لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام روايات احلام


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-05-09, 01:51 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 15297
المشاركات: 43
الجنس أنثى
معدل التقييم: شوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 460

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شوق الهيا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شوق الهيا المنتدى : روايات احلام
افتراضي

 

12-كشف السرّ

اوقفت جين سيارتها امام بيت امها، ثم جلست دقائق عدة تتساءل كيف ستتدبر الامر. عليها ان تخبر امها انها حامل. اذ لا يمكنها ان تغامر بان تدع اولغا تذيع الخبر، كما انها لم تر امها منذ اكثر من اسبوع وهي تستحق ان تعرف الحقيقة.
ومع ذلك، لم تكن متشوقة لأن تخبرها بهوية والد الطفل.
لقد غادرت كاليثي عصر امس. ورغم كراهية والد ديميتري لرحيلها الا انه استدعى لها طائرة هليكوبتر لتأخذها الى اثينا بدلا من اندروس حيث كانت تنتظرها تذكرة سفر الى لندن على مقاعد الدرجة الاولى.
كانت جين شاكرة جدا لهذا،فهي لم تنم جيدا ليلة سفرها. اذ كانت لا تعرف اين هو ديميتري او ماذا سيفعل. لم تستطع ان تنكر خوفها على سلامة ديميتري وستيفن معا. ولو ان ماريا لم تجعل وضعها بتلك الصعوبة، لبقيت يومين آخرين لتطمئن الى انهما بخير.
لكن ليو طمأنها الى انه تلقى اتصالا من ديميتري وان الاخبار جيدة. حسنا، سيتلقى ليو المعلومات مباشرة، عليها هي ان تعتمد في لندن على نشرات الاخبار لسماع اي خبر عن السفينة وعن زوجها.
كان ليو قد رافقها الى مهبط الهليكوبتر، بعيدا عن نظرات ىزوجته المستنكرة، حيث شكرها على مرة اخرى على حضورها، وعبر لها عن املها في ان يتقابلا مرة اخرى. حينذاك قالت له جين انها ستلبي دعوته. ولعل هذا لم يكن تصرفا حكيما نظرا للظروف، حسب اعترافها. فكيف يمكنها ان تعود الى كاليثي بينما سيظهر حملها بشكل واضح بعد اسابيع.
واحذت تفكر بائسة في انها لن ترى والد ديميتري مرة اخرى. وفيما هما يتنظران كي يضع الطيار امتعتها على متن الطائرة، تملكها شعور بانه لديه الكثير ليقوله لها، وتكهنت بانه يريد ان يدافع عن ابنه، لكنه لم يجد الكلمات. على كل حال، عليها ان تضع ايامها تلك في كاليثي خلفها. ان حياتها هنا في لندن وفي غضون ايام، ستعود الى عملها في بيع وشراء التحف.
فتحت السيدة لانغ الباب ثم هتفت وهي تقبل ابتنها على خديها: "حسنا،حسنا، لم تخبريني بفدومك".
وتنحت جانبا لتدعها تدخل الردهة الضيقة.
ـ وصلت الليلة الماضية. هل نجلس هنا في المطبخ؟
واشارت الى المطبخ القريب فاجابت الام: "لا. سنصعد الى الطابق العلوي. جهزت لتوي ابريق شاي. ادخلي وساحضر الصينية".
فترددت جين: "اتريدين مساعدة؟"
قالت الام بحدة: "انا قادرة تماما على حمل صينية الى الطابق العلوي. لن اتأخر طويلاً".
صعدت جين السلم ودخلت الى غرفة نوم امها التي تطل على فسحة امام البيت، ولم تستطع الا ان تقارن بينها وبين شقتها البسيطة.
ـ اجلسي بالله عليك.
كانت امها قد دخلت الغرفة ووضعت الصينية على طاولة امام المدفأة.
جلست على كرسي بذراعين ثم تناولت فنجان الشاي من يد امها.
جلست الام على الاريكة بجانبها: "ها قد عدت اذن؟ هذه الاريكة مريحة اليس كذلك؟"
ثم نظرت اليها تقيمها قبل ان تضيف: "ما زلت تبدين شاحبة. هل افهم من هذا ان الامور لم تسر بشكل جيد؟"
قالت: "كانت...لا بأس بها. لقد رحب ليو بي كثيرا".
قالت جين هذا بغموض، فقالت الام: "وماذا عن ديميتري؟ هل كان هناك؟ ما يذكرني... اذيع خبر عن ان ناقلة نفط من سفنه قد احترقت. لا اظنك تعرفين شيئا عن ذلك؟"
"حبست جين انفاسها: "ماذا قالوا؟ هل...هل تضرر احد؟
قطبت الام جبينها: "اذا تعنين ديميتري فلم يذكر اسمه. يبدو انه لم يكن موجودا. رجل مثله لا يقحم نفسه في احداث خطرة كالانفجارات".
ـ هذا غير صحيح. في الواقع، سمعت بالحادث فقد حدث في الليلة التي سبقت عودتي الى الوطن. فذهب ديميتري واخوه الى اثينا على الفور.
ـ هذا اذن سبب عودتك الى الوطن؟
فقالت جين مدافعة: "كلا. كنت قد اخبرت ليو من قبل انني سأرحل وذلك قبل ان يقع الحادث"
آه ...حسنا ... مما سمعته لم يكن الحريق عظيما. اظن الضجة التي حدثت هي بسبب الحطر الذي قد يمتد الى السفن الاخرى.
اومأت جين اذ لم تجد في نفسها الثقة لتتحدث في الموضوع. لم يكن خطر امتداد النار الى السفن الاخرى هو الذي اخافها، بل وجود ديميتري في ذلك المكان.
ساد الصمت لحظات قالت الام بعده: "وكيف حال السيد سوفاكيس؟"
ـ ليست سيئة. انه هزيل للغاية وليس قويا بما يكفي. لكن ذهنه ما زال بالغ النشاط كعادته.
قالت الام بارتياب: "اتظنين ذلك حقا؟"
فاجابت جين: "ماذا تعنين؟"
ـ حسنا، انه يعلم انك وديميتري بدأتما معاملات الطلاق، اليس كذلك؟ وهكذا كان عليه ان يعلم ان ليس من الحكمة ان يدعوك الى منزله. هل ظن ان جمعه لكما معا قد يؤدي الى تغير ما.
ـ لا، طبعا لا.
وارتجفت يده فوضعت كوب الشاي من يدها بسرعة على الطاولة.
امعنت امها النظر فيها مفكرة ثم سألتها بدهاء: "هل رجوت ذلك؟"
احمرت وجنتا جين: "رجوت ماذا؟"
ـ رجوت ان يغير ديميتري رايه؟
ـ لا!
وهذا صحيح فهي لم تكن ترجو امرا كهذا عندما غادرت انكلترا. وتابعت تقول: "لقد تركت ديميتري يا امي، ولا افكر في العودة له".
لم يبد الاقتناع على الام وفكرت جين في استحالة ان تخبرها عن الطفل الآن.
ـ متى ستعودين الى العمل اذن؟
قالت جين وقد بدا عليها الانهاك والضجر: "لا ادري. ربما غدا او بعد غد ساتحدث الى اولغا".
فقالت الام باستياء: "ما اجمل ان تظهري كل هذا الاندفاع والنشاط نحو العمل".
بللت جين شفتيها: "حسنا، لم تكن صحتي جيدا مؤخراُ".
فقالت الام بانتصار: "هذا ما ظننته. لقد قلت لك قبل السفر انك تبدين مريضة".
فقالت جين باستسلام: "هذا صحيح".
ـ ما الامر اذن؟ هل ذهبت الى طبيب؟
ـ ذهبت قبل السفر.
ـ ولم تخبريني؟ اظنك اخبرت تلك المرأة ايفانوفيش. لكنني امك وانت لا تظنين اني استحق ان اعلم ما يجري....
ـ انا حامل!

لم تكن جين تعلم ما ستقوله قبل ان تنطق بهذه الكلمات.
كانت تعلم فقط ان عليها ان توقف فيض كلام امها. بعد ذلك جلست واخذت تحدق فيها بذعر.
هذه المرة استمر الصمت لوقت اطول ووضعت امها الكوب من يدها واخذت تزدرد ريقها مراراُ وكأنما جف حلقها..
بعدئذ، قالت بهدوء: "اظنه ديميتري"
هبط كتفا جين: "نعم"
ـ آه، يا جين!
توقعت ردود فعل كثيرة من امها، ولكن ليس العطف:
ـ منذ متى عرفت؟ هل هذا هو سبب ذهابك الى اليونان.
ـ لا. ديميتري لا يعلم. يجب الا يعلم فهو سيتزوج امرأة اخرى.
حدقت فيها امها غير مصدقة: "انت لست جادة. لكن يا جين، كيف تدعينه يتزوج امرأة اخرى بينما انت حامل بطفله؟ هذا غير معقول منك".
تنهدت جين وردت: "امي، كوني حاملا لا يشكل فرقا بالنسبة الى... الى شعورنا نحو بعضنا البعض"
ـ لا اصدق هذا.
عضت جين شفتها: "ما حدث بيني وبين ديميتري كان...غلطة. كان يجب الا يحدث ابداً".
ـ لماذا فعلتما ذلك اذن؟
ـ آه لا ادري كنت متكدرة...وهو....وهو...
سرت جين الآن لأنها لم تخبر امها بسبب رغبة ديميتري في الطلاق.
ـ استغل الفرصة.
ـ لا. لم يكن الانر كذلك.
ـ كيف كان اذن؟
احمر وجهها لهذا السؤال: "امي ارجوك لقد حصل ما حصل. الا يمكنك تقبل ذلك فقط؟"
نظرت اليها امها عن قرب: "الا تأخذين عادة حبوباً لمنع الحمل؟"
ـ انا افعل عادة. كان الامر تهورا مني، اعلم هذا.
ـ يا الهي العزيز!
ـ اعرف ان هذا غباء. انا ادرك ذلك الآن.
ـ اتساءل كم من النساء الشابات قلن ذلك.
ونهضت الام عن الاريكة واحذت تتمشى في انحاء الغرفة بقلق، ثم عادت تقول: "دعينا نواجه ذلك، انه ملام مثلك".
ـ لعله اعتقد مثلك انني اتناول حبوبا لمنع الحمل. لم نتحدث في الامر حينذاك.
ـ ومع ذلك...
ـ امي، هذه ليست مشكلة ديميتري، انها مشكلتي انا وسابقي الامر كذلك.
فشخرت امها: "يبدو ان ذلك الرجل تعود انجاب الاطفال من نساء ما كان ينبغي له...."
ترددت قبل ان تتابع: "اظنك:رايتها هناك...ماذا كان اسمها؟ لانت؟"
احنت جين راسها: "نعم. رايتها"
ـ وهل هي من سيتزوجها؟
وترددت جين ثم قالت: "لا. لقد مات طفل لانت"
احقا؟ هذا مناسب جدا".
ـ لم يكن الامر كذلك.
شعرت جين بان عليها ان تدافع عن تلك الفتاة فتابعت تقول: "اظنها كانت متكدرة جداً".
ـ وهل كان ديميتري متكدرا هو ايضاً؟"
ـ اظن ذلك,,,
وسكتت لحطة ثم اظافت: "ما زال ينكر ان الطفل ابنه".
حدقت امها فيها: "انت لا تصدقينه، اليس كذلك؟"
بدا العجز على جين: "لا...لا".
ـ هذا شيء سار على كل حال.
وبدا الارتياح على وجه الام: "ماذا ستفعلين الآن؟ هل ستربين الطفل وحدك؟"
ـ هذا هو الخيار الاول.
فقطبت الام جبينها وسألت: "الخيار الاول؟ وما هو الخيار الثاني؟ اذا لم ترغبي في اعلام ديميتري.."
وسكتت، وعندما تكلمت مرة اخرى، عكس صوتها اهتماماً حقيقياً: "انت لم تفكري في...عدم انجاب الطفل، اليس كذلك؟ اعني...لا حاجة لأي قرار سريع. يسرني ان افعل ما استطيع واعلم ان لوسي ستساعدنا".
ـ آه يا امي.
شعرت جين بعينيها تغرورقان بالدموع: "آخر ما تحتاجينه هو طفل هنا".
ردت امها بحزم: "لا تنسي ان هذا الطفل هو حفيدي مثل بول وجسيكا".
قالت جين بصوت مخنوق وهي تقف وتعانق امها: "ماما، انا احبك وانت تعلمين ذلك.."
حاولت الام ان تتذمر فلم تفلح: "والآن، اشربي الشاي. الشابات الحوامل يحتجن لكل قواهن.

 
 

 

عرض البوم صور شوق الهيا   رد مع اقتباس
قديم 19-05-09, 01:52 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 15297
المشاركات: 43
الجنس أنثى
معدل التقييم: شوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 460

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شوق الهيا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شوق الهيا المنتدى : روايات احلام
افتراضي

 

13ـ عودة الذكريات

كان ديميتري واقفاً عند نافذة غرفة نومه في بيته في كاليثي يحدق في البحر المعتم، عندما سمع طرقا متردداً على بابه.
شتم لانه لم يكن قد ارتدى بعد ثيابه لتناول العشاء في الفيلا. سار ليفتح الباب راجيا من كل قلبه الا يكون الطارق اريادن، فهو لا يريد جدلا آخر معها. لم تستطع ان تفهم لما فقد رغبته فيها منذ راى زوجته مرة اخرى، والله يعلم ان ما من جواب لدبه.
وتملكه الارتياح عندما رأى ان الطارق ليس اريادن انما الخادم الذي يحمل اليه خبراً بان اباه ينتظره. ابوه؟ ولم يتردد في اللحاق بالخادم الى الطايق السفلي.
قال: "ابي ما الذي جاء بك الى هنا؟ هل من حدث غير عادي؟"
نظر الرجل العجوز الى ابنه: "اخبرني..."
قطب ديميتري جبينه: "ما الذي تريدني ان اخبرك به؟"
ـ آه، هيا.
انتظر الاب وعندما وعندما لم يتكلم، تابع يقول: "اريادن تظنك غيرت فكرك بالنسبة الى الزواج. هذا ما قالته لأمك".
شعر ديميتري بوجهه يلتهب: "على اريادن ان تحتفظ بارائها لنفسها".
ـ هذا ليس صحيحا اذن؟
ـ انني غيرت رايي بالنسبة الى الزواج منها؟ لم اقل شيئا كهذا.
ـ لعلك فعلت شيئاً؟ اريادن تشعر بالاهمال.
وقف ديميتري، وقال: "ما الذي قالته؟"
ـ لا اظنني بحاجة لأن اجيب عن هذا السؤال يا ديميتري.
فتأوه ابنه: "يا الهي!"
ـ اذا اردت ان تقول ان لا علاقة لك بهذا، فإياك!
ورفع ليو عينيه الداهيتين اليه مضيفاً: "اجب عن هذا السؤال فقط. هل رايت جين منذ عادت الى انكلترا؟"
ـ انت تعلم انني لم ارها.
ـانا اعلم؟
ـ ينبغي ان تعلم. فقد امضيت الاسابيع الثلاثة الاخيرة في اثينا اعالج مسألة انفجار السفينة. متى تيسر لي الوقت للذهاب الى انكلترا؟.
ـ ولم تزرك هي في اثينا؟.
ـ من؟ جين؟ طبعا لا.
وشخر ساخرا، فقال ليو: "حستا، اذا قلت انك لم ترها فانا اصدقك. ولكن اخبرني امرا اخر هل رغبت انت في ذلك؟"
ـ رغبت في ماذا؟
ـ في ان تراها يا ديميتري؟ ان ترى جين. انه سؤال غاية في البساطة.
شتم ديميتري ودفع الكرسي التي يجلس عليها، قبل ان يلتفت الى ابيه مرة اخرى ويقول وهو يدس اصابعه في شعره: "لا بأس ماذا تريدني ان اقول يا ابي؟ اخبرني بما تريد ان تسمع وسأقوله بهذه الطريقة اظننا سنوفر الكثير من الوقت".
توتر فم ليو: "لا حاجة لذلك، يا ديميتري طرحت عليك سؤالاً بسيطاً.
ـ نعم، هذا صحيح.
ـ وعليّ ان افترض ان شكوكي لها ما يبررها.
فقال الابن بحرارة: "لا.لا انها ليست كذلك. اعترف بانني لم امنح اريادن الانتباه الذي تستحقه في الاسابيع الاخيرة. لكن حالما يتم الطلاق، سأكون حراً في التعويض عن ذلك، وسترى".
لم يبد الاقتناع على ابيه: "اذن رؤيتك لجين مرة اخرى لم تشكل اي فرق في شعورك نحو اريادن؟"
ـ لا!
فتنهد ليو: "لماذا لا استطيع ان اصدقك؟"
ـ ابي، مهما كان شعوري، وانا لا اقول انني اشعر بشيء، فجين لا تهتم بي وانت تعرف ذلك.
وتردد. وعندما لم تتغير ملامح وجه ابيه، قال بعناد: "لا بأس، ثمة انجذاب بيننا لطاما كان الحال كذلك، لكنها لن تغفر لي ابداُ ما تظنني فعلته مع لانت وما من شيء سيغير هذا. وهكذا.."
ـ يمكنك ان تخبرها الحقيقة.
ـ اتظنها ستصدقني؟ انها لم تصدقني من قبل قط.
ـ لأنك كنت دوما تخفي عنها شيئاً.
ـ نعم، اذا كانت احبتني، فعليها ان تصدق كل ما اقوله.
ـ آه، يا ديميتري، لا تكن بهذا الغرور والازدراء الآخرين! ماذا كنت لتشعر لو اكتشفت ان جين حملت بطفل، فزعم رجل آخر انه الاب؟.
نظر ديميتري الى كأسه: "اظنني ما كنت لأدينها لفقدان الادلة الكافية".
فقال الاب ساخراً: "يا للشهامة يا ديميتري! انا اعرفك. كنت لتطردها من بيتك ثم تمزق ذلك الرجل ارباً ارباً.
صرف ديميتري باسنانه: "اهذا رايك بي، يا أبي! ما الذي تقوله؟ انه ما كان علي ان اطلّق جين؟ ظننتك مولعاً باريادن؟"
فقال الاب بفروغ صبر: "نعم انا مولع باريادن. في طفولتكما، ظننت انها ستكون الزوجة المناسبة لك لكن هذا لم يحدث قط. لقد قابلت جين، وادركت منذ اللحظة التي رايتكما فيها معا انها حبيبة عمرك!"
توتر فك ديميتري: "كان هذا وهماً، اليس كذلك حتى اننا لم نعجب ببعضنا البعض حين تعارفنا لأول مرة".
ـ لعلكما لم تعجبا ببعضكما البعض لكن الشرر تفجرّ بينكما بكل تأكيد. كنت واثقاً تماما حين دخلت المعرض من انها تحاول اغرائي للشراء.
ـ همم.
لم يشأ ديميتري ان يتذكر ما جرى، لكنه لم يستطع ان يمنع تدفق الذكريات. تذكر ما شعر به حين وجد اباه يناقش الفنون مع فتاة بدت بسن تلميذة مدرسة، فكيف يمكن ان تكون حاصلة على شهادة في الفنون؟
وشعر بالغيظ، لكنه سرعان ما ادرك ان غيظه موجه نحو ابيه بقدر ما هو موجه نحو اي شخص آخر.
هل كان غيوراً؟ نعم اذ استاء من فكرة ان يكون الرجل العجوز قد وجد لنفسه مثل هذه الرفيقة الشابة المثيرة للغاية. وعندما اقترح ليو ان توصل جين التمثال البرونزي الذي اختاره الى فندقه بنفسها، تدخل ديميتري بسرعة وعرض ان يوصل هو التمثال بدلا منها. قال انه سيمر يالمعرض مرة اخرى قبل ان يغادر انكلترا وسيسره ان يوصل ذلك التمثال شخصياً.
احتجت جين طبعا مشيرة الى ان ايصال التحفة لا يزعجها. وفي النهاية، اتخذ ابوه القرار وهو يبتسم بشيء من الغرور. فكان ان زار ديميتري المعرض بعد ايام قليلة ليأخذ التمثال.

كان المعرض على وشك الاغلاق، فقد ارخيت الستائر الطويلة. وعندما فتح الباب تملكه شعور بان المكان خالٍ، لكن سرعان ما برزت جين من المكتب فتسارعت خفقات قلبه.
شرعت تقول: "لقد اقفلنا الابواب مع الاسف"
ولما عرفته هتفت: "اهذا انت؟"
ـ نعم، انا. كنت تتوقعين قدومي كما اظن. الم ينبهك مساعدي الى انني قادم؟
التمعت عيناها الخضراوان وبد عليها التسلية: "ينبهني؟ هل انت رجل خطر يا سيد سوفاكيس؟"
قال عابساً: "لا، انا مجرد رجل عديم الصبر. هل التمثال جاهز؟"
تنهدت، وشعر هو بفظاظته بينما اشارت هي الى المكتب خلفها قائلة: "انه جاهز. وهو هناك اذا احببت ان ترافقني لأكتب لك وصل الاستلام".
كان يتصرف بجفاء من دون ان يعلم السبب، فهي تحاول التصرف بمودة. ولم يفهم ما الذي جعله يتصرف بهذه الخشونة.
كان المكتب صغيرا لا يحوي الا خزانتين للملفات وكمبيوتر وآلة للطباعة، وكانت الطاولة مغطاة باكياس سوداء من البلاستيك قالت مشيرة الى الاكياس: "آسفة لوجود هذه. لم يتيسر لي اخذ اكياس النفايات الى خلف المبنى بعد. لم لا تتفضل بالجلوس ريثما انهي كتابة الوصل؟"
توقف ديميتري عند الباب. بدا واضحاً انها تعمل وهي واقفة، وهو لن يسهل عليها المهمة اذا عاملها باستعلاء.
وعلى الفور، تقدم الى الداخل ورفع اكياس البلاستيك تلك وسألها: "لم لا تريني اين تضعين هذه الاكياس كي تتمكني من النحرك بسهولة؟"
اتسعت عيناها دهشة. وعندما ابتسمت صعق لجمالها المفاجئ. سبق وسلّم بانها فتاة جذابة لكن الاحمرار القليل الذي صبغ وجنتيها وانفراج فمها بشفتها السفلى الممتلئة عن ابتسامة جعلاها تبدو له مذهلة. قالت: "هذا لطف كبير منك لكن هذه الاكياس يعلوها الغبار وقد توسخ بذلتك"
قال غير مهتم ببذله الرمادية اللون التي فصّلها اهم مصممي الازياء: "لا تهتمي لهذا"
وصمت لحظة ثم سأل: "هل قلت خلف المبنى؟"
ـ نعم.
اطالت النظر اليه ويبدو انها رات تصميمه الجاد فخرجت من خلف الكتب وسارت الى الباب محتكة به قليلا. كان احتكاكاً ضئيلاً لكنه احس بما لم يشعر به نحو اي امرأة اخرى قط من قبل. سحرته رشاقتها واثارته رائحتها الانثوية.
سبقته الى الممر الضيق الذي يؤدي الى خلف المبنى وفتحت الباب فراى اكياسا اخرى مرصوصة في الخارج.
قالت وهي تتنحى عن طريقه ليستطيع التخلص من حمله: "دع الاكياس هنا فقط، وسيأخذونها في ما بعد. شكراً. اقدّر لك هذا كثيراً".
رد عليها بلغته، وعندما لم تفهم عاد يقول بالانكليزية: "على الرحب والسعة".
انتظرته الى ان عاد من الخارج، فاقفلت الباب بالمفتاح قائلة: "لا بد انك قوي جداً"
ولأول مرة، جعلته يبتسم وهو يقول ساخراً: "انت رقيقة للغاية. لا اتلقى دوما مديحاً كهذا"
ردت عليه بحدة: "انا واثقة من انك تتلقى الكثير من المديح"
بدا انها لم تقتنع بانكاره وهي تسير امامه الردهة، فاتحة له مجال التحديق في ظهرها خصر نحيف وساقان طويلتان تظهر جمالها تنورة الثوب القصير التي ترتديه اما شعرها فكان منسدلاً على كتفيها بتموجات عسلية وتملكته رغبة مفاجئة في ان يأخذه في قبضة يده ويدفن وجهه فيه.
ارغم نفسه على طرد هذه الافكار، واخذ يتساءل عما اذا كانت على موعد مع شخص هذا المساء وهل هو سبب ارتدائها هذا الثوب الذي بدا واضحاً انه لا يتناسب مع عملها؟
آخر مرة رأها فيها كانت ترتدي تنورة وبلوزة بيضاء ورغم انه لاحظ، حينذاك، ساقيها فهو لا يتذكر انه راى الكثير منها.
انتبه من افكاره هذه ليرى انهما عادا الى غرفة المكتب، وجين تفتح ادراج المكتب وهي تتمتم محدة نفسها: "لا بد انه هنا في مكان ما".
وقف ديميتري عند العتبة الباب مكتفيا بمتعة النظر اليها. كانت جميلة للغاية ومليئة بالانوثة.
ومرة اخرى، ارغم عينيه على الابتعاد عنها. ماذا حدث له؟ ان اباه ليس هنا الآن، كما ان النساء لا تنقصه في حياته وبما انه رجل ثري بالوراثة فقد فتح هذا امامه الكثير من الابواب.
لم تكن جين واعية طبعا الى افكاره هذا والى تخيلاته ولحسن الحظ انها لا تستطيع ان تقرأ افكاره والا لما انحنت على المكتب بهذا الشكل وعادت تفتح الادراج مرة اخرى، واحدا بعد آخر، تقلب المحتويات بسرعة وضيق.
بدا واضحا انها تريد الخلاص منه، هذا تصرف جديد عليه.
ـ يفترض ان يكون هنا في مكان ما. اعطتني اولغا اياه قبل ان تغادر، بعد ان اتصل ذلك الشخص من مكتبك. انا واثقة من انني وضعته في... اوه!
وصرخت الماً فدخل ديميتري ودار حول المكتب: "ماذا فعلت؟"
راى دماً على اصبعها... وبدون ان يفكر رفع اصبعها الى فمه نظرت اليه مجفلة وادرك ان الوقت فات على ان يتجاهل معنى عمله.
قال على الفور: "اسف, ما كان لي ان افعل هذا".
ـ هذا صحيح.
بدا واضحا الى حد مؤلم انها لم ترحب بهذه الحميمية.
ـ كان غباء مني تعظيم هذا الامر. فهو مجرد جرح بسيط بقاطع الورق.
واخذت تتفحص الجرح قبل ان تضيف: "ساضع عليه ضمادة فيشفى".
تراجع ديميتري الى الخلف ليدعها تأخذ حقيبة يدها من خزانة الملفات، ثم راحت تبحث فيها عن ضمادة. بدت على شفتها العليا طبقة من قطرات العرق فتساءل عما اذا كان حقا غير مبالية كما تريده ان يعتقد. على كل حال، اخذ يعنف نفسه فهو لم يأت الى هنا ليقيم علاقة مع هذه المرأة. انه يحاول فقط ان يحمي اباه وهذا كل ما في الامر.
لكن هذا كذب! فقد اراد ان يراها مرة اخرى، كما اعترف عندما ظنها تلميذة فنون اما الآن، ففقد بدت خلابة للغاية في ملابسها الانثوية هذه.
كانت قد وجدت ضمادة طبية فحاولت ان تضعها على اصبعها الجريح. وبعد ان اكتشفت انه ما زال يراقبها، منحته ابتسامة متوترة: "أجرح اصابعي بقاطع الورق دوما، حتى اني افكر في وضع قفاز من المطاط"
ـ وتخفين يديك الجميلتين؟
وهز راسه ثم تقدم يأخذ الضمادة من يدها قائلا بلطف: "دعيني اضعها"
وعندما انتهى سألها باسما: "هذا احسن. اليس كذلك؟
نظرت الى يديهما معا ثم هزت كتفيها بعجز: "نعم شكرا والآن اذا سمحت فسأحضر لك لفافتك"
حدق ديميتري في عينيها طويلا، قبل ان تسقط يده الى جانبه: "طبعا، اذا كان هذا ما تريدينه"
فغرت فاها: "هذا ما تريده انت، اليس كذلك؟
لوى شفتيه: "ليس لديك فكرة عما اريده يا انسة لانج".
حبست انفاسها ثم استدارت مبتعدة وكأنها استيقظت من حلم. فالقت حقيبتها لتعود بسرعة الى المكتب.

 
 

 

عرض البوم صور شوق الهيا   رد مع اقتباس
قديم 19-05-09, 01:54 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 15297
المشاركات: 43
الجنس أنثى
معدل التقييم: شوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 460

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شوق الهيا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شوق الهيا المنتدى : روايات احلام
افتراضي

 

14ـ لا اريد هذا النقاش

لكن ورغم ارادتها تقريباً، عادت عيناها تنجذبان الى عينيه: "ما الذي تريده يا سيد سوفاكيس؟".
واضافت بصوت يرتجف قليلاً: "اذا كنت تتطلع الى علاقة عابرة لليلة واحدة، فعلي ان اخبرك بانني لا احب العلاقات العابرة".
لم يستطع الا ان يعجب بصراحتها رغم صرخة الدهشة التي انطلقت من بين شفتيه: "هل طلبت منك علاقة لليلة واحدة؟. العفو، لا اتذكر انني طلبت امرا كهذا".
احمر وجهها، فندم على غلطته. واذا كان صادقا فعليه ان يعترف بانه فكر في اغواءها. لا بل اراد ذلك. وهذا هو سبب امتعاضه من قوة ملاحظتها.
تمتمت وهي تعود بنظراتها الى مهمتها: "وهكذا، بما اننا نفهم بعضنا البعض، يا سيد سوفاكيس".
وعرف ديميتري لهفة لا يمكن التحكم بها لكنه لم يجب. وبعد لحظات، بدا انها وجدت الايصال الضائع، فهتفت بانتصار: "كنت اعلم انني استلمته".
اما ديميتري الذي لم يكن مهتما بالامر على الاطلاق فقد ابتسم ساخرا: "سأحاول ان اتحكم بحماستي".
وعندما نظر اليها راى ان احمرار وجهها ازداد. وقالت بجمود: "قد لا يهمك هذا يا سيد سوفاكيس. لكن وظيفتي تقتضي ان تكون معاملاتي مكتملة. اما واثقة من ان اباك لن يكون سعيدا بدون شهادة ثبت اصل هذا التمثال.
هز ديميتري كتفيه وقال: "انا واثق من انك محقة، انسة لانغ. ابي يهتم بهذه الامور كما تقولين... لكنني، مع الاسف، لست كذلك".
عندئذ قالت بعجز: "لماذا عرضت ان تأتي لأخذه؟".
لم يستطع ان يكبح لهفته للمسها وقال معترفا بشيء كان ينكره حتى الساعة: "لأنني اردت ان اراك".
ولامس خدها الساخن بيده، وهو يتابع: "ما انعم هذا".
امالت وجهها جانبا، لكنها لم تبتعد عنه وقالت: "لكنك قلت انك لا تريد اي علاقة عابرة معي".
رفع ديميتري حاجبه: "الم يكن لك صديق قط؟".
فقالت هازئة: "طبعا كان لدي اصدقاء. ارجو الا تدعي انك تريد ان تصبح صديقا لي!"
فقال موافقاً: "لا. انا لم اعد اعتبر صديقاَ".
ـ ما هذا الذي تقوله اذن؟
ـ هل علي ان اهجئ الامر لك؟ احب ان ازداد معرفة بك. واذا وجدت اننا منسجمان، فقد تتطور علاقتنا. من يعلم؟
ـ كنت اعلم هذا!
وابتعدت عنه قليلا ثم واجهته هازئة: "هذا كل ما يهمك، اليس كذلك؟ لماذا لا تعترف بذلك؟"
قال بحدة وقد بان عليه الغضب: "لأن هذا ليس صحيحاً".
وتحير وهو يدرك انه يعني كلامه، وتابع يقول: "يا الهي! هل ابدو لك فاسقاً؟"
ـ لا ادري. لا ادري يا سيد سوفاكيس.
ـ بالضبط وهكذا، وقبل ان تبدأي بالقاء الاهانات كيفما اتفق، من الافضل ان تمنحي نفسك فرصة لمعرفتي بشكل افضل.
هتفت بشكل صبياني: "لا اريد ان اعرفك".
وشعر هو بتحكمه نفسه يهتز بشكل خطر، فسألها وهو يستسلم لغريزته: "هل انت واثقة من ذلك؟"
وامسك بمعصمها وجذبها اليه محيطا خصرها بذراعه ثم نظر الى ملامحها المجفلة مضيفاً: "هل انت واثقة حقاً؟"
مضت لحظة لم تستطع فيها تحويل نظراتها عنه ثم اخذت تقاومه حتى استطاعت ان تجعل يدها بينهما ضغطت على صدره باصرار وقالت: "اتركني".
ـ واذا لم افعل؟ ماذا ستفعلين؟ انت وحدك هنا. لقد اعترفت بهذا نفسك.
ـ هل تهددني يا سيد سوفاكيس؟
ـ لا!
وتملكه الاشمئزاز من نفسه فتركها: "اقترح ان تعطيني التمثال ثم اخرج لان هذا ما تريدينه، كما يبدو".
ـ نعم
لكنه لاحظ نبرة عدم اقتناع في صوتها او لعله تمنى هذا... فهي لم تمنحه سببا يجعاه يعتقد انها غيرت رايها.
بدا الطرد الذي يحتوي على التمثال اكبر مما توقع. وقالت له باسف وهي ترى دهشته: "قمنا بلفه باشياء سميكة. هل تستطيع ان تحمله؟"
فلوى شفتيه: "لماذا تسالين؟ هل تعرضين المساعدة؟"
فترددت: "اذا شئت ان اساعدك، فقد تعودت على حمل الرزم الثقيلة"
وقال بجفاء: "والزيائن الثقلاء ايضاً".
شبكت يديها ببعضهما البعض وحدقت فيه بانزعاج: "لقد جرحت شعورك، اليس كذلك؟"
فشتم بلغته ثم قال: "ولماذا يهمك جرح شعوري؟ لعلك لن ترينني بعد الآن ابداً".
ـ لكن لا اريد ان بظن ابوك انني كنت ليلة الادب مع ابنه.
اطلق ديميتري ضحكة قصيرة: "هذا صحيح. هذا هو المهم. اليس كذلك؟ انت خائفة من ان يتعامل ابي مع متجر آخر، اليس كذلك؟"
فرقعت كتفيها: "انا مجرد موظفة هنا، يا سيد سوفاكيس".
ـ حسنا، لا تقلقي، لعل ابي سيصفق استحساناً، لانه يراني منغطرساً للغاية.
لوت شفتيها: "وانت كذلك فعلا".
ـ تواضعك لم يدم طويلا.
فابتسمت: "لعلك تعجبني اكثر بهذا الشكل".
ـ اتعنين وانا اتصرف بسخافة؟
فخبست انفاسها: "لا يمكنك ان تكون سخيفا حتى اذا حاولت".
فقال: "لا؟"
ـ لا.
ـ حتى لو اخبرتك بانني اريد ان اعانقك في هذه اللحظة؟
فتراجعت: "لن تفعل هذا".
هز ديميتري راسه وانحنى ليلتقط الصندوق وهو يقول: "لا. اظننا ستفترق هنا في طريقينا المنفصلين".
وانتصب واقفا مبديا امتعاضه لثقل الصندوق وهو يقول: "هل لك ان تفتحي لي الباب؟ سيارتي في الخارج".
ـ آه، يكل تأكيد.

واسرعت امامه في المعرض المعتم ثم فتحت الباب وهي تقول: "لعلك ستجد مخالفة سير على زجاج سيارتك الامامي".
فقال بجفاء: "سأكون بخير".
وخرج من الباب ثم نزل الدرجات الى حيث وقفت سيارة ضخمة رباعية الدفع.
ـ نعم. انت على حق!
ـ اوه...
وتبعته جين ودارت حول السيارة لتسحب المخالفة من الزجاج الامامي، ثم نظرت اليها بفروغ صبر: "سأطلب من اولغا ان تحل المسألة".
كان ديميتري قد فتح صندوق السيارة ووضع الصندوق الثقيل داخلها لكنه التفت اليها وقال: "انسي، سافعل انا ذلك".
ـ لكنك لا تستطيع...
ـ اتراهنين؟
عضت شفتها: "ما كان لهذا ان يحدث لو لم تساعدني على نقل تلك الاكياس الى الخارج ثم... جرحت اصبعي..."
وهزت راسها عندما صفق باب الصندوق ودار حول السيارة الى حيث وقفت قالت: "انه ذنبي انا حقاُ".
ـ هذا غير مهم.
خطف المخالفة من يدها ثم القى بها في اقرب سلة مهملات: "لقد انتهى الامر".
نظرت اليه بحيرة: "هل هذا ما تفعله عادة بالمخالفات؟"
ـ لا. فقط بتلك التي احصل عليها بسبب مساعدتي للبنات الجمبلات.لا تقلقي بهذا الشأن.
ضحكت وقالت: "انت...انت... "
قال وهو يطمئن الى ان صندوق السيارة مقفل: "سيء؟"
ثم عاد مضيفاً: "نعم. اعرف هذا"
فقالت باحتجاج: "لم اكن انوي ان اقول ذلك. انا لا اظنك سيئاً".
ـ لكني لا اعجبك.
بدا الاضطراب على ملامحها فادرك انها ليست من الثقة بقدر ما تريد ان تبدو، وان من السهل ان يستغلها. كان الشارع الذي يقوم فيه المعرض هادئا ظليلاً.
لكن ذلك لن يحدث. لن يدمر التفاهم الهش الذي بدا انه ينمو بينهما. وقد ذهل تماما عندما وضعت يديها فجاة على كتفيه وقالت بصوت اجش: "انا لم اقل انك لم تعجبني".
صدمه تصرفها ومنعه الذهول من ان يبدي اي ردة فعل.
وادرك انها هي ايضا صدمت، وبدا على وجهها الذعر...
ورغم انها لم تتراجع وتلتجئ الى المعرض، الا انه علم ان المسألة مسألة وقت قبل ان تفعل هذا.
بحثت عيناها عن عينيه باستنكار صامت لما حدث للتو كما رفع هو جابيه متسائلا. ثم قال متكاسلاً: "اظنني قمت بعنل صائب في النهاية".
اخذت نفساً مرتجفاً: "لا ادري ماذا حدث لي".
وادرك ديميتري ان رجلاً اكر رقة منه كان ليعذرها ويتسامح معها. لكنه لن يفعل ذلك بعد ان امضى الساعة الاخيرة في حالة من الاثارة ما جعل عملها البريء هذا بمثابة القشة الاخيرة... هل تظنه مصنوعاً من ثلج؟ ومال نحوها ووضع يديه على خصرها وجذبها اليه: "انا ادري، دعيني اريك".
لم يدع وقتاً للاحتجاج. عانقها كما يرغب في ان يعانقها منذ دخل المعرض.
في البداية، حاولت التحكم في نفسها لكنها لن تسنطع ان تتماسك اكثر فتأوهت ثم اذعنت، مستسلمة لعناقه.
وتذكر ديميتري عابساً ان تلك كانت بداية علاقتهما، وسرعان ما ااكتشف انها ساذجة الى حد ميئوس منه، وعديمة الخبرة
وكلما ودعها كان بتحرق شوقا حتى يراها مرة اخرى. لكنهما واجها معوقات، فامها وامه لم توافقا على علاقتهما, وقد تملك امه الذعر حين اخبرها انه وقغ في غرام فتاة انكليزية، اما والدة جين فلم تثق به منذ البداية.
لكنهما تغلبا على الاعتراضات كلها. ورغم انه ادرك ان جين ارتبكت للسرعة الذي جعلها بها زوجته، الا ان حبها البالغ له منعها من الاهتمام وقد امضيا شهر العسل في جزر الكاريبي. وتملكه الالم لهذه الذكريات. ذكريات الايام الطويلة والليالي الاطول في جزيرتهما تلك. ويا لها من ذكريات! كم كان يحبها، وحبس انفاسه. والى اي حد ما زال يحبها!
ـ هل انت بخير يا ديميتري؟
كان المتكلم ابوه. وادرك ديميتري انه يحدق في الظلمة منذ مدة لا يعلمها الا الله، وان تاه في افكار نسيها، وان اباه ينتظر ليأخذ جوابه.
قال وهو يتحول عن النافذة ويسكب لنفسه كأساً آخر: "آسف. كنت افكر، وهذا كل شيء".
ـ تفكر في جين؟
حدق ديميتري في الرجل العجوز بعينين غاضبتين: "وهل بامكاني ان افكر في شيء آخر؟"
ـ لا ادري، هل بامكانك ذلك؟
فاجاب عابساً: "دع ذلك يا ابي، فانا لا اريد هذا النقاش".
ـ لماذا؟ لأنك تظنني لا استطيع احتمال الحقيقة؟ كن صادقاً، يا ديميتري، لماذا وافقت على ان تطلق جين وتتزوج من اريادن؟ هل لأنك ظننتني متلهفا الى حفيد؟
تنهد ديميتري: "ابي..."
ـ اجبني...تبا لذلك
ـ لا بأس
وزفر مرهقاً: "لا بأس...احد الاسباب"
ـ امك طلبت منك ذلك، كما اظن. تماما كما اخبرتني انك واريادن وقعتما في الحب. كما انه ليس علي ان اعتبر لي طفل ينجبه ستيفن وفيليب من لحمي ودمي.
ـ ستيفن وفيليب؟
ـ نعم.
وهز ليو راسه: "اسمع يا ديميتري. لدينا، انا وانت، ما نقوله لبعضنا البعض، سواء اعجب ذلك امك ام لا".

 
 

 

عرض البوم صور شوق الهيا   رد مع اقتباس
قديم 19-05-09, 01:55 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 15297
المشاركات: 43
الجنس أنثى
معدل التقييم: شوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 460

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شوق الهيا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شوق الهيا المنتدى : روايات احلام
افتراضي

 

15ـ انها الحقيقة!

كانت جين وحدها في المعرض عندما دخل اليكس هانتر. مضت لحظة ظنتته فيها ديميتري، فانتفض قلبها اذ لم تسمع منه خبراً منذ عودتها من اليونان منذ ستة اسابيع. ورغم انها حدثت نفسها بان هذا المتوقع، الا ان انها لم تستطع ان تحول دون ان تتمنى لو يتصل بها. كما انها حاولت ان تتصل يالفيلا في كاليثي، لتطمئن الى انه بخير بعد انفجار السفينة، لكنها لم تستطع قط ان تتجاوز انجلينا. وكانت واثقة من ان والدة ديمتيري امرت انجلينا بالا تحول اتصالاتها الى زوجها. وبعد محاولتين من دون جواب، فقدت جين الامل. ولم تعد الصحف تذكر الموضوع، فلم يعد امامها سوى ان تفترض ان ديميتري واخاه عادا سالمين.
لم تر اليكس منذ عودتها، وهذا بقرار منها. ورغم انها قالت له انها لا تريد ان تراه مرة اخرى، لم يستسلم.
كان قد اتهمها بانها قد خدعته لأنها جعلته يعتقد ان لديهما مستقبلا معا، بينما كلل ما سعت اليه في الحقيقة هو ان تثير غيرة زوجها، وهذه التهمة لم تكن صحيحة ابدا. لكن جين قررت الا تبرر تصرفاتها له، وان تتركه يعتقد ما يشاء.
اذا ما توقعت منه ان يتوقف عن زيارتها، فقد خاب املها. وهو هنا الآن من دون موعد سابق مع اولغا في الواقع، كانت مخدومتها قد غادرت منذ اكثر من ساعة، وهي تشكو من صداع.
وفي هذه اللحظة، تمنت لو انها اخذت بنصيخة اولغا واقفلت المعرض باكرا.
فقد قال: "انت تجهدين نفسك في العمل بالنسبة الى امراة في وضعك".
فمنذ علمت ان مساعدتها حامل، اخذت ترعاها بشكل رائع رغم انها لم توافق على عدم اخبار الاب بالحمل وكانت جين تنوي اقفال المعرض، لكن عينيها وقعتا على صناديق الشحن التي وصلت ذلك الصباح. فقررت قضاء ساعة اخرى مع اللوحات الزيتية قبل اقفال المعرض.
وها هي الآن تتمنى لو انها لم تفعل. لم تكن خائفة من اليكس، لكنها تفضل ان تلقاه في مكان عام. يا ليت اولغا هنا! وسرها انها تحمل لوح تثبيت الاوراق فهو يغطي انتفاخ بطنها بحيث لا يراه.
اغضبها ان تسمح له ان يرهبها بهذه الطريقة، وكان هذا باديا في حديثها: "مرحبا يا اليكس اذا جئت لترى اولغا، فقد خرجت منذ دقائق".
هز اليكس كتفيه من دون اكثرات. كان رجلا طويلا بعض الشيء، لكنه نحيل بارز العظام، ما جعل جعل بنيته لا تتلاءم مع سترته الكحلية وقال: "هذا غير مهم. لا اريد ان ارى اولغا".
فكبتت آهة: "آه، يا اليكس..."
ـ لم انس انك اخبرتني بانك لا تريدين رؤيتي مرة اخرى...
ـ لم اقل هذا بالضيط. اظن فقط ان علينا الا نخرج سوية. كنت اظننا صديقين، لكن يبدو انك اردت شيئا آخر.
قال على الفور: "انت ايضاً، وذلك قبل ان تذهبي لرؤية زوجك السابق".
فتنهدت جبن وقالت تصحح له كلامه من دون ان تعلم بالضبط لما تزعج نفسها: "لم يصبح زوجي السابق بعد".
الا تتلقى اي خبر من محامي ديميتري لا يعني ان اجراات الطلاق توقفت. وتابعت تقول: "اسمع يا اليكس، علاقتي بديميتري لم تتغير".
نظر اليها غير مصدق: "ولم لا نستمر في رؤية بعضنا البعض اذن؟ ظننتك تكنين لي المودة فقد امضينا اوقاتاً جميلة مع بعضنا".
ـ هذا صحيح.
لم تكن تريد هذا النقاش كله فشبكت ذراعيها على صدرها وقالت: "الامر فقط...حسنا...الا تظن انك لن تتمكن من الادعاء باننا سنبقى دوما صديقين؟"/
فقال عابسا: "لم يكن هذا يهمك من قبل".
قالت بتعاسة: "كان هذا قبل ان تعبر لي عن شعورك نحوي".
وكان اللوح يخزها في بطنها قومته قبل ان تتابع: "لم اكن انوي قط ان اؤلمك يا اليكس. صدقني"
ـ لكنك فعلت ذلك.
وتحرك بقلق، ثم، ومن دون انذار، اختطف اللوح من قبضتيها وهو يهتف: "بالله عليك، الا يمكنك ان تضعي من يدك ها الشيء اللعين اثناء حديثنا؟"
والقى بالوح الى الارض فانزلق بعيدا على الارض الخشبية المصقولة. اخذ ينظر اليه و كذلك فعلت جين انما لسببين مختلفين بدا اليكس وكأنه يحاول تمالك نفسه، بينما شعرت جين بانها مكشوفة تماما الآن
كانت ترتدي سروالا من الكتان وبلوزة وردية تتسع تدريجيا حتى خصرها. ولطالما كانت جين تحيفة ما جعل انتفلخ بطنها يبدو جليا الآن.
وبدا ان اليكس لاحظ ذلك لأن عينيه تسمرتا على بطنها كما جعلها تشعر بالارتياك. كان هذا آخر ما تحتاجه وتمنت لو يخرج ويتركها وحدها.
سألها اخيرا بحيرة: "هل انت حامل؟"
ثم اضاف بشيء من المرارة: "اراهن على ان ديميتري يعلم بالامر".
ـ انه لا يعلم.
وتملكها الغضب، وسارت الى اللوح تلتقطه: "على كل حال، هذا امر لا يخصك يا اليكس، ومن الافضل ان تذهب".
فقطب حاجبيه: "الم تخبري ديميتري انه سيصبح اباً؟".
ـ هل قلت ان هذا هذا الطفل ابن ديميتري؟
ـ لكني افترضت فقط...
ـ انت تفترض اموراً كثيرة. لم لا تفعل ما طلبته منك وتخرج؟
لم يتحرك وسألها: "ماذا ستفعلين بهذا الشأن؟"
لم تصدق وقاحته: عفوا؟ اظن ان هذا من شاني، اليس كذلك؟"
ـ حسنا، هل ستتزوجين والد الطفل؟ انه ابن ديميتري. اليس كذلك؟
فشهقت: "ليس لديك الحق في ان تتدخل".
ـ افترض انك لن تتزوجي مرة اخرى.
ـ انا متزوجة. وكما قلت من قبل، انت تفترض امورا كثيرا والآن، ارجوك، اريد ان اقفل المعرض واريد ان تخرج.
اقتري منها قليلا وقال: :لا تتصرفي بهذا الشكل، يا جين. انا اريد ان اساعدك وحسب...فامرك يهمني وسابقى كذلك حتى لو خنتني مع رجل آخر".
ـ انا لم اخنك.
وتمنت ان يدخل احد ليقطع عليهما هذا الحديث: "اليكس، هذا غباء. انا آسفة اذا ظننت اني خدعتك لكن هذا الحديث لن يغير الامور".
لم يعد يبعد عنها سوى خطوات: "يمكنك ان تتزوجيني بدلا منه. واظن ان بامكاني ان اكون ابا جيدا. الاطفال بحاجة الى آباء، الا توافقيني؟"
فتملكها الذعر: "لكنني لا احبك، يا اليكس"
ـ انا اعرف ذلك.
ـ اذن...
ـ انا احبك.
ـ لا...
ـ لطالما احببتك منذ اول مرة جئت فيها الى هنا لاراجع حسابات السدة ايفانوفيتش، وهي تعرف شعوري. لقد اخبرتني كم كان زوجك نذلا معك. قالت ان علي ان اتحلى بالصبر فقط وانك، عاجلا ام آجلا، ستدركين انني لست مثله.
آه، انها اولغا!
اغمضت جين عينيها لحظة، متمنية لو ان مخدومتها هنا. يبدو ان الحديث الذي ذكره اليكس حدث منذ فترة.ليت اولغت هنا! وعادت تقول: "انا آسفة...اقدر لك هذه المجاملة، يا اليكس ... صدقني لكني لا استطيع ان اتزوجك".
ـ لماذا لا تستطيعين؟.
ـ انت تعرف لماذا.
هز راسه: "لا. لا اظنك فكرت في الامر بما يكفي. اعرف انك الآن لا تحبيني ولكن امنحيني فرصة، سيكون امامنا سنوات لكي.."
قالت بحزم: "لا، يا اليكس".
لكنه اقترب منها اكثر ليضع يديه على كتفيها.
ـ هيا، يا جين. امنحيني فرصة، ودعيني اريك كم ستكون الامور حسنة.
ـ كلا ، يا اليكس.
وشعرت بالخوف. بدا واضحا انها لا تؤثر فيه ومهما قالت قهو لن يصغي اليها.
قال وهو يمر بيديه على ذراعيها ما جعل جسمها يقشعر: "لا اظن ان وضعك الحالي يعجبك. سواء كنت مطلقة او عزباء، ما من رجال كثر يقبلون بامرأة مع طفل من رجل آخر".
واحنى راسه: "دعيني اهتم بك، يا جين. انت تعلمين انك تريدين ذلك".
ـ كلا، لا اريد يا اليكس. ارجوك.
وضغطت يديها على صدره تدفعه، وسقط اللوح بيتهما: :عليك ان تدعني اذهب!"
رد عليها بحدة وهو يزداد اقترابا منها ليسمرها على لوحة زيتية من عهد آخر قياصرة روسيا: "ليس علي ان افعل شيئا".
جرح اطار اللوحة الذهبية ظهرها فيما تابع يقول: "يمكنني ان افعل ما اريد... من ذا الذي يمنعني؟"
ـ اليكس. بالله عليك!
وبدأت تفقد الامل. اطار اللوحة الذي يجرح ظهرها، واللوح الذي ينقر كاحلها جعلاها عاجزة بشكل لم تعرفه من قبل. وخطرت لها فكرة فرفعت قدمها ثم ركلت اللوح بشدة نحو ساق اليكس.
شتم واسترخت قبضتاه لحظة فاغتنمت الفرصة ودفعته بعيدا عنها، ثم ركضت نحو الباب لاهثة. الصوت المميز للباب وهو يفتح جعلها تقف. كان الوقت عصرا واشعة الشمس التي تدخل من الستائر تركت وجه الزائر في الظل. كل ما كانت جين واثقة منه هو انه لامرأة.
اول ما خطر لها هو ان اولغا عادت.
ـ الحمد لله انك هنا.
وتقدمت منها وهي تترنح: "ارجوك! اجعلي اليكس يتركني وشأني"..
ـ اليكس؟
في البداية لم يكن الصوت مالوفاً. واغمضت جين عينيها لحظة، آملة الا تكون قد جعلت من نفسها موضع سخرية احد زيائن اولغا الهامين، ثم عادت فتحت عينيها بعد ان ادركت انها تعرف تلك اللكنة ... لانت ادونيدس من بين كل الناس وقفت هناك تحدق فيها. بدت نحيفة ورشيقة ثوب عاجي اللون.



كان منزل اسرة سوفاكيس في "بلومبري" انيقاً من العهد الجورجي، وهو يطل على "ساحة راسل". في هذا المنزل طلب منها ان تتزوج كما تذكرت وقلبها يخفق بشدة. كم كان سعيدين فس تلك الايام. كيف سمحت لغيرتها بان تدمر سعادتهما تلك؟.
لماذا لم تصدقه؟
طلبت من سائق الاجرة ان ينزلها بعيداً وقطعت المسافة الباقية مشيا على البيت الذي تتذكره جيداً. ثمة درجات تؤدي الى الباب الامامي الذي يعلوه ضوء ما يدل على ان شخصا ما في المنزل لعلها مدبرة المنزل، او حتى ثيو فازيليس مساعد ديميتري. وكانت لانت قد اخبرتها يانها جاءت الى انكلترا بصحبة الرجلين. علاقتها مع مساعد ديميتري هي سبب مرافقتها لهما في هذه الرحلة التي كانت في البداية رحلة عمل.
كان الظلام قد اسدل ستاره حين صعدت الدرجات وقرعت الجرس. عليها ان تتاكد من ان ديميتري يريد ان يراها مرة اخرى. لن تسمح لهل كرامتها بان تستغل حملها للتأثير فيه.
شعرت وكأنها امضت دهوراً تنتظر. ماذا لو رفض ان يتحدث اليها؟ ماذا لو ان ما قالته لانت عن انه واريادن افتلاقا نهائياُ لم يكن صحيحاً؟
هل كانت تكذب؟
لكنها كذبت من قبل بكل تأكيد.
وانفتح الباب لتبدو امرأة جذابة ممتلئة الجسم، في اواخر الثلاثينات من العمر. اول ما تبادر جين هو ان هذه المرأة هي سبب افتراق ديميتري واريادن.
ـ هل يمكن ان اساعدك؟
كان صوت المرأة مهذبا. فاخذت جين نفسا عميقا وسألت: "هل السيد سوفاكيس موجود؟"
قطبت المرأة جبينها: "هل يتوقع حضورك؟ يا... سيدة...."
اجابت جين بسرعة: "سوفاكيس".
رات عيني المرأة تتسعان دهشة فعادت تقول: "انا السيدة سوفاكيس، زوجة ديميتري"
خففت الكرأة باهدابها ثم نظرت خلفها متوترة وتمتمت: "آسفة. لم يخبرني السيد سوفاكيس انك ستأتين الى هنا".
تمنت جين لو ان لديها الشجاعة لتدخل الى البيت لكن سنوات خمس مرت منذ كانت هي وديميتري يعيشان معا، وهذه المرأة لا تعرفها. وقالت: "انه لا يتوقع قدومي".
وفي محاولة لاثبات شخصيتها، اضافت: "اين السيدة غراي؟"
بدت المرأة اقل تشكيكاُ الآن، فسالتها: "السيدة غراي؟ هل تعرفين السيدة غراي؟"
فأومات جين: "مدبرة منزل السيد سوفاكيس. هل ما زالت هنا؟"
ـ تقاعدت السيدة غراي منذ ثلاث سنوات فحللت انا مكانها. اسمي السيدة ساور.
ـ هكذا اذن!
شعرت جين بشيء من الاطمئنان عندما قاطعهما صوت رجل من الطابق العلوي: "من هذا يا فريدا. ان كان ثيو فاخبريه ان يدخل" .
فقالت مديرة المنزل: "انه ليس السيد فازيليس يا سيد سوفاكيس".
وتوقف قلب جين عن الخفقان عندما سمعت صوت رجل ينزل السلم.
ـ حسنا، انت تعرفين انني خارج.
كان ديميتري يقول هذا عندما وصل الى اسفل السلم، قبل ان يتوجه الى الباب. وراى جين فساد صمت يصم الآذان.
ـ مرحبا يا ديميتري. هل يمكنني الدخول؟
تبادل ديميتري نظرة مع مديرة منزله: "هذه زوجتي، يا فريدا".
ومن دون ان ينظر في عيني جين، تراجع الى الخلف ثم اشار اليها بالدخول: "تفضلي انا خارج، ولكن بامكاني ان امنحك عدة دقائق ان كان الامر مستعجلاُ"
قالت جين وهي تبتسم لمدبرة المنزل: "انه كذلك".
اخبرتها لانت ان ليو سوفاكيس ما زال حيا لكنه ضعيف البنية. وتصورت جين ان امله خاب لانتهاء علاقة ابنه مع اريادن. لم يتكلم ديميتري، فلم يدهشها هذا. لا بد انه يتساءل عن سبب مجيئها الى هنا. فهو لم يحاول ان يراهاا اثناء زيارته هذه.
قال لمدبرة المنزل: "سنصعد الى غرفة الجلوس في الطابق الاعلى". وبعد لحظة تردد، سأل: "اتريدين قهوة؟"
ـ افضل الشاي اذا لم يكن لديك مانع.
قال ديميتري لمدبرة المنزل: "شاي لشخص واحد، يا فريدا"
واشار الى السلم مخاطباُ جين: "انت تعرفين مكان غرفة الجلوس، طبعاً"
نظرت جين خلفها وهي تصعد السلم وسالته محاولة ان تلطف مزاجه: "الا...الا تسكن في الطابق السفلي هذه الايام؟"
اجاب بفتور: "فريدا وزوجها اتخذا من الطابق السفلي مسكنا لهما. انا لم استعمله منذ سنوات"
التفتت الى ديميتري فلاحظت انه يبدو انحف مما تتذكره ورغم ان سرواله الاسود وقميصه الابيض يناسبانه تماما، الا انه بدا انحف، كما ازداد الشعر الابيض في شعره الاسود الجميل، ما ادهشها!
ـ اذن ما سبب الزيارة غير المتوقعة؟
قاومت جين لهفتها لان تحيط خصره بذراعيها، ثم سالته لان هذا اسهل من الخوض مباشرة في السبب الحقيقي لزيارتها: "كيف حال ابيك؟"
ـ شكرا لسؤالك عنه...لكن كان بامكانك ان تتصلي لتعرفي ذلك بنفسك.
كانت تعلم ان هذا غير ممكن لكنها لم تشا ان تناقش في هذا الموضوع الآن. وبدلا من ذلك اظهرت قليلا من مشاعرها: "آه، ديميتري!"
ـ ارجوك..
النظرة التي وجهها اليها كانت باردة كالثلج. وتابع يقول: "لا يمكنك ان تظهري بهذا الشكل المفاجئ وتتوقعين لجنة ترحيب، خاصة بعد ان غادرت كاليثي حالما ادرت ظهري".
فتحت فمها ذاهلة: "لم تجر الامور بهذا الشكل".
ـ لا؟ كنت تعلمين انني وستيفن قصدنا السفينة"ارتميس". الم يخطر في بالك ان الوضع قد يكون خطرا؟ ام انك لا تهتمين".
واطلق ضحكة قصيرة.
ـ بل اهتم طبعاً.
ـ احقاً؟
فهتفت: "نعم حقا. لكنك تعلم انه ما كان بامكاني ان ابقى هناك الى ما لا نهاية".
وكرهت ان تذكر دور امه في رحيلها.
وصمتت لحظة ثم اضافت: "اتصلت بالفيلا بعد وصولي الى انكلترا. لكن ... حسنا ... لم استطع التحدث الى احد".
لوى ديميتري شفتيه: "هل تتوقعين نني ان اصدق هذا؟".
ـ انها الحقيقة!
ـ لماذا اذن لم تستطيعي التحدث الينا؟ هل نسيت الرقم؟
ـ طبعا لا. لعل انجلينا لم تفهم ما اريده.
بدا واضحا ان ديميتري لا يصدقها وفي محاولة اخرى لشرح سلوكها، قالت بتعاسة: "كانت اريادن تكرهني وانت تعرف هذا".
قطب حاجبيه: "هل اريادت ما جعلك ترحلين؟"
ـ لا...لا ..
ـ هذا ما ظننته.
ـ ديميتري...ارجوك...
ـ لم الرجاء؟ ماذا تريدين، يا جين؟ هل انت قلقة لأنني تركت قضية الطلاق في الاسابيع الاخيرة؟
وهبطت كتفاه: "عليم ان تفهمي، لدي امور اخرى تشغلني".
ـ اعرف هذا.
وعضت شفتها السفلى ولانها ارادت ان تعلم ان كانت لانت تقول الحقيقة، سالته: "هل ما زلت ترى اريادن؟"
استدار نحوها بعنف، وسالها بخشونة: "لم يعنيك هذا؟ انت لا تهتميت بما يحدث لي".
ـ بل اهتم! انا لم اتوقف قط عن الاهتمام بامرك.
لم تستطع ان تدعه يظن ذلك، حتى لو لم يجبها.
فقال بمرارة: "لديك اذن طريقة لعينة للغاية في اظهار ذلك. لم لا تخبريني لماذا كله لينتهي هذا اللقاء؟"
ونظر الى ساعته قبل ان يضيف: "لدي موعد على العشاء بعد اربعين دقيقة بالضبط".
ـ جاءت لانت لرؤيتي.
لم تكن تنوي ان تقول مباشرة لكن الاوان فات الآن، اذ اخذ يحدق فيها بعينين قاسيتين غير مصدقتين. وتساءلت بالم ان كان اعتراف الفتاة اليونانية جاء متأخراً.
وتمت اخيرا: "هذا غير ممكن"
ـ انها الحقيقة.
ةحدقتت فيه بيأس: "انها جاءت الى المعرض وقد اخبرتني انك واريادن افترقتما".
فقال ببرودة: "انا واريادن افترقنت منذ جئت الى شقتك قبل ثلاثة اشهر ولا يمكن ان يكون هذا خبراً جديدا بالنسبة اليك".
تشتت ذهنها: "لا ادري ما تعنيه. عندما وصلت الى كاليثي جعلتني اريادن اظن..."
قال بمرارة: "اننا على علاقة حميمة وانت صدقتها طبعا".
وبسط ذراعيه بحركة تمثيلية وقال بازدراء: "زوجتي التي ما زالت تظنني انام مع اي امراة تقبل بذلك".
وصمت لحظة قبل ان يردف: "وتقولين انك تهتمين لأمري؟ سامحيني اذا قلت ان هذا محزن للغاية ومثير للمشاعر".

 
 

 

عرض البوم صور شوق الهيا   رد مع اقتباس
قديم 19-05-09, 02:02 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 15297
المشاركات: 43
الجنس أنثى
معدل التقييم: شوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداعشوق الهيا عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 460

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شوق الهيا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شوق الهيا المنتدى : روايات احلام
افتراضي

 

16_ اجمل ما في الحياة

وصول مدبرة المنزل حاملة الشاي قاطع حديثهما.
جلست جين الى الطاولة التي وضعت المرأة عليها صينية الشاي قبل ان تخرج مغلقة الباب خلفها.
ثم قال متوتراً: "اظن ان لانت اخبرتك بانها جاءت الى انكلترا معنا، انا وثيو؟"
ـ نعم.
انها ضربة اخرى ضدها. هل جاءت الى هنا لتحاسبه مرة اخرى على امر لم يحدث ابدا؟ وتملكه الوجوم. لا يمكنه التهرب من انها تبدو جميلة هذا المساء. بدت متألقة بشكل ما، ينضح منها دفء جعله يلعن الفوضى التي فوضت حياتهما. لم تتوقف رغبته فيها قط ولم يتوقف عن حبها قط، حتى عندما حدث نفسه بانه يكرهها. كان شعرها اطول من المعتاد فيما التوت خصلة منه باغراء على سترتها الصوفية وتمنى لو تخلع تلك السترة.
لاحظت جين ان عيني ديميتري انزلقتا الى جسدها فشعرت بحرارة نظراته كالنار على جسدها. لطالما كان هذا التأثير فيها. وهذه الليلة لم يكن تأثيره اقل خاصة وانها ادركت انه لم يكذب عليها قط...وادركت مدى حماقتها وغبائها.
قال فجأة: "هل قلت ان لانت جاءت الى المعرض؟"
فأومأت مرة اخرى: "هذا صحيح".
وبدلا من ان تحدثه عن غاية تلك الزيارة، راحت تشرح له ما حدث، فقالت بحرارة: "كان هذا من حسن حظي، لأن اليكس... اليكس هانتر كان... مزعجا للغاية".
ضاقت عينا ديميتري: "مزعجاً؟ كيف؟"
تملكها الارتياح لأنه تحدث لهجة مهذبة معها ما جعلها تتابع: "بالطريقة المعتادة. انه...حسنا، لم يتقبل حقيقة انني لا اريد ان اراه مرة اخرى. ولو ان لانت لم تأت الى المعرض حينذاك..."
ـ اتقولين ان هذا الرجل....هذا ال .... ضايقك؟
شتم ديميتري وهو يهب واقفا: "سأعثر عليه واقتله. كيف يجرؤ على وضع يده غلى زوجتي؟ ساجعله يتمنى لو امه لم يولد قط!".
لم تستطع جين ان نبقى جامدة وهو ينحني عليها فهمست وهي تنهض لتواجهه: " هل ما زلت زوجتك با ديميتري؟".
نظر اليها بعينين غاضبتين، وتمتم بخشونة، متغلباً على الرغبة التي تملكته ليلمسها: "حالياُ فقط. على اي حال، هذا غير مهم. هذا الرجل، هانتر، سيتعلم ان ما من احد يتهجم على شرف اسرتي وينجو من العقاب".
تنهدت: "لم يتهجم علي يا ديميتري. لقد اخافني، وهذا كل ما في الامر".
شتم مرة اخرى وهو يمد اصابعه القلقة في شعره: "اذن، هذه المرة علي ان اكون ممتنا لتدخل لانت، اليس كذلك؟"
ـ ربما.
وابتلعت ريقها ثم اشارت الى الاريكة: " هل يمكننا ان نجلس مرة اخرى؟ لدي ما اريد اخبرك به"
ـ اتظنين ان الوقوف يجردني من قوتي؟
ـ لا.
ـ لانني احذرك يا جين، اذا جئت الى هنا لتذيقيني مزيداُ من سموم لانت...
ـ لا.
ووضعت على ذراعه يدا متوترة فشعرت بعضلاته تنكمش تحت اصابعها: "ارجوك يا ديميتري عليك ان تصغي الي".
نظر الى اليد الموضوعة على ذراعه، وتساءل كيف يمكن لهذه اللمسة المتوترة ان تحدث في جسده رد الفعل هذا... وتثير فيه الرغبة في مبادلتها اللمس... يا الهي! كيف يتمالك نفسه ليتمكن من حضور عشاء العمل ذاك بعد اقل من نصف ساعة، بينما تفكيره منحصر في ضمها الى صدره؟
واخيرا قال من بين اسنانه المطبقة: " لا بأس، تكلمي"
سحبت يدها من يده ثم جلست على الاريكة مبتعدة عنه مرة اخرى. جلس بجانبها على الاريكة، كابحا لهفته لان يعانقها وتملكه الاغراء بان يذكّرها بكل ما كان بينهما يوما ما.
اما هي، فكانت واعية بعنف الى انه يراقبها والى ان نظراته تحرقها. وسمحت لنفسها بان تمرر يدا مطمئنة على بطنها قبل ان تابع. لقد زارت الطيبب منذ ايام رفقة امها التي ساعدتها بشكل رائع. لكن جين تمنت لو ان ديميتري موجود. فهذا طفله بقدر ما هو طفلها. ثم الا يستحق ان يعلم انه سيصبح اباً؟"
لكنها، حينذاك كانت تعتقد انه واريادن سيتزوجان ويبنيان مستقبلهما، فكيف تدمر حياته للمرة الثانية؟
ـ حسنا؟
كان قد بدأ صبره يفرغ؟ ومالت الى الى الامام واخذت جرعة كبيرة من الشاي ثم تمالكت نفسها وقالت: "اظنك تتساءل عما لدي لاقوله"
استرخى فمه وقال متهكماُ: "اتظنين ذلك؟ ظنتتك ستعلميني انك لا تستطعين احتمال علاقة دائمة معي. لكنني اظن ذلك سيكون... "
فتنهدتك "لا تتهكم!"
فأظلم وقال بحدة: "اخبريني اذن بما تريدينه، ام انها لعبة اخرى للاستفزاز؟"
ـ انها ليست لعبة. لم اخبرك بعد جاءت لانت لتراني.
تصلب جسمه: "اظنها جاءت التخبرك انني واريادن افترقنا"
فتوترت شفتاها: "هل عليك ان تكون خشنا بهذا الشكل؟"
ـ يا الهي! انت تتحدثين كامي تماما، لكنها جعلتك تشككين بما اخبرتك به اريادن، اليس كذلك؟
هزت جين راسها: "نعم".
ـ هذا شيء مثير للاهتمام، كما اظن.
فقالت تدافع عن نفسها: "لكنك قلت بوضوح انك كنت غلى علاقة باريادن".
فتأوه: "انا است راهبا يا جين".
ـ اعرف هذا.
ـ هذا صحيح. فقد اتخذت من لانت خليلة لي بعد شهور فقط من زواجنا، اليس كذلك؟
هم بان ينهض عن الاريكة، لكنها، وبشجاعة لم تعرفها في نفسها، مدت بيدها تمسك بمعصمه كانت ذراعه مغطاة بشعر اسود خفيف، لكنها شعرت بها تنضح حرارة. كان نبضه يخفق بقوة تحت اصابعها فقالت بصوت اجش: "لا تذهب. اخبرتني لانت بما حدث.اعني عن طفلها ...وان يانيس هو الأب وليس انت".

حدق فيها لحظة، ولم يكن لديها فكرة عما يفكر فيه. رات في نظرته الكثير من المرارة، ما جعلها تنكمش.
قال بصوت ابح: "اخبرتك لانت؟ يا الله، لماذا فعلت ذلك؟"
بللت جين شفتيها: "انا لست واثقة تماما. لعل لهذا علاقة بانفصالكما انت واربادن".
ـ وما الصلة بين علاقتي باريادن ولانت؟
وبدا عليه الارتباك، فتلهفت جين الى التخفيف عنه لكنها شعرت بانه لن يحب بتعاطفها معه.
قالت وهي تختار كلماتها بعناية: "اظنها ادركت انك لن تكون سعيدا مع اي امرأة اخرى".
سالها بعنف: "اتعنين سواك".
وهذا المرة لم تسنح لها فرصة لمنعه عندما نزع معصمه منها ووقف ثم سار الى النافذة التي تطل على الساحة: "يا الهي! ويفترض بي ان اكون شاكراً لهذا؟"
والتفت اليها والازدراء في عينيه: "تبا لك يا جين ... لا اريد شفقتك!"
ـ انا لا اشفق عليك، يا ديميتري.
لعلها تشفق على نفسها ووقفت وتقدمت نحوه، لكن نظراته طعنتها كالسكين. فوقفت غير واثقة: "ارجوك، عليك ان تصغي الي. انا اعرف انني كنت حمقاء".
ـ هذا هو الصواب.
ـ لكن ماذا كان يفترض ان افعل.
لوى شفتيه: "كان عليك ان تصدقيني"
ـ نعم، نعم. كان ينبغي هذا!
وهزت راسها مضيفة: "ما اسهل هذا، اليس كذلك؟ كان علي ان اصدقك. كنت ساصدقك لولا ان الشحص الآخر المتورط في الامر اصر على انك المذنب".
ـ كانت لانت تكذب.
فرفعت راسها: "نعم، اعرف ذلك الآن ولكن عليك ان تعترف بان لا احد ولا حتى والدك، اخبرني من هو والد الطفل الحقيقي"
هبطت كتفا ديميتري وتمتم: "كان هذا صعبا عليهم ايضا"
فتملك جين السخط: "هذا ما اراه".
ـ كان يانيس قد ابتدأ لتوه دراسته لكي يصبح كاهنا. وفي ظروف كهذه، ما كان ليكمل تعلمه.
ـ كان عليه ان يفكر في ذلك قبل ان يعاشر لانت.
نظر اليها ديميتري بجانب عينه: "اوافقك الراي. لكنه ادرك انه جلب العار لنفسه وللاسرة".
فقالت له: "ولا تنس ما جلبه عليك وعلي من تعاسة".
فقال بعنف: "ما كان للأمر ان يصل الى هذا الحد/ لم يتوقع احد ان تخبر لانت الكل بانني الاب".
قطبت جين، وقالت محاولة ان تتذكر: "لكن احدا لم ينكر ذلك، ما عداك".
فاومأ: " كان هذا بقرار من امي، مع الاسف".
ـ ماذا تعني؟
ـ حدث هذا منذ وقت طويل.
ـ هذا ليس جوابا.
استدار يواجهها ان وهو يرفع ذراعيه بحركة انهزام: "لا بأس. انت تعلمين ان امي كانت تعارض زواجنا. عندما قالت لانت ما قالته، اقنعت امي ابي وستيفن بان انكارهما سيحول الانظار الى يانيس، اذ امضت لانت كثيراً من الوقت عندنا ذلك الصيف وانت تعلمين هذا".
لم تستطع جين ان تخفي ازداراءها: "الم يقيموا اي اعتبار لي انا؟"
فرد بفتور: "بدت تلك الطريقة الوحيدة لانقاذ مستقبل يانيس".
اما انا، انا الاحمق المسكين فظنتتك ستصدقيني عندما اقول انني لست والد الطفل وان زواجنا من القوة بحيث يقاوم الاكاذيب".
ـ كان بامكاني ان تخبرني بالحقيقة وان تقول لي ان يانيس هو والد الطفل.
ـ نعم، انت على حق. كان بامكاني ان افعل ذلك لكن، اتدرين ماذا؟ كبريائي منعتني. تألمت للغاية لانك ظننتني قادر على مثل هذا العمل، بعد كل ما بيننا من حب. لذا فكرت في ان اتركك تصدقين ما تشائين ومع الوقت، ستدركين مدى خطاك.
حدقت قيه: "هل توقعت مني ان ابقى بينما كنت تعلم حقيقة شعوري؟"
ـ بكل تأكيد. فهذا ما يفعله الناس الذين يحبون بعضعهم البعض...لم يخطر في بالي قط ان من الممكن ان تتركيني. ظننت اننا نحب بعضنا البعض.
وتأوه فقالت وهي موشكة على البكاء: "لكنا كنا نحب بعضنا بعضا. كنت احبك. لقد احببتك للغاية. انا لا اقول انني لم اندم، لكن عليك ان تفهم كبف كان الوضع، بالنسبة الي انا ايضا. حينذاك سالت لانت وتوسلت اليها ان تخبرني الحقيقة فقالت انك تزوجتني بشكل متسرع، وانكما تحبان بعضعكما بعضا وهذا هو سبب معارضة امك لزواجنا".
عندئذ، شتم ديميتري: "هذا كلام فارغ. لم اهتم قط بلانت، وهي تعلم ذلك. كانت تعشق يانيس وتتبعه الى كل مكان كخروف مدلل. وعندما ادركت انه سيصبح كاهنا، تملكها الياس وكانت مستعدة لان تفعل اي شيء لتمنعه من ذلك. ولنواجه الامر، كان يانيس فتى صغير السن ومغرورا للغاية. واظن انه لم يكن لديه فكرة عما في ذهنها".
ـ ليتك اخبرتني.
فقال بعنف: "ولو اخبرتني بانك ستتركيني.هل لديك فكرة عما كان عليه شعوري؟ ان اعود الى البيت من رحلة عمل لأجد ان زوجتي رجلت الى لندن ولن تعود، كما قالت امي".
زمت جين شفتيها: "كان علي ان اعلم ان امك ستلعب دوراً في هذا".
ـ نعم حسنا، كنت محطما ولولا عملي لجننت حتماً.
فابتلعت ريقها: "كان بامكانك ان تأتي لرؤيتي. كان بامكانك ان تخبرني عن يانيس".
ـ آه يا جين. اتظنينني لم احاول ذلك؟
وجلس على كرسي فسألته: "لم افهم؟"
ـ عندما ادركت انك لن تعودي، حاولت ان ارك يا جين مرات عدة. لكن امك وتلك المرأة اصرتا على انك لا تريدين رؤيتي.
ـ لا.
فقال بعناد: "بل هذا صحيح، حتى انني تركت رسالة على المجيب الصوتي لدى امك اطلب منك ان تقابلني كما اخذت اقف امام المعرض راجيا ان اتمكن من رؤيتك حين تخرجين لكنك كنت تتسلين خارجة من الباب الخلفي او تتجنبينني بشكل ما".
كان وجهها شاحبا وهي تقول: "لم اكن على علم بكل ذلك. عند عودتي مكثت مع امي وذهبت للعمل في المعرض. لا ادري لما لم نستطع ان نرى بعضنا بعضا".
ثم اضافت بصوت خافت: "يا الهي! اظنني اعرف ما حدث".
تذكرت كيف انها لم تبد الكثير من الحماسة عندما اقترحت عليها اولغا القيام برحلة الى نيويورك وكانت قد عادت الى انكلترا منذ ايام قليلة فقط، وجل ما ارادته هو ان تنفرد بنفسها وتداوي جراحها. لكن اولغا كانت من خيبة الامل من رد فعلها هذا الى حد جعلها تذعن في النهاية. حينذاك، رأت ان هذه هي طريقة اولغا في مساعدتها فهي تعطيها ما يشغلها، ويمنحها ووقتا تواجه فيه الامها في محيط ليس لديها فيه ذكريات تعيسة. لكنها ادركت الآن حقيقة تصرفات اولغا، كانت محاولة من جانبها، وربما من جانب امها ابضاً، لابعادها عن لندن وبالتالي عن ديميتري.

كان ديميتري يراقب المشاعر التي تعاقبت على ملامحها اثناء اكتشافها للحقيقة لكن عندما شرحت له ما حدث بسرعة، لم يكن رد فعله كما توقعت فقد قال باستسلام: "اذن، لم تكن لانت وامي هما الوحيدتين اللتين سعتا كي نبقى مفترقين".
ودفن يديه بين يديه مضيفاً: "يا الهي، هذا اكثر مما استطيع ان احتمله. طيلة هذا الوقت كنت اظنك سعيدة بوضعك هذا".
حبست انفاسها: "ظننتك انت السعيد بوضعك".
فرفع بصره اليها: "كيف خطر لك ذلك؟".
ـ ولم لا؟
حدق فيها فترة طويلة ثم تنهد بيأس: "ها نحن الآن قد عرفنا الحقيقة. وهذا انجاز جيد، كما ارى"
شعرت جين بالغثيان: "هل هذا كل ما لديك لتقوله؟",
فقال بمرارة: "ما الذي تتوقعين مني ان اقوله يا جين؟ اتظنني سعيدا بما عرفت؟ كل هذه السنوات، وكل الاكاذيب.... حتى انني لا اعرف ما الذي تريدينه مني الآن اتريدين تفهما؟ تبرئة؟ لقد حصلت على هذا كله لكن علي اخبارك بكل صدقٍ بانني لن اسامح نفسي ابدا".
ـ آه، يا ديميتري ...
لم تستطع جين ان تحتمل هذه الحيرة ولو للحظة اخرى، فسارت اليه واخذت تحدق في راسه المنحني.
وضعت يدها على رقبته فاكتشفت ان شعره مبلل بالعرق الذي يتصب منه. كان هذا كل ما تحتاجه من تشجيع لتقول له برقة: "هل ستغفر لي قط شكي بك وسماحي لآخرين بان بعكروا حياتنا الى هذا الحد؟"
لم يجبها ديميتري على الفور، لكنه جذبها اليه، ثم قال بصوت مختنق: "انا من يحتاج الى غفرانك. لو انني لم اكن ذلك الاحمق العنيد، لما هربت مني".
وضعت راسه على صدرها وقالت هامسة: "ليتني لم اهرب. ليتني بقيت. ليتني جعلت لانت تخبرني بالحقيقة".
وسكتت لحظة لتعود فتقول بصوت مثقول بالمشاعر: "لم يخمد حبي لك قط حتى عندما ظننت انني اكرهك، كنت اعلم انك قادر ان تؤلمني".
رفع ديميتري راسه ونظر اليها: "هل تعنين ذلك حقا؟
كان صوته اجش لكنه فهم من دموعها انها تعني ما تقول، فدس وجهه في عنقها مرة اخرى ليخفي مشاعره: "لا اصدق تصديق هذا"
ـ ما كنت لأكذب عليك.
واضافت وهي تحيط وجهه بكفبها ثم ترفعه الى وجهها لتطبع غلى خده قبلة: "هل هذا يقتعك؟"
اخذت عيناه تتفحصان وجهها: "ستبقين معي اذن؟ ستعودين معي الى كاليثي وتصبحين زوجتي؟"
ـ اذا كان هذا ما تريده.
كانت جين ترتجف من شدة ارتياحها وهي تعلم انه ما زال يحبها وعادت تقول: "اذا كنت تحبني واذا تعتقد بان لدينا مستقبلا معا".
ـ اذا كنت احبك!
ووقف على الفور، وامسك بكتفيها ثم جذبها الى ما بين ذراعيه بخشونة، واخذ يحدق فيها بعينين ملتهبتين، ثم قبلها...حتى الهواء اصبح ساخنا فجأة ومثقلا المشاعر.
تمتم مرة اخرى: "اذا كنت احبك؟"
وصمت لحظة ثم قال: "طبعا احبك. لماذا تظنينني منعت المحامي من انجاز معاملات الطلاق؟ كان يريد ذلك. قال انه من الافضل الا امضي وقتا معك. ولماذا تظنينني اردتك ان تأتي الى كاليثي، اذا لم يكن ذلك لأنني لم استطيع ان انساك؟.
ـ لكن اباك...
ـ نعم كان ابي متلهفا لرؤيتك مرة اخرى، وانا لا انكر ذلك لكنه كان يعلم ما افعله وهذا هو سبب غضبه البالغ مني احياناً. فهو يعلم انني ما زلت احبك وانني لم اكن صادقا مع نفسي ومع اريادن.
لامست جين خده: "كنت اغار من اريادن الى حد كبير".
ـ ما كان لك ان تغاري. عندما رايتك مرة اخرى ادركت اي بديلة رديئة هي اريادن...ولكن...علي ان اعترف. عندما عدت الى الجزيرة بعد يومين من الانفجار الذي حدث على متن السفينة "ارتميس" ووجدت انك رحلت مرة اخرى تحطمت آمالي. لم استطع ان اصدق انك هجرتني مرة اخرى.
ـ لكن لا بد ان اباك اخبرك بما حدث.
هز ديميتري راسه: "انت طبعا لا تعرفين. حين عدت الى كاليثي وجدت ابي مريضاً..."
وعندما صرخت جين بقلق، رفع يده للمس خدها: "اظن ان الانفجار هو السبب. فقد ارقده في فراشه لعدة ايام وعندما نهض من سريره مرة اخرى، كنت قد عدت الى اثينا"
ـ الى اثينا؟
ـ نعم. لم اكن مضطراً الى ذلك، لكنني اردت ان ابتعد عن الجزيرة ومرة اخرى، ظننت ان عملي وحده هو القادرعلى ان يبقيني عاقلاً. لم استطع ان آكل او انام. تملكتني التعاسة ةالشعور بالذنب. كان ستيفن قلقاً علي الى حد انه ظنني سأموت غما.
لامست جين خده: "كم كنت حمقاء".
فقال بعنف: "لست الوحيدة، صدقيني".
ولامست يده بشرتها الناعمة قبل ان يردف: "كان عليّ ان اخبرك عن لانت حالما ادركت اني ما زلت اهتم بك لكنك بدوت لي بعبدة ، شديدة التحكم بنفسك، وسعيدة جدا بحياتك".
ـ آه، يا ديميتري....يكفي ان تلمسني لتشتعل فيّ النار. لا تقل انك لم تلاحظ ذلك يوم جئت الى شقتي.
فابتسم: "صدقي او لا لا تصدقي. انا لم احضر الى شقتك بنية مبينة".
وطبع قبلة على خدها فارتجفت: "كنت واثقا من انك لن ترغبي في رؤيتي. وظننت انك ستستمعين الى ما لدي لأقوله، ثم تطرديني".
فقالت غير مصدقة: "انا اطردك؟"
ـ حسنا، ظننتك ستكونين سعيدة بالتخلص مني نهائياً.
اتسعت عيناها: "هل ظننت ذلك حقاً؟".
فقال عابساً: " اذا اردت الحقيقة، لا اظنني فكرت في ذلك ملياً حتى رايتك. عندئذ، ادركت لما عارضت امي تدخلي في معاملات الطلاق. لا بد انها كانت تعلم ما الذي سأشعر به حين اراك مرة اخرى" .
فتمتمت جين بصوت اجش: "وماذا ساشعر به انا ايضاً، يا الهي عندما دخلت علي في الحمام، شعرت بانني اريد ان اموت!"
ـ لكني اردت فقط ان المسك كما اريد ان احضنك الآن.
وخلع عنها سترتها الصوفية والقى بها الى الارض، ثم تابع النظر اليها: "تعالي. دعيني اريك كم اريدك وكم سأريدك بقية حياتنا".
ـ ولكن.... تلك الدعوة على العشاء ... ؟
ـ يمكن لثيو ان يتدبر امر هذه الدعوة. اتظنين حقا انني ساتركك لآن؟

لم تتذكر جين جناح النوم الرئيسي في ذلك المنزل، فهي وديميتري لم يستعملاه سوى مرتين في الماضي.
نظرت جين من حولها، فلاحظت ان الالوان الذهبية والبنية تحولت الى لون اقرب الى الذوق الرجولي.
قال ديميتري برقة وهو يدخل الغرفة ويقف خلغها واضعا ذراعيه حول خصرها: "اريادن لم تمكث هنا قط"
وصمت لحظة ثم اردف: "اعرف ما تفكرين فيه. لكن علاقتنا لم تمتد قط الى خارج الجزيرة".
قالت متوترة، متوقعة منه ان يلاحظ بطنها في اي لحظة: "اظنها اقامت في بيتك هناك؟"
ادارها لتواجهه وسألها: "ايمكنك ان تغفري لي؟"
ـ سافكر في ذلك.
ورفعت اليه عينين مغرمتين: "آه يا ديميتري، لو لم بستيقظ ضمير لانت في النهاية، لما كنا معا مرة اخرى؟"
فرفع ديميتري يده الى خدها: "لا اصدق ذلك".
ـ لم لا؟ انت هنا في لندن ولم تحاول ان تراني، اليس كذلك؟.
فقال معترفا: لقد رايت المحامي، واخبرته انني لا اريد ان استمر بدعوى الطلاق".
اتسعت عيناها: "حقاً؟"
فأجاب سفا: "نعم. اذكر ما سبق وقلته لك، لكنني قررت انك اذا اردت الطلاق فعليك ان تأتي لرؤيتي".
ـ غمر جين احساس بالغ بالرضا، لكن فكرة اخرى خطرت في بالها: "ماذا عن ابيك؟"
ـ ابي يعرف شعوري نحوك. لقد جرى بيننا حديث طويل. اخبرني ان امي جعلته يعتقد اني واريادن مغرمان ببعضنا البعض، كما قالت لستيفن كلاما غير صحيح عن ابي. لكن لا حاجة الى الاهتمام بذلك الآن.
ـ عن حقيقة ان اباك لن يعتبر طفل ستيفن صغيرا له؟
قطب ديميتري وسألها: "كيف عرفت؟"
ـ اخبرني ستيفن. اخبرني انه تألم لعدم ثقة ابيه به.
ـ احقا؟
وفكر في كلامها، ثم اضاف: "حسنا، ستتغير الامور وستتغير اكثر عندما اخبره انني سأجعله نائبي"
ـ هل هذه فكرة ابيك؟
ـ لا، بل فكرتي انا. انا لا انوي ان اجازف بعلاقتنا كما فعلت من قبل. سعادتك ستحتل المرتبة الاولى في اولوياتي من الآن فصاعداً.
ـ وهل وافق ستيفن؟
ـ سيوافق عندما اخبره وسيتفهم شعوري. وانا اعلم انك عندما تعودين الى الجزيرة، فسيمضي اخي مع زوجتي وقتا اكثر مما امضيه انا معها.
انفرجت شفتاها عن ابتسامة: "هل انت غيور؟"
ـ نعم، نعم... انا غيور الى حد لعين.
وانحنى يقبلها قبل ان يقول: "اريدك كلك لنفسي".
عانقته بدورها فيما هو يهمس: "رائعة احبك".
وبعد ان جرفتهما موجة من الشوق قال بصوت اجش: "اريدك"
ـ يا الهي، يا ديميتري!
واختنقت وهي تتشبث به بلهفة وقررت ان اطلاعه على امر الطفل يمكن ان ينتظر قليلاً.
انه يريدها، ويحتاج اليها وسيكون لديهما وقت طويل في الاشهر والسنوات القادمة ليستمتعا بوقتهما معاً.
سحب غطاء السرير، وجذبها اليه، فبدت متلهفة مثله.


عندما فتحت جين عينيها. كان الظلام يلفها ومضت لحظة قبل ان تتعود عيناها على الضوء الخافت الذي يتسرب من الخارج والتفتت الى جانبها لترى ديميتري متكئا على مرفقه وهو يتأملها انثاء نومها. تمتم وهو ينظر اليها برضا واضح: "ظننتك ستنامين الى الأبد".
خفقت باهدابها وهي تنظر اليه بشيء من الدهشة: "كم الساعة الآن؟"
ـ قرابة الثانية عشرة والنصف. لماذا؟ هل انت جائعة؟
ـ جائعة؟لا...ليس بشكل خاص
ـ هل انت واثقة؟.
انقلبت على وسادتها ثم مدت يدها بحركة آلية ترفع الملاءة: "نعم شكراً"
قطب جبينه وقد انتبه على الفور الى ترددها: "ما الامر؟"
ـ لا شيء.
رباه، كم تحبه! كيف امكنها ان تضيع هذه السنوات كلها بسبب كبرياءها الحمقاء؟
وامسك بيدها: "ماذا هناك؟ اخبريني والا جننت".
ترددت ثم عادت تقول: "اتذكر ما قلته عن... انك تريدني لنفسك فقط؟"
فقطب جبينه: "انا لا...ما هذا الذي تقولينه؟ انت تريدين.. من.... ربما ان تعيش امك معنا؟"
فابتسمت: "لا. انا لا اتحدث عن امي. يا للغباء"
ثم، وبشيء من التردد، ازاحت الملاءة: "الم تلاحظ اي شيء مختلف في؟ الا تظن اني سمنت قليلا منذ... آخر مرة مارسنا فيها الحب؟"
نظر الى بطنها قبل ان يقول بصوت مرتجف: "يا الهي. انت حامل"
فقالت بتوتر: "ما شعورك حيال ذلك؟"
ـ ما هو شعوري؟
وانحنى عليها يحيط بكنها بيديه مكرراً: "ما هو شعوري؟ انا ... اذهلني ذلك. متى كنت ستخبرينني؟"
كان راسه يدور، وحاول ان يجمع افكاره وهو يطرح سؤاله ذلك بصوت مرتجف وارتجفت هي: "وكيف كان بامكاني ان اخبرك؟ ظننتك ستتزوج اريادن؟
ـ هيا يا جين. كنت ستعلمين لما اردت الزواج باريادن.
هزت راسها: "اعرف، لكني لم استطيع احتمال فكرة انك قد تعتقد اني حملت لأدمر حياتك للمرة الثانية"
ـ عدم اخباري عن الطفل كان ليدمر حياتي. يا الهي! طفل؟ سأكون اباً. لا استطيع ان اصدق هذا
ـ ولكن .. هل انت سعيد بذلك؟
احاط وجهها بيديه وطبع على شفتيها قبلة: "انا لست سعيدا فقط، بل مغتبط بشكل غريب! زوجتي وطفلي! يا لله، لا يوجد في الحياة اجمل من هذا".

 
 

 

عرض البوم صور شوق الهيا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, anne mather, آن ميثر, احلام, دار الفراشة, روايات أحلام الجديدة, روايات احلام, روايات احلام الحصرية, روايات رومانسية, the greek tycoon's pregnant wife, وضاعت الكلمات
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t111152.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 29-08-09 04:08 PM
ط­طµط±ظٹ 442 - ظˆط¶ط§ط¹طھ ط§ظ„ظƒظ„ظ…ط§طھ ظ„ظ„ظ…ط¨ط¯ط¹ط© ط¢ظ† ظ…ظٹط«ط± - ظ…ظ†طھط¯ظٹط§طھ ظ„ظٹظ„ط§ط³ - Gturl This thread Refback 23-05-09 02:04 PM


الساعة الآن 12:28 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية