لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


1062- رجل المواقف - روبرتا لي - دار النحاس ( كاملة )

رجـــــل المواقـــف لـ روبرتـــــا ليــه من روايــــات عبيـــــــر..دار النحاس الملخص "... انا فضولي لأعرف ما تعنيه الأحرف ت.و.ج." خفق قلب آبي ولعلمها بأنه لن يدع الامر يمر هكذا فقد

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-08, 12:07 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 38316
المشاركات: 79
الجنس أنثى
معدل التقييم: nightmare عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 77

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
nightmare غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي 1062- رجل المواقف - روبرتا لي - دار النحاس ( كاملة )

 

رجـــــل المواقـــف
لـ روبرتـــــا ليــه
من روايــــات عبيـــــــر..دار النحاس
الملخص

"... انا فضولي لأعرف ما تعنيه الأحرف ت.و.ج."
خفق قلب آبي ولعلمها بأنه لن يدع الامر يمر هكذا فقد قررت بحدة ان تخبره، فقالت:
" تعني تبجحه وجبروته."
نظر اليها و وجه خال من اي تعبير وقال:
" اتجدينني استبدادياً؟"
اجالت:
" للغاية."
" اهذه مشكلة بالنسبة لك؟"
" افعل ما بوسعي عندما لا اكون في وضع الدفاع عن النفس."
" لدي انطباع انك تستمتعين الخوض في معركة، يا آنسة ستيوارت."




الفصل الاول
مشى آرثر ستيوارت بخطى واسعة نحو مكتب ابنته بينما كانت ترتدي معطفها الصوفي الازرق وقال لها:
" اود التحدث معك يا آبي."
قالت :
" انا خارجة يا ابي، الا تستطيع الانتظار؟"
" اردت فقط ان اخبرك ان هنري سمول وود اتصل ليقول انه احب الاقتراح الذي ارلسناه اليه وانه يعطينا العقد."
"رائع!" اشرقت عينا آبي الخضراوان بفرح.
" الشكر كله لك يا ابنتي، لقد قمت بعدد هائل من الابحاث. والاقتراحات التي عرضتها كانت من الدرجة الاولى."
قالت آبي: لقد استمتعت باستكشاف مخازنه وطرح الاسئلة."
اضاف آرثر:
" واستعمال هاتين العينين الكبيرتين للحصول على الاجوبه! وهنا سجلنا هدفاً ضد منافسينا. لقد قمت بعمل رائع."
قالت:
" شكراً، متى احصل على منصب آخر؟"
وضحك والدها ضحكة خافتة مدركاً ان سؤالها كان منمقاً وقال:
" الشيء الوحيد الذي لا يحبذه سمول وود هو فكرة انشاء صورة هم الهيئة التنفيذية العليا. انه رجل محافظ ويطن ان الدعاية ستعطى فقط للمخازن."
" نستطيع ان نفعل ذلك ايضاً، ولكن المدراء و..."
قاطعها والدها:
" ليس عليك ان تقنعيني انا يا عزيزتيبل سمول وود. انه يود ان يعقد اجتماعاً ليناقش هذا الامر."
اجابت آبي:
" جيد، انا متأكدة انني سأغير رأيه."
اجاب والدها:
" تذكري انه من الجيل القديم."
قالت:
"وماذا يعني هذا؟"
اجاب:
" سوف لتفتين النظر ان ارتديت ثوباً فضفاضاً، ولهذا لا ترتدي وكأنك تتماشين مع الموضه."
القت نظرة خاطفة على ساعتها وقالت:
" سآخذ هذه الملاحظة بعين الاعتبار. علي الذهاب الآن، انستطيع ان نفكر في هذا العمل المربح في وقت آخر؟"
اجاب:
"بالطبع، الي اين تذهبين بهذه السرعة؟"
اجابت:
" الى منزل كارولين."
لم يخف والدها دهشته عند ذكر اسم ابنة اخية:
" لم اكن اعلم انكما ما تزالان على اتصال."
اجابت:
" لسنا كذلك، ولكنها اتصلت هذا الصباح وطلبت مني ان امر بها، وقد بدا الامر طارئاً."
قال آرثر:
" بلغيها محبتي واخبريها ان الوقت قد حان لرؤيتها هي وطفلها مرة اخرى. انه الحفيد الوحيد الذب نملكه انا وامك، ولا افهم لماذا تحتفظ به بعيداً."منتديات ليلاس


" اظن انه الكبرياء. لقد خدعت وهي خجلى من هذا."
" ما زلت لا افهم زواجها من ذاك الشخص التافه. منذ ان رأيته ادركت انه مشكلة، ولكنها لم تكن لتسمع اية كلمة ضدة."
لم تستطع آبي التوقف عن الابتسام وهي تتجه نحو لندن. كانت تفكر بوصف والدها القديم الطراز لجفري نورتون، والذي كان صحيحاً. لقد كان جفري وسيماً وجذاباً وقد استطاع ان يفتن ابنة عمها ذات التسعة عشر عاماً ويجعلها تعصي امر والديّ آبي، اللذين حضناها بعد مقتل والديها في حادثة قطار عندما كانت في العاشرة، وتتزوج منه.
لقد ذهبوا للعيش في ادنبرغ، وفي السنه الاولى كانت رسئلها فرحة خصوصاً عندما ابلغت انها تنتظر طفلاً. ولكن الرسائل المنتظمه تحولت بالتدريج الى بطاقات مختصرة متقطعة، وبعد اشهر قليلة توقفت كلياً...ثم وبدون توقع اتصلت لتقول انها وضعت طفلاً، وان جفري تركها واخذ من حسابهما المصرفي المشترك معظم الاموال التي ورثتها عن والديها. وعلى الفور، قدم آل ستيوارت لها مساعدة مالية بينما تطوعت آبي بالسفر اليها والبقاء معها لاسبوعين، ولكن كارولين رفضت كل هذه المساعدات قائلة انها ستعود الى لندن وانها ستخبرهم بموهد عودتها.
لم تصلهم بعد هذا كلمة واحدة منها، وعندما حاولوا الاتصال بها علموا انها رحلت ولم تترك عنواناً. ولم تتصل الا بعد مرور اشهر لتقول انها تعيش في جنوب لندن وانها وجدت عملاً جزئياً بأجر جيد وانا صاحبة المنزل كانت تتصرف معها وكأنها مربية اطفال، كما وعدت بأن تحضر الضغير لرؤيتهم.
كان وعداً وفت به، ورغم ان هزالها وتعاستها كانا يرعبان عمها وزوجته ولكنها ظلت محتفظه برفضها لأية مساعدة، مصرة على انها تتدبر امرها بشكل جيد.

لم تزرهم حتى الآن، اتصالها بآبي اليوم طالبة منها ان تراها لأمر طارئ جاء كالمفاجأة. كان هذا يعني الغائها لموعد مع زبون، ولكن لم تكن هناك طريقة لآبي لتتجاهل التوسل الذي شعرت به في صوت ابنة عمها وكانت خائفة مما ستجده في نهاية رحلتها.
تزايد الخوف مع وصولها الى العنوان الذي اعطيت، و وجدته منزلاً متهدماً في ممر ضيق وفي طريق قذر قريباً من مصنع الغاز. قرعت الجرس ودفعت الباب الامامي القديم ثم صعدت ثلاث درجات طويلة الى شقة عليا، حيث كانت كارولين بانتظارها لتحييها. عانقتها آبي بشدة وهي فزعة من منظرها حيث كانت تبدو شاحبة وهزيلة، كما ان شعرها الذي كان مماثلاً لشعر آبي الاحمر الذهبي بدا باهتاً وبلا بريق.
بمعزل عن لون شعرهما وطولهما، كان هناك بعض الشبه بينهما، كانت ابنة عمها سمراء اللون بينما كان شكلها غير العادي يجعلها جميلة بطريقة غير مألوفة، كانت تلفت الانظار بأنفها المدبب الصغير ذي النمش، وفمها العريض وشفتها السفلية المنحنية وذقنها الصغير. عظمتا وجنتاها كانتا تزيدان عينيها الخضراوين واهدابها السميكة جمالاً.
قالت آبي:
" انه لرائع ان اراك، اين الصغير؟"
اجابت كارولين وهي تتقدمها الى غرفة جلوس صغيرة متناثرة الاثاث:
"نائم. انه يعاني من نزلة برد حادة، وقضيت نصف الليل معه. لن آخذك اليه كي لا يصحو."
قالت آبي بحنان:
" المسكين، سأراه مرة اخرى. ولكن اخبريني كيف حالك؟"
اجابت كارولين:
" دعينا نتناول كوباً من الشاي اولاً."
خفق قلب آبي وهي تراقب ابنة عمها بينما هي ذاهبة نحو مغسلة صغيرة في الزاوية لتشعل ابريق الشاي الكهربائي. لقد اختفت الابتسامة السعيدة والخطوة الواثقة التي كانت تمتلكها هذه الفتاة الجميلة منذ ثلاث سنوات وحل مكانها طيف شبح مع ظلال عميقة تحت عينيها وابتسامة لا تذهب ابعد من وراء فمها. كانت الغرفة تعكس تعاستها باثاثها الرخيص وسجادتها الممزقة، وقد ادركت آبي ان كارولين يائسةمن اية مساعدة عائلية ولهذا فلم تكن تسمح

لأي شخص من افراد عائلتها بزيارتها هنا.
كانت مشغولة بالتفكير حين دفع الى يدها كوب من الشاي بينما جلست كارولين بجانبها على الكنبة المتداعية وقالت:
" اظن انك تتحرقين شوقاًَ لتعرفي لماذا اردت ان اراك. لا شيء جدي، انه امر اخرق ولكن ليس لدي احد الجأ اليه. السيدة ولسن صاحبة المنزل والتي تعتني عادة بشارلي تشكو من الانفلونزا، واحتاج الى احد ليبقى معه الليلة."
لم تستطع آبي تصديق اذنيها:
" اتعنين انك تريدين ان تخرجي وتتركي طفلك وهو ليس بخير؟"
"بالطبع لا، ولكن ليس لدي خيار. ان بقيت في المنزل سأخسر عملي."
صرخت آبي:
"عملك؟"
امتلأت عينا كارولين البنيتان الكبيرتان بالدموع مما دل بوضوح كم كان صعباً عليها تمالك نفسها وقالت:
"ولماذا ظننت اذن انني اردتك ان تساعديني؟"
امسكت آبي يدها بعطف:
"بالطبع لن يفهم مديرك الوضع."
اجابت كارولين:
" ليس من النوع الذي يتفهم. سيطردني."
سألتها آبي:
" لعدم ذهابك لليلة واحدة؟ ماذا تفعلين هناك بالظبط؟"
حدقت ابنة عمها بالسجادة ثم رفعت رأسها بجرأة:
" انا اعمل نادلة في مطعم كيتي."
"انت ماذا؟"
اجابتها كارولين:
" ليس بالسوء الذي قد يبدو لك."
قالت آبي:
" لقد ذهبت هناك مرة مع زبون وكان الامر مقرفاً.كل اولئك الرجال الخبثاء و... كيف تستطيعين؟"
اجابتها كارولين:
" ليس لدي خيار. يدفعون اكثر من اي عمل نهاري استطيع القيام به، وانا احتاج المال."
"ولكنك قلت ان جفري يزودك بالمال."منتديات ليلاس


اجابت كارولين:
" حسناً، لقد كذبت. كنت خجلة من ان اعترف كيف تصرف معي بحماقة ولكني ظننت انني استطيع تدبر الامر بمفردي. وقد تدبرت امري بالفعل حتى اليوم ولكن بما ان السيدة ولسن مرضة..."
قال لها آبي:
"عليك ان تسمحي لأهلي بمساعدتك."
" املك ما يكفينا نحن الاثنين فالبقشيش ممتاز."
"اتصور هذا."
ردت كارولين:
" ولكني لا ادع احداً من الزبائن يمسني، لا افعل هذا...انهم فقط يحادثونني."
قالت آبي بسرعة:
" لم اتخيل شيئاً آخر. انها فكرة تعليقاتهم وخبثهم التي جعلت دمي يغلي. ما يهمني فقط هو احترامك الذاتي و..."
"انا ايضاً، ولكني لست ملمة بالاعمال المكتبية واكسب من عملي في المطعم اكثر مما لو كنت اعمل في محل. ولهذا لا استطيع تحمل خسارة عملي."
عضت آبي على شفتها السفلى وقالت:
" حسناً، سأعتني بالطفل من اجلك رغم ان علي ان احذرك، فأنا لم اغير حفاضة مطلقا من قبل."
قالت كارولين:
"ولكني لا اريدك ان تعتني بالطفل. شارلي مشاكس جداً ولن يبقى مع غريب."
سألت آبي:
" اذا لماذا اتصلت بي؟"
" لأطلب منك الذهاب بدلاً مني الى المطعم."
شهقت آبي ولكن نظرة سريعة الى ابنة عمها الشاحب الجامد كانت كافية لتدرك انها سمعت جيداً.
قالت كارولين:
"عليك ان تفعلي هذا من أجلي يا آبي لقد دفع لي مسبقاً لهذه الليلة وان لم اذهب فقد اخسر مالي."
" وما الذي يجعلك تظنين انهم سيتقبلونني كبديل لك؟"
ضمت كارولين يديها النحيلتين وقالت:
" لن يعرفوا، اريدهم ان يضنوا انك انا."
صرخت آبي:
" انت تمزحين."
قاطعتها كارولين:
" لماذا؟ نحن بنفس الوزن كما ان لون بشرتنا متشابه و...
" حتى وان كنت اشبهك فلن يخدع هذا بقية الفتيات."
اوضحت كارولين:
" انهن يشكلن مجموعة جميلة ولن يدعوني خارجا."
" وهناك ايضاً مديرك سيدرك حتماً انني لست انت.
قالت كارولين:
" انه ليس هنا لمدة اسبوع، والمديرالمساعد لن يلاحظ فتاة من اخرى. بالمناسبة انا معروفة هناك باسم كارلا. لا نسمى بأسمائنا الحقيقية."
" لا استغرب هذا. لنعد الى موضوعنا."
" لا تحاولي جعلي خجلة مما افعل."
قالت كارولين هذا وبدأت بالبكاء بينما عانقتها آبي مجدداً وقالت:
" عزيزتي، انا آسفة. انا فقط منزعجة لأنك لم تطلبي منا المساعدة، ولكني بالطبع سآخذ مكانك الليلة."منتديات ليلاس


بعد حوالي الساعتين وبينما كانت آبي تستعد للقيام بما وعدت بدأت تشعر بالندم.
منذ ساعات قليلة لم تكن لتتوقع بأنها مع نهاية هذا اليوم سوف تكون مرتدية ثوب نادلة... وبنظرة سريعة الى وجه اينة عمها اقسمت بان تخرجها بعيداً عن ذالك المكان البغيض وعن هذه الشقة الكريهة.
" كيف ابدو؟"
سألت آبي وهي تفكر كم تبدو ****ة في هذا الثوب. لقد كانت محظوظة اذ ناسبها الثوب، وبدت نحيلة كأبنة عمها.
ارتمت كارولين على الاريكة وهي تكبت ضحكتها:
" لا استطيع ان اصدق انني ابدو مضحكة مثلك."
اجابت آبي بسرعة:
" اراهن انك كذلك. اضن الآن انك ستتخلين عن كبريائك وتسمحين لأهلي بمساعدتك حتى تستطيعين الوقوف على قدميك."
اجابت كارولين:
" انت على حق بالطبع ولكن..."
الحت آبي:
" بدون ولكن.سأكون بديلة لك هذه الليلة ولكن سيكون لنا حديث جدي غداً بشأن مستقبلك."
الفصل الثاني :
ما ان دخلت آبي مطعم كيتي العابق بالدخان حتى تنبهت لعيون الرجال التي كانت تلاحقها .
مشت بخفة الى الداخل وامسكت بصينية الشراب لتقي نفسها من تلك النظرات .
انطلق صوت اجش من وراء صوت الموسيقى العالية :
" تعالي يا حلوتي , ارنا ما لديكِ على هذه الصينية ".
بذلت آبي مجهوداً جباراً لتتجنب وقوع الصينية ومحتوياتها فوق ذلك الوجه المبتسم .
" لا تدعي هذا يؤثر فيكِ ".
تمتمت احدى الفتيات بينما كانت آبي تعبر احدى الممرات معها .
" لا استطيع ".
ارتعدت آبي وبنظرة خاطفة نحو الرجال حولها تسائلت كيف استطاعت كارولين ان تقوم بعمل كهذا ,
بينما لديها عمها وزوجته مستعدين لمساعدتها .
لقد كان الكبرياء سبب سقوطها .
في الحقيقة لقد كان الامر اسوا من الكبرياء .
لقد كان العناد .
انطلق صوت بجانبها :
" مرحبا يا حلوة ... ارغب في مقابلتكِ بعد العرض ".
همت ان تقول له كلاما كريهاً , ولكن نظرة تحذيرية من احدى الفتيات بقربها استوقفتها ,,
بالاضافة الى تذكرها ان عليها احضار شيك كارولين الاخير .
لم يكن هناك من سبب لعدم ايجاد قريبتها لعمل في شركة والدها للعلاقات العامة ,
فقد كانت ذكية بما فيه الكفاية بالاضافة الى كونها عنصرا ممتازا .
اصر الصوت :
" اذن ما رايكِ ؟".
اجابت بصوت خفيض رافضة النظر اليه :
" اسفة يا سيد ."
ثم مشت باتجاه طاولة حولها زبائن يشيرون اليها .
" كيف تستطيعين تحمل هذا ؟".
تمتمت آبي الى احدى الفتيات محتفظة بابتسامة على شفتيها , وكان الجواب :
" بالغاء عقلي والتفكير بالشيك الذي سيدفع لي ."
حاولت آبي ان تفعل نفس الشئ .
واكن بمرور الليلة كانت تود ترك كل شئ والدفع لقريبتها من مصروفها الخاص ,
ولكنها ان فعلت هذا فستكتشف احداهن انها لم تكن كارولين و ستهان هذه الاخيرة .
كيف استطاعت كارولين تحمل كل تلك التعليقات المهينة و المتملقة من هؤلاء السفلة المقرفين اسبوعا بعد اسبوع و شهرا بعد شهر ؟
لقد كانت كلمة "مقرفين " التعبير الممتاز لهؤلاء لانه لا يمكن لرجل محترم ان يشاهد في مكان قذر كهذا .
اذن ماذا يفعل هذان الشابان المحترمان الواقفان قرب بوابة المطعم ؟
شابان يبدوان كالذهب بين المعدن .....يبدوان في منتصف الثلاثينات , كما كانا ايضا اجمل شكلا من الجميع وخصوصا الاكبر سنا .
وقفت آبي تراقبه بينما كان يتفحص المطعم وشاغريه بنظرة ازدراء وهو يصغي الى ما يوقل لزميله .
اثار وجودهما اهتمامها اكثر حين رات رئيس الخدم يسرع نحوهما ليقودهما الى طاولة تشرف على العرض القادم بوضوح .
همس النادل في اذنها بينما هي تمر بجانبه :
" لم يدفع لكِ لتقفي هكذا . اذهبي وتابعي عملك ".
وهز راسه باتجاه القادمين الجدد .
كانت آبي منكبة على مراقبتهما , فلم يكن صعبا ان تدرك انهما كانا جالسين على احدى الطاولات التي كانت تقدم لها الطعامو العصير ,
اما الابتسامة التي كانت تجاهد نفسها لترسمها على شفتيها تلك الليللة , فقد حل مكانها ابتسامتها الطبيعية الواسعة وهي تخطو برشاقة نحوهما .
بينما كانت على وشك سؤالهما عن طلباتهما اذ بالرجل الاصغر سنا يقف ليقول :
" كارلا ".
ثم يجلس بسرعة و بحيرة يقول :
" آسف .. ظننت انكِ هي , لديكِ نفس لون الشعر و .....".
" انا كارلا ."
تمتمت آبي واحمرت وجنتاها خجلاً ليس فقط بسبب كذبتها بل بسبب الطريقة المزرية التي كان ينظر زميله اليها .
ابتسم الرجل ابتسامة عريضة وهو ينظر حوله وقال :
" لا, لستِ كارلا , اعرفها تماما بحيث لا يمكن ان اخدع ,
الا اخبرتها ان كيفن يود رؤيتها ؟".
يالت آبي متجاهلة طلبه :
" اتود ان اخذ طلبك ؟".
اضاف كيفن :
" انا ساخذ عصير انانس , وارجوك اوصلي لكارلا رسالتي ".
قال صديقه بصبر نافد:
" الا ترى انها ليست هنا ؟ اذن من الافضل لو غادرنا الآن .".
قال كيفن :
" ليس قبل ان اعرف اين هي ".
اعترضت آبي بسرعة موجهة حديثها الى الشاب الاشقر خوفاً من ان يسال عن منزل كارلا :
" لقد تركت لك رسالة ... ان اتيت معي ....... ".
وابتعدت قبل ان تسمع جواباً ...
وقفز الشاب بسرعة ولحق بها .
همست آبي " انها ليست بخير ".
مصممة الا تعطيه السبب الحقيقي في حال لم يكن يعرف بشان الطفل ,
واضافت :
" لقد طلبت مني ان اكون بديلة لها هذه الليلة لخوفها من فقدان عملها ,
لن تفشي سرها , اليس كذلك ؟".
وعدها الشاب قائلاً :
" بالطبع لا , ولكن هل استطيع الحصول على عنوانها لارسل لها بعض الزهور ؟".
مندهشة لاهتمام كيفن و لطفه الزائد تجاه قريبتها ,
لم تدر آبي اتعطيه العنوان ام لا .
اجابت و هي تراوغ :
" ستعود خلال ليلة او اثنتين , والان ارجو ان تعود الى طاولتك وانا ساحضر لك العصير ".
وبينما هو يبتعد اذ باحدى الفتيات تمر بقربه ببطء وتقول لآبي :
" هذا الشاب متيم بكارلا . انه ياتي الى هنا كل ليلة منذ ان رآها هنا .
وما يحيرني هو لماذا لا يعجبها , اتمنى لو كانت لدي مثل هذه الفرصة ".
اجابت آبي :
" قد لا يكون من النوع الذي تحبه ."
صرخت الفتاة :
" اتمزحين ؟
انها تبتهج كلما نظر اليها ولكنها لا تعطي موعدا لاحد ."
اوقفت آبي الحديث باعطاء الساقي الطلب , وبينما هي بالانتظار , استدارت لتنظر ملياً الى كيفن .
كان واضحا انه مصمم على رؤية قريبتها , وكانت فضولية لتعرف ,
لِمَ ياتي رجل كهذا الى مكان رخيص ؟
نظرت الى الشاب الاخر , منذ فترة طويلة لم تقابل احدا اثر فيها بهذه القوة , مظهره المسيطر يجعله يبدو مختلفا عن بقية الرجال هنا .
شعر داكن يتموج فوق جبهة عاليه ومتقدة وانف صارم , بينما كان فمه العريض فوق ذقنه المشاكس يدل كم كان معتادا ان تكون اوامره مطاعه ,
حاجبان مرسومان بوضوح يلفتان الانتباه الى العينين الضيقتين النختلفتين عن عيون الرجال الاخرين ,,,
للاسف لم يبتسم قط .
سوف تجعله الابتسامة يبدو اجمل – لو كان هذا ممكناً . جيد , انه لم يكن هو المعجب بكارولين ,
لم يكن من السهل خداعه مثل كيفن .
" أأنت من طلب كوبين من عصير الاناناس ؟ ".
سال النادل خلفها فاستدارت لتاخذ الطلب منه .
مشت عبر الغرفة بخفة , سمعت كيفن يقول لزميله وهي تقترب منهما :
" لن تعرف كارلا جيدا حتى تقابلها ".
اجاب الاخر : " استطيع ان احزر ."
دافع كيفن عن نفسه :
" لقد قلت دوماً انه لا يجب على المرء ان يصدر احكاما مسبقة ".
حملق الرجل فيه و قال :
" ليس الامر اصدار احكاما مسبقة , ولكن لا تعمل هنا الا من كانت تبحث عن المغامرة ".
" روري " .
حذر كيفن وهو ينظر بدون ارتياح نحو آبي .
نظر اليه زميله نظرة ذات معنى محدثا صوتا خافتا من شفتيه بينما اضطربت آبي .
بغض النظر عمن كان يظنها فلم يكن لديه الحق ليتصرف وكأن لا شعور لديها .
ارتجفت الصينية في يدها وبصعوبة قاومت الرغبة الملحة في سكب محتوياتها فوق راسه ...
وضعت الكوبين على الطاولة و توقعت من ان يدفع كيفن , فبحثت في محفظتها المكسوة بالفراء والموضوعة حول خصرها عن اوراق نقدية لارجاع ما تبقى لهما .
امر روري رفيقه :
" اشرب هذا العصير ودعنا نخرج من هذا المكان القذر ".
مرة اخرى قاومت آبي الرغبه في صفعه , وبوجه متصلب رمت بة النقود على الطاولة ومضت بعيدا .
ثم انشغلت لاحقاً بتقديم العصير والسندوتشات لمجموعة من الشباب حين قطع افكارها صوت رئيس الخدم العالي :
" هاي , انتِ , كارلا , لديهم بعض النقص في الطابق العلوي , اذهبي وساعديهم ."
رغم امتعاضها من نبرة صوته هزت راسها غير راغبة في لفت نظره الى حقيقة جهلها للعمل .
اندفعت الى الامام ونظرت حولها لتسال احدا الى اين تذهب وماذا تفعل ..
اقتربت من المسؤول , وسالته كيف يمكن ان تساعده .
قال لها بلا اهتمام :
" ربما كانوا يودون لو تساعديهم في تحضير العصير و السندوتشات ".
خطت آبي وراءه وارتطمت بقوة بجسم كبير .
استدارت لتعتذر ولكن الكلمات تجمدت على شفتيها عندما وجدت نفسها تحدق بالشخص الذي كانت تتمنى ان تتجنبه , حسنا , على الاقل لم لكن عابسا و لم يبد غاضبا من هذا اللقاء غير المتوقع , قال لها بلطف بينما بدت نبرة صوته متعاطفة :
" أتتبعينني ؟".
قالت بصوت خفيض وهي تهز راسها وتحدق مباشرة بعينيه :
" لديهم بعض النقص هنا و انا اتيت للمساعده , أأحضر لك شيئاً ؟".
اصبح صوته ناعما و خفق قلبها وهي ترى فمه الملتوي وعينيه الرماديتين اللتين تحدقان بها , قال :
" قهوة من فضلك , سوداء وحادة ان لم يكن هناك من مانع ."
مانع ؟؟
ستصنعها بنفسها ان كان هذا ضرورياً .
ومشت تحو الباب المؤدي الى المطبخ .
عادت خلال دقائق ونقرت نقرة خفيفة على كتفه بينما كان منحنيا يتكلم مع كيفن على الطاولة , وقالت :
" ثلاثة باوندات من فضلك , يا سيدي ".
كرر روري :
" ثلاثة باوندات ؟ لماذا ؟ "
هي ايضا تسائلت عن القسوة الصادرة من فمه بينما كان يبتسم لها منذ دقائق خلت .
ايكون السعر مرتفعاً ؟
حتى وان كان هذا فقد يكون الفرق مجرد بنسات .
واذا كان بخيلا فلِمَ كل هذا الغضب ؟
اجابت آبي :
" اجل يا سيد ".
قال بسرعة و قد تحول الهدوء في نبرة صوته الى تهديد :
" انتِ تتدبرين امركِ جيداً بابتزاز المال هنا , اليس كذلك ؟".
فقالت :
" انا ..... انا لا افهم ".
قال بحدة :
" ظننتِ ان الامر سهل للغاية . انتِ تحاولين جمع بعض المال بالاضافة الى ما تتقاضينه ".
" انا ....."
اضاف :
" الا تعلمين اننا هنا لا ندفع الا بعدما ننتهي من طعامنا ؟".
كم كانت حمقاء إذ نسيت !
قالت بسرعه :
" انا اسفة , اعتذر .
ولكنها المرة الاولى التي اعمل فيها هنا ".
اجاب :
" ان كنتِ ستكذبين فعلى الاقل فكري في شئ قابل للتصديق ."
ثم اخذ قطعة نقود من فئة الخمسة باوندات من جيبه ثم قذف بها على الصينية وقال :
" احتفظي بالباقي , انتِ بالطبع تحتاجين اليه ".
قاومت آبي الرغبة الملحة في رمي قطع النقود في وجهه .
كان يبدو بوضوح انه يشعر بالملل و انه قرر المغادرة ..
" هلا احضرتِ لي فنجان قهوة ؟
ناداها رجل بالقرب منها .
استدارت لتستجيب لطلبه , و اذ بها تشعر بشئ ناعم تحت قدمها . وبنظرة سريعة رات ان هذا الشئ ما كان الا محفظة روري الجلدية التي اخرجها من جيبه حين اعطاها النقود . كان واضحاً انها وقعت من يده وهو يرجعها الى جيبه .
ارشدتها غريزتها الى تركها حيث كانت , وكان الامر افضل لو ان احداً اقل استقامة منها وجدها و اخذها .
من ناحية اخرى ماذا سيحرجه اكثر من ان تثبت له امانتها ؟
يحسن الحظ كان روري قد توقف للحديث مع احدهم بجانب باب المخرج .
اذن ستكون مسرورة لرؤية ارتباكه وهي تعطيه اياها .
تناولت المحفظة من الارض ثم ركضت باتجاهه وقالت له :
" اعتقد ان هذه المحفظة لك ".
توقعت ان يبدو آسفاً ولكنها كانت مخطئة تماما .
أكدّ بجدية :
" نعم , انها لي .
ولكن كيف حصلتِ عليها ؟".
اجابت :
" ان كنت تلمح لشئ ما , فقد انتزعتها من جيبك ...."
لم ينكر هذا الاتهام بينما غرقت هي في غضبها ولكنها حاولت السيطرة على اعصابها .
قالت بحدة :
" كانت على الارض هناك , بجانب الطاولة ".
" حقاً "؟
كانت نبرة صوته لا تصدق , ولكي يستمر في اهانتها , اخذ يقلب الاوراق النقدية ثم اجاب و عيناه تحدق في عينيها :
" يبدو ان لا شئ مفقود , انتِ حقاً تستحقين مكافاة ".
اخرج ورقة من فئة العشرين باوند واعطاها اياها .
اجابت آبي بجدة :
" الامانة هي مكافاة بحد ذاتها ".
ومضت بعيدة و هي تهز راسها .
كانت قد وصلت الى وسط الغرفة حين قطع طريقها رجل قوي اسمر اللون . سال :
" من انت ؟"
اجابت بحدة في محاولة لعدم افساح المجال لاي حديث :
" كارلا "
امسكت يده السمينة ذراعها الناعمه بقسوة واجبرها على السير معه ثم جعلها تقف في ركن هادئ و قال لها :
" من تحاولين ان تخدعي ؟
اعرف كل فتاة تعمل عندي . وبما ان كارلا قد خضعت لعملية جراحية فانتِ لستِ هي ..."
ادركت انه فنسنت , المدير المساعد ,
لم يكن لدى آبي اي خيار الا الاعتراف بالحقيقة .
قالت متلعثمة :
" انا .... انا لست كارلا ... انا ابنة عمها .
كارلا مريضة وقد طلبت مني ان اكون بديلتها , لم تكن تريد ان تخيب املك .."
صحح الرجل لآبي بصوتٍ اجش :
" تعنين انها لم تشأ فقدان المال , ولكنها حسناً فعلت بمقايضتك ..
بحلولك مكانها , فانتِ لا تبدين سيئة ".
نظر اليها بعينيه الزرقاوين وتابع :
" ان كنتِ لطيفة معي , فقد احتفظ بكِ بشكل دائم ".
شعرت آبي بالغثيان من اقترابه وحاولت الانسحاب لتتحرر منه و لكن بدون فائدة اذ امسك بها بقوة .
قالت آبي بلهجة متوترة :
" ان لم تدعني اذهب ساصرخ ".
قال روري وراءها بينما اصابعه القوية تبعد اصابع فنسنت عن ذراعها :
" متأكد انا ان هذا ليس ضرورياً , فالرجل اللطيف لا يحتجز سيدة بدون ارادتها ."
كان في صوته تركيز تهكمي على الكلمات " رجل لطيف " و " سيدة "
قال فنسنت برقة مصطنعه وهو يغادر :
" في هذا المكان الزبون دائماً على حق ".
تمتم روري :
" كم هم لطفاء هؤلاء الناس الذين تعملين معهم . انتِ محظوظة اذ رايتُ ما كان يحدث ".
قالت بشدة وهي لازالت تشعر بالالم من اهانته عند قول كلمة سيدة :
" شكرا لك ".
هز كتفيه القويتين بلا مبالاة :
" اتمنى ان تكوني قد تعلمتِ درساً , وفي المرة القادمة عندما تقتربين للتحدث معه قد لا يكون هناك احد لانقاذك .
انت لا تستحقين هذا .
تتزينين ثم تتصرفين كبريئة تشعر بالغثيان عندما تنجحين ".
اجابت بشدة :
" لست احاول ان افتنك انت بالتاكيد , ولكن لا شك بانك رجل نبيل ".
اجاب :
" دعينا نقول انني لا انجذب لفتاة على المرء ان يدفع لها لتسعده ".
" كيف تجرؤ ؟".
نسيت آبي كارولين في غمرة غضبها وامتدت يدها لتصفع وجهه بكل قوتها .
اضافت :
" في المرة المقبلة عندما تنقذ فتاة من محنة فعليك ان تكون اكثر تهذيبا ".
اوشكت على البكاء وهي تدخل الى غرفة ايداع الملابس وتنهار فوق احدى الكراسي ....
يا لهذا الكابوس !!!
لقد اهينت مراراً والليلة لم تنتهي بعد ,
ولم يكن لديها ادنى فكرة كيف ستنجز الساعات المتبقية ,
ولكنها ستتحمل ختى النهاية من اجل كارولين والشيك الذي عليها قبضه .
تنهدت ثم وقفت ومضت عائدة نحو المطعم .
الفصل الثالث
دخلت ابي مكتب والدها في التاسعه من صباح اليوم التالي وارتمت علي الكرسي الجلدي بجانب مكتابها . بادرها والدها وهو يضع جانبا الصحيفه التي كان يقرأها : لقد قمت بأعلان جيد.
تمتمت ابي : شكرا لاشي يجعل الفتاه تشعر بالراحه اكثر من الاطراء .
لاتقولي انك كنت تصبين الزيت فوق عقد سمول وود ليله امس .
هزت رأسها بالنفي
فسأل : اذن لما هذه الدوائر السوداء حول عينيك .
وبكلمات مليئه بالغضب اعطت ابي خلاصه سريعه عن احداث الليله الماضيه متجنبه ذكر كل يتعلق بروري فهي ان فعلت هذا فستتسب في رفع ضغط دم ابيها اكثر مما هو عليها الان .
صرخ الاب بقوه بعد ان انهت حديثها : كم الغباء فعل شي كهذا ..... الذهاب الي مكان مثل ذلك .
اجابت : فعلت ذلك لاساعد كارولين
وان رأك احد زبائننا هناك
اجابت : ليس ذلك بالمكان الذي يمكن ان يذهب زبائننا اليه انه مكان قذر للغايه وان كان احدهم هناك لما كان يمكن ان يعرفني ابدا قالت ابي هذا وابتسمت ابتسامه عريضه ثم استردت قائله علي كل حال لايجب ان نتهتم بزبائننا بل بكارولين .
قال السيد ستيوارت في الحال : انت علي حق عليها الن تترك هذا العمل في الحال وتتنتقل للعيش معي ومع والدتك علي الاقل حتي تستطيع ان تشتري منزل لائق يخصها . نستطيع ان نجد لها عملا ان تقوم به هنا سنحتلج الي بعض المساعده الاضافيه بوجود عقد سمول وود
وثبت ابي واقفه :كنت اريد فقط سماعك تقول هذا .
اجاب الاب وقد استقرت نظراته بحب علي ابنته الحبيبه .
وكأنك تحتاجين لهذا علي كل حال شكرا جيد ان اعرف انني لازال احتفظ بكلمه في اداره شركتي.
ارسلت له قبله وقالت سأتصل بكارولين حالا ثم سأحدد موعدا لاري السيد سمول وود
عليك ان تعامليه بانتباه
توقف عن القلق اعدك بأنني سأنتبه .
كانت ابي ترفض السماح لنفسها بالخوف من اي مسؤول بغض النظر كم يبدو اولئك مرعبين احياننا .
ختم الاب حديثه قبل ان تغادر ابي : دعيني اعرف كيف تم الاتفاق بينكما.
من مكتبها حيث الاساس الاسود الابيض مع اللمسات المشرقه للازرق التراكوازي زالاخضر واتصلت فورا بابنه عمها وفالت لها : نقودك معي وهي المره الاخيره التي سوف تقبضين فيها من ذلك المطعم من الان وصاعد انت تعملين هنا .
قاطعتها كارلوين : ولكن ...
قالت ابي: بدون لكن ... لقد وقعنا للتو عقدا هائلا وسيكون علينا استخدام موظفين اضافين بالاضافه انك ستسطعين التكيف بالوقت وكأنك تقومين بعمل لنا في المنزل .
غصت كارولين وهي تقول انت والعم ارثر كريمين للغايه ولكني لا اعرف شيئا عن العلاقات العامه انتم تريدون مساعدتت
اعطائ فرصه
وافقت ابي مدركه انه لاجدوي من الكذب : بالطبع نحن نفعل هذا ولكننا فعلا سنستعين باشخاص عده وانت ذكيه بما فيه الكفايه لتتعلمي بسرعه .
سألت كارولين : وماذا علي ان افعل
اجابت ابي : ستبدأين بتوزيع البريد ولكن ان كان لديك استعداد للدعايه فستكتبين علي بعض المواد الخام بنفسك
توقفت ابي فجأه : ليس لدي الوقت لا اشرح الموضوع الان انه شامل جدا . دعينا ننهيه بحيث ستأتين لتعملي لدينا .
ساد الصمت لدقيقه ثم قالت كارولين : حسنا كنت حقا تشعرين بأنك في حاجه الي فأنا اوافق . عظيم
قالت ابي بعد ان شعرت بارتياح كارولين بالمناسبه هناك شاب يدعي كفين كان يبحث عنك ليله امس .
صرخت كارولين : اوه ؟ ماذا .. ماذا قلت له عني ؟
انك لم تكوني علي مايرام وانني اعمل مكانك لم اذكر الطفل لاني لم اكن متأكده انه يعرف انك لديك طفل
ولفقت كارولين قائله لا لايعرف مارايك بكفين ؟
مقارنه بالرجال في للمطعم يبدو لطيفا هل سبق واعطيته موعدا
اجابت كارولين : لا لم اعط موعد ابدا لاي شخص علي اي حال لست في وضع يسمح لي برؤيه اي شخص بوجود الطفل وجيفري
سألتهامستغربه : جيفري ؟ وماشأن جيفري بالامر ؟
اجابت كارولين : لاشئ لكنه مازال قادرا علي افتعال المشاكل . انا اسفه من اجل كيفين يبدو رجلا وحيدا لقد مات والده ولديه شقيقه اكبر منه بمايقرب السنه .
قالت ابي : لم يكن بمفرده ليله امس لقد اتي مع شاب اخر اكبر منه سنا يدعي روري
قالت ابنه عمها بحيويه انه صديق رائع لم اقابله قط ولكن كيفين يتحدث عنه غالبا انه بمثابه شقيق له ليتني كنت هناك لااراه
احتارت ابي ان كانت مشاعر الفتاه متبادله مع صدكيفين المقيت الوجه ولكنها امسكت عن الكلام مره اخره اخري في الحقيقيه لقد امسكت عن الكلام عده مرات في الساعات الاثني عشر الاخيره لشعورها بالالم قطعت كارولين افكارها متساءله : أكان روري لطيفا ؟
اجابت ابي : لديه افكار ويبدو انه معتاد علي مضايقه الغير علي طريقته الخاصه اسمعي علي ان انجز الكثير من الاعمال المتراكمه . سننتظرك هنا صباح الاثنين قي التاسعه والنصف حاولي ان تجدي احد للاعتناء بشارلي ... ؟ بالرغم من ان والدها قال يريد كارولين ان تنتقل للعيش معهم قررت انه من الافضل لو عرض والدها ووالدتها الدعوه
قالت كارولين هناك دار حضانه سأحاول ان اجد له مكان فيها ولكن ان لم يكن لديهم مكان شاغر فأظن انني استطيع ....؟
قاطعتهاابي : الا تستطيع صاحبه المنزل المساعده الشركه تدفع للاهتمام بالطفل .
قالت كارولين : اشك بهذا... لن ....
قاطعتها ابي : تخلي عن كبريائك اننا نعطيك الفرصه للقيام مناسب لك اذن قومي به
- انا ... انا لااعرف ماذا اقول ؟
قولي نعم وسنراك يوم الاثنين
كانت الساعه السادسه بعد الظهر عندما انتهت ابي من رسم خطه استراتجيه لسمول وود بعد ان تاكدت بواسطه سكرتيرته ان هذا مقبول لديه .
قالت المراءه : نعم بالطبع وهسيكون لديه فكره واضحه ومختصره عند لقائك به .
الان بعد ان اتمت عملها كما يجب انحنت ابي فوق كرسيها وتنهدت بارتياح تعبه من النهار الطويل والليله التي امضتها بدون نوم كانت مسروره ان ذلك النهار كان الجمعه وسيكون لديها عطله الاسبوع بـاكملها حيث ترتاح حتي الاثنين لتناقش افكارها مع الزبون الجديد . مضت عطله نهايه الاسبوع بسرعه حيث كان هناك حفله ثم فيلم ثم عشاء مع مارتن بوشنان صديقها الحالي كان مارتن مديرا ناجحا لاعلانات التلفزيون كان مطلقا بلا اولاد لقد التقته منذ ثلاثه اشهر وبالرغم من كونه جذابا ومهذبا الا انه كان يعلم انه لا يستطيع ان يعني لها شيئا
والمشكله ان رجلا اخر لم يستطع ذلك ايضا . لقد كانت تشعر بالذنب ازاء رغبه والديها بان تتزوج وتنجب لهما احفاد وقد كانت تتسأل احيانا ان كانت صعبه الاختيار وبرغم كونها في السادسه والعشرين الا انها مازالت تحلم بفارس مع درع مشع يحملها معه علي فرسه .
في مكان عملها صباح الاثنين وجدت ابي كارولين جالسه خلف المكتب المعد لها وهي تقلب رزمه من المعلومات حول سمول وود . ابتسمت كارولين وهي تقول :
لقد تدبرت امر شارلي في الحضانه وستحضره صاحبه المنزل في الثالثه وتهتم به لحين عودتي فاذا كنت تحتاجينيحتي وقت متأخر فانا استطيع ذلك
اجابت عظيم ... اترين كم من السهل تنظيم الامور ان اعطيتها بعض الدفع لا شئ مستحيل ان حاول المرء جهده .
قالت كارولين : لا اوافق علي هذا انه فقط التوفيق او لنقل الحظ .
ابتسمت ابي ابتسامه عريضه وهي تدور حول قريبتها وتقول لازال الوقت مبكرا لتصبحي فيلسوفه . اخبريني الان كيف ابدو للقائي مع السيد سمول وود .
اجابت كارولين : ستذبين قلب عدو النساء بثوبك هذا .
سرت ابي لسماع هذا لقد امضت وقتا طويلا وهي تتأمل خزانه ثيابها قبل ان تصل لتسويه بين نصيحه والداهاوثوبها المفضل.ثم ارتدت بنطالا مقلما بالابيض والكحلي مع كنزه صوفيه من الكشمير الناعم ثم كانت الحقيبه والحذاء من صنع شانيل ليكملا صوره المسؤوله .
قالت ابنه عمها بتردد هناك شئ واحد غير لائق وهو شعرك هزت ابي رأسها بكأبه اعرف ... اعرف ... لا يجب ان ادعه منسدلا قالت كارولين ساخره : الا اذا كنت تريدين السيد سمول وود ان يضرب الارض ويبداء بالصراخ .
قالت ابي : لا ... لا اريد
ذهبت ابي الي غرفه الملابس اخذت شعرها الاحمر الذهبي الطويل بعيدا وجهها لتصنع منه ضفيره متدليه ثم تلفه بسرعه ليستقر علي مؤخره عنقها .
شعرت بالسعاده اكثر عندما قابلت سكرتيره هنري سمول وود الانيقه اذ رمقتها المرأه بنظره استحسان وهي تقودها داخل مكتب مديرها الانيق .
مسرور لرؤيتك انسه ستيوارت
حياها رجل رمادي الشعر في اواخر الستنيات بينما ارتسمت ابتسامه محببه علي وجهه الملئ بالخطوط وهو يدعوها للجلوس علي كرسي بالقرب من طاوله منخفضه سائلا اياها ان كانت تفضل شرب بعض القهوه او الشاي قبل ان يجلس قبالتها استغربت ابي وهي تصغي اليه كونه رئيس مجلس شركه ضمن مجموعه من روساء الدوله برغم لطفه وتصرفاته الدقيقه الا انه كان من السهل ان تري انه لم يكن مناسبا لهذا المنصب فالمجموعه تحتاج الي دم جديد وصوره اكثر حداثه .
انتظرت بثقه وهو يفتح ملف امامها ويقلب اوراق تقريرها . ومن خبرتها ادركت انها لن تعاني اي مشكله مع هذا العجوز العزيز . كانت متأكده انه يدين بمركزه للوراثه اكثر من القدره .. رجال من نوعه يستمعون للنصائح اكثر من رجال الاعمال العصاميين الذين يحمون عقولهم الطفوليه يحرص من التأثيرات الخارجيه .
هناك بعض الافكار الجديده هنا يانسه ستيوارت خاصه حين اعطاء عمالنا صوره محدده وجعلهم اقرب الي الجمهور العام نحن نهتم انت اشتري .. استشهد السيد سمول وود لشعارها وهو يبتسم مضيفا شعار اسر قصير وسهل التذكر علي كل حال . رائ انه لا يمكن للمرء الا ان يقدر هذا العمل .ولكن الشخص الذي عليك اقناعه هو روستر هانت لاتشعري بالفزع ياعزيزتي . انا متأكد انه سيقدر اقتراحك اكثر مني . انه رجل ناجح للغايه ونحن محظوظون بوجوده معنا . حتي وان اظطرنا هذا لشراء .
متي حصل هذا ؟
لقد وقعنا الاوراق النهائيه نهار الخميس والصحف ستنشر هذا عصر اليوم انت محظوظه لانك اول من سمعت بهذانحن مؤسسه منظمه وقويه ولقد شعر بعض الاعضاء الشبان ان رأسمالهم سيكون مضعفا لو وفي مكان اخر . ولو باعو حصصهم فسنخوضفي مغامره من قبل المهمين بمحاوله السيطره علينا لذا قررت المؤسسه ان تكون مستشاره نفسها ابتسم بسعاده واضاف تحتاج الي اداره اقوي وبشرائنا شركات كوبر تحصل عليها .
هزت ابي رأسها فقد كانت شركات كوبر توصف دائما بأنها مصغره لمحلات مارك وسبتسر ولديها سمعه طيبه للنوعيه والخدمه الممتازه لابد ان شركه سمول وود قد دفعت كثير لتشتريها .
سألت مستفسره : أأتصل انا بالسيد هانت او تفضل ان تقدمني انت ؟
بدا السيد سمول وود محرجا قليلا وقال :
سيكون افضل لو فعلت انا ذلك اترين ؟ عندما قمت ببعض المناقشات مع والدك لم ادرك ان روسيكون ضد استعمال القوه الخارجيه لعلاقتنا العامه انه يؤمن ان هذا ممن الممكن حدوثه ضمن هيئه الاداره التابعه لنا كما يفعل الان مع شركه كوبر .
احتفظت ابي ببرودتها وقالت انه لا اسهل ان تشجع صوره المجموعه الناجحه والمتكامله . جاء الجواب السريع : نعم نعم ولكن شركه كوبر لم تكن دائما ناجحه كانت سيئه حين انضم لها روستر لقد كان محاميا وابن اخ المؤسس وعندما طلب منه عمه المساعده استلم هو زمام الامور .
عوده شركه كوبر الي وضعها السوي كان احد نجاحات الثمنينات وعندما مات سدرك العجوز اورث الشركه الي ابن اخيه .
رفعت ابي حاجبيها الناعمين وقالت ووضع القانون علي رف وحلت مكانه الاعمال
وضع هنري سمول وود يديه علي معدته وقال في البدايه اراد وستر ان يبيع الشركه ويعود الي القانون لكنه شعر بالذنب تجاه عمه ان فعل ذلك .
استمعت ابي وهي مستغربه العاطغه الصادره من رجل اعمال صعب المراس وازدادت رغبتها في لقائه .
تابع السيد سمول وود : سيعيد النشاط الي مخازننا رغم ان المهمه دمج المجموعتين لقد ركزنا علي الثياب واغراض المنزل وهذا يعني اضافه فرع للمأكولات . هناك حقا صفقه تجاريه علينا القيام بها .
قاطعتها ابي : وصوره جديده كليا علينا التخطيط لها وهي اين نستطيع المساعده ؟
في الحقيقه كلما عرفت عن المهمه مسبقا من المجموعه الجديده شعرت اكثر بالسعاده لان هذا يعني ان زبونها الاكبر والاكثر اهميه وفرصه رائعه لا ثبات قدرتها .
قاطع السيد سمول وود افكارها لم اخبر روستر بان من ستهتم ب ب- ار هي امراءه وهو يظن انه سيعمل مع والدك .
قالت ابي بعد ان شعرت بخيبه امل : والدي يهتم فقط بمؤسسات المدينه .
وجاء الجواب المطمئن : روستر ذكي بما فيه الكافيه ليقدر قدراتك بمجرد ان يقراء تقريرك
علقت ابي : ولكنه ليس ذكيا بحيث يصدر احاكما مسبقه .
تابع الرجل مطمئنا : سأبعتد حين اعرفك علي روستر ولكن طالما انا استخدمتك فكان لابد ان اقابلك واشرح لك المشروع الجديد . قال هذا وهو يضغط علي احد الاجراس علي مكتبه سائلا السكرتيره ان تصله هاتفيا بالسيد هانت ثوان سمع والغرفه صوت عميق غير صبور
اتريدني هنري ؟
اجاب سمول وود : نعم . تذكر اني ذكرت انني سأستعين لمستخدم ب-ار حسنا الانسه ستيوارت معي الان واتساءل ان كان لديك لتراها . لقد قراءت تقريرها وخطتتها ووجدت الامر جيدا .
وجاء الرد : قل لها ان تتصل بسكرتيرتي وتحدد موعدا استطيع ان اعطيها ربع ساعه وحذرها ان تكون طويله طويله النفس
همست ابي بنعومه : اتمانع ان اتحدث مع السيد هانت بنفسي ؟
هز السيد سمول ودد رأسه فأجبت ابي فوق الطاوله وتحدثت عبر الهاتف
هنا ابي ستيوارت ياسيد هانت اقدر انك مشغول للغايه ولكن بصراحه ان لم يكن باستطاعتك ان تعطيني اكثر من ربع ساعه فلا جدوي من لقاءنا لانني لا استطيع ان اعرض افكاري في خمسه عشر دقيقه
قال هانت بفظاظه : سأخذ هذا بعين الاعتبار انسه ستيوارت
قالت ابي بسرعه : اهذا يعني ان لدي نصف ساعه علي الاقل ؟
قال اتمني الا تمانعي في بدء نهارك في ساعه مبكره ايناسبك صباح الخميس في الساعه السابعه والنصف .
استطيع ان اجعل الموعد ابكر ان رغبت بهذا ... ابدء عملي عاده في السابعه .
اجاب: لا . السابعه والنصف موعد جيد والفطور سيكون في شقتي 2 منزل رادلي - ماي فير ...؟
انتهت المخابره باعلان موافقتها بينما برر هنري باحراج واضح : ليس دائما فظا لديه الكثير من المشاريع في هذه اللحظه
اجابت ابي : حسنا اتمني ان يكون لديه اكثر حين اراه.
انهي هنري سمول وود المقابله بقوله حسنا اعتقد انك تعرفين اكيف تعاملينه اتمني لك حظا سعيد لنهار الخميس ياعزيزتي .
بينما هي عائده ادركت ابي انها تحتاج الي اكثر من الحظ لا قناع روستر هانت بأن شركه ستيوارت وستيوارت مؤهله للقيام بالعمل الذي اراده وان فشلت فهو جاف بما فيه الكافيه ليجد مهربا قنونيا للتملص من العقد الذي وقع عليه هنري سمول وود اندفعت نحو مكتبها نادت كارولين لتأتي في الحال
قالت قريبتها : اري ان مقابلتك جرت بشكل جيد انك تستشيطين غضبا الهذا الحد كان الرجل عدائيا .
انه رجل عجوز غير مجدي كان عبيه التقاعد منذ عد سنين وبأيجاز اعادت ابي سرد ماحدث معها
قالت كارولين باخلاص : ليس هناك ما يستوجب القلق بسأنه . عندما يقرأ السيد هانت تقريرك سيأكل من يدك .
عبست ابي او سيعضها . جميع الافكار التي وضعتها لاتناسب مجموعه كوبر . وان اردت التأثير علي السيد هانت علي ان ابرهن ان نجاح مجموعته لا يعني انه يعرفها بأكملها . في خلال ثلاث ايام سأجعله يدرك ان لديه الكثير ليعلمه وانني سأعلمه
صرخت كارولين: تعلمينه
اجابت ابي : كيف يطور مخازنه
قالت كارولين : لا يمكن ان تكوني جاده معروضاتهم تجعل التسوق متعه وبهجه وبضاعتهم رائعه كما ان اسعارها منافسه
- احقا ؟ اذا لنذهب .
الي اين ؟
سألت كارولين غير قادره علي التنفس وهي تسابق ابنه عمها الكويله والرشيقه
قالت ابي وهي تسرع : لنري اكثر عدد ممكن من المعروضات ولاريك كم انت مخطئه سأخذ بعض الاخطاء منهم وسيحتاج السيد هانت اعاده تشكيل الحجم وانا سأستمتع بأستخدام الفأس .
عند منتصف نهار ذلك اليوم كانت الصبيتين تسيران في محلات كوبر المهمه في شارع اكسفورد في ناتيس بريدج وفي لونستون وقد وصلت لنتيجه مفادها ان روستر هانت محق انه لايحتاج الي شئ يتعلمه تأوهت كارولين وهي تخلع حذاءها وتفرك قدمها دعينا ننهي المشوار لان قدماي متعبتان واحساسي يخبرني انك لن تجدي اي اخطاء في هذه المجموعه
قالت ابي بصراحه : لم استسلم بعد انه وقت التسوق المتأخر في بعض الضواحي وسنذهب الي هناك ....
ولكنها لم تجد اي اخطاء هناك ايضا . كان المستخدمون في غايه اللطف والحماس بينما بدت البضائع متطابقه مع جميع الاسواق . اما اختيار الملابس والمأكولات فقد كان منوعا في نيسدن كما في نايتس بريدج . لا عجب ان تعتبر النساء في شركه كوبر شيئا اساسيا لاغني عنه .
لم الحظ شيئا واحدا يجب تغيره او تحسينه قالت كارولين ذلك بملل وهما تعودان الي المكتب المظلم في التاسعه من تلك الليله .
اعترفت ابي اوافق معك ربما لانستطيع ان نجد خطأ في ما يفعلونه دعينا نري ان نجد خطأ في ما لايفعلونه رمت ابي حقيبتها علي طاولتها وجلست ثم سحبت بعض الاوراق بقربها .
سألتها كارولين : لا تفكرين بالعمل الان اليس كذلك ؟
اجابت ابي : بالطبع سأعمل اعمل بشكل افضل عندما يكون عقلي منتعشا
لا يمكن ان يكون منتعشا في هذه الساعه
بل هو كذلك . وعندما افكر في روستر هانت يبداء بالنشاط اكثر
اذا لن تحتاجي الي فنجان من القهوه السوداء .
اجابت ابي : هذا صحيح . احتاج الي قدر كبير اتحضرين لي واحد ؟
تمتم كارولين : بالتاكيد . ثم ابتسمت وخرجت تفعل ما أمرت به.
الفصل الرابع

كانت الشمس تتلألأ على الحقل الأخضر الناعم، وعلى الشجيرات المزهرة خارج نافذة نوم آبي وهي تفتح ستائرها في الساعة السادسة صباح الخميس، كان نهارًا ربيعيًا دافئـًا، بل أن الحرارة بدت أكثر من المعتاد في ذلك الوقت من السنة.
رفعت جانبًا خصلات شعرها الحمراء والمبعثرة حول وجهها واتجهت إلى الحمام ثم أدارت الدش ليبرد.
بعد دقائق فتحت خزانة ثيابها، ألقت نظرة على الثياب المعلقة هناك. ستكون المقابلة مع السيد هانت أصعب مما كانت عليه مع هنري سمول وود، وتمنت لو كانت تعرف عنه أكثر من ذكائه في العمل.
" إلى السباق، أليس كذلك؟" قال البستاني الشاب بإعجاب محدقًا في البقعة العشبية التي كان يحرثها خارج منزلها الفخم الكائن في هاي غيت.
أجابت آبي وهي تدخل في سيارتها: " ليس تمامًا"
كانت حذرة من تلطيخ تنورتها الشتوية البيضاء وجاكيتتها الرمادية، جلست بنشاط على المقعد في السيارة وثبتت حزام الأمان.
أوقفت السيارة تمامًا خارج المبنى الذي يحتوي على شقة السيد هانت والمصنوع من الرخام والزجاج، ثم ضغطت على الهاتف الداخلي المرئي.
برغم صورة الثقة الخارجية التي بدت في لباس ايف سان لوران والتي كلفتها راتب شهر ، خفت شجاعتها عندما لم تجد جوابًا لقرعها الجرس، هل نسى السيد هانت موعدهما أم أنه فعل ذلك عمدًا؟ همت بأن تقرع الجرس ثانية ولكن قبل أن تصل يدها إلى الزر ، لمع الهاتف الداخلي وكأنه عاد إلى العمل وسمع صوت يطلب منها الصعود إلى الطابق الأخير.\خطت نحو المصعد بعد دقيقة ثم وجدت نفسها مقابل باب أسود كبير. كان هذا الباب مفتوحًا وعلى بابه ظهر خادم فلبيني بمعطفه الأبيض" أتسمحين باللحاق بي؟" دعاها بلكنة انكليزية ضعيفة.
لحقت آبي به إلى ممر مغطى بسجادة سميكة إلى غرفة طعام خضراء وبيضاء حيث الحيطان مفروشة بالعرائش، بينما أعطى الأثاث المطلي والمصنوع يدويًا الانطباع كمن خارجًا في الهواء الطلق، كان هذا المزيج من الأثاث اليدوي والانسجام الرقيق للألوان يوحي بأن كل هذا من صنع يد محترف، خلف الأبواب الزجاجية المنزلقة بدت مصطبة كبيرة من قرميد مليئة بأزهار كثيرة رائعة خلفها منظر رائع من الأفق، حيث يبدو جنوب غرب لندن وهايد بارك الأخضر اللون.
وقفت قرب طاولة زجاجية بيضاوية وكبيرة بما فيه الكفاية لتتسع لاثني عشر شخصًا.
"أرجو أن ترتاحي . لن يتأخر السيد هانت" قال الرجل هذا وانسل عبر باب مجاور.
وقع خطى خلفها جعلها تستدير، لم تستطع أن تصدق ما ترى ، حين شاهدت وجه الرجل الواقف على العتبة وصرخ قائلا|:" أنت؟" لحظة صمت ثم أطلقت آبي صوتـًا مخنوقـًا حين تعرفت إلى الرجل المتعجرف الذي قابلته في مطعم كيتي والذي اتهمها باللصوصية:" أوه ... لا..ماذا تفعلين هنا؟" قال ذلك الرجل بنبرة عدائية غاضبة بعد أن خطا خطوة نحوها.
تراجعت آبي إلى الوراء. فقال:" إن كانت هذه مزحة من قبل كيفن، فتستطيعين اخباره أن هذه الدعابة لا تعجبني"
أجابت آبي:" ولا أنا، هذا ان كانت مزحة فعلا" تقلص خوف آبي حين أدركت بالمنطق انه بتفكيره على هذا النحو لديه كل الأسباب ليكون منزعجًا. فقالت:" أنا آبي ستيورات ولدينا اجتماع على الفطور."
تحول الانزعاج إلى دهشة وانتصب الرجل واقفــًا. أظلمت عيناه وقد امتلأتا بالفضول وسألها مستفسرًا:" أتربطك صلة قرابة بمديرك؟"

أجابت آبي: " أنا ابنته".
أردف قائلاً:" وكيف حدث ان كنت تسعين في ذاك المطعم الرخيص تلك الليلة؟ الا يدفع لك والدك جيدًا؟"
احمرت وجنتا آبي خجلاً وأجابت بحدة " أنا مديرة المؤسسة واكسب أكثر مما تتوقع، ولكن والدي لا يقضي الوقت بإخباري ما يجب أو لا يجب القيام به. أنا راشدة كفاية لأقرر بنفسي، على كل حال ليس لدينا الكثير لنناقشه."
أجاب روستر هانت بصراحة:" ولن تتوقعي مني إن أتقبل بجدية فتاة تعمل في مطعم كيتي في أوقات فراغها".
جاهدت آبي لتسيطر على اعصابها وقالت:" حتى القاضي جيفريز استمع إلى المساجين قبل اعطاء كلمته، الا تعتقد أن عليك فعل الشئ نفسه؟"
نظر إليها نظرة خالية من أي تعبير، لابد أن ينظر إليها الآن كعدو عمل. ا ستدارت بعيدة عنه بينما وقف يتأملها. مظهرها الجانبي انطبع في ذاكرته بينما وقفت باتجاه الحائط، أنف صغير ، فم واسع مع شفة منحنية وذقن صغير ثابت يدل على السخط. وقال لها:" أنت على حق يا آنسة ستيوارت. أرجوك. اجلسي واعطني تفسيرًا".
أشار بيده إلى كرسي بجانب طاولة الطعام واستقر قبالتها بعد أن جلست: " حسنـًا، إلىّ بما عندك". قال هذه الكلمات مصحوبة بابتسامة غيرت معالم وجهه، خفق قلب آبي الأحمق بقوة. لقد بدا وسيمًا عندما كان قاسيًأ ومتحفظـًا ولكنه الآن يبدو أجمل وهو يبتسم. ولكن تغيير موقفه المفاجئ بدا بعيدًا عن شخصيته ومن القليل الذي عرفته عنه فقد قررت أن تعامل طبعه الجديد هذا بحذر.
قالت آبي موضحة : " السبب الوحيد لذهابي إلى ذلك النادي كان لأعمل مكان ابنة عمي كارولين التي كانت..مريضة. إنها كارلا التي أتى صديقك كيفن لرؤيتها."
تمتم وهو يكتم سخريته:" الفتاة المختلفة عن الآخريات!"
أجابت بسرعة " أنها كذلك"
" حقـًا؟" الهذا هي مسرورة بارتدائها تلك الثياب وترك نفهسا عرضة لهذا وذاك؟"
اجابت آبي:" انها.. لقد قامت بهذا من أجل المال".
قال:" أوه... أصدق هذا الآن"
قالت آبي بنعومة:" نحن الآن قضاة. أليس كذلك؟"
" أنا متأكد أنها عضو ممتاز في هذه المجموعة وانها تعمل هناك لتساعد والديها المسنين على ضروريات الحياة".
كان هذا أكثر مما استطاعت آبي تحمله فقالت:" والديها توفيا عندما كانت طفلة وهي تعمل لتعيل فلها. لقد هجرها زوجها وشعرت بالاباء من طلب المساعدة من والدي، أي عمها . لقد كان طفلها مريضًا واتصلت بي وهي في حالة يائسة لآخذ مكانها في العمل. وحتى ذاك الوقت لم نكن نعرف عائلتي وأنا أين كانت تعيش أو ماذا كانت تعمل. لقد عملت هناك لأن ذاك العمل يمكنها من أن تكون مع شارلي خلال النهار. كما أن صاحبة المنزل تستطيع الاعتناء بطلفلها ليلاً."
كان الصمت ثقيلاً. شعرت آبي بالاختناق حتى الموت قبل أن تستطيع كسر ذاك الصمت. ثم قال روستر هانت بصراحة وهم بضم يديه معًا على زجاج الطاولة:" يبدو انني مدين لك ولابنة عمك باعتذار... على كل حال اظن انك لن تعودي للعب هذا الدورمرة أخرى."
أجابت بسرعة " ماتظنه صحيح ، ولا ابنة عمي".
قال: " لا تلوماني لتأكدي من هذا الأمر فلا أريد لمجموعنا مديرة موضع شك لــ ب ــ آر."
قالت آبي وهي تحدث صريرًا في أسنانها:" أفهم جيدًا".
قال هانت:" زبائننا هم الثلاثي أ. السيد هانت وكذلك سمعتنا الطيبة" ونظر إليها نظرة مباشرة . بدا متعاطفًا مع نظراتها ، أما هي فقد نظرت إليه من زاوية عينيها. ثم قال:" أنا أصدقك يا آنسة ستيوارت، ولكن لأريح فكري ان أقحمت ابنة عمك نفسها في ورطة، فأرجوا آلا تكوني أول من يساعدها كما فعلت سابقـًا."
قالت آبي: " كارولين تعمل لدينا الآن".
قطب حاجبيه الداكنتين ثم قال:" اذا أسدي لي معروفــًا وأبعديها عن طريق كيفن. أنه مغرم في حب المرأة الخطأ ولقد تعبت من إخراجه من هذه الورطة."
بدأ غضب آبي الذي لم يكن قد هدأ بعد من الغليان وقالت:" انك مخطئ ياسيد هانت، كيفن هو من يلاحق كارولين بينما تحاول هي الفرار منه".
قال:" أنا مسور لسماعي هذا والآن لننسى الأمر...)
أضافت:" كما إن كارولين ليست المرأة الخطأ... لديها سبب وجيه للعمل في ذلك المطعم، إذا لا ترم الحجارة أن كان بيتك من زجاج."
" انه ليس بيتي يا آنسة ستيوارت، ولكني سآخذ هذه النقطة بعين الاعتبار. لن اعتذر للمرة الثالثة، اذا خذي الأمر كما قلت." ظهرت ابتسامته العريضة بوضوح مجددًا ثم ضغط على جرس تحت الطاولة بقدمه وقال "ما اسمك الأول؟"
أجابت آبي بحدة " آبي، وأظن إن اسمك روري. هذا ما كان كيفن يدعوك به."
قال:" لقد كان في الثالثة من عمره حين التقينا وكان صعبًا عليه لفظ اسم روستر، وهكذا أصبحت روري فقط ولكن لا أحد غيره يدعوني هكذا." فكرت آبي في أسماء أخرى قد تكون مناسبة له أكثر ولكن ابتلعتها جميعًا حين رأت الخادم ينقل عربة عليها بعض العصير.
أباريق من عصير الليمون والأناناس كانت موضوعة على الطاولة مع وعاء فضي وابريق يحتوي على الحليب إلى جانب صحن كبير من الكرواسان الساخن ومجموعة من المربيات. قال:" سنخدم أنفسنا ياجيورجيو." ثم نظر مضيفها إليها نظرة متعاطفة أخرى وقال:" لا تقفي وكأنك في حفل تشريفات يا آنسة ستيورات ، خذي ما تحبين."
ماكانت تحبه كان قرصًا من الاسبرين ولكنها لم تكن لتسمح له بهذا الارتياح، فصبت كوبًا من عصير الأناناس، وبينما هي تسكب البعض منه اذ بأشعة الشمس تدخل عبر الأبواب الزجاجية مضفية على الغرفة وهجًا ذهبيًا، ولكن مزاج آبي بقى رماديًا وتمنت لو كانت في وضع تستطيع فيه أخبار روستر هانت ماذا يستطيع أن يفعل بحسابه، كان يرعبها مجرد التواجد في شركته والتساؤل إن كانت ستكون على مستوى العمل معه يوميًا أو حتى اسبوعيًا بشكل اساسي.
قال لها بلهجة آمرة:" استرخي، فإنك تبدين كخروف يقاد إلى الذبح."
فكرت وهي تخفض رموش عينيها الطويلة حتى لا يشعر بماذا تفكر، وأنت الذئب الذي يتمنى التهامي، جاهدت نفسها أن تأخذ قطعة كرواسان وبدأت بقضمها بينما وضع هو ثلاث قطع من الكرواسان المدهونة بمربى المشمش وهم بالتهام أحداها.
علق قائلاً وهو يملأ ثانية فنجاني القهوة : " أستطيع أن أقول انك لست أكولة."
وافقت قائلة:" ليس بهذا القدر."
قال:" اذا لا تشعري بانك مضطرة للأكل، بالمناسبة إن كنت اعطي الأوامر كالقاضي جيفريز فهذا لا يعني انني اتصرف مثله."
قالت:" شكرا للتطمين. في مرحلة من المراحل شعرت تمامًا بأن الحبل حول عنقي."
ضحك بصوت خافت محركًا يديه الكبيرتين والمتناسقتين في حركة اعتذار، ثم قال: " والآن وقد سوي كل شي، أظن انك تهتمين باخباري كيف تعتزمين تحسين صورتنا، لقد قرأت اقتراحك بشأن سمول وود، ولكني أظن أنها لا تتناسب مع شركات كوبر."

وجدت آبي عينيها تهيم على نحو أربكها في كتفيه العريضتين وفي عضلاته القاسية التي بدت تحت قميصه القطني، ثم قالت:" اعتزم القيام بعلاقات عامة جيدة تستطيع القيام بها أية مؤسسة."
قاطعها:" أخشى الا أكون قد فهمت مبتغاك ، حتى ا لأن لقد تدبرت أمري بتوجيه الأمور بشكل تام وبنجاح." تصاعدت الأفكار المتوترة في رأسها ولكنها كانت تعلم ا نه من الضروري الاحتفاظ ببرودة أعصابها.
" أظن انك تعتمدين على حدسك النسائي."
قالت:" حتى وان كنت كذلك فحدسي يحذرني من ان اعترف لك بهذا."
لوى فمه العريض وقال:" سريعة البديهة وجميلة ، ماذا لديك بعد؟"
قالت بسرعة:" لدي الإمكانية على إلا أحيد عن الموضوع الذي نتحدث فيه. اعني انك دعوتني إلى اجتماع عمل لا لنناقش أمورًا شخصية."
حدقت مباشرة في عينيه وقد وقعت في شرك الوميض الحاد من أعماق عينيه الرماديتين." سأعمل بجهد و.."
قاطعها: " لا أشك بهذا، ولكني وعندما استعيد مظهرك في تلك الليلة في ذهني أشعر انك تبدين مناسبة أكثر للهو."
تفرست فيه بعينيها الخضراويين وقالت." افعل كل شي بشكل جيد يا سيد هانت ، ولكني غالبا صعبة الإرضاء مع من ألهو."
قال:" وأنا كذلك. اذا لدينا شئ مشترك." كانت نبرته تدل ضمنـَا على أن هناك شيئا واحدا مشتركا بينهما ."
قالت في قرارة نفسها: وداعًا للعقد.
تابع قائلا:" من التقرير الذي قرأته يبدو انك تعرفين عملك كما يجب، بالاضافة إلى كونك منطقية وواضحة، ولكنني لا أريدك ان تخبريني كيف ادير عملي."
" ليست لذي النية لفعل هذا الا لمظهرنا المستقل."
" أظن انك تعتقدين ان في استطاعتك تغيير الملكة."
قالت " لاشي ثابت."
رد بحدة :" قراراتي هي كذلك"
سألته:" أأنت عنيد لدرجة إلا تغير رأيك أبدًا؟"
قال:" ليس تمامًا، ولكني أكره أن أكون مجبرًا على شئ أو متأثرًا بشئ."
تساءلت عن ردة فعله ان هي سكبت أحد أباريق عصير الفاكهة فوق رأسه. ولكنها قالت بلطف:" إن كنت تعتبر عرضي لأفكار جديدة لمجموعتك إكراها على شئ ، فأنا مستعدة لان أدافع عن نفسي."
" ان أتيت إلى هنا مع محفظة وقبعة فلن اعتبر هذا اكراهـًا."
" ماذا؟"
قال:" جاذبيتك يا آنسية ستيورات لاتجعل أي رجل يفكر تفكيرَا منطقيًَا." أضاف وهو يميل برأسه إلى جهة واحدة: " تعالى لنفكر بالأمر فقد تكون أفكارك منطقية جدًَا."
لقد فاق الأمر حده ، دفعت الكرسي إلى الوراء ووقفت قائلة:" بصراحة سيد هانت انك تضيع ووقتي ، أنا أسفة إن أخطأت بالتحدث معك بجدية."
كانت قد وصلت إلى منتصف الغرفة حين أمسك ذراعها وقال:" كان هذا خارجا عن ارادتي يا آنسية ستيورات. ارجو ان تقبلي اعتذاري." أعادها إلى الكرسي وقال:" في الحقيقة انني غاضب من هنري لتورطه مع شركتكم بينما كان يفاوض ليشتري خدماتي. انه يعلم تماما انني اقوم بالترويج بنفسي وبنجاح ايضا."
سألت آبي بدون أي تعبير:" أتستطيع اخباري ماهي خططك؟"
" ان آخذ متاجر سمول وود وأضمها إلى مجموعتي."
" يا للأسف" وبعد ان تركت الحذر جانبا مدركة أنه لن يأخذ رأيها بعين الاعتبار، أضافت:" المتجر اتشل هو متجر ضعيف الآن"
قال:" لن يوافق هارودز معك"؟
قالت آبي ": انهم لا يديروون مجموعة كمجموعتك ان كنت تود الاحتفاظ بصورة متجر ممتاز، جد مخرجا لهذا الأمر. ولكن بعض المستخدمين سيقدمون الطعام إلى الكبير والصغير إلى الغني والفقير."
رأت كتفيه العريضتين تهتزان بانزعاج، وبادراكها قوتهما رأت كم من السهل أن يسحقها بذراعيه القويتين. أسرعت بالقول:" لقد قمت بعمل رائع حتى الآن، ولكن الوقت لا يتوقف ولا الشركة أيضًا. لا تدع موسيقى البوب في كل اقسام الملابس كما تفعل الآن، ولكن فقد للذين يقدمون الطعام للمراهقين وللشباب في أوائل العشرينات، وأظن أيضا أن عليك توسيع قسم الأطفال، عندما تتسوق الأمهات لانفسهن سيشعرون بالسرور ان استطعن التسوق لبقية العائلة."
قال معترفا:" كنت أفكر في هذا ، فكما فكرة دور الحضانة مهمة للأمهات كذلك تسوق الأمهات الذي يوفر المشاحنات بينهن وبين الأطفال."
" فكرة عظيمة".
ولكنه مالبث إن قال:" سيصاب هنري سمول وورد بنوبة قلبية."
"ليس عندما يرى الأرباح، وتذكر لقد اشترى مجموعتك ليحصل على دماغك، ولهذا فسيتوقع تغييرات عظيمة."
ابتسم ابتسامة عريضة وقال: " لديك اسلوب مقنع في الجدال يا آنسية ستيورارت، ولقد سبق أن درست معظم ماذكرته."
قالت:" أهذا كل شي؟"
قال:" تستطيعين ان تري برنامج العمل ان احببت".
ومضت عيناه الرماديتان وأضاف :" اذا لماذا احتاجك؟"
سيكون من الأوفر لي أن الغي العقد وادفع لك تعويضا."
هذا ماكانت تخشاه ولعلمها انه ليس لديها ماتخسره فقد كانت صادقة كليا:" بالطبع اوفر ، ولكن هذا يعتبر غباء ان تقوم بعلاقاتك العامة بنفسك يعني ان عليك ان تخصص وقتك للتفكير بالمشاريع ثم مراقبتها لتضمن ان الامور تجري كما يجب/ وأظن أن وقتك يجب أن يستخدم بشكل أفضل. ستكون شركتنا على صلة وثيقة بك، ولكننا سنخطط للأفكار ، وكل ماعليك فعله أن توافق عليها أو ترفضها. والآن وقد دمجت شركة سمول وود فلديك عمل أكثر من الاهتمام بالعلاقات العامة . وتذكر ان شركة كوبر ستخسر بعضا من زبائنها المعتادين وكذلك شركة سمول وود، ولكن الدعاية الجيدة تستطيع تجاوز هذه الخسارة بسرعة."
قال ": ولهذا أنا أدفع إلى وكالة الإعلانات."
قالت آبي:" الدعاية التي نجلب بها زبائننا لا تشتري الإعلانات. نحن نحضر المقالات المكتوبة عنك وعن شركتك، تظهر بعضا من موظفيك في التلفزيون وننظم المباريات. الدعاية كرة ثلج ياسيد هانت عندما تبدأ بالدوران تزداد زخما وبغض النظر ان كانت شركة الاعلانات جيدة أم لا فهي تفكر بطريقة مختلفة عنا."
سأل : " ومن من الموظفين ستختارين؟"
قالت بشجاعة:" أنت كبداية ، لقد جعلت من شركات كوبرز اسما عريقا في عالم الأدوات المنزلية،وأحب أن أرى شخصيتك في المنزل."
" أبداً أنا اولى خصوصياتي أهمية كبرى. آخر شئ اريده ان امشي في الشارع واوقع على الاوتوغرافات."
ابتسمت وتعاظمت ثقتها بنفسها :" ولا أنا أود هذا لك ايضًا. ولكني افكر في انك يجب ان تظهر في احد البرامج المختارة على شاشة التلفزيون وتخبر الجمهور بانك تهتم بالنوعية والمنافسة، لا شئ اجمل من سماع الحقيقة من فم الحصان."
قال:" شكرا"
قالت بحرارة:" انك حصان أنيق"
أضاف :" حصان يفضل البقاء في الاسطبل."
" نستطيع ان نجد شخصًا أخر ضمن مؤسستك."
ارتاح بشكل واضح وقال:" استطيع التفكير باشخاص كثر ممتازين. أليز جوردن واحدة من هؤلاء انها ترأس فرع الأزياء كما انها مصممة ديكور، بالاضافة إلى كونها ذكية."
علمت آبي في الحال ان تلك المرأة كانت مهمة بالنسبة له بشكل شخصي رغم انه لم يكن هناك آية دلالة على ذلك في صوته. في الحقيقة لقد شعرت بهذا من الطريقة غير المقصودة التي تحدث فيها عنها والتي انذرتها بتورطه العاطفي لقد حزنت لعلمها بهذا ، ولكن لماذا؟ إنها حتى لم تحب هذا الرجل. قالت بصوت عال: " سأرى الآنسة جوردن في أول فرصة."
أجاب:" ولكني لم أوافق بعد على عقدك."
كان هذا كثيرا على آبي ، كيفي يجرؤ على تشجيعها وعلى تأييد أفكارها رغم ان معظمها كانت مماثلة لأفكاره، أم يقول انه لا يحتاج لها أو لشركتها هذا الرجل لابد أن يكون استبداديا دون أدنى شك."
" لاشئ أخر يستدعي قوله حتى تقرر ماذا تود ان تفعل بشأن ماقلناه." قالت ذلك بحدة ودفعت كرسيها مرة أخرى إلى الخلف.
قال بلهجة أمرة:" اجلسي" أملت آبي ان هذا قد يكون جوابا ايجابيا ولهذا فقد اطاعت، قال بحدة:" عليك ان تتعلمي شيئا واحدا عندما تتعاملين معي، وهو ان تحافظي على هدوءك."
قالت:" كما تفعل أنت؟"
قاطعها:" أنا أحاول، رغم انني لا انجح دائما."
ابتسم ابتسامة خفيفة وأضاف:" أب معظم أفكارك وسأحاول انجازها ضمنا للمجموعتين المختلفتين معا سيأخذ وقتا ومالا، وانه لمن المهم الا نخسر زبائننا بينما نضم المجموعتين معًا سياخذ وقتا ومالا وانه لمن المهم الا نخسر زبائننا بينما نضم المجموعيتن ، اتوقع منك ان تنشئي صورة جديدة وموحدة."
سألت آبي :" وماذا سيكون الاسم؟"
أجابر: " كوبرز"
أخضشفت آبي عينيها بسرعة وسمعت يقول": لا يا آبي ستيورات لا أفعل هذا ارضاء لي، ولكن لأن هنري اقترح هذا . متى أتوقع اقتراحاتك؟"
أجابت:" خلال أربع وعشرين ساعة."
قال:" اجعليها اثنتي عشر ساعة."
صرخت:" مستحيل، أود الاتصال بشركات التلفزيون، ومحطات الراديو المحلية في المدينة."
قال:" جيد جدا لديك أربع وعشرين ساعة، اتصلي بسكرتيرتي وكريي ط – ل."
سألت :" ماذا تعني ط – ل ؟"
قال :" يعني طارئ للغاية."
قالت" علي أن أتذكر هذا عندما أود أن أراك لسبب طارئ في أي وقت."
قال بفظاظة:" استعمليها لغير الضرورة وسترين انها
ستكون المرة الأخيرة التي تفعلين فيها ذلك."
اعتذرت متلعثمة وفزعة من لهجته الحادة وفكرت: آلا يملك هذا الوحش روح النكتة؟
ثم قالت": قلت هذا على سبيل المزاح يا سيد هانت."
قال:" أما أنا فلا. كما ذكرت سابقا وقتي ثمين ولا أحب اضاعته."
سألها ان كانت تريد فنجان قهوة آخر فهزت رأسها بالنفي ، وقالت:" لا شكرا لا أريد ان اؤخرك أكثر لقد وعدتني بنصف ساعة بنصف ساعة ولقد بقيت أكثر من اللازم."
وقف واضعا يديه في جيبه وقال متأملا:" أتساءل كيف ستبدين في لقائنا التالي، اولا كنت نادلة والآن مع اقناعي بعقدك تبدين كطقعة مغطاة بالكريما، بشخصيتك المتقلبة على ان اضمن الا تتحولي إلى نمر من سلالة آكلي لحوم البشر."
كان هو من ينطبق عليه الكلام عن النمور حقا . قالت :" لا اظن حتى النمر يستطيع ان يقلقك يا سيد هانت. أظن انك تحافظ بقبعة ومسدس في مكتبك."
قال:" هذا اقتراح علي الآخذ به. الوصول إلى نهاية الحديث معك لم يكون سهلا."
قالت:" أنا مسرورة لأننا نتفق على شئ."
قال:" اتمنى ان نتفق على أشياء كثيرة يا آنسة ستيورات. والا فعلاقتنا العملية ستكون قصيرة للغاية."
علقت قائلة :" بأية ملاحظة سعيدة سأرحل."
قالت ذلك ببرودة وهي تمد يدها نحوه. صافحها بأن ضم يدها بسرعة ولكن بقوة."جيورجيو سيريك الطريق إلى الخارج." قال ذلك وهو عائدا إلى كرسيه وملتقطا جريدة التايمز من بين عدد من الجرائد اليومية على الطاولة. حسنا لم تتوقع أن يوصلها إلى الباب، أليس كذلك؟ انها تعمل لديه وعليها ان تتوقع ان تعامل على هذا الأساس.
سعادتها لنجاها في تأمين العقد كان مصحوبة بمزاج سئ يتعذر فهم سببه من جراء سخطها. وازداد هذا السخط والغضب عندما خطت خارج المنزل ورأت محضر مخالفة تحت مساحة زجاج السيارة الأمامي.
بلمحة انزعات انتزعت آبي الورقة ودستها في محفظتها. لقد كلها فطورها مع روستر هانت الكثير وهي تأمل فقط أن يستحق هذا العناء.
الفصل الخامس
نظرت كارولين إلى آبي وهي تدخل القاعة الفسيحة باتجاه0 المكتب الرئيسي( ستيوارت وستيوارت )فرأت البريق في عيني ابنة عمها الخضراوين ،لحقت بها داخل مكتبها الخاص وسألتها بلهفة :
- كيف كان اللقاء ؟!!
اجابت آبي بحسم وهي تسترخي في كرسيها خلف المكتب :
- لا زلت حية 000وحسب !!
أدركت آبي أنها انجزت عملها بشكل جيد هذا الصباح رغم الصدمة الأولية لاكتشافها أن روستر هانت كان كان روري الذي تصادمت معه في مطعم كيتي ، واعترفت بأن هذا الرجل قد أفقدها ثقتها بنفسها ولو مؤقتاً0
لقد كانت تجربة جيدة ، بل وأحدى التجارب التي لم تستمتع بها قط ،وقد عرفت ذلك من تفاعلها معه 0لقد كان آخر شخص أرادت أن تشعر بالاعجاب نحوه إلى هذا الحد ،ولكن ولسوء الحظ فقد أثارت رؤيتها الأولى له في تلك الليلة اهتمامها أكثر مما ارادت أن تعترف به ، أما رؤيتها الثانية له فقد عززت هذا 0
قطعت كارولين عليها أفكارها :
- تبدين وكأنك تقضمين قطعة من الحامض 0
قالت آبي :
- جيد إنك حزرت0
- أتعنين أنه لم يؤيد أي من اقتراحاتك ؟!!
- لقد فكر هو نفسه في بعض منها ،وبدا على استعداد لتقبل الأفكار الأخرى0
سألت كارولين :
- إذن أين المشكلة ؟
أجابت أبي :
- في الرجل نفسه ، لم أعرف حتى رأيته هذا الصباح أنني قد سبق لي أن قابلته إنه هو من كان في مطعم كيتي مع كيفن0
صعقت كارولين بشدة وقالت :
- أتعنين 00أتعنين أن روري وروستر هان هما شخص واحد ؟
- أجابت آبي :
- - بالضبط تستطيعين تخيل ما حصل عندما رآني ,أدرك أنه قد دعا للفطور فتاة كان سبق ورآها وهي ترتدي ثياب النادلة 0
ساد صمت مصحوب بالدهشة ، ثم ضحكت كارولين ضحكة خافتة 0 ما لبثت أن تحولت إلى عاصفة من الضحك ، للحظة كانت آبي منفعلة ثم عندما رأت الجانب المضحك من القصة بدأت بالضحك 00وما لبث أن خف امتعاضها تجاه الرجل تدريجيا 0
قالت كارولين وهي تستعيد السيطرة على نفسها :
- أنا آسفة ، أرى أن الوضع كان محرجاً جداً بالنسبة لك 0
وافقت آبي قائلة :
- لقد كان هكذا فعلاً , والأسوأ كان عندما شرحت له أنني كنت أقوم بهذا لأساعدك فأبلغني فوراً أنه لا يريد لكيفن أن تكون له أي علاقة بك0
سألت كارولين :
- أهكذا قال حقاً ؟
أجابت آبي :
- بوضوح تام0
- لا استطيع لومه ، أننا لم نلتقي قط ، لكن لعلمه أنني أعمل في مطعم فهذا عائق ضدي0
- أوافق على هذا ن لهذا أخبرته عن سبب عملك هناك ن ولكن لم يكن لهذا أي تأثير عليه،أنه صارم للغاية وعندما يحزم أمره حول أحد الأمور فهو يتشبث برأيه0
قالت كارولين بسرعة :
- لا تدعي هذا الأمر يؤثر على علاقته بك فقد يكون من أهم زبائنك0
أجابت آبي :
- أعرف هذا0
- على أي حال تستطيعين أن تريحيه بأن تخبريه أنني لا أنوي رؤية كيفن0
أبعدت كارولين شعرها عن وجهها وبدت مصممة على غير عادتها وقالت :
- عندما كنت في المطعم لم يكن لدي خيار ،ولكن كيفن لن يعرف أين أعيش ولن تخبره أحد من الفتيات عن ذلك0
علقت آبي ك
- ولكنك أحببته ن أليس كذلك ؟
- حتى أصبح حرة فأنا لست في وضع يسمح لي بأن أحب أي كان ، كل ما أريده أن أنطلق في عملي ثم أذهب إلى منزلي لأعتني بشارلي ,لقد ارتكبت خطأ في حياتي بزواجي من جيفري ، وأخشى من تكرار هذا الغلط مرة أخرى0
- بإدراكك إنها كانت غلطة يعني انك وصلت لمنتصف الطريق بعدم تكرارها ، عندما تتحررين من جيفري لن يكون لك أي سبب لتبقي مكانك يوما ما ستتزوجين مرة أخرى وسيصبح جيفري ذكرى سيئة ستضمحل تدريجياً ، دعينا ننسى أمره الآن ونتكلم عن حملة كوبرز0
التقطت آبي كتاباً جلدياً يحوي على بعض العناوين من مكتبها وأعطته ابنة عمتها وقالت :
- هنا لائحة اتصالاتي بالتلفزيون والإذاعة والصحف الوطنية اليومية ، وبجانب كل اسم الأشياء التي يهتمون بها ، إذا اتصلي بهؤلاء وأخبريهم عن الأزياء ، الطعام أو حتى الشخصيات ثم حددي موعداً معهم 0
- سألت كارولين :
- - جميعهم ؟!!
أجابت آبي :
- أشك في أن يظهر عشرة في المئة منهم اهتماما 0 قد يعني روستر هانت شيئا بالنسبة للصحافة المالية 0ولكن بالنسبة لسواها فهو لا يعتبر حدث ، ولكن ببعض الأحاديث والإقناع سيتهافت الجميع للحصول عليه 0
سألت كارولين :
- هو محدث لبق إذن ؟
قالت آبي وهي تسترجع لقاءها معه :
- نعم 0إنه صاحب عينين رماديتين رائعتين ولسان حاد كالسكين 0
- قالت كارولين :
- آآآآه00جل لا يمكن التهاون معه0
وصلت كارولين عند الباب عندما نادتها آبي :
- هناك شيء آخر ، اتصلي بسكرتيرة روستر هانت ووأطلبي منها أن تحدد لي موعدا آخر ، غدا ً في أي وقت ، وإن كانت هناك مشكلة قولي لها ( ط 0ل) أي طارئ للغاية0
أجابت كارولين :
- - حسنا يا سيدتي 0
بقيت وحدها في المكتب ن فاستدارت نحو الكمبيوتر وبدلا من أن تشغيله أخذت تحدق بكآبة في الشاشة الفارغة ، بغض النظر عن ما قالته عن الرجل الذي قابلته اليوم فقد أثر فيها أكثر مما فعل أي رجل من قبل ، لقد استطاع في أقل من ساعة أن يثير اهتمامه ويغيظها في نفس الوقت ، والأسوأ أنا كانت متأكدة أنه سيستمر في هذا 0
أمضت بقية النهار في طباعة أوراقها بتوتر أو بالجلوس على كرسيها غارقة في تفكيرها وهي تسمح للأفكار بأن تطفو في ذهنها سامحة بينما تدقق فيها بحدسها أو ترفضها 0كانت مستغرقة في تفكيرها عندما دهشت بدخول كارولين عليها وسماعها تقول بأنها ذاهبة إلى المنزل، قالت آبي :
- أليس الوقت مبكراً ؟!
أجابت كارولين :
- إنها الخامسة والنصف 0
حدقت فيها آبي ، كانت تأكل ساندويتش وتشرب فناجين لا متناهية من القهوة , ولكنها كانت تظن أن الوقت لا يزال مبكراً ، تثاءبت وهي تمد يديها فوق رأسها :
- لا عجب أني أشعر بالإرهاق ، لقد كان نهاراً طويلاً للغاية 0
قالت كارولين وهي تعطيها لائحة مطبوعة :
- لقد قمت بجميع الاتصالات التي طلبتها مني ، لقد استخفيت بالسيد هانت عندما قلت أننا لن نحصل على أكثر من عشرين في المئة من المهتمين به ، كل صحيفة ومذيعة تلفزيون رحبت بمقابلته ، قد يكون بعيداً عن الأضواء لكن الجميع يعلم بأنه شاب غني وعازب ، يبدو أنك تستطيعين استضافته في أي صحيفة أو برنامج إن اردت0
- تثاءب آبي مجدداً :
- - عظيم، كل ما علي فعله الآن هو التأكد بأنه لا يقطع الرؤوس 000متى سأقابله غداً ؟
قالت كارولين وهي تنظر إلى ساعتها :
- على الذهاب بسرعة ، يجب أن احضر شارلي من الحضانة 0
سألت آبي :
- كيف يتدبر أمره ؟!
هزت كارولين رأسها وهي تقول :
- إنه يحبها 0 أتعلمين الذي الوحيد الذي نتج عن زواجي 0 أحب أن أبقى هنا معك كل شيء جميل ومثير معك ، وأحب أن أتعلم مهنة ولكني أكره أن أبقى بعيدة عنه طول النهار 0 أشعر أنني أفتقد الشيء الأهم على الأقل عندما كنت أعمل بالمطعم كنت أعمل بالليل بينما هو نائم 0
شعرت آبي بالأسف الشديد تجاه ابنة عمها ، ولكنها لم تستطع أن تقول لها أن حظها العاثر كانت هي السبب فيه وقالت بدلا من ذلك :
- عندما تتعلمين المهنة سأرى إن كنت تصلحين لكتابة الدعاية، وتستطيعين عندها العمل من المنزل 0
صرخت كارولين :
- كم هذا رائه 00أنا000
أجابت آبي :
- لا تتوقعي هذا قبل أشهر قليلة قادمة ، حتى ينتهي هذا التقرير أريدك هنا معي 0
لم تترك آبي المكتب حتى منتصف الليل رغم أنا استلقت على السرير لحظة وصولها المنزل إلا أن النوم كان متقطع وغير مريح 0
أخذت تركض حول المبنى في الصباح ، ثم أنهت رياضتها بحمام بارد، وقبل الوقت المحدد بمدة طويلة كانت قد أنهت من ارتداء ملابسها ، وأصبحت جاهزة للذهاب إلى اجتماعها 0قررت أن تستفيد من أرقها بوصولها إلى الاجتماع قبل الموعد وبثرثرتها مع بعض موظفي شركة كوبرز ، فوصلت إلى شركة سمول ود قبل الموعد بساعة 0
بدا المبني الكبير و القديم الطراز في شارع هارو لا يشبه مطلقا صورة شركات كوبرز، وقد وجدت صعوبة في التخيل أن روستر هانت يعل هنا ، لقد كان هذا هاجساً لأن الموظفة الكهلة نظرت إليها في حيرة عندما أعطتها اسمها وطلبت منها الاتجاه لمكتب السكرتيرة ،0 قالت الموظفة :
- السيد هانت ؟ ليس هناك أحد بهذا الاسم0
أجابت آبي :
- لكنني تكلمت معه هنا منذ عدة أيام عندما كنت مع السيد سمول وود0
صرخت الموظفة متذكرة ك
- أوه 00بالطبع 00ارتباطه بنا حديث بحيث 000ابتسمت المرأة وهي تهز رأسها وتابعت :
- في الوقت نفسه أخشى أن مكتبه ليس هنا ، إنه في شركة كوبرز ، أنهم هناك في شارع نورث سيركيو لار ، أأحضرت لك العنوان 0
هزت آبي رأسها بالموافقة وهي تستشيط غضباً 0 كانت غاضبة لأنها لم تكن تعلم بأن لديه الوقت لأن ينتقل من هنا ، وغاضبة أكثر لأنه لم تكن لديه اللباقة بإخبارها ، وبتعاظم غضبها أدركت أن هذا غير منطقي ، كيف كان عليه إنها تظن أنه موجود في مركز سمول وود ؟ الحقيقة أن سكرتيرة سمول وود عندما طلب منها أن تتصل بروستر هانت أخذت ثواني فقط لتفعل هذا ، قد يتصل المرء ، وهذا لا يعني أنه موجود في نفس المبنى بطوكيو في خمس ثواني 0
سألت آبي الموظفة :
- هلا اتصلت لي بسكرتيرة السيد هانت؟ علي أن أتحدث معها لسبب طارئ0
أجابت الموظفة :
- هناك بعض الهواتف الخارجية على الحائط خلفك ، التقطي واحد وأنا سأصلك بها 0

هرعت آبي باتجاه الحائط ، تحدثت باختصار مع الآنسة بانغروف وشرحت الخطأ وطلبت تأجيل الموعد نصف ساعة ليكون لديها متسع من الوقت للذهاب إلى المكان الجديد0
لسوء الحظ (المتسع من الوقت) لم يأخذ بعين الاعتبار إذا أن طريقا فرعية جديدة كانت تنشأ في شارع نورث سير كيو لار ، ازدحام السير الناتج عن هذا أدى إلى جعل السرعة ببطء السلحفاة 0ولهذا تأخرت خمس عشرة دقيقة عندما وصلت المبنى ذات المكتب الزجاجي مع اسم كوبرز المزخرف على قطعة من الفولاذ فوق المدخل 0وصلت إلى مكتب الآنسة بانغروف قلقة ومتوردة خجلاً ، ابتسمت لها الآنسة بانغروف ذات الأربعين عاما ابتسامة ودية وقالت لها بلطف :
- اخشى أن السيد هانت مع موعده الثاني ولن يتمكن من رؤيتك الآن ، لقد شرحت له ماحدث لك وقال أنه سيراك بأسرع وقت ممكن 0
أخذت نفسا عميقاً وهدئاً مكررة لنفسها أن روستر هانت لم يشأ عن قصد عدم أخبارها أين سيراها 0 لقد افترض أن ذكاءها سيجعلها تدرك أنه سيتولى الأمر نهار الخميس فلن يكون لدية الوقت الكافي للقيام بعملياته الكاملة في خلال الأسبوع ن كلا لقد كانت غلطتها ن ولماذا لا تزال تلومه ؟!!منتديات ليلاس



حصلت على الإجابة بعد ساعة عندما داخلت إلى مكتبه ورأت وميض الفرح في عينيه 0
قال :
- آسف لجعلك تنتظرين يا آنسة ستيوارت 0لقد سلمت جدلا بأن لديك عنوان كوبرز 0
- ياللرجل البغيض ن إنه يضع الملح على الجرح 0 ارتعشت وهي تقول ك
- - غنها غلطني كليا 0ولكنك عملي إذ أدركت فوراً إنك ستكون في شركة سمول وود منذ لحظة شرائهم حصتك وإعلامك أمراً عليها
- ضاقت عيناه بسرعة مما جعلها تشعر بأنها سجلت هدفاً ، ولكنه ما لبث أن رد الضربة بسرعة :
- وكوني آمرا فقد أمرتهم أن ينتقلوا إلى هنا 0هذا المبنى جديد ومتطور تكنولوجيا 0وهناك مكان فسيح ليستوعب العاملين الذين تنوي التعامل معهم0
- أدركت آبي بأنه لا جدوى من الاستمرار بهذه المعركة الساخرة 0عبرت السجادة الضخمة الرمادية باتجاهه واثقة بأنها تبدو كسيدة أعمال في ثوبها الصوفي حيث انعكس لونه على لون عينيها الخضراوين ، وشعرها الأحمر الذي أظهرت نعومته الخطوط الرشيقة لجسدها الطويل والنحيل ، كان مكتبه مختلف عن منزله حيث الأثاث التقليدي الأنيق 0كان أثاث المكتب حديث وعملي إلى أقصى الحدود مع صف من شاشات الكمبيوتر 0
علق قائلا:
- -يبدو أن لديك الكثير من أعباء العمل 0
قال هذا بينما عيناه تنظران إليها وأشار إلى كرسي مصنوع من الجلد أمام مكتبه قبل أن يعود إلى كرسيه 0
أجابت وهي تستريح على الكرسي :
- منُوع كما خططنا لك 0
قال :
- حسنا ، أريني مهارتك 0
فتحت بصمت محفظتها الصغيرة وأخرجت نسختين سميكتين لتقريرين مطبوعين أعطته واحداً منهما ، ووضعت محفظتها على الأرض 0 وبينما هي تفعل هذا مدت يدها وبدون قصد 0 فالتقط يدها بدلاً من الملف 0سحبتها بعنف مرتبكة من الوخز الذي شعرت به في جسدها عندما لمس يدها 0
تحسست صفحات نسختها بلطف وهي مرتبكة قبل أن تبدأ بقراءتها له 0بدا صوتها للحظة وكأنه آت من مكان بعيد ولكنها سرعان ما استعادت السيطرة عليه ، قرأت أفكار مختلفة قبل أن يقاطعها :
- أظنني قادر على قراءة التقرير بنفسي بصورة أفضل يا آنسة ستيوارت ن سيكون من الأسرع إن فعلت هذا أنا ثم أناقشه معك بعد ذلك 0
سألته :
- متى أتوقع مخابرتك ؟
أجاب :
- لن أتصل بك 0
نظر إليها بعينيه الرماديتين الداكنتين وتابع :
- استرخ لعشر دقائق وبعدها أعطيك رأيي 0لقد قمت بدورة في القراءة السريعة 0
شعرت آبي بالخوف وهي تجلس في صمت ن إن لم يوافق على أغلبية الجداول التي وضعتها مسبقاً فإنه قاس بما فيه الكفاية ليلغي العقد وعندها سيكون ليهم الحصول على تسوية مالية 0ستكون محنتهم الصحافة وكذلك ستذكر اسماءهم بالسوء
لماذا 0000أوه 0000لماذا سمحت لطباعه ان تجعلها تفقد برودة اعصابها ؟! فقد لو التقيا أول مرة في مكان غير مطعم كيتي 0تلوت ألماً وهي تتذكر ثوبها في ذلك النادي مدركة أنا في كل مرة سترى فيها ذاك الثوب فسوف تنهار على الأرض0
**ودمتم سالمين **
الفصل السادس

قرا روستر هانت التقرير بسرعة ، وكلما قلب صفحة لاحظت ابي كم يداه جميلتان : اصابع طويلة وطرية وااظافر قصيرة ومقلمة .
نظرت خلسة الى ساعتها . كان قد مضي اكثر من خمسة عشردقيقة منذ ان بدء بقراءته مما يعني انه كان يدرس كل اقتراح وهو يقراءه.
استهل عمله هذا بوضع التقرير على الطاولة ، ثم انحنى الى الامام عاقدا يديه امامه. قال باستحسان متذمر (( لديك بعض الافكار الممتعةوانا اتبنى اقتراحك بانشاء مطاعم ذات الخدمة الذاتية داخل مخازننا الكبرى، مستخدمين اسلوبنا فقط في تقديم الطعام . اكانت هذه فكرتك؟))
((نعم ، انا مسروة جدا انك توافق معي .)) قالت ابي هذا دون اي محاولة لاخفاء سرورها ، وشعت عيناها كالزمرد وهي تقول: (( سكون من غير المكلف نسبيا ان نبدا بالعمل.))
(( على العكس ، القيام بهذا العمل بشكل جيد سيكون مكلفا، ولكنه لاشك سيضاعف مبيعات الوجبات المحضرة سابقا.))
سالته (( اذن ستقوم به؟))
قال وهو يرفع احد احاجبيه الداكنين: (( في اخر الامر ولسوء الخظ، المكان ضيق، والى ان نفتح مخازن اكبر ففكرتك تبدو غير عملية.))
شعرت ابي بانها حملت الى مكان مرتفع ثم رميت في حفرة ، واخذت دقيقة لتستعيد توازنها .
دمدمت ك (( اهذه عادة لديك؟))
سالها: (( ماذا؟))
اجابت: (( بتحسين وضع احدهم ثم يقذفة الى الاسفل؟))
سالها: (( اتظنيني اني فعلت هذا؟)) لم تجب ابي وبدا لبقا وهو يشعر بالخيبة ثم قال بهدوء: (( انا اسف))
قالت (( استميحك عذرا؟))
قال بصوت اعلى وبابتسامة باهتة (( انا اسف . اسمعت جيدا؟))
قالت: (( نعم. شكرا سيد هانت. لم يكن الامر مؤلما جدا، اليس كذلك؟))
ظهرت اسنانه عندما رسم ابتسامه على شفتيه، وقال: (( لم يكن بهذا التعقيد ولكنه كان خطرا. اظن ان مشكلتي الرئسية معك انسة ستيوارت ان صورتك في تلك الليلة لا زالت راسخة في ذهني وهي تربكني للغاية.))
سالته: (( لماذا؟))
اجاب: (( لاني لا استطيع ان اوازن بين الفتاة الذكية التي امامي وتلك الفتاة الي ما زالت في ناظري.))
احمرت وجنتها خجلا وهي تقول: (( لقد سبق ان شرحت لك سبب وجودي في ذلك المطعم، وليس من العدل العودة الى هذا مجددا.))
قال وهو يتاملها : (( لقد كان ثوبك مميزا ومشيتك الملتوية ملفتة للنظر.))
ادركت ابي انه يحاول اغضابها عن قصد، ولعلمها ان فقدانها لاعصابها سيضحكة اكثر، فقد ضحكت ضحكة عالية وتمتمت: (( احاول ان اكون دائما ان اقوم بافضل ما عندي عندما اعمل، وعند الضروره استطيع القيام باشياء بعيدة عن شخصيتي .))
(( اراهن على هذا .)) بد صوته عميقا وهما يحدقان ببعضهما في صمت لوقت طويل، ثم قال اخير: (( فيما يتعلق باقتراحك لاعلاء مركزي ، فانا ارغب في ان تجري لي مقابلة مزدوجة بموافقتي على الشخص اللذي سيجري المقابلة معي، بالاضافة الى المناقشة التي يجب ان تكون جادة ومتوازنة، ولكن حياتي الخاصة يجب ان تبقى خاصة ولن اجيب عن اي سؤال شخصي.))
قالت ابي: (( جيد جدا .)) ولحظة شعرت بالفضول لتعرف هي نفسها شيئا عن حياته الخاصة هذه. وسمعته يقول: (( بالنسبة لاعلانك اوفق تماما على اي شخص في المجموعة، لقد تكلمت مع اليز جوردن وتبنت الفكرة وعليك ايضا ان تري انريكو سالفيني، المدير العام لتوزيع الماكولات. ساتصل به ان كان قريبا واعرفك به. انه وسيم وانيق وبرائي انه راق للغاية.))
التقط احدى سماعات الهاتف من على مكتبه وسال سكرتيرته ان تجد انريكو وترسله اليه.
بينما هما بالانتظار لم يقم روستر هانت باي مجهود ليتكلم، وقررت آبي ان تثبت له ان اثنين قد يستطيعان القيام بنفس اللعبة، فتظاهرت بدراسة تقريرها رغم انها تعرفه عن ظهر قلب، ومن طرف عينها راته يفعل الشيء نفسه. وبينما هو يرفع الاوراق باتجاهه وقعت ورقة من بين الاوراق على الارض. انحنى ليلتقطها فراى هذه الاحرف ( ت . و .ج .ر. هـ) سالها عن معناها وهو يحدق بالاحرف الخمسة المكتوبة بخط فوضوي على الورقة.
خفق فلب ابي وهي تحاول ان تبدو غير مهتمة بالامر. تفادت الاجابة وهي تقول: (( انه مجرد عبث.))
قال: (( عبثك انت. يبدو خطك مميزا.))
حدقت ابي بالورقة وقالت: (( هو كذلك غالبا ما اعبث بالورقة عندما افكر. قد تكون سقطت بين الاوراق الاخرى.))
قال: (( لااهتم كيف اتت لى هنا ولكن فقط بما تعنيه ." ر – هـ " هما الحرفان الاولان من اسمي وانا فضولي لاعرف معني الحروف الباقية " ت – و – خ "
خفق قلب ابي مرة اخرى ولكن لعلمها انه لن يدع الامر يمر هكذا فقد قررت بحدة ان تخبرة ، فقالت: (( تعني تبجحه وجبروته.))
نظر اليها بدون تعبير وقال(( اتجدينني استبداديا؟))
اجابت: (( للغاية.))
سالها : اهذه مشكلة بالنسبة لك ؟
تراءى لها وهو يمزق العقد فتمنت لو ان الارض تنشق وتبتلعها. ولو طلب منها والدها ان تستقيل فلن تلومه على هذا، عليها بطريقو او اخرى ان تققل من الخطر فقالت: (( بغض النظر عن كون الزبون صعب الارضاء فانا اعلم تماما كيف اتعامل معه حتى ولو كان على ان ( اكل فطيرة متواضعه) كما افعل الان. ولكنني افعل ما بوسعي عندما لا اكون في موضع الدفاع عن النفس.))
قال: (( لدي انطباع بانك تستمتعين الخوض في معركة يا انسة ستيوارت.))
قالت: (( نعم، ان كانت عادلة, ولكنك الزبون وانت من يسدد الضربات ولهذا لا استطيع محاربتك، اليس كذلك؟ على الاقل ليس اذا كنت اود الاحتفاظ بعملك.))
(( ادارة شركات كوبرز كان امرا صعبا واستنزف كل طاقتي تماما، كشخص عاقل لايحتمل اي جدال والذي تسميه دون ادني شك استبداديا متبجحا وجبارا.))
(( ماتقوله صحيح، ولكن الا ترى ان بقية فريق العمل قد يقوم بعمله بطريقة افضل ان لم تكن تخيفهم حتى الموت؟))
قال برقة: ((لقد اشتكى البعض اليس كذلك؟))
(( بالطبع لا، اني ببساطة اخد من نفسي مثلا.))
(( اذن لاتفعلي هذا.))
سالت: (( ولما لا؟))
فال روستر بتهذيب: (( لاني كنت معك مختلفا... اقسى واكثر حدة.))
سالت ابي: (( لماذا؟))
اجابها: (( اللوم يقع على لقائنا الاول في ذاك المطعم.))
تنهدت ابي بغضب. لقد شرحت له الامر مرتين بنفسها ولا تدري ماذا تقول بعد. اكمل بقوله: (( لن يحدث هذا مجددا ان تقريرك يظهر ذكاءا كما ان فيه حسن المبادرة، واتوقع علاقة سليمة معك. العمل كافي بما فيه الكفاية بدون حاجة لان احمي ظهري في مكتبي.))
استغرقت دقيقة لتفهم ما كان يعنيه، ثم التهبت وجنتها وقالت: ((حتى لو كنت اظن انك ابغض رجل في العالم، فعندما اعمل لدى احد فاني اكون مخلصة له تماما ولو كنت اريد ان اطعن بك سيد هانت لكان هذا اعتداء مباشرا.))
قال: (( اجل افترض هذا، لن تكوني شيئا ان لم تكوني مخلصة يا ابي.)) اخفض جفنيه بينما بدت تعابير وجهه حذره وادكت ان استخدامه لاسمها الاول كان مقصودا. تابع: (( لقد اثرت اعصابك، اليس كذالك؟ وانت فعلتي الشيء نفسه معي واتساءل لماذا؟))
اجابت(( ربما كلانا متشابهان.))
هم بالكلام ولكن جوابه لم ياتي بسبب دخول شاب نحيل في منتصف الثلاثينات بشعر اسود مجعد وعينين عسليتين براقتين. قال هانت: (( اه يا انريكو، اود ان اعرفك بالانسة ستيوارت. ستوجه شركتها العلاقات العامة وهي تود منك ان تتطوع لخدمتها.))
امسك الشاب الايطالي يدها بكياسة اوربية بالغة وقربها من شفتية ثم تركرها بعد مقاومة (( انا مسرور لان فعل ما بوسعي.))
شعرت ابي ان الامر مسلي. لقد كان انريكو سالفيني اشيه ببطل تلفزيوني اكثر منه رائسا لقسم الماكولات في مؤسسة كبرى. (( راق للغاية)) هذا ماسماه روستر هانت وهي توافقة الرأي. لقد رات في الحال مئات الطرق لتقديمة الى الراي العام خصوصا ان كان عازبا.
ذكرت بعض الافكار باختصار متنبهة الى عدم الدخول في التفاصيل، وبدا الشاب الايطالي مصمما على اظهار نفسه كخبير لفرع الماكولات. ذاكر قصص ممتعة تتعلق بعملة الواحدة تلو الاخرى.
بنظرة خاطفة نحو روستر هانت، لاحظت ابي تعبير وجهه المتهجم حين قاطع هانت فجاة انريكو وهو يروي احدى قصصه: (( اظن اننا لانستطيع ان ناخذ من وقت الانسة ستيورت اكثر، يا انريكو. كنت اود التاكد فقط من انك موافق على القيام ببعض الدعاية لنا.))
جاء الجواب المتحمس: (( سافعل ماهو ضروري، ولكن في الحقيقة اود التحدث عن بعض الاشياء مع الانسة ستيورات .))
رات ابي ان هانت سيشن هجوما شرسا عليهما فقاطعته قائلة: (( سيكون من الافضل لو نتقابل في شركتي. كيف عي مواعيدك الاسبوع القادم؟))
اجاب: (( الاسبوع القادم رهيب بالنسبة لي، ولكني استطيع ان اكون متفرغا غدا.))
عبست ابي، لقد كان لديها موعد غداء للغد ولكنها شعرت بانها لو رفضت فلن يسر هذا الرجل الواقف بجانبها: ((حسنا.)) قالتها وهي تستعد لذكر اسم احد المطاعم.
قاطعها الشاب الايطالي قائلا: (( دعني اخذك الى مطعم اوريغي، لديه فقط دزينة طاولات، ولكن ... لكنه يقدم افضل الاطعمة الايطالية.))
(( يبدو هذا مشروعا ممتعا لوجبة غداء.)) جاء صوت روستر الساخر
اجاب انريكو غافلا عن السخرية في لهجة روستر: (( هذا رائي تماما. ان ااجد الالهام في كل مكان.))
لم يتكلم الرجل ذو الكتفين العريضين الواقف خلف المكتب الا عندما اغلق الباب فقال: (( بما ان شركة كوبرز ستدفع ولا شك فاتورة هذا الشخص الذواق في الطعام، فارجو ان تتذكري ان هذا غداء عمل لاغداء اجتماعي، فالمحاسب يراقب النفقات باستمرار.))
صعقت ابي لتعليقة ثم قالت: (( لدي شهية جيدة يا سيد هانت، وفي حال تكلمنا انا والسيد انريكو بشكل عام وبسرور لدقائق قليلة، فان شركتي انا هي التي سوف تدفع وبسرور ثمن المقبلات.))
وقفت وابتسمت ابتسامة طفيفة وهي ترى وجهة القاسي.
وقف هو ايضا وبدت كلماته باردة كالماء الثلجة فقال: (( لاتقلقي بشان هذا انسة ستيوارت، واعتبري طبقك الاول هدية مني.))
(( كم انت كريم، ساتاكد من انه سيكون طبقا من المعكرونه لا اريدك ان تفلس بسببي.)) نظرت بسرعة الى ساعة يدها واضافت: (( على ان احدد موعدا مع الانسة جوردن في وقت اخر. على رؤية زبون اخر خلال نصف ساعة.))
قال: (( ساخبرها ان تتوقع مخابرتك.)) ترك ومتبه ورافقها الى الباب ثم قال بدون اي تعبير على وجهه وهو يفتح لها الباب: (( سامحيني لعدم تقبيلي يدك.))
همت بالخروج بدون ان تتنازل بالنظر اليه، لكنها قبل ان تفعل هذا، انسلت فتاة حسناء في اواخر العشرينات داخل المكتب الداخلي، كانت طويلة بحيث يبلغ طولها خمسة اقدام، ولكنها كانت ناضجة وحيوية بحيث لايمكن اضاعتها ولو كانت ضمن حشد من الناس: بشرة كالكركر،وقسمات وجه كلاسيكية ومشرقة وعينين عسليتين مشرقتين. اما شعرها فقد كان قصيرا مع اطراف طويلة لتغطي خدودها. رحب بها روستر هانت بابتسامة دافئة قائلا: (( اليز، انك على الوقت تماما لتقابلي مندوبتنا الجديدة.))
تلاشي الدفء من وجه اليز جوردن ببطء وهي تنظر الى ابي نظرة سريعة و تقيمية من راسها الى اخمص قدميها، ثم قالت بصوت ادهش ابي لعمقة بالنسبة الى شخص نحيل: (( ان كنت ستؤيدين المجموعة، فاتمنى ان تبداي بارتداء ملابسنا.)) اجابت ابي بلطف وهي تنظر الى الزي الارجواني الذي ترتديه المراة، والذي كان لونه وتصميمه يثيران الدهشة للصورة المتناسقة الي يعطيها لمن ترتديه: (( هذا ليس جزاء من العقد.)) فكرت ابي بانه ليس لاية امراة الحق في ان تبدو ضئيلة فيه. لقد جعلها الثوب تشعر وكانها سمينة بل وعملاقة. شيء لم تشعر بها قبلا وتمتمت: (( لم اعلم ابدا ان زيك هو من انتاج شركات كوبرز.))
جاء الجواب: (( انه مماثل لزي اخر نقوم له. والاختلاف الوحيد هو ان زي من الصوف الخالص كما ان الازرار هي من الجلد بدلا من العظم.))
(( انه اختلاف بسيط)) قالت ابي ذلك بنهومة وفهمت من بريق عيني اليز ان تعليقها البريء ، قد فهم تماما .
قطع روستر الصمت بقوله: (( اتمنى ان تصلا انتما الاثنتان الى اتفاق باسرع وقت ممكن.))
قالت اليز: (( انا مشغولة للغاية وساكون حرة فقط في الحادية عشرة غدا.))
(( ساكون هنا.)) وافقت ابي بحزم وهي تعلم انها سمحت لمصممة الازياء باثارتها فلن يساعد هذا في علاقات العمل، ولهذا فقد حسنت من لهجة كلامها قائلة: (( انوي الدعاية لاكثر عدد ممكن من شخصيات شركة كوبرز. لقد سررت بمقابلتك انسة جوردن، واظن انك ستكونين رائعة.))
تبخرت البرودة من العينين العسليتين وبدتا مشرقتين سعدتين وقالت: (( انتظر بفارغ الصبر مقابلتك.))
هزت ابي راسها بالموافقة وهي مسرورة من نقسها.
شعرت بان الاطراء وان كان مليئا بالرياء، فانه لم يكن لياتي باي ضرر كما انه قد سجل هدفا. وبينما هي خارجة من الغرفة تنبهت الى ان روسنر هانت يبتسم بدفء نحو اليز وهو يمشي بجانبها ويسبقها الى مكتبه، فكرت ابي بتهجم وهي في المصعد:ان كانت هذه الفتاة تمثل ذوقة في النساء فهذ بجعلني في امان ... لهذا السب لايريد الكشف عن حياته الخاصة. ب\ربما ابي تجده جذابا لم يكن في هذا شك ولكنها كانت متاكدة بانهما سيتصادمان في مختلف النواحي.
ذهبت الى سيارتها مصممة ان تبعد عن راسها افكارها الشخصية . روستر هانت مجرد زبون، لا شيء اكثر.
الفصل السابع


بدخولها مكتب الآنسة جوردن صباح اليوم التالي , عجبت آبي كم كان دقيقا تصويرها لشخصية هذه المرأة أو على الأقل الشخصية التي تمنت ان تصورها .
حيطان زرقاء وسجادة لماعة ,
كنبة واريكة مغطاة بقماش ازرق وخوخي اللون ,
مما يجعل طرف الكرسي و المكتب الخشبي العملي يبدو مريحاً للنظر .

جلست اليز جوردن على كرسي مريح مقابل الاريكة التي جلست عليها آبي وبدأت بالحديث مباشرة :
" انا متشوقة لسماع خططك بشأن الدعاية لمجموعتنا بالاضافة الى ما لديكِ بخصوصي .".

اخذت آبي حزمة اوراق من محفظتها و قالت :
" قبل ان نتكلم عن الترويج لكِ , ربما كان علينا اولا مناقشة تصوركِ للأزياء التي سوف تضعين الخطوط لها بما انكِ قد اندمجتِ مع شركة سموا وود ".

بدا صوت اليز رافضا وهي تقول :
" لقد نوقش هذا الامر داخليا ....
سنضيف خططا اكثر تعقيدا للنساء بين الثلاثين و الارعين . و سنضم هذه الفروع وفقا لذلك ."

سالت آبي :
" كيف ؟".
اجابت اليز :
" بالمرايا , بالاضافة الى خزانات العرض التي سوف تعرض مكملات الزينة من حقائب يد ,
احذية و احزمة .
وسيكون هناك غرف لتبديل الملابس ".

علّقت آبي :
" هذا عظيم ."

تابعت اليز :
" بالطبع لم اناقش كل شئ مع روستر بعد , فقد كان مشغولا جدا بدمج شركة سمول وود بشركتنا ولكنه ... "
توقفت عن الكلام للحظة ثم تابعت :
" انه يعتمد علىّ تماماً في كل ما يتعلق بالازياء .
لقد كنت رئيسة المشتريات في الاربع سنوات الاخيرة , ومبيعاتنا تتزايد بشكل مثير في كل فصل ."

لم تكن اليز تكذب ومن السهولة التأكد مما تجزم به .

ادركت آبي ان هذه المراة في مركز لا يستهان به .
تابعت اليز :
" والآن لننتقل الى المخازن ...
انا متاكده من ان فروعنا تعود بفائدة كبرى الى المجموعه ,
اعتقد ان السيد هانت يخطط لتقديم المأكولات للأطفال ."

اعلنت آبي ان هذه الفكرة كانت واحدة من اقتراحاتها ,
علّقت اليز :
" حقاً ؟
لم يذكر لي هذا . لقد كانت هذه فكرة قدمتها شركتنا ."
اعترفت آبي لعلمها ان لم تفعل , فان روستر هانت سيفعل هذا .

ضاق فم اليز و قالت :
" ارى هذا , افترض انكِ قمتِ ببحوث حول المحلات لتظهري اقتراحاتكِ ."
قالت آبي :
" بالطبع كما انه على فرعي الاطفال والمراهقين ان يؤدي احدهما لللآخر ."
سالت اليز :
" اتعنين شيئا مماثلاً لحاجز يغطي مساحات من الارض ؟
سيبدو الامر غير مناسب لمخزن كبير ."

اجابت آبي :
" كلا , ان كان الديكور مختلفاً في كل فرع ."
جلست الفتاة الشابة بهدوء وهي تحرك بسرعة سوارها الذهبي و تسحبه باظافرها القرمزية اللون ثم سالت :
" انتِ لا تخططين لدمج شركات كوبرز , اليس كذلك ؟".
ابتسمت آبي ابتسامة عريضة و قالت :
" بقوة ."

سالتها اليز :
" إذاً , فلماذا تحددين مذكرتكِ ؟
لقد ظننت انه كان من السهل ان تحصلي على النوع الصحيح من الدعاية ."


قالت آبي وهي تزن كلماتها بانتباه :
" عندما نقبل زبوناً , فنحن ننظر لنرى ان كان هناك اماكن يستطيع فيها الزبون ان يحسن ما يستطيع تقديمة .
ومثالا على ذلك , ان كنا نوجه شخصاً مشهوراً , فقد نقترح ان يغير تسريحة شعره او ثيابه ليناسب الصورة التي نحاول اظهارها .
حتى اننا قد نطلب منه ان يؤيد قضية او مؤسسة خيرية مما يساعد بتوسيع شهرتهم ."

علقت اليز :
" ياله من عمل تقومين به !!."
ردت آبي :
" وتستطيعين قول نفس الكلام عن وكالات الاعلان ,فعملهم هو دفع الرغبة في الشراء وكذلك عملنا .
عندما نعمل في شركة كهذه فنحن نحاول ان نجد انفسنا جزءاً منها والا فسنبقى مستقلين وبلا قيمة ."

وقفت اليز ومشت نحو المكتب , ثم لمست بنعومة زهرية من الكريستال مليئة بالورودالزهرية اللون ,
ثم حركت بلطف صورة باطار فضي لها و لروستر هانت وهما يبتسمان الواحد للآخر .

القت اليز نظرة خاطفة نحو آبي وهي تداعب شعرها الجوزي الجذاب
بينما ابقت يدها الاخرى على الاطار وقالت :
" اقدر اسبابكِ التي تقف خلف هذا يا آنسة آبي آرت ,
ولكن ارجوك تذكري انني و المشترين الذين يعملون معي لدينا سنوات من الخبرة ,
و نعترض على ان تظهري انتي في الساحة لتخبرينا ما هو عملنا ."

" ليس هذا هدفنا , ستقترح شركتنا تقديم البضائع لمحلات مختلفة ,
ولكننا لن ننصحكِ ابدا ماذا عليكِ ان تشتري ."

قالت اليز :
" لست متاكده من انني اوافق على تقديم الماكولات للاطفال , ساتكلم مع روستر بشأن هذا الامر هذه الليلة و ..... "

توقفت ليز عن الكلام فجأة و سحبت يدها عن الصورة ,
بدت محرجة وكانها قالت الكثير , ولكن آبي متاكده من ان تصرفها هذا كان تمثيلاً .
لقد ارادت الفتاة ان تخبرها بانها قريبة جدا من روستر هانت بعيدا عن ساعات العمل ,
وقد كانت تتظاهر انها قالت هذا سهواً .
وكانني اهتم بما يفعلان في اوقات فراغهما .

تابعت اليز:
" ارجوكِ لا تفكري انني قد استعمل علاقتي الشخصية بالسيد هانت لاضعاف مركزكِ
انكِ تدرسيننا بعينين نشيطتنين وقد ترين اشياء قد غفلنا عنها , ولكن ان كنت لا اوافق معك فعليّ ان اكون صادقة في هذا ."
قالت آبي :
"بالطبع ."
اكملت اليز :
" انا مسرورة لانكِ تتفهمين .
والآن كيف تتخيلين استخدامي في اعلانك ؟."
شعرت آبي وكأنها قد وضعت في عصارة , عندما وجدت نفسها اخيرا في الجانب الآخر من بابا المكتب .
قد تبدو اليز جوردن رقيقة كالعشب الطري ولكنها تحمل نفس القوة الآسرة كمديرها , بالاضافة الى كونها شخص يجب التعامل معه بحذر ,
قالت وهي تستغرق في التفكير وتتجه نحو المصعد :
" لم يكن هذا بالعمل السهل ."
" آنسة ستيوارت ."
جعلها الصوت العميق و الحاد للرجل الذي كانت تفكر به تستدير خلفها بعد ان جفلت ورات روستر هانت وهو يومئ اليها من باب مكتبه في آخر الممر . خفق قلبها وهي تمشي باتجاهه .
ابتسم لها و قال :
" لقد تكلمت مع الآنسة اليز واود التكلم معكِ "
قالت آبي :
" عليّ مقابلة السيد سالفيني خلال عشرين دقيقة ."
قال :
" لن اؤخرك ."
اشار الى كنبة مزدوجة بوسائد بعيدا عن مكتبه وجلس قبالتها على كنبة اخرى .
قال :
" لقد قالت اليز ان نقاشها معكِ كان مثمراُ للغاية , وان لكلتيكما افكاراً مثمرة ."
ابتسمت آبي بدون تعمد و لكنها تراجعت بسرعة الا ان روستر كان ماكرا بحيث لم يغفل هذه الابتسامة .
وقال :
" لاشك ان كلتاكما ستطالب بمسؤوليتها حول افضل الافكار ."
قالت آبي بفتور :
" ان سارت امور المخازن بشكل حسن , فسيكون هذا فخراً لي ."
" وضوح فاتن ".
قال روستر هذا و بدا صوته لطيفاً رغم ان نظراته كانت تتفحصها وكانه يتسائل ان كانت السخرية مقصودة , الا ان مظهرها الهادئ اقنعه .
قالت آبي وهي تجازف لاعبة نفس لعبته :
" رما تحب ان يجري لك حديث في احد البرامج مع الآنسة جوردن . ان كنا نستطيع التلميح لى ارتباط عاطفي , فسوف يؤدي هذا الى دعاية رائعه ."
أكمل ما كانت تقوله فقال :
" وسوف يؤدي هذا الى طردك .
لقد كنت واضحاً في المرة السابقة , واكره ان اكرر ما اقول ,
فارجو ان تسمعنني جيدا , لن اناقش حياتي الخاصة مع الصحتفة ابدا ."
قالت آبي ببراءة محببة :
" آسفة , ولكن عليك ان تفهم ان للدعاية عادة الانتقال بزخم , فبينما اقوم بعمل ما فان ذلك سيبدو مستحيلا كونك رئيسا لمجموعة ضخمة فانك تثير الاهتمام .
انه جزء من ثمن النجاح الذي عليك ان تدفعه ."
قال:
" هذا صحيح الى حد ما , ولكن كون ان لشركتي اهمية كبرى فهذا لا يعني انه علىّ ان اطون كذلك .
هناك اعمال اخرى بنفس الاهمية حيث لا تستطيعين الحصول على اسم رئيسها الا بصعوبة ."
لقد كان حقاً بالطبع رغم انها لم تشأ ان تشعره بالسعادة لسماعه اياها تعترف بهذا .
سأل بلطف :
" هل اكلتِ القطة لسانكِ يا آنسة ستيوارت , ام انكِ قد خسرتِ ؟."
قالت :
" لا هذا ولا ذاك ,
ببساطة ليس لديّ ما اضيفه في هذا الشأن .
على ع*** , انا انظر الى كل نقاش على انه مباراة على احدنا ان يسجل هدفاً فيها ."
قال :
" حسناً . لقد تملصتِ من هذا جيداً .
والآن لنرى ان كنت تستطيعين ان تفعلى الشئ نفسه مع سؤالي الثاني :
هل استمتعتِ بزيارتكِ اللولبية لمخازننا تلك الليلة ؟"
لقد كان من المسنحيل اخفاء دهشتها ... كيف علم بهذا ؟
للحظة شعرت بالاحراج ثم استبد بها الغضب , ليس لديه اي سبب لجعلها تشعر بالجبن في حين كانت فقط متحمسة ,,,
سالته :
" هل تصور كل من يدخل الى محلات كوبرز بالفيديو ؟".
أجاب :
" حدث هذا بمحض الصدفة . لقد كان الشخص المسؤول عن الثياب في شركة سمول وود عندما ذهبت الى هناك لرؤية هنري ولاحظكِ ...
أي رجلٍِ لا يستطيع ذلك ؟".
حدق فيها بعينيه الردماديتين الفولاذيتين , و رغم الطاولة العريضة التي تفصل بينهما فقد شعرت آبي بجاذبيته ,
امكل الصوت العميق قائلاً :
" لقد كان يجري اختباراً لنصف دزينة من فروعنا بعد ظهر ومساء ذلك اليوم و لاحظكِ في اربعة من فروعنا ."
هزت آبي كتفيها بلا مبالاة قائلة :
" ذهابي الى هناك لم يكن سراً . لقد كنت اود الحصول على انطباع حديث لمخازنك قبل تحضير تقريري ."
هز رأسه موافقا و بدا تحت الضوء شعره الجوزي الداكن ,
كان لشعره مفس لون شعر ا ليز .
و بدات تتامله الى ان سمعته يقول :
" اود ان اتحدث معكِ عن بعض الافكار التي توصلتما اليها انتِ و اليز .
ولكنني اعلم انكِ ستتناولين الغداء مع انريكو ."
قالت :
" استطيع العودة بعد ما انتهي ."
" لن اكون هنا , ساذهب الى مانشستر وابقى هناك الليلة ."
وقف برشاقة وذهب الى مكتبه قائلاً :
" المشكلة انني مشغول لغاية ."
وعبس قائلا وهو يقلب مفكرته :
" اتمانعين في تناول عشاء عمل بدلا من الفطور ؟".
بدت لهجتها متزمتة وهي تخفي اندفاها غير المقصود وقالت :
" لا مطلقاً ."
قال :
" اذن , لنقل الثامنة من مساء غد ."
لكن ..... سيأخذها مارتن ليشاهدا فيلماً اختاره بنفسه وسيستاء ان احجبت عن الذهاب ,
فقالت له :
" انستطيع ان نؤجل هذا لليلة اخرى يا سيد هانت ؟ لديّ دعوة لحضور فيلم , صديق لي اختاره وهو ......"
قاطعها قائلاً :
" أهو صديقكِ ؟".
شعرت بوجنتيها يعلوهما الاحمرار فهزت راسها قائلة :
" انه صديق عزيز فحسب ."
قال روستر هانت بنعومة :
" هذا يعني كل شئ او لا شئ .
ولكن لدي اقتراح بأن تشرحي له ان العمل يأتي اولا ان كنتِ تودين الاحتفاظ به .
ليس لدي اية ليلة حرة في المستقبل القريب ."
تمنت آبي لو تفعل اي شئ لترى مفكرته ,
ولكن لعلمها انه هو من يتحمل النتائج فقد ابتلعت سخطها و هزت رأسها موافقة .
قالت :
" حسناً , الثامنة من مساء الغد ."
قال :
" سأمر بكِ ... اين تقطنين ؟".
اجابت :
" هاي غيت ."
اذا ساحجز في مكان قريب او في هامبستيد ."
تركت آبي المكتب بسرعة متجنبة اي تعليق آخر منه سواء كان ساخراً ام لا , وتوجهت الى مكان الغداء المقرر مع انريكو .
لقد كان الشاب الايطالي مسلياً و لقد ذكرته مرة واحدة فقط في اول لقائهما , ان الهدف من هذا اللقاء لم يكن لتثبيت صداقة شخصية , بل للتاكد من امكانيته على الدعاية لشركات كوبرز .
تقبل الشاب التانيب ثم ما لبث ان اغرقها بوابل من المشاريع ,
لقد كانت بمجملها ممتعة الا ان واحدا منها كان ممتازاً .
اعلن انريكو بلا تواضع قائلاً :
" انا طاهٍ ماهر , واستطيع القيام ببعض العروض مستخدما المنتوجات الايطالية التي نبيعها . استطيع لتنقل من مخزن الى آخر و ........ "
اعترضت آبي :
" اود الحصول على اكبر عدد ممكن من الحضور .
اتشعر بالعصبية ان قمت بالطهو في احدى محطات التلفزيون ؟
اعرف منتجا يود الحصول على سلسة عن فن الطبخ و استطيع اقناعه بالقيام بهذا ." \
" احب هذا , ساصبح مشهورا , اليس كذلك ؟".
ابتسمت آبي ابتسامة واسعة :
" اظن هذا , ولكن علىّ الحصول على الموافقة اولا ."
قال :
" انا متاكد انكِ ستنجحين , لديكِ الثقة الكاملة في ما تفعلين ."
قالت هازئة :
" ربما كان معجون الاسنان الذي استعمله ."
رات نظرته الفارغة بحيث لم يتذكر الاعلان النشهور الذي راته مرارا على شاشة التلفاز منذ كانت طفلة .
ساعة اخرى كانا قد ناقشا وجوها مختلفة من السلسلة .
كانت يد آبي تؤلمها من كثرة املاحظات التي دونتها , وهي في سيارةالاجرة في طريق عودتها الى المنزل ستأخذ هذه السلسلة منها جهدا لاظهارها ,
ولكن كانت لديها امكانية رائعه لشركات كوبرز وستكون هذه ريشة في قبعتها لن تخفق في التأثير على روستر هانت . "
شعرت فجأة ان هذا العمل كان مهماً للغاية بالنسبة لها .
الفصل الثامن

قررت آبي الا ترتدي اجمل ثيابها من أجل العشاء مع
روسترهانت ولكن فترة هذا القرار كانت قصيرة فارتدت
ثوباً مؤلفاً من ثلاث قطع ...كانت الجاكيت صوفيه بنفسجيه
اللون و قميصاً بازرار ذهبية على الكمين و الجيوب متماشيه مع الازرار الضغيرة المنتشرة على البلوزة
الداخلية الحريريه والزهرية اللون بينما طوق خصرها
النحيل حزام جلدي عريض مبرزاً الخطوط الرشيقة
لتنورتها المتماوجه والتي تصل إلى الكاحل ,ووضعت أخيراًحلية بنفسجية لتكمل ثوبها.
ووضعت آبي ماكياجاً أكثر من المعتاد جاعلة رموشها
أطول وأغمق ,وقد احتاج منها هذا إلى قليل من البراعة فقد تعمدت توسيع حجم عينيها الكبريتين بظلال العين
البنفسجيتين الذي أظهرلونهما الأخضر ووضعت على
فمها أحمر شفاه زهري لماع.
جربت تسريحات شعر مختلفة ثم قررت أخيراًان تتركه ينسدل على كتفيها.
ما لبثت آبي ان تذكرت ان عشاءها كان مع زبون ,مع
شخص مرتبط بامرأة اخرى. لم تكن قادرة على طرد الفكرة الغريبة التي بقيت عالقة في ذهنها حتى سمعت
جرس الباب عند الثامنة وعشر دقائق.
ركضت لتفتح مزلاج الباب وتساءلت كيف ستستطيع
التعامل مع هانت ان امضى الليله بأكملها وهو يشعرها
بوقاحته.حتى ان هذا كان اسهل وهو يحاول ارباكها ...
فسألته بلطف :
"أترغب في الدخول لشرب شيء ما؟"
أجاب :
"شكراً"
لم تظهر نبرة صوته شيئاً, ولكنها أحست بالغضب عندما بدأ قلبها يخفق بسرعة وهو يقترب ببطء نحو الداخل...
كانت المرة الاولى التي تراه فيها بثياب غير رسمية,
ولكن سترته الرياضية الكحلية اللون المصنوعة من الكشمير وبنطاله الازرق مع ربطة العنق الحريرية كانا متناسبين مع جسده الرياضي الطويل قال وقد جعلها
صوته العميق تشعر بالأنفعال:"تبدين رائعه"
أجابته وهي تقوده إلى غرفة الجلوس:
" شكراً"
سألته وهي منتبهة للرجفة الخفيفة في صوتها متمنية الا يلحظها :
"عصير الليمون ام تود شيئاً آخر؟ نستطيع ان نتحدث عن الاعمال ونحن نشرب العصير."
أجاب وقد شعت عيناه الرماديتان فرحاً:
"سنعتبره شراباً لا علاقة له بالعمل , سآخذ كوباً من العصير "
بدا لها الحديث مرعباً كما انه لم يبدأ بشكل مريح ,ورغم ان روستر بدا مرتاحاً للغاية الا أنها لم تكن قادرة على الأسترخاء.ماذا دهاها؟ لقد وجدت انه من المستحيل
ان تبدأ ولو بحوار صغير.
علق قائلاً وهو يقطع الصمت :
" انك هادئة على غير عادتك يا آبي " أربكها استخدمه لاسمها الأول .هل
توقع ان تناديه باسمه هي أيضاً؟ تابع وهو يقطع عليها حبل أفكارها :
"ربما كنت تتألقين فقط في ساعات العمل"
أفادت حدة سؤاله في انجاح حيلته ووجدت نفسها تقول : " لاأجد الحديث معك بأدب امراً سهلاً"
سألها:
"اتفضلين ان نتشاجر؟"
قالت:
"نحن نفعل هذا فعلاً,اليس كذلك؟"
"استطيع القول ان صراعنا مجرد شرارات وحسب"
"تستطيع ان تقول هذا يا سيد هانت ولكني ارى ان صراعنا ليس شرارات بل ناراً"
قال وهو يبتسم:
" ناديني روس ,واعدك انني سأضع المسكن على جراحك . ستشفى الندوب,كما اعدك ان هذه الامسية ستكون مليئة بالسعادة بكل معنى الكلمة
"اجد الامر افضل ان لم تفعل " ثم حاولت المراوغة فاضافت :
"فكر كم سيبدو الامر محرجا لو وقعت في غرامك"
أظهرت الابتسامة العريضة التي أضاءت وجهه انه لم يأخذ جوابها على محمل الجد , وقد كانت هذا أفضل
اذ كان هذا أنذار بأنها كانت تقول الحقيقة .قد يعني لها
هذا الرجل اكثر من كونه زبوناً.
سالها وهو يقطع هذا الصمت :" هل أكلت القطة لسانك؟"
فكرت بصمت :لا, ولكن يبدو انك استوليت على قلبي ثم
اردفت بصوت عالي:
" لقد ادركت للتو انني اتضور جوعا" قال:
"اظن انك تلمحين" ثم وقف وأضاف :
" لقد حجزت طاولة في مطعم قريب من هنا ولدي شعور بانهم سيقدمونها لاشخاص اخرين ان تأخرنا"
قالت وهما ينزلان السلالم:
" اكره المطاعم التي تفعل هذا"
"لماذا؟الطاولات الفارغة تعني ربحاً ضائعاً,وان لم تصلي في الوقت المحدد , يلغى حجزك"
قالت :"أحب ان اكون ذبابة على الحائط لأرى ما تفعل عندما تصل إلى مطعم وتجد ان طاولتك قد جلس عليها أحد غيرك "
قال :
" ان كنت سأتأخر فأنا اتصل وأعلمهم هذه احدى فوائد هواتف السيارة"
وصلا الى الطريق ففتح لها باب سيارة الديملر ,منتظراً
أياها بلباقة بينما هي تجلس داخل السيارة, ثم استدار ليأخذ مكانه خلف المقود . بدا الخشب المطلي والجلد الداخلي مناسباً لصورته القوية رغم انها,ولتكن صادقة اكثر, كانت تتوقع ان يقود شيئاً أقل فخامة. وجدت انها
قالت بصوت عال ماكانت تفكر به وشعرت بأنها ربحت عندما ضحك بصوت خافت واعترف قائلاً:
"عندما كنت في العشرين كان لدي سيارة بورش ولكنني كنت اقضي معظم وقتي وانا امشي بين مكتبي والمحكمة, ولهذا لم
تكن لدي الفرصة ابداً لاستمتع بقوتها"
علقت آبي :
"والآن لديك قوة مختلفة ولا تحتاج إلى أخرى لتمارس استهتارك بواسطتها"
رماها بنظرة خاطفة وقال:
" هذا ليس صحيحاً.عندما أزوراصدقائي في المانيا فأنا استأجر سيارة لامبورغيني واندفع بها بسرعة"
كان من السهل تخيله وهو يفعل هذا. اصابع طويلة وطرية تمسك بالمقود باحكام , فك مشاكس وراشخ ,
شعر كثيف شعثته الريح, مع اصرار على ان يقود بينما النوافذ مفتوحة.
بنظرة سريعةأدركت انهما قد وصلا إلى المطعم ,وقبل ان تخرجد من السيارة كان قد استدار حول سيارته ليفتح
لها الباب .تمتم قائلاً وهما يدخلان مدخلاً يوناني الطبع إلى المطعم :
" كيف يبدو لك الديكور؟"
قالت :
"رهيب ,ولكن ان كان الطعام جيداً فمن يهتم؟"
أرشدهما احدهم إلى طاولة في الزاوية بجانب حائط
كانت افضل طاولة في المطعم , ولكن يفترض فيهما
ان يجلس احدهما بجانب الآخر على مقعد طويل .
قالت مستفسرة وهي تنزلق في مقعدها وتضع حقيبة يدها بينها وبينه:
"هل عشت طيلة حياتك في لندن؟"
قال:
" بما فيه الكفايه لأعرف انني لاأريد العيش في أي مكان آخر...بما في ذلك القرية"
سألت:
"ولم لاتريد؟"
أجاب:"قد أفعل هذا عندما أتزوج. انه المكان الأفضل للاطفال"
قالت بحذر:
"يبدو وكأنك فعلاً قد ارتبطت"
قال:
"ياللكلمة المرعبة,ارتبطت,وكأن الزواج صف من البيوت مرتبط بعضها ببعض "
سألته :
"وكيف ترى الزواج اذن ,كمنزل منفصل؟"
ابتسم,وقال ببطء:
"ارى ان الزواج أي زواجي كمنزل كبير مقسم ببراعة ليعطي أصحابه الحرية لفعل كل ما يريدونه"
سألته آبي مندهشه:
"اتعني انك تود زواجاً منفتحاً ؟"
قال:
"بالطبع لا.ولكني اؤمن بأن كل انسان يحتاج إلى
مكان خاص له أنا عازب منذ وقت طويل حتى اتمكن
من مشاركة كل دقيقة من وقتي مع زوجتي "
نظرت إليه باستغراب وهي تفكر في ما قاله .
قال وهو يمسك سكيناً:
"اتريدين هذه؟"
سألته:
"لماذا؟"
قال:
"لتقطعيني إلى اجزاء صغيرة .لقد قتلتني لتوك بنظراتك. انها تتحدث بحيث تؤلف مجلداً. اتعلمين؟"
احمرت خجلاً وهي تقول:
"لديك مخيلة حية ياسيد...
روس...لاادري ماذا تعني."
قال:
" لقد خيبت أملي يا آبي . كنت دائما اؤمن بان لديك الشجاعة للادانة. لقد قلت كلاما واضحاً لأثير غضبك
ولكن ان لم تخبريني ماهو فكيف استطيع الاعتذار؟"
قالت :
"لن تعتذر على اية حال."
قال:
"جربيني"
هزت كتفيها بلا مبالاة وقالت :
"انه موقفك حيال الزواج.
انه يعني الانانية"
قال:"لأنني اعرف ما أريد من الزواج .سأتزوج من أمرأة لديها نفس ارائي وهنا لايكون للانانية معنى"
سألته:
" نفس الأراء حول جميع الأمور؟"
أجاب:"نعم"
قالت:
"كم هذا ممل ...ان كنتما متوافقان على نفس الأمور دوماً فعلام ستتكلمان ؟"
أجاب :
"ليس كثيراً,وهذا ما يناسبني أكثر .أنا في نشاط تام من اثنتي عشرة ساعة إلى أربعة عشرساعة في اليوم,وعندما اعود إلى البيت أرغب في الاسترخاء"
ردت:
"قد تقع في غيبوبة"
ابتسم ابتسامة عريضة وقال:
"لن يحدث هذا لزوجك ياآبي.على العكس فقد يركض إلى مكتبة بحثاً عن السلام والهدوء."
قالت:
"هذا ما يقوله والدي."
قال:"اظن انني سأتفق معه,علينا ان نتقابل يوماً ما."
أجابت:
"سيحصل هذا بدون شك .على كل حال انه رئيس الشركة التي استخدمتها."
علق قائلاً:
"وانت مديرتها.هل عملت دوماً معه؟"
انه حب الاقرباء كانت هذه الكلمة التي لم تنطق بها
والتي صممت ان تمتنع عن قولها .ثم قالت :
" لقد ابتدأت
مع شركة منافسة وعملت فيها لمدة سنة , ثم افتتحت مكتبي الخاص قبل ان اصبح في مستوى معين واربح تقدير والدي العظيم. لقد جعل مني عرضاً جيداً لا يستطيع احد رفضه."
قال:
" انك سيدة عنيدة"
قالت:
" لست عنيدة .اود فقط ان يحكم علي وفقاً لقدراتي
والدي يراني كابنته الصغرى ويظن انني مجرد , سر ابيها"
التقطت لائحه الطعام التي وضعها النادل امامها على الطاولة ,شعرت فجأة بالجوع مما يعني ان توتر اعصابها قد زال.
بدآ بالتهام ما طلباه من مقبلات ثم استأنف هانت استجوابه لها بان سألها عن عدد الاعمال التي قامت بها
والمؤسسات التي تتعامل معها حالياً. أجابت :"شركتك وشركة كارترايت للمجوهرات"
ضاق فمه وقال:
"هل أنت وراء الجزء الارئيسي من الدعاية التي قاموا بها مؤخراً؟"
قالت وهي تبتسم:
" نعم للاسف"
"لست أدري ماذا سأفعل حين يحين موعدنا"
اتقدت عينا آبي شراًوقالت:"لاآخذ أبداً اكثر مما استطيع القيام به يا سيد هانت"
صحح قائلا:
"روس"
قالت:
"ان كنت تنوي مهجمتي فمن الافضل ان اناديك سيد هانت"
كرر ثانية:
"بل روس,وانا أعتذر"
وصل صنف الطعام الأول وحدقت آبي بالاسكلوب المقلي وكأنه قطع من الالماس وسمعته يقول :
"كفي عن العبوس ,لقد اعتذرت وأنا اعني هذا." سكب مجددا بعض العصير في كوبها وقال:
"بخصوص فكرة سلسلة الطبخ المتعلقة بانريكو, فهي تبدو عظيمة , وان ظهرت على شاشة التلفزيون فسأعطيك علاوة "
"ليس هذا ضرورياً,شكراً"
"متى ستعرفين ان كنت تستطيعين بث البرنامج على الهواء؟"
"لقد تكلمت مع شركة انتاج ظهر اليوم وقالوا ان هذا هو بالضبط ما يبحثون عنه." بدت دهشته مرضية وبدا انها
تستعذب هذا فأضافت :"لدي فكرة أخرى لك لدراستها."
قال بتساهل:
" كلي آذان صاغيه."
كانت قد خلعت سترتها عندما جلست,وبحركة آلية امتدت يدها لتتأكد من ان ازرارها مزررة بأحكام.
لوى فمه وهو يبتسم ابتسامه لطيفة كأنه فهم ماتعنيه حركتها هذه وقال:
" ان كنت تتزينين لتلفتي الانظالر فلا تلوميني ان أظهرت الاهتمام."
" اتزين لأرضي نفسي. ولكن ان كان علينا ان نعقد اجتماع عمل آخر فسأرتدي ثوباً طويلاً ومقفلاً للمرة القادمة ."
قال:
" أظن انك ستبدين اكثر اناقة في هذا." أضاف
وهو يتفرس فيها:"الديك صديق؟"
أجابت :
" عدة أصدقاء"
سألها :
"اهناك واحد مميز؟"
أجابت بالنفي , فقال:
"انك تدهشينني.فأنت جميلة جداً وذكية"
"وأنت أيضاً وسيم وثري ,لِم لست متزوجاً؟"
"أنا أفكر بالموضوع"
دهشت آبي للرعب الذي شعرت به .رغم ان اليز قد حذرتها بخبث من ان روس لم يكن مرتبطاً الا انها لم تصدقها تماماً.والآن بدا لها انها كانت مخطئة.
سألت بحدة:"الن تعارض اليز على وجودك معي؟"
سألها :
"اتنوين أخبارها؟"
قالت :
"ليس من عادتي ان أشي بأحد"
قال:
"أنا مسرور لسماعي هذا."
بقى صامتاًحتى ابعد النادل الاطباق ثم سألها :"من المؤكد ان زبائن عدة قد اعجبوا بك"
أجابت :
"هذا صحيح,الا أن كلمة,لا, كانت دائماً الرد."
قال:
"لم أسمعك مطلقاً تقولين لا"
"ظننت ان هذا واضحاً.لا اعطي موعداً لرجل لديه صديقة"
"لقد كنت دوماً تحت التأثير الذي يصادفه كل رجل أعزب"
استدار ليواجهها مباشرة,فارتدت إلى الوراء بسرعة
تابع محدثاُ:
"اخبريني عن طفولتك فقد يساعدني هذا على معرفة لِم لم تخضعي لجاذبيتي كبقية النساء؟"
كان يبدو بوضوح انه يسخر منها و كانت تعلم هذا ولكنها رفضت ان تجعل كلامه يضايقها فقالت بأحتشام : " لدي طفولة سعيدة ,ليس لدي اشقاء او شقيقات ولكني تربيت مع كارولين عندما ماتا والداها . أتا متفاهمة جداً
مع والديّ بحيث استطيع إخبارها عن كل شيء"
سألها:
"وماذا كان رأيهما بشأن مهمتك في مطعم كيتي؟"
قالت بانفعال:" مجرد مهمة ,لقد كانت هناك لليلة واحدة فقط لأسدي خدمة لكارولين . اتمانع في الانعود إلى هذا الموضوع مرة أخرى فالنكته اصبحت واهيه "
قال :
"أخذت هذا بعين الاعتبار,تابعي"
"لقد انتهيت.والآن جاء دورك لتخبرني انت عن طفولتك فقد يساعدني هذا على فهم تفكيرك المبهم"
ضحك بصوت خافت قائلاً:"مبهم! ولكني أخشى ان يكون حديثي عن طفولتي مفتاحاً لحل اللغز .. كانت طفولتي سعيده مثلك تماماً .لدي شقيقتان اصغر مني وهما متزوجتان.اما والدي فهو قاضي ,ولهذا السبب
ظهر أهتمامي بالمحاماة , حالتنا المادية عادية ,ولكن عمي كان الرجل الثري في العائلة,إلا أنه لم يكن لديه
اطفال لسوء الحظ. كان شغوفاً بنا ولهذا السبب يعود حظي الحسن اليوم"
سرت لتواضعه وقالت :"انك تستحق هذا يا روس .لقد قمت بعمل عظيم بارادتك للشركة ,بدونك كانت قد افلست"
قال:
"انك تبالغين ,ولكن أمي قد تهيم بك ان سمعتك تقولين هذا"أضاف وقد بدا تعبيره واهناً:"لقد كانت
عاملة اجتماعية حتى احيلت إلى التقاعد .انها من النوع الذي يهتم بالاخرين"
قالت آبي :
" كما اهتم أنا بزبائني"
أمال راسه إلى الامام قئلا :"ما عدا ان مشاكلهم هي أقل
صعوبة, ففي النهاية تستطيعين ان تقولي لهم ان يذهبوا الى السراب"
"افكر في قول هذا لأحد أعرفه في هذه اللحظه"
قال ببراءة:
"أحد أعرفه أنا؟"
قالت بوجه خال من التعبير:
"ليس اخلاقياً ان ابوح باسمه"
"وان حزرت أأحظى بقطعة حلوى؟"
انفجرت ضاحكه غير قادرة على التوقف وانضم روس اليها.
قال بجدية رغم المرح الذي كان لازال واضحاً على شفتيه:
"لقد كانت امسية رائعة.اتمنلى ان تخرجي معي مرة اخرى "
منعتها صورة اليز من قول نعم وبدون ان تجيبه اغمست ملعقتها في طبق حلوى الشوكولا الذي طلبته واخذت لقمة منه، ثم سمعته يقول بنعومة:
" إني أحصل دائما على ما أريد،تذكري هذا يا آبي"
قالت:
"سأكتب هذا واعلقه فوق سريري" أدركت وهي تقول هذا انها تقول الشئ الخطأ وشعرت بالأحراج وهو يضحك ضحكه ماكره ولكنه كان لطيفا بحيث غير الموضوع.
قال:
" لقد تعلمت شيئا آخر في ما يتعلق بك وهو انك تحبين الطعام، أغتاظ كثيرا من النساء اللاتي يقضمون الطعام برفق"
قالت:
"لا خوف من هذا معي .لقد كان الطعام لذيذا"
قال:
" اوافق على هذا واستغرب لأن المكان ليس شاغرا بأكمله"
قالت ضاحكه:
"ربما يحتاجون إلى شركتنا لعمل الدعاية لهم" قال لها:
"سأخبرك ان وافقت على هذا عندما أرى ما فعلت لي"قالت برقة:
" الازلت لاتثق بمواهبي؟"
لم تشعر أبدا كم بدا صوتها رقيقا حتى رأته يحدق بها وهو يقول:
" هذا يتوقف على اي مواهب تعنين"
انزلق مقتربا منها على المقعد ولم تستطع الابتعاد عنه لجلوسها بجانب الحائط.
داعب ذراعها بنعومه مما جعلها تشعر بالاسترخاء وقال:
" اشعر ان هناك اعماقا مخبأة واتوق لاكتشافها"
ظهرت صورة اليز بقوة امام آبي لتمنعها من الاستمتاع بهذه اللحظه وكان الغضب هو كل ماشعرت به. ذكرت نفسها قسرا بأن روس كان ربونا ذا قيمة فقالت بنبرة عذبة:
" سيكون من الأفضل لو انتظرنا حتى تنتهي من كونك زبونا قبل التكلم بأشياء شخصيه"
قال بنعومة وهويبتعد عنها:
" رفض لبق، لم يسبق لي ان رفضت بلباقة كهذه"
قالت وهي تبتسم في محاولة للهزء به:
" استغرب ان تكون قد رفضت من قبل" أجاب:
" كنت في الرابعة عشر في ذاك الحين، وكنت في مرحلة حرجة"
زال توترها عندما لطفت دعابته الأجواء، لابد ان رفض رجل ما هو امر محرج في أحسن الأحوال، ولكنه في حال كهذه قد يعني خسارته لأهميته ان لم يعالج الأمر بدبلوماسيه .
بعد ان ارتشفا القهوة شجعته آبي على عرض افكاره بخصوص الدعاية للمخازن...
كان منتصف الليل عندما توقفب الديملر خارج المبنى الذي تقطنه. رافقها روس إلى الباب الرئيسي تسألت بعصبية،بالرغم من رفضها لما فكرت به، ان كان روس سيقترح الصعود لتناول فنجان آخر من القهوة ،وكانت تفكر بما ستجيب ان اقترح علوها ذلك.
قال بطريقة جافة:
" لقد امضينا ليلة ناجحة، ليلة عمل، وغدا سنبدا بتنفيذ المشاريع التي ناقشناها" هزت برأسها وفتحت الباب.
لم تكن بحاجة للصراع مع افكارها هذه اكثر من هذا لحسن الحظ، اذ أنه تركها مبتعدا عنها فجأة. ثم قال بصوت صلب وهو يرفع يده ليعيد خصلة من شعره بعيدا عن جبهته:
" كانت هذه سهرة جميلة. سأترك الأفضل لوقت آخر" استدار ومشى مبتعدا بخطى واسعة.
لقد حصل هذا بسرعة قصوى بحيث انها عندما اقفلت الباب وعبرت القاعة الرئيسيه الى غرفة نومها بدأت تشك بما حصل. أخذت تستعيد كلماته وهي تتهيأ للنوم، كم كان مغرورا ، متعجرفا ، وخبيرا كما كان هناك اليز فمهما كانت الأستعانة التي حاول روس عرضها في شؤون العمل فالأمر يختلف تماما مع النساء. نظرت إلى نفسها في مرآة الحمام. كان شعرها الأحمر الذهبي منسدلا على كتفيها في تموجات ناعمة مرنة اما وجهها فقد تورد كوردة منداة طرية، بدت جميلة وهذا كل ما كان يراه روس فيها، ولهذا السبب فهي لن تضعف أمامه ابدا لأنه قد يحطم قلبها ويبتعد بدون ندم...
الفصل التاسع
كان هواء الشتاء المنعش المصحوب بأشعة الشمس المشرقة منسجما مع مزاج آبي السعيد ، كما أضاف احمرار وردياً إلى قسمات وجهها المفعم بالحيوية بينما كانت تسير على الرصيف وتدخل مبنى شركة كوبرز ن وقف رجلان في خريف العمر جانباً بينما كانت تنسل إللا المصعد وقد لاحظت نظراتهما المحببة ، لقد بدت جميلة في سترتها ذات اللونين الأصفر والأسود اللافت للنظر والذي يعلو ثوباً صوفياً أصفر عالي الياقة ومطوقاً بحزام جلدي عريض 0كانت تأمل فقط أن يعجب هذا روس 0قد لا يكون هناك بالطبع ، ومع ذلك فإن كان هنا فهي ستسأل سكرتيرته إن كان حراً لبضع دقائق ، فإن كان كذلك فهي تستطيع أن تجد شيئاً لتسأله0
- مرحبا ً 0 قالت اليز التي كانت واقفة بانتظار المصعد بينما كانت آبي تخرج منه 0حيتها الأولى بابتسامة وقالت :
- اذهبي مباشرة إلى مكتبي وسأكون معك خلال دقيقة 0
بدت عينا اليز حادتين حين أضافت وهي تغلق الباب :
- عرفي نفسك إلى أخي الصغير
- توقفت آبي بدون وعي وهي تعبر الباب المؤدي إلى جناح روس 0كم سيبدو الأمر محرجاً لو أتى ورآها تقف هناك 0وصلت إلى مكتب اليز وفتحي الباب 0 دخلت وهي تتوقع رؤية طفل صغير ، ولكن الشخص الوحيد الذي رأته هناك كان طويلاً بحيث قد يبلغ طوله ستة اقدام 0كان يبدو أنه يكبرها بعدة سنوات كما كان شخص سبق لها أن قابلته 0 صرخت في دهشة :
- - كيفن !!
كانت دهشته كدهشتها تماماً فصرخ :
- صديقة كالا ، كم هذا رائع 0لا تقولي لي أن شقيقتي قد استخدمت مطعم كيتي لتعرض فيه أزياءها 0
ابتسمت آبي ابتسامة واسعة وقالت :
- أنا مستخدمة جديدة في المجموعة 0لقد عملت في مطعم كيتي لليلة واحدة لساعد كارو000كارلافقط 0
صححت ما كانت تود قوله وأضافت : - أنا ابنة عمها 0
قال ببطء :- أرى هذا ، لقد سررت أنها وجدت لها عملاً آخر ولكنهم رفضوا إخباري في المطعم أين ذهبت أو أين تقطن 0إنها ضربة حظ حقاً أن أقابلك هكذا 0 والآن تستطيعين أن تعطيني عنوانها 0
قالت آبي : - لا 00 لا استطيع 0 فلديها بعض المشاكل الشخصية التي يجب أن تعالجها ، ولا تريد أن يعرف أحد أين هي 0
قال كيفن :- قد استطيع مساعدتها في حل مشاكلها 0إن كانت في مشكلة0
قاطعته آبي : - ليست كذلك 0إنها ببساطة تود أن تترك بمفردها 0
ابتعد كيفن عن آبي مما أعطاها فرصة لتتأمله 0لقد كان هناك بعض الشبه بينه وبين شقيقته غير كونهما يملكان شعراً أشقر ، وعينين عسليتين ، إذ كان كيفن طويلاً ن اما قسمات وجهه فقد بدت لافتة للنظر 0ولكن الاختلاف الواضح بينهما كان في رقته التي كانت مختلفة عن قسمات اليز المفعمة بالحيوية نن سمعته يقول :- غالبا ما تنادينها كارولين ، أهذا اسمها الحقيقي ؟
إجابته : نعم
قال : - سأجدها ن أتعلمين منذ أن قابلتها أدركت أنها ستكون مهمة بالنسبة لي 0 لا أستطيع أخراجها من فكري 0
قالت آبي : مفهوم ، إنها جميلة جداً 0
قال : - الأمر أكثر أهمية من شكلها ، فهي بريئة وحساسة 0
حسنا لقد كان محقاً 0فكرت آبي وهي تحلل شخصيته أكثر 0ولكنها كانت لا تزال تعارض نقض كلمتها مع كارولين التي لم تكن تريد الارتباط بأي كان قبل أن حرة قانونياً من جيفري 0
كرر كيفن : يجب أن أراها ، لن أخبر روري أو شقيقتي أنا أنت من أعطاني عنوانها ، اذن ليس عليك أن تقلقي بهذا الشأن 0
سألته آبي بفضول : - وماذا سيفعل روس بهذا الشأن ؟
أجاب : - إنه واليز متقاربان للغاية 0لقد كان أفراد عائلتينا أصدقاء منذ عدة سنوات ، كما أن اليز هي التي أقنعته بالذهاب إلى المطعم معي لمقابلة كارلا ، كارولين بنفسه ، ولكنك تعلمين كل هذا أليس كذلك ؟ لا زلت انكمش خوفاً كلما أتذكر كم كان وقحا معك 0
ردت أبي : جيد أنه كان وقحاً معي وليس مع كارولين ، لو قال لها نصف ما قاله لي لانفجرت بالبكاء0
- وهذا ما يثبت رأيي أنها حساسة 0 ألن تدعيني أعرف مكانها ؟ باستطاعتي المساعدة في حل مشاكلها 0
قالت آبي : - سأخبرها بما قلت ، ولكني أشعر بصدق أن عليك أن تتبع نصيحة أهلك وتنساها 0
اعترض كيفن بغضب : لست طفلا لا يعرف ما يريد 0 عن كنت 000
توقف عن الكلام فجأة إذ دخلت شقيقته وقالت : - كيفن ، لٍِِم لم تقدم فنجان قهوة لآبي ؟
قال : - عفواً ن ياليز لقد نسيت 0
قالت آبي بهدوء :- على كل حال لا أريد
قالت اليز بينما ضاقت شفتيها القرمزيتين ك- ليس هذا هو الموضوع ، ولكن هناك طريقة صحيحة وأخرى خطأ للتصرف 0
تورد كيفن خجلاً واستعادت آبي كلماته بأنه ليس طفلاً رغم أنه كان واضحاً أن شقيقته لا زالت تعامله كطفل ، إن كانت بقية عائلته تعامله على نفس المنوال ، فلا عجب ان كانت تعوزه بعض الثقة 0وقد أدركت أيضاً لما وقع في حب كارولين 0لا شك أن حساسيتها المرهفة جعلته يبدو قوياً بوضوح ، قال وهو يبتسم لآبي مغادراً : - سأرحل 0
ابتسمت له هي أيضا ثم تنبهت إلى أن اليز تراقبها فقالت أول شيء خطر ببالها : - لقد قلت لي أن شقيقك الصغير هنا وتوقعت أن أرى تلميذ مدرسة 0
قالت اليز :- أحياناً يتصرف كأنه هكذا فعلاً ن ورغم أنه ذكي ومدهش فيما يتعلق بالعمل 0إنه مدير أحد مخازننا الرئيسية وهو يقرر أشياء مهمة ن ولكنه أحمق فقط في ما يتعلق بأموره الشخصية 0لقد اعتقدت أحدى الفتيات أنها أوقعته في شركها ولكنني أظن أن روس قد أرعبها 0
بقيت آبي صامتة ، من الواضح أن روس لم يخبر صديقته عن علاقتها بكارولين ولم تجد سبباً واضحاً لإخبارها بذلك 0 ولتتجنب ملاحظات أخرى حول كيفن وحياته الخاصة فقد فتحت محفظتها واستخلصت الملاحظات التي دونتها 0 تناقشا لمدة ساعة في اقتراحاتها بشأن الدعاية لفرع الأزياء ووافقت اليز بسهولة على جميع هذه الاقتراحات حتى أن آبي تسألت لخضوعها المفاجئ 0بدا لها ذلك بعيداً عن شخصيتها 0سألتها اليز :- وماذا حضرت لروس 000للسيد هانت ؟0
أجابت آبي : مقابلات مختلفة مع الصحف و برامج تلفزيونية عديدة ، غاري وينتون متحمس للغاية وقد أعطاني ثلاثة مواعيد تحدد متى يستطيع استضافته في برنامجه 0 احتاج أن أتكلم مع روس ليخبرني عن مواعيده المتيسرة 0
ذكرت اسمه الأول عن قصد 0لقد طلب منها ذلك بنفسه وقد شعرت بالغضب من الطريقة التي تحاول فيها اليز إشعارها أنها قريبة منه 0
علقت اليز :- روس لا يستطيع أن يحتمل هذا الرجل0
علقت آبي :- ليس بالضرورة أن يحبه شخصياً ، فالشيء الوحيد الذي علينا تذكره أن غاري يجتذب عشرة ملايين من المتفرجين0
قالت اليز :- سأخبره بكل ما ذكرته ، إن لم استطع على حمله على تغيير رأيه فلن يستطيع أحد ذلك 0
كان الاكتفاء في الصوت القوي أقوى من قدرة آبي على الاحتمال فوقفت لتذهب ، وهي تفعل ذلك إذ بالباب يفتح ويدخل الرجل الذي كانتا تتحدثان بشأنه ، قطع الغرفة بخطواته التي بدت كنمر جميل ، نمر مستعد للصيد في هذا الصباح وهذا ما بدا للحدة التي بدت في عينية الرماديتين ، قال بنبرة منفعلة :- قبل أن تذهبي يا آبي ، أود أن أتحدث معك في مكتبي 0
اخفت دهشتها ، لا صباح الخير ، لا ابتسامة ، لا حديث ودي من أي نوع ن فقط أمر ن أجابت ببرودة :- ليس لدي الوقت 0
قال بحدة :- تدبري أمرك 0
لم تترك نبرة صوته الجازمة أية فرصة للجدال ن وباستسلام لا مبالي التقطت محفظتها وسمعت روس يأمرها :- اذهبي الآن أريد أن أتكلم مع اليز أولاً 0
اندفعت آبي إلى الممر ثم إلى مكتبه ورمت بأشيائها على أقرب كرسي 0لم يعاملها زبون من قبل بوقاحة كهذه 0 لقد كان حقاً أكثر رجل متعجرف قابلته حتى الآن 0كم من الوقت ينوي أن يدعها تنتظر ؟ تسألت وقررت أن تعطيه عشر دقائق وإن لم يعد خلالها فستذهب مهما كانت النتائج 0
لم يمض وقت قصير على قرارها هذا حتى سمعت الباب يفتح فتظاهرت أنها مستغرقة في لوحة كبيرة لهوكني غطت نصف الحائط 0 لقد كانت اللوحة للرسام نفسه مع عدد من أصدقائه متجمعين حول بركة في كاليفورنيا للسباحة مما يعطي انطباعاً جميلاً للصيف 0سأل روس خلفها :- أأنت معجبة به ؟
أجابته باختصار رافضة النظر نحوه :- نعم
قال : لدينا لوحتان أيضاً في غرفة الطعام 0ربما تحبين أن تريهما0
سألته : أأنت أحضرهم أم كان عمك ؟
أجاب :- أنا 00لقد كان عمي شغوفا باللوحات التي تتعلق بسباق الأحصنة 0
أدركت أنه كان من المستحيل أن تتجنب مواجهته فاستدارت نحوه وسألته : لم أردت رؤيتي ؟
أجاب :- للناقش أمر كيفن 0لقد مر بي ليكلمني وقال أنه كلمك ، وأظن انه سألك عن ابنة عمك ؟
هزت رأسها موافقة ن فقال :- أنا واثق أنك لم تعطه عنوانها ، فأنا متأكد بأنه طلبه 0
أجابت :- لقد طلبه فعلاً ولكنني لم أعطه له 0
قال :- جيد ، وكيف تخلصت من ذلك ؟
- بإخباره بأن علي أن أخذ موافقة كارولين أولاً 0
- مشت تجاه أحد الكراسي وجلست عليها إذ وجدت أن اقترابه منها كان مربكاً ، فعل نفس الشيء فوراً ولم تشعر بأنها عرضة للهجوم بفضل الطاولة العريضة التي كانت تفصل بينهما 0قال لها :- كان هذا عذراً ممتازاً يا آبي 0

فقالت :- لقد كانت الحقيقة ، إن كانت كارولين تود رؤيته فسأعطيه رقم هاتفها 0
قال :0 أتمنى ألا تفعلي 0
سألته :- ولم لا؟
قال روس بطريقة جافة :- لنقل أن لدي مهمة حماية الشبان البسطاء من أنفسهم 0
سألته :- ألم تصدق ما قلته لك بشأن كارولين ؟ فقد كان الأجر السبب الوحيد الذي من أجله عملت في ذلك المكان ن إذ كان أكثر بكثير مما كانت تكسبه لو عملت في مكتب 0فقد كانت تحتاج إلى كل بنس لتعتني بنفسها وبالطفل 0
قال هازئاً :- ليس هناك من أم طبيعية تترك طفلها وحيداً كل الليل 0
- كانت سيدة المنزل تعتني به ، وقد اختارت كارولين العمل ليلاً لتكون حرة وتقضي نهارها مع الطفل0
- قال بكره :- وكيف يحدث أنها تعمل نهاراً معك الآن ؟
- لقد وجدت مركزاً رائعاً للاعتناء بالطفل نهاراً وشارلي هو 000
- قاطعها بسخرية واضحة :- مركز فُتح حديثا أليس كذلك ؟ دعينا نتفق على اختلافنا حول موضوع قريبتك 0من الطبيعي لفتاة مخلصة مثلك أن تدافع عتها 0
- انحنى للأمام واضعاً مرفقيه على الطاولة الفولاذية قائلاً :- أريدك أن تعديني أنك لن تخبري كيفن أين تقطن أو أنها تعمل لديك0
تحدته آبي قائلة :- وإن لم أفعل ؟
قال :- سيكون هذا الأمر مكلفاً 0
قالت :- أتعني بأنني سأخسر عملي ؟
هز كتفيه بلا مبالاة وقال :- ليس هناك من أحد لا غنى عنه
حدق بيديه مفكراً وهو يعطي الانطباع بأنه كان يفكر ملياً في تعليقها وقال :- إنك على حق 0لا أريد أن أخسرك كشريكة 0ب0آر 0تماماً كما لاتريدين خسارتي كزبون 0 ومن خلال الأفكار التي قدمتها فأنا أقدر أنك من أفضل العاملات في هذا المجال 0
دهشت لتغيره المفاجئ ولكنه لم يكن هادئاً بأية حال 0 سيأخذ أكثر من عدة كلمات إطراء ليزيل الكره الذي اضطرم في صدره :- شكراً 0قالت لا مبالية واستدارت لتذهب 0
صاح قائلاً :- أتمنى أن لا تجعلي كيفن يتصل بابنة عمك 0إنه يتخيل أنه واقع في حبها 0 وإن كانت علاقاته السابقة والقصيرة الأمد تساعد في هذا الأمر فإن كارولين هي من سيتألم0 إذ يبدو كيفن من النوع الممل
- هذا ما يحصل عادة قبل أن تأتي المرأة المناسبة 0 قالت آبي ببرود وأغلقت الباب بهدوء خلفها بدون أن تعطي أية فرصة للتعليق آخر 0
عندما عادت إلى مكتبها ألقت عليها كارولين نظرة واحدة وهزت رأسها قائلة : لا أعلم شيئاً عن شركات كوبرز ولكنك دائماً تعودين من هناك وتبدين جاهزة لقتل أحدهم 0
رمت آبي بنقسها على +كرسيها الدوار ودارت به بقسوة و أجابت : - أنا هكذا فعلاً أود قتل روستر هانت 000لقد التقيت بكيفن عندما كنت هناك 0
قالت هذا وهي توقف كرسيها ثم سردت أحداث الصباح باختصار ، وأنهت حديثها بقوة :- أتردين أن أعطيه رقم هاتفك أم لا ؟
أجابت كارولين :- بالطبع لا 0 فأنت إن فعلت فستقولين وداعاً لشركات كوبرز 0
قالت آبي بحزم :- لا تجعلي هذا الأمر يتحكم في قرارك ، نحن نتدبر أمرنا جيداً من دون شركة كوبرز و000
قاطعتها كارولين :- لا زال الجواب لا 0على كل من الأفضل لي ألا أخرج مع أحد قبل أن أحصل على حريتي من جيفري 0 إن كان كيفن مهتماً بي منذ ستة أشهر فسأفكر في الأمر 0وإلى أن يحدث هذا فستكونين في شركات كوبرز ، فهانت المرعب لن يجد الأمر صعباً لطردك 0
كانت فرصة آبي باختبار روس قصيرة الأمد ، إذ أن كيفن أتى لزيارتها بعد يومين بدا حديثه وهو يدخل إلى غرفتها ،:- اعتذر عن إزعاجك ، ولكنني أريدك أن تعطي هذه لكارولين 0
وضع مظروفاً مختوماً على طاولتها وأضاف :- لقد كتبت أخبرها كم أتوق لرؤيتها و000حسناً أتمنى أن تغير رأيها وتقابلني بعد أن تقرأ هذا0
علقت آبي وهي تتمنى أن يكون روس من نفس نوع كيفن :- إنك لجوج ولا شك 0
- لست دائماً كذلك ، ولهذا فإن اليز وروس لا يأخذان مشاعري نحو كارولين على محمل الجد 0
- خفق قلب آبي بقوة وسألته :- أتعلم شقيقتك بصلة القربى التي تجمعني بكارولين ؟
أجاب ك- لقد أخبرها روري 0
قالت آبي : أراهن أنها لم تكن مسرورة بذلك 0
تأوه كيفن قائلاً :- أرادت أن تطردك 0
ثم بهت وجهه وقال :- لم يكن علي أخبارك 0 ومع هذا فليس عليك أن تقلقي فقد رفض روري 0
- هذا جيد 0 أحب الرجل الذي يعرف ما يريد
- قال :- إذن عليك أن تكوني شديدة الحماس بالنسبة لروري ، فحتى لو أراد أن يعفيك من خدماتك إلا أنه عندما أصرت اليز على أن يفعل هذا صمد بعناد وقال لا0
- لم تفكر آبي أبداً أن اليز ستستحق إقرارها بالجميل إلى الأبد مما دل على أن أحد لايمكن أبداً أن يفرض شيئاً 0مستندة إلى كل ما عرفته ن طلبت رقم هاتف ابنة عمها الداخلي وقالت :- أرجوك تعالي حالاً 0
قالت هذا ووضعت السماعة جانباً 0
كرر كيفن قوله : هل ستعطين رسالتي إلى كارولين ؟
- تستطيع أن تفعل هذا بنفسك 0
أجابت آبي بينما فتح الباب ودخلت كارولين 0
أقنعتها نظرة السعادة التي بدت على وجهيهما وهما يحييان بعضهما أن الأمر بينهما أكثر من إعجاب عابر فتمتمت بلباقة أنها ستعود خلال عشر دقائق ثم تركتهما 0
عندما عادت كان كيفن قد غادر بينما كانت كارولين مشعة بالسعادة ن صرخت كارولين قائلة :- أنا مسرورة لأنه رفض كلمة لا كجواب 0 سأتناول العشاء معم الليلة 0
لم تستطع آبي إلا أن تقول لها : ظننت أنك لن تخرجي مع أحد وماذا ستفعلين إن علم جيفري بالأمر وسبب لك المتاعب 0
أجابت كارولين :- لقد أخبرت كيفن عنه وأن لدي طفل أيضاً فقال أن علي أن لا أقلق وبأن جيفري هو من تخلى عني ن وبالتالي أستطيع أن أطلق منه بغض النظر أن كنت أخرج مع غيره أم لا
- إذن علي كل سيء جيد أن ينتهي بشكل جيد 0
قالت آبي هذا وهي تتأمل كارولين التي خرجت من المكتب وهي ترقص 0لو كانت حياتها ومشاكلها تحل بسهولة 0لِم لم يكن روس قصيراً وبديناً بدلاً من أن يبدو كفارس أحلام بل لِم لم تكن اليز قصيرة وبدينة ؟ لكان روس عندها حراً ولن يكون هناك سبب يمنعها من الخروج معه 0عبست واستدارت في كرسيها 0في كل الأحوال أن مخططه للزواج الناجح لا يجعله زوجا مناسباً ، على الأقل ليس زوجها هي 0إذن استمري يا آبي بتذكير نفسك كم هو غير مناسب لك 0دمدمت واستدارت نحو الكمبيوتر مركزة انتباهها على العمل 0
ذهبت لرؤية انريكو في نهاية الأسبوع ، فقد أخذت أحدى شركات التلفزيون على عاتقها سلسلة من الطهي ، وفوضت آبي للتفاوض بأن تقرر أي جزء على الشاب الايطالي القيام به 0
لم تذهب إلى شركات كوبرز منذ لقائها الأخير الغاضب مع روس 0كانت تدرك أنها لن تطرد كما كانت متأكدة أن روس يعتزم جعلها تمر في أوقات عصيبة 0ليته يذهب بعيداً لبضعة أشهر فقط سيدرك كم أن كيفن وكارولين سيسعدان معاً0
ولكن هذا ما كان ليحصل 000مرت بطاولة الاستعلامات وهي في طريقا إلى الخارج بعد ساعة مثمرة مع أنريكو فأخبرتها الفتاة أن السيد هانت يود رؤيتها قبل أن تذهب 0
كان واقفاً بقرب مكتبه حين دخلت غرفته ن ودخل فوراً في الموضوع قائلاً :- لقد سمعت أن كيفن قد خرج مع قريبتك 0أظن أنك تدينين لي بتفسير0
- لقد أتى إلى مكتبي وطلب مني أن أوصل رسالة إلى كارولين ن وشعرت أنه من السخف أن نبقيهما منفصلين 0000وبعد فهما ليسا بطفلين 0
قال بحنق : - لقد تجاهلت أوامري عن قصد0
- شعرت أنه ليس من حقك أن تأمرني بخصوص أمر شخصي ن يبدو كيفن متيماً بكارولين وهي كذلك 0
- يبدو كلمة فعالة 0 لقد وقع كيفن في الحب أكثر من خمس مرات ، ولا أرى أن هذا الحب سيكون أكثر متانة
قالت آبي :- قد لا يكون كذلك , ولكن هذا لا يعطيك الحق في أن تدقق فيمن يختاره 0 أنت تتصرف وكأنه مراهق0
قال :- أنه كذلك عاطفياً 0
- ليس هذا من شانك ن عليه أن يكبر يوماً ما ، وإن كنت تتصرف معه دوماً كوصي عليه فأية فرصة لديه ؟
تنبهت بألم إلى تعبير روس الحانق فالتقطت محفظتها من الأرض لكنها لم تشأ أن تذهب في أجواء متأزمة ، لذا فقد حاولت اقناعه بأمر كارولين وقالت له : - لم لا تقابل كارولين ؟ أنا متأكدة من أن شعورك سيختلف عندما تتعرف عليها 0 إنها حقاً ليست كما تتخيل 0
قال بطريقة جافة ك- هذا ينطبق على معظم النساء وبالذات أنت 0
أدركت آبي أن هذا لم يكن مديحاً لكنها لم تشأ أن تجادل في هذه النقطة فقالت بدلا من ذلك :- أهذا يعني نعم أم لا ؟
قال بصراحة ك- سأفكر في الأمر 0
شعرت بأن المقابلة قد انتهت فاستدارت لتذهب ولكنها سمعته يقول : - أشعر بكرهك الواضح لي آبي 0ألا تظنين انه من الأفضل لو أن والدك يتولى الأمر عنك هنا ؟
شعرت بقلبها يخفق بسرعة 0 لقد كان يعني طردها ن ولكن تعلم أن والدها سيحزن لأنها سمحت للمشاعر الشخصية أن تقف بينها وبين زبونها 0
قال بجفاف : - على الأقل أنت لا تنكرين كرهك لي 0
- لا تقل شيئاً لم اقله 0
- - لا أحلم بهذا ، فأنت عادة تقولين أكثر من اللازم بنفسك 0
- سأتذكر أن أتعلم عندما أكون معك 0
- لن تنجحي أبداً
انفجرت بغضب وهي تقول : أمتأكد أنت من هذا ؟
قال : - لم لا ؟ إذن لنرى إن كنت محقاً 0
فقالت : - لا تمارس علي اختباراتك ياروس ، هناك حدود لما استطيع أن أتقبله ، حتى أحافظ على عمل مهم كعملك ن والآن أن كان هذا كل شيء فـ 0000
مرة أخرى استدارت لتذهب ولم يحاول القيام بأية حركة لإيقافها إلا انه قال وهي تصل للباب :-سأخبرك عن قراري بشأن مقابلة ابنة عمك عندما أقابلك ثانية 0
أجابت بدون أن تزعج نفسها بالنظر إليه :- حسناً 0
ثم قاومت رغبتها الملحة في إغلاق الباب بعنف ، فأغلقته بهدوء شديد 0
عندها فقط أطلقت العنان لغضبها واندفعت في الممر تلعن روس في سرها وتسميه بكافة الأسماء التي تعرفها ، لقد كان أسلوبه الذي أذلها فيه خسيساً وقاسياً ، وتمنت لو كانت لديها الحرية في القول له ، أغرب عن وجهي ن ولكن والدها كان الشريك الأعلى ولم يكن القرار عائداً إليها ن بالإضافة إلى المظهر المذل للمهمة بأكملها أن هي قررت عدم الاستمرار في العمل لدى شركات كوبرز 0
لقد أدركت اليوم وبشكل نهائي أنها تريد فعلاً روس هانت 0
الجزء العاشر


دخل آرثر ستيوارت إلى مكتب ابنته وأخذ يوبخها قائلاً : "لقد تحولت إلى سيدة أعمال نهمة."
كانت جالسة خلف مكتبها مستغرقة بقراءة بعض الملفات تابع الأب :
"انها الثامنة وكان يجب أن تكوني خارجاً تستمتعين بوقتك ، وان لم يكن لديك موعد للخروج فعليك أن ترتاحي في المنزل . تتهمك كارولين بأنك ترهقين نفسك كثيراً في العمل. " فكرت آبي : كارولين العزيزة, ان ابنة عمها ممتنة لها لاعطائها عملاً وإلى اظهار كيفن في حياتها من جديد مما جعلها تقلق بشأنها . وتساءلت كيف تجري الأمور معها . لقد كانت مشغولة جداً حتى انها لم تكن لتراها باستمرار . سألها والدها :
" أترغبين في تناول العشاء معي ؟ تعرفين والدتك , أنا متأكد انها طبخت ما يكفي لستة أشخاص آخرين ."
قالت :
" شكراً ولكني متعبة للغاية . كل ما أريده حمام ساخن وسرير. " علق والدها باختصار :
" وطعام ."
قررت آبي ألا تدع كرهها لروس يؤثر عليها . لقد عملت كثيراً في الأسابيع الثلاثة المنصرمة , كما ان مشروعها قد كُوفئ بمقابلتين تلفزيونيتين مع اليز وانريكو بالإضافة إلى تغطية الأحداث بواسطة الصحف . ولكن مشاعرها المجروحة من جراء مقابلتها الأخيرة مع روس حالت دون بدئها العمل في الدعاية له . أغلقت غطاء مكتبها ومدت ذراعيها بكسل فوق رأسها ثم أزالت بعض دبابيس الشعر عن رأسها تاركة شعرها يتموج بإهمال فوق كتفيها . لقد حان الوقت للذهاب . كان رأسها يؤلمها ولم تعد تستطيع التفكير بوضوح . دخلت إلى شقتها وسمعت جنجس ,هرها الفارسي الأسود وهو يموء بسعادة , رفعته إليها لتعانقه ثم ذهبت إلى المطبخ . كانت تتوق إلى شيء تشربه , وبعد ان وضعت دجاجة في مقلاة , ذهبت إلى البراد وأخرجت زجاجة عصير . أرادت أن تنام على أريكة في غرفة الجلوس , فوضعت كوبها جانباً وذهبت إلى غرفة نومها لتبدل ملابسها . تكومت بجانب الوسائد , فشعرت ان توتر اليوم قد زال , كل ما كانت تحتاجه هو بعض الموسيقى , وضعت اسطوانة فبدت الموسيقى وكأنها تهدهد لها لتنام . سمعت جرس الباب قبل أن تمر دقيقتان وهي على هذا الوضع , ربما تكون آن , صديقتها التي تعيش قريباً من شقتها والتي اعتادت أن تمر عليها لزيارتها دون ان تخبرها . فتحت الباب والكوب في يدها , فكادت أن تسكب العصير وهي ترى بدلاً من وجه آن النحيل , وجه روس هانت . كان يرتدي بذلة رمادية مقلمة وقميصاً أبيض مقلماً باللون الرمادي , كان يبدو رائعاً بشعره المبعثر وقد اختلطت بعض الخصل الجوزية بشعره الأسود , ولكنها شعرت للحال بالغضب من نفسها لهذا التفكير . سألته :
"ماذا تريد ؟
" أجاب :
"أن أدخل قليلا. "
أدخلته إلى غرفة الجلوس بفظاظه , كان روبها الصوفي الناعم طويلاً بحيث أوشكت أن تتعثر فيه قبل أن تثبت قدميها وتتحاشى الوقوع . سألها:
"هل أنت بخير؟ "
أجابت :
"أجل . ولكن روبي طويل جداً اذ لم أرتد خفاً .
" سألها
" إذن فلم لاترتدين واحداً؟" أجابته :
"لأني أستمتع بملمس السجاده تحت قدمي."
أبتعدت عنه وهي تقول :
"أترغب في شرب شيء؟"
" لا شكراً. "
"سأشرب عصيراً بينما أتناول عشائي , فأنا لم أتناول طعامي بعد ."
لمح قائلا وهو يخلس على الكنبه :
"لن أؤخرك كثيراً."
كان من الصعب أن تفهم أطباعه فقد بدا ودوداً للغايه . ربما أتى ليشكرها على جهودها بالنيابه عن شركته , فخلال زيارتها إلى شركة كوبرز مؤخراً كان إما غائباً أو أنه تعمد الايراها. جلست وتناولت كوبها وسألته
"لم أنت هنا ؟ أهناك شيء مهم ؟"
بدا صوته قاسياً وهو يجيب
" انه بخصوص ابنة عمك ال****ه . لقد حاولت سحب المال من كيفن , وأريدك ان تبليغها أنني سأخبر الشرطه ان فعلت هذا ثانيه ."
قفزت آبي على قدميها بسخط وقالت :
"كارولين هي أقل فتاة جشعه أعرفها , ليس هناك من طريقة تجعلها ...." قاطعها بصوت صارم :
"اخ
جلسي وأهدئي .أنني أدير الأعتمادات الماليه لعائلة كيفن , وقد أتى اليوم ليطلب مني ثلاثين الف باوند ."
صعقت آبي من هول المبلغ وقالت :
" ربما كان يود ان يسدد ديناً . على كل حال لقد قابلت كارولين في مطعم كيتي و...." قاطعها روس قائلاً :
"لقد ذهب إلى هناك ليشهد حفله ساهره لصديق له على كل حال أعرف لم يحتاج إلى المال , فقد قلت له أنني لاأوافق على إعطائه المال مالم يخبرني لمل يحتاج إلى كميه كبيره كهذه ." قالت آبي بشك
" أتعني أن كارولين طلبت منه ؟"
أجاب :
" بطريقه غير مباشره ."
سألته :
"وماذايعني هذا ؟"
قال :
" لقد استخدمت زوجها عديم الفائده لهذه الغايه , لقد اتصل بكيفن وقال انه كان يراقبها وانه لن يناقش أمر الطلاق او يطالب بحقوقه في رعاية ولده ان أعطاه كيفن مايستحق هذه التضحيه ."
سألته آبي :
"وأنت تعتقد ان كارولين متفقه معه ؟"
قال :
"بالطبع "
ضحكت آبي وقالت :
" لو كنت وافقت على إقتراحي بمقابلتها لكنت أدركت كم أنت مخطىء .فتاة عانت الحرمان حتى الموت لكي تعيش رافضة طلب المساعده من عائلتها لايمكن أن تذهب إلى زوج تحتقره لكي تبتز بمساعدته الرجل الذي تحب."
"أتظنين بصدق ان زوجها قد فعل هذا من تلقاء نفسه؟ لا , كل هذا يبدو مقصوداً ."
قالت :
"أنت أحمق .لن تعود كارولين إلى جفري ولو كان يملك مليون باوند وليس ثلاثين الفاً فقط ."
" أنا لاأقول أنها ستعود إليه , بل فقط أنهما سيتقاسمان المبلغ . أتعلمين المثل الذي يقول عصفور في اليد .... انها متأكده على أي حال أن مشاعر كيفن ستستمر وبهذه ستكون متأكده من الحصول على شيء .
" لاذت بالصمت ثم ضربت بعنف كوبها على الطاوله بحيث أندلق العصير منه . وسألته بعنف :
"لم تفكر بالناس بالسوء دوماً ؟ انها تحب كيفن و...." قاطعها روس
"من السهل أن نحب رجلاً شاباً وثرياً ,"
" ومن السهل أيضاً أن نحب أمرأة شابه وثريه ... كيف ستشعر أن أتهمتك بأنك تريد الزواج من أليز من أجل مالها بدلا من الحب؟"
رفع حاجبيه السوداويين بكبرياء وقال :
"لدي مايكفيني من المال , وعلى كل حال نحن لانتناقش بشؤوني أنا .أقترح أن توصلي تحذيري إلى أبنة عمك ."
قالت بحنق :
" سأفعل , وأنت اهتم بعملك ."
تنهد روس ووقف قائلاً بهدوء :
"أتمنى أن تنظري إلى الموضوع من وجهه نظري . أنت تتهميني بأنني متحامل عليها ولكنني أستطيع قول نفس الشيء عنك . أنت تحبين كارولين ولاتستطيعين رؤية أخطائها ."
قالت:
"أنا لست حمقاء .ليس هناك من أحد مثالي ولكني أثق كلياً بأمانتها."
قال بأدب :
"إذن ليس هناك ماأضيفه . آسف لكوني أخرت عشاءك أتمنى ألا يكون قد فسد." قالت:
"أن كان قد فسد فسأطالب تعويضاً من شركة كوبرز .أنا أحاول أن اتذوق وجباتك الجاهزه لأرى كيف تضاهي وجبات منافسينا "
ابتسم وقال :
"وكيف تجري الأمور معك؟"
اجابت :
"بشكل جيد للغاية"
رفضت الدخول بأي حديث أضافي معه وذهبت باتجاه القاعة الرئيسية. قال:
"قبل ان أذهب أود أن أشكرك على الدعاية التي تقومين بها لصالحنا, لم اكن اريدك ان تظني انني لست مطلعاً عليها" قالت:
"انا واثقة من انه لايفوتك أي شيء يتعلق بعملك ياروس , وهذا احد أسباب نجاحك"
عبر عن شكره لاطرائها بايماءة صغيرة واتجه نحو الباب,وبينما هو يفعل ذلك رن جرس الانترفون فانتظر حتى تجيب آبي لدهشتها كانت كارولين على الطرف الآخر,فضغطت آبي على مزلاج الباب الخارجي لتفتح الباب السفلي وقالت:
"يبدو انك ستقابل ابنة عمي اردت هذا ام لا ,إلا إذا كنت تود ان تغادر عن طريق سلم النجاة"
أجاب :
"هذا الأسلوب يتبعه اللصوص والمخادعون ,وبما انني لست واحداً من هؤلاء ..."
وسكت حين قرع الجرس ووقف جانبا بينما كانت كارولين تخطو نحو القاعة بدت كارولين كعاملة نشيطة وأم متعبة وهي من دون أية مساحيق تجميل , وقالت:
"أنا... أنا اسفة لإقحام نفسي ولكني كنت اعلم انك تريديدن هذا التقرير بصورة ملحة ,ولقد انتهيت منه لتوي"
سألتها آبي بتعجب:
"ألا زلت في المكتب حتى هذا الوقت؟" أجابت كارولين :
"لا بأس , فالسيدة ولسن تحب ان تحمم تشارلي بنفسها " قالت آبي
"كنت تستطيعين تأجيل هذا الغد"
هزت كارولين كتفيها وأعطتها مظروفا ضخما واستدارت لتذهب ولكن آبي قالت:
" لا تذهبي. أود ان اعرفك على السيد هانت" حاولت آبي الاحتفاظ بهدوء صوتها وتعبير وجهها ,اما كارولين فقد احمر وجهها بينما كان روس يخضعها لتقييم حاد. سأل فجاة:
" أأستطيع أن اوصلك إلى منزلك ؟" ابتسمت كارولين وقالت :
"ليس أن لم تكن تقطن في جنوب لندن. لاتقلق بشأني فأنا معتاده على الحافلات ."
اعترضت آبي قبل أن يكرر روس طلبه وقالت :
" أبقي وكلي شيئاً قبل أن تذهبي . أريد أن أراجع التقرير معك ."
فكرت آبي
: لم يكن طلب روس ناتجاً عن تهذيبه . لقد أراد بوضوح أن يرى أن كان يستطيع ان يوقع ابنة عمها في مصيده لتعترف انها كانت متحالفه مع جفري. قال روس:
" سأذهب إذاً "
ظهرت السخريه على فمه , لقد كان يعلم تماماً لما عارضت آب دعوته . أطلقت آبي تنهده أرتياح حين أغلق الباب خلفه معترفه كم جعلها عرضه للأنتقاد . لقد جعلها تشعر بالحساسيه والقسوه . ياللمزيج غير المريح من الشعور. اعتذرت كارولين ثانيه :
"أنا حقاً آسفه لإقحام نفسي بالطريقه التي فعلت . لقد دهشت عندما رأيت من كان هنا .لم أكن أعلم ان "الرئيس الكبير" يقوم الزيارات ." قالت آبي
" انه لايفعل هذا ."
قالت كارولين :
" ومن كان هذا إذن خياله ؟ "
ارتجفت آبي وقالت :
"كم هو رهيب أن تظني ان لديه شخصتين . أحداهما سيئه بما فيه الكفايه ."
قالت كارولين :
"ربما فيما يختص بالعمل ,أما أجتماعياً فأظن ان كل فتاة تعتبره أمير الأحلام .
" أجبرت آبي نفسهاعلى الأبتسام وقالت :
" كما ان أليز تبدو كأميرة أحلامه. تعالي ,نستطيع ان نتحدث بينما نأكل ." بعد عشر دقائق , جلستا في المطبخ الصغير وأخذتا تتقاسمان الوجبه الشهيه . عندها فقط أخبرت آبي كارولين بدهشه لما أتى روس ليراها , مقررة انه من الأفضل لها أن تسمع اتهامه لها من شخص يحبها أفضل من سماعه من كيفن الذي قد يخفي شكوكه في مايتعلق ببرائتها. قالت كارولين بدهشه :
" أستطيع ان افهم السبب الذي جعله يقول هذا , فهو لايعرفني و.... " قالت آبي :
" لقد رفض مقابلتك ."

" لأنه عنيد , معظم الرجال هم هكذا , كلما كافحت أكثر كلما قاوموا أكثر," سألتها آبي
" أين تعلمت أن تكوني ذكية هكذا "
" لقد ذهبت إلى مدرسه قاسيه أسمها الزواج من جفري " تنهدت آبي وقالت :
" وماذا ستفعلين بشأنه ؟"
قالت كارولين :
" سأذهب إلى محام بغيض آخر وأطلب منه أن يسحب كل المبالغ المستحقه . جفري يبتز ممن هو أضعف منه وعندما يهدد فهذا يعني أنه ينهار. لاتقلقي , ستحسن الأمور , أشعر بهذا ."
قالت آبي بتمهل :
" أنا سعيده لأن احدانا متفائله , ولكن عندما يفكر كيفن ملياً فقد يظن بما ظنه روس." فكرت كارولين بما قالته آبي بصمت ثم هزت رأسها وقالت :
"لقد تكلمت معه الليله وبدا محباً كالمعتاد . لو كان لديه أدنى شك لكان غيّر فكرة بشأن أنتقالي " سألتها آبي
" انتقالك ؟"
"نعم لقد طلب مني أن أنتقل للعيش مع أهله . لديهم منزل في سانت جون وود "
"أترين هذا حكيماً؟ لم تتعرفا على بعض بما فيه الكفايه ...." قاطعتها كارولين :
"بما فيه الكفايه لندرك أننا نحب بعضنا .أعرف انك تظنين أنني أتسرع ولكن العيش مع أحدهم هو أفضل طريقه للتعرف عليه." سألتها آبي :
" ومن أقترح هذا؟" أجابت كارولين :
"هو بالطبع ,كوني سعيده لأجلي ياعزيزتي , أعرف أنني أقوم بالشيء المناسب ."
"أنا سعيده لأجلك بالطبع . يبدو أن كيفن يحبك بصدق ." قالت كارولين :
" انه كذلك فعلا ً , كما أن شارلي يهيم به .لقد وجدت حضانة رائعة له , ويبدو كيفن سعيداً باحضاره يومياً من هناك والأعتناء به حت عودتي ." كانت آبي سعيدة لأن حياة أبنة عمها كانت تسير بشكل جيد ولكنها شعرت بأن عليها تحذيرها فقالت :
"لاتسقطي من حسابك تأثير روس على كيفن . أنهما متقاربان للغايه ." قالت كارولين :
"أعرف هذا , ولكن ان لم يكن كيفن يثق بي فمن الأفضل أن أكتشف هذا مبكراً ."
ذهبت كارولين بعد ساعة وألحت آبي ان تستقل سيارة أجرة على ان تسدد الشركة حسابها. فقالت:" لقد أتيت إلى هنا لتسلمي تقريراً.كما انه ليس هناك من سبب كي لا توافقي على هذا" غصت كارولين وهي تقول :
"انتي لطيفة جداً معي "
ثم احتضنت آبي وأضافت :
"أتمنى ان تجدي شخصاً تحبينه. كم سيكون هذا رائعاً لو أنجبت طفلي الثاني بينما أنت تستعدين لانجاب طفلك الأول "
"لا تبالغي ,انني حتى لم اجد الرجل المناسب "
فكرت آبي وهي تطفيء النور وتجلس على الاريكة, لقد كان هذا كثيراً لهذه الأمسية المريحة. كانت مرهقة وكأنها ركضت أميالاً. حاولت وهي تتنفس ببطء أن تحرر افكارها ولكن بدون جدوى . لقد أصر روس على ملء أفكارها. كيف سيتصرف عندما يكتشف ان كارولين انتقلت للعيش في منزل أهل كيفن؟ ان حاول ان يمارس أي تأثير عليه ويسبب بانفصالهما ف... تسارعت أنفاسها وجلست محاولة أن ترى الوضع من وجهة نظره كما طلب منها وتمنت مرة ثانية لو ان ابنة عمها لم تتصرف بتهور,سيرى الأمر دون شك وكأنه دليل آخر على وقوع كيفن في الشرك, فبينما كانت آبي تعرف ان حافز الفتاة الوحيد لفعل هذا هو الحب.
الفصل الحادي عشر




كانت آبي تغادر المبنى الذي تقع فيه شقتها صباح اليوم التالي عندما اصطدمت بشاب يحمل باقة ضخمة من الازهار ذات الاعناق الطويلة .
سالها :
" أأنتِ آنسة ستيوارت ؟."
قالت :
" نعم ... أنا هي ."
ابتسم قائلاً وهو يضع الباقة بين ذراعيها :
" اذن هي لكِ ."
كان هناك عشر درزينات من الزهرات على الاقل .
كانت الوانها تتراوح بين الاصفر و الخوخي الداكن القريب الى الحمرة .
هتفت آبي وهي تفكر ان انريكو فقط قد يرسل مثل هذه الهدية السخية :
" كم هي رائعه ."
عادت الى شقتها ووضعت الزهور على الطاولة
ثم فتحت الظرف وسحبت بطاقة بيضاء بسيطة كتب عليها :
" سامحيني . روس ."
شعرت وكأن قلبها يقفز في صدرها وهي تتكئ على الحائط ,
لقد كان الاعتذار المختصر مطابقاً لرجل ,
وقد كانت تتوقع اي شئ اكثر من توقعها لاعتذار منه .
لقد كان لتصرفه هذا تفسيران ,
وتسائلت اي منهما يعني ,
أكان يعتذر لاتهامه كارولين ام لتصرفه معها هي ؟
كان سؤالا ستعرف اجابته مع الوقت .
بحثت في خزانتها الصينية واخرجت جميع الزهريات التي تمتلكها وملأتها بقدر الإمكان .
لقد كان هناك العديد من الازهار بحيث كان عليها ان تضعها في مغطس ملئ بالماء حتى تعود ببعض الاوعية من المكتب .
وزعت الزهريات في اماكن مختلفة فشعرت ان شقتها تشبه محلا لبيع الزهور .
كما احست بشذا عطر محل بيع العطور الزكي ,
لقد كان روس بالتاكيد رجلا غريب الاطوار .
ابتسمت وتوجهت نحو الهاتف الذي رن جرسه في الوقت نفسه .
قالت وهي تسمع الصوت على الطرف الآخر :
" كنتُ سأتصل بك ,
الازهار رائعة , شكرا جزيلاً ."
بدا صوته عميقاً وحاداً وهو يقول :
" وماذا عن الرسالة ؟.
أتسامحينني ؟."
قالت بنعومة :
" وكيف لا ؟ رغم انني لست متأكده عن ماذا تود الاعتذار ."
قال بحرارة :
" لا تستمري بالتحدث عن هذا .هناك اشياء كثيرة تتعلق بكِ علىّ ان اعتذر عنها ."
" لا تضايق نفسك يا روس . لقد قامت ازهارك بالمطلوب ."
" لقد اخترت هذه الازهار لانها تذكرني بكِ ."
" طويلة , نحيلة . ومليئة بالاشواك ."
" بل طويلة , هيفاء وذهبية ."
فكرت آبي بفرح :
اذن يستطيع ان يكون لبقاً وفاتناً عندما يريد .
ثم اضافت بصوت عال :
" اقدر ما فكرت به ."
" اذن عبري عن هذا بشكل عملي واقضي اليوم معي ."
سألت :
" اليوم ؟ اتعني الآن ؟."
أجابها :
" ولم لا ؟ سألغي جميع مواعيدي ان فعلت الشئ نفسه ."
كان الامر يبدو مغرياً للغاية ولكنها قاومت قائلة :
" لديّ عدة اجتماعا خلال النهار ."
قال روس :
" قولي ان عليكِ ان تمضي النهار مع زبون متطلب , انتِ لا تكذبين على اية حال ."
ابتسمت وهي تمسك السماعة مسرورة لانه لا يستطيع رؤيتها في هذه اللحظة ثم اقترحت :
" الا نستطيع ان نتناول طعام العشاء معاً بدلا من هذا ؟."
قرر قائلاً :
" سنفعل ايضاً . كم من الوقت تحتاجين لتكوني جاهزة .؟"
ترددت وهي تفكر : ما نوع العلاقة التي تربطه باليز بحيث يستطيع ان يقضي النهار مع امراة أخرى , او انه يعتبر نفسه خاليا حتى يتزوج ؟
لقد كان هناك احتمال آخر بالطبع وهو انه لم يعد اليز بشئ كما كانت تظن .
قالت وهي تستغرب موافقتها :
" اعطني ساعة لاتصل بزبائني , واخبرني الى اين نحن ذاهبان لاعرف ماذا ارتدي ."
قال قبل ان ينهي مخابرته الهاتفيه :
" ارتدي شيئا دافئا واحضري حذاء كبيرا ."
أعادت آبي ترتيب مواعيدها وهي في غاية السعادة , ثم ارتدت سترة طويلة من الكشمير وبنطالا مناسباً .
قال روس عندما رآها :
" مذهلة... و ......... مكلفة للغاية ايضا ان كان علىّ ان احكم ."
اعترفت آبي بصراحة :
" مكلف جدا بالنسبة لجيبي ,
ولكنه كان عربون شكر من صانعي هذا النوع من الثياب للعمل الذي قمت به لحسابهم ."
قال وهو يحاول اغاظتها :
" لا شك انكِ في خسارة مع شركات كوبرز .
ان سررت منكِ كما فعلوا هم فأكثر ما تستطيعين ان تتوقعيه مننا هو علبة من وجبات العشاء الجاهزة ."
كانت لا تزال تضحك بصوت خافت على ما قاله عندما نزلا السلم ,
كان روس يقود سيارة مورغن حمراء اللون .
وعندما اغلقت آبي على الموضوع ابتسم ساخراً وقال :
" انها من الآثار المتبقيه من ماضي الشباب ."
ادار محرك السيارة وهو مكتف بعدم الكلام بينما اخذ يناور للخروج من زحمة سير منتصف الاسبوع .
رغبت آبي بالبقاء صامتة كما وجدت كالعادة قربه منها امراً مربكاً .
كان يمسك بالمقود برفق بينما التفت اصابعه الطويلة حول الاطار وارتاح مرفقه على جانب لباب و قد بعثرت النسمات شعره لتكسبه طابع التهور ,
كما ان ملابسه غير الرسمية كانت تعزز هذه الصورة ... جاكيت مرقطه مع ازرار بنية , قميص صوفي جميل بلون زاهي وبنطال بني .
شعر بتفحصها له فالقى عليها نظرة سريعة بعينيه الرماديتين البراقتين ...
خفق قلبها في صدرها .
كيف استطاع ان يثيرها بهذه السهولة ؟
سألته :
" أأستطيع الآن ان اعرف إلى اين نحن ذاهبان ؟."
" الى النهر."
قال هذا وهو يضحك للدهشة التي اصابتها
وتابع :
" اعترف اننا في الشتاء ولكنه يوم جميل و فكرت في ان ناخذ قاربي و نخرج في رحلة غداء ."
قالت :
" علينا شراء بعض المأكولات ."
قال :
" لقد تدبرت الامر .. استرخي واستمتعي فقط ."
وصلا الى تشيسويك , فضغط بقدمه على دواسة البنزين بقوة .
ثم ما لبثا ان تركا الطريق العام و تجاوزاه الى الحقول و سياج الشجيرات المتناثرة على طرقات القرية الضيقة و التي تقود الى مارلو حيث يرسو قاربه .
كان القارب مطلياً بالابيض المشع ثم بالنحاس ليضفي عليه لمعانا ووميضا .
وبدا اسم القارب ", الكمال ," مكتوبا باحرف سوداء واضحة على مقدمة القارب .
قال روس وهو يحمل سلة كبيرة فيها اغراض الرحلة التي كان طباخه قد جهزها :
" مثل سيارة المورغن , لا استخدم قاربي كما يجب ان افعل ..."
ادخل السلة الى المطبخ الصغير المجهز على نحو كامل , وتابع :
" ولكن لا شئ يريحني اكثر من الابحار في النهر ."
سالته :
" هل سبق لك ان قمت بمغامرة خارج الوطن ؟"
اجاب :
" ليس في هذا القارب ,
ولكني امضيت عدة عطل مع اصدقائي ونحن نجوب البحر المتوسط في قارب كنا قد استاجرناه مع طاقمه .
يوما ما ساتخلى عن هذا القارب و ابدله بقارب افضل ."
مجرد التفكير باليز وهي تشاركه الابحار على متن القارب جعلها تشعر بالم الغيرة و ذكرها هذا بالا تسترسل في احلامها في هذا النهار .
اعترفت قائلة :
" امتلاك قارب هو احد احلامي ."
سالها :
" وماذ يمنعكِ ؟".
اجابت :
" ثمنه الباهظ ."
قال :
" لا شك ان والديكِ يستطيعان ....."
قاطعته قائلة :
" احاول ان اكون ....... "
قاطعها بدوره قائلاً :
" الآنسة المستقلة , اليس كذلك ؟."
قال لها ذلك و هو يحاول اغاظتها ثم تابع :
" اذن لم لا تفعلين شيئا جديراً بالاطراء وتصنعين لنا بعض القهوة ؟."
كانت آبي سعيدة و متعبة معاً عندما عادت الى هاي غيت في تلك الليلة .
لقد كان روس رفيقا ممتعا و مجاملا كما كان رجلا لطيفاً ,
و لقد مرت الساعات بسرعة فائقة .
كانا قد تناولا طعام الغداء في حجرة القارب الرئيسية .
وقد استمتعت آبي بأكل سمك السلمون المدخن مع سلطة الكركند المحفوظة في الثلج و الخبز البيتي والمايونيز , بالاضافة الى حلوى شوكولا الموس السخية وتوت العليق الغض .
انتهى الغداء , فامضيا الوقت وهما يتجولان بلا هدف في القارب عبر النهر ,
وامضيا المساء في حديث عابر او صمت مريح قبل ان يعودا الى مرسى القارب .
تناولا العشاء في فندق صغير و انيق قرب براي , وجلسا الى طاولة بقرب النافذة ينظران الى المياه الداكنة ,
لم يكن احد منهما جائعا , فطلبا عشاء خفيفا مؤلفا من سمك السلمون المسلوق ثم بعض السوفليه .
لم يتحدث روس عن كارولين الا عندما بدأ بتناول قهوتهما فقال :
" ادركت انني اخطأت في الحكم عليها فقط عندما قابلتها .
لقد كانت مصادفة سعيدة اذ مرت بك ليلة امس وقد اعطتني هذه الفرصة لارى لما وقع كيفن في غرامها ..بعيدا عن كونها جميلة فلديها لمسة من الشفافية ."
تمتمت آبي بدون قصد :
" لقد قال كيفن الشئ نفسه ."
كان روس يقول ما كانت تتوقعه تماما .
تابع :
" لازلت اشعر بان عليهما ان ياخذا الامور بروية , لقد مرت بتجربة قاسية و قد تغرم بكيفن كرد فعل لما حصل معها ."
قالت آبي :
" اشك بهذا , لقد انفصلت عن زوجها منذ ما يقارب السنة ."
" لا تزال السنة اياما قريبة ."
تمنعت آبي عن الكلام بدبلوماسية ...
وتابع روس :
" اضيف بان كيفن عرض عليها ان يساعدها ماديا و لكنها رفضت ,
مما جعل عائلته تتنفس الصعداء ,
ونصيحتي , ان كنتِ تريدين سماعها , هو بأن تبقي مستقلة عنه على جميع الاصعدة حتى تحصل على الطلاق ."
سالته آبي بينما خفق قلبها بقوة :
" ماذا تعني ب على جميع الاصعدة ؟."
أجاب :
" اعني انها لا يجب ان تنتقل للعيش مع اهله قبل ان يكون لعلاقتهما الفرصة لان تتوضح والا فسيظنون حقاً بانها تحاول ان توقع كيفن في شباكها ."
لم تستطع آبي ان تحجم عن سؤاله :
" من هم هؤلاء الذين تتحدث عنهم ؟."
قال روس بهدوء :
" اليز ووالدتها ,
انها عائلة ثرية و......"
قاطعته قائلة :
" لا يستطيعان التصديق ان احدا قد يحب كيفن لذاته ."
ثم انهت الحديث قائلة :
" استطيع ان افهم ان احدا قد يفكر هذا باليز التي تتصرف وكانها شبشبا ناعما بينما هي في الحقيقة قاسية كجزمة قديمة ,
اما كيفن فهو رائع حتى وان لم يملك بنساً واحداً ."
قال روس برقة :
" اوافق على هذا , ولكن ابنة عمك سبق ان مرت بتجربة زواج فاشلة , كما ان والدته وشقيقته تشعران بانه ليس هناك من داع لتعجل الامور ."
ابتلعت آبي حجته مقررة عدم افساد هذا النهار الرائع بقول اي شئ يثير جدالا .
لقد كان انسجامهما الذي اكتشفته حديثاً رقيقاً جداً للمخاطرة به .
وكما كانت تخشى , فقد كان كيفن صادقاً للغاية مع عائلته .
عضت على شفتيها و فكرت :
يبدو ان هناك ضعفاً في شخصيته يجعله يريد ارضاء الجميع ,
ولكن هذا لن يكون ممكناً دائماً ,
اذ قد يأتي وقت في حياة كل منا حيث يجب ان تؤخذ القرارات ,
فعليه ان يكون رجلاً بما فيه الكفاية ليجعل عائلته تدرك ان هناك اشياء معينة ان يقررها بنفسه .
قطع روس افكارها قائلاً :
" ادفع بنساً ."
سالت مستغربة :
" لماذا ؟".
اجاب :
" لافكارك ؟."
قالت مازحة :
" اوه . بنس واحد هو مبلغ زهيد , حاول نصف مليون ."
قال :
" اذن لابد انك تفكرين بي . لا شئ آخر يستحق هذا الثمن ."
ضحكت مسرورة لأن جو الحديث قد تغير وبقيت خالية الفكر حتى دفع الفاتورة وتوجها الى السيارة عائدين الى لندن .
لقد كان هناك قليل من الزحام فقاد روس السيارة بسرعة ,
جلست آبي منخفضة في مقعدها سعيدة بالباطانية السميكة التي احاطها بها .
توقفا عند احدى اشارات المرور عندما اقتربا من ضواحي المدينة ,,
فالتفت لينظر الى خصل شعرها الذهبي الاحمر التي تشابكت من جراءالهواء و قال :
" تبدين أجمل عندما يعصف الهواء بشعرك ."
" اذن فانا سعيدة لانك قدت السيارة بينما النوافذ مفتوحة ."
" حسناً , وانا كذلك . ولكن كان يجب ان تطلبي مني اغلاقها ."
" وافسد مرحك ؟ "
لقد احببت الشعور بانك تحارب العوامل الجوية ."
ضحك و قال :
" انتِ على حق , لقد احببت هذا فعلاً ."
ورغم هذا فقد رفع النافذة و هو يتكلم ثم التفت اليها فالتقت عيونهما .
بدت عيناها مرحتين امام عيناه , فقد كانتا محببتين وحنونتين .
شعرت آبي بانها غير قادرة على فعل شئ وكأنها توازن نفسها على منحدرات الثلج بينما تنتظر ان تقفز إلى أسفل .
ادركت عندها فقط انها قد وقعت في حبه و انها كانت تريد ان تشاركه حياته رغم كل شئ ,
ولكن هذا كان جنوناً , فقبل اليوم كانت كل احاديثهما تنتهي بجدال او على الاقل بعداء مكتوم .
وبالاضافة الى كل هذا فلقد كانت هناك اليز التي كانت جزءاً متمماً لحياته و التي كانت تنوي ابقاء علاقتهما على هذا المنوال ....
ولكن كيف يشعر روس ؟
لم يكن هذاسؤالاً تجرؤ على طرحه بصراحة ,
رغم انها بطريقة او بأخرى ستكتشف الاجابة عنه ,,
وحتى تفعل هذا,,,,, فعليها ان تحتفظ بحبها في طي الكتمان ,,,,,,,.
الفصل الثاني عشر
تحول الرذاذ الى مطر عزير بوصولهما الى لندن ثم ازداد ليصبح سيلا وهما يتجهان نحو ريجنت بارك، عندها فقط بدء المطر المطر يتسرب عبر فتحة السيارة الصغيرة مباشرة على راس روس .
تمتم وهو يلفظ انفاسه: (( لقد قالو في الكراج انهم قد اصلحو العطل . سيرون ما سافعله غدا.))
قالت آبي: (( ولكن هذا لن يفيدك الليلة، ستبتل قبل وصلك الى البيت.)) ربت بلطف على خده الرطب بمحرمته ولكن هذا لم يكن مجديا.
كان يرتجف وقد ابتل تمام عندما وقف خارج شقتها، اقترحت ابي: (( اترك السارة الليلة هنا واتصل بالكاراج لياخذها غدا صباحا. ان صعدت معي ساطلب لك سيارة اجرة.))
اوما براسه موافقا، ولكنه مالبث ان توقف عندما بدء بالعطس.
بدخولهما الى شقتها ارشدته الى الحمام ، واعطته منشفة كبيرة اخذها وهو يعطس ثم سالها مجددا: (( هل استطيع ان انتاول فنجان شاي قبل ان تتصلي بسيارة الاجرة ، فانا اشعر بالبرد كالجحيم.))
الجحيم حار ولكن افهم ماتعني.))
كانت تسكب الشاي في فنجانين عندما دخل الى المطبخ .
قالت له: (( تبدو ثيابك وكاننك قد جهدتها عن قصد.))
(( لااهتم طالما قد جفت سيعتم جيورجيو باعادتها الى شكلها.))
سالته: (( اهو خادمك الخاص بالضافة لكونه رئيس الخدم؟))
(( انه ورزوجته كنز بالنسبة لي. لا شك ان احد اسباب رفضي للزواج هو ان منزلي يدار بشكل جيد بحيث لا اريد ان تاتي زوجة وتفسده.))
لم تقل ابي شيئا لتاكدها من كونه يمزح ام لا، فتوجهت راسا الى غرفة الجلوس ووضهت الفناجانين على طاولة صغيرة بقرب احدى الارائك . ارتمى على الكرسي وبدا يرشف الشراب الساخن بامتنان.
قال روس بصراحة: (( لو كنت جاد بشان اليز كما كنت هنا معك، لقد عرفتها معظم ايام حياتي ونحن صديقان حميمان لاشيء اكثر.))
قالت ابي:: (( صديقان حميمان للفاية حسب ما قالت هي .))
(( لم اعطها اي سبب لتفكر اكثر مما اخبرتك به، وان فعلت فهذا نابع من تفكيرها الراغب في حدوث هذا الامر، فالنساء يملن الى اطلاق العنان لافكارهن.))
اصرت قائلة: (( ولكنك تخرج مع اليز.))
قال: (( انا اخرج مع الكثيرات ولم اعد اهتم باي واحدة منهن مذ رايتك.))
قالت ابي: (( ارهن انك صياد ماهر يا روس.))
قال: (( قولي هذا مرة اخرى.))
(( انك تؤدي دورك بشكل رائع.)) لوى فمه مبتسما فتابعت ابي كلامها و قالت: (( انا اسفة يا روس ولكني لست من النوع الذي قد يحبذ العلاقات العابرة. انه قرار اتخذته منذ سنوات ولم اندم عليه.))
حدقت عيناه الرماديتان الداكنتان بعينيها بشوق و قال: (( لا افكر مطلقا بعلاقة عابرة. لقد اعجبتني منذ ان رايتك في مطعم كيتي وقد احتقرت نفسي لهذا، ولكني لم اتوقف عن التكير بك، ولو لم تظهري بحياتي بمجددا لكنت عدت الى هناك لاراك.))
قالت: (( انت تمزح.))
(( لا، انا مجنون بك. انت اكثر فتاة فاتنة ، ذكية و ... ساخطة قابلتها في حياتي واريد ان...))
يابع كلامه بعد لحظة صمت: (( لقد جعلتني قاسيا بحيث كنت اود احيانا ان الوي رقبتك. فالطريقة التى كنت تجبين فيها عن اسالتي كانت تغيظني.))
نظرت اليه بعمق وهو يتكلم ، فشعرت انها تعرف هذا الرجل منذ سنوات وليس منذ اشهر قليلة فقط.منتديات ليلاس


استفاقت ابي صباحا على رنين المنبه ليذكرها بان اليوم كان يوم عمل بالنسبة لها، فتوجهت فورا الى الحمام. انهت حمامها بسرعة ثم توجهت الى المطبخ لتصنع بعض القهوة، وبينما كانت ترشف القهوة تخيلت روس يجلس قبالتها والفطور الذي ستعده له، لن يقارن بالقهوة الساخنة التي تحضرها زوجة جيورجيو ويقدمها له حيورحيو بنفسه، رغم ان رئيس الخدم لا يستطيع ان يقدم له كل الاشياء التي تسطيع تقديمها. ابتسمت عندما فكرت بعطلة نهاية الاسبوع عندما كان روس متاكدا من انه سيقضيها معها، وذهبت الى غرفتها لترتدي ملابسها.
اسغرقت مقابلتها لاحد الزبائن الصباح باكمله، ووصلت الى مكتبها بعد الغداء، قرئت البريد وامضت نصف فترة بعد الظهر وهي تملي بعض الرسائل الى سكيرتيرتها، وما لبثت ان دخلت كارولين والفضول يملأها لتهرف ان كانت ابي قد استمتعت ينهارها مع روس.
قالت ابي: (( لقد كان يوما جميلا للغايةز امضينه على ضفاف نعر التاميز ثم قمنا برحلة غداء،وتمشينا بعدها وتناولنا العشاء قرب مالو.))
قالت كارولين: ((اظن انك ماعدت تكرهينه.))
هزت ابي كتفيها بدون اكتراث، تمتمت: (( بالطبع، لقد تعرفت اليه بشكل افضل.))
سالت كارولين: (( الى اي حد بشكل افضل؟))
(( مابك؟ لقد انتهى التحقيق، ماذا وراء كل هذه الاسئلة؟))
اجابتها كارولين: (( انا متشوقة لاعرف لِمَ تحمرين خجلا؟ لدي شعور بانك اكثر من مغرمة به، ولهذا فقد عاملته دوما باستخفاف، وكان هذا دفاع لاشعوري.))
ردت ابي: (( نعم دكتور فرويد.))
ابتسمت كارولين ابتسامه عريضة وقالت: (( لم اقصد ان اكون فضوليه ولكن لا اريدك ان تتاذي.))
سالتها ابي: (( ولماذا اتاذى؟))
(( لانه وسيم، ودكي، وثري ولديه الثقافة الكافية التي تتلاءم مع كل هذه الموصفات، كما انه في منتصف الثلاثينات ولا يزال عازبا مما يدل على شيء واحد.))
سالتها ابي: (( اتعنين انه يقظ؟))
(( او انه يحب اللهو . هل... هل حاول هذا معك؟))
احمرت وجنتها اكثر فاكثر مما جعل اي ايضاحات اخرى غير ضرورية . عبست كارولين وهي تقول: (( اوه... يا ابي. لاني اعرفك فهذا يعني انك واقعة بحبه، ولكن اين اليز؟ اظن انك قلت انهما صديقان.))
قالت ابي: (( انها كذلك، ولكن فقط لان عائليتهما تعرفان بعضهما منذ ابد بعيد.))
قرع الباب ودخلت سكرتيرتها وهي تحمل صردا صغير ملفوفا بورق مميز، وقالت: (( لقد احضرلك احدهم هذه.)) فتحت ابي الطرد بحيرة ورات علبة مجوهرات جلدية صغيرة، رفعت الغطاء وحدقت بالدبوس الذهبي الصغير الموضوع على البطانة السوداء المصنوعة من المخمل. لقد كان على شكل قطة تهم بالقفز وهي تحمل بين كفيها طابة مرصعة بالالماسبينما بدت عيناها تشعان بالزمرد.
صرخت كارولين: (( اوه.. انها رائعة.))
قرئت ابي الملاحظة المكتوبة بدون توقيع وهي صامته: حتى اراك .
علقت كارولين: (( انا واثقة يانه لايرسل هدايا ثمينة كهذه الى كل امراة يعرفها، قد يكون جاد فيما يتعلق بك.))
حاولت ابي الا تبدو كقطة ابتلعت طير كنار، فتوجهت نحو الهاتف بينما حاولت كارولين ان تحزر من كانت تطلب ثم ما لبثت ان لوحت بيدها مودعة وخرجت.
عرفت ابي ان روس كان يتفقد مخازنة في الجزء الاخر من المدينة وانه لن يعود حتى ليل يوم الجمعة.
قالت سكرتيرته: (( ولكنة سيتصل بي لا حقا اليوم ان كنت تردين ان تتركي له رسالة....))
استغربت ابي انه لم يخبرها بانه سيغادر البلدة وطلبت من السكرتيرة ابلاعة بان يتصل بها في البيت بعد العمل.
غادرت المكتب في الخامسة لتحضر مؤتمرا صحفيا كانت قد نظمته في دور تشيستر لشركة العطورات التي تقوم بالدعاية لها، اصر زبونها شاكر على ان يدعوها لتناول العشاء معه ومع اثنين من مدراء الشركة في مطعم بعد انتهاء المؤتمر.
كان منتصف الليل تقريبا عندما عادت الى المنزل وادارت فورا هاتفها الالي وهي تامل ان تكون احدى الرسائل من روس، ولم يخب املها. اخبرها صوت روس قائلا: (( لقد اردت ان اخبرك يوم امس اني ساغادر اليلدة لبضعة ايام ولكني نسيت لفرط سعادتي، اتمنى ان تكون الهدية قد اعجبتك ساتصل بك عند عودتي.))
امضت ابي بقية الاسبوع في مطالعة سلسلة فن الطهي، كان انريكو قد قام بتجربة في الاستديو وقد كان رائعا بحيت تنبات له بالتخلي عن مركزه في شركات كوبرز ليصبح طاهيا لمحطات التليفزيون بدوام كامل .
كانت مشغولة جدا بعد ظهر يوم الجمعة بفحص بعض بيانات الدعاية عندما دخلت اليز الى مكتبها، بدت انيقة في بذلتها المحاكة بشكل جميل وبدت وكانها منحازة لزي العمل. اعتذرت اليز قائلة: (( اعتذر لدخولي دون ابلاغك، ولكني كنت امر قريبا من هنا وفكرت ان هذه ستكون هذه فرصة جيدة لاسالك عن المقابلة التلفزيونية التيي ستجرى لي الاثنين القادم لم استطع مناقشة الامر معك قبل الان لاني كنت خارج البلدة مع روس.))
استقرت اليز على الكرسي واضافت: (( لا ادري ايه صورة تريدينني ان اظهر فيها ؟))
قالت ابي فورا: (( صورة طبعية فالكاميرا لا تكذب وان بدوت وكانك تمثلين فستظهر هذان كوني انتي فقط.))
سالتها اليز: (( الن ابدو متكلفة؟))
قالت ابي: (( معظم النساء اللواتي يتسوقن من محلات كوبرز قد يفعلن اي شيء ليبدوم مثلك، ولعلمهن انك مصممة ازياء فسيجعلهن هذا يعتقدن بانهن يستطعن ان يصيحن مثلك ان شترين الملابس التي اخرتها انت.))
قالت اليز: (( جميل منك ان تقولي هذا . هذا يعني اني استطيع ان ارتدي الثوب الذي اشتراه لي روس امس.))
شعرت ابي للحال بانها يقظة، فهدف الزيارة ليس باي حال المقابلة القادمة ولكن كان روس بالتاكيد. هل علمت اليز بانهما امضيا يوما معا؟
تابعت اليز قائلة : (( انه من الشيفون الاحمر وهو ليس من النوع الذي قد اختارة بنفسي ولكن روس راه في مخزن في برمنغهام والح علي بان اجربه.))
قالت ابي بعد جهد: (( ان كان هذا اختياره فهذا يعني ان لديه ذوقا ممتازا.))
قالت اليز: (( بالفعل ولكني افضل ان افاجئه اظن انه من الضروري للمراة ان تحتفظ بغموضها. الا تفعلين هذا؟))
قالت ابي ببرود ظاهري مصحوب بثورة داخلية عارمة: (( اوه، اجل.))ثم تراجهت في كرسيها وقالت بنبرة عادية: (( لم اعرف انك ذهبت معه الى الجزء الاخر من المدينة، وكيف تجري الامور هناك؟))
ابتسمت اليز قائلة: (( ازدادت المبيعات بنسبة ثمانيه بالمئة عن الشهر الماضي فجميع المخازن تستفيد من الدعاية التي تقومين بها كما ان روس مسرور للغاية... ولكن رحلتنا لم تكن رحلة عمل باكملها. لقد بقينا في ستراتفورد ليلة امس لنرى الرواية الجديدة لريتشارد الثالث.))
تسمرت ابي في مكانها بوجة خال من التعبير واهتز القلم الذي كانت تعبث به بين يديها، فمدت لها يدها عن قصد وقالت وهي تكذب: ((لقد عملت خلال استراحة الغداء وان لم اكل شيئا فقد تتوعك صحتي، اترغبين في ان تاكل معي سندويشا؟))
كانت ابي ستختنق بالطعام لو قالت اليز لها نعم، فتهدت بارتياح حين رفضت عرضها.
قالت اليز: (( على ان اذهب، ساتناول العشاء مع روس وعلي ان اخذ حمامي على مهل.))
كانت ابي تفكر بسرعة : هذه الفتاة ختى الان كانت تكتفي بالقاء التلميحات حول قربها من روس، ولكنها في الحقيقة لم تقل هذا بوضوح ابدا وكان من الغريب ان تفعل هذا الان.
قالت اليز: (( لقد ادهشتك اليس كذلك؟ اعلم اني كنت دوما اؤكد اننا اصدقاء فقط، ولكن الحقيقة ان روس اراد ان يتزوجني منذ عدة سنوات ولكني كنت اريد ان اختبر نفسي اولا، وعندما اختبرت نفسي فعلا لم يعد يريد الزواج منى .))
((ولم لا؟))
اجابت اليز: (( لانه اصر على ان اتوقف اولا عن العمل في الشركة قائلا بانه لايجب على زوجة رئيس العمل ان تعمل، كما انه لم يدعني اقبل باي عمل مع شركة اخرى قائلا باني عنصر جيد بحيث لا يجب ان اعمل مع منافسيه.))
(( انه على حق.))
قالت ابي هذا وهي تتارجح في كرسيها من جانب الى اخر فخورة بنفسها اذ استطاعت الظهور وكانها غير مكترثة بالامر و قالت: (( اذن من سيربح؟))
اجابت اليز: ((كلانا. لقد اثبت جدارتي كمصممة ازياء ومع نهاية العام ساتزوج، وحتى هذا الوقت فان جميع ملابس الشتاء لشركات كوبرز ستكون قد جهزت كما انني قد جهزت الطلبات بشان الربيع والصيف القادمين، اذن اهناك وقت افضل لاعتزل العمل؟))
قالت ابي: ((لا، ولكن الن نتدمي على تركك العمل؟))
قالت اليز: ((بلي، ولكن التعويض يفوقه اهمية.))
فتحت اليز الباب وعندما وصلت الى منتصف الطريق ابتسمت وقالت: (( عندما تقعين في الحب ستعرفين ما اعني.))
وحدها في مكتبها، رفضت ابي ان تستسلم للدموع التي كانت تحرق عينيها مدركة انها لو فعلت هذا فقد لاتتوقف عن البكاء لساعات، فروس لايستحق هذه الدموع، ولا للحظة لقد كانت حمقاء اذ صدقت الخيط الذي حاكة حولها ولكن حماقتها توقفت هنا. امسكت بمعطفها واندفعت خارج مكتبها.
وصلت الى المنزل وبضجر اخذت حماما، استرخت تحت الماء الدافئه واسترجعت بهدوء ما عرفته ظهر هذا اليوم.
كم من الوقت كان روس يظن انه يستطيع رؤيتها بدون ان تكتشف اليز الامر؟ ام انه كان خيبرا بالخداع بحيث كان يقوم باعطاء موعدين لفتاتين معا؟ كانت فكرة انها قد تكون واحدة من بين كثيرات تجعلها تشعر بالشمئزاز. شكر لانه لم يكن يعرف بحبها له لقد كانت مضطرة لان تراه لاسباب تتعلق بالعمل مما قد يجعل مركزها لايطاق.
ايقظها صوت الهاتف من احلام اليقظة المزعجة ، فلم تجب لخوفها من ان يكون روس لم تقرر بعد كيف ستعالج الوضع كما كانت تريد ان تفكر مليا بالمر قبل ان تتحدث معه.
اعادت الشريط الى الوراء ووجدت ان تخمينها كان صحيحا اذ سمعت صوتا عمييقا يخبرها بانه لديه عشاء عمل وانه سيتصل في اليوم التالي.
عشاء عمل بالفعل ، قالت هذا وهي تمشي ببطء عبر الغرفة، متوترة جد بحيث لم تسطع ان تقراء او تشاهد التلفاز، وعندما اوت الى فراشها اخير كانت متوترة حد بحيث لم تستطع النوم
استعادت وهي مستيقظة نهارها معه: اغاظته لها، لبمواح، الضحك، السعادة في اكتشاف ان اذواقهما متشابهه حتي في الطعام، كان يوما للذكرى وليلة فرح لن تنساها ابدا.
بزغ الفجر ونظرت بعينين متثاقلتين الى بريدها، كان يحتوى علة بعض الاعلانات وفاتورتين، كما كان هناك دعوة لحضور حفلة من صديق قديم لم تره منذ اشهر، قكرت بسرعة قبل ان تقرر قبول الدعوة باحالتها روس الى الماضي من الناحية الشخصية فلم يكن لديها النية بالبقاء في المنزل، وكان شعارها لقد انتهى القديم واتى الجديد، وعلاوة على ذلك لقد ادركت انها كانت متشبثة بوهم، اذ انها عرفت روس منذ وقت قصير وقد تغلغل في قلبها بسرعة وعمق بحيث قد تمضي عمرها في محاولة لنسيانه.
الفصل الثالث عشر

تركت آبي شقتها ظهر اليوم التالي وكانت قد وعدت كارولين بمساعدتها في الانتقال إلي منزل عائلة كيفن بعد الظهر . توقعت إن يتصل بها روس في الصباح وقد شعرت بالاضطراب لأنه لم يفعل , وتساءلت ان على ان اليز زارتها ليلة الأمس واخبرتها عن حقيقة علاقتهما . ان كان الأمر كذلك فمن المحتمل الايتصل بها مرة اخرى ,ولكنهما لابد ان تراه اثناء عملها معه وابدا لها مشهد مروعا بحيث فكرت جديا بان تطلب من والدها ان يجعل أي شخص أخر من المكتب يهتم بهذا الموضوع بدلا منها . ولكن تفكيرها بروس تبخر حين وصلت الي البيت المهدم الذي تقطنه قريبتها لتخبرها صاحبة المنزل ان سيارة صدمت كارولين وانها في مستشفي قريبة من المنزل .
سألت آبي برعب ( هل اصابتها خطرة )؟؟؟
أجابت السيدة ,,,(( جروج وخدوش ..تعلمين المستشفيات ... لايعطون اية ايضاحالات))

قالت آبي: (( وكيف حدث هذا ؟؟ كان من المفترض ان تكون هنا , وتحزم امتعتها .))

قالت السيدة البدينة ذات الشعر الرمادي :(ليس بعد الان لقد اتصل بها صديقها وقال ان كل شيء قد انتهى كل شىء كان موضبا ومجهزا لأن تغادر ثم قال ماقاله .لقد شعرت بالهزيمة وقالت انها تود الخروج من المنزل لتفكر بما حدث وطلبت مني ان اعتني بشالي اثناء غيابها . وبعد ساعه اتصلوا من المستشفي وقالوا انها دهست لم اعلم كيف اتصل بك, كل مالدي هو رقم المكتب الذي تعمل فيه ولم يجب احد هناك .))

قالت ابى : ((سأذهب الى المستشفي حالا .اتستطيعين الاهتمام بشالي ريثما اعود ؟.))

قالت السيدة ((بالطبع . انه صغير ولطيف ليس هناك من مشكلة .))

شعرت ابي عندما القت النظرة الاولى على ابنة عمها وهي ممددة على سرير المستشفي الضيق باختناق في حلقها .بدت كارولين شاحبة كالملاءة التي تغطيها ,ومليئة بالخدوش وكأنها ملاكم خسر المعركة . كانت صورة مختلفة تمام عن صورة الفتاة الجميلة والمشرقة التي رأتها امس في المكتب .
قالت كارولين بضعف والدموع تتساقط من عينيها (( اوه ياابي . أنا سعيدة لاني رأيتك ))
((ليس بقدر سعادتي انا .ماذا حصل ؟؟هل دهسك باص ؟))
قالت كارولين (( عبرت الطريق بدون ان انظر جيدا ووقعت امام السيارة .))
قالت ابي ((أنت محظوظه لأن اصابتك ليست خطرة .))
شعرت ابى بسخف ملاحظتها ولكنها كانت تعلم ان هذا افضل من ان تبدي خوفها الحقيقي وهو ان كارولين حاولت الانتحار,, فقالت : (( تقول الممرضة انك كسرت ضلعين وان لديك عدة خدوش .. ولكنك ستصبحين افضل بحيث تغادرين غدا..))
امتلأت عينا كارولين بالدموع وقالت :إلى ابن سأذهب ؟
كفين لم يعد يريدني كما ان غرفتي اعطيت لسواي .))
فال ابي :( تستطعين البقاء مع عائلتي , سيحبون ان تكوني بينهم ))
امسكت ابي بها بتعاطف وسالتها (( ماذا يحدث بينك وبين كيفن ))
أجابت كارولين (( ليس لدي اية فكرة . لقد اتصل فقط وقال انه من الافضل الاانتقل للعيش معهم ولم يقل شيئا اخر .
تذكرت ابي كلام روس بان عائلة كيفن لم تكن موافقة على ان تعيش كارولين معه حتى تصبح حره . وقد كانت ابي واثقه بان هذا كان وراء احداث اليوم . ربما لم يغير روس رأيه ابدأفيما يتعلق في ابنة عمها برغم كلماته اللطيفه التي كانت متناقضة مع مايفكر به فعلا . شعرت بالمرارة تملؤها ؟ لقد علم بأن علاقتهما لن تتحسن طالما كان ضد كارولين , ولهذا السبب فقد حاول التظاهر بعكس مايظن . لقد كانت خطة لارضائها واغوائها فقط
اعلنت ابي بصوت عال..(( لازالت عائلة كيفن قلقة بشأن علاقتك مع كيفن ,,وانا متأكدة من أن ليزا اقنعت روس بالضغط عليه )
قالت كارولين ..ولكنك قلت ان روس قد احبني ..
أجابت ابي: اظن انه قد تظاهر بهذا ...
قالت كارولين ..لم اظن بدا ان كيفن ضيف جدا يبدو انني محظوظه جدا مع الرجال .....
قالت ابي ,, وحظي ايضا ليس جيدا , لقد اعتقدت ان روس كان يعني ماقاله لي عنك . ان لم .....
تضاءل صوتها فأمسكت كارولين بيدها بصعوبة وقالت ..لاتجعلين ماحدث بيني وبين كيفن يؤثر على علاقتك مع روس....
قالت ابي .. وكيف لا ؟ لن تكون لي مستقبل مع رجل يفضل ان يكذب ليجعلني امضي النهار معه على كل حال سيتروج من اليزا في نهاية هذا العام ...
قالت كارولين .. ولكن ...
قاطعتها ابي ..هذا صحيح ,, اذا لننهي الموضوع ..
عادت إلى شقه ابنة عمها بعد وقت قصير لتأخذ بعض الحاجيات بالاضافة إلى ثياب النوم , كما اتصلت بوالديها لتخبرهما بما حدث فأبديا استعدادهما باحضار شارلي في الحال والاعتناء به ..
سأحضره لكما بنفسي ساخذ بعض الحاجيات إلى كارولين واعود ولاخذ الطفل , هناك شي اخر يا أبي ...
تابعت وهي تقاوم ماتريد قوله .. روس لم يجب كارولين ابدأ وانا متأكدة انه يقف وراء تصرف كيفن . اريد التحدث معه ولكن ان فعلت فستكون هذه فرصة لشجار قاس .. وعندها سأخسر عملي مع شركات كوبرز...
قال الأب .. فهمت حسنا في الحقيقة أنا لن أخسر شيئا. اتستطيعين اعطائي تفاصيل اكثر ...
قالت ...الأمر شخصي مجرد كذب وادعاء بصدق ياأبي . لقد استطعت ان اعالج الأمر رغم الاختلاف الواضح في ارائنا ولكن روس كان مراوغا للغاية ..
شعرت بغصة في حلقها ولم تستطع متابعة الحديث فاثرت الصمت ...
قال والدها ..اعرف ان هذا العمل يعني لك الكثير ياعزيزتي وان كنت جاهزه لتتحملي المخاطرة بخسارته و.ز وحسنا .. انه قرارك انت
قالت ابي .. شكر يا أبي . أنت لطيف
ارتاحت عندما اخذت موافقة والدها وقادت سيارتها عائدة المستشفي وهي تفكر : ستوصل شارلي بعد ظهر ذلك اليوم إلى منزل ذويها .أيكون الوقت عندها متأخرا للاتصال بروس لتسأله ان كان يستطيع رؤيتها ؟ لم تكن تعلم ماهي مشاريعه بالنسبة لعطلة نهاية الاسبوع الأسبوع .
شعرت بدمها يغلي وهي تفكر بهذا حتي وصلت إلى ممر المستشفي ورأته جالسا بقرب مكتب الممرضات ووقف عندها راها ومشي بخطى واسعه نحوها قائلأ ..ابي لقد اتصلت بك مرة اخرى لتوي وتركت رسالة اخرى على هاتفك الالى ...
سألته وهي تتجاهل ماقال ( ماذا تفعل هنا )..
دهش لترحيبها الفظ له وتردد للحظه قبل ان يقول ( لقد اتيت مع كيفن )
بغضب ( اهو هنا ايضا ؟ يااللوقاحة ان تتصرفه هو الذي اوصل كارولين إلى المستشفي ..
قال روس .. وهو هنا لهذا السبب كانت ستنتقل للعفش معه في منزلهم .. وأنا متأكد انك تعرفين هذا وعندها اخبرها ان ترتيباتهما قد انتهت علم بعدها ان السيدة المنزل قد اجرت الغرف التي كانت تشغلها ولهذا فقد امضي هذا الصباح وهو يحاول ان يجد لها مكانا اخر تسكن فيه وعندما اتصل ليخبرها انه قد وجد لها منزلا فعلا ,, اكتشف انها كانت في المستشفي لقد كان شديد الاضطراب عندما اتصل بي ولم ارد ان يقود السيارة بمفرده
انه معها الان ..
قالت ابي بسخريه .. جميل منه ان يتعب نفسه هكذا ..فالرجال الذين يتخلون عن الفتيات لايزعجون انفسهم عادة
قال :هو لم يتخل عنها .
قالت : حقا ؟ وماذا تسمي هذا اذن ؟ تغير في القلب الناتج عن ضغط عائلي ..
قال : ليس للعائله أي شأن بهذا الامر ) تململ على غير عادته ووضع يديه في جيبي بنطاله . وقال : انا اسف للأننا لم نستطع ان نتقابل الليلة الماضية . ولكن كان لدي عشاء عمل ..
مع اليزا في فستان احمر من الشيفون فكرت ابي بمرارة ولكنها لما تقل شيئا ..
تابع قائلا : ثم كان لدي فطور عمل هذا الصباح . وعندما اتصلت بك كنت قد خرجت ..
نظر الي وجهها وبدا تعبير وجهه متوترا وتساءلت ان كان ضميره يؤنيه .. يجب ان يؤنيه اذا اخذ بعين الاعتبار
جميع الاكاذيب التي قالها لها بالاضافه ألى كونه مسؤول جزئيأ عن حادث قريبتها . تابع قا طعا للصمت :
اظن انني لن استطيع ان اراك لفترة سأكون مرتيطا بعمل جديد ..
قالت وقد بدت نبرة صوتها ناعمة ( عمل استطيع الدعاية له )
قال : لالا اريد ان احتفظ به في الخفاء في الوقت الراهن .. سأراك مرة اخرى عندما تصبح الأمور اسهل .....

هل كانت تريد برهانا اكثر من هذ على تورطه مع اليز؟
فكرت ابي وهي تشعر بالرغبة بالانتقام فقالتبرقة: (( افضل ان لا تفعل افضل ان يكون الانفصال بيننا تام، لا يجب ان نخلط الاعمال بالحياة الخاصة فقد يسبب هذا بعض الفوضى.))
قال: (( ولكن لم... يكن هذا كلامك في ذلك اليوم.))
قالت: (( كان هذا في ذلك اليوم وانا اقول هذا الان.))هزت كتفيها بلا مبالاة وتابعت: (( انا متاكدة بانك تنظر الى الامر مثلي تماما.))
قال: (( الاني قلت اني مرتبط لبعض الوقت؟ انا لا اعطيكي عذرا يا ابي لدي حقا....))
قطعت كلامة بضحكتها الرقيقة: (( لا تقدم تعذارا يا روس ليس ضروريا، لقد امضينا نهارا رائعا ولكن هذا انتهى الان.)) تحركت لتمضي بالقرب منه غير متاكدة كم من الوقت تستطيع الاستمرار في تمثيلها ولكنه اعترض طريقها قائلا: (( هل تلومينني على تصرف كيفن؟ الهذا السبب قلت ما قلته؟))
كانت لديها الرغبة في قول نعم ولكنها اجبرت نفسها على البقاء هادئة واجابت: (( اظن ان لديك يدا في الموضوع لقد كنت ضد كارولين منذ البداية ولا اصدق انك غيرت رايك فيها.))
سالها: (( اتعنين اني كذبت في ذلك اليوم عندما قلت انني احببتها؟))
اجابت: (( اظن انك قلت هذا لانك كنت تعرف انه سيسعدني.))
قال بحدة وغضب: (( اتعتقدين انني قلت هذا من اجل امضاء يوم معي؟ اتظنيني ****ا ومتهورا لافعل شيا كهذا؟))
هزت ابي كتفيها بلا مبالاة وكان السؤال لم يعد مهما بعد الان ولكن الغضب الكامن في اعماقها كان حاد بقدر الحب الذي شعرت به نحوه رغم ان هذا الحب لم يكن ليحمل اي فرح بل فقط رغبة محرقة حتى الجرح.
قالت له: (( لقد كنت تحديا بالنسبة لك يا روس كماكنت بالنسبة لي وكلانا قد ربح اذن فلنوقف الامر هنا، انا اسفة... كيف استطعت حملة على تغير رايه امس؟ هل هدتت بطردة من العمل ام حاولت حرمانة مرة اخرى من الموارد المالية؟))
حدق روس فيها بدون ان يجيب ولكن شحوبه وامساكة بيديه باحكام كانا يدلان بوضوح على توتره.
انتظرت ان يقول لها انه لم يعد يريد شركتها ان تعمل لصالح شركته بعد اليوم، ولما لم يفعل شعرت بنصر دام لحظة وما لبث ان تحول الى مرارة برغم وقاحتها معه الا انه كان يعرف انه يستخدم واحدة من افضل شركات العلاقات العامة في المدينة ، ولم يكن لديه النية في فعل شيء قد يعرض علاقة العمل بينهما للخطر روس ذكي، تهمه مصلحته في العمل كما حياته الشخصية.
بايماءة من راسها مرت بقربه ودخلت غرفة النقاهه التي تستريح فيها كارولين كان كيفن جالسا قرب سريرها وبدا الاثنان في غاية الانسجام، حياها كيفن بهدوء وقدم لها كرسيه الذي لم يكن في الغرفة سواه ولكنها رفضت وقالت: (( لن ابقى لقد مررت لاعطي كارولين هذه الاغراض,))
وضعت ابي الكيس الذي احضرته معها في الخزانة الصغيرة بجانب السرير واضافت: (( ساخذ شارلي الى الى منزل والدي ومن الافضل ان تخرجي من هنا بسرعة ان كنتي لاتردين افساده.))
قالت كارولين: (( لقد اتي الطبيب بعد خروجك وقال انني استطيع ان اغادر بعد ظهر الغد.))
قالت ابي بتان: (( عظيم)) واضافت بسعادة عندما بقي كيفن صامتا: (( ساخذك في الثانية لا تزال حقائبك في سيارتي.))
(( انتي رائعة لا اعلم ماكنت لافعل من دونك.))
قالت ابي: (( لهذا السبب وجدت العائلات))
نظرت ابي الى كيفن نظرة خاطفة مليئة بالحتقار فحمر وجهه خحلا
تمتم قائلا: (( علي ان اذهب سابقى على اتصال بك.))
استدارت ابي نحو ابنة عمها عندما اغلق الباب خلف كيفن: (( كيف تستطعين ان تتحملي رؤيته...؟ لِمَ لم ترميه خارجا؟))
قالت كارولين: (( انه لايفعل هذا... لديه مشاكل وعليه ان يحلها بنفسه.))
اجابت ابي بحدة: (( باطبع لديه مشاكل بوجود شقيقتة وروس فلن يستطيع حلها ابدا.))
قالت كارولين: (( لا اوفقك في هذا وافضل ان ننهي الحديث بهذا الموضوع.))
كانت كارولين شاحبة للغاية بحيث شعرت ابي بالذنب.
لقد كانت شخصية كارولين اضعف من شخصيتها وكان من المستحيل ان تتوقع منها التصرف بقوة، كان على العزيزة المسكينة كارولين ان تعلم الطريق الصعب، وهو ان كيفن كان ضعيف الشخصية مسيطر عليه من قبل الاخرين .
اسرعت ابي بالخروج وهي تعد كارولين بالعودة باكرا غدا لم يكن هناك اي اثر لروس فتنهدت بارتياح، ولو كانت فقط تستطيع الا تراه مجددا والكف عن التظاهر بانها مختلفة عنه ولكن بما انه لم يلغي عقدهم فلم يكن هناك طريقة لتجنبه.
اقترب موعد الامتحان، اذ ان روس كان قد طلب ليظهر في برنامج لليلة الجمعة القادمة وكانت هي من سيصحبه الى الاستديو، لم تسمع منه شيء طيلة الاسبوع وفي صباح الجمعة الباكر طلبت من سكرتيرتها الاتصال به واعلامه ان سيارة من الاستديو ستحضره في الخامسة والنصف واضافت: (( قولي له اني ساقبله هناك.))
دخلا الى الغرفة المخصصة للضيوف التابعة لمحطة التلفزيون بعد ظهر ذلك اليوم فالتقت عينا روس بعينيها مباشرة بحيث لم يكن هناك اي اثر للاحراج لقد اثر به جدالهما قليلا فقط.
قال باسلوب رسمي وهو يقدم لها كرسيا: (( جميل ان اراك.)) كان وجهه خاليامن التعبير فعرفت انه كان ينتظر ان تتكلم هي اولا، هل تخيل انها ستتصرف وكأن شيئا لم يحدث؟ مهما كان في ذهنه فلم يكن لديه النية في افشائه.
وضعت يديها في جيبي سترتها وتراجعت في كرسيها(( سيدخل غاري ليقدم نفسه الان.)) كان صوتها عاليا جدا وهي تقول هذا ثم اخفضته قليلا قائل: (( سيقدمون بعض العصير ايضا.))
قال ببرود: (( لقد قمت بمقابلات تلفزيزنية من قبل يا ابي واعرف الشكليات.))
قالت: (( بالطبع لقد نسيت.))
قال: (( في الحقيقة لم يكن هناك داع لقدومك لقد تدبرت امري بدون مربية منذ ان كنت طفلا))
اجابت وهي تتجنب سخريته: (( وجودي هنا جزء من عملي بالاضافة الى انني لم اردك ان تظن باني اتجنبك))
ساد صمت مربك ازيل بظهور المضيف غاري وينتين وضيوفه الاخرين: شقيقين مشهورين كانا قد مثلا فيلما معا، بعد ان عرف غاري على الجميع قدم العصير والماكولات الخفيفة ولاحظت ابي ان روس لم يتناول اي عصير، كان يبدو ببذلته الرسمية وقميصة الابيض البسيط مغايرا لشكل مضيفه جعله هذا يبدو كانه مهمل بالاضافة الى تعليقاته التى جعلته يبدو كرجل ذو سلطة. اعلن غاري: (( سناخذك الان الى الاستديو لتتعود عليه.))وقد تضمنت الدعوة ابي ايضا.
كان الاستديو اكبر غرفة في المبنى وقد امتلاء بالمصورين والتقنيين كما مان هناك صف من الكاميرات مركزة على جانب واحد مقابل مقاعد حديثة الصنع من الكروم والجلد الاسود.
قال غاري لروس وهو يريه اي مدخل عليه ان يدخل منه عندما يذكر اسمه: ((انت اول من سيظهر الليلة.)) ثم همس في اذن ابي جانبا: (( انا سعيد لانه قد فهم بوضوح كل مايتعلق بالعمل وان التصنع سيجعل المشهد مملا اعتقد اننا سنحصل على مقابلة ممتعة الان.))
تساءلت ابي ما يعني بقوله مقابلة ممتعة، ولكن لم يكن لديها فرصة لسؤاله اذ بدا الجمهور يتوافد الى داخل الاستديو وبفى غاري ليرحب بهم ، انسحبت ابي الى غرفة الضيوف لتشاهد المقابلة بواسطة جهاز تلفزيونني مستقل، كان توترها اكبر برهان على ان محاولتها لاقناع نفسها بالنظر الى روس كم مجرد زبون لن تجدي نفعا فبغض النظر كم كانت تحتقرة الا انها لاتزال تحبه.
سارت مقابلة روس كما تخيات وقد بدا واثقا ومشرقا وسار الحوار بسلاسه وكثيرا ما سجل اهدافا ضد مضيفه وقد صفق له الجمهور استحسانا ولكن، بدون توقع تغير فحوى الحديث عندما اشار كيفن بحديثه الى حياة روس الخاصة والنساء اللواتي خرج معهن، ذهلت ابي لقد وعدها غاري بالا يتطرق الى اسئلة شخصية وقد دهشت لانه نقض وعدة لانه لم يفعل هذا من قبل.
احس روس لا شعوريا بانه قد وقع في فخ ولكنه لم يفقد برودة اعصابه واجاب بسرعة بديهة ولكن غاري ما كان ليستسلم فعلق قائلا وهو يعدد اسماء بعض الجميلات اللواتي ارتبط اسمهن بروس: (( لقد خرجت مع عدة نساء جميلات، كما انك معروف لاتحبهن ثم لا تلبث ان تهجرهن هل يعود ذلك لعدم ايمانك بالزواج كليا؟))
قال روس بهدوء: (( على العكس فانا اؤمن بالزواج كليا وعندما اتزوج فسيكون هذا زواج العمر ولهذا حتى ثقول المراة المانسبة نعم فسابقى احب واهجر.))
قال غاري: (( يبدو وكانك التقيت بها فعلا الديك اي تعليق؟))
قال روس: (( لا.))
لم يثن هذا غاري الذي قال: (( تقول الشائعة بانك متورط جديا مع احداهن وان ايام العزوبية اصبحت معدودة.))
نظر غاري الى الجمهور وابتسم ابتسامة تآمريه واضاف: (( احب ان اسمي الفتاة المحظوظة ولكني افضل ترك هذا لعريس المستقبل.))
نظر الى ضيفه مجددا وقال: (( ما رايك يا روس؟))
اجاب روس بنعومة: (( افضل ان انتظر محرري الصحف ليكشفو هذا السر ويعلنوه بانفسهم فان ذكرت هذا قبلهم فقد يتوقفوا عن ذكر اسمي في صحفهم مما قد يؤثر سلبا على الدعاية لشركات كوبرز.))
دوى تصفيق في القاعة وانفجر الناس بالضحك مما لم يعطي غاري فرصة بالعودة الى الموضوع فوجه روس الحديث الى التسوق في الضواحي وكيف يؤثر على التجارة بشكل عام.
كانت ابي مغتاظه من غاري الذي نقض وعده لها ورغم انتظارها لعودة روس الى غرفة الضيوف بقلق الا انها وجدت نفسها تتساءل ان كان احدهم قد سرب معلومات الى غاري بشان علاقة روس باليز، ربما قد راهما احدهم وهما ينبادلان النظرات التي يتبادلها المحبون عادة.
كان التفكير بعلاقة روس واليز اشبه بنار تتقد داخلهافاغلقت عينيها وهتحتهما بسرعة عندما اغلق الباب بقوة ودخل روس بخطى واسعة، كان منفعلا للغاية بحيث لم تراه قط وهو بهذا التوتر وسمعته يقول: (( كم انتي ****ة! بهذة الطريقة تستردين حقوقك؟))
قالت بحنق: (( حقوقي؟ لا افهم.))
اوضح قائلا: (( الملاحظة التي كتبتها لغاري وينتن وطلبت منه فيها ان سالني هذه الاسئلة.))
اقترب وهو يهددها فتراجعت الى الوراء خوفا من ان يضربها، وقال: (( اعرف انك تحتقرينني ولكن لم اكن اظن انك ستسمحين بتعريض علاقة العمل بيننا للخطر.))
صرخت ابي: (( اي ملاحظة؟))
قال: (( لا تتظاهري بالبراءة فالكذب لن يجدي نفعا.))
دافعت عن نفسها بغضب: (( انا لا اكذب، لقد طلبت من غاري بالتحديد الا يسالك ايه اسئلة شخصية.))
قذفها بنظرة تهديد وقال: (( اذن لِمَ كتبت تبلغينه ان لديه الحرية في سؤالي ما يشاء؟ لقد اعطاني غاري الورقة لاقرأها.))
صرخت: (( مستحيل اخبرتك بانني لم اكتب له.))
صرخ روس: (( توقفي عن الكذب.)) استطاع السيطرة على اعصابه بجهد كبير وقال: (( لقد طبعت على ورقة من شركتكم وعليها امضاؤك انا اسف لاني خيبت املك اذ لم ابدو غيا كما تمنيت وعندها فقط كني ستشعرين بالارتياح الخبيث لديك عقل مريض يا ابي وقد انتهى كل ما بيننا انسي كل ما يتعلق بالعقد ولا اهتم بما قد يكلفنا هذا الامر بقدر ما اهتم بالا اراك ثتانية.))
(( اتريد لعب دور القاضي مرة اخرى؟)) ولكن روس انفع للخارج دون ان يجيبها.
تسمرت ابي في مكانها وفهمت اخيرا تعليق غاري بانهم سيحظون بمقابلة ممتعه للغايه لقد كتب احدهم باسمها واعطاه الاذن بان يسال روس اسئلة خاصة، ولكن من يكرهها الى هذه الدرجة لينزل الى هذا المستوى؟ اليز بالطبع لقد علمت ان روس يحوم حولها وارادت ان تضع العصى في الدواليب، ولعلمها بكرهه الشديد للخوض في خصوصياته ادركت ان الكتابه لغاري هو السبيل الوحيد لفعل هذا، لم يكن هناك مشكلة في نسخ توقيعها فقد كان بامكان اليز ان تاخذ بسهولة رسالة كانت ابي كتبتها لانريكو، ولكن كيف حصلت على ورقة من اوراق شركة ستيوارت وستيوارت؟
تذكرت ابي دلك اليوم الذي اتت فيه اليز الى مكتبها متظاهرة بانها تود النقاش بموضوع المقابلة التي كانت ستقوم بها وايضا لتتاكد من ان ابي تعرف ان روس لم يكن حرا... ولكن هناك سبب ثالث لتسرق ورقة من اوراق ستيوارت وستيوارت.
ان تعرف شيئا وان تثبته امران مختلفان، ولكنها كانت مصممة على ان تيرء اسمها ليس لتجعل روس يتراجع عن كلامة الذي قاله ، ولكن لتطعن بشرف مهنة اليز.
انتظرت دخول غاري بقلق شديد، وفي اللحظة التي دخل بها اخدته جانبا الى غرفة الضيوف واخبرته بحدة انها لم ترسل الرسالة التي توهم انها منها.
سال باهتمام: (( اذن من فعل هذا؟ ولماذا؟))
كذبت قائلة: (( ليحيرني... ان رئيت الرساله فقد يساعد هذا على توضيح الامور.))
لسوء الحظ فان جرائم الحياة الحقيقية ليست كجرائم الخيال اذ لم يكن هناك اي مفاتيح مكسورة على الالة الكاتبة او بصمات قد تشير الى اصبع مذنب قام بالجريمه، مع هذا فقد كان هناك دليل على ان امضاءها قد زور اذ بالمعاينة القريبة اتضح انه قد نسخ على ورقة بقلم رصاص ثم اعيدت كتابته.
سالت ابي: (( أأستطيع الاحتفاظ بهذه الورقة؟))
هز غاري راسه بالايجاب قائلا: (( ان وجدت من ارسل هذه الورقة فقد اجري مقابلة معه.))
عندما عادت ابي الى البيت كانت سعادتها في اثبات برائتها قد خفت ان اعتذر روس لاتهامه الخاطئ لها فلن يغر هذا في الامر شيئا، فلا شك ان لاليز مكانه خاصة في حياته وان اية امراة هي مجرد اعجاب عابر، حتى وان قرر الاستمرار في العقد بينهما فمن الصعب ان تعمل معه بشكل سليم مجددا.
كان من الافضل ان تقطع كل صلة به.
الفصل الرابع عشر
اخبرت آبي والديها وابنة عمها عن الرساله المزوره بعد تفكير عميق, فأجمعواعلى ان اخبار روس بشأنها لن يغير في الامر شيئا, الا ان حصلت على دليل قاطع بأن اليز تقف وراءها, اذ انه سيظن انها تحاول تشويه سمعة اليزوحسب.
نصحتها امها قائله: "انسي الامر لقد الغى السيد هانت العقد واصبح خارج حياتك. ركزي اهتمامك اذن في الحصول على عمل جديد"
فكرت ((آبي)):" وكأن الامر سهل."
بدا الامر في الحقيقه أصعب مع والدها الذي اصر على ان تستمر بالعلاقات العامه التي كانت قد بدأتها لصالح شركات كوبرز حتى شجارها العنيف مع روس.
سألت آبي والدها: "ولم لا تقوم انت بهذا يا أبي؟ "
قال: "لأنك انت من بدأت العمل لصالح شركات كوبرز وعليك انت ان تنهيه."
قالت بعناد:" لا ارى سببا لهذا فبناء على العقد نحن لسنا مضرين لان نستمر بالعمل معهم."
قال: "لا تكوني سخيفه يا آبي لقد دفعوا لنا كل الاتعاب سلفا ومن حقهم انهاء الموضوع. لقد كنت ذكيه باقناع شركة التلفزيون الشرقيه بتصوير برنامج للأزياء في فرعهم بشارع اوكسفورد واقل ما يمكن ان تفعليه هو ان تكوني هناك لتضمني ان كل شيْ يجري على ما يرام, فبمعزل عما تمثله بالنسبه للزبائن الاخرين فان شركة التلفزيون الشرقيه تعتبر وسيلة انتشار رائعه بالنسبه لهم." بدت حجته مقنعه مما جعل آبي توافق.
اضاف ولدها:" ان كنت قلقه بشأن رؤية روس فلن يكون هناك لقد وافق هنري سمول ودد على تمثيل هيئة الاداره"
رغم ان هذا كان اخر عمل لها لصالح شركات كوبرز الا ان آبي لم تتردد في بذل جهدها لانجاحه وقررت انه سيكون فرصه ممتازه لجعل موظفي شركات كوبرز يعرضون اصنافهم من الملبوسات الجديده.
بوصولها الى هذه الخلاصه امضت آبي يومين كاملين وهي تختار الاشخاص المناسبين واخذت بعين الاعتبار التنوع في العمر لينسجم هذا مع تنوع الزبائن كما قررت ان ترتدي هي نفسها شيئا من مجموعة كوبرز, ثم ذهبت الى فرع كينسنغنتون.
كانت آبي تشعر بالتوتر الشديد في اليوم الموعود حين وصلت الى فرع الشركه في شارع اكسفورد ووجدت سياره شركة التلفزيون الشرقيه قد وقفت في المدخل الجانبي بينما كان التقنيون يهتمون بأمر الاضاءه داخل فرع الملابس بالطابق الاول, علق لانس ايفنز منتج العرض وهو يتقدم لتحيتها: "لو بدا العارضون كنصف ما تبدين عليه من روعه في الملابس التي ترتدينها لرأينا صفا طويلا من الزبائن أتوا ليشتروا."
ابتسمت ابتسامه واسعه وهي تلحظ ماريا برادن التي كانت تكتب التعليق وقالت:"انهم يفعلون هذا بالفعل" انظم اليهما السيد نيومان مدير المخزن قائلا:"اعتذر لعدم استطاعتي الترحيب بك في الداخل ولكن مكتبي يعاد تجديده كما انه ليس بالمكان المريح لتجلسي فيه." بعد ان قدمت القهوه انتقلوا الى الفروع المختلفه ليروا التجديدات الاخيره وليسمعوا عن التخطيطات التي تجرى, فكان من الطبيعي ان تستمتع آبي بوقتها ولكن ولعلمها بأنه لم يعد لديها دور تلعبه في مستقبل شركات كوبرز فقد افسد هذا سعادتها,بالاضافه الى تخوفها من ظهور روس فقد اعتاد ان يظهر عندما لا يتوقعه احد.
رأت رأس هنري سمول وود الرمادي وهو يقول:"آه.... يا آنسه ستيوارت كم انا مسرور لرؤيتك مجددا. لازلت تقومين بالعمل الجيد....اليس كذلك؟"
تجاوبت مع تحيته وبدا لها انه لا يعلم شي عن العقد الذي فسخ فقررت ان لا تقول له شيئا لأنه سيطلب ان يعرف السبب وبما انه لم تعد له صلة بالشركه فلا داعي لمناقشة الامر معه.
قال لها وهو يأتمنها على سره:"اتمنى ان لا يمحي روس صورة سمول وود كليا فاسلوبنا في التجاره كان قديم الطراز قليلا انا اسلم بهذا ولكن زبائننا كانوا موالين لنا لانهم احبو الاشياء بهذه الطريقه."
طمأنته قائله:"اظن انه ليس عليك ان تقلق فالسيد هانت يفعل ما بوسعه ليبقي على صورتكم المشرقه."
قال هنري بستحسان:"أنا مسرور للغايه....أود ان اتحدث معك قليلا قد نستطيع ان نتقابل في مكتب السيد نيومان عندما تخرجين من هنا."
اجابت آبي:" اعطني نصف ساعه فقط."
استطاعت آبي ان تتخلص من الشجار الذي حصل اثناء التصوير بعد حوالي الساعه فأخذت السلم المتحرك للوصول الى الطابق الثاني كانت تشعر بالفضول لمعرفة لم كان السيد سمول وود يود التحدث اليها بصورة شخصيه, وتساءلت ان كان حقا لا يعلم ان كان العقد بينهما قد انتهى. دهشت عندما لم ترى اثرا له في مكتب المدير أو لاي من العمال ربما ذهبوا لتناول الغداء, نظرت في ارجاء الغرفه ووجدت اقرب شيء يصلح للجلوس عليه كان سلم.
جلست بملل على درجه من درجات السلم وحدقت خارج النافذه المليئه بالغبار على جمهور الناس الذي يعج به شارع اكسفورد. كم عليها ان تنتظر السيد سمول وود؟ تساءلت عندما انقضت عشر دقائق فتوقفت للبحث عنه حين فتح الباب خلفها استدارت بابتسامه ولكن بدلا من رؤية المدير الكهل رأت رجلا **** الملابس في الاربعينات بوجه غير حليق وشعر اشقر املس.
دخل الرجل الغرفه واقفل الباب خلفه سألته آبي وهي تقف:" ماذا تفعل؟"
امرها قائلا:" اجلسي واهدئي."
خفق قلب آبي بسرعه ونظرت بتهور نحو الهاتف الموضوع على الارض والبعيد عن متناول يدها. تنبه الى نظراتها وحذرها بصوت خشن:" لا تحاولي القيام بأية حماقه والا سأفجر هذه." بدأت تلهث برعب عندما رأت انه كان يحمل قنبله يدويه اضاف قائلا:"ان سحبت دبوس الامان فسيطير هذا الفرع بأكمله وانت داخله."
خفق قلبها بشده من الخوف واخذ العرق يتصبب منها وقالت:" لماذا؟.....ماذا تريد ان كنت تريد مالا...."
قاطعها بصبر نافد:"بالفعل....ولكن ليس مالك لم يكن من المفترض ان تكوني هنا. كنت اريد الرجل العجوز ولكن عندما ذهب العمال للغداء واصبح لدي فرصه الانفراد به وحيدا غادر الغرفه فجأه,انتظرت عودته ولكن لم يأتي ثم اتيتي انت واصبح علي ان احتجزك انت بدلا منه" حدق بعصبيه نحو الباب وقال:" لقد عملت زوجتي هناك لمدة ثلاث سنوات وعندما وضعت توأميها وتوقفت عن العمل لسنتين رفضوا عودتها الى العمل"
قال آبي:" لا افهم هذ؟"
زمجرغاضبا وقال:" الا تفهين اننا سنموت جوعا؟ لقد كتبت واخبرت هؤلاء الخبثاء انني مصاب بأنهيار عصبي ولا استطيع العمل لكنهم لم يغيروا رأيهم."
قات آبي بيأس:" كيف سيحملهم احتجازك لي على تغير رأيهم؟ انا مجرد زبونه اتت الى هنا عن طريق الخطأ."
صرخ قائلا:" اقفلي فمك الكاذب, لقد راقبت مركزشركات كوبرز الرئيسي لاشهرو رأيتك تدخلين وتخرجين فعلمت ان لك علاقة بهم"
سأته وهي تبذل كل ما لديها من قوه لتحافظ على نبرة صوتها الطبيعيه:" لم اردت احتجاز السيد سمول وود؟"
قال:" لقد كان اسهل شخص استطيع ان افعل هذا معه, افضل ان احتجز هانت ولكن رجالا مثله لديهم حماية على مدى اربع وعشرين ساعه."
تنبهت آبي لما قاله فخاطفها رغم ما ذكره لم يكن ملما بأحداث الشركه كما تظاهر سألته:" كم تريد؟"
أجاب:" مائتي الف باوند نقدا بالاضافه الى مواكبة زوجتي وطفلي الى اسبانياوعندما تتصل بي لتخبرني انها وصلت, عندها فقط اطلق سراحك."
" اين زوجتك؟"
أجاب:" ستكون خلا ربع ساعه في سياره اجره خارج المدخل الامامي وستكون اغراضها جاهزة للذهاب الى اسبانيا لقد قلت لها ان لدي عملا هناك."
قالت آبي:" لقد تدبرت الامر جيدا."
قال:" عندما تكونين في عوز فسيكون لديك الوقت الكافي للتخطيط."
قال:" افهم هذا"
زمجر قائلا:" التقطي سماعة الهاتف واتصلي بهانت, قولي له ان اريك رامسي يحتفظ بك كرهينه واخبريه عن شروط اطلاق سراحك."
طلبت آبي رقم مكتب روس الخاص بيد مرتعشه وهي تتضرع بصمت عندما اجابها. لا احد يعلم ما كان سيفعل رامسي لو لم يجب احد. تلعثمت قائله:" أ...ألو....انا آبي"
بدا صوته فظا وهو يقول:" ماذا تريدين؟"
قالت بصوت مرتعش:" انا رهينه لدى ايرك رامسي في مكتب رئيس مخزنك في شارع اكسفورد."
قال:" انت ماذا؟"
تابعت:" اسمع جيدا يا روس...." واخبرته بالتعليمات التي اعطاها اياها محتجزها بالتفصيل.
كان الجواب صمت مذهل وكان من الواضح ان روس يجد صعوبه في تصديق ما قالته. قال اخيرا وقد اختفت الفظاظه من صوته:" هل اذاك؟ أانت على ما يرام؟"
قالت:" انا بخير ولكن...السيد...السيد رامسي يحمل قنبله يدويه."
بدا الصمت اطول هذه المرهثم جاء الرد الهادئ:" هل انت متأكده من انها حقيقيه؟"
قال اريك رامسي:" اخبريه انني سأسحب دبوس الامان لا يهمني ان مت ولكني سأخذك معي."
جعلها الصوت الحاد والمدوي في اذنيها تتأكد ان روس قد سمع التعليق.
قال روس هامسا:" احتفظي بهدوئك وكوني لطيفة معه سأكون عندك قريبا"
سمعت طقطقة الهاتفبينما قطع الخط واختفى صوت روس تاركا اياها غارقه في خوفها.
قال بحده:" لن انتظر طويلا .. انا لا اطالب بفرصه... قد يكسب روس هذا اكثر مما اطلب في سنه واحده. ان حاول الخداع فــ......"
ارتعشت القنبله في يديه وخفق قلب آبي في صدرها. لقد ارادت انتهد
امن روعه ولكنها لم تستطع ان تفكر في ما ستقوله وكانت تبحث عن الكلمات المناسبه عندما رن جرس الهاتف حذرها بينما كانت تمضي لتجيب:" بدون خداع اخبري السيد هانت انني سأسحب دبوس الامان ان حاول التلاعب معي."
كان صوت روس هادئا جدا وهو يسألها:" آبي هل يستطيع رامسي سماعي؟"
قالت:" لا, انا بخير, بخير"
قال روس:" جيد اذا اسمعيني جيدا لقد اخبرت الشرطه والجميع في المخزن ولكن اجعليه يقتنع بأنني سأفعل تماما ما طلب مني ولكن مبلغا ضخما من المال كهذا ليس متوفرا معي الان, ولهذا علي ان احضره من المصرف."
سألها رامسي:" ماذا يقول هذا الرجل؟اخبرتك ان لا تطيلي الكلام."
قالت:" عليه ان يحضر المال من المصرف"
سأل الرجل:" متى سيكون المال هنا؟" وقبل ان تستطيع الاجابه انتزع الرجل السماعة من يدها وصرخ:" اسمعني ايها السيد هانت اريد المال على الفور واستأجر طائره لتأخذ عائلتي الى مالاغا بسرعه حين تحصل زوجتي على المال, وكلما وصلت اسرع كلما اصبحت صديقتك حره في وقت اقرب."
اغلق سماعة الهاتف بعنف وشعرت آبي بأنها معزوله تماما وكأنهما الشخصان الوحيدان الباقيان في العالم بأكمه. نظرت الى الباب وعبست. قال اريك رامسي وهو يعترض نظراتها:" لقد اقفلت الباب من الجانب الاخر من الممر ايضا اذن لا تبحثي عن اي محاولة للهرب وان حاولت..." هز قبضه يده التي كان يمسك بها بالقنبله باحكام وقال في عصبيه:" اين المال؟ ماذا يفعلون؟ يطبعون؟"
قال آبي وهي تهدأ من روعه:"ليس من السهل احضره. السيد هانت يقوم بكل ما يستطيع."
سألها اريك رامسي فجأه:"أانت واقعه في حبه؟"
اجابت:" بالطبع لا"
قال بسخريه:" اذا لما امضيت نهارا معه؟ ولا تزعجي نفسك بهز رأسك والكذب لاني تبعتك يوم اخذك الى النهر."
سألته:" وماذا كنت تأمل ان تنال من لحاقك بنا؟"
قال بتلذذ:" كنت اظن انني سأحصل على فرصة اختطافه ولكنني ادركت ان فرصة اطلاق صراحه ستكون سهلة للغايه وان الجميع سيتصبب عرقا لقليل من الوقت فقط"
قال بحيره:" الجميع؟ لا افهم"
شرح اريك رامسي:" اصدقاؤه وعائلته لقد اكتشفت من كان يلحق به ثم قمت بتهديدهم ايضا. اذا لم يكن لديه اي طريقه لمعرفة من هو هدفي"
حاولت آبي ان تفهم ما كان يقوله ولكنها لم تكن في حالة تسمح بتفسير تصرفه بوضوح, مرت الدقائق ببطء وبدأت تشعر باليأس كما ان خاطفها بدأ يشعر بعدم الراحة وأخذ يضرب الارض كحيوان في قفص. وفجأه اخترق صوت عميق ومخنوق الغرفة صادرا من الطريق ويطلب منهما ان يفتحا النافذه.
زمجر رامسي قائلا:" افتحيها انت."
شعرت فجأه وبينما كانت تنحني خارجا بأن محتجزها سحبها الى الداخل بخشونه, ولكن ليس قبل ان تلمح سيارات الشرطه مع حشد الرجال حولها, دوى صوت عبر مكبر الصوت:" اريك رامسي انا روستر هانت وقد اعطيت زوجتك لتوي مائتي الف باوند انها هنا وتود ان تتحدث معك."
وقف الرجل في المكان الذي كانت تقف فيه آبي قرب النافذه ولكنه امسك بها كوقاء له حتى اكدت له زوجته ما قاله روس ثم طمأنته بأنها واطفالهما سيؤخذون الى مطار لوتون ليسافروا الى مالاغا على طائره خاصه كان روس قد طلبها, ووعدت ان تتصل به حال وصولها الى هناك.
ظهر ظل خفيف عبر زاوية النافذه فالتقطت آبي انفاسها فقد كان احدهم هناك وان رآه رامسي فقد يصبح كالمجنون. وقعت آبي قبالة رامسي وهي تأن بصوت عالي وكأنها اصيبت بدوار فوقع عندما سقطت عليه فجأه بكامل ثقلها.
صرخ قائلا:" ماذا تفعلين؟"
قالت وهي تلهث:" عفوا."
دفعت به الى داخل الغرفه وقالت:" انا...انا مريضه"
قال:" اذا استلقي على الارض"
دفعها بعيدا فتظاهرت بأنه تترنح وحاولت الوصول الى النافذه وبينما كانت تفعل هذا لمحت رجلا على حافة النافذه يحمل ما بدا لها وكأنه خرطوم ماء, جعل صوت مخنوق من مكان ما من المبنى اريك رامسي يلتفت حوله بجزع.
بدأت بالكلام وهي تأمل ان تصرف انتباه محتجزها عن اي اصوات قد تتسرب ويسمعها
صرخ قائلا:" اغلقي فمك او سأغلقه انا لك ان حاول هؤلاء الجبناء الدخول الى هنا فسوف...اه..." قطع تبجحه عندما ضربته كمية من الماء عبر النافذه واوقعته على الارض بينما فتح الباب في نفس الوقت واندفع رجلان قويان من رجال الشرطه واستطاعو التغلب عليه.
كان منظر روس الذي بدا وجهه شاحبا من القلق هو الذي جعلها تشعر بالخطر الذي كانت فيه لقد كانت سعادتها كبيره بحيث بدأت بالارتعاش ثم اخذ جسدها يرتجف بأكمله, تقلصت الغرفه وبدت اصغر واظلم.((روس)) صرخت ولم تعد تعرف ما حدث.
الفصـــل الخــــــامـس عـشــــر
"آبي يا عزيزتي، هل انت بخير، لقد انتهى كل شيء."
وصل صوت والدها اليها وكأنه آت من بعيد. ارتعشت جفونها وهي تفتح عينيها لتراه يجثو بجانبها وقد ظهر خلفه شخص اكثر شباباً، بدا القلق في عينيه الرماديتين المرسومتين بوضوح تحت حاجبيه.
"ابي، روس."
همست وتسائلت للحظة اين كانت. حاولت ان ترفع رأسها عن الوسادة التي كانت موضوعة على الارض عندما تذكرت ما حدث، وقالت :
"اشعر بدوار."
قال والدها وهو يقف على قدميه:
"انها الصدمة، ستكونين بخير. سأتصل بوالدتك واخبرها بأنك بخير."
قالت:
"كيف علمت انني...؟"
اجاب الاب:
"لقد اتصل روس بي فأتيت الى هنا بسرعة."
اتجهت عينا آبي الى روس عندما خرج والدها من الغرفة وقالت:
"ماذا حدث لأريك رامسي؟"
اجاب روس:
"لقد اخذه رجال الشرطة."
قالت آبي:
"انه ليس شريراً يا روس. لديه انهيار عصبي وقد فقد عمله ولم يستطع التغلب على مشاكله. انا متأكدة انه لم يكن ليسحب دبوس الامان من القنبلة."
اتى جواب روس الجاف.
"لا اراهن على هذا."
بدا وكأنه لم يشعر بالامان بعد، ولاحظت آبي كم كان شاحباً ومتعباً وبدت الخطوط على جانبي فمه.
قالت آبي بصراحة:
"تبدو كما اشعر."
قال:
"لقد كنت قلقاً عليك."
قالت مازحة:
"كلانا كان كذلك."
ظهر والدها مع هنري سمول وود هذه المرة، قبل ان يستطيع روس قول شيء آخر.بادرها سمول وود بالقول:
"سيدتي العزيزة الصغيرة. كم اخفتنا. لو انتظرتك لكان رامسي احتجزني انا كرهينة ولم تكوني لتتعرضي لمثل هذه المحنة، ولكنك عندما لم تصلي ظننت انك مشغولةجداً فذهبت لأتناول غدائي."
قالت آبي:
"لا تلم نفسك، لقد انتهى كل شيء وانا الآن بخير."
اضاف السيد ستيوارت:
"الشكر لروس، فلو سمح لرجال الشرطة باقتحام الغرفة كما ارادوا فلا احد يعرف ماذا كان الرجل ليفعل."
شعرت بحبها لروس يتجدد بقوة. تمتمت وهي تنظر الى عينه اللتين تحدقان بها:
"انا ممتنة لك."
هز كتفيه وقال:
"انت تجعلينني ابدو وكأنني بطل الساعة في حين يجب ان تكوني انت."
قاطعهما السيد ستيوارت قائلاً:
"هناك حشد من المراسلين وموظفي التلفزيون في الخارج يطالبون بالدخول ومقابلتكما معاً."
قالت آبي وهي ترتجف:
"لا اريد ان ارى احداً."
ربت هنري سمول وود على كتفها ليطمئنها قائلاً:
"ارتاحي، لا عليك، سأتكلم معهم بنفسي."
اسرع سمول وود الى الخارج وذهب معه السيد ستيوارت الذي لا زال يعتبر مستشار العلاقات العامة.
سألت آبي روس:
"كيف عرفت وسائل الاعلام بالأمر؟"
اجاب روس:
"لقد زودها احدهم بالمعلومات."
سألته:
"انت؟"
قال:
"ولماذا اتصل بالصحف؟"
قالت:
"لأن خطفي يعتبر دعاية عظيمة لشركات كوبرز."
اكفهر وجهه غضباً وقال:
"هذا النوع من الجرأة الرخيصة هو اسلوبك انت."
قالت:
"شكراً واظن ان هذا جزءاً من عالمك ايضاً."
كانت تتوقع جواباً ساخراً ولاذعاً ولكنها دهشت عندما نظر اليها نادماً وقال:
"سامحيني يا آبي، ان اعصابي محطمه وان كنت..."
توقف عن الكلام عندما عاد والدها وقال:
"عليك ان تتكلمي الى الصحافة والتلفزيون، يا عزيزتي، وان لم تفعلي فسيستمرون بمطاردتك."
قالت:
"اكره ان تكون على حق يا ابي."
جلست وهي تترنح وازداد احساسها بالدورا عندما لمس روس يدها ليساعدها على الوقوف على قدميها. حذرها روس:
"لا تصابي بالاغماء الآن."
كذبت قائلة:
"انا ارتجف اكثر مما ظننت، سأكون بخير خلال دقيقه، كيف ابدو."
اجاب روس:
"شاحبة ورائعة."
وقفت على قدميها واستعادت مرونتها الطبيعيه، امسكها والدها وروس كل من جانب لتواجه وسائل الاعلام. كانت اسئلتهم كثيرة وسريعة وعندما انتهت من الاجابة وجهوا اهتمامهم نحو روس وقال احدهم:
: هل صحيح انه بالاضافة اليك فقد تلقى اصدقاؤك ومساعدوك في العمل اتصلات تهديد من اريك رامسي؟"
اجاب:
"نعم."
ثم سئل:
" وماذا فعلت؟"
قال روس:
" رفضت الابتزاز واستشرت الشرطة، واليوم فقط اعطوني لائحه باسماء بعض المشبوهين وكان رامسي على رأس هذه اللائحه. لقد كانوا في طريقهم للقبض عليه عندما اتصلت بي الآنسة ستيوارت لتخبرني بأنه يحتجزها كرهينة."
بدت آبي شاحبة فلاحظ روس هذا فما كان منه الا ان احاطها باحدى ذراعيه وقال:
" ارجوكم اعذورنا، فكما ترون...الآنسة ستيوارت مرهقة ومتلهفة للعودة الى منزلها."
قادها الى سيارته بدون اية كلمة اخرى، ثم قال السيد ستيوارت الذي وقف معهما قرب السيارة:
" امك تريدك ان تبقي معنا لبضعة ايام، وبلا جدال."
قالت آبي:
" ومن يجادل؟"
ابتسم والدها لأذعانها غير المتوقع وذهب لينادي سيارة اجرة، ولكن روس لم يسمح بهذا واصر على ايصالهما بنفسه.
كانت غاضبه للغاية في الصباح التالي عندما وصلت من روس باقة كبيرة من الورود، فطلبت للحال سيارة اجرة لتأخذها الى جناح الاطفال في المستشفى المحلي. احتجت والدتها قائله:
" اعرف انك على خلاف معه، ولكنك تدينين له بحياتك، الا تستطيعين ان تسامحي وتنسي؟"
قالت آبي بحزم:
" لا."
اضافت الام:
"انه يود ان يتحدث معك، لقد اتصل عندما كنت نائمه وقلت له انك ستتصلين به."
قالت آبي:
" حسناً، لن افعل. وان استمريت بمضايقتي فسأعود الى شقتي."
كان هذا تهديدا كافيا لأن يجعل والدتها تلوذ بالصمت رغم انه جعل آبي تكره نفسها. وعندما اصبحت لوحدها في غرفتها انفجرت بالبكاء. علقت والدتها وهي تدخل غرفة نومها مجدداً وبيدها كوب من الشوكولا الساخنة وبعض الكعك المحلى:
"انه رد فعل طبيعي ناتج عن الصدمه...كلي هذا ونامي ثانية."
احتجت آبي قائله:
" لا يجب ان تفسديني هكذا."
قالت والدتها:
"افعل هذا بدلا من ان افعله مع احفادي،ماذا علي ان افعل؟"
ارتشفت آبي الشوكولا وهي تبتلع تنهيدة. تابعت السيدة ستيوارت:
"لقد طلبت مني كارولين اخبارك انها آسفة جدا لأنها لن تأت لرؤيتك قبل ان تذهب الى العمل، ولكنها ستحاول ان تترك المكتب مبكرا."
اصبحت الساعه السادسه ولم يظهر اي اثر لكارولين، ولم تكن في المنزل حين بدأو بتناول العشاء. نظرت السيدة ستيوارت بقلق الى زوجها وقالت:
" لم تتأخر ابدا من قبل، فهي حريصة على ان تعود في الوقت المحدد لتلعب مع شارلي قبل ان يذهب الى النوم."
اجاب زوجها وقد يدا عليه القلق هو ايضاً:
"لم ارها طيلة النهار، لقد كنت خارج المكتب مع بعض الزبائن."
تطوعت آبي وهي تدفع كرسيها الى الخلف:
"سأتصل بسكرتيرتي، انهما معا في نفس المكتب وقد تعرف ساندي اين تكون."
وثلت الى منتصف الغرفة عندما اندفعت كارولين الى الداخل وبدا وجهها شاحباً، وصرخت قائله:
" انا ارملة، لقد قتل جفري بعد ظهر اليوم في حادث سيارة."
حدق الجميع بها وقد منعتهم الصدمة من الكلام. تابعت كارولين وهي تصرخ من الالم:
"لقد كان ثملاً."
سألتها آبي:
"من اخبرك؟"
اجابت:
"شقيقته، يبدو بوضوح انه اصطدم بحائط في الساعات الاولى من هذا الصباح."
تدخل السيد ستيوارت قائلاً:
"تعالي واجلسي وسأحضر لك شراباً."
ردت كارولين:
"لا هذا ولا ذاك، شكراً، سأذهب الى غرفتي ان لم يكن لديكم مانع. احب ان اكون بمفردي."
خرجت كارولين فنظرت آبي الى والديها وقالت:
"كيف تستطيع ان تكون حزينة هكذا؟ لقد كان جفري ****اً جداً معها ومع الطفل."
تنهدت السيدة ستيوارت وقالت:
" انها تبكي لما قد يحصل، وليس لما حدث."
كان عقلها خالياً من كل فكرة عندما انعزلت في غرفتها وكانت قد اصبحت في السرير عندما طرقت ابنة عمها الباب ودخلت.
قالت كارولين:
" لم اكن لأتخيل بأنني سأذرف الدموع يوما على جفري ولكن موته صدمني حقاً."
قالت آبي:
"هذا طبيعي."
تعاطفت آبي معها وربتت على جانب السرير لكي تجلس كارولين عليه ولتي جلست صامته وهي تتذكر زواجها من جفري، وتنظر الى الامر كعلاج احتاجت اليه لتمحو كل شعور بالذنب لموته.
قالت اخيراً:
"لقد اتصلت بكيفن واخبرته، وقال انه علي ان انتقل للعيش معهم في الحال."
عنفتها آبي قائلة:
"انك مغفلة بحيث يجب عقابك. وماذا ان غير رأيه ثانية كما فعل المرة الماضية؟"
احمر وجه كارولين من الارتباك وهي تقول:
" لم يغير رأيه، لقد اردت ان اخبرك بهذا امس ولكنك كنت في حالة مرضية فتركت الموضوع. اتعلمين..؟ السبب الوحيد الذي جعله يتصرف على هذا النحو هو انه في صباح اليوم الذي كنت اود فيه الانتقال للعيش معه تلقى اتصال تهديد، وعندما اخبر روس قال هذا الاخير بأنه سيكون اكثر اماناً لي لو بقيت بعيداً عن كيفن حتى بلقى القبض على المبتز."
صعقت آبي وشعرت بالندم وهي تسترجع الاتهامات التي قذفتها في بوجه روس، فقد ادركت الآن فقط كم كانت هذه الاتهامات ضالمة، ولكن لم لم يعلها بالحقيقه؟ سألت آبي كارولين:
"هل اخبرك كيفن بهذا ليلة امس؟"
ارتبكت كارولين وقالت:
" لا، في المستشفى."
قالت آبي:
"ولم تقولي لي حتى عندما لمت روس بشأن هذا؟"
" لقد وعدت كيفن بالا افشي السر. بقد كان روس خائفا من ان يعلم كثير من الناس بما كان يحدث، فأحدهم قد يعلم بالامر وينذر المبتز بأن روس قد ذهب الى الشرطة."
" على الاقل هذا يفسر لم لم تتحملي اية شكوى ضد كيفن، ولكن هذا يعني ان علي ان اعتذر لروس."
قالت كارولين:
"اعرف، وانا اسفه حقا، لكت وبصدق لقد كان الامر عائداً لروس بان يخبرك ما حدث."
قالت آبي بمرارة:
"انت على حق."
قالت وهي تتثاءب لتلفت نظر كارولين وتريها كم كانت متعبه:
"لا اعتقد انني سأعتذر من روس."
"ربما لم يخبرك لأنه لم يشأ ان يقلقك."
تثاءبت آبي مجددا وقالت:
"انسي الامر...اطفئي النور وانت في طريقك الى الخارج يا عزيزتي، انا تعبة جدا ولن استطيع القراءة."
فعلت كارولين هذا واغلت الباب وراءها فما كان من آبي الا ان دفنت رأسها تحت وسادتها وانفجرت بالبكاء.
انتقلت آبي في صباح اليوم التالي الى شقتها واستأنفت عملها بعد الظهر، اذ كانت تعلم انها لو بقيت في المنزل مستغرقة في تفكيرها فإن ذلك لن يساعدها على نسيان روس...وعليها ان تنساه.
ورغم انها كانت تبدو طبيعية ظاهرياً، الا ان ظهورها بمظهر الخالية من الهموم كان يستنفد منها جهدا كبيرا فبدت هزيلة. كانت سريعة الانفعال في تصرفاتها. لاحظ والدها ذلك مساء احد الايام عندما دخل ليتمنى لها ليلة سعيدة فقال:
" تبدين وكأنك ستطيرين من نسمة هواء."
قالت مازحة:
" انه العمل المجهد واللهو المجهد ايضاً، لدي صديق جديد."
"بل كثر على ما اظن. هذه ليست عادتك، اليس كذلك؟"
قالت:
"احاول تغيير مفهومي للحياة."
قال:
"او تحاولين نسيان روس."
"انت محق بشأن هذا. لقد اتهمني بالكذب والغش والغى العقد معنا و..."
قاطعها والدها قائلاً:
"ليس هذا ما اعنيه وانت تعرفين هذا، ولكن ان كنت تريدين الاستمرار بالتمثيل علي فـ..."
"انا لا افعل هذا يا ابي... ولكن هذه هي طريقتي في التغلب على... على مشاكلي."
قال:
"جيد جدا ولكن تذكري ان كبح العواطف ليس دائما الطريقة الفضلى. ان كنت..."
توقف عندما سمع طرقا على الباب ودخلت كارولين مسرعة داخل الغرفة. اعتذرت قائلة وهي تنتقل بناظريها من عمها الى آبي:
"اوه...ظننت انك وحدك، سأعود لاحقاً."
قال السيد ستيوارت:
"انا ذاهب، اراك على العشاء يا كارولين."
هزت رأسها وقالت:
"سأنتقل للعيش مع كيفن السبت وسنتناول العشاء الليلة مع روس لنتكلم بأمر زواجنا. لقد قدم لنا شقته للاستقبال."
علق عمها:
"لقد ظننت انك ستتزوجين في منزلنا."
قالت كارولين:
"لقد فعلت هذا عندمل تزوجت جفري، ولا احبذ تكرار هذا الامر. لن تمانع في هذا، اليس كذلك؟"
قال السيد ستيوارت:
"بالطبع لا، انا سعيد بأن ازفك الى عريسك في اي مكان واي وقت."
ضحكت كارولين لكلام عمها الذي ذهب تاركاً الفتاتين معاً. تنهدت كارولين قائلة قائلة:
"لااصدق ان كل شيئ قد اصبح رائعا معي. عندما تركني جفري ظننت ان حياتي
قد انتهت."
قالت آبي:
"وهذا يدل كم تجري الامور بشكل جيد."
"بالنسبة لي نعم، ولكن ليس بالنسبة لك. متى ستعترفين بانك تحبين روس وتوقفين الحرب التي تشنينها ضده؟"
قالت آبي:
" لا احارب ابدا من اجل رجل. ان لم يعرف رجل ما بانه يحبني فسأتركه لجهله، ولكي نضع الامور في نصابها اعلمك بأنني لا احب روس. لقد انجذبت اليه وتمنيت لو تتطور الامور بيننا ولكن هذا لم يحدث، ولم اعد اشعر بشيء نحوه."
لقد بدا لها الامر مقنعاً بحيث لم تفاجأ آبي حين تقبلت كارولين الامر كأنه حقيقه. وكانت مضطره للاسابيع التي تلت هذا اليوم ان ترغم نفسها على الابتسام عندما كانت ابنة عمها تتكلم عن روس، الذي كان ينظم لحفلة الزفاف بالاضافة الى اهتامه بافتتاح مخزن جديد

الفصــــل الســـــــادس عـشــــر





"تبدين في حالة ذهول كاملة."

قالت آبي لكارولين التي كانت خارجة من احدى غرف قياس الملابس. لقد امضتا اليومين السابقين في شارعي نايتسبردج وبوند لتشتريا ثوب الزفاف ووجدتا اخيراً واحداً مناسباً:

"سيستطيع كيفن دفع ثمنه، وعلى كل حال انت لاتزالين ضمن الميزانية التي منحها لك."

قالت كارولين:

"اعرف هذا...لقد اصبح لكلمة الميزانية معنى جديد منذ ان بدأت بالعيش مع كيفن، ففي الماضي كنت اربط بين هذه الكلمة وبين كلمتي التوفير والاقتصاد."

سأل البائع:

"هل ستأخذ السيدة الثوب معها ام نرسله بأنفسنا؟"

اجابت كارولين بصوت انيق وهي تغمر ابنة عمها: ارسله من فضلك، اننا نتناول الغداء في مطعم كلاردج."

سألت آبي وهما تخطوان نحو الطريق:

" منذ متى؟"

"منذ ان اخبرتني بأنني لا يجب ان اقتصد واوفر المال."

عبرت آبي وكارولين شارع بوند وقطعتا المسافة القصيرة وصولاً الى الفندق، هتفت كارولين وهما تجلسان:

"لا اصدق ان زفافي بعد اسبوعين فقط، لقد كانت الاشهر الاخيرة من اسعد ايام حياتي، اتمنى فقط لو تجري الامور معك بشكل جيد."

قالت آبي:

"لا اتذمر، لدي زبونين سعيدين بالترويج الذي اقترحه لصالح شركتهما، كما اني سعيدة تماماً بصف الفنون الجميلة الذي التحقت به، وفي الحقيقه افكر في ان اهذب مرتين في الاسبوع بدلاً من مرة واحدة."

قالت كارولين:

" اهذا نطاق حياتك الاجتماعيه؟ دروس الفنون الجميلة؟ بصدق يا آبي، من تظنين انك تخدعين؟ يبدو واضحا انك لم تنسي روس و..."

" انت لا تفكرين بالشيء نفسه، اليس كذلك؟"

قالت كارولين:

"بل افعل."

قالت آبي بعصبيه:

"اذن اسمعي جيداً، انه يتدبر امره جيداً بدوني وانا افعل نفس الشيء."

قالت كارولين:

"اظن انك قرأت ما كتب عنه ادوين بايكر." كانت كارولين تعني بحديثها محرراً معروفاً. اضافت آبي :

" واخريات."

قالت كارولين:

" اذن ما الفرق ان كان يخرج مع اليز مرة اخرى؟ انها كجزء من حياته، على كل حال انه يخرج مع فتيات اخريات ايضاً."

اكملت آبي حديث كارولين فقالت:

" وبالتحديد مع ممثله فرنسيه."

قالت كارولين:

" انا متأكده ان هذا لا يعني شيئا، انظري الى التفاهات التي كتبت عنك بعد اختطافك، فمعضمها لم يكن صحيحاً، وقد يحصل نفس الشيء مع روس وتلك الممثلة."

قالت آبي:

" اجل، ومع الكاتبة الاميركية وروس، ومع العارضة الشقراء التي وقعت عقد عمل معه، ومع روسي التي كانت اغنيتها الاخيره في بورصة الاغاني لستة اسابيع. اعترفي يا كارولين ارجوك. انه يمضي وقتاً طيباً وانا لا اهتم بالامر."

تنهدت كارولين وقالت:

"استسلم. ان كنت تستمتعين بالبقاء وحيدة وبائسة فانه اختيارك."

"هناك رجال آخرون في العالم غيره، تعرفين هذا."

سألت كارولين:

"اذن لم لا تخرجين معهم؟"

اجابت آبي:

"ان قابلت واحداً يعجبني فسأفعل."

"لأسابيع عدة ربما ثم ستجدين عذراً لتتخلصي منه."

سألتها آبي:

" اتريدين بعض القهوة ام ندفع الفاتورة؟"

" حسناً، لقد فهمت. ولكني فقط اقول ما يفكر به والدك واصدقاؤك، لا تستطيعين الاستمرار بالهرب من الحياة."

" لا تحتاج احدانا الى رجل حتى تملأ حياتها."

انهت كارولين الحديث قائلة:

"انت بلى."

بعد ان اوصلت آبي كارولين الى منزل كيفن، لم تستطع ان تخفي اعترافها لنفسها بان ابنة عمها قد قالت الحقيقه.

صباح اليوم التالي عندما تلقت مكالمة هاتفيه من زوجة اريك رامسي. بدأت المرأة الحديث بصوت ناعم ولكن عصبي:

" اتمنى الا يزعجك اتصالي بك، ولكني رأيت السيد هانت امس وبما انه قال بانك استعدت عافيتك من المحنة التي مررت بها، فقد شعرت بان علي ان اتحدث معك بنفسي. اشعر بالذنب لأن..."

قاطعتها آبي قائلة"

"لا يجب ان تشعري بالذنب، لم تكن غلطتك."

"بلى. لقد كانت. لقد كنت اعلم كم كان زوجي مريضاً وقد اصريت ان يرى طبيباً ولكني كنت مشغولة جداً بالتذمر والشكوى ضد شركات كوبرز ولم اتنبه الى انه كان يتـألم ايضاً. اريك ليس رجلا شريراً يا آنسة ستيوارت. لم يكن ليستعمل تل القنبلة اليدويه ابداً ولكن كان يائساً ومريضاً و..."

قاطعتها آبي:

"ارجوك لا تزعجي نفسك. لقد نسيت الامر وانا الآن بخير."

"اريك في مصح عقلي، والسيد هانت حريص على ان يحصل على افضل العلاجات الممكنة. انه رجل رائع يا آنسة ستيوارت. لقد وجد لي عملاً مع صديق له كما دفع كل ديوننا، ولكني متأكده بانك تعرفين هذا والا لما كنت اخبرتك. لقد اصر السيد هانت على ان يبقى الامر سراً بيننا."

بقيت آبي تفكر بالمخابرة حتى بعد ان انتهت بوقت طويل. كانت تتمنى ان تقول انها دهشت لتصرف روس واهتمامه ولكنها لم تستطع.

جاء يوم زفاف كارولين، وكانت آبي متوترة للغاية. لم تستطع ان تتخلص من قلقها وقررت ان تبقى هادئه قدر الامكان. التف ثوبها الحريري الاخضر حول جسدها مما جعل عيناها تشعان كالزمرد وزادها جمالا شعرها المسرح ببساطة. لقد اعجب بها روس مرة بما يكفي لتنافس اليز وقد قررت ان تذكره بما نسيه.

تمت مراسم الزفاف في مكتب عقد الزواج، وعندما وصلت آبي مع والدتها كان معظم الضيوف ينتظرون بسعادة تحت شمس الخريف الباردة العروس لتصل مع طفلها وعمها. ورغم ان كاروين كانت قد انتقلت للعيش في منزل كيفن الا انها كانت متمسكه بالتقاليد، فلم تشأ ان تجعله يرى ثوب الزفاف قبل الاحتفال.

بحثت آبي عن روس بعينيها حتى رأته يقف مع اليز وامرأة اكبر منها سناً بحيث كان واضحاً من الشبه بينهما بانها كانت والدتها. ادار رأسه نحوها فجأة، فالتقت عيونهما. هز رأسه لها بايجاز ثم التفت مجدداً نحو اليز التي بدت مشرقة في ثوب احمر.

احمر مجدداً. وتذكرت بانه كان نفس لون الثوب الذي اشتراه لها روس خلال رحلتهما الى الجزء الاوسط من المدينة، وتساءلت آبي ان كان روس قد اختار لها هذا الثوب هو ايضاً. تمتمت والدتها:

" اذن هذه هي منافستك!"

كررت آبي ببرائة كاذبة:

"منافستي؟ عمّ تتكلمين؟"

اجابت والدتها:

" عمن وليس عم، المرأة السمراء الجميلة التي تقف الى جانب روستر هانت."

وصلت سيارة الزفاف قبل ان تكمل والدتها الكلام، واندفع الجميع باتجاهها فوجدت آبي نفسها تقف قرب روس. فابتعدت عنه قليلاً، ابتسمت وهي ترغم نفسها على النظر اليه وقالت:

"مرحباً. كيف حالك؟"

" بخير، لا حاجة لأن اسألك كيف حالك، تبدين رائعة."

قالت:

"شكراً، كيف حال الاعمال؟"

قال:

" ممتازة."

لحسن الحظ لم يكن من الضروري ان تبحث عن موضوع آخر للحديث اذ اقتربت العروس وبدت كارولين مشرقة في ثوبها وما لبثت ان وقفت على الدرجات الحجريه لتعانق كل منهما على حدة وقالت وهي تبتسم بفرح:

" هل كيفن في الداخل؟ اكره ان اترك في موقف حرج."

ابتسم روس ابتسامة عريضة وقال:

" لا عليك ان تقلقي بهذا الشأن. لقد انتهى من ارتداء ملابسه وهو جاهز ليترك المنزل منذ الثامنه من هذا الصباح."

بدا شارلي فاتناً ببنطاله المخملي الاسود الطويل وقميصه الابيض وهو يشد على يد روس بقوه ليلفت انتباهه، فأنحنى الرجل الى مستواه وقال:

" مرحباً ايها الشاب الصغير، هل اتيت لتزف والدتك الي عريسها؟"

اجاب الضغير:

" عمي كيفن."

قال روس:

" هذا صحيح، انت ستعطي والدتك الى عمك كيفن ثم ستعطيك هي والداً بالمقابل."

حمل روس الطفل واستقام واقفاً وقال:

" سأحمله لك الى الداخل، انه طريق طويل لساقين صغيرتين."

اعترفت كارولين قائلة:

" انا ارتجف كورقه."

قال روس:

" حسناً، ان حملت طفلك فسأحملك بدوري."

ابتسمت وتابعت سيرها فتلوى شارلي بين ذراعي روس وهو يرى والدته تختفي وانحنى نحو آبي ثم قال وقد ارتجفت شفته السفليه:

"آبي..."

حملته آبي قبل ان ينفجر في البكاء وسمعت اليز تقول لها وهي تنضم مجدداً الى روس:

" كم تبدين عطوفه عليه، اتمنى الا يبكي خلال الاحتفال."

تدخل روس قبل ان تستطيع آبي الاجابة:

"ان فعل فانا متأكد بان والدته وكيفن لن يمانعا."

سار روس مع اليز برشاقة نحو القاعة بينما بحثت آبي عن والدتها بين الزحام وانضمت اليها. جلس شارلي بسعادة وبهدوء في حضن آبي. كان صغيراً جدا في شهره الثالث والعشرين ليفهم ما يدور حوله ولكنه كان ذكياً بما فيه الكفايه ليشعر بانها مناسبة مهمة. ولكن عندما تبادل العروسان خاتمي الزفاف، قفز شارلي واندفع بخطى قصيرة نحو امه. اعترفت السيدة ستيوارت قائلة:

" سأفتقد وجوده في المنزل، لقد جعلني اعرف لم يستمتع اصدقائي بكونهم اجداداً وجدات."

قالت آبي:

" ان كان هذا تلميحاً و..."

قالت والدتها:

" كم انت ذكية لتفهمي..."

انضم السيد ستيوارت اليهما ليقودهما الى قاعة الاستقبال. كانت الزهور في كل مكان كما كان هناك صف كبير منها في قاعة الدخول حيث الّف كيفن وكارولين و والدة كيفن، و والدي آبي صف استقبال. بعد ان رأت آبي بعض الضيوف وهي تدخل، اخذت تمشي على التراس الذي كان مغطى ومكسواً ببعض الستائر الحريريه للمناسبه. كان قد امتلأ للتو بالناس والموظفين الذين انطلقوا بسرعة في كل مكان ليقدموا العصير والخبز المحمص المكسو بسمك السلمون المدخن والكافيار. لم يوفر روس جهداً ليجعل هذا اليوم مناسبة لا تنسى. فقد تنبهت الى روس الذي كان يدور حول الغرفة ويتحدث الى الضيوف وبدا انه يتجنبها بشدة بحيث شعرت بان حيويتها قد وهنت. ما المميز فيه حتى تجد صعوبة في نسيانه؟

وابتعدت آبي سريعاً عن عيون اصدقائها، اذ غيرت اتجاهها نحو المائدة وبدأت بالأكل.

نظرت نظرة خاطفه وهي تدخل مجدداً الى الشقة. انهارت على احداها وهي تتنهد. سألها صوت نسائي:

"تعبه ام غير اجتماعية؟"

استدارت آبي لترى اليز تراقبها. هل لحقت بها لتتأكد من انها لم تتكلم مع روس على حدى ام كانت مجرد مصادفه؟ اجابت آبي:

"تعبة، لقد امضينا الليل انا وكارولين ونحن نتحدث، الامر الذي اتعبني."

قال اليز:

"انها متحمسه جداً."

قالت آبي:

"لابد انه الانفعال الناجم عن الحب."

"يا للتعبير الفاتن... سأتزوج انا ايضاً، اتعلمين؟"

شعرت آبي وكأن الهواء خرج من رئتها وقالت بصعوبة:

" تهاني... هل يعني هذا انك ستتركين شركات كوبرز؟ ام انك اقنعت روس بجعلك تستمرين بالعمل؟"

"اوه، لا، سأترك العمل. سنعيش في باريس."

سألت آبي:

"باريس؟ هل سيبيع روس الشركة ام سيسلمها لشخص آخر ليصبح مديرها المسؤول؟"

"لا هذا ولا ذاك. لن اتزوج روس."

رفض عقل آبي العمل ولم تستطع الكلام، في حين تابعت اليز قائلة:

"سأتزوج جاكوس كاسيل."

"من كاسيل؟ مدير المخازن في باريس؟"

قالت اليز:

" هو نفسه. كنت اتقصى الاخبار عن فرعهم في باريس والتقيت مصادفه بهذا الرجل الديكتاتوري المثير الذي طلب ان يعرف لما كنت اجمع المعلومات وانا اتجول في المخازن هناك. لم استطع اخباره فتشاجرنا بحدة ومنذ ذاك اليوم توطدت علاقتنا."

تمتمت آبي:

"لاشك انها كانت صدمة لروس."

"فقط لأنني وقعت في الحب بشكل مفاجئ. لقد اعتبرني اصدقائي وافراد عائلتي متحفظه وكنت اظن الشيء نفسه انا ايضا حتى التقيت بجاكوس. لقد جعلني ادرك بان ما كنت اشعر به نحو روس هو مجرد تعلق فتاة بشاب وحسب."

وقفت اليز برشاقه وتوجهت نحو الباب واقفلته وهي تقول:

" علينا ان نتكلم ،انا وانت، في امر خاص."

قالت آبي:

" لا ارى سببا لهذا."

جلست اليز على مقعدها مجدداً وقالت:

" سترين حالاً... روس وانا كنا متقاربين جداً لسنوات خلت كما رأيت بوضوح، ولكن علاقتنا اصيبت بالفتور قبل ان تظهري على الساحه، او على الاقل من ناحيته، ولكن كان لازال لدي الامل في استرجاعه، وبينما كان يلهو مع اخريات شعرت بانها فرصتي. اما دخولك حياته فقد كان مسألة اخرى ولقد وقع في غرامك."
هزت آبي كتفيا بلامبالاة وقالت:
"انه مجرد عبث."
قالت اليز:
" بل اكثر من هذا، لقد وقع في غرامك ولهذا انسحب من حياتك فجأة."
قالت آبي:
"لا افهم."
اوضحت اليز قائلة:
"اسمعيني اولاً. كل من له علاقة بروس تلقى اتصالات تهديد من اريك رامسي، بالطبع في الوقت الذي لم نكن نعلم من هو، فقط صوت هامس يقول بأننا او اشخاص مقربون منا سيتعرضون لحادث ان لم يدفع المال، ولهذا منع كارولين من الانتقال الى منزل كيفن، وعندما صدمت السيارة كارولين خاف ان يكون المبتز هو الفاعل وقد يقوم بعدها بايذائك."

"ولكنها وقعت امام السيارة، لقد كانت غلطتها."

قالت اليز:

"لم يكن متأكداً ولم يشأ ان يعرضك للخطر لمجرد هذا الشك الضئيل في ذهنه."

سألت آبي:

"ولماذا لم يخبرني الحقيقة بدلا من التظاهر بانه مشغول جداً؟"

"شعر بأنك قد تتجاهلين نصيحته وتصرين على البقاء معه. كان يعرف بالامر وانا قمت باستنتاج الباقي وقررت ان اتأكد من ان يبقى الجزء المكسور مكسوراً."

تلعثمت اليز ثم تابعت بسرعة:

"ولهذا كتبت الرسالة الى غاري وينتن، لقد اردت ان يفكر روس بالسوء بك."

قالت آبي:

" لقد نجحت بالتأكيد."

قالت اليز:

"اعرف واستطيع فقط ان اعتذر."

سألتها آبي:

"ولماذا تخبرينني هذا الآن؟"

قالت اليز:

" لاني اريد ان اضع الامور في نصابها."

اجابت آبي:

"لقد تأخر الوقت. لو كان روس يحبني لما صدق بأني كتبت تلك الرسالة الى غاري."

"لو كنت تحبين روس لما صدقتني عندما اتيت الى مكتبك وزعمت بان روس ينتظر قراري بالزواج منه. لقد كنت متسرعه بان فكرت به سوءاً تماما كما فعل هو."

قالت آبي:

"اذن من الافضل ان نبقى منفصلين."

قالت اليز:

" يا للفكرة العظيمة، شخصان يحبان بعضهما ولكنهما لا يفعلان شيئاً بالمقابل."

حدقت آبي بيديها وقالت:

" لم يفتقدني في تلك الاشهر التي مضت. لا استطيع ان احصي عدد الفتيات اللواتي قابلهن."

جاء رد اليز الصريح:

" يا لتحريف الحقائق، اسمعي، ان لم تصدقي فهذا عائد لك، ولكن ان كان لديك ادنى شعور تجاهه، فاذهبي وتحدثي معه."

وضعت اليز يدها على ذراع آبي وقالت:

"لم يكن من السهل ان اعترف بما فعلت فلا تضيعي مجهودي سدى."

"وماذا ان كنت مخطئة ولم بعد يحبني؟ قد يضحك في وجهي."

قالت اليز:

"حاولي، خذي هذه الفرصه."

اغمضت آبي عينيها لتوازن مشاعرها وعندما فتحتهما ثانية كانت اليز قد ذهبت.

هل كان عليها ان تكبح كبرياءها وتخبر روس بما تشعر بما تشعر به نحوه؟ وجلست بالقرب من والديها. كان روس يقوم بدور المضيف بشكل جدي متنقلا من ضيف الى آخر ليتأكد من ان لديهم كل ما يحتاجونه، وبدا حريصاً على ان يترك مسافه بينه وبين آبي. لقد كانت اليز مخطئه، فكرت آبي بصمت.
القى كيفن كلمة شكر ثم جاء دور المقظوعه الموسيقيه. توجه العروسان الى الحلبة ثم لحق بهما الآخرون ولاحظت آبي ان روس يخطو مسرعاً نحو كارولين. وبعد دقيقه اتى كيفن ليدعوها للرقص وقال:
"انت قريبه رائعه لكارولين. اود ان اشكرك."
تأثرت آبي بتعليقه وامتلأت عيناها بالدموع، وعندما همت بفتحهما وجدت انهما قد اصبحا جنباً الى جنب كارولين وروس.
قال روس برقة وهو يأخذ آبي ويرقص بعيداً عنهما.
" اتمانع ان قاطعتكما؟"
استطاعت آبي بجهد ان تسيطر على توترها وهي ترقص، ولكنها لم تستطع ان تخفي دهشتها عندما قادها فجأة الى ممر جانبي. سألته وهي تحاول التخلص منه:
" الى اين نحن ذاهبان؟"
فتح احد الابواب ودفع بها الى داخل غرفة، وقال:
"اود التحدث معك، لن يزعجنا احد هنا."
حدق روس بالعينين الكبيرتين التين كانتا تحدقان به بحذر وقال:
"انا آسف لآني اخطأت في الحكم عليك بشأن الرسالة. لقد اخبرتني اليز بانها هي من كتبتها. لم لم تخبريني؟"
اجابت :
"لم اكن استطيع اثبات هذا."
قال بتجهم:
"لقد اسأت الحكم عليك منذ البداية."
قالت:
"وانا ايضاً اسأت الحكم عليك مرا عدة."
سألها :
"اتعنين في ما يتعلق بكارولين؟"
هزت راسها وقالت:
"وايضاً اليز واشياء اخرى."
قال:
"لم اخرج مع اية امرأة اخرى وعلي ان اعترف انني كنت اتمنى ان تفعلي الشيء نفسه... انا احبك."
اقترب منها ولكنه لم يحاول ان يلمسها. كان وكأنه يقول بانه قد افضى بكل ما عنده ولم يعد يستطيع ان يقوم بأي شيء آخر، فالباقي كان متوقفا عليها. ان كانت تريده فعليها ان تقوم بالخطوه التاليه. بصرخة ناعمة ركضت باتجاهه، وهمست قائله:
"انا احبك ايضاً. لا استطيع احتمال التفكير بالاشهر التي اضعناها."
قال:
"ولا انا. اقسم بانني سأعوضك عن كل الاشياء الرهيبة التي قلت، سامحيني يا حبيبتي."
قال:
"وانت عليك ان تسامحني ايضاً. مشكلتنا كانت في اننا احببنا بعضنا قبل ان يتعرف احدنا على الآخر، ولهذا كنا دائماً في موقف دفاعي وفي حال عدم ثقة."
ابتعدت عنه ببطء وتابعت:
" ماذا كنت ستفعل لو لم تخبرك اليز بالحقيقه اليوم؟"
اجاب:
"كنت سأتكلم معك بأية حال. لقد كنت بائساً جداً بدونك، ولم اكن لأستطيع الاستمرار اكثر."
سألته:
"بصدق؟"
ابتعد عنها بدلاً من ان يجيب عن سؤالها وذهب الى المكتب الموجود قبالة السرير، فتح الدرج الاول واخذ ملفاً ثم اعطاها اياه. اخرجت آبي ببطء بطاقتي سفر وحجز في فندق باريس في مونتي كارولي. لقد كان الحجر لثلاثة ايام على ان يبدأ نهار الجمعة. كانت الغرفة الاولى باسم روس اما الثانية فكانت باسمها هي. قال بارتباك:
"لقد قمت بمحاولة، هل كنت محقاً؟"
"للغاية."
قالت هذا ثم استسلمت للبكاء.
تمتم وهو يجلس بالقرب منها:
"حبيبتي، اتتزوجينني؟"
قالت:
"حتى وان كنا لا نعرف بعضنا جيداً؟"
قال:
"وهل هناك افضل من ان نتعرف على بعضنا ونحن نتقاسم حياتنا؟"
"حقاً، هل هناك افضل من هذا؟"
قال:
"اذن، علي ان اخبرك باننا سنتزوج بعد شهر، وكل سوء تفاهم قد يحل عندما تصبحين زوجتي."
"يبدو هذا جيداً...هناك زفاف في الخارج في هذه اللحظة، وقد يتسائل بعض اقاربنا ماذا نفعل هنا."
قال:
"علينا ان نثبت لهم؟"
التقت عيناه بعينيها بدون مراوغة وسألته:
"اتريد هذا يا روس؟ اتريد حقاً الزواج مني؟"
قال:
"جداً...واتمنى اليوم ان يتم ذلك."منتديات ليلاس


تـــــ م ـتــــــ

 
 

 

عرض البوم صور nightmare   رد مع اقتباس

قديم 17-06-08, 12:11 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 38316
المشاركات: 79
الجنس أنثى
معدل التقييم: nightmare عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 77

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
nightmare غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : nightmare المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

انا ما كتبتها فقط اعدت تنزيلها وشكرا

 
 

 

عرض البوم صور nightmare   رد مع اقتباس
قديم 17-06-08, 11:16 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 45074
المشاركات: 58
الجنس أنثى
معدل التقييم: niso عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
niso غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : nightmare المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

الف شكر الك جاري القراءة

 
 

 

عرض البوم صور niso   رد مع اقتباس
قديم 14-07-08, 05:41 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 85498
المشاركات: 11
الجنس أنثى
معدل التقييم: princess shosho عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
princess shosho غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : nightmare المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

thank yooooooooooooou
nightmare

 
 

 

عرض البوم صور princess shosho   رد مع اقتباس
قديم 20-07-08, 11:52 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 84156
المشاركات: 7
الجنس أنثى
معدل التقييم: بنفسجة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بنفسجة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : nightmare المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

روعة يعطيك العافية ...... وكونك أعدت تنزيلها مجهود تشكر عليه ....لأنك اعطيت لنا فرصة الإستمتاع للى لم يقرؤوها ....
يسلمووووووووووووووووو...

 
 

 

عرض البوم صور بنفسجة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دار النحاس, رجل المواقف, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روبرتا لي, roberta leigh, two timing man, عبير
facebook



جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:58 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية