لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


1039 - من اعالى الجبال ـ جاين اولان ـ دار النحاس ( كاملة )

من اعالي الجبال جاين أولان الملخص فضلت سامنثا أن تكون في خانة الأعداء. كانت سامنثا تحب شقيقها دافيد كثيراً ولا تريد أن يفسد أي أمر ، زواجه من

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 28-02-09, 10:28 AM   1 links from elsewhere to this Post. Click to view. المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي 1039 - من اعالى الجبال ـ جاين اولان ـ دار النحاس ( كاملة )

 

من اعالي الجبال
جاين أولان

الملخص

فضلت سامنثا أن تكون في خانة الأعداء.
كانت سامنثا تحب شقيقها دافيد كثيراً ولا تريد أن يفسد أي أمر ، زواجه من ليندا .
ولهذا أجابت ، عندما سألها صديق أخيها المقرب ، دوغ ، بِمَ تنصح عازباً وقع حتى قمة رأسه في حب زوجة صديقه ، قائلة :" اذهب وابحث عن امرأة أخرى ، امرأة أخرى عزباء." وهكذا ، تورطت في خطوبة مؤقتة مع دوغ ...الرجل الذي كانت تمقته . قد يجد الآخرون الوضع مسلياً ، ولكن سامنثا كانت مصممة على أن لاتدع عدوها القديم يتفوق عليها ؟http://www.liilas.com/vb3
************
انتزعت سامنثا يدها من قبضته
"مالذي تريده ؟ متى ادعيت اللطف ، فإنني أدرك أنك تطريني من أجل خدمة ما ." تقلصت شفتا دوغ سخرية ." دائماً ، ترتابين . يبدو أن مدى التغير الذي طرأ عليك ، كان هائلاً ، أليس كذلك ؟ لقد اضفت سنتان في أوروبا عليك بريقاً ما ، ولكنك ، ماتزالين ساما نفسها التي عرفتها."
"مالعيب في أن ساما القديمة ما زالت هي؟"
" كانت مؤذية وتتصرف كالأطفال."
فأجابت سامنثا :" أوه، ها نحن ثانية أمام نوع الاطراء الخاص بك ، والذي أعرفه تماماً."
طوق دوغ عنقها بيديه وعبث أحد ابهاميه بذقنها ." ماتزالين مزعجة، ولكن بطريقة مختلفة . كانت اهاناتك المعسولة ، يغريني دائماً بأن أغسل فمك بالصابون. ولكن فمك الآن يغريني بأن أقوم بعمل مختلف تماماً."
***الفصل الأول***


" لاأريد أن أوصل دوغ إلى المنزل."
" هيا، يا سامنثا ." وكانت نظرة دافيد آردن العاطفية يشوبها السخط ." إني أعرف أنك لاتستلطفين دوغ ..."
قالت سامنثا :" لنقل ذلك على الأقل."
نظر إليها شقيقها متأملاً." لا أستطيع أن أتصور مافعله دوغ لك حتى تكرهيه على هذا النحو ؟"
" إنني لاأكرهه . ولكني لاأشاطرك أنت ووالدتي ذلك الرأي الرفيع حوله . لماذا لا يمكن لوالدتي أن توصله ؟"
" تعرفين أن والدتي تُقِل والديّ ليندا.وسيعتبر السيد والسيدة هيلارد أنه شيء غريب إن هي تخلت عنهما لتقل دوغ."
" لابأس . وتستطيع ليندا أن تقود سيارتي."
" حسناً . أنا سآخذه . لايمكننا أن ندع العريس والعروس يعودان إلى البيت بعد عشاء الزفاف منفصلين."
لوت سامنثا فمها ." دع الأمر لدوغ إذن ، ليكون متطفلاً كعادته."
نظر إليها دافيد نظرة عتب ." أشك في أن دوغ يدعي الإصابة بداء الشقيقة."
" ماكنت لأضع هذا الأمر في طريقي." سامنثا لاتستطيع تذكر الوقت خلال اثنتي عشر سنة عندما لم يفسد ، على الأقل ، واحدة من خططها التي تضعها بعناية . ويبدو أن سنتين من الانفصال لم تجعلا المودة تنمو في قلبها تجاهه . وقد تجنبته خلال الثلاثة أسابيع التي كانت ، أثناءها في المنزل.
لقد زاد من تذمرها الوقوف مرتعشة خلف سيارة دوغ المقفلة بعد العشاء كان الليل صافياً. ولكن الجبال الشاهقة ، وأشجار الصنوبر الكبيرة ، غطت معظم السماء .أين كان دوغ ؟ إذا لم تكن الحرارة تحت الصفر ، فإنها لابد قريبة من معدله، كما هو متوقع عادةً في جبال كولوراد وفي هذه الفترة من كانون الثاني (يناير) . سمعت الثلج ينسحق تحت قدميه قبل أن تراه . قالت فيما هو يفتح الباب : " في الوقت المناسب."
صعد دوغ من الباب الآخر إلى الشاحنة ذات الأربع عجلات.
"شكراً لأنك ستقودين العربة في طريق العودة . إني أقدر لك ذلك إذ أن آلام الصداع تحجب عني الرؤية."
أخذت سامنثا المفاتيح من يده ثم أدخلتها في السيارة. "إنك تعرف جيداً أن دافيد أرغمني على ذلك."
"إنك مازلت كما كنت." وربط حزام الأمان ، وأسند رأسه إلى المقعد ، وأغمض عينيه ." سنتان في سويسرا يبدو أنهما لم تغيراك كثيراً."
"أعرف أنك تفضل النساء اللواتي يتوددن إليك. النساء اللواتي ينجذبن تحت تأثير عضلاتك ، النساء اللواتي يضعفن إذا أرسلت ابتسامة نحوهن."
"بالتأكيد." وابتسم ابتسامة خفيفة ." إنما الآن ، وقد عدت إلى المنزل ، فلن أجزع من محاولات النساء اللواتي يصدعن الرأس . إنك خبيرة في هذه الكلمات . سيكون تماماً كما كان في الأوقات الماضية ."
"ليس تماماً . فقد نسيت ليندا."
"لا. لم أنس ليندا." وسكت برهة ثم قال:" كنت أتحدث عنك وعن . الطفل المدلل و ..."
"الطفل المدلل ! على الأقل إني أنتمي إلى هذا . إني لست شخصاً غير مدعو يأتي دائماً متطفلاً."
" لا أستطيع تصديق أنك مازلت تفكرين بهذه الطريقة."
لو كان شخصاً آخر ، فربما فكرت سامنثا أنه يؤذيها بلهجته تلك.
ولكن كان هو دوغ . العنيد الفظ .وضغطت بقوة على فرامل العربة .
فجفل دوغ ." سيدتي ، هل نسيت القيادة عندما كنت في سويسرا؟"
"إذا لم تعجبك طريقة قيادتي ، فبإمكانك الذهاب مع من تريد."
أدارت وجهها نحوه بغضب . وعندما رأت وجهه الشحب ، خالجتها الشفقة ."إني آسفة . إن رأسك يؤلمك وقيادتي تزيد من آلامه ، أليس كذلك؟"
نظر إليها من طرف عينه متجهماً ." لا تعتذري ، فإنك ستخيبين أملي إذا أنا اكتشفت فجأة أنك قد اتبعت الأسلوب الذي يبدل حدتك إلى عذوبة ." توقف لحظة ثم تابع يقول :" لا ، لقد أدركني القلق ، منذ أن بدأت تعاملينني كواحدة من الحشرات المزعجة التي تطير متطفلة حولك ، اعتقد أنك قلتها مرة ."
خرجت الشفقة الآن ، من النافذة ." أكنت تسترق السمع ؟ إن دافيد لا ينقل كلامي ولو بعد مئات السنين ." واعادت تركيز ذهنها نحو الطريق في الوقت الذي ظهرت أمامها هرة تقطع الطريق فداست على الفرامل بسرعة جعلت العربة تنزلق بخطورة في اللحظة نفسها . التي توقف فيها المحرك.
" أيتها الغبية ..." اعتدل دوغ في جلسته وضع يديه ، اللتين كانتا مثبتتين على السيارة ، على ركبتيه . إني أعرف أنك لا تحبينني ، لكن ليس لدرجة أن تقتليني ؟"
" شيء مضحك . هل كان من المفروض أن أقتل القطة ؟ " كانت يداها ما زالتا ترتعشان من الخوف المفاجئ . وحاولت أن تعيد تشغيل السيارة .
لكن دون جدوى.
رجع دوغ بظهره إلى مقعد السيارة وأغمض عينيه ثانية ." الآن لقد عطلتها ." كان شعوره بقربه من الهلاك واضحاً.
"شكراً لك ، يا ألبرت اينشتين .أعرف أني عطلتها."
وحاولت تشغيلها ثانية ، لكن من دون جدوى.
"إنك تعطلينها أكثر . علينا أن نتركها قليلاً حتى تبرد."
ونظر دوغ من النافذة ." على الأقل نحن بعيدون عن الطريق العام .بإمكاننا الذهاب إلى ذاك المربع وتناول شراب بينما نحن ننتظر."
"سأنادي دافيد ، وعند وصوله تكون السيارة قد دارت ."
أغلقت سامنثا باب السيارة ولحقت به " علينا دائماً أن نفعل الأشياء على طريقتك ،أليس كذلك؟"
" إنك لاتعترفين بأن طريقتي قد تكون أفضل السبل."
وقف دوغ أمام باب المربع.
وصلت وراءه وفتحت الباب ." هذا ليس صحيحاً."
"اعترفي ،ياسامنثا. إذا طلبت منك أن لاتشربي السم فإنك تشربينه فقط ،لإغاظتي." ودخل وهو يتجاوزها.
" فقط إذا لامك الجميع."
طلب دوغ شراباً لهما وبدأ يتفحصها وهما على الطاولة . " لم أستطع حتى الآن إدراك كم كانت بركنريدج تبدو هادئة بدونك . لم لا تبقين بعيداً عنها لمدة طويلة ؟"
بدأت تحس بنبرة السخرية في صوته ، لكن رؤية اشراقة وجهه أوقفتها . يمكنهما ، بالتأكيد ، التصرف بسلوك حضاري لليلة واحدة ." أتيت مرتين إلى المنزل . , ولكنك لم تكن هنا . ووالدتي ودافيد جاءا إلى سويسرا لزيارتي عدة مرات . لقد افتقدت الوطن والعائلة ، لكني أحببت ، هناك عئلة ميارز . كانو لطفاء معي . لقد أكسبني عملي في الفندق الكبير في برن وفي الفندق الصغير في لوتربرونن خبرة كبيرة .لقد تعاملت مع جميع أنواع البشر ."
"والآن؟"
" لاأعرف . لكن، مع حصولي على شهادة في إدارة الفنادق ، بالإضافة إلى خبرة ، فإني لا أتوقع أية صعوبة في الحصول على عمل . بإمكاني دائماً العودة إلى أوروبا ، لكنني اعتقد بأن عليّ البقاء ومساعدة والدتي في الفندق لفترة . بإمكانها الإفادة مني بعض الوقت."
"إني أفكر بالعودة إلى بريطانيا لبعض الوقت ."
فقالت له :" من الأفضل البقاء بعيداً جداً وكل ... أعني ، ليس لدي مشكلة لدافيد . فخطوبته كانت غير متوقعة ."
" لماذا كانت غير متوقعة ؟ إن دافيد في الثلاثين ." وطلب دوغ شراباً آخر.
قالت سامنثا وهي ترتشف قهوتها :" وماذا عنك؟"
"لقد هجرتني." رفع دوغ يده . كان خاطباً . واستغربت هي من تكون المرأة ؟ إنها تعرف ذوق دوغ . لعلها طويلة . ودون تفكير ، غيرت الموضوع وسألته عن الألم في رأسه.
" لقد تناولت شيئاً ... علاجاً جديداً أعطاني إياه الطبيب . لابد أنه فعال ، فهذه الشرارات الكهربائية التي كانت تتراقص أمام وجهي يبدو أنها تلاشت ." ونظر إليها عبر كأسه . " أو ربما أنها جميعها مختبئة في خصلات شعرك الأحمر . الأشياء ماتزال غير واضحة بعض الشيء."
"شعري ليس أحمر ... إنه الضوء الموجود هنا. إنه ، كما هو معروف ، أشقر."
هز دوغ رأسه ." ليندا شقراء . شقراء جميلة ."
"بالتأكيد انها جميلة . وتبدو لطيفة .إني أتطلع بشغف لإقامة علاقات أفضل معها . هل تعرفها جيداً؟"
"ليس بما فيه الكفاية ." ابتلع ريقه ." ولكنه كان كافياً لأنوي الزواج بها."
"أوه" حملقت به سامنثا برعب ." لم أكن أعرف ."
"لماذا يجب أن تعرفي ؟ إنك لم تكوني هنا . أنا ودافيد فقط كنا هنا . ولقد انتقلت ليندا إلى بريكنريدج في الخريف الماضي . لقد ذكرتني بالثلوج النحوتة في الرفاست ، الثلوج الباهتة ." ونظر في كأسه ." لقد عقدت العزم على أن أكون النارالتي تذيب هذه الثلوج. وتوجهت إليهما أنظار الجالسين على المائدة المجاورة ، بفضول ، وقد وصل ًوته ، رغم انخفاضه ، إلى مسامعهم.
تحركت سامنثا بصعوبة على المقعد الجلدي ." إنني آسفة ، أنا ..."
" إنك آسفة . كيف تعتقدين أني أفكر ؟" ووضع يده بلطف على الطاولة . " إن بشرتها ناعمة وباردة . أود لو ألمسها . هذا كل شيء . فقط ألمسها." وامتلأت عيناه بالألم ." غداً مساءً صديقي المفضل ، دافيد سيلمس تلك البشرة . وأنا لا أعرف كيف السبيل إلى لمسها وضم جسدها الأبيض كالثلج."
وبدا على الإثنين الجالسين على الطاولة المجاورة أنهما سمعا كلماته ، وانكمشت سامنثا على نفسها. إن دوغ يهذي . لابد أن دواءه الجديد قد فعل فعله . " ألا تعتقد أن علينا العودة إلى البيت الآن ؟"
هز دوغ رأسه ." لا أستطيع . عليّ أن أشرب نخب أعز صديق ." وأخذ يتكلم ببطء ، ورمقها بنظرة كئيبة . " إنه سيتزوج غداً ، إنك تعرفين ."
"أعرف ." حسنا، ها هو ذا . الساقي ينظر نحوهما .
والآن ماذا عليها أن تفعل ؟
وسألها دوغ :" كيف عرفت؟"
"إن دافيد شقيقي ."
"للأصدقاء."
تنهدت سامنثا . دافيد ، سوف أخرجك من هذا ، وعدت بصمت . لماذا لم يخبرها شقيقها أن دوغ كان يحب ليندا؟
أرسلت إشارة سلبية سريعة للخادم الذي تردد أمام طاولتهما . واخترقت رائحته الشبيهة برائحة مبيد الحشرات ، أنف سامنثا . وعلت الأصوات المنبعثة من الخلف عندما حاولت التفكير بكيفية إعادة دوغ إلى المنزل.
وسألها معاتباً :" إنك لم تشربي نخب شقيقك . ألا تحبينه؟"
"بالطبع أحبه." أجل نخب الأخوة والصداقة ، والآن دعنا نذهب ."
واستمر دوغ متابعاً :" اذهبي أنت ."
" لاأستطيع . فقد وعدت شقيقي أن أقلك إلى البيت ."
وقالت لنفسها ، لأنه سوف يدفع لي الأجرة.
وضع دوغ بعض المال على الطاولة ووقف على قدميه . " تباً للاخوات . يبدو أن للأخوة قيمة ."
دفعته إلى مقعده في السيارة وسرّت ضمناً لأن المحرك دار على الفور . وبحذر اتجهت نحو شارع بركينريدج الرئيسي . المدينة الصغيرة متلألئة بالأضواء . المئات من الأضواء الصغيرة تزين واجهات المحال والأسطح ، وكان عدد من الأضواء معلقاً داخل أشجار الصنوبر على طول الطريق . بينما المصابيح القديمة ترسل أنواراً وردية على الثلج في الشوارع . جميع المحال مقفلة ليلاً ولكن الواجهات المضاءة تلفت أنظار المارة الذين يتوقفون لرؤية البضائع المعروضة .
وقال لها دوغ متمتماً :" سامنثا ، لاتقعي أبداً في حب لا أمل فيه . إنه يؤذي كثيراً."
"حسناً." عليها أن تحسن التصرف مع رجل مضطرب
فكرت وهي مستغربة بوحه بأسراره . لم يكن دوغ من الأشخاص الذين يثقون بأحد ، كما أنه لم يكن ليتقبل الخسارة بلطف ، حتى ولو كان غريمه هو دافيد.
" هل دافيد يعلم بشعورك؟"
" دافيد صديقي . قدمت له شقرائي الجميلة . أستطيع القول أنه أحبها على الفور وكنت مسروراً." أطلق ابتسامة مريرة . "كنت غبياً."
" يبدو أنهما مناسبان لبعضهما البعض . إنهما جيدان معاً."
وانطلقت الضحكة المريرة للمرة الثانية . " جيدان معاً في المخدع . خارج المخدع . في المخدع . خارج المخدع ."
كرر الكلمات وكأنه يلحنها حتى أوشكت سامنثا أن تصرخ . ثارت ثائرتها . دافيد يكره إيلام أحد ، بالرغم من أن سعادته تبدو أنه لا يشوبها أي شك .إنها لا تستطيع الإطلاع على شعور دوغ . يبدو ، على الأقل ، أن دوغ استطاع اخفاء مشاعره عن دافيد .
نظرت نحوه ، كان رأسه مستنداً إلى المقعد فاغر الفم .
على الرغم من هذه الليلة الباردة من كانون الثاني ( يناير) ، فإن سترته ومعطفه كانا مفتوحين . كما أنه حلّ أزرار ياقة قميصه الأبيض وأرخى ربطة عنقه.http://www.liilas.com/vb3
تفرست سامنثا فيه أثناء القيادة . إنها المرة الأولى التي يكون فيها دوغلاس كلايبورن في مأزق لا يستطيع التخلص منه. تذكرت المرة الأولى التي أحضره فيها دافيد إلى البيت حيث نظر إليها بعجرفة ، كان ذلك عندما كانت تلميذة جامعية في سنتها الأولى وفي الثامنة عشرة من عمرها . وفي الوقت نفسه ، كان يعامل السيدة آردن بلباقة ممتازة . لم يخبر دافيد صديقه الجديد وشريكه في الغرفة بشكل كافٍ . فإبن المدينة الصغيرة كان يعشق الفوضى . والده يعمل في القوات الجوية . بينما سافر دوغ إلى معظم أنحاء العالم.
من خلال معرفتها به منذ إثنتي عشر عاماً ، فإن سامنثا كانت تشك في رؤية دوغ ثانية ، حيث أنه عرف الكثيرين في المدرسة ، ولكنها كانت على خطأ . فعطلة بعد عطلة ، وفرصة بعد فرصة . كان دوغ يأتي لزيارة دافيد . وكان ذلك يكلفه مبلغاً كبيراً من المال. وحين كان يخبرهم مسبقاً عن مواعيد إجازاته كانوا يحجزون له مكاناً على متن باخرة يونانية . كان دائماً يختلق الأعذار . لأن دوغ أحب طريقة تعامل السيدة أردن مع الأولاد المدللين عندما يأتون إليها.
لا أحد يستطيع معرفة كيف شعرت سامنثا . فشقيقها الذي اعتاد على اصطحابها إلى كل مكان ذهب إليه مع دوغ . وكانت سامنثا مقتنعة بأن دوغ هو الذي أقنع شقيقها بأن السمح لأخته الصغيرة بملاحقتهما هو عائق لأي نوع من الحياة الاجتماعية . إذ أن الحياة الاجتماعية كانت تعني لهما الفتيات.
سمعت مناقشة دوغ خلال زيارته الأولى لهم . وابتدأت بينهما حرب مفتوحة استمرت سنوات ، فدوغ أكثر مكراً من سامنثا . كان دائماً يجلب معه هداية لها ويحرص على إعطائها أمام والدتها ، مجبراً إياها على شكره بطريقة لبقة بينما يعرف كلاهما أنها تكره هداياه. ألعاب ورقية كانت هي أكبر سناً من أن تستمتع بها . أدوات لكتابة الرسائل بينما هي تكره كتابتها . ربطات للشعر بينما هي لاتربط شعرها على الاطلاق . وهل تحتاج فتاة تماثل الصبية في ألعابهم ومظهرهم ، إلى ربطات شعر ؟ والهدية التي كرهتها جداً والتي لن تغفرها له ، كانت كتاباً . ولقد نسيت عنوانه أما مضمونه فلم تنسه خاصة الفصل الذي كان تحت عنوان . " كيف يمكن أن تكون محبوباً حتى لو لم تكن جميلاً " . وقد أعطاها دوغ الكتاب مباشرة بعد أن طلب طوني آشلا من سوزي التي كانت تخاف من الديدان ولا تستطيع تسلق شجرة .
قادت سامنثا العربة حول البيوت الفخمة الثلاثة التي تكوِّن فندق هامجبيرد وأوقفت العربة في موقف دوغ المعتاد . ثم فتحت بابه " هيا ، النوم جميل."
كان دوغ ودافيد يتشاركان الطابق العلوي من المبنى الثالث الذي شيّد حديثاً. وجدت المفاتيح في جيب دوغ ، وضعتها سامنثا في الباب الخلفي . الطابق الأرضي كان مايزال فارغاً ، والطابق الأوسط يوجد فيه استديو دوغ . لم يكن هناك أحد يمكنه رؤية دوغ وهو يصعد السلم ببطء. فدافيد لم يعد بعد لذا كانت سامنثا مجبرة على مساعدة دوغ في الوصول إلى غرفة نومه حيث تمكنت من نزع معطفه قبل أن يأوي إلى السرير. وماذا أيضاً؟ وضعت معطفها على كرسي جانبي . من المستحيل التخلي عنه . افترض ... الأفكار المفاجئة المقلقة جعلتها تجثو على ركبتيها بجانب سريره . وفتحت قميصه ووضعت يدها فوق صدره . كان قلبه ينبض بثبات . وبشرته دافئة وناعمة . أمسك دوغ بيدها وجذبها نحوه وشفتاه تداعبان رسغها ." يالرائحتك الجميلة ممزوجة بالنسيم العليل وشذا أزهار الصيف."
تجمدت سامنثا مستغربة تصرف دوغ وكلماته غير المتوقعة وقبل أن تجيب ، كان يعض بأسنانه طرف يدها . من كان يتوقع أن تكون هذه
الأسنان مثيرة هكذا ؟ هزت رأسها تبعد عن ذهنها هذه الأفكار. هل هي مجنونة لتسمح لدوغ كاليبورن بمثل هذا الحركات؟ لم يكن هناك وقت للتفكير لأن دوغ كان قد جذبها لتصبح بمستواه.
" ماذا تظن أنك فاعل؟" مالت وهي تدفع صدره عنها .
ضحك بنعومة ، متجاهلاً ضغطها العنيف للهروب ، وبدأت أصابعه تداعب شعرها ." لاتبدو شفتاك باردتين ." ودفعها إلى فراشه.
"دوغلاس كلايبورن ابتعد عني فوراً وإلا ..."
ابتلع فمه ماتبقى من تهديدها . وتلاشت مقاومتها تحت تأثير لمساته . لقد تغير دوغ وبدا إنساناً مختلفاً، وقد تبدل الوضع الآن في الغرفة عما كان عليه في الشاحنة . فهما وحدهما لا يسمعان سوى دقات قلبيهما.
وابتدأ يهمس وقد جرفته العاطفة :" ليندا، حبيبتي. ليندا، حبيبتي."
وتجمدت سامنثا فجأة . الشراب مع الدواء الذي شربه دوغ لم يكنه من معرفة من كان يجالس.
"ابتعد عني." صرخت بوجهه وهي تصر على أسنانها وقد منحها الغضب قوة دفعته بها عنها.
وصرخ في وجهها :" لاتمثلي أدواراً ، لقد استمتعت بذلك كما استمتعت أنا به ، يا ليندا ."
فقالت وهي تسوّي من ثيابها :" إني لست ليندا ."
نظر دوغ إليها صارخاً ." أين ليندا؟ ماذا فعلت بها؟"
في الغرفة الأخرى ، فتح الباب ، وكان دافيد في البيت باستطاعته الاعتناء بدوغ . لكن دوغ تمتم باسم ليندا ثانية ، وتلاشى شعور الراحة الذي أحست به سامنثا ماذا سيحصل لو سمع دافيد ما كان يقوله دوغ؟ وضعت أصبعها فوق شفتيه ." إني سامنثا . أنا هنا معك."
أغلق عينيه وهز رأسه للأمام وللوراء ." لا أريد سامنثا . ليندا . أريد ليندا ." وبدأ صوته يرتفع.
كان يتصرف بعنف . وكانت سامنثا تمنعه من الكلام في كل مرة . أحاط خصرها بذراعيه حابساً إياها أمامه لم تجرؤ على المقاومة وشقيقها ما زال يتحرك في الغرفة الأخرى . إذهب إلى السرير يا دافيد! سألته في سرها . مرت لحظة قبل أن تدرك أن دوغ استغل الموقف فأخذت أصابعه تفك أزرار ثوبها الحريري . وقالت له :" ماذا تعتقد انك تفعل ؟"
" ابقي معي . لهذه الليلة فقط، يا ليندا."
بدا أن الاسم يدوي عالياً في الغرفة . وضعت سامنثا نفسها تحت تصرفه ، فتقبلها و كأنها أذنت له بما يريد.
اللمسة الأولى من أصابعه جعلتها تشهق . من المؤكد أن دوغ لا يستطيع جعلها تشعر بمثل هذا الشعور . وسرت الحرارة في جسدها . وضع دوغ رأسه على كتفها. باستطاعتها تحسس أنفاسه الدافئة تداعب بشرتها وهي تحبس أنفاسها ." جميلة جداً . ناعمة جداً . مثل الحرير . رائحتك رائعة." اختفى صوت دوغ ، بينما يداه تداعبان شعرها ثم استراحت على صدره. ومالبث أن صدرت عنه شخرة.
كافحت سامنثا للسيطرة على دقات قلبها السريعة . كيف باستطاعة دوغ الإستغراق في النوم الآن؟ لكنها أحست بالراحة . من كان يعرف بم كان يمكن أن يفكر لاحقاً؟ يده كانت ساخنة وثقيلة ، لكنها لم تجرؤ على الحراك حتى تيقنت من أنه لن يستيقظ . ودافيد يتحرك في الغرفة الأخرى.
ذهب دافيد أخيراً إلى الفراش . والشقة أصبحت هادئة. لقد سنحت الآن فرصة للهرب . انسلت سامنثا بهدوء من تحت ذراع دوغ ونهضت من الفراش. ومدّت يدها على مقبض الباب ولكن فكرة غير مريحة اجتاحتها . إن المشروب ، مع الدواء ، قد يسبب الموت فكيف تهرب تاركة دوغ وحيداً فاقد الوعي؟ إذا لم يستيقظ في الصباح ... فإنها ستوقظ دافيد وتشرح له الأمر لكنه ليس بحاجة إلى الراحة فقط ، فهناك احتمال أن يبوح دوغ بمشاعره نحو ليندا . وهذا سيكون كارثة .لو أن والدتها ، في مكانها ، كانت ستبقى مع دوغ ، لكنها ستستغرب لم لا تبقى معه سامنثا . خاصة وأن السيدة أردن لابد أنها نامت بينما سامنثا هنا . نظرت بتجهم إلى الشخص النائم فوق السرير . وكالعادة ، كان دوغ نائماً لاوياً عنقه.
كانت الغرفة تحتوي على سرير واحد وكرسي خشبي. وهي ترفض أن تجلس طوال الليل. كما أن ردائها الحريري الثمين سيتلف إن هي نامت به . إذاً لابد من النوم من دونه. علقته في الخزانة وبما أنها لم تجد شيئاً تلبسه للنوم ، كان لابد لها أن تنام بثيابها الداخلية . نزعت حذاء دوغ ,اخذت غطاءً وغطت به دوغ ومن ثم اندست إلى جانبه تحت الغطاء .
استفاقت سامنثا عند طلوع الفجر بعد قضاء ليلة غير مريحة . فالنوم قرب دوغ الذي يشخر في أذنيها كان متعباً وأكثر ازعاجاً في هذه الخطوة كانت كل حركة تبدو أنها تقربها للاحتكاك بجسم دوغ الصلب . حقاً أن الأغطية تفصلهما لكن ذلك لم يمنع من الارتباك الذي تواجهه عن كل لمسة.
إنه ينام بهدوء وسيكون بخير إذا تركته الآن . إنه ليس بحاجة ليعرف أنها أمضت الليل بجانبه . اكتشفت أن وداعته وضعفه سيكونان مساويين لسخريته عندما يكتشف أنها كانت خائفة عليه . وإذا كان يوجد عدالة على الأرض ، فإنه يجب أن يستيقظ معلقاً على مشنقة كبيرة.
تركت السرير . كانت الغرفة باردة جداً ، وبطانة معطفها الداخلية أحست بها كالثلج على جلدها . لفت ثيابها بسرعة ، وخرجت من الغرفة وأغلقت الباب بهدوء . وهي تحبس أنفاسها وما أن أغلقت الباب حتى تنهدت برتياح ثم التفتت لتدخل غرفة شقيقها .
" صباح الخير."
وبعصبية ظاهرة وضعت سامنثا أصبعها على شفتيها إشارة للصمت ، ونظرت في وجه شقيقها غير تاركة مجالاً للشك بانها لن تترك المكان قبل إعطائه شرحا مناسباً.
فسألت :" صباح الخير. هل هناك المزيد من القهوة."
أشار دافيد إلى كرسي بجانب الطاولة وناولها كوباً من القهوة.
" حسناً . إنه ليس كما تعتقد؟"
" ماذا قد أعتقد؟"
"تعتقد أن دوغ وأنا ... لم نفعل ولم نكن ." انتهت على عجل.
نظرة دافيد الحادة انتقلت من وجهها إلى صرة الثياب التي تضعها في حضنها ." لاتخبريني أن والدتك قد أجّرت غرفتك الليلة الماضية ."
" لست بحاجة للتهكم . هناك شرح تام لـ ... لهذا."
"ألهذا تخرجين من غرفة دوغ في السادسة والنصف صباحاً ترتدين فقط ثيابك الداخلية وفوقها معطف؟"
" نعم." ارتشفت بعض القهوة . وهي تحاول استعادة القصة في ذهنها." حسناً؟" كان وجه دافيد متحجراً تحت حاجبيه الأشقرين.
وضعت سامنثا فنجانها على الطاولة ." تعطل المحرك معي في طريق العودة للبيت ، لذا ذهبنل لتناول شراب."
تركها ترتاح لبضع دقائق . ثم أخذت تشرح تأثير الدواء الجديد ، مع كأسين من الشراب ، على دوغ ." فلم أستطع تركه وحيداً بعدما حصل له."
" كانت عربة دوغ هنا عندما عدت إلى البيت . فلا بد أنك كنت في غرفته عندما دخات لِمَ لم تستنجدي بي؟"
فقالت كاذبة:" لابد أنني استغرقت في النوم." كان هذا هو الجزء غير المقنع في القصة ." إضافة إلى أن اليوم كان يوم زفافك . ولابد أنك كنت بحاجة للنوم."
حاولت أن تبتسم ." باستطاعتي متابعة نومي الليلة . لن أكون في شهر العسل."
توردت وجنتا دافيد ، لكنه تجاهل ما قالته ." الآن دعينا نسمع الجزء الذي تركته ."
"لا أعرف ماذا تعني ."
" لم تكوني قط كاذبة ممتازة." تفحصها دافيد من خلال فنجانه . وفجأة ارتسمت على وجهه ابتسامة ." بالطبع . أنت ودوغ." رجع إلى الوراء . " لقد اشتبهت منذ سنوات في أنك كنت تحبينه . وأخيراً أوقعت به . أليس كذلك؟"
" لاأعرف ماذا تقصد." وأعادت سامنثا الفنجان بيد ثابتة.
"وتريدين مني أن أشكرك . وتدعين أنك لاتريدين أن تأتي بدوغ إلى البيت." وغرق دافيد بالضحك." متى حدث ذلك ؟ متى أصبحتما متفاهمين ومنسجمين بهذا الشكل ؟"
" لاتكن غبياً . دوغ وأنا ... الفكرة بكاملها منافية للواقع." وعادت إليها ذكريات قبلات دوغ فحولت أنظارها عن شقيقها الذي لم يغب عنه أن التورد المفاجئ على وجهها يدينها.
" لاتسغفلي شقيقك الأكبر." كان صوته يدل على شعور متساو بين المتعة والنصر.
فأصرت هي :" إنه فعلاً فقد الوعي من تأثير الدواء والشراب ."
"إني متأكد من أنه فعل . كما إني متأكد تماماً أن سامنثا دفعته ، فوراً ، إلى سريره، متجاهلة شقيقها الأكبر ونامت معه في سريره ، راجية أن يستيقظ دوغ ليجد نفسه مرتبطاً بسامنثا الجديدة التي أعجبت مؤخراً بأوصاف دوغ فأخذته إلى السرير لتنام بجانبه طوال الليل."
" هذا ليس صحيحاً ..."
لم يستمع دافيد إليها ." انتظري حتى أخبر ليندا ."
"لاتفعل ... "
" وبعد دقيقة ، أعتقد أن علي أن أمزق صدر صديقي القديم لأنه أغرى شقيقتي الصغرى ، ولكن هذا مختلف."
تجمدت يدا سامنثا حول فنجانها . أية ورطة ، وضعت نفسها فيها ؟ إذا أقنعت دافيد أنها ودوغ غير متحابين ، فإنه سيتحرى أكثر عن الموضوع . إنه على حق . إنها لم تعرف ابداً كيف تكذب عليه . أسهل لها أن تجاريه الآن ... وبعد ذلك يمكنها أن تشرح له الأمر . بعد شهر العسل . عندئذ لا يهمها الأمر كثيراً لأن دافيد وليندا يكونان قد تزوجا بأمان . نظرت إلى شقيقها بابتسامة باهتة ." أردنا أن نبقي الأمر سراً."
" لماذا؟"
رفعت كتفيها مدافعة ." اليوم هو يوم زواج ليندا . وليس من المناسب أن نسرق فرحتها بإعلاننا ..." وقفت الكلمات في حلقها.
"هل أنتما مخطوبان؟" وازدادت ابتسامته إشراقاً.
" لا! هذا ليس صحيحاً . أرجوك ، دافيد . أحتفظ بسرنا ."
حركت الكوب بين يديها ." إنه ليس مألوفاً لدي أو لليندا أن نتقاسم الأضواء . دعها تستمتع بيومها هذا ، وبعد ذلك ..."
هز دافيد رأسه راضياً ." إنك لا تحبين أبداً أن يشاطرك أحد محور الانتباه."
" ذلك واضح . ثم انك لن تخبر احداً ."
"بشرفي الكشفي." وأتبع ذلك قائلاً:" إن سرك بأمان معي."
"أي سر؟"
استدارت سامنثا بذعر . كان دوغ واقفاً قرب قبضة الباب في غرفته . وبإمكانها رؤية جفنيه المغمضين على الرغم من المسافة بينهما.
وقبل أن تكلمه ، وقف دافيد على قدميه واجتاز الغرفة ليصافح دوغ بحماس. إنك كلب ماكر . تهاني."
جفل دوغ وغطى عينيه بيده الأخرى ." عن ماذا تتكلم بحق الجحيم؟" أزاح دافيد يده ، اجتاز دوغ الغرفة وسكب لنفسه فنجاناً من القهوة ليشربه بشراهة ثم سكب فنجاناً آخر ، التفت واستقرت أنظاره على سامنثا . رفع حاجبيه لرؤيتها غير مرتدية كامل ثيابها ." التهانب لأجل ماذا؟"
" عن الذي أخبرتني به سامنثا الآن ." قال دافيد بسرور غير آبه بنظرات الغضب في عيني سامنثا . وعاد إلى غرفته ، ويده مرفوعة باستسلام ." حسناً . لن أقول كلمة أخرى ؛ ماعدا أني موافق كلياً."
جلس دوغ متثاقلاً على كرسي مقابل سامنثا ." إني لست برجل جيد ، ولدي شعور أني سأكون أسوأ عندما اكتشف ما يتكلم عنه شقيقك."
الأخذ بالثأر شيء جميل ، فكرت سامنثا بذلك . رمقته بنظرة محتشمة ." أعتقد أن جميع الأخوة يسرون عند إعلامهم بأن شقيقتهم قد خطبت لتوها."
" تهانيَّ . من هو هذا التعيس ، الشيطان غير المحظوظ؟"
أشارت سامنثا نحوه بفنجانها.
صعق دوغ . " انتظري لحظة . تقولين أنك وأنا ... مستحيل!"
رمقته بعينيها وتنهدت بقوة ." كنت عاطفياً جداً مما جعلني أنجذب نحوك بقوة ."
" عم تتكلمين أنت؟" وضع فنجانه على الطاولة . " ماذا يجري هنا؟"
ارتاحت سامنثا لسماعها صوت جريان الماء أثناء أخذ دافيد حمامه ، مما يمنعه من سماع صراخ دوغ . وأطلقت نظرة متجمدة نحو الطاولة .
" دعني أخبرك بهذه الطريقة . إن أحمر الشفاه على بشرتك هو ليس من ليندا ."
" أعرف ..." وحلت نظرة محملقة مكان الغضب في وجهه.
" ماذا حدث الليلة الماضية؟"
" لنبدأ بذلك ، إنني لست الشخص الذي يتصنع الغباء."
" لا أتذكر كثيراً عما حدث ."
" إنني لست مدهوشة ."
" لكني متأكد ." ثم تابع :" ستكونين أكثر من سعيدة إذا تكلمت شيئاً ، دون أن تحذفي من التفاصيل."http://www.liilas.com/vb3
أسرعت سامنثا باخباره عن أحداث الليلة السابقة متجاهلة ذكر كل شيء حدث منذ أن دخلت إلى غرفة نومه . وزاد الاستياء في نظراته عندما وصلت إلى نهاية القصة ." وعندما ضبطني دافيد خارجة من غرفتك هذا الصباح . توصل إلى هذا الإستنتاج."
" والذي لم تهتمي بتصحيحه."
" حاولت لكن ..."
" لكنها فرصة أعجبتك لتضعيني في مهب الريح ."
" لم أكن أفكر بك إطلاقاً . أنا ..."
فقال :" أستطيع تصديق ذلك . الآن وقد حصلت على متعتك بإمكانك إخبار دافيد الحقيقة."
"لا. ليس قبل عودته وليندا من شهر العسل ."
"إذا كنت تعتقدين أنني سأتظاهر بحبك فقط لأجل شقيقك ..."
"ضبطني خارجة من غرفتك بعد قضاء الليل معك . خائفة عليك!"
" لم أطلب منك البقاء ."
فواجهته بقسوة ، نعم لقد فعلت لقد رجوتني."
" إنك تكذبين ."
" هل أنا ؟ إنك تتذكر ذلك جيداً؟"
" تعرفين اللغة جيداً . إنني لا أتذكر أي شيء بعد دخولنا المربع ." ووقف مائلاً :" إني ذاهب لاخبار دافيد بالحقيقة ."
فوقفت سامنثا بدورها :" حسناً . أخبر دافيد بالحقيقة ."
كانت ترتعش من الغضب ."أخبره كم تحب عروسه . أخبره كيف نمت مع شقيقته لأنك تعتقد أنك تمارس الحب مع خطيبته . إذا كنت محظوظاً سيوقف الزفاف . وهذا ما تريده ، أليس كذلك؟ أن يلغى الزفاف . أخبره . ماالذي تنتظره؟"

الفصل الثاني

سقط دوغ بقوة على الكرسي . كان الرعب يملأ عينيه وهو يحدق بسامنثا. " هل اعتديت عليك الليلة الماضة ؟"
غطى وجهه بيديه متأوهاً . " أوه ، لا ، لا أستطيع تصديق ذلك ." نظر إلى الأعلى والألم مرسوم على وجهه ." إنك على حق . بالطبع سوف نتزوج . إن ذلك أقل ما يمكنني عمله ."
وهز رأسه ." أنا آسف . أعرف أن هذا لا يساعد كثيراً..."
تنهدت سامنثا ساخطة وهي تجلس . وفكرت في أن ترك الأمور له سيجعله يستنتج الشيء الذي لم تقله ." هذه سخافة ، ليس عليك أن تتزوجني . إنك لست من ذلك النوع من المعتدين ."
سأل وهو يحدق بكوبه :" ماهي الأنواع الأخرى الموجودة ؟"
"إنك قبلتني فقط عدة مرات." ورسمت خطوطاً صغيرة بأصبعها على الطاولة ." إنه ليس ما فعلته ، ولكن لماذا فعلته."
رفع رأسه ." هل تهتمين بإيضاح الأمر لي؟" سأل ذلك بلهجة حادة .
" ليس تماماً ، لكني أعتقد أن ذلك أفضل . إنك اعتقدت أنني ليندا."
ضاقت عيناه." ليندا؟"
" لقد تكلمت كثيراً ، وكثيراً عنها الليلة الماضية ."
ولم تستطع سامنثا مواجهة نظراته ." لقد تحدثت عن مقدار جمالها و ..." أخذت نفساً عميقاً ." ... وكيف أنك تريد أن تكون عشيقها ..."
"حسناً." وقف دوغ بحزم ومشى نحو الباب المفتوح إلى الشرفة . الستائر مفتوحة ، والثلوج تغطي جانبي الطريق وأشعة الشمس تقبل هذه الثلوج عند الصباح . كانت الثلوج تنبسط على الجبال والغابات . وفي هذا الصباح الباكر كانت ماتزال الجبال منظراً طبيعياً خاصاً بالطيور والحيوانات وبعد قليل يأتي المتزلجون وتنبعث الصرخات ، هذا بينما تتصاعد ألحان الأرغن هنا وهناك

" أظن أنك تعتقدين أنها مزحة جيدة ." قال لها دوغ دون أن يلتفت إليها . كانت البذلة التي نام بها ، مجعدة وكانت قدماه ما تزالان في جواربه ، لكن ثيابه لم تستطع أن تخفي جسمه الصلب النحيف.
هزت سامنثا رأسها . " لم أكن أقصد الضحك."
" لِمَ لا ؟ فالتفت إليها أعتقد أنك اغتنمت فرصة كهذه لتجعليني غبياً."
" إنك لست بحاجة لهذا . على كل حال ، إنه ليس تماماً كملاءات سريرك القصيرة أو سحب قبضة الباب.
ضحك دوغ . " أو وضع الدود في حذائي."
وأطلقت ضحكة قصيرة :" نسيت هذا . ولم أفكر في أني نسيت النظرة على وجهك ."
مرر دوغ أصابعه على شعره البني المجعد . وقال بلهجة خلت من العاطفة :" كنت دائماً طفلة مزعجة . لكني لم أفكر قط في أنك كنت قاسية ."
" شكراً لهذه الكلمات اللطيفة . هل هذا يعني أنك سوف تغفر لي خبثي ؟"
وأضافت بصوت يملأه الحسد :" إني أدين لك لإخفائك مشاعرك عن دافيد . إنه لطف منك ولن أنسى لك ذلك."
" ما الذي يجعلك تعتقدين أني كنت لطيفاً مع دافيد ؟" مشى عبر الغرفة وأمسك بذقنها ، وأجبرها على النظر إليه ." لا أريد شفقتك أبداً . لذا أخرجي هذه النظرة من عينيك."
ابتعدت عنه ." لن أضيع وقتي آسفة عليك ، من ناحية أخرى ، ليندا ليست من نموذجك."
" من المفروض الآن أن أستمع إلى نصائح من محرومة من الحب ." وضع كرسياً قريباً منها وجلس يحرك قدميه .
" حسناً، تابعي . ماذا تقترحين على أستاذ غارق من رأسه إلى أخمص قدميه في حب زوجة أفضل صديق له ؟"
" ابحث عن شخص آخر . شخص غير مرتبط."
" إنها فكرة لم تخطر لي على بال؟"
" لقد فعلت." تمتمت سامنثا ساخرة ." إننا مخطوبان ، تذكر ." كانت ردة فعل دوغ بعض الشتائم اللاذعة التي جعلتها تضحك . عندما وقف ومشى نحو غرفة نوم دافيد توقفت نهائياً عن الضحك . مشت عبر الغرفة واعترضت طريقه . " ماذا تريد أن تفعل؟"
" سأخبر دافيد بالحقيقة."
" هذا غير ممكن . إن الأمور معقدة جداً . إنه يميل إلى تصور أنه يوجد أشياء أكثر مما أخبرناه ، ومن ثم كل شيء عن ليندا سيظهر ، وأنت
تعرف أنك لاتريده أن يعرف . وسوف يعرف دافيد إذا ما اكتشف شعورك ، إنك تميل لإلغاء الزفاف بكامله ، حتى لو كان لايريد أن يؤخره أو يلغيه . لو كنت صديقه حقاً ، لكان ينبغي عليك إبقاء فمك مقفلاً ومتابعة هذه اللعبة . ما الضرر في ذلك ؟ لقد جعلت دافيد يعدني بأن لا يخبر أحداً . علينا فقط الادعاء اليوم ، وبعدها سوف يرحل . وعندما يعود من هاواي ، فسوف نخبره أننا قد غيرنا راينا."
أمسك دوغ بيديها ليزيحها من طريقه.
" أعتقد أني سمعتكما تتهامسان . ماذا يجري هنا؟" تكلم دافيد من وراء سامنثا . لم تسمع بابه يفتح.
أرسلت نظرة توسل إلى دوغ ، وقالت :" إن دوغ مصمم على عدم إبقاء موضوعنا سراً . إنه يريد إخبار العالم الآن بدلاً من الانتظار للغد ، ولكني لا أعتقد أنه سيكون عملاً يعجب ليندا ."
وقف دافيد بجانبها وربت على ظهر دوغ وهو يمر ." إني معك . أصرخ بها من أعالي الجبال . هذا ماشعرت به عندما وافقت ليندا ."
أحست سامنثا بدوغ يتسمر في مكانه ، وبأصابعه تشتد حول ذراعها . قالت بسرعة :" حسناً ، افعل ما تريد . ليس من المناسب ، إذا أراد احد الخطيبين القيام بعمل صغير أن لا يوافقه الآخر في الواقع ، إذا كلن دوغ مصمماً ." قاومت النظر إليه ."...فإني سأعلن خطوبتي الآن على الفور ."
شدها دوغ نحو جسده الصلب ." أوه ، لا ." قال بنعومة . " إنك لن تفعلي ذلك بهذه بسهولة ."
أحنى رأسه وغطى فمها . لم تستطع معارضته ودافيد واقف هناك . وفي الواقع استغل دوغ الموقف ، ودفع نفسه للقيام بهذا العمل في محاولة منه لإضهار رجولته المسيطرة .
كانت سامنثا تريد إيقافه عند حده لكن ، بدلاً من ذلك ، كانت مجبرة على مجاراته في اللعبة . أرخت جسدها ومالت نحوه ، ويداها حول رقبته . رفع دوغ يديه وغطى وجهها وأصابعه تداعب خصلات شعرها محاولاً ، بذلك ، إثارة مشاعرها ولم تكن هي ترغب في إثارته ، إنها فقط تود الابتعاد . ولكن ، بدلاً من ذلك ، أكملت ما بدأ به دوغ وقد انتابها شعور متتابع من البهجة سرى في جسدها . لقد نسيت دافيد ولم تعد تفكر بسوى رغبة قوية ، ضاغطة ... أبعد دوغ جسده عنها ونظرت إليه بارتباك . لكن وجهه لم يخبرها بشيء .
سعل دافيد من ورائهما . " حسناً أعتقد أن هذا يحدد ذلك . "
قال لهما وبدا الارتياح في صوته ." السؤال الآن هو ، هل أعلن ذلك أم لا ؟"
" لا." لم تستطع سامنثا إخفاء نظرات المناشدة في عينيها .
شد دوغ على يدها ." حسناً دع سامنثا تفغل ما يحلو لها هذه المرة ." مشى دافيد نحو المطبخ ، وأخفض دوغ صوته ، يريد إسماعها وحدها ." إنه شيء مثير للأسى إذ لم أكن في كامل وعيي الليلة الماضية . لأدرك قيمة ما فقدته ."
كافحت سامنثا للتحرر من قبضته ." نعم شيء مثير للأسى ، لأنك الآن قد حصلت على القبلة الوحيدة مني لتبقى في ذاكرتك بقية حياتك."
"لايهمني ذلك." وظهرت ابتسامة غير سعيدة على فمه " بالمناسبة ، من الذي داس ، منا ، على الفرامل ؟"
نظرت إليه سامنثا بعبوس واستغراب ." تقصد عندما تعطلت العربة؟"
" لا. في سريري الليلة الماضية . قلت إننا كنا نتبادل المشاعر فيما بيننا . كان واضحاً الآن أنك كنت راغبة في الاستمرار بذلك طوال الليل."
" إني لا ..."
" إذاً كيف لي أن أعرف ذلك ، الليلة الماضية ؟" فتح معطفها ، واسترق دوغ نظرة إلى ملابسها الداخلية قبل أن ينظر في وجهها. " هل أنت متأكدة أننا لم نفعل ؟"
فقالت بصوت عال:" نعم." رفع حاجبه بشك من هذا الرفض ، ودون تفكير ، خرجتمن الغرفة وهي تقول له :" إنك تشعر بالنعاس." وتبعتها ضحكته المدوية خارج الباب.
ابتسم الكاهن ." بإمكانك تقبيل عروسك." تورد وجه سامنثا وهي تتذكر قبلة دوغ هذا الصباح. وألقت نظرة عفوية نحوه . غاص قلبها لرؤية الهم على وجه دوغ ، لكن الغضب سرعان ما حل محل العاطفة. يجب أن لاتسمح لدوغ بالوقوف بين دافيد وليندا. وأسقطت سامنثا ، تعمداً منها باقة الزهور من بين يديها . وتجاهلت الضحكات المكتومة المنبعثة من ورائها.
انحنت إلى الأسفل لإلتقاط الزهور ، وهي تراقب دوغ من طرف عينيها . وكما أملت ، فقد نجحت في لفت انتباهه عن العروسين.
وقفت ، ورمقته بنظرة خجلة ، وأضافت ابتسامة ماكرة مصطنعة . فلمعت عينا دوغ متوعدة بالعقاب أيظنها خائفة منه؟ ياله من متعجرف إن غضبه يساوي غباءها . كيف سمحت له بالاعتقاد أن استغراقه في النوم الليلة الماضية قد بتر عواطفهما ؟ إنه لن يدعها تنسى ذلك . والذي خرب علاقتهما بالكامل ... كفاحه الدائم لأن يكون هوالأفضل وكذلك ليكون
المتقدم على دافيد . وصلت ليندا إلى باقة هور زفافها ورمقت سامنثا بابتسامة. لقد كانت زوجة شقيقها عروساً فاتنة ذات شعر أشقر يلتف حول ذقنها وينسدل على عظام وجنتيها . كانت طويلة ، وعيناها رماديتان ، تشعان بالسعادة ، وبنفس مستوى عيني زوجها الزرقاوين . عرض دوغ ذراعه على سامنثا وتبعا العروسين . حبها لشقيقها وسعادتها به ، ملآ قلبها . الفرق بين عمرهما هو ست سنوات ، لكنهما كانا متشابهين كان لديهما نفس الذقن والأنف والفم الواسع . لكن شعر دافيد كان خفيفاً ولا يحمل احمرار شعر سامنثا . وتحب أمهما ان تقول إن دافيد كان يتصرف كرجل ناضج فهو منظم ومريح في معاملاته.

والدتها تحب أن تقول إن أفراد عائلة آردن خلقوا قصار القامة فطول سامنثا يبلغ متراً ونصف المتر ، وهي تحس بأنها قزم أمام قامة دوغ الفارغة . إن باستطاعتها اللاحساس بعضلاته المتوترة في ذراعه من خلال بذلته الصوفية ، وتعرف أنه يفكر بالمرأة التي يتبعها وهي عروس . المرأة التي ليس له الحق في أن يحبها . شدت ذراعه بقوة . قائلة بنبرة عذبة :" أتمنى لو أزلت نظرة الاشمئزاز من على وجهك."
علق دوغ يدها بين ذراعه وجسده ." وأنا أتمنى ..." وبدا صوته وديعاً. " ... يوماً ما ، سيعلمك أحدٌ ما ، كيفية التصرف."
تكلمت سامنثا من طرف فمها وهي تبتسم لصديق قديم :" على الأقل أتمنى أن لا يأتي البرق ويجبر أخي دافيد على الموت."
توقف دوغ خطوة ، وصرخ :" لا. إنك تتمنين أن يقتلني أنا ." وقبل أن تستنكر ، أضاف :" ربما ذلك بسبب جسدي البارد الذي يقلبك رأساً على عقب."
حاولت التحرر من قبضته المشدودة ." دعنا نقل إني أفضلها . ومن السهل جداً تجاهلها."
" هل هذا يعني أنك وجدت جسدي الحي لا يقاوم؟" فشد على ذراعها.
طأطأت سامنثا رأسها :" الكلمة كريهة." ووقفا رغماً عنهما للمصور في نهاية الجناح.
أمسك دوغ بها كالقطة الشرسة ." إذا كنت تعتقدين أني كريه ، فكيف ، إذن ، تقبلين الرجل الذي لا تحبين؟"
فقالت هامسة :" ربما لأن أخي كان يراقبنا."
"هذا صحيخ . علينا أن لاندع دافيد يكتشف الحقيقة . بإمكانك الاعتماد علي." وبدا الاخلاص في صوته.
نظرت سامنثا إليه بارتياب. النظرة البريئة في وجهه أدهشتها ، لكن الغضب في عينيه حذرها . دوغ يحتقرها لاكتشافها سره. لكنه تأخر . وهو مصمم على أن يجعلها تدفع الثمن.
استمرت معركتهما بعد الظهر . معركة صامتة ، بحيث أن الخصمين فقط يعلمان أن المعركة دائرة بينهما.
حدق دوغ بمكان الاستلام في مكتب الاستعلامات . وضع يده على خصرها وأنزلها على وركها بعاطفة حميمة . فحدقت سامنثا به.
رمقها بابتسامة بريئة ." دافيد يراقبنا ." قالها هامساً.
بدلت سامنثا نظرة الغضب بابتسامة ." احتفظ بيديك لنفسك."
ابتسم دوغ لها." إن دافيد يعرفني جيداً وعلي إقناعه بذلك ."
" تعني أنه يعرف أنك منحرف؟"
رفع مرفقه إلى جانبها." سيدة جرافي ... لا أعتقد أنك قابلت شقيقة دافيد ، سامنثا آردن . سام ، سيدة جرافي . انتقلت إلى هنا من تكساس العام الماضي واشترت مخزن الهدايا من تيد بلوز."
كشفت المرأة الكبيرة عن ابتسامة جذابة لسامنثا ." لقد أخبرتني والدتك عن عملك في سويسرا . إنك شجاعة جداً لتعبري نصف العالم بنفسك." لفتت نظرها نحو دوغ . " علينا التأكد من بقائها هنا الآن لإنها بيننا ."
" لست متأكداً من أن سامنثا ترغب بالبقاء في بريكنريدج." قال دوغ وهو يلوح باتجاه السيدة جارفي .
"ولد غبي." قالت له . " لو كنت أصغر بعشر سنوات لكنت أريتك كيف يمكن ذلك ." ثم تحركت من حوله .
" عشرون سنة." تمتمت سامنثا ، وقد ملت من ألعابه السخيفة . لم تستغرب كيف أن ليندا فضلت دافيد على دوغ.
" لاأستطيع تصديق كيف أنك تعمل دليلاً لهذه المرأة العجوز . إنك لم تضبط دافيد غارقاً إلى هذا المستوى ."
قبل أن يجيبها ، أتى دافيد وليندا ووقفا بجانبهما ." من الأفضل مراقبة دوغلاس ، يا عزيزتي . إن السيدة جارفي تتهيأ لإمساكك و ..." وابتسم دافيد لسامنثا . " ... ودوغ غارق في نظراتها."
فقال لها دوغ :" تحذيرك أتى متأخراً جداً . لقد نظرت إلى سامنثا وبامكان المرء رؤية أجراس الزمان تقرع في ذهنها."
فضحك دافيد :" لقد قلت دائماً إن السيدة جارفي لها رؤية ثانية ."
قهقهت ليندا ." أليست قبعتها الفاضحة غريبة ؟ أخبرها دافيد أنه لو رآها بها قبل أن يتزوج ، لتزوجها بدلاً مني."
رفضت سامنثا بإصرار النظر إلى دوغ . أحاطها هو بذراعه ودفعها نحو صدره وبدأ يداعب معدتها بيده ، لقد أحرقتها حرارة يده عبر ردائها . استجمعت كل قوة إرادتها لتبقى هادئة دون أن تضرب دوغ بحذائها . إنه لا يحب أن تقارنه بدافيد ، وهو الآن يتابع لعبته بوجود دافيد . ولكن ، إذا أساء اللعب فستفعل هي ذلك . " لم أقبل العريس بعد." وقفت بعيداً عن ارتباك دوغ ، عانقت دافيد بحماس وقبلته . والتفتت تبتسم لدوغ ." ألا تريد تقبيل العروس؟"
رمقها بنظرة مميتة ، ووضع يديه على كتفي ليندا وابتسم لها قبل أن يقبلها قبلة باردة على وجنتها ." إنه يبدو من الغباء أن أقبلك بشكل أفضل بينما أصبح معك الأفضل وهو دافيد . لكني أفعل."
رمقته ليندا بنظرة باهتة . " شكراً لك ." كانت شاحبة الوجه.
ارتجف قلب سامنثا جزعاً . ليندا تعرف أن دوغ غارق في حبها . أسرعت تنظر إلى دافيد ... كان يضحك من بعض حركات دوغ . إنه لا يعرف . التفتت سامنثا نحو ليندا زوجة شقيقها الجديدة كانت هذه تحدق بها بشحوب . أحست سامنثا بوجهها يتوهج . لقد اشتبهت ليندا بأن القبلة قد صممت عن قصد . واعتقدت أن سامنثا فعلتها لتربكها . ابتلعت سامنثا ريقها بصعوبة وأسرعت في الكلام ." إني آسفة لأن شقيقتك لم تحضر الزفاف ."
وأتى صوت ليندا بارداً :" لن تسامح جيل نفسها لأنها أصيبت بمرض الجدري وهي يانعة في سن الثالثة والعشرين . بقد كان لطفاً منك أن تحلي محلها في اللحظة الأخيرة."
فقالت سامنثا :" إن حظي كان جيداً ، فالثوب كان مقاسي باستثناء انه كان يجب تقصيره . وهذا لا يهم .كنت عروساً رائعة بحيث كان بإمكاني أن أرتدي أي شيء دون أن يلحظ ذلك أحد . أخذت سامنثا يدي ليندا بيديها ." ... أريد إخبارك كم أنا سعيدة لأن دافيد أغرم بك ، وأتمنى أن نصبح أصدقاء."
إخلاص سامنثا الواضح بدد الفتور . وعانقتها ليندا ." أنا متأكدة من أننا سنكون كذلك . شقيقة دافيد ذات شخصية متفردة . في الحقيقة ، كنت مضطربة عندما قابلتك .. هل هناك شيءٌ لا تستطيعين فعله."
وأجاب دوغ ودافيد بصوت واحد :" الغناء."
نظرت ليندا إليهما ." هل هي نكتة عائلية؟"
فأجاب دوغ :" تدركين ذلك عند الوقوف خلفها ..."
وأضاف دافيد :" والاستماع إليها في الحمام."
فقالت سامنثا مهددة :" من الأفضل لكما السكوت أو سأغني لضيوفك ."
تصنع دافيد الارتعاش :" لا . لا . ليس ذلك . دوغ بما أنك أفضل رجل ، إنه دورك لحماية العريس من كل الشياطين . اذهب واقفل فم سامنثا بالطعام." وظهرت ابتسامة عريضة على وجهه ." إني متأكد أن لديك طريقة ما لإبقائها صامتة ."
وبيد غير مرحب بها ، أحاط بخصر سامنثا وقادتها نحو زاوية لا يوجد أحد فيها ." أين ... ماذا تفعل ؟"
" ما يتوقعه أخوك مني . تقبيلك." وأحاطها دوغ كالسجينة.
" هذا ما تعتقده ." حاولت رفع ذراعه عن خصرها ." إنك فقط تحاول إثارتي لأني جعلتك تقبل ليندا ."
وقال لها :" ما الأمر ؟ أليست اللعبة مسلية جداً عندما تكونين الهدف ؟" شخصياً ، لدي ما يكفي من الأوقات الفارغة . وصوب نحوها نظرة غاضبة .
لقد ذهب بعيداً. فتحت سامنثا فمها للاعتذار ، لكن ذلك جاء متأخراً فقد ضمها دوغ نحو صدره وهو مثبت يديه حول خصرها . في الوقت ذاته أسرعت بإزاحة رأسها رافضة التجاوب معه . ضحك دوغ ودفعها نحو الجدار بحيث أصبح بإمكانه السيطرة عليها بيد واحدة بينما داعبت يده الأخرى حنجرتها . وضع إبهامه على أسفل رقبتها .
أحس بنبضها يتسارع ، قال لها دوغ :" أخائفة من أن تثوري ؟"
" إنك لا تخيفني ."
" إذا لم يكن خوفاً فلابد أنه شيء آخر ." وضع يده حول رقبتها قبل أن تتطور العلاقة بينهما.
حاولت سامنثا طرد الإحساس المتصاعد " كف عن ذلك ." شد دوغ بيده على ذراعها ." لماذا؟ إننا تقريباً مخطوبان . ودفعها ملصقاً إياها بالجدار :" الرجل يحب أن يعرف هل باستطاعته إثارة المرأة التي سوف يتزوجها ."
هذه اإشارة غير البارعة جعلتها ترفع رأسها ." إني لست ..." كان عليها تذكر مبلغ انحرافه فلم يعطها مجالاً لتوضيح رأيها . واندمجت أنفاسهما وتصعدت من ورائهما أصوات الموسيقى من القاعة . واختلط شدا بشرتيهما وأريج الزهور كل ذلك نشر حولهما جواً من رائحة المسك . عميقة مثيرة ، وقد سيطرت شفتاه على الموقف . كان كعادته مسيطراً على مشاعرها . وبعد قليل كان عليه أن يحررها بعد أن سحق كل مقاومة لديها.
رفع رأسه ." هل هذا كافٍ؟"
حاولت سامنثا إنكار تأثيره عليها ." ماذا ستفعل إذا قلت لا ؟"
ضحك ضحكة خافتة ." إني لا أستطيع جعلك تصرخين ، هل أستطيع ذلك ؟"
أزال مزاجه خيوط العنكبوت التي أوقعتها في الشرك.
وأغلقت أهدابها لتخفي عاصفة من الشعور ، من الرغبة التي أثارها دوغ ، لقد فاق بذلك ، غيره من الرجال أحست بالراحة لأنه لم يأخذ جوابها على محمل الجد . وأسفت للمشاعر التي أثيرت بسهولة والتي كانت كاذبة . وهذه المشاعر التي كانت مبنية على أسس واهية . وأخيراً، شعرت بالذنب وأيضاً بعدم الرضا لجرها لنفسها سلسلة الأحداث هذه لأنها أظهرت معرفتها بسر دوغ المؤلم ." إني آسفة ، لإجبارك على تقبيل ليندا ، كان ذلك قساوة غير مقبولة . إني لا ألومك على غضبك."
" اللعنة ، لا تعتذري."
رفعت رأسها لتحدق به ." لم لا؟"
" لأني أكره هذه الخدعة الصغيرة عندما ترتعش شفتك السفلى ، لقد فعلتها عندما أتيت بيتكم مع دافيد منذ اثنتي عشرة سنة ، ومازلت تفعلينها منذ ذلك الوقت . إنك نتنة وفاسدة وستذهبين إلى أي مكان لتحصلي على ماتريدينه أو بالتحديد للثأر ، ولكن ، عندما قررت أنك غير قابلة للإصلاح بتاتاً ، بدا شيء بداخلك يدعوك للإنتباه إلى سلوكك ، فاعتذرت . وهذا الارتعاش المحزن يترك في نفسي دائماً شعوراً مزعجاً."
" إذاً انها تعمل ، أليس كذلك؟"
أطلق ضحكة قوية ." هذا ما اعتقدته في البداية . لابد أن هناك خدعة محكمة للسيطرة على ضحاياك، لكني أدركت بعد ذلك أنك أخلصت التوبة . علي أن أعرف أن أي شخص يِمِت لوالدتك وشقيقك بصلة ، لايمكن أن يكون سيئاً كلياً."
" إني متأكدة من أن والتي وشقيقي سوف يسران برأيك الجيد بهما."
أمسك ذقنها بيده ورفع رأسها ." هذا أفضل بكثير مما توقعته من سامنثا المتغطرسة ." وأرسل رعشة قوية ." التوبة تعيد الارتياح لعظامي."
فقالت سامنثا:" هل تدرك أنك اعطيتني سلاحاً."
فابتسم دوغ :" لا. لم أفعل. لقد درست هذا الاعتذار المرتعش لمدة اثني عشر عاماً، وهناك شيء واحد أنا متأكد منه تماماً." سحب منديلاً من جيبه ." هل هناك أي أحمر شفاه على وجهي؟" عندما هزت رأسها قال لها :" وأنت لايوجد أثر لأحمر الشفاه عليك . اذهبي واصلحي وجهك." فتحت فمها لتعترض على تدخله في أمورها الشخصية ليبادرها بابتسامة وقحة:" إلا إذا أردت أن أقبلك ثانية."http://www.liilas.com/vb3

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
من أعالي الجبال, from the highest mountain, جاين اولان, دار النحاس, jeanne allan, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t106303.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 27-03-10 12:39 AM


الساعة الآن 10:45 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية