نزيف داخلي

ما أصعب الغربة الداخلية
حين أجد نفسي بين الناس
لكني وحيد في تفكيري
ومشاعري
وفي جميع جوانب الحياة
أحمل الهموم
ولا أجد من يفهمني
من أشكي له ويساعدني
في حمل هذا الثقل
أنتظر أن يأتي لي شخص منهم
ويقول لي ما بك
آه
ويغلبني الحزن
فأبحر في الاغتراب
أحن إلى وطن ذاتي
إلى نفسي التي غادرتني
نفسي التي كنت أشكي لها
أتساءل:متى أعود إليها
وسنوات عمري تمضي وأنا وحيد
في صمت إلى طريق بلا عنوان

فأذهب إلى ابعد الاماكن وافضلهم [ المكان البعيد المظلم ]
وأجلس تحت ضوء صديقي الوحيد(القمر)
وتأخذني أمواج الخيال
أتهادى معها
ثم أرسو على شاطئ مدينة بعيدة
يحيطها الود والتفاهم والحب
أجوب شوارعها بحثاْ عن الإنسانه التي تماثلني في تفكيري
وأجدها تحت أشجار خضراء مزهرة تنتظرني
وتبحث عني
تقول الكلمة قبل أن أنطقها
تفهمني من نظراتي
تعيد إلي نفسي التي فقدتها
أجد لديها إجابات لكل ما أسأل عنه
وأجد لديها قلباْ حنوناْ كبيراْ يستعد لحمل كل همومي
تعطيني منه الحنان الذي حلمت به
وتحميني من الظنون قبل أن تولد في عقلي
وتخرجني من دوامات الشك والهموم التي رافقتني


مدينتها هي الأمان
هي الراحة والسرور
هي الحلم الذي أتمناه


وفجأة !!
وفي غمرة الحلم الجميل أعود
أعود إلى عالمي الحزين
مع أمواج الواقع العالية
حيث أجد نفسي في واقعي وغربتي الصاخبة وحيد!!

وحينها اسأل

ان كنتي احببتني
فلماذا
لماذا تسممين حياتي وانت تعلمين محبتي لكي

وان كنتي احببتني
فلماذا تقتلين روحي بعدما خلطتها بحبك

وان كنتي احببتني
فلماذا شكواك لغيري وانا معك ولكن لا تشكين همومكي الي

وان كنتي احببتني
فلماذا تهربين مني وانا انتظرك ثم امل وانام على دمعي

وان كنتي احببتني
فلماذا انا اهون الاشياء عليكي

وان كنتي احببتني
فلماذا لا تسمعين كلامي ولا تعملين به

فليت شعري
ما حزني وألمي

وليت شعري
ما صدع فؤادي

وليت شعري
ما امري وانتي بعيدة عني

وليت شعري
كيف حالي وانا احس بكرهك لي

وليت شعري
ما غضبي وسخطي

وليت شعري
ما بكائي وانيني

وليت شعري
ما شوق واشتياقي

وليت شعري
ما حل بقلبي الحزين


بعد هذا اسأل سؤال اخيرا !!








هل احببتني يوما ام انه حلم واستيقظت منه؟