لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > منتدى الكتب > كتب الأدب واللغة والفكر
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

كتب الأدب واللغة والفكر كتب النحو والصرف والأصوات والمعجم والبلاغة واللسانيات المعاصرة - الأدب العربي القديم - والنقد الأدبي القديم والحديث- أدب الطفل- وكتب الأساطير والغرائب - كتب الفلسفة و المنطق - الدراسات الفكرية - كتب الفكر الإسلامي


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-07-10, 03:09 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 27469
المشاركات: 129
الجنس ذكر
معدل التقييم: AlHawa عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 13

االدولة
البلدTunisia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
AlHawa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kais1975 المنتدى : كتب الأدب واللغة والفكر
افتراضي

 

ملاحظات على كتاب "حيرة مسلمة" لألفة يوسف (3)
الكاتب: ياسين بن علي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

ملاحظة خامسة: النسبية
تقول الدكتورة ألفة: "إننا نرفع صوتنا عاليا لنؤكّد أنّ القرآن وحده هو الصالح لكل زمان ومكان أمّا قراءته البشريّة فنسبية متصّلة بانتماءات أصحابها وأطرهم التاريخية وعقدهم النفسية. إننا نرفع صوتنا عاليا لنقول إنّ الطبري أو الرازي أو ابن عاشور... لا يمتلكون قراءة مثالية نهائية للقرآن وإنما هم يمثلون ذواتهم المحدودة النسبية مثلما نمثّل ذواتنا المحدودة النسبية. وهذه النسبية البشرية هي التي تجعل باب الاجتهاد مفتوحا دائما وهي التي تجعل كل قراءة للقرآن مغامرة دائمة شوقا إلى المعنى الحقيقي الذي لا يعلمه إلا الله تعالى" (1).
أقول:
أولا: أتحدّى الدكتورة أن تثبت أن أحدا من المسلمين قال: إن تفسير الطبري أو الرازي أو ابن عاشور هو التفسير المثالي النهائي للقرآن؟
يقول الشيخ الطاهر ابن عاشور (رحمه الله) في مقدمة تفسيره: "أما بعد فقد كان أكبر أمنيتي منذ أمد بعيد، تفسير الكتاب المجيد... ولكني كنت على كلفي بذلك أتجهم التقحم على هذا المجال، وأحجم عن الزج بسية قوسي في هذا النضال. اتقاء ما عسى أن يعرّض له المرء نفسه من متاعب تنوء بالقوة، أو فلتات سهام الفهم وإن بلغ ساعد الذهن كمال الفتوّة... هنالك عقدت العزم على تحقيق ما كنت أضمرته، واستعنت بالله تعالى واستخرته؟ وعلمت أن ما يهول من توقع كلل أو غلط، لا ينبغي أن يحول بيني وبين نسج هذا النمط، إذ بذلت الوسع من الاجتهاد، وتوخيت طرق الصواب والسداد..."(2).
فالشيخ طاهر ابن عاشور يقرّ بأنه اجتهد، ولا ينفي إمكان الخطأ في تفسيره. فمن أين إذن أتت الدكتورة بفكرة التفسير المثالي النهائي، وهل زعم أحد من الناس أن التفاسير نهائية تحوي كل حقيقة ممكنة؟

ثانيا: وجهت الدكتورة ألفة القارئ ليختار بين نزعتين: نزعة توكيدية قطعية دغمائية تزعم امتلاك الحقيقة المطلقة والقراءة المثالية النهائية، ونزعة نسبية لا تزعم امتلاك الحقيقة إنما تجتهد لتقدم قراءة من ضمن القراءات المتعددة الممكنة.
وبالطبع، فإن الفقه الكلاسيكي (الذي يمثله علماء أجلاء كابن عاشور ومؤسسة عريقة كالزيتونة) فقه توكيدي دغمائي، وأما الفقه الحديث (العلماني الحداثي الذي تمثله الدكتورة ألفة وحزبها) فهو فقه نسبي يجعل "كل قراءة للقرآن مغامرة دائمة شوقا إلى المعنى الحقيقي الذي لا يعلمه إلا الله تعالى".
وقد غاب عن الدكتورة ألفة أنّ الفقهاء لا يقولون بالنزعة القطعية، ولا يزعمون اليقين في كل اجتهاد أو رأي أو نص.
يقول الإمام علاء الدين البخاري: "فإن الأدلة السمعية أنواع أربعة:
- قطعي الثبوت والدلالة كالنصوص المتواترة.
- وقطعي الثبوت ظني الدلالة كالآيات المؤولة.
- وظني الثبوت قطعي الدلالة كأخبار الآحاد التي مفهومها قطعي.
- وظني الثبوت والدلالة كأخبار الآحاد التي مفهومها ظني" (3).
ومعنى هذا الكلام، أن النصوص ينظر إليها من حيث ثبوتها ودلالتها. والذي يعنينا هنا هو الدلالة، وهي مقسمة إلى قسمين:
القسم الأول: قطعي الدلالة، وهذا لا يقبل الاجتهاد فيه.
القسم الثاني: ظني الدلالة، وهذا يقبل الاجتهاد فيه.
وأما الظن – كما قال الآمدي – "فعبارة عن ترجّح أحد الاحتمالين في النفس على الآخر من غير قطع"(4). وقال الشيخ الوزّاني: "إنّ الظن هو الاعتقاد الراجح، وينقسم إلى مطابق وغيره، والشكّ هو الاحتمال المساوي، والوهم هو الاحتمال المرجوح، والثلاثة منافية للعلم"(5).
فالعلماء يقولون أن الظنّ ينافي العلم بمعنى القطع واليقين، وهذا يعني أن المسألة الاجتهادية لا تكون عندهم من باب المثالي النهائي كما تريد الدكتورة إقناع القارئ به.

ثالثا: إذا كان الظن هو الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض، أو هو "ترجّح أحد الاحتمالين في النفس على الآخر من غير قطع"، فهذا يعني أنه نسبي أي قابل للصواب والخطأ. ولذلك لا نجد عالما من علماء الأمة يقول عن اجتهاده المبني على أدلة ظنية إنّه صواب لا يحتمل الخطأ، بل نجد كل عالم من علماء الأمة يقول: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأيك خطأ يحتمل الصواب.
وعليه، فلا داعي لأن ترفع الدكتورة صوتها عاليا لتؤكد على مفهوم النسبية، فهو عند العلماء من المعلوم بالضرورة.

رابعا: كلام الدكتورة عن النسبية مرسل غير مقيد، فهي لم تحدّد لنا معنى هذه النسبية ومجالاتها، ولذلك نسألها: هل تقول بنسبية القرآن كله (وهذا الظاهر من قولها) أم بعضه؟
فإن قالت بنسبية القرآن كلّه، فمعنى ذلك أن عقائد الإسلام وأركانه نسبية. فالجنة قد تعني شيئا آخر، والشيطان قد يراد به المجاز، والصلاة قد تعني مطلق الدعاء، والصوم قد يراد به الصمت. وهكذا، يضيع الدين في خضمّ نسبية الدكتورة.
وأما إن قالت بنسبية بعض القرآن، فنقول لها: ما هو هذا البعض، وكيف نحدد نسبيته، ومن يحدّد ذلك؟
وهذه أسئلة لم تجب عنها الدكتورة بعد، بمعنى أنّها تتحدّث عن النسبية دون تحديد مجالها.

ملاحظة سادسة: وما يعلم تأويله إلا الله
تقول الدكتورة: "وهذه النسبية البشرية هي التي تجعل باب الاجتهاد مفتوحا دائما وهي التي تجعل كل قراءة للقرآن مغامرة دائمة شوقا إلى المعنى الحقيقي الذي لا يعلمه إلا الله تعالى".
وعبارة (آية) "وما يعلم تأويله إلا الله" ابتدأت بها الدكتورة كتابها، وكرّرتها لتؤكد لنا فكرة من أفكارها الأساسية وهي عدم امتلاكنا لتفسير نهائي، وأنّ اجتهادات العلماء كلها نسبية، وأن المعنى الحقيقي للقرآن لا يعلمه إلا الله.
أقول:
1. قال الله تعالى:{ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}. والسؤال هنا: إذا كان القرآن نسبيا ولا يعلم تأويله إلا الله، فما هي الشريعة التي أمرنا الله تعالى بإتباعها ونهانا عن إتباع غيرها؟ وكيف يأمرنا بشيء ويكلفنا به مع أنه لا يعلمه إلا هو؟

2. قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}. والسؤال هنا: كيف يحكم بين الناس بالحقّ، مع أنّ الأحكام نسبية لا يعلمها إلا الله؟ ثمّ ما معنى {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ}، ألا يدلّ ذلك على أن الله سبحانه وتعالى قد أرانا من الأحكام ما نحكم به؟

3. قال الله تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، وقال: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، وقال: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. والسؤال هنا: كيف يتبيّن الكافر والفاسق والظالم ممن لم يحكم بما أنزل الله إذا كانت الأحكام نسبية لا يعلمها إلا الله؟

4. قال الله تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}. والسؤال هنا: كيف يحكم بما أنزل الله إذا كان لا يعلم ما أنزل إلا هو سبحانه؟
قد تقول الدكتورة: يجتهد في النسبي.
أقول: ولكنه سبحانه قال: {وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ}، فكيف نعلم الهوى ونحذر أن نفتن عن بعض ما أنزل إذا كنا لا نعلم حقيقة ما أنزل؟

إنّ المسألة يا دكتورة أبسط من أن يعقدها المرء على نفسه ويحتار فيها. فقد خلقنا الله سبحانه وتعالى وكلّفنا بإتباع شرعه. وشرعه سبحانه يستدل عليه من الكتاب والسنة. والاستدلال بالكتاب والسنة هو استدلال بألفاظهما من حيث المنطوق والمفهوم وفق ما وضعه أهل اللغة أو استعملوه. فنحن حينما نقرأ قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} نفهم تكليف الله للمطلقة بأن تتربّص ثلاثة قروء. ولكن ماذا يعني القرء؟ هل يعني الحيض أم الطهر؟ يمكن أن يعني الحيض، ويمكن أن يعني الطهر. فالمسألة اجتهادية نسبية كما تقولين. فنحن هنا علمنا مراد الله سبحانه وتعالى من خلال خطابه أي الآية، ولكن علمنا هذا من باب الظنّ وليس اليقين، وهو سبحانه لم يطلب منا في مسائل الظنّ اليقين؛ لأن اليقين بمعنى المراد القطعي في مثل هذا قد استأثر الله بعلمه.
إذا، فالعلماء يعلمون تأويل القرآن، ولكن من العلم به ما هو قطعي الفهم، ومنه ما هو ظنّي الفهم.

يتبع إن شاء الله تعالى...
09 شعبان 1431هـ

__________________
(1) حيرة مسلمة، ص226-227
(2) تفسير التحرير والتنوير، م1 ج1 ص5-6
(3) كشف الأسرار عن أصول البزدوي، ج1 ص84
(4) الإحكام في أصول الأحكام، ج1 ص13
(5) حاشية الوزّاني على شرح ابن كيران لابن عاشر، ج2 ص29

 
 

 

عرض البوم صور AlHawa   رد مع اقتباس
قديم 25-07-10, 03:39 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jan 2010
العضوية: 155283
المشاركات: 449
الجنس ذكر
معدل التقييم: المقوقس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المقوقس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kais1975 المنتدى : كتب الأدب واللغة والفكر
افتراضي

 

شكرا جزيلا اخي الكريم على الكتاب الجميل جدا بارك الله فيك

 
 

 

عرض البوم صور المقوقس   رد مع اقتباس
قديم 28-07-10, 11:25 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
نور ليلاس


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 15929
المشاركات: 1,708
الجنس ذكر
معدل التقييم: بدر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : kais1975 المنتدى : كتب الأدب واللغة والفكر
افتراضي

 




شكرا لك أخي alHawa ، إضافة قيمة تم إلحاقها بأصل الموضوع الذي سبق لعزيزي قيس و أن قدمه هنا ، تحياتي لك . *

 
 

 

عرض البوم صور بدر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ألفة يوسف, مسلمة\ألفة, حيرة, حيرة مسلمة, يوسف
facebook




جديد مواضيع قسم كتب الأدب واللغة والفكر
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:29 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية