لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (4) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-09, 12:34 AM   المشاركة رقم: 2071
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2008
العضوية: 64590
المشاركات: 137
الجنس أنثى
معدل التقييم: سهرانة الليل عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سهرانة الليل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

صباحو
كللللللللللللللوش
واخيرا ياناصرحصلت على سعادتك الحقيقيه وتحقق حلمك
العنود ويش راح أتخبري أهلك عن سبب نومك عندهم لانك مستحيل أتخبريهم عن ضرب فارس لك واتوقع انه الوحيده الي راح أإتقولي لها مريم كاتمة أسرارك
يامسكين يامشعل موقف لاأتنحسد عليه
ليش تلوم نفسك هذي قدرة الله
الله يعينك على زعل لطيفه
بس أنته قدهايابو محمد
مشكوره ياقلبي على البارت
نتتظرش غدا باذن الله

 
 

 

عرض البوم صور سهرانة الليل   رد مع اقتباس
قديم 19-08-09, 08:29 AM   المشاركة رقم: 2072
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2008
العضوية: 110682
المشاركات: 59
الجنس أنثى
معدل التقييم: موزة الحبوبة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
موزة الحبوبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Shakehands رائعة حد الوصف

 

السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة

عزيزتي أنفاس قطر...
لقد أصبحت روائعكِِ هيِ الأنفاس العطرة لأيامنا الذابلة ..
أقرأ ما يخطة مداد قلمكِ بصمت وروية لأستعذب كلماتك ِوأتعايش معها
وكأنني اعيشها واقعا لايخلو من الفرح والحزن والأمل مع أبطالها
وأن دل ذالك على شيئ فإنمايدل على أن هنالك مبدعةً ورائعة ًحدالوصف من خلف الكواليس ..
أسمحي لي أخيتي علي تأخري في الكتابة إليك وأبداء أعجابي براتعتك
وأسأل الله تعالي ان يديم عليكِ نعمه ..

ومبارك مقدماً عليكم الشهر الفضيل..

والله يقومج بالسلامة ..

تحياتي لك ..موزة الحبوبة..

 
 

 

عرض البوم صور موزة الحبوبة   رد مع اقتباس
قديم 19-08-09, 09:49 AM   المشاركة رقم: 2073
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الورد للورد
يا بنات يا نبضات قلبي يا اللي جالسين تنتظرون البارت 93 وماعرفتوا إنه نزل
ترا البارت 93 نزل أمس في ص 412 وهو بارت صغنون
نعطيكم ربع ساعة تقرونه قبل إنزال البارت 94 اللي بيكون طويل طويل مثل ماوعدتكم
ورجائي لكل البنات لاحد يحط رد بعد ردي هذا لحد ما أنزل البارت الجديد

وسلامتكم/ أنفاس
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#   رد مع اقتباس
قديم 19-08-09, 10:02 AM   المشاركة رقم: 2074
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
VIP




البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 117447
المشاركات: 738
الجنس أنثى
معدل التقييم: #أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم#أنفاس_قطر# عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1255

االدولة
البلدQatar
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
#أنفاس_قطر# غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحات الاختلاف والعمق والانثيال
كاختلاف جزء اليوم وعمقه وانثياله
جزء اليوم استنفذني تماما نفسيا وجسديا وفكريا
.
نفسيا لأني أنفعل مع شخصيات الرواية.. وكل الشخصيات في هذا الجزء تهزها انفعالات عنيفة
شخصيات تغرق في الأسى
وشخصيات تعيش سعادتها الخاصة
وشخصيات تتمايل على الحافة بين الأسى والسعادة
وأنا مع كل شخصية أعاني وأنفعل
.
فكريا لأني حاولت الإحاطة بكل شخصيات الرواية أما مواقفا وأما ذكرا
وأرهقت تماما في صناعة المواقف وإحكامها وتنويعها وتوزيعها
.
جسديا لأنه كان جزءا طويلا جدا كتبته في وقت قصير
وفي ذات الوقت أردته أن يليق بكم مستوى ومشاعرا وحجما بما أنه سيكون الأخير قبل رمضان
لذا كان مهلكا ومرهقا
.
أتمنى أن يعجبكم وأن يليق بكم... وسامحوني على القصور
.
للمرة الثانية: الجزء 93 نزل أمس الساعة 11 صباحا لأنه كثير من البنات ما عرفوا
.
موعدنا بعد رمضان إن شاء الله
الجمعة 25 /9 /2009 في منتصف الليل تماما إن أحيانا الله
وحينها سأكون أنا وطفلي معكم إن شاء الله
اللهم هونها علي وأجعله سليما معافى
واجعله من عبادك الصالحين الحافظين لكتابك الكريم
.
.
بارك الله لكم في رمضان وجعلكم من عتقائه وممن يحسنون صيامه وقيامه
.
باشتاق لكم كثير يانبضات قلبي
الله يديم المودة بيننا
.
استلموا
قراءة ممتعة مقدما
.
لا حول ولاقوة إلا بالله
.
.


أسى الهجران/الجزء الرابع والتسعون



مستشفى النساء والولادة
غرفة في الطابق الخامس
بعد صلاة الفجر وقبل شروق الشمس


يجلس جوارها ويحتضن كفها بين كفيه ويرفعه بين الفينة والفينة ليطبع عليه قبلة عميقة مثقلة بالندم والوجع:
تكفين لطيفة سامحيني
أنا ماني بقادر أسامح روحي
بس أنتي طول عمرش قلبش كبير
أنا ما أقدر أتخيل حياتي وأنتي زعلانة علي
الدكتورة طمنتي على صحتش.. والله يعوضنا عن اللي راح
العوض بسلامتش يأم محمد

لم ترد عليه.. ولكنه يعلم أنها واعية وتسمعه..
غاضبة؟؟.. عاتبة؟؟؟
مستعد لإرضاءها حتى آخر يوم في عمره
المهم ألا تجفوه.. أو تبعده عن دفء حنانها

استمر مشعل يتحدث مطولا
يسترضيها حينا.. ويناجيها حينا آخر
حتى همست بنبرة رتيبة وعيناها مغلقتان: عيالي حد عندهم؟؟

ابتسم مشعل: أمي عندهم
كلهم نايمين.. مابعد حد منهم صحا من نومه

حينها لفت جسدها قليلا لتعطيه ظهرها وهي تهمس بذات النبرة الرتيبة:
شوف إذا الدكتورة ممكن تكتب لي خروج
مافيني شيء يستلزم التنويم



*************************



واشنطن
بيت يوسف


مازال يوسف يغلق عليه وعلى باكينام باب غرفتهما
يحاول امتصاص غضبها من غير جدوى
هو يراها مخطئة وتبالغ في الخطأ
ولكنه لا يستطيع تركها بل يستحيل
إذا كان أساسا كان رافضا لتركها وهو يشك بها
فكيف بعد أن تأكد من براءتها؟!!
إطلاق إسارها هو رابع المستحيلات

يوسف يتنهد بعمق: خلينا نتفاهم

باكينام ترفع حاجبا وتنزل الآخر: نعم؟؟ نتفاهم؟؟
انته بتعرف تتفاهم؟!!
أنته مخلوء همجي.. وأنا مستحيل أعيش معاك

يوسف يعاود التنهد ثم يرد عليها ببرود: وأنا مستحيل أطلئك

باكينام بغضب: ما تخلينيش أدخل بابا وعمو طاهر

يوسف يهز كتفيه ثم يتوجه للجلوس على السرير ويقول بهدوء متمكن:
دخليهم
لعلمك ولو كنتي ناسية أنا راجل في التلاتين.. مش عيل
ومافيش حد هيجبرني أطلئ مراتي

باكينام بتحدي ولثاني مرة تقولها بعد زواجها من يوسف: هأخلعك

يوسف بابتسامة: ومالو.. وأنا هأعين محامي شاطر.. وكل ما يحكمو لك هأستأنف
لا وهاديله وكالة عن الموضوع ومش هاحضر الجلسات وهاريح دماغي
والمحاكم حبالها طويلة

عدا أنه عشان ترفعي قضية الخلع لازم نكون في مصر
فاصبري لحد ما نرجع مصر.. هدنة يا باكينام هدنة ربنا يخليكي

باكينام بصدمة: وأعيش معاك لحد ما نرجع مصر.. مستحيل.. مستحيل
ثم أردفت بألم: والهدنة مش أنا اللي خربتها

قالتها وهي تلمس خدها المشتعل احمرار

يوسف يتنهد: اسمعيني باكي.. أنا وأنتي كلها 3 شهور ونخلص دراسة
حرام عليكي تشغليني وتشغلي نفسك
خلينا نخلص بالطول أو بالعرض

باكينام برفض: وأعيش معاك في نفس المكان.. مستحيل مستحيل

يوسف بهدوء: خلاص أنا اللي هامشي.. بس أنتي ما تسيبيش البيت
اديني بس ربع ساعة
هأخذ لي كم غيار.. واخذ أوراقي واللابتوب بتاعي من المكتب وأمشي
بس ما تنزليش لحد ما أمشي
أنا مش حمل ستاتك وزعلهم

يوسف تناول حقيبة صغيرة ووضع فيها بعض الملابس
ثم توجه للباب ولكنه مر بباكينام أولا
وقف أمامها يتأملها للحظات
وهي تنظر له بتحدٍ مشبع بالألم
حينها مد يده وهي انتفضت برعب أن يكون سيودعها بصفعة
ولكنه ربت على خدها المحمر وهمس بعمق وهي تبتعد عن مدى يده:
أنا آسف يا باكي
وبحبك.. بحبك بجد
وعلى ئد ما بحبك وأغير عليكي كان تصرفي متطرف وغير متوقع
حاولي تحطي نفسك مكاني






مازلنا في بيت يوسف


العجوزان تجلسان في الأسفل
تتبادلان النظرات المستغربة
فباكينام أطالت غيابها في الأعلى

نزل يوسف
لم يتحادث معهما
توجه لمكتبه وغاب قليلا ثم عاد لهما
وقف أمامهما ثم همس باحترام:
هناك مشكلة صغيرة بيني وبين باكينام
وأنا سأغادر المنزل
وأنتما اعتبرا نفسيكما في بيتكما
وماريا وسانتياغو في خدمتكما في أي شيء

ثم حمل حقيبته وغادر
بعد دقائق نزلت باكينام
كانت تنزل بثقة وهي ترفع رأسها
ما أن رأتها العجوزان حتى قفزتا
وكل واحدة منهما تفتح عيناها للحد الأقصى
ثم بدأت العبارات الحادة بالانهيال.. خليط قديم وجديد من كلمات عربية وتركية وانجليزية وايرلندية
بين لغة الأصل ولغة الممارسة:
الحقير.. يقول مشكلة صغيرة
كل هذا ومشكلة صغيرة؟؟
ثم يهرب كالجبان.. إلى أين ذهب الحقير؟؟
العربي الهمجي
اتصلي به ليعود.. إذا كان ضربك ونحن هنا
فماذا فعل بكِ وأنتِ وحدكِ؟!!

باكينام أوقفت سيل الشتائم والغضب المتدفق وهي تقول بحزم:
بس
تعرفي يأنّا أنتي وفيكتوريا.. أنتو أخر حد يتكلم
الرجاله الاتراك في المركز الاول بين شعوب العالم في ضرب ستاتهم
.
والرجال الإيرلنديون النساء عندهم كالأحذية التي يرتدونها في أقدامهم
.
يوسف أول مرة يمد ايده عليا
وأنا اللي غلطت عليه
وماحدش يتدخل بيني وبين جوزي
.

العجوزان انقلب حالهما للنقيض فجأة
وهما تبتسمان
ثم تربتان على كتف باكينام:
هذه ابنتنا فعلا


باكينام تنهدت وجلست
لم تكن تريد الدفاع عن يوسف
ولكنها تعرف جدتيها تماما.. لو سمحت لهما بالتدخل
سيحيلان حياتها جحيما حربيا
لذا فلابد أن تحرص من البداية على تنحيتهما عن مشاكلها حتى تريح رأسها
أن تفعل كما فعلتا هما
فكلتاهما لم تسمحا لأهلهما بالتدخل في حياتهما أو مشاكلهما مع زوجيهما



*****************************



اليوم التالي على كل الجبهات
انجلاء غبار المعارك



*******************************



قسم راكان

موضي لم تنم إلا قليلا
فهي من بعد صلاة الفجر لم تنم
أعدت فطور راكان
ثم التهت على جهازها المحمول لتعد بعض البرامج المطلوبة منها لعملها
لأنها تريد الذهاب للعمل لتسليمها ثم تطالب بتمديد إجازتها لأسبوعين آخرين
رغم أنها كانت تريد العودة للعمل لتلتهي عن غياب راكان من ناحية وحتى تثبت أقدامها في عملها الجديد من ناحية أخرى
ولكنها الآن ستلتهي مع أولاد لطيفة بعد سفرها للعمرة ولابد أن تتفرغ لهم

أنهت عملها حوالي الساعة التاسعة
ثم توجهت لراكان النائم على فراشه الأرضي
جلست جواره وهمست بخفوت رقيق: راكان.. راكان

فتح عينيه ببطء ثم ابتسم وهمس بنعاس: تدرين أحلى صباح عندي لما أفتح عيني
ويكون أول شيء أشوفه وجهش

موضي ابتسمت: الكلام هذا تقوله وأنت بكامل قواك العقلية؟؟!!
أو مازلت تحت تأثير النعاس وكوابيس خرعة البارحة علي ومني؟؟

راكان اعتدل جالسا وهو يبتسم: منش أحلى خرعة.. خوفيني كل يوم

مازال كلاهما جالسين على الأرض.. همست برقة: زين ياالخواف.. توديني للدوام مثل ماقلت لي البارحة؟؟

راكان بحنان عذب: أودي مندوبش لو جاني

أنزلت موضي برأسها بخجل.. دائما يخجلها بلباقته ولطفه وكلامه
مع انخفاض رأسها للأسفل تساقطت بعض خصلها الناعمة على وجهها
مد راكان يده ورفع الخصل ودفعها لما خلف أذنها وهو يلمس خدها بطريقة عفوية لم تكن عفوية
كلاهما التمس والتبس وشررات كهربائية تندلع بين الخد واليد
موضي نهضت بارتباك وهي تهمس: يالله غسل عشان نتريق.. انتظرك برا

راكان تنهد بعمق
مازال عاجزا عن تفهم مايحدث له
ولكنه يعلم أن السيطرة على نفسه باتت مرهقة ومؤلمة
لا يريد إحراجها أو إيذاءها
ولكنه بات يتحرق إلى ملامستها بأي طريقة
سيكتفي بمجرد معانقة أناملها أوحتى لمس أطراف أهدابها
شيء من عبقها يعطر أنامله ويبرد بعضا من النار التي باتت تستعر في جوفه
ولكنه لا يستطيع أن يتناسى أنها قالت: أنها لا تحتمل لمسات أي رجل
لذا لجأت له ليكون هو من يحتوي ضعفها ويأسها.. لن يخذلها مرة أخرى
ويكفي رسوبه وبجدارة في الاختبار لمرة.. رغم روعة ذلك الرسوب في مخيلته المثقلة

ابتسم لمجرد الذكرى وهو يقف ليتوجه للحمام




بعد حوالي 40 دقيقة
الاثنان في سيارة راكان متوجهان لمكان عمل موضي
ويدور بينهما كالعادة حديث ممتع كلاهما مستمتع به لأبعد حد
رن هاتف راكان
التقطه وهمس بمودة واحترام: هلا والله بأبو محمد
....................
ليش؟؟ (تغير وجه راكان)
....................
الحين جايينكم (قالها بحزم مخلوط بالقلق)
.....................

موضي شعرت بالقلق من المكالمة المريبة همست لراكان بخفوت وقلق:
راكان وش فيه؟؟

راكان بهدوء حازم: بسيطة إن شاء الله
أم محمد سقطت البارحة.. بس هي طيبة وبخير وفي بيتها الحين
وبأوديش تشوفينها

موضي بنبرة موجوعة متناثرة: لطيفة سقطت.. ليه هي كانت حامل؟!!



**************************



بيت محمد بن مشعل
غرفة ناصر ومشاعل
الساعة 11 إلا ربع صباحا

ناصر يفتح عينيه على صوت حفيف خافت
ابتسم بعمق وهو ينظر لها منهمكة في عملها
بدت له كالملاك العذب مع طلتها الصباحية الأنيقة.. وشعرها الحريري القصير يتحرك مع حركتها الدؤوبة
كانت تسحب صندوقا بخفة حتى لا توقظ ناصر
وتضع فيه الشموع المتناثرة في زوايا الغرفة
ابتسم ناصر وهو يرفع رأسه ويسنده على كفه ويهمس بصوت عميق مثقل ببقايا النعاس:
صباح الخير يا قلبي

التفتت مشاعل وابتسمت برقة: صباح النور

ناصر بعمق ودود: كنها الشمس شرقت عندنا اليوم في الغرفة
وصباح النور حاف ما يمشي حالها

مشاعل بخجل عذب: صباح النور.. حبيبي

ابتسم ناصر: شاطرة
وبعدين وش ذا الأشغال الشاقة اللي بادية فيها نهارش؟؟

مشاعل برقة: وش أسوي؟؟ مايصير أخليها منثرة في الغرفة كذا

ناصر باستغراب: إذا أنا هلكت البارحة وأنا أطفيهم
أشلون أنتي شلتيهم وفرقتيهم وولعتيهم بروحش

مشاعل تتذكر نصيحة موضي تبتسم وترد بعذوبة: عشان رضاك أسوي أي شيء

ناصر بشجن: راضي يا قلب ناصر.. والله العظيم راضي.. ولو فيه شيء فوق الرضا راضي..

مشاعل أنهت مهمتها وتريد حمل الصندوق ولم تستطع لثقله

ناصر هتف لها بهدوء: خليه حبيبتي .. بأركب ساقي وأشيله أنا
قالها وهو يمد يده تحت السرير ليسحب ساقه

حينها توجهت مشاعل ناحيته وجلست على الأرض وهي تتناول الساق من يده
وهمست بحنان: أنا بأركبها.. وكل يوم أنا اللي باركبها وأفكها إذا الله أحيانا وعطانا العمر

ناصر ضغط على يديها الممسكتين بالساق وهمس بحنان موجوع: مهيب سهلة يامشاعل.. خلي منش أنا تعودت خلاص

مشاعل وضعت الساق في حضنها ومدت يديها لساقه المبتورة لتجذبها ناحيتها:
خلاص حبيبي تكفى.. لا تحط بيننا حواجز

لم تكن المهمة سهلة مطلقا على مشاعل الرقيقة وعلى قلبها الرقيق.. أن ترى مكان البتر من هذا القرب وبهذا الوضوح
ثم تركب هي الساق... ولكنها ماعادت تريد شيئا يبعد ناصر عنها أو يبعدها عنه
تريد أن يتمازجا ويتماهيا للحد الأقصى.. ومادام سيحتفظ بتركيب الساق وفكها لنفسه ستبقى حاجزا بينهما.. وهذا ما لن ترضى فيه
تريده أن يعلم انها تتقبله بل وفخورة به على كل حالاته.. بساقه أو بدونها

حاولت أن تقوم بالمهمة على الوجه الأكمل تحت بصر ناصر الذي كان ينظر لها بتأثر وشجن كبيرين
أنهت مهمتها بإتقان وسرعة رغم أنها محاولتها الأولى
ولكن مالم يعلمه ناصر ولن يعلمه أنها حفظت دليل تركيب الساق عن ظهر قلب وكان قد بقي لها أن تجرب.. لذا كانت تجربتها ناجحة تماما

ابتسم ناصر وهو يمد يديه ليمسك بعضديها ويرفعها بخفة ليجلسها جواره ويهمس: ماشاء الله عليش.. كنش متعودة على تركيبها

أنزلت رأسها بخجل.. مد ناصر يده لوجهها ووضع سبابته أسفل ذقنها ورفعه بحنان ثم همس بخفوت: إشرايش نسافر حبيبتي؟؟

مشاعل باستغراب: نسافر؟؟

ناصر ابتسم: إيه نسافر شهر عسل مثل كل الناس.. هذا فارس والعنود سافروا عقب عرسهم بأسبوعين
إحنا نسافر عقب عرسنا بشهرين.. ليش لأ

مشاعل بتردد: وشغلي اللي المفروض أبداه ذا الأسبوع؟؟

ناصر بابتسامة: زحلقيه أسبوعين.. أو تدرين؟؟ خليش ذا الفصل عندي ما أبي شيء يشغلش عني
ووعد علي أجيب لش الوظيفة اللي تبينها في المدرسة اللي تبينها مع بداية السنة الجايه

مشاعل ابتسمت وهزت كتفيها: خلاص بكيفك نسافر.. بس سالفة الشغل خلها لين نرجع ونتناقش فيها

ناصر بمرح حنون: حاضرين.. ويا الله تدللي وين تبين تسافرين.. بس أشري

مشاعل بخجل: بكيفك

ناصر يبتسم: كيفي لا.. أنا أصلا كنت مرتب لش خوش برنامج وحاجز قبل شهرين بس تفركش كل شيء.. ذا المرة ذوقش واختيارش

مشاعل ابتسمت: خلاص خلني أفكر

ناصر وقف وتحرك بناحية الصندوق: فكري ياقلبي بس لا تطولين

انحنى على الصندوق وحمله بخفة وهمس بهدوء: وين أحطه؟؟

مشاعل برقة: تحت السرير

ناصر بمرح: ومتي بيطلع من تحت السرير؟؟

مشاعل ابتسمت: السنة الجاية نفس تاريخ البارحة إن شاء الله

ناصر يضحك: وعد؟؟

مشاعل ضحكت بخفوت وعذوبة: وعد



***********************



جبهة فارس والعنود


أم مشعل تفاجأت بوجود العنود عندها في البيت
ولكن العنود بررت وجودها مبدئيا أنها تأخرت في سهرة البارحة مع بنات عمها فاستأذنت فارس في المبيت
استغربت أم فارس قليلا.. ففارس مطلقا لم يسمح لها أن تبيت من قبل
حتى عندما كانت تتأخر في السهرة عندهم كان يحضر بنفسه لإحضارها
لأنه يخشى أن يخيفها شيء وهي تعبر الباب الواصل في وقت متأخر

العنود كانت متوترة بشدة وتريد تأجيل لحظة المواجهة قليلا

عندما عادت مريم من عملها.. سألتها والدتها : تدرين إن العنود أمست هنا البارحة؟؟

مريم باستغراب وهي تخلع عباءتها وشيلتها وتعطيها لسونيا: لا.. ليه هي أمست هنا؟؟

أم مشعل تتنهد: إيه.. مريم يأمش روحي شوفي وش فيها.. أصلا شكلها متغير
وما ترفع عينها فيني
أنا خايفة إنه صاير شيء بينها وبين رجّالها..
لو كان صاير شيء صحيح.. عقليها وخليها ترجع قدام يدري أبيش وأخوانش

مريم تنهدت بعمق.. كانت تعلم أن هذه اللحظة قادمة لا محالة
ولكنها جاءت مبكرة كثيرا.. لم يمضِ على زواجهما إلا شهرين فقط
تعلم أنها أحسنت تربية العنود ولكنها تعلم أيضا أنها مدللة ورقيقة
وأنها احتملت من قسوة فارس الكثير ولكن ليس لها جَلد احتمال طويل
لذا ربما حانت لحظة انهيارها

مريم وقفت على باب العنود.. طرقته برقة.. ثم دخلت
وقتها كانت العنود تتمدد على سريرها
ما أن رأت مريم حتى قفزت عن سريرها وارتمت في حضنها باكية
فهي منذ البارحة لم تبكِ مطلقا وهي تشعر بالصدمة والقهر والجمود وتحاول إدعاء القوة
لذا ما أن رأت مريم حتى انهارت كل مقاومتها
وانخرطت في بكاء حاد

مريم جلست هي وإياها على السرير وتركتها تبكي حتى أفرغت كل ثورتها الحزينة
ثم همست لها بحنان: شاللي صار يا قلبي؟؟

العنود بين شهقاتها الموجوعة: ضربني... ضربني

مريم شهقت بجزع: ويش؟؟ ضربش

مريم رغم صدمتها الحقيقية وجزعها من مجرد الفكرة.. أن يكون فارس ضرب العنود لأس سبب كان
ولكنها في ذات الوقت لا تريد تكبير رأسها حتى تعرف ماهو أساس المشكلة
لذا تنهدت وهمست بهدوء: ضربش بدون سبب؟؟

العنود بخجل: لا.. أنا غلطانة.. بس والله العظيم اعتذرت له وقلت له والله ما أعيدها.. ومع كذا ضربني

مريم برزانة: زين قولي لي السالفة كلها

العنود حكت الحكاية كاملة وبكل صدق لمريم
تنهدت مريم بعمق وتفكيرها يتشتت لأول مرة.. أختها أخطأت ولكنها ترى ردة فارس مبالغ فيها كثيرا
فالعنود اعتذرت له وطلبت منه السماح ومع ذلك تناسى ذلك وقرر تأديبها بأسوأ طريقة وأبشعها.. الضرب
لو كان تجاهل العنود وتعامل معها ببرود وأشعرها أنها أخطأت وهجرها وهجر حتى التحدث معها
كان لهذا العقاب أن يكون بالغ الأثر على العنود
ولكن أن يلجأ فورا للضرب وهو يعلم يقينا أن هذا الأسلوب مرفوض
وأن أحدا لن يقبله منه أو يبحث له عن عذر
فهذا الأمر كان خطأ كبيرا منه

تنهدت مريم وهي تربت على كتف العنود: أنتي الحين خلش عندنا.. ريحي يومين
وعقبها محلولة إن شاء الله
فارس بيعرف إنه غلط يوم مد يده عليش
وأنتي بعد عرفتي إنه المرة المفروض ما تعصى رجّالها
والمرة مالها إلا بيت رجّالها

العنود بحزم غريب عليها: لا مريم.. أنا ماني براجعة لفارس..
والشيء الثاني ما أبي حد يعرف إنه ضربني
ما أبي مشاكل بينه وبين أخواني



*************************



بيت فارس بن سعود
الصالة السفلية
بعد الغداء


فارس يعود من الغداء في المجلس
الوضع كان طبيعيا هناك ويبدو أن عمه وأبناء عمه لم يعرفوا بما حدث
فقط مشعل كان يبدو عليه الضيق الشديد
وعلم فارس أن السبب هو إجهاض لطيفة لذا قرر أن يزورها بعد صلاة المغرب

حين دخل وجد والدته جالسة في الصالة
ألقى السلام ثم انحنى يقبل رأسها
وجلس جوارها

همست أم فارس بهدوء: فارس وين مرتك؟؟

فارس بهدوء: في بيت أهلها

أم فارس بذات النبرة الساكنة: متى راحت لبيت أهلها؟؟
إذا هي البارحة رجعت البيت قدام أرجع أنا
وأنا اليوم من صبح قاعدة وماحد مر علي غيرك وأنت رايح دوامك

فارس يتنهد: أحيانا يمه تسألين أسئلة وأنتي مبين إنش عارفة أجوبتها

أم فارس بحزم: زين خلنا من الأسئلة والأجوبة وندخل في المفيد
متى بترجع العنود؟؟

فارس ينهض وهو يقول بهدوء: ما أدري.. خلها لين تشبع من الزعل ثم بترجع

أم فارس أمسكت بكف فارس وهمست بهدوء: اقعد يأمك

عاود فارس الجلوس رغم أنه لا يريد الجلوس.. فما يشعر به من الضيق أكثر من كافٍ.. أكثر بكثير

همس باحترام: لبيه يمه

أم فارس احتضنت كفه بحنان: يأمك يافارس.. مافيه حد يزعل بدون زعل
ولا يرضى بدون ماحد يرضيه
إذا أنت غلطت على بنت عمك لازم إنك ترضيها

فارس تنهد: يمه تكفين ريحي رأسش من ذا الموضوع.. مشاكلي أنا ومرتي أنا باحلها لا تشغلين بالش جعلني فداش

أم فارس بحزن: أشلون ما أشغل بالي يأمك.. عقب ما الله رزقني بنية ترادني الصوت ومالية البيت علي ..تبي البيت يرجع خالي علي؟؟
اليوم ما اشتهيت لا ريوق ولا غداء عشانها مهيب عندي وعشاني دريت إنه غيبتها مهيب طبيعية

تنهد فارس بألم لم يظهر في صوته وهو يهمس بهدوء ثابت ويقف: يصير خير يمه يصير خير

(ياه يمه.. ياااااه
إذا أنتي فاقدتها.. أنا وش أقول؟؟
من البارحة وأنا حتى النفس أحسه صعب علي
والوسيعة ضايقة علي
وقلبي مهوب في مكانه
راح معها وخلاني
وش يبي فيني وهو ملكها وطوع أمرها؟!!
ياه يا العنود
تدرين إني عصبي وقاسي ومتكبر.. لا تكسريني
سامحيني وارجعي
يهون عليش فارس وأنتي متأكدة إنش الهوا اللي يتنفسه
أهون عليش ياقلبي؟؟ أهون عليش؟!!)



*******************************



بعد المغرب
بيت مشعل بن محمد
مجلس الحريم

نساء عائلة آل مشعل جميعن عند لطيفة بعد معرفتهن بخبر إجهاضها ومعهن بعض جارات لطيفة
وضع لطيفة الصحي مستقر تماما
فالحمل كان شهرا بالكاد وحتى هي لم تكن تعلم بوجوده
ولا تعلم هل كانت فوضى الهرمونات هي من تسببت بجنونها البارحة؟!!أو ماذا؟!!
ولكن ما تعلمه أن وضعها النفسي كان شديد السوء
ليس من أجل الإجهاض فقط فهذه ليست المرة الأولى التي تجهض فيها
فهي أجهضت مرة بين مريم وعبدالله
وليس من أجل أن مشعلا هو من تسبب في الإجهاض
فهي مؤمنة بقضاء الله وقدره.. وتعلم أنه لم يكتب هذا الحمل لها
سواء كان السبب مشعلا أو غيره
ولكن أن يحدث هذا الإجهاض مع صفعة مشعل لها وبسببه كان شيئا فوق احتمالها وجعا وألما
فهي مازالت عاجزة عن استيعاب صفعة مشعل لها
كيف هانت عليه عشرة السنين؟؟!!
كيف يمد يده على أم أطفاله وابنة عمه؟؟!!
كيف يمد يده على... حبيبته؟!!

( أ لستُ حبيبته؟!!
ألم يسكرني بهذه الكلمة طوال الأشهر الماضية
وفي كل مرة أرتعش كأني أسمعها للمرة الأولى
"حبيبتي"
ولكنها الآن ماعاد لها سحر أو أهمية!!

كان يعلم أنه يتسلق روحي ويتغلغل فيها
يتغلغل في عروقي وخلاياي
فلماذا قطع عروقي ونسف خلاياي؟!!)

الجدة هيا تهمس بحنان: مجارة من الشر يأمش
والعوض برأسش ورأس مشعل
أنا يأمش راح علي وسقطت أكثر من اللي جبتهم
سقطت 6 مرات وماعاش علي إلا خمسة

لطيفة تبتسم وهي تربت على فخذ جدتها التي تجلس جوارها:
الحمدلله على كل حال يمه
ماني بجازعة من عطاء ربي وقسمته
عندي 4 الله يخليهم لي ويصلحهم

الجدة هيا باستنكار: ليه تبين تقعدين على ذا الأربعة وأنتي عادش بنية؟؟

لطيفة تتنهد هذا آخر من ينقصها.. الإدعاء والتمثيل مع وضعها الحالي
ابتسمت لجدتها باصطناع: ماحد يعترض على رزق ربي
واللي الله يكتبه خير وبركة

مريم ابتسمت وهي تقول برقة: خلاص يمه خلي لطيفة ترتاح
الدور على عرايسنا الجداد موضي ومشاعل .... والعنود
(قالت العنود بتقصد وتأني)

موضي ومشاعل تبادلتا النظرات بخجل أو ربما بعض وجل
بينما العنود انتفضت بارتباك وبعض غضب (ماذا تقصد مريم بهذا التعريض؟!!)
بينما أم فارس ارتعشت بأمل عميق
فارس أوصاها بعدم التدخل.. وهي لن تتدخل.. ولكنها لا تستطيع منع نفسها من الأمل

ومعالي هتفت بمرح: إيه يمه نبي انتاج جديد.. عيال لطيفة لوعو كبودنا ماعندنا بزران غيرهم وهلكناهم دلع وهم قرود ما يستاهلون

لطيفة تحاول أن تبتسم وتبدو طبيعية: كذا ياعلوي..
ربي رحمش إنش قاعدة بعيد مني وأنا مافيني حيل أقوم لش وإلا كان وريتش أم الغزلان وش بتسوي فيش



رن هاتف أم فارس.. كان فارس هو المتصل كان عند باب الصالة الخارجية الذي يفتح على باحة البيت الداخلية..
كان يريد السلام على لطيفة
أم فارس همست للطيفة: لطيفة فارس عند باب الصالة يبي يسلم عليش

لطيفة التفتت على العنود بأمر رقيق: العنود فديتش دخلي رجّالش المقلط الداخلي.. شوى وأجي له

لطيفة كانت تريد الذهاب للحمام أولا.. تريد التغيير وتغيير ملابسها قبل الخروج لأخيها

العنود انتفضت بعنف.. وشبح ابتسامة يرتسم على وجهي مريم وأم فارس
العنود كانت تفضل أن تُقاد لقبرها ولا تخرج لرؤية فارس
ولكنها لا تستطيع الاعتذار أمام هذا الجمع الكبير من النساء
وخصوصا أنه لا أحد يعلم بخلافها معه بعد إلا مريم

العنود وقفت وهي تتوجه للخارج وهي تتمنى أن يحدث شيئ ما ينقذها من مقابلة فارس.. معجزة ما

وصلت للباب ومازال لم يحدث شيء ينقذها.. فتحت الباب بأنامل مرتعشة
كان يقف وظهره للباب.. بقيت للحظات تتأمل جسده الفارع الطول
عرض كتفيه.. وحتى عضلات ظهره
شعرت بالألم يجتاحها الكثير من الألم وذكرى الأمس تعاود مهاجمتها بوحشية

همست بخفوت حتى تنتهي من هذه المهمة: فارس

فارس انتفض.. هل يحلم؟؟
هل سمع صوتها؟؟
يبدو أنه بدأ بالهلوسة

همست للمرة الثانية بصوتها الساحر الذي يحي عروقه وينفض خلاياه: فارس تفضل ادخل

أدار وجهه لها.. لحظات مرت
والعين بالعين
نظرات عتب وألم وندم واشتياق
كانت العنود من كسرت خيط النظرات وهي تهمس بهدوء: تعال للمقلط الداخلي

كانت العنود ترتعش والمسافة تبدو لها طويلة لا تنتهي وقلبها المثقل بالوجع والحيرة يتمنى انهاء هذه المهمة بسرعة.. فماعاد بها احتمال
وتكاد تنهار باكية وهي تشعر برغبة موجعة في دعك خدها

فارس كان ينظر لظهرها وهي تتقدمه بخطوات قليلة لتقوده للداخل
كان يحفظ بيت مشعل وغرفه.. ولكنه اليوم تائه وبوصلته هو هذا الجسد الندي الذي يعبر أمامه والذي مافتئ يعبر أحلامه

العنود وقفت على باب المقلط وهمست بهدوء دون أن تنظر له: تفضل بتجيك لطيفة بعد شوي

كانت تريد العودة لمجلس النساء ولكنها فوجئت بيد قوية تشدها وباب يغلق عليها وعليه

همست بغضب: فارس وش ذا؟؟ خلني أروح

فارس ثبتها على الباب ليمنعها من التحرك وفي ذات الوقت ليتأكد من إغلاق الباب
كان قريبا منها.. قريبا جدا وهو يثبت كتفيها بيديه
وينظر لها عن قرب وبتمعن
هي كل ما يفتنه ويثيره ويؤلمه بكل تفاصيلها
رائحتها المشبعة بعطرها الرقيق الموجع
أهدابها الطويلة الجارحة كسهام تنغرز في قلبه
استدارة شفتيها ونعومة خديها
حضورها المختلف العامر بالمتناقضات.. الأشبه بإعصار يكتسح قلبه والأشبه بنسمة رقيقة تغلف روحه
استرقت عينه صفحة خدها حيث زلزلت كفه هدوء حياتهما
مازال هناك أثر طفيف لجريمته لا يكاد يُلحظ.. ولكنه لحظه وجرحه وأذاه
وهو يتذكر موقف البارحة المؤلم.. الموقف الذي كان من الممكن أن يتفاداه.. وليته تفاداه!!!


مازال صامتا وعيناه تطوفان بها وكأنه يريد أن يشبع نظرا إليها
وكلما نظر كلما إزداد عطشا
العنود ازداد ارتباكها والكلمات تجف على لسانها وكفاه الساكنتان على كتفيها تلسعانها كجمرتين متوقدتين
لطالما كانت عاجزة عن مقاومة حضوره الذي يبعثرها ويبعثر مشاعرها ويسلبها الإرادة
تكره هذا الإحساس وتكره استسلامها الخانع له الآن.. كانت تعلم أن هذا ما سيحدث.. لذا لم تكن تريد رؤيته
لم تكن تريد أن تسمح له بهزيمتها وهزيمة احترامها لذاتها
وهذا ما يجب أن تفعله

أخيرا تكلم فارس وصوته الخشن العميق بدا غائرا مثقلا بالمشاعر:
ممكن أعرف متى بترجعين لبيتش؟؟

العنود أشاحت بنظرها حتى تبتعد عن أسر نظراته وتستطيع الإجابة:
ماني براجعة

تكاد أن تقسم أنها شعرت بارتعاش لايكاد يُلحظ ليديه الممسكتين لكتفيها
ولكنه أجاب بهدوء: وممكن أعرف السبب

العنود بألم: أظني إنك عارف السبب

فارس تنهد: العنود حن لا حن أول ولا آخر زوجين يصير بينهم مشاكل
هل كل مايصير بيننا شيء بتخلين بيتش وتروحين لهلش؟!!

العنود باستنكار رقيق: فارس لا تبسط السالفة كذا ولا تسخفها وتحاول تبين إني رحت لبيت هلي عشان شيء سخيف
لأنك عارف إنه مهوب شيء بسيط
لو أني على قولتك بأروح لبيت هلي كل ما يصير بيننا شيء
كنت رحت لأهلي من أول يوم في زواجنا.. وكل يوم عقبها ثلاث وإلا أربع مرات

فارس بصدمة: لذا الدرجة شايفة نفسش مستحملة الحياة معي؟!!

العنود بمصارحة أليمة: ليه فارس أنت تجرح ولا حتى تنتبه؟!!
فارس إنت على أبسط الأشياء تقسى علي وتحتد وتعصب
ما أقدر أنكر إنك مغرقني في حبك.. لكنك في نفس الوقت غرقتني في قسوتك
خلاص فارس أنا صرت أخاف منك.. وشي حلو انكسر بيننا
شئ اسمه الإحساس بالإمان في حضنك

فارس بألم عميق: تخافين مني؟؟ مني يا العنود؟؟
أنا لو علي ودي أخبيش في عيوني عن كل شيء ممكن يأذيش
ودي أخبيش داخل قلبي عن كل شيء ممكن يجرحش

العنود بألم مشابه: وإذا كنت أنت اللي بتأذيني وتجرحني.. أشلون تحميني من نفسك؟؟

ارتخت يدا فارس عن كتفيها وابتعد خطوة للخلف وحزن عميق يخترم روحه
تنهد ثم همس: أنتي الحين ارجعي بيتش وعقب يصير خير

العنود بألم جارح ومجروح وهي تبتعد عن الباب للداخل قليلا: آسفة فارس.. أنت حتى لاحظ طريقتك في الكلام
أنت ماحاولت ترضيني أو تسمح خاطري.. أو حتى ذكرت مجرد ذكر إن مدك ليدك علي كان شيء خطأ وماراح يتكرر

كان فارس على وشك الكلام لولا أن الباب فُتح ولطيفة دخلت
لتغادر العنود وعينا فارس تشيعانها بألم



******************************



بيت عبدالله بن مشعل
قبل صلاة العشاء

كان سلطان الصغير يعبر الصالة بعد أن توضأ للصلاة ويريد الآن التوجه للمجلس ليذهب مع والده للصلاة

يرن هاتف البيت.. يلتقطه بسرعة بعد أن رأى الرقم في الكاشف وهو يرد بحماس مرحب:
ارحبي يأم سلطان

هيا تضحك: على كيفك سميته سلطان

سلطان بطريقة المغايظة: أصلا أبي يقوله.. يقول بيسمي ولد مشعل سلطان
وأنتي تلايطي وعلى بيض.. ماعندنا نسوان يطولون ألسنتهم

هيا تكاد أن تموت من الضحك وهذا دائما مايحدث لها كلما هاتفت سلطان
الذي لو لم تجده في البيت تتصل على هاتفه:
زين يا سليطين دواك عندي
أشرطة الأكس بوكس اللي شريتها كلها بأروح الحين وأقطها في الزبالة

سلطان بنبرة خنوع مصطنع: جعلني فدا خشم أم سلطان وإلا أم طوني وإلا أم اوباما وإلا أم حسنين
سميه اللي تبغين إن شاء الله هريدي.. المهم أشرطتي ماحد يجيها

هيا تبتسم: ناس ما تجي الا بالعين الحمراء
زين يالموذي وين جدتي؟؟

سلطان (بعيارة): ياكثر ما تهذرين على رأس جدتي.. أنتي كم مرة تدقين في اليوم عليها
تراش في أمريكا منتي في سوق واقف.. كل ساعة فاتحة خط وداقة

هيا تضحك: شيء من حلالك.. جعل عمر مشعل طويل
وأنت تراك اللي هذرتك واجدة خلصني أبي جدتي

سلطان يبتسم: جدتي طاقة لبيت لطيفة.. طالبة اللجوء السياسي من إزعاجش
(لم يخبرها ولا ينوي أن يخبرها بتسقيط لطيفة
فهو تعّلم من أهله أن مشعلا لابد ألا يعلم بأي خبر يضايقه وطبعا أصبحت هيا معه الآن في هذا القرار)

هيا بغيظ: ياالمزعج هذا هو رصيدي خلص.. شوف قول لجدتي إنه إن شاء الله بنرجع شهر 5 يعني حوالي شهرين ونكون عندكم
مشعل قدموا مناقشته.. وأنا حلفت عليه مايقول الخبر لأحد.. كنت أبي أخذ البشارة
بس يالله حلال عليك

سلطان بفرح بدأ بالصراخ: صدق؟؟ صدق بتجون عقب شهرين؟؟

ولكن لا مجيب لأن الخط انقطع

سلطان قرر أن يتوجه للمجلس ويخبر المتواجدين هناك حتى يأخذ البشارة منهم جميعا وبالأخص والده وراكان يعلم أن بشارتهما له ستكون كبيرة
فهذه هي عودة مشعل النهائية بعد الحصول على الدكتوراة.. ولابد أن تكون البشارة توازيها

ثم بعد الصلاة سيذهب لبيت لطيفة ينتظره هناك خمس بشارات أمه وجدته وشقيقاته الثلاث



***************************



بما أن الوقت كان مساء في الدوحة
فالوقت كان الصباح المبكر في واشنطن


إنه اليوم التالي لمعركة يوسف وباكينام
باكينام قضت البارحة ليلة سيئة
حينا تبكي.. وحينا تفكر
تشعر أن حياتها مشوشة تماما وهي تعقد تحالفا مع المجهول
كانت تريد الذهاب للجامعة فلديها محاضرات اليوم
ولكنها لا تستطيع الذهاب مع هذا الأثر الواضح على وجهها

اتصلت بهيا وكانت هيا وقتها أنهت اتصالها مع سلطان وتتجهز تريد الذهاب للجامعة

هيا بترحيب: هلا بالهاربة.. وينش؟؟ البارحة كلها أتصل لش ما تردين

باكينام بنبرة غامضة: ممكن تمري عليا ئبل الجامعة
وجيبي لي معاكي كريم قوي للكدمات

هيا بقلق: ليه سلامات؟؟

باكينام بذات النبرة الغامضة: لما تيجي هتعرفي؟؟

باكينام أعدت عتابا كبيرا لهيا وتريدها أن تحضر حتى تصدمها به
وهي من ناحية أخرى تحتاج فعلا لكريم الكدمات

مشعل يدخل على هيا التي أنهت لباسها قادما من غرفته بعد أنهى لباسه
وهاهو ينهي اللمسة الأخيرة بعقد حزامه الجلدي على خصره
ويهمس لها بحنان: يا الله حبيبتي أوديش عشان أروح المكتبة

هيا برجاء: ماعليه يا قلبي نمر الصيدلية ثم أنزل عند باكينام شوي؟؟؟
وعقب بأروح للجامعة مشي أنت عارف بيت باكينام قريب واجد من الجامعة

مشعل بهدوء: ماشي يا قلبي
بس ماني بمخليش تروحين مشي.. باقعد عند يوسف لين تخلصين وعقب أروح أنا وياش



***************************



بعد صلاة العشاء
باحة بيت مشعل بن محمد


كانت سيارة ناصر تتوقف في البارحة
قادما لاصطحاب مشاعل ليتعشيا خارجا
مع خروجها كان سلطان يصل ويتوقف عند السيارة ليسلم على مشاعل

مشاعل تحتضنه بحنان وتبدأ بسؤاله باهتمام عن دراسته وعن أحواله

سلطان يبتسم: توش سألتيني أمس في التلفون

مشاعل بحنان: بس فيس تو فيس تختلف

سلطان بمودة: فديت الفيس ياناس
واسمعيني تراني أبي بشارتي

مشاعل بفضول رقيق: عيوني لك..وش البشارة؟؟

سلطان بسعادة: مشعل وهله جايين عقب شهرين مهوب أربع شهور

مشاعل شهقت بسعادة وهي تحتضنه وتقبله: صدق؟؟ صدق؟؟ أبشر بأحلى بشارة فديت وجهك.. جعلني الأولة

ناصر يطل من سيارته ويهمس بمرح: مطولين يا جماعة؟؟.. تأخرنا
ثم أردف بجدية وأريحية: سلطان أمش أراحك معنا..

سلطان همس لأخته بخفوت: يا شين التميلاح.. ما يبي إلا الفكة مني

ثم ألتفت لناصر وهتف باحترام: تسلم يابو محمد.. توكلو على الله

قالها وهو يتأخر ويفتح الباب لشقيقته.. حتى ركبت ثم أغلق الباب
ثم توجه للداخل

ما أن تحركت السيارة حتى تناول ناصر يد مشاعل واحتضنها ثم همس بمرح:
ما أدري ليه أحس سليطين ما يهضمني

مشاعل تضحك بعذوبة: لأنه فعلا ما يهضمك

ناصر باستغراب مرح: ليه يعني؟؟

مشاعل برقة: يغار منك.. فأنت لا تزودها عليه

ناصر يضحك: يغار مني ليه.. بيني وبينه فرق 16 سنة مهوب شوي
قد إبيه يعني

مشاعل بعذوبة: سلطان متعلق فيني واجد.. وقبل أنا اللي مسؤولة عن كل شيء يخصه
وبعدين جيت أنت وخذيتني منه.. فلازم إنه يغار منك

ناصر بنبرة مقصودة وهو يشدد احتضانه لكفها: والله المفروض إنا اللي أغار منه
جاه في ذا الوقفة النتفة من الأحضان والبوسات اللي واحد مسكين محروم مثلي ما يحلم فيها

مشاعل شدت يدها بخجل: بس ناصر لا تحرجني

ناصر ضحك: فديت المستحيين ياناس.. خفي علي يا قلبي
تراني ما استحمل



***********************



بيت مشعل بن محمد
بعد العشاء الذي جمع من بقي من نساء آل مشعل


يرن هاتف موضي
تنظر موضي للشاشة ثم تخرج بهاتفها لناحية المغاسل
ترد باحترام رقيق: هلا راكان

راكان بهدوء فخم: هلا والله باللي طول اليوم مخليتني

موضي بخجل وهي تعتقد في قرارة نفسها أنه يجاملها: وأبي أترخصك أبيت عند لطيفة

راكان شعر بضيق حقيقي لكنه ابتسم وهمس: زين كلها كم يوم وأروح سنغافورة وباتي عندهم على كيفش

موضي برجاء لطيف: تكفى راكان لطيفة تعبانة شوي وأبي أقعد عندها

راكان بصدق شفاف: إذا اليوم عشاني ماشفتش حاس مثل طفل مضيع أمه
أشلون بقدر أنام وأنتي منتي بعندي
بس خلاص ولا يهمش
مثلش مايرد.. ومثل أم محمد تمون
وأنا بصراحة بأنام في المجلس.. ما أقدر أرجع للبيت وانتي منتي بفيه

شعرت موضي بألم شفاف.. دائما يخجلها برجولته المغلفة بحنانه المختلف
ولكن يبقى دائما إحساسها إنه يجاملها يتجذر كجرح مؤلم في قلبها

أنهت موضي اتصالها وعادت للجلوس بجوار لطيفة.. همست لها لطيفة: راكان اللي متصل؟؟

موضي بهدوء: إيه

لطيفة بحزم: زين وش مقعدش؟؟ روحي لبيتش

موضي تبتسم: وش ذا الطردة؟؟ بأنام عندش

أم مشعل قاطعت الحديث بحنانها المعتاد: لا يأمش مالش حتى أسبوعين من عرستي
تبين تخلين راكان
أنا اللي بأنام عند لطيفة.. أصلا قلبي مهوب مرتاح دامني ماأنا بعندها

لطيفة وجهت الخطاب لأمها بحنان مغلف بالاحترام: لا يمه فديتش
أبي وجدتي وسلطان وريم كلهم ماعندهم غيرش
وأنا أصلا ماني بمحتاجة حد جعل يومي قبل يومش
خداماتي عندي مالهم حاجة..بأبيت في غرفة الضيوف اللي تحت.. وبأخلي نور تبات معي لين أشد حيلي

أم مشعل بمناشدة: زين امشي عندي لبيتي

لطيفة برفض: لا يمه ما أقدر عيالي عندهم مدارس.. وما أبي أشتتهم
وخصوصا انه حن على أبواب امتحانات نص الفصل

لو كان الأمر بيد لطيفة ورغباتها لرغبت بترك البيت لمشعل
فهي عاجزة عن مجرد النظر إليه
ولكن أبنائها يكسرون ظهرها
ماعادوا صغارا.. وأصبحت لهم خصوصياتهم في غرفهم
والأسوأ أنهم باتوا يلاحظون كل شيء
ليست مستعدة للتضحية براحتهم لمجرد عقاب مشعل
فهي لا تشعر حتى برغبة لمعاقبته .. تشعر أنها تقف على الحياد
على الــــحـــــيـــــــاد
الــــحـــــيـــــــاد تماما!!!!



************************



بعد صلاة العشاء
بيت سعد بن فيصل

سعد يدخل للبيت عائدا من المسجد مع ابناءه فيصل وفهد اللذين صعدا للأعلى لينهيا حل دروسهما للغد

سعد ينادي أبا صبري الذي عاد قبلهما بدقيقة من المسجد

- جاي ياواد ياسعد
- اسمعنى بو صبري تراني خلصت كل أوراق أم صبري.. أبيها تجي في أسرع وقت.. زواجي عقب أسبوعين ونص
- إن شاء الله
- الشيء الثاني.. بكرة بيجون عمال بيسوون شوي تجديدات في غرفتي وغرف العيال بعد
- ماعلش يابني على دي الكلمة.. بس الست حرمكم هتشوف التجديدات يعني.. مالوش داعي ئلبة الدماغ دي

سعد بغضب: أبو صبري لا تزعلني منك

أبو صبري بلهجة أبوية: عارف إنك مش هتزعل مني
أنا راجل كبير وبأخطرف أحيانا.. خدني على ئد عئلي
راجل زيك.. شب وزينة الشباب.. صحة وفلوس ومركز يتجوز وحدة ما بتشوفش ليه؟؟
أنا ماسألتش ئبل كده لأني كنت فاكرك بتهزر.. بس دلوئتي اتأكدت

سعد بعتب: أنت غالي يابو صبري.. بس ما اسمح لك تقلل من مرتي
وتسمع يابو صبري قول الرسول صلى الله عليه وسلم (الأرواح جنود مجندة.. فماتعارف منها ائتلف وماتناكر منها اختلف)
هذا أنا ومريم.. روحها جذبت روحي.. ومافكرت في أي شيء ثاني
ثم أكمل في نفسه: وأتمنى ما أندم في يوم



******************************



واشنطن
بيت يوسف

مشعل اتصل في يوسف ويوسف أخبره أنه ليس في البيت ولكن في مكتبة الجامعة

فمشعل أخبر هيا أن تنهي زيارتها بسرعة وهو سيعود عليها بعد نصف ساعة فقط

هيا طرقت الباب
فتحت لها ماريا وأدخلتها إلى مكتب يوسف كما أخبرتها باكينام
حين دخلت باكينام للمكتب
فُجعت هيا بمنظر الكدمة التي تحولت للون بنفسجي
لم تستطع باكينام أن تعاتبها وهي ترى نظرة الرعب في عينيها
ابتسمت وهمست بألم: مش ئلت لك ماتئوليش ليوسف
أدي النتيجة

هيا بفجيعة: جعل يده الكسر قولي آمين

باكينام همست بجزع عفوي: ما تدعيش عليه

هيا تقترب وهي تلمس خد باكينام بألم: وماتبيني أدعي عليه بعد
يعني وش يبي بعد
خيانة ودرا إنش ما خنتيه.. يقوم يكافئش كذا الجاحد

باكينام تهمس كأنها تكلم نفسها: ئال إنو بيحبني
وئال لي كلام كتير عمري ماحلمتش إنو ممكن اسمعه فيوم

هيا تبتسم بوجع: يعني يضرب بيد ويداوي بالثانية

باكينام تهمس بحزن: على ئد مابحبه على ئد ما بكرهه

هيا بتساءل مثقل بالشجن: وآخرتها زين؟؟

باكينام بحزن: عاوزة أتطلئ..

هيا بصدمة: وأنتي الطلاق علكة في ثمش.. يعني إذا تطلقتي بتكونين مبسوطة؟؟

باكينام بحزم حزين: أئله هاكون راضية عن نفسي ومحافظة على كرامتي
ازاي أعيش مع راجل وراني كل ألوان الإهانة
غصبني عليه وسلبني حئي في اختيار شريك حياتي
شك فيا وهزئني بكلام جارح
اتسلى بيا وهاني في أخص حاجة بين جوزين
وختمها بالضرب



**************************



الليل المتأخر في الدوحة
ليل وجع للبعض
وليل سعادة لآخرين



الليلة الثانية التي يقضيها فارس وحيدا
تبدو له كما لو كانت السنة الثانية
يلمس يديه بحنان
مازال يشعر بنعومة ملمس جلدها تحت قميصها الحريري الذي كان ينزلق تحت أصابعه وهو يثبت كتفيها الليلة في بيت مشعل
لِـم لم يشدها بالقوة ويأخذها لبيتها؟!!
لِـمَ يعطيها فرصة التفكير لهجره؟!!
لِـم يمنحها فرصة التنفس بعيدا عنه؟!!
هو عاجز عن التنفس بعيدا عن نسيمها وأعاصيرها
فحتى متى سيصبر؟؟ حتى متى؟؟

يريد إنهاء هذه المشكلة بأسرع شكل
ولكنه حتى الآن لا يعلم ماذا قالت لأهلها
إن لم تخبرهم عن الضرب فحل المشكلة سيكون سهلا
ولكن إن أخبرتهم عن الضرب سيطول حل المشكلة
يعلم أنها ستحل وأن عمه في النهاية سيجعلها تعود ولكنه لابد ان يأدبه على ضربه لها
وهو ماعاد به جلد احتمال على غيابها
وليس به طاقة للاعتذار.. فهو يفضل أن يموت ولا أن يقف كتلميذ مذنب أمام أعمامه وابناء عمه
فكيف يوفق بين رغباته الموجعة ووسائل التنفيذ المؤلمة؟؟!!



الطرف الآخر
العنود
هاهي تنام في حضن مريم وتبكي
بكت مطولا
وهي تتذكر موقف البارحة وموقف اليوم

يا الله كم تحبه!!
اليوم بالذات علمت أنه تغلغل في روحها أكثر مما كانت تعلم.. أكثر بكثير
ارتعشت بين يديه كعصفور مبلل
وكادت أن تضرب بكرامتها عرض الحائط وترتمي بين ذراعيه
ووجوده قربها يشتت تفكيرها ويضعفها ويضعف مقاومتها
يجب أن تحرص على ألا تراه مرة أخرى
فالمرة القادمة التي ستراه فيها ستنهار لا محالة
وهي لا تريد أن تنهار
ويجب ألا تنسى شيئين أساسيين
أنها أصبحت تخاف منه فعلا
والشيء الآخر أنه لم يعترف مطلقا بخطئه في حقها
ومادام لم يعترف بخطئه فهو سيكرره

مريم تمسح شعر العنود المتمددة في حضنها وتهمس بحنان مصفى: بس ياقلبي
خلاص.. هلكتي روحش بكا.. وشو له تبكين الحين

العنود بين شهقاتها: أحبه وأبيه

مريم تبتسم: ارجعي له.. ليه تسوينها قضية

العنود بحزن لاسع: ما أقدر.. صرت أخاف منه.. وهو نهائي مايشوف نفسه غلط علي

مريم برزانة رقيقة: صدقيني إنه عارف إنه غلطان بس يكابر شوي

العنود بيأس: تعبت مريم ما أقدر أعيش حياتي بين قسوته وغيرته وتكبره
مافيني أتحمل حتى لو أنا أحبه
خليني أطلع من ذا الزواج بأقل الخساير
أقلها مابيننا أطفال.. لو كنت حملت.. كان مستحيل أقدر أخليه
ويمكن هذي إشارة من ربي إني أخليه قبل ما يربطون بيننا الأطفال للأبد



***************************



بيت جابر بن حمد
الساعة 11 مساء
الصالة السفلية


الفتيات مازلن ساهرات
ونورة تصرخ بهن: أنتو بتقومون تنخمدون وإلا والله لأجيب عقال أبيكم وأكوفنكم فيه شوي

معالي تضحك: يمه حرام عليش.. أنتي تستخدمين عقال إبي أكثر ماهو يستخدمه

نورة بغضب: نعنبو دار عدوكم.. رحت لحجرتي أول ماجينا من بيت لطيفة
وقلت لكم كل وحدة لغرفتها.. عندكم مدارس
أجي ألاقيكم قاعدين ساهرين

عالية بخجل: وش سهرته يمه؟؟ تو الناس

نورة بغيظ: عالية ووجع.. مدارس مدارس ما تفتهمون.. قدامي فوق يالله

كن الفتيات على وشك الركض لفوق هربا من تهديدات والدتهن التي يعلمن أنها لا تقصدها بحذافيرها
رن هاتف المنزل.. علياء كانت الأقرب نظرت للرقم ثم صرخت بوالدتها: يمه مصر.. مصر

نورة كادت تتعثر وهي تركض باتجاه الهاتف بشوقها ووجعها:
هلا والله

صوته الهادئ العميق والمحمل باشتياق عميق: هلا والله بش.. ومن جدي

نورة بوجع: قدام أي شيء.. متى بتأتي؟؟

حمد بابتسامة عميقة: بأجي الأسبوع ذا اللي بياتي
خلصت دورتي
بس أبي أتشرى لش وللبنات وبأجي

نورة بلهفة مؤلمة: مانبي شيء.. تكفى.. بس تعال

حمد بمودة راسخة: مايصير يالغالية تبين بناتش يأكلون وجهي
خلاص فديتش والله العظيم.. الأسبوع الجاي بأشوف حجز وجايكم خلاص



***************************




قسم راكان
وقت متأخر من الليل


موضي عادت منذ بعض الوقت
ولكنها تعلم أن راكان سيبات في المجلس
تشعر بضيق غريب لغيابه.. وشعور أشبه باشتياق موجع
ولكنها تخجل أن تتصل وتخبره أنها عادت
ماذا سيقول؟؟ تتعمد إزعاجه.. وقد يكون نام أصلا
ولكنها في ذات الوقت لا تشعر بأي رغبة للنوم
لذا قررت أن تقلب البيت وتقوم بتنظيفه
وتتلهى عن غياب راكان وفي ذات الوقت تستغل غيابه في التنظيف مادام لن يحضر الليلة

ارتدت بيجامة من القطن.. خليط أنيق من اللونين الأحمر والأسود ببنطلون قصير و(بروتيل) (توب) بحمالتين بعد أن أغلقت باب البيت وسحبت المفتاح
حتى لو أراد راكان المجي صباحا لتغيير ملابسه يفتح بمفتاحه
ولولا أنها كانت تعلم يقينا أن راكان لن يأتي الآن
أو كان من المستحيل أن تلبس مثل هذا اللبس الذي يكشف عن إصابة كتفها كاملة
فهي رغم تبسطها في اللبس أمام راكان نوعا ما.. ولكنها أقصى ما لبست بلوزة بدون أكمام
وكانت حريصة تماما ألا تكشف أي جزء من نحرها أو كتفها
كانت تعتقد أن راكان لم يلاحظ ولكنه كان قد لاحظ..
لاحظ تماما أنها تتجنب أن يرى إصابة كتفها

كانت موضي مستغرقة تماما في التنظيف وشعرها مرفوع بفوضى للأعلى
لم تنتبه مطلقا أن هناك عينين تلتهمان مفاتنها بوجع منذ بعض الوقت
كان يقف مبهورا تماما
بل الانبهار وصف أقل بكثير من حالة الذهول اللذيذ التي صابته

(كيف من لمن كان لها كل هذا الحسن أن تخجل به؟؟ وترى في ذاتها نقصا؟
أين هذا النقص؟؟
هل هناك مخلوقة مكتملة كهذه؟؟
وموجعة كهذه؟؟
وفاتنة كهذه؟!!)

راكان يشعر بضيق ما من نفسه
فهو يرى أنها تحرك فيه الرجل بكل الوجع والعنفوان
ولكن أين العاشق؟؟
ولكن أ حقا لم يتحرك العاشق النائم في أبراجه العاجية؟!!
إن كانت لم تحرك فيه إلا الرجل.. مجرد رجل!!.. فلماذا لم يتحرك هذا الرجل أمام مئات النساء بل الآلاف اللاتي عبرن أمام عينيه؟!!
لِـمَ هي فقط من تحركه وتثيره وتذيبه؟!!

راكان شعر بالحرج وهو يتأملها.. شعر كمن يسرق شيئا هو له
لا يعلم كيف يستوي هذا الشعور
ولكن هذا هو ما شعر به
هي حق له.. ولكنه يعلم أنها لا ترضى أن يراها بهذه الصورة
فكأنه يسترق شيئا هو له!!

تنحنح راكان.. وأخيرا
موضي فُجعت وهي تسمع صوت نحنحته الفخمة
كانت تنحني على الرخام تدعكه
ألقت بالاسفنجة من يدها وهي تجذب طرف (التوب) الأمامي لتغطي به صدرها وكتفها المصابة
ولكنها كانت محاولة فاشلة وموجعة لأنها كشفت أكثر ما سترت
لذا قفزت وهي تعود أدراجها للغرفة
كان بود راكان أن يوقفها.. أن يرى إصابتها عن قرب
فمازال حتى الآن لم يستطع رؤيتها بوضوح
يشعر أنه هذه الإصابة تقف بينهما كوحش خبيث مرعب

ولكنه لم يتقدم ولم يوقفها.. خشي أن تعتقد أنه يحاول إعادة ماحدث في دبي
لذا تركها تعود للغرفة
وهو بقي جالسا في الصالة
موضي أغلقت على نفسها باب الغرفة
وبكت بكاء موجعا.. لم يكن عويلا ولا نشيجا
لكنه بكاء روح.. ويا لا قسوة بكاء الروح!!
كان بكاء موغلا في الشفافية والوجع
لأنها اكتشفت أنها كلما حاولت خداع نفسها والتناسي
صفعتها ألامها المتجذرة بصفعة جديدة وكأنها تستكثر عليها هذا الأمان والسعادة بجوار راكان
ستبقى تشعر بالنقص جواره.. ليس تشويه الجسد فقط
ولكنه تشويه أقسى للروح

لم تعلم كم مضى عليها وهي تبكي
حتى سمعت طرقات راكان على الباب وصوته الحازم يصلها: موضي بطلي الباب

همست بصوت حاولت جعله طبيعيا: الحين راكان.. دقيقة بس

استبدلت ملابسها على عجل
وهي تغسل وجهها بماء بارد في محاولة لإخفاء أثار البكاء

ثم فتحت الباب وهي تحاول ألا تنظر ناحيته وتبتسم باصطناع:
آسفة.. طولت عليك

راكان همس بحزم: تعالي موضي أنا انتظرش في الصالة


راكان حين أطالت عليه الغياب علم يقينا أنها تبكي.. ولم يحتمل مطلقا أن تبقى تعاني وحدها.. ولم يحتمل فكرة أنها تبكي
آلمته الفكرة لأبعد حد.. أبعد أبعد حد
يريدها سعيدة كما جعلته سعيدا.. حتى لوكانت سعادته مبتورة وغامضة
فهو الآن سعيد كما لم يكن طوال حياته
قربها بعث فيه روح جديدة مرفرفة.. فلماذا يعود هذا الأثر اللعين ليطل برأسه عليهما ليفسد هشاشة سعادتهما؟!!


موضي تقدمت بخطوات متوترة وجلست قريبا منه

همس بحزم: لا .. جنبي

نهضت بتوتر أكبر وهي تجلس بجواره

همس بحزم حنون: ممكن أعرف ليش البكاء؟؟

موضي تحاول أن تبتسم: من قال لك بكيت؟؟ وليش أبكي أساسا؟؟

راكان مد يده إلى وجهها ليرفعه برقة وهو ينظر لخديها المحمرين كخدي طفلة لفحتها حرارة الصيف وعينيها المحمرتين بوجع
همس بألم مثقل بالرجولة: كل هذا وما بكيتي؟!!
حرام عليش موضي تسوين كذا في نفسش

موضي بشجن: تكفى راكان لا تشغل بالك فيني

راكان بعبق رجولته الخاص: إذا ماشغلت بالي فيش.. من اللي يستحق يشغل بالي؟؟

موضي بحزن: حد يستحق يشغل بالك
ثم أردفت بحزن أشد: راكان أنا ما خدعتك.. قلت لك إن تجربة زواجي الأولى خلتني بقايا امرأة.. ماعاد فيني ثقة في نفسي

راكان باستنكار حقيقي: أنتي بقايا مرة.. موضي أنتي ما تشوفين روحش في المراية
أنتي أكثر من مرة بكثير.. وفيش من الأنوثة والجاذبية والجمال اللي لو قسموه على كل نسوان العالم كفاهم وزاد

موضي بألم: راكان بس تنفخ فيني على الفاضي

راكان بحزم صارم: أنتي وعدتيني تحاولين تنسين كل اللي سواه اللي ما ينذكر

موضي بحزن: هذا أنا أحاول

راكان بذات النبرة الحازمة: والله ماشفتش تحاولين
شايفش مستسلمة لسلبيتش

موضي صمتت.. وراكان بدأ يحس بالغضب لذا تنهد ووقف ليذهب للحمام ليستحم لأنه كان قادما أساسا ليستحم
وهاهو يحتاج للاستحمام فعلا ليبرد أعصابه الثائرة على موضي ومن أجلها




*************************



بيت مشعل بن محمد
غرفة الضيوف في الطابق السفلي التي أعدتها موضي قبل مغادرتها لاستخدام لطيفة
وأحضرت بعض أغراض لطيفة وملابسها من غرفتها.. ورتبتها في الغرفة والحمام
وموضي لم تغادر البيت حتى تأكدت من نوم أبناء شقيقتها في غرفهم
ألمها كثيرا إحساس محمد ومريم المبكر بالقلق
فالاثنان بالذات لم يكونا يريدان مغادرة والدتهما
وهما لا يفتأن يسألانها: يمه أنتي بخير؟؟ أنتي طيبة؟؟ (طيبة= بخير وليست الطيبة المقابلة للشر)

ولا تعلم موضي لِـمَ بدت لها لطيفة مثقلة بالوجع وهي تحتضنهما وتهمس: دامكم طيبين أنا طيبة

والأطفال الأربعة لم يغادروا لطيفة إلا بعد محايلة طويلة من موضي ومعها العنود لأخذهم لغرفهم لتذهب موضي مع البنات والعنود مع الأولاد
بدت المهمة للاثنتان متعبة نوعا ما.. واستغربتا
كيف تستطيع لطيفة أن تحكم سيطرتها على الأربعة في وقت واحد وفي غرفتين مختلفتين؟؟!!

وهاهي لطيفة تتمدد على السرير وتستعد للنوم ولإرخاء جسدها المنهك
وكانت الخادمة التي ستبيت معها تفرش فراشها على الأرض لتنام بقرب لطيفة
لولا أن مشعلا طرق الباب ودخل عليهما
فطوت الخادمة الفراش وخرجت حتى تعود لاحقا حين يخرج سيدها

مشعل اقترب.. ولطيفة اعتدلت جالسة حين رأته دخل
همس مشعل: لا والله ما تقومين خلش مرتاحة

مشعل يشعر بقلق عميق وتوجس متوحش
فمنذ البارحة وهو مع لطيفة في المستشفى وحتى اليوم صباحا
وهي مطلقا لم تعاتبه على ضربه لها الذي أدى إلى فقدانها جنينها
مطلقا لم تذكر الموضوع حتى
كان يتمنى أن تصرخ به تعاتبه.. حتى يتصارحان ويتصافيان.. ولكن هذا لم يحدث
وهذا الشيء بعث توترا موجعا في روحه


همس وهو يجلس جوارها وهي تتمدد نصف تمدد: أشلونش اليوم؟؟

همست بنبرة باردة.. مشبعة ببرودة طبيعية: الحمدلله على كل حال.. ودوام الحال من المحال

همس لها بحنان: مرتاحة؟؟ تبين أجيب لش شي؟؟

ذات النبرة الباردة وهي لا تنظر له مطلقا: سلامتك

همس مشعل بمصارحة أليمة: أدري صعب تسامحيني.. بس حاولي يا قلبي حاولي
لو مهوب عشاني.. عشان عيالنا

لطيفة بنبرة مشبعة بجليد متوحش: مازعلت عشان أرضى.. ولافيه شيء أسامحك عليه

تنهد مشعل بعمق وجرح ما.. جرح جديد يتعمق في قلبه
يستحيل أن تكون هذه لطيفة.. يستحيل
لطيفة شعلة متدفقة من دفء وحنان
هذه ليست أكثر من شبح جليدي

ولكنه يحاول وسيحاول
مد يده يمسح بها على ذراعها العاري الساكن جوارها
لم تكف ذراعها أو تجذبها.. ولكنه شعر كما لو كان يلمس جثة هامدة
برودة لاسعة أرعبته.. ويدها ساكنة تحت كفه بلا ارتعاش بلا اضطراب

حتى في أيام غضبها الأول منه.. وهي تدعي البرود ببراعة هائلة
كان ما أن يقترب منها حتى تبدأ بالارتعاش غصبا عنها
صدّق تمثليتها لفترة.. لكنه اكتشف ثغراتها بعد عدة أيام
وهاهو الآن يحاول إيجاد ثغرة دفء ينفذ منها لروحها
ليعاود العزف على مشاعرها كما اعتاد وبرع

ولكن.. لا ثغرة..
لا ثــــغــــرة!!
لا ثــــــغـــــــــرة!!



#أنفاس_قطر#
.
.
.
.

 
 

 

عرض البوم صور #أنفاس_قطر#   رد مع اقتباس
قديم 19-08-09, 10:54 AM   المشاركة رقم: 2075
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2009
العضوية: 148400
المشاركات: 2
الجنس أنثى
معدل التقييم: سمسمs عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سمسمs غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : #أنفاس_قطر# المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم





سلمت اناملك نفوسه

قليله علي البارت كلمة روعه

والشهر عليك مبارك

 
 

 

عرض البوم صور سمسمs   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
آل مشعل من وحي وابداع أنفاس قطر, ماشاء الله تبارك الله إبداع خرافي خراااااافي مبهر, مبروك وسااااااااام التميز ياقلبي, مبهرة أنفاس وأنتِ تحيكين أسى الهجران بخيوط من ذهب وإبداع وتمكن وثقافة, أسى الهجران, أنفاس قطر, أنفاس قطر صورة مشرقة لكل قطر والخليج صورة الإبداع الخيالية, انا احتكرت راكان خلاص ....روح الامس....زارا خذي انتي حمد ههههه, انفاس قطر قمة الأبداع يعطيك العااافيه والله يرزقك الذريه الصاالحه, رائعه بكل ما تحمله الكلمة من معنى, رواية جديده للكاتبه أنفاس قطر راااااااااااااااااااااااااااااااااائعه, فارس بن سعود أملاك بنت الخالة وبس, وااااااااااااااااااو القصة من البداية روووووووووووعه, قصة المبدعة انفاس قطر, قصة بقلم أنفاس قطر, قصة قطرية لأنفاس قطر, كل الابطال من حقوق زارا الراائعه لانه مو طلبها.هذاا طلب الابطال شخصيا.هع
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t109466.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 19-10-14 08:48 AM
ط£ط³ظ‰ ط§ظ„ظ‡ط¬ط±ط§ظ† ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© This thread Refback 20-08-14 04:11 AM
ط£ط³ظ‰ ط§ظ„ظ‡ط¬ط±ط§ظ† ط§ظ„ظ‚طµطµ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ط© This thread Refback 16-08-14 08:35 AM
Untitled document This thread Refback 07-08-14 01:45 AM


الساعة الآن 04:30 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية