لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-05-09, 09:23 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

4- هدوء ما قبل العاصفة :

في صباح اليوم التالي ، استيقظت فيفيان باكراً ، في سريرها .
ثم عادت تستلقي على ظهرها وهي تتأوه بعد أن رفعت يدها اليسرى لتتأمل الماسة المتألقة
في أصبعها .
كانت ما تزال في مزرعة ( هارفست مون) في غرفتها المترفه بسجادتها الليلكية وستائرها الزرقاء وأغطية السرير البيضاء.
ولم تنتقل أثناء الليل ، على أجنحة اليمام إلى عالمها الآمن ...
فظهرت على شفتيها ابتسامة سرعان ما بهتت ، لأنها كانت واثقة من أنها تسير في حقل ألغام.
حقل لم تزرعة لها أسرة ديكستر وحدها ، بل هي زرعته لنفسها .
لم تبق لتسأل ليتون مزيداً من التفاصيل ، أو لتطرح عليه أسئلة كانت تتحرق شوقاً لمعرفة الجواب عليها .
لماذا باعت جيني ديكون نفسها لليتون ديكستر؟
وماذا حدث للطفل ؟ فقد هربت منه، وهي تتمتم بتحية المساء ، ولم تنتبه أنها نسيت حذائها في المكتب إلا حين وصلت إلى غرفتها.
لكنها لم تعد لتحضرة.
لم يكن الجو بارداً ، لكنها جذبت أغطية السرير والتفّت بها عندما تملكتها قشعريرة ، لأنه في الأمس ، وبعد أن عرفا بعضهما لمدة ثلاث أيام فقط.
احتال عليها ليعانقها بطريقة مذهلة ..لماذا؟
وأجابت نفسها بأنها ليست سوى طريقة لتعلق في شباكه ...لم تعد تنكر أن جاذبية ليتون تزداد بنظرها إلى درجة خطيرة...إلى درجة ..لا ، لا . لكن الصدق أرغمها على الأعتراف بذلك.
أجفلت وهي تفكر في حقيقة ما يعتريها ، وأعترفت بأنه قام معها بالمعجزات .
لقد ساعدها لتقوم برحلة في طائرة صغيرة . كما مدها بالشجاعة فجعلها تشعر بأنها مرحب بها بدلاً من أن تشعر بالبلاهة المطلقة .
وبالرغم من أنه أساء إليها حين وصفها بالكارثة المتنقلة ، إلا أن اللوم يقع عليها . والخطأ خطأها هي .
فقد أنقذ1 حياتها من غرق محتمل .ومنحها اتفاقية ( شامبو كلوفر ) .
وإن لم يوافق بعد على توليها حملة ( عصير كلوفر).
فكرت بشيء من اليأس بأن ما يجري أشبة بالأرجوحه . كيف يمكنها أن تشعر معه بالراحة والأمان أحياناً .
وبالذهول والرعب أحياناً أخرى.
وهي بين ذراعية ! وذكرت نفسها بأنه ضغط عليها لترافقة ، واستخدم وسائل ملتوية ليقنعها.
وأنه لم يكن صريحاً وواضحاً أبداً معها . لتظهر الآن هذه القضية الجديدة ..زوجة سابقة وطفل ..
سمعت طرقاً خفسفاً على بابها ، فسألت بحذر:
- من الطارق؟



أجابها صوت فتاة مرح:
- الفطور ، ياسيدتي .
-أدخلي!
وجلست فيفيان بينما دخلت فتاة ترتدي ملابس خدم وردية تجر عربة عليها فطور ، فقالت فيفيان:
- لم أتوقع هذا.
فأجابت الفتاة :
- نظمت السيدة ديكستر رحلة بحرية لهذا اليوم . لهذا طلبت مني أن أعلمك بأنها تريد من الجميع الحضور إلى رصيف الميناء عند الساعة العاشرة.
ستبحرون نحو مطعم ممتاز حيث ستتناولون الغداء ، وبعد عودتكم ستقام مسابقة في لعبة ( الكريكت) .
أتريدين القهوة أم الشاي . يا سيدتي ؟
- قهوة . تبدو رحلة جميلة . إنه فطور رائع ، شكرا يا ...بليندا.
عند العاشرة إلا ربعاً . توجهت إلى رصيف الميناء . بعد أن أمضت وقتاً طويلاً في التجول في الأنحاء .
لطالما ساعدها السير على التفكير في مشاكلها بوضوح وحلها ، لكنه لم يلهمها في هذه المره .
إلا أنها شعرت بتحسن ..لم تكن تعلم كيف ستواجه ليتون ديكستر بعد أن هربت منه في الليلة الماضية .
لكن المشي نحو مهبط الطائرة منحها ثقة بنفسها ، وأشعرها أنها مسؤولة عن مصيرها.
بدت ملابسها مناسبة لهذه الرحلة . إذ أرتدت سرولاً قصيراً أبيض اللون .
وقميصاً أبيض مطرزاً بالأصداف ، وقبعه وردية اللون . تتناسب وحقيبة اليد التي حملتها وأنتعلت حذاء رياضياً .
كما ارتدت تحت ملابسها لباس بحر برتقالي اللون ووضعت نظارات شمسية فاكتمل مظهرها .ووضعت في حقيبتها ملابس بديلة ومنشفة فيما لو سقطت في النهر مره أخرى وكنزة خفيفة .
وكان الخاتم في يدها اليسرى ، بالطبع .
لم تصادف أحداً أثناء نزهتها ، ماحمدت الله عليه ، وكانت أول الواصلين إلى مكان الأجتماع .
في ما عدا ليتون الذي وجدته على ظهر المركب يعالج المحركين القويين . كان نهاراً رائعاً ، تألقت فيه الشمس ، فبعثت الدفء في الكائنات .
وفكرت بحسرة في حظها العاثر ، وهي تنظر إليه دون أن يراها . لكن ربما ينبغي أن تحدثة قبل أن يحضر الجميع .
فبادرته بشيء من الحذر ، ( صباح الخير ).
رفع رأسه ، ثم حك وجنته بيده ، فلطخها بالشحم ، وتمتم يقول :
- أتراها الآنسة فلوري ، خطيبتي بالإكراه ، المتألقة كل هذا التألق .
وضعت فيفيان يديها على وركيها ، وسألته : ( هل أنت مستاء مني حقاً ، يا سيد ديكستر؟)
- لا ، أبداً .
لكنه أنزل غطاء المحرك بشيء من العنف .


- تبدو وكأنك تنظر إلى الدنيا نظرة حاقدة حالياً ، أم أنني أتخيل ذلك؟
فرد عليها بسرعة : ( وأنت تبدين وكأنك عدت للتأرجح على حاجز الرصيف ، يا فيفيان).
ابتعدت عن الحاجز بسرعة ، وقالت :
- أسفة ، أنا ..لا ، لن أقولها .
فقال بمرارة : (أرجو ألا تمتنعي عن ذلك من أجلي ).
ثم أنزل غطاء المحرك الثاني وتوجه إلى الرصيف .
نظرت إليه بحذر ، في بنطلونه الكاكي وقميصه الأصفر وحذائه الجلدي الخفيف .
كان شعره يغطي عينيه ، لكنه بدا عملاقاً أنيق المظهر بالرغم من مزاجه الكئيب المرتسم على ملامحه .
هزت كتفيها وقالت :
- حسنا، أردت فقط أن أقول إن السبب الوحيد لسقوطي أمس في الماء هو شعوري بالدهشة ، الدهشة البالغة .
فشبك ذراعيه على صدره ، معلقاً : ( وهذا ما يجرى الليلة الماضية ، على ما أظن؟)
- نعم . الحياة بين الأثرياء والمشهورين مختلفة عن الحياة التي اعتدتها .
- هراء ، هذا يحدث لجميع الناس .
فقالت محذرة وهي تنظر إلى الجموع القادمة خلفه :
- ها ..ها أن الجميع يقتربون منا ، يا ليتون . أمك ، عرابتك ، أختك ، زوجتك السابقة ، إدي ، رالف ، وصيفات العروس ، انة عمك ماري ، ثم ...
رباه ، بعض الأولاد ، كنت أتساءل عما إذا حجزتهم في حديقة الحيوانات ولكن هل سيسعنا هذا المركب جميعاً ؟
وأشارت نحو المركب الذي كان على متنه .
- الجميع ما عدا اثنين . أنا وأنت سنذهب في هذا .
وأشار إلى مركب أصغر ربط إلى الناحية الأخرى من الرصيف .
فتحت فمها لكن القادمين اقتربوا منهما ، وسمعت رالف يقول بصوت مرتفع :
- أتراهما عصفوري الحب ؟ صباح الخير يا فيفيان . أراك لم تفقدي الخاتم بعد ، أرنا إياه .
أما المهزلة الكبرى فجرت بعد ذلك ، حين أمسك رالف بيدها ، وصفر طويلاً وهو يعرض الخاتم على إميليا ديكستر لتتفحصه . فقالت والدة ليتون بفتور : ( جميل ..جداً).
فعلقت مارلين واين رايت وهي تتأمله من فوق كتف إميليا : ( ليس جميلاً وحسب ، إنما ثمين جداً ، كما أتصور ).
ردت فيفيان وهي تسحب يدها بهدوء :
- أعتقد أن ثمنه ستون ألف دولار . أنا واثقة من أنكما تتساءلان عما إذا كنت أستحقه ، ولكن ...
تدخل ليتون قائلا :
- أنا واثق تماماً من أنك تستحقينه ، يا فيفيان . حسناً يا رالف ، أنت ستأخذ المجموعة الرئيسية .
أما أنا وفيفيان فسنستقل المركب الأصغر ، فليصعد الجميع على متن المركب .
ساد الصخب والفوضى عملية الصعود إلى المركب .
ورتبت أغراض كل منهم على ظهر المركب الأكبر ، فيما جلست فيفيان على الحاجز الخشبي تؤرجح ساقيها .
كان هناك أربعة أولاد ، ولدان وبنتان ، تتراوح أعمارهم ما بين الثالثة والعاشرة.
بدوا جميعاً في منتهى الحماس والبهجة ، ولم يظهر على أي منهم صلة بليتون أو جيني ، في الواقع ، جاءت جيني وجلست قرب فيفيان أثناء تشغيل محركات ( سفينة نوح) كما يسميها ليتون.
وبدا أن مزاج هذا الأخير قد تحسن ، إذ تعامل برفق مع الأطفال ، وراح يلبسهم سترات النجاة ليضعهم بعد ذلك على السلم . حيث ينتظرهم رالف وإدي .
قالت جيني بصدق واضح : ( إنه جميل )
- إنه ...آه ، الخاتم . هذا رأيي .
- لا تبدو عليك الثقة المطلقة .
قالت جيني كلماتها هذه ، وقد التمعت في عينيها الأخاذتين الفاتحتي اللون ، ومضة مرح ، ثم أضافت :
- لا تهتمي باللايدي واين رايت ، فهي شوكة في إصبع جميع الحاضرين .
نظرت فيفيان إليها ، إلى شهرها الطويل الأشقر المربوط إلى الخلف تحت القبعة الزرقاء . كانت ترتدي سروالاً قصيراً وقميصاً أبيض واسع .
وبدا أنها تحاول الظهور بمظهر عفوي بسيط إلا أن ملابسها عكست أناقة بالغة .
وكان قوامها ، وهي أطول من فيفيان ، نحيفاً رشيقاً . قالت لها فيفيان:
- أنا ..لم أكن أعلم بأمرك . إني أسفه .


رفعت المرأة حاجبيها وردت :
- أعلم ذلك . فليتون حريص جداً في ما يخبره للآخرين .
- أنت على حق . هذا ما جعلني أسقط في النهر في الأمس . لم أكن أعرف أنه كان متزوجاً . هل أستطيع أن أطرح عليك سؤالاً؟
فأجابت جيني ديكون ببطء : ( نعم ، علماً أني قد لا أستطيع أن أجيبك )..
- هل تحبينه ؟ هل سبق لك ذلك ؟
- آه ، نعم . لكن حب ليتون يؤدي بك إلى تحطيم قلبك . ... حسناً ، أظنهم بحاجة إلي الآن .
ثم وقفت وهبطت السلم .
وقفت فيفيان بدورها وراحت تنظر مع ليتون إلى رالف وهو ينطلق بالمركب بحذر . عندا سألها : ( مستعده ؟)
- تماماً .
- أتخافين المراكب ؟
فقالت بغضب وهي تنزل إلى المركب ، دون أنتظار مساعدته : ( أبداً) .
ثم جلست على أحد المقعدين المنجدين . فتبعها ، لكنه لم يشغل المحرك على الفور :
- أرى أنني جرحتك .
فردت عليه بحدة :
- نعم ، وليس هذا فحسب . بل خيبت ظني . في الأمس تعاطيت بشكل رائع مع خوفي من الطيران . واليوم قضيت على كل ذلك بضربة واحدة!
سكتت فجأة ، وشبكت ذراعيها على صدرها ، وهي تحدق في المركب الكبير ، عابسة .
قال ، وقد أرتسمت على شفتيه ابتسامة طفيفة :
- بكل تواضع ، أطلب صفحك ، يا فيفيان ، لاأريد أن يكون في سجلي عندك نقطة سوداء .
- هراء .
والتفتت إليه ، وتراجعت حدة غضبها دون سبب واضح ، حين أخذ يضحك ، ثم قال لها :
- لم أر قط من تأخذ معها حقيبة محشوة مثلك . أرجو ألا تضطري إلى تغيير ملابسك . هل أنت جاهزة؟
ترددت ، ثم أومأت إيجاباً .
فتح غطاء المحرك ، ووضع قبعته ونظارته الشمسية ، ثم شغّل المحرك وبعد دقائق ، شقا طريقهما في النهر .
كانت الرحلة منعشة مليئة بالبهجة .
سألها : ( هل تزلجت من قبل على الماء ؟)
- لا .. ولكنني واثقة من أن الأمر ممتع .
وأحست فيفيان مع مرور الوقت بتحسن كبير .
أبطأ ليتون سرعة المركب ثم استدار به فخلف وراءه خطاً فضياً على المياه السمراء .
واتجه بالمركب نحو شاطئ جميل صغير يحيط به دغل كثيف .
- ظنت أننا سنلحق بهم .
فأشار إلى جهاز اللاسلكي الموضوع أمامه ، وقال :
- يمكن لرالف أن يتصل بنا في حال حصول أي طارئ . هل فكرت في إحضار ثوب سباحة معك؟
- إنني أرتدي واحداً ..أتراها فرصة لتتخلص من بقية المجموعة ؟
- ليسوا بحاجة لنا حالياً .. إنهم كثيرون.
وضغط على أحد الأزرار فتعالى صوت سلسلة المرساة .
وقفت فيفيان تطيل النظر إلى المياة .
- يمكنني أن أقفز من المركب ، هل المياة عميقة كفاية ؟
فأوماأ برأسه .
- وماذا عن المد والجزر ؟
- سيبدأ المد بعد قليل . لن تتعرضي لأي مشكلة .
- آه ، ولكن كيف أعود إلى المركب ؟
ففتح ليتون خزانة صغيرة وأخرج منها سلماً من الحبال علقه بجانب المركب .
- على هذا .
- أرى أنك اتخذت احتياطاتك لكل شيء .
خلعت ثيابها ، ثم وضعت خاتمها في علبته التي كانت في حقيبتها . وبعد تفكير قصير . أخرجت قميصاً طويلاً من حقيبتها وارتدته.
فسألها ساخراً وقد راح يخلع ثيابه :
- هل ستسبحين أن ستسيرين على الماء ؟
فأجابت وهي تقفز إلى الماء :
- بل لأحمي بشرتي من أشعة الشمس .
وما إن عادت للظهور على وجه الماء ، حتى أخذت تسبح نحو الشاطئ .
ورغم أن ليتون قفز بعدها بلحظة . إلا أنها غلبته . قال لها بعد أن وقفا والمياة تنساب عن جسميهما :
- أنت رائعة يا أنسة فلوري .
رفعت فيفيان شعرها عن عينيها ثم ضحكت ، قائلة :
- أنا مسروره جداً لأني رائعه في بعض الأمور .
ضاقت عيناه مفكراً . ومع أنه لم ينطق بأي كلمة ، إلا أنها شعرت أنه أكتشف نيتها في أن تحافظ على جو مرح بينهما .
رغبت بهذا لأنها ، لسوء حظها ، لا تعرف ما يمكنها أن تفعل غير ذلك . فعندما رأت ليتون ديكستر بسرواله القصير الأزرق .
وكتفيه العريضتين ، وخصره النحيف وساقيه السمراوين الطويلتين اضطرت لأبتداع خطة ما تحمي بها نفسها .
قال لها : ( أنت بارعة جداً في عملك).
ثم تقدمها إلى صخرة مسطحة يتوسطها حوض طبيعي مليء بالماء ، فمسح الماء الساخن عن سطحها ، ليتمكنا
من الجلوس دون أن يحرقا جلدهما . وأجابته مازحة:
- هذا مختلف . علماً أني قد أكون كارثة متنقلة حتى في العمل .
- علاقة عمل ؟
جازف بهذا القول وهو ينظر إليها وقد ارتسم على شفتيه طيف ابتسامة.
- كما رأيت ، هذه هي الجنة .
ووقفت ثم غطست في الماء مجدداً . وبعد حين. عادت إلى حيث استلقى ليتون ، ثم جلست إلى جانبه وهي تشير إلى الدغل ، قائلة:
- بوجود هذا الدغل ، لن يتمكن أحد من الوصول إلى هنا بالبر ، أو حتى سيراً على الأقدام.
- إنه مكاني الصغير الخاص ، وهو المفضل لدي .
- حسنا ، شكراً على مشاركتي إياه ، خاصة وإني ..قد لا أكون الشخص المفضل لديك ، حالياً.
- من قال هذا ؟

ربما لم تقله بلسانك ، ولكن موقفك هذا الصباح ، أشار إلى ذلك بوضوح .
ساد صمت قصير ، قال بعده : ( كنت أنظر إلى العالم نظرة حاقدة ، هذا الصباح ، أو لعل العيب فيّ أنا ).
فنظرت إليه من تحت أهدابها وسألته :
- أتعني أنك مستاء من نفسك ؟
- ماذا سيكون موقفك ، لو كنت مكاني ، مع زوجة سابقة وخطيبة مكرهه تحت سقف واحد؟ هذا عدا عن الباقين ؟
فضحكت وأجابت : ( رباه ، لا أحسدك أبداً ، وهذا ما يجعلني لا أصدق أن ما يحدث حقيقة واقعه !)
ثم سارعت تؤكد له : ( ليس ما يخصني ، وإنما بالنسبة للأمور الأخرى ، أظنها ما زالت تحبك ).
أضافت جملتها الأخيرة ، برزانه وجدية مفاجئة .
- هل هذا ما قالته لك عند الرصيف ؟
- نعم .. لا .. أعني عندما سألتها فقط .
فتمتم بمكر : ( هذه فتاتي فيفيان ).
ووضع يده على يدها على الصخرة : ( ولكن لم سألتِ ، وأنت مصرة على أن لا شيء حقيقي يربط بيننا ؟)
أمعنت التفكير قبل أن تجيب : ( لا أدري ، أظن أن الفضول أفقدني الحكمة ).
- لقد هربت مني الليلة الماضية .
فهزت كتفيها : ( هذا أفضل من السقوط في النهر ).
- لماذا هربت مني ، يا فيفيان ؟
فتنهدت فجأة ، وقالت:
- أنت ، وهذا الوضع كله . أظن أن هذا كثير علي ّ.
فسألها ساخراً:
- ألهذا قررت أن تستمري بلعب دور الفتاة الأجيرة بالرغم من كل ما حصل ؟
- لم أحصل بعد على اتفاقية عصير كلوفر . ولكن أثناء لعبي دور الفتاة الأجيرة لأسباب معينه ، أنصحك بعدم أستغلال الموضوع .
- ألهذا السبب لبست قميصاً فوق لباس البحر .
- نعم! فأنا أعرف تأثير لباس البحر . ومن يلومني لحمايتك من نفسك ؟
راح يضحك ، فسألته غاضبة :
- لماذا تضحك ؟
فقال ، والأبتسامة لا تفارق محياه :
- أسف يا فيفيان . ولكني لم أكن أتوقع ذلك ، وأنا أصدقك . اسمعي ، اخلعي قميصك ، أنت آمنة معي ، فمزاجي ليس ملائماً اليوم .
- شكراً ، ولكنني سأبقية على جسمي على أي حال ، إذ علينا أن تفكر في الشمس .
- كما تشائين .
وشبك ذراعية على صدره ثم أضاف : ( لكن هذا لن يمنعني من أخبارك بأن قوامك متناسق جداً . وأن بشرتك ناعمة ولونها بلون الذهب .)
انفرجت شفتاها ، وهو يصفها بهذا الشكل ، وبقيت على حالها للحظات بعد سكوته ، ثم قالت :
- إن لم يكن هذا مزاج السلطان ، فأنا محظية ولكنني أؤكد لك أنك مخطئ .
- أنا واثق من أنك ستكونين محظية رائعة ، يا فيفيان ، ولكن قبل أن تفكري في ضربي ، علينا أن ننضم إلى المجموعة .
فتأوهت وقالت : ( هل يجب أن نلحق بهم ؟ ألا أستطيع التظاهر بالصداع ؟)
لن يتطلب الوصول إلى كان وجودهم سوى دقائق و ..)
- لا ، إذا كنت تودين الحصول على أتفاقية عصير كلوفر .
شعرت وكأن ماء بارداً أنسكب عليها ، ولم يفدها هذا الشعور غير العقلاني ، فقالت بجفاء :
- سر أمامي إذن ، يا سيد ( عصير كلوفر).
ثم قررت ألا تنتظر ، فقفزت إلى الماء . وبالرغم من أنها سبقته في العودة إلى المركب .
إلا أنها لم تتمكن من الصعود إليه ، فالأمر لم يكن سهلاً كما ظنت ، وعندما وصل إليها ، قالت له :
- تباً لهذا السلم اللعين ! فهو لا ينفك يتوارى تحت المركب .
- هناك طريقة معينه لصعوده يا فيفيان . دعيني أسبقك كي أساعدك .
ولم يكن أمامها إلا أن توافق . لكن بالها لم يرتح حين رأته يقفز إلى سطح المركب بطريقة أبرزت قوة جسمه ، فحبست أنفاسها لا إرادياً .
ثم مد يده إليها وسحبها إلى ظهر المركب بقوة عضلاته .
ووقفت بين ذراعيه هادئة لا هثة ، وشعرت بالغباء عندما ساعدها على الوقوف على قدميها .
قالت وهي تلهث :
- هذا أصعب مما يبدو عليه .
إن الصعود يستدعي قوة في الذراعين والكتفين .
ترافقت كلماته مع مرور مركب آخر رشهما بالماء وهز مركبهما . إلا أنه بقي صامداً . وقدميه المتباعدتين ثابتتين بقوة كشجرة راسخة .
وأدركت أنها لو كانت مكانه لسقطت على وجهها .
تنهدت بهدوء وهي تشعر بالأمان بين ذراعيه . كما راح قربه يثير مشاعرها .
وعجزت عن الأبتعاد عنه . لا بل لم تشأ أن تفعل . لكنه أفلتها ببساطة وتناول قميصه ، ثم قال بلهجة عادية :
- سأدير لك ظهري إذا شئت أن تغيري ملابسك هنا ، أو يمكنك أن تقومي بذلك في المطعم .
بقيت صامته وقد تملكها شعور بخيبة الأمل ...وبعد حين ، قالت بهدوء :
- شكراَ ، لكنني قد أحتاج إلى مرآة ، لهذا سأبدل ملابسي في المطعم .
ثم وضعت قبعتها ونظارتها الشمسية وجلست .
بدأ يتحرك بالمركب . لم يدر بينهما أي حديث سوى تعليقات حول المركب وأمور عامة أخرى .
أثناء الرحلة إلى المطعم والتي استغرقت عشر دقائق . أما المطعم فمبنى ريفي خشبي .
ذو شرفة فسيحة في الطابق الثاني تشرف على النهر .
وكانت بقية المجموعة قد سبقتها إليها ، سألته عندما اقتربا من الرصيف .
- هل أحد هؤلاء الأطفال أبنك؟
نظر إليها ، فأخذت تتساءل عما إذا كان هناك أثر للكآبة في عينيه.
- لا ، فقد أجهضت جيني .
***

إنك هادئة جداً ، يا فيفيان .
طرحت عليها ماغ هذا السؤال ، بعد أن انتهى الغداء ، كانت الوجبة وبفضل إميليا ، هادئة .
فلم يبد أحدهم أي معارضة على خطبة ابنها لفتاة غريبة كلياً.
كما كان الغداء فرصة ، سمحت لفيفيان بمراقبة تصرات أسرة ديكستر .
أحسن رالف التصرف . وبدا ظريفاً ، حلو المعشر ، حنوناً مع أخته ماغ .
وظهر تقارب بينه وبين ليتون ، رغم الإختلاف بينهما ، وبدا جلياً أن إميليا تستمتع بهذا الأنسجام الظاهر بين أولادها الثلاثة .
كما تجلت في نظراتها نحو ابنها الأصغر خيبة أمل ممزوجة بولع بالغ . ولأول مرة ، تقدمت ماغ ، شقشقة ليتون ، لتجلس قرب فيفيان .
بعد أن تفرقت المجموعة في الأنحاء . فنزل بعضهم إلى الطابق الأسفل ، ليصطادوا السمك مع الأولاد .
كانت ماغ بسيطة الملبس كالباقين ، وتشبة ليتون كثيراً ، ويبدو عليها أنها تعرف جيداً ما تريد وكيف تحصل عليه .
قالت فيفيان : ( لقد أكلت كثيراً ، وتعرضت لحرارة الشمس وإلى ما هنالك).
بدا الأسف في صوتها ، وشعرت بالتوتر لأنها تعلم ما سيأتي بعد ذلك فأضافت : ( كان الطعام رائعاَ) .
- نعم ، إنه رائع دوماً ، وبعض الناس يقصدون هذا المكان بالطوافات .
- الحمد لله لأني لست مضطرة لذلك .
- أخبرني ليتون أنك تكرهين الطيران .
وعندما رفعت فيفيان حاجبيها أكملت ماغ حديثها ، قائلة : ( لا تظهري كل هذه الدهشة ، إنه أخي ، فلم عليه ألا يخبرني شيئاً عنك؟)
- لا ..أنا فقط.. أشعر بالحرج من هذا الأمر ..أعني الطيران.
وسرعان ما جاء السؤال ، الذي كانت فيفيان تخشاه ، إذ سألتها ماغ مقطبة الجبين :
- منذ متى تعرفينة؟
فردت متلعثمة : ( ليس من مدة طويلة ..لقد تطورت الأمور فجأة بيننا ).
ثم لم تستطع منع نفسها من أن تضيف باكتئاب : ( إسمعي ، أنا آسفة إذا ما أحدثت بعض الفوضى ، في هذه المناسبة الخاصة . لم أكن أدرك ..أعني ..لم أكن أعلم أنني سأسبب مثل هذا الأزعاج).
جمدت ماغ في مكانها للحظات . وراحت تتفرس في ملامح فيفيان المكتئبة بتمعن ، ثم قالت :
- إدي معجب بك ويراك أهلاً لليتون ، في الواقع إغتاظ إدي مني ، لأني شاركت في المؤامرة المفاجأة ليتون بجيني مع إني أؤمن كثيراً بحسن رأيه ..
ولوت شفتيها مازحة ثم أكملت: ( و إلا لما تزوجته ..لكنه لا يعرف كم تحب جيني ليتون أو .. حسنا، لم أكن أعرف إدي عندما كان ليتون وجيني معاً ، ولهذا هو لا يعلم ..كيف كانا ..)
ابتلعت فيفيان أمراً عظيماً فرقهما ، وليتون يمكن أن يكون أحياناً عنيداً للغاية .
وأظن أن السبب يعود لأنه ورث شركة كلوفر وهو صغير السن.
فكان عليه أن يطهّرها من عناصر السوء وأن يحافظ على استمرارها ، ولكن ، حسناً ، لقد ظننت فقط..
وسكتت ثم هزت كتفيها بيأس قبل أن تختم كلامها بالقول : ( ظننت أنه من المفيد لك أن تعلمي ..) وسكتت.
إستقامت فيفيان في جلستها ثم أخذت تعبث بخاتمها دون وعي ، وقالت لها : ( إسمعي )
ثم سكتت لتطلب من الله أن يرشدها ، قبل أن تضيف : ( إن أخاك في مأمن معي ، يا ماغ.. لن أدعه يتزوجني كردة فعل أو انتقاماً من زوجته الأولى ، أعدك بذلك).
فنظرت إليها ماغ مذهولة ، وسألتها : ( كيف يمكنك أن...تقولي هذا ).
فأجابت فيفيان مكشرة : ( لم أعلم بأمر جيني قبل قدومي إلى هنا . ولهذا ... أظن أن الأمور تحتاج إلى أعادة تقييم . وبالمناسبة أنا لست صائدة ثروات ).
فقالت ماغ ببطء : ( فهمت).
ثم أضافت : ( لو كانت الظروف مختلفة لأحببتك ، يا فيفيان ).
- هذا ما قالته أمك لي . وأتمنى ، يا ماغ ، من كل قلبي ، أن تصدقيني وألا تدعي هذه السحابة تعكر عليك صفو عرسك).
ثم أكملت بعد تردد قصير :
- كما ليس في نيتي أن أشترك في أي مواجهة بين ليتون وجيني ، أو أن أخلق مزيداً من المآسي .
ونهضت وهي تقول : ( من الأفضل أن أتخلص من هذا الغداء وإلا ازداد وزني ).
ونهضت ماغ بدورها ، وفاجأت فيفيان حين تأبطت ذراعها قائلة : ( وأنا أيضاً .
وأقسم أني سأخسر كيلو غراماً قبل العرس ، ما رأيك لو أقنعت أمي بأن تستبدل الكريكت بكرة المضرب حين نصل إلى البيت ؟
هل تجيدين هذه اللعبة ؟)
- نعم ، وأراها فكرة جيدة جداً .

- يبدو أنك كسبت أختي إلى جانبك ، كيف فعلت هذا؟
طرح عليها ليتون هذا السؤال بعد أن انطلقا خلف المركب الكبير .
- أخبرتها أنك آمن معي ، ياليتون ، وإني لن أدعك تتزوجني كردة فعل على ما جرى مع زوجتك الأولى ...إذا أردت الحقيقة .
جمدت يداه على عجلة القيادة ، ونظر إليها غير مصدق ، ثم أخذ يضحك .
فقالت تحذره : ( ليتون ستصطدم بمركب آخر).
- آسف ، كان علي أن أعلم أن السبب هو شيء مبتكر وفي منتهى البراعه ،
هذا إن لم يكن جوهرياً ، يا فيفيان فلوري .
- شكراً لك .
- ولكن من قال إن ما قمت به هو ردة فعل ؟
فهزت كتفيها :
- هي التي فعلت . وأظنها أصبحت أكثر سعادة الآن .
خصوصاً في هذا الأسبوع المميز في حياتها . ولا يعود ذلك لجهد بذلته أنت. يا ليتون.
أضافت جملتها الأخيرة بلهجة لاذعة ، فأجاب :
- لو لم يتطفلوا على حياتي ويتدخلوا في مالا يعنيهم ، لما حدث هذا .
فعادت فيفيان تهز كتفيها وكأن الأمر لا يعنيها ، فنظر إليها وسألها : ( وهل صدقتك؟)
صرت بأسنانها ، وقالت باقتضاب : ( صدقني ).
ثم سردت له الحديث الذي دار بينها وبين أخته.
فعلق قائلا : ( إعادة تقييم)؟.
وابتسم ضاحكاً ثم أضاف : ( أنت تحفة نادرة).
- لا أظنك تتوقع مني أن أبقى لألعب دور الشرير في القصة.
فقال وكأنه يحدث نفسة : ( لا أدري ماذا أتوقع ، كنت هادئة جداً على الغداء).
- إنها طريقة جيدة للإبتعاد عن المشاكل .
- ولا علاقة لذلك بمواجهتنا السابقة ؟
فقالت بجرأة وهي تعض شفتيها : ( لا) .
- كنت أتساءل فقط عما إذا كانت تصرفاتي قد جرحتك .
فرمقته بنظرة ، وقالت :
- لا ، مطلقاً ، كل ما في الأمر أني لا أريد أن أكون واضحة كل الوضوح.
كانا يبحران والصمت يلفهما . وما لبث ليتون أن زاد سرعة المركب ، مما جعل المحرك الخلفي يهدر .
وهكذا ، لم يعد بإمكانهما تبادل الأحاديث من دون صراخ ، فلاذت فيفيان بالصمت.
وراحت تتساءل عن أثر كلماته عليها . فقد كذبت عليه حين أدعت أن ما جرى بينهما لا شأن له بهدوئها.
ولم تشأ أن تعترف له يأن هذا ما جعلها صامتة أثناء الغداء على غير عاده.
كانت تفكر في مدى تأثيره عليها ، في حين أنها لا تثير لديه أي شعور .
كانت مبارة التنس سريعة نشيطة ، لكنها لم تكن جادة . وبعد انتهائها .
توجه الجميع إلى البحيرة ، وهناك ، أعلنت إميليا أنهم سيقيمون حفلة شواء عند المساء ، وأن أمامهم ساعتين للراحة .
استلقت فيفيان على سريرها ، وبقى ذهنها مشغولا بالتطورات الجديدة .
هل رالف وجيني صديقان، أم أنها تصورت ذلك؟ لعبا كفريق في مبارة التنس .
وعندما فازا أخذها بين ذراعيه وعانقها مطولاً. وبعد السباحة في البحيرة ، أخذ رالف طبلتين وأذهلهم جميعاً ببراعته .
لكن جيني كانت أكثر الحضور تحمساً له...وتساءلت فيفيان عما يعني هذا كله ؟ أترى جيني تستغل شقيق ليتون لتسترده هو ؟
لا بد أنها غفلت . إذ دخل ليتون إلى غرفتها ، للبحث عنها بعد مرور ساعتين ونصف.
لم تستيقظ حين طرق الباب ، كما لم تسمع الطرق .لكنها استبقظت مترنحه ، متوعكه ،كان الظلام سائداً ، وهي مشعثة الشعر .
مشوشة الذهن ، دخل وأشعل المصباح قرب سريرها . عندما نظرت إلى الساعة ، ختفت بذهول ويدها على فمها .
- آه ، لا .
فقال بهدوء وهو يجذب كرسياً ليدنيه من السرير : ( لا بأس ، يا فيفيان ).
فسألته بخشية وهي تمرر أصابعها في شعرها : ( أحقاً لا بأس في ذلك؟)
كانت فيفيان قد خلعت لباس السباحة وارتدت قميصاً طويلاً من الساتان ، قبل أن تندس تحت الملاءة . كان قميصها مطرزاً بشكل رائع ، بأزخهار وردية اللون . وبالرغم من أنه محتشم إلا أنها سحبت
الملاءة قليلاً والتفت بها . وجلس هو قائلاً:
- بالطبع ، فليس هناك سوى حفلة الشواء ، ولابد أنك متعبة جداً ، كي تنامي بهذا الشكل .
فأجابت وهي لا تزال تشعر بالدوار :
- لا بد أنني كذلك ، إنما لم ألاحظ . كنت قد قررت أن أنام نصف ساعة فقط.
ثم نظرت إلى نفسها وأضافت : ( آسفة لاستقبالك بهذا الشكل ، أظن أن الجميع في الطابق الأسفل . وأنهم يستمتعون بوقتهم).
فأومأ برأسة بالإيجاب ، وجلست مستندة إلى الوسائد وسألته : ( أتراني أخطأت في شيء ما ؟)
- مالذي يجعلك تظنين ذلك؟


تأملته مقطبة . كان يرتدي بنطلوناً من الجنز الأزرق وكنزة بيضاء بياقة بحرية .
- أنا فقط ..أشعر بشيء ما .
- قد أكون مكتئباً بعض الشيء .
وسكت قليلاً ثم قال : ( أتريدين شيئاً ما؟) .
فطرقت بعينيها غير قادرة على فهم قصده.
-أعني أن تأكلي أو تشربي ؟
فجلست وهي تتمطى ، ثم قالت :
- لا أريد سوى فنجاناً من الشاي وشطيرة ، وأن أستلقي بعدها مع كتاب .
ولكني لا أظن أن هذا سيساعدني على نيل اتفاقية ( عصير كلوفر).
فقال ، وقد ارتسم على شفتيه طيف ابتسامة :
- يحق لك باستراحه . وكنت سأسعى للحصول على مهلة لكلينا غداً . كم تحتاجين من الوقت لتستعّدي لحفلة راقصة؟
أخذت تفكر في الأمر . لقد أحضرت معها ثوباً مناسباً للحفلات الراقصة.
راحت تتأمل أظافرها ، ثم عادت تلعب بخصلات شعرها الطويل ، ونظرت إلى ليتون بمكر ، قبل أن تقول : ( نصف ساعة . لماذا؟)
فبادلها نظرتها بنظرة مرح ماكرة مشوبة بالإعجاب .
- فيفيان ، أكثر الرجال يعبدونك من أجل هذا فقط. ملاذا ؟ حسنا ، ستُقام حفلة راقصة هنا مساء الغد.
ونزولاً عند رغبة الجميع ، وكي يستعدوا لها ، منحو يوم راحة . ففكرت في أن تلعب ( الهوكي).
- أين .
فأجاب بوقار : ( في بالم يبتش ) إنه مكان جميل . يمكننا أن نسبح ، ونتناول الغداء الخ ...
وليس عليك أن تجتمعي بالأسرة قبل مساء الغد ) .
- هذا إغراء كبير ، ياليتون . ولكن هل علينا الذهاب بالطائرة ؟
فنظر إليها برقة ، وقال : ( لا ، سنذهب بالمركب ) .
كانت يداها ممسكتين بالغطاء ، فنظرت إليهما عندما إنقبضتا لا إرادياً .
فقضاء يوم كامل بعيداً عن الأسرة وعن مهزلة دور الخطيبة سيكون بمثابة الفردوس بالنسبة لها . ولكن تمضية يوم كامل ،
وحيدة ، مع ليتون ديكستر ، يحمل نوعاً آخر من الأرهاق لأعصابها ، فكيف ستتمكن من مقاومته ؟
- أعدك ألا أفعل شيئاً ترفضينه ، يا فيفيان.
تنهدت ورفعت نظرها إليه ، ولم تستطع تحويل عينيها عنه . طفت مشاعرها ، برزت تلك الجاذبية التي لم تعد قادرة على إنكارها .
تأججت أحاسيسها ، وألهيها الشوق والحنين إليه . ودت لو تخفف عنه ما يزعجه .
وكانت واثقة من أن هناك ما يزعجه . . .
لكنها لن تدعه يستغلها ، فهذا خطر ، وحماقة ، قد تتسبب بتحطيم قلبها .
ثم تذكرت جيني ورالف ، فاتضحت الأمور ، أرخت أهدابها ، وسألته :
( هل هذه اتفاقية شريفة؟ )
- الأمر كله عائد لك .
فارتجفت ، ووقف وهو يقول :
- أنا لست ( كازانوفا ) ملك العشاق ، يا فيفيان .
فردت بشيء من الكآبة : ( أعرف هذا ... لا بأس ) .
- يا للفتاة الطيبة ، آه ...
والتفت حين سمع طرقاً على الباب ، ثم قال لها :
- ها قد جاء عشاؤك ، تصبحين على خير .
***

منتديات ليلاس

نهاية الفصل الرابع ،،،

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 02-05-09, 09:26 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

- عروس البحر تغني
قال ليتون :
- تلك هي منارة بارانجوى.
كانا قد خرجا باكرا من مزرعة هارفست مون وابحرا ساعه كامله ليصلا الى بيت ورتر . هناك ارسى ليتون المركب في حوض للسفن وانتقلا منه الى سيارة رانج روفر كانت متوقفه في المرآب .
ويبدو انه اعتاد ان يحتفظ بسيارته هناك .
سحرت المياه الصافية التي ابحرا فيها فيفيان كما لفتتها الصخور الشاهقة والمراكب والشواطئ الصغيرة الجميلة والجزر والخلجان وفتنتها المساكن التي لايمكن الوصول اليها الا بواسطة المراكب . كان يوما رائعا ارسلت فيه الشمس اشعتها خيوطا ذهبية لتدفئ الارض .
سبحا لبعض الوقت في مياه بالم بيتش حيث المقاهي الحيوية الممتده على الرصيف والمتجر الصغيرة . وقاما بجولة حول الرأس البحري . واثبت ليتون في فترة الصباح انه مرافق رائع مميز فقد استرخت وتسلت حتى نسيت خوفها مما قد يسببه لها هذا النهار من توتر .
منتديات ليلاس
سألها:
- هل انت جائعه ؟
فابتسمت قائلة :
- كاد يحين وقت الغداء .
- فلنتناول الغداء اذن .
لكنه لم يصطحبها الى مطعم بل عاد بالسيارة كيلو مترات متعدده ثم انعطف ليسلك طريقا ضيقا بمحاذاة المحيط . امتدت الطريق بين اشجار متشابكة ونباتات كثيفة ولم تر حين توقفا سوى باب مرآب خشبي انفتح دون صوت حين ضغط على زر التحكم عن بعد . سألته :
- ما هذا ؟
- انها استراحتي ..لعله المكان الوحيد الذي ادعوه بيتي .
وعندما اجفلت بشكل جلي وضع يده فوق يدها واضاف :
- لم احضرك الى هذا المكان لأغويك . اردتك ان تريه وحسب .
نظرت في عينيه فوجدتهما رزينتين وداكنتي الزرقة .
دخلت الى البيت من باب المرآب بشيء من الحذر . ولكنها ذهلت لما رأته. بنى المنزل على طرف جرف ينحدر انحدارا شديدا نحو المحيط وكانت المناظر التي يطل عليها رائعه للغاية . كما كانت الغرفة الفسيحة رائعه وتنتهي بما يشبه سح سفينة خشبي انيق .
لكن جل ما اذهلها في استراحة ليتون هذه هو الوحده اذ بدا بيته وكأنه كهف مضاء بين الصخور بعيد عن كل ضوضاء شاطئ بالم بيتش وحركة بيت ووتر وعن العالم اجمع .
- حسنا ؟
استدارت فرأته يقف خلفها وينظر اليها بمرح كان يرتدي سروالا قصيرا وقميصا قرمزيا بينما ثوبا مكشوفا فوق لباس البحر . كان شعرهما مشعثا ووجهاهما متوهجين من الشمس .
هزت رأسها وقالت :
- لا اظن ان الكلمات ستفيها حقها .. هذا رائع .
-شكرا . والآن اذا سارت الامور كما نريد فلابد ان جنيتي قد جهزت لنا لنلق نظرة .
كان المطبخ الذي قادها اليه رائعا ايضا وكان تصميمه اشبه بمبخ سفينه ويحتوي على كثير من الآنية والاجهزة المعدنية . فتح الثلاجة وقال :
- نعم , لقد جهزت الغداء.
ووقف جانبا كي يسمح لفيفيان بالقاء نظرة .
لم تكن الثلاجة تحتوي على الكثير , عدا الزبدة والحليب . ولكنها رأت طبقا كبيرا من القريدس المسلوق وغير المقشر وبقا من المحار وليمونتين .وتنهدت مسرورة .
- هل اعجبك هذا ؟
-ومن لا يعجبه قريدس بارد يؤكل بالاصابعفي يوم حار ومحار . جنيتك هذه نابغة حقا كيف علمت انني اعشق الحلوى بالشوكولا ؟
حملا الطعام الى الشرفة وتوجها الى السطح .
شهقت فيفيان ثم وقفت قرب الطاولة وقالت :
- لا اظنني قادرة على التقدم خطوة اخرى بعد .
كشر ليتون وضرب على جبينه قائلا :
- نسيت خوفك من العلو . اتعلمين يا فيفيان ان هذا السطح ليس اعلى من شقتك في الطابق الثالث بكثير؟ ومع ذلك سنبقى هنا .
فقالت وهي تجلس الى الطاولة :
- شكرا انا مرتاحة هنا تماما .
راحا يتناولان المحار وكان لذيذا مع عصير الليمون بعدها بدا بتقشير القريدس فراح يقشر واحدة منها ويأكلها فيما تقشر هي عددا منها اولا ثم تأكلها لاحقا .
وتعالى ضحكهما وهما يحاولان تحليل صفات كل منهما استادا الى طريقته في الاكل .
ارتفعت الشمس الى قبة السماء فأحضر ليتون قبعتين من القش ليتقيا اشعتها القوية . وكان البحر الممتد امام ناظريهما صافيا .
قالت وهي تغسل اصابعها في وعاء مخصص ثم تنشفها بمحرمة من قماش .
- هذا رائع جدا , الاحتفال بالبحر , وطعامه , والاكل بالاصابع ... والشمس وهذا الجزء من العالم .
وسكتت مقطبة جبينها ثم اضافت :
- الا تعتبر هارفست مون بيتا لك ؟
- لا , فقد بناه والدي ثم آل الى امي بعد وفته . هي جعلته على حاله هذه كتعويض عن فقدان ابي . انه منزل ممتازا لأسرة ولكن ليس لي , يمكن لماغ وادي ان يعيشا فيه على الرحب والسعة اذا ما ارادا ذلك .
- وماذا عن رالف ؟
- وهو ايضا اذا شاء.
ونظر الى به قريدس في يده مفكرا , ثم رفع نظراته الى فيفيان وقال :
- لكن رالف لا يمكث ابدا لفترات طويلة هناك .
- انت وماغ متشابهان جدا .لكن رالف مختلف عنكما .انا واثقة من ان امك شغوفة به وان كانت لا تظهر ذلك .
بدا المرح في عيني ليتون حين قال :
- كانت علاقتي بماغ حميمه ولم تكن امي تنوي انجاب المزيد من الاطفال . لهذا , اتى رالف بعد فترة طويلة واظنها تشعر بضرورة حمايته لأنه كان مختلفا .
- هل ... كانت جيني تحب العيش في هارفست مون ؟
- هذا ممكن , نعم اظنها كانت تريد ذلك .
وهز كتفيه فسألته :
- لم حطمت قلبها يا ليتون ؟ الا اذا كان العكس صحيحا .
لمعت عيناه بشرارة غامضة ثم قال متاملا :
- ارتاها ماغ , ام جيني نفسها , هي التي تركت لديك هذا الانطباع ؟
لم تجب فيفيان بل قالت :
- يمكنني ان اكون مستمعه جيده . ولكن فقط اذا شئت ان تخبرني , كما اني اتمتع بحدس صائب في الليلة الماضية مثلا , كنت .. لم تكن على ما يرام فساورني شعور بأنك تحتاج الى الابتعاد اليوم مثلي انا تماما .
تشابكت نظراتهما لكن نظراته بقيت غامضة .
- منذ ليلتين رفضت ان تعرفي شيئا عن ذلك .
حركت كتفيها بتملل وردت :
- اظنني فكرت منذ ذلك الحين بأننا يمكن ان نكون صديقين ولكنك لم تشأ ... قالت جملتها الاخيرة بهدوء وهي تتأمل البحر.
- صديقان فقط ؟
وعضت على شفتها وهي تضيف :
- انها البداية . انها افضل من كل ما نقوم به بأسم عصير كلوفر مثر .
لوى شفتيه وقال :
- هل يعني هذا انك عندما ستحصلين على اتفاقية العصير ستفكرين في انشاء علاقة جدية ؟
عادت نظراتها لتستقر عليه وهي تبتلع ريقها واجابته بتلعثم :
- انا ... لا ادري, لقد سبق وهجرت مرة , ولهذا نعم , اظنني مجروحة بعض الشيء .
وسكتت ثم نظرت اليه بأسى مضيفة :
- اعلم ان ما اقوله جنون , لكنه مفيد . ان كان لديك نقاط ضعف فقد لا اشعر اني ادخل عرين الاسد دون ان اعرف ما ينتظرني .
تبدلت تعابير وجهه ثم قال بابتسامة عريضة :
- اضمن لك ان الاسد لن يفترسك .
- كنت اتحدث بشكل مجازي .فقال والابتسامة لا تزال على محياه:
- اعلم هذا , حسنا .
لكن فيفيان قاطعته فجأة عندما لمعت في رأسها فكرة :
- ما قصدته هو ان زوجتك هجرتك رغم رغبتها في العودة اليك الآن . كنت اتساءل فقط ولأنك اختبرت هذا الشعور , ما اذا كنت تفهم ما اشعر به اكاد اموت خوفا من ان يتكرر ذلك مرة اخرى .
قالت ذلك بصراحه مؤلمةواكملت :
- حسنا يكون شعور الانسان افضل ان لم تعتمد سعادته على شخص اخر .
تبدد من وجهه كل اثر للمرح , وراح يتفرس فيها .. تأمل الطريقة التي تحرك بها عنقها والتي تنقبض بها يداها , وظلال العذاب في عينيها البنيتين , وخطوط جسمها المتوتيرة ثم سألها بهدوء :
- كيف حدث هذا ؟
- كنت اعمل معه في وكالة غودمان وكان هو اول ...
ثم سكتت وعضت على شفتيها لتضيف بعد حين :
- اول رجل ارتبطت به بعلاقة جديه فقد فقدت امي في طفولتي ولم ينس ابي حزنه قط وعشت طفولة غير مستقرة لهذا نشات وحيده وخائفة من .. اليس هذا ما اخبرك به ستان ؟ انه ...احيانا اعتقد انه يعرفني اكثر مما اعرف نفسي .
- ليس تماما قال لي انك يتيمه , وانه اخذك تحت جناحه وكانك ابنته بالتبني كما اخبرني انك قد تكونين عنيدة احيانا لفرط تحمسك لعملك اذن جعلك ذاك الرجل تعتقدين ان علاقتكما تتجه الى نهاية معلومة , ثم هرب ؟
فقالت بشيء من الحيرة :
- نعم , لا , ربما تصورت علاقتنا اعظم مما هي عليه . فقد تعلقت به جدا وما كنت لأفعل هذا لو لم .. يبدو انني تصورت مستقبلا لعلاقتنا لم يكن يفكر هو فيه .
- هل مازلت تحبينه ؟
- لا . اذا كنت تعني اني تعيسة , اشعر بالحرمان او ما اشبه , فلا . هذا من الماضي , ولكن حينذاك كنت .. تعيسة جدا .
حدق ليتون فيها مطولا ثم حول نظراته عنها قبل ان يقول :
- بالنسبة الي كان الامر مختلفا . فأنا من طلب منها الرحيل , لكن وفي لحظة سخرية حمقاء طلبت منها ان تدع الجميع يظن العكس .
فغرت فمها وسألته :
- لماذا ؟
- هل نزيل هذه الفوضى عن المائدة اولا ثم نحضر القهوة لنرتشفها مع الحلوى ؟
- اذا شئت .
وهذا ما فعلاه وبقيا في الداخل لأن حرارة الجو ارتفعت فأخذت الشوكولاته تذوب على الحلوى .
سكبت القهوة وقطعت قالب الحوى ثم جلسا وقد فصلت بينهما طاولة منخفضة بادرته قائلة فجأة :
- اذا بدلت رأيك ولم تشأ ان تخبرني لا بأس .
- لا , لم اغير رأيي في الواقع ... حسنا , اشعر بحاجه الى القيام بذلك تعرفت الى جيني عن طريق ماغ وكان ذلك بعد مرور ست سنوات على وفاة ابي , كنت ...
وسكت وسرح بنظره الى البعيد , ثم اكمل قائلا :
- .... كنت قد تحررت من اوهام الحياة .
- لماذا ؟
- اظنني لم اكن اتوقع ان اتحمل المسؤولية لشركة كلوفر بهذه السرعه , او لم اشأ ذلك . ولا يعني هذا انني كنت اريد ان اتخذ الطيران كمهنة لي . ولكن قبل ان يتوفى ابي كنا قد قررنا اقامة مصنع للطائرات وهذا ماكنت اريده حقا , لا العصير والشامبو ولا أي شيء اخر , ولكن كان هذا مستحيلا .

انتظرت فيفيان بصمت كي يكمل حديثه وراحت تكون انطباعا جديدا عن ليتون , فكرت في وهو يترك القوات الجوية والاحلام التي داعبت خياله ليواجه امبراطورية من الاعمال .
كما تخيلته فتى خالي البال تكونت شخصيته وتغيرت بسبب هذه المسؤولية الضخمة وتساءلت عما اذا كان هذا هو سبب الناحية الحاقده والساخرة من شخصيته .
ومع ذلك , لم يكن من الصعب ان تتخيله عاشقا مدمرا يمكنه ان ينال ما يشاء .. واخيرا تابع يقول :
- كان الامر مستحيلا لآن وضع الشركة كان مهزوزا قليلا بسبب موت ابي المفاجئ وكذلك الوضع الاقتصادي العام انذاك. وقد استلزم انقاذها من الافلاس الكثير من الجهد والعمل فكيف يمكنني ان افكر بالطسران ؟
لفظ سؤاله الاخير بجفاء ساخر فسألته جادة :
- هل تعني ان جيني دخلت حياتك حين كنت ضعيا نسبيا ؟
فألقى براسه الى الخلف مفكرا وقال :
- ربما . لكنني لم اكن افكر في الزواج وان كنت منجذبا اليها ..
- هذا ليس صعبا , فهي .. جميلة جدا .
رفع ليتون رأسه ونظر الى فيفيان ساخرا :
- شكرا . هل يفترض ان اشعر بتحسن ؟ يمكن لأي رجل ان يواجه المشكلة نفسها .
فعبست واجابت :
- آسفة . لم اقصد الاستعلاء عليك .
فضحك بهدوء وقال :
- لعلك لم تصلي الى هذا الحد يا انسة فلوري . على أي حال , وقبل ان تصل الامور .. الى ذلك الحد بحسب التطور الطبيعي لها , تزوجنا عندما اكتشفت انها حامل , رغم ان هذا ما كان يجب ان يحدث عمليا .
وعندما رفعت حاجبيها قال :
- كانت قد اخبرتني انها تتناول حبوبا لمنع الحمل . ولكن الحبة قد تخذلك او هذا ما اعتقدته انا . اما ما لم انتبه له فهو الازمة المالية الخانقة التي كانت اسرتها ترزح تحتها . كانوا وما زالوا رعاة ماشية .
فقاطعته غير مصدقة :
- الم تكن تعرف ما ضيها ؟
- بلى , فهي من اسرة عريقة من غرب ويلز . لم تكن نعرفهم شخصيا لكني اجتمعت بهم طبعا . وقد تركوا اثرا طيبا على امي . مثلي تماما فأسم ديكون مذكور في سجلات الاسطول الحربي . ولاحظت انهم كانوا اغنياء في ما مضى . اما احتمال افلاسهم وامكانية ان يخسروا مزرعتهم فهو سر لم يبوحوا به لأحد . كما كانت والدة جيني تتظاهر بأنهم في احسن حال وذلك حتى النهاية المرة .
فسألته بحزن :
- وكيف حدثت النهاية المرة ؟
- انها سلسلة من الاحداث. اجهضت جيني بعد ان تزوجنا بأسابيع.. وكان قد مر على حملها 3 اشهر . كان مقدرا لها ان تخسر الجنين بحسب الاطباء . لكن لم اكن واثقا تماما من ذلك . كانت ... تصرفاتها غريبة بعد عودتنا من شهر العسل , اذ بقيت اعصابها متوترة وذات يوم اقبلت باكية واخبرتني ان ابها يهدد بالانتحار بسبب مشاكله المالية ثم توسلت الي لأساعده وحينذاك بدأت اتساءل .
فعادت تسأله بحزن :
- وما الذي دفعك الى الاقدام على ما فعلته ؟
- وجدت رساله من امها , ولم يكن فيها أي التباس . ذكرت فيها ان حالتهم ميؤوس منها ولكن بما اني تزوجت جيني , بالرغم من خسارتها للجنين , فلا بد انها اصبحت واثقة مني ويمكنها ان تطلب مني مساعدتهم لدفع رهن المزرعه .
- آه ...
فقال بجفاء :
- وكما قلت انت , ولأفيها حقها . لقد تعرضت لكثير من الضغط من اهلها , ولا سيما من امها . كان اسمهم ذا ماض مجيد . وكان لها 3 اخوة اصغر منها سنا , ومازالوا في المدرسة او الجامعة . واظن ان انعدام الكرامة بدا واضحا على وجه جيني نفسها .
- لكنني لا افهم لماذا تساندها اسرتك ؟
- لأنهم لا يعلمون ما جرى .
- وهل دعت الرهن .
- آه نعم . كان هذا جزءا من الاتفاقية , وقد سرتهم جميعا . اذ نص الاتفاق على الا يعلم بذلك احد , حتى ما واسرتي .
- فهمت لهذا طلبت منها ان تفهم الجميع انها هي التي تركتك .
- تماما . اما الجزء الاخر من الاتفاقية فنص على ان يكون دفع الرهن عن الاسرة مقابل الطلاق .
وظهر الذهول على وجه فيفيان .
فقال وقد ارتسم على وجهه طيف ابتسامة :
- كان يمكن للأمور ان تسوء اكثر . ولكن ان اكتشف انني كنت مخدوعا او مغفلا لم يكن بالامر السهل .
فازداد الذهول في عينيها , وقالت :
- انت تعني انها حاولت الحصول على المزيد من المال منك ؟
- لا . لكني انذاك , كنت من الحرض بحيث لم اسمح لها بذلك كما اكتشفت انها لم تستعمل وسائل منع الحمل عمدا . ان هذا النوع من الغش واستغلال حياة شخص اخر لتحقيق المآرب جرحتني في الصميم . وهذا ما لا استطيع الصفح عنه ابدا .
فتنفست فيفيان بعمق وسألته :
- ولكن قل لي ياليتون , كيف استطاعت ان تخدعك؟ ليس في مسألة الحبوب ولكن في مسألة حبها لك ؟
ساد صمت طويل عادت فيفيان لتقول بعده هامسة : هل احبتك في تلك الفترة ؟
فأجاب باقتضاب :
- هذا ما قالته .
- وهل فكرت في انه يمكن للحب ان يجمعكما الى الابد بالرغم مما فعلته ؟
- نعم .
ووضع فنجانه على الطاولة ثم اضاف:
- وانا اسف اذا فكرت هي في الامر نفسه . لكني اشك في ذلك فأنا اعلم ان هذا غير صحيح .
وعندما رأها تفتح فمها قال محذرا :
- فيفيان اياك والقاء محاضرة حول الكبرياء .
سكتت لتقول بعد لحظة :
- بصفتي فتاتك المأجورة فأنا مؤهلة لأن اشكك ياليتون .
وترددت حين رمقها بنظرة ساخرة ثم قالت :
- شكرا لأنك اخبرتني كل هذا .
نظر اليها فقالت بلهجة منطقية :
- حسنا , يجب ان اعترف ان هذا يجعل الامور مريبة نوعا ما .
حول نظراته عنها ثم عاد ينظر اليها قائلا :
- احد الاسباب التي جعلتني استخدمك يا فيفيان , هو عدم ثقتي بالحصول عليك بطريقة اخرى اسمعي .. كان ذلك تصرفا من وحي الساعه اعني ان احملك جزءا من المسؤولية مع الاسف . منذ اللحظة التي دخلت فيها الى مكتبتي حافية القدمين تملكني الفضول نحوك .
فقالت بشيء من المرارة :
- ذاك الحذاء الذي كلفني مبلغا ضخما , لم يكن يستحق سنتا واحدا كما سبب لي الكثير من المشاكل .
- هذا وقف على النتيجة التي حصلت عليها بسببه .
هزت كتفيها ثم قطبت جبينها وهي تنظر اليه . اذ ادركت فجاة ان تغييرا ما قد حصل وانه انتقل الى موضوع آخر . ثم خطر لها انهما وثقا ببعضهما ,وتكلما في امورهما الشخصية ولكن , بدلا من ان يعزز ذلك علاقتهما فتح فجوة بينهما وسعتها كلماته الاخيرة .
قضت كلماته على شعور الصداقة البسيط الذينشأ بينهما في فترة الصباح واثناء الغداء . كلمات تناقضت والاحساس الذي جعله يرغب في ان يريها استراحة كلمات اثارت في داخلها قشعريرة غريبة .
اتراه ندم لصالحتها حول زواجه الفاشل ؟
- فيفيان ؟
استفاقت من تأملها مجفلة وقالت:
- آسفة ... نعم ؟
- اتريدين ان تستحمي وتغيري ملابسك قبل ان تعود ؟
- آه , نعم . شكرا
ولكنها شعرت مجددا وكأن ماء باردا انسكب عليها . وربما بدا هذا عليها .
اذ ظهرت الرقة في عينيه وهو ينظر الى وجهها الا انه حول نظراته على الفور ونهض واقفا ثم قال :
- سأريك غرفة نوم الضيوف .
استغرق حمامها وقتا طويلا لآنها حاولت ان تتخلص من الملح والرمال التي علقت بجسمها , ومن الشعور الغريب الذي انتابها . احست انها اشبه بحبة رمل على الشاطئ تافههة وحيدة تتقاذفها الامواج.
ثم ارتدت الثياب التي احضرتها معها سروالا قصيرا وقميصا قصير الكمين .
جلست خلف طاولة الزينة وحملت بيدها الفرشاة لتسرح شعرها لم تكن غرفة النوم تحتوي الا الضروري من الاثاث . لكنها لم تكن رخيصة او قبيحة.
نظرت فيفيان الى صورة الغرفة المنعكسة في المرآة وفكرت في انها تحتاج الى لمسة ما ... لمسة تمنحها لونا وحياة . لكن عينيها ضاقتا حين وجدت نفسها تفكر معذبة , في ما يمكن ان يقودها الى مفتاح لحل لغو ليتون .
وفي هذه اللحظة بالذات قرع الباب ودخل , ولأن فكرها انحصرت فيه عجزت عن النطق وراحت تنظر اليه في المرآة . بدا وكأنه انهى حمامه للتو بشعره المبتل القاتم الممشط وقد ارتدى سروالا قصيرا وقميصا ازرقا .
رأته يقطب جبينه فتمنت لو تستطيع ان تقول ما يخف عنه , لكنها بقيت عاجزة وفي الواقع حدث ما لم يكن في الحسبان , اغرورغت عيناها بالدموع فخفضت بصرها بسرعه ثم رفعه الفرشاة بيدها .
- فيفيان ؟
فأجابت وهي تشهق بصوت منخفض :
- لحظة واحده .. شعري .
وضع يده على يدها ثم اخذ الفرشاة منها ادارها نحوه , وسألها :
- ماذا حدث ؟
فتحت فمها لترد عليه فشعرت بدوار قوي مما انقذها من ضرورة الكلام .
- آه لا شيء ..لعله المحار والقريدس والشوكولا لقد اكلت منها بنهم .
سكتت وتنفست بعمق . لكن الدوار عاودها مجددا فوضعت رأسها بين يديها بارتباك وبأس .
جذبها لتقف على قدميها مقاما كل محاولاتها المذعورة للافلات منه .وحين اصبح الدوار اسوأ لمرها :
- قفي ثابته .
ثم عاد يمسك بها ويضمها اليه ويمسح بيده على شعرها , وبعد 5 دقائق شعرت بتحسن فأخذت نفسا عميقا وهمست تقول :
- لا ادري كيف تفعل هذا , ياليتون , ولكني اشكرك ولن اهتم بشعري , سأجمعه تحت القبعه ..
ابعدها قليلا عنه ثم تفرس في عينيها :
- ما الذي جعلك حزينة ؟
- انا ...
وتنحنحت .
- كنت تبكين... لماذا ؟اغمضت عينيها واطلقت آهة خفيفة وهو يضم وجهها بين يديه آهة صغير بائسة :
- لا ادري . لا شيء ..حقا .
فقال برقة :
- اخبريني , انظري الي يافيفيان .
رفعت اهادبها وكانت مبتله فقالت بصوت خفيض :
- لا استطيع . انا لا اعلم ... ولهذا ..
- لابد ان لديك فكرة .
فابتلعت ريقها , وقالت :
- انا ... حسنا شعرت وكأني حبه رمل على الشاطئ. يتملكني احيانا شعور بالوحده . وهذا كل مافي الامر . ولكنه شعور لا يدوم .
وهزت كتفيها ثم اضافت :
- اظنها من الاوقات الغريبة التي اكون فيها تلك الشقراء الممصابة بالدوار التي رأيتها في البداية .
حاولت ان تبتسم لكنها لم تستطع . همس لها كلمات لم تسمعها ثم عانقها .
وتمتمت عندما ضمها بين ذراعيه :
-آه , لا , ارجوك دعني .
- لسبب ما لا احتمل رؤيتك حزينة .
فقالت بعجز :
- هذا يزيد الامر سوءا .
لكنه لم يهتم بما قالته , بل ضمها اليه اكثر , فشعرت بأحاسيسها تدفعها الى احضانه كما يدفع المد المياه نحو الشاطئ . تملكها مشاعر لم تختبرها من قبل فأحست ببهجة عجيبة عجزت عن مقاومتها .
احست بين ذراعي هذا الرجل الضخم بانوثتها وصغر حجمها . وادركت تأثير الرجولة المتدفقة منه على حواسها , فاستسلمت لعناقه .
حدقا في عيني بعضهما البعض . فشعرت فيفيان وكانها تغرق في بحر عينيه , اذ راحتا تنطقان بشوق اليه . وكأن ليتون ديكستر لا يفكر سوى بشخص واحد .. هو فيفيان .
وترك شعورها بانها الوحيدة في عالمه تأثيرا بالغا عليها .
انحنى نحوها ليأخذها بين ذراعيه واحاطت عنقه بذراعيها هامسه :
- انت كالشجرة احيانا , قوي جدا .
- وانت كعروس البحر , تغنين لي اغنية لا استطيع مقاومتها .
جمدت فيفيان مكانها , وانزلت يديها ووضعتهما على صدره , وهي تحدق في عينيه , ثم رمشت بعينها , اذ اعادتها كلماته هذه الى شيء من التعقل .
كان قد قال شيئا مشابها من قبل وهي تتذكره جيدا . قال ان عليه ان يكون قويا ليتمكن من اغراء اللذات الارضية . قالها بلهجة الازدراء .
ثم هزتها قناعتها الذاتيه بأن ما جرى ينبغي ان يكون اختبارا . اختبارا لاستقامتها , اختبارا لقدرتها على المقاومة , حتى وان كانت تحتاج الى شيء منه .
اصبحت تعرف الكثير عنه .القصة الحقيقية لزواجه من جيني ديكون والتحذير من نتيجة تورطها معه , فقد اوشك قلبها ان يتحطم ذات يوم . ولم تكن واثقة من ان هذا لن يتكرر وبشكل اسوأ ..
اضطربت وابتعدت عنه فسألها وقد ضاقت عيناه :
- لماذا ؟
- انا ...
وتعلثمت ثم تنهدت وقالت :
- ليتون .. انا ...
ولكن لم تستطع ان تعبر عن افكارها بالكلمات .
وقف يتأملها وهو لا يزال ممسكا بها , ثم قال بشيء من السخرية :
- لن احاول , اغوائك , على أي حال , يا فيفيان ؟
توهج وجهها وراح السخط يغلي في داخلها , فقالت :
- لم اكن انتظر منك ذلك .
فرفع حاجبه قائلا :
- ايا كان ذلك الشخص الذي صدمك فقد خلف فيك جرحا يصعب شفاؤه صدقيني .
حاولت ان ترفع يدها لتصفعه فأمسك بيدها وهو يهز رأسه ساخرا :
- الا يمكنك ضبط نفسك .
فقالت متلعثمة :
- ما كان عليك .. ماكان عليك ... اعني .
فرد ببطء:
- الثأر مني ؟ لا , حسنا ليس بهذه الطريقة . اعلم انك لا تنفرين مني . يبدو انك احرزت تقدما في هذا المجال .
اطبقت فيفيان اسنانها واغمضت عينيها بشدة ثم قالت بعنف :
- كفاك سخرية , ياليتون ديكستر ! انت من يتغير ويتبدل ويتلون . انت من احضرني الى هنا وحدثني عن زواجه ثم منعني من التحدث عنه ! انت الذي قارنني بعروس البحر , وكأن مهمتي تنحصر في اغوائك . انت من اخبرني انه عليك ان تكون قويا لتتمكن من مقاومة الملذات الارضية التي امثلها انا . ولن اذكر انك في مزاج ملائم يوما وخلاف ذلك في يوم اخر ...
سكتت وراحت تتنفس بعمق وقد اغرورقت عيناها بالدموع مجددا رغما عنها . واخذت تمسح دموعها بضيق وهي تقول :
- لا ادري ما الذي حصل لي . لكن ان كانت هذه هي الطريقة الوحيدة للحصول على اتفاقية كلوفر فالتعامل انتهى بيننا .
ختمت كلامها بكبرياء بالرغم من دموعها الجارية .
- خذي .
تركها ودس في يديها منديلا كبيرا اخرجه من جيبه . ثم عاد يضع ضراعه حولها بينما راحت تمسح دموعها وتحبس انفاسها لتتجنب الدوار الذي هددها من جديد .
وعندما هدأت امسك بيدها ليقودها الى غرفة الجلوس وقال بجدية وحزم :
- اجلسي سأحضر لك ما تشربينه .
غاصت فيفيان في الاريكة , كانت وما تزال ترتجف لفرط انفعالها فتناولت منه فنجان الشاي الذي احضره شاكرة . وكان قد سكب واحدا لنفسه فسار نحو الباب الزجاجي وقف يحدق في البحر . ثم استدار نحوها قائلا :
- المشكلة هي انني ظننت اننا من نوع واحد .
فنظرت اليه بعجز , وسألته :
- من أي ناحية ؟
اخذت نظراته تتأملها , وقال برزانة :
- بأمكاننا ان نتحكم بانفسنا .
فاخذت تطرف بعينيها وهي تقول :
- لم افهم ما تعنيه .
- كأي شخصين ينجذب احدهما الى الاخر , انما لا يريدان الالتزام بعهد طويل الامد .
فسألته غير مصدقة :
- هل هذا ما فهمته , ياليتون ؟
فقطب جبينه , وقال :
- لقد اعيت نظراته على الخاتم في اصبعها .
فغرت فمها ولم تنطق بأي كلمة . وبعد لحظة , جلس بجانبها فنظرت اليه من خلال اهدابها :
- لم اكن انوي التورط معك , وقد اخبرتك بذلك ..
- وبرهنت ذلك الآن ...
وكان في صوته سخرية ومكر شيطاني .
ارتجفت من شدة غيظها . وفكرت في ان تعلمه كيف كادت تنجرف وراء مشاعرها , وكيف ردعتها كلماته وجذبتها بعيدا عن حافة المجهول , لكن الحكمة تغلبت عليها :
- آه , اذا اعطيت بقدر ما اخذت فلهذا سببان .اولا , لأبرهن لك انك لست ذاك الرجل الذي لا يقاوم , وثانيا من اجل غودمان .
سكتت وعلقت الكلمات على شفتيها مجددا , لن تطلعه على ورطتهم المالية, ولن تخبره بمدى حاجتهم الى المال الذي ستكسبه من الاتفاقية , لاسيما بعد ان سمعت منه قصة جيني .
وارتجفت حين راودتها هذه الفكرة , ثم تابعت تقول بصعوبة :
- اذن , وبالرغم من ... انجذابك الي , لم تفكر قط بأي نوع من الالتزام ؟
- نعم .
فسألته وهي غير قادرة على اخفاء الالم في صوتها :
- و.... ألم يغير أي شيء في رأيك هذا ؟
- فيك اشياء كثيرة مخيبة . لهذا اكره ان أؤذيك .
اخذت نفسا عميقا , واحست وكانها كشفت اوراقها كلها .
فقالت وهي ترتعش :
- ما الذي جعلك تغير رأيك ؟
- تصرفاتك كفاحك حتى النهاية , ما اخبرتني به اليوم , والذي يفسر سبب مقاومتك لي .
اخذ يعبث بالخاتم في اصبعها واضاف :
- انت الفتاة التي تحطم قلبها , يا فيفيان .

وحدق في عينيها فجأة فقالت غير قادرة على تجنب عينيه :
- نعم , لهذا السبب كنت واثقة من قدرتي على التعامل معك , كنت مخطئة لكن جزءا من مشكلتي هو ... انني اشعر احيانا بالامان معك . فأنسى تلك الجبانه في داخلي , تلك التي تخاف ركوب الطائرة والعلو والمصاعد والتي تصاب بالدوار وتسقط في الانهار وتفقد حذاءها .
ترك يدها لكنه لف ذراعه حول كتفيها واستند معها الى الخلف وهو يقول :
- وهذا ما جعلني اخبرك بالحقيقة عن جيني . لقد قررت , اثناء الغداء ان الوقت حان كي نوقف هذه المهزلة .. ظننت ان اقل ما ادين به لك هو تقديم تفسير .لكن نواياي الطيبة لم تمنع تأثري عند رؤيتك محرومة .
سألته وهي ترتجف :
- هل عدم رغبتك .. بالالتزام هو بسبب جيني ؟
- نعم ولا . يفترض ان اتوخى الحذر بعد تجربتي مع جيني , وهذا امر طبيعي . لكن المشكلة الحقيقية هي اني لست الرجل المناسب لفتاة مثلك .- وكيف ذلك ؟
- اظن ان آخر ما تاحتاجينه هو رجل دائم التنقل والترحال مثلي لا سيما الآن وقد اوشكت على تحقيق احلامي .
بدت مشوشة واذ بها تدرك فجأة ما عناه فسألته :
- مصنع الطائرات ؟
- نعم . سيتطلب هذا الكثير من الوقت والجهد , وسانشغل به لسنوات .
حدقت في عينيه الزرقاوين , ومضت لحظات طويلة شعرت خلالها بالشكوك والمخاوف تساورها ازاء هذا الرجل . تذكرت مشاعرها وهي بين يديه وكيف استطاع ان يلهب احاسيسها ,
وان يجعل الشوق يكتسح كيانها بنظرة منه . كما تذكرت كيف ضحكا واستمتعا بقضاء الوقت معا ... فأحست وكأن عالمها ينهار من حولها كمنزل من ورق .
وارغمها هذا على مواجهة الواقع , وتبين لها ان ليتون كان على صواب فيما قال عنها لكنه اخطأ في نقاط اخرى , والا لما تملكها هذا الشعور بالحزن والكآبة , وهذا الاحساس بالوحدة الآتية .. والهجر .
وسالها بهدوء :
- اتفقنا ؟
تبا لك ياليتون ديكستر . واغرورغت عيناها بالدموع مجددا . هاهي جالسة ورأسها على كتفه من جديد وقلبها محطم ثم يوجه اليها مثل هذا السؤال .. اين كرامتها وكبرياؤها ؟ وكيف تستطيع استعادتهما ؟ كيف يمكنها ان تنهي هذه المسألة الآن والى الابد ؟
فقالت بصوت اجش :
- نعم حسنا , سأكون مجنونة لو فكرت في المنافسة . ولو كانت مع أي شيء اخر عدا الطائرات لجربت حظي . لكن حسنا لقد فهمت !
استقامت في جلستها عندما هب لنجدتها احساس لعله الكبرياء .. واخذت تتساءل عما اذا كان احس بأنها تحاول استعادة كرامتها وعالمها اجمع , بهذه الشجاعة التي تظهرها .
نظر اليها متأملا ولكن قبل ان ينبس ببت شفة بادرته بالقول :
- بالمناسبة , افضل الا احضر الحفلة الراقصة هذه الليلة . اظنك على حق حين قلت انه علينا انهاء هذه المسالة الآن والى الابد .
ثم خلعت خاتمه وناولته اياه .
اخذ يقلبه بين اصابعه ويتفحصه وقد قطب جبينه . ثم سألها :
- هكذا .. دون ندم او اسف ؟
ورفع عينيه فجأة ينظر في عينيها فأجابت ببساطه :
- بل اشعر بالاثنين معا , لكني سأتغلب على ذلك .
ثم ابتسمت له بمرح واضافت بأسى :
- واقول لك بصراحه اني سأرتاح لو ... عدت الى التعقل . فمنذ قابلتك وانا اشعر وكأنني " اليس في بلاد العجائب " او كأنني في مستشفى مجانين .
ومضت عيناه ومضة غريبة لكنه اكتفى بالقول :
- امتعتك في هاوفست مون .
سكتت محبطة ثم اشرق وجهها وهتفت :
- ربما يمكنني قضاء الليلة هنا , او في مكان اخر في بالم بيتش ثم تقوم انت بارسال امتعتي غدا . وهكذا يمكنني ان ارحل من دون مشاكل .
- افضل ان تاتي الى الحفلة الراقصة .
حدقت فيه وتذكرت فجأة كيف بدا تلك الليلة حين تناولا العشاء في بريسبين . يومها كان ليتون الصلب البارد
- ولكن لماذا ؟
فهز كتفيه وقال :
- لم ننته من موضوع اتفاقية عصير كلوفر .
- ماذا ؟
- لم تحصلي عليها بعد , يافيفيان وانا اعرف حاجة غودمان الماسة اليها .
لم تملك سوى ان تحق فيه بذهول بالغ وغضب واضح على وجهها بينما تابع يقول بجدية :
- فقد خسرتم الكثير من عقودكم , مؤخرا .
فاتهمته بصوت منخفض :
- هل كنت تعلم ؟ كنت تعلم منذ البداية ؟
- نعم واي فرق يحدثه هذا ؟
فوقفت فيفيان وملقت فيه :
- اتعني انك كنت تعلم السبب الحقيقي الذي جعلني اشترك في هذه المهزلة السخيفة ياليتون ؟
- بل هو احد الاسباب . نعم ,والسبب الاخر هو انك عجزت عن القاومة والرفض .
سأخبرك بشيء ما ! كان هذا السبب الوحيد الذي منعني من ترك مكتبك حين تحدثت اول مرة عن الفتيات والخوخ .
فذكرها بمرح :
- ولأنك كنت حافية القدمين .
- لم يكن لذلك أي اهمية . كنت لأعود الى بريسببن حافية القدمين لو لم اكن افكر في غودمان .
- حسنا . هنا كتمن مصلحتك في انقاذ وكالتك . ولا بد انك تعتبرين الرقص متعه مقارنة مع السير الى برسبين حافية القدمين .
ابتلعت ريقها واحست بغضب عارم لم تخبره من قبل . شعرت برغبة في الثأر منه لخداعه لها . كيف يمكن لهذا الرجل ان يثير مشاعرها بهذا الشكل ؟ كيف يحافظ على هدوءه بعد ان اكتشف مشاعرها الدفينه ونبذها ؟ وهاهو يبتزها الآن .. واخذت نفسا مرتجفا وقالت :
- لا تظن اني لا اعرف سبب فعلتك هذه يا ليتون .
رفع حاجبيه وانتظرها كي تفصح عن قصدها . تاملت هذا الطول الفارع وهذه القوة , كل الاشياء التي ظنت انها تحبها فيه .
هاتان العينان الداكنتان الزرقة وتلك الابتسامة الكسول , قوته ورقته , الشعور بالامان معه . انه الشخص الوحيد الذي ساعدها في التغلب على مخاوفها وعلى شعورها بالغثيان .. وها هو الآن امامها بهذا الشكل ! اغمضت عينها للحظة , ثم تابعت تقول :
- سأخبرك . انت بحاجة الليلة لدرع واقي , اليس كذلك , ياليتون ؟ فقد تكشفك هذه الحفلة على حقيقتك امام جيني وهي في ابهى حلتها .
ليس هذا وحسب ... فقد تكشفك اما زوجتك السابقة التي تستغل اخاك كي تثير غيرتك .
تشابكت نظراتها طويلا .ظهر الغضب في عينيها , في حين ان عينيه لم تملا أي تعبير . ولكن متى استطاعت ان تقرأ في عينيه ما يريد اخفاءه ؟
- اتظنني لم الاحظ ما يجري بينهما في الامس ؟ اتظنني لم ادرك انهما سبب رغبتك في الابتعاد عن المنزل اليوم ؟
وقف فبدا كالمارد امامها . لكن فيفيان لم تتراجع خطوة واحده بل اكمل كلامها :
- فهل تخطط لأستغلالي في اثارة غيرتها هذه الليلة , ياليتون ؟ لم لا تعترف بذلك ؟ فعندها احدد موقفي .



نهاية الفصل الخامس

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 03-05-09, 01:40 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 69937
المشاركات: 156
الجنس أنثى
معدل التقييم: posy220 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 16

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
posy220 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

 
 

 

عرض البوم صور posy220   رد مع اقتباس
قديم 04-05-09, 02:11 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة posy220 مشاهدة المشاركة
   شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ثانكس ع المرور الحلو يسلمو

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 04-05-09, 02:14 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

- الجــزرة والحمــار

- يمكنك أن تتخذي الموقف الذي تريدين ، يا فيفيان . ولكن إذا كنت تريدين
الحصول على اتفاقية ( عصير كلوفر ) فستعودين معي إلى ( هارفست مون ) الليلة .
قال كلماته هذه بلطف ولكن بطريقة مسمومة بعثت القشعريرة في جسمها .
- و إذا ..رافقتك ؟
فابتسم ابتسامة مصطنعة ، وقال : ( عندها أوقع الإتفاقية ) .
واحتارت حين سمعت نفسها تقول : ( ماذا عن باقي أيام الأسبوع حتى يوم الزفاف ؟ )
فنظر إليها ساخراً ، وقال :
- هل تعرضين علي المساعدة حتى يوم العرس ؟
أوترضين أن تستمري في هذه اللعبة ، التي قذفت بها لتوك في وجهي ؟
هذه تضحية لم أتوقعها . إلا إذا ...
وسكت ثم أخذ يتأملها ، قبل أن يضيف : ( إلا إذا كنت تسعين للحصول على المزيد من المال
بطريقة ملتوية ، يا فيفيان !)
عضت على شفتها لتوقف سيل الكلمات التي خطرت ببالها .
وأخذت تقاوم رغبة تملكتها ، رغبة في صفعه . لكنها قالت بعد حين :
- لم يخطر الأمر على بالي أبداً . لكن بما أنك ذكرته ..فلم لا ؟
وما فائدة أن تثير غيرتها لليلة واحدة وترسلني بعدها إلى بيتي ذليلة ؟
بإمكاني الآن ، وبعد أن عرفت حقيقة الموقف ، أن أؤدي بشكل أكثر إقناعاً .
فتتمتع بالأمر مقابل ما أنفقه من مال إذا كان هذا ماتريده . نرى أن ...
فقال بخشونة يحذرها :
فقال بخشونة يحذرها :
- فيفيان .
- دعني فقط أنهي جديثي . أعترف أنني لم ألعب دوري .
كما يجب ، لأنني كنت أتخبط في الظلام .
وابتسمت لتخفي حنقها ، ثم أضافت : ( آه ، نعم ، يا ليتون ، وبما أني اطلعت على حقيقة الوضع
يمكنني حتى نيل جائزة ( الأوسكار ) للأداء الجيد .
رأته يتململ فجأة ، فأجفلت لا إرداياً ، رغم أنها لم تحول عينيها عن عينيه .
ثم رأته يسترخي ، فشعرت بالارتياح . أحست بسعادة جنونية حين أدركت أنها أغضبته .
وإن ارتاحت حين شعرت أن حدة هذا الغضب قد تراجعت .
ومع ذلك لاحظت أنها تحبس أنفاسها في إنتظار ما سيحصل ...
قال بجفاء :
- لا بأس . ( عصير كلوفر ) مقابل الأوسكار لنجاحك في دورك هذه الليلة .
وقد نتناقش في الأمر فيما بعد .
لكني ، في الواقع ، فررت أن أدّعي أني مضطر للمغادرة لاحقاً بسبب العمل .
لكن ماغ لن تسامحني أبداً إن لم أحضر حفلة الليلة .
فهذه أهم ليالي هذا الأسبوع . لكنها ستتغاضى عن غيابي بقية أيام الأسبوع .
لم تستطع إخفاء خيبة أملها ، وزاد في ذلك ضحكة رقيقة ، بدرت منه حين قرأ تعابير وجهها .
وسألها بكسل : ( أتشعرين أنك وقعت في الفخ الذي نصبته لغيرك ؟)
- وقعت في شيء ما ، لكنك البادئ .
- نعم ، أنا المذنب .
كانت ملامحه ساخرة وباردة ، فيما راحت عيناه تتأملانها ، وأضافت : ( جاهزة ؟)
شدت فيفيان قبضتي يديها وفتحت فمها . ولكن حين تراءت لها صورة ستان غودمان ، سكتت
ولم ترمِ بأتفاقية ( عصير كلوفر ) في وجه ليتون ديكستر .
بل أجابت : ( نعم )
- لا تنسي خاتمك !
وأعاده إليها .
في الواقع ، كان أمامها ساعتان لتستعد للحفلة . وكانت رحلة العودة سريعة .
فلم يتوقفا لتأمل المناظر في الطريق . ولم يتبادلا الأحاديث . وكان في المنزل هرج ومرج .
فهربت إلى غرفتها دون أن يلحظها أحد . وغاصت في فراشها .
وهي تشكر الله على هاتين الساعتين من الراحة ، إذ كانت تشعر بالاضطراب والإنهاك .
وكأن مصائب الدنيا قد نزلت على رأسها .
كما أخذت تعنف نفسها على ما فعلته . وما قالته . تقلبت في فراشها .
وأسندت خدها إلى يدها ثم راحت تحدق في السقف .
أخذت تتساءل عمن يستطيع أن يلومها . فجيني كانت على حق !
حب ليتون ديكستر يحطم القلوب . وتساءلت عما كان ليحدث لو أعترفت له بحبها الليلة مثلاً ؟
هل كان سيكتفي بإعطائها اتفاقية كلوفر وبالتربيت على رأسها ؟
تململت في فراشها ، وتمنت لو لم يكن لهذه الإتفاقية أو وكالة غودمان أي وجود . فقد عقدا الأمور .
ومن جهة أخرى ، كانت واثقة من أنها لم تخطى حين رفضت الخضوع لليتون .
ولا بد أن ما جعلها تعود إلى المنطق والعقل هو قناعة راسخة في أعماقها .
جلست فجأة في فراشها . وعبست كي يصفو ذهنها ، ثم خطر لها أنها إذا استطاعت أن تفصل العمل عن الأمور الشخصية .
منتديات ليلاس
وأن تعترف بحبها لليتون ، فهل سيتمكن هو من أن يفعل ذلك .
أم أنه حقاً من الرجال الذين لا يحبون الزواج والارتباط بامرأة ؟
أو أن الأمر أبسط ، وهو ما زال يحب جيني . . .
رغم كل ما جرى ؟ أخذت تفكر في ذلك وتتأوه .. وكـأنها شجرة في مهب الريح ، تتساقط
أوراقها الخريفية ، لتتركها عارية ، ضحية العوامل الخارجية .
اغرورقت عيناها بالدموع . فمسحتها وهي تفكر بأسى أنها ذرفت اليوم دموعاُ لم تذرفها منذ سنوات .
لكن حبه لجيني هو التفسر الوحيد لما جرى .
وهذا ما واجهته به منذ ساعه ، وما يفسر سبب بقائها في ( هارفست مون ) .
لم نثر هذه المرأة إعجابها . ولا يعود السبب فقط إلى أنها أوقعت ليتون في شباكها .
بل لأنها تستغل رالف . ولكن من تكون هي ، على أي حال . كي تدين امرأة أخرى لأنها أحبت ليتون ديكستر ؟
وإن كانا يحبان بعضهما بعضاً بالرغم مما حدث .
فمن هي كي تنصب نفسها قاضياً وتدينهم ؟
لقد نبذها اليوم بشكل جلّي ، رغم رقته . وذلك من أجل مصنع طائرات .
فماذا ستفعل الليلة ؟
أخذت تتساءل بشكل محموم ، ثم جلست في الحوض فجأة وقد اتسعت عيناها .
وراحت تحدث نفسها بصوت مسموع :
- لكن هذا سيفقدك اتفاقيه ( عصير كلوفر ) بالتأكيد .
ثم أجابت نفسها : ( وقد حان الوقت كي تواجهي الحقيقة . وضعتك هذه الإتفاقية في موقف صعب للغاية.
لكنها لن تجعلك تتخلين عن الأخلاق والقيم ، يا فيفيان فلوري .
فهي ليست الإتفاقية الإعلانية الوحيدة في العالم . آه ، كم كنت حمقاء .

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, ليندساي أرمسترونغ, دار الفراشة, خطيبة بالإيجار, lindsay armstrong, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, the hired fiancee
facebook



جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:43 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية