لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-04-09, 12:23 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28206
المشاركات: 31
الجنس أنثى
معدل التقييم: السامقة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
السامقة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السامقة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الحلقة الثالثة:-

كان لا يريد أن يرفع نظره عنها .. ولا يريد أن تتلاشى أمامه حقيقة هذه الصدفة الرائعة لكنه لا يريد أن يسبب لها الخوف أو الاضطراب منه لأنه يعرف غالية رقيقة جداً بمشاعرها وبهذا تقدم ليدلها على الطريق وهو يطمئنها بأنها ستخرج من هذا المبنى
ما أن قطعوا مسافة قصيرة في الممر الضيق المتصل بالحجرة حتى حدثت هزة قوية وسمعوا من بعيد ناس تصرخ وأحدهم يقول
" والله لم أقصد هذا"
" أيها المجنون وماذا كنت تتوقع من مبنى قديم كهذا.. اخلوا المكان حالاً هيا قبل أن ينهار"
وأثناء هذا الكلام كانت صخور صغيرة تتساقط على غالية وعزيز فقالت غالية وهي مرعوبة
" عزيز ما هذا"
لكنه لم ينطق وأمسك بمعصمها وجرها يحثها على الإسراع للخروج من هذا الممر لكن كأن الممر صار طويلاً جداً وازدادت الانهيارات حتى تساقط جزء كبير من الجدار والسقف حتى أغلق بهذا المنفذ للخروج من هذا الدهليز فصارت غالية ترتجف وتبكي
" يا الهي .. هل سنموت .. عزيز أرجوك احميني .. عزيز أرجوك.. "
فاستدار إليها ورآها منهارة وهو خائف عليها أكثر من خوفه على نفسه لأنه أدرك الحقيقة المرة بأنهم علقوا بهذا المكان وقد تمر ساعات طويلة قبل أن تصل إليهم فرق الإنقاذ .. أحتضن كفيها بكفيه وجعلها تواجهه وهو يقول
" غالية .. حبيبتي أسمعيني"
" هل سنموت عزيز .. بعد أن رأيتك نموت .. ألم نتفق .. قل ألم نتفق .."
كانت لا تعرف ماذا تقول وهي تشعر إنها ستموت قبل أن تتزوج بعزيز بعد أن شعرت إن حلمها صار قريباً جداً منها ..
" قلت أسمعيني"
فانهمرت دموعها وهي تراه يعلي صوته
" لا تقسو هكذا.. أنا خائفة ، لا أحبك"
يا إلهي ، اعتصر قلب عزيز وهو يرى دموعها وهو لم يقصد إلا تهدئتها بحزم ونسي مشاعرها الغاية في الرقة فمسح بأصابعه دموعها وسحبها بسرعة وهو يقول
" يا عمري ... ما كنت قاسياً على أحد قبلاً فكيف سأقسو على روحي؟؟ .. والله فقط أردت أن أهدئك فأنت متوترة جداً"
" قل ... لكني لا أحبك هل فهمت؟"
" والله أعرف"
قال هذا بابتسامة فهي دوماً تكذب عليه بهذا الشأن .. كم يهواها
"حياتي ... لن نموت بإذن الله .. ستأتي فرق الإنقاذ قريباً وإن تأخروا فأنا معك يا عمري ... هل تخافين لأنك ستبقين هنا لساعات معي ... هل تخافين مني غاليتي؟"
"لا"
" إذن ؟"
ابتسمت ابتسامة مرتعشة ونظرت إلى أكوام الأحجار ثم قال له
" طيب .. ألا نعود للحجرة فهنا يعم الظلام "
" هيا"
" عزيز"
نادته وكأنها اكتشفت شيئاً
" عيون عزيز.. ماذا؟"
" هل تتذكر؟؟ هل تتذكر بالله .. إن الأمر يتحقق ... إنه اختبار.. بل إنه .. عزيز انه لإثبات كم أنا أثق بك .. أتذكر؟"
" عن ماذا تتكلمين يا غالية؟"
"أتتذكر يوم قلت لك بأني أثق بك لدرجة أني لو بقيت معك وحدي في مكان ما ولأيام فلن أخاف لأني أعلم إنك لن تفعل شيء يؤذيني أو يؤذي مشاعري أتذكر بالله .. ألم تفهم بعد"
" آه يا عمري .. ألا ترين أي أقدار تجمعنا معاً .. ألا ترين!!"
كانا يتكلمان بانفعال فقالت غالية وقد اتسعت شفتيها بضحكة رائعة
" إذن لن أخاف يا عزيز ... لن أخاف"
" كم أحبكِ يا عمري ... كم أهواكِ"
عادا وجلسا على المصطبة وبعد لحظات من الصمت هدأت غالية وحدثته عن ما حصل لها وكيف وصلت هنا وكم مرت بأيام صعبة وأخبرته عن مرض حسن فقال يشاكسها
" سأقتل حسن"
" لم بالله؟"
" لأنكِ ذهبتِ لزيارته كثيراً "
فضحكت غالية لأنه دوماً يخبرها إنه يحسد كل من يراها وهو محروم من رؤيتها
" بالله عزيز ما الذي أتى بك لبريطانيا؟"
" لن تصدقي "
" ماذا ؟؟ هل أنت بخير"
" بكل خير والله ... ألست بخير وأنا قرب حبيبتي؟"
" بجد عزيز قل.. ما الذي أتى بك على هنا"
" يا عمري .. الستِ دوماً تقولين لي أيها الأعمى كيف ستراني؟؟"
قالها وهو يبتسم فقالت له وهي تضحك
" نعم صحيح .. أين نظارتك؟؟ لا تقل لي انك تضع عدسات لاصقة.. فدرجة انحراف عينك لا تنفعها أي عدسة"
" لم أعد بحاجة لها"
" بالله قل عزيز.. أين نظارتك؟"
" غالية.. لقد أتيت هنا للعلاج"
فنظرت غالية إليه بقلق وهي تقول
" بالله للعلاج من ماذا؟؟ أنت بخير صح؟"
" بخير يا عمري بخير..لقد أصلحت عيني من أجلك"
" عزيز .. والله كنت امزح معك .. بالله لم عرضت نفسك للعملية؟"
" لا تخشي علي حبيبتي ... إنها عملية بسيطة ولقد شفيت تماماً"
" هل تقصد .. هل تقصد إن هذا هو الأمر الذي جعلك تغيب عني هذه الأيام؟"
" نعم "
" ولِم لَم تخبرني؟"
" لأني أخاف أن تقتليني"
يشاكسها كالعادة فأبرزت قبضتها وهي تقول له
" أتمنى أن ألكمك على عينك الآن لتعود أعمى من جديد"
" كل هذا حب؟ ما أسعدني"
فضحكا معاً

وللحديث بقية

أختكم
السامقة
حنين محمد

 
 

 

عرض البوم صور السامقة   رد مع اقتباس
قديم 04-05-09, 10:27 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28206
المشاركات: 31
الجنس أنثى
معدل التقييم: السامقة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
السامقة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السامقة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الحلقة الرابعة:-

مرت ساعات وهما غارقان في الحديث فصارا يتكلمان بنفس الوقت بأعينهم وبألسنتهم وعن روعة الصدفة التي جمعتهما في هذا المكان بلا موعد ثم صمت عزيز وقال
" غالية ... نحن نسينا أنفسنا .. علينا أن نبين لهم إن هناك أحياء هنا كي يأتوا لإنقاذنا"
" هل سننجو عزيز .. بالله قل"
" بإذن الله يا غالية .. بإذن الله"
كان يخاف عليها أكثر من خوفه على نفسه لأنها هشة قد لا تحتمل ساعات الانتظار بهذا البرد الذي يزداد في المكان وبلا طعام ولا شراب، وهذا ما جعله يقطع أروع حديث مع أروع حبيبة
جعلها تبقى في مكانها جالسة وذهب هو يحاول أن يتصل بمن وراء الحاجز لكنه لم يسمع أي صوت ويبدو إنهم لم يصلوا إلى هنا بعد أو ربما الأضرار كبيرة بحيث نسوا إن هناك أضرار في هذه الدهاليز
ظل يصيح ويصيح بلا فائدة ثم عاد للحجرة وحاول إيجاد شيء أي شيء يستطيع به زحزحة هذا الحجار فوجد عصا من الحديد في نهايتها عجينة من القير وهمّ بالعودة للممر الضيق لكنه رأى غالية وهي تجلس رافعة ركبتيها قرب رأسها وتضم نفسها كالجنين وتنظر إليه فقال هو بحنو بالغ
" غالية هل أنت خائفة"
فهزت رأسها بالنفي رغم إنه رأى نظرة الخوف في عينيها لكنه يعلم إنها ليست خائفة منه بل خائفة من البقاء هنا لمدة طويلة فقال لها
" يا عمري سننجو وسترين"
فهزت رأسها موافقة وقد ترقرقت عينيها بالدموع ، كم تمنى حينها أن يحتضنها لكن عليه العودة لمحاولة عمل فتحة صغيرة أو حتى ضجيج عالي كي يستدلون عليه وأيضا كان يريد أن يعطها فرصة للتعود عليه
ظل يطرق ويزيح من الحجار لكن وكأن شيء لم يحصل ، نفس أكوام الحجر ولازالوا محتجزين هنا .. نظر نحو الحجرة وأعتصره قلبه لأن حبيبته هناك ترتجف خوفاً وبرداً قد تتعرض لخطر الجوع والعطش .. يا الهي كيف سيحميها؟؟
صار يضرب بقوة ويحاول افتعال ضجيج ويشتم ثم يقف بيأس متكأً على الجدار يدعو الله أن ينقذهم .. عاد للحجرة وقد رسم على شفتيه ابتسامة صغيرة كي يطمئن حبيبته فوجدها تنظر إليه بأمل رغم سماعها صراخه الذي كان بلا جدوى فقال لها
" كم الساعة ؟" نظرت إليه بتساؤل وأجابت
" العاشرة والنصف "
" إذن حبيبتي ألا تستريحين قليلاً؟؟ "
" أسترح؟"
" نعم يا عمري.. فقد لا يصلنا أحد حتى الصباح فلما لا تستريحين الآن"
" وأنت؟"
" أنا سأبقى أحميك يا عمري ... لعل ثعبان اشتم رائحتك الزكية فجاء ليلتهمك حباً"
فنظرت للأسفل بسرعة وتطلعت نحو الغرفة وهي تقول
"بالله عزيز هل هناك ثعابين؟"
فانفجر ضاحكاً وهو يقول
" يا عمري إني أشاكسك"
فقالت بحنق وغضب
" والله لا أحبك يا أعمى"
فعاد يضحك بعمق وهو يقول
" لا لا لا يا حياتي.. ما عدت أعمى تذكري ذلك"
" لا أحبك وكفى"
" والله أعرف"
"طيب"
كانت تهم بوضع قدميها على الأرض كي تحاول أن تسترح قليلاً على هذه المصطبة الصغيرة عندها قال لها عزيز
"غالية ... هل أنت جائعة"
فهزت رأسها بالنفي ثم قالت له
" هل أنت جائع ؟ لدي في معطفي فطائر بالجبن كنت اخزنها لرحلتي في السوق "
ثم أطلقت ضحكة صغيرة
"لا يا عمري لست جائعاً فقط كنت أريد أن اطمئن أن هناك شيء تأكليه إن شعرت بالجوع"
"طيب"
أخرجت الفطائر من جيب معطفها وأعطتها له تخبره انه لو جاع فليأكلها فقال بأنه قد أكل قبل أن يدخل المبنى لكنه كان يكذب كي يوفر لها الشطائر في حال تأخُر فرق الإنقاذ..راقبها كيف تبدو كأنها متقيدة تحاول الاضطجاع ثم تنظر إليه وتستدير ثم تعود لتستدير نحوه ثم تعود للجلوس وهكذا وهو يعرف لِمَ كل هذا فقال لها
" غالية"
" نعم"
" استرخي أرجوك ... لا تفكري بي... فلن أقترب منك "
" لكني لم اكن.."
" هيا نامي واستريحي وأنا سأبقى جالساً على الأرض هنا وقد أحاول أن أجد طريقة للخروج دون أن أزعجك.. اطمئني يا عمري لن أدع أي شيء يؤذيك "
"حاضر"
" ما أروعك"
" ما أروعك أنت يا عزيز"
نظر إليها وضوء الفانوس الخافت يجعلها تبدو كفتاة قد خرجت من قصة أسطورية ألا وهي قصة حبهما فقال وهو ينهض يريد الهرب من هذه الحجرة كي يتماسك نفسه عن لمسها
" هيا نامي وإلا غيرت رأيي"
فهمت ما قصد فابتسمت وقالت
" حاضر حاضر ... والله سأغفو"
ما أن همّ بالخروج حتى نادته بخوف
" عزيز"
فعاد يتطلع لها بسرعة وبقلق
" ماذا حياتي .. هل هناك شيء"
" لا تتركني أرجوك"
فابتسم وقال
" وأين سأذهب بالله؟"
" لا أعرف ... فقط لا تذهب"
" حاضر يا غالية.. أنا بقربك.. نامي مطمئنة"
" حسناً"

وللحديث بقية

أختكم
السامقة
حنين محمد

 
 

 

عرض البوم صور السامقة   رد مع اقتباس
قديم 04-05-09, 10:49 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28206
المشاركات: 31
الجنس أنثى
معدل التقييم: السامقة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
السامقة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السامقة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الحلقة الخامسة:-

أغمضت عينيها مبتسمة لكنها كانت تتكور على نفسها.. ربما هي تشعر بالبرد
يبدو إن غالية تعبة جداً بحيث إنها نامت بسرعة وكم قاوم عزيز الاقتراب منها وتدفئتها بحضنه ، لما تأكد إنها غفت ذهب يتفقد الممر عساه يجد مكان يستطيعان الخروج منه لكنه لم يجد فعاد إلى الحجرة وظل يتفقد الجدران فوجد شبه نافذة جدارها رقيق ربما بعدة ضربات يستطيع أن يصنع منفذ صغير ولو لدخول الهواء ... لكنه قال في نفسه إن من الأفضل أن ينتظر حتى الصباح كي لا يزعج حبيبته غالية
نظر إليها وهي مستلقية نائمة ومتكورة على نفسها .. نعم الجو شديد البرودة هنا، بالتأكيد لأن هذه الحجرة موقعها تحت البناء تقريباً ... عاد ليجلس على الأرض وينظر إلى غالية بشوق كبير ويبدو إنه قضى وقتاً طويلاً في البحث عن مخرج لهذا نام دون أن يشعر
استيقظا على صوت ضجيج في الخارج فوقف ليجد غالية تجلس وتنظر إليه بفرح وهي تقول
" عزيز ... لقد وصلت فرق الإنقاذ"
فقال بهدوء بالغ
" نعم "
" نعم !! ألست مسروراً"
" كيف لستُ مسروراً؟ .. لكن يا عمري أيضاً قد يتأخرون حتى يصلون لنا .. وربما هم لا يعلمون بعد أننا هنا أحياء محجوزين"
" إذن؟"
" علينا أن نصنع ضجيج عالي لعلهم يهتدون إلينا أو ننتظر حتى يزيلون كل الجدران الساقطة ومن ضمنها هذا الجدار"
ذهبا معاً ليفتعلا الضجيج فظلت غالية تصرخ طالبة المساعدة وعزيز يضرب الحجر بقوة وبقيا ساعات يحاولون حيناً ويستريحون حيناً آخر لكن يبدو إن حاجز الحجار سميك بحيث لم يهتدي إليهم أحد بعد ... نظر عزيز إلى حبيبته فوجدها مجهدة تماماً تكاد تسقط إعياءً فأجلسها وأخرج فطيرة من جيب معطفه وأمرها أن تأكلها وأن لا تنهض أبداً فأطاعت بسرعة لأنها شعرت بنفسها إن نهضت فسيغمى عليها
شعرت غالية بأن عزيز تقصّد فتح مواضيع عدة من أجل أن يروّح عن قلبها الخائف وقد نجح في ذلك وجعلها تبتسم عدة مرات وتندمج بالحديث وتتناقش معه بتناغم أفكارهم الشيء الذي عرفوه منذ أول يوم تعرفا به على بعضهما البعض ... تذكر عزيز ما وجده في إحدى جدران الحجرة الذي يبدو كالنافذة المغلقة.. فجاء بالعصا وظل يطرق بها ويطرق وغالية ترجوه أن لا يتعب نفسه عندما وجدت إن لا فائدة تقريباً من الطرق رغم تقدمه في عمل حفرة... ولم تهتدي لهم فرق الإنقاذ رغم سماعهم ضجيجها ولم يستطيعوا هم من إنقاذ أنفسهم وبهذا أشارت ساعة غالية الثانية عشر بعد منتصف الليل فنظرت غالية لعزيز وكأنها تسأله هل سيخرجون فكانت تراه هو أملها وهو بطلها الذي سينقذها من هذا السجن لكنه كان يغير الأحاديث وينظر إليها بقلق.. عرفت ماذا كان يسأل نفسه.. هل ستتحمل الجوع والعطش حتى يصل إليهم أحد.؟؟
" عزيز"
" حياتي.. نعم"
" لا تخف عليّ... سأكون قوية وسأتحمل"
" هذا ما أرجوه يا عمري... لكن هذه آخر شطيرة لدينا ولا ماء.. ولا نعرف كم سيطول الأمر وجسمك الصغير الحبيب ضعيف أخشى عليه وأخشى عليك"
" لكن عزيز أنا إن مت بين يديك فأعلمْ بأني قد مت وأنا أسعد فتاة في العالم"
تقدم نحوها عزيز وقد دمعت عيناه وصار قلبه يدق بسرعة خوفاً على حبيبته
" أرجوك لا تقولي هذا يا غالية... ستكونين بخير.. أعدك"
" لا تتركني أبداً"
" لن أتركك يا عمري.. لن افعل"
تنهدت بقوة فنظر إلى وجهها الذي بان عليه التعب بسرعة بل إنه يعتقد إن وجهها لا قطرة دم فيه من شدة اصفراره ورغم انه وعد نفسه أن لا يأكل أي شيء ليوفر لها إلا إن غالية أقسمت بأن لا تتذوق شيء حتى يأكل معها فأكل ما لا يكاد يسد جوعه فقط .
ناما مجهدين من هذا اليوم الطويل وهي نامت كالقتيلة إلا انه ظل يفكر ويفكر في طريقة لإنقاذها أو بأي أمل في النجاة حتى نام.. صحا على صوت غالية وهي تبكي وكم قطع صوت بكاءها قلبه فحدق بالحجرة فوجدها تغرق في الظلام وبعد أن طرد النعاس فهم غالية وما تقوله
" عزيز.. عزيز.. أين أنت.. أرجوك رد.. عزيز"
" حبيبتي أنا هنا... ماذا بك ؟ .. لا تخافي أنا هنا بقربك"
حاول الوصول إليها واهتدى بصوتها فأمسك بكفيها فوجدها ترتجف
" ما بك.. لا تخافي .. أنا هنا بقربك"
" يا الهي عزيز.. ظننت نفسي في القبر. ظننت انهم دفنوني وأنا حية.. هل تفهم.. ظننت انهم دفنوني.. دفن.. ولم أخبرك بعد أني احبك.. ظننت انهم.. وقبل أن أرى عائلتي وأني مت عزيز وأني... رأيت هذا الظلام و .. بالله لم الظلام.. أين الضوء عزيز؟ ولم ابتعدت؟ هل تركتني؟؟ قل قل.. عزيز أرجوك أنا خائفة"
كانت تتحدث بسرعة وهي ترتجف وتتناثر دموعها على وجهها فلم يستطع إلا أن جلس قربها وأحاط كتفيها بذراعه وقربها إلى صدره ويقول
" أرجوك اهدئي يا غالية.. بالله ما هذا الخوف.. أنت معي الآن .. اشششش .. هيا اهدئي.. لازلتِ على قيد الحياة يا حبي... "
ظلت غالية تسند رأسها على صدره وتشهق بقوة حتى هدأت وعزيز يهدئها بكلماته وبأن الله لن ينساهما وبأنه كما جمعهما معاً فلن يفرقهما بأذنه.. ثم صار يمزح معها وهو يؤنبها على أنها كبرت ولم تعد طفلة كي تخاف هكذا..واخبرها إن هذا الظلام أكيد سببه انتهاء كحول الفوانيس ولهذا انطفأت.. وأنه لم يبتعد عنها أبداً ولن يفعل لأنها عمره وحياته.. حتى هدأت وطلب منها أن تعود للنوم وأن تعلم انه قربها دوماً فأطاعت تحت تأثير التعب والنعاس.
استيقظا على ضجيج أعلى مما كان قبل يوم وبهذا عرفا إن فرق الإنقاذ أكيد تقدمت بحفرياتها وربما سيصلون إليهما فعادا لافتعال الضجيج وغالية تصرخ وتصرخ حتى سمعوا سكوناً وكأن الجهة الأخرى يريدون التأكد من المصدر فصاحت غالية تطلب النجدة وعزيز يضرب بالحجر بقوة علّه يوصل إليهم رسالة بأن هناك من هم على قيد الحياة هنا وبالفعل وصلت الرسالة فطارت غالية من الفرح وازدادت قوة وصاروا يشعرون أخيراً أنهم متصلون بالعالم الخارجي


وللحديث بقية

أختكم
السامقة
حنين محمد

 
 

 

عرض البوم صور السامقة   رد مع اقتباس
قديم 20-08-09, 09:05 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28206
المشاركات: 31
الجنس أنثى
معدل التقييم: السامقة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
السامقة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السامقة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الحلقة السادسة:-

مضت ساعات والحفر مستمر وازداد قلق عزيز على غالية فلقد رآها شاحبة شحوب الأموات وشفتيها تشققت عطشاً وكانت ترتجف وهي تحاول أن تزيح الأحجار فأمرها بأن تذهب للحجرة لكنها عاندت ورفضت وأزداد ارتجافها وهي تلهث ثم فجأة سقطت أمامه جثة هامدة بلا حراك .. لقد تعرض عزيز للكثير الكثير من المواقف في حياته وأغلبها مؤلمة لكنه لم يعرف ألماً كالذي اعتصر قلبه عندما رآها تسقط أمامه
صرخ بصوت يستطيع أن يجزم إن لسانه لم ينطقه بل إن قلبه وعقله وكل ذرة بجسمه قد ناداها
" غالية "
وحملها بسرعة وهو يحاول أن يهدأ من الألم الذي اعتصر قلبه والخوف الذي تملكه ، ظل يحاول أن يوقظها لكنها بقيت بلا حراك .. نعم لازال قلبها ينبض، لا زالت على قيد الحياة لكن إن لم يفعل شيء الآن سيخسر أغلى ما في حياته، سيخسر حبيبة لم يحلم يوماً بأنه سيجدها تسكن الأرض...
عاد للممر وهو يريد حثهم على الإسراع بالحفر فهنا من هي بخطر... ولم يعد يستطيع الصبر عاد للحجرة وظل بكل قوة وعنف يطرق على الجدار الذي ظن انه رقيق ظل يطرق ويطرق فلم يعد يبالي بتعب أو انه قد يضر نفسه فغالية أهم منه ويبدو إن مشاعر الخوف الشديد والتشبث بهذا الجدار قد جاء بنتيجة بحيث إن قوة ضرباته هذه أدت إلى ظهور نور قليل فأشرق وجهه وطرق عدة طرقات أخرى ثم سمع صوتها الضعيف وهي تناديه
"عزيز"
لحظة وكان قرب رأسها وهو يمسك بكفها يطمئنها لكنها كانت في حالة اللاوعي فقط تردد مغمضة العينين
" ماء، عزيز ماء.. أرجوك .. ماء"
" يا غالية اصمدي من اجلي... الفرج قريب "
" ماء.. ما .."
ثم لا تكمل جملتها وهي تغرق في إغماءتها مرة أخرى
"غالية... ابقي معي أرجوك.. افتحي عينيكِ"
لقد خارت قواه التي كانت قبل القليل في أشدها.. شكلها وهي هكذا جعله لا يستطيع الابتعاد عنها سنتمتراً واحداً.. جلس على المسطبة وأجلسها وهو يضع رأسها على كتفيه ويقربها إليه يحاول أن يجعلها تستفيق.. بعد دقائق شعر أنها سنوات فتحت غالية عينيها بتثاقل وهي تحاول أن تبتعد عنه لكنه شدها إليه وهو يقول
" ابقي هكذا.. ستسقطين مرة ثانية"
" هل سأموت عزيز"
طفرت الدموع من عينيه وهو يسمعها تقول هذا بضعف كامل وتحاول أن تكمل الجملة بصعوبة لما تشعر به من جفاف
" لن تموتي صغيرتي.. لن تموتي"
" عزيز.. أنت تبكي.. أنا سأموت صح؟"
" أرجوك لا تقولي هذا... انظري لقد دخل النور للحجرة"
"عزيز ..أنا لن اصمد "
كانت تتكلم وهي تحاول أن تمد يدها لتمسك بكفه فضم كفها بكفه ووضعها على قلبه وهو يقول
" هل تسمعين هذا.. أقسم إن فقدتك سأفقده، هل ترضين لي هذا؟"
"عزيز "
بكت بحرقة وهي تضغط بكفها على كفه
"لا تقل هذا.. لا استطيع أرجوك.. اعلم أني سعدت جداً بهذه الصدفة.. عزيز احبك جداً"
"إذن اصمدي من اجل عزيز"
"عزيز"
" اششششش.. الكلام يتعبكِ... فقط ادعي من الله أن لا يفرقنا"
قبل رأسها برفق وهو يدعو ويدعو أن ينجي الله غالية.. لم يكف عن ذكر الله وهو يتضرع كي يمدهما بالفرج من عنده ويكتب لغالية أن تعيش
سمع الأصوات تعلو وتزداد فعرف إن فرق الإنقاذ قد وصلت إليهم أخيراً فحمل غالية بآخر ما بقي له من قوة وسار نحو الممر لكنه ولضعفه تعثر فسقط وسقطت غالية على رأسها وسمعت صوت صرختها فأغمي عليه.



وللحديث بقية

أختكم
ملكة سامو

 
 

 

عرض البوم صور السامقة   رد مع اقتباس
قديم 20-08-09, 09:08 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 28206
المشاركات: 31
الجنس أنثى
معدل التقييم: السامقة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
السامقة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : السامقة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

الحلقة السابعة:-

حاول عزيز أن يفتح عينيه لكنه شعر بضعف شديد وبالعطش أيضاً ويبدو إنه كان يفكر بصوت عال
" نعم حبيبي.. أخيراً استفقت.. ماذا؟ ماذا تقول .. أنا أمك بالله ارفع صوتك قليلاً"
كفها الحنونة كانت تضم كفه
" غالية.. غالية..ماء.."
دقائق وصار الدكتور قربه وسمع والدته تقول
" ما انفك ينطق هاتين الكلمتين منذ البارحة ليلاً كلما استيقظ قالها "
" ابقي بللي شفتيه لكن لا تكثري.. غداً سنسقيه الماء"
وغالية.. يريد أن يسأل وغالية لم لا احد يذكرها أمامه
" لا تتحرك بني .. أنا سأجلب ما تريد"
لكنه عاد للنوم ، لربما انه تحت تأثير مخدر أو شيء من هذا القبيل
أحلامه كانت متضاربة.. تارة يجد غالية بين يديه وتارة يراها ترقد غائبة عن الوعي في إحدى حجرات المستشفى وما أن يركض إليها تختفي..
لا يريد أن يسمح لها بالعودة للوطن فيفقدها مرة ثانية.. إنها الآن ضعيفة جدا وبالتأكيد تحتاج له جداً ولوجوده قربها.. عليه أن يفعل شيء للتخلص من ضعفه هذا.. ما باله هكذا انهار؟ الم يكن دوماً قوياً يتحمل المصاعب؟ ظل يعذب نفسه بهذه الأفكار ونسي إنه قضى ثلاثة أيام بلا شراب ولا طعام إلا جزء من شطيرة وقد كان في خطر تسمم رئتيه لعدم تنفس الهواء النقي ولم يعرف انه قد لوي كاحله بشكل كبير بحيث كان يصيح من ألمها ولم ينم إلا بالمسكن
إن كان هو بهذا الضعف الآن فكيف حال غالية الرقيقة التي كانت دوماً تكلمه عن كرهها لضعفها وتخبره كيف أنها لا تتحمل التعب أو الإرهاق، لازال يتذكر عندما أخبرته أنها مرة لم تأكل منذ الصباح وحتى المغرب فلم تستطع الاحتفاظ بتوازنها ويومين كاملين هي تعتني بأكلها من أجل أن تعوض فكيف الآن وهي قضت ثلاثة أيام بلا طعام ولا شراب.. انه هكذا يستغرب قوتها.. اعتصره قلبه بقوة وهو يتذكر صرختها.. نعم تذكر الآن لقد أسقطها على رأسها كيف سيسامح نفسه إن أصابها مكروه وهو الذي كان يريد أن يضعها بين عينيه ويحميها من أي خطر، صار السبب بإيلامها.
فتح عينيه بقوة يريد أن يتحدى ضعفه، وجد الغرفة مظلمة قليلاً والتفت فوجد أمه العزيزة نائمة على كنبة صغيرة ،كم يحب هذه السيدة التي دوماً كانت بجانبه في أوقات مرضه وفي أوقات سعادته.. يعرف أمنيتها ولعله يستطيع تحقيقها إن نهض الآن من هذا السرير
تفحص ما حوله، يبدو انه يتماثل للشفاء فلا تحيطه الأجهزة التي كانت تخنقه البارحة.. أزال ما يرتبط به بحذر شديد وحاول أن يجلس ويضع قدميه على الأرض لكنه شعر بوخز شديد في قدمه اليسرى.. نظر إليها فإذا بها ملفوفة بالضماد
" ما هذا؟ وهل هذا وقت الضمادات! تباً"
حاول أن يتكأ على الأغراض لكي لا يضع ثقله على قدمه المصابة ، فتح الباب بهدوء وخرج... ظل يبحث في الغرف عن غالية، وسأل احدهم
" عفواً هناك مصابة نقلت إلى هنا من حادثة تهدم الـ.."
" نعم .. نعم .. الكثير ماتوا هناك "
يتمنى أن يقتله الآن .. لم يتكلم عن الموت؟
" سألتك عن فتاة أنقذوها اليوم، اقصد .. في أي يوم نحن؟"
" هل أنت تائه"
"لا"
قالها بغضب وتركه وهو يحاول أن يبحث بنفسه لكن القلق ساوره وكاد يقتله لشدة خوفه على غاليته ، يشعر أنها هنا..قريبة منه لكن أين
"أين أنتِ يا غالية بالله اتركي لي إشارة.. الم نتعود على الكلام الروحي.. أين أنتِ يا روحي.. أين أنتِ؟"

الألم يزداد في قدمه رغم انه حاول قدر استطاعته أن لا يثقل عليها بسيره.. بدأ يتعرق من الألم لكن عليه أن يجدها .. شاهد ممرضة تمر وهي تقول
" سيدي .. لم نهضت من فراشك؟ انظر إلى وجهك.. تعال معي لأعيدك إلى الغرفة ، سيغمى عليك"
" أنا بخير لا تقلقي.. سأعود بنفسي ، احتجت لشيء ولم أحب أن أوقظ الوالدة"
استدار لكي يطمئنها بأنه عائد بنفسه ثم تذكر
" عفواً ممكن سؤال"
" نعم تفضل"
كانت ابتسامتها هادئة مطمئنة فقال بكل لهفة
" ألا تعرفين ماذا حصل للفتاة التي كانت معي؟ أين غرفتها؟ لأني أريد أن اطلب من والدتي أن تزورها غدا وهي لا تفهم ما تقولون بشكل جيد"
" أي فتاة تقصد؟"
" التي أنقذت من حادثة انهيار المبنى"
" أها ... آسفة سيدي، سمعت إنها توفيت ما أن وصلت للمستشفى"



وللحديث بقية

أختكم
السامقة
حنين محمد

 
 

 

عرض البوم صور السامقة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة حنين محمد حيال, قصة من بدايتها توحي بالابداع وجمال الاسلوب, قصة كم احبك للكاتبة المبدعة السامقة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:03 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية