لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القسم الادبي > منتدى الكتب > كتب الأدب واللغة والفكر
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

كتب الأدب واللغة والفكر كتب النحو والصرف والأصوات والمعجم والبلاغة واللسانيات المعاصرة - الأدب العربي القديم - والنقد الأدبي القديم والحديث- أدب الطفل- وكتب الأساطير والغرائب - كتب الفلسفة و المنطق - الدراسات الفكرية - كتب الفكر الإسلامي


نصر حامد ابو زيد , دوائر الخوف قراءة في خطاب المراة , المركز الثقافي العربي , 2004

دوائر الخوف قراءة في خطاب المراة نصر حامد ابو زيد الكتاب كما تقدمه "النيل والفرات" : "دوائر الخوف" كتاب الخوف نصر حامد أبو زيد... الذي خرج عن تلك الدوائر

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-08-08, 07:26 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
نور ليلاس


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 15929
المشاركات: 1,708
الجنس ذكر
معدل التقييم: بدر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : كتب الأدب واللغة والفكر
افتراضي نصر حامد ابو زيد , دوائر الخوف قراءة في خطاب المراة , المركز الثقافي العربي , 2004

 

دوائر الخوف قراءة في خطاب المراة
نصر حامد ابو زيد

الكتاب كما تقدمه "النيل والفرات" :
"دوائر الخوف" كتاب الخوف نصر حامد أبو زيد... الذي خرج عن تلك الدوائر بعد أن كُفِّر... وبعد أن أهدر دمه... وبعد أن حكم بانفصال زوجته عنه... بعد كل ذلك يكتب لا لمجرد الكتاب بل ليمارس حقه في الاجتهاد الذي منحه إياه الإسلام وإن أخطأ فمن نفسه وإن أصاب فمن الله... وإن أخطأ فله أجر ولكنه إذا أصاب فله أجران.. فالاجتهاد حق... ومن منطلق السعي للتفكير الحر، التفكير بلا خوف يكتب للقارئ الذي سيجد اجتهادات في فهم كتاب الله تعالى وفي فهم تعاليم نبيه صلى الله عليه وسلم وفي فهم واحدة من أهم قضايا مجتمعنا المطروحة أمامنا، وهي قضية المرأة، إنها اجتهادات لا يمتلك صاحبها سلطة من أي نوع لفرضها على الناس، والأهم من ذلك أن صاحبها يقف ضد كل سلطة تحول بين الإنسان وحريته في التفكير.

******************

عن الكتاب

قراءة في خطاب المرأة عند نصر حامد أبو زيد

أمل زاهد


أتصور أن اختيار الكاتب لعنوان الكتاب (دوائر الخوف) يحضر كدلالة رمزية على الانحباس في فلك دائري يدور فيه خطاب المرأة. فالأسلاك الشائكة المكونة لهذه الدوائر في الوعي الإسلامي تحكم بخناقها علينا، وتسد علينا المنافذ .. فتدور قضية المرأة في مدار يعيدنا دائما إلى حيث بدأنا أول مرة . والعنوان أيضا يسوقه الكاتب - رغم المفارقة في اللفظ - كدلالة على محاولته لتهشيم دوائر الخوف في خطاب المرأة . وإذ ينطلق معه القاريء في هذا الكتاب المحرض على التفكير ، لا بد أن يهشم دوائر الخوف واحدة إثر الأخرى ، وهو يشارك الكاتب في محاولاته الدؤوبة لإنتشال النصوص من فك القراءة التقليدية التي تصر على إبقائها سجينة تدور في فلك قدسي لا تستطيع له تجاوزا من دون أن تعير السياقات التاريخية أدنى اهتمام . والكاتب وهو يأخذ القاريء إلى آفاق جديدة من الدلالات نافذا من دوائر الخوف التي تحيط بالضمير المسلم والذي لا يفتىء يجد نفسها ينغمس في ظلامها ، يؤكد على أنه قراءته ليست الا اجتهادا قد يتفق معه القاريء وقد يخالفه ولكنه في النهاية ليس إلا دعوة للتفكير وتحريضا على الخروج من تلك الدوائر.






4shared.com - document sharing - download ط¯ظˆط§ط¦ط± ط§ظ„ط®ظˆظپ.pdf

رابط آخر

4shared.com - document sharing - download ط¯ظˆط§ط¦ط± ط§ظ„ط®ظˆظپ.pdf

 
 

 

عرض البوم صور بدر   رد مع اقتباس

قديم 26-08-08, 12:52 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 19133
المشاركات: 945
الجنس ذكر
معدل التقييم: ali alik عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 27

االدولة
البلدHungary
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ali alik غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بدر المنتدى : كتب الأدب واللغة والفكر
افتراضي

 

شكرا أخ بدر لطرح مثل هذا الموضوع الجريئ ..

استوقفتني عبارة ..الأسلاك الشائكة المكونةلهذه الدوائر في الوعي الأسلامي
تحكم بخناقها علينا ..وتسد علينا المنافذ .. ..

شعرت في العبارة بعض الأتهام للأسلام ..كان بإمكان أمل زاهد ..أن تذكر من
يسدوا النوافذ وهم من نصبوا أنفسهم قيمين على الأسلام
وعمدوا انفسهم فقهاء ومفتين وقضاة بنفس الوقت ..
يكفرون هذا وذاك وكأنهم وكلاء الله في الأرض ..
كثيرا ما أقرا ردات فعل بعض كتاب وصحفيين على الأسلام
وخاصة العلمانيين يجدونها فرصة للهجوم على الأسلام ..

والمفروض أن يكون الجدل محصور بين هذا الطرف وذاك دون اللجوء الى
مهاجمة الأسلام ..لأنه لا أحد يستطيع تمثيل الأسلام ..

نعود للكتاب ..الكتاب هام ويستحق القراءة ..
بكفي انو من عند بدر ..تحياتي ..

 
 

 

عرض البوم صور ali alik   رد مع اقتباس
قديم 26-08-08, 01:57 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 17355
المشاركات: 2,453
الجنس ذكر
معدل التقييم: mallouli عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 61

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mallouli غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بدر المنتدى : كتب الأدب واللغة والفكر
افتراضي

 

عادة ما تستقبل كتب نصر حامد أبو زيد بموقف مسبق، مؤسس على تصنيف مبدئي إديولوجي، يلبس الكاتب لبوسا خاصا، يتم من خلاله تأويل كتاباته.
لنصر حامد أبو زيد إيجابياته وله سلبياته أيضا، فهو في المقام الأول باحث له سيرورته العلمية التي تجعله مختلفا في كل محطة من محطات حياته. فكتاباته الأخيرة مختلفة كثيرا من حيث المنهج عن كتاباته الأولى، ولإقامته بهولندا فتحت له أبوابا جديدة. وعيبه الخطير هو عدم اعترافه بأخطائه كتابة.
أذكر أنه حضر في ندوة بمدينة طنجة المغربية، ولم يكن مشاركا بل مجرد زائر، وكانت ضيفة الشرف هي الأديبة البنغالية صاحبة رواية "العار" تسليمة نسرين، وقد فوجئ الحضور، وأنا منهم، بهجوم نصر حامد أبو زيد الشديد عليها، واتهامها بتشويه الإسلام. وفي لقاء خاص معه برفقة بعض الطلبة الباحثين، اعترف لنا ببعض أخطائه المنهجية في قراءة التراث، لكنه رفض التعبير عن ذلك كتابة، حتى لا يقع مجددا وسط معركة جديدة بين الإسلاميين والعلمانيين، وسيكون هو ضحيتها الوحيدة.

 
 

 

عرض البوم صور mallouli   رد مع اقتباس
قديم 27-08-08, 07:42 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
نور ليلاس


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 15929
المشاركات: 1,708
الجنس ذكر
معدل التقييم: بدر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بدر المنتدى : كتب الأدب واللغة والفكر
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali alik مشاهدة المشاركة
  
شكرا أخ بدر لطرح مثل هذا الموضوع الجريئ ..

استوقفتني عبارة ..الأسلاك الشائكة المكونةلهذه الدوائر في الوعي الأسلامي
تحكم بخناقها علينا ..وتسد علينا المنافذ .. ..

شعرت في العبارة بعض الأتهام للأسلام ..كان بإمكان أمل زاهد ..أن تذكر من
يسدوا النوافذ وهم من نصبوا أنفسهم قيمين على الأسلام
وعمدوا انفسهم فقهاء ومفتين وقضاة بنفس الوقت ..
يكفرون هذا وذاك وكأنهم وكلاء الله في الأرض ..
كثيرا ما أقرا ردات فعل بعض كتاب وصحفيين على الأسلام
وخاصة العلمانيين يجدونها فرصة للهجوم على الأسلام ..

والمفروض أن يكون الجدل محصور بين هذا الطرف وذاك دون اللجوء الى
مهاجمة الأسلام ..لأنه لا أحد يستطيع تمثيل الأسلام ..

نعود للكتاب ..الكتاب هام ويستحق القراءة ..
بكفي انو من عند بدر ..تحياتي ..




السلام عليكم

الاخ الفاضل علي
شكرا لحضورك بعد غياب
لن أعلق على ما تفضلت به لاني بصراحة لم أجد ما يشير الى ذلك من قريب أو بعيد , لا أصادر عليك حقك في التعبير كما لا نُملي على أحد و حق التعبير عندي محترم و مقدس , فقط لا نتسرع و لا نتربص, المقال الذي أقتبست منه التقديم تجده تاليا و الكاتبة أمل زاهد كما تُعرف نفسها هي كاتبة بجريدة الجزيرة السعودية ورئيسة اللجنة الثقافية النسائية بنادي المدينة المنورة الأدبي


أمل زاهد
تهشيم دوائر الخوف
إ24 مايو 2006

قراءة في خطاب المرأة عند نصر حامد أبو زيد
أتصور أن اختيار الكاتب لعنوان الكتاب ( دوائر الخوف ) يحضر كدلالة رمزية على الانحباس في فلك دائري يدور فيه خطاب المرأة ، فالأسلاك الشائكة المكونة لهذه الدوائر في الوعي الإسلامي تحكم بخناقها علينا ، وتسد علينا المنافذ .. فتدور قضية المرأة في مدار يعيدنا دائما إلى حيث بدأنا أول مرة . والعنوان أيضا يسوقه الكاتب - رغم المفارقة في اللفظ - كدلالة على محاولته لتهشيم دوائر الخوف في خطاب المرأة . وإذ ينطلق معه القاريء في هذا الكتاب المحرض على التفكير ، لا بد أن يهشم دوائر الخوف واحدة إثر الأخرى ، وهو يشارك الكاتب في محاولاته الدؤوبة لإنتشال النصوص من فك القراءة التقليدية التي تصر على إبقائها سجينة تدور في فلك قدسي لا تستطيع له تجاوزا من دون أن تعير السياقات التاريخية أدنى اهتمام . والكاتب وهو يأخذ القاريء إلى آفاق جديدة من الدلالات نافذا من دوائر الخوف التي تحيط بالضمير المسلم والذي لا يفتىء يجد نفسها ينغمس في ظلامها ، يؤكد على أنه قراءته ليست الا اجتهادا قد يتفق معه القاريء وقد يخالفه ولكنه في النهاية ليس إلا دعوة للتفكير وتحريضا على الخروج من تلك الدوائر.
والكتاب صرخة وفاء لزوجته ابتهال يونس الذي كثف واستحضر في شخصها جنس المرأة والتي يهدي لها هذا الكتاب قائلا : وقوفك ضد القبح دليل دامغ على أن الرجل شريك المرأة وليس العكس . فيك وفي إرادتك تتجلى قوة المرأة مانحة الحياة والحب والنبل ، هذا الكتاب لك ولبنات جنسك ولا بنائهم وبناتهم . ألسنا نحلم بالمستقبل ؟ فتلك المرأة الرائعة هي التي وقفت إلى جانبه منافحة عن حقه في التفكير ومدافعة عن حق العقل في التحليق، وعن حق الأفكار في التوالد والانطلاق ،وعن حق المفكر في الاجتهاد ما دام متمرسا في أدوات البحث ومناهجه ، متمكنا من المواصفات التي وصل إليها زمنه في التقدم المعرفي .
يؤكد الكاتب باديء ذي بدء على وجوب التعامل مع قضية المرأة كقضية اجتماعية وسياسية ، وأن أية محاولة لتصنفيها كقضية دينية ليست إلا محاولة لتزييف الوعي . وفي تقديري أن هذا التأكيد فيه بيت القصيد ، ويموضع المشكلة في مسارها الحقيقي ، ويشخص داءها في مكمنه الأصلي وعند جذوره المتوغلة في بنية الوعي الجمعي : (في عصور الانحطاط يتم إخفاء النساء شقائق الرجال ويتم إعلان ناقصات عقل ودين . ويتحول تحريم اللقاء الجنسي خلال فترة الحيض إلى تحريم الحديث معها ومشاركتها الطعام عودا إلى محرمات التابو الأسطورية . ويتم استدعاء قصة خروج آدم من الجنة في صياغتها التوراتية حيث تتوحد حواء بالحية وبالشيطان ويتم إنتاج خطاب يعزف على أوتار التخلف.)
قضية المرأة ليست إذن إلا قضية الإنسان ، قضية الانسان المقموع الذي تشكل المرأة الحلقة الأضعف فيه ، فقمعها ليس إلا وسيلة لقمعه ، وامتهانها دليل على امتهان الإنسانية في شخصها . وتحويل القضية إلى صراع بين الرجل والمرأة ليس إلا طائفية تهدف إلى تفتيت الإنسان إلى قوتين متصارعتين تنتجان تبادلا للسيطرة والعنف في علاقة يسيطر فيها الرجل على المرأة ، وتتحدد بغاية التناسل وحفظ النوع. وهذا الخطاب الطائفي تناسل من رحم الهزيمة وانكسار الذات العربية ونتج عنه ردة في قضية المرأة وفي قضية الأقليات ، فراح الخطاب التفتيتي يتراكم ويتكاثر حتى انقسم إلى خطابين منفصلين يحاول كل منهما أن ينفي الآخر ويلغيه ويرفض الحوار معه مباشرة مكونا بذلك أصوليتين كل منهما تناهض الأخرى .
أدرك خطاب النهضة قوانين ابن خلدون في علم الاجتماع البشري ، فالمهزوم يقلد الغالب في طرائق حياته وسلوكه ولباسه ، كما أن محاولة التقليد قد تجلب معها بعض المفاسد الأخلاقية ،ولكن الحل لا يكون برفض التغييروحرمان المجتمع من ايجابيات التغيير بل بالتعامل مع سلبيات هذا التغيير والقضاء عليها بالتربية والتعليم . وبنى خطاب النهضة رؤيته على التوفيق بين الإسلام وبين قيم الغرب المتعلقة بالحرية والمدنية والتقدم فليس هناك تعارض بينهما ، والتخلف الموجود في المجتمع المسلم ليس إلا نتيجة لعدم فهم تعاليم الإسلام والتباس العادات والتقاليد البالية بالدين وهذا هو جوهر خطاب محمد عبده وقاسم أمين فيما يتعلق أيضا بتدني أوضاع المرأة في المجتمعات الإسلامية . فبرأ محمد عبده وقاسم أمين الاسلام من تهمة التجني على المرأة إلا أن الطاهر الحداد تجاوز ذلك إلى طرح فهم شبه تاريخي عن دلالة النصوص المتعلقة بالمرأة ، فهي نابعة من وضعية وأنساق المجتمع الذي نزلت فيه وقراءة النصوص يجب أن تتم حسب المقاصد الجوهرية للشريعة ، وهنا يتحتم التفريق بين الجوهري والعرضي والثابت والمتغير.
ولكن حدثت ردة في خطاب النهضة ليتحول إلى خطاب أزمة بسبب التغيرات الدولية والهزائم وبدأ عصر الشتات العربي الذي أنعكس بدوره على وضع المرأة العربية في الواقع الاجتماعي والثقافي .وأخذت الأصوات تنادي بعزلها عن الحياة العامة ، و بوجوب عودتها إلى البيت حفظا لكرامتها وصونا لآدميتها . وهذا يؤكد من وجهة نظر الكاتب أن فصل قضية المرأة عن السياق الاجتماعي المحدد لمكانة الإنسان يقود إلى فخ مناقشة قضية المرأة بوصفها مقابلا للرجل ونقيضا له، فتنزلق المناقشة إلى عقد مقارنة بينها وبينه وهنا لا بد أن تستحضر الفروق البيلوجية وما يترتب عليها من فروق ذهنية ونفسية وعصبية ،ليصبح الرجل هو المركز الذي تدور حوله وفي بؤرته المرأة . والكاتب لا ينفي الفروق البيلوجية بين المرأة والرجل وفقا للشروط المحددة للوضع الإنساني ، ولكن الخطاب السياسي والأصولي ينفي هذه الشروط على حساب التركيز على البعد البيولوجي الطبيعي ، ولذلك يجب تجنب الدخول في مساجلة تؤدي إلى التركيز على أنوثة المرأة وتنفي إنسانيتها .
حتى يصل الكاتب إلى صلب قضيته وهي التعرف على حقوق المرأة والأقليات في الإسلام لا بد أن يأخدنا إلى حيث نتعرف على مكانة الإنسان وحقوقه في ثنايا النص نفسه وفي عمق بنيته الأصلية ، وهنا يقرر الكاتب أن هناك فجوة دائما ما بين النصوص وتطبيقها على أرض الواقع سواء كانت هذه النصوص دينية أم دنيوية . فالنصوص الدينية تحمل بين ثناياها مباديء مثالية ذات طابع إنساني ولكن الأمر دائما يظل مرهونا بعملية التأويل والتفسير التي تخضع بدورها للاطار المرجعي للمفسر وللسياقات التاريخية الاجتماعية في الزمن الذي تتم فيه عملية التأويل . فالأديان كلها والإسلام على وجه الخصوص يجعل الانسان محور الكون ، وكل ما في الكون مسخر لخدمته ومنفعته والقرآن الكريم حافل بهذه المعاني الانسانية التي تركز على مركزيةالإنسان ومحوريته في الكون ، كما أن هناك أدلة لا حصر لها في سلوك النبي صلى الله عليه وسلم وممارسته الاجتماعية والشخصية والسلوكية تؤكد مفهوم احترام حقوق الانسان بغض النظر عن عقيدته ولونه وجنسه ، ولكن من هو هذا الانسان في إطار الفكر الإسلامي الكلاسيكي ومن وجهة نظر علومه المختلفة من فلسفة وأصول فقة وتصوف وعلم الكلام ؟
ومن خلال استعراض مفهوم الانسان في الفكر الاسلامي يتوصل الكاتب أن الإنسان الذي احتفى به القرآن والسنة قد سجن في اطارات ضيقة حددتها هذه العلوم ، فهو الانسان المفكر عند المعتزلة ، والعارف عند الفلاسفة والمتصوفة ، وهو المكلف المطيع عند الفقهاء في تغييب شبه كامل للإنسان بصفته كائنا اجتماعيا – غيرعارف أو غير مطيع – عن ذلك الفكر، وهذا بدوره أدى إلى نفي الانسان غير المسلم وأيضا إلى نفي المسلم غير المطيع . فيتحول إلى زنديق في حال كونه عارفا ، ويتدخل الانحياز الفكري والتعصب الايدلوجي ليمارس الاقصاء والنفي لأسباب سياسية واجتماعية تتقنع بمبررات دينية وفكرية . ويحاول السياسي دائما ادماج العارف وضمه تحت لوائه حتى يتم عن طريقه توجيه دفة العامة وتدجينهم ، فإذا رفض العارف الاذعان لمنظومة السلطة اضطهد وسجن وعذب وفي أحسن الأحوال يكتفى بحرق كتبه . وهنا نلاحظ التهميش المستمر والاهمال التام للإنسان الاجتماعي العادي ، والذي غالبا ما يرجع إليه بأوصاف تحقيرية على شاكلة العامة والرعاع والدهماء والطّغام والحشوية . وبالتدريج تحول الفكر الإسلامي من ترشيد للواقع ومحاولة صياغته من جديد إلى تبني آلية تبررسوء ذلك الواقع بوضعه تحت مظلة ايدلوجية ومنحه مشروعية دينية . أما الإسلام السياسي في وقتنا الحالي فيمارس التعبوية وحشد الجماهير مستثمرا فشل مشروعات التمنية والتحديث ، ويعلن وقوفه ضد التبعية الثقافية والحضارية ، وهنا لا بد أن تتمسك قطاعات متعددة من الجمهور بأهداب تأويلاته السياسية البرجماتية للعقائد والنصوص ، ومن هؤلاء من يعتد بهم من النخب فيتحول الدين عن وظائفة الأساسية – الروحية والأخلاقية- ليؤدي دور ايدلوجيا المعارضة ضد أنظمة الحكم القائمة ، ولكن الاسلام السياسي لا يخرج بالأوطان من أزمتها على قدر ما يكرس لتخلفها لأنه يعتمد في مقولاته الأساسية على الفكر السلفي في عهد الانحطاط .
الشريعة في الإسلام تشير إلى مجموعة القواعد والمباديء الكلية الموصى بها من الله عز وجل في حين أن الفقه يمثل الاجتهادات البشرية في مختلف العصور في تنزيل المباديء على الوقائع الفعلية ، والتمييز الذي يقيمه البعض نظريا بين الشريعة والفقه لا يلبث عند التطبيق أن يتلاشى لحساب الفقه بأصوله وفروعه وحواشيه وشروحه ،ويصبح الفقه شريعة واجبة التطبيق ويصبح أيضا فقيه العصرمرجعا للفتوى في كل شيء. ولذلك يرى الكاتب أن الخلط بين مفهوم الشريعة والفقة أحد أهم الأسباب التي توقع الخطاب الاسلامي في فخ التأويل والتأويل المضاد وخاصة في قضايا المرأة ، والذي يقود بدوره إلى التلاعب الدلالي الذي ينتهجه المفسر حتى يصل إلى معنى مناقض ومضاد لما وصل له خصمه .فعلى سبيل المثال عندما تثار قضية حقوق المرأة يلجأ المدافعون عن الإسلام ( المجددون غالبا ) إلى تبيين حقوق المرأة التي كفلها الاسلام معتمدين في ذلك على النصوص القرآنية ويتم التركيز على النصوص التي تؤكد المساواة ، أما السلفيون التقليديون فيرون أن تلك المساواة تتمثل في الثواب والعقاب في الآخرة بمعنى أنها مساواة دينية وليست اجتماعية ويؤكدون على الفروق الطبيعية بين الجنسين وهم أيضا يستخدمون النص القرآني في عملية اهدار للسياق السجالي الذي خاطب به القرآن العرب، دون القاء اعتبار إلى طبيعة النص تاريخا وسياقا وتركيبا وتكوينا ولغة ودلالة .
وحتى يتم الخروج من إشكالية التأويل والـتأويل المضاد يقترح المؤلف منهج القراءة السياقية للنصوص ، وهذه القراءة تنظر للمسألة من منظور أوسع هو مجمل السياق التاريخي الاجتماعي – القرن السابع الميلادي – لنزول الوحي لأنه هو السياق الذي يمكن للباحث أن يحدد- في اطار التشريعات- بين ما هو من إنشاء الوحي وبين ما هو من العادات والأعراف الاجتماعية السابقة على الاسلام . والقراءة السياقية تضع تمييزا بين (المعاني ) والدلالات التاريخية المستنبطة من السياق من جهة وبين (المغزى )الذي يدل عليه المعنى في السياق التاريخي الاجتماعي بشرط أن يكون المعنى نابعا من المغزى ولايعبر عن هوى المفسر أو رغبته في الإسقاط . على أن يؤخذ بالاعتبارأيضا سياق ترتيب تلاوة النزول وهو السياق التاريخي التتابعي للوحي وهو سياق مغاير لترتيب السور والآيات في المصحف الشريف .فالقراءة حسب ترتيب النزول أساسية للكشف عن المعاني والدلالات بينما القراءة حسب ترتيب التلاوة تكشف عن المغزى والتأثير ، ومنهج القراءة السياقية هو مراعاة السياقين في نسق كلي تركيبي لا يغفل الفروق بينهما . ويتبع السياق السابق سياق السرد وهو ما ورد كسرد قصصي أو وصف لأحوال أمم سابقة ، ويتمكن الدارس بذلك من التمييز بين ما ورد على سبيل التشريع وبين ما ورد على سبيل المساجلة أو الوصف أو التهديد أو العبرة والموعظة . ثم يأتي مستوى التركيب اللغوي وهو أعقد من مستوى التركيب النحوي لأنه يتناول بالتحليل علاقات مثل الفصل أو الوصل بين الجمل النحوية، وعلاقات التقديم والتأخير، والاضمار والاظهار، والذكر والحذف، والتكرار، وكلها عناصردلالية أساسية في الكشف عن مستويات المعنى .ويصل الكاتب إلى نتيجة تؤكد أن الوصول إلى موقف الاسلام الحقيقي من مسألة حقوق الإنسان وحقوق المرأة خصوصا لا بد أن يتم عبرعملية مقارنة تاريخية بين حقوق المرأة ما قبل الاسلام وبين الحقوق الجديدة التي شرعها الاسلام ، وهناك منطقة وسيطة بين هذين التاريخين وهي المنطقة الجسر التي يؤسس من خلالها الجديد قبوله المعرفي في وعي الناس المخاطبين بالوحي .وهذا التحليل للفروق بين جديد الرسالة وبين منطقة العبورالوسطية هو ما يسمى بإعادة زرع الخطاب في السياق التاريخي الذي فارقه منذ اربعة عشر قرنا وهو ماسيمكننا من إعادة قراءة خطاب المرأة حسب متغيرات عصرنا ووفقا لأنساقه التاريخية والاجتماعية.

 
 

 

عرض البوم صور بدر   رد مع اقتباس
قديم 27-08-08, 07:43 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
نور ليلاس


البيانات
التسجيل: Nov 2006
العضوية: 15929
المشاركات: 1,708
الجنس ذكر
معدل التقييم: بدر عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بدر المنتدى : كتب الأدب واللغة والفكر
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mallouli مشاهدة المشاركة
   عادة ما تستقبل كتب نصر حامد أبو زيد بموقف مسبق، مؤسس على تصنيف مبدئي إديولوجي، يلبس الكاتب لبوسا خاصا، يتم من خلاله تأويل كتاباته.
لنصر حامد أبو زيد إيجابياته وله سلبياته أيضا، فهو في المقام الأول باحث له سيرورته العلمية التي تجعله مختلفا في كل محطة من محطات حياته. فكتاباته الأخيرة مختلفة كثيرا من حيث المنهج عن كتاباته الأولى، ولإقامته بهولندا فتحت له أبوابا جديدة. وعيبه الخطير هو عدم اعترافه بأخطائه كتابة.
أذكر أنه حضر في ندوة بمدينة طنجة المغربية، ولم يكن مشاركا بل مجرد زائر، وكانت ضيفة الشرف هي الأديبة البنغالية صاحبة رواية "العار" تسليمة نسرين، وقد فوجئ الحضور، وأنا منهم، بهجوم نصر حامد أبو زيد الشديد عليها، واتهامها بتشويه الإسلام. وفي لقاء خاص معه برفقة بعض الطلبة الباحثين، اعترف لنا ببعض أخطائه المنهجية في قراءة التراث، لكنه رفض التعبير عن ذلك كتابة، حتى لا يقع مجددا وسط معركة جديدة بين الإسلاميين والعلمانيين، وسيكون هو ضحيتها الوحيدة.




الاخ الفاضل ابراهيم ,ممتن جدا لحضورك

خطر ببالي للحظة أن أقدم الكتاب بعنوان مقارب و أسم مستعار , فقط لمجرد قياس ردات الفعل و انت لا تجهل السبب و قد أشار اليه الكاتب, أقتبس..." آمل أن يقرأ القاريء الذي خضع لضغط التجهيل هذا الكتاب متخليا عن استراتيجية البحث عن العفريت فيه و هي الاستراتيجية التي بدأت تسيطر على بعض القراء بتأثير الحكم القضائي الذي صدر ضد كتاباتي" انتهى الاقتباس

ما زال الطريق طويلا ابراهيم , لكن الرهان على عقل لا يكف عن السؤال و البحث و النقد و لا يخضع لسلطة الافكار السائدة ما زال قائما , لا أحد فوق النقد طالما المقصود من النقد توضيح ما خفي و غمض و كشف الالتباس و المسكوت عنه و الاخطاء التوثيقية و المنهجية كالتي يقر بها ابو زيد لكن بعيدا عن التشويه و المسخ و اساءة التأويل و التكفير

مرة أخرى كل التحية و التقدير

 
 

 

عرض البوم صور بدر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
2004, المركز الثقافي العربي, دوائر الخوف قراءة في خطاب المراة, نصر حامد ابو زيد
facebook



جديد مواضيع قسم كتب الأدب واللغة والفكر
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:54 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية