لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إلى قاتلي © حقوق القتل محفوظة للكاتبة روائية حديثة

بسم الله الرحمن الرحيم إلى قاتلي © حقوق القتل محفوظة الكاتبه : روائية حديثة يشرق صباحها مع قاتلها و الغد يؤول إلى يوم أسود بتقويم

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-02-09, 05:35 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص المكتمله
Talking إلى قاتلي © حقوق القتل محفوظة للكاتبة روائية حديثة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى قاتلي © حقوق القتل محفوظة

الكاتبه : روائية حديثة



يشرق صباحها مع قاتلها
و الغد يؤول إلى يوم أسود بتقويم السنين
بأثقال حزن مع القليل من المرح

هكذا هي ..

¨°o.O أنثى O.o°"

تظن أنها فريدة
تظن أنها one of a kind

سأكتب لكم


إلى قاتلي © حقوق القتل محفوظة




لما يتبقى من أنثى من بعد أن تهجرها أنوثة فينوس
لما يتبقى من أنثى من بعد أن ينبذها دهاء كيلوبترا
لما يتبقى من أنثى حطمها كبريائها و تعنتها
لما يتبقى من أنثى ستولد على الورق من حقائق خافية!


لتلك الأنثى، التي تعلمت كيف تطأطأ رأسها بالأرض من بعد أن يستحلها قاتلها

عقد الأنثى ... فسيولوجية الأنثى ... خبث الأنثى ... براءة الأنثى

إيه من الإناث

و الله يعيني

ترقبوا الجزء الأول

همسة (أتمنى أن تلاقي حضوراً أفضل من سابقتي، و هذه ستكون بلغتي الفصيحة)

همسة أكبر: العذر ممن تابع قصتي الأولى و عاد ليجدها قد اختفت نهائياً، أتمنى عليكم احترام رغبتي في حذفها. رجائي أن تكتمل هذه القصة بحضوركم و تفاعلكم.

إلى قاتلي © حقوق القتل محفوظة
(1)

أجلس بتثاقل على طرف السرير أتأمل خضرة الحديقة الواسعة خارج المستشفى و أتساءل
كم تتغير الحياة في غمضة عين؟
أغمضت عينيّ الزرقاوين على هذا التساؤل المؤلم المنسجم مع رعشة ألم من كتفي المكسور و المجبر. تبللت رموشي حد الارتواء، تغضنت ملامحي من وخزة ألم لجرح طفيف عند طرف عيني اليمنى.
من بعد الأمطار السوداء الملوثة بكحلي و الزيف، من سيصدق أنني اليوم أبكي بهذه الحرقة؟!

- جواهر؟

تشنجت رقبتي عندما أردت الالتفاف إلى الدكتور زياد.

- نعم دكتور
- How are you doing today ؟

أهز رأسي بحذر كي لا تزيد تشجنات رقبتي .. قلت له ساخرة

- لمجرد أن والدتي منحتني زرقة هاتين العينين، لا يعني أنني لا أفقه العربية!

رفع الدكتور حواجبه استغراباً، و هو يعلم أنني لا ألام من بعد ما حدث

- حسناً، متى تريدين الاتصال بعمك؟

- NEVER !

عقد الدكتور ذراعيه بعصبية، و هو يعلم أنني فتاة مشوشة لم تكمل عامها الثامن عشر تتميز بالعناد و صلابة الرأس، من يلومني و أنا المدللة!

- لا بأس، ارتاحي الآن و سنرى لاحقاً
- Fine !

خرج الدكتور و بقيت أصارع آلامي الجسدية و الأكثر ... تلك التي تصنف في فئة الروحية و النفسية!
ها هو آخر من تبقى لي يرحل، تسافر دمعتي مع ارتجافة في شفاهي الوردية و خصلات شعري البنية الناعمة شعثاء كما لم تكن حول وجهي.
آه بابا! Why now ؟! لماذا؟! معقولة خالد ال..فاملي. رجل الأعمال الكبير، الأرمل الأكثر ملاحقة من صائدات الثروات يموت هكذا ...في هذا الحادث الذي جمعني و إياه .. بهذه البساطة؟! what am I gonna do now ؟ أذهب إلى بيت ذلك الرجل الرجعي ؟ لم لا أستطيع أن أعيش وحدي، لا أطيقه و لا أطيق أبنائه المتخلفين! متخلفين .... و إن درسوا في أرقى الجامعات لا زالوا على تخلفهم بالعادات و التقاليد! they are رجعيين و متزمتين! أوف! حتى عندما أردت أن تموت لم تقم لي حساباًَ بابا؟! ليسامحك الرب... لم يتبق إلا 3 أشهر لأتم الـ 18! May you rest in peace ! كيف عساي أنا الممزقة بين طيف أمي ليزلي الميتة و بقايا أبوتك و عشقك للخمرة و السهر أن أعيش في منزل ملئ بعادات و تقاليد الشرق؟! كيف أتنفس بينهم و بين ما يسمونه تقاليد المجتمع الشرقي! أنا المتمردة على الحجاب، المتمردة على التحفظ، المتمردة على كل شئ يمس الشرقية، و بالخصوص الخليجية! أنا التي يلقبونني بــ daddy’s girlأسكن مع هؤلاء! و إن فكرت بالهروب، أقف في منتصف الحديقة بأفكاري و أعود خائبة، إما أن الخوف يشلني أو أن أحداً يعيدني. متمردة و جبانة؟! أي خليط غريب هذا؟! .... و أقفلت جفوني من بعد صراعات الأفكار!

في مكان قريب من بعد ليلة قاسية

- صباحك ورد أبي
يبتسم لابنته اللطيفة: صباح الورد لأحلى وردة و أحلى عبير
تزيد من حلاوة ابتسامها و تعود للجلوس قرب والدها و كوب الشاي في يدها
- كيف سارت المقابلة اليوم؟
- سارت بشكل جيد، لكنني أنتظر الرد الأسبوع القادم
- بالتوفيق يا ابنتي، ليتك و طلال تأخذون فكرتي بعين الاعتبار
صوت رجولي يقطع الحديث...
- طلال ماذا؟
يتقدم بابتسامته الشرقية العذبة و نكاته المرحة، ليجلس قرب والده و عبير، الثلاثة الذين تغلبوا على رحيل الأم (فاطمة) بالإيمان و الترابط... انتقل الحديث من المرح إلى الجد، استثقل طلال الحديث عن تلك الفتاة الطائشة، ابتعد بلطف عن والده عندما شعر أن النقاش سيحتد. خرج من باب المنزل و ضغط تلك الأرقام التي تأتيه بطهر الحب.... أجابت بصوتها الهادئ الغير مثقل بدلال الفتيات في هذا الزمن، استحدث حواراً و أنهاه بنكتة ضحك عليها و هي تبتسم حياءًَ

هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

تبتسم للنكتة أم للذي يسكن أحلامها، ليس هناك رجل يتحلى بطيبته، عذوبته، رقته، التزامه... كم أحب هذا الــ ( طلال )... و ذلك السحر الذي يلفني به عندما يتراقص هاتفي باتصالات شحيحة باسم مستعار يحمله إلي بنغمة حلوة، طالت هذه المكالمة أكثر من المعتاد، و ذلك لسبب أعرفه جيداً...

- ها قد أنهيت الدراسة و أثبت نفسي في العمل... أعتقد أن والدك الآن لن يقول (تنهد) لا

يسمع صوت ابتسامها في الهاتف و يعبر بخياله إلى فاطمة الخجولة من آخر أيام الدراسة بالجامعة، كم تملك من رقة و هدوء .. من عاطفة و حنان... تلك هي فاطمة التي تعلمت أن أعشقها و أنا اللامبالي بحكايا النساء. من غيرها يبعث فيّ جنوناً أعشقه بكل ذرة تحتويني... فاطمة و اسم أمي المرحومة فاطمة ... كيف لي أن لا أحبها؟! هذه المخلوقة الفريدة التي تأسرني بكل حواسي فلا أعرف أن أتكلم إلا بها و لا أن أتنفس إلا بها و لا أشعر إلا بها... هي فاطمتي... و بإذن الله زوجتي...

- إن شاء الله ... مع السلامة

و أقفلت الهاتف متعجلة ثانيتين عن المعتاد، أعلم أنها خجلت من قولي. كم أحب طهر هذه الإنسانة و رقة هذه الإنسانة و حنان هذه الإنسانة... هذه الإنسانة التي أعادتني إلى الحياة من بعد وفاة والدتي، تشبثت بها و بمواساتها الأخوية التي تحولت إلى شعور جميل طاهر. كنت أمقت الفتيات السهلات، لكن حكايتي مع فاطمة تختلف كثيراً عن هرج الشباب.

خرج من المنزل و الكاميرا تتحول الآن إلى لافتة رقم المنزل، و اسم صاحب الفيلا يستريح بقرب اللافتة

عبدالله ال..فاملي

!!!


هل من مثلث للحب؟
و إن التقت الأضلاع الثلاثة في قفص واحد،
من أول من سيكسر أضلاع المثلث
و أضلاعاً تحتوي القلب؟
عندما تلتقي المفردات الأجنبية و الشرقية في معجم واحد مكتوب بدم العائلة...
When East Meets West....

من يبلغ التمرد الأقصى؟


إلى الجزء القادم
بصراحة، لم أستطع الانتظار ... أترك لكم الجزء الثاني... و ألقاكم الجمعة القادمة... لكنني أدون من يدين لي بتعليق مو تبطووون!!!!

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس

قديم 21-02-09, 05:37 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

________________________________________
(2) المشهد الأول



Here I am once again in this hideous house that suffocate every atom of me



دخلت الصالة ذاتها التي تحمل ذكريات مهشمة بين أبيها و عمها و زوجة عمها، طلال الذي كان يلعب بعيداً عن الفتيات و عبير تغدق جواهر بشتى أنواع الألعاب. و جواهر لا تشاركها اللعب لأن عربيتها تتكسر بسهولة أمام طلاقة عبير. كانت الأخطاء تملأ المكان منذ الأيام الأولى، طلال يسخر من حروف جواهر المتحطمة، نظرات الخالة فاطمة إلى ليزلي الشقراء تتهمها بنسب جواهر إلى خالد! العم عبدالله يغادر الصالة عندما تستريح ركبة ليزلي فوق الثانية كاشفةً ساقاً بلون الحليب. الكثير مما لم تفهمه في ذاك الوقت، لكنها تفهم الآن! تفهم أن نمط حياة خالد يختلف عن نمط حياة عبدالله، عقلية ليزلي تختلف عن عقلية فاطمة. لا زالت تذكر ليلة الكريسماس، والدتها و هي تزينان الشجرة في صالتهم و العم عبدالله و الخالة فاطمة يدخلون لتمتلأ الغرفة بشتى أنواع الشتائم الخليجية و الأمريكية! تذكر جيداً كيف أمسك عبدالله بأخيه ليخبره أن حياته و حياة ليزلي من شأنهما، لكن جواهر يجب أن تتعلم ما هو صحيح و ما هو خاطئ. تذكر جيداً كيف خف تدخل عمها في حياتهم بعد هذا الحادث، و أصبحت جواهر تعيش حياتها كما شائت والدتها و لم يمنعها والدها بل ترك لها حرية الاختيار. و قد اختارت ... لكن يبدو أن اختيارها لن يكون ذا قيمة اليوم!



They have caused my mom enough pain that they killed her with that disease… they killed my mom with their accusations, their constant blaming… she was a wonderful mother! They think that just because I got the English mother I’m a ……



تهز رأسها لتبعد الكلمة القاسية عن رأسها.



So Yaseen family… get ready… am gonna turn your life into a living hell



- جواهر؟



ها هو العم عبدالله، بذات الشكل مع خصل رمادية أكثر، سأعرف كيف أرحل، لكنني سأختار الوقت المناسب



Plan A – نظرية النعجة المسكينة! Hopeless sheep



- نعم عمي؟


- لابد أنك متعبة، اصعدي إلى غرفة عبير و هي ستدلك على غرفتك


- شكراً عمي



مسح على رأسها الصغير و نظرة الأبوة تزين عيونه. انتابتها قشعريرة و هي تنظر لعمها و هو يرمقها بنظرات الشفقة، ابتسمت بسرعة و ابتعدت. تمشي على الدرج الذي طالما أحبته، انحناءة الدرج و خيال أنها أميرة بيضاء تنزله. Stupid dreams ! يريدون إصلاح كل شئ الآن؟! اصلاحي؟ اصلاح وضعي؟


Why in the name of hell now ؟ لمجرد أنني سأبلغ الثامنة عشرة يريدون أن يفرضوا قيودهم! هه! هه!


they WISH ! ليشربوا من ماء البحر أولاً.....



- OUCH !!!!!!!!!!!!!


- What you need glasses ؟



أمسكت الشتيمة المحبوسة في حلقها/ remember plan A !!


- no, excuse me


- Abeer is not here, let me show you to your room


- لم أنس المنزل طلال! لا زلت أعرف أين تقع الغرف


- Oh really ؟


- طلال، أظنك تفهم عربيتي الآن!


- To me you will always be an intruder


- Intruder ؟ لم أطلب من والدك أن يحضرني! و إن كنت تعتبرني دخيلة و لا تريد أن يزعج حضرة جنابك أحد، go tell your respective father to leave me in my own house


- ههههههه ! ها قد كشرت القطة عن مخالبها!


- I can speak whatever way I like,,, it’s none of your damn business


- Since you are under my roof, it is my business


- I DIDN’T ASK FOR THIS !!!!! لذا سأكون أكثر من سعيدة إن اخبرت والدك أنني لا أطيق البقاء بينكم!


- Come on Jewel !


- Don’t you dare to call me JEWEL !!!!!!!!


- Why ؟ ماذا ستفعلين؟!


- أنت لا تطاق طلال! قد خسرت والدي و حياتي انقلبت فوق رأسي و أنت لا زلت نفس الـ (طلال)!


You have no idea what I am going through, and don’t you think for a second that I am happy to be in the same house that rejected my mom and me and everything to do with us!


- done with your lecture ؟


- أنت حقير فعلاً !!!!!!!


- هههههه ! ليس بقدرك JEWEL !



و انصرف بعد أن رمى آخر قطرة من سمه، ها قد بدأت أول الأيام التعيسة! وقفت حائرة لا تعرف أي الغرف تدخل! تباً لطلال و للجميع! دخلت الغرفة الوحيدة التي تعلم أنها ليست شاغرة، و ذلك على حد علمها من 5 سنوات



- what the hell؟



ارتعدت فرائصها، مجدداً هو!



- تعرفين كل الغرف ها!



صمتت، كانت الأشياء أقوى من احتمالها، كيف تنهار حياتها في يوم واحد و تعود إلى أمقت الأماكن على قلبها و الذي يذكرها بأتعس لحظات ضياعها



- YOU DEAF ؟



لم تنبس بكلمة، كانت تطالعه و الغيض يمتزج مع الألم



- أعلم أنك تكرهني، لكنني لم أعلم لهذه الدرجة!



جاء دوره ليصمت الآن، و واصلت هي بوجه شاحب يملؤه شي من الكبرياء و التعب



- How dare you ؟ تسمي نفسك مسلماً و أنت تعامل دمك و لحمك هكذا؟ tell me هل هذا ما علمتك إياه والدتك؟!


- JEWEL ! انتبهي لكلماتك! إياك و لفظ والدتي بسوء!


- هه ! هه! هه! لفظ والدتك بسوء! و أمي أنا؟! لم يكفكم موتها لتتوقفوا عن لفظها بسوء!


- تعلمين أن والدتك كانت تتمرد على كل شئ! و أنت عربية !


- لا أحتاج لأن تذكرني! سأذكر هذا طوال حياتي! و هذا ليس سبباً كافياً لتتهموا أمي بالبذائة !


- ماذا؟؟؟!!!!!!!!


- سمعتني جيداً !!


- من اتهم والدتك بالبذائة؟!!!!!!


- والدتك!


- اخرسي!


- أنت اخرس!



جحطت عيناه، و كيف لا و والدته هي السيدة الأولى في حياته! ذق من سمكم! يبدو أن plan A سوف تتغير!



- أنت فعلاً أكثر وقاحة مما توقعت!


- أنا وقحة! هه! هه!


- اخرسي و إلا ...


- ماذا؟ أول يوم سيبدأ بتأديب؟!!!


- لن ألوث يدي بحثالة!



صمتت من هول الصدمة! كانت دوماً تعلم أن طلال يمقتها، لكن لهذا الحد أن يظنها حثالة ! اشتد ضغطها على شفتيها و تدحرجت دمعة حائرة على خدها



- هههههههههههههههههههه! و تبكين؟



صمت من الجهة الأخرى



- دموع التماسيح لا تؤثر في من يرى حقيقتك!



ازداد الألم في قلبها و كتفها المجبر، أحست بالوهن في ركبتيها من سموم كلامه، إلهي ماذا يظن بي هذا؟!!!


اقسم أنني سوف أجعلك تبكي يا طلال!



قطع سكون المكان رنين هاتف، انسحب طلال من الغرفة تاركاً إياها مندهشة، طلال الذي لا يضيع فرصة للشتم، يرحل هكذا... حسناً لعله للأفضل... خرجت من الغرفة و سمعته يهمس في الهاتف ... حبيبتي!



- حبيبتي! هههههههههه! رائع جداً ! و تحب يا طلال؟!



اقفل الخط و هو يشتم نفسه لأنها المرة الأولى التي ينطقها و بحضور هذه الساقطة! لكن لا بأس، قد تحدد موعد الخطبة، و ستكون فاطمة حبيبتي أمام الجميع!


اقترب منها و بعينه نظرة سوداء أخافتها



- اعلمي جيداً أنني لست صبوراً


- أخفتني! هه ! هه!


- Don’t play with fire Jewel


- لا تناديني JEWEL !


- يناسبك أكثر من جواهر! فالجواهر قيمة و أنتي.....!


- أيها الحقير!



و رفعت يدها السليمة لتصفعه لكنها أخطأت التقدير و آلمت كتفها المصاب من قوة الحركة، تشنجت و ارتعش فكها من الألم



- I will kill you one day !


- هه ! هه! أنت تقتليني؟! هههههههههههههههه!



و ابتعد عنها و هو سعيد نوعاً ما، تاركاً إياها في تلك الصالة الصغيرة تصارع ألمها الجسدي و الروحي


إلهي، هذه أول ساعة، كيف بالبقية؟!!!!


انهارت باكية بحرقة، و لم تنتبه للوقت و نامت على الأريكة


>>>>>>>>>>>>>> يتبع
(2) المشهد الثاني


في مكان آخر


تقفز على السرير و هي تريد أن تطير فعلاً ! أسبوع واحد يفصلها عن موعد قدوم طلال لخطبتها


- أيتها الغبية!


تذهل أختها الصغيرة سمية من جنون فاطمة


- تعالي اقفزي معي


- هههههههه حسناً


أخذت الأختان تقفزان و فاطمة تنشر السعادة مع كل قفزة


- سأصبح زوجته... أحبه سمية... أحبه أحبه


- اصمتي و إلا سمعتك والدتي


- صحيح.... هههههههههه


- هههههههههههههههههه


- لابد من أن أبدأ بالتجهيز، هناك الفستان و الحفلة الصغيرة و الحناء و المكياج و الــ...


- فاطمة ! فاطمة! اوقفي القفز حتى أستوعب ما تقولين


- حسناً



و قذفت بنفسها على السرير لتستلقي تماماً و هي تلهث من شدة القفز!


- أنت مجنونة حقاً


- به... مجنونة به... آآآآآآه سمية... لا تعلمين كم هذا الانسان ... كم هو...


- هو ماذا؟ خخخخخخخخ


- هو .... لا... لن أقولها... أخجل


- هههههههههههههههه! لتوك تقفزين كمهووسة به، و الآن تقولين أنكِ تخجلين!


- أحبه سمية، و لفرط سعادتي أخشى أن يحدث مكروه


- كفاكِ ! ألن تتركي هذه الوسواس!


- لا أدري


- فاطمة! كثرة وساوسك و ظنونك ستقتل حلاوة روحكِ


- معكِ حق


- هيا للمنطقة المحرمة؟


- ماذا يوجد هناك اليوم؟


- كعك بالشوكولاتة


***********************


- جواهر؟


امتدت يدها لتسمح عيونها فزادت الألم في كتفها، فتحت عينيها اللتين أصبحتا بلون السافاير و معها آه صغيرة


- عزيزتي .. أنتِ بخير؟


- Am fine Abeer


- تعالي أدلك على غرفتك


- Ok



سارت عبير أمام جواهر، و جواهر تراقب بدانة عبير و تقارنها برشاقة طلال! إنه نظام التغذية الخليجي


وصلت إلى غرفة قريبة من غرفة عبير، و دخلتها لتجد الأشياء باللون الوردي و البطيخي


God.. it’s too girly for my taste



- أعجبتكِ؟



Plan A جواهر... لا تنسي!



- نعم


- استريحي، و سأحضر لكِ بعض الكعك و الشاي


- Coffee


- حسناًَ، كيف تريدينها


- Black


- لا سكر؟ لا حليب؟


- نعم



و انطلقت عبير، و جواهر تضحك في سرها على عبير، black coffee ماذا ستكون إلا قهوة بلا سكر و لا حليب! استلقت على سريرها و هي تتأمل الثريات في )أسقف التأمل (تحية لأحلام اليقظة


كم من الحكايا تملأ هذا المنزل و أصحاب هذا المنزل، الكثير من الألم و الكثير من الشتائم.


أغمضت عينها و تأملت صورها في هذا المنزل قبل خمس سنوات، عندما كانت في الـ 13 و فترة بلوغها التي استطردت الكثير من التعليقات من الخالة فاطمة، كانت تحثها أن تتخذ من عبير مثالاً لها في كل شي، أن تمحي شخصيتها من الوجود و تلبسها ثوباً شرقياً يتمرد على السافاير في عيونها و بشرتها البيضاء. كانت تذكر كيف أن طلال يجحدها بنظرات تقزز و هي ترتدي الفساتين القصيرة و التي تبرز قوامها الممشوق. فتحت عينها على صوت عبير و كوب القهوة الذي يصدر صوت اهتزاز فوق الصحن الصغير أسفله. ها قد وصلت عبير بذلك الوجه الطفولي المتضارب مع أعوامها الـ 23 .



- تفضلي


- شكراً



ارتشفت القهوة ببطء كي لا تحرق لسانها، و عبير كالأيام الخوالي تريد افتعال حديث مع هذه الجميلة التي تذكرها في كل لعبة باربي، و لم تجد إلا آخر حدث شهدته قبل ساعتين



- طلال سيتزوج!



توقفت جواهر عن ارتشاف القهوة و هي تنصت باهتمام حقيقي



- أخبر والدي اليوم أنه ينوي أن يتزوج زميلة له في الجامعة، يبدو أنها من عائلة طيبة و محترمة، كما أنه قرر أن يذهب الأسبوع القادم لتحديــ.......



لم تركز جواهر في بقية الحديث، بل أخذت تفكر في الخطوط الأساسية لـ plan B ! ابتسمت لعبير ابتسامة ظنتها عبير ابتسامة فرح، لكنها كانت ابتسامة خبيثة! عبير مصدر ممتاز للمعلومات، هذه الساذجة لا تنفك بالتحديق بي، حسناً هذا في صالحي، دام أن برائة ملامحي ستجعلك my source of information ... لا بأس من استخدامك يا عبير!



خرجت عبير من غرفة جواهر، و الأخيرة تفكر في plan B ! و قد وجدت الخطة المثالية! طلال و حبيبة و زواج و أسبوع واحد!



سطع صباح جديد بيوم إجازة في بيت ال..فاملي، و جواهر تحضر نفسها للنزول، لابد من أن تنسجم كي لا يشك أحد بشئ، ارتدت شيئاً فضفاضاً كي تلين نظرة عمها أكثر تجاهها. خرجت من غرفتها و هي تتجه للدرج و كان يخرج من غرفته أيضاً، لم يلق التحية و تخطاها و بقت واقفة ثم عادت قليلا ً لغرفتها و عندما ابتعد نهائياً، توجهت إلى غرفته تبحث عن الهاتف. وجدت مرادها بأسهل مما تتصور، كان الهاتف يستريح قرب سريره الغير مرتب، جلست على السرير و أخذت تقلب في ارقام الهاتف إلى أن وصلت إلى وقت تلك المكالمة، الساعة و التاريخ و الرقم... ضحكت بسخرية عندما رأت الاسم المستعار للحبيبة المجهولة، دونت الرقم بسرعة و تركت الهاتف مكانه و خرجت من غرفته



توجهت إلى الطابق السفلي و ابتسامة انتصار ضمني على شفاهها، سوف أجعلك تبكي دماً أيها الغبي! سوف أجعلك تحترق بذات نارك... و لن أكف حتى أراك جاثياً أمامي!



جلست قرب عبير و ابتسمت لعمها و طلال يطالع الصحيفة و يشرب قهوته باهمال



- عمي؟


- نعم عزيزتي



التفت طلال إلى جواهر و هو يسمع كلمة عزيزتي من شفاه والده



- أحتاج إلى أن أذهب إلى منزل والدي



كانت تنتقي حروفها بدقة، منزل والدي و ليس منزلي، لتترك طابع الخضوع عند عمها بأن هذا هو منزلها!



- تريدين احضار شئ؟


- نعم


تدخلت عبير


- سآخذك


- شكراً عبير


و احتضنتها متصنعةً الشكر، ثم أردفت كي تغيظ طلال



- تعجبني هذه الجلسة، عائلية



تدخل طلال بصوت كسول



- yeah right ؟



ضحكت جواهر و هي تخاطب عمها



- أتذكر عمي كيف أن طلال كان يتجاهل عربيتي سابقاً


- ههههههه نعم


- يبدو أنه يظن أنني لا زلت ...


قاطعها طلال بخبث


- come on جواهر، مع شعر يميل إلى الشقرة و عيون زرقاء ... ألزم الواقع! أمامي أجنبية بحتة


أدارت دفة الحديث لصالحها


- شكراً طلال، لكن يؤسفني أن أخبرك أن عروقي بها ذات دمك


تدخل العم


- ما بكم الآن؟


أجاب طلال و هو يترك الطاولة بهدوء


- لا شئ، سوف أذهب للقاء أحمد، إلى اللقاء


الجميع: إلى اللقاء



بعد ساعة، خرجت عبير و جواهر في سيارة عبير الجيب



- I love your car


- Thanks


- حسناً عبير، أريد منك خدمة قبل أن نذهب للمنزل


- طبعاً... سلي ما شئت عزيزتي


- اريد الذهاب لصالون التجميل


- هههههههههههههه... هذا فقط؟ حاضر


- سأصبغ شعري!


- ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


- باللون الأسود!


- لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟


- حتى أحس أنني أكثر انتمائاً لكم (plan B – الانخراط الكاذب/ false merge )


- عزيزتي، بشعرك هذا أو بغيره أنت تنتمين لنا، ليس هذا حلاً لكي تشعري بالانتماء، أعلم أن حياتك مشوشة و ...


- لا تقولي مشوشة! أنا لا أشكو من شئ!


- حسناً... لن أقولها و أنت لا تشكين من شئ، لكن عزيزتي هذا ليس حلاً


- حسناً



عند عودتها لمنزل عمها كانت متشوقة أن تذهب لغرفتها و تبدأ خطتها، أحضرت ما تحتاجه من منزلها و الآن حان وقت التنفيذ. فتحت جهاز الهاتف القديم ، أدخلت الرقم السري و انتظرت أن تنتهي عبارات الترحيب. كان صوت ذلك الترحيب لذيذاً بحق، سوف أبدأ من حيث لا يتوقعون



أدارت الأرقام المدونة في الصفحة الصغيرة، و بدأت اشارة الاتصال.... calling ... ترتعش قليلاً و يأتيها صوت فتاة في الطرف الآخر.... الحبيبة المجهولة!


بعض الأمور في هذا الجزء دسمة، و نتيجة لقراءات مختلفة في أشياء مختلفة.... أترككم مع الجزء الثالث... و أتمنى أن تلتقطوا بعض الأمور ههنا... هنيئاً

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 21-02-09, 05:37 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

________________________________________
(3) المشهد الأول


Plan B – قيد التنفيذ! و النتائج فاقت التوقعات. لم تحتمل الحبيبة المجهولة سموم جواهر، أغلقت الهاتف و يبدو أنها صدقت. حسناً يبدو أن دروس الدراما و المسرح أفادت جواهر أكثر مما تتصور!



((الله أكبر... الله أكبر...)) و لم تمهل التكبيرة الثالثة إلا و وضعت سماعة الـ ipod (جهاز تُحَمَل عليه الأغاني) على أذنها! حسناً... ماذا نتوقع من فتاة عاشت بين الخمرة و الثياب الـ petite (الصغيرة)!


جواهر، أحد أمثلة الجيل المسلم الضعيف الانتماء للدين و الوطن و اللغة، ما بين أهل أبيها "خالد" و أهل أمها "ليزلي" مساحة التفاهم محدودة للغاية إن لم تكن مقطوعة نظرا لاختلاف العادات والتقاليد، ناهيك عن التطبع بطباع الأم "ليزلي" والخروج غريبة عن مجتمع أبيها "خالد" وأسرته "ال...... فاميلي! " و فضلاً عما تمثله مسألة المقارنة الدائمة فيما يقدم مجتمع أبيها "خالد" ومجتمع أمها "ليزلي" في أمريكا. كانت تعيش نوعاً من التمزق النفسي واضطراب الانتماء بكل أنواعه الوطني و الاجتماعي و النفسي. والمشكلة أن هذا التمزق يلازمها منذ صغرها فهي لا تعرف إلى أن مجتمع تنتمي؟


لكنه ليس كافيا لكي تفعل ما تفعلْ، فأنا نفسي بدأت أكرهها!



*******



- Look at the Miss., she is a real fatty! (انظري إلى الآنسة، إنها بدينة بحق)!


- But she is good! (لكنها جيدة)



لم تطل همسات الطلاب أذن عبير، لأنها كانت مأخوذةً بسحر طلبتها بكل كلمة تلفظها و قد حضرتها قبل النوم في ذاكرتها. الفصل مكتظ بالطلاب الـ high class، مدرسة خاصة! نعم... كان لها تأثير خاص في الحضور، فالعيون إما تطارد كل كلمة تخرج من فمها أو بعض الكتل الدهنية المنحسرة في بدلتها، أياً كان التأثير، لعبير كاريزما خاصة، و هذا ما لا ينكره أحد. انتهى الفصل و بدأ الطلبة برفع الكتب و الدفاتر للتوجه إلى الفصل القادم،


مرت أحدى الفتيات أمام عبير و هي تلعب بخصلها القليلة الملونة باللون البنفسجي القاتم و العلكة في فمها تصدر أصواتاً مفرقعة. لم تستغرب عبير هذه الصورة، فهذه مدرسة خاصة، و بها سترى الكثير.


((حسناً، لقد صممت أن أدرس في مدرسة خاصة تعتني بالأفكار و التنوير... و ها أنا سأتنور بأشياء غريبة!))


ابتسمت و خرجت من الفصل و بذراعها كتب ملونة و أمامها المعلمات الملونات و الصارخات بالموضة و الحجاب الرمزي!



- هاي عبير



تلفظت جولي اللبنانية الأصل بهذه العبارة بلكنة لذيذة استدرجت انتباه الأستاذ الوسيم في الجهة الأخرى.



- مرحباً جولي



و سار قطيع المعلمات إلى الفصول التالية و الأحاديث ترافق تفاصيل الدروس و الطلاب و بعض الأمور النسائية البحتة.... هل نلومهم؟



- أوف... ما أتعبها من حياة و ما أتعبه من عمل... لدي الحصص الأخيرة، أنتِ محظوظة يا عبير


- محظوظة إن تجاوب طلبتي معي كما أريد


- هههههههه! أنت نوع الرسالة التعليمية إذاً


- ماذا؟


- أقصد ... نوعك... your type ....



اكتفت بابتسامة شاحبة و ابتعدت عن جولي، يبدو أنها تمتلك قناعات مختلفة عن قناعاتها.



تسليط ضوء على قناعات عبير



اشراق وجه المعلمة يملأ الطلاب بنوع من الراحة، فضلاً عن الشحوب الذي يكتنف الملامح متى ما عبست المعلمة أو المعلم.... المعلمة ضياء، كانت المعلمة ضياء في حياة عبير مثالاً أعلى... كل تلك الفيروزيات المعلقة في صوتها و الابتسامات السعيدة المتساقطة على وجوه طالباتها.... ضياء قدوة عبير....


نكمل ضوء عبير فيما بعد، و لكن نختمه بفقرة فيروزية تتردد في ذهنها



(( من زماااااااان ** أنا و زغيرة ** كان في صبي ** يجي من الحراج ** العب أنا ويا ** كان اسموه.... ))



لكن اسمه ليس شادي كما غنت فيروز، بل شيئاً آخر ستكتبه راوية قريباً، لكنه لن يكون بروعة ما قال عبدالوهاب في فيروز ((خلونا في الأرض))



*****



في تيار أفكار العم عبدالله / والد طلال و عبير و أمام صورة قديمة لخالد و عبدالله.... تحتل جواهر بقعة كبيرة...


ليرحمك الرب يا خالد، و ليسامحك...


ربيتها على الأنانية و ساعفتك تلك الـ "ليزلي" بوضع قناعات خاطئة في رأس تلك الطفلة، فالحياة بالنسبة لها منزل كبير و نقود و ماديات و سهر و غنج! لم تغرس في روحها شيئاً منا، من واقعنا، لم تقل لها "ابنتي كم أرجو أن تقر عيني و أنا أرى الحجاب على رأسك"! بل أعطيتها حرية بلا قيود، تضع زينتها أمام الجميع بلا رقابة و لا تدخل,,, كيف كنت تدعي أن تفهم أخطائهم و التربيت على كتفهم هو أفضل وسيلة للتربية؟! أو لا ترى جواهر في ذلك ضعفك يا خالد؟! أو لا تتخلى جواهر عن تقديرها لأمها إن كانت تساعدها على تحقيق نزواتها؟! للأسف ربيتها على لغة الأرقام! لكنني سأصلح ما استطيع اصلاحه في هذه الفتاة...



توجه إلى غرفتها و طرق الباب برفق، فأجابت



- من؟


- إنه أنا عزيزتي



اعتدلت في جلستها كي لا تسمع تأنيباً كان يطلقه العم عبدالله على والدتها



- تفضل عمي



فتح الباب و عيونه الصغيرة بها بريق غريب



- كيف حال جواهر؟



ابتسمت، إنه لا يغيظها باسمها الأجنبي كما طلال



- بخير


- غداً نعاود الطبيب للاطمئنان على ذراعك


- حسناً


- خذي



و مد يده بصورة أكلها الدهر، بها طفلان يغلب عليها طابع الستينات أو الخمسينات، و عرفت أن أحدهم والدها



- هذا والدي


- نعم



و جلس بقربها



- و هذا أنا



رفعت رأسها تبتسم



- حقاً... تبدو مختلفاً.. تبدو....


- ما زلت شاباً عزيزتي


- هههههههههههههههه


- لا يغرنك هذا الشيب في رأسي


- أها، أحقاً ؟


- طبعاً و إلا لماذا سميت أنا الأخ الأصغر


- هههههههههههههههه


- أو تضحكين أيضاً


- لا بأس بالضحك أظن


- أتعلمين صغيرتي؟


- ماذا؟


- تبدين كشمس الأطفال و أنتي تضحكين



ابتسمت و سألت بلهفة



- شمس الأطفال؟


- كما غنت فيروز ((زوري زوري بيوتنا يا شمس الأطفال ** و أضيئيها بيوتنا ** يا شمس الأطفال ** لهم حب الدنيا ** لهم لعب الدنيا ** و هم فرح البال ** يا شمس الأطفال ))



تعلقت غصة صغيرة في حلق جواهر و عمها يستطرد الغناء برقة كأنها فتاة صغيرة لم تتجاوز الخامسة



- ((من قمر و سماء ** ملئوا البيت هناء ** عتبات الدار أعياد ** و الأيام صفاء ** في الدرب الموصود ** في الأيام السود ** رفقاً بالأطفال ** يا شمس الأطفال))



لم تبرق عينا جواهر بهذه الشدة و هي ترى كم يملك عمها من رقة في صوته و تعابير وجهه المجعدة قليلاً



- هيا يا شمس الأطفال، لمجرد أن ذراعك مكسورة لا يعني أن لا تشاركي عمك جدوله الصباحي


- جدولك الصباحي؟


- سنعد الغداء


- ماذا؟


- سمعتني يا كسولة، هيا



و انطلق من الغرفة و هي تسير ورائه تكتم ضحكة غريبة



- ماذا سنعد ؟


- طبق الفاملي (و انتظر ليرى إن كانت تذكر)


- سمك الفاملي!!!!


- و ما غيره (و فرح لأن بعض الأمور لا تزال معلقة في ذاكرتها الصغيرة)



انطلقت جواهر فرحة بشعور غريب و كأنها عادت صغيرة، سمك الفاملي، طبق العم عبدالله و خالد... تلك السمكة الملئية بالعصارات الليمونية و البهارية و بها الكثير من الحشو اللذيذ... سوف نتخم اليوم لا محالة!


و بدأت المعركة في المطبخ بين رشق الليمون فوق الأصابع حتى تلين، و دموع البصل تلمع في العيون، و احتكاك الأطباق يملأ أجواء المطبخ بسمفونية مزعجة! كانت الأجواء ممتلئة برائحة السمك الـ "كريهة" و رائحة الأعشاب العطرية و قواعد العم عبدالله في مشاركة هذا السر العائلي مع جواهر فقط!



- ألا تعرف أن تعده عبير؟



غمز لها عمها و همس و كأن أحدهم يراقبهم



- كلا، إنه سرنا


- ههههههههههههه



استمر الطبخ و رائحة المطبخ أصبحت زكية و شهية و طيبة



- آه عمي... أيجب أن ننتظر الجميع؟


- هههههههههههههه


- لا تضحك عمي، إنني أتضور جوعاً


- ريثما تجهز السمكة، يكون كل من عبير و طلال قد وصلا



تجهمت عندما سمعت اسم طلال! ثم غيرت مسار الحديث إلى أن وصلت عبير بدوي الرصاص في صوتها



- سمك الفاملي! آآآآآآآآآآآآآه!



ضحك العم عبدالله و جواهر على ردة فعلها المبالغة و هي تمسك قلبها و تنتظر أمام باب الفرن الحار



- سوف أبدل ملابسي و أعود



و انطلقت كخيل في مهب الريح تسابق فرحتها ليس بالسمك، بل لجواهر المبتسمة و المنسجمة مع والدها


لم يصل طلال على وقته المعتاد و رجح العم عبدالله أنه سيعمل متأخراً خصوصاً بعد عدة مكالمات لم يجب عليها.


استمرت شمس الأطفال تشرق فوق مائدة الطعام و العم عبدالله يراقب عبير و جواهر تلتهمان الطعام كطفلتين حرمتا من الطعام و من أجواء الفرح برابطة الأختين. استمرت الأحاديث فيما بعد الغداء في مكتبة العم عبدالله ذات الجدران الطويلة و الملئية بشتى أنواع الكتب... وضع العم عبدالله اسطوانة في جهاز الستيريو و انطلقت فيروز بألحان شمس الأطفال، جلس على كرسيه الوثير و عبير تجلس عند قدمه و هي تغني معه و تهز رأسها معه يميناً و يساراً و كأنها طفلة و لم تبلغ الـ 23 ! استقر شعور مرير في قلب جواهر من هذه الصورة، كانت لا تملك من الذكريات ما يكفي ليرحل والدها... لحظ العم عبدالله تجهمها و أشار بيده لها فما كان إلا أن استجابت لغريزة الطفولة و ذهبت إلى الطرف الآخر لتجلس عند عمها و وجهها يطالع وجه عبير المشرق، تزعزعت بعض الأفكار في رأسها الصغير و هي تحس بيد العم عبدالله تحن على رأسيهما، أم لعله صوت فيروز الذي يستقر بألحان طفولية في رأسها. وضعت رأسها فوق ركبة عمها و أجهشت في البكاء!


توقف العم عبدالله عن مسح رأس عبير و أمسك بجواهر المتشبثة بثوبه، و ما كان من جواهر إلا أن تستقر في صدر عمها و هي تريد أن تحس بالانتماء إلى شئ لأي شئ...


استمرت تفرغ كل بها من مرارة و عدم تقبل واقع أنها يتيمة، و أن لا أحد في هذا المنزل يفهم ما يعنيه أن تبقى خارجة عن كل ما ألفته و تعودت عليه، نمط حياة جديد، ذراع مكسورة تعاون الأفكار الخبيثة في رأسها لتمنعها من النوم و الراحة! كانت دخلية كما قال طلال... دخيلة بكل معنى الكلمة!


لم يقل العم عبدالله شيئأً و تركها تبكي ما تشاء على صدره، و عبير ابتعدت لتحضر بعض المناديل الورقية لتمدها لجواهر التي لا تستطيع التنفس من فوضى الدموع، مدت عبير بالمناديل الورقية لجواهر و امتدت يد جواهر البيضاء لتلتقط تلك المناديل بكثافة


ضحك العم عبدالله على تلك المناديل الكثيرة في يد جواهر



- هههههههه، كل هذا... أو تريدين أن تبكي أكثر


- آسفة عمي


- لا عليك صغيرتي


- لقد أفسدت ثوبك



و نظر العم عبدالله و عبير إلى بقع البكاء المختلطة بالكحل على ثوب العم عبدالله، و انطلقت عبير تضحك



- لا عليك، فأنا أفعل ذلك أيضاً



و استطرد العم عبدالله مازحاً



- تعرفون ما تحضرون لي بيوم ميلادي



أكملت عبير



- ثوب بكاء جديد



ضحك الجميع، حتى جواهر من بين دموعها، ثم طلبت الإذن منهم لترتاح، و خرجت من المكتبة و تركت عبير عند قدم أبيها جالسة و هي تحدثه عن يومها في العمل، رائعة عبير فعلاً... إنها تشبه الأطفال و الكبار و ليست كطــ........


>>>>>>>>>>> يتبع
(3) المشهد الثاني
اصطدام آخر!



وقف يرقبها بعين غاضبة، و هي تتساءل لماذا يرمقها بنظرات الكره هذه و يرشقها بالكلمات الآتية



- I think you will take this as a habit… no I’m sure you will ! what are you up to JEWEL?! Bumping into me like this?!


(أظنك تريدين أن تتبعيها كعادة... لا أنا متأكد من هذا... إلى ما ترمين يا جوهرة ؟ بالارتطام بي هكذا؟!)



- لا شئ


- لا شئ؟!



توقفت جواهر عن التفكير، لعل الحبيبة المجهولة صارحته



- ما بك طلال؟


- ما بي؟!


- نعم... ما بك متجهم هكذا؟


- ليس من شأنك ما بي


- حسناً ليس من شأني، لكن أرجو منك أن تحسن معاملتي قليلاً



استغرب طلال هذا الطلب و بهذه النبرة المنكسرة



- أتعنين أنني أسئ معاملتك؟


- ماذا تسمي هذا يا طلال؟



توقف طلال عن الحديث و لم يعجبه كلام جواهر، تنحى جانباً و ابتعد عنها متوجهاً إلى غرفته



- ألن تحي والدك؟


- ماذا؟؟؟؟؟؟؟


- سمعتني... ألن تحي والدك، إنه في المكتبة مع عبير و قد أعددنا طبق الفاملي خصيصاً للجميع


- و ما أدراك أنتِ بعاداتنا؟!



تجمدت جواهر من نبرته الاستهزائية و أكملت بحزن



- صحيح، و ما أدراني بعاداتكم



و خرجت للحديقة مخلفة ورائها طلالاً حائراً، حائراً من تهرب فاطمة و حزن جواهر و عادات منزلهم التي تذكره بوالدته و بإنسانة أخرى.



توجه للمكتبة و سمع أنغام فيروز و أحاديث عبير الغير منقطعة و التي تتمازج بضحكات والدهما، لم يدخل و فضل أن يصعد لغرفته، لكن منظر جواهر في الحديقة استوقفه... كان يراقبها من نافذة الصالة الكبيرة و المطلة على بقعة أمه المفضلة من الزهور... كانت تجلس على المقعد الخشبي ذاته الذي كانت تجلس عليه و هي طفلة شقراء بوجنات وردية تغلب تورد فستانها الصغير. تجلس كما سابقاً تبكي و هي تفرك عينيها بظهر يدها السليمة.



ابتسم لصورتها الغبية، تبقى دوماً عنيدة و سخيفة و طفلة! لكنها مسلية.... خرج إليها



سمعت صوت خطوات على العشب، و رفعت راسها و وجدته مجدداً !



- طلال أرجوك، لا رغبة لي في الشجار


- و من قال إنني أريد أن أتشاجر معك؟


- و ماذا كنت تفعل طوال حياتك معي غير الشجار؟!


- ههههههههههههههه


- إما الشجار أو أن تغيظني كالآن بضحكك هذا!


- و من قال أنني أضحك لأغيظك؟!


- لم لا تكون مثل العم عبدالله أو عبير؟


- و من قال لك أنني لست مثلهما؟ هو والدي و هي أختي


- صحيح... و أنا دخيلة



و زمت شفيتها و هي تصارع كل أنواع التمزق من بعد الغداء



تنهد طلال و أكمل بهدوء



- أنت تعلمين لماذا أرفضك


- ما ذنبي أنا ؟



تطلع إليها بغرابة، ما ذنبها ؟ ذنبها .... أم ذنب ليزلي



- ما ذنبي طلال؟ إن كنت تمقت أمي... ما ذنبي أنا لتصب جام حقدك علي ؟ حسناً أنت لا تحبها و تتلفظ بالسوء عنها! ما ذنبي إن كانت الأم الوحيدة التي أعرف؟ أخبرني طلال؟! أتعتقد أنني أجد وجودي هنا مسلياً ؟! شجاري المستمر معك منذ أعوام مسلياً؟! تحديق الخالة فاطمة في كل ما أرتدي و كأنني عارية مسلياً ؟! إن كان أبي يريدني أن أحقق أحلامي ما...



قاطعها



- تحققين أحلامك بماذا يا جواهر؟!



تجمدت عندما لفظ اسمها كاملاً، و علمت أن ما سيقوله سيبقى بذاكرتها للأبد



- أعلم كل ما قلته، أحفظه عن ظهر قلب! لكنك لم تتوقفي عند مشاعر الآخرين و تفكري عندما عاد العم خالد مع أجنبية أمام خالتي! ترك زوجته، خالتي المسكينة ليحظى بأجنبية منحته أفكاراً متحررة و طفلاً لم تستطع خالتي أن تعطيه إياه! عاش لهوس جديد و رمى بخالتي و كأنها خرقة بالية! عبير لا تذكر، لكنني أذكر صوت بكائها في كل شبر من هذا المنزل! أذكر جيداً كيف أن أمي كانت تحاول أن تمنحها أملاً أن يعيدها العم خالد، لكنه خيب رجائها و رجاء كل من عرف من أهله! أتعلمين أن خالتي ماتت حزناً ؟! أتعلمين؟!



خرج متجهماً و مثقلاً بآلام السنين التي خدشت ذكرياته و ذكريات الجميع


و بقت جواهر تبكي بحرقة أكثر، لن تنتمي إلى أي مكان قطعاً.... قطعاً.... !

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 21-02-09, 05:38 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

________________________________________
(4) المشهد الأول


نعود لطلال و جواهر و المقعد الخشبي بالحديقة و الذكريات المهشمة و المشدوخة،،

يقتات من ألم والدته و خالته ألماً يراه في عينيها الزرقاوين، يتقاتل معها هكذا عله يطفأ القليل مما يحترق في جوف تلك السنين المطوية في الذاكرة ؟حتى تلك الذرات الصغيرة بالشفقة تختفي عندما يذكر ما لا تعلمه،، و ما يعلمه وحده!


خطواته على الأرض غاضبة حد الانفجار، و مع كل خطوة يرتد صدى قوي، ماذا يبقى مني يا فاطمة إن ابتعدتِ أكثر، ماذا دهاكِ لتتجنبي اتصالاتي الشحيحة؟ لم يمهل عقله فرصة التفكير و الرد

- ألو ؟
- ................
- فاطمة؟؟؟؟
- ................
- لمَ الصمت؟
- طلال

و توجس شراً عند سماع اسمه بهذه النبرة

- ماذا؟
- لا أستطيع المضي معك
- ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- لا أستطيع
- ................
- و لعلك تستغرب ما أقوله، لكنني لم أكن مرتاحة لبداية هذه العلاقة و لست أكيدةً أنها ستثمر لأنها بدأت خاطئة
- خاطئة؟؟؟؟!!!!!!!
- نعم، خاطئة! و لا أستطيع أن أبني عالمي على أساس خاطئ!

كانت كلماتها كما السم في فؤاده، كانت تلتقط خيوطه بدقة حتى تقطعها شر تقطيع، كانت الأحزان تبكي بصمت في فؤادها لأن صورته تحطمت بعيونها، لم يكن ذاك الأمير أو ذاك الشجاع أو ذاك الذي نحلم به نحن الفتيات، بل كان بكل اختصار رجل كأي رجل بغريزته!

- ليس سبباً يا فاطمة؟!!!!!
- بل هو سبب... لكنك لن تفهمه أبداً
- أفهميني أيتها الأستاذة!

هذه سخرية لم تتعودها في صوته، نعم! ها هو الرجل الذي لا تعرفه يظهر للسطح الآن! عندما تصطف ذرات الشكوك في العقول .. و تتراكم حتى تلوث كل شئ! هل يمكن أن نثق؟ أن نفهم؟! أن نتخلى عن كل شئ لأن احساساً مريضاً يأكلنا أحياءً؟!! ماذا يا فاطمة؟! اختفت كل قفزاتك التي تنطق بالحب؟! اختفى الحب مع أول اشارة شك من فتاة مجهولة بتفاصيل غرفة من سيكون زوجك؟! أيصحب تلك المجهولة إلى غرفته؟! كيف عرفت تلك التفاصيل الدقيقة؟! و كيف تعرف أن قرآنها الأزرق يستريح قرب سريره...؟؟؟؟!!!
كيف عرفت تلك المجهولة أن سريره يطالع النافذة كي يشرق الصباح على وجهه و يجبره على الاستيقاظ!
لا تغادورا بأفكاركم بعيداً، فاطمة تعرف ذلك لأنه قال ذلك لها، و أكدت تلك المجهولة وضع سريره! سريره أتفهمون؟؟؟!!!!
شرحت لها أن قرآناً أزرقاً صغيراً يستريح بالقرب من رأسه، ذات القرآن الذي منحته إياه من بعد وفاة والدته
كيف تعرف أين يقع سريره و أين يضع قرآنها؟ كانت معه بغرفته! بداخل غرفته! غرفته! مؤلمة! غرفته! غرفة ربما كانت ستضمها معه! و ضمت أحداً قبلها! غرفته يا عالم! غرفته و هو و هي! و أنا في التصريف المستقبلي! و ربما في التصريف التشاركي!
آه يا فاطمة، أتألم بشكك و بكل ما يجول في صدرك من سم الشك، سنسلط الكثير من الأضواء عليك... فأنت أحد أضلاع مثلث الحب هنا! أمس انتهيا يا فاطمة و طلال... انتهينا!

بيقولوا الحب بيقتل الوقت و بيقولوا الوقت بيقتل الحب
يا حبيبي تعا تا نروح قبل الوقت و قبل الحب
بديت القصة تحت الشتي بأول شتي حبو بعضن
و خلصت القصة بتاني شتي تحت الشتي تركوا بعضن
حبو بعضن ... تركوا بعضن
يا حبيبي شو نفع البكي شو إلو معنى بعد الحكي
((صوت فيروز))

- أفهميني أيتها الأستاذة! أنتِ تقفين في منتصف الطريق! و هذا ليس حلاً،،، أخبريني ماذا تريدين!
- .................
- أخبريني !!!!!!!!!!! لا تصمتي ،،، فقد كرهت كل أنواع الصمت من بعد صمتك!

إرمي أوراقكِ كاملةً
و سأرضى عن أي قرارِ
قولي،، انفعلي،، انفجري
لا تقفي مثل المسمارِ
لا يمكن أن أبقى أبداً كالقشة تحت الأمطارِ
إختاري قدراً بين اثنينِ
و ما أعنفها أقداري
((نزار قباني))

- لا أريد الزواج بكَ! لأنك....
- ماذا؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
- لأنكَ.....
- ماذا؟!!!!! لا تفقديني صوابي!!!!!

و انقطاااااااااااااااااااااااااااااع !

- ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ألو... ألو.... !!!!!!!!!!!!!

عندما نقف على عتبات الدهشة نتساءل... ما الخطأ الذي جرى؟ ما العقبة التي بعثرت خطواتنا المتلاحمة؟
طلال..... إيه يا طلال! إن كانت قد تخلت عنك منذ أول الطريق، فكيف ستعيش فاطمة بلا دوامة الشكوك تحت سقف منزلك؟! تهجرك في منتصف الطريق بلا سبب مقنع! سببها غامض.... ماذا يعني أنها تشعر أن ما بينكما خطأ لأنه بدأ خاطئاً و لابد أن ينتهي قبل أن يبدأ ؟! ماذا أرادت إذاً ؟ أن تمرر قدميها فوق حطامك ؟ أم أن تنشر سمومها في وريدك ؟! ماذا قلت ؟ لا تشعر بألم؟؟؟!!!!!
لا أشعر بالألم البتة! بل أشعر بغضب... و القليل من احتقار الذات! و الاحتقار لعقليتها المنطوية! قد نذرت نفسي لها و أقسمت أن لا أحب غيرها! و بكل بساطة ركلت ما أشعر به بكلماتها المتخبطة! إذاً حبي عليها كان كثيراً ! ما أشعره كثير جداً بالنسبة لها ! و كيف لا يكون كثيراً و قد رفضتني بلا سبب مقنع ! أكانت تريد أن أغازلها أم كانت تريد أن تأخذ هذه العلاقة الطاهرة إلى افق مجهول؟؟؟!!!! ماذا يا فاطمة....؟! و عيونه تطالع الهاتف اللعين! هل هذا هو السبب؟! بدايتنا و الاتصالات الشحيحة؟!! هل هو الهاتف إذاًَ ما يقف متعنتاً في ذهنك الغبي؟! حسناً.... إلى الجحيم به و بكِ ! و رمى هاتفه على الحائط ليتبعثر.... لكنه و للغرابة لم يتبعثر كما كان يظن... ايعقل أنه أحب صورة رسمها في خياله؟! و أن تلك الـ "فاطمة" ليس لها وجود؟!!!!
معك نحن يا طلال :::: معكَ للنهاية و كل ما ستجلبه الفصول ::: لديكَ بعض المناصرين هنا، و ربما إن استمريت كما يريدون ... سيكون لديك جيش من المناصرين,,,, at the end ... أنت بطلنا جميعاً !

مازالا قصص كبيري و ليالي سهر و غيري بتخلص بكلمي زغيري
حبو بعضن ... تركوا بعضن
و كانت القصة تحت الشتي بأول شتي حبو بعضن
و خلصت القصة بتاني شتي تحت الشتي تركوا بعضن
حبو بعضن ... تركوابعضن
((صوت فيروز))

*************
نقلة إلى غرفة جواهر و الصور تغطي أرض غرفتها و الدموع طفيفة لا مفهومة تتساقط منذ رحيل والدها الذي لا تعرفه واعياً معظم الوقت!

التقطت صورةً لوالدتها و هي تحتضنها من الخلف و تضم وجنتها قرب وجنة جواهر، و عادت لها ذكرى والدها و
هو ثمل و متثاقل كل ليلة عند عتبة الصالة الكبيرة، لتسنده هي و الخادمات إلى غرفته و تنزع عنه حذائه الأرماني! لقد تعلمت أن لا تقترف ذات الأخطاء التي اقترفها والدها عندما رحلت والدتها مذ كانت بالثامنة، لقد وعدت نفسها أن لا تسبب لقلبها المزيد من تعاسة والدها، و لن تتحطم كلياً كما تحطم والدها من بعد رحيل أمها!




لقد وعدت نفسي أن لا أسقط كما فعلت أنت daddy ، لقد علمتني بطريقة الـ hard way !

التقطت صورة أخرى لأبيها و عمها، تلك الصورة التي أودعها عمها معها كشئ يذكرها بجذورها

بسببك أنت! بسببك! تعلمت أن أسلك كل الطرق السليمة كي لا يؤذيني أحد! تعلمت أن لا أثق بأحد! بسببك أنا خائفة اليوم! لقد فقدت طريقي كلياً في هذه الحياة! تعلمت أن أخفي كل شئ وراء ابتسامتي، و ضحكتي و ادعائاتي! لم يكتمل قلبي بحبكِ لكي تسنح له حتى فرصة الانكسار! لم أعرف أن أحزن عليك dad ! لم أعرف! لقد ذهبت بلا رجعة! و خلفتني مع صوت بكائك و أنا أقف خلف باب غرفتك خائفة من كوابيسي، لأعود لغرفتي و أهدأ نفسي بمحاكاة ألعابي! و ها أنا أهدأ نفسي بذات الطريقة بلا ألعاب! بل بإيذاء الآخرين!

مزقت الصورة و فتحت دفترها كما هي العادة

We live in a world of chaos
Tearing what we think hurt us
But at the end
We tear ourselves
I found in them things I don’t understand
I can’t understand my cousins
I can’t get what my uncle is up to
I can’t see my refection in mirrors
Where do I belong?

(نعيش في عالم من الفوضى، نمزق الأشياء التي نظن أنها تؤلمنا، لكننا ننتهي بتمزيق أنفسنا، أجد فيهم أشياءً لا أفهمها، لا أستطيع أن أفهم أبناء عمومتي، لا أفهم ما يرمي إليه عمي، لا أستطيع أن أرى انعكاسي في المرايا، إلى أين أنتمي؟؟!)

أغلقت دفترها.

هل من كلمة تصف لنا معاناة الانتماء؟ ذلك الاضطراب إلى أي بقعةٍ ننتمي... بين المسافات حيث لا توجد محطات للتوقف و التأمل، بل تستمر قوافل الأفكار المبعثرة تسير بلا مكابح توقفها!
هل من كلمة تصف لنا ازداوجية الشخصية؟ ذلك الشوك الذي نخفيه وراء ورودنا استعداداً لمن يريد أذيتنا؟ بين الحدائق توجد مخاطر مختلفة، هناك الشوك و هناك العقارب و هناك وخزات النحل!
هل من كلمة تصف لنا أي صراع ينتج من زعزعة الاختيار؟ اختيار الجانب الطيب أم الجانب السئ؟ ذلك الذي يسكن في خلايا جواهر، فلا تعرف أي وجه من العملة تستعمل لصالحها؟

Good luck جواهر:::::: معكِ نحن جميعاً للنهاية ::: معها أنتم صحيح؟ ::: نعم، معكِ نحن لنهايات الفصول و بدايات الأفق المختلف.... with you my dear till the end !

نفسي موزعة معذبة ** بحنينها بغموض لهفتها
شوق إلى المجهول يدفعها ** مقتحماً جدران عزلتها
شوق إلى ما لست أفهمه ** يدعو بها في صمت وحدتها
أهي الطبيعة صاح هاتفها ** أهي الحياة تهيب بأبنيتها
ماذا أحسّ؟ شعور تائهة ** عن نفسها تشقى بحيرتها
((فدوى طوقان))


************* يتبع




(4) المشهد الثاني


بالصباح التالي، أقفل ذلك الدولاب الذي يحفظ السر الذي شتت الجميع، ماذا تحمل الأيام لنا؟

إلهي، رحمتك..... و الطف بتلك الصغيرة التي أراها تضيع كل يوم

ليرحمك الرب يا خالد،،، و يسامحك على ظنونك!

كيف أفقدتك الخمرة صواب رأسك؟! كيف تشك أنها ابنتك؟! هذه الأوراق تثبتها ابنتك... رأيتها، قلبتها، أعدتها و ارجعتها بمئات الفحوص! إن كانت زوجتك سقطت في خطيئة، ما ذنب هذه الصغيرة؟!

عندما يشيب الشيب في رأسنا، و لا نعرف كيف نصلح أخطاء غيرنا،،، ماذا نملك من حلول سوى الصبر و التبصر! العم عبدالله... أيها الرقيق جداً في كل التفاصيل... أيها الحضن الدافئ... أيها الكاتم لأسرار لا تطالع النور.... ماذا تخبأ لنا في دواليب مكتبتك؟ في قصصك؟ في فيروزياتك؟ في ثوبك الملوث بكحل الصغيرات...؟!

أي عاصفة حزن تثيرها تلك الصغيرة بنظراتها الزرقاء التائهة؟ كم كانت فاطمة تشفق عليها من بعد كل شي! الخالة فاطمة .. أتتصورون؟! الأخت التي تواسي أختها من غدر أخ زوجها.... تألمت لهذه الطفلة! لهذه الجواهر المهشمة!
كانوا زغار و عمرهن بعدو طري
و لا من عرف بهمن و لا من دري
((صوت فيروز))

*************

- Miss Miss (آنسة،، آنسة)
- نعم

) تلهث وراء عبير و تحاول أن تلفظ حروفها من بين تقويم أسنانها الكبيركانت الطالبة الـ nerd (الفطحلة/ الذكية

- you forgot your book (لقد نسيتي كتابكِ)

ابتسمت عبير و هي تلتقط كتابها من يد الفتاة التي لا تنتمي شكلاً إلى أعوامها السبعة عشر

- what’s your name (ما اسمك؟)
- كاميل
- اسم جميل
- Thank you

و انصرفت الفتاة التي لا شك أنها تحمل دماً أجنبياً في دمها، و سارت عبير إلى فصلها الثاني و الأستاذ يقف بعيداً و يراقبها بحذر.

الأستاذ العراقي/الفلسطيني ((غسان)) ذي اللكنة اللذيذة على مسامع الإناث، و صاحب الشهد في العيون الذي يخطف أنفاس النساء، إن كانت جولي تراقبه باستمرار، فاعلموا أنه وسيم حد البلاغة!
في عروق غسان يجري دمٌ عربي كثير النضال، من أقاصي العراق المغتصبة و فلسطين المحتلة!
يراقبها تحادث الفتاة برقة نادرة في كل معلمات هذه المدرسة، كان يراقب شيئاً يذكره بوطنين مغتصبين/ عبير

يا ربوع بلادي يا أحب الربوع
في حلايا فؤادي من هواكِ ولوع
يا ترى هل نعود صوب أرض الجدود
و الليالي تجود بالهنا و الرجوع
في ربى البيلسان كل صوت حنان
يا شذى الأقحوان في الروابي يضوع
(صوت فيروز في ذهن غسان المغترب و الباحث عن وطن يسكنه أرضاً و احساساًَ)

التفت عبير إلى الجانب الآخر عندما سمعت ضجة من الطلاب، و لحظته يراقبها!

لا تدري لماذا استقامت تلك الشعيرات الصغيرة وراء رقبتها!
و لا تدري لماذا شعرت أنها ترتجف خوفاً من كل ذلك الشهد في عينيه اللتين لم تفارقانها حتى عندما التقطت نظراته!
ابتلعت ريقها و دخلت فصلها و هي تتساءل، لماذا شخص بهذه الوسامة يتطلع إلى فتاة سمينة مثلي؟!
عندما يختبأ جمالنا وراء الأرطال، هل من أمل في قاعدة الـ inner beauty ؟! نغذي الروح بالطهارة، و القلب بالحب، و العقل بالعلم... و هل من كلمات تصفكِ يا عبير؟! إن كان جمال الورود هو ما يلفت البعض، فتأكدي أن البعض الآخر يختار الورود لعبيرها... و هل من ذاكرة أقوى من عبير الورد؟ من عبيركِ يا عبير؟ و لأنني أرى فيكِ كل البراءة الناضجة، لا أحتمل أن أتركك وحيدة بكل هذا العطاء.... و لأغنية فيروز التي لم أكملها باسم من سيتوجك ملكته... سنشهد قصة لطيفة و بسيطة... أو ربما... ذات عبير مختلف....

دخيلك يا إمي مِدري شو بِني
تُرِكيني بِهمي زِهقاني الدّني !
بذكر من سني واكتر من سني
شِفتو تحت اللوزه بها الفيّ الهني ..
ومابعرِف عطاني يمكن سوسني
ومن يومها ياإمي مدري شو بِني !
((صوت فيروز))

*************
ارتطم طلال بوالده

- ما ...
- اعذرني أبي
- لا بأس أيها الابن العاصفة

ابتسم طلال من بين عاصفته

- هل لا رافقتني للمستشفى؟
- لماذا؟؟؟؟؟
- ليس أنا أيها العاصفة
- إذاً
- جواهر

كانت فاطمة تتألم في قلبه، و خالته تتألم في ذاكرته، و سخرية جواهر تلاحق كل ذرة غضب في دمه

- لتذهب إلى الجحيم
- طلال!!!!!!!!!!!
- كفاك أبي!
- كفاي ماذا؟
- أعرف كل شئ!
- ماذا تعرف يا ولد؟ و أي لهجةٍ هذه؟!
- أعلم أنها ليست ابنة عمي!

جحظت عيون العم عبدالله، و غرق في دهشته

- أبداً أبي لم أفهم لماذا تشفق عليها و هي لقيطة! و لا تساوي شيئاً ! كيف تعطف عليها و أنت تعلم أنها حطمت خالتي و عمي و كل شئ!
- اصمت يا ولد! أنت لا تعلم ما تقول
- أعلم جيداً، سمعتك تحادث أمي منذ زمن

لم تلتقط رادارات جواهر أكثر من ذلك!
إذاً لهذا.... كان بعيداً عني... لا يبالي بي! لهذا أبي ؟!!!!
هل أردت أن نموت أنا و أنت في ذلك الحادث؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!

سقطت على عتبات الدرج بلا ادراك، و حطت بوسط الدرج و هي تلهث، ليلحقها عمها و طلال يقف عند بداية الدرج

يا عاقد الحاجبين على الجبين اللجين
إن كنت تقصد قتلي قتلتني مرتين
(صوت فيروز)

عندما نكتشف حقيقة من غدر بنا، و نسلط جام غضبنا على هذا الغادر،،،، أيحق لنا أن نكشف أوراقاً قد تضيعه في متاهات سوداء ؟ كمتاهات الادمان؟!

من غدر... من ضاع... من أدمن؟


ت الأسبوع الجاي،،، بدي منكون سكر التفاعل،،،،
بدي خبركن قصة زغيرة زغيرة القصة و أنتوا زغار
منحكي و بتصير الليلة قصيرة بكراان شاء الله تصيروا كبار
(مع صوت فيروز أودعكم للأسبوع الآتي)






اليوم اكتظت المشاهد أمام عيني من كثرة ما قرأت، و من كثرة ما بحثت عن أشياء تفيدني و تفيدكم،،، إنها رحلتنا جميعاً إلى مكان أفضل إن شاء الله،،، بعض المعلومات هنا قد اقتبست من قراءات لي،،، و قد ضعت قليلاً بين السطور، لذا اعذروني إن وجدتم بعض الأخطاء،،، و أتمنى أن تنبهوني إليها إن وجدت...
أتمنى عليكم القراءة بتمعن و ادراك، فلكل قصة هنا أريد أن أخدم شيئاً
أترككم مع....

________________________________________
(5) المشهد الأول



الـ Theme اليوم: غضب ((زهرة المدائن)) و دموع ((يا عُود)) لفيروز


سقطت على عتبات الدرج بلا ادراك، و حطت بوسط الدرج و هي تلهث، ليلحقها عمها و طلال يقف عند بداية الدرج


يا عاقد الحاجبين على الجبين اللجين
إن كنت تقصد قتلي قتلتني مرتين
(صوت فيروز) – قد تكون اغنية حب،، لكن القتل فيها ألزمها هنا

PAUSE

صوت العود في (يا عُود) يسطع على المشاهد التالية!
يا عود يا رفيق السهر يا عود
متكي على المخمل تتوجع
وتروح ع أخر دنيا و ترجع
تكتب و تمحي حدود
يا عود
((صوت فيروز))
عمها حولها، و هي حول نفسها تتبعثر بهدوء مميت، تعثرها على الدرج لم يكن إغماءاً بقدر ما هو أنين مكبوت من ألم الرفض، و ألم الاهمال، و ألم الأب الذي احتضنت قدميه ثملاً و هي تسهره في ذاك البيت الكبير وحدها.
احكيلي ع سهريات بقصور
كلها رخام ونوافير
((صوت فيروز))
أيا أبي الذي انتظرته ليلاً ،، أبكي ثمالته،،
وتشعشع الكاسات ع خصورتتلوى
وحرير يطير حيران ماله دار
وصوتك يشتي قمار
((صوت فيروز))
أسحق ذات احترامي لنفسي و أنا أغير أغطيته المبتلة بالعرق و الفضلات لكي لا تقل هيبته أمام الخادمات !
أيا أبي،،، ألأنك لست أبي،،، كان تجرعي للمرارة قراراً اتخذته عندما فصلت رجولتك عن أبوتك! أيا أبي، هل كانت تلك السنين و أنا طفلة بين يديك هباء منثور على قارعة الطريق؟!
ياعود ياعود يارفيق السهر ياعود
متكي على المخمل تتوجع
وتروح ع أخر دنيا وترجع
تكتب و تمحي حدود
ياعود
((صوت فيروز))
أيا أبي، كيف،،، أما كان يجب أن أعرف،،، لأفهم! لأفهم لماذا لم أحزنك كابنة مفجوعة! كان رحيلك مؤلماً لنفسي، لا حزناً عليك؟! هل هذا صحيح إذاً....؟ صور والدتي المرفوضة في المنزل لم تكن لحزن، بل لشئ آخر!
اهمالك اللامبرر لهذا إذاً ،، لهذا أبي؟! أبي... أم يجب أن أقول خالد؟ من أين أتيت إذاً... من أين؟!

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا عود

يا أيها اليوم الذي سطع في زرقة العيون بشدة، ما لتلك البحار سوى الغرق في ظلمات التمزق.
كم من الأشياء تريد ابتلاع ما تبقى من خلايا الأحياء!
آآآآآآآآآآآآه منك يا عود

PLAY

- أعد ما قلته؟

استمهلها العم عبدالله

- عزيزتي، لا عليك إنـ.....
- كلا! دعه يعيد ما قاله!!!!! أعد ما قلته you!!!!

و هي تتطلع بطلال بحقد مؤلم

PAUSE
يا عود يا رفيق السهر يا عود
متكي على المخمل تتوجع
وتروح ع أخر دنيا و ترجع
تكتب و تمحي حدود
يا عود
((صوت فيروز))
يحدق بسواد عيونه إلى اشتعالها الغريب، لم تسكب عين السفايار أي قطرة من الدمع المدفون، و بقي في صمته و فاطمة تشوب كل خلية فيه بألم، كنتِ دوماً حاضرة لتفريغ ألمي يا جواهر! منذ صغرك و أنتِ تلاحقين تفاصيل الجميع حتى أهملوني و عبير،،، لست غيوراً منك! لكنني لا أريدك في ما تبقى من حياتنا!
احكيلي ع سهريات بقصور
كلها رخام ونوافير
((صوت فيروز))
كفاك أبي الذي نسيني عند المدرسة لأجل نزوة بكاء مريرة منك! كفاك سلباً ما تبقى من حنان والدي! لست غيوراً ! كلا.... ليست غيرة.... قتلتي بساطة طفولتي بكل العقد التي جلبتها بليلة ميلادك السوداء! أيا خالتي الراقدة في التراب مرارةً... لا يعلمون ما بي من ألم،،، لا يعلمون ما بي من أسى،،، لا يعلمون ما رؤية أحب الناس إليك تنتهي بزيارة الشيوخ لطرد تلك الجنونيات،،، كل ذلك الوفاء الذي ركل جانباً ليستوطن رحم شقراء أجنبية جنين لم يمنحك الرب إياه،،، من بعد تلك الأورام الثقيلة بذاك الرحم المنتوف، لم يمهلك العم خالد وقتاً أطول من الوقت المتبقي لحياة كتبت لها أن تنتهي بذات يوم ولادتها!
آآآآآآآآآآآآآه يا عود
إنها لفاجعة يا راوية، لماذا تجرعينني كل هذا الألم! أن ترحل روحها عنا بقدوم روح هذه التي لا تنتمينا دماً و لا خُلقاً! بذات اليوم الذي انتظره العم خالد خلف أبواب قسم الولادات، كانت هي في نهائيات الغيبوبة السرطانية! لم أخبر أحداً بطلبها الأخير،، لأنني كنت أجبن من أن ألفظ حروفي أمام من قدره لي الرب عماً.... كيف كان لي أن أخبره بكائها و رغبتها الملحة برؤيته؟ كيف و هو يتراقص فرحاً بابنة شك بنسبها لاحقاً!!
آآآآآه خالتي ،،، كم يحن رأسي لحضنك الدافئ! كم من الحنان أوجد الرب فيك،، حتى فاق حنان أمي! آه خالتي! قد كبرت آلاف السنين عن سنيني العشر حين ودعتني.
آآآآآآآآآآآآآه يا عود

استمر كل ذلك الصراخ من أحبالها الصوتية التي لا تتسم بشئ من النعومة الآن، كانت تصرخ من معدتها.. أو ربما من مكان مختبأ داخلها، و أبعد ما يكون من قلبها الذي لا تحسه للأسف.

أكان صوت صفعة العم عبدالله العودة إلى الواقع؟

PLAY

- كفي يا جواهر!!

تحدق ببلاهة به، و خدها يؤلمها، كتفها يؤلمها، ركبتها تؤلمها، لكن للغرابة، قلبها لا يؤلمها لأنها لم تعد تشعر به

- طلال لا يعرف نصف الحقيقة

اشتد انتباه الاثنين لحديث العم عبدالله،، و ربما أنا و أنتم أيضاً !

PAUSE

**************

لا تهملوا تفاصيل عبير أرجوكم، فهي منغمسة في دائرة المعلمين و المعلمات و جل تركيزها في تلك المسرحية التي ستعرض في حضور مؤسسي المدرسة الأجنبيين و العربيين، كانت تملك من الخيال ما يصحبها إلى تفاصيل انتقاء الأزياء و الاثراء في دقائق الامور،،، حتى أنها استعانت بفيروز لتصور ملحمة الدراما في النص المسرحي المعروض.

إلى دائرة المعلمين

انطلقت لكنة غسان لتسلب لب الجميع، لكن عبير استوقفتها ثقافته الغريبة، فمدرس التاريخ هذا يملك من حس الدعابة الممزوجة بالسخرية أحياناً و بالادراك المميز أحياناً أخرى ما يكفي لنشعر بدم بلاديه المغتصبتين (العراق و فلسطين).

كانت الدائرة تتسع في نقاش ما يجول في رؤوس المعلمين و المعلمات، حتى استوقفها غسان باسم سعد الله ونوس (عرفته أنا هذا الصباح من بعد بحث لذيذ، و أعجبني ما رأيت منه، لذا اقتبست بعضاً مما يلي في فلسفة هذا الكاتب السوري الرائع)

حل صمت بسيط عندما انطلق غسان بفلسفة سعد الله ونوس

- تأخذ الحكاية أهمية كبيرة في نصوص سعد الله ونوس الأخيرة ، نصوص المرض والتأمل والموت . صحيح أن المسرح كله قائم على عنصر الحكاية ، وصحيح أيضا أن اغلب مسرحيات ونوس تطرح نفسها على شكل عبرةأو أمثولة أو لعبة تنكرية لكن الحكاية في مسرحياته الأخيرة قد تأخذ معاني أخرى . لقد تغير مفهومها بشكل كلي فأثر ذلك مباشرة على وضع الشخصية وعلاقتها بالمتلقي ،وعدل تماما من كيفية قراءة النص وتأويله وحتى طريقة إخراجه. لذا أفضل أن نستوحي هذه المسرحية من قراءات مختلفة بدل أن نرمي ما برؤوسنا على الطاولة.

استوقفته عبير

- اعذرني، لم اسمع بهذا الكاتب... هل لا كلمتنا أكثر عنه

وافقها الجميع و هم متحمسون لما سيقول

كانت تلك النظارة الطبية تحجب شهد عيونه، و لكنها التقطت ابتسامة من عينيه على مداخلتها

- سعد الله ونوس مسرحي سوري، درس الصحافة في القاهرة و فن المسرح بباريس، مسرحياته كانت تتناول دوما نقدا سياسيا اجتماعيا للواقع العربي بعد صدمة المثقفين إثر هزيمة 1976

استعرى انتباه الجميع للخلفية الخصبة لهذا المسرحي

- ساهم ونوس في إنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وعمل مدرساً فيه. كما أصدر مجلة حياة المسرح، وعمل رئيساً لتحريرها. في أعقاب الغزو الإسرائيلي للبنان وحصار بيروت عام 1982، غاب ونوس عن الواجهة، وتوقف عن الكتابة لعقد من الزمن ثم عاد إلى الكتابة في أوائل التسعينات. ثم توفي ونوس بعد صراع طويل استمر خمس سنوات مع مرض السرطان.

كانت صورة ونوس تتبلور في رؤوس البعض على هذه الطاولة، كما بعضنا يقرأ و كما أنا أكتب

- ونحن لن ندرك معنى تمسك ونوس بالحكاية في أواخر حياته إلا إذا أدركنا معنى الكلام .
الكلام من بين كل ما نعرفه من أشكال الحياة ، هو الصيغة الرئيسية للتأكيد على الذات الإنسانية ، من المهد إلى المنبر ، من الكوخ الطيني إلى القصرالعظيم ، من كتابة اجمل وأروع قصائد الحب، إلى قرارات الموت والمجازر وإيذاء البشر . والناس يستعملون مليون كلمة لقاء كل رصاصة واحدة.

كانت عيون عبير تبرق بلذة حروف مدرس التاريخ هذا

- اول ما يولد الانسان يؤذن في اذنه ، واخر ما يسمعه وهو ينزل الى مثواه الاخير كلمات ايضا ، بين كلامين تبدأ حياة الانسان وتنتهي ، وونوس يقول ," الحكاية وحدها هي التي تخفف العذاب وتداوي الجروح " . يلخص سعدالله ونوس بهذه الكلمات معنى الحكاية ووظيفتها

لم تستطع أن تحتمل قوة كلماته، فما كان منها إلا أن قالت

- all those who agree, please say I (لكل الموافقين، صوتوا بنعم)

كانت اليد تلو الأخرى ترتفع مؤيدةً غسان و صوت فيروز يحاكيني في زهرة المدائن (ليتني قادرة على بث مسرحية ذات ألم جميل بكلمات الأخوان )الرحباني، ليساعدني الرب و أنتم

لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي
لأجلك يا بهية المساكن يازهرة المدائن
يا قدس يا قدس يا قدس يا مدينة الصلاة
أصلي
عيوننا إليك ترحل كل يوم
ترحل كل يوم
تدور في أروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمة
و تمسح الحزن عن المساجد
((صوت فيروز الوطني))

<<<<<<<<< يتبع
(5) المشهد الثاني


تسليط ضوء على غسان


تجاوز الثلاثين و بقي بلا عائلة. كيف و هو بلا وطن؟ و أي مواطنة تبني عالمها على الـ لا مواطن؟!
نحن أحياناً نشعر بالاغتراب وسط أهلنا و عالمنا و وطننا، فكيف بالمغترب الحقيقي؟

الطفل في المغارة و أمه مريم وجهان يبكيان
لأجل من تشردوا
لأجل أطفال بلا منازل
لأجل من دافع و أستشهد في المداخل
و أستشهد السلام في وطن السلام
و سقط العدل على المداخل
سقط العدل
سقط العدل
سقط العدل على المداخل
((صوت فيروز))

لن نستطيع ادراك تلك المعاناة للمغترب اجباراً، أو من فقد أهله بلا حيلة منه، أماً فلسطينية و أباً عراقياً توفيا في لبنان و ثمرة النضال (غسان) تعبر الحدود إلى عراق أكثر أمناً من الآن مع جدة تستر فتى صغيراً في عبائتها هرباً من حرب الـ 1975.
و سقطت العراق، مجبرةً إياه الانفصال عن آخر الأوطان. ليس جبناً أو تخاذلاً، بل لوعد قطعه على جثة جدته المتوفاة بأن يعيش بأسرة و بعيداً عن ما فتك والده و والدته.
فلسطين ، العراق ، و لبنان التي تريد الاسرائليات ابتلاعها، ليساعدني الرب في بث ما أستطيع بثه من شجون و ألم في هذه المناطق و كل المناطق التي تدنست بأيدٍ آثمة، ليس لعرض تاريخي، فأنا لا زلت أجهل الكثير من هذا التاريخ الملتوي، لكنني أشعر بدغدغة في كل مشهد مر على عيوني من فضائح و آلام في نشرات الأخبار.
لكل أمِ رفعت يدها تدعو أن يتقبل الله شهادة ابنها
لكل أب حمل طفله بالدم و جري إلى نقطة آمنة
لكل ابن و ابنة ارتموا بجثة أمهم و جثة أبيهم طلباً لايقاظ ذلك الحضن
لكل شيخ عاش آخر سنينه مغترباً وحيداً و مظلوماً
لكم جميعاً،،، دعائي و دعاء قرائي بإذن الله....
لكل من حل بهم غزو ،،، و حل بهم الظلم،،،

اللهم منزل الكتاب ، سريع الحساب ،اهزم الأحزاب ،اللهم اهزمهم وزلزلهم


*********

كانت تفرك وسادتها بوجهها ألماً و خوفاً

ليست جواهر ،،، بل فاطمة!

كان كل الاختناق يلاحق أنفاسها، خوفاً من طلال و من الظنون التي تنهش روحها!
كيف رميت باحترامي لذاتي بين براثن ذاك الخبيث؟ كيف؟
كل تلك الأيام كنت عمياء؟ جاهلة؟ غبية؟
أكيد! أكيد! كنت كل ذلك و أكثر.

دخلت سمية بخفة و همست

- فاطمة؟

رفعت رأسها المثقل بالأفكار و أجابت بهمس

- ماذا؟

هزت سمية رأسها

- إلى متى يا فاطمة؟
- أتركيني سمية
- لن أفعل

اغرقت رأسها في وسادتها

- اتركيني بالله عليك

أردفت سمية بحب

- كلا

رفعت فاطمة رأسها و هي تتطلع بسمية ذات الأعوام العشرين، و سمية تخبأ خلفها شيئاً

- ماذا لديك هناك؟

ابتسمت سمية و رفعت حاجبيها بافتعال

- لا شئ
- لا شئ؟
- لا شئ

تطاولت يدها لتجد لعبتها المفضلة و بعض السكاكر، و لا تدري لماذا أثارت فيها هذه الأشياء عاصفة من البكاء
ودت لو أنها لم تعرف طلال، و أنها لم تفكر يوماً أن تربط مصيرها بمصير انسان خبيث مثله
احكيلي ع سهريات بقصور
كلها رخام ونوافير
((صوت فيروز))

- كيف سأقول لأمي أنني لا أريده يا سمية؟

احتارت سمية الأخرى، فوضع فاطمة لا يحسد عليه، أن تخبر أهلها أنه سيتقدم لخطبتها و من ثم ترفض لأنه.... لأنه... لا أستطيع تمرير الكلمات بين أصابعي لألم فاطمة،،، و أحلام فاطمة المهشمة،،، نهاية ذاك الحب الطاهر جاءت تصفع الحقيقة بوجهها و وجهي. لا أملك كلمات لها حتى،،، فأمثال فاطمة يملكون من الرقة ما يأسرني حزناً و يأسركم ألماً،، هل أسرتكم بخوفها و لوعتها ؟ أظن ربما،،، و الكثير من فاطمة ينتظرني و ينتظركم.

احتوت الأخت أختها، و بقيتا على ذاك الوضع من الحيرة و قلة الحيلة.

هل كان طلال من أولئك الشباب الذين يلاحقون الفتيات بالجامعة باستماتة؟ هل كان سيحقق وعده بالاجتهاد و التقدم إليها أصلاً؟ دوامة الشكوك مريبة,,, لا أريد الغوص فيها الآن يا فاطمة...

**********
PLAY

- و لا نصف الحقيقة
- إذاً ماذا تسمي وجود رجل غريب في فراش عمي؟!!!!

أتته صفعة قوية أفقدته القليل من التوازن و أصابته بالألم،،، لكنها كان يعلم أن والده سوف يأخذ صف جواهر

أما عن تلك التي تجلس على عتبات الدرج، لم تكف عن الارتعاش ألماً جسدياً و ألماً نفسياً

- رجــ... فراشــ.. ماذا؟

لم أسمع العم عبدالله يصرخ كما الآن بين سطوري

- أنت ملئ بالحقد يا طلال! ألا يكفيها ما لم تعلمه للآن!

وقف طلال بشموخ و قال:

- قد يكفيها نعم... لكن أتعلم يا أبي؟ يكفيني أن أشعر أنك تهتم لأجلها أكثر مني و من عبير لكي لا أهتم بها البتة!

حدق العم عبدالله بابنه دهشاً، و جواهر تقاطع هذا الجو المشحون

- أي رجل و أي فراش...

حاول العم عبدالله أن يهدأ روع الفتاة التي ترى صور والدتها تتهشم أمام عيونها

- ابنتي
- لا تقل ابنتي! لا تقلها! All of you shut up

يدها السليمة تنتزع ما يكفي من بصيلات شعرها ألماً، و طلال يراقب تحول هذه الهمجية إلى مرآة مكسورة، شظايا من الجواهر تتهشم ، أخيراً عرفت يا جواهر أن أمك كانت بكل البذاءة التي استنكرتها بيوم، و من يلوم عمي خالد إن شك أنك ابنته

العم عبدالله يقاطع كل الألم

- أنت ابنة خالد... لدي كل الفحوص التي تثبـ.....
- فحوص؟
- قد أجريت كل الفحوص مع خالد، أنتِ ابنته، إنها معي بالمكتبة، تعالي و أنظري إليها لكي يطمئن قلبك
- هههههههههههههههههه

قلق العم عبدالله من ضحكتها

- طلال اتسمع؟

تطلع طلال بها مستغرباً لهجتها القاسية و ضحكتها الساخرة و الأكثر كلمات والده

- أنا ابنة خالد.... ههههههههههههههه
- أنتِ كذلك يا ابنتي، لا تضحكي هكذا يا ابنتي
- ههههههههههههههههه عمي... هل أجريت الفحوص لتتأكد أنك عمي أيضاً
- جواهر.... توقفي عن هذا بالله عليك
- لماذا يا عبدالله... أستطيع أن أناديك عبدالله ... صح؟ أجل أستطيع.... أتعلم... وجود الفحوص مصيبة

تطلع الاثنان بها و هي تضحك و عينها دامعة

- لم يهتم بي قط
- .................
- و إن كان أبي كما تقول تلك الــ ههههههه... تلك الــ فحوص.... لم تكفيه ليشعر بي! كم هذا مضحك...

أخذت تضحك و تبكي،، لا تعلم أين يتجه عقلها،، إلى الصواب أم الجنون؟ فعلاً وجود الفحوص مصيبة! و إن كانت كما يدعي العم عبدالله،،، فإنها تجرم خالد بكل الوحشية في رجولته التي أبت أن ترضخ لخيانة زوجته و تظلم أبوته لجواهر!

- هههههههههه،، كره ليزلي و صب جام كرهه علي و أنا ابنه دمه؟ برااااااااااافو! برااااااااااااااافو خالد! I got it now ! كم كنت عمياء و غبية ههههههههه

و أخذت تصفق يدها السليمة بالأرض

- برااااااااااااااافو دادي... may you rest in peace و may I live in hell

وقفت تترنح و أشارت لطلال باصبعها السليم

- لم أظن أنني سأقولها لك بيوم... thank you أيها الوسيم!
- ماذا؟؟؟!!!!
- You solved the puzzle ،،، عرفت لماذا كان يثمل و لماذا أخفى كل صور ليزلي،،،، ههههههه طلال،،، حتى أنك حررتني من وهم أمي الطاهرة! (توجهت أنظارها إلى عمها) أتعلم عمي... أوووه عبدالله... كنت أرفض هذه الفكرة عن أمي بشدة،،، إلا أنني أصدقها تماماً الآن! اكنت تعرف من هو الرجل عمي؟

أكانت في كلماتها شوكة صغيرة تطعن طرفاً في قلب طلال؟ و تجرع الألم في قلب العم عبدالله؟

- عمي،،،، عمي تعال،،، سأريك شيئاً

و ركضت على الدرج و العم عبدالله محتار بما يفعله بهذه الفتاة

صعد ورائها و طلال يتبعه بفضول قاتل لردة فعلها المجنونة الضاحكة الباكية

- انظروا...
و التقطت صورة من الأرض و بها أمها مع أبيها و تاجر فرنسي كبير

ارتفعت عيونها إلى عمها

- هو صحيح؟

صمت العم عبدالله،،

- طلال.... هههههههههههههه... حتى أنه قبيح! ماذا رأت فيه و لم تر في أبـ...

و توقفت كلمة أبي في حلقها كالجمر!

و توقف الضحك المجنون و القطع الناقصة تعود إلى أماكنها
ليزلي و خالد و التاجر الفرنسي! فراش الخيانة و الفحوص و التنصل من الاحساس الأبوي! شبكة الألم و الادمان الكحولي؟!

أخذت بضعة أنفاس بشهيق مؤلم،،، و تكورت شفاهها بألم و هي تطالع عمها و طلال

- لم يكفه أنني ابنته... لم يكفه ليحبني عمي!

و احتواها العم عبدالله في ثوبه الذي تلطخ بكحلها الأسود، و خرج طلال من الغرفة و هو مثتاقل بالألم....
ربما كان خالد و ليزلي و الجميع سبباً... و طفولتي المحشورة في زوايا هذا المنزل تصرخ بالمنطق أنكِ يا جواهر لست طاهرة.... لكن.... و لم يكمل حديث نفسه لأنه غطى عينيه يمنعها البكاء... لكنه بكى!

ربما أنا أبكي قليلاً أيضاً ،،، فالكل هنا يؤلمني،،،
Break للجمعة القادمة

********


مفاجأة صحيح؟ طيب أنا أخليكم مع الجزء القصير هذا و اللي إن شاء الله يكون موضح من بعد نقاشي مع العم عبدالله أيوووووووه العم عبدالله،،،، لما تخلصوا قراءة راح تفهموا


و بالنسبة لبوكيهات الورد،،، قريب إن شاء الله،،، و الله ما نسيتكم

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 21-02-09, 05:39 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

________________________________________
(6)

مر الأسبوع على غير عادة في المنزل الكبير، كئيب و gloomy))، طلال منهمك في غضبه و مزاجياته السوداء، جواهر في ضياعها و صمتها الغريب من بعد الحادثة، عبير في أحلام تحقيق الذات و خطط الـ diet و أخيراًَ العم عبدالله في المكتبة يراجع كل السنين المؤلمة في ذاكرته و التي لا يعرفها الأولاد كلهم (نحن أيضاً في تصريف الأولاد الذين لا يعرفون القصة كاملة)

لنضع بعض النقاط على الحروف في ذاكرة عمنا عبدالله، لأنه عمنا جميعاً... صح؟

يستريح العم عبدالله على كرسيه الجلدي الزيتي، و نظارته تضفي عليه لمحة من ظرافة تقدم السن، و طبعاً فيروز ترافقه في جارة القمر

أدخل أنا الآن مع ألحان فيروز

نحنا و القمر جيران بيتو خلف تلالنا
بيطلع من قبالنا يسمع الألحان
عارف مواعيدنا و تارك بقرميدنا أجمل الألوان
ياما سهرنا معو بليل الهنا مع النهدات
ياما على مطلعو شرحنا الهوى غوى حكايات
نحنا و القمر جيران لما طل و زارنا عقناطر دارنا رشرشالمرجان
يا جـــــــــــــــــــــارة القمر

راوية: العم عبدالله؟
- مرحباً ابنتي، لم أنتبه لكِ، خلتك تنامين أو تكتبين
- لم أستطع عمي، أريد أن أعرف قصة العم خالد و ليزلي و الجميع
- حسناً، اجلسي قرب عمك هنا، هكذا،، سأحكي لك الحكاية بضمير الراوي مثلك
- ههههههههه عمي،،، سوف تصبح الروائي الحديث ؟
- نعم، اسكتي أيتها المشاغبة و دعيني أفرد عضلاني الروائية، قرائك ينتظرون منذ أسابيع مفاجأة بنصف الأسبوع! و أنت تكتبين بغموض يثير الملل
- أنا عمي؟؟؟
- ههههههههههه،،، أمازحك،،، دعيني أروي
- تفضل عمي

العائلة الكريمة (خالد و عبدالله) قبل 30 سنة ، تزوجا من أختين (وفاء و فاطمة).
كانت الأيام أجمل من فصول الربيع والأزهار.
وصل طلال أول الأحفاد للعائلة الكريمة، و بعده عبير والعم خالد صفر اليدين من الأطفال بسبب عقم زوجته.
كانت الخالة وفاء ذات الحنان المفرط، تحث زوجها على الزواج لينجب، لكنه كان متمسكاً بها و بحبه لها طوال سنوات زواجهم الى أن.... وصل ذاك المشروع المشؤوم في أمريكا، تاركاً وراءه زوجة برقة الندى و بلسم الأرواح.

ذهب خالد و بدأ مرض الخالة وفاء برحمها المعطل! سرطان الرحم الذي لم يمهلها الكثير.

رجع خالد من فوره، بكى بحضنها، و توسلته أن يفكر بالزواج و الانجاب، لكنه ظل على موقفه.

كانت الخالة فاطمة و أبنائها (طلال ذو السنوات التسعة) و (عبير ذات السنين الأربعة) علاجاً مفيداً مع العلاج الكيماوي الذي أخفى معالمها كأنثى، و ترك خالد في زوبعة من التخبط و الضيق، فهي لم تعد وفاء، و هو لم يعد خالد، و الشراب بدأ يؤثر برأسه و ليزلي دخلت من الباب الذي أحكمه سابقاً في قلبه.

دخلت ليزلي، بكل تلك الأنوثة و كل ذلك الـ caring و كل تلك المشاريع التي تريد أن تحظى بجزء منها و من بحبوحة العيش. لم يمنعها هذا كله من حب خالد، أحبته، و يبدو أنه أحبها في لحظة ضعف ثملة !
عندها استيقظت وفاء من طيبتها المفرطة و اتخذت منزل فاطمة مهرباً وقتياً من خالد و حكايته مع ليزلي الفاتنة!
و بقيت تبكي ما تبقى لها من وقت، تبكي خالد و تبكي الغيرة القاتلة في قلبها، و تبكي أنه لم يسأل عنها و تبكي أنه اهمل كل رسائلها و كل وسيلة اتصال بها!

حسناً، لم يكن ذلك من فعل خالد، بل من فعل ليزلي التي أرادت أن تحتفظ بخالد نظيفاً من وفاء! تمكنت من قطع كل دلائل الاتصال بين خالد و وفاء، و بقيت تعبث برأس خالد إلى أن تزوجها!
بقيت وفاء تناضل المرض، الشهر تلو الآخر، مستعينة بأختها و أبنائها و كل الحب في هذا المنزل الدافئ، و بعيدةً عن خالد الذي نسيها، لكنه لم ينسها، و لم يشأ أن يزعجها كما تدبرت حيل ليزلي المحكمة أن تفهمه ذلك.

بدأت بذرة في رحم ليزلي، ابنة خالد (جواهر)، التي اصبحت محور سعادة جديدة لخالد من بعد ألم فراقه عن وفاء! مرت شهور الحمل بسرعة و بليلة سوداء، انقبض رحم ليزلي ليخرج تلك الجواهر التي طالما تحدث عنها مع وفاء! كان في بداية زواجه بوفاء يغيظها بكل أسماء الفتيات اللواتي يريد انجابهن ، إلى أن استقر الاثنان على اسم جواهر، و اسماها جواهر... و رحلت الأم التي لم تعرف الأمومة بذات اليوم (وفاء)!

بقيت المعضلات تتزايد، لم يحتمل خالد موت وفاء، فوقع في دوامة الشرب لينسى، كون إيمانه ضعف تدريجياً من بعد كل الألم في فراقها و شجارات ليزلي المستمرة في اهماله لها ! اهمل خالد ليزلي و بقي يلاعب جواهر و هو يشعر بشئ من وفاء! كانت تركيبة خالد غريبة جداً... ربما لأنه أحب وفاء بطريقة لم يفهمها أحد و لن يفهمها أحد! و لأن جواهر هو الاسم الذي اختاره مع وفاء... لكنه لم يشعر بالأبوة الحقة لأن الخمر يجري بدمه!

ثم جاءت الخيانة! ليزلي و التاجر الفرنسي و في فراشها الزوجي! ليزلي كانت تعيش حالة من الاحباط و الاهمال من زوجها! و كانت تتمزق على جواهر! ربما كل هذا و بعض الأفكار الخبيثة دفعتها إلى التاجر الفرنسي! بقيت الأمور بشرارات في منزل خالد و جواهر كانت أصغر من أن تفهم،،، ربما كان ذلك يعود لأمها التي تعطيها الحلوى كي لا تخبر أبوها من يدخل المنزل و من يخرج منه! لكن الوقت لم يمهل خالد أن يكره ليزلي بالقدر الكافي،،، اصيبت هي الأخرى بسرطان في مرحلة متطورة، مخلفة إياه مع فتاة في الثامنة و الكثير من الألم لاعترافاتها بما فعلت من قطع كل وسائل الاتصال بوفاء و كل خيانة مارستها في منزله و فراشه! يغرق خالد في الادمان أكثر و جواهر تصارع كفرد في مجتمع لا يقبلها و لا يحتويها....

خارج حدود الرسمية:

راوية: عم عبدالله؟
- نعم عمي
- القراء قالوا لي أحفظ حقوق الرواية،،، ممكن أدخل بينكم ضيفة؟
- حياج يا بنتي بأي وقت،،، الرواية روايتك
- شكراً عمي
- لا شكر على واجب بنتي


و هكذا سأدخل أنا بأسلوب روائي داخل الرواية! منعاً للسرقات الأدبية! و إلى من يريد السرقة... Good Luck ! سوف أشربك الأمور لدرجة استحالة محو اسمي! مجرمة صحيح!
مرااااااااااحب بالجميع إن شاء الله الجزء يكون شيق.. و سامحوني... هذا اللي قدرت عليه اليوم... 3 مشاهد يالله... أنتظركم

________________________________________
(7) المشهد الأول



قام العم عبدالله من كرسيه و تركتني لأنه رأى جواهر تنطلق بسرعة إلى الباب الرئيسي



- جواهر؟


- I need some time in my.. khaled’s house (أحتاج بعض الوقت بمنزل والـ... خالد)


- و لكن


- WHAT ؟



من بعد هدوئها الغريب لمدة أسبوع كامل يبدو أنها انفجرت في وجه العم عبدالله، أخذ العم عبدالله نفساً طويلاً و قال بهدوء



- دعيني آخذك


- I called a cab… see ya (اتصلت بتاكسي، إلى اللقاء)



و لم تمنحه وقتاً ليجادلها، و خرجت.



أتعرفون تلك الخطوات الصغيرة التي تضرب الأرض بغضب، و الـ term (I won’t cry on the outside anymore)... ربما كان لزفير الهواء في شعرها القليل من حلول هالات سوداء فوق رأسها و حول عينيها، كثرة التفكير كانت تأكلها، و ادمان أبيها كان يأكلها، و حقد طلال كان يأكلها، و حنان العم عبدالله كان يأكلها


She was eating herself بكل ما تحمل الكلمة من معنى.



خلعت تلك الجبيرة في المستشفى الأسبوع الماضي و بقيت ذراعها في رباط رقيق بينما كوعها السليم يستريح على نافذة السيارة و أصابعها تستريح على فمها بغضب، ربما الـ reaction جاء متأخراً أسبوعاً، و لا تدري ما هي فاعلة حقاً في منزل أبيها، لكنها كانت تحس بغضب شديد و ألم لا يحتمله صدرها.



وصلت سيارة الأجرة أمام منزل العائلة و ترجلت من السيارة من بعد أن دفعت للسائق حقه، الذي كان مستغرباً تنفس الفتاة بخشونة و كأنها تستعد لقتال!



فتحت الخادمة الفليبينة (ماري آن) الباب لجواهر التي كادت أن تحطم وجه الأولى من بعد أن دفعت الباب بقوة



- you stupid cow ! I was waiting out there like forever (أيتها البقرة الغبية، كنت أنتظر منذ أزل)


- I’m sorry miss (آسفة آنستي)


- Get lost ! (اغربي عن وجهي)



و ابتعدت الخادمة عن آنسة المنزل العصبية و التي توقفت عند بار المنزل!


كانت تبتسم بقسوة و هي تنظر إلى كل تلك القناني المليئة بالكحول البيضاء و الحمراء! و عادت لها أحد الذكريات التي أصبحت تفهم ما معناها



- daddy؟(أبي؟)


- WHAT ؟ (ماذا؟)


- I need some help with this project… you see we… (أحتاج بعض المساعدة في هذا المشروع، أترى أننا ....)


- Not now Jewels (ليس الآن يا جواهر)


- But dad ! I need to get this rea… (لكن أبي، أحتاج إلى أن أجهزه الـ...)


- I SAID NOT NOW ! LEAVE ME ALONE NOW ! (قلت ليس الآن! اتركيني بمفردي الآن)



ابتسمت بقسوة أكثر عندما ذكرت أنها حصلت درجة ضعيفة في مشروع اللغة العربية! ربما كانت لتلك الذكرى بالغ الأثر في نفس الفتاة ذات السنوات العشرة لكي تتعلم اللغة التي طالما استصعبتها.



أخذت قنينة أبيها المفضلة و التي كان يلازمها ليل نهار و أخذت تتطلع إلى تاريخ القنينة. لم تكن تهتم لقناني والدها لأنها كانت مكتفية بفوضاه من بعد الشرب.


I watched you die
I heard you cry every night in your sleep
I was so young
You should have known better than to lean on me
You never thought of anyone else
You just saw your pain
And now I cry in the middle of the night
For the same damn thing
(Kelly Clarkson)


(شاهدتك و أنت تموت، سمعتك و أنت تبكي كل ليلة و أنت نائم، كنت صغيرة! كان يجدر بك أن تعرف أفضل من أن تتكأ علي، لم تفكر بأي أحد آخر، كنت ترى ألمك وحدك! و أنا أبكي في منتصف الليل لأجل ذات الشي الملعون)



حطمت القنينة على الجدار، و ورائها الثانية و الثالثة! الكؤوس و الأكواب الكريستالية الثمينة! كان تراقص الزجاج و الكريستال على الجدران و الأرض يلمع ببريق لا يضاهي بريق شي! أو ربما يضاهي بريق عيونها و هي تبكي و تلعن غاضبة! توجهت إلى الصالة الكبيرة و التي يتوسطها بيانو والدتها.... والدتها الساقطة!



لاحت لها فكرة، توجهت إلى غرفتها و أخذت مضرب البيسبول الخاص بها و توجهت إلى البيانو لتعزف عليه معزوفة الغضب... كانت القطع البيضاء تطير في الهواء و صوت البيانو يأن و هي تضرب المرة تلو الأخرى... حتى لم يتبق من الأسنان البيضاء و السوداء إلا قطع ناشزة للأعلى.



توجهت إلى المدفئة الصناعية التي لم تفهم وجودها في البيت و الحرارة ترتفع معظم أيام السنة و التي تصطف فيها صور أبيها و صورها و اطارات لا تجمعهما معاً إلا عندما كانت بالثامنة... أي عندما كانت الأمور أبسط من عقله الملتوي... و بعدها تكبر جواهر وحدها في الاطارات من غير والدها...



مسحة واحدة بالمضرب و كل الصور تتساقط على الأرض و تحطم الزجاج و الاطارات الخشبية!



كانت الخادمات يراقبن الوضع خائفات إلى أن قررت ماري آن أن تتصرف، فاتصلت ببيت العم عبدالله...



*********


في منزل العم عبدالله



- لا تقلق أبي، سوف أحاول معها


- بارك الله فيك يا ابني


- و لا تحزن قلبك يا أبي


- مجبر أنا يا طلال، هذه الفتاة مشتتة بما فيه الكفاية، حسناً أنا ذاهب الآن


- ألم تقل إنك ستخرج بعد الصلاة؟


- سوف أحاول أن أصل مبكراً لأصلي معهم، إلى اللقاء يا بني


- إلى اللقاء أبي



و خرج العم عبدالله متوجهاً إلى المستشفى مخفياً ذلك على طلال و عبير و (الله يستر عميالجميع... حتى نحن! أنا لا أعرف شيئاً حتى الآن! عبدالله... ما فيني يصير فيك شي)



)رن الهاتف، و رفعه طلال (فرحانين صحيح؟



- Hello (ألو)


- من؟


- Mr. Abdulla? (سيد عبدالله؟)


- No.. It’s his son (كلا، أنا ابنه)


- Marry Ann Sir (أنا ماري آن سيدي)


- Who ؟ (من؟)


- I’m the maid in Mr. Khalid house… Miss Jewels is going crazy sir


(أنا الخادمة في منزل السيد خالد، الآنسة جواهر جنت سيدي)


- What؟ (ماذا؟)


- She is breaking everything in the house… I can’t stop her… she will hit me her bat (إنها تحطم كل شي بالمنزل، لا أستطيع ايقافها، سوف تضربني بمضربها)


- Easy… let me get this right (اهدئي... دعيني أفهم )


- She is breaking the house with her bat… listen (إنها تحطم المنزل بمضربها.. اسمع)



و فعلاً كان هناك صوت تكسير و تحطيم و صراخ



- ok… I’m coming (حسناً أنا قادم)



أغلق الهاتف و قلبه يتوجس شراً، أيمكن أن تؤذي نفسها؟ و إن آذت نفسها هل سيسامحني أبي؟ هل سأسامح نفسي...


- راوية: طلال؟


- نعم!!!!!!!


- يا أخي ليش شاب ضو؟


- من فعايلج!


- أنا؟


- ما تعرفين يعني؟! أروح أشوف هالمينونة!


- لحظة طلال؟


- شنو بعد؟؟؟؟! ذبحتيني راوية تراج!


- جواهر... محتاجة أحد يهديها


- و ليش هالكلام إن شاء الله؟ بتسوين لي قصة روميو و جولييت إن شاء الله


- طلال كلمني عدل ها


- كلام معاج ما عندي... كفاية التعقيدات اللي كتبتيها للحين


- يعني تلومني على كل شي؟


- سمعي يا راوية... إذا جواهر صار فيها شي و أبوي درى... ما راح تلومين إلا نفسج!


- و إذا خليتها تذبحك!!!


- إنتي انسانة فاضية!


- أنا يا طلال !!!!!!!!


- ما عندي وقت


- أنا جاية معاك!


- ما آخذج وياي


- مو بكيفك! أنا الكاتبة!


- كاتبة و لا كاتبة... أنا ما آخذج يعني ما آخذج... كفاية وحدة مينونة بالقصة... مو مينون أسويهم ثنتين!



لكنني أحبها!و مشى طلال، مبتعداً عني و أنا أستشيط غضباً... أبداً لن أفهم مزاجيات طلال...
<<<<<<<<<<< يتبع
(7) المشهد الثاني



- miss please stop


- SHUT UP… GO AWAY



و ابتعدت ماري آن خوفاً من عيون جواهر التي تلمع غاضبة بالدموع...


مشت فوق شظايا الكرستال و الزجاج و صوت حذائها الرياضي يهشم الشظايا الصغيرة ... إلى أن وصلت إلى البار مرة أخرى، و تناولت قنينة تريد أن تفرغها في جوفها علها تفهم ما كان والدها يشعر به لينبذها بتلك الطريقة الملتوية الذكية، كل المال و كل الموافقات على أشد المشاريع جنوناً، كان لابعادها و لم يكل لتدليلها! إذا خالد... سوف أرى ما كنت تراه في هذه القنينة الموحلة بالذكريات القذرة



فتحتها و رفعتها بكل قوة إلى فمها لتبصق ما أدخلته و تكح من فورها!


It’s like drugs (إنها مثل المخدرات)...


يرفضها جسدك في المرة الأولى، ثم تتنفسها بسهولة...


Again يا جواهر



وضعتها على فمها ثانية و عينيها مغمضة و هي تجرع المرارة في جوفها، تريد أن تفهم ما كان يشعر بها والدها


أو ربما لترمي كل الوحدة من سنين الطفولة إلى النسيان، أو ربما لتسكت كل تلك الأصوات الصغيرة في رأسها و التي تخبرها أن الجميع لا يحبها!



تجرعت المزيد...



الخمر الذي يعتبره البعض دواء بينما هو صيغة سم جديدة. الخمر السم الوحيد المرخص بتداوله على نطاق واسع في العالم كله. ويجده تحت يده كل من يريد أن يهرب من مشاكله. لكل مضطربي الشخصية! جرعة واحدة من الكحول قد تسبب التسمم وتؤدي إما إلى الهيجان أو الخمود وقد تؤدي إلى الغيبوبة. أما شاربو الخمر المزمنون (Alcoholics) فيتعرضون للتحلل الأخلاقي الكامل مع الجنون، ناهيك عن التهابات المعدة و المرئ و الكبد و تسمم عضلة القلب و توسيع الأوعية الدموية للاحساس الكاذب بالدفأ و اكساب الطبيعية البشرية صفة الخبث!



لكنها تجرعت المزيد، و أخشى أن ترمي نفسها في غيبوبة!


تحقن جوفها بكل سم والدها العربي الضعيف! تحقن جوفها بكل بذاءة والدتها الأجنبية الحقيرة!


تحقن جوفها بكل أشباح الذكريات في هذا المنزل الذي استقبلت فيه والدتها رجلاً ... و كفها الصغير و الملئ برشاوي الحلوى لتصمت، و لغبائها كانت تصمت للحلوى... حتى أصبح طعم السكر شيئاً تكرهه!


لماذا تزوجا أصلاً؟ إن كانت النتيجة شظايا جواهر؟!



YES .... دخل طلال! و وقف طلال! و حدق طلال!



- what in the name of… ؟ put that down now !!!! (ماذا بحق... ضعيه حالاً)


- GO TO HELL ! (اذهب للججيم)


- NOW !!!!!! (الآن)



و أخذ القنينة من يدها و رماها بعيداً لتجالس صديقاتها الأخريات المتحطمات.


نظرت إليه بعدم اكتراث و تناولت واحدة أخرى، مما جعله يشتاط غضباً و يأخذ الجديدة من يدها و يحطمها أيضاً



- ماذا تريد يا طلال؟ أظنك مكتفياًُ... دعني بقية التحطيم لي على الأقل ! it’s not fair أنك أخذت البطولة في تحطيمي!


- جواهر...


- جواهر؟ ههههههههههههههههه! What happened to Jewel ؟ بودي أن أسألك هذا منذ زمن لماذا تغيظني بافراد اسمي! Jewel و ليس Jewels ! ههههههههههه



كانت ثملة !



- آه طلال... you are something ! سوف أترك لك والدك الرائع و اختك الرقيقة! سوف أعود للعيش في هذا المنزل... أو ربما يجب أن اقول... هذه الخرابة!





أمسكت ركبتيها و بدأت تضحك على كلمة الخرابة التي أطلقتها. ثم مشت قليلاً إلى أن جلست على كنبة نظيفة قليلاًُ من شظايا الزجاج و أكملت بهدوء و عيونها ساهمة إلى مكان بعيد



- أردت أن أعرف ما كان يشعر به والدي عندما يشرب لينساني



نظرت إليه و عيونها تتحرك بسرعة



- أتظن أن السماء انتقمت لخالتك مني؟



صدم طلال، و أكملت جواهر تفرغ حقائب تشوشها و حزنها في الصالة و هي تهذي بدون أن تعرف أنها ثملة جداًَ



- انظر إلى هذه الكنبة، كانت أمي و عشيقها يجلسان عليها!



كشرت فجأة و قامت بسرعة و أخذت قنينة مكسورة من على الأرض و أخذت تمزق قماش الكرسي دون أن تعي أن يدها تشققت بفعل شظايا الزجاج!



ثم كان الصراع بين طلال الذي يحاول أن يمسك معصمها بقوة لكي تفلت الزجاجة... حتى أفلتتها ثم بدأت تضربه بكل قوتها



- You just couldn’t leave everything as it was (لم تستطع أن تدع كل الأمور كما كانت) ! كيف لي أن أعيش الآن؟؟!!! لماذا أخبرتني ما أعرفه الآن!!!!!



و ظلت تضربه و تشدخه و الأيدي تتشابك! طلال يحمي وجهه و يدها تريد أن تطال عينيه لتفقئهما! دفعها و هو يلهث و سقطت على الكرسي مرة أخرى، ثم أخذت تمسح كل المخاط و الدموع من وجهها بكفها و هي تلهث



- I wish you DEAD ! (أتمنى أن تموت)


- كفى!!!!!!


- اخرس!


- اخرس؟؟ تريدينني أن اخرس؟!!! ماذا لو كنت مكاني؟ ها؟!!!! ماذا لو كنت مكاني و عرفت كل ما عرفته و أنا طفل صغير؟!!!!! تظنينني سأفتح ذراعي و أقول أهلاً ابنة عمي العزيزة! و أنا أعلم أنك لست إبنة عمي؟! اخبريني ماذا كان يجب أن افعل؟ أن أقول... هي بريئة و لتعش معنا؟! ليرحمك الرب يا خالتي أنتِ ميتة و هي حية؟ ساستقبلتك بكل الحنان و كل الحب كوالدي؟!!! كيف و أنا أعرف ما أعرفه؟!! أنا لم أعرف شيئاً... كنت مضللاً مثلك!



كان صوته أشد إلى صوت رعد غاضب، حتى أن جواهر خافت عندما اقترب من وجهها و هو يشد على أسنانه بغضب و يهز الكرسي الذي تجلس عليه للوراء



- أخبريني؟!!! ماذا كان يجب أن أفعل؟؟؟!!!!



توقفت جواهر عن التفكير لبرهة، صحيح... كيف كانت ستتصرف لو كانت مكانه؟ و كيف سيتصرف إن علم أنها أفسدت علاقته مع فاطمة؟! ارتعشت خوفاً من الفكرة... و ظلت تحدق إلى قطرات الدم على قميصه، دم؟


و تطلعت لكفها الذي ينزف ثم تحركت حرارة غريبة في معدتها لتنشر كل القئ إلى الخارج و على حذاء طلال، تهاوت من على المقعد و جسدها يرتعش و هي تفرغ معدتها من كل السم الذي شربته على الأرض، قرفص طلال و أمسك كتفيها يسندها و صرخ



- ماري آن ؟؟؟؟؟؟؟



ركضت الخادمة إليهما



- bring some water



و ركضت ماري آن من فورها.


أفرغت جواهر كل ما بمعدتها، حتى سألها طلال إن كانت تشعر بالمزيد من الغثيان، فهزت رأسها نافية و أبعدت يديه عن كتفها و تراجعت للوراء تسند ظهرها و هي تبكي و تمسح فمها من بقايا القئ



- كان يشرب بجنون طلال! بجنون! أهمل كل شي! أهملني! كان يجب أن أعرف ما يشعر به! أنا رميته في تلك الهاوية


- كلا يا جواهر


- بلى! كلما أخبرته أن يوقف الشرب كان يقول إن له أسبابه ليشرب... ماذا كانت أسبابه طلال؟



بكت بصوت متألم



- أنا طلال!


- كلا كانت والدتك!


- ربما و لكنني كنت سبباً أكبر، ظللت أمامه في كل الأيام التي تلت رحيل أمي! هههههه! أخجل أن أناديها أمي حتى! صدقني إن السماء انتقمت لخالتك



بقي طلال صامتاً و مجروحاً، ربما! لكن الأمور لا تجري هكذا



- جواهر، لم أظن أنني سأقول لك هذا قبلاً، لكنني آسف حقاً



زادت جواهر في بكائها و غطت وجهها و هي تنتحب بقوة إلى أن وصلت ماري آن بالماء و منشفة نظيفة تمسح بها وجه جواهر الوسخ


- oh Marry Ann ... did you know that my mother cheated on my dad (آه ماري آن، هل كنتِ تعلمين أن أمي كانت تخون أبي)



صمتت الخادمة من هول الصدمة و من شكل الآنسة جواهر الباكية المحطمة



- I was not good to you Marry Ann (لم أكن حسنة معك ماري آن)


- It’s okay Miss



و بكت الخادمة و هي تمسح وجه جواهر بالمنشفة و بكفها الصغير و الخشن من كثرة غسل الصحون



- your hands are not as soft as before Marry Ann (يداك ليستا بنعومتها السابقة)



ظلت جواهر و ماري آن تبكيان و لا تعرف الواحدة منهما كيف تواسي الأخرى و طلال يراقب هذا المشهد الموحل بالقئ و الدموع و الماء في المناشف الملوثة بالدم و القئ... و قلبه كان في بداية انفطار!
>>>>>>>>>>> يتبع
(7) المشهد الثالث
AGAIN
أعادوا صوت فيروز إلى مقطع

حين هوت مدينة القدس
تراجع الحب
و في قلوب الدنيا استوطنت الحرب

و غسان على المسرح لا زال يرشد الطلاب إلى التركيز على مضمون النص من قبل أن يهتموا من المشهد بحد ذاته، التفت ليبحث عن عبير التي كانت تقف أسفل المسرح و تعدل بعض الأزياء، وجدها و وجد الأستاذ الأمريكي مايكل ينظر إلى عبير بطريقة لا تمت للحياء بصفة! كيف لعبير أن تعرف أن رجلاً قليل الذوق خلفها ينظر كذئب مفترس إلى كل أرطال عبير و يعض على شفتيه بقذارة مريبة!

على سطر فيروز الغاضب (الغضب الساطع آتٍ)، نزل غسان من على المسرح و توجه إلى حيث عبير و مايكل لا يزال في أفكاره القذرة ورائها يظن أن لا أحد يلحظه!

وصل غسان إلى عبير و وقف أمامها و تطلعت إليه و قلبها يرجف خوفاً، ما به؟ و لحظته ينظر إلى ما ورائها، و مايكل بالنهاية (اختشى على وشه بالمصري) و استيقظ من غيبوبته القذرة على دفعة للوراء بقبضة غسان!

- get out of here ! (اخرج من هنا)

و توقف مايكل يراقب غسان و يشتم

- What the hell is wrong with you ؟ (ما بك بحق الجحيم؟)
- I need no low people in my play !!! (لا أريد ناساً حقيرة في مسرحيتي)
من فم أمريكي متخلف)- What the f*** ! (كلمات نابية
- HEY ! watch your language in front of the lady ! (هي! انتبه للغتك أمام الآنسة)

ابتسم مايكل باشمئزاز و قال

- this isn’t over (هذا لم ينته)
و خرج مخلفاً الجميع بحيرة من تصرف غسان؟! تضايقت عبير من تصرف غسان و لم تعرف أن دمه غلى بطريقة غريبة عندما شاهد ذاك الحقير يتطلع إليها بقذارة!

- لماذا فعلت ذلك؟

تطلع إليها غسان و هو يتساءل نفسه، لماذا فعل ذلك؟ تباً أياً كان في موقفه سوف تتحرك الغيرة في دمه لفتيات الوطن! الوطن؟! أي وطن يا غسان؟ أي وطنٍ يجمعك مع عبير؟ حسناً كفى!

- آسف عبير، كان يتطلع إليك بقلة حياء

توقفت الدماء في عروق عبير و هي تنظر إليه من بعد ما قاله! الحقير مايكل الذي يلاحقها من مكان إلى آخر بأسئلة فضولية و سخيفة! لم تعتقد أن الأمر سيصل إلى أن....

- عن إذنك

و خرجت عبير من القاعة المسرحية و الغضب و الخجل يختلطلان بقوة في صدرها حتى أنها لم تنتبه لي و اصطدمت بي!

- راوية لا وقت لي معك!
- بسم الله الرحمن الرحيم!
- راوية وخري عن دربي بليز!
- إنتي و أخوج بيوم واحد! شفيكم علي؟
- شفيه طلال؟ ليكون خليتي العالم تكرهه أكثر؟!!!
- لا أبد ما أنتي طبيعية عبير
- راوية حرام عليج... ترى طلال طيب.. لا تغلبينه وايد!
- أدري إنه طيب ... لو ما كان طيب ما خليته بطل القصة بالأصل
- طيب و العالم اللي تكرهه بالردود؟
- تقصدين القراء؟ مردهم يحبونه
- شلون تعرفين؟
- هم يخبروني أول بأول، و البعض منهم متعاطف معاه اللحين، و ما تدرين من بعد السابع يمكن يلين قلبهم
- إن شاء الله
- لا تخافين، دام راسي و راس scorpion يشم الهوا... طلال بخير
- طيب و جواهر؟
- أوووووه لا تخافين... فيه عالم متعاطفة معاها، بس خايفة عليها... عبير خلج طيبة معاها على طول لو شنو صار
- لو شنو صار... كيف يعني؟ شنو صاير؟
- في أشياء وايد ما تعرفونها عن جواهر
- مثل شنو
- ما يصير أقول
- ليش عاد؟!
و بعدين تعالي ... شفيه ويهج أحمر- ما يصير و خلاص
- منج و من غسان و من هالمايكل الزفت!
- طيب إنتي ضايقج إن غسان تدخل يعني؟
- أكيد! سوى مشكلة من ولا شي
- من و لا شي؟! يعني مايكل ما يبي له أحد يوقفه عند حده؟
- مو مسألة من يوقف من ! أنا ما أبي مشاكل بشغلي و أنا للحين ما تثبتت!
- بس غسان انسان ما يسعى للمشاكل، بالعكس انسان هادي و ينحب
- دخيلك راوية! لا تكلميني عنه!
- ليش؟
- ما أبي أتعلق بحلم منتهي من بدايته!
- لأنه عراقي؟
- هذا واحد و لأنه مستحيل يحب وحدة بحجمي! عندي كلاس.. مع السلامة!

و رحلت الأخت و هي غاضبة و مستاءة مثل أخيها مني؟! يا ربي شسوي فيهم بس؟!

دعوني أرى العم عبدالله أبرك لي! ألم أقل لكم أن العم عبدالله سمين كعبير؟

*********
- عبدالله ... الكروسترول مرتفع عندك بصورة كبيرة و تعرف ما يمكن أن يسببه ذلك
- نعم
- إذاً أنصحك تلتزم في طعامك و أن تمارس بعض الرياضة كالمشي قبل أن نتجه إلى الأدوية
- حاضر دكتور
- و راجعني الأسبوع القادم
- حاضر
- عبدالله؟
- ماذا؟
- كيف حال ابنة أخيك؟
- بخير دكتور
- اجلبها معك الأسبوع القادم لكي أعرضها على طبيب متخصص
- أبها شي؟
- كلا،، طبيب متخصص نفساني
- تظنها تحتاج هذا؟
- نجرب و نرى، ألم تقل أنها لا زالت صامتة من بعد الحادثة
- حسناً دكتور زياد، أراك الأسبوع القادم

و خرج العم عبدالله مخلفاً ورائه زياد الذي يفكر في مساعدة جواهر المشتتة، و لأنه يفهم جزءاً من معاناتها لأنه من أسرة مفككة.

! لا أستطيع أن أفكر أكثر، أتمنى أنحسناً، الآن أنا ... moi ... رورو الجزء ممتع قليلاً و محركاً للأحداث إلى اتجاهات أكثر بريقاً.... ألقاكم الجمعة القادمة ... أو ربما بمنتصف الأسبوع أعزائي... إلى اللقاء

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة روائية حديثة, روائية حديثة, إلى قاتلي © حقوق القتل محفوظة, إلى قاتلي © حقوق القتل محفوظة للكاتبة روائية حديثة, قصه إلى قاتلي حقوق القتل محفوظة
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:05 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية