة : لا اشتهيتم قلتم ناقصات عقل عشان تنفذون من العقاب وإذا ما عجبتكم الكلمة قلتم المقصود بها إننا الحريم نحكم عاطفتنا ..
قهقهت لمن تذكرت ذيك السهرة اللي سهرتها معاه ومع التوأم وكانوا يناقشونها على مفهوم ناقصات عقل ودين , ضربته وقالت : طيب يلا انقلع ..
قال : نادي عمتي نجلاء أبغاها في موضوع ..
ولمن جات داخلة قال : واضربي سلافو بالنيابة عني ..
أشرت على عيونها و دخلت ..
زفر صقر وقال بتوعد : أوريك شغلك يا سلافة , إن ما أدبتك ما أكون صقر ..
نادت سحر عمتها ورجعت لغرفة البنات , شافتهم يضحكون وهم متجمعين حولين هيام اللي تشهق من كثر البكاء وسمر تمسد على شعرها المعقود , قالت : تستاهلين , عشان الهبال اللي مسوينه إنت والخبلة الثانية , إحمدي ربك إن الله شافك أبويه , والله لو أحد ثاني اللي مع صقر كان ذبحك على غير قبلة ..
ورجعت قالت للهنوف والعنود : عبد الرزاق جا , وهو الضعيف اللي أكل الفجعة ..
شهقت هيام اللي ماكانت عارفه من هذا الشخص الغريب ولفت على أخواته ورجعت تصيح مرة ثانية , ابتسمت الهنوف وهي تهديها وتطيب خاطرها وهتفت العنود بحماس وهي ما همها شي ثاني غير أخوها : واللــــــــه , واحشني الدب , واحشني من قلب ..
وخرجت جوالها من الشنطة ودقت عليه , قالت أزهار بهدوء : عنيد الرجال قاعد يسلم على الناس دحين ..
تأففت وصكت الجوال وهي تقول ببوز ملفوف : والله واحشني ..
ضحكوا عليها وقالت الهنوف : الله يفشلك خلاص عرفنا , زي البزران ..
انتبهت العنود للي حولها فقالت بتلعثم تفسر : لا , هو ماجا معانا من جدة , هو جاي من البحرين عشان هو , قصدي ..
ضحكت سحر وقالت : فاهمييييييين ..
وصفقت بيدينها وقالت : يلا لو سمحتم نرجع لشغلنا , الوقت يداهمنا , الجواز بكرة يا جماعة ..
قالت سمر وهي ترفع ورقة وقلم : أهي الورقة والقلم ..
سحبتها سحر وبدأت تدون بعض الأشياء وهي تقول : يلا لو سمحتم ذكروني اش لازم نشيل للقاعة بكرة ..
قالت العنود بحماس وهي تدق أزهار : أزهار سجلي اللي قاعدين يقولونه لأنه كلها أسبوعين ونكتب نفس هالأشياء عشان جواز ...
وصرخت بتوجع لمن ضربتها الهنوف اللي حمر وجهها وهي ترميها بنظرات حادة , قالت أزهار : كم مرة قالت لك الهنوف لا تقعدين تعدين لها متى يوم زواجها ..
حكت ذراعها وقالت : ولا تزعلين , كلها 14 يوم و ...
ضربتها الهنوف مرة ثانية والبنات يضحكون عليهم وسمر تقول : الله يقطع شرك , كان خليتها على الأسبوعين , على الأقل ما فيها تحديد ..
قالت أثير بذهول : والله , جوازك بعد 14 يو...
صرخوا كلهم بكلمات كثيرة عشان يضيعون صوت أثير , ضحكت الهنوف وقالت بخجل : إن شاء الله ..
طالعت فيها بإستغراب وقالت : وبتجلسون في الرياض ومابقي شي , مو تعب عليكم ..
ضحكت وقالت : طبعا لا , بعدين لو ما حضرت عشان أخوان سحوره أحضر لمين ..
شكرتها سحر ورجعت قالت بحدة : يلااااااااااااااا ارجعوا للشغل يلااااااااااااا ..

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 01:44 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الساعة 12 مساء في جدة :
في بيت صالح :

زفرت أم عبد الرحمن ونزلت سماعتها بضيق وقالت : أنا أموت وأعرف إشله داعي الجوال مادام مايرد عليه ..
ونادت بصوت عالي : ريــــــــــــم , عهــــــود ..
ولمن ماوصلها أي رد زفرت ورجعت دقت على جواله بلا يأس ..
: ماما ناديتيني ..
لفت على ريم وقالت بصوت كسير : الساعة كم عنده هناك ؟
عرفت ريم إنها تسأل عن فرق التوقيت بينهم وبين سياتل , زفرت وقالت : 10 ساعات , يعني ..
وحسبت في يدها وقالت : الساعة 10 الصباح عندهم دحين ..
زفرت أمها ونزلت السماعة وهي تقول : مايرد ..
وقامت بيأس وتوجهت لغرفة نومها وهي تقول : اتصلي عليه وإذا رد تعالي صحيني , يا ويلي من أبوك راح من ربع ساعة وقال لا تتأخرين ..
ضحكت ريم وقالت : عاد تعرفينه ماينام إلا إذا رقدتيه بنفسك ..
ابتسمت أمها ابتسامة مجاملة لبنتها وقالت : لا تزوجتي إن شاء الله بتعرفين إنه كل الرجال كذا ..
وتحركت للغرفة , تألمت ريم على حال أمها اللي صاير قلقها أكثر بكثير من صار البيت خالي عليها من عيالها لا عبد الرحمن و لا عبد الإله اللي سافر الرياض وبدأ شغله ..
جات عهود وقطعت أفكارها لمن سحبت التلفون من عندها بدون أي كلمة , قالت ريم : هيييييييي أنا بأتصل على عبد الرحمن ..
رمتها بنظرة شذرة وقالت : دقي عليه من جوالك أنا أحتاج التلفون ..
قالت ريم بحدة لأنها متيقنة بداخلها إنها بتكلم واحد من الشباب : وإذا يرد بيغلق رصيدي وهو كله 10 ريال ..
ابتسمت عهود ببرود وقالت وهي تسحب سلك التلفون وتاخذه معاها : مابيرد ولو رد قوليله على طول إستنى أتصل عليك من البيت وساعتها أعطيك التلفون ..
قبضت ريم يدينها بقوة وهي تحس بغليان داخلها لكنها كالعادة سكتت وتحركت للغرفة تدور على جوالها , لمن لقيته سحبته وتحركت خارجة وهي تسمع رنين جوال عهود اللي ردت وهمست ..
: إيوه خلاص التلفون عندي ..
الهمس وصل لريم تبعه صوت عهود البارد وهي تقفل جوالها وتقول : لو سمحتي قفلي الباب وراك ..
زفرت ريم وصكت الباب وهي تسمع رنين الهاتف يتعالى , تحركت بغيض وقالت لنفسها : لازم تتصرفين يا ريم , لازم ..
وجلست على الكنبه بقهر وهي تكمل : بس أكلم مين , هي مستهترة فيني لأنها عارفه إني ما بأعلم أحد لأني خايفة عليها من الفضيحة , وأبوية قلبه و ...
زفرت لمن لقيت نفسها ترجع لنفسها الدوامة اللي تراودها كل يوم , رفعت جوالها بتدق على أخوها وبصرها تعلق بالتعليقة ( المدينة 1427هـ , ريمان ) , تلمستها ورجعت دقت على أخوها اللي مارد , حطت خاصية إعادة الاتصال وفتحت التلفزيون وبدأت تقلب القنوات ..


*****************************


في نفس الوقت في الرياض :
فيلا عبد الكريم :

جريت العنود للغرفة اللي فيها أبوها أول ماخبرتها سلافة إنه هناك مع أخوانها , دقت الباب بسرعة ودخلت وهي تفتحه على مصراعيه , أول ما شافته شهقت وصرخت : رزووووووووووووووق ..
وجريت له وضمته بقوة وهي تهتف : حبيبي والله , وحشتنيييييييييييي ..
ابتسم عبد الرزاق ابتسامة صفراء من دون ما يكلمها , بعدت عنه وتأملت وجهه بحيرة , كان في شي فيه متغير عن آخر مرة كان فيها في جدة , تلمست لحيته بحنان ورجعت ضمته وهي تقول بصوت حزين : والله حبيب أخته نحفااااااان , اش مسوي في عمرك إنت ؟؟
قال بهدوء : عنود ..
بعدته وقاطعته وهي تقول : والله نحفان ..
فتح فمه مرة ثانية بيتكلم لكنه عاجلته بضربته على كتفه وهي تقول بعصبية : وين الكم كيلو اللي أعطيتك إياها قبل ماتسافر هااااااااا , كم مرة قلتلك كل أكل صحي زي النااااس ..
ولفت على أبوها وجاسم وهي تأشر على عبد الرزاق وتقول : نحفان ولا يتهيأ لـ .. ـي ..
نطقت الحرف الأخير بهمس ويدها تتراخى بذهول , قبل ما تشهق بصدمة ..
****
: حرااااااااااااااام عليك ..
هتفت سلافة : والله I tray بس هي ما أعطتني فرصة إني أخبرها , ما سمعت كلمة الرجال خلاص راحوا و أبوك وأخوانك في الغرفة إلا انطلقت من عندي زي الـ rocket ..
لفت سحر على سمر فترجمت لها : صاروخ , صاروخ ..
كملت سلافة بصوتها النحيف : ما استنت إلين أكمل وأقولها مع بابا وأخواني ...
حطت الهنوف يدينها على فمها وقالت أزهار بزفرة : أموت وأعرف هالبنت ليه دايم تصير لها كل الأشياء المستحيلة ..
لفت هند وجهها بقهر وهي تطقطق رجلها على الأرض في الوقت اللي قهقهت خلود من أعماق قلبها وهي تقول : لأنها متسرعة وخبلة ..
****
كان أبوها وعبد الكريم يطالعونها وهم ماسكين ضحكهم , وجاسم وعدنان يطالعونها بنظرات حاااادة معصبة , والبقية منزلين الشمغ ومدنقين روسهم , أول ما قطع الصمت بعد شهقتها هو عدنان اللي قام بسرعة وهو يسحب شماغه , غطاها وسحبها برا المجلس و هي تمشي بخطوات متثاقلة , أول ما قفل باب المجلس التفت لها بصمت وهو مكتفي بذات النظرات الحادة , طالعت فيه بعيون متسعة وهي مهي عارفه اش تقول , كانت تدعي بداخلها إنه يتكلم ويفكها من الحرج اللي هي فيه , بعد صمت طويل قال بهدوء يشبه الهدوء ما قبل العاصفة : إنك تدخلين وما تنتبهين لوجود شخص ممكن , شخصين نسبة ضئلية , لكن خمسة أشخاص ... مستحيل ..
انصدمت من كلمته وبلا مقدمات تحول خجلها منه وصدمتها من الموقف لعصبية تفور في دمها , قطبت حواجبها وهي تسأل بحدة : اش قصدك ؟؟ دخلت بالعنيا يعني ..
رفع واحد من حواجبه لمن سمع نبرة صوتها الجديدة عليه ورفع يدينه وعقدها قدام صدره وهو يطالعها ببرود , لمن شافت حركته فسرتها بداخلها إنه عدم تصديق لكلامها زادت عصبيتها وهي تتذكر حركات هند لها من جات فكملت بعصبية : شوف حبيبي , أنا عارفه إنه حكاية ماشفت خمسة رجال شي مستحييييييييل على حد قولك لكنه الحقيقة , أنا كنت شايله هم رزوق وماشفت قدامي غيره ..
ولمن ما فتح فمه بحرف هتفت : إش أبغى أدخل على أخوانك هاااااااااا ؟؟ يعني لو إني دخلت وإنت بس الموجود كان قول ها ممكن سويتها بالقصد وحطيت نفسي ما ادري و ...
لمن رفع حاجبه الثاني شهقت وغطت فمها وقالت بصوت مخنوق من يدينها : لا , لا ..
وبعدت يدينها وأشرت بسبابتها بلا وهي تكمل بتلعثم ووجهها يحمر من الخجل بعد ما كان محمر من العصبية : لا , مو قصدي إني كان ممكن أسويها , أنا ما فكرت فيها أصلا هي فكرة انطلقت من العدم تو , قصدي , أنا قاعدة أشبه , ولا , هو ..
سكتت وقالت بغيض من تلعثمها : أنا اش قاعدة أقووووووووووول ..
ورمته بنظرات عصبية وأشرت عليه وهي تهتف : كله منك , لا تطالع فيني كذا ..
ضحك على حركتها وقال وهو يسحب شماغه اللي على أكتافها : شوفي , أشكري ربك إنه عندك قدرة عجيبة تخرجيني فيها من عصبيتي ولا غير كذا كان لي تصرف ثاني ..
وتأملها وهمس وهو يعدل شماغه : تراني غيار درجة أولى , يعني ممكن أذبحك المرة الجاية لو عرفت إنه أحد شافك وأقلع عيون اللي شافك كمان ..
بلعت ريقها وابتسمت وهي تقول بداخلها بسخرية : يلعن أبو الرومانسية ..
قال بهدوء وهو يكبح ابتسامته : العنود تراك رجعتي لأفكارك المسموعة ..
شهقت وغطت وجهها وهي تصرخ بداخلها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااا , لاااااااااااا أنا ليه دايما كذا , ليه ما أعيش لحظات حلوة طبيعية زي باقي البنات , لازم الفشايل في كل مكان , ياربييييييييييييييييييييييييي , مكياجي رايح , وشكلي يخرع , ودخلت على أخوانه بهبالة و دحين شافني وأنا شايلة طيران عبد القادر , ريم وينك تقولين لي احفري حفرة وادفني نفسك فيها ~ ..
تأملها عدنان وهو محتار من مشاعره , تعود على الهودء حولينه , هدوء تام , كل النساء اللي في حياته كانوا قمة في الهدوء والرزانة , هذي جات وقلبت كل مفاهيمه اللي كان راسمها عن الحريم , زفر وقال بهدوء : عنود خلاص ..
~ عنود يا غبية , خلاص ارفعي راسك وروحي عشان تحفظين موية وجهك , كافي زاعقتي وفجعتي الرجال وقلتيله بصريح العبارة أنا خبلة , يلا تحركي , أهاااااااااا ماني قادرة أواجهه , يافشلتي , قال يلعن أبو الرومانسية قال , والله بيقول متزوج حونشية ~ هزت راسها بلا وهي مستمرة في تغطية وجهها , ابتسم وقال : قلنا خلاص , فهمنا الموضوع , المهم المرة الجاية انتبهي ..
بعدت يدينها ورفعت راسها بتكبر مصطنع وهي تبعد خصلات شعرها عن جانبي وجهها وتقول : إن شاء الله و ..
كانت تجاهد عشان ما يلتقي بصرها ببصره وهي تكمل : أستروا ما واجهتوا ..
طالع فيها بصدمة ورص شفايفه لثواني قبل ما يقهقه من قلبه , طالعت فيه بحدة وبلا تفكير ضربته على كتفه وهي تقول بغيض : لا تضحك ..
وشهقت بعد ما ضربته وهي تقول : أو أوووووو ..
رفع حواجبه بتسلية وقال بعفوية : يا أهلا وسهلا , تشرفنا ست عنود , خمس دقايق وهذي علومك أجل اش بتسوين بعد الزواج ..
لمن شاف الخجل يلون وجهها اللي دنقته بسرعة وهي تفرك يدينها باضطراب ابتسم وقرب منها وهو يهمس : روحي قبل ما أذبحك ..
ماتدري ليه حست بأقدامها ثقيلة و بكل طاقة جسمها تجمعت في قلبها اللي أخذ يضرب بعنف بداخلها , لكنها استجمعت البقية الباقية من طاقتها وبعدت عنه بخجل وهي تتحرك للدرج بلا أي حرف , غمض عيونه ونفث الهواء من فمه وسحب عدة أنفاس ودخل بعدها للمجلس , طالعوا فيه للحظة قبل ما يرجعون لموضوعهم , جلس جنب خالد وهو يقول بصوت حاول يخليه هادي : أحتاج مسدسك عشان بأودي أريج للكوفيرة بكرة ..
قال خالد : ما يحتاج , صقر عنده مسدس ..
وكمل بهمس ساخر : وترى عيونك فيها نظرة تايهة , أفضل إنك تروح تنام وتحلم بـ ..
لكزه بكوعه وهو يقاطعه بهمس غاضب : احتفظ بنصايحك لنفسك ..
~ ياربي كيف بأنام الليلة , الله يسامحك يا عنود , لازم أقول لخلود تنسى حكاية المقابلة , تنساها بالمرة ~ ..

*****************************

في شقة نجلاء :

شكرت نجلاء صقر اللي وصلهم وهي تدخل للشقة , وتمطت هيام بكسل , ضربتها نجلاء على ظهرها بخفة وهي تقول : أوريك , أوريك ..
زفرت وقالت بطفش : أمي , كافي هواش صقر , الله يخليك خلاص ..
وتحركت لغرفة النوم وقالت : يا عرووووووووووووووسة , بكرة الجوااااااااااااز ..
وسكتت لمن شافت وسام مستغرقة في نوم عميــــــــق , هتفت : عروس نايمة ليلة زواجها , حاجة غريبة ..
سحبتها نجلاء من كتفها وهي تهمس بغيض : سيبيها نايمة ..
ودفتها لخارج الغرفة وتحركت لها بلطف وسحبت اللحاف تغطيها زين وهي مستغربة هالنوم الثقيل اللي مو من طبيعتها , العادة لا تحرك اللحاف بوصة تفز من نومها , ابتسمت بفرح ومدت يدها ومسدت شعرها , شهقت وسام وقامت بفزع , قالت نجلاء بهمس وهي تطبطب عليها : اششششششش هذا أنا , هذا أنا ..
همست وسام وهي تفرك عيونها : جيتم ؟؟ كم الساعة ؟؟
سدحتها نجلاء وغطتها وهي تهمس : كملي نومك , كملي نومك ..
غمضت وسام عيونها وهي تقول : بس أنا أبغى آخذ منكم أخبار الجمعة والـ ...
وتثاقل صوتها ورجعت لنومها , ابتسمت نجلاء وتحركت عشان تطفي النور وتخرج وحست بخرفشة عند رجلها , بعدت رجلها ورفعت الورقة الطايحة وغصب عنها جرت عيونها على السطور ..
(( زوجتي ...... وسام ..

سلام الله عليك ورحمته وبركاته ..
سأسطر لك لاحقا اللقب المناسب قبل اسمك ولكن ليس الآن ..
وسام لتعتبري رسالتي هذه أول قطرات الحب والتفاهم بيننا والأفضل أن تعتبريها أول أساسيات علاقتنا ..
الماضي ..
إنه مجرد شئ مر علينا وعفا عليه الدهر ألا توافقينني على ذلك !!
لا أريد أن يقف ذلك الماضي حاجزا بيننا ..
لا أريد نقاشات عقيمة عنه لن تؤدي إلا لإيلامنا ..
لا أريده عائقا لسعادتنا التي أدعو الله أن تدوم ..
لذا فلنضعه خلف ظهورنا ولنسر قدما نحو الأمام ..
ليس كل الماضي ما قصدت ..
بل المؤلم منه فقط ..
لن أعدك يا زوجتي بأيام كلها ضحكات وابتسامات ..
لن أعدك يا زوجتي بحياة رغيدة هانئة لا يشوبها كدر ..
لن أعدك يا زوجتي بأن زواجنا سيكون كالخيال الذي ينتهي بعاشوا سعداء إلى الأبد ..
لن أعدك يا زوجتي أني لن أحضر بمزاج عكر يوما ..
لن أعدك يا زوجتي أني لن أغضبك أو أؤلمك يوما ..
لأنني بشر ولأنني ..
لن أمنع الحزن الذي لابد سيعترينا يوما ..
لن أمنع سوء الفهم الذي قد نغرق فيه يوما ..
لن أمنع صفعات الماضي التي قد تظهر في حياتنا يوما ..
لن أمنع أشياء كثيرة تمر على البشر رغما عنهم ..
لن أمنع القدر يا زوجتي ..
شيء واحد فقط سأعدك به ..
سأحبك ما استطاع بشر ..
سأحتويك بكل حنان في صدري ..
و سأجاهد لأكون زوجا صالحا يخاف الله فيك ..
وأتمنى من كل قلبي أن تعديني بذات الوعد ..
أتعلمين كيف ستعديني بهذا الوعد دون تصريح !!
كوني مبتسمة من كل قلبك عندما أراك في يوم زفافنا ..
كوني وسام التي أنا متأكد أنني سأحبها كثيرا ..
كوني بخير فقط ..




الرجل الذي أصبح زوجك .... سامر )))
ابتسمت نجلاء ومسحت دموعها وطوت الرسالة وحطتها تحت مخدة وسام الغارقة في النوم وصوت نفسها مسموع على هيئة شخير خفيف , ضحكت ومدت يدها بتمسح على شعرها لكنها ذكرت نفسها إنها حتفزع من نومها فاكتفت بتأملها بحب وهي تدعي بداخلها إنه ربي يسعدهم ويوفقهم ..
: الصبر يصنع المعجزات ..
التفتت نجلاء لهيام اللي همست بهالكلمة وهي تسحبها لخارج الغرفة , مسحت نجلاء دموعها وهي تقول : ما أتخيل إني بأفارقها ..
قالت هيام بمزح عشان تخفف عن أمها : خليها تروح عننا عمرت عندنا 33 سنة الله أكبر ..
ضربتها نجلاء باعتراض فضحكت هيام وضمتها قبل ما تقول باعتراف : قريت الرسالة ..
شهقت نجلاء ولفت عليها باعتراض , قالت تذكرها : إنتي قرئتيها كمان ..
قالت نجلاء بتهرب : أنا أمها ..
: وأنا أختها ..
وضحكت وهي تتفادى ضربة جديدة من أمها وهي تقول : كل ليلة تقرأها عشان كذا جاني فضول أقرأها يوووووووو ..
وضمت يدينها وطالعت في السما بحالمية وهي تهمس : ياربي ترزقني واحد حسااااااس زي سامر يارب ..
ضحكت أمها وقالت : استحي يابنت ..
قالت هيام بثقة : ربي أعطاها على قدر صبرها ..
وقطبت حواجبها وكملت بخوف : أنا ماحيجيني إلا واحد كشر لأني نقاقة ودلوعة ..
ضحكت أمها وقالت تطمنها : لا يرد القضاء إلا الدعاء , دايم إدعي إنه ربي يرزقك الزوج الصالح وبس ..


********************************

يوم الخميس 22 / 12 / 1427 هـ :
في القاعة الساعة 10 مساء :

: والله مو بكيفها بنت الحيوانة ..
شهقت سحر وقالت باستنكار : خلووووووووووود , ماتوقعت هالكلمة منك ..
صرخت خلود وهي تسحب ياقة فستانها بقهر : خلااااااااااااص , الصبر له حدووووووووود , والله لا أطلع وسخ قلبي ..
وتحركت خارجة من الغرفة مسكتها سحر وهي تهتف : اصبري يا بنت الناااس ..
: خليها تروح تأدبها الكلبة ..
لفت سحر على توأمها وهتفت : سمر , هذا بدل ما تهدينها ..
صرخت خلود لمن شافت طيف مر عند الباب : أصلا حتى لو وسام رضيت إنه تنزف أريج أول إحنا مابنرضى لأنه الحشيمة لها مو لوحده مرمطت أخويه ..
شهقت سحر وصكت الباب وهي تهمس : الله يرج إبليسك , هذي خالة أريج بتفضحينا مع الناس إنتي ..
زفرت خلود وقالت : خلللللللللللها تسمع الحية الرقطى وتوصل لأختها الزفت , دحين إحنا حايسين في الزواج والمعازيم وهي تجي بكل بجاحة وتقول لهيام قولي لوسام إنه بنزف أريج أول لأنه ماهر طلع قبل سامر , والله سخاااااااااافة , وسام اللي بتنزف أول لأنها الأكبر وهم مايشوفون الدرب ..
قالت سحر بهدوء : كل شي يجي بالتفاهم , أنا أروح وأتفاهم معـ ..
واندق الباب , فتحته وابتسمت لهيام اللي كانت معقدة حواجبها وهي تقول بغيض : وسام تقول خلوها تنزف أول , مايهمها هي مين ينزف قبل مين ..
حست سحر بالنار تشتعل فيها فهتفت : ليه قلتيلها ؟؟ قلتلك أنا أتصرف ..
صرخت هيام : مو حضرتها خالة الزفت جات ودقت الباب على الغرفة وأصرت تكلم وسام بنفسها ..
شهقت وقالت : دخلت على وسام وكلمتها ..
وتحركت بعصبية , قالت سمر بخوف : خلود ..
وتحركوا بسرعة ورى سحر اللي لمن تعصب تنسى كل شي حولها , وصلوا على صراخها المتعالي وهي تقول : حشمناكم لكنكم منتم حقين حشيمة ..
شهقت خلود وقالت : بدأت سحر ..
ودخلوا غرفة العروسة الخاصة بأريج اللي كانت واقفة ورى خالتها وعالية تصرخ : الحق حق , بنتي تنزف أول هي بنت عمه وزوجة الكبير ..
صرخت سحر : أي كبيييييييييييييير ؟؟ توأم هم , يعني وسام اللي تنزف أول ..
قالت أختها : أصلا مالك دخل خلاص , وسام وافقت ..
طالعت فيها بحدة وقالت : والله لو مو فارق السن كان عرفت اش أقولك ..
وكملت بعصبية وهي تبعد سمر اللي تطبطب على كتفها : هاجمة على البنت يوم زواجها وشاحذة كل أسلحتك وتقولين وافقت , غــــــــصب توافق ..
قالت عاليه ببرود : هذا كله على زفة ..
قالت سحر : إنتم اللي حولتوها لكذا , ما رضيتم بالتفاهم ..
قالت عالية بعصبية : بنتي تنزف قبل ذيك البنت يعني تنزف قبل ..
لمن سمعت كلمة ذيك هتفت بغيض : والله ..
ورفعت يدها وقالت : والله تنزف وسام أول ورجلي فوق رقبة اللي يسوى واللي مايسوى ..
ولمن شافت ذهولهم وعاليه تقول بعصبية : هذا كله عشان ذيك البنت , هذي بنت عمك ..
رمتهم سحر بنظرة شذرة وهي تكمل ببرود : اسمها وسام , وإذا مو عاجبك , لا تزفين بنتك ..
وتحركت خارجة من الغرفة بخطوات ثقيلة , ابتسمت سمر لهم وخرجت هي وخلود وصكوا الباب وراهم , ضحكت خلود وقالت : وناااااااااااااسة ..
ضربتها سمر وهي تهمس : اششش ..
وأشرت لها بحركات عيونها لبنات خالة أريج اللي جووا على الزعيق , حمحمت وتحركت براس مرفوع لغرفتهم وهي تهمس لأختها : يستاهلون , هالكلام ناقشناه بعد ما تم تحديد زواج سامر مع ماهر وسكتوا موافقين , على بالهم يوم الزواج بننحرج ونخليهم يزفون بنتهم أول , عساااااااااها الـ ..
: لا تدعين عليها ..
لفوا على سحر اللي كملت بغيض : عشان قلب أخويه مو على شانها اللي ما تستحي ..
وتحركت نازلة وهي تقول : أنا نازلة , العنود وصلت مع البنات ..
زفرت هيام براحة وقالت : أشششششوه على بالي الحيزبون بتنزف قبل أختي , عمى بعينها ..
حركت سمر يدها بتوتر لمن وصلهم الصراخ المتعالي من غرفة أريج وهمست : يلا نتحرك من هنا قبل ما ينقلب المكان لحلبة مصارعة ..
ضحكوا وهم يتحركون نازلين , أول ماشافوا العنود قالت خلود : بسم الله ماشاء الله , تعالي يابنت ..
وبدأت تتفل وهي تقرأ عليها و ضحكت العنود بحرج وقالت بتكبر : قلت للحرمة شوهيني شويه عشان ما أخطف الأبصار لكنها ماقدرت , تقول جمالي مستحـــيل يتشوه ..
وتنهدت وكملت بطريقة مسرحية : أخيرا خليتها تمكيجينة وأن أقول لنفسي , اش ذنبي إن الله خلقني جميلة ..
ضحكوا على خبالها وزفرت سمر وقالت : أشوه اللي ربي رزقني أربع أخوان , عشان لمن ننجرح من حرمة واحد تطيب خاطرنا ضحكة الثانية ..
دقتها سحر باعتراض , ابتسمت العنود وقالت بتريقة : يمكن أنا جالسة أدهن سيركم بس ولا تزوجت أخلع القناع ..
هتفت الهنوف باستنكار : عنووووووووووود ..
ضحكت سحر وقالت : المشكلة عارفين كل أقنعتها , تحركي قدامي يلا ..
وتحركت معاهم تدلهم على الطاولة اللي بيجلسون عليها ..
كانت العنود اللي لابسة فستانها اللي لبسته في زواج البندري عشان تثبت لنفسها إنها أقوى من التشاؤم اللي بدأ يتسلل لقلبها ويضعف إيمانها تتحرك بثقة وهي عارفة إن الكل موجه الأنظار لها لكونها القادة الجديدة الغربية على العائلة ..
ابتسمت أزهار وقالت : عنود صراحة , أعجبتيني , لبسك للفستان بحد ذاته خلاني أكبر فيك أشياء كثيرة ..
ابتسمت العنود بألم وقالت وهي تتلمسه : قالت لي البندري إني لازم ألبسه يوم زواج ماهر عشان أكون أحلى الموجودات في المكان وبعد ماماتت قلت لنفسي مستحيل ألبسه لأنه شؤم ومن قلت هالكلمة صممت إني ألبسه عشان أكفر ذنبي ..
جلست في طاولة شاركوا فيها أخوات عبد الرحمن زوج خلود اللي رحبوا بهم بحفاوة ..
بعد دقايق هتفت الهنوف : عنود أهجدي ..
التفتت أخت عبد الرحمن وطالعت فيهم بحيرة والعنود تقول وهي تتململ في قعدتها : أبغى أرقص , أحبها , والله أحب هالأغنية ما أقاومها ..
ضحكت وقالت وهي تقوم : يلا أرقصها معاك ..
قامت العنود بحماس والهنوف تهمس : أمي قالت لا تخلينها ترقص وجده حلفت لو رقصتي بتحش رجولك ..
ولمن مشيت وهي مهي مهتمة لفت على أزهار بتشتكي لها شافتها تصفق بحماس , هتفت : أزهااااااااااااااار ..
ضحكت أزهار وقالت : خليها , طول عمري كنت أتمنى أكون زي هالبنت , ماشاء الله عليها ..
أول ماوصلت العنود الكوشة وبدأت ترقص تعالت الغطاريف من خلود وسحر اللي طلعوا للكوشة ووقفوا يراقبونها من البعيد وهم يصفقون , ابتسمت لهم العنود وهي تتمايل بدلع وهي ترميهم بنظرات إغراء , ضحكت سحر وقالت : هالبنت مستحيلة ..
قالت خلود وهي تقهقه : الله يعين عدنان عليها ..
والتفتوا لمن سمعوا تصفير عالي , لوحت سمر بحماس وهي تقول : ورى , ورى ..
قهقهت سحر وقالت : تحمست ست سمر ..
والتفتت للعنود وتعلق بصرها بالدرج اللي طلعت منه أمها وبدأت ترقص هي تبتسم للعنود اللي لفت عليها وهي تبتسم بخجل , لفت على خلود وهي تهتف : أمي ترقـ ..
وسكتت لمن شافت خلود تشاركهم الرقص , ثواني ولحقتهم سمر وتعالى التصفيق والصفير ..
قالت الهنوف وهي تحط يدها موضع قلبها : قلبي يعورني , ما أتخيل إني أسوي زيها ..
ضحكت أزهار بحماس وقالت : هذي هي عنود ..
لمن انتهت الدقة ضمت حنان العنود وسلمت عليها , جاتهم العنود بوجه محمر من الخجل أول ما جلست هتفت وهي تنحني : بطني مغصتنييييييييييييييييييييييييييي ...
قهقهوا وقالت الهنوف : أصلا عرفت من شفت ابتسامتك ..
همست العنود : ماتوقعت تطلع خاله حنان عشان ترقص معايا , والله بغيت أموووووووووووت ..
قالت الهنوف بحماس : في شي بأحكيه للبنات ..
ولمن تذكرت المواقف اللي سطرتها في ذاكرتها قالت بضحكة : والله أشيااااااااء مو شي واحد , أولها موقف أمس ..
ضربتها العنود باستنكار وهي تهمس من بين أسنانها : يالدب ..
وحست بمغص لمن تذكرت عدنان واللي صار ..
***
عند الرجال :
: بالدور ياشباب اللي بيدخل يشوف العرايس بالدور ..
التفتوا على خالد اللي قالها بطريقة مسرحية قبل ما يقول وهو يدق سامر : إنت أول , يلا ..
ابتسم سامر وقال وهو يعدل بشته السكري : قال اللي يبغى يشوف قال , والله يحلمون ..
وتحرك لأبوه الواقف بابتسامة سعادة بانتظاره ..
وهو ماشي شافه يبتسم من البعيد وهو يلوح له , تحرك له وضمه بقوة وهو يقول : يا حيا الله سليمان , تو الناس ..
ابتسم وقال : ماهو مرغوب فيني فعشان كذا فضلت أجي بعد العشا ..
ابتسم سامر وقال وهو يدقه في كتفه : ولو ..
وتأمله بمحبة وقال : جيتك لي بالدنيا ..
ضمه سليمان بقوة وهمس : الله يوفقك ..
شكره سامر وودعه وهو يتحرك لأبوه اللي اكتفى بإيماءة بسيطة من رأسه دلالة التحية ..
عدنان اللي ماكان منتبه للمنظر ككل لأنه كان يدور ماهر , ولمن شافه فال وهو مبتسم : استعد يا عريس نمبر تو ..
وسكت لمن شاف شرود ماهر اللي التفت له وقال : هااا ..
ابتسم بتوتر وقال : ولا شي , أقول استعد بس ..
***
زفرت وسام وهي تتلمس فستانها بتوتر , قالت وفاء وهي تسدل الغطاء على وجهها : يلا العريس بيدخل ..
وتلثمت بطرحتها وتحركت مع باقي أخواتها , جالت وسام ببصرها على الموجودين وهي تصرخ بداخلها ~ ماجات , ماجات , حتى زفافي ما حضرته , ما حضرته ~ وخرجت من أفكارها لمن لمحته داخل في الوقت اللي تعالت فيه الغطاريف , ذكرت نفسها بالوعد وابتسمت بخجل وهي تدنق راسها ..
ابتسم لمن لمح ابتسامتها الخجلى ورفع طرحتها ولمن شاف الجمال اللي يرسمه له قلبه قبل عينه فيها همس : تراني بشر , ارحمي قلبي ..
نزلت راسها أكثر وهي تحاول تكبح ابتسامتها , وقف جنبها وابتسم لأبوه اللي سلم عليها بمحبة وهو يوصيها على نفسها وعليه و لمن جا بيتحرك مسكت وسام ذراعه وقبضت عليها وهي ودها تشكره من أعماق قلبها لكن الشكر ما تجاوز شفايفها , تأملها عبد الكريم بنظرة طويلة قبل ما يهمس بصوت مخنوق : لو كان حي كان بيفخر بأحلى عروس ..
دمعت عيونها وزادت من رصها لذارعه , كان يتصل عليها ويجيها كل يومين تقريبا عشان يشوف إذا تحتاج شي ولا لا , غمضت عيونها وتحركت وحضنته بلا تفكير وهي تقاوم دموعها , الأيام الماضية كان أكثر من أب لها , ضمها بمحبة وسلم على راسها وهو يقول بصوت مخنوق : الله يحفظك يابنتي ويحرسك , الله يوفقكم يارب ..
ولف على سامر وقال : سامر لا أوصيك عليها تراها عزيزة على قلبي ..
ابتسم سامر وقال بمزحه : وعزيزة على قلبي كمان ..
وسحبها من حضن أبوه وهو يقول : خلاص وفري لي شويه ..
بعدت عنه وهي تلف وجهها بخجل , وضحكوا الموجودين وأمه تهتف : ساااااااااامر ..
ضحك وقال : عريس , خلوني أعبر براحتي يووووووووو ..
ولف على وسام وهو يفرد يدينه كإنه بيضمها , شهقت وسام وبعدت عنه وهتفوا البنات بتحذير , ضحك من قلبه وقال : اللي يسمعكم يقول كنت بأرتكب جريمة ..
سحبته سحر وقالت وهي تقرصه : يلا يلا , يلا لو سمحت خلينا نزف البنت وهي حية , مااااتت من الفشلة اللي يقطع إبليسك , كم مرة قلت لك شفر ..
واشرت على سلافة المفتحة عيونها على اتساعها وقالت بتريقة : في طيور تلقط الحب ..
شهقت سلافة وهتفت بصوت ازداد نحفه من الغيض : آآآآآآآآآآنا طير يا زرافة يا طويلة ..
حست وسام براحة تسبغها وتنسيها همها وهي تشوف العائلة الجديدة اللي حترتبط بها , وضحكت على سامر اللي خرجته سحر رغم إعتراضاته إنه ماشافها زين وهي تقول : هذا وإنت ماشفتها زين , أجل اش بتسوي لو شفتها , تحرك يلاااااا , ورانا زفتيـــن , تحرك ..
ابتسم لوسام وقال بغيض : مبسوطة الأخت , لا تنسين الليل بأوله ..
شهقت سحر وهتفت : ياولد ..
وخرجته , ضحكت وسام من قلبها لمن صكت سحر الباب واستندت عليه وهي تتنهد براحة قبل ماتحط يدينها على خدودها وهي تهمس : قليل أدب ..
وتلون وجهها لمن كملت : الله يعينك عليه يا وسام ..
أول ما خرج سامر للشباب قال أسامة وهو يسحب بشته : خليني أتبرك به شويه ..
ضحكوا الشباب عليه لمن تحرك بفخر وهو نافخ صدره وهو يقول : يارب ياكريم مايمر شهر إلا وآنا لابس هالبشت ..
قال عبيد بتريقة : شهر , ليه ماخذ زوجة إكسبريس ؟؟
ولمن ضحكوا الشباب قال وهو يرجع البشت لسامر : هاهاها مايضحك ..
قال خالد : مهوري , دورك ..
لكن ماهر كان مشغول بجواله , لمن شاف عدنان حواجبه المقطبة وهو يتكلم بهمس تحرك وقال : ماهر ..
صك ماهر الجوال وهي يعض شفته بقهر , سحبه وهمس : اش فيه ؟؟
قال ماهر بقهر : والله قلت لها ما أبغى تصوير , ما أبغى تصوير ولا كإني أتكلم جابت مصورة ودحين ضاربة البوز ليش ما جيت أتصور ..
وزفر وقال بغيض : أنا ماني طرطور تحرفني وتصرفني فلبينية وأنا أتحضن في حرمتي , قرف ..
سابه عدنان وتحرك بعصبية , خرج من ساحة الرجال , وطلع الدرج المؤدي لغرف العرايس ودقه بكل قوته وهو يصرخ : خلوووووووووووود , سحــــــــــــر ..
ورجع دق الباب وهو يشوف طيف يقرب من الباب , أول ماانفتح وطل وجه سلافه من ورى الباب صرخ : سويلي درب للزفت اللي اسمها أريج ..
قالت بخوف : عدنان رخي صوتك المكان مليان ..
صرخ : ناديلي ســـــــحـــــــــر ..
هتفت بخوف : مشغولة في زفة وساااااااااااام ..
قال بعصبية : في أحد هنا ..
قالت وهي تطالع لداخل الصالة : في كم حرمة ..
صرخ : درررررررب , درررررررررب ..
واستنى ثواني ودخل وراسه للأرض وهو يقول : طريــــــق ..
ودف سلافه قدامه وقال : دخليني لغرفة أريج ..
لمن وصلت سلافة للغرفة دق الباب وقال : أريــــــــج , أريـــــــــج ..
فتحت خالته الباب بخوف وقالت : عدنان , اش فيه ؟؟
صرخ بلا مقدمات : خرجي المصورة ..
قالت : بس هي ..
قاطعها : خرجي المصورة ولا واللـــــــه لا أكسر الكاميرا على راس أريج ..
انرعبت من صوته الجهوري , ما عمرها شافته معصب بهالشكل , قالت بتلعثم : هي خلاص ما تبغى ماهر يتصـ ...
قال بعصبية : بتخرج المصورة ولاا لاااااااااااااااااا ..
ثواني وخرجت المصورة مع عاملتينها اللي شايلين الأشياء , دخل الغرفة وقال وهو يرمي أريج بنظرات معصبة : بأتكلم مع أريج لوحدنا ..
قالت بخوف : ماني سايبة بنتي ..
قال وهو يتحرك لأريج : خليك ..
شكلها في الفستان الأبيض كان يخطف الأبصار بجمالها اللامحدود خاصة وهي تطالع فيه بعيون خايفة , تجاهل خوفها منه ومسكها من دقنها ورصه بقوة وهو يطالعها بحدة وهو يهمس من بين أسنانه : والله لو منتي حرمة وأنا رجال كان سلخت جلدك بالضرب ياللي ما تستحين , مو كافي معاندته وجايبة مصورة كمان لاطعه زوجك زي الكلب حشمت هالتصوير , والله ما حسامحك على قلبك لأجمل لياليه لحزن , و الله ما حسامحك إلى يوم الدين ..
وساب دقنها بخشونه وقال وهو مهو مبالي بدموعها : وشوفني أقسم بالله لو شفت هالنظرة على وجه أخويه مرة ثانية , عقالي هذا ..
وأشر على عقاله وهو يكمل : والله لا أخليه يرسم خرايط على ظهرك ..
ورماها بنظرة تحذير وهو مطنش صراخ الاعتراض من مرة عمه وقال بتحذير : تراك ماتعرفيني لسه , ما أعطيتك الوجه البارد لسه ..
وكمل ببرود : مسحي دموعك ..
لمن شهقت صرخ بعصبية : قلت مسحي دموعك ..
مسحت دموعها بيدين مرتجفة وعاليه تضمها وتهتف : والله لا أعلم عمك على اللي تسويه , مستقوي عليها , والله لا أعلم أخوانها و ..
رماها بنظرة باردة سكتتها قبل ما يرجع يطالع في أخته وهو يقول : حأكون موجود لمن يدخل عليك ماهر وحسك عينك تخلينه يشوف دمعتك ولا بوزك ..
: كلكم ضد بنتي , إنت وأخواتك , اصلا أنا عارفه إنكم حاطين دوبكم دوبها و ......
ما أعطى لها اعتبار ولا عبر كلامها وهو يركز بصره على أريج وهو يقول : ابتسمي سامعة ..
هزت راسها بطيب وهي تطالع فيه بعيون معبرة , وهو يستمع لبربرة مرة عمه اللي كان متأكد إنها هي ورى المصايب كلها لف عدنان عنها وخرج جواله واتصل على ماهر وقال بمرح : دورك يا عريس , ترا بتغرز هنا لكن هاااا أحذرك تراني موجود يعني إحلم أخليك براحتك , يلا تعال ..
وقال لسلافة : نادي أخواتك وخليهم يلبسون عبيهم ويتغطون زين لأنه أخوان أريج بيدخلون , تحركي بسرعة وشوفي بعدها درب لأخوك ..
تحركت سلافة الخايفة بسرعة , لف على الحرمتين ورماهم بنظرات باااااااردة , نزلت أريج عيونها بخجل ورجعت طالعت فيه بتوسل , غصب عنه ابتسم بحنان وقال : شكلك يهبل ماشاء الله ..
مد يده ومسح آخر بقايا دموعها وهمس : لا تخسرينه يا أريج , لا تخسرين ماهر ..
هزت راسها بطيب وهي تبتسم بصدق , لف على عاليه ومد يده يقول : مبروك زواج بنتك يا خاله ..
لفت وجهها رافضة تسلم عليه , تحرك وسحب يدها وسلم عليها عُربة غصب وهمس بابتسامة زائفة لأنه عارف إنه أريج تراقب : اتق الله في بنتك لا تخربين بيتها ..
وبعد عنها وقال بصوت عالي : ألف مبروك ..
وابتسم لنظراتها المذهولة , لف على أريج و مسك طرحتها وغطاها وهو يقول : لا أوصيك ..
دقايق وامتلأت الغرفة بأخواته وأمه وعماته وراح في زاوية بعيدة لمن لمح أثير بعبايتها , ثواني ودخل ماهر و وراه سطام وصقر وأسامة واللي كانوا يرقصون بحماس وهم متلثمين , وتعالت الغطاريف لمن رفع ماهر الطرحة وبدأ يقرأ وهو يتصنع الابتسام , كان مشتاق لها من قلب لكنها نسفت هالشوق بقوة , تأملته بشوق عميق لكنه رماها بنظرة باردة قبل ما يسحب يده ويجلس جنبها بصمت , زفر عدنان لمن جاته سحر اللي عرفها من طولها , قال : سويلي درب ..
كان الفرح واضح في صوتها وهي تقول : عقبال ما أفرح بك يااااااااااارب ..
ابتسم لمن تذكر العنود وقال : آمين ..
ودعى بداخله إنه مايجي يوم وتعوره العنود في قلبه المحب زي ما توجع قلب أخوه اليوم ..
بعد دقائق مرت من تريقة صقر وسطام وهتافات أسامة إنه يبغى يتزوج قام ماهر بدون وداع وتحرك خارج من الغرفة وهي يبتسم ذات الابتسامة ..
***

بعدما انزفت العروستين انفتحت صالة العشاء العامرة , قالت العنود بحماس : ياحبي للميز ..
ضحكت سحر وقالت : تصدقين مين اللي أصر على الميز ..
لفت عليها وسألت : مين ؟؟
أشرت على وحده واقفة تتأمل الكيكية بعين انتقادية , شهقت العنود وقالت : سلاااااااااااافة ..
قالت سمر وهي تحيط راسها بيدينها : جااااااااابت لنا الصدااااااااااااع , قال إيه , ما أحب اللحم والرز , والله يازنت زننننننننننننننن ..
قالت سحر : لا تذكريني , ما حسبت إنه أبويه يوافق ..
ضحكت العنود وقالت : يجي من تحت راسها السوسة ..
جاتهم وقالت بصوتها النحيف وهي تأشر على الكيكة : سحر الكريمة حقت الكيكة كثيرة بزيادة , اش هذاااااااااا ؟؟
قالت سحر وهي تسحب العنود : ما أدري , فكيني ..
وسحبت صحن وبدأت تعبي أكل وهي تقول : يحق لي أرتاح سنة بعد هالتعب اللي تعبته ..
ولفت على العنود وقالت : معليش بأجوز عدنان بعد سنة ..
سكتت العنود وقالت أزهار وهي تجلس على أقرب طاولة وهي تناول صحنها للهنوف اللي تبرعت إنها تعبيه لها : أظن العنود ودها تذبحك بس مستحية ..
لفت العنود بوجه محمر وقالت : لااااااااااا ..
قالت سحر بتريقة : لا ما تبغين الجواز بعد سنة ولا لا لأنه ودك تذبحيني ..
وضحكوا لمن بدأت تتلعثم وهي مهي عارفه كيف ترد ..
تحركت العنود بعد ما حطت صحنها وقالت : مين يبغى عصير ؟؟
محد رد عليها فراحت لطاولة العصيرات , أول ماوصلت هناك سحبت عصير ووقفت عند طاولة الحلى ..
: لو سمحتي , إنتي أزهار صح ؟؟
التفتت لحرمة أنيقة جميلة وابتسمت لها وقالت بمزح : إيوه ..
تأملتها الحرمة بنظرات تقييم , ابتسمت العنود وفتحت فمها بتقول إنها مهي أزهار لكن الحرمة عاجلتها وقالت : أنا ليلى صحبة العروسة ..
ابتسمت العنود وقالت بفرح : صحبة وساااااااام ..
هزت راسها وقالت : أريج ..
قطبت العنود وقالت : آهاااااااا ..
تأملت الحرمة فستانها وقالت : حامل صح ؟؟..
تأملت العنود فستانها اللي قصته اللي على الموضة زي قصة الحوامل اللي من تحت الصدر وقالت بحرج : لا , إنتي قصدك ..
وجات بتأشر لها على أزهار وهي مستغربة إنه في أحد هنا يسأل عن أزهار أو يعرف إنها حامل وتصنمت يدها لمن قالت الحرمة ببرود : يعني جاسم كذب علي ..
وابتسمت بخبث وقالت : يبغالي أسأله ليش قلي إنك حامل ..
ورمتها بنظرة شذرة وهي تقول : ما توقعته يكذب علي , بس بيني وبينك , ذوقه دايم حلو في الحريم ..
وتحركت بتكبر وجلست مع حرمتين يطالعونها بابتسامة قبيحة , لفت العنود بألم وتأملت أزهار المبتسمة ورجعت طالعت في الكيك , قطعت منها وحطت في الصحن وعقلها يدور بلا هوادة , تفكر تتعلق بأخوها اللي شكله كان له علاقات مشبوهة , ولمن لفت على ليلى وتذكرت كلمتها اللي مدحت فيها شكل العنود وهي تقصد مدح نفسها تحركت بحزم , أول مامرت من عندها مثلت إنها انزلقت ورمت صحن الكيك بكل قوتها على صدر ليلى المكشوف بإغراء , شهقت ليلى وهبت واقفة , قالت العنود وهي تمثل الشهقة : أوووووو آسفة ماقصدت ..
ومسكت منديل وناولته لها وهي تهمس : يكون في علمك أنا ماني أزهار ..
ولفتها كإنها تمسح فستانها وقالت : شايفه اللي واقفة هناك بفستان الحمل , ذيك هي أزهار اللي خطفت قلب أخويه ..
ورمتها بنظرات غيض وهي تقول : وشفتي بطنها النتفخة , مافيها نونو فيها اثنين , يعني اننننننننسي جاسم ..
ورمت المنديل على الطاولة وتحركت لطاولتهم وهي تبتسم لأزهار والهنوف اللي وقفوا بصدمة لمن شافوا المشهد , عضت شفتها وقالت : سورييييييييييييي ..
وضربت سحر الغارقة في الضحك وهي تقول : لا تضحكين يادب ..
قالت أزهار بخوف : عنود الحرمة تطالع فيك ..
لفت العنود ولمن شافت نظرات ليلى المصدومة الموجهة لأزهار مو لها : ماعليك منها , تستاهل محد قلها تطلع صدرها كذا كإنها وحدة بترضع ..
وتأملت أزهار اللي تعاتبها وهي تمنعها من الغيبة وقالت تقاطع نصايحها وهي تفكر بعهود و بليلى : تراك مديونة ليه بثنتين مو بوحده ..
أزهار اللي مافهمت قصد العنود دقتها وهي تهمس : كم مرة قلت لك لا تنغزين في هالموضوع , صدقيني جاسم حيدري , ولو دري ممكن يموت من الخلعة , هو مهو مستوعب إنه بيصير أب خلي عاد لاثنين ..
ابتسمت العنود وقالت : الله يحفظ قلبك الطيب يارب ..
قطبت أزهار بحيرة , ابتسمت العنود وقالت بتهرب : قصدت إنك خبرتي الجوهرة قبلنا وخليتيها هي اللي تخبرنا ..
ابتسمت أزهار لمن تذكرت الجوهرة اللي دمعت عيونها وهي تضمها بفرحة ما تخيلتها , تلمست بطنها وقالت : إنتي عارفه ليش خبرتها أول ..
استغلت العنود نظرات ليلى المنصبة عليهم ودنقت على أزهار وسلمت على خدها وهي تقول : إنتي وحده دبه وتعرف كيف تجمع الناس حولينها ..
ضحكت أزهار وقالت : قولي ماشاء الله ..
لفت عليهم الهنوف وقالت : بس إنت واياها حبكم ماغاش إلا هنا , يامخصكم وإنتم تحبحبون ..
قالت العنود بتريقة وهي تتلمس بطن أزهار : هي تحبك مرة وأنا تحبني مرتين عشان كذا غيرانه ..
قالت أزهار باستنكار : عنييييييييييييييييييييييييد ..
قالت العنود بسرعة لسحر : حامل في توأم ..
ضربتها أزهار وصرخت سحر بحماس قبل ما تقوم وتحضن أزهار وهي تباركلها , غمضت سمر عيونها وقالت : يصارخون , فرحانين , الله يعيييييييييييينك على العذااااااااااااااااب ..
ضحكت أزهار وقالت لسمر : إي والله صادقة , هذي أول ردة فعل حقيقية تطيب الخاطر ..
وأشرت على البنات اللي بدأوا يدورون أسماء ذكور متناسبة وهي تقول : قوليلهم , ما أتخيل رضاعتين وحفاظتين ولبسين , واحد ينام وواحد يصحى ..
قالت سمر وهي تضحك : أنصحك خذي نصايح من أمي , خبيرة توائم ..
لفت سحر على أزهار وقالت : اتفقتم على اسماء معينة ..
سكتت للحظة وهي تتذكر مضاربته معاها المرة الأخيرة لمن لمحت له إنها تبغى تسميه بنفسها وكيف قالها بصريح العبارة إنه الكل يناديه أبو أحمد ومستحيل يغير هالشي , زفرت وقالت بابتسامة : أنا ماقلت له إنهم توأم لسه ..
صرخت سحر وقالت سمر : من جدك ؟؟ في الشهر الكم ..
ابتسمت وقالت : توني دخلت السابع و شكلي بأخبره في التاسع إن شاء الله لأنه لو درى دحين ..
هزت راسها وقالت : ما أدري أخاف يشرد من البيت ..
ضحكوا على تعبيرها وقالت سمر : تقوليلي , أنا اللي عندي لمن يصيح ربيع من لعب أخته المتخلف ماأشوفه إلا وهو ساحب جواله وخارج من البيت رايح للشباب ..
قالت سحر : أششششششششششوه اللي ماني متزوجة , لأنه لو سووا فيني كذا ممكن أدخله في غرفة وأرمي عليه عياله وأقفل عليهم الباب عشان يعرف إن الله حق , أنا جايبتهم ومخلفتهم لوحديييييييييييييي ..
جات خلود وقالت موجهة خطابها لأخواتها تقاطع ضحكهم : لا والله , ماخذين الدنيا طول بعرض , تحركوا يلا , متكين ومخلين الشغل على راسي , تحركوا يلا ..
وناولت ربيع لأمه وسحبت سحر وقومتها عشان تروح لأنها , ولمن تحركوا وهي تهاوشهم ووصلت لباب صالة العشاء , طالعت شوية ورجعت للطاولة , ابتسمت خلود وقالت وهي تفك صندلها : أخيرا , هاهاها خليت الشغل عليهم ..
وجلست معاهم وهمست : أهم شي لا تخبرونهم ..
وبدأت تاكل وهم يضحكون ..
: خلوووووووووود ..
شربت من عصير أختها وقالت وهي تقوم : جاااااااااااااية , أفففففففففف ..
تنهدت العنود وقالت : الله يعينهم , هم السابقون ونحن اللاحقون ..
ومسدت يد أزهار وهي تكمل : تكون هي في السيارة رايحة مع حسان وأنا وإنت ندور لقمة ناكلها ورجولنا متكسرة و ...
هتفت الهنوف اللي انشرقت من الفشلة بتحذير : عنيييييييييييييييييييييد , والله لا أذبحك ..
***
رفع الجوال لمن تدق عليه الرقم الغريب وقال : نعم ..
وصله صوتها العذب وهي تقول بألم : عاااااااااااادية , أكثر من عادية , مافيها شي يخليك تسيبني عشانها أنا أحلى منها مليوووووووووون مرة ..
زفر جاسم لمن ميز صوتها وقال بحدة : وإنت كيف شفتيها ؟؟
: أنا في القاعة ..
اتسعت عيونه بذهول وقال : ليلى لا يكون ..
: ما كلمتها ..
زفر براحة وسكت , قالت بوجع : أنا أحلى منها , أصلا هي أقل من عادية بالنسبة لي , ليش فضلتها علي ؟؟ ليش سبتني ؟؟
قال بهدوء : لأنها زوجتي , ولأني أحبها ..
وكمل ببرود : ويمكن لأنك زوجة واحد ثاني وأم ولدين ..
: طليقة ..
: ولو ..
وكمل ببرود : إقتنعي إنك مجرد نزوة ..
هتفت : نزوة ؟؟
كمل بذات البرود : ولو في أقل من كذا كان قلتها , لا عاد تتصلين على جوالي ..
وصك الخط وهو يحس بالغيض , كل ما يتذكر إنه كان يعبث مع زوجة واحد ثاني واش كان حيصير لو هو كان مكانه وأحد يعبث مع أزهار , نفض هالفكرة المرعبة وهو يزفر بضيق ..
صوت البوري المختلط بصرخة عدنان اللي وهو يهتف : جسوم يلا ..
خلته يخرج من أفكاره ويحرك سيارة عدنان اللي ركبها عشان يرافقهم في مسيرة سامر وماهر , ابتسم لعدنان اللي يسوق السيارة المشرعة لسامر وقرب السيارة وفتح القزاز ودق البوري , التفت له عدنان وهو يفك القزاز , صرخ جاسم عشان يسمعه عدنان : عقبال ما أزفك لبيتك ..
ضحك عدنان وقفل القزاز ودق البوري بحدة لمن انطلقت سيارة ماهر المشرعة واللي حارب أسامة أخوانه عشان يسوقها أسامة , ضحك جاسم وقال : أكيد يتحلم إنه هو العريس , والله إنه حساااااااااااااان , كإنه حسان قدامي ..
****
بكل الغيض اللي كانت تحسه مشيت بخطوات حادة لها , قالت الهنوف برعب : عنيد , الحرمة اللي وسختيها جاتك وعيونها ماتبشر بخير ..
التفتت العنود بحدة وطاحت العباية من يدها لمن شافت ليلى جاية وهي لابسة عبايتها المخصرة المطرزة بكرستال يعمي العين , تأملت أزهار الحرمة وهي توقف عن لف طرحتها حول راسها , قالت العنود بحدة وهي تتقدم منها : خير , اش عندك ؟؟
قالت ليلى ببرود : كلامي مو معاك , معاها ..
وأشرت على أزهار , طالعت أزهار في سبابتها الموجهة لها وقالت بحيرة : أنا ؟؟
قالت بقهر : إيوه إنتي ..
قالت العنود من بين أسنانها : لو ما تحركتي من هنا بتفضحين نفسك قدام الله وخلقه وأزهار ما بينولها شي يا غبية ..
قالت ببرود : علي وعلى أعدائي , أهم شي أحرق قلبها ..
لصقت الهنوف في أزهار كإنها تحميها من شي مجهول وليلى تكمل : خليها تعرف إني حب زوجها الأول ..
شهقت الهنوف وقبضت العنود يدينها بقوة عشان ماتضربها قدام أهل عدنان ..
: إنت هي ..
صوت أزهار المتماسك خلى العنود تلتفت لها بصدمة , ابتسمت أزهار وقالت : سامحيني ما عرفتك رغم إني شفت صورك قبل , لمن استعدت ذاكرتي كثير من اللي مر علي نسيته وصورتك من ضمن اللي نسيته ..
وكملت ببرود : لكني ما نسيت وجودك ..
الصدمة زلزلت ليلى وهي تطالع في أزهار اللي كملت باحتقار : شكرا على كل حال , جيتي تسلمين ولا عندك شي ثاني ..
رمتها ليلى بنظرات حادة وراحت , همست الهنوف بصدمة : أزهار ..
وقطعت كلامها لمن تحركت أزهار للحمامات , شهقت العنود لمن بدأت أزهار تطلع اللي في جوفها في المغسلة , هتفت الهنوف : أزهاااااار ..
وبعدوا طرحتها وهم يمسحون وجهها بخوف , همست أزهار : ماعليكم تغثيت بس , أنا بخير , أنا بـ ..
واختنق صوتها لمن بدأت دموعها تنزل , هتفت العنود : زهر حبي لا تسوين في نفسك كذا ..
غطت أزهار وجهها وبدأت تصيح وهي تقول : ماكنت أبغاكم تدرون , حقيرة , هالحرمة حقيرة ..
ضمتها العنود وهي تقول : دحين تصيحين ليش درينا , صدق غبية وهبلة ..
زاد صياح أزهار وهي تقول : الله ستر عليها وعليه ليش تجي وتفضحه , ليش جاية متبجحة وشايفة نفسها وهي تعترف إنها ارتكبت حرام ؟؟ ياويلها من ربي , ياويلها من ربي , من ستر على مؤمن ستر الله عليه يوم القيامة , ليش سوت كذا ؟؟..
قالت الهنوف من بين دموعها : إنتي قلتيها لأنها وحدة حقيرة , اش تستنين من وحدة باعت نفسها لرجال ..
قالت العنود بضحكة : اللي يشوف شكلك قبل شوي وإنتي تواجهينها مايقول هذي بتستفرغ بعد ثواني ..
ضحكت أزهار وهي تبعد عنها وتمسح دموعها وهي تقول : ما أدري ليه لمن ما يعجبني شي من اللي يصير قدامي أطلع ..
قالت الهنوف بتريقة : أشوفك تهوعين كل ماشفتي عنيد ..
لفت عليها العنود وحطت يدينها على خصرها وهي تقول : نـــــعــــــــم يختييييييييييي و إن كنت بنت أبووووووووووك عيديها ..
همست الهنوف : أنا بنت أبويه بس ماني عايدتها لأنه الكل قاعد يطالع فيك الله يفشلك ..
لمن انتبهت العنود لنظرات الحريم نزلت يدينها وابتسمت بأدب وهي تهمس من بين أسنانها : شغلك في البيت , يا مخص التمثييييييييييل ..
جاتهم سحر وقالت : بنات عدنان دق علي يقول إنه جاسم يدق عليكم من فترة محد رد , اطلعوا يلا ..
همست أزهار وهي تلبس طرحتها : بنات أحلفكم بالله ما يدري جاسم عن اللي صار ..
وكملت بحزم : ولو أشوف وحده فيكم تطالع في بنظرة غريبة بأذبحها , ترا ماصار شي بينه وبين هالحقيرة , ومالها وجود في حياته من تزوجنا ..
زفروا وهم يلبسون عباياتهم , وتحركوا خارجين , أول مادخلوا السيارة قال جاسم : زهره إركبي قدام , أبويه راح البيت من زمان مع عبد الرزاق ..
طالعوا فيه أخواته من خلف أغطيتهم وهم يتذكرون شكل ليلى , جلست أزهار قدام وجلست بصمت , قال بلطف : هاااااا كيف كان جوازكم ؟؟
قالوا في وقت واحد : حلو ..
ضحك وقال : مادام في إجماع معناته حلو ..
استغرب صمتهم لكنه فسره على إنه تعب , مد يده وحطها على بطن أزهار وقال : حطيتي سدادات إذن لولدي عشان ما ينصمخ ..
ضحكت وقالت : كان طربان طول الليل ..
لمن سحب يده مدت يدها بسرعة وقبضت عليها ورجعتها لبطنها , ابتسم لها ورجع طالع في الطريق لثواني قبل مايلف عليها وهو يقول بحنان : عسى ما تعبتي ..

ضغطت على يده أكثر وهي تهز راسها بلا وهي تقول بضحكة : أصلا الدبيتين اللي معايا ما يخلوني أتعب , شوية ويشربوني فنجان القهوة عشان ما أرفع يدي ..
ضحك جاسم وقال وهو يطالع في المراية : ونعم بعمات ولدي , هذولي العمات ..
انكسر الحاجز في نفسها أخيرا وهتفت وهي تحط يدينها على خصرها : نعم نعم , ماصرنا عمات سنعات إلا دحييييييييييييييييين ..
ابتسمت الهنوف وقالت : يلا خرج نفسك , اش يفكك من لسانها دحين ؟؟..
وقبل ما تبدأ العنود هجومها قال بتريقة : اللي يفكني دقه وحده على جوال عدنان أقوله تعال خذ حرمتك صجت روسنا ..
صمت ساد قبل ما تهمس العنود : جسوم أختك آنا أهون عليك ترميني من دحين على صاحبك ..
انفجروا بالضحك على طريقتها ..


*******************************

يوم الجمعة 23 / 12 / 1427 هـ :
قبل صلاة الفجر :
فيلا عبد الكريم :

: أبغى أشوفها ..
: عدناااااااااان ..
هتفت بها خلود وهي تحس جسمها مكسر من التعب , وكملت : روح صلي الوتر أحسن لك مابقي شي على الفجر ..
قال وهو يعترض طريقها : صليت ..
زفرت وقالت : أنا تعبانة و ..
قال بهدوء : ما قلتلك شيلينا على راسك , نادي العنود وبس ..
ولمن فتحت فمها بتعترض قال : إنت وعدتيني وهي بكرة بتروح متى بأقابلها يعني ..
زفرت وقالت : بسسس ..
قال وهو يدفها للدرج : لا تبسبسين , يلا تحركي ..
وخرج جواله وقال بتهديد : لا تخليني أتصل على عبد الرحمن وأكذب عليه وأقوله تعال خذ خلود تبغاك تجيها ..
شهقت وقالت وهي تتخيل نفسها تروح لبيتها وهي في هالحالة و رجعت قالت : أعرفك ما تكذب لكن الله يعينني أروح أجيبها مع إني ما أعرف إذا كان ..
قال بحزم : قوليلها إستأذن من أبوك يقابلك ..
لفت وطالعت فيه وقالت بتريقة : إستأذنت من أبوها إنك تقابل زوجتك ..
عقد حواجبه وقال : الأصول أصول , مو عشان وقعت ورقة معناته إنها خرجت من صلاحيات أبوها ..
وابتسم وقال : بعدين عشان أحس بالراحة مو كإني سارق شي حتى لو هو من حقي , تحركي يلا لأني لا أذن بأخرج ..
طالعت في ساعتها وقالت وهي تتطلع : للأسف منته حاسبها صح , مابقي إلا عشر دقايق ..
قال بهدوء : أنا أصلا ما أبغى أكثر تحركي بس ..
وكمل وهو يروح للصالة : أنا هنا ..
قالت بصوت عالي : طبعا , البيت صار خالي عشان كذا مايهمك , هنا ولا هناك ..
ولمن شافت سحر خارجة من الحمام وهي رافعة فستانها قالت : بفستانك ...
تنهدت سحر وقالت : يازين الراحة , وصلت وأنا على حافة الإنفجار لو فسخت الفستان كان ماله داعي بعدها أروح الحمام ..
ضحكت وقالت : طيب روحي نادي عنيد وقوليلها تقابل عدنانو في الصالة تحت ..
وغمزت بعينها وهي تقول : مستغل إنه محد فيه من الشباب ..
: وين خلودي ؟؟
قالت وهي تتمدد بتعب على كنبة الصالة : راح ينام عند أهل مرته الليلة ..
تحركت سحر لغرفتها وهي تقول : إن شاء الله يلقون شقة ويرتاحون من الزعزعة والشحططة من بيتنا لبيت أهل هند ..
قالت خلود وهي شبه نايمة : مو لو حضرتها ترضى بأي شقة كان من زمان استقروا ..
توقفت سحر للحظة تفكر بخالد اللي سكت عن موضوع الزواج بالثانية وزفرت بقلق , سكوته المفاجئ يقلقها , لمن دخلت وشافت البنتين نايمات همست : عنيد ..
رفعت العنود راسها المثقل بأفكار سوداء عن المخدة وقالت وهي تلتفت لها : سحوره جيتم ..
هزت سحر راسها ووقفت قدام دولابها وفتحته تدور على بجامة وهي تقول : عدنان يبغى يشوفك , يقول خلوها تنزل لي ..
شهقت العنود وفزت من السرير وقالت : مستحيــــــــــل ..
لفت عليها سحر وقالت : ليه لا , شكلك كاشخ ..
ضحكت العنود بسخرية وقالت وهي تأشر على بجامتها وقالت : شكرا على المجاملة وفي رأيك لبسي أكشخ ..
قالت بهدوء : الرجال ما يهتمون بالتفاصيل , روحي وبس ..
ضربتها العنود وقالت : أنا أهتم , والله ما أقابله كذا , لا مكياج ولا لبس , أخرع ولد الناس ..
لفت عليها وقالت بتعب : عنود تكفين , تعبانه ومالي خلق لشي , تصرفي مع زوجك , راسي مصدع ..
سحبت جوالها وتمتمت : زوجك , ما كإنه أخوها يعني ..
أول ما سمعت رنة الانتظار انرفع الخط ووصلها صوته وهو يقول بحزم : كلمتين ورد غطاها , تعالي دحين وبس ..
وانصك الخط , صوته ونبرته ماكانت مطمنه لكنها ماقدرت تتحرك , فتحت شنطتها وبعثرت اللي فيها وهي تمتم بغيض , سحبت أول تنورة شافتها وأول بلوزة وكانت اللبس اللي لبسته أول يوم جات فيه , تحركت نازله وهي تعقد حزامها الأسود وهي تقول بطفش : عسى بس ما يطلع هلالي ويطلقني بسبة هاللبس الاتحادي , أففففففففف توني ممسحة المكياج كله من هنيف , لا تنامين وفي وجهك مكياج تجيك تجاعيد ..
ووقفت في نص الدرج وهي تكحل جوة عينها , رجعت الكحل لجيبها وخرجت روج وردي حطته بسرعة وقالت بهمس : عدنان ..
: تحت ..
تحركت نازلة وهي تقول لنفسها : والله صوته مايطمن ..
أول ما شافها قال وهو يقوم : هنا ..
لفت عليه بحرج , وأول ما خطت خطوة تذكرت الأمس , حست بحرجها يزداد , قال بغيض : هذا وأنا أقولك دحين ..
قالت باعتراض : ما تأخرت ..
وصلهم صوت الأذان فقال وهو يأشر للسما : 10 دقايق بالضبط ..
سكتت فزفر وقال : هذا انتم يالحريم , دحين عندنكم 10 دقايق ..
ابتسمت وقالت : دامك تعرف ليش زعلان ..
جا دوره إنه يسكت وهو يطالع فيها , كانت عارفه إنه عيونه عليها لكن عقله لا , همست : عدنان ..
سحب نفس وقال بحدة مفاجأة : ما أبغى تصوير في زواجنا ..
كلمة زواجنا خلت جسمها كله ينتفض , خفضت راسها وهمست : أصلا أنا ما بأتصور لأن التصوير حرام ..
كمل بذات الحدة : وما أبغى أحد يتدخل في حياتنا ..
رفعت راسها وطالعت فيه بحيرة وهو كمل : ولا إنه أسرارنا تكون على كل لسان و إذا غلطت عليك في يوم تجين وتواجهيني بغلطي زي ما أنا حأواجهك لو ما عجبني شي , أمي وأخواتي عندي على راس قائمة أولياتي معاك طبعا أبغاك تحطينهم في عيونك ولمن أقول شي أو أطلب منك شي أحب إنه يتنفذ ..
وسكت للحظة وهو يطالع فيها بحدة , تأملته بصمت قبل ما تقول : طيب ممكن أطبق وحده من هالطلبات دحين ..
قطب حواجبه فكملت بهمس جريح : إنت غلطت علي دحين ..
وكملت وهي تعدد على أصابيعها : عمري ما تكلمت عن أي شي يدور بيننا غير الأشياء العادية طبعا وهذي شي طبيعي , أهلك كلهم في قلبي قبل مايكونون في عيني وأنا كذلك بالنسبة لهم عمري ما غلطت عليهم ولا غلطوا علي , وعمرك ما طلبت مني شي ومانفذته ..
ونزلت يدينها ورمته بنظرات ألم وهي تقول : لمن تنبه على شي نبه على شي سويته وما عجبك , لكن عادي , إن شاء الله كلامك بأحطه حلق في إذني ..
ووجهت نظرها لشجرة الزينة وهي تشيح عنه , زفر بقوة وهمس براحة : هذا كل شي ..
ودخل يده في جيبه وكمل بهدوء : إنت واجهتيني بغلطي وأنا فهمته , بس كانت لي أسباب ..
وخرج وردة حمراء من جيبه وقال بابتسامة : هذي اعتذار عن الغلط اللي غلطته ..
كانت بتموووووووووووت من الفرح , تعشق شي اسمه الورد وكان معروف عنها إنه وردة وحده تنسيها أبو الزعل لكنها ماكانت تبغى تبين له نقطة ضعفها فطالعت في الوردة بنص عين ولفت وجهها أكثر وهي تقول بدلع : ما أبغاها ؟؟
هز أكتافه وقال بهدوء : ما ألومك ..
وكمل بجدية وهو يتحرك : يلا عن إذنك , بأروح أتجهز للصـ ...
قاطعته بحدة : هيييييييي وردتي ..
وسحبتها منه , ابتسم وقال بحيرة وهو يشوفها تشمها بحب : قلتي ماتبغينها ..
قالت بغيض : على بالي بتحاول فيني ..
رفع حواجبه وقال : هذي برضها من حديث النفس ..
قالت وهي تحس بقهر من بروده : لا هذي مقصودة ..
وتحركت للدرج بعصبية وهي تهتف بداخلها ~ يالوح , يابارد , ياللي ماتعرف تتعامل مع البنات , مناديني في هالوقت عشان يقول الكم كلمة هذي , ياناااااااااااس بيذبحني ~
وتوقفت عن المشي لمن قبضت يده على ذراعها , التفتت له وانصدمت لمن شافت نظرته وهو يهمس : كنت تبغيني أحاول ..
حست بخفقات قلبها تتسارع وهي تهمس بصدق : يعني مو شرط إني رفضت يعني رفضت , قصدي ..
وازداد إحراجها وهي مهي فاهمه كيف تشرحله إنه كان مفروض يحاول فيها بكم كلمة عشان يطيب خاطرها المجروح وتقبل وردته ~ يانااااااااااس مو هذا المفروض , هالإنسان ليه صعب كذا و ~ انقطعت أفكارها لمن سحب الوردة وقال وهو يمدها : خذيها ..
طالعت فيه للحظة قبل ما تضحك من قلبها , لأول مرة يشوف ويسمع هالضحكة , ابتسم وقال : خير ست عنود ..
حمحمت بإحراج وقالت وهي بتاخذ الوردة : ولا شي , شكرا ..
بعد الوردة وقال : ما قلتي ما أبغاها ..
قالت وهي تمد يدها : طيب أنا أبغاها ..
قال وهو يبعدها : قولي لا عشان أحاول ..
طالعت فيه ورجعت تضحك وهي تقول : أكيد تمزح ..
ابتسم وقال بجدية : ما أمزح ..
ومد يده وقال : تفضلي ..
طالعت فيها وسألت بضحكة : دحين أقول لا ..
هز راسه بإيوه فقالت : طيب ..
ورجعت تضحك , قال بحواجب مقطبة : عنوووود ..
حمحمت وقالت : طيب بس ترى من جد أحس إن الوضع ...
قال بهدوء : سخيف أنا عارف وأحسه أسخف كمان , يلا أخلصي ..
ومد الوردة وقال : تفضلي ..
حمحمت وقالت بضحكة : ما أبغاها ..
ابتسم وسحب يدها وحط الوردة في راحتها وقال : عارف إنها بسيطة بس ولا حق إني متعني وسارقها من زينة سيارة ماهر بدون ما يشوفني أحد ..
ضحكت فرص على يدها وكمل : كله بسبب أخوك المبجل اللي قال إن الورد بجميع أشكاله وألوانه لو كان من الشارع عندك بالدنيا كلها ..
طالعت فيه بصدمة وهو يبتسم ويكمل : وكنت بأضربه بكره على هالكذبة لأنه خلاني أوقف هالموقف قدامك ..
خفضت بصرها بسرعة فترك يدها وقال بابتسامة حنونه : بس طلع هالشي حقيقي ..
رصت على الوردة وهي تحاول تخفف ضربات قلبها وهي تهمس : شكرا ..
ابتسم وقال وهو يطالع في ساعته : يلا أستأذن , انتبهي لنفسك ..
وتحرك بهدوء كإنه ما ألقى قنبلته وراح , تأملته بحب عميق قبل ما تطلع بسرعة , أول ما دخلت الغرفة حمدت ربها إنه سحر تصلي , حطت الوردة جوة الشنطة وراحت بسرعة للحمام عشان تستفرد بنفسها لدقائق ..


*******************************

الساعة 5,30 العصر :
أول ما أعلن الطيار انتهاء الرحلة زفر عبد الرزاق وقال وهو يسد أذنيه : أخييييييييييييييييرا بأفتك منها , ماصارت رحلة طيارة والله , عذاااااااااب ..
قال الكلمة الخيرة بصوت عالي لفت الركاب , دقته العنود بكوعها وهي تقول : يا حمار , يعني ذنبي إني مشتاقة لك وعندي هرووووج كثيرة ودي أقولها لك ..
فك الحزام وقام وهو يقول بتريقة لأبوه : أبويه تكفى إذا تحبني تعال بادلني , معليش أم أحمد بأجلس جنبك , يجوز عشان ما أنتحر ..
سحبته العنود تجلسه وأبوه يطالع في الأرض بإحراج من المضيفة اللي جات عشان تقوله يجلس ويصك الحزام ..
ضحك جاسم وقال : مازال خبيل هالولد ..
لفت أزهار وجهها وهي تهمس : يافشلتي , مستحية منه ..
كان جاسم يحب حياها هذا , كانت تتلخبط لمن يكلمها عبد الرزاق ولا يسألها عن حالها وتبرد يدينها وتعرق من الفشلة , همس : أم أحمد ..
لفت عليه بغيض وهمست : دب قلنا أنا أم فلان إلين أجيبه , يمكن يطلع بنت ..
لف عليها وقال بحيرة : بنت , الدكتورة قالت ولد ..
زفرت بداخلها بضيق وهي تهتف ~ اثنين مو واحد , لو واحد سمته أحمد والثاني عمار بأكون أم إيـــه , ما باخلي الناس ينادوني إلا بأم عمار , أففففففففف والناس بينادون أكيد أبو أحمد , كيف كذاااااااااا ؟؟ أزهار لا تفكرين في المستقبل , إن شاء خير و أصلا مايدري الواحد يموت لذاك الوقت ولا يحيا ~ ..
خرجوا من الطيارة ونزلوا السلالم , وأول ما وصلوا المطار قالت العنود بهمس : ياحيييييييييييييييي طالعوا من في الاستقبال ..
شهقت الهنوف واندست ورى أزهار اللي ضحكت لمن قال جاسم بتريقة : جاي يتأكد إننا رجعناها سالمة غانمة ..
وتحرك مع أبوه لحسان المبتسم , ضحك أحمد وقال : يدين ورجلين وباقي أعضاءها سليمة ..
مافهم حسان عبارة خاله إلا لمن سلم عليه جاسم وهو يقول : زي ما أخذنا الحرمة زي ما رجعناها ..
ضحك بإحراج وقال : ولو , بنتكم ..
ماتحرك جاسم من قدامه فطالع فيه بحيرة قال جاسم بتريقة : أعطينا ظهرك يلا , مابتشوفها إلا يوم الزواج ..
ضحك وقال وهو يضربه : أستنى رزوق ما بأطالع ..
: إييييييييييي أحسب ..
رماه حسان بنظرة غيض وقال : لا تحسب في واحد حسب مات ..
قالت العنود بتريقة : وييييييي يخفف دمه ..
دقتها الهنوف ورجعت تفرك يدينها بتوتر وهي تلصق في أزهار و ضحكت أزهار وقالت : والله اللي يشوفك يقول ما عمممممممرها شافته , ماكنك مخطوبة من ثلاث سنين ومملكة من قرب السنة ..
زفرت الهنوف وقالت : غصب عني , ياربيييييييي بأموت من الفشلة , رزوقو وينك ..
رفع عبد الرزاق آخر شنطة وحطها في العربية وتوقف لمن سمع صوت يهتف : عبد الرزاااااااااااق , مستحيل ..
قال عبد الرزاق : هلااااااااااااا والله مناف ..
وسلم على صاحبه اللي هتف : وين الناااااااااااااااس ؟؟
ابتسم وقال : عايشين , وينك إنت ؟؟
ضحك وقال : عايشين ..
وبعد محادثة بسيطة قال مناف : إسمع الشباب اليوم حاجزين شاليه في #### تعال هناك وخلينا نتونس بك ..
ابتسم عبد الرزاق لمن تذكر الليالي الطويلة من لعب البلايستيشن بتحديات دوري الكورة والبالوت والقنوات اللي تتقلب وتتوقف على الفيديو كليبات اللي يجلسون يحشون فيها والمختلطة بأصوات قرقعة الشيشية , رائحة الدخان وعلب المشروبات الغازية المرمية على الأرض حول أجهزة المحمول والهاردسكات اللي يتبادلون منها كل مايخطر على البال , المسبح على أضواء الكشافات والجيت البحري مع الشروق , كل هالصور تدافعت له فقال : مشغول مع الأهل الليلة ..
قال مناف : بكرة أو بعده , تراح اجزينه ثلاث أيام ..
ابتسم وقال : بأحاول بس ما أوعدك ..
وودعه وتحرك وهو عارف في قرارة نفسه إنه ماحيروح لأنه لو راح مرة حيضعف ويحن وحيتلوها مراااااااات وحيرجع عبد الرزاق القديم اللي نبذه من حياته , عبد الرزاق اللي ماساب حرام إلا وسواه وما ترك منكر إلا وفعله ما كان شي يخطر على باله إلا وينفذه ورغم هذا كان دائما يشعر إنه طفشان وإنه كل اللي حوله مايكفي زي العطشان واللي يشرب بحار الأرض لكنها ماترويه , الآن فقط عرف إن المويه العذبه فقط هي اللي ترويه ~ الله يرحمك يالبندري , الله يرحمك , الله يرحمك ~ كان يسير لهم وهو يحس بكرة متحجرة تتكون في حنجرته , وصله صوت جاسم المعصب وهو يقول للعنود ترخي صوتها العالي , بلع ريقه وهو يحاول يبتسم لهم و لوجه حسان المرحب , موتها صدمة ماحيتجاوزها أبدا , كان عارف ومتأكد من هذا الشي , صدمة ونعمة في الوقت نفسه ..
رن جواله برنات عادية , رفعها وابتسم وهو يقول : هلا ..
: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ضحك عبد الرزاق وقال بأذيه : وعليكم , اش تبغى ؟؟
وصله صوت عمر اللي مايمل من ترديد : وإذا حيتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ..
في كل مكالمة بينهم لازم تكون هذه البداية , قهقه وقال : اشتقت لك يا حماااااااااااااااااااااااااااار ..
: شكرا , جزاك الله خير ..
قال بعصبية مصطنعة : أخلص متصل علي ليه ماني فاضيلك ..
صوت عمر الهادي ماتغير وهو يقول : أبد كنت عارف إنك وصلت جدة قلت خليني أشوف حاله ..
ابتسم عبد الرزاق وقال : الحمد لله بخير , يلا بتفتك من الدق عليه كل فجرية لأنه في ناس مزعجة بتتكفل بتصحيتي وأنا هنا ..
ضحكة عمر الصافية صدحت قبل ما يقول بتريقة : خسارة يعني ما بتلعني كل فجرية هالأيام ..
قهقه عبد الرزاق وقال : لا بأفكك من اللعن لمدة أسبوعين , بس هاااااااا , مابأفكك هالأسبوع , مو تقول حرمتي وما حرمتي , خلاص صار لك شهرين و12 يوم متزوج ..
قال جاسم لمن سمعه : أهبووو , حاسب للرجال متى تزوج ..
قالت أزهار بحماس : أكيد يكلم عمور لأنه هو المتزوج من شهرين و12 يوم ..
لف عليها وقال بتريقة : أهبووووو إنتي كمان حاسبة ..
ضربته بخفة وقالت : قول ماشاء الله لا تهبهب , بعدين هذا أخويه كيف ما أحسب له ..
صك عبد الرزاق الجوال وقال : أم أحمـــــد يسلم عليك عمر ويقولك حمد لله على السلامة ..
ورجع سمع للجوال وكمل : ولا تنسين العشاء عندهم الليلة ..
اندست ورى جاسم اللي ضحك عليها وهو يقول : أخويه مابياكلك ..
: استحيييييييييييييييييييييي ما تفهم ..
قالت العنود : حيا جدتي زي الخبلة اللي ورايا ..
وأشرت على الهنوف اللي تمشي وراها واللي قرصتها في ظهرها باعتراض وهي تهمس : أشوفك اش بتسوين لا قابلتي عدنان قبل زواجك بكم أسبوع ..
قالت العنود بتريقة : 13 يوووووم مهي أسبوعين حتى .. آآآآآآآآآآآآآآي , أبويه شوف بنتك تقرصني .. آآآآآآآآآي لا تقرصين ..
ضربها جاسم بخفة وهو يقول : رخي صوتك ماتفهمين ..
لفت وقالت باعتراض : أبويه عيالك كلهم ضدي ..
ضربها عبد الرزاق وقال : أنا اش سويت لك عشان تجمعين ..
: أبويــــــــــه ..


***************************

في نفس الوقت :
في مكان آخر في الطرف الآخر من الأرض :
الساعة 3,30 صباحا بتوقيت سياتل :
في أحد البارات :

تحرك الثلج الطافي في سائل أصفر شبه شفاف داخل كأس أنيق لمن وضعت يد رجالية يحيط بها سوار من حلقات معدنية متصلة , ارتفعت اليد وأبعدت لفافة التبغ عن قم الشخص اللي نفث الدخان من فمه ببراعة وهو يتأمل الراقصين , رن جواله فضم المرأة شبه العارية إلا من حبال بسيطة تربط خرقتين لا تذكر على أجزاء من جسدها وحط اللفافة على المنفضة ورجع دخل يده وخرج الجوال , أول ماشاف الرقم الدولي اللي يبدأ بـ 00966 زفر ورجعه لجيبه بعد ماحوله للهزاز , رفعت حمراء الشقراء راسها وهمست بصوت ناعس مغري : hony ..
ابتسم عبد الرحمن وقال وهو يرجع راسها لصدره : not important bayby , (( ليس مهما يا حبيبتي ))..
ورفع يده لرجل لابس فانيلة بيضاء عارية تظهر أوشامه الكثيرة وبنطال الجنز الممزق
يرتديه على جزمة من النوع الثقيل , تقدم الرجل منه فضم الشقراء أكثر عشان يعطي للرجل مساحة إنه يجلس في نفس الكنبه , تبادلوا التحايا قبل ما يأشر الرجل على الشقراء ابتسم وقال وهو يمسح شعرها :She is safe ,Showed me what you have now ..(( إنها آمنه , أرني ما لديك الآن )) ..
خرج كيس أسود مجشور خلف ظهره ومده من ورى الكنبة له وهو يقول :Bob will not like what is happening , (( لن يعجب بوب ما يحدث الآن )) ..
قال ببرود وهو يفتح الكيس وهو يبتسم للبودرة البيضاء المحشورة في أكياس صغيرة كثيرة : donnot care about it ,waaaaaaw they are more than enough , How much you need of cash??, (( لا تهتم بذلك , واااااااو هذا أكثر من كاف , كم تحتاج من المال ؟؟ )) ..
لمح الرجل الجالس بمعطف بني في زاوية الحانة يتحرك بثبات غريب لواد شرب كأسه الرابعه من الخمر , دنق على الطاولة كإنه بياخذ كاسة الخمر وطالع في اللي حوله بتمعن , الساقي اللي على طاولة البار يمسح وهو يطالع بترقب ليمينه تابع بصره وانتبه إن الرجل صاحب الكرش اللي كان يحضن حرمتين بدأ يتحرك وهو يسحب شي من جيبه , كان هذا أكثر من كافي لعبد الرحمن عشان يتحرك بسرعة وهو يدف الجميلة اللي بين ذراعينه على صاحبه قبل ما ينقز لورى الكنبه , خرج ذو المعطف مسدس وهو يصرخ :Freeze don’t mooooooove this is the police , (( تجمد , لا تتحرك , هنا الشرطة )) ..
تجاهل صرخاتهم وهو يحشر الكيس داخل بنطلونه وهو يجري للنافذة , غطى وجهه بيدينه ورمى نفسه على الزجاج بكل قوته , تكسر الزجاج اختلط بصرخات الشرطة : We will shooooooot , (( سوف نطلق النار )) ..
تدحرج على الأرض وقام ببراعة وانطلق يجري في الزقاق المظلم وصرخة ثانية من شرطي آخر يهتف :shoooooot him he will escape damn, (( اللعنة , أطلق النار سوف يهرب )) ..
لف للزوق الثاني وهو يلهث بخوف , ابتسم لمن شاف السياج وقال بسخرية : ما حأموت اليوم , عندي حياة طويلة أعيشها يا عيال الكلب ..
وبدأ يتسلق السور بسرعة وهو يقول : مريت بأخس من كذا و ..
صوت الطلقات المودية تبعها بثواني ألم حارق في ظهره , فلت السياج من قوة الألم وطاح على الأرض بقوة , الألم الحارق بدأ يزحف لجسمه وهو يجاهد عشان يسحب أنفاسه , وصلوا الشرطة له وهتف واحد منهم : damn((اللعنه ))..
رفسه الثاني وقال : Another Arab ((عربي آخر )) ..
ضحك صاحب الكرش اللي وصل آخرهم وقال وهو يلهث : Currently, his name Mohammed (( أراهنكم أن اسمه محمد )) ..
قال الأول بعد ماسحب الكيس منه وهو يفتح سحاب بنطاله : Why do not they Discard these in their country (( لماذا لا يقومون بحثالتهم هذه في بلادهم ؟؟ ))
وضحكوا الاثنين لمن بدأ يتبول على عبد الرحمن اللي كان يجاهد لالتقاط أنفاسه وهو يقول : you Can not left me like this, I have right to (( لايمكن أن تتركوني هكذا , لي الحق في .. ))
رفسه السمين وقال : Shut up (( أغلق فمك )) ..
وتحركوا , اهتز الجوال في جيبه وأصدر صوت لفت الشرطة تقدم الثالث وسحب الجوال فقال الأول : Leave it is worth nothing (( دعه إنه لا يساوي شيئا )) ..
حط الجوال على صدر عبد الرحمن وراح , كان الجوال يهتز ويسكت ويرجع يهتز ويسكت وهو مهو قادر يرفع يده , كان يحس بالشلل في كل أعضاء جسده , ومن مكان بعيد وسط الظلام تناهى له صوت وحيد من شخص بعيد في وحده من الشقق المطلة على الزوق يقول بصوت عذب ما أخرسته أضواء سياتل المبهرة : اللـــــــــــــــــــه أكبر اللــــــــــــــــــــــــــــــه أكبر ..
فتح فمه يحاول ينطق بشي نسيه من زمان لكن الكلمات الوحيدة اللي خرجت من لسانه هي أغنية سيليون ديون اللي يسمعها كل صباح وهو متوجه لجامعته ..


***************************


في نفس الوقت في الطرف الآخر من الأرض :
بجوار البقعة الأنقى من الأرض :
في جدة :
فيلا صالح :

زفرت أم عبد الرحمن وصكت التلفون وهي تقول : حرام عليك يا ولدي ما ترد , الله يسامحك ..
: أميييييييييييييييييي ماتجهزتي ..
لفت على عهود وزفرت وهمست بضيق : وهذا وقته زيارات ..
لفت عهود بوزها وقالت وهي تمشي بخطوات واثقة بكعبها العالي وهي تقول : إيوه وقته , ما أظنك بتردين هذولي الناس , يلا تحركي ..
وطالعت في نفسها في المراية وبدأت ترتب خصلات شعرها بدلع وهي تقول : أخيرا خطاب ..
ولفت على أمها اللي تمشي بتثاقل وقالت : أمي مو معقولة بتقابلين الناس كذااااااااا ..
زفرت وقالت : غصب عني أخوك عبد الرحمن مايرد , قلبي ناغزني عليه من يومين ..
ابتسمت عهود وقالت كاذبة : غريبة أنا مكلمته اليوم ..
تجلت الفرحة على ملامح أمها وهي تهتف : والله ..
وتمسكت في عهود وهي تقول بلهفة : كلمتيه , سمعتي صوته ..
ابتسمت وقالت بلا أي شعور بالذنب : وقال سلمي على أمي واستسمحي منها , ماقدرت أرد عليها كنت مشغول ..
ابتسمت الأم وقالت : الله يطمن قلبك زي ماطمنتيني , ياااااا الله إنك ترده لي سالم غانم ..
ولفت وسألت : ماقلتيله إنه يتصل على حسان وعمك عشان يباركلهم بالزواج و ..
تأففت وقالت وهي تدفها : يووووووو يا أمي , خليك في همي دحين , يلا دحين بيجون الناااااااس , روحي إلبسي أكشخ لبس عندك ..
وتبعتها وهي تكمل : ولا أقولك أنا أطلع لك بنفسي أخاف تفشليني قدام الناس وتشردينهم ..
ولمن مرت من عند ريم اللي خرجت من المطبخ وهي شايلة ساندوتش وعصير قالت بقرف : وإنت خليك في الغرفة لا أشوف رقعة وجهك , صح ما تنافسين جمالي بس برضو ما يدخل إلا العروسة ..
قالتها بدلع وهي تلحق أمها , قالت ريم وهي ترميها بنظرات شذرة : والله إن صار توافق أعرف إنه هالرجال واحد من اثنين , يايحبه ربي ويبغى يبتليه بمصيبة ولا أمه داعية عليه ليلة القدر ..
توقفت عهود عن الحركة ولفت بحدة على ريم اللي رفعت حواجبها وهي تقول ببرود : خير قلت شي غلـــــــط ..
وكملت وهي تطلع للغرفة : صح ما أقدر أعلم أحد لكن أقدر أرمي كلام لمن أبغى أرمي ..
سحبت عهود نفس عميق وقالت بابتسامة : ما بأخلي شي يكدر علي , الليلة خطبتي ..
دقايق مرت قبل ما يحضرون الأهل , وكانت أم عبد الرحمن ترحب بهم وهي تقول : هذي هي بنتي الكبيرة عهود ..
ابتسمت عهود بخجل مصطنع وهي تصب القهوة لهم , ابتسمت الأم وقالت : بسم الله ماشاء الله ..
جلست عهود جنب أمها وهي تطالع الأرض , ابتسمت الأخت الكبيرة وهي تقول : كم عمرك يا عهود ؟؟
ماردت عليها عهود في حين قالت أمها : 24 سنة ..
ابتسمت الأخت وقالت : يعني مطلق أكبر منها بـ 12 سنة ..
وكملت بلطف : يمكن ما تعرفيني يا عهود أنا منار , قابلت أختك ريم في زواج أخو أزهار ..
ابتسمت أم عبد الرحمن وقالت : ما علينا من العمر وغيره , إحنا قلنالكم من قبل إحنا نشتري الرجال ..
بدأت منار تحكي عن مطلق وختمت كلامها وهي تقول : وصراحة محنا عارفين اش نقول , مطلق وده في نظرة شرعية بعد إذنكم طبعها ..
ابتسمت عهود بثقة وقالت أم عبد الرحمن بفرح : في أي وقت تطلبونه , حياكم الله ..
وبعد ما ودعوهم وخرجوا , صرخت عهود بحماس وبدأت ترقص وهي تقول : أخيرا , أخيرا ..
وزفرت وقالت وهي تتأمل تقاسيم وجهها الفتان في المراية : منتي أحسن مني في شي يا عنود , إنتي مهندس وأنا دكتووووووووووووووووور ..
ورجعت ترقص وأمها تضحك عليها وهي تنادي ريم , طلت ريم وقالت : أمي ناديتيني ..
قالت بفرح : تخيلي مين طلعوا الناس , أهل مطلق الدكتور اللي عالج أزهار ..
هتفت ريم بصدمة : مــــــــــــطــــــــــــــــــــلق ..
استغربت أمها هتافها ولفت عليها عهود بحدة ورجعت ابتسمت ورفعت حواجبها بتحدي , طالعت فيها ريم بكره وصرخت بغيض : خليهم مادام مايدروووون إنه لبس الخلاخل والبلى من داخل يستاهلون ..
وجريت لغرفتها وطبقت الباب بكل قوتها , لفت أمها وهتفت : عهود , اش فيها أختك ؟؟
قالت بتريقة : غيراااااااااااااانة , اش ذنبي إن الله حلاني وبشعها ..
: عهووووووووووووووووووووووود ..
رمت أمها بنظرة شذرة وتحركت بتأفف وهي تقول : أعد الأيام عشان أطلع من هالبيت , قرفففففف ..
: اللي يسمعك يقول قصرنا معاك في شي ولا ناقصك شي ..
لفت على أبوها اللي توه دخل وقالت : هلا أبويه هلا ..
وكملت بدلع وهي تضمه : وييييييييي ما قصدت كذا و قصدي ريم هذي قاعدتلي في كل شي ..
رفع حواجبه وقال : ريـــــــــــم !! ريم لا تهش ولا تنش ..
قالت بحزن مصطنع : والله عقرب ثرى , ما تدري عنها اش تسوي فيني ؟؟ تطلع عليه كلام وبلاوي ..
مسح صالح شعرها وقال وهو يمشي معاها : لا أكيد تتوهمين , بعدين مضاربة الأخوات لابد منها ..
وسحب شماغه ورماه على الكنبه وهو يلهث ويدور في جيبه , سحبت علبة الدوا من الجيب الثاني وفتحتها وناولته حبه وهي تقول : بالعافية ..
ابتسم وقال : الله يفرحني بك يابنتي ..
ابتسمت بدلع وقالت : قريييييييييييييييييييب إن شاء الله ..
وراحت لغرفتها وهي تدندن بمرح , جلست أم عبد الرحمن جنبه وبدأت تكبس رجوله وهي تقول بفرح : عبد الرحمن رد أخيرا ...
وبدأت تحكيله بضع الكلمات اللي سمعتها من بنتها وهي تصورها كحكاية سعيدة قبل النوم لصالح اللي ابتسم وهو يدعيله ويدعي لعبد الإله بداخله ...

بعدها بـ 13 يوم :
يوم الخميس 7 / 1 / 1428 هـ :
بعد العصر في بيت أحمد :

صكت ريم الجوال بقوة وقالت بغيض وهي تلبس عبايتها وتتحرك لخارج الفيلا : يوم أقولك قارفتني في عيشتي تصدقين ..
زفرت العنود وقالت تهدي ريم اللي ماكانت تبغى تروح للكوفيرة لكن عهود أصرت إنها تروح وبالتالي أمها أجبرتها تروح مع أختها : الله يعينك عليها ..
ولفت على أزهار وقالت من بين أسنانها بغيض : اللي يشوفها الحيزبون يقول هي أول وحدة تنخطب في العالم كله , قال إيه , رايحة للشيخة عشان أول طلة لها بعد الخطوبة ..
غمضت أزهار عيونها لمن حست بالمغص اللي صايبها من الصباح يرجع بشكل أقوى وقالت بهمس : عنود لا تغتابين عشان ما تاخذ حسناتك ..
حطت العنود يدها على بطن أزهار وسألت : لسه ممغوصة ..
دفت أزهار يدها بخشونه وقالت باعتذار لمن شافت صدمة العنود : سامحيني بس لمن أنمغص ما أحد يلمس بطني ..
ابتسمت العنود وقالت وهي تعدل خصلات شعرها بحنان : أنا لو في اثنين يرفسون جوتي بأذبح كل اللي حولي مو بس أدف يدهم ..
طالعت فيها أزهار بامتنان وقالت : شكرا لأنك جلستي معايا ..
زفرت العنود وقالت بهمس : بيني وبينك من وفاة البندري وأنا أكره الصوالين , عشان كذا صرت أفضل اللي يجوون في البيت ..
وزفرت لمن تذكرت بكاء الهنوف الحاد اليوم الصباح وقالت : الله يعين الهنوف ..
ضحكت أزهار لمن اختفت المغصة وقالت : ماعليك , الجوهرة معاها ..
ضحكت العنود وقالت : إيوه لو تنزل دمعة تصلبها بكفففففففففف ..
قالت أزهار : حراااااااااام عليك , هي صح لسانها طويل ومتبري منها لكنها مهي نتوحشة ..
أشرت عليها العنود وقالت بحماس : اغتبتيها , اغتبتيها ..
ضربت أزهار يدها وقالت : يا فرحتك , هو في أحد يعاشرك ومايغتاب ..
وبدأت تستغفر , قالت العنود وهي تحرك حواجبها : قوليلها عشان ماتصير غيبة ..
شهقت وقالت : أقول للجوهرة , مستحيــــــــل أنا ماحسبت ترضى عني وتصير علاقتنا زي السمن على العسل ..
وكملت برهبة : وإنتي تعرفين كيف لمن تعصب ..
قهقهت العنود وقالت : نفسي ألقى أحد مايخاف من لسان الجوهرة و ..
دقايق وجات نور وهي تعلن حضور الكوفيرة , قالت العنود وهي تقوم : أروح أتصل بسفسفه عشان تجي , خليها تبدأ بك ..
وتحركت لجوالها , لقيت رسالة , فتحتها وتبسمت وهي تقرأها وقهقهت من قلبها ورجعت اتصلت ..
أول ما وصلها الصوت الهادي وهو يسلم , ردت السلام وقالت بدلع : اتصلت عشان أقول إنه مابأغيره , عاجبني كذا ..
زفر وقال بتريقة : يا طول لسانك في الجوال , لا تخليني أحلف أنزل لجدة أقصه وأرجع ..
ابتسمت وهمست : إذا قصه بيجيبك بأطوله ..
صمت ساد الخط خلاها تغمض عيونها بقوة وهي تدعي ربها إنها ماتمادت معاه قطعه وهو يقول : ما لقيت جواب يسكتك يالمصرية ..
فتحت عيونها وعضت لسانها وهي تعترف بصوت عذب : آسفة قلبي , ناوية أجننك ..
وصلتها لهجته الحازمة وهو يقول : عنيد ..
ضحكت وقالت بنعومة وهي تجلس على سريرها : يا قلبها ..
لمن وصلتها زفرته ضحكت وقالت : آآآآآآآآآآآآآآآآسفة , ماني قادرة أقاوم يووو ..
وزاد ضحكها لمن كمل بعصبية : ياحبك للمنذلة , هذا كله ليش قلت لك ما أحب الكلام الحلو لأني ما أعرف أرد عليه ..
قامت من السرير وحمحمت وقالت بصوت عادي : طيب لا تزعل , بأسكت خلاص ..
وأجزاء من الثانية مرت قبل ماتهمس : ترا مايهون علي زعلك ..
: يالله تطولك يارووووووووح , غيري اسمي في جوالك دحين وفكينا ..
قالت وهي تتحرك لتريحتها وتخرج منها طقم إكسسوراها تجهزه : اختار واحد من ثلاثة , عدنان ولينا , الدب أو اللي مسجلته دحين ..
: إنت اش عندك ويا هالأسماء البشعة , يلعن أبو الرومانسية ..
قالت بتحذير وهي تعتدل في وقفتها : هي حقوق السب محفوظة , لا تسرق عباراتي ..
وكملت بتريقة وهي تحرك يدها : خليك كووووول استخدم ستاااااااااايل خاص فيك ..
لمن وصلتها قهقهته ابتسمت بحب , قال بعد ما ضحك : أكيد بوش بيموت الليلة , عنود صارت تستخدم إنجليزي ..
قالت بتريقة وهي تخرج ورقة تحتفظ بها دوما في هالدرج : أهم شي لا تطلب مني أعيدها لأنها ما بتطلع من لساني مرة ثانية ..
قال : المهم , ما بأشغلك وراك زواج , غيري أبو وردة مسروقة وحطي اسم جديد ..
سكتت وهي تتأمل الكتابات اللي في الورقة ..
: عنود ..
: عنودي ..
خرجت من أفكارها وقالت بهدوء : طيب , إن شاء الله ..
ساد صمت قبل ما يهمس : نسيت أسألك كيف حالك ؟؟
غمضت عيونها بقوة وهي تقول : بأقولك بخير بس ماني بخير ..
: عارف , عشان كذا اتصلت ..
قالت تبغى تخرج نفسها من الكآبة اللي بدأت تجتاحها : كذاب أنا المتصلة ..
وشهقت وقالت تفسر : ما قصدي بكذاب بمعنى كذاب قصدي ..
: لا تتهربين ..
قالت بصوت متهدج :عدنان ما أحب أتكلم ...
قاطعها : أنا زوجك ..
غمضت عيونها ودموعها تنزل بلا حساب , جلست على الأرض وضمت رجولها لصدرها وهي ترص فمها بيد عشان مايطلع أي صوت من فمها فيسمعها أحد وباليد الثانية راصة الجوال على إذنها ..
: عنود كلميني ..
هزت راسها بلا وهي تصرخ بداخلها ~ ألمي لنفسي لأنه محد حيفهمني , محد حيفهمني ~ تأملت الفراغ اللي كان يحوي سرير البندري واللي احتله حاليا شانزليه ملائم لألوان الغرفة وهي تصرخ ~ أبغاها ترجـــــــــــع , أبغاها ترجـــع , في كلام كثير ودي أقوله لها , محد حيفهم هالشعووووووور ~ ..
: عنودي ..
همست بشهقة : ماقيد حلمت بها ..
: إيش , ماسمعتك ..
مسحت دموعها وقالت بصوت باكي متقطع من كثيرة البكاء : ماقيد , ماقيد حلمت بها ..
وانخرطت في بكاء صامت , وصله صوته الهادي وهو يقول : عنودي قلبي , ترا يقولون في ناس تحلم بس ما تتذكر أحلامها , بعدين حتى لو ما حلمتي فيها تصدقين يقولون الميت مايجي للناس اللي يحبهم عشان ما يحزنهم ..
مسحت دموعها وقالت من بين شهقاتها : والـ .. والله ..
همس : والله هذا اللي سمعته ما أدري عن صحته , لكن هذا اللي سمعته , المهم امسحي دموعك دحين , ترا أنا أكره الدموع ..
ضحكت وقالت : زين اللي قلت لي , كل ما طفشت منك بأصيح عشان أكرهك في حياتك , تعرفني نذلة ..
توقعت إنه يضحك لكنه همس بعتاب : لا تضحكين قدامي وإنتي متوجعة لأنك ساعتها إنتي اللي بتتضررين ..
طاح الجوال من يدها وهي تغطي وجهها وتصيح من قلبها , كانت تصرخ بداخلها صرخات ما تجاوزت شفايفها , صاحت وصاحت وصاحت ..
: عنود ويــنـــــــك , اتصلتي بسفاااااااااااانـــــــة ..
صوت أزهار خرجها من نوبتها وخلتها تمسح دموعها وتحمحم بسرعة قبل ما تقول : جااااااااااااايــــــــــــه ..
ومسكت طرف فنيلتها ومسحت أنفها ورفعت الجوال وهي تقول : وععععععع بلوزتي صارت لزجة , حماره ما جيت أصيح إلا عنده , دحين يقول علي صيا ..
وسكتت وشهقت لمن شافت إنه مازال على الخط , حطت الجوال على إذنها وقالت : ألو ..
وصلها صوته الضاحك وهو يسأل : خلصتي صياح يا أم بلوزة لزجة ؟؟
شهقت وهتفت بخجل : عدناااااااااااان ..
قهقه وقال : خلاص خليني أبو وردة مسروقة وأنا بأغير عنودي لـ أم بلوزة لزجة ..
هتفت : لااااااااااا , خلاص أغير اسمك , والله أغيره ..
: إنزيـــن ..
قالت بقرف : لا تقلب شرقاوي مو لايق عليك ..
: عدااااااااال يامعوده ..
ضحكت وقالت : يلا روح طولت علي وخسرتني ..
: الفاتورة علي ..
همست بدلع : حبيب قلبي خسارتي وخسارتك وحده , إحنا روح في جسدين ..
: إنقلعي عن وجهي ..
قهقهت وقالت بجدية : بأنقلع وما بأشكرك لأنك خرجت شي خانقني من كم يوم لأنه هذا واجبك علي كزوج ..
صمت ساد قبل ما يقول بغيض : برضو إنقلعي ..
ودعته وصكت الجوال ودقت على سفانة وخبرتها , حطت الجوال على الطاولة ومسكت الورقة اللي أرسلتها لها أزهار قبل رحيلها اللي غير أشيااااء كثيرة في حياتهم وقرأتها كإنها تقرأها أول مرة ..

(( أختي الحبيبة , يا أحلى عمود كهرب في جدة كلها ..
أشكرك لأنك كنت ومازلت وستظلين الأخت الرائعة التي لاطالما حلمت بها ..
الآن فقط تذكرت لم انجذبت إليك وانسجمت معك وأحسست أنني أعرفك رغم فقداني لذاكرتي ..
الآن فقط تذكرت أنك كنت دائما خيالا حلمته لأيام وأنا وحيدة بين ثلاث أولاد ..
روحك الصادقة , عفويتك المضحكة , حبك للخير وسعيك له عندما تعرفين طريقه ...
حافظي على تلك الصفات التي تميزك والتي أعشقها فيك ..
لم كم مؤلم أن أقول إني راحلة على ورق ..
ولكن أعذري جبني ..
لم أستطع الحضور ..
ذكرياتي التي أفقت عليها مؤلمة حد الموت يا عنود ..
أمي غرقت بين ذراعي أخي ..
أخي الأكبر الذي أعتبره والدي مات أمام عيني بين فكي قرش ..
أخي الأصغر مات أيضا ..
متوجعة أنا الآن ..
متوجعة وخائفة ..
ماذا سيحل بي وبأخي والوحيد ؟؟
الوحيد , كم هي مرعبة تلك الكلمة ..
على أي أرض أقف ..
تائهة أنا الآن ..
ولكن هل تعلمين مايهون علي ..
سأراهم يوما في الجنان ..
عنود انتبهي لكل غالي لديك ..
أمي , أبي ..
الهنوف الهادئة الحساسة ..
البندري العنيدة المتمردة ..
البندري يا عنود , البندري ..
أدخليها عينيك وأغمضي عليها الجفنين فهي بحاجة لك فوق ماتتصورين ..
اهمسي لها أنك بجوارها دوما ..
لا تسأليني لم هي بالذات ولكنها الوحيدة التي أتألم لتركها خلفي ..
احتويها يا عنود فأنا أعلم أنك بلسم جراح ..
كنت بلسمي لزمن طويل فكوني بلسمها الآن أرجوك ..

أختك المحبة لك دوما : أزهار ))

تلمست الورقة وهي تهمس : ما احتويتها يا أزهار ..
ودمعت عيونها لمن فتحت الرسالة اللي بخط البندري ودعت من قلبها على عهود اللي كانت ترافقها في السوء ~ كيف عرفت أزهار إنه البندري تحتاج لأحد يحتويها ويهمس لها~ تذكرت كم من المرات مرت من عندها وهي على جهازها وماسألتها اش تسوي , المرات الأكثر اللي ما حاولت فيها تجبر البندري إنها تخرج من عزلتها وتحتك فيهم , بالعكس من شافت تغيرها أول ما دخلت الكلية كشت منها وبدأت تتهمها إنها تكبرت وماعاد يعجبها شي من دخلت الكلية , طوت الرسالة اللي تحسسها بالذنب الكبير اللي ارتكبته وقالت بعناد لنفسها : خليها هنا عشان تتذكرين دايما إنك فرطتي في أختك ..
وصكت الدرج وهي تطالع في صورتها في المراية وهي تقول : ومايشفع لك إنك غيرتي معاملتك لها في آخر أيام حياتك ..
همست بوجع وهي تتحرك خارجة من الغرفة : مايشفع لك , كنت تحت سقف واحد معاها ..
ابتسمت لأزهار الجالسة بتعب على الكرسي والحرمة تسشور شعرها وجلست على الأرض عندها وضمت بطنها وهي تصرخ بداخلها ~ أزهار حامل بتوأم يابندري , واليوم جواز الهنوف , حنضحك ونرقص ونغني , هذي هي الدنيا يا بندوري , هذي هي الدنيااااا ~ خرجت من أفكارها المتألمة على يد أزهار اللي ربتت على راسها وهي تهمس : كلنا مفتقدينها يا عنود , كلنا مفتقدينها , خليك أقوى عشان الهنوف ..
غمضت العنود عيونها تمنع دموعها قبل ما تقوم وهي تقول بمرح : لقيتها , سميهم سامر وماهر عشان كل عيد يكسونهم سامر وماهر وتوفرين إنت وجاسم فلوس كسوة العيد لهم ..
ضحكت وقالت : الله بقطع شرك يالقحروطية يالبخيلة , أسميهم حشمت كسوة , روحي إنقلعي عني ..
لفت العنود بوزها وقالت : يووووو تراك صايرة شرانية بقووووة ..
ولمن سمعت صوت الجرس الخارجي يرن بشكل متواصل قالت وهي تنزل الدرج بغيض : مارحت عنها سفسفه الدب ..
وجريت وقالت لسيتي : مدينة أنا أرد ..
وزاعقت وهي تفتح الباب : جايتك يا مزعجـــــــــة ..
ابتسمت أزهار للكوفيرة المصدومة من صراخ العنود وقالت بهدوء : عادي , تراها تمزح مع بنت عمتها , عادي ..
وضحكت بداخلها وهي تقول ~ الله يخس إبليسك يا عنود , طيرتي قلب الحرمة بصوتك ~ ..
وقفت الكوفيرة عن السشورة لمن وصلتها أصوات حادة , ابتسمت أزهار وغمضت عيونها وهي تريح ظهرها وقالت وهي تأشر لها : كملي كملي تراهم يسلمون على بعض ما يتضاربون ..



******************************

في القاعة قسم الرجال :
الساعة 10 مساء :

السبابة اللي تدق كتفه قبل ما يوصله الهمس الخفيف ..
: اليوم زواجي ..
غمض جاسم عيونه وقال بزفرة : ياخليقة , ياخليقة ..
وزاعق : أحد يبعد هالحسان عني قبل ما أرتكب فيه جريمة ..
قال عبد الإله بتشفي من بين أسنانه : أحـــــسن , خليه يستلمك ..
لف جاسم عليه وقال : ومتشفي فيني ليه يا سيد عبد الإله ..
ابتسم عبد الإله وقال : لأنه ذبحني من أسبوع باتصالاته ورسايله ..
وكمل يمثل الجهاز : باقي ست أيام و10 ساعات و25 دقيقة على زواجي ..
وكمل بعصبية : وهاتك يا رسايل , ذبحني , كل يوم ثلاث من هالرسالة الفرق الوقت المتبقي ..
لف على حسان المبتسم وكمل بعصبية : تصدق عاد , من كثر رسايلك صابني مغص تخيلت إنه زواجي ..
قهقه جاسم وقال وهو يمسك سبابة حسان ويدها على كتفه : خذ راحتك ..
هز عبد الإله أكتافه كإنه يقول حالك أحسن من حالي , قال حسان وهو يعدل بشته : أصلا مايحق لك تتكلم , أنا خاطب من ثلاث سنين وتوني أتزوج , إنت خطبت بعدي بسنتين وشهور وبتتزوج بعدي بـ 25 يوم ..
حطت عبد الإله يدينه على راسه وقال : عز الله طقنا عين ..
وقام وهو يقول بعصبية مصطنعة وهو يرفع قبضته بتهديد : هيييييييييييييييي قول ماشاء الله لا أفقعك وأخليك تعض الأرض ..
قال حسان بسرعة : ماشاء الله ..
ضحك عبدالرزاق اللي جا وقال : إخـــــــص يالخواااااااااااااااااف , واحد أصغر منك يقولك أخليك تعض الأرض و تسكت له ..
قال عمر اللي أصبح كثيرا ما يرى مع عبد الرزاق : خلك محضر خير ..
لف عليه عبد الرزاق وقال : قوم جزاك الله خير ما لهم دخل في هالمضاربات سامع ..
رماه عمر بنظرة حادة وهو يقول ببرود : اش قلنا على هالكلمة ؟؟
ابتسم عبد الرزاق وقال بأسف : واااااااي , زعل المطوع , آسفين ماعاد نقولها ..
ولمن ماتغيرت ملامح عمر دق عبد الرزاق صندل عمر بالجزمة اللي هو لابسها , ابتسم عمر بصمت , طالعوا بذهول في عبد الرزاق اللي ابتسم براحة لمن ابتسم عمر ورجع لف عليهم وهو يقول بأذية : وين كنا , إي صح , إخص يالخواااف , يقولك أخليك تعض الأرض و تسكت له ..
ابتسم حسان وقال : زواجي اليوم ما أبغى وجهي يتشوه ..
وقال عبد الإله : ماشاء الله أشوف العلاقة المستحيلة صارت واقعية , من متى ماشاء الله ..
ابتسم عمر بهدوء وقال عبد الرزاق بتريقة وهو يأشر على عمر وعلى نفسه : تقصدنا , وععععععععععععععععععع , نقص علي أرافق هالإرهابية ..
وكمل بهدوء : أنا بس أقضي الوقت معاه عشان طفشت من أصاحبي وحبيت أغير شويه , بعدين نقدر نتبادل وجهات النظر ليس إلا ..
اكتفى عمر بذات الابتسامة الهادئة الصامته وهو يضحك بين الحين والآخر على شي يقولوه عبد الرزاق المتبجح , ولمن مشيوا قال عمر بهدوء : رايح بكرة إن شاء الله ..
زفر عبد الرزاق بحرقة وقال : إن شاء الله ..
ولف عليه وكمل وهو يضربه على كتفه : والله حأفتقدك يا دودة ..
قال عمر باحتجاج : اش دودة ؟؟
رفع عبد الرزاق سبابته وحركها لفوق وتحت وهو يقول : لأنك طويل ونحيف زي دودة الأرض ..
: عبد الرزااااااااااااااااق ..
ابتسم عبد الإله وقال بتأكيد : والله أصحاب ..
قال حسان : يا سبحاااااااااااان الله اللي يغير ولا يتغير , رزوق أبو باريس يصير صاحب عمر ..
ابتسم جاسم وقال : عش دهرا ترى عجبا , الله يتمم لهم , أبوية وده يشق الأرض ويطير للسما من الفرحة كل ماقاله عبد الرزاق إنه رايح لعمر ولا جاي من عند عمر ..
قال حسان بتريقة : خله الضعيف , يمكن واحد من عياله يفيده بعد موته , ولد صالح يدعو له ..
طالعه جاسم بعصبية قبل ما يقول بترقه : وآآآآآآآنا اش فيني سيد حسونة , هااااااا ؟؟ لا تخليني أروح وأخذ أختي من الكوفيرة للبيت وأقولك إحلم بها ..
حرك حواجبه وقال : كان غيرك أشطر , جده حمده معايا ولا نسيت ..
قال عبد الإله وهو ينحني ويمسك يده : آآآآآآآآآآآآآآخ ..
وكمل بتريقة : مسكك من اليد اللي توجع ..
وابتسم لمن شاف شخص جاي وقال وهو يدقه : أبو رحم جا ..
لف جاسم وأول ماشاف مطلق ابتسم وقال : هلاااااااااااااااااا والله ..
وضموا بعض ومطلق يقول : المهلي ما يولي , هلا فيك , كيفك جاسم ؟؟ ها متى يشرف أحمد إن شاء الله ..
بعد عنه وابتسم وهو يقول : شهرين كمان إن شاء الله ..
ولمن شاف عبد الإله يسلم عليه بحفاوة تمعر وجهه , كان يحس بالغيض والقهر يطحنه من دري إنه مطلق تقدم لعهود , وكان ووده يمنعه بأي طريقة لكنه ما قدر , كيف ممكن يقوله واش حيقوله , حقيقة بنت عمه الكريهة , المؤلم له أكثر إنه كان عارف إن عهود اختيار عشوائي من أخت مطلق اللي أكيد خدعها المظهر , مطلق اللي خطبها طمعا في القرب من أهل لاحظ فيهم الطيب , زفر ولف وجهه وهو يشوف مطلق المبتسم لشي قاله عبد الإله ..
ولمن رجع عمر انفرجت أسارير مطلق وأخذه بالأحضان وهو يعاتبه على بعده وفي نفس الوقت يبرر له إنه عريس وله الحق إنه يختفي عن المجتمع لفترة ..


*****************************

بعدها بساعة في قسم النساء :

: الله يخليييييييييكم مو وقته , الله يخلييييكم جملوا هالليلة بس , لا ترفسون ولا ..
: أزهااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اار ..
بعدت أزهار عيونها عن بطنها المنتفخة ولفت على العنود وهي تهمس : الله يفشلك أخت العروس وتصارخين كذا ..
وقفت العنود عندها وهي تلهث وتقول : إلحقيييـ...ـيييني ..
: اش فيك تقطعين الكلام ..
بلعت ريقها وقالت : الهنوف تقول إنها ما تبغى تتزوج ..
قامت بصعوبة وقالت وهي تحاول إنها تتجاهل آلامها : إيــــــــش ؟؟
سحبتها العنود من يسارها وهي تقول : تعالي بسرعة شوفيها , تعرفينها خبلة و ..
لمن خروجوا من القاعة للممر تأوهت أزهار وهي توقف عن الحركة وسحبت يدها من العنود وحطتها على بطنها وهي تغمض بقوة وتستند بيدها على عمود الرخام العريض , شهقت العنود لمن شافت ملامحها وقالت : أزهااا ...
وصرخت وهي تغطي فمها لمن سمعت صوت غريب تلاه مويات تتسلل من تحت فستان أزهار , دمعت عيون أزهار وهي تقول : ما أبغى أولد هنا , ما أبغى أولد هنا ...
قالت العنود ببلاهة : ليه بيطلع رقاص ولا دقاق ..
ما عرفت العنود تقهقه على كلمتها الغريبة الغريبة ولا تصيح ولا تصرخ , صرخت أزهار وهي ترص بطنها بتوجع : عنود تحركيييييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
صرخت العنود وجريت تدور عن أمها , أول ما شافتها واقفة عند طاولة من الطاولات وهي تبتسم للحريم صرخت : أميييييييييييييييييييييييييي أزهااااااااااااااار تولـــــــــد في الممر ..
شهقت هدى وجريت لها وتبعتها نورة , رصت أزهار فمها بقوة لمن حست بأوجاعها تزيد وهي تدعي بداخلها إنه ربي يحمي ولدها ..
: أزهار ..
رفعت راسها وطالعت في سفانة اللي شهقت وهي تمسكها , أنّت أزهار وهي ترص شفايفها أكثر عشان ما تصرخ من شدة الوجع , الوجع من أمس وهو يروح ويجي ومن أصبحت صارت نوباته متتابع بفترات متقطعة لكن الآن كانت تحس المغص متتالي بحيث ما يعطيها وقت ترتاح ما بين كل مغصة ومغصة ..
: يمه أزهار ..
أول ما سمعت صوت أم منى اللي جات مع بنتها وهدى ونورة تسللت دموعها وهي تقول : شكلي بأولد ..
وتعالى صوت تنفسها المخلوع وهي تقول بصوت مقطع : أنا في , أنا في , السا ... السابع , أخـ .. أخاف ..
ضمتها أم منى وهي تهمس بهدوء : عادي , الولادة المبكرة عادية , ما يتضرر الجنين فيها أهم شي إنت , تنفسي بعمق , تنفسي بعمق ..
سحبت أنفاسها بقوة ولمن شافت العنود جارية ومعاها العباية رجعت دموعها وهي تقول : ما أبغى أروح لوحدي , ما أبغى أروح لوحدي , أبغى أمي , أبغى أمي ..
وقبضت بكل قوتها على يدين أم منى وهي تقول : عارفه إنها ميته بس أبغاها شويه ..
غطت منى وجهها وهي تبكي بصمت والتمعت الدموع في عيون هدى وهي تهمس : كلنا هنا معاك يا أزهار , أنا بأروح معاك المستشفى لا تخافين يا حبيبتي ..
غمضت أزهار عيونها وسحبت نفس عميق وارتجفت شفايفها وهي تهمس : جاسم , جاسم ..
قالت العنود وهي تخرج جوالها بيد مرتجفة من شنطتها المفصلة مع الفستان : دحين أدق عليه , لا تخافين ..
قالت نورة وهي تتقدم لها : هاتي أنا أكلـ ...
وسكتت لمن صرخت العنود وهي تنفجر ببكاء هستيري : جاسم تعااااااااااااااال أزهار تولد ..
سحبت نورة منها الجوال بسرعة وخرم إذنها صرخت جاسم المدوية : إييييييييييييييييييييييش ؟؟
قالت بهدوء : جاسم حبيبي عادي , أزهار بدأ عندها شوية طلق ولازم نوديها المستشفى , تعال لباب العروسة ..
: ثواني وأنا عندك ...
صكت الجوال وبدأت تصرف الحريم اللي بدأوا يتجمعون وقالت بحزم لسفانة : سفانة تحركي وإسندي أزهار ووديها لباب العروسة بسرعة , أقرب لها ومافيه درج ..
تحركت سفانة وضربت العنود اللي تصيح من قلبها وقالت : تحركي يا هبلة ..
سندوا أزهار وتحركوا ..
***
: إحــــــــلف ..
طالع جاسم بحقد في أخوه وقال : هذا وقت أنكت فيه معاك , هات مفتاح سيارتك , سيارتي مشرعة ما أقدر أسوقها ..
قال عبد الرزاق وهو يناوله مفتاح سيارته : أجي معاك ..
سحب منه جاسم المفتاح وقال : ما يحتاج , بآخذ عمر معايا , إنت غطي خروجنا عشان ما يقلق أبويه ..
وتحرك لعمر الواقف مع عبد الإله ومطلق , سحبه وهو يبتسم لهم , طالع فيه عمر بحيرة وسأل : اش فيه ؟؟
همس وهو يوجهه لخارج القاعة : أزهار تعبت شويه بنوديها المستشفى ..
هتف بخوف : تعبااااااااانه ..
فتح جاسم سيارة عبد الرزاق وقال بتوتر : عندها ولاده ..
فتح عمر عيونه على اتساعها وفتح الباب بسرعة , وتعالى صوت إحتكاك الإطارات بالسكة لمن حرك جاسم السيارة بسرعة قبل ما يقفل عمر بابه , أول ما وقف السيارة عند باب العروسة فتح الباب في نفس الوقت مع عمر اللي هرول للباب اللي دقه جاسم بقوة , فتحت نورة الباب وطلت من وراه بكامل حجابها وقالت : ثواني بس يا جاسم ..
ولفت على باب مدخل الحمامات المقفول , تحركت ودقته وهي تقول : يلا جاسم عند الباب ..
فتحت العنود الباب وقالت : بالقوووووووة خلتنا نخلع الفستان ..
تحركت أزهار بصعوبة وهي مستندة على سفانة اللي لبستها بمساعدة العنود ثوب ريم القطني , لبست عبايتها وطرحتها لفوها لها بسرعة ورموها على وجهها , همست وهي تغمض عيونها لمن حست ببوادر مغصة جديدة : صندلي ..
تلفتت العنود وهي ترفع عبايتها وتقول بتوتر : صندل , صندل سحااااااااااااب ..
جريت ريم لمن تذكرت شي , أول ما شافتها حمدة قالت بتوتر : ها بشري كيف ...
وانفجعت لمن انحنت ريم وسحبت صندلها الطبي السحاب من رجولها قبل ماتجري وهي تقول : سوري يا جـــــده , حالة طارئة ..
وناولته لهدى اللي ناولته للعنود , استندت أزهار على ظهر العنود المنحنية بعبايتها وهي تهمس من بين دموعها : آسفة , آسفة , عارفه إنه مو وقته و ...
: اششششششششش ...
سكتتها سفانة وهي تربت على كتفها بلطف , لفت أزهار لهدى وقالت : والله ما تروحين معايا لا إنت ولا العنود , منى وبس ..
هتفت هدى : لا تحلفييييييييين ..
وقالت العنود بعصبية : حلفانك على نفسك بس ..
هزت أزهار راسها وتحركت بصعوبة وهي تقول : هذا جواز الهنوف , مفروض أم العروسة وأخواتها ما يخرجون من الفرح ..
قالت منى برقة وهي تلبس قفازاتها : ما عليك يا عمه أنا معاها ..
وسندت أزهار , فتحت العنود لها الباب وهي تقول : أزهار ..
ابتسمت أزهار بصعوبة وقالت : لا تخبرون الهنوف وتفجعونها و ..
وسكتت وهي ترص بطنها وتنحني بصمت اخترقته أنّة توجع ..
أول ما شافها جاسم تناسى كل شي ودخل من باب القاعة وسندها بقوة وشالها وهو يحبس أنفاسه , فتح له عمر الباب وحط يده على حد السيارة خوف يضرب راسها أثناء تدخيل جاسم لها , دخلت منى للمقعد المجاور وثواني وانطلقت السيارة , كانت أزهار تحس بالعرق يتجمع على جبينها من شدة الألم لكنها رصت فمها بقوة , لكن الألم زاد فصرخت فجأة : ياااااااااااااااااااارررررررب ..
لف جاسم وهو يسأل: اش فيه ؟؟
وانتفض عمر والتفت وهو يهتف : أزهار ..
قالت منى تهديه وهي تتذكر بشكل ضبابي ولادة أمها لكمال : عادي يا عمر ..
وصرخت بلا شعور لمن شافت جاسم : طالع قداااااام لا نصدم ..
التفت جاسم ورص الدركسون بكل قوته و لمن سمع حدة أنفاسها ضغط دواسة البنزين أكثر وهو يضغط البوري بإلحاح للسيارات اللي تواجهه ..
حس بضغط قوي فرفعت نفسها وهي تصرخ : بأولــــــــــد ..
قالت منى بخوف : أزهار لا تدفعين , تنفسي بس , تنفسي ..
سحبت أزهار كم نفس وصرخت لمن حست بدفعة ثانية : مو بيدييييييييييييييييييييييي ..
لفت منى على عمر المرعوب وهتفت : ماقربنا لسه ..
لف جاسم بحدة وهو مثبت يده على البوري ولمن مر من عند السيارة اللي ما أخلت له الطريق رغم البواري والغمازات اللي كان يشغلها باستمرار صرخ وهو يأشر لوراه : قاعد ألعب أنا , قاعد ألعــــــــــب , معايا عايلة يا حيوااااااااااان ..
ضغط عمر يده وقال : جاسم ..
زفر جاسم يحاول يركز على الطريق , وأول ماشاف لوحة المستشفى حس براحة , وقف السيارة و جري لباب الطورائ , فتحه وصرخ في الممر المكتض بالناس وبعض الممرضات : حالة ولااااااااااااادة ..
ورجع جري للسيارة , كان عمر يحاول يخرج أزهار اللي صرخت بعنف : مااااااااا أقــــــــــدر ما تفهم ..
جات ممرضة تجري بسرعة وأول ماشافت أزهار أشرت للممرضين الجايين بكرسي متحرك وهي تقول كم كلمة بالفلبينية أسرعوا بعدها , جلست أزهار على الكرسي لمن تساعد عمر وجاسم على نقلها و تشبثت بكم جاسم وقالت وهي تتنفس بقوة : حرمة , جاسم لازم اللي تولدني تكون حرمة ..
هز راسه بطيب وهو يقول : إن شاء الله ..
ولحقها بتوتر , بعد ما دخلوها للطورائ خرجت الطبيبة وسألته : عندها ملف هنا ..
هز جاسم راسه بلا وقال : لا , هي تراجع في العسكري لكنه بعيد فجبناها هنا , ليه ؟؟
قالت بهدوء : عندها ولادة ..
قال بخوف : بس هي في السابع ..
قالت ببرود : شكل بطنها في التاسع ..
هز راسه وقال بحزم : هي في السابع إحنا متابعين الحمل و كل شي و ..
قاطعته ببرود : مو عشان كذا أنا سألت إذا لها ملف هنا ولا لا ..
وهزت أكتافها وقالت : و سوري أقولك إنه ما نقدر نوقف الطلق , هي في المراحل الأخيرة والرحم مفتوح تماما ..
قال عمر بخوف : بس هي في السابع ..
هزت أكتافها وقالت بابتسامة : النونو يبغى يخرج للدنيا بسرعة ..
لف بوزه بضيق من مياعتها ووجهها المليء بالأصباغ وقال : قصدت مافي خطر عليها أو على الجنين ..
هزت راسها وقالت : عادي , كثير من الحريم يولدون في السابع بس الأطفال يحتاجون لحضانات ..
قال جاسم : طيب حطوه في حضانة ..
ابتسمت وقالت : طيب ياليت تروح تدفع حق العملية والحضانة عشان ندخلها غرفة العمليات ..
تحرك للإستقبال بسرعة ومعاه ممرضة كلمت الرجال اللي في الاستقبال , خرج جاسم بطاقته وهو يسأل : كم ؟؟
قال وهو يطقطق على الكمبيوتر : تطلــــع , 30 ألف ..
هتف جاسم بصدمة : كــــــــــــــــــم ؟؟
قال الرجال بهدوء : العملية 7 آلاف والغرفة ليوم واحد 3 آلاف و الحضانة بـ 20 ..
طالع في بطاقته اللي حدها في السحب 15 ألف وقال وهو يناوله إياها : عندي هالمبلغ إن شاء الله بس البطاقة ما تسحب إلا 15 ألف , تكفي مقدما ..
هز الرجال راسه بأسف وقال : سياسية المستشفى الدفع قبل , ما نقدر ندخلها العملية بدون ...
طالع فيه جاسم بذهول وسأل : ماتقدرون يعني كيف ؟؟
لمن هز الرجال أكتافه ولف على رجال ثاني واقف صرخ جاسم وهو يضرب الطاولة : يعني إيـــــــه , أخرجها وهي تولد وأدور مستشفى ثاني ولا أروح أدور على بنك خيالي عشان أسحب الباقي , طالع الساعة كم ..
مسكه عمر يهديه وهو يخرج بطاقته وهو يقول : بطاقتي فيها 6 آلاف , اسحبها ويصير دفعنا 21 ألف والباقي ..
وسكت لمن هز الرجال راسه وهو يقول : لازم المبلغ كامل أو ...
صرخ جاسم : ياعاااااااااااااالم , ياااااهوووووو ...
وأشر على راسه بعصبية وهو يكمل : بالعقل , الحرمة جوة تصارخ بتولد , دخلها وأنا أحلف لك الفلوس بتجيك كااااااااااملة بالهللة ..
طالع الرجال بتوتر في الناس اللي تجمعت على المشهد وقال : بس سياسة المستشفى ..
قاطعه جاسم : يعني مافي حالات طارئة لهالسياسة الغبية ..
وتحرك بعصبية وتنصنم لمن جات الممرضة وهي تقول : إتنين حضانة , هذا مدام قول في إتنين بيبي ..
حط جاسم يدينه على راسه ورجع لف على الرجال وحط يده على دقنه وهو يقول برجاء : تكفى دخلوها وأنا أروح دحين أجيب لكم الفلوس ..
مسح الرجال جبينه المندي بتوتر وقال وهو يأشر على اليمين : مكتب المديـ ...
جري جاسم وماخلاه يكمل كلامه , دق الباب بسرعة وهو يدعي ربه إنه ما يصير شي يخليه يفقد زمام أعصابه ~ توأم , توأم , توأم ~ ..
: تفضل ..
دخل بسرعة وصافحه و قال : أنا جاسم أحمد الـ ..... , يا شيخ طالبك , حرمتي في الطوارئ حامل بتوأم عندها ولادة وهي في الشهر السابع وتحتاج حضانتين , المبلغ خمسين ألف مو متوفر معاي دحين غير 21 ألف ..
امتعض وجه الرجال المتشخص واللي مافكر يتحرك من ورى مكتبه وهو يقول : سياسة المستشفى واضحة بهذا الخصوص ..
طالع فيه جاسم بصدمة وقال عمر بهدوء وهو يقرأ اسمه المنقوش على الخشب : يا أستاذ طلال الحرمة على وشك ولادة , مستحيل ننقلها دحين ومستحيل كمان إننا نوفر هالمبلغ بسرعة وقبل ما يصير شي خطير , دخلوها الغرفة وأوعد إننا نتحرك دحين ونجيب المبلغ ..
هز راسه وقال ببرود : آسف بس سياسة ..
صرخ جاسم بكل قوته : الله يلعن سياستكم ويللللللللللللعني إن عاد عتبت مستشفاكم ..
وخرج بعصبية ووقف عند الباب وهو يقول : أنا بأخرج حرمتي لكن والله شوفني حلفت لو صار لحرمتي ولا لأولادها شي لا أوصل خبركم لوزارة الصحة وأفضحكم عند كللللللللل الجرايد و أخليها تستلمكم , إنتـــــم المسؤولين عن كل شي يصير لها ..
قام المدير برعب وقال : اسمع يا أستاذ ...
قال جاسم من بين أسنانه : والله لا أوصل القضية للمحاكم لو اضطريت ولا أخليك تشحد مرضى عشان يجوون هالمستشفى ..
وتحرك للطوارئ وهو يقول : قال مستشفى قال , ماعاد فيه أخلاااااااق ..
لحقه عمر وهو يقول : جاسم , جاسم استهدي بالله , جاسم ..
لمن مر جاسم من عند الاستقبال قال بصوت عالي ساخر وهو فارد يدينه : أحد عنده سلفه 28 ألف لأنهم بيطرودن حرمتي اللي تولد في الشارع والتوأم الخدج يحتاجون حضانة , أحد عنده سلفه ...
سحبه عمر لمن شاف حارسين الأمن متوجهين له وهتف باستنكار : جااااااااسم , مو وقت المشاااااكل ..
: أخ جاسم ..
لف جاسم على مدير المستشفى وقال بتريقة : سامحني طال عمرك لأني ماني مليونير عندي دفتر شيكات ولا واحد من الهاومير اللي يهز اسمهم المكان , آسفين والله شغلنا سرير من أسرتكم المقدسة , دقيقة بس و أخرج حرمتي ..
وتحرك للطواريء وهو يسب ويلعن , ولمن وصل لغرفة طوارئ النساء سمع صوتها المميز وهي تقول بتعب : منى والله هذا صوت جاسم أنا أعرفه , روحي شوفي ا شبه يصارخ و ...
وطلعت أنة عميقة تلاها صوتها اللاهث وهي تقول : يااااااااارب , رحمتك يااااااااارب ..
غمض عيونه بيأس وفتح فمه بيناديها , لف على اليد اللي انحطت على كتفه وكشر لمن شاف المدير وراه ممرضات اندفعوا لداخل الغرفة وهو يقول : خلاص بندخلها غرفة العمليات ..
ابتسم ابتسامة جانبية وقال بداخله بسخرية ~ مايعرف لكم غير واحد ملسون وَسخ زيي , ما ينفع معاكم غير التهديد يا عيال الـ #### ~ هز راسه علامة مبهمة وبعد عن الباب لمن خرج السرير اللي عليه أزهار واللي أصرت تتغطى كاملها بالشرشف , زفر وتحرك للاستقبال وهو مكشر , قال عمر وهو يضغط يدين منى : دحين نطلع , نوقع الأوراق ونجي ..
همست بحماس : توأم ..
ابتسم وقال : الله يسهل لها ويطلعون بالسلامة ..
هزت راسها وهي تأمن على دعوته وتحركت بسرعة لغرف العمليات , جلست عند البوابة المعدنية وهي تفرك يدينها بتوتر ورجعت وقفت لمن سمعت عدة صرخات ولمن ماميزت صوت أزهار من ضمنهم رجعت تجلس وتدعي وتستغفر ..
***

سحبت نفس عميق وزفرته وهي تتأمل جوالها ..
: عنود اش فيك ؟؟
انتبهت العنود من سرحانها على صوت الهنوف المتوتر قالت بسرعة : هااااااا , ولا شي ..
قطبت الهنوف حواجبها بعدم تصديق وقامت ريم ووقفت ورى الكرسي اللي جالسة عليه الهنوف يعني إنها بتعدل طرحتها وهي تقول : هي خايفة إنك ترجعين لحكاية إنك ما تبغين تتزوجين ..
ورمت العنود بنظرة تحذير , صرخت العنود بداخلها ~ يانااااااااااس مو بيدي , أزهار تولد توأم وهي في الشهر السابع , يعني ما أقدر أقلق يعني ~ تحركت وقالت بمزح : إيوه رجاء ترا مافيني لمصيبة جديدة ..
توسعت عيون ريم عن آخرها لمن سألت الهنوف : ليه , صارت مصيبة وأنا ماني دارية ..
هتفت العنود : لااااااااااا ..
وتمالكت نفسها وقالت : قصدت إنه المرة الأولى اللي انرعبت فيها كافيه و ...
خرجت من الغرفة وهي تقول : كإني أسمع الجوهرة تناديني ..
وزفرت لمن خرجت وتحركت وهي تقول : يارب , يارب تسهل لها ولادتها , يارب تحفظها وتحفظ ..
وشهقت لمن تذكرت وقالت : واااااااااااااااااااااا , هي ماقالت لجاسم و ...
جريت بسرعة من الدرج , لمن شافتها الجوهرة قالت بحزم : عنووووووود , اش هالجري ؟؟ استحي المفروض ...
انقطع حديثها لمن سحبتها العنود وهي تهمس : جوهرة خااااايفة إن الولادة في الشهر السابع تأثر على التوأم ..
زفرت الجوهرة وقالت وهي تربت على يدها : لا إن شاء الله , الطب تطور ياقلبي , صار عادي الولادة في الشهر السابع , بعدين في حريم يولدون في السادس والأطفال ما يصير لهم شي ..
زفرت العنود براحة وقالت : الحمد لله , خفت ..
وكملت وهي تفرك يدينها : ترى لو صار شي للأطفال بتموت أزهار وراهم ..
ضربتها الجوهرة وقالت : الملافض سعد , قولي خير ..
مرت من عندها سفانة وهي شايلة المبخرة وقالت : خلي إيمانك بالله أكبر من كذا ..
قالت العنود وهي تضرب الأرض برجلها : مو بيديييييييييييي ..
ولمن شافت نظرات الخنساء وسمية المتسلية , رفعت يدينها وهي تقول : يارب , يارب تحفظهم يارب ..
وكملت : والله اللي يبشرني بخبرها له 200 ريال ..
صرخوا بحماس وقالت الخنساء : إن شاء الله أنا اللي بأجيب البشارة ..
دقتها سمية وقالت : إن شاء الله أنا ..
وتحركت بسرعة وهي تقول : بأرابط عند خالة هدى ..
ولحقتها الخنساء , زفرت العنود وقالت : فاااااااااااااضيييييييييييييين ...
ولمن سمعت أغنية تحب ترقص عليها زفرت مرة ثانية وقالت : مو وقـــتــــه ..
***
: أخوك وينه اختفى فجأة ..
: هاااااااااا ..
عقد أحمد حواجبه وقال حامد بعصبية : هاااااااا للحمير , نعم للأودام ..
قطب حواجبه وقال : نعم ..
وقبل ما يرجع أبوه يكلمه قال حامد بحدة : حواجبك حبوا خشام بعض فكها ..
ابتسم ابتسامة مغتصبة وقال : نعم ..
ضحكوا الشباب وكل يحمد ربه إنه مو هو اللي طاح في لسان حامد , ضحك أحمد وهمس لصاحبه : حامد , خف شويه ..
وكمل بهدوء لولده : خلاص خلاص , كنت بأسأل أخوك وينه مختفي ..
قال عبد الإله : أكيد خرج عشان شي نسيوه الحريم ..
قا لحامد بطفش : هم كذا , يجون طايريييين ومافي بين عيونهم إلا القاعة ويوم يوصلون يبدأون اتصالات , والله نسينا والله نسينا ..
قال عبد الرزاق من بين أسنانه : أنا لو تكلمت وده يرقعني بحصا وإنت ياكبر الابتسامة والتأييد , ليه ما أدري ؟؟
ابتسم عبد الإله وقال : أصبر عليه شويه ويحبك , تراه حبوب ..
لف عليه وهمس باستنكار : حامد حبووووب ؟؟ أي وصف ينطبق على هالرجال إلا حبوب ..
ضحك عبد الإله وقال : أنا أشوفه كذا , اشلي واشلك ..
جاهم حسان وقال بتوتر : جاسم وين ؟؟
ماحب عبد الرزاق يوتره فقال : راح ودحين يجي إن شاء الله ..
***
انتفضت منى لمن رن جوالها اللي في يدها وطاح على الأرض , استغفرت ورفعته بسرعة وهي تهمس : هلا أمي ..
وزفرت وقالت : قبل شوية دخلوها .... ما أدري ليه أخروها ... أمي وجهها ما كان يطمن وتراها قالت كلام كثير كله وصايا كإنها تودع ...... يعني ؟؟ ..
زفرت براحة وقالت : ما كنت عارفه إن الولادة جزء من ألم الموت .. الله يسهل لها ..
ولمن شافت الاثنين جايين همست : يلا مع السلامة , الرجال جووا ..
سأل جاسم وهو يأشر على الباب : دخلوها هنا ؟؟
هزت راسها بإيوه وهي مخلوعة من توجهه الخطاب لها , جا عمر وجلس جنبها وهمس : منايا أنا رايح أجيب المبلغ الباقي من عمي أحمد , إنت ...
مسكت فيه بيدينها وهزت راسها بلا وهي تقول : ما تروح وتسيبني وتسيب أزهار , لو صحيت وماشافتك ولا صار شي لا قدر الله ..
قال جاسم وهو يخرج جواله : خليك هنا , أنا أخلي عبد الرزاق يجيب المبلغ ..
ولمن ابتعد وهو يكلم زفرت منى براحة وهمست : أشوه ..
ربت على يدينها وضغطها وهو يطالع في الباب المعدني بخوف ..
***
: خلي طاقتك في الدفع يا أزهار مو في الصراخ ..
سحبت أنفاس عميقة وهي ترجع ظهرها بتعب للسرير وهي تقول : غصب عني ..
ودمعت عيونها وهي تقول بألم : إنتي توجعتي كذا يا أمي يوم جبتيني ..
وغطت وجهها بوجع , بعدت الممرضة يدينها وحطت لها كمام يبخ هوا خفيف يسبغ عليها بعض الراحة وهي تمسح لها العرق عن جبينها ..
: يلا يا أزهار , دفعة قوية وينتهي كل شي ..
رفعت أزهار نفسها وهي تحس بكل عظمة في جسمها تئن , ما تدري كم مر من العذاب قبل ما تسمع صرخة الدكتورة وهي تقول : برافو عليك , هذا الأول ..
ورفعته بعد ما خبطت له ظهره بخفة وهي تقول : ولد ..
أول ماشافته أزهار ينتفض وهي يطلق صرخة فزع تفجرت الدموع من عيونها , ناولته الدكتورة للممرضة اللي غطته بسرعة وقالت : دفعة ثانية يا ماما ..
ضحكت أزهار من بين دموعها على الكلمة ومسحت أنفها بقفى يدها وهي تحس بآلامها تتجدد , زادت دموعها لمن سمعت بكى مولودها الأول وصرخت من أعماقها وهي تحس بالألم يمزقها لأشلاء : الله يرحمك يا أميييييييييييييييييييييييييييي ..
: المولود الثاني يا أزهار ..
ورفعته وهي تقول بفرح : بنت زي القمر ..
أزهار اللي مهي مصدقة إن التوأم الثاني اللي قالت لها الطبيبة إنه مو واضح جنسه في الجهاز يطلع بنت تهالكت على السرير وغطت وجهها وهي تصيح وتصرخ : آآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أميييييييييييييي , محتاجتك يا أمييييييييييييييييييييييييييييييي ..
تحركت الدكتورة وهي تنزع قفازاتها بعد ماناولت الطفلة اللي صرخت للممرضة ومسحت على شعره أزهار بحنان وهي تقول : أزهار ..
زاد صياح أزهار وهي تقول : ما بريتها في حياتها , ما وفيتها جزء من اللي حسته في ولادتي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أميييييييييييييييييييييييي , ارجعي عشان أقولك سامحينييييييييييييييي ...
ضمتها الدكتورة وهي تقول : الله يرحمها , دعيتيلها وقت الولادة والدعاء فيها مستجاب إن شاء الله ..
ولمن جووا الممرضات بالطفلين أشرت لهم يرجعونهم وهي تمسد كتف أزهار بحنان وتطبطب عليه وأزهار تقول بصوت باكي : ماتت وأنا ما قلتلها سامحينيييييي إذا غلطت عليك في يوم , رفعت صوتي ولا طالعتك بنظرة حادة ولا تكاسلت عن خدمتك ولا ماسمعت كلامك , ماتت , ماااااااااااتت وماشافت أولادي , ما سمعتهم ينادونها جده , وهم بيكبرون وهم ما يعرفون إنه كان عندهم جده عظيمة زي أمييييييييييي ..
همست الدكتورة : كله بأجره , وصدقيني بيعرفونها لأنه أكيد أمهم بتكون عظيمة إن شاء الله زي جدتهم اللي ربتها , صح ولا لا ؟؟
هزت راسها بإيوه وهي تهمس من وسط شهقاتها : إن شاء الله ..
وبعدت عنها ومسحت دموعها وأنفها وهي تكمل : حوست الدنيا ..
ضحكت الدكتورة وقالت وهي تناولها منديل : عادي , يصير في الولادات أشياء أخس من كذا ..
وأشرت للممرضتين اللي تقدموا لها بالأطفال , ضحكت لمن شافتهم ورجعت لها الدموع وهي تحس بثقل في جسمها كله لدرجة إنها ماقدرت ترفع يدها عشان تلمسهم , هزت راسها بطيب فابتعدوا عنها وجاتها ممرضة ثالثة وحطت لها الكمام اللي كان يبخ هالمرة بقوة , ثواني واختفى المنظر اللي قدامها وسبحت في ظلام لذيذ بعيد عن الألم , حست نفسها خفيفة وبتطير من الراحة ..
***
خرجت عاملة النظافة الباكستانية المحجبة وقالت بفرح لمن شافتهم : إنت ماما أزهار ..
هز جاسم راسه بإيوه فقالت بلهجة مكسرة : مبروووووووك ماما كويييييييييييس في واهد ولااااااد واهد بِـــنت ..
صرخت منى بلا شعور وطالع عمر في العاملة بعدم استيعاب , أول ما سمع جاسم البشارة خرج محفظته لقيها فاضية , دخل يدينه في جيووبه و خرج الورقة اللي لقيها وناولها الـ 100 ريال وهو يقول : الله يبشرك بالخير ..
ثواني وانفتح الباب وخرجت الممرضتين المبتسمات , أول ما شاف ألوان اللفافتين المختلفة دمعت عيونه وما عرف يشيل مين أول , لف على عمر وانصدم لمن شافه منزل غترته ومغطي وجهه بيدين مرتجفة وأكتافه تهتز بصمت , غمضت منى عيونها وسندت جبينها على كتف عمر و هي تبكي من بكاه , لأول مرة من زواجهم تشوفه بهالضعف ..
مسح جاسم دموعه وسحب أقرب الطفلين , باسها على خدها وحطها على حضن عمر وهو يقول : شوفي خالو كيف فرحان بك ؟؟
بعدت منى عن عمر وهي تمسح دموعها من تحت الغطى وبعد عمر يدينه وهو يمسح دموعه بخشونة , ابتسم لمن شاف وجهها الصغيرة وقال بصوت مخنوق : ليش شكلها زي عقلة الإصبع ؟؟ ما أعرف أشيلها ..
قال جاسم بتريقة : زي ما تشيل صحن الجلي أو العجين ..
ضحك عمر و تناولها بخوف وتردد وهو يقول بتوتر : فعلا زي الجلي , ليه خفيفة وتهتز كذا ..
شهقت منى لمن شافتها وقالت وهي تبعد الغطاء الوردي عن وجهها : واااااااا ماشاااااااء الله تجنـــــن , عمر شوف شوف تحرك يدها ..
قال عمر بإستئذان وهو يطالع في جاسم اللي شال الولد : بأذن في إذنها ..
هز جاسم راسه وهو يبتسم له , رفعها عمر وقرب فمه من إذنها اليمين وبدأ يؤذن فيه بصوت خفيف عذب أول ما صدح الصوت قطبت الطفلة حواجبها وانتفضت بفزع وهي تحرك يدينها , ضمها عمر وبان في صوته الابتسام , قال جاسم لمن شاف حيرة الممرضتين : هذه سنة بس الناس نسيوها , الرسول كان يؤذن في إذن نونو ...
وكمل بتريقة : عشان كذا كل البزران دحين شياطين مصغرة ..
هزوا راسهم بتفهم وهم يطالعون في عمر بدهشة , بعد ما خلص الآذان بعدها وقال : الله يصلحها ..
هتفت منى : يا قلبييييييييييييييييي كيف صعنوووووووووونه ..
دقها عمر وهو يهمس : تراك تحمستي , صوتك وصل لآخر المستشفى ..
دقته وهي تهمس : مالك دخل , هات خليني أضمها شويه ..
بعدها وهو يقول بطريقة تملكيه : لااااااااا ..
ولمن سمع ضحكتها المكتومة استحى من حركته العفوية وقال وهو يناولها : بس انتبهي لراسها تراني أحس حركة وحدة ويطيح من أكتافها ..
ناوله جاسم الولد وهو يسأل الممرضة : وين أزهار ؟؟
لمن بدأ عمر يؤذن في أذن الولد قالت الممرضة خالية اليدين وهي تتوجه لمنى : بعد ما يسحى من مُكدر إحنا ودي غُرفة ..
وكملت وهي تتناول البنت : لازم هادا حطي في حدانه دهييييين , عشان هو مررررررره صغيييييييييييييير ..
قال جاسم بتريقة : إنتبهوا زيييييييين للبريئين اللي كانوا بيموتون بسبب الجشع ..
ضحك عمر وقال وهو يناول الولد لمنى : أما عليك لساااااااااان ..
قطب جاسم حواجبه وقال : لو ماكان عندي هاللسان كان ...
وزفر , دقه عمر وقال : لو تفتح عمل الشيطان , الحمد لله اللي عدى كل شي على خير ..
قال جاسم بغيض : طيب لنفرض إني كنت من ذوي الدخل المحدود , تموت حرمتي و يموتون عيالي قدام عيوني و أنا مكتف ؟؟
: سلااااااااااام ..
لفوا على عبد الرزاق اللي تقدملهم ومعاه محمد ولد جلال وهو يخرج ظرف من جيبه , ناوله لجاسم وهو يقول : مايجي نعطيهم إياها على الجزمة ..
ضربه عمر بأطراف أصابيعه على ذراعه وهو يقول : استحي ..
حك عبد الرزاق ذراعه قبل ما يرد له نفس الضربة وهو يقول : وإنت استحي تضرب أكبر منك ..
ابتسم جاسم وقال : بس إنت واياه , اش بيقولون عيالي لا شافوا عمهم وخالهم يتضاربون كل ما تقابلوا ..
قال محمد بتريقة : عيااااااااااالي مرة وحده ..
ابتسم جاسم وقال وهو يهز اصبعينه : قولوا ماشاء الله بنت وولد ..
شهق عبد الرزاق وصرخ : توأم واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو ..
ضربه عمر وقال : أذكر الله , قلك قول ماشاء مو واو ..
بدأ يسمي ويكبر وقال بعدها بحماس : بأشوفهم ..
قال عمر يغيضه : ودوهم الحضانة لأنهم لازم ينحطون في حضانات خاصة ..
وكمل بأذيه : بسم الله ماااشاء الله , البنت حللللللوة خشمها حد السيف زيي والولد عيونه رمادية زيي كمان ..
ضحك جاسم من قلبه لمن قال عبد الرزاق بغيض : لا والله , لا يكونون عيالك وأنا ما أدري ..
كان عارف إنه عمر يشبه أزهار عشان كذا الأطفال لهم بعض ملامح خالهم لكنه قال : بس إنت واياه , أحشموا وقفتي ..
وهمس وهو يدق عمر : بعدين حرمتك هنا , لا تشوفك تتعاند مع عبد الرزاق زي البزران ..
حرك عبد الرزاق حواجبه وقال : زي البزران ..
ضربه جاسم وهو يرميه بنظرة تسكيته , غطى عمر فمه والضحكه المكتومة تخرج من أنفه وهو يهمس : مُهزء ..
زفر جاسم وقال : والله ما بيخلصون ..
وتحرك للمصعد وهو يقول : أروح أودي الفلوس أحسن لي , أووو صح من مين أخذتوها ؟؟..
قال محمد : عمي علي أعطانا إياها من المواجيب اللي جاته ..
ابتسم وخرج جواله ودق على أبوه ..
***
فرك أحمد يدينه وهو يدور عند مدخل القاعة بتوتر ..
: أبو جاسم وينك عن العشا ؟؟
التفت أحمد لأخوه وابتسم وهو يقول : شبعان ..
تبع صالح علي اللي خرج من صالة العشاء وهو يقول : أفا عليك , أبو العروسة وتقول شبعان ..
دق جواله فأشر لعلي مستأذن ورد بسرعة وهو يقول : بشر ..
وصله صوت جاسم المليء بالفرح وهو يقول : توأم بنت وولد , مبروك عليك يا جدو ..
قال بفرح : الله يبشرك بالخير , الله يبشرك بالخييييييير , رُزقت الموهوب وشكرت الواهب ورُزقت برهما إن شاء الله , جعلهم الله مواليد سعااااااااادة يارب ..
وودع جاسم ولف على علي وصالح وقال بفرح : حرمة جاسم جابت توم بنت وولد ..
هتف صالح : مااااااااااشااااااااااااااء الله , بالبركة بالبركة ..
وقال علي بذات الفرح : رُزق الموهوب وشكر الواهب ورُزق برهما إن شاء الله ..
وضم صالح أخوه وقال يمازحه بفرح : يعني صرت عجوز وأكبر مني يعني ..
ضحك أحمد وقال : كلها كم شهر إن شاء الله ويجيب لك عبد الإله حفيد وأقولك ساعتها مين أكبر من مين ..
ولمن شاف حسان جاي قال بحماس : تعال يا عريس , ينافسونك عريس وعروسة اليوووووووم ..
ابتسم بحيرة وذابت ابتسامته لمن كمل أحمد بفرح عميق : جاسم جاله توأم بنت وولد ..
هتف بحماس : واللــــــــــه ..
ودور في جيوبه عن جواله وهو يقول : الخوااااااااااان , عشان كذا مختفي من مدة ...
في الوقت اللي تعالت فيه تبريكات الموجودين لأحمد اللي كانت الفرحة تلتمع في عيونه ..
***
زفرت وهي ترفع كاسة الموية لفمها وعقلها مشغول في عالم ثاني , شافت سمية جاية لها وهي تقول : عنود , عنووووووود ...
وفجأة دوى صوت الخنساء من البعيد تقول : ولد وبـــــــــنت ..
لفت سمية وقالت باعتراض : غشااااااااااااااشة , غشااااااشة أنا جيتها أول ..
طاحت الكاسة من يد العنود وجريت لفوق وسابتهم يتهاوشون , فتحت باب غرفة العروسة وهتفت بفرح : أزهاااااااااار ولدت , جابت بنت وولد ..
تعالت صرخات الحماس من سفانة وريم وطالعت فيهم الهنوف بفجعة وهي حاطة يدها على صدرها بصدمة , جريت العنود لها وضمتها وهي تقول بصوت مخنوق : أزهار ولدت , طلع التوأم الثاني بنت , طلع بنت ..
صرخت سفانة لمن سالت دموع الهنوف : لاااااااااااااااا إلا الدموووووووووع ..
وجريت ريم تدور على منديل ودموعها على خدودها , سحبت منديل وبدأت تمسح للهنوف اللي وقفوا سفانة والعنود حولينها وهم يهفهفون على وجهها والعنود تقول من بين دموعها : يا غبية بتصيرين بوزو وما بياخذك حسان وقتها ..
ضحكت الهنوف من بين دموعها اللي مارضيت توقف , قالت سفانة وهي ترفع راسها للسما لمن حست بالدموع تتسلل لعيونها : حمير ما أبغى أعدم مكياجي يا زفوت , وقفوا صياح ..
دخلت عليهم الجوهرة وقالت بفرح : أزهار ولـ ...
وقطعت خبرها لمن شافتهم متجمعين على الهنوف , سألت بخوف : اش فيييييييييييييييه ؟؟
ضحكت سفانة وقالت : وصلنا الخبر , وشوفي اش صار فيهم ..
قطبت حواجبها لمن شافت الثلاثة يصيحون وقالت بحزم : قلنا ولدت ما قلنا ماتت ..
انهارت العنود جنب الهنوف وغطت وجهها وهي تصيح من أعماقها , وزاد بكى ريم وهي تمسح للهنوف اللي زادت دموعها , قالت سفانة وهي تتحرك لها وتقومها : عنود خلاص , بيسيح مكياجك وبتصرين ساعتها بوزو وعيونك عيون الباندا ..
قالت العنود من بين دموعها : قبل سنة ماتوا أهلها , قبل سنة ..
ضمتها سفانة وهمست : وربي عوضها الحمد لله , مفروض تفرحين لها ..
رفعت العنود راسها ومسحت دموعها وهي تقول بحرقة : كانت تبغى أمها معاها ..
ورجعت دموعها تنسكب وهي تقول بألم : لوحدها يا سفانة , ولدت لوحدها ..
ضمتها سفانة وقالت وهي تقاوم دموعها : هذي حكمة ربي وقضاؤه وقدره , مايقدر الواحد يقول شي , بتعترضين دحين ..
هزت راسها وهمست بصوت مخنوق : أنا ما أعترض أنا حزنانة بس ..
قالت الجوهرة بخشونة : إنت حزنانة وهي فرحانة ..
طالعوا فيها بحدة واستنكار , ضحكت خولة اللي دخلت وسمعت حديثهم و قالت بلهجة ألطف : الجوهرة قصدها إنتم البنات ما تدرون قد إيش تفرح الحرمة بعد ما تولد , فكه من تعب وقرف الحمل الولادة , الحمد لله ارتاحت ..
بدأوا البنات يهدون ورجعوا انشغلوا في الهنوف اللي بدأت سفانة تعدل لها كحلها ..
***

: أزهار ..
فتحت عيونها بتعب وابتسمت لمن شافته وهمست بصوت مبحوح : جاسم ..
ضحك وقال بتريقة : اش هالصوت ؟؟
حمحمت وقالت وهي ترفع يدها وتتلمس حلقها : حلقي يعورني وفيه شي حامض ..
ربت على يدها ومسح على شعرها وهو يقول : شكله من كثر الزعيق ..
همست بصوت ضعيف : خسارة مافي صبر ..
تأملها بحب وهو يهمس : بالعكس الدكتورة تقول ماشاء الله عليك كنت أهدأ مريضة مرت عليها من فترة ..
ورجع يبعد خصلات شعرها وهو يهمس بصوت أخفت : توأم !!
ابتسمت بتعب وقالت : كنت أبغى أقولك قبل الولادة بس ما توقعت أجيبهم في السابع ..
وغمضت عيونها لثانية ورجعت فتحتها وهي تقول : كيفهم ؟؟
قال وهو يضغط يدها : أحسن مني ومنك ..
قطبت وهمست وهي تغمض عيونها : سمي بالله لا تحسدهم ..
رفع نفسه من المقعد وسلم على جبينها ورجع سلم على خدها وهو يهمس : شكرا ..
ابتسمت من دون ما تفتح عيونها وهي تسأل بهمس : على إيه ؟؟
همس وهو يعدد على أصابع يدها اليمين اللي بين يدينه : لأنك تزوجتيني ولأنك تحملتيني ولأنك صبرت على مرضك و لأنك جبتيلي أحلى توأم في الدنيا ..
وكمل وهو يدنق عليها ويطوي إبهامها : ولأنك خليتي لحياتي معنى ..
وقرب فمه من إذنها وهمس : أحبك يا أم عمار ..
فتحت عيونها على اتساعها ولفت عليه وطالعته بصمت , قام وجلس جنبها و ضمها لصدره وهو يقول بمرح : قومي بالسلامة عشاني وعشان عموري والدبه الثانية ..
لفت يدينها بضعف حولينه وغمضت عيونها وهي تنشج نشيج صامت وهي تصرخ بداخلها ~ شكرا يارب , اللهم لك الحمد على نعمك , اللهم لك الحمد , ياربي لا تحرمني منهم يارب , يارب احفظهم لي يارب ~ ..
بعد عنها ومسح دموعها وقال وهو يقوم : لايشوفك عمر تصيحين يقوم يقول ضارب أختي ..
ضحكت لأول مرة من خروجها من العملية ومسحت دموعها وهي تحس بنشاط يجري في جسدها , مسد شعرها ورجع يعدل المخدات واللحاف , ضحكت أزهار وقالت : جسومي خلاص ..
سحب جاسم نفس عميق وزفره وتحرك للباب ونادى عمر اللي دخل مع منى , أول ماشافته جاي رفعت يدينها وتغيرت ملامح وجهها ودموعها تتجمع في عيونها , جري لها عمر وضمها بقوة , شهقت قبل ما تصيح من قلبها وهي تقبض يدينها على ظهره بقوة , خرج جاسم وصك الباب وهو يحس بقلبه يتقطع عليها , كان عارف إنه يوم شافت أخوها تذكرت كل أهلها , مافتحت منى غطاها عشان مايشوفون دموعها اللي انسكبت وهي تتأملهم وهم على هالوضعية , كانت أزهار تصيح بصوت كسير وعمر ضامها بقوة وهو يمسد شعرها وهو يهمس بكلمات تصبير عذبة , قالت من بين دموعها : سميناه عمار ..
كبت عمر دموعه وهز راسه وهو يضمها أكثر وهو يقول : على البركة , إن شاء الله يطلع أحسن من خاله ..
مرت فترة قبل ما تبعد عنه وهي تمسح دموعها وهي تقول : ما أدري اش فيني بس أصيح ؟؟
ضحكت منى وقالت : عادي أمي ذبحتنا بكثر البكى بعد ما جابت كمال ..
وراحت سلمت على أزهار وهي تباركلها وقالت : مابأفتح الغطى عشان ماتشوفون مكياجي كيف صار ...
وتحركت للحمام الملحق بالغرفة وهي تقول : عن إذنكم ..
اندق الباب فتحرك عمر وفتحه , ابتسم جاسم وناوله الجوال وهو يقول : الوالده تبغى تكلم أزهار ..
أخذ الجوال وناوله لأزهار اللي قالت بصوت حاولت تسبغه بالقوة : السلام عليكم ..
***
بلعت هدى ريقها وقالت بصوت مخنوق : وعليكم السلاااااااام , هلا بنتي , بشريني عنك , بخير ؟؟.... الله يقومك بالسلامة يا حبيبتي ... عسى ما تعبتي .....
زفرت هدى وقالت باعتراض للعنود : خليني أسمع أخبار البنت ...
طالعت فيها العنود برجاء وهي تقول : خلااااااااص سلمتي عليها ..
زفرت هدى وقالت : أزهار , خذي هالمرجوجة معاك ..
وقالت للعنود اللي سحبت الجوال بفرح : لا تكثرين ترى البنت تعبانة ..
العنود اللي سمعت صوت أزهار الهامس الواضح التعب في نبراته وهي تقول : هلا بأحلى مرجوجة , عسى ما صحتي , تراني أعرفك ..
صرخت بفرح : أزهاااااااااااااااااااااااااااااااااااار..
ورجع اختنق صوتها وهي تقول : مبـ .. مبـ .. مبروووووووك ...
وانخرطت في نوبة بكاء , سحبت منها الجوهرة الجوال وقالت : هذا بدل ما تهدينها يالخبلة ..
وسلمت على أزهار وباركت لها وقالت : خذي الهنوف معاك ..
تناولت الهنوف الجوال و قالت بلهفة : زهرة قلبي ..
وصلها صوت أزهار اللي حالوت تسبغه بالمرح وهي تقول : هلا بالعرووووسة , قررتي تتزوجين أخيرا ؟؟
تمالكت دموعها وقالت بتأنيب : ما بتحضرين زفتي ..
ضحكت أزهار وقالت : اش أسوي عيال أخوك طالعين على أبوهم مستعجلين ..
ضحكت الهنوف ومسحت دمعة كانت بتتسلل لخدها وقالت : ما بأطول عليك , انتبهي لنفسك يا قلبي وألف ألف ألف مبروك , يتربون في عزك وعز أبوهم ..
وودعتها وضمت الجوال براحة , قالت سفانة : ها نقدر ندخل حسان دحين عشان نزفك , ترى الوقت راح ..
رجع التوتر لها لكنها تمالكت لمن شافت نظراتهم الحادة المحذرة , ابتسمت وقالت باستسلام : اللي تشوفونه ..

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 01:46 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس فعال جدا


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5844
المشاركات: 413
الجنس أنثى
معدل التقييم: Lovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاطLovely Rose عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 140

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Lovely Rose غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Lovely Rose المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

ما بأدخل وجاسم مو معايا ..
دفه عبد الإله وقال : أدخل وإنت ساكت , كنك في الحضانة , الرجال لاهي مع حرمته وعياله والله مابيجيك لو تلحس السما ..
: حسان ..
سحب نفس وطلع الدرج بصمت مع أبوه وخاله أحمد اللي ناداه , لقيوا سفانة في استقبالهم , أول ما دخلوا على الصالة الكبيرة وشاف حسان الهنوف واقفة بتوتر ابتسم بحب وهتف فجأة : أخيـــــــــرا , مابغينا ..
ضحكوا على كلمته ونزلت الهنوف راسها وهي ترتجف من شدة الخجل , ولمن شافته قدامها نزلت راسها أكثر , رفع طرحتها وتصنم لمن شافها , ثواني مرت والهنوف تتساءل اش عنده واقف قدامها بلا حركة لكنها ما رفعت بصرها , همست الجوهرة لأختها وهي تطالع من ورى الباب : اش به ؟؟
مسكت العنود ضحكتها وهمست : تنح الرجال ..
قالت سمية وهي تأشر عليه : هييييييييي خالو اش فيييييييييييييييك ؟؟
خرج من عمق سرحانه ولف عليها وقال بحدة : أتأمل في إبداع الخالق عندك مانع ..
ضحكوا الكل وقالت خولة : طيب تحرك وإقرأ , البنت بتتكسر رجولها من الوقفة ووراها زفة والفستان ثقيل ..
حط يده وقرأ وبلا مقدمات مسك يدها وسحبها وهو يقول : يلا البيت ..
انفجروا بالضحك وقال علي من وسط ضحكه : اصطلب ياولد الله يفشلك , فضحتنا قدام أبو البنت ..
سلم علي وخرج عشان يعطي فرصة لأمها إنه تجي , تحرك أحمد وسلم على الهنوف بمحبة وهو يبارك لها ويوصيها , ودخلت هدى عليهم , سلمت على حسان بخجل وسلمت على بنتها وباركت لها وهي توصيها , قال حسان : مو لازم زفة خلاص نروح للبيت وإنتم أرقصوا وغنوا و ..
قاطعته أمه : حسااااااااااان ..
وقالت سفانة : دومكم يالرجال كذا , ماهمكم شي , الضعيفة تعبت في الفستان والمكياج والتسريحة وهذي ليلة عمرها , كذا بالساهل عنكم لا تنزفين , يووووووو ..
قطب حواجبه وقال : لا تاكليني , يمه منك , الله يعين زوجك عليك ..
قالت الخنساء بحده : لسه ماصار زوجها ..
كان الكل يعرف الكره الجديد اللي بدأت تكنه الخنساء لعبد الإله اللي تعتبره سارق الأخوات , لف حسان على الهنوف وقال : لا يكون العنود تكرهني كذا ..
قالت العنود من ورى الباب لأختها ولريم : أكره كره العمى , أخذ هنيف مني ..
ضربتها الجوهرة وقالت : كلها كم شهر وتلحقينها ..
دمعت عيونها وهي تقول : اسم إني بأعيش لوحدي في البيت ..
طبطبت عليها ريم وهي تقول : أنا بأنقل عندك , حجة وحاجة , بأقولهم العنود وحدانية وأنا أحتاج فترة نقاهة من عهود عشان ما أقتلها قبل زواجها ..
قالت الجوهرة تذكرهم : مايحتاج هذا كله أصلا مابتلقى العنود وقت عشان تفكر بفراق الهنوف , أزهار أكيد نفاسها عند أمي والتوأم بيكونون ...
صرخت العنود بحماس وقالت : وااااااااااااااااي , صح النوانوة بيكنون عندي , يااااااااااااااااااااي ونااااااااااااااااااااااااااااااااسة ..
شهقت ريم وقالت : عنود تعالي بسرعة لا يفوتك ..
طالعت العنود وابتسمت وهي تهمس : ياااااااااااااي ..
طالعت الجوهرة ولمن شافت حسان ماسك دقن الهنوف يحاول يلف وجهها له شهقت وقالت وهي تسحبهم : يا قليلاااااات الأدب , تحركوا من قدامي يلا , صدق ماسخات فاسخات الحيا ..
هتفوا مع بعض : لاااااااا لا يفوتني بقية المشهد ..
وسكتوا وهم يلتفتون على بعض قبل ما يضربون الباب بيدهم , قالت ريم اللي ضربت الباب أول : أنا لمسته أول ..
لفت العنود بزوها وقالت : عادي , تزوجي قبلي ..
ضربتهم الجوهر وسبتهم لتحت وهي تتكلم عن حياء البنات اللي بدأ يختفي مع مرور الزمن ..
قالت خولة لمن شافت الهنوف المستحية : يلا يا بنات أخرجوا خلوا العرسان لوحدهم شويه , لمن خرجوا وانقفل الباب , ساد صمت وصمت و صمت , لفت الهنوف بحيرة لقيته نايم على الكنبه , ~ مستحيل , ما أظنه نام بهالسرعة ~ حمحمت لكنه ما فتح عينه , همست : حسان ..
لكنه ما تحرك , شفتيه المنفرجة بتعب وعيونه المغمضة بهدوء , تأملته لدقائق طويلة , مدت يدها وحطتها على كتفه وهزته بخفه وهي تهمس : حسان ..
انتفض وفتح عيونه على اتساعها , طالع فيها بحيرة , ابتسمت بخجل وهمست : نوم العوافي ..
ضرب جبينه وقال بصدمة : لا تقولين ..
رصت شفايفها وخرجت الضحكة من أنفها , قال بعدم تصديق : هنوف تتريقين ..
ضحكت وقالت : والله كنت نايم ..
فرك عيونه بتعب وقال بتريقه : هذا من كثر الحماس , شكلي شديت حيلي بقوة فانقطع ..
لمن سمع الطرقات على الباب قال بعصبية : اللي بيدخل بأذبحه , خمس دقايق ..
ولف على الهنوف وهمس : حسك عينك تقولين إني نمت ..
ضحكت وهزت راسها بلا وهي تقول : مابأعلم أحد ..
مد يده وفرك جبينها هو يقول : إنسي , إنسي , إنسي ..
ضحكت وقالت : ما أوعدك , لأني بأقولها لأولادنا إن شا ..
وسكتت وهي تشيح بوجهها عنه , زفر وقال بحالمية : أولادنا , اش هالكلمة الرنانة ؟؟
زاد خجلها , همس بحب : هنوفي ..
لفت عليه وانصدمت لمن قام من مكانه ومسك ذقنها و باسها , بعدت عنه وهي تشهق من الخجل وتتأمله بصدمة , ابتسم وهمس وهو يتأملها برقة : والله أحبك ..
دنقت راسها ورجعت رفعته ورمقته بنظرات تستصرخ بحبها له , زفر وقال وهو يقوم : أخرج قبل ما أتهور زيادة ..
ضحكت بخجل وهي تهمس : يكون أحسن ..
ودق الباب , فتحته سفانة وقالت : ما خلصت الخمس دقايق ..
ضحك وقال : شكرا يا أمينة , خلاص زفوها , وشوفوا معاكم ساعة إلا ربع ما طلعت فيها الهنوف لي بأدخل القاعة وأطلع حرة ثلاث سنين فيكم ..
قهقهت وقالت : يمـــــــه , خلاص روح , لك علي ساعة إلا ربع وهي عندك ..
ابتسم وخرج , دخلوا البنات وهم يتكلمون بحماس عن الزفة وهي تطالعهم وهي في عالم ثاني ..
: إصحي يابنت ورانا زفة ..
: سفسف لا يكون أخوك رش مخدر على أختي وراح ..
ابتسمت الهنوف بخجل وقالت وهي تقوم : أنا صاحية ..
وقفت في ممر الزفة وهي تستمع لبدءها ومشت خطواتها البطيئة بابتسامة هادئة تزين شفايفها وتخفي خلفها أفكارها العميقة المتنوعة بلا حدود ..
استغلت الظلام المحيط بها وتركت لدموعها العنان وهي تتأمل بنتها تحت دائرة الضوء , ولأول مرة من وفاة البندري تنتحب هدى , غطت وجهها الباكي وهي تطلق شهقات وصرخات مكتومة , رفضت تحضر زواج عمر ورفضت تروح الرياض لأنها كانت تدري إنه حضورها للزواج يعني فتح صمام الأمان اللي ماوجدته إلا بعد صعوبة , لفت العنود الواقفة على الكوشة واللي لأول مرة مايبكيها رؤية الثوب الأبيض و سألت سفانة : وين أمي ؟؟
وقفت سفانة في وجهها وهي تقول : هناك تراقب الهنوف ..
وأشرت على الهنوف وهي تقول : شوفي الهنوف ترش الإكلين ..
ابتسمت العنود وقالت : قلتلكم بتطلع فكرة حلوة , شوفي كيف شكل الإكلين وهو يلمع ..
زفرت سفانة براحة والتفتت لأمها اللي حاضنة هدى الجالسة على الأرض من شدة البكاء وهي تطبطب عليها بحنان وتبكي في نفس الوقت , ولفت عن المنظر اللي بكى كل اللي شافوه وهي تزدرد ريقها وتدعي إنه العنود والهنوف مايشوفون المنظر , أول ما وصلت الهنوف الكوشة وتجمعوا البنات حولينها دارت ببصرها فيهم , كانت تنتظر لمعة حزن في عين وحده فيهم عشان تطلق لدموعها الحبيسة العنان لكنهم كانوا مبتسمات وهم يرقصون قدامها , وكل ما سألت عن أمها قالولها تودع فلانه , حست إنه أمها فيها شي لكنها ماقدرت تصرح لهم بمخاوفها وهي تشوف ضحكاتهم وتعليقاتهم المرحة , تعلق بصرها بالعنود اللي كانت ترقص قدامها وهي ترمقها بنظرات فرح وسعادة , ابتسمت لها ورجعت تتلفت , قالت سفانة وهي تأشر على ساعتها : ها هنوفه نخرجك خلاص ؟؟ يا خوفي يجي حسانو ويلعن جدف الموجودات كلـ ...
جاتهم خولة وهي تقول : حسان حرق جوالي يقول بتطلعونها ولا لا ..
تحركت الهنوف وهي مهي عارفه اش تقول أو اش تسوي , كانت تسمع الدقاقة تغني : تدرج يامليح ..
ياما سمعت هالأغنية في الزواجات وكانت دوم تقبض قلبها لأنها تعني الرحيل للعروسة , تحركت في الممر وتوقفت لمن شافت جدتها حمده اللي تمسع دموعها بطرف مسفعها , سلمت عليها الهنوف وهي تكبح دموعها وهي تهمس : مع السلامة يا جدة ..
قالت حمده بصوت مخنوق وهي تلوح بيدها المغطاة بالحنا : في آمان الله يابنتي , في آمان الله ..
جات هدى اللي تمالكت نفسها أخيرا وتعبت في غسيل وجهها وقالت بصوت مخنوق وهي تضمها : الله يسهل لك دربك يابنتي , انتبهي لنفسك ولزوجك ..
تشبثت الهنوف بأمها لكن أمها بعدتها بحزم وهي تقول : في آمان الله ..
كانت تصرخ بداخلها , تبغى تفرغ شي لكن محد أعطاها فرصة , وهم يلبوسونها عبايتها وصوت الجوهرة ووصاياها يرن من بعد سحيق شافت لمعة في عيون العنود , لمعة خفيفة اختفت لمن حضنتها وهي تقول بصوت متماسك : حتوحشيني يادبة ..
قبضت على العنود وهمست : عنود لا تسيبيني , الله يخليك لا تبعدين , خليك في حضني شوية ..
ضمتها العنود بقوة وهي تغمض عيونها اللي بدأت تدمع , قالت الجوهر وهي تسحبها : عنود خلاص ..
دفت العنود يدها وهي تقول بصوت متهدج : خلونا شويه ..
قالت سفانة بتوتر : عنود ..
: عنود لا تسيبيني , أحضنيني بقوة ..
هتفت العنود وهي تتشبث في الهنوف اللي بدأ صوت أنفاسها المخنوقة يدوي في أذنها : سيبونااااااااا ..
وانفجرت بالصياح وهي تضم الهنوف أكثر وأكثر , كان ودها تحتويها , تخرق صدرها وتدخلها جوتها ولا تحس بالألم اللي تحسه دحين للحظة , كانت تحس بالأيادي تجذبها عن الهنوف وهم يحسبون إنها هي السبب في بكاء الهنوف , والكلمات تتوالى حولها ..
: عنود سيبيها مكياجها حيسيح ..
: عنود مو كويس تخلينها تبكي كذا ..
: يا جماعة فكوهم عن بعض ..
: هذا فرح لا تحولينه لنكد يابنت , تحركي ..
وصوت سفانة المتهدج يردد بين كل عبارة وعبارة : خلوهم يطلعون اللي في قلبهم ياناس , خلوهم براحتهم ..
وهي تتشبث بالهنوف أكثر وهي تصرخ بداخلها ~ سيبونا , سيبونا , تبغاني أضمها , سيبونا لوحدنااااااااااا ~, لمن حست بتراخي يدين الهنوف بعدت عنها ومسحت لها دموعها وهي تقول بصوت باكي : ارتحتي ..
ابتسمت الهنوف من بين دموعها وهزت راسها بإيوه , ضحكت العنود وهي تتلقى ضربة من الجوهرة اللي كانت تسب وتلعن ليش أخرتهم , سلمت على خد الهنوف وغطتها بالطرحة وودعتها , أول ما خرجت شافته واقف ببشته والابتسامة على محياه , مد يده ومسك يدها وبدأ يساعدها على دخول السيارة , قال عبد الرزاق : لاااااااا إلـــه إلا الله , هذا كله جيبون , مشتري أقمشة العماري كلها ..
ضحكت الهنوف بخجل وحست بالخوف يعتريها لمن جلس حسان جنبها وبدأ عبد الرزاق يسوق السيارة ..
***
من تحركت السيارة جريت العنود لفوق وقالت بحماس : بأروح لأزهااااااااااااار ..
شهقت الجوهرة باستنكار وقالت هدى : الناس ما راحوا يا ...
وبترت حديثها لمن اختفت العنود , جابت لها سيتي بنطلونها اللي كانت لابسته في الكوفيره وفكت فستانها بسرعة و فسخته ولبست بلوزتها وسحبت البنس اللي في تسريحتها ولمت شعرها بربطة وتحركت بسرعة للدولاب , خرجت عبايتها وطرحتها ولبستها وهي تمشي بخطوات واسعة , صوت كعبها نبهها , توقفت وفكت ربطات الصندل ورمته لسيتي وهي تقول : هاتي صندلك ..
هزت سيتي راسها وقالت باعتراض : لااااااااااا , اس هادا أنووووووووود !!..
دنقت العنود وسحبت الصندل وهي تقول : مدينة ماني فاضية لك ..
ولبست الصندل وهي تقول بفرح : بابا جاسم وماما أزهار في نونووووووو ..
شهقت سيتي بفرح وضمتها وهي تبارك لها , قالت العنود بضحكة : قولي ماشاء الله ..
: ماسا الله ..
كملت العنود بفرح وهي تأشر بيدها : إثنيييييييين , بنت وولد ..
وتحركت وهي تكمل : بأروح لها دحين ..
ونزلت وهي ترفع جوالها وتدق على عبد الرزاق , لمن شافتها هدى قالت باستنكار : عنييييييييييد ..
قالت العنود وهي تتوجه للباب : سوري مامي , هذي أزهااااار ..
ورجعت لفت وهتفت وهي تقبض يدينها بحماس : بعدين هذولي توأم , أول توأم في العائلة ..
قالت الجوهرة باعتراض : أميييييييييييييي ..
ابتسمت هدى وقالت : ما ألومها , آآآنا ودي أخرج , بعدين إذا في أحد يوديها ليه لا ..
لفت الجوهرة بوزها وقالت بهمس : حتى أنا ودي أروح , أففففففففف , دايم هالبنت تسوي اللي في راسها ..
: وين عنود ؟؟
التفتت الجوهرة لسفانة وقالت وهي تهز أكتافها : راحت لأزهار ..
شهقت ريم وهتفت : الخااااااااااااااااااينة , ولا أعطتنا خبر ..
***
: يا حمارة ما تفهمين , أنا مع الهنووووووف , حتى اسمعي البواري ..
وفك الطاقة وخرج الجوال ورجع لإذنه وقال : دقي على أبويه هو يوديك ..
وصك الجوال وفتح الاستديو وقال وهو يرجع جواله : هنوفه , خذي عارف إنه بتموتين , شوفيهم هذولي التوأم ..
هتفت الهنوف بفرح : كذااااااااااب ..
وسحبت الجوال وهي ناسية كل شي حولها , قال عبد الرزاق وهو سعيد لنبرة الفرح في صوتها وقال : إنتي أول وحده تشوفهم بعد منى طبعا ..
شهقت بخفة وقالت : يهبلوووووووووووون , البنت شكلها أصغر من الولد ..
قال : ترا هنا في الصورة كبار , لو شفتيهم على الطبيعة مايجون قد الذراع وراسهم تقولين برتقالة ..
ضحكت على تشبيهه ودنقت على حسان وهي تقول : حسان شوف كيف يجننووووووون ..
ابتسم وقال : حلوين ..
ولمن وصلوا للشقة القريبة من عمل حسان والبعيدة عن أهله وأهلها توقفت البواري , دخلت الهنوف الشقة الأرضية بمساعدة حسان وعبد الرزاق , وأول ما دخلوا قال عبد الرزاق : يلا أستأ ..
وسكت لمن تشبثت فيه الهنوف , لف عليها , لوهلة شاف البندري , نفس العيون , تأملها بصمت قبل مايضمها بقوة وهو يهمس : انتبهي لنفسك ..
الهنوف اللي كانت في قمة الخجل والتوتر نسيت كل شي وهي تحس بغرابة احتضانه , همست : عبد الرزاق ..
بعد عنها وابتسم لها ولف على حسان وقال بصوت متهدج : لا أوصيك عليها يا حسان تراها الغالية ..
ابتسمت له بمحبة وشكر , هز راسه لها وخرج ..
نزل الدرجات البسيطة بسرعة وتوقف عن باب العمارة وهو يسحب الهوا لصدره بشهقات عميقة , غمض عيونه وبلع ريقه وتحرك خارج بسرعة , لوح للشباب بمرح ودخل السيارة وبدأوا مسيرة بواري جديدة للقاعة ..
***
ابتسم حسان لمن شافها تفرك يدينها وتتلفت يمين ويسار وتأملها برقة وقال : بكرة من نصحى أوديك تشوفينهم وتسلمين على أزهار ..
رفعت راسها وهتفت بعدم تصديق : والله ..
ابتسم وهز راسه وقال : بإذن المولى ..
ابتسمت له بحب صادق وهي تقول بعفوية انطلقت من قلبها : الله لا يحرمني منك ..
رفع حواجبه وقال : هاااااا ..
تلون وجهها بخجل وزاد خجلها لمن قال بحماس : تكفين عيديها مرة ثانية ..


****************************

الساعة 2,30 صباحا :
في شقة مشاعل :

جريت هاله وهي تقول : مشااااااااااااااااعل , أزهااااااااااااااااااااااار ..
قالت أحلام وهي تطالع في الساعة : مسسسسسسسسسرع ما خلص جوازهم ..
ضحكت مشاعل وقالت وهي تتناول الجوال : أكيد حسان عجلهم ..
وقالت بعد ما ردت : هلاااااااااااا والله ..
: مشاعل ..
صوتها الغريب خلى مشاعل تهتف : أزهار , اش فيه صوتك ؟؟
وصلتها ضحكت أزهار قبل ما تهمس : ولدت ..
شهقت مشاعل وصرخت : كذااااااااااااااااااااااااابة ..
: مشاعل مافيني طاقة أجادلك مالي شي فايقة من البنج ..
غمضت مشاعل عيونها وهي تبكي بصمت ..
: مشاعل , مشاعل , شعولة ..
مسحت دموعها وهمست : معاك يا قلبي , ألف ألف مبروك , ماكان لازم تتعبين نفسك وتتصلين ..
: ولو , واجب يا قلبي , التوأم الثاني طلع بنت ..
هتفت بفرح : وااااااااااااااو , ماشاء الله , الله يحفظهم يارب ..
وكملت بهدوء: زهورة قلبي آخذ منك التفاصيل بعدين , المهم إنك طيبة والتوأم طيبين ..
: حطوهم في حضانة بس الدكتورة توها طمنتني إنهم بخير الحمد لله ..
هتفت : الحمد لله , الحمد لله , الله يقومك بالسلامة يارب ..
وشكرتها على اتصالها وقفلت الجوال وقالت بصوت مخنوق : ياقلبي متصلة بنفسها تخبرني ..
وغطت وجهها وهي تبكي , ضحكت أحلام وقالت : صدق غباء , يعني هذي دموع الفرح ..
تحمست هالة وبعدت يدين مشاعل بقوة وهي تمسح بسبابتها دموع مشاعل قبل ما تلحسها , قالت مشاعل وهي تدفها بعيد عنها : بلا هباااااااااااااال ..
قهقهت أحلام لمن تفلت هاله وقالت بقرف : وعععععععع , مالحة , كذابين اللي يقولون دموع الفرح حلوة ..
قالت أحلام : والله ..
ومدت يدها لوجه مشاعل , صرخت مشاعل باستنكار وهي تدفها بعيد عنها وتضحك في نفس الوقت على خبال أخواتها اللي يصحون في هالوقت المتأخر وهم فايقين رايقين بعد ما ناموا النهار كله , قالت أحلام بفرح : يلا كلها كم شهر وتتزوج هلوله وتجيب لنا نونو نلعب عليه ..
انكمشت هاله اللي تنتظر نتيجة فحص خطبتها للمتقدم اللي جاهم الأسبوع اللي فات وطالعت في مشاعل بصمت , ابتسمت مشاعل بصدق لأول تعليق أطلق عن الخطوبة وقالت : نلعب عليه وبس , والله لا أقطع خدوده بالعض ..
أطلق هاله نفسها الحبيس وقالت بمرح : لا والله , هذا إذا خليته في يدكم يا مجرمين ..
كانت تحس بالسعادة الحقيقية العميقة لأختها والألم في الوقت نفسه لأنها عارفه إن أختها مهي قادرة تستمتع بخطوبتها خوفا من جرحها , وهنا حيكون جهدها مضاعف , تسكت الألسن الجارحة اللي حولها وفي نفس الوقت تبتسم لأختها عشان ما تصدق الكلام اللي يشاع وما تظن لوهلة إنها مهي سعيدة لزواجها اللي حيكون قريب إذا كانت الفحوصات متوافقة ..

**************************


في المستشفى :

زفر جاسم وقال : متي بتخلصون ؟؟
مسحت العنود دموعها وقالت هي تبعد عن حضن أزهار : مالك دخل ..
ورجعت مسحت شعر أزهار وهي تسألها : تعبتي ياقلبي ؟؟
بعدها جاسم وقال : اش هالسؤال السخيف ؟؟ ابعدي عن أبويه ..
وقف أحمد جنب السرير ومسد يدها بحنان وهو يقول : عساك القوة يابنتي ..
ابتسمت بوهن وقالت : الحمد لله ..
قال جاسم بهدوء : أبويه سمينا الولد عمار بس البنت لسه ..
قال بفرح عميق : على البركة , على البركة , مبروك يا أم عمار ..
ارتاحت أزهار لمن شافت ترحيبه بالاسم , ولفت على جاسم مبتسمة , رص جاسم كتفها ولف على العنود اللي قالت بحماس : عمااااااار , يالله يارب يطلع زي خاله ..
ولفت على أزهار وقالت : شوفي حاجزته من دحين لبنتي الدلوعة ..
ضحكت أزهار وقال جاسم : وإذا ماجبتي بنت ؟؟
قالت بحزم : معليش , يستنى المفعوص إلين أجيب بنت , بعدين مين ياخذها , الضعيفة بتجي في زمن 40 حرمة مقابل رجال , لازم أدور على مصلحتها من قبل ما تخرج للدنيا ..
ولفت بوزها لمن ضحكوا عليها وسحبت أبوها وهي تقول : أبويه يلاااااااا بأشوف الحضانة , تحرك ..
تحرك أحمد بهدوء ورى العنود اللي تجره بحماس , ابتسم جاسم وجلس عند راسها ومسد شعرها وقال : تعبانة ..
غمضت عيونها وهمست : ودي أناااااااام لبكرة بس ماني قادرة أغمض عيوني , ضوضاء غريبة توج في إذني ..
كان وده يقول أشياء كثيرة , يحس بمشاعر غريبة تعتريه , خلاص صار أب , ابتسم لهالفكرة , ثواني ودق الجوال فرفعه وقال بعد ثوان من الصمت : غرفة 212 ..
وصك الجوال وقال وهو يلف عليها : الله يعيييييينك , الليلة هذي ما بتخـ ...
وسكت لمن شافها نايمة , كانت جامده تماما , حس بخفقات قلبه المنقبض تتباطأ , دنق لمستواها وحط إذنه عند فمها , لمن سمع صوت تنفسها الرخيم زفر وقال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
وهز راسه بيبعد الفكرة المخيفة اللي مرقت براسه , مسد شعرها وسلم على جبينها و همس : ياويلك لو فكرتي في يوم تسيبيني لوحدي يا زهرة ..
ودنق لإذنها وهمس : أحبك فوق ما تتصورين ..
وسلم على يدها و تحرك , فتح الباب بشويش وخرج بعد ما طفى النور , تحرك للمصعد اللي خرجت منه أمه والجوهرة اللي جابهم عبد الرزاق , دخل المصعد وقال : نايمة , خلينا نورح للحضانة على بال ما ترتاح ..
انقفل باب المصعد في اللحظة اللي ضمته فيها هدى وهي تبكي وتبارك له , هتفت الجوهرة : أمي حتى في المصعد تصيحين ..
ضحكوا عليها وعبد الرزاق يقول بتريقة : لازم تحط أمي بصمتها , شوية دميعات هنا وهناك ..
قالت الجوهرة بحب : مبروك ياجاسم ..
وكملت بتباهي : تراني أول من يعلم بحكاية التوأم , أزهار قالت لي قبل الكل ..
ابتسم جاسم وقال : الموضوع كان صدمة ليه وإلى الآن ماني مستوعبه ..
انفتح المصعد وتقدمهم عبد الرزاق بحماس وهو يقول : أنا أوريكم وين الحضانة ..
قالت الجوهرة بضحكة : عرفنا فين الحضانة ..
كان صوت صرخات العنود الحماسية يشق سكون قسم الأطفال ..


*************************

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
قبل سنة وعدة أيام :
يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 9,45 مساء :
عند حلول الكارثة :

~ لازم ألقى ستر نجاة وألقى عمير بأسرع ما يمكن , أمي قلقانه عليه و .. ياربي رحمتك وسعت كل شيء , أمي رجولها مستحيل تساعدها على السباحة و أزهار ..~ توقف عن التفكير وعن توزيع السترات على الناس المرعوبة لمن انتبه إنه مابقي إلا سترتين في يده , طالع في الرجال اللي كان يساعده في التوزيع وقال : أحتاج هالسترتين لأمي وأختي ..
قال الرجال وهو يوزع اللي معاه : تحرك بسرعة , أشوف الدخان زاد , الله يستر ..
شكره عمار وتحرك وهو يستغفر عشان يلهي نفسه عن صراخ الحريم وبكاء الأطفال , ولمن شاف عمر وأمه وأخته تحرك بسرعة يبغى يوصل لهم لكن ميل السفينه المفاجئ خلى صندله ينزلق على أرض السفينه ويلتوي كاحله , تأوه بقوة وتدحرج وصدم في الجدار المقابل له , قال من بين أسنانه بتوجع وهو يضم السترتين بيساره ويمسد كاحله بيمينه : الحمد لله , الحمد لله ..
ولمن شاف أمه المتشبثة في عمر فسخ الصندل وتحرك بأقدامه العارية يبغى يوصل لهم ..
: عمـ .. ـار ..
الصوت الضعيف المتقطع اللي وصله خلاه يلتفت للباب اللي خرجوا منه قبل فترة , شاف كائن شبه عار أسود متفحم مستلقي على السلم المعدني , فتح عيونه على اتساعها وهتف : عميـــــــر ..
وجري له وانحنى جنبه و رفعه , أول ما لمسه غاصت قبضته في سائل دافئ لزج , بعد يده وتأمل السائل الشفاف الملتصقة به بعض القطع الغريبة برعب ورجع تأمل وجه أخوه الخالي من الجلد والشعر , زم فمه بقوة يقاوم غصة هاجمته بجنون وضم أخوه وهو يهمس وهو يشعر نفسه بلا حول ولا قوة : سامحني يا عمير , سامحني ..
وصله صوت أخوه الواهن وهو يقول : لمن هاجت الدنيا رجعت , لقيت الغرفة محترقة , دخلت أدور عنكم لكن النار , النار ...
واختنق صوته وتحول لنبرة بكاء وهو يهمس : النار حارة , حرقتني , أكلت جسمي و ...
لمن تذكر شي تشبث في عمار وقال برعب : عمار ما أبغى أغرق , ما أبغى أغرق , ما أبغى أموت غرقان ..
دمعت عيون عمار وهو يسحب شماغه ويفرده قبل ما يغطي به جسد أخوه اللي التصق به به بقايا ثوبه المحترق وهو يهمس : صدقني ما بتغرق ..
ومد يده بيمسح راسه لكنه توقف للحظة وهو يشوف فروة راسه وبقايا الشعر المحترق لاصقة فيها , قبض يده بقوة ورجع فردها وربت بها بخفة على راسه و مسك سترة النجاة وحطها في حضنه وهو يكمل بصوت مخنوق : خلي إيمانك بالله قوي ..
عيون عمير الشاخصة المحدقه بسبب أجفانه الملتصقة تركزت عليه وهو يضم السترة ويهمس من بين دموعه اللي بدأت تنساب : عمار ما أبغى أموت دحين , لسه ما حجيت , أخاف أغرق , لسه ما حجيت , ما أعرف أسبح ..
وتعالى صوت بكاؤه وهو يقول : النار أكلتني , النار حرقتني , ما أبغى أموووووووت , ما أبغى أروح جهنم , عمااااااااااار ما أبغى أموووووووووووووووووت ...
ضمه عمار وسالت الدموع اللي قاومها لمن أزكمته رائحة الشواء المقزز المنبعثة من أصغر أخوانه ونشج بصمت لمن حسه ينتفض بين يدينه , ضمه بقوة قبل ما يقول : لا تشيل هم الحج , ربك عالم بحالك و إن شاء الله ما بتموت ..
وقرب فمه من بقايا إذنه وهمس بثبات : قول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
وبعده لمن هدأت نفضته فجأة وهو يقول بلهفة : عمير قول لا إله إلا ...
سكت لمن طاحت السترة من بين يدين عمير اللي شخصت عيونه المحدقة للسماء واختفى أي أثر للحياة منها , طالع فيه بصدمة , مالت السفينة بحدة أكثر فانزلق عمير من بين يدينه لكنه تشبث به بقوة وهو يصدم في درابزين الدرج من شدة الميلان , ضمه وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعوووووووووون , يارب رحمتك , يارب رحمتك , ارزقه الجنة يارب , ارزقه الجنة يارب , ارزقه الجنة يارب ..
واختنقت أنفاسه وهو يشم الرائحة اللي كان متأكد إنها حتعلق بذاكرته إلى يوم موته واسترجع عقله آخر ابتسامة شافها على وجهه الصبوح صرخ لحظتها من أعماقه : عميــــــــــــــر , لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
وتشبث بجسده النحيل وهو يجهش بالبكاء ويصرخ : ياااااااااااااااارب صبرنييييييييييييييييييي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
ضمه أكثر وهو يهز جسده كإنه يهدهده وهو يقول : عمير , عمير , عمير ..
يد قوية قبضت على كتفه وسحبته وصاحبها يصرخ : تحرك النار وصلِت هنا ..
الرؤية كانت متمايلة من دموعه وما حس بنفسه إلا وهو مسحوب خارج المقطورات , صرخ وهو يحارب اللي ماسكه : أخويـــــــه لاااااااااااااااااا , أخويه هنااااااااااااااااااااااك , سيبنييييييييييييي لازم أجيبه ..
هزه الرجال وهو يصرخ : ماااااااااااااااااااااااااااات , عايز تموت ورااااااااااه ..
طالع عمار في جسد عمير اللي بدأت سحب الدخان الأسود الخانقة تحيط به ورفع راسه للسما وهو يتشبث في الرجال وهو يصرخ بحرقة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
لبسه الرجال وحده من الستر وضمه وهو يناوله السترة الثانية و سحبه بعيد عن المكان , في ثواني حس بكل الحرارة اللي تجري في دمه من شدة الألم تختفي لمن أحاطت به المويه الباردة من كل مكان , شهق بقوة وهو يطلع لسطح الموية بتأثر السترة , سمع الصوت الجهوري للرجل اللي سحبه يصرخ بهلع : آآآآآآآآآباااااااااااااا , آآآآآآآباااااااااااااااا ..
شافها كإنه اتسلط عليها ضوء ما , كانت تناضل الأمواج في البعيد , صرخ وهو يسبح بكل قوته : أزهاااااار , اسبحي على ظهرك , اسبحي على ظهرك ..
التفتت له و اختفت في الأعماق , شهق لمن عابت عن عيونه وصرخ : أزهاااااااااااااا ..
وانشرق بفعل وحده من الموجات اللي ضربت وجهه , كح بقوة وهو يحس باختناق في أنفاسه , ولمن تجاوز الشرقة وفتح عيونه انصعق من المنظر اللي قدامه , ناس تصارع عشان تطلع لسطح الموية على أكتاف ناس وصرخات آخرين يتساقطون زي الجراد من سطح السفينة المشتعلة , بكاء أطفال وعويل شق ظلمة الليل , فاق من ذهوله لمن ما لقي أزهار بين المتصارعين اللي عقله رفض إنه يخاطر بنفسه ويروح عندهم عشان يدور أخته و بدأ يستغفر وهو يهمس برجاء : أعوذ بالله من سخط الله , أعوذ بالله من سخط الله , اللهم إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي , أستغفر الله , أستغفر الله , أستغفر الله ..
: آآآآآآآآآآآآآآباااااااااااااااااا ..
التفت للرجل لقيه يتشبث بأبوه يرفع لسطح الموية وهو يهتف : آبا , اسمعني بس , المفروض إنك ما تقاومش , آبا , آآآآآبا أنا حمسكك قوي ..
تحرك عمار بسرعة وساعده في تثبيت العجوز اللي كان بيغرق نفسه من كثر خبطه للموية بيدينه وبدأ يلبسه السترة وهو يقول : خلي الوالد يلبسها ...
هدأت مقاومة العجوز للموية لمن طفى جسده بفعل السترة , ابتسم الرجال لعمار وقال بلهجته المصرية الصيلة : روح يارب يرحم أخوك ويبلغه أعلى منزله في الجنه يارب ..
طالع فيه العجوز بامتنان وهمس بصوت ضعيف : الله يجلعه في ميزان حسناتك , أما نوصل البر إن شاء الله حعرفك كيف أؤلك شكرا بحأ وحئيئي ..
ولمن سبح عمار للنقطة اللي شاف فيها أخته قال له الرجال اللي يسبح ببراعة : متشكر يا أخ ...
ابتسم عمار و قال : عمار ..
مد الرجال يده مصافح وهو يقول : أحمد حسين ..
صافحه و ابتسم على الموقف اللي هم فيه وسط الصراخ والغرق يتصافحون !! ضغط أحمد كفه وهمس : الواحد لمن يموت محروء بالنار إن شاء الله شهيد يا عمار ..
دمعت عيون عمار وشكره بصوت مخنوق وهو يعطيه ظهره وهو يسبح لللامكان ...

**************************

النهاية :


ليس لعبور تلك الحدود نهاية !!
تلك الحدود وقف عندها الجميع ..
الكثير منهم وقفوا بلا حراك قانعين بحالة السكون ..
يتطلعون إلى اليمين والشمال ..
وكثير من هذا الكثير رأى ذلك الظلام فأصابه الفضول ..
الرغبة في خوض غمار المجهول ..
فتحركوا بلا شعور ..
همس أحدهم : لنعد , أشعر باختناق ..
قال آخر : خطوة واحدة أخرى يا جبان ..
: إلى أين وسط الظلام ؟؟
: ألا ترى , خطوة أخرى لتلك الجنان ..
: أنا عائد من حيث أتيت يا فلان ..
وبعد تلك الخطوة تتالت خطوة ثم خطوة ثم خطوااااات ..
لذة ممزوجة بسعادة وقتية واهمة ..
تلاها ألم مغروز في أجساد واهنة ..
تشعر فجأة أنها في قلب العاصفة ..
.
.
.
من منا لا يمر بيوم عاصف ..
يوم يصبح فيه على حافة الهاوية ..
في مهب الريح , في قلب تلك العاصفة ..
أو تحت الرمال الخانقة ..
تصارعه المشاعر ..
.
.
ألم و ندم
حسرة و خوف
اكتئاب واختناق
.
.
قلب بنبضات عالية ..
عيون بدموع متساقطة ..
شفاه مرتجفة ..
يدان باردة ..
.
.
لا تجزع ..
كن مؤمنا ..
كن متفائلا ..
فأنا متأكدة أن
.
.
نبضات قلبك العالية هذه
ودموعك المتساقطة
وشفاهك المرتجفة
و يداك الباردة
ستصبح يوما
.
.
خفقات حب
دموع فرح
رجفة ابتسامة
وبرودة من شدة السعادة ..
.
.
كل يوم سيء يمر علينا
يدفعنا قدما نحو الأمام
لنرى ضوءا وسط الظلام
حتى لو كان خافتا
بعيدا كالسراب
.
.
.
هنا فقط سنعلم أننا ...
لابد سنتوه في دروب الحياة ..
عندما نصر أن نسير وحدنا بلا أهداف ..
تماما كسفينة بلا ربان أو ملاح ..
تسوقنا أقدامنا إلى طرقات لم يطأها قبلنا إنسان ..
عتمة وظلام ..
ودرب بالشوك ملأن ..
قد نجد ما نريد في نهايتها بعد هوان ..
وربما
لن نجني منها إلا الخواء ..
عندها سنضطر للعودة
وسنبدأ بالمسير دربا من جديد ..
ظلام آخر وعتمة أخرى ..
قف مكانك
انظر حولك
لم لا نضع دربا أمامنا
نمسك مشعل الإيمان بيد
واليد الأخرى نمسك بها يد إنسان ..
أما , أبا , أخا , صديقا أو حتى أحد الجيران ..
سنشعر حينها أن الدرب صار كالجنان ..
نور ودفء وقلب خال من الأحزان ..
هذه هي سنة الحياة ..
نحن نختار دروبنا ..
مظلما كان أو بالنور وضاح ..
نحن نقرر مصائرنا بأنفسنا ..
جحيما صيرناه أو إحدى الجنان ..
نعم ..
نحن من نهدم أو نبني عالمنا ..
.
.
.
عاد من الظلام , عاد مثخنا بالجراح شاعرا بالخواء ..
لكنه لم يكتف بالوقوف على تلك الحدود ..
تحرك قدما نحو الأمام ..
ظانا أنه سيلقى شيئا أجمل من تلك الجنان ..
سيلقى صديقا سبقه لتلك الأنوار ..
فلان مات يا فلان ..
مات قبل أن يعبر الحدود ..
عندما تفقد شخصا عزيزا وتشعر أن الدنيا ضاقت عليك بما رحبت.. هل تظل دوما الابتسامة الزائفة على شفتيك ؟؟ وذلك الألم المبرح يقطع نياط قلبك ؟؟؟؟
عندما يرحل عنك ولا يترك خلفه إلا الذكريات وأي ذكريات ؟؟؟..
هل تظل حبيس الزمن الماضي أم تنظر إلى مستقبلك ولو بنظرة يملؤها الحزن ؟؟؟
عندما يمر بك طيفه الباسم أو حتى طيفه الغاضب ولو لوهلة ...
هل تتمنى أن يعود إليك للحظة لتخبره كم تحبه ؟؟ أو كم تشتاق إليه؟
عندما تراه في أحلامك يحادثك وتحادثه أيها المسكين ...
هل تتمنى لو تعيش دوما في دنيا الأحلام ؟؟ أم تستيقظ وتعيش واقعك الأليم وأن هذا الشخص العزيز لم يعد موجودا ؟؟؟
عندما...... عندما ....... عندما ........
هل .......؟ هل ...........؟ هل ........؟
.
.
.
إنك فعلا إنسان ضعيف ... رغم كل ما تتمناه وكل ما تفعله...
اعلم جيدا أن ما يذهب لا يعود .... نعم لا يعود ...
استيقظ وعش عالمك ولو كان مرا.....
جاهد وسترى أن هناك ما يستحق لتعيش من أجله ....
انظر حولك , ستتيقن أن العالم مازال يسير وأنت قابع مكانك أسير ...
وأسير ماذا ؟؟؟؟؟؟
أطياف ..... أحلام ....
الحياة تحتاج منك أن تقاتل ... فانهض واجمع شتات قلبك المحطم ..
سر إلى الأمام قدما ....
فأنا أعلم أن هذا ما كان يريده منك ذلك الغالي .......... قبل أن يرحل ..
.
.
.
اشتعلي يا قناديل الصبر في قلبه ..
نوري الطريق
أزيلي ذلك الألم..

أخبريه أنه يوما يلاقي ربه
بلا حساب أجره سيلقاه
بلا ندم...

افرشي بالإيمان دربه
بالحب
بالأمل..

ارسمي بها بسمة على شفاهه
افتحي له عينا أغمضها اليأس ..

هنا وهنا فقط سيسير للجانب الآخر ..
بقلب قوي مؤمن صامد ..
قد يتعثر وقد يتألم لسبب تافه ..
قد يثور و يقرر أن يعود فقط ليعاند ..
قد يستسلم ويصبح كل شيء حوله باهت ..
.
.
.
.
هل شاهدتم يوما كيف تندفع مياه الأنهار ؟؟
بهدوء ورتابة ..
لا يوقفها أي عائق ..
مخترقة أعماق الغابة ..

هل رأيتم كيف تسير حمم البركان ؟؟
ساخنة مشتعلة ..
تكتسح كل ما حولها ..
تنهشها بحرارتها اللا محتملة ..

هل أبصرتم كيف يتحرك الإعصار ؟؟
بصخب وضوضاء ..
مقتلعا كل ما يمر به ..
دون أي استثناء ..

هذه هي الحياة ..

تسير بهدوء ورتابة وصخب وضوضاء ..
بوجع ومرارة بحب وهناء ..
ولد هذا ومات ذاك ..
ترملت تلك و تزوجت هذه ..
فرح هؤلاء وحزن أولاء ..

هذه هي الحياة ..

تكتسحنا أحداثها يوما ..
تخترق قلوبنا وربما تقتلعها أحيانا ..
ولكنها رغم هذا ..
تسير
وتسيـر
وتسيــر
دون هوادة ...

لن تتوقف لبرهة لأجل هذا ولا ذاك ..
ولن تنتهي عند موت هذا أو عيش ذاك ..
نعم , لن تنتظرك لتجمع شتات نفسك المحطمة ..

هذه هي الحياة ..

قم , انهض , أسرع واغتنم ..
فكل يوم يمر عليك
كل ساعة
كل دقيقة
كل ثانية
ستطوى , ستذهب ولن تعود ..
لن تعود ..
شيء واحد فقط لن يطوى ولن يزول ..
ليس من نهاية لذلك العبور ..
لنحاول فقط أن نقف عند تلك الحدود ..


عن يمين الحدود وشمالها عاشت شخصيات في حياة عاشقة أو حيواة أخرى رُويت لعاشقة أو ربما سمعتها عاشقة يوما :


أزهار في حياتي : الملتزمة , المبتسمة , الصبورة ..

أم فارقت الحياة بابتسامة رضى تاركة أبناءها ومن أحبها بحياة بلا ألوان بعد معاناة وصبر يكاد يهد الجبال ..
فتاة ملتزمة باسمة لم تجتاز المرحلة الثانوية حتى الآن تعتبر أحد أعمدة المنزل الداعمة في بيت مليء بالأولاد ..
زوجة رجل كان عاصي أصبح داعية بفضلها بعد الله ورزقها الله بمولودة بعد تسع سنوات من عدم الإنجاب ..


سحر في حياتي : المعطاءة , الحكيمة , الحساسة , المتهورة نادرا ..

بكر ودلوعة والدها بئر الأسرار العميق و التي تدعي القوة و عدم اهتمامها بالآخرين لتحمي نفسها من الصدمات تقدم لها شاب غريب ليس من العائلة وتنتظر يوم زفافها قريبا ..

العنود في حياتي : المحبة بلا حدود , الحنونة بلا حدود , الحساسة بلا حدود والمتهورة العصبية أيضا بلا حدود ..

الفتاة التي جاوزت الـ 25 و التي تبكي على وسادتها من شدة الوجع الذي تخفيه حتى الصباح الذي ترسم فيه ابتسامة تشرق الدنيا بجمالها تنتظر أيضا حفل زفافها القريب من ابن صديق والدها ..

سفانة في حياتي : المجاهدة في مضمارها , المحبة من الأعماق , الباذلة لكل مافي يديها لأجل من تحب ..

واحدة يوم الأربعاء هذا فقط ودعت مقاعد الدراسة , شقية , حلوة و مزاجية حد قتل من حولها بمزاجيتها الغريبة , قوية بفضل الله , خفت حدة العين عنها قبل سنوات بعد قراءات عديدة آلمتها حد البكاء , قلبها الصغير نابض بالحب ..
وأخرى لم ينجح حبها الغريب وتزوجت من رجل آخر لم يكن على لائحة العائلة والتي تركض ابنتها بحرية أمامها لأنها لا تستطيع اللحاق بها بسبب بطنها التي تحمل طفلا صغيرا سيصل قريبا إن شاء الله ..

مشاعل في حياتي : الصابرة , المحطمة نفسيا أحيانا , المبتسمة رغم الألم دوما ..

إحداهن تزوجت من أحبها وأحبته ولم تطق العيش معه تحت سقف واحد فتفرقا بطلب منها بعد أقل من الشهر وبعد شهر آخر تزوج من ابنة المرأة التي سحرتهما , مازالت تكن له الكثير من الحب حتى بعد إنجابه لابنه الذي يكاد يبلغ الرابعة الآن , وتدور مؤخرا في دوامة طلاق مرير قبل زواجها من ثاني خطيب تقدم لها ..
وأخرى كتبت عقد نكاحها على رجل أحبها وأحب أهلها بجنون وبعد العقد إختفى ولم تظهر منه إلا ورقة طلاق جافة بعد شهور مريرة طويلة وبعد سنوات من الخطبات التي لم تتم لأسباب مجهولة بعد طلاقها المحير أصبحت الآن تتعالج عند أحد المشائخ من ذلك السحر الذي اكتشفته مسقيا لها منذ مدة طويلة ..

سلافة في حياتي : متسلطة , صعبة الإرضاء , طيبة , لا تعرف للاعتذار طريقا ..

إحداهن كبرى الأخوات في سنتها الجامعية الثالثة بتفوق ذات عقل ذكي طموح فوق ما يحتمله مجتمعها , متسلطة حد إصابة من حولها بالجنون , أفكارها متألقة دوما ولكنها .... مستحيلة في محيط مجتمعها , راهن الكثير أنها كانت ستكون مليونيرة لو كانت في مجتمع آخر , أختها التي تصغرها تدعو دوما بعطف لشخص الذي سيتزوجها بالرحمة ..
وأخرى أنهت سنواتها الجامعية بلا ثقة في صديقتيها الوحديتين لأن ترى أن أحدا لم ولن يفهم شخصيتها المعقدة التركيب , تعاني في محيط عائلتها من الكثير من الكراهيات وتتألم وحدها من تفتت قلبها على حب صامت أُجهض قبل ولادته ..

وسام في حياتي : الحنونة , المحبة , القوية بإيمانها , المصارعة في حياتها ..

إحداهن كانت صبية وجدت نفسها بين أبوين مطلقان , أم رمتها إلى أب لم يرحم طفولتها التي اغتصبها في ذات الفراش الذي اشتراه لها يوما ليفرحها , صابرة صمتت طويلا و تزوجت بعد عناااااااااء طويــل من رجل تفهم بعد زواجهما حقيقة ما حدث لها وأنجبت طفلا جميلا وتنتظر الآخر ..
و أخرى وجدت نفسها لعبة بين أيدي أبناء أقاربها الكبار الذين كانت شهوتهم فوق كل اعتبار , مخطوبة وتنتظر بخوف وألم زواجها القريب وعقلها المثقل يدور بآلاف الصور والتخيلات عما سيحدث في ليلة ما , ليلة يظهر فيها أسوأ مخوفها ليكون حقيقة مرة لابد أن تواجهها ..
و أخرى أيضا سالت دماءها على مقعد السيارة بسبب سائق لم يكن يرى جسدها الغض الخالي من التضاريس إلا مرتعا جميلا لإفراغ حيوانيته وبعد سنوات صارت هي ترى أجساد الفتيات الغضة بذات نظرة سائقها الذي هرب بفعلته التي لم يعلم عنها أحد ..
و أخرى استدرجها بائع البقالة الذي كانت تذهب إليه مع خادمتهم المتواطئة معه والتي هتك عرضها في غرفة حقيرة ملحقة , لكنها أصبحت بعد سنوات تجعل خادمة أخرى تتستر على الرجل الذي تذهب إليه في شقة مستأجرة ..

جاسم في حياتي : العابث , العصبي , المتهور , الحازم ..

أحدهم تزوج بقريبته اليتيمة الملتزمة والتي حولته بفضل الله إلى مناضل ينشر الإسلام ويرسل المساعدات بنفسه إلى الدول الفقيرة والذي أصبح أبا لجميلة كأمها بعد انتظار طويل ..
و آخر تزوج من ملتزمة لم يعلم بإلتزامها , مازالت تناضل وهي تعيش معه تحت سقف واحد مع عدة أبناء كالبندري و عهود و ريم مذبذبين غير مستقرين لاهم إلى هذا ولا إلى هذه , هو يؤيد وهي تعارض وهي تؤيد و هو يعارض ..
وآخر مازال هائما بعد أن تعمق في الجانب المظلم من الحدود , لم يتزوج حتى الآن ولا يرغب بالزواج , وليس هناك من صديق ينتشله مما هو فيه ..

حسان في حياتي : العاشق , المتهور , الحنون , المحب ..

أحدهم تزوج من المرأة التي أحبها وعشقها كل من حولها والتي عاشت معه أعواما طويلة رغم عدم قدرته على الإنجاب والتي ماتت قبل أشهر بعد صراع طويل مع السرطان وخلفته خلفها جسدا بلا روح ..
آخر تزوج وأنجبت له زوجته ابن وابنة ومازالا عاشقين حتى الآن ولكنه أهمل أمه حتى بعد أن توفي والده وتيتمت أخواته ..
وآخر لم تنجح محاولاته في الزواج ممن يحبها وتزوج من امرأة أخرى أحبته بجنوون ولكنه مازال يحن لحبه القديم خاصة بعد طلاقها من زوجها ..

عدنان في حياتي : قليل الرومانسية , المحب , المعطاء , الذي لا يهاب قول كلمة الحق ..

رجل واحد فقط مر علي على شاكلته , متزوج وله من الأبناء الكثير والحمد لله , على شاكلة عمار وعمر وأزهار , لكم حطم فؤاد زوجته ببروده الغريب الغير مقصود ولكم أبهجاها بكلمات لم يلق لهابالا ولكنها حفرت خنادق في قلبها ..

سامر وماهر في حياتي : المغامران , اللامباليان , اللذان يشقان حياتهما بطريقة فريدة ..

توأمتان في بداية مرحلة الشباب , إلــــهي ارزقني مثلهما , أحب مزاحهما , سخريتهما المريرة القاضية أحيانا , حبهما للحياة , تهورهما , توافقهما في الكثير من الأشياء وأكثر ما أعشق طريقة دراستهما ..

فهد في حياتي : عبد هواه وشهوته , عديم الرحمة ..

أحدهم أب طلق زوجته و عندما وجد نفسه وحيدا أفرغ مالديه في ابنته المراهقة التي بدأت علامات بلوغها تظهر بخجل ..
وآخر شاب شاهد الكثير من تلك الأفلام التي تسربت للأسواق وخرج مسعورا بحثا عن شيء ما , أي شيء , وهناك رأى فتاة غنجاء تتمايل لم يكد يمر شهرين على رميه لرقمه لها حتى كانت في فراشه تبكي وترجوه أن يتزوجها بعد أن مارسا الحب على حد قوله لمرااااااات ..
وآخر حارس أو سائق أو أجنبي مهما كانت مهنته بلا زوجة تؤنس وحدته وجد في الفتيات الصغيرات الصامتات اللاتي تسللن من بيوتهن الدافئة لساعات بسبب غياب الأم لأنها نائمة أو عند جارتها أو تشاهد مسلسلها المفضل أو تغسل ملابس أبنائها الخمسة حضنا دافئا ينسيه غربته ..

سلمى و حمده في حياتي : الصبورات بشكل عجيب , المرحات , الرومانسيات , الحنونات بجنون , الخائفات , القلقات والعصبيات دوما ..

إحداهن عجوز عصامية طيبة عانت الأمرين في حياتها من أشخاص كثيرين يحاولون الآن تعويضها ما فعلوه بها , مات عنها زوجها في سن مبكرة تاركا إياها بلا مال , جاهدت لتربية أبناءها وتعلميهم والحفاظ عليهم فأصبحوا الآن ممن يشار لهم بالبنان ولكم تألمت عندما فقدت بكرها ..
و أخرى لم تبال بزوجها الغير راض عنها دوما والذي جرحها قلبه كثيرا ووضعت نصب عينيها أبناءها الذين تزوجوا جميعا واستقروا في حياتهم في حياتهم , مازالت تعاني من زوجها ولكنها أيضا مازالت لا تبالي ..

عهود , عبد الرحمن , ليلى و هاني في حياتي : الغارقون في الظلام بلا هدى ..

فاتنة ظنت أنه بما أن أمها بسيطة ووالدها صامت وأخوانها مشغولين فإنه يمكنها أن تقوم بما تريد ونسيت أن هناك ربا يرى ويعلم ما تخفي الصدور وماتعلن وأن ربا يمهل ولا يهمل ..
وشاب وسيم آخر ظن أن وسامته و حبه لكل جميل سيكون صك سماح له بالمشي في الأرض مرحا متناسيا أنه لن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولا وأن مرده للتراب ليحاسب على كل ثواني عمره و على شبابه فيما أفناه وعلى ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ..
أخرى ظنت أن ابتعاد زوجها عنها واهماله له وبروده سيكون شافعا لها عند الله عندما يحاسبها على خيانتها له ..
وآخر غاص في لجة الظلام رافضا كل أشعة الضوء التي تسللت بعناد لتضيء دربه ..

عمار وعمر وعمير في حياتي : القابضون على دينهم كالقابضين على الجمر في هذه الأيام ..

أحدهم شاب مرح , خجول , خدوم , طموح , بار , محب و معطاء يبذل نفسه في سبيل الخير , مازال في مقاعد الجامعة , يتنقل من منزله لجامعته لمسجده الذي يؤمه و يدير التحفيظ فيه ولبعض المحاضرات التي يلقيها هنا وهناك على الصغار , طلب من أمه قبل فترة أن تبحث له عن عروس صالحة ..
آخر له ذات الطموح وذات البر و ذات العطاء اللامحدود حتى أنه في ذات المقاعد الجامعية , لكنه يكره الأسواق ويرى كل شيء حوله نوعا من التبذير , يعتبر الزواج أمرا غير وارد في قاموسه الآن وإمامة مسجده أهم مالديه ..
و آخر حافظ للقرآن , محبوب , قوي العزيمة , لا يخاف في الله لومة لائم , مات بعد أن صلى الفجر وقرأ الأذكار إثر حادث أليم على الخط السريع أثناء سفره إلى جامعته ..
و آخر يكاد يبلغ الثلاثين ولازال عازبا لأنه يعلم بعد تجربتين فاشلتين أن أحدا لن يقبله بسبب راتبه القليل مقارنة بمسؤولياته الكبيرة ..
و آخر لم يتمكن الإيمان من أعماق قلبه صادق شخصا على أمل هدايته فوجد نفسه بعد فترة يتخطى الكثير من الحدود والأمل في العودة أصبح صعبا ولكنه ليس مستحيل ..

.
.
.
.
.
.
.
وهنا فقط ...... انتهينا ..
انتهينا و الخطى تاهت في أشلاء العبور ..



24 / 6 / 1429 هـ

أتمنى لكم قراءة ممتعة ..

 
 

 

عرض البوم صور Lovely Rose   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
عاشقة امها, قصة عندما عبروا حدود الظلام سعودية, قصة في عبارة السلام
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t111902.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 12-05-15 06:58 PM
طھط´طھظƒظٹظ† ظ…ظ† ط´ظٹ طھط¹ط§ظ„ظٹ ظˆط§ظ†ط§ ط§ظپظٹط¯ظƒ ط¨ط¹ط¯ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط§ظ„ط£ط±ط´ظٹظپ ط§ظ„طµظپط­ط© This thread Refback 17-08-14 10:58 PM
ط¹ظ†ط¯ظ…ط§ ط¹ط¨ط±ظˆط§ ط­ط¯ظˆط¯ ط§ظ„ط¸ظ„ط§ظ… This thread Refback 09-08-14 01:57 PM
ظ„ط¹ط¨ط© ط¨ظˆظ„ظٹظ†ط¬ ظ‡ظˆط§ ظ†ط¬ط¯ This thread Refback 08-08-14 02:09 PM
ط²ظ…ط§ظ… ط§ظ„ط®ط´ظ… ظٹط¹ظˆط± This thread Refback 06-08-14 08:58 PM
ط¹ظ†ط¯ظ…ط§ ط¹ط¨ط±ظˆط§ ط­ط¯ظˆط¯ ط§ظ„ط¸ظ„ط§ظ… This thread Refback 04-08-14 06:02 PM
ط¹ظ†ط¯ظ…ط§ ط¹ط¨ط±ظˆط§ ط­ط¯ظˆط¯ ط§ظ„ط¸ظ„ط§ظ… This thread Refback 03-08-14 07:52 PM
Untitled document This thread Refback 24-12-10 03:15 PM
Untitled document This thread Refback 15-11-10 09:38 PM
Untitled document This thread Refback 07-11-10 01:56 PM
Untitled document This thread Refback 06-11-10 10:14 PM


الساعة الآن 11:43 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية