لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-02-09, 05:52 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

________________________________________
(18) والأخير - المشهد الأول
هل آن لي أن أنهيكم من فصولي؟ أن أهدي الرواية أو القصة أو أياً كانت إلى القاتل؟ أن أحفظها بحقوق القتل؟ أن انتزع الأيام التي عشتها بدموع و ضحكات بين قراء في قارات متباعدة من أشهري القادمة لأشتاقها؟ هل آن لي ... أن أخبركم أن بعضي سكن زوايا هذه السطور بتحفظ .. القليل مني هنا .. القليل .. و الكثير من الخيال .. الكثير ... هل آن لي أن أعزف لحن الناي لتشربوا دموعي؟ هل آن لي أن أحلق بعيداً لترفعوا الأيدي بالوداع؟ هل آن لي .. أنا الراوية .. أن أقتل ؟ إذاً .. ليبدأ القتل الذي احتل رأسي منذ أربعة أشهر .. حينها لم أعرف كيف سأقتل .. إلا أنني اليوم سأقتل بلون الأفراح .. و سأقتل أسود الأحزان .. سأقتل بذات فستان الزفاف المعلق على الشجر اليابس .. و سأقتل بثوب حداد بائس .. سأقتل بنقوش الحناء كما لم تشاهدوا ... بذاك الفرح الذي لم يكتمل .. سأقتل .. سأقتل بلاهة الأحلام .. سأقتل مواضع الشكوك .. سأقتل بالحزن .. و سأقتل بالغضب .. سأقتل بالفرح .. سأقتل بلا دماء .. و بالدماء .. سأقتل النهايات العكرة ... سأقتل النهايات الحزينة و سأقتل النهايات السعيدة .. سأقتل المعتاد و الغير معتاد ... سأقتل .. و أهدي الرواية إلى القاتل ... أو لعل القاتل هو المقتول ... و حقوق النشر محفوظة بحقوق القتل .. سأقتل الافكار التي أرهقت دماغي طوال فترة الكتابة .. الكثير الذي تساقط من روحي و خيالي .. سأقتل شخصاً آخر .. تتبعوا ببطء .. لتعرفوا من .. تتبعوا .. فالنهاية كانت واضحة .. كان لابد من موت يطهر كل الدموع من ترسبات الكحل.. ببطء معي .. تعالوا ...
//
خائفة أمام منصة المسرح، الجميع يتطلع إليها و ينتظر أن تنهي تبليل شفتيها الغبي، عدساتها اللاصقة التي لم تعتد عليها جعلت الخوف أكبر بكثير لدرجة أنها لا ترى السطور .. سمعت همساً و تأففاً و صوتاً يخرس الأثنين .. الأستاذ غسان و الأستاذة عبير يمنحانها نظرات التشجيع بلفظ الكلمات التي حفظتها عن ظهر قلب كل ليلة و هي تمثل القاء حفل تخريج هذا العام .. كان باتريك المتخرج العام الماضي حاضراً أيضاً يجلس بجانب الأستاذ غسان، لعله يعلم برحيله و جاء مودعاً. نظرت إلى الأستاذة جولي و هي تهز رجلها المكشوفة، و المدير المدرسي بحاجبين متغضنين على وضعها الصامت .. بدأت من حيث تذكر ..

When they were trying to find someone to give this speech they first asked the most intelligent, smart person they could find. But she turned them down. So then they asked the most beautiful, lovely, attractive person they could find. She also turned them down. Next they asked the nicest, sweetest, kindest, most sincere person they could find. Then I decided it would be rude to turn them down three times in a row, so here I am.

اعتلت الضحكات لوصفها ذاك مما زين وجهها أيضاً بابتسامة.
How many people here like tomato soup? Come on, raise your hand if you like tomato soup.
رفع البعض أيديهم ...
OK, thank you. That was a really simple question, you either like it or you don't. I wish high school had been that easy. However, as we all know, it wasn't.
ضحكات أخرى مع القليل من تكشيرة مزاح على وجوه الأساتذة .. بما فيهم الأستاذ غسان.
As the National Honor Society speaker, you probably expect me to speak about something very scholarly, but I'm not. It takes a lot of hard work to get to where we are today. There are a few students that I would like to recognize for working extra hard. If you could stand when I call your name,
و بدأت بذكر أسماء طلبة المسرحية بمن فيهم راحيل الغائبة و التي لم تتخرج هذا العام لأسباب عرفتها الآن، و لا يعرفها أحد آخر! كانت تريد أن ترمي الحقيقة في وجه الإدارة و لكن خوفها بأن يظنوا بالأستاذ غسان سوءاً أكثر ،، جعلها تتراجع
These lifeskills students have spent half of their days in job training experiences within our community. This extra time and effort they put in has prepared them for the world of work and given them courage to leave high school and work on their own………………….
متغضنين على وضعها الصامت
These students, along with the entire graduating class of 2007 have put a real effort into making it here today. I want to stress the importance of the diplomas we are receiving today. They are not easy to come by. They have been faced with obstacles, maybe family problems, substance abuse,
و ركزت على كلمة abuse لترى التوتر حل بوجه مدير المدرسة قليلاً
health or financial problems, whatever the case may be, they have struggled to survive and graduate with the class of 2007. So as you leave today, and you're like, "We are so outta here" remember to be proud of what you have accomplished. Graduating is not ………………….
صمتت عندما رأت راحيل تدخل القاعة مع والدتها، و خانتها دمعة بعثرت القليل من الحبر على الأوراق أمامها، ابتسمت لها راحيل و بالمثل كاميل، و كأن القاعة ذاتها ليس بها إلا هاتين الأثنتين ... و الجميع ينظر إلى اتجاه راحيل .. و كاميل تقول بصوت خافت
- راحيل تقدمي إلى المنصة
امتعض بعض الأساتذة من تخريب برنامج الحفل لكن الطلبة بدئوا بالتصفيق و التشجيع لأن تعتلي المنصة مع كاميل، القليل من التصفير و الكثير من الأصوات تهتف (راحيل .. راحيل .. راحيل) .. و من بينهم عبير التي غسلت خدودها بالدموع .. و غسان الذي امتلأ بعاطفة أبوية .. و باتريك الذي شارك راحيل مشهد الجندي في المسرحية .. قطعت راحيل المسافة بين الحضور عرجاً، و والدتها تمسك بيدها، إلى أن وصلت إلى كرسي الأستاذة عبير و الأستاذ غسان، وقفت عبير و احتضنتها و هي تربت على ظهرها و كأنها تقول (لا بأس صغيرتي) .. لم تتحدثا وسط كل الضجيج و التصفيق... تركتها راحيل في منتصف الدموع لتتوجه إلى المسرح بعدما أشارت إلى والدتها بالجلوس إلى جانب عبير.. صعدت إلى المنصة و كاميل تساعدها .. حتى وقفت الأثنتين وراء المنصة .. و كان الجميع قد هدأ الآن إلا من مدير المدرسة
As I was saying graduating is not some little deal, it is a big landmark in your lives.
نظرت إلى راحيل و يداهما متمسكة بصداقة نادرة ..
When I was first thinking of advice to give to our class I came up with two lists, one for the girls and one for the guys. But I realized that my advice applied to everyone, guys and girls. So here's my advice:

Always smile, it looks good in pictures.
ضحك الجميع على النصيحة التي ستجعل صور التخرج أفضل .. و ألحقت بقية النصائح للطلبة و هي تنظر إلى غسان و عبير ..
Believe in yourself.
ابتسمت من وسط دموعها و هي تنظر إلى عبير ، و عبير تضم أصابعها بصورة الدعاء و تريحها على شفاهها ..
Be proud and believe in what you do.
نظرت راحيل إلى الأستاذ غسان مع هذه الجملة ... و لوحت بيدها إليه .. ليرد التلويح
Remember the people who helped you get here today, family, teachers and friends, thank them and others like them that you will meet in life. I love our class and I am going to miss everyone. Thank You and God Bless.
ارتفع الهتافات و التصفيق و الضجيج و همست راحيل شيئاً في أذنها لتوافقها بهزة من رأسها ..
- لحظة .. لحظة ..
و قابلت راحيل المايكرفون ليسمع الجميع صوت تنفسها الثقيل .. و المتخم بالعاطفة و الدموع .. و أشار مدير المدرسة إلى الأستاذ المنظم للحفل أن ينزلها من على المنصة لأن هذا مخالف لبرنامج الحفل .. و لا يخفى خوفه من أن تقول شيئاً مما أصابها أمام الحضور و أمام الكثير من العدسات و بعض التغطية الصحفية في المكان .. توجه إليها الأستاذ و طالبها بالنزول .. و قالت
- لستُ هنا إلا لأودع أستاذي .. و لن أطيل الحديث ..
تردد الأستاذ لصوت الطلبة المحتد بأن يمنحوا هذه الفتاة بعض الوقت،، فهي قد بذلت الكثير في مسرحية الأستاذ غسان ..
- حسناً .. 5 دقائق (هتف في المايكروفون ليحتد صوت الطلبة)
- لا بأس .. لستُ هنا إلا لتوديع أستاذي الذي سيرحل (و صمت الجميع)

Mr. Ghassan, the teacher who effected my life for eternity, and as I know he will never stop influencing other kids when he moves away from this school.. someone who gave me something else to think of when I go home beside my homework .. the one who taught from his heart and not from the book… I will be grateful for you for the rest of my life… and for this .. I tell you Mr. Ghassan that my true dream is to be like you … I will become a teacher… because you brought out the best of me.. and to that I own you much… I can’t thank you enough Mr.Ghassan …
تعلقت غصة صغيرة في حلق غسان بكلمات هذه الفتاة التي لم تترك أعتاب الطفولة، تغلبت على ألمها و حضرت لتخبره بأنه أثر في حياتها لتصبح معلمة مثله، بذات صفاته، و بذات أخلاقه. التصفيق الحاد خلف فراغاً مؤلماً في روح غسان لهذا الفراق، فقد تعلق كثيراً بالطلبة هنا، كما أن هُناك سبباً آخر يجلس إلى يمينه يبكي .. كان الشهد خلف نظارته الطبية يتراقص بالضوء .. أو لعلها الدموع.. يد باتريك امتدت إلى كتفه تربت بسرعة و هو يقول وسط الضجيج (اعتبرني الثاني من بعد راحيل،، أنا أيضاً قررت أن أصبح معلماً و لكن لأحول حياة طلبة الجامعة إلى جحيم ... ههههههه) امتلأ صدره بشعور غريب، انسلاخ غريب عن كل ما ألفه، غربة جديدة ،،، و رحيل .. رحيل للأسف ...
*****
<<<<< يتبع
(18) والأخير - المشهد الثاني
- لا يا عبير ..
- لماذا؟
لا تملك سبباً! أو لعلها تملك سبباً صغيراً .. صغيراً؟ أهكذا تسمينه يا جواهر؟ صغيراً؟؟!! و إن كنت تكنين له بعض المشاعر التي ما تلبثين أن تخفينها حتى تعود للسطح .. كقطعة فلين تأبى الغرق، و هل لي أن أشبهك بالفلين الأبيض أساساً؟ و إن كنت ذات سواد يوماً؟ قطعة فلين متآكلة الأطراف، نافرة الأجزاء في حبيبات صغيرة تتهشم مع أول قبضة .. هل أنتِ الفلين يا جواهر؟ هل كُنت الفلين؟ هل كُنت البيضاء من بعد سواد؟ هل أنتِ كُنت الأنثى في الاهداء الأول الـ لا واضح .. إلى ما يتبقى من أنثى .. هل أنتِ الـ بقايا؟ هل أنتِ فلين يتلاصق بكذبة ماء أو صمغ؟ ماذا عليّ أن أفعل لأجمعكِ بشكل صحيح؟ ماذا يا جواهر؟ أعلنت أنني لن أدخل بينكم .. و ها أنا أعود اليوم و يبدو أنني سأبقى بينكم حتى يتم القتل على يدي و حتى يعيش الجميع جنوناً ! هل أقتلكِ أنتِ؟ لأرى ...
لا مستقبل مع طلال و إن كانت الحبيبة المجهولة على بعد آلاف السنين الضوئية! كلا .. لا عبير .. و لا العم عبدالله و لا حتى مشاعرك لطلال ... ستمحي ما اقترفت يداكِ في لحظة خبث. إذاً رفضكِ هذا هو عين الصواب
- جواهر طلال تغير كثيراً؟ ألم تلاحظي؟ لقد تغير جواهر.. افتحي قلبكِ له، و اقبلي .. صدقيني و إن كانت العلاقة بينكما قبلاً جافة، إلا أنه متمسك بكِ حتى بعد رفضكِ.. جواهر أرجوكِ.. اجبري بخاطر أخي .. لا تجعلي الفرح كلمة ناقصة من قاموسه .. طلال يا جواهر كان لي خير عون و خير أخ و سيكون لكِ خير الأخ و خير العون و خير الزوج و خير الصديق و خير المُحب .. طلال يا جواهر تحطم قلبه و تكتم على ما بقلبه، و إن لم يتكلم إلا أنني أعرف .. أعرف جيداً أن تلك الفتاة التي أرادها قد خذلته أو رفضته لقلة حيلته.. ....
و طبعاً ينقطع صوت عبير من مسالك الهواء و من مستقر الوعي في مسامع جواهر .. الفتاة .. الفتاة .. الفتاة !!!!!

- و إن كان يدفع مصاريف جامعتكِ إلا أنه مقتدر الآن...
- ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- ستعلمين عاجلاً أن آجلاً ...
احكي يا عبير عن ثمالة والدها، و عن مشاريع قماره التي لم تعلم عنها ، و عن ضياع كل الأموال التي جمعت والدتها الأجنبية بوالدها العربي.. احكي يا عبير عن ليالي رأيتِ فيها طلال يحك رأسه في المكتبة، يعيد حساب الأرقام ليوفق بين العلاج و الطعام و المنزل و أقساط جواهر .. احكي يا عبير عن ليلة سمعت فيها تنهيدة تخترق القلب من شفاهه ،، ذلك البؤس الذي كان يحوم حول عينيه، تلك المسئولية التي تحملها بالبداية وحده .. إلى أن تقدمت أنتِ للصورة و مددت يد المساعدة له من بعد رفض و رفض و رفض .. احكي يا عبير عن الأيام التي كان طلال يضع المال في علبة المكتبة لتأخذها جواهر بوهم أنها من نقود والدها و التي يديرها العم عبدالله .. احكي يا عبير عن صعوبة العيش عندما نظن أن كل ما كان بخير يجري إلى لا خير .. احكي يا عبير عن بوادر انتكاسة على والدكِ عندما تخلف عن موعد الدواء في الليل ليوفره إلى الصباح و يقتصد في المال .. احكي هل لهذا تضعين بنفسك اليوم الدواء في فمه كما تلك الجمعة .. احكي لماذا غاب العم عبدالله عن الأجزاء السابقة؟ احكي يا عبير و إلا قتلتكِ! آه نسيت لقد قتلتكِ برحيل غسان على الطائرة الآن إلى حيث لم تسألي ..
- لا أصدق
- طلال إنسان رائع يا جواهر،، لا تحطمي قلبه كما فعلت السابقة ...
- ما كان اسمها يا عبير؟
هل آن .. هل آن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- فاطمة .. و لا أذكر اسم عائلتها، أنا متعبة يا جواهر، دعني الحناء يجف من قدميك ثم اغسليه، سيزول التشقق كله، و في هذه الفترة فكري ...
- حسناً
- تريدين شيئاً قبل أن أذهب؟
- كوب الماء و جهاز اللاب توب
- حاضر

سلمتها آخر الأشياء، و خرجت إلى غرفتها التي ستحتضن الكثير من دموع الطلبة و غسان و ... دموعها هي ..

فتحت جواهر صفحة الانترنت و حاولت أن تتذكر اسم المجموعة البريدية التي اشترك بها طلال ،، علها تجد اسم الفتاة ...!!!! و الحناء لا يزال رطباً في قدميها ... وجدت اسم المجموعة و دخلتها ... و بحثت بين أعضائها ... هذا اسم طلال .. و هذا اسم غريب .. و .......
فاطمة خليل الــ..... فاطمة خليل الــ.... بحثت عن فاطمة أخرى ... لا يوجد إلا هذه الـ فاطمة .. !!!!!!!!!!!!
فاطمة؟؟؟؟؟؟
فاطمة؟؟؟؟؟؟
فاطمة؟؟؟؟؟؟
فاطمة؟؟؟؟؟؟
فاطمة؟؟؟؟؟؟
فاطمة؟؟؟؟؟؟
فاطمة؟؟؟؟؟؟
انسكب الماء على الأرض و تحطم الكوب إلى شظايا تتراقص على الأرض و صوت يشبه شرخاً في قلبها ...
فاطمة؟؟؟؟؟؟
فاطمة؟؟؟؟؟؟
فاطمة؟؟؟؟؟؟
مشت - و قدماها تترك أثر حناء على السجاد – إلى أين تحتفظ بمفكرتها الصغيرة و هاتفها القديم الذي نفذت به الجريمة ،، فتحته و لم يستجب لانتهاء شحن البطارية .. تبكي .. ترتجف و هي تضع الشاحن في هاتفها ليمتلأ بكهرباء البيت و كهرباء عاطفتها ... رحبت فيها عبارة .. سرعان ما كانت تضغط عليها لتنتهي و ترى ما سيكشف لها كل شئ ... تابعت مفكرة الأرقام .. لترى رقم الحبيبة المجهولة و الذي حفظته فيها .. و نسيته فيها ... و كان رقم فاطمة الذي تعرف ....
لا لا لا لا لا لا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
للأمام و للخلف تحتضن نفسها، و لا تعرف كيف تهدأ نفسها، و لا حتى كيف تتكلم داخل نفسها ،، إذاً فاطمة و طلال!! و سمية ... هل كانت تعلم أنه قريبي؟ هل كان .... فجأة ارتعبت عيناها ... عندما تذكرت قول فاطمة بلا وعي في أيام العزاء (ضربها والدي على وجهها بعنف و هي تغطيني ،، كان والدي يظنني على علاقة بشخص عرفته منذ أيام الجامعة ،، مع أنه كان سيتقدم لخطبتي ،، إلا أنهم ظنوا بنا سوءاً و حطموا أضلعي و أضلعها)
ضربت خديها، قتلتكِ أنا يا سمية ... قتلتكِ أنا !!!!! ماذا أفعل؟ كيف ... هه ؟ كيف ماذا؟ (ضحكت وسط الألم) كيف أصلح ماذا فعلت؟!! رفعت رأسها للأعلى و هي تبكي بصمت ،، شفاهها تنفتح مرة بـ آه و بمرة لسحب الهواء بألم ،، الدموع تغسل أذنيها ،، و الحناء يترك آثاره على ردائها الأزرق ... قامت تترنح و دخلت الحمام لتغسل وجهها ... و في لحظة تراقص الحناء و الرخام .. انزلقت ليرتطم رأسها بحوض الاستحمام و تستقر على أرضية الحمام ترتجف ألماً .. طعم حديدي يملأ فمها و رائحة حديد تملأ أنفاسها ... كانت كلما تريد أن تستقيم يتراقص الحناء في رجلها مع الرخام لتنزلق على الأرض مراراً و تكراراً ... وقفت بعد جهد لتنظر في مرآة الحمام إلى وجهها الملوث بالدماء .. خيط رفيع من أنفها إلى شفتيها يرسم تعرجاً .. غسلت وجهها و ملأت فمها بالماء لتغسل المغسل ببحيرة دماء .. اجتاحها شعور مخيف عندما لفها السواد ... خرجت من غرفتها و هي تنادي بصوت رفيع (عــ...ــبــيـ..) فتحت باب غرفتها و لم تكن عبير هُناك .. و طلال في عمله ... جلست على عتبات الدرج و نزلته عتبة عتبة جلوساً، ذات عتبات الدرج الذي تخيلت أنها عليه أميرةٌ بيضاء .. يدها متمسكة بطرف الدرابزين .. و لكن في صورة لم تتخيلها .. خافت من أن يتراقص الحناء مرةً أخرى مع الرخام .. وصلت إلى الصالة تاركة ورائها آثار حناء و دم ... كان يجلس بعيداً كما في الأجزاء السابقة ... بيده سبحته الزرقاء .. و عيونه ساهمة و هو يتثاءب و يضع يده و السبحة على فمه .. لحظ طيفاً أزرقاً في الصالة ... حرك كرسيه المتحرك و رأى آثاراً في كل مكان بلون التوت و الحناء...
جــ.....ـــواااااااهر .... عــ...ــبـــ.....يـــر
يصرخ باسم عبير بصوت متقطع،،، و هو يتوجه إليها ... و يده السليمة أسقطت السبحة في مكان ما بقربها ، يده تحاول أن تطالها و هو في الكرسي ،، انزلق من كرسيه وهزها بيده .. رفع ذراعها يسحبها إليه .. لكنها استقرت على رجليه .. رفع يدها ليمسح بها وجهه.. يريد أن يحتضنها و ذراعه الأخرى تعانده بشللها .. ثوبه الذي طالما تلوث بكحلها ... يتلوث بدمها و القليل من حنائها ... يبكي كالأطفال و وجهه يتشجن في كل عضلة مرنة أو متصلبة ... يفرك ركبته و هو يضرب عليها ... يصرخ بصوت لا يطال مسامع أحد ... حتى الهواء الذي يخرج مع بكاءه يحتضن الهواء بأنين ... وصلت عبير بأكياس الطعام التي سرعان ما تناثرت على الأرض

*****
كانت أهدأ من قبل كثيراً، و تجرأت اليوم على أن ترحل وسط أغراضها، مشطها، كتبها، بعض ملابسها .. و أخيراً هاتفها ... فتحت مجلدات الرسائل القصيرة .. و رأت مجلدين .. أحدهما باسم jojo 1 و الآخر باسم jojo 2 ... دخلت الأول و رأت فيه الكثير من الرسائل القصيرة على الدكتور رمزي .. ابتسمت ... أغلقت المجلد و فتحت الثاني ... لترى رقماً غريباً على الشاشة .. و رسالة واحدة
It’s me JoJo ... و الرقم يبدو مألوفاً ... مألوفاً جداً .. استفاق شئ في داخلها و هي تردد الأرقام ... رقماً تلو رقم .. كما رددتها ذات ليلة خيبة من بعد علمها بأفعال طلال ... جواهر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ غطت فمها تريد أن تخرس أفكارها ... جوااااااهر؟؟؟؟!!!!! تساقطت القطع الناقصة في أماكنها .. من يملك سبيلاً إلى غرفته غيرها ؟!!!! جوااااااااااااااااهر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!

//

بعد عامين ....
يسير في الطريق المؤدي لمنزلها، و في ذاكرته يتردد صدى إيميل طالبتيه، ضحكاتهما، شغبهما في الجامعة، بعض الأحاديث المتفرقة عن عبير التي تركت المدرسة من بعده بعام و منظر مايكل في مسلسل أوبرا خلف القضبان لتحرشه بالأطفال... وصل إلى منزلها ليضع لأحلامه عنواناً من بعد أن تأكد أنها لا تزال بلا زواج ... ضرب جرس الباب و فتحت له فتاة صغيرة ..
- بابا، هناك رجل بالباب
و يظهر طلال من خلف الفتاة الصغيرة
- نعم؟
- أهذا منزل عبدالله الـ....
- نعم ، من حضرتك؟
- غسان الـ... ، زميل سابق للآنسة عبير في المدرسة و أود التحدث معك أو مع والدك
- تفضل

إذاً، الأحلام تتحقق أحياناً، و إن بدت مستحيلة التحقيق ... و البياض سيلف البيت اليوم من بعد الكفن الأبيض ... و الفتاة الصغيرة التي تركض في أرجاء البيت باسم جواهر ... ستكون ابنة طلال من امرأة مجهولة في الرواية ...
جواهر رحلت بجسدها .. و بقيت باسمها ... منذ أيام وفاء و خالد ... إلى أيام طلال و امرأة أخرى ..
فاطمة التي وجدت نصفاً آخر أيضاً بعيد عن شخوص الرواية لتعطي اسم سمية إلى طفلتها ...
و العم عبدالله سيبقى بين الأحفاد ليدللهم .. و يلوث ثوبه هذه المرة بحلوى الصغار ...
الأيام تسير ... و تسير ... و يشرق الصباح ... و الغد يؤؤل إلى أيام أبيض من أيام .. افراح تولد على أنقاض أحزان في أطفال كُثر ...
من عبير و غسان ... من طلال و زوجته .. و حتى فاطمة و زوجها ... الأطفال ... و الحكايات الجديدة ... و من الأطفال سأبدأ قصة جديدة ... لكن ليس اليوم ...

مرة أخرى ...

ليست نهاية كل جواهر كـ جواهر ،، هناك كاميل
ليست نهاية كل سمية كـ سمية ،، هناك راحيل
ليست نهاية كل طلال كـ طلال ،، هناك غسان
ليست نهاية كل صداقة موت ،، هناك راحيل و كاميل
ليست نهاية كل حب خذلان ،، هناك عبير و غسان
ليس كل أب كالعم عبدالله ،، هناك والد فاطمة
ليست كل أم ليزلي ،، هناك أم راحيل
ليست كل معلم/ـة كـ عبير و غسان ،، هناك مايكل و جولي

هناك جانب آخر ،، آخر ربما قللت التركيز،، لكنه هناك ،، هناك نقيض لكل شخصية ،، وجدتهم بغرابة عند الأجزاء الأخيرة ،، و لا أدري كيف ولدوا بين السطور هكذا ،،

همسة لكل من مرّ من هنا ،، ليس الوجع قصد الرواية ،، أبداً ليس الوجع بقدر تطهير النفوس من كل ظن و كل لوم و كل وقت يتسرب بلا ادراك ،، ليس الهدف أن أكون صاحبة رسالة بقدر أن أكون أنا همسة في هامش رسالة ،، إليكم أهديت أربعة أشهر من حياتي ،، أقص عليكم مشاهد استمدها من روحي و قلبي ،، لا تقتلوا الأمل في بدايات الطريق ،، أو حتى في نهايته ،، ليست البداية و لا النهاية مبلغ القصد ،، فقط الوسط ،، هنا في الوسط ،، حيث نعيش كل يوم كأنه يومٌ عادي ،، هواجسي ،، أفكاري ،، مبادئي ،، أحزاني ،، ضحكاتي ،، دمعاتي ،، أنا كُنت بين أيديكم شفافةً ،، شفافةً جداً لدرجة أنكم نسيتم أنني الراوية ،، و أنني أروي بينهم ،، ثم أدخل بينهم ،، و أخرج من بينهم ،، أضحك معهم و أبكي معهم ،، أفكر بهم بكل صباح عمل ،، أتسلل إليهم في لحظة شوق ،، كنتُ أنا بينكم كقارئة أيضاً ،، أعيشها اللحظات معكم ،، و أتساءل ،، هل فهمتهم شيئاً من كل ما يجري بداخل رأسي ؟ بعيداً عن الجانب المظلم الذي أنهى القصة ،، دوماً في بوكيهات ردودي عالم وردي ،، عالمٍ تشاركته مع الجميع بفرح ،، هناك وجهان للعملة ،، منحتكم الوجه الباكي ،، و الوجه الضاحك ،، و انتقصت من روحي أشياء أو أكثر ،، بكل كلمة أتتكم على هذه الشاشات ،، أقول ،، هذا شعور غريب أن يتسلل صوتي بخفية إليكم ،، و أتمنى أن يستقر بشئ من الطيبة في قلوبكم قبل أن تكرهوني بالنهاية المفجعة ،، كان لابد من هذه النهاية ،، لتُحل العُقد التي في رأسي باصلاح ما يجب أن يتصلح ،، دعواتكم الطيبة لي قبل كل شئ ،، فأنا محتاجة إليها كثيراً في وقتٍ حرج كهذا ،، فقط لا تنسوني من خالص دعائكم ،، متعكم ربي بالصحة و العافية و رزقكم النظر إلى وجهه الكريم ،، آمين آمين آمين ،،

أسعدتم صباحاً و مساءً يا أعزائي ...

- تــــمــــت -

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 04-03-09, 08:54 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق



البيانات
التسجيل: Aug 2006
العضوية: 10921
المشاركات: 9,229
الجنس أنثى
معدل التقييم: عذاري عضو جوهرة التقييمعذاري عضو جوهرة التقييمعذاري عضو جوهرة التقييمعذاري عضو جوهرة التقييمعذاري عضو جوهرة التقييمعذاري عضو جوهرة التقييمعذاري عضو جوهرة التقييمعذاري عضو جوهرة التقييمعذاري عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1280

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عذاري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

يسلمووووووووووووووووووووووووو

 
 

 

عرض البوم صور عذاري   رد مع اقتباس
قديم 15-03-09, 02:22 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذاري مشاهدة المشاركة
   يسلمووووووووووووووووووووووووو


الله يسلمك عذراي ،،دائمًا مشجعة نمبر وان لمشاركاتي

لا تحرمينا من هالطلة

وقراءة موفق
ة

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة روائية حديثة, روائية حديثة, إلى قاتلي © حقوق القتل محفوظة, إلى قاتلي © حقوق القتل محفوظة للكاتبة روائية حديثة, قصه إلى قاتلي حقوق القتل محفوظة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:18 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية