لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


انتظار واعتذار للكاتبة بنت الحمولة

بسم الله الرحمن الرحيم انتظـــــــار ...واعتـــــــذار ... الكاتبه : : بنت الحمولة الجزء الأول كان أول ما استقبلنا عند خروجنا من بوابة المطار ... لفحات الهواء

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-12-08, 04:13 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص المكتمله
Bird انتظار واعتذار للكاتبة بنت الحمولة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

انتظـــــــار ...واعتـــــــذار ...

الكاتبه : : بنت الحمولة


الجزء الأول
كان أول ما استقبلنا عند خروجنا من بوابة المطار ... لفحات الهواء الدافئة المشبعة بالرطوبة ...وكأنها قبلات دافئة تطبعها مدينتنا الجميلة على وجناتنا... تحمل في طياتها دفء أشعة شمس الغروب ...مرحبة بالقادمين ..ومودعة للراحلين ...
هنا شعرت بأنه لم يعد في إمكاني الانتظار أكثر ...بدأ سيل من الأشواق والحنين ينسكب من حواسي كلها ... والتي كانت في ذات اللحظة تتلقف بلهفة ما يصل إليها من ...روائح ...مناظر ...وجوه ...أصوات ...كم اشتقت لك يا مدينتي الحبيبة .....بل كم اشتقت لك يا وطني الحبيب ... لكل ما فيك ...لأرضك وسماءك وهواءك وماءك ...للناس والشجر والحجر ....للصحراء والجبل ...
آآآآه ما أصعب فراق الأوطان والأحباب...
في السيارة التفت إلي زوجي باسما :استرخي قليلا ..اهدئي ...
رددت وأنا أحرك قدمي بضربات سريعة وخفيفة : والله مشتاقة ....مشتاقة لكل شئ ...ولها بالأخص كم ستفرح بمفاجئتي هذه ..هههههه
إنسابت السيارة التي استأجرها زوجي وسط الزحام ...
الزحام وتشابك السير من أهم معالم مدينتنا ...
بنفاذ صبر قلت : يووووووووووه سنتأخر ....
اكتفى بابتسامة وهز رأسه دلالة على رفضه لتذمري ....
زحمة وتشابك بالسير في الخارج ....
وزحمة وتشابك أخر بداخلي ولكنه في ذكرياتي ومشاعري التي انهالت علي دفعة واحدة وكأنها ما عادت تطيق الصبر والأنتظار ..
صور ومناظر ..مشاعر وأحاسيس.....
في كل صورة مرت أمامي كانت هي تحتل الجزء الأكبر منها .... ضاحكة أو عابسة ..فرحة ...قلقة ...مهنئة ..مواسية ...محذرة ....مرشدة ...أم ...أب ..أخت ...صديقة ..عمة ...خالة ...
استفقت من ذكرياتي على صوته : ها قد وصلنا ....
رفعت رأسي بفرحة ...,كأنني غير مصدقة .. وهممت بالنزول ..
جاءني صوته محذرا : ستبقين ساعتين فقط ...سنبات في الفندق الليلة ...لا شئ سيغير خطتنا ...سنحتفل الليلة بمرور عام على زواجنا ..
قلت له وأنا أمد يدي لأفتح الباب : ساعتين لا تكفي ...
في لحظة أقفل الأبواب أوتوماتيكيا وهو يقول : أين الاتفاق ؟ من الآن بدأت تنقضينه ؟
نظرت إليه وعيني تحمل كل معاني الحب والطاعة : أمرك يا عمري ...بس ساعتين ما تكفي بعد غيبة سنة ...أقول لك أحنا أمامنا الليل كله إلا العمر كله إن شاء الله ... خلينا على القليلة للساعة 12 مساء مثل سندريلا ...هههههههههه
قال مستسلماً : دائما بسمتك تغلب إصراري وعزمي ..بس لا تنسين لديك شهر كامل تقضينه معها... الليلة سنحتفل !!
ردي كان ابتسامة حب ورضى
أخذت اصعد درجات المبنى بخطوات قافزة ... لعلي أخفف بقفزاتي أشواقي ..ولهفتي لرؤيتها ....
يووووووووه أيتها الدرجات ....كم لعبت على أعتابك ...كم قفزت وركضت صاعدة وهابطة ....ذاهبة وعائدة من وإلى المدرسة ... الجامعة .....السوق ...
في هبوطي كانت ترافقني ( فهي تذهب معي لعملها )ويدها تًمسك بيدي لتحد من اندفاعي وهي تقول بسمة : على مهلك ...لا تستعجلي
وفي صعودي كانت تقف على بسطة السلم العليا رفيف نبضات قلبها ودعواتها تحيط بي : بسمة بسم الله عليك... على مهلك ...
وقفت عند بسطة الدور الثاني متذكرة آخر مرة نزلت فيها هذه الدرجات وكانت هي أعلاها تودعني بإبتسامة مغتصبة ودموع ملآت عينيها ودعوات أحاطت بي ...كان ذلك في اليوم الثاني لزواجي
وبعدها سافرت مع زوجي للخارج ببعثة دراسية ...أكمل أنا دراسة الماجستير وهو دراسة الدكتوراة ....
وصلت إلي باب الشقة ...وكانت لهفتي قد وصلت مداها ...
وقفت أمام الباب ...استجمع أنفاسي ....وطرقت الباب ....
فتحت عائشة الباب وما أن رأتني حتى صاحت وهي تضمني : بسمة ...يسمة
عائشة <<< خادمتنا منذ عشرين عام ...
قلت لها وأنا أرد لها تحيتها : اشششششششش ...شوي ..شوي ....كيف حالك ؟
وأكملت هامسة....أين عمة ؟
عائشة وهي متعجبة : عمة ؟!!.. أنت ما تعرفي ....هي فين ؟
كنت قد توسطت الصالة متجهة إلى صومعة عمتي هذا الاسم الذي كنت أطلقه على غرفتها ...
التفت وأنا أشد عجباً منها : لا ...هي فين ؟
رفعت عائشة كتفيها وهي تهز رأسها وتشير بيديها قائلة : سافرت !!
شعرت أن الدنيا أظلمت فجأة بعيني تهاويت بخيبة أمل على أقرب مقعد بجواري :سافرت ؟ وين سافرت ؟
عائشة وهي تقترب مني مواسية : ما أعرف ؟
سألتها : متى سافرت ؟
عائشة : من ثلاثة أيام
لم أتوقع هذا ابدًا ؟؟؟وبعد ان تمالكت نفسي واسترجعت شتاتها ...
أمسكت الهاتف ...وبدأت اتصل في أبي و أعمامي الثلاثة اسألهم عنها ....
لم يكن أحد منهم يعرف عنها شئ .....
اتصلت على عمتي سعاد في الدمام ....لم تكن هي أيضاً تعلم عنها شئ !!!
اتصلت على هاتفها النقال ...وكانت الرسالة التي تصلني أنه لا يمكن الاتصال به الآن ......
جاءتني عائشة بكوب من العصير ....
سألتها : كيف سافرت ومن أوصلها للمطار ؟
عائشة : محمد (سائقها و زوج عائشة ) و مستر طلال ( ابن عمي )
صحت بها : وليه ما قلتي كذا من الأول ؟
عائشة : أنا كنت أفكر أنكم تعرفون ؟
حاولت الاتصال بطلال ...ولكن هاتفه لا يرد ....مقفل ؟!!
اتصلت في عمي اسأل عن طلال
قال لي عمي : ...طلال سافر قبل ثلاثة أيام إلى الخارج في بعثة .....
أخبرته أنها كانت معه !!!!
زاد قلقي ...,زادت حيرتي ....
هل ذهبت معه ؟ مستحيل ...أعرفها لا تحب أن تكون مع أحد !! لا ترتاح إلا بمفردها ؟
بدأت الاتصالات تنهال ...من أعمامي وعمتي سعاد ...الكل يسأل : هل عرفتِ أين ذهبت عمتك شوق ؟
كان ودي أصرخ فبهم جميعاً :الآن تسألون عنها أين ذهبت ...وهي لها ثلاثة أيام غائبة عن البيت ....
وعائشة تقول أنه منذ أكثر من شهر لم يدخل لشقتها أحد .....
ابتلعت كلماتي بحسرة وألم وسكت ...لم استطع معاتبة أحد..
ولكني بعد ساعة لم اعد الاحتمال ..أنهرت باكية ...
جاءتني عائشة مواسية ...مدت يدها بسلسلة مفاتيح وهي تقول ...مس شوق قالت لي هذا أعطيه لك لما تجين !!!
مددت يدي والتقطت سلسلة المفاتيح التي أعرفها تماما ....فقد أهديتها لها قبل عدة سنوات
توجهت لغرفتها ..فتحت الباب ...
قشعريرة اجتاحت جسمي ...وأنا أدخل للغرفة ... مرتبة منظمة حالمة كما عهدتها .... كانت تمثل لها محراب ....مكان مقدس ....تهتم بها غاية الاهتمام.....
عبق عطرها يملأ الغرفة .... روحها أشعر أنها تهيم في فضاءها ...صوت فيروز وهو يشدو ما زال يتردد صداه بين جنباتها ..
ملجأها الوحيد عندما ...تفرح أو تحزن ...تتأمل أو تخطط ... غاضبة أو هادئة ....
كانت تقول لي ضاحكة ...ليس لدي حضن يشاركني مشاعري وأحاسيسي ....جدران صومعتي هي حضني الآمن ....
كنت أغضب وأقول لها : وأنا .....
تقهقه بصوت عالي وتقول لي : أنا حضنك ....ولكنك أصغر من أن تكوني حضني !!
لم أفهمها في ذلك الوقت....أو أنني فهمتها بالمعنى الحسي للكلمة
قلبت نظري في الغرفة ....في أحد جوانبها كانت هناك حقيبة موضوعة بجانب الجدار..
وعلى طاولة صغيرة في الطرف الآخر توجد علبتين كرتونيتين فوق بعض .....
مددت يدي إلى الدولاب ..كانت يداي ترتعش ...وفتحته ...وما كنت أخشاه وجدته ....كان فارغاً ..
اتجهت نحو باقي الأدراج والخزانات ...كلها فارغة ...
كانت عائشة قد أقبلت لتقول لي : مس شوق ...أخرجت كل ملابسها ..وأشياءها من الغرفة ... لأنها قالت أنها تريد أن تجدد كل شئ !!
لم أرد عليها ...ما زلت مصدومة مما أرى ...
تركتني عائشة وذهبت .....
اقتربت من الطاولة كان فوق العلبتين ...ظرف صغير .....
أخذته ونظرت فيه ...كانت رسالة ...وعلى الظرف كتبت عمتي بخطها الأنيق .....
إلى بسمة أيامي ...وأجمل أحلامي .... بسمة ....
جلستُ على طرف السرير ....لم تعد قدماي تحملني .... فتحت الظرف .....



بسم الله الرحمن الرحيم

يا بسمة عمري .....

أعلم أنك ستغضبين كثيرا ...مما فعلت ...ولكن اعذريني يا بسمتي الغالية ...

ستجدين أمامك حقيبة بزاوية الغرفة ...فيها بعض التذكارات الغالية علينا أنا وأنت وبعض الصور للحظات رائعة جمعتنا لم استطع التصرف فيها ..وبعض الأشياء الخاصة تصرفي فيها كما تشائين ..
وأمامك على الطاولة علبتان تحوي كل منهما ألبوم للصور ...

لا تتعجبي ....

هذان الألبومان يجمعان شتات سنين عمتك ....

ستعرفين ماذا يوجد خلف جدار القوة ...والحكمة ..والعقل ...اللذان تداريت خلفهما سنين

وسيبينان لك ما لم تدركيه من خفايا نفسي ...

الأول أسميته ...بسمة عمري ...وأظنك استوحيتي من أسمه ما يحويه

أما الثاني فأسميته ....... انتظار واعتذار ...

هذان أغلى ما عندي ...وهما لك .....واعلم أنهما سيكونان غاليان عليك أيضا ......

عمتك المحبة للأبد / شوق







شعرت بقلبي ينقبض ....وريقي يجف ....أعدت الرسالة لمكانها ......
ما أن هممت أن أمد يدي على الألبوم الأول ...
حتى جاءتني عائشة قائلة :مستر عبدالله ..ومستر عبدالرحمن ...برى ....<<<أبي وعمي
خرجت لهما ...بخطى ثقيلة ....لم أكن أود رؤيته أحد ....
بعد التحايا الباردة جلست مجبرة أمامهما ....
قال عمي عبد الرحمن : كلمت ولدي طلال ....
ولأول مرة أرفع عيني إليهما باهتمام : ايه ...ماذا قال ؟
عمي عبد الرحمن : هو يقول كان ضروري يروح للرياض قبل سفره للخارج وعمته طلبت منه يوصلها للرياض لأنها بتزور احدى صديقاتها بالمستشفى التخصصي وبعدها بتقضي يومين عند سالم ولد عمتك سعاد ...
حتى أنه أوصلها للمستشفى وراح على طول ....على أساس أن سالم بيجي يأخذها لما تخلص من الزيارة ..
قلت باهتمام : يعني هي عند سالم اللحين ؟
رد أبوي بحزن : لا ...ما هي عنده ...أحنا اتصلنا فيه وقال ما شافها ولا اتصلت فيه ....
رديت بحدة : وبعدين وين راحت ؟؟اختفت يعني ؟
الجـــــــــزء الثاني

رد أبوي مهدئاً لي : بكرة بنسافر الرياض ونعرف وين راحت ؟
عمي عبد الرحمن : ما أدري وش جاها هالبنت مرة وحدة استخفت ....تروح ولا تقول لأحد ؟
قلت بقهر : هي لو لقيت أحد يسأل عنها أو يهتم فيها ما كان سوت كذا .....كم لكم ما دخلتم شقتها ...ولا سألتم عنها ؟!!
تبادل أبي وعمي النظر ...ونكسا رأسيهما بصمت ...
تكهرب الجو بيننا ...أنقذ رنين الهاتف الجميع ..... أسرعت أرد على الهاتف ....
زوجي عمر: السلام عليكم .......اشتقنا
أحسست الآن بشدة حاجتي إليه : عمر وينك ؟!! تعال ....
شعر هو بالغصة في صوتي : خير ...ايش فيك ؟
قلت له مطمئنة : خير إن شاء الله بس تعال لا تتأخر ؟ أحتاجك !!
رد علي : دقائق وأكون عندكم .....
خرج أبي وعمي !! وهما يودعاني لم أستطع رفع عيني فيهما خشيت أن تجرحهما نظراتي المقهورة
بعد دقائق دق جرس الباب...
ما أن رأيته حتى ارتميت في حضنه باكية ..وكأن دموعي أبت إلا أن تسيل أمام من تعز عليه ويقدرها ....
عمر بقلق وهو يمسح على رأسي : خير ايش صار ؟
أخبرته من بين دموعي باختفاء عمتي شوق ....
عمر وهو يحاول طمأنتي : يمكن تكون راحت عند صديقتها اللي في المستشفى وظلت معها ..أو خرجت معها لبيتها ..تطمني ..صدقيني أنها بخير ...لو فيها شئ لا سمح الله كان وصلت الأخبار ...
كأن حديثه طمأنني ...رفعت عيني له مستبشرة .....تناسيت الرسالة ..لم أذكر امرها لأحد ...
عمر وهو يبتسم : بكرة نسافر الرياض ...
وأنا غير مصدقة : صحيح ...بالله بنسافر الرياض ...
قلت وكأني اعتذر : بس كل مخططاتك بتتغير ..وتتلخبط
رد مازحا ومقلدا لي : علشان خاطر عيون الغاليين ...هذي شوق اللي كانت السبب في زواجنا ....
نظرت له من طرف عيني : وأنا صادقة ..هي كل أهلي وناسي لولاها ما كان أنا وافقت أتزوج
عمر وهو يضحك : وأنا ما قلت شئ ...أعترف
قلت له : وين سنبات الليلة ؟
عمر وهو يغمز لي مبتسما : على كيفك ...حجز الفندق موجود ....
قلت له : دقائق وأكون جاهزة
حاولت أن أقاوم شعور الحزن والكآبة اللذان سيطرا علي وأن أرضيه ...
خاصة وأن عمتي غير موجودة ما فيه أي داعي لبقائي في الشقة ....
دخلت غرفة عمتي وضعت الألبومين في كيس كبير وأخذتهما معي ...بعد أن قفلت الغرفة كما كانت ...
خرجت مع زوجي ....
لم استطع الاستمتاع بالعشاء ...كما لم أتمكن من النوم ....ظللت منتبهة في فراشي حتى منتصف الليل تقريبا ً...عندما شعرت أن عمر استغرق في النوم ....
تسللت من السرير ..وأخذت الكيس وخرجت للصالة ....
أخرجت الألبوم الأول ... بسمتي ......
كان عمل فني رائع ...يبدو أن عمتي بذلت في إعداده مجهودا كبيرا...
كان كل صفحة تعبر عن سنة من سنوات عمري ... تحوي على صورة تتوسط الصفحة تحيط بها بعض الصور الأخرى لي في نفس السنة ,,,مع سطور بخط عمتي لأهم ما حدث لي في هذا العام .....
ففي الصفحة الأولى مثلاً ....
صورتي وأنا مولودة بين يدي عمتي شوق ...
كانت صورة ساحرة لفتاة صغيرة في السادسة عشر تحمل بين يديها طفلة عمرها على الأكثر أسبوع والابتسامة تنير وجهها ...وكأنها تحمل بين يديها جوهرة غالية ...
وكان في الصفحة صور أخرى لي خلال العام ...وأنا أحبو ...آكل ..ألعب ...

كتبت في آخر الصفحة ....

دنيا عجيبة .... أحزان وأفراح ... تنبثق في النفس في اللحظة ذاتها ....
أقبل أخي بالمولودة ...والحزن يعتصر قلبه على فقد أمها .....وتركها لنا أنا وأمي
على قدر حزني لموت زوجة أخي ...كانت فرحتي بهذه الغالية ....
صارت سلوتي ...فلا أحد عندي أهتم به أو يهتم بي ....فأمي ومنذ سنتين انشغلت بوالدي المشلول ...
وأنا أصغر أخوتي ....فارق العمر الكبير بيننا ...ومشاغل الحياة ...أبعدتهم عني وأبعدتني عنهم
أسميتها بسمة تفاؤلا ببسمتها الرائعة ...التي طالعتني بها عندما حملتها بين يدي...
.....وصارت ...........بسمتي ...وسلوتي ولعبتي المفضلة ....فهي بين يدي طوال الوقت

وهنا تذكرت ما كانت تحكيه لي جدتي من مواقف وقصص حدثت لعمتي ولي خلال هذا العام ....
فقد كانت عمتي شوق بالثانوية ولا يوجد بالبيت خادمة وقد عانت كثير هذه السنة فهي تسهر طول الليل للمذاكرة ..ثم تذهب للمدرسة وتعود للعناية بي ومساعدة جدتي في خدمة البيت وجدي ..
وكانت أحيانا تنام من الإرهاق كالمغمى عليها ...وقد لا تصحو على صياحي بجوارها ..وما ينقذني إلا جدتي التي تحضر على صوتي الصارخ بينما عمتي التي تكون قد وضعت راسها على مكتبها لم تسمعني ...

كنت أضحك علي هذه المواقف ...واطلب الثأر منها ...لأنها تركتني أبكي طويلا ....
لم أفكر طويلا بمعاناتها ...خلال هذه الفترة ...

مسحت دمعت انحدرت من عيني ..وأكملت تصفحي

تنقلت بين الصفحات ....
متتبعة بالصور مراحل نموي ...وكأني أعيش هذه اللحظات من خلال تصوير عمتي وكلماتها ...
استوقفتني الصفحة السابعة ....

كنت بزي المدرسة ...
وصور أخرى حول الصورة الرئيسية ..وأنا أكتب ...اقرأ ...أرسم ...مع صديقاتي ....
أوعائدة بزي مدرسي قذر >>>>من الشقاوة والمضاربات مع البنات آخر النهار ....

كتبت عمتي في هذه الصفحة ...
اليوم أنا وبسمة نذهب للمدرسة معا لأول مرة...
أنا معلمة ...وهي متعلمة ....
ولكن ستكون أجمل وأذكى متعلمة ....

كم كنت طفلة جميلة وشقية <<<< فكرت بكل فخر وغرور أريد أبنائي مثلي وسأكون أم كعمتي شوق

أكملت التصفح ...
في الصفحة الخامسة عشر ...

كانت صورتي رائعة ....
بداية سن المراهقة ...نظرات حالمة .....حركات ..ولبس وشياكة ...
كانت عمتي بجواري ..بس عيونها بها الصورة كان فيها حزن ....وفراغ كبيررررررررر
كانت تحضنني بيد وكأنها خائفة من شئ ...وتطمئن نفسها بي

بآخر الصفحة كتبت ....
ما زالت الدنيا تريني عجائبها ...
هاهي تجمع لي الفرح والحزن في لحظة واحدة ....
اليوم بلغت بسمتي 15 عاما وتخرجت من المتوسط ...وهاهو أبي ...ينتقل إلى جوار ربه ....
أبوي ..... سندي وتاج راسي ....افتقدك يا غالي ....أفتقد للأمان ... للاهتمام ... للهفة ....

تذكرت هذا اليوم ...وكأنه بالأمس القريب ..فبعد الاحتفال الذي أعدته عمتي لي ولصديقاتي بمناسبة نجاحي وخروجهن من بيتنا ...ذهبنا أنا وهي لغرفة جدي ...جلست عمتي شوق بجوار جدي أمسكت يديه ...قبلتهما ... نظرت إليه بحب وحنان وقالت : أبوي هذه بسمة نجحت من المتوسطة وبتنتقل للثانوية وما شاء الله نسبتها عالية ...
قلت ضاحكة : طالعة على عمتي ....ذكية
جدتي : وكيف ما تصير متفوقة وأنت ليل ونهار معاها ومهتمة فيها كل ها الاهتمام
كان جدي ينظر للأفق ...ويبتسم ...
اقتربت منه شوق وقالت ...أبوي ...تسمعني ؟!!
ما رد عليها جدي ....نظرت بخوف لجدتي وقالت : يمه ..أبوي شكله تعبان
اقتربت جدتي من السرير مدت يدها لجدي ...وأدركت مالم تدركه عمتي ...
جدتي : روحي يا شوق كلمي أخوانك يجيون ...ويجيبون الطبيب ,,,روحي معاها يا بسمة !!
قالت عمتي : أنا بأقول للسواق ...ما فيه داعي لأخواني..لأنهم مشغولين كالعادة ...
جدتي بحدة : شوق ..أخوانك...
انتهى كل شئ قي ساعات ....ومع الفجر كانت شقتنا تودع جدي ....
في ذلك اليوم رأيت الحزن يمزق قلب عمتي .....ويدمر قوتها ....
كانت تبكي بحرقة و بصمت ....دموع غزيرة وشهقات مكبوتة ...
لم أفهم سر ذلك الحزن الطاغي الذي لازمها سنين ....
كان أكثر حزني ....لحزنها ..

رحمك الله يا جدي ...بعده بعام واحد واحد توفيت جدتي رحمهما الله ....



تابعت تقليب صفحات الألبوم ......

استوقفتني الصفحة الثامنة عشر .....

يوووووووووووه أصبحت تلك الطفلة عروس .....وما زالت عمتي شابة جميلة تقف بجانبي ...تحضنني

بل كأنني أراها تحملني في عينيها لأستقر داخلها وأسكن روحها .....

كانت صورة زيي المدرسي الأخير الملطخ بالتواقيع والرسوم والممزق الأطراف... تثير العجب والضحك ...يالله ما أجملها من أيام ....



كتبت عمتي بآخر الصفحة ...

اليوم ستنطلق بسمتي لتحقق أول طموحاتها ....وتضع قدميها على أول دروب الحياة ...

لن يقف أحد في طريقها كما وقفوا في طريقي ولن يحدد لها أحد التخصص الذي ستختار...

انطلقي يا بسمتي وربي يرعاك ....وسأكون معك .... لأحقق لك كل ما لم أستطع تحقيقه لنفسي ...


رجعت لذاكرتي أحداث ذلك اليوم ...فبعد انتهاء حفلة النجاح التي أعدتها

لي عمتي ....وخروج صديقاتي ... حضر أبي ........ أبي الذي لا أراه إلا كل عدة أشهر مرة واحدة ساعة أو ساعتين فهو مشغول بزوجته وأبناءه ...وأعماله ....

حضر أبي ... ومعه هدية لي ...

سألني : ها وش التخصص اللي بتدرسينه ؟

قلت بكل فخر : طبعا نسبة مثل نسبتي .....ممكن ادخل اللي أبغى ...بس أنا أحب ..... اللغات

رد أبي بحدة : وش هذا بعد ..أقول ادخلي كلية معلمات ..ابرك لك !!

تحفزت للرد على أبي ....ولكن إشارة من يد عمتي شوق أوقفتني ..

عمتي : بسمة ...قومي لغرفتك

وبعد أن دخلت لغرفتي ....سمعت صوت عمتي يعلو لأول مرة في حديثها مع أبي .....

فهمت من الكلام اللي سمعته .....أن عمتي وقفت بشدة بوجه أبي حتى ادخل التخصص اللي أتمناه ...

عمتي : بسمة بنتي ....واللي تحب تدرسه بتدرسه ...وما بيصير لها اللي صار لي....
أبوي : وش قصدك ؟؟

عمتي شوق : ما اقصد شئ ....ما عليك مني اللحين

بس بسمة على المجهود الذي بذلته تستاهل تختار التخصص اللي تبغاه ...... ....
وبعدين وش فيه التخصص اللي اختارته ؟؟!!

يعني هي ما أختارت الطب ..مع أنها لو أختارته ...مافيه أي مانع

أبوي : وش تقولين !! وش بتكون بالمستقبل ؟

عمتي : المستقبل بيد ربنا ...خلها تتوكل على ربها وتدرس التخصص اللي هي تحبه ..
ومو ضروري تحط ببالك أن كل البنات لازم يكونوا معلمات ....البلد تحتاج كثير من التخصصات ....

طبيبات ..إداريات ..مترجمات ..ممرضات ..

واللغات من التخصصات النادرة اللي يحتاجها البلد ...خاصة الانجليزي والفرنسي ..

طبعا استمر النقاش فترة بينهم ....بس في النهاية أبوي وافق ...

الله ما أعظمك يا عمتي شوق ....

ساعدتني خلال دراستي بكل ما يمكنها ..أحضرت لي معلمة خاصة ...وانضممت لدورات بمعاهد لغات متطورة ...وفرت لي برامج كمبيوتر ...وأهم شئ دعمها وتشجيعها المستمر لي .....

الصفحة الأخيرة كانت مميزة ...........

كانت صفحتين متقابلتين ...

إحداهما وأنا بملابس التخرج ...والثانية ...وأنا بفستان العرس ...........

كانت الصور رائعة .... خاصة وأن عمتي شوق كانت بجواري ........

لم تكتب سوى جملة واحدة ..............

(( وتـحـقق الحــلـــم ))

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس

قديم 30-12-08, 04:17 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

أتذكر فرحة عمتي يوم تخرجي ....ويوم زواجي ....

كانت فرحة عظيمة ...جعلت من هذان اليومان حلم أسطوري ..

كثير من قريباتي وصديقاتي حسدنني على ما قدمته عمتي لي في هذان اليومان ...

تكفلت بكل المصاريف ...وكانت الحفلتين رائعتين ....بينهما عدة أشهر فقط ....

أتذكر حواري معها يوم تخرجي .....

عمتي شوق : بسمة نصف الحلم تحقق ....

قلت لها ضاحكة : وايش هو نصفه الثاني ؟! ههههههه

قالت لي : زوج ..وأولاد ..وبيت !!!

قلت لها بخوف مصطنع : لا لا ....حرام فكرتك بتقولين ...ماجستير ودكتوراة ..

عمتي بابتسامة حب : الماجستير والدكتوراة باقي الجزء الأول من الحلم ..
وعليك أنت وشريك حياتك إكماله ...

أما الجزء الثاني من الحلم ....فهو الشريك الذي بيساعدك على تحقيق كل أحلامك ..


وبعدها يعدة أشهر كان عمر وهو أبن أحد معارف العائلة ....يتقدم لخطبتي ...

لم أوافق في البداية ....

عمتي : ممكن أعرف ليه ترفضينه ؟

قلت لها : وليه أنت مصرة عليه مع أنه رفضت غيره كثير منهم أولاد أعمامي ..وما كان عندك مانع ؟

عمتي شوق : مع أنك من المفروض تجاوبيني أول ...ولكن أنا بأجاوبك ..

لأنك الآن انهيتي دراستك وسنك مناسب للزواج ...والمتقدم لك مناسب ..دينا ..وخلقاً وعلما ..يعني مافيه أي سبب للرفض

قلت لها : بس أنا خايفة !!

عمتي شوق وهي تحضنني : وهذا طبيعي ...بس أنت صلي الاستخارة وربنا يقدم اللي فيه الخير

وفعلا ما ندمت على زواجي ...

ربي رزقني بزوج محب وحنون ..........

آآآآآآآآآآه وينك ياعمتي ...اشتقت لك ولحضنك الدافئ ....

انحدرت دمعة من عيني وانا أرى آخر جملة في صفحة فارغة كتبتها عمتي ....


بسمة تابعي ...وضع صورك في هذا الألبوم ...وصور أطفالك

وقبل أن أمد يدي لأمسح دمعتي كانت يد عمر تمسح دمعتي وهو يقول .....
الجــــــــــــ الثالث ـــــــــــــــــــــــزء

عمر : شكلك ما نمتي ...قومي صلي الصبح وارتاحي ..حتى موعد الطيارة ...بنكون في المطار الساعة ثمانية ..يعني قدامك ثلاث ساعات ترتاحين ....يالله ..وأخذ بيدي ...
وضعت الألبوم في الكيس وحملته معي ...
كانت نظرات عمر تتابعني بإشفاق وحب وهو يقول : خلي عنك هالألبوم اللحين مو وقت الصور !!
قلت له : بس هذا مو البوم صور ...هذا جزء من حياتي أنا وعمتي ...محفوظ بالصور والكلمات...
صليت وتمددت على السرير ..ومن تعبي نمت ....
استيقظت على يد عمر وهو يمسح على رأسي ليوقظني ... يالله يا بسمة ...
نظرت له وأنا أبتسم بتعب ... يالله أنا بتجهز بدقايق ...محد أتصل ؟
عمر : لا ..ولولا أني خايف على زعلك ما كان قومتك من النوم شكلك كان مرة تعبان ....أنت محتاجة للراحة
قلت : وأنا ما بإرتاح حتى أعرف وين عمتي شوق وش صار لها ؟
بعد ساعة كنا في الطائرة ..كنت قد اتصلت بأبي لأعرف منه موعد رحلته ...كانت قبل رحلتنا بساعة ..لم يعرف شئ بعد عن عمتي ..
بعد أن استوت الطائرة بالجو ....قال لي عمر ...حاولي أن تريحي رأسك قليلا ..اعيدي المقعد للخلف واسترخي ...أمامنا يوم طويل ...أخاف تفاجئك نوبة صداع ..
فجأة شهقت وأنا أضع يدي على فمي وأنظر بخوف نحو عمر ....
قوجئ عمر من منظري ...خير وشفيك ؟!!
قلت له : عمر تدري عمتي ليه راحت المستشفى التخصصي ؟
عمر بتعجب : ليه ؟
قلت له : عمتي هي المريضة ...هي في السنة الأخيرة قبل زواجي كانت تراجع المستشفى بجدة...بس ما كانت ترضى أروح معاها ...كانت تقول فحوص دورية ...
بس هي كانت تعبانة ومتغيرة... تقضي أكثر الوقت بغرفتها ولما اسألها وشبك ؟ كانت تقول مصدعة !!!! ما أعرف ايش هو مرضها ...بس أنا متأكدة أنها راحت للعلاج للمستشفى ...هي ما تحب أحد يشاركها آلامها النفسية أو الجسدية ..تحب تتألم لوحدها ...
تحب أن نشاركها أفراحها ...حتى نفرح ..وترى ابتسامتنا
بس ما تحب نشاركها أحزانها ...حتى ما نحزن ..
عمر وهو يطمئنني : إن شاء الله تكون بخير وعافية ...على الأقل عرفنا أين نبدأ البحث !!
ولعلمك أنا بعد ما صليت الصبح ...وشفتك نمتي رحت لشقتكم ..وقابلت السائق وزوجته لأني نزلت الشنط اللي ما نحتاجهم هناك وطلبت منهم يحتفظوا بها في الشقة وسألتهم عن أحوال عمتك ؟
قلت بقلق : وش قالوا لك ؟
عمر : أكد السائق أن عمتك بالسنة الأخيرة كانت مريضة وتراجع المستشفى كثيرا ..حتى أنها سافرت للرياض لمستشفى هناك ..وكان معاها الخادمة ..بس ما كانت تبات ..كانت تروح الصباح وترجع آخر النهار !!
قلت بحزن : آآآآآآآآه يا عمتي ..كنتِ تعانين وما أحد درى بك
عمر : بس أنت على اتصال بها دائم بالماسنجر ..والتلفون ..يعني ما قالت لك شئ ولا شكيتي أنت بشئ؟
قلت له : ما أنتبهت ..وحتى قبل يومين لما كلمتها ...وأحسست أنها قلقة وتعبانة وسألتها قالت لي أنها مصدعة شوي !!
عمر باهتمام : طيب ارتاحي أنت وادعي لها .... لأن دعوة المسافر مقبولة ولا ترد عند الله إن شاء الله
أسندت رأسي على ظهر المقعد وأغمضت عيني ...وابتهلت لله الواحد الأحد الفرد الصمد أن يحفظ شوق ..وأن يشفيها ..وأن يعوضها خير في حياتها ...
انتبهت على صوت ويد عمر وهو يهزني لأستعد لهبوط الطائرة .... من المطار توجهنا للمستشفى مباشرة ...كان لدينا حقيبة متوسطة الحجم يسحبها عمر معه ...
طلب مني أن أجلس باستراحة المستشفى النسائية حتى يذهب هو للسؤال !!
شعور غريب داهمني في هذه اللحظة وأنا أتفحص النساء من حولي ..كأني ابحث عن شوق ..
شعرت أنها تناديني محتاجة لي ...أسمع صوتها يهمس بأسمي ...زاد خفقان قلبي ..وتسارعت أنفاسي ..
لم أعد أطيق الانتظار ...وقفت وسحبت الحقيبة خلفي .... ما ان خرجت من الباب حتى رأيت عمر قادماً نحوي يسير بخطوات واسعة ...وعلى وجهه ارتسمت علامات الجدية ...
ما أن لمحني حتى وقف ينتظرني و أشار لي بيده أن آتيه ....
اقتربت منه فأخذ الحقيبة من يدي وهو يقول : يالله ..
سألته متوجسة.. وأنا أتابع خطواته الواسعة ....بجهد : عرفت شئ
عمر : ايه .....
أخذنا المصعد للدور السفلي ...رفض عمر أن يوضح لي أكثر...
اقتربنا من أبواب ضخمة كتب عليها غرفة العمليات .... أشار بيده لي أن أجلس على مقاعد جانبية ..وجلس بجواري ....
وضع يده على كتفي وأمسك بيده الأخرى يدي ونظر إلي قائلا : بسمة ......عمتك هنا ..وأشار بعينيه نحو أحد الأبواب ... تُجرى لها عملية الآن ...وضغط على يدي مهدئاً
قلت وكل جسمي ..ينتفض من الحزن و الألم ......: عملية ؟!! عملية ايش ؟ وش فيها ...
قال لي : اهدئي أولا ...ما هو كذا ..أنت مؤمنة ...وعملية شوق ..بسيطة إن شاء الله ..
أخذت نفس عميق وسألته : ايش هي عمليتها ؟
قال بصوت هادئ : عملية في القلب ..تغيير صمامات!!
شهقت وأنا أضع يدي على فمي الذي أخرج كلمة بدون وعي مني : ليه ؟؟؟
بكيت....... بكيت وحدة شوق ..بكيت خوفها ...بكيت ألمها ...بكيت ضعفها ..
كانت يد عمر ما تزال تضم يدي ...همس لي : استغفري ربك ..وأدعي لها بالشفاء ..
كنت استغفر ربي ......وأدعو لها من كل قلبي ..
بعد دقائق أحسست أن بيد عمر تترك يدي ..ويقوم من جواري ..رفعت رأسي ..فوجدت أبي ..وعمي عبد الرحمن وعمي عبد الكريم وبعض أبناء أعمامي ..وأبن عمتي ..قادمون . <<< تجمعهم المصائب فقط.
سلموا على عمر ...ثم اقترب مني أبي وأعمامي ..وسلموا علي ( نسيت أخبركم لدي ثلاثة من الأعمام
عبد الرحمن أكبرهم ثم أبي وهما بجدة ...ثم عمي عبد الكريم بالرياض ..وعمي عبد المجيد وعمتي سعاد بالدمام ) عمر اتصل وأبلغهم ..
بعدها جاءني عمر وقال : ما رأيك نذهب للفندق ..نرتاح ساعة ونعود ...عملية شوق تستغرق وقت طويل يمكن سبع ساعات ..وهي دخلت قبل ساعتين ...
لم استطع الرد عليه ..هززت رأسي رافضة فقط ...
يالله كم هو عظيم هذا الزوج ....قدر إحساسي ...
قال لي بحب : طيب ممكن تجلسي باستراحة النساء هناك ..حتى تأخذي راحتك ..
وبدون أن ينتظر جوابي أمسك بيدي ...وسحب الحقيبة ...وأوصلني لاستراحة النساء ...
عند الباب قلت له بصوت خافت: عمر رح أنت ارتاح
عمر وهو يبتسم مطمئنا لي : أنا مرتاح يا عمري ..بس أبروح أشوف واحد من أصدقائي بالمستشفى(هو طبيب ) علشان يطمئنا على شوق
رفعت له عيني الممتنة : الله يعطيك العافية
دخلت للاستراحة ...توضأت ..وصليت ما شاء لي ربي ...ودعوت لها بخيري الدنيا والآخرة ..وجلست اقرأ قرآن ...
بعد ساعة ...سمعت عمر يناديني من خارج الغرفة ...خرجت له ..
كان يحمل بعض السندوتشات ..وكوب من القهوة ..وقارورة ماء ...
سألته : لقيت صديقك ؟
أجابني مطمئنا : لقيته ..وطمني العملية ماشية تمام ..وأكبر أطباء المستشفى بالداخل ..وهي إن شاء الله بتكون بخير
وأكمل بعد أن صمت لثواني : خذي ...أشربي هالقهوة ..شوق بتحتاجك بعد العملية ...
قلت له : عمر الله لا يحرمني منك ..ومن حبك وحنانك ...
عمر وهو يبتسم : لا ...أنا لازم أروح من قدامك اللحين ..أحنا بمستشفى ..وما اقدر أتحمل هالكلام ...
كاد أن بنصرف ..بس رجع وكأنه تذكر شئ ...عل فكرة عمتك سعاد وعمك عبد المجيد بيجون على طيارة الساعة 5 العصر ...
ما رديت على عمر ..لأنه ما همني أمرهم ...ومن متى أهمهم أو يهموني ....كل ما يهمني في ها العالم هي شوق ...بس عمتي شوق هي كل أهلي و ناسي و عالمي ودنياي ..
أخذت كوب القهوة وجلست على المقعد ..فتحت الحقيبة وأخرجت منها ألبوم الصور الثاني ...
كان فخماً في تغليفه ...وشكله ...
اعتنت شوق بإعداده >>> لا تستغربوا مني فقد اعتدت مناداتها بشوق دائما ..ما عدى في الحالات الرسمية أناديها عمتي شوق

كان مفاجأة بالنسبة لي ...
صفحاته كانت عبارة عن لوحات فنية رائعة كل لوحة تحمل كلمات شعرية ...أو خواطر رقيقة ...ذكريات حزينة......
يبدو أنها أساسا كانت في دفتر ما ...ثم قامت شوق بتنسيقها في هذا المجلد ..وأضافت لها الصور التي تعجبها ..وتعبر عن حالتها ....



كتبت في الصفحة الأولى ................

ويمشي الزمان فتنمو صروف وتذوي صروف وتحيا أخر
وتصبح أحلامها يقظة موشحة بغموض السحر
تسائل أين ضباب الصباح وسحر المساء وضوء القمر
ظمئت إلى النور فوق الغصون ظمئت إلى الظل تحت الشجر
ظمئت إلى النبع بين المروج يغني ويرقص فوق الزهر


لأبي القاسم الشابي




وكتبت بخط يدها



كانت أحلامي يقظة ...موشحة بالفرح والأمل ....بغموض السحر ....

حلم تلو حلم ............... قتلت ....نًحرت ...خًنقت ....

جمعت أشلاءها ...ودفنتها في أعماقي.........

لم ..ولن أقبل فيك يا أحلامي العزاء ...................شوق / 1427هـ

اجتاحتني قشعريرة ...هزت كياني ...أي ألم كان يسكنك يا شوق؟!!!
الجزء الرابع
مددت يدي لكوب القهوة أستمد من سخونته ..ما يبعث في جسمي الدفء .... والقوة على مواصلة تقليب صفحات هذا المجلد


الصفحة الثانية .........دونت عمتي تاريخا يسبق ولادتي بسنتين



كتبت شوق ..



تمزق شراع مركبي ..وانكسر مجدافه ..ومال المركب

مركب حياتي سيغرق ......

أبي سقط مريضاً ...مشلولا عاجزاً ...
أمي بجانبه مصدومة ... حائرة عاجزة...
أنا بينهما خائفة ....مفجوعة عاجزة ....

انتظر شفائك يا أبي .....لتعود فتوجه مركب حياتنا ...لبر الأمان..
الآن اشعر بأن الأمواج تتقاذفني ..وليس لمركبي ربان ..شراعي ممزق ..ومجدافي مكسور
الكل يقود مركبي ...الكل يتحكم بي...
الكل له حق الوصاية علي ...لأنني الصغرى ..وهم أكبر وأعقل وأفهم مني ..
انتظر شفائك يا أبي ..وعودتك يا أمي من دنيا الأحزان.....شوق 1402 هـ

*****************************************

في الصفحات التالية ...
كانت قصاصات تعبر عن معاناة شوق مع أخوانها ( أعمامي ..وأبي )..خلال فترة مرض جدي ..وتسلطهم عليها..
كانوا في بداية حياتهم ..كل منهم يريد أن يكون نفسه يتزوج ..ويبني بيت ( كانوا يعيشون بنفس العمارة لكل منهم شقة ) ....


****************************************

استوقفتني الصفحة الرابعة ......1405هـ

بت أحيا بين اطلال ..........

أمل مقتول ....وحلم مسروق ......

وحبٍ مفقود .....وحنين لصدر حنون

وسياج من.....

عقل وحكمة .....أخفي خلفها ثورة وجنون


نظرة يائسة ..عاجزة ...متألمة ....
هذا كل ما لمحته في عينيك يا أبي..... أنت وأمي .......
لجأت لكما ...لتساعداني ....ولكن العجز أخرسكما ..و...
قتل حلمي ...
أبي هل تذكر ...الطبيبة شوق بنت محمد ...
التي زرعتها في داخلي ورويتها بطموحك وأملك ...
وغذيتها بروحك المتوثبة للمعالي..
اليوم قتلها أخوتي ...
رفضوا أن انتسب لكلية الطب ..
لا يهم الأسباب والمبررات ...المهم أنهم قتلوها ...
ودفنتها في أعماقي ...يمكن في يوم تُبعث فيها الحياة !!!
سأتسلح بالصبر والحكمة كما تنصحني أمي الصابرة..وسأكمل طريقي .....
فلا حياة مع اليأس ..ولا يأس مع الحياة ....

شوق ....... لتحقيق الأمل

*********
فكرت بنفسي ....

لا أعرف لماذا يحب البعض تقرير مصير الآخرين ...
لا أعرف لماذا سمحت هي لهم بذلك ؟؟


مددت يدي مرة أخرى لكوب القهوة ..ارتشف منه القليل لعله يرطب جفاف حلقي ...

تابعت رحلة شوق ..

******************************************

في الصفحة السابعة ..كتبت شوق ... 1409هـ


على باب الظلمات اتكأتُ
وجبيني تغضّن من الوجع،
ومن شدة الأمل
فركتُ أصابعي النحيلة الباردة
قلت: سأكون بكاءَ وجودي
لكن
ياللحسرة
لقد كنتُ (إمرأة).قليلة الحيلة
اعلمُ ان صراعي لم يكن سهلاً أمام هؤلاء الزهّاد الأتقياء الكذبة

اليوم تخرجي ..نلت البكالوريوس
هل للفرحة في حياتي طعم يختلف عن طعم أفراح باقي الناس..
لماذا لا أشعر بحلاوتها .... أنها بدون طعم ...
ربما أن طعمها أقرب للمرارة منه ...لحلاوة الفرح...
لا بأس ..سأستمد بعض الحلاوة من الفرحة التي بعيني أمي ...
أما أبي فإني أرى نفس المرار ...في عينية .....
أصبحت أفهمه من مجرد النظر إليهما ....
اعرف أنه يفهمني ويكشفني بنظراته أيضاً...
لذلك خبأت عيني عنه طوال المساء .....جلجلت ضحكاتي في الشقة الصغيرة ...
أريد أن أطمئنه ...بأنني سعيدة ..وفرحه ...


كان الخالة أم عبدالله ( جارتنا) أول من هنأني وبارك لي ...فأنا أعرف كم تحبني ..
غمزت لي ولأمي وأنا اقدم لها حلوى النجاح و هي تقول : عقبال الفرحة الكبيرة ... العريس اللي يستاهلك
لا أعرف السر في تراقص قلوب العذارى طربا عند سماع ذكر الزواج !!!
ربما فرحا بأن هناك من يتمناهن .. يرغب فيهن ...أنهن فتيات أحلام البعض ....
قمت وحمرة الخجل تكسو وجهي لأحضر لها القهوة ..وأتركها مع أمي تتحادثان


في المساء كانوا هنا أيضا ليهنئوني ...وليقتلوا حلماً آخر لي يوم فرحتي ............
أعلنوا رفضهم لعبد الله ...
أسباب واهية ...لا تهمني ..
احتجت أمي المسكينة بحجتها الضعيفة ..واحتج أبي بنظراته المنكسرة ,,,احتججت أنا بصمتي الخانق...
ولكن كل هذا ذهب أدراج الرياح مع إصرار أخوتي ...




عذرا أيها الفرح ....سأنتظرك ...مشرقاً ...باسما ..كاملا ... في حياتي

لن أمل الانتظار ....

شوق ...........الفرح


****************************************


في الصفحة التي تليها .............
شوق ....1412هـ

يازمان العجايب وش بقي ماظهر
كل ماجدّ علمن جاك علمن جديد

إن شكينا بكينا وان سكتنا قهر
بين قلبن عطيب وبين خلٍ عنيد

لو تفيد المدامع كان اسيّل نهر
مير كثر التوجّد والدمع مايفيد

أصبر أيام وأشهر وأتصَبر دهر
وأن حصلَي مناتي جيت لوني بعيد

أرجي الله وأراقب كل طالع شهر
يجلي الهم عني واعسى مايزيد


اعتذر لك يا قلبي من هذه النظرات ....وتلك الكلمات ..
التي تطعنك بقسوة فتجرحك .........
منذ عامين وأنا اعمل .....معلمة
أحببت العمل مع الأطفال ..ولهم ..ومن أجلهم ...
ولكن كرهت ما أتعرض له من فضول قاتل من البعض ....
كلمات ..وعروض بلهاء : ليه ما تزوجتي ..وكأن هناك سر رهيب أخفبه لعدم زواجي
ويعاودن المحاولة المرة تلو المرة ....أنت حلوة وموظفة ...عندي لك عريس ....
كنت أقابل أسئلتهن بابتسامة بلهاء ....وعروضهن ...بصمت !!!
لأنني حتى الآن لا أعرف سر رفض أخوتي لكل من يتقدم لخطبتي ؟!!
ما عليك منهم يا قلبي ....أنت راضي

شوق ............ للصداقة

كم هم قساة ....الذين يتدخلون بغير سبب في خصوصيات الآخرين

********************************************

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 30-12-08, 04:18 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : dali2000 المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الصفحة التالية ....1415هـ

لقد سقط القناعُ وكمْ وجـــوهٍ
تعرّتْ حينمـا انكشف الغطــاءُ!
تماسيـحٌ علينـا وكــمْ تباكوا ؟
لكنْهـم لا يعرفُون ما البــكـاءُ!
إذا قالـوا فـأقـوالٌ عظــام
وإنْ فعـلوا فـأفعـالٌ هـبـاءُ
ومن فرط الأسى واليـأسِ أُمسى
غريـبـاً أن يعـاودنا الرّجـاءُ!


اعتذر لروابط الأخوة ...ولكل المشاعر الإنسانية ....
اعتذر لك يا روحي ...اعتذر لك يا مشاعري ..
اليوم كان فرح ...وككل أفراحي التي أصبحت تًحرق بشموع تلك الأفراح ...
فرحك يا وجدان عبد المجيد.....يا ابنة أخي الكبير
فرحت لفرحك ...فأنت قطعة مني ...
كم كنت بلهاء ..ساذجة ..
بين ضحكات الفرح أنطلق سهم قاتل ليستقر في فؤادي ....
سمعتها ..تقول بسخرية لصديقاتها : هذه عمتي شوق ..لا لم تتزوج .. عنست هههههه
صح هي حلوة ...بس ما تقدر تترك جدي وجدتي من سيعتني بهما ؟؟
هما عجوزان ..لن يتحملهما أحد غيرها


الآن عرفت السر !!
يا فجيعتي في أخوتي !!
أحرقت شموع الفرح..ليلي ....
واللهيب ..شوه كل الملامح أمامي ....
والدخان ....أعماني ........

شوق ......... للوفاء


******************************************

صفحة الأحزان ......... 1419 هـ


::: بالصوت أعزيك :::


عجزت أنا يا بوي بالصوت أعزيك. . . . . تخنقنـى العبـرة وجفـت دمـوع
لو البكا يرجعـك يابـوي نبكيـك . . . . . . لا شك درب الموت مابه رجـوع
ولو الدمع يابوي لو سـال يبقيـك . . . . . .نذرف كثير الدمع طـول السّبـوع
الله يبيحك كل مـا حـل طاريـك . . . . . . . ويرحمك ربي في نهـار يـروع
عزيز في ربعك حنـون بأهاليـك . . . . . . كريم بضيوفك ولـو هـم جمـوع
وياما ضعيف الحال شلته بأياديـك . . . . . . . وقمت وحميته من قريـب قطـوع
تاقف مع المحتاج هـذي مماشيـك . . . . . . ويشهد على قولي كثيـر الربـوع
عساك بالجنـة تقطّـف بأياديـك . . . . . . . .أثمارها يا بوي مـن كـل نـوع
عسى العوض من بعد غيبة لياليـك . . . . . . في واحد لاعه مـن الدهـر لـوع
سمير البشيري

فقدت الحب ...فقدت الأمان ...فقدت اللهفة ....
فقدتك يا أبي .....

وهل بعد فقدك ...فقد ....

اعتذر لك يا أغلى الناس ...اعتذر لك من ضعفي ..وقلة حيلتي ...

آآآآآآآآآآآآآآآآآه يا أمي ...كم تقتلني نظرة العجز والحسرة التي بعينيك

عشتي بها عامي معي ...ولكنك لم تحتملي فراق الغالي

وها أنت لحقت برفيق دربك ...وتركتني وحيدة أصارع أمواج الحياة


أودعكم بدمـعات العيــون **** أودعكم و أنتم لي عيوني
أودعكم و في القلب لهــيب **** تجود به من الدمع شجوني
أراكم ذاهبين و لن تعــودوا **** أكاد أصيح إمي أبي خذوني
فلست أطيق عيشاً لا تراكـم **** به عيني و قد فارقتمونـي
وكنتم في طريق الشوك وردا **** يفوح شذاه عطرا من غصوني
لإن لم نلتقِ في الأرض يومـا **** و فرق بيننا كأس المنــون
فموعدنـــا في دار خلد **** بها يحيى الحنون مع الحنــون

القصيدة منقولة بتصرف مني





شوق.............. للحب الخالد

الجزء الخامس

وفي ليلة من ليالي الخريف مثقلة بالأسى والضجر
سألت الدجى هل تعيد الحياة لما أذبلته ربيع العمر
فلم تتكلم شفاه الظلام ولم تترنم عذارى السحر
وقال لي الغاب في رقة محببة مثل خفق الوتر
يجيء الشتاء شتاء الضباب شتاء الثلوج شتاء المطر
فينطفئ السحر سحر الغصون وسحر الزهور وسحر الثمر
وتبقى البذور التي حملت ذخيرة عمر جميل غبر ................................ أبو القاسم الشابي


لاح لي ضوء خافت للهيب شمعة يتراقص من بعيد ......
هل اقفز من فوق الأسوار....و اجتاز الحواجز ... لأصل إلية ...
فأحمل الشمعة وأضعها بقلبي ....لتنير دروب حياتي ....
ولتبعث الدفء في شراييني....
هبت رياح ثلجية أطفئت لهيب الشمعة .....
واجتاحت أوصالي برودة جمدت مني المشاعر ....


عاد عبدالله لخطبتي بعد كل هذه السنين ....
قالت أخته لأختي سعاد : حصل على الدكتوراة بطب الأطفال ,,,تزوج ولكن زوجته لا تنجب أطفال ...يريد ان يتزوج ثانية..لن يترك زوجته ولكنه قادر على فتح بيت ثاني ... لم يفكر سوى بشوق مرة أخرى ...وأكملت ضاحكة لا يستطيع نسيان شعرها المنكوش وهي طفلة تلعب معهم بالحارة !!
قمت من أمامها وأنا خجلة ...لأول مرة أحب شعري الغجري المنكوش ....
سمعتها وهي تقول جادة : بصراحة هو يقول لا أنسى براءة وطيبة شوق ..كانت غير عن كل البنات والعيال بالحارة ....
امتلأت نفسي بمشاعر غريبة ...الزهو ...والأمل ...الفرح ...الخوف...
مضت عدة ساعات وأنا في غرفتي استمتع بدفء هذه الأحاسيس والمشاعر ...
حتى جاءوا مرة أخرى برياحهم الباردة فجمدوا أحاسيسي و مشاعري ....
قالوا بسخرية : لأنك ذات راتب رغب فيك ...أي أطفال ستنجبين وأنت بلغت الـــ35 سنة
هذه المرة ....لم أتألم كثيرا لأن كثرة الطعنات التي تلقيتها أصابتني ... بالخدر
ولأن ....................


شوق .......للدفء


*******************************
عادت ذاكرتي لسنين ماضية ...تذكرت ...وفُجعت بذكرياتي..
شعرت بأني سأختنق ...أقفلت المجلد وأنا أحاول أخذ شهيق عميق...
لأدخل أكبر كمية من الهواء لرئتي .........
أنا أعرف لماذا تركت شوق السطر الأخير دون أن تكمله ...............
أتخيلها تكتب …


لأن الطعنة الأخيرة كانت من بسمتي …بسمة حياتي

اجتاحتني رعشة جعلتني انتفض مكاني ....

جاءني صوت هادئ يقول ..اذكري الله يا بنتي ...نظرت للمرأة التي كانت تكلمني ....لم اشعر بها من قبل...ربتت علة كتفي وهي تقول : خير ..بك شئ يا بنتي
هززت رأسي نافية وأنا أنحني لأضع المجلد بالحقيبة وأقول : لا إله إلا الله ..تسلمين يا خالة جزاك الله خير
خرجت من استراحة النساء أبحث عن عمر ...كان جالسا على الكرسي بمفرده ..وقد أسند رأسه على الجدار خلفه وأغمض عينيه ...كان يبدو متعباً ..
اقتربت منه ووضعت يدي على كتفه : عمر ...يا حياتي شكلك تعبان
فتح عينيه وهو يبتسم : هلا ...وشبك ..شكلك كنتِ تبكين ؟!!
تجاوزت سؤاله ..وسألته : كيف الوضع ما قال أحد شئ؟
وقف وهو يقول : باقي حوالي ساعتين أو ثلاث ساعات !!أبوك وأعمامك راحوا يتغدوا
تعالي احنا كمان نتغدى ..فيه مطعم قريب من المستشفى أكله طيب
قلت له : مالي نفس ..مو مشتهية ...رح أنت تغدى وتعال
نظر لي بعتاب وأمسك يدي وسحبني خلفه : وتعتقدي أني أقدر آكل بدونك ؟تعالي ما بنتأخر
أطعته ..وسرت خلفه ..وصلنا للمطعم وتركت له حرية اختيار الأصناف ...
حمدت الله أنه في بلادنا المطاعم تراعي الحرية الشخصية
فوجود الحواجز جعلني أشعر بأنني وعمر في مكان خاص ...
فعندما سألني وهو ينظر لعيني : بسمة وشفيك ؟ كل هذا الحزن لأن شوق تسوي عملية ؟ لازم تكونين قوية أكثر من كذا !!
لم استطع النظر لعينيه ارخيت رأسي مما سمح لشلال الدموع بالتساقط على الطاولة ....
انتقل إلى المقعد المجاور لي ....ورفع رأسي لأنظر إليه : بسمة ..اذكري الله ..ليه هذه الدموع ..أنت عارفة قد ايش دموعك غالية علي ...
أسندت رأسي على كتفه وأنا أقول : ظلموا شوق ..كلهم ظلموها ...حتى أنا شاركت في ظلمها ...حتى أنا شاركت في قتل أحلامها ...وانخرطت في بكاء ....
لم يقل عمر شئ ...احترم مشاعري وتركني أبكي على كتفه ..ويديه تحيط بي بحب ومودة ...
انتبهنا على طرقات النادل ( القرسون ) الذي قدم الطعام وانصرف ...
شربت رشفات من العصير لأهدئ نفسي ...وبدأت أحاول أكل بعض اللقيمات من أجل خاطر عمر ..
بعد أن انتهينا من تناول الطعام ...ونحن ننتظر الحلى والشاي ....
.سألني عمر : تحبي تقولي لي معني الكلام اللي ذكرتيه قبل شوي ؟
استجمعت شجاعتي ..وشتات نفسي وقلت له ................
اشترك الجميع في ظلم عمتي شوق منذ أن مرض جدي
في البداية كانوا يمنعونها من ممارسة أبسط حقوقها كفتاة ..لا تطلعين ..لا تدخلين ..لا تكلمين تلفون ...
وبعدين رفضوا أنها تتخصص في الدراسة اللي تحبها ..مع أنهم يعرفون أن جدي كان راضي ..
ثم رفضوا أنها تتزوج ...هذا مو من مقامنا ..هذا فيه ..هذا يخطيه ...والسبب الحقيقي أنهم كانوا يبونها ترعى جدي وجدتي لأن كل واحد فيهم له حياته وبيته وما يبي يتحمل مسؤولية عجوز مريض ..كانوا يجتمعون عندها للأكل والشرب ..بس عمري ما سمعت واحد منهم يقول تعالي يا شوق أعزمك برحلة أو بمطعم أو ....
حتى يوم فتحت حساب خاص لها بالبنك حسب أوامر الوزارة حتى تنزل الرواتب مباشرة بحساب الموظفة( وهذا أحسن خطوة قامت بها الوزارة لأن بعض النساء تمكن من حفظ حقوقهن المالية )
لم تسلم شوق من استغلالهم ....
اللي يحتاج مبلغ من المال شوق تعطيه ( اللي يبني بيت ..اللي بيزوج ولده ..اللي بيسافر ) وكأن هذا أمر واجب عليها..
بعد وفاة جدتي رحمها الله بعدة أشهر كان عمري تقريباً ستة عشر عاما ..وكانت شوق في 33 عاما
عاود أحد الخطاب طلبها ....رفض أعمامي كالعادة ..حاولت عمتي سعاد أن تقنعهم ,لكن ....
وقفت أنا لها بالمرصاد ..احتججت بقوة ...لن تتركني شوق؟!!!!!!
كنت مراهقة لا أفهم ..ولم يشرح لي أحد أهمية الرجل بحياة المرأة وأنه سكن لها ..و.لم أعرف قيمة الأطفال وحاجة المرأة الفطرية لإشباع غريزة الأمومة ...
كنت أنانية أريد أن تظل شوق لي لوحدي ...حتى أنني رفضت أن نسكن مع أبي أو أحد من أعمامي بعد موت جدتي ..حتى نكون أنا وإياها معا .............
لم أدرك مدى الألم الذي تسببت لها به ....والحرمان الذي عانت منه كنت أنا أحد أسبابه....



لم استطع الاستمرار في الكلام غطيت وجهي بيدي ...كم أشعر بالخزى والعار من أنانيتي
جاءني صوته الهادئ : بسمة ...أنت كنت صغيرة ويتيمة ..وكانت هي كل ما لديك في هالدنيا ..كان من حقك لأن تدافعي عن حبك لها ....
بس هي تتحمل جزء كبير من الظلم الذي وقع عليها ..هي السبب فيه ......
رفعت عيني إليه متعجبة : كيف ؟
أكمل عمر بهدوء : نحن من يسمح للآخرين باستغلالنا ..سواء مادياً أو عاطفياً....سلبية عمتك في حياتها جعلت الجميع يستغلها ..
وأكبر دليل على كلامي ...أنها لم تسمح لأحد باستغلالك وتصرفت بإيجابية في موضوع دراستك ...ولم يقف أحد بوجهها ..
وبموضوع زواجنا ..تصرفت أيضا بإيجابية ..مع أنك ووالدك عارضتم في البداية ...
اعتقد أن عمر معه الحق في كلامه ...
نظرت لساعة يدي ..وشهقت لقد مر علينا أكثر من ساعة ...
ابتسم عمر مهدئاً لي : لسه بدري ..العملية لن تنتهي إلا بعد ساعة من الآن تقريباً...
رجعنا لم للمستشفى…..كانت نفسي أهدأ من قبل ….لم نجد أحد هناك…
عدت لاستراحة النساء لأداء صلاة العصر …وقراءة بعض الآيات ….

كنت أفكر في نفسي ...هل يمكن أن تحقق شوق جزء من أحلامها ؟!!!!!
الجزء السادس والأخير
هدأت نفسي بعد الصلاة وشعرت بالسكينة تنتشر بين جنباتها ........
أخذت المجلد لأكمل ما تبقى من معاناة شوق ..........
كانت الصفحة ما قبل الأخيرة .........

فيها .........

ألا يــا دورة الأيــّام دوري
فليـس لسنـّة الله انتـهــاءُ
فبعد الليل سوف يطــلّ فجـرٌ
وبعد الفجر ينـتشـر الضيـاءُ


أحسب أن كل أحلامي تحققت اليوم ......
فقد شعرت بالفرحة لأول مرة من سنين طويلة ........
فرحة أنستني كل الآم السنين الماضية ...
أنستني الظلم والقسوة ..
أنستني الوحدة والغربة ..
فبتحقيق أحلام بسمة ....
أكون أنا نجحت في تحقيق حلمي الأخير



أنتظر تحقيق مزيد من الأحلام ....
اعتذر لك يا أحلامي عن التأخير..


شوق ....... لفجر جديد






آخر صفحة..........

قالوا لي من أنتِ ؟ !... قلت : لا تسألوني من أنا !

أنا من ماء ..أنا من طين ! أنا من عاشت مع السنين !

ولدتُ باكيةً في مهدي ! .. وصرخت نادمةً لفهمي !

وكرهت عالماً أنا منه !!! .. فرق بين الحسِ واللمس !

( لا أعرف لمن )


لايمكن أن يتناسوا إنسانيتي وحقي في الحياة ويعاملوني بهذه القسوة ....
أسمعهم يتحدثون عني وكأني شئ ما... بلا كيان أو إحساس أو وجود ...
لقد قاموا الليلة بنحري .........اشتركوا جميعا في ذلك ؟؟؟
قرروا أن لا معنى لوجودي ..انتهت مهمتي .....
كانوا قد اجتمعوا في شقتي ...للتسامر والتشاور ...
سمعتهم وأنا أجهز القهوة ............
عبد المجيد ضاحكا بسخرية الكبير : يريد أبو فهد شوق زوجة له بعد أن ماتت زوجته لتربي أبناءه معه وتؤنسه لإكمال دربه
رد عبد الرحمن بسخرية أكبر : هل ذكرته أنها تجاوزت الأربعين ؟
سعاد بسلبية : هي تبدو في الثلاثين ...يمكن توافق عليه شاوروها ...وتكسب أجر فيه وفي عياله...بس هي تعبانه وتحتاج للراحة..ما أظنها تقوى على تربية أولاده
عبدالمجيد بأنانيته المفرطة : هو أكيد يبي فلوسها ..يدري أنه عندها راتب ويبي يستغلها ...ما درى أنه حامض على بوزه
عبد الكريم وكلامه اللي مثل السكاكين ..يعني اللي باقي من عمرها بتقضيه مربية لأيتام ..ما صدقنا أنها تخلص من تربية بنت عبد لله ..
كانت تلك الجمل آخر طعنات سأسمح لهم بها ........
خرجت بالقهوة وضعتها وأنا أقول : سأذهب للنوم ..أريد أن أرتاح ....
دخلت لغرفتي تتبعني نظراتهم المستنكرة ....
أقفلت باب ......قلبي ..قبل أن أقفل باب غرفتي ...........
تدثرت بالوحدة والأسى ....



اعتذر لك يا نفسي ...فما عادت لي طاقة تستحمل مزيدا من ...


الانتظار ..او الاعتذار


شوق .....للراحــــــــــة

كتبت في آخر الصفحة ...
حبيبتي بسمة : لا تحزني أنا راضية بكل ما كتبه الله ...
يمكن شعرت بالحزن قليلا ..
ولكن أعرف أنني تمتعت بكل لحظة قضيتها معك ..
وتمتعت بكل عطاء قدمته لأي واحد ...
وتمتعت قبل هذا بحلاوة الحب لكل من حولي ....
فقد عاملت الجميع بحب خالص .....
شوق







نظرت لساعتي ...وقفلت المجلد ووضعته بعناية في الحقيبة ...
وخرجت إلى عمر ....كان أبي وأعمامي معه حتى عمتي سعاد كانت هناك...ألقيت التحية عليهم جميعا
كانت عيناي تتصفح وجوه الواقفين حتى استقر على وجه عمر ...وجدت في عينيه .......
محطة وصولي ...وشاطئ الأمان
سألت عمر : ما خلصوا ...
قبل أن يجيب عمر فُتح باب العمليات ....وخرج الطبيب ........
هب إليه الجميع ...كان الكل متلهف للاطمئنان عليها ....تعلقت عيونهم بشفاه الطبيب .....
الطبيب : الحمد لله أنهينا الجزء الأصعب من العملية اللي علينا ...والأمر الآن بيد الله أولا ....وبرغبتها وحبها للحياة وقوتها ...............
تتوقعون أني كنت منهارة ...أو متألمة ...أو حزينة ......
في الحقيقة لم أكن بأي حال من الأحوال كذلك ............
كنت مرتاحة ...أشعر وكأني أسير فوق السحاب ...وكأني لست معهم أسمعهم ولا أفهمهم ..أراهم ولا أبصرهم .....
قلت للطبيب : ممكن أسلم عليها ....
تعجب الجميع من جملتي !!هم لا يعلمون أني عرفت نتيجة العملية مسبقاً !!
نظرت للطبيب مؤكدة كلامي : أبغى أسلم عليها ...أنا جاية من سفر ...أنا بنتها ....بس أشوفها لمحة واحدة ............
الطبيب وهو ينادي إحدى الممرضات ويعطيها بعض التعليمات ثم يقول لي : دقيقة فقط ..وبدون كلام
تنحى الطبيب جانبا ومررت إلى الداخل خلف الممرضة ..............
وقفت بسكون أمام سريرها ............
كنت أتمنى أن أمد يدي لكل تلك الأجهزة والأنابيب لأبعدها عن ذلك الجسد النحيل ......
مددت يدي ولمست أصابعها الباردة انحنيت وقبلت يدها ...تحركت يدي نحو وجهها مسحت على خصلات شعرها رتبتها لها ....حاولت أن أقبل جبينها ..........الأجهزة حولنا تعيقني ...ساعدتني الممرضة ...
نظرت لها نظرة أمتنان .......
همست لها ...أحبك يا شوق ..........أنا جزء منك من أحلامك ....
ولكنك أنت كلي أنت عمري.... الماضي كله معك ...والقادم سيكون من أجلك ... أحبك يا شوق
قبلت أطراف أصابعها ثانية .........
أحسست بالممرضة تنبهني بلمسة على كتفي .......
رفعت رأسي وقبل أن أمضي ...رأيت شبح ابتسامة ينير وجهها .......
أعرف أنها تشعر بي ....قلبها كان يحدث قلبي ..
كان يقول له : كم أنا سعيدة ومرتاحة ....أعطيت بلا حدود ...
أرضيت ربي ..ووالدي ...



استدرت ومضيت للباب .........ما أن وصلت للباب حتى سمعت صوت بعض الأجهزة يعلو .......
أكملت سيري ...وخرجت وأنا اشعر بحركة خلفي ....وراء الباب الذي خرجت منه.........
الجميع كان ينظر لي بتعجب ..يمكن توقعوا أن أكون منهارة أو على القليل توقعوا رؤية دموعي ..
ولكن الشئ اللي ما يعرفونه أنني شعرت براحة شوق ...مجرد ما اقتربت من ذاك الجسد المسجى بسلام على السرير أحسست براحة وسكينة ..ورضيت بقضاء الله و قدره
مددت يدي لعمر الذي اقترب مني وأنا أقول يالله أنا تعبانة ...خلنا نروح للفندق ......
وفعلا ذهبنا للفندق ...........

****************************************


بعد خمس سنوات من ذلك اليوم .......

أنادي بصوت عال وأنا أدخل من باب البيت : شوق ......شوق ......
أنا جيت ....وينك حبيبتي ؟!!
أقبلت تجري نحوي لترتمي في أحضاني .....وأنا اضحك من براءتها : شوفي ماما ايش جابت لك هدية .....
هذه ابنتي شوق ...أعيش معها ولها أجمل أيامي ....
لم أبكي بعد ذلك اليوم ....ولم أحزن علي شوق ....
لأن شوق كانت معي في أعماقي .....حملتها في خلايا جسمي وروحي .....
وأنجبت بعد ذلك شوق الأمل المشرق والتي صارت ...


في كل ثانية تذكرني بـــ

شوق ...العطاء


الــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــهــــــــــــــايـــ ــــــــــــــــة

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة بنت الحمولة, انتظار واعتذار للكاتبة بنت الحمولة, بنت الحمولة, رواية انتظار و اعتذار للكاتبة بنت الحمولة, رواية انتظار واعتذار, رواية انتظار واعتذار للكاتبة بنت الحمولة
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:40 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية