لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء


انتقام بلا رتوش

الفصل الأول موطئ قدم إن أساليب دخول الشخصيات في حياة المرء غريبة حقا , و الأدهى هي طريقة دخول الشخصيات المدمرة .

موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-04-09, 08:27 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 144112
المشاركات: 29
الجنس ذكر
معدل التقييم: saeed al shaman عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
saeed al shaman غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
افتراضي انتقام بلا رتوش

 

الفصل الأول



موطئ قدم



إن أساليب دخول الشخصيات في حياة المرء غريبة حقا , و الأدهى هي

طريقة دخول الشخصيات المدمرة .

و أشهر طريقتين هما لعب دور الضحية بحيث تتعاطف مع هذه الشخصية و

بعد مرور الوقت تكتشف أنك قد غرقت بهموم تلك الشخصية و تفكر فيها

أكثر من الشخصية الضحية , وهي تتنعم في حياتك و تتعمق فيها حتى

إذا ما حاولت انتزاعها من حياتك لم تستطع لأنها غرزت فيك عواطفها

المسمومة و كلما حركتها للخارج كأنك تقطع في لحمك الحي .

و أما الطريقة الثانية فهي أن تجد لها موطئ قدم سواء أوجدت دورا

سلبيا أم إيجابيا , فمتعتها الحقيقية وهي وجودها في حياتك مهما كلفها الثمن

و هذه الشخصية من الأفضل أن تتعايش معها بسلام و أن تجعلها في مسافة

بعيدة لتسلم شرها و هي عموما مثل المرض المزمن يجب أن تتعايش معه

فأي ردت فعل منك ستجد مقاومة عنيفة منها

قد تستغربون أن لي تلك الخبرة مع أنني في بداية الثلاثينيات من

العمر , و لكن العجب لم يأتي بعد .


أتذكرون القاتل الوسيم الذي ينتظر ضحاياه في الزوايا المظلمة أو

المرأة التي تناديك باسمك بدون أن تراها , سأقص عليكم قصة حقيقية

تفوق خيال المتخيلين , و هي دليل على أنه أحيانا تكون الحقيقة

أغرب من الخيال .

لقد انتقلت لقسم التحقيقات الجنائية حديثا , و ذلك كما قيل لي

للانطباع الذي تتركه أمام الأشخاص , فأنا شخص لديه موهبة السماع

, لدرجة أنني بطريقة لا أفهمها و الذي أعرفه أنني بمجرد وجودي مع

الشخص فإنه يفتح فمه واسعا ولقول كلمات بسيطة أو إيماءات لدفعه

للتحدث أكثر , و للآن لم تهزمني أي شخصية إلا شخصية واحدة

هذه الشخصية مثل الإخطبوط أو كما أتخيلها مثل الجن الأزرق , وهي

شخصية قد لا تلفت انتباهك في المجتمع و هي ليست امرأة مع العلم أن

هناك شخصيات لا يستهان بها , هذا الرجل قد تتوقع منه أي شيء , من

ألطف تعبير إلى أشنع جرم , طبعا هذا كلامي بعدما انتهت قضيته , لقد

كان البحث عنه مثل البحث عن ساعة في زمن حضارة مفقودة .

و لكن في النهاية و مهما حصل لابد للحق من الظهور و الشر مهما طال

مقامه فهو لزوال


لا أريد إخافتكم و لكن أريد أن أعطيكم درس عن وحش آدمي و لكن من قرب

حتى نعلم فمعرفتك لنفسك و للعدو تجعلك تنتصر في كل معركة .










الفصل الثاني





الرجل الأزرق




بعد انتهاء التحقيق مع فارس أو كما أسماه زميلي خالد بالرجل

الأزرق , خرجت لأتنفس بعض الهواء النقي لقد خرجت و كأنني خرجت للتو


من قبر , لقد رأيت جمال الطبيعة و السلام الذي يحل في الأرجاء

و لكي تحس بالجمال لا بد أن يكون هناك نقيض فالشيء لا تعرف قيمته إلا

عندما تعايره بغيره .

لقد وصل فارس إلى هدفه و لكن بأي ثمن , لقد كلفه الثمن غاليا , قد

نصل و لكن ما هو الثمن الذي ندفعه

لقد رأيت نظرة من نظرات فارس لقد كان ينظر نظرة ملئها الرضا أو

أشبهها بنظرات شخص يذنب و لكن بدل أن يؤنبه ضميره تراه باسما

ضاحكا .

هل من المعقول أن يضحي الإنسان بكل ما يملك و كذلك بحياته من أجل

شيء , قد لا تراه مسألة حياة أو موت , و لكن هذا ما هو حاصل , و لقد

مرت علينا قضايا سبب القتل أشياء تافهة جدا مثل قتل لسلب خمسة

ريالا أنا لا أمزح , و هناك من يدوس كل شيء أمامه حتى يصل فيمسح كل

شيء في هذه الحياة إلا هدفه , فيأكل و يشرب و يتنفس و يحيا لشيء

واحد فقط , لقد حزرتم نعم هو الهدف .

هل عرفتم في ماذا يتميزون , إنهم يتميزون في وضوح الهدف بشكل كبير

جدا , فترا المجرم يرى نفسه يستعد و يبدأ و ينفذ في مخيلته .

قطع خالد حبل أفكاري و قال صائحا برغم أنني قريب منه و للكن هذه

عادته

خالد : كيف حالك ( بالرغم من أننا مع بعض منذ الصباح ) ما رأيك في

الرجل الأزرق , إنه حيوان , حيوان بمعنى الكلمة , و لكن حيوان بعقل

كمبيوتر .

قلت : لو لم نمسك بهذا الشخص , أو تعتقد أنه هناك مثل هذا الشخص ؟

خالد : أعتقد أن هناك مثله كثيرون , و كذلك في الجهة المقابلة أناس

لهم بالمرصاد .

قلت : أوتستحق تلك الحياة أن تعاش بطريقتهم .

خالد : أوتسمي تلك بالحياة .

قلت : هل ترغب بأن أقول لك شيئا غريبا

خالد : دائما

قلت : لوهلة عند التحقيق , غبت عن الوعي و كأنما أصبحت أنا فارس

فرأيت ما يرى و سمعت ما يسمع خالد : .....

قلت : لقد كنت أحس أن رأسي بها مثل الخدر أو كأنني أسمع صوت دمي

يجري في العروق , و كان هناك طنين خافت جدا في أذني و لكن ممكن أن

تلاحظ وجوده .

خالد : شيء جيد تابع .

قلت : أعتقد أن وقت الجريمة يؤثر على نفسية القاتل وطريقة تنفيذه

للجريمة للجريمة و كذلك اختلاف المسرح .

خالد : نعم فمن خبرتي , أستطيع أن أقول لك أن الشخص عندما يريد أن

ينفذ الجريمة عمليا ستكون هناك متغيرات و ثوابت .



الفصل الثالث


ذات الرداء الأحمر

إنهم يغرونك بالمال أو بالسلطة أو بالمرأة أو بالسعادة , و يخوفونك بالتعاسة و الوحدة و المرض
أي أنهم يتلاعبون بك , و عندما تستيقظ تفهم و تميز
بهذه الكلمات نطق فارس أول اعترافاته , و كانت مثل القطرات الأولى من المطر و الذي ينهمر بغزارة تباعا , و لقد تكلم بكلام يحتاج للتفكر في كل كلمة فيه .
دائما ما ألاحظ أنه عندما يعترف الجاني فإنه يعترف بكل شيء , و هناك استثناءات هل فارس من هذه الاستثناءات ؟
وفي جزء من التحقيق و عندما كان يقول فارس الحقيقة
خالد : اسمك فارس .....
فارس : نعم , وهو لا يعبر عن شخصيتي كما تراها أعتقد أنك غير مقتنع بالاسم .
خالد : أولا , هل تقر بفعلتك ؟
فارس : نعم .
خالد : و ما هي فعلتك .
فارس : لقد رأيت شيئا و أردت الحصول عليه .
خالد : بالقتل و التزوير و التدمير .
فارس : الغاية تبرر الوسيلة ألم تقرأ ميكيافيللي .
خالد : إذا أنت تتبع ظل الشيطان على الأرض .
فارس : أعتقد أن الكثيرون يطبقون فلسفته , و لكنهم كالحمال بقلوب الذئاب .
خالد : و ما هو الشيء الذي أرد الحصول عليه .
فارس : التحرر و التنوير .
خالد : لا تقل لي أنك ماسوني .
فارس : أنا أكره الماسونية , فهي مثل الجيفة في حفلة سكارى .
خالد : إذا لماذا سقطت في فخ ذات الرداء الأحمر .
فارس : أنا لم أسقط في فخها . لقد كانت بالنسبة لي مثل دقيقة إضافية تعطيها لشخص يحتضر.
خالد : إذا لماذا قتلتها ؟
فارس : أوتعتقد أنني وقعت في غرامها و أنني عاشق مغفل , لقد كنت أعرف الخدعة و لكن كان مخططي يتشارك مع مخطط العدو . لقد كان الهدف من وضعها في طريقي هي جعلي عبدا لهم , أي محاولة لتركيعي .
خالد : لم أفهم .
فارس : لقد صحوت ووجدت أن الجميع يتمتع بهذه الدنيا و أنا الوحيد الذي يحمل السلم بالعرض , لقد كنت أعرف الصواب و الخطأ , و لكن لم يكن هناك نور في آخر النفق لقد انتظرت طويلا .
خالد : ثم ..
فارس : قررت أن أهدم المعبد على رأسي و على رؤوس الأعداء .
خالد : و ماذا فعلت ؟
فارس : لقد سحبت كل رصيدي ال1ي كنت أجمعه لحياة السعادة و أعدت تشكيل شخصيتي للمجتمع و كان ذلك سهلا لدرجة مضحكة , لقد كان المجتمع ينخدع لأبسط المظاهر , ذهبت في اتجاهين متعاكسين , فلم يكن عندي وقت , لقد ذهبت لعدوي مباشرة , لقد عرفت أنه سيقدم لي الفخ , فقررت بلعه برغبتي , لقد كانت امرأة جميلة و قليل أن تجد ذلك النوع من النساء , و في الجهة الأخرى حاولت أن أعيش لذة أخرى .
قاطعه خالد اشرح الاتجاه الأول . ثم أكمل كما تحب



الفصل الثالث


الضحية الحسناء


فارس : لقد كان عدوي ماسوني برغم عدم انتمائه لتلك الفئة رسميا ,

لقد كان معجبا بتلك المنظمة . و مثل الحيوانات أمكنني توقع

حركاتهم مسبقا و كنت أسبقهم بخطوة , لقد أدركت مسبقا بماذا

يغريني , و لم يكن يقدم ابنته إلا بعد أن يئس من كل المحاولات

لقد تزوجتها , وأنا أدرك أنني لست بكفء للزواج بها لقد كنا مثل

الحسناء و الوحش , لقد حاول أبها فرض السيطرة علي بالقوة و تركيعي .

خالد : كيف ؟

فارس : لقد كان مصاص دماء بشري , لقد كان يسرق أحلام الشباب ,

يتبناهم حتى يكتمل المشروع ثم يلفق لهم تهم باطلة .

خالد : و هذا ما حصل معك في السابق . أعتقد أن أب زوجتك المحترم قد

هو من صفعك الصفعة الأولى .

فارس : لقد كنت مدينا لتلك الصفعة , لقد أيقضتني من الأوهام التي

صممت في قوالب مما جعلتنا في سجن كبير . لقد سرق حلمي , أو تعلم

أي حلم , تعب عشر سنوات ضحيت بالتعليم و الزواج و كل شيء لأصل لهدفي

و في النهاية يأتي ذلك المحترم و يسلبني أعز ما أملك الحلم و

الحرية . لقد أمضيت في السجن مدة ثلاث سنوات بتهمة لم أرتكبها , و

أرى عدوي يستمتع بما سرق . لذلك قررت أن أحاسبه على كل سنة ضاعت

مني , و بدأت مجددا و في غضون سنة سرقت و اختلست من كبار التجار .


و زورت و في رحلتي هذه اكتشفت مدى الفساد الذي يلف بعض التجار فزت

في السرقة إمعانا في أذاهم . و عندما حانت الفرصة كان لي خيارين لا

ثالث لهما أولهما أن أتوقف و أتلف تلك الأموال و أتسامح مع الماضي

و الثاني أن أستمر في مخططي . و لكن الشق كما يقولون أكبر من

الرقعة , لقد كان الغضب يتملكني , لقد عشت سبعة عشر سنة لا أدري

كيف أصفها , لقد صنعوا مني وحشا و حان للوحش أن يلتهم أول وجه , و حلفت أن أنتقم .
خالد : و بعدها أعدت تشكيل نفسك و قدمت نفسك للعدو بشخصية أخرى و

طمعوا و أكلوا الطعم و الذي باعتقادهم أنه أكل الطعم .

فارس : نعم , لقد أردت أن أسلب منه أعز ما يملك

خالد : أوتستحق المسكينة ذلك المصير .

فارس : بتاتا , للحظة حاولت أن أتراجع , و أجعلها تهرب معي , و لكن ..
خالد : فهمت لقد اكتشفت المسكينة شخصيتك الحقيقية عندما ناداك أحد

الأشخاص في أحد المطارات بإسم مشروعك الذي سرق .

فارس : لقد تملكها خوف , حتى أنها كادت تموت من الخوف .

خالد : لذلك قررت التخلص منها .

فارس : نعم , لقد كانت ستنهي كل شيء , لقد كانت فتاة صالحة , لا

تستحق أن تعيش بين وحشين .

خالد : لهذا قتلتها .

فارس : بل قتلتهما

خالد : ماذا تقصد .

فارس : لقد كانت حاملا في الشهر الأول .

خالد : يا إلهي .

فارس : لقد انتقلا إلى مكان يعمه العدل و السلام .

خالد : و بعدها ماذا حدث ؟

فارس : لقد جن جنون الأب , لم يعرف كيف قتلت و كيف قتلت , لقد كنت

أنوح من الحزن عندما علمت بحملها و كنت في شبه غيبوبة , و لم يشك

بي أحد .


لذلك قررت أن أوجه الضربات السريعة للعدو و أسلم نفسي للعدالة و لا

يمكن أن أسلم نفسي على الجرم و المجرم الأكبر لم يعاقب , لقد كان

هدفي أن أعاقبه في ابنته و لم أفكر أن أقتلها لقد حاولت أن أجغله

يفقدها وهي حية أمام ناظره كل يوم حتى يتحسر كل لحظة . و لكن

الأقدار تجري في اتجاه آخر .





الفصل الرابع



وجها لوجه




لم أدرك أن هذا الوجه هو وجه فارس الحقيقي و لقد استجوبناه عشرات

المرات و كل مرة يظهر بشخصية مختلفة , و كأنه يملك بنك شخصيات و

لكن لابد للنهاية أن تأتي .

لقد حدثنا فارس كيف أن الأب الحزين على ابنته انتقل من حالة الحزن

إلى حالة غريبة و بدل أن يتوب إلا أنه سعر و أصبح أكثر شراسة من ذي


قبل , لقد كان الحرام يغذي حياته عشرات السنين و كان الشر حياته

التي لم يعرف غيرها .

لقد كان موت الحسناء زوجة فارس ميتة محيرة

لقد اعتقد أنها ميتة طبيعية لولا خطأ بسيط وقع فيه القاتل , لقد

كانت الضحية عسراء تستخدم يدها اليسرى , و من كلام أبيها عرفنا كيف

كانت وضعيتها عند الموت لقد كانت علبة الدواء ( وهي عبارة عن علبة

ماء صحة تذوب فيه الضحية الأقراص لأنهل لا تستطيع ابتلاعها ) التي

انتحرت بها في الجهة اليمنى من السرير , و الوضع الطبيعي أن تكون

في الجهة اليسرى

كذلك الأقراص التي بالعلبة ليست نفس الدواء

بمعنى أنه وجد مكونات أدوية مختلفة كانت قاتلة للضحية .

و لم نتمكن من العثور على الجاني فقد كان من الممكن أن تغلط الضحية


هي نفسها بعملية التذويب .


و لكن لم تحم حول القاتل أي شبهة , فلقد سافر قبل مقتلها بيوم

واحد , و هو قبيح و هي زوجة صالحة فشبهة الخيانة غير واردة .

و لكن لولا اعتراف القاتل بأنه هو الذي أذاب لها الأدوية قبل سفره

كمساعدة للزوجة , و هذا الفعل لا يستحث الضحية على الإفصاح عنه , لأنه لفته كريمة عادية من زوج لزوجته .

و لكن اعتراف القاتل جاء بعدما نفذ مخططه كاملا

فقد كانت ضرباته سريعة للعدو . فلم تفق الضحية الثانية إلا و هي في

الهاوية و لقد كان العدو قريبا و مألوفا و هذا النوع من أشد
الأعداء , ففكك فارس مملكة عدوه من الداخل , حتى أنه ساواها بالتراب
و لكن فارس لم يستطع التمتع لمدة طويلة بنصره و مات عدوه بسرعة .

فانتهى الحفل قبل أن يبدأ , و أحس أنه لم يعد شيء يستدعي الحياة

من أجله و قد أوغل في الانتقام لدرجة أنه لا يتخيل أن يبدأ من جديد

و كيف يبدأ و تلك الأيدي ملطخة بدم أبرياء

و الاتجاه الآخر الذي اتجهه ليس ليشرف أي شخص بل هو لعنة و طريق

ليخدم الهدف السابق , لقد فقد فارس بوصلته في أصعب وقت . لقد وصل

إلى هدفه و انتقم شر انتقام , و لكن ماذا بعد , لقد أحس فارس أن

هذه الدنيا فارغة فراغ يوحش , لقد حاول أن يقتل نفسه و لكن كان

أجبن من ذلك بكثير , لذلك كان يحاول أن يهرب بحياته بلبس شخصيات

في التحقيق عله ينجو , و لكن لكل ظالم يوم .







الفصل الخامس




الاتجاه الآخر



استجوبت فارس للمرة الأخيرة

فارس : هل من الممكن أن أدخن .


قلت : سيجارة واحدة .

فارس : لا يهم , لقد كنت قد حدثتكم عن الاتجاه الأول و الآن سوف أعترف

بالاتجاه الآخر .

قلت : لم أطلب منك ذلك .

فارس : بل قد فعلت , أرى انبهارك بهذا العالم السفلي و صدقني إنك

مهيئ لأن تكون أحد قادته و لكن الله تعالى حفظك . أرى الغضب في

عينيك كان من الممكن أن تكون مكاني الآن , إياك أن تنزلق في هذا

القعر .
قلت : إن انبهاري و غضبي شيء مبدئي و لكن سأكون بالمرصاد لك و


لأمثالك . أعرف أنني أتعمق في الجحيم , لكن أنا رجل قانون و أعرف

كيف أنقذ نفسي .
فارس : أتمنى لك التوفيق , و أتمنى أن تستفيد مني فلست متوفرا

للأبد .
قلت : ابدأ بما تشاء.


فارس : أسلوب جميل و يعجبني تفتح ذهنك , لقد شعرت أن غضبي يقل مما

زاد جنوني , فقررت أن أتجه لاتجاه يغذي غضبي .


قلت : هذا مفهوم و لكي تشعر بشعور إيجابي يكفيك أن تبتسم ليتحقق

ذلك الشعور , أما الشعور السلبي فيتطلب على الأقل عنصرين حتى تفتح

لك ملفات السلبية و يتحقق ذلك الشعور .

فارس : كان ذلك صحيحا , كان غضبي من عدوي يقل مع الزمن لذلك رغبت

بتغذيته و فكرت ما الذي يغذي غضبي , فكان ذلك هو تلقي الاهانات

قلت : كيف ؟

فارس : لقد كنت أطارد السيدات المتزوجات , و كان الشتم و السب و

أحيانا الضرب بالأحذية يجعلني في حالة غضب كالدواء ليبقيني على

مستوى واحد .

قلت : وما النتيجة ؟

فارس : النتيجة أكبر مما تعتقد , من الممكن أن تبدأ معركة

بكلمتين . و لكن جرعت الدواء لم تعد تجدي فقررت زيادتها .

قلت ك بسرقة ملابس و حقائب النساء .

قلت : و ذلك يشعرك بماذا ؟

فارس : كان يشعرني بغضب عنيف على نفسي لقد استثرت البقية الباقية

من الخير في نفسي . و هذا ما كنت بحاجة له , غضب عنيف في مستواه

طويل في مداه , لم يكن هدفي غير ذلك الغضب و ليس الشهو
ة
قلت : و لذلك دمرت حياة إحدى السيدات .

فارس : و التي كانت زوجة سرية لعدوي و مصدر سعادة له , و اكتشفت

ذلك بالصدفة عندما سرقت منزلها , هل تعلم مقدار السعادة التي حصلت

عليها من ذلك الاكتشاف و كانت المرة الوحيدة منذ مدة طويلة التي

شعرت فيها بالسعادة .






الفصل السادس




الانهيار



لقد انتهى التحقيق , و ثبت الجرم و انتهت القضية و حوكم فارس , و

كان حكما عادلا , لقد كان فارس ذو شخصية بأعصاب حديد , حتى أنه في


الحكم و بعده بفترة كان كثير الابتسام , و لكن عندما اقترب تنفيذ

الحكم , حاول أن يؤخره باعترافات جديدة , لقد كانت اعترافات مقيتة

و فاسدة . و بعد تسجيله لتلك الاعترافات بقي الحكم كما هو فليس

هناك أقسى من عقوبة الموت , و الجزاء في الآخرة أشد

عندما حان يوم القصاص انهار الجبل و انكشف الوجه الأخير و الذي سوف

يواجه فيه فارس الموت
لم أتوقع أن تكون ردة فعله بتلك الطريقة , لقد كان مثل من شاب في

لحظة واحدة , و لو لم تحكم عقلك لأخذتك به الرأفة , فلا أعتقد أنه

هناك إنسان أضعف منه في وجه الأرض .
الغريب أننا جميعا نعرف نهاية هذا الطريق , و لكن حينما يفكر عقل

بالشر و حينما تبطش يد بالظلم , من أصعب الرجوع , هناك كثيرون

يتوبون و هناك كثيرون لا يتوبون أيضا , لله تعالى الحمد أنني كنت في الجهة الأخرى .
أنا لا أفهم لماذا يضحي بشخص في لحظة غضب أو طيش أو شهوة بكل شيء .

نعم كل شيء .أي العقل حينما نكون في احتياجه , أو كما قيل إن


العقل يختفي عندما نكون في أمس الحاجة له . هذه الأحداث ليست

للعبرة أو التبصر , إنها كمن ينزع قلبه و ينظر إليه بعينيه .

قاطعني خالد كالمعتاد

خالد : لقد تم الإعدام و لماذا لم تشاهد ؟

قلت : لا أحب أن أرى مشهد الموت , فبالكاد الإنسان يحس بالحياة في

هذا الزمن .

خالد : قد يكون موت شخص فيه حياة لآخرين .

قلت : ماذا حدث , أين سيجارتك .

خالد : أتعلم إن منظرك بدون دخان أفضل لذلك قررت أن أترك التدخين .

قلت : ما رأيك في قضية فارس ؟

خالد : إنها قضية مثل غيرها من القضايا الكثيرة , و لكن الشيء

الفريد هو هدف القاتل . أتعلم أعتقد أن التسامح هو الحل و الذي كان من المفروض أن تنتهي به هذه القصة .


قلت : التسامح نعم , هل تذكر ذلك الشخص الذي تنازل عن مقتل ولده

حتى من قيل أن يعرف التفاصيل و عندما علم تفاصيل قتله البشعة انهار

و لكن لم يتراجع عن تسامحه و لكن القانون جرى مجراه . إن هذا الأب

عرف أنه ما من شيء يرد له حقه , و أعتقد أنه لجأ إلى الله تعالى و

استخلف خيرا منه .
قلت : لو تسامح فارس و ترك الماضي في قبره و لم يخرجه لكان الآن أب

سعيد خاصة أنه واسع الحيلة .

خالد : في النهاية هناك أبواب يجب أن تظل موصدة و لا تحاول أن

تفتحها , الغضب و الحسد و الطمع و الشهوة و السرقة المخدرات إياك

أن تفتح أحد تلك الأبواب .فأغلب القضايا لا تخرج عن تلك العناصر و

النتيجة جرائم متنوعة .



عدت إلى البيت و أنا محمل بالكثير من الأفكار , لقد نظرت من نافذة

إلى الجحيم , ما لهؤلاء المجرمين

هل تستحق هذه الدنيا لكل تلك الشراسة و الإجرام .

ألا يرون أناس يسهرون لينام غيرهم , ألا يرون الأطفال يلعبون و لا

يهمهم ماذا يحمل لهم الغد من حزن أو سعادة , ألا يرون أن العشب ينمو

ثانية لو انتظرنا عليه ألا يعرفون أن الأمل سيأتي لو صبرنا عليه لفترة أطول قليلا .

ألا يعلمون أن الحياة أقوى من الموت .





تمت بحمد الله تعالى

 
 

 

عرض البوم صور saeed al shaman  

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
انتقام بلا رتوش
facebook




جديد مواضيع قسم القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:56 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية