لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-04-09, 09:22 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثانى عشر

ساد صمت لا حد لعمقه ., وتضرج وجه ميغ إلى منابت شعرها وهى تحاول , مستميتة أن تفكر فى شئ تقوله , ولكن تعاستها المفاجئة عطلت ذهنها عن التفكير .
وأخيرا , قالت السيدة : " إن هذا شئ مثير . دعيها تدخل يا فيليبين واحضرى القهوة بعد ذلك .
وعندما ذهبت هذه ممتثلة , قالت ميغ بسرعة : " دعينى أوضح لك يا سيدتى ... "
قالت السيدة وهى تسوى من نظارتها القاتمة وتدير وجهها نحو الباب : "فى ما بعد , يا طفلتى .
وبعد ذلك بلحظة , برزت مارغوت محاطة بهالة مسرحية كانت تبدو فاتنة واثقة بنفسها بشكل لا يصدق , وهى تقف فى بنطالها الضيق وقميصها الحريرى , وحزام من الجلد برونزى اللون يحيط بخصرها النحيل ويماثله فى اللون حذاؤها وحقيبتها المعلقة فى كتفها .
وتقدمت مارغوت برشاقة نحو السيدة ووضعت قبلة على وجنتها اليسرى وهى تقول : " أوه , ما أروع هذا , هل تخليت عنى تماما ؟ " ونظرت حولها وهى تتنفس الهواء بنشوة , ثم تتابع قائلة : " بورك الهواءالنقى , كيف لأحد أن يفضل سكن المدن ؟ " ووقعت ناظراها على ميغ التى كانت متجمدة فى مكانها , فقالت : " مرحبا , يا ميغ " وركعت على ركبة واحدة قرب كرسى السيدة وهى تستطرد قائلة : " أرجو أنك لم تمانعى فى أن تأخذ ميغ مكانى لعدة أيام , كان مما يبعث على الضيق الشديد أن تأخر طلب إجازتى التى قدمتها لكى أحضر إلى هنا . وأرجو أن تكون هى قد أوضحت لك الأمر تماما . "
قالت السيدة : " هل كان الأمر كذلك ؟ لقد فهمت . "
قالت مارغوت : " أتعنين أنها لم تخبرك ؟ " ونظرت إلى أختها تتصنع الذهول وهى تخاطبها قائلة : "إنك فظيعة , يا عزيزتى . ما الذى جعلك تنسين ذلك ؟ وعلى كل حال , ليس هذا بذى أهمية . فأنا هنا الآن . " وعادت تدير نظرها فى ما حولها
قالت السيدة بصوت بارد كالثلج : " من هى إذن . بالضبط تلك الفتاة الثانية التى كان لى سرور استضافتها ؟ "
وقفت ميغ لتقول بهدوء : " إننى مارغوت لانغتري يا سيدتى . الأخت غير الشقيقة لمارغوت
قالت مارغوت : " إن ميغ عاطلة عن العمل . ففكرت فى أنه قد ينفعها قضاء فترة فى فرنسا . ولكنها أفسدت هذه الفرصة فى الاستغراق بتتبع أخبار الكاثار المندثرين وما أشبه . أليس كذلك يا حلوتى ؟ " وعادت تستدير نحو السيدة مستطردة : " إن أخر عمل اتخذته ميغ كان فى مكتبة قديمة . وهكذا غرقت فى بقايا التاريخ المندثرة . "

قالت السيدة بجفاء : " ربما هذا ما جعلها تتلاءم مع هذا المكان . "

قالت مارغوت : " حسنا . إننى مسرورة إذ كانت ذات فائدة . " وخفضت من صوتها لتقول بلهجة ذات معنى : " أتعلمين أنها فى البداية , قد رفضت القدوم إلى هنا ؟ "

قالت السيدة : " إنك تحيريننى ... آه , ها هى ذى القهوة قد أحضرت . ربما يإمكانك يا ميغ , هل هذا اسمك ؟ ربما بامكانك أن تقومى بآخر واجب , كمرافقة لى , وتسكبى لنا القهوة , هل لك بذلك ؟ "
وصعقت ميغ فى البداية , ليستبد بها الغضب . بعد لحظة موشكة أن تسكب القهوة كلها من الابريق على رأس مارغوت ذى الشعر الأشقر المصفف بغاية الأناقة . ولكنها عادت تطيع بصمت . لقد تعمدت اختها أن تجعلها تبدو بمظهر القريبة البالغة الفقر . وهذا ما جعلها هى تشعر بثورة بالغة , خاصة بجعل مسألة انتحالها لشخصيتها . تبدو وكأنها فكرتها هى , وليست فكرة أختها .
وسحبت مارغوت كرسيها إلى جانب السيدة , وابتدأت تثرثر بمرح وطلاقة , وبدت بمظهر حسن بالنسبة إلى امراة قد تخلى عنها حبيبها منذ فترة قصيرة ,. ولكن ميغ لاحظت نظرة ساهمة فى عينيها الزرقاوين وخطوطا ناتجة عن التوتر والقلق , حول فمها .
قد يكون الغيظ لهجران ستيفن كيرتيس لها , قد تملكها , ولكن قلبها لم يتحطم أبدا , كما بدا لميغ , لقد آلمتها الهزيمة ولكنها استعادت نفسها بسرعة لكى تتسلق طريقها إلى القمة مرة أخرى , ومن وجهة نظرها , فإن ستيفن كيرتيس هو الخاسر .
وارتشفت ميغ قهوتها رغم الغصة فى حلقها , يبدو أنها هى أيضا ستكون خاسرة . فقد سبقتها مارغوت إلى رواية قصتها بمنتهى الحذق , ولم يعد ثمة طريقة , الآن تجعلها تشرح للسيدة السبب الذى جعلها تقوم بهذا الدور المخادع , أو تقدم أى اعتذار عنه .
وعندما سكتت مارغوت عن الكلام , قالت ميغ مخاطبة السيدة : " أسألك المعذرة فى تجهيز أمتعتى للرحيل . " وترددت قليلا , ثم تابعت : " وعلى كل حال, ليس ثمة سبب لبقائى هنا بعد الآن . " وكانت الكلمات تبدو , وهى تنطق بها , وكأنها تنتزع منها انتزاعا .
أجابت السيدة بلهجة شاردة : " هذا صحيح . يوجد مكتب لسيارات الأجرة فى قرية أرينياك فاطلبى من فيليبين أن تتصل بهم لإرسال سيارة لك . هل يناسبك أن يكون ذلك بعد نصف ساعة ؟ "
أومأت ميغ برأسها بشكل متوتر قائلة : " شكرا "
تركت الشرفة رافعة الرأس وهى تشعر بعينى مارغوت تتبعانها . ولكن ساقيها كانتا تهتزان . ولكن ما الذى كانت تتوقعه فى هذه الظروف ؟ لقد كان من الواضح أن السيدة دي بريسو فى غاية الاستياء , ومن يلومها على هذا ؟
وأبلغت فيليبين التى كادت تنفجر فضولا . أبلغتها أوامر السيدة فى أن تطلب لها سيارة أجرة , ثم أحضرت معطفها المنزلى من غرفة المكتبة لتصعد بعد ذلك , إلى غرفتها .
كانت تظن انها ستكون مسرورة لعدم قضائها ليلة أخرى هنا , وحولت ناظريها عن السرير العريض الحافل بالذكريات المؤلمة , إذ عادت إلى ذاكرتها ليلة أمس لكنها ما لبثت أن طردت تلك التصورات من ذهنها وهى تتاوه بحزن بالغ . محدثة نفسها بأن عليها ان تركز اهتمامها على الأشياء العملية , وثمة الكثير منها . وقررت ,. بعد ان أحصت ما بقى عندها من النقود . أن من الأفضل أخذ سيارة أجرة إلى مدينة آلبي , ثم تستقل المواصلات العالمة إلى تولوز حيث المطار . إذ ما زال عندها نصف التذكرة المرتجعة . والمفروض أن تقدم تاريخها المدون بعد حوالى الشهر , حتى ولو ذهبت واقفة إلى الطائرة .
ووضعت التذكرة وجواز السفر فى حقيبتها , وهى تتنهد .
جاءها صوت مارغوت التى كانت واقفة عند الباب يقول : " تأكدى من أنك لم تنس شيئا . "
خطت إلى داخل الغرفة وهى تنظر حولها مغضنة أنفها باشمئزاز وهى تستطرد قائلة : " هل هذه هى غرفة الضيوف ؟ إذن . كيف تبدو بقية الغرف . على كل حال ليس للشحاذين حق الاختيار وهذا مكان يصلح للاختباء إلى أن تنتهى العاصفة . " ونظرت إلى ميغ وهى تتابع : " اظنك سمعت عن الصعوبات البسيطة التى صادفتنى ؟ "





أجابت ميغ : " نعم . ولكننى لم أتوقع أنك ستأتين إلى هنا . نتيجة لذلك ."
هزت مارغوت كتفيها قائلة : " وإلى أين أذهب الآن ؟ أتعلمين أن تلك السافلة قد القت علينا بأولادها الفظيعين ؟ وهى تتحدث عن الانتقام ؟ "
قالت ميغ : " ولكن مربيتى هى التى تحملت كل هذا العبء . " وسكتت لحظة ثم تابعت تقول : " وبهذه المناسبة , ماذا جرى لاتفاقنا ذاك بالنسبة إلى الكوخ ؟"
تثاءبت ميغ ثم قالت : " تبا لك , كم انت مملة احيانا . دعى ذلك ينتظر , من ذا الذى يهتم بذلك الآن ؟ "
أجابت ميغ بخشونة : " أنا أهتم بذلك ., إننى فى الواقع ., مهتمة بأشياء كثيرة . بعمتك مثلا , وأيضا بهذا المنزل . "
زمت مارغوت فمها عابسة وهى تجيب : " إنهما ,هما الاثنين فى طريق الفناء , كما أرى . كنت أظن أن المرأة العجوز تملك مالا . "
وفكرت ميغ عابسة بأن المرأة العجوز ستحصل قريبا على المال , وأن مارغوت , قد جاءت فى الوقت المناسب تماما .
قالت : " ومع هذا . فقد شعرت كأنه منزل عشت فيه مدة طويلة . "
قالت مارغوت بحدة : " لاتكونى سخيفة . فأنت جئت إلى هنا لتوك ."
قالت ميغ : " لكى تكتشفى مكان انتمائك , لا يأخذ ذلك دائما وقتا طويلا . "
قرعت فيليبين الباب قائلة : " لقد وصلت سيارة الأجرة يا آنسة , والسيدة تنتظرك لتودعك فى الصالة . "
قالت مارغوت :" إذن , فأنا أتركك الآن لألقى نظرة على هذه الانحاء . " وهزت كتفيها وهى تقول : " ماذا تراهم يفعلون هنا بالنسبة لحياة الليل , تبا لهم . "
وأنزلت ميغ حقيبتها إلى الردهة فى الطابق الأسفل , حيث كان السائق , وهو رجل قصير القامة متهدل الشاربين ,. كان ينتظر ليضع الامتعة فى صندوق السيارة , ثم مشت نحو الصالة مكرهة , حيث كانت السيدة واقفة بجانب المدفأة الخامدة . وقد عقدت ذراعيها على صدهرا وبدا وجهها ساهما بعيدا عن الابتسام . وكان الوضع كما رأته ميغ وهى تشعر بالتعاسة . كان لايعدو وضع سيدة منزل تطرد مستخدما غير مرغوب فيه .
قالت بهدوء : " إننى اريد أن أشكرك يا سيدتى لكل ما أبديته نحوى من الإكرام . وإننى آسفة لتصليلى لك بذلك الشكل . وكنت أتمنى لوكنت أخبرتك بالأمر بنفسى . "
أجابت السيدة : " لا أظن المسألة تستحق كل هذا . " كان هذا كلام سيدة عظيمة ., ومدت يدها قائلة : " أتمنى لك رحلة موفقة , يا آنسة لانغترى ."
قبضت ميغ على أصابعها وهى تفتش عبثا , عن شئ من اللين فى ملامح السيدة المسنة , وقالت : "إننى ... إننى لم أحتفظ بالدبوس الحلية الذى أهديتنى إياه . فقد رددته إلى السيد مونتكورت ., وارجو أن لايكون عندك مانع فى ذلك . "
أومأت السيدة قائلة : " ربما كان هذا أفضل تصرف بشأنه . " وتركت يد ميغ واستدارت مبتعدة منهية الموقف .
وتمتمت ميغ شيئا وهى تخرج من الغرفة . وكانت فيليبين تنتظر عند الباب الخارجى , لتجد ميغ نفسها مغمورة بعناقها الحار .

قالت فيليبين : " لاتدعى الحزن يبدو عليك هكذا , أيتها الصغيرة ., إن كل شئ يصلح مع الوقت . " وأخرجت من جيب مئزرها مغلفا سميكا وهى تقول : " لقد طلبت منى السيدة أن أعطيك هذا . "
قالت ميغ : " أظن ربما كان ثمة خطأ , وهذا ليس لى أنا . "
أجابت المراة وهى تهز رأسها بعنف , وتدس الطرد فى يد ميغ : " كلا , كلا , إنه لك . يجب أن تأخذيه , إلى اللقاء . "
وعندما ابتعدت بها السيارة , لم تنظر إلى الخلف . ولم تستطع تصديق السرعة التى حدث بها كل هذا .ولكن , هكذا حدثت الأشياء منذ وصولها إلى هذه المنطقة ... سلسلة من التغييرات المفاجئة ., من الشمس إلى العاصفة , من الحب المحموم , إلى الكراهية المحمومة , وبعد , انها لاتستطيع الادعاء بأنها لم تتلق تحذيرا , قبل حضورها من مخدومها العجوز ذاك .
واستقرت فى مقعدها , ثم أخذت تنظر إلى المغلف الذى ما زال فى يدها , راجية الأ يكون نقودا وإلا فسيكون فى ذلك نهايتها المخزية ... والتى هو أسوأ من ظهورها بشكل لا أخلاقى .
ومزقت الغلاف , لتنظر إلى ما يحتويه غير مصدقة لقد كان كتاب الشعر ذاك . وفتحته عند الصفحة البيضاء التى تلى الغلاف لتقرأة ., مرة أخرى . الكتابة الباهتة . ( إلى مارغريت , من كل قلبى . ج . ) وتساءلت ذاهلة . كيف أمكن للسيدة أن تتخلى عن هذا الكتاب. وكيف يمكنها هى أيضا , أن تحتمل الاحتفاظ به ؟
وابتدأت تقلب الصفحات , ليفتح الكتاب من ذاته , على صفحة معينة وكأنه اعتاد أن يبقى مفتوحا عليها . وتألقت الكلمات أمام عينيها مرة أخرى ( حبى الوحيد , حبيبتى التى تسعدنى ) وتابعت القراءة قبل ان تغشى دموعها الكلمات ( حبيبتى الحلوة , يبنوع البهجة كلها هى . )
ربما كانت السيدة تعلم ان هذه الكلمات هى كل ما عليها هى أيضا أن تتذكر , وتأكدت من انها هى الكلمات المطلوبة .
إنها ليست أغانى الأوباد طبعا . ولكن . كيف يمكن أن يكون ثمة سواها ؟
وجفلت إذ أخرجها من شرودها صوت بوق السيارة يزعق فجأة . ثم تمتمة سباب من السائق : " هؤلاء الحمقى المجانين . ما الذى يظن أنه يصنع ؟ "
ونظرت ميغ لترى سيارة تقفل عليهما الطريق تماما , لابد ان هناك حادث ما . انفجار عجلة مثلا جعل السيارة تستدير بهذا الشكل . وتمنت أن لايكون احد قد تضرر.
وعند ذلك , ميزت السيارة , فأغلقت الكتاب ببطء . وهى ترى راحتيها تعرقان ., وتكومت إلى الخلف فى مقعدها وكأنها تحاول أن تندس متلاشية فى داخل ذلك المقعد المهترئ تنجيده
فتح باب السيارة بعنف وصوت جيروم يقول بلهجة عادية . وسط سباب من السائق : "ها أننا نعود إلى الصفر . عودى إلى حيث ابتدأنا يا جميلتى , هيا اخرجى قبل أن تتعرقل حركة السير . "
حملقت ميغ فيه قائلة : " أبدا لن أفعل مثل هذا . "
رفع حاجبيه يسألها : " هل تحبين أن أحملك مرة أخرى ؟ " وتحول إلى السائق الساخط وخاطبه بكلمات هادئة لم تفهم ميغ معناها , ثم ناوله بعض الأوراق المالية .
ورأت ميغ , وهى تنزل من السيارة , حقيبتيها يخرجهما السائق من صندوق السيارة .
ضربت قدمها فى الأرض تسأله ساخطة : " ما الذى تفعله ؟ دع الامتعة مكانها . "
هز السائق كتفيه . ان عليها أن تتفهم أنه , بعد هذا العطاء السخى . أن السيد حر فى أن يقفل الطريق , وأن يختطف منه ركابه وذلك إلى ان ينشف البحر ., ونظر إلى جيروم يغمزه راضيا , قبل أن يحول اتجاه سيارته مبتعدا .


وتقبضت يدا ميغ وهى تقول بحدة : " ما الذى تظن نفسك تفعله ؟ "
أجاب وهو يلقى بأمتعتها فى صندوق السيارة ثم يصفق الباب : " آخذك إلى البيت . "
قالت وهى تتساءل عما إذا كان عمله هذا مبالغة منه فى إكرامها عند الوداع : " إلى انكلترا ؟
أجاب : " بل إلى منزلى أنا , هذا إذا كنت قد ابتدأت تعتبرين منزلى منزلا لك . ذلك أن القصر , بالطبع سيبقى منزل السيدة مارغريت طيلة حياتها . " ونظر إليها بتلك الابتسامة المديدة التى تجعل قلبها يخفق عاليا , وهو يتابع : " حسنا , هل يمكنك أن تمضى حياتك معى فى مسكنى الغونكود ؟ "
كانت أشعة الشمس الذهبية , دافئة , والحشائش على جانبى الطريق , والنسائم تحرك أغصان الأشجار لتنشر معها رائحة الثمار الناضجة .
قالت : " كلا " وأردفت بضعف : " إن هذا جنون ."
فتح لها باب السيارة فصعدت إليها بعد إذ لم يعد لها خياربعد ما ذهبت سيارة الأجرة . وربما , بعد ان يعود إلى جيروم وعيه . ربما يوصلها إلى مدينة آلبي كما كانت قررت.
وسألته قائلة : " كيف صدف ان كنت هنا ؟ "
أجاب : " لقد اتصلت السيدة مارغريت بمسكنى وأخبرتنى انك راحلة , وبموعد وصول سيارة الاجرة إليك . وتكهنت بأنه سيحضرك من هذا الطريق . وإلا فقد كنت مستعدا لمحاصرة المطار فى تولوز ."
قالت : " هل قلت أن السيدة أخبرتك ؟ ولكن هذا غير ممكن إذ أنها طردتنى طردا ."
قال بهدوء : " إنها فكرة بأن من الأفضل لك ان تكونى معى , إلى ان تجد الوقت الكافى لتفرغ من شأن مارغوت . " وابتسم لها وهويتابع : " إنك لست الوحيدة التى فى استطاعتها القيام بدور تمثيلى , يا جميلتى . "
سكتت لحظة , ثم قالت بصوت منخفض : " لقد عرفت بمسألة العروض وحقيقتها ."
فقال : "أرجو ان لاتكونى قد أشركت السيدة فى هذه المعرفة , إذ ان لها كرامتها . فهى ستظن أننى اقدم إليها إحسانا . "
قالت : " ولكن هذا ليس إحسانا . إذ أنه لو ان الامور كانت قد سارت كما يجب , وتزوجت من جدك , لكانت قد حصلت على سعادتها وراحتها على الدوام . وأنت الآن , فقط ... تصلح ما فسد .
قال برقة : " إنك متفهمة إذن للأمور . لقد كنت متأكدا من ذلك فيك . "
فعضت شفتها قائلة : " ولكن ما كان لك ان تعرف ذلك , خصوصا بعد ما أسأت الحكم عليك واطلقت عليك نعوتا شائنة ."
قال : " ربما كنت أستحق ذلك لإساءتى الحكم عليك وإطلاق نعوت شائنة عليك أنا أيضا . "
قالت : " ولكننى انا أدعيت أننى مارغوت ولا شئ يمكن ان يغير من هذا , بينما ذنبك أنت كان لا يخرج عن الرقة الزائدة . "
أوقف جيروم السيارة إلى جانب الطريق , ثم قال بلطف : " ولكننى لم أكن رقيقا معك . لقد ظننت ان من السهولة أن أكرهك لما أخطأت بحق كيرين الرقيقة الدافئة المشاعر والتى تحب زوجها إلى درجة بالغة . " وهز كتفيه متابعا : " مع ان ليس فى أسرتنا من استطاع ان يفهم السبب فى ذلك . عند ذلك قابلتك , ليتملكنى شعور لم أعرفه من قبل . أدركت معه أنه ليس فى إمكانى أن أبعدك عن حياتى . وبعد ذلك رأيت اسمك على أمتعتك . " وهزرأسه متابعا : " أظنها كانت أسوأ لحظة فى حياتى , حين رأيت أننى انجذبت إلى فتاة فاسدة كانت تحاول أن تدمر حياة ابنة عمى . وصممت على أن أبقى بارد المشاعر وأنا ألاحقك , ولكن فى كل لحظة كنت أقترب فيها منك . كانت مشاعرى تتمزق, فمن ناحية كنت أريد أن أنتقم منك دون رحمة , ومن ناحية أخرى , كنت أرى أن أبقيك معى طيلة حياتى , وذلك فى نفس الوقت . "
قالت برزانة : " لا أرى فى ذلك أى شئ خطأ . "
ابتسم وهو يلامس وجنتها : " آه . سأذكرك بكلامك هذا , فى مابعد . "
قالت بصراحة ونظراتهما تتعانقان : " أرجو ذلك " لم يعد ثمة شئ مستورا . فهو يسيطر على أحاسيسها باجمعها , نفسيا وجسديا .
قال : " وفى هذه المرة , سأعاملك بالرقة التى تستحقينها . كان على أن أدرك منذ البداية أنك لست مارغوت . " وأمسك بيدها يضغطها .
قالت مازحة : " هل لأنك وجدتنى طابعة فاشلة ؟ "
ضحك قائلا : " كلا ... وإنما لكل شئ قلته ... وكل شئ قمت به . ولكننى أخرست شكوكى ورأيت فقط الذى أردت أن أراه . " ولوى فمه نادما ثم تابع قائلا : " وفى الليلة الماضية , كان يجب على أن أدرك أنك لم ترتبطى بعلاقة مع رجل من قبل . وعندما تأكدت من انك لست مارغوت , شعرت بالغضب ... غضبت على نفسى لكونى كنت أعمى وأحمق وعديم الإحساس . حتى ان هذا الغضب طالك أنت أيضا . "
وتأوه وهويتابع : " فى تلك اللحظة التى كان علينا فيها أن نتعلم الحب , أخذنا نتبادل الصراخ . " ونظر إليها بألم وهو يسألها : " أما كان عليك ان تولينى ثقتك وتخبرينى بالحقيقة قبل ذلك , يا مارغريت ؟ "
تنفست بعمق قائلة : " لقد أردت ذلك كثيرا . ولكن الأمر لم يكن يخصنى وحدى . ذلك أن مارغوت قد حملتنى على الحضور رغما عنى وذلك بتهديدى ببيع كوخ مربيتى العجوز ووضعها فى الملجأ , إذا أنا لم أوافق . " وسكتت برهة . ثم قالت عابسة : " فى الحقيقة , ربما هذا سيحدث الآن, فأنا لا أثق بمارغوت ولا بأمها بالنسبة لهذا الأمر . "
سألها : " هل تلك المربية مسنة واهنة ؟ "
أجابت : " كلا . أبدا . وإلا لما كانت قادرة على العناية باطفال ابنة عمك كيرين الآن . "
قال : " ربما كان يسرها , إذن . أن تأتى إلى فرنسا للعناية بأولادنا . عندما يأتون ."
طفرت الدموع من عينيها وهى تقول : " إن هذا سيسعدها جدا ..اوه , جيروم . "
قال برقة : " إن هذا , طبعا يعتمد على نقطة صغيرة , وهى إذا كنت تحبيننى كما أحبك . إنك لم تقولى هذه الكلمة بعد . وربما كان الأمر مبكرا . بالنسبة إليك ."
قالت : " كلا . إنه ليس مبكرا أبدا , وما أغرب أن نكون نحن الاثنين واثقين إلى هذا الحد."
قال : " ليس نحن فقط . فالسيدة كانت واثقة من ذلك منذ البداية . يجب أن اتصل بها هاتفيا حالما نصل إلى البيت لاعلمها أنك معى وفى أمان , ولست بإنتظار الطائرة التى تعود بك إلى انكلترا . "
قطبت حاجبيها قائلة : " أرجو أن يسرها ذلك . فقد كانت فى غاية البرود عندما تركتها . "

عبس قليلا وهويجيب : " كانت تريدك أن ترحلى لأنها أحست ان حضور مارغوت سيزيد فى توترك وتعاستك . فهى لم تكن مسروة منى هذا الصباح عندما أخبرتها كيف أننى أسأت التصرف معك من كل النواحى . "

فكرت ميغ لحظة ثم قالت : " أتعنى أنها كانت تعلم , عندما رأيتها فى الصباح . أننى لست مارغوت ؟ "

أومأ برأسه قائلا : " لقد قالت كما قلت أنا , انها كانت دوما تشعر بذلك , لان مثل تلك الطفلة المدللة سيئة الطبع , لايمكن أن تصبح مثل هذه الفتاة الهادئة الرقيقة . " ونظر إلى ساعة يده وهو يتابع : " أظن الآنسة مارغوت ترانت لابد قد غادرت الآن القصرعائدة إلى انكلترا , ربما أكثر حزنا وحكمة , وإن كنت اشك بذلك . وكذلك ضيوفى سيكونون قد غادروا بيتى هم أيضا . وأرجو ألا يتقابلوا فى الطريق . "
شهقت قائلة : " ضيوفك ؟ أتعنى كيرين ؟ إذن فقد كانت هى التى كنت رأيتها .. "
قال ضاحكا : " إن لك نظرا حادا , إن زوجها معها الآن . لقد اتصلت بمنزلى هاتفيا فى أول ليلة كنا فيها معا أنا وأنت فى منزلى , لتقول إنها قادمة إلى . وقد انضم إليها هو أمس . وقد اتصلوا بى لهذا , هاتفيا أثناء العشاء . وهما الآن قاصدان باريس لقضاء شهر عسلهما الثانى فى شقتى هناك . "
فكرت لحظة وعادت تسأله : " ولكن , كيف علم هو أنها عندك ؟ "
أجاب قائلا ببساطة : " لقد دله إحساسه على ذلك , وهذا جعلنى واثقا من مستقبلهما معا ." ومد ذراعه يجذبها إليه قائلا : "هل تقبلين بأن تكونى زوجتى , يا مارغريت , فتشاركينى العواصف واشعة الشمس ؟ "
أجابت بابتسامة مرتجفة : " نعم , حبى الوحيد .... حبيبى الذى يسعدنى . وأنت , هل ستريننى فجرا آخر من نافذتك الواسعة ؟ "
قال يجيبها : " كل صباح من حياتنا , والآن . هيا بنا إلى البيت . "
وعندما تحركت بهما السيارة , قالت : " ولكن , هنالك مشكلة واحدة, ياجيروم . ما الذى سنفعله بالنسبة إلى أوكتافيان ؟ متى تراه سيتوقف عن تسميتى بالإنكليزية ؟ "
ضحك وهويجيب : " ربما , يا حبيبتى , عندما يأتينا أول ولد , فيكون هوبمثابة جده ."
وكان كلامه صحيحا ...

تمـــت بحمد الله اتمنى تعجبكم

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 15-04-09, 09:48 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2008
العضوية: 101656
المشاركات: 70
الجنس أنثى
معدل التقييم: zoubaida عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدGermany
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
zoubaida غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... .

 
 

 

عرض البوم صور zoubaida   رد مع اقتباس
قديم 16-04-09, 04:07 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zoubaida مشاهدة المشاركة
   شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... .



ثانكس على ردك الحلو يسلمو

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 30-04-09, 11:10 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 131874
المشاركات: 3,755
الجنس أنثى
معدل التقييم: dede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسيdede77 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4768

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dede77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه تسلمى على الرواية الجميلة

 
 

 

عرض البوم صور dede77   رد مع اقتباس
قديم 02-05-09, 12:34 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2008
العضوية: 91308
المشاركات: 69
الجنس أنثى
معدل التقييم: karamila عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 19

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
karamila غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه جزاك الله الف خير

 
 

 

عرض البوم صور karamila   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اغنية الفجر, dawn song, دار النحاس, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, سارة كريفن, sara craven, عبير, قلوب عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:07 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية