لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


رواية : أنتِ فجري لا غدى صبحي ظلام ، وأنتِ نوري لا طفت كل الشموع

بسم الله الرحمن الرحيم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حينما بدأت بالكتابة ، كُنت سيئة ، ذات أسلوب فاشل مُبتدئ ، كنت أكتب في حُصص التعبير

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-08-13, 07:52 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257268
المشاركات: 16
الجنس أنثى
معدل التقييم: آجر. عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
آجر. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رواية : أنتِ فجري لا غدى صبحي ظلام ، وأنتِ نوري لا طفت كل الشموع

 

بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



حينما بدأت بالكتابة ، كُنت سيئة ، ذات أسلوب
فاشل مُبتدئ ، كنت أكتب في حُصص التعبير واتلّقى
عبارات الإعجاب من معلمتي ، لم أصدقها ، لأنني لا أحب الكتابة
ولا أظن بأن مستوى كِتابتي بهذه الروعة !
في أحد الحصص ، كتبت قصة واقعية حدثت لي ، قرأتها
زميلة لي وقالت بأن أسلوبي يُشابه الروائي أكثر من القاص !
كانت جملة عابرة بالنسبة لها ، لكنني ظللت أقلبها في رأسي ، لِمَا لا أُجرب ، الكتابة ؟
كتابة الروايات
لهذا بدأت بكتابة أول رواية لي ، مسحتها ، فاشلة ، لا
تُعجبني ، لن يقرأها أحد ، عبرت الأيام
واشتقت لروايتي كثيراً ، كتبتها مرة أخرى ، وعُدت لأمسحها كالبلهاء ، ونفس الأسباب ، تبدو سخيفة ، لن يقراني أحد
لكنني سئمت

سئمت مسح ما يُمكن أن يكون جيداً
طوّرت أسلوبي ، أصلحت قِصتي ، واصلحت ذاتي
ولأول مرة أخبرت زميلاتي عن روايتي ، ردّت فعلهم
أسرّتني كثيراً ، أجبروني أن انهيها ، ولكنني وصلت لمرحلة الإحباط ، كآبة
الكتابة ، شعرت بالفشل مجدداً ، تزعزعت ثقتي
بنفسي على الكتابة ، لكن
لكن هذه المرة أنا من سأجبر نفسي على إنهائها ، لهذا
قررت بأن انشُرها في هذا الموقع ، لأنني ملتزمة بقراري وسأكملها ، بإذن الله ..




اقتباس
" أكتب لأتوازن ، لأفرغ همومي المتكدسة في داخلي .. لأنتهي
منها ولأطردها بعيداً عن نفسي ..
أكتب لأنه من الواجب علي إن أكتب ، من
واجبي تجاه نفسي إن أفعل ..
الكتابة هي الوسيلة الوحيدة التي تعيد إليّ توازني ، استيقظ كل
يوم في حالة تأرجح .. أصحو متذبذباً .. وبعض مني يحلّق هنا ..
وبعض آخر يبحر هناك .. الكتابة تعيد إلي توازني "
* الكاتبة الرائعة / أثير النشمي.





إهداء :
إهداء لصديقات ، عبروا روايتي بسلاسة ،
حملوني عندما سقطت في حُمم سلبيتي ، أناروا طريقي
عندما ضلّني الفشل ، مهدّوا سبيلي حينما
تخلّت نفسي عن نفسي ، أعجُبوا بقلمي بينما
كرهت حروفي ، جنةً هم لي ، لا يعلموا كم
أُقدِر صداقتهم ، واقدِر محبتهم لي ، لن أخون ثقتهم بي
هذه الرواية لكم انتم ..
ملاحظة : الشخصيات والاحداث لا تمت بصلة إلى الواقع فهي مجرد أسماء وتخيلات







-






الجزء الأول.






[ كم عاشق تمنّى قُبلةً ولم ينلّ من عشيقته إلا صفعة ]






أجلسُ على مقعد في أحدى الشوارع ، أبحلق في الناس كالبومة ، هذا يعانق صديقته وذاك يوّدع ذويه ، وتلك تعدو مع طِفلها وتُداعبه ، وأنا أدعو ربي بأن تأتي قبل أن احترق من النار في صدري بدلاً من التجمد من برودة الجو ، شَعِرتُ بالملل فبدأت بتلمس المقعد الخشبي الرطب وأعود لِأنظر لقطرات الماء في أصابعي كالطفل ، أُراقب جريان الماء البطيء على خطوط أناملي، حتى أحسست بها تجلس بجانبي ، لم أعِرها
اهتمام وأكملت ما كنت أفعل ، قبلتني على خدي وأبتعدت وهي تراقب ردة فعلي ، لكنني أبيت أن أتحرك ، ضَحِكَت حتى سمعت المقعد يسخر مني "جميع الرجال على أتم الاستعداد بأن يدفعوا مبالغ الدنيا مقابل هذه القبلة وأنت تتصرف هكذا ؟"




وضعت رأسها على كتفي وانساب شعرها على صدري وشعرت بحرارة أنفاسها على عنقي ، كل هذا دون أي حركة مني.
أظن بأنها بدأت تشعر بالضجر ، اعتدلت في جلستها واستعدت للحديث بينما كنتُ أهيم في عطرها.



: زواج لا يا طارق
صرخت بعنف حتى أنّ حبالي الصوتية أرتجفت من الخوف : ليه لا ؟ وش المانع ؟
أخذت بالمسح على شعري فهذه هي الطريقة الوحيدة لتهدِئتي : ما ينفع أنا وأنت



طارق : أنا أقول ينفع ، خايفة من أهلي ؟ مو مشكلة نسكن أبعد منطقة عنهم
تعقدا حاجباها : وليه أخاف منهم أساساً ؟ أرجوك يا طارق أنا وأنت ما نقدر نتزوج ، اقطع السالفة.
لا أكاد أصدق ما أسمع ! أتُريد أن نستمر في هذه العلاقة المحرمة ؟ أم أنها لم تعد تريدني وشاءت أن

تتخلص مني ؟!





: طيب والحل ؟ اكلمك واسولف معك من جهة وفي جهة ثانية أحس ربي غضبان على اللي أسويه ! أنتِ عارفه أننا بنينا علاقة حرام ؟
زمجرت بي : ليه ؟ أنا مارست معك شيء محرم ؟ أنا بس اكلمك واجلس معك في المكان نفسه ، أستغفر الله.

: طيب أنا أبي أكثر من كذا.

دانه : اللي تبيه مو عندي.
: يعني !
دانه : يعني يا ترضى بعلاقتنا كذا يا نترك بعض.
حملت حقيبتها وسارت مبتعدة عن كتلة اللهيب التي تتأجج في صدري.







مرّت بنا خمسة أشهر لا تخلو من محاولاتي البائسة للزواج ، وكلُ مره هناك رفض وهناك سبب ، حتّى حِرت بأمري "هل هذه طريقتها لأبعادي عنها ؟ هل سئمت مني ؟ هل كرهتني ؟"
اليوم بارد ، هادئ وخالي من الأمطار التي عصفت بنا طوال هذا العام ، ربما حظي مثل هذا اليوم ! ربما.
حملت آخر آمالي وحقيبة دعواتي وارتديت لباس الثقة والمجادلة واستعديت للانطلاق ، مرة أخرى.
لحظة وصولي للمقهى الذي اتفقنا على أن نتقابل فيه ، رأيتها تقف بغنج تعض لسانها ويدها على كتف احدهم ، شعرت بالمرارة والرغبة في التقيؤ ، أسرعت في خطاي حتى وقعت عينها علي ..







لم تتحرك !
لم تبتعد !
لم تحرك ساكناً !!
ألهذا الحد ليس لي اعتبار في حياتها ؟
ألستُ رجلاً كفاية لتخاف من ردة فعلي ؟
ألا أُعتبر رجلها ، حبيبها ، صديقها ، "شيءٌ" ما مرتبط بها ؟








دفعت الرجل بفظاظة عنها ، ثم أمسكت خصرها وجررتها ناحيتي ، حتى يرى هذا الأحمق أنها تخصُني وحدي ولا يحق لأحد الاقتراب منها.
: مرحباً ، من أنت ؟
دانه : طارق لا تصير وقح كذا !!! ، وليد هذا طارق زميلي في الجامعة.
الآن أصبحت زميل ؟ رائع.




وليد : أهلاً تشرفنا ، أنا ماشي عندي مهام لازم أسويها.
رحل الأحمق ، اذهب لعّل سيارة منحوسة تصطدم بك.
: ليه تطالعيني كذا ؟
دانه : ليه تتصرف بوقاحة معه ؟

: اللحين أنا الوقح !! ليه ماسكته ، وشويه وتضمينه ؟
غضبت كثيراً
ربما لم يجدر بي قول هذا ..


لا لا أنا محق.
دانه : انت مو ولي أمري علشان تحاسبني ، وبعدين هو قريبي يعني مثل أخوي
: الله يعطيني شويه من برودك ، أنا الضغط وصل h ، وأنتِ تتكلمين ولا كأن شيء صار !!


دانه : المهم ، وش كنت تبي تكلمني عنه ؟
هل اقتلها ؟ أم أضربها ؟! سأخنقها اقسم بربي أريد خنقها كثيراً ، لِما تحاول دائماً أن تظهرني بهذا المظهر ، عديم الشخصية ، الضعيف ، المسكين ، الطفل.

: طارق ، بتتكلم ولا أمشي ؟
طارق : أبي تنقطع علاقتنا.


يا إلهي !!
ماذا فعلت للتو ؟
ماذا قلت ؟
ماذا حلّ بي ؟
هل حقاً قلتُ هذا ؟
ربما قد تعاطيت المخدرات !





"أنا استخفيت ، لا فعلاً أنا استخفيت"
توّسعت مقلتيها : فيك شيء ؟؟
وضعت ظهر يدها على جبيني لتتحسس حرارتي ، أبعدتها بهدوء ، وأنا أُفسر الغباء الذي قُمت به للتو في رأسي.
: كل هذا علشاني جلست مع وليد ؟ خلاص يا عمي توبه أجلس معه
: لا مو علشان كذا ، أنتِ تدرين علشان ايش !
ضحكت وبدأت بارتشاف قهوتها : أهااااا ، الزواج


ابتسمت من الأفكار الجنونية التي في رأسي : شكراً لاهتمامك
ضحكت فضحكت ثم ضحكت وأنا اضغط على يدي لعّل وعسى استطيع كبح غضبي.
دانه : يعني هذا قرارك ؟
شعرتُ بإهانة ، بوجع ، بألم ، أنا العاشق المُراهق المتيم بها ، أكاد أُدمن وجودها في حياتي ، وهي
تضحك هكذا !



سئمت ، لن أكون التابع لها ، ليكن ما يكن
: للأسف أنتِ اللي خليتيني اتخذ هذا القرار
دانه : مع ألف سلامه

إذاً قراري كان في محله ، تباً لك يا دانه وتباً لي معك
نهضت من مقعدي وأنفاسي بدأت بالتسارع ، احتاج السجائر وإلا سأموت
: طارق






درتُ ناحيتها ، آملاً أن تتراجع عن كلامها واتراجع أنا بدوري
رأيت ابتسامتها الجانبية : أكيد انك قريت كتاب "أحببتك أكثر مما ينبغي" ، الغبي في جمانه أنها دايم تقول بتركك يا عزيز وبروح عنك لدرجة أنها تكون مقتنعة بقدرتها على ترك عزيز في وقتها ، بعدين يمر الوقت وتشتاق له وترجع مره ثانية وزي ما يقول المثل "تي تي مثل ما رحتي جيتي" أتوقع أننا نعيش هذه اللحظة يا طارق صح !






ابتسمت لها : إذا رجعت لك ، أعرفي أن لي سوابق مع المخدرات ، مع السلامة.















يتبع ..



قراءة مُمتعة للجميع ..


أتمنى أن تجذبكم مقدمة روايتي الوليدة ، أعدكم بأن ما ينتظركم سيكون مثيراً للاهتمام
وبانتطار ردوردكم وآراؤكم ..



" اللهمّ واجعلني عظيمةً في رحيلي وأحسن لي الختام يا حيّ يا قيّوم "

 
 

 

عرض البوم صور آجر.   رد مع اقتباس

قديم 23-08-13, 10:00 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2013
العضوية: 255207
المشاركات: 8
الجنس أنثى
معدل التقييم: Kashi عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Kashi غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : آجر. المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: رواية : أنتِ فجري لا غدى صبحي ظلام ، وأنتِ نوري لا طفت كل الشموع

 

صباح الخير ~
جذبني اسم الروايه ~
بالتوووفيق ❤

 
 

 

عرض البوم صور Kashi   رد مع اقتباس
قديم 23-08-13, 10:08 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق



البيانات
التسجيل: Nov 2009
العضوية: 152163
المشاركات: 6,718
الجنس أنثى
معدل التقييم: طيف الأحباب عضو ماسيطيف الأحباب عضو ماسيطيف الأحباب عضو ماسيطيف الأحباب عضو ماسيطيف الأحباب عضو ماسيطيف الأحباب عضو ماسيطيف الأحباب عضو ماسيطيف الأحباب عضو ماسيطيف الأحباب عضو ماسيطيف الأحباب عضو ماسيطيف الأحباب عضو ماسي
نقاط التقييم: 3748

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طيف الأحباب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : آجر. المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: رواية : أنتِ فجري لا غدى صبحي ظلام ، وأنتِ نوري لا طفت كل الشموع

 

بدايه موفقه

اتمنى نشوف الروايه بالمكتمله

ماهو تعلقونا ونتابع وتختفون بنص الرواية

شدني العنوان لي عوده بعد القراءه بأذن الله

 
 

 

عرض البوم صور طيف الأحباب   رد مع اقتباس
قديم 23-08-13, 07:05 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257268
المشاركات: 16
الجنس أنثى
معدل التقييم: آجر. عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
آجر. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : آجر. المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: رواية : أنتِ فجري لا غدى صبحي ظلام ، وأنتِ نوري لا طفت كل الشموع

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله صباحكم/مساءكم :$
كيف حالكم ؟ عساكم بخير وسعادة ؟


- بالتأكيد روايتي خيالية ، لكنها تُلامس الواقع ، فأرجو من القُرّاء أن يتذكروا أنها مجرد خيال ولا يتسابقون إلى قول "لا يوجد أشخاص هكذا" ، ولربما تكون واقعية في مكانٍ ما ..

- أرجو من أي شخص يرغب بنقل روايتي بأن يذكر مصدرها ، تقديراً لجُهدي

- ملاحظة : الشخصيات والأحداث لا تمت بصلة إلى الواقع فهي مجرد أسماء وتخيلات.





-





الجزء الثاني









[ هناك فرق
- بين ؟!
- بين الحُب واتباع الشهوات ]





استلقيت على سريري ورائحة السجائر تلفني ، وبجانب رأسي كوب حليب بارد ، انظر إلى الفراغ ..
لا أصدق أن هذه نهايتنا !
لماذا لا تبدو وكأنها تأثرت بانفصالنا ؟ إذن هي حقاً لم تحبني يوماً ، لطالما شعرت بالإهمال منها ، لكنني تعلقت بها لدرجة أصبحت أكذب أفكاري ، لكن السؤال الأهم ، هل أنا مستعد حقاً لنسيانها ؟ لبدء حياتي من جديد ؟
أم أنها محقة ؟ سأعود لأصبح "جمانه" في نظرها ؟




أذكر عِندما إلتقيت بِها ، كل الذي أردته هو أنّ اُعلقها بي حتى أخذ ما أريد واتركها ، لكن أنا من تعلّق بها ، أصبحت اراقب تحركاتها ، اندمج مع حديثها دون أن أفهم ماذا تقول في الحقيقة ، أكثر ما جذبني ناحيتها هي شخصيتها ، قوية ، جادة ، مسيطرة ، لا تأبه لأحد .. هذا مضحك جداً من البداية كنتُ أعلم أنها لا تأبه لأي كائن كان ومع ذلك استمريت في علاقتي معها ظناً مني أنها تحبني !!
كانت منفتحة ، سألتها ذات مره
: انتِ سعودية صح !
دانه : إيه
طارق : أجل ليه .. اشرت بيدي على رأسي مشيراً إلى الحجاب ..
دانه : ههههههه ، أنا نصف سعودية ونصف سورية
طارق : أهااا ، يعني إذا امك سوريه ما تعترفين بالإسلام ؟!!
دانه : هذه حرية شخصية ، بعدين فيه محجبات استغفر الله ..
طارق : صحيح


..


عجيبٌ أمري !
فأنا لم أكن يوماً بهذا الضعف ، الكل يهابني ، الكل يعتبرني الشخصية المهمة ، التي يُسمع رأيها قبل تنفيذ أي قرار ، لكن مع دانه فهي المتحكمه تحركني حيث تشاء ، اشتقت لأنا القديم ، أريد العودة كما كُنت ، هذه الدانه الغبية أخرجتني من طوري ، لكن ..
لن تستمر الأمور على هذا النحو
سألعب لعبتي المفضلة ، لن اخرج من هذه العلاقة حتّى أنال مبتغاي






هذا صوت هاتفي !
: السلام عليكم
طارق : هلا وعليكم السلام والرحمه
: كيف حالك يا بطل ؟
ألن يكف عن مناداتي هكذا يا للإحراج !! : ههههههه بخير ، ما تظن أني كبرت على كلمة بطل ؟
: لا ، طول عمرك بطل بالنسبة لي
طارق : الله يطوّل في عمرك يا عمي
أبو نادر : كيف دراستك ؟
طارق : ماشيه
تحدث بِحماس اتضح في صوته : تدري وش وصلني اليوم ؟
: هههههههههه إيه ، التذاكر
خيبة أمل : شيطان ما يخفى عليك شيء
طارق : جواسيسي يوصلون لي الأخبار أول بأول
أبو نادر : ما راح يقدرون يحضرون خواتك وأمك ، بس أنا ونادر




لا لا أرجوك ، لا أريد هذا المتكبر أن يأتي : أجل نادر بيجي !
بفرحة : إيه ، والله متحمس أكثر مني على الجيّه
بالتأكيد هو متحمس : صح صح
أبو نادر : يالله تبي شيء ؟
: سلامتك سلّم لي على الأهل
أبو نادر : يوصل ، فمان الله

نادر نادر نادر نادر ، أبغض مخلوق في الكره الأرضية ، ذلك المغرور ، الحقيقه انه لم يعترضني بسوء ، لكنني لا افتأ عن كرهه ، أشعر بأن جبينه قد طُبِع عليه كلمة "أكرهني" بخط عريض بشع ، قبيح ، غبي ، قبيح وغبي ..





قبل 26 سنة
حين كانت والدتي تحملني في احشائها ، في سفرٍ ما مع والدي ، أصابُهما حادث ، والدي توفي وقتها لكن والدتي دخلت العناية ، حتّى ولدتني ..
ثم توفيت -رحمها الله - .
أخذني عمي " سلمان " إلى أحضان زوجته "جميله" الجميله كما أحب أن أناديها ، كانت في ذلك العام قد أنجبت هيفاء ، أرضعتني وهكذا أصبحت الابن من الرضاعه ..
كان نادر أخي الكبير ، يرشدني إلى الصواب ، ويعاملني كما يعامل أخواته ، معاملة أنثوية !!
الجميع عاملني معاملة جيدة ، لم أشعر أبداً بالنقص ، الحمدلله ..
حتّى الأطفال أصبحوا ينادوني : طارق سلمان بدلاً من طارق عبدالرؤوف ..
لكن
عندما كبرت واصبحت مراهقاً ، بدأ عقلي بالتشوش ، كُنت أغار من نادر ومعاملة عمي له ، عندما أسمع ادعية عمتي جميله لذلك المدلل ، رغم أنني كنت أتلقى المثل إلا أنني لا أريد أن يكون له نصيب مثلي ، أصبحت طماعاً ، أبعد العائلة عنه ، اخرج إشاعات واتشاجر معه باستمرار ، إلى أن كبرنا على هذا المنوال ..
اتضحت الكراهية بيننا ، نبتعد عن أي نقطة قد تجمعنا في المكان نفسه ، أو ربما أنا فقط من يفعل هذا ..


هذه قصتي ، باختصار.








صباح جميل ، أصوات تداهم الخلايا في جميع النواحي ، أجساد تعدو ، أكواب قهوه تُسكب ، قُبلات توّزع ، صباح روتيني ..
ألتقط طارق بعضاً من حاجياته وصعد إلى سيارته العتيقة وهو ينفث الدخان ، نظاره سوداء ثابته على أنفه الطويل ، معتاد على سماع رسائل الشقية "عفاف" أخته من الرضاعة
"سلام طويرق ، أشقتنا يا دب متى تتصل علي ؟ "
" طق طق ، لو تشوف أمي كيف تتكلم عنك قدام بنات عمي هههههههههههههههههههه"
"طارق جد والله اشتقت لازعاجك في البيت ، أصلاً من زمان مشتاقه لك بس يمكن ، يمكن علشان وقت رجوعك للسعودية قرّب"
"هيفاء ونادر يطفشون"
"يا دب اتصل علي "
"توبه هذه آخر مره اتصل"
"دب"
ارتجل عن سيارته وهو يُعدّل ياقة قميصه الرمادي ، مشى بخطوات ثابته مستقيمة ، اقترب من الهدف "دانه" ..
تجلس مع رفيقاتها كالعادة ، ما أن رأته حتى أطلقت ضحكة ، جَلِس طارق على الكرسي المقابل لها ..
دانه : هاا ، بدلت رأيك ؟!
وقت الشماته : لا طبعاً ، بس حاب أوصل لك نسخة من رسائلك
وضعت يدها على خدها : وش أسوي لك ؟!
طارق : أبد ، بس بشوف عائلتك "الفري" كيف بتتعامل مع رسائل الغزل حقت بنتها .. رمى مُغلّف بني اللون في حجرها
دانه : صدق انك نفسية ، علشاني تركتك رحت تهددني برسائل ؟! يا حبيبي ماتوا !


طارق : ههههههههههههههه ، لا بس طفشت منك قلت نلعب معك وش ورانا ، ترا عندي فيديوهات لك وأنتِ في شقتي
نهض من على الكرسي وترك دانه تحلل الأمور في رأسها



" أية فيديوهات ؟! هالمجنون وش ماسك علي ؟ "












يتبع ..



قراءة مُمتعة للجميع ..

" اللهمّ واجعلني عظيمةً في رحيلي وأحسن لي الختام يا حيّ يا قيّوم "

 
 

 

عرض البوم صور آجر.   رد مع اقتباس
قديم 23-08-13, 09:48 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2013
العضوية: 257268
المشاركات: 16
الجنس أنثى
معدل التقييم: آجر. عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 56

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
آجر. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : آجر. المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: رواية : أنتِ فجري لا غدى صبحي ظلام ، وأنتِ نوري لا طفت كل الشموع

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله صباحكم/مساءكم :$
كيف حالكم ؟ عساكم بخير وسعادة ؟


- بالتأكيد روايتي خيالية ، لكنها تُلامس الواقع ، فأرجو من القُرّاء أن يتذكروا أنها مجرد خيال ولا يتسابقون إلى قول "لا يوجد أشخاص هكذا" ، ولربما تكون واقعية في مكانٍ ما ..

- أرجو من أي شخص يرغب بنقل روايتي بأن يذكر مصدرها ، تقديراً لجُهدي

- ملاحظة : الشخصيات والأحداث لا تمت بصلة إلى الواقع فهي مجرد أسماء وتخيلات.









-






الجزء الثالث







[ طعم الانتقام لذيذ ، لكن حين تطيل
في لعقه تكتشف أن لُبّه مُرّ ]






مرر يده في شعره الأسود "هل أقدر فعلاً على فضحها ؟ كشف جميع أسرارنا ؟ هل أنا بهذه الدناءة ؟ لكنها تستحق ما سيحصل لها "
..






تستمع إلى أحاديث الطلاب وحماسهم للتخرج ، تتظاهر بالإنصات وتفكر فيما سيفعله المجنون بها ، هل يملك فيديوهات تخصها ؟

"أذكر ذات مره أسرفت في الشرب ، وأخذني طارق إلى شقته ، اعتنى بي ولم يمسني بضر ، هل من الممكن أن تكون هذه الليله قد وُثقت في شريط فيديو ؟ بل هي مرات كثيرة أحضر فيها إلى شقته !!
تباً لك يا طارق .. لكن
أنا استطيع أن أقلب الطاولة عليه !!
إذا استطعت تهديده بصور له ؛ فلن يستطيع أن يهددني بشيء البتة ..
يا لغبائي ، نسيت أنني لا أملك له صور إلا وهو معي ، إذا فضحته فسأفضح نفسي معه ، إلا إذا ..
إلا إذا كانت فتاة أخرى !!!
رائع ، أنا أعرف الفتاة المناسبة لهذه المهمة"


التقطت هاتفها واتصلت على ..
: الو
: أهلين فجر
تثاءبت بملل : هلا ، وش تبين ؟
دانه : فجر إذا فضيتي كلميني أبيك بموضوع ضروري
قفز الفضول إلى حنجرتها : أنا أصلاً فاضيه
: متى تجون لكندا ؟ علشان حفل تخرجي ؟
تمتمت : 20 اء ، 19 .. لا لا 20 من هالشهر ، ليه ؟
دانه : لا بس فكرت نتسلى شويه مثل الأيام الخوالي
فجر : توقعتك تبتي ؟ يالله مو مشكله ، مين الضحيه ؟
دانه : شخص اسمه طارق
فجر : طيب يا بنت عمي هههههههه









عَدَت الأيام بسرعة ، الأجواء مفعمة بالسحب ، تارةً تثلج وتارةً تعصف رياح شديدة ..
غدونا نتبادل نظرات الحقد ، ابتسامات ساخرة ، رسائل الكُره ، إشاعات متنقلة من الطرفين ، لا نفتأ نضايق بعض بأي سلاح يقع بين أيدينا ..
تقلصت أعداد صحبتنا ، انتشرت إشاعة "طارق شاذ" ونشرت أنا بدوري أنّ "دانه فتاة ليل" ، الطلاب يتهامزون علينا ، نقع في المشاكل من أبسط الأمور ، لا أعلم أن كان هذا حال العشاق إن انفصلوا !
لكننا بالتأكيد تجاوزنا حدودنا ، غدت دانه تهددني بعمي ، لا تملك شيء ضدي بينما أنا أملك الكثير من القنابل الفتاكة ، لكن ثقتها بدت تُرهبني !






في يوم 6/20 ، قبل حفل التخرج بِأسبوع ، استقبلت عمي وابنته في المطار ، بعد السلام والمصافحة ، جلسنا في أحدى المقاهي نتبادل الأخبار ..
استأذننا عمي قاسم بالذهاب إلى الفندق وتعذّر بتعبه من السفر ، حين بقيت فجر معي


: ايوه ، والاخبار ؟
أمسكت قطعة الكورسان : من طارق ؟
: ههههههههه ، طيب مهدي للموضوع على الأقل !
فجر : وش مسوي لك ؟
دانه : اممم خلينا نقول انه .. ضربتُ الطاولة بغضب .. فضحني في الجامعة كلها ، صار الطلاب كلهم يتكلمون عني ، إني بنت ليل ، تخيلي !!

اتسعت محاجرها : ليه يسوي فيك كذا ؟
دانه : لأنه كان يحبني ، ويبي مني اتزوجه وانا رفضت ، مو من حقي ؟!
مضغت الكورسان ببطء وهي تفكر : ما أتوقع إن المكالمات راح تضره يا دانه




لطالما كُنا شقيات ، أنا وفجر ..
لم تكن تسليتنا مثل البقية ، نخترع ألعاب خاصةً بنا ، لا تناسبنا ، كًنا قويات لا نخاف شيء حرفياً ، الجميع ينفر من تصرفاتنا ، يحاولون أن يبعدوننا عن بعض ، لربما يخفف من حدة جنوننا ، وحين كبرنا ابتكرنا لعبة جديدة أطلقنا عليها اسم "لعبة حوّاء"
نتصل على شُبّان عشوائيين ونبدأ بمحادثات ، تنتهي بعلاقة حُب مزيفة ، نقود ، هدايا ، ثم نهجرهم ..

بدأت هذه اللعبة بالتوّسع ، أحدى الأيام وضعنا فكرة اللعبة في أحدى مواقع التواصل الاجتماعي ، تفاجأنا بأن أحدى الفتيات قامت بالتحدث إلينا ، طالبة مننا أن نحادث حبيبها السابق رغبةً في الانتقام ، يوماً بعد يوم اندفعت الفتيات نحونا بجنون ، حتى أصبحنا نتلقى الطلبات من المتزوجات ، يطلبن مننا أن نختبر أزواجهنّ إن كانوا خوّنة أم لا ، النتيجة معروفة على ما أظن !

انقطعت هذه اللعبة حين تلقيت رسالة ابتعاثي ، لا أعلم إن كانت فجر ما زالت تزاولها ، لكن الأرجح لا ..


: أدري ، المكالمات ما راح تسوي شيء
فجر : طيب ؟؟
ابتسمت لتلك الفكرة التي تأرجحت في رأسي أيام : بننتقل للمستوى الثاني
بحلقت في ، أخذت تزحف ناحية مقعدي : أي مستوى ثاني ؟ ما فيه مستويات !!
: ههههههههههههه ، أنا اخترعت هالمستوى





تاريخ 6/27 ، اليوم الذي يسبق التخرج ..
حضر عمي وعفاف لم أشعر بمثل هذه الفرحة من قبل فإنّ نادر قد تعذّر بالشركة ، هذا أفضل فأنا لا أريد قدومه ..
يبدو أن عفاف متحمسة للذهاب للسوق أكثر مني ، تريد اختيار الـ ( Tuxedo ) ، أما عمي فتكفل بالساعة والحذاء ..
أشعر أن قدماي تطلبان الرحمة ، وعيناي ترجو العفو ، ورأسي يريد الانتحار .. من التسوق
تنقلت عيناي في الملابس بصدمة ، أشعر بأنها ستقفز علي وتأكلني ، يا إلهي كيف تُحب النساء التسوق ؟!



أثناء هذه المعمعة أحسست باهتزاز هاتفي في جيبي مُنبئ عن وجود رسالة ..
ابتعدت قليلاً عن شجار عمي مع ابنته ، أمسكت بهاتفي ووجدت رسالة "WhatsApp" رقم غريب !!



"R u comming to your apartment tonight ?!"
" هل ستذهب إلى شقتك الليله ؟! "



أظن انه صاحبي البوسني "لوك" دائماً يستخدم أرقام غريبة ليراسلني فيها ، لم أفكر في الموضوع وأنا أطبع بأصابعي السمراء "yes" ، أغلقته وحشرته في جيبي المليء بالأوراق التي لا أعلم ما الذي احضرها إلى هنا ، عدت إلى عمي وصراخ عفاف ..





تحركت يمين ويسار كأنها بندول ساعةٍ تالف ، تخطو خطوة وتقف لتفكر ، أراقبها خشيةً أن تهرب ، أو تخذلني وتُبدِل رأيها ..
: ما أقدر ما أقدر ، صعبه
ستبكي الحمقاء ، يا إلهي ساعدني : ما راح يقدر يسوي فيك شيء ، أهله معه !!
نظرت إلي بهلع : أخاف ..
دانه : لا ما تخافين ، ترضين على بنت عمك أنها تنهان ؟
حركت رأسها بسرعة مشيرةً بأنها لا توافق
دانه : تذكري ، شغلي الآلة علشان ما يضيع شغلنا
: طيب طيب
أمسكت حقيبتها وشربت 3 قارورات ماء ، نظرت إلى نفسها في المرآة ، تمتمت بأدعية لم أسمعها جيداً : انتبهي لا يوضح وجهك
همّت بالرحيل وأنا استودعها الله ..




بعد ما انتهينا من التسوّق جلِسنا في أحدى المطاعم للتحدث قليلاً ، حدثتني عن مدى اشتياقها لي ومدى غضبها مني ومدى مللها من نادر وهيفاء ، أما عمي فاكتفى بالصمت والنظر إلي ، أخبرتهم عن حياتي في كندا وكيف أقضيها ، كانت عفاف تمازحني وتغمز لي وهي تردف "عسى ما تزوجت كنديه ؟!" وأظن أن هذا فتح أبواب الزواج في عقل عمي

: إيه والله ليه ما تتزوج يا طارق ؟
وهذا وقته يا عمي : لا ما أبي
عفاف : انت ونادر في وقت واحد ، الله ..
ألن يدعني هذا الأحمق حتى في زواجي ؟ : لا لا ، أنا زواجي لحالي ..
اغلق هذا الباب بعد شد ودفع ، مد وجزر ..



وصلنا إلى شقتي ..
دخلت عفاف وهي تترنح من التعب ، أما عمي انطلق إلى عرينه ورمى جسده على السرير ، أظن انه نام في الحقيقه هه ، سحبت الأكياس من عفاف حاولت أن تمنعني لكن التعب قد "يقتلها" فأذعنت لي وجلست في أحدى المقاعد وهي تتصفح هاتفها ، دخلت غرفتي وأنا ادندن ..







من
هذه
الفتاة ؟؟؟؟؟؟؟؟
بحلقت عيني في صدمة .. أغلقت الباب بسرعة ، تقدمت نحوي وهي تعلق يدها في رقبتي ، لم استطع الحراك حرفياً ، ظللت أُنظر إليها ، أمسكت ذراعها لأتحقق بأنها حقيقة وليست من نسج خيالي ..
بدأت بالتحدث بلغة لم أعرفها .. تسحب رأسي عندما ألتفت لتعيده إليها ، دفعتها عني وأنا أغطي وجهها براحة يدي ، يا إلهي ماذا أفعل الآن ..
ظللت أسألتها "من أنتِ ؟ ، ما الذي أحضرك إلى غرفتي ؟" حاولت بجميع اللغات التي أعرفها ..
فتحت الباب ، طليت برأسي لأجد عفاف تنظر إلي باستغراب !
عدت مجدداً إلى الغرفة ، مسحت على رأسي بتوتر ، ماذا يجب علي أن أفعل الآن !!!
حدثتها بالانجليزية
"أبقي هنا ريثما أعود" ظلت تنظر إلي وهي تبتسم ، أمسكت بذراعها وهززتها بعنف "هل سمعتي يا **** " لم تتحرك ، لا آبه لها ، سوف أجد حل لهذه الـ ******
خرجت من الغرفة ، أمسكت بذراع عفاف بهدوء "لازم تنامين ، بكره الحفل" ابتسمت عفاف وتثاءبت ، أدخلتها الغرفة ، ثم أغلقت الباب ، عدت إلى غرفتي جرياً ، أمسكت بالفتاة وسحبتها معي كفريسةٍ في فم نمرٍ ، خرجنا سوياً إلى الشارع .. أفلتت يدي عنها ، أردت أنّ أسألها من هي ، أي سؤال قد يدلني "كيف حدث هذا !!!"
لم تفارقها ابتسامتها ، قبلتني على خدي وهروّلت متنائية عني ..
حاولت التقاط أنفاسي ، فتشت عن أحدى سجائري ، أشعلت واحدة وبدأت بالتدخين ..
لا بد أنها مزحة من أحدى أصحابي الأجانب ، لا بد من هذا.
بعد دقائق عدت الى الشقة وأنا أجُر أقدامي ، تفقدت عمي وعفاف ، وجدتهما يغطان في نوم عميق ، رميت نفسي على السرير ، رائحة عطرها تنتشر بعنف في غرفتي ..
بدأت أتذكر شكلها ، لغتها الناعمة ، صوتها ..
لو لم يكن أحد معي في الشقة ..
غداً سأحاول أن أعرف من هي ..


لم تصل فجر إلى الآن ، يصيبني إحباط عندما أتذكر كيف كان شكلها قبل أن تذهب ، قلبي يحدثني بأنها جَبُنت وهربت ..
هذا جرس الباب !!
لا بد من أنها فجر ، ركضت إلى الباب وأنا أسابق الثواني ، فتحته لأجد ..
وجهٌ مخطوف اللون ، جسد منكمش ..
: سوا فيك شيء ؟؟؟؟
مشت بعيداً عني : لا
: طيب والفيديو ؟
رمت آلة التصوير علي وهي تصرخ : أتمنى أن ضميرك مرتاح
دخلت الغرفة واغلقت الباب بقوة ..
صدق مجنونة !! الآن يجب علي أن أضيف التعديلات الأخيرة إلى الفيديو ..







التخرج ..

تحممت ، حلقت ذقني ، سرّحت شعري ، أرتديت بدلتي السوداء ، أصلح عمي ربطة العنق ، لمحت بعض "الدويمعات" ، لكن لم أشأ أن أحرجه ، فأنزلت نظري ، قبّلني على رأسي ، "زغرطت" عفاف بشكل مضحك وهي تبكي ..


ارتدى عمي بدلته الرمادية ، بدا كأنه من تجّار المخدرات الأمريكيين ، سيغضب كثيراً حين يعلم بأنني أشبه هكذا ، أما عفاف ارتدت حجابها وملابس ساترة ، كم أنا فخوراً بهذه الصغيرة ..
انطلقنا إلى الجامعة ، لم يخلو الطريق من توصيات عفاف ، كيف امشي ، كيف اضحك وأبتسم ..
حين وصلنا ، بدت لي الجامعة وكأنها قاعة أفراح !!
الطالبات بفساتين مزكرشة ، ألوان قبيحة بعض الشيء ، والطلاب بدلات رسمية مرتبة ، أنا متحيّز لأبناء آدم ..


جلس عمي وعفاف في المقاعد المخصصة لهم ، أما أنا ذهبت لارتدي "عباءة التخرج والقبعة" ووقفت مع زملائي الطلاب ..
بعد الترحيب ، وكلمات طويلة مملة ، نام بعض الحضور منها وبعض الطلاب أيضاً ، بدأ التكريم ..

اسم بعد اسم

فلان بعد فلانه

طالبه بعد طالب

حتى أتى دوري ، يا ربي لم أكن متحمس يوماً بقدر حماسي الآن ،


تاريك أبدو الراؤوف الأزام
"طارق عبدالرؤوف العزام"


بدأ التصفيق حاراً ، هذه فائدة تكوين الصداقات ، نظرت إلى عمي رأيته يمسح دمعته وعفاف تمسك بالكاميرا وترسل لي قبلات في الهواء ، شعور جميل عندما تعلم بأنك السبب بهذه الفرحة ، تعلم بأنك السبب في هذه الدموع والابتسامات ، عندما تعلم بأن والدك فخور بك ، تمتلكك الرغبة بأن تظهر بأجمل حال أمامه ، إن تجعل من نفسك محل ثقة له ، فقط إن كان لديك أب يفتخر بك ..
لكن أنا لدي عمٍ يفتخر بي.



عدت إلى مقعدي وأنا أشعر بنشوة غريبة ، فرحةً ، حماس ، أردت أنا أقفز المسرح ذهاباً وأياباً ، أن أمشط أرض الحرم جرياً على الأقدام ، ابتسامتي لم تخمد ، نظرات عمي وعفاف مدّتني بالقوة ، ظللت انظر إليهم وأنا أدعو لهم بكل شيء ..

هذا العطر أعرفه جيداً !


دانه


جلست بجانبي وأمسكت بيدي ووضعت قرص مدمج صغير في راحتي ، وهمست في أذني "مو أنا اللي اتهدد" أبتعدت وهي تضحك ، ابتسمت ..
هذه الفتاة لن تدع الأمور تتوقف ، أليس كذلك !



في هذه اللحظات ، كانت عفاف تنظر إلى شريط الفيديو ، تارة تبتسم وتارة تبكي ، حتّى ملّت ووضعت الكاميرا في حقيبتها " يعني ابوي ما لقى يروح لطارق إلا اللحين ، أف طفش" ، بحثت بعينها عن أحد لتحادثه ، وجدت فتاة بجانبها تبدو كأنها عربية ، اقتربت منها واردفت : سلام
ابتسمت لها : يا هلا ومرحبا
جلست بالقرب منها وهي تمد يدها لتصافحها : أنا عفاف من السعودية.
مدت راحتها وهي تبتسم : وانا فجر من السعودية ، تشرفنا ..










يتبع ..



قراءة مُمتعة للجميع ..

" اللهمّ واجعلني عظيمةً في رحيلي وأحسن لي الختام يا حيّ يا قيّوم "

 
 

 

عرض البوم صور آجر.   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الشموع, انت فجري, رواية, ستجد, ظلال, وورد
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:41 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية