منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 99_ خطوات على الضباب ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t99841.html)

Rehana 06-12-08 09:10 AM

عادت للجلوس، و استأنفت شرب العصير: هذا هو الوضع تماماً.
نظر إليها وفي عينيه و ميض تسلية
ـ بمناسبة الحديث عن الخالتين.. ماذا ستكون ردة فعلهما إن شاهداك في غرفة غريب في الفندق؟
اعترفت:" ستعتبرانني طائشة حمقاء. و ستطير خالتي في الهواء رعباً".
ـ و الخالة دايان؟
ـ قد تصاب بالدوار أو يغمى عليها.. إنهما حساستان تجاه صحبة الرجال.
ـ لاشك أن والدتك مختلفة عن أختيها.
ـ كانت أصغر منهما بكثير.. لقد تزوجت ضد رغبة أختيها..أو على الأقل رغبة جيلين على ما أعتقد.
ـ يبدو أن هاتين المختلتين عقلياً سيطرتا على حياتك؟
أجبرها الولاء على القول:" ليستا مختلتين عقلياً.. تقولان إنهما قامتا بما في وسعهما من أجلي".
ـ تقولان؟ يبدو أن قولهما مجحف.
جعلها التفكير بخالتيها و باستنكار هما تقول: إن لم نذهب إلى قاعة الطعام قريباً فسأضطر إلى العودة إلى البيت..

على أي حال، يجب أن تأكل شيئاً.
ـ أنت خائفة منهما.
ـ صعب عليّ عدم الإذعان لرغبتيهما.. المسألة أنني أريد المحافظة على السلام.
قال ساخراً:" لاشك أنهما ممسكتان بك من رأسك حتى أخمص قدميك وأظن أنه سينتهي بك كما انتهى بهما..عانس

عجوز".
تردد صدى سخريته في أذنيها وهي تحلق به إلى قاعة الطعام.. ولكنه على حق..اجتاحتها موجة بؤس و إشفاق على

الذات. سينتهي بها المطاف كما انتهى بحالتيهما.. ومن غير المحتمل أن ينقذها أحد من هذا المصير.
أبعدت عن نفسها الأفكار المحزنة ثم أكملت المسير نحو مائدة موضوعة قرب النوافذ..كانت قاعة الطعام مطلة على

الميناء و أنواره التي كانت تبرز مشرقة في الظلام. ووجدت بيني المنظر خلاباً.. فطلب تشارلز تايمر اللحم

المقلي.. وفكرت بيني في اللحم المقلي فوجدت أنه يريد فعلاً منها أن تقطع اللحم له.. ولكن عندما وصل اللحم، كان

مقطعاً قطعاً صغيرة.
قال الساقي:" لم تكن هذه الضمادة على يدك وقت الغداء، سيد تايمر هل صدمت شيئاً منذ ذلك الوقت؟"
قال تشارلز بغموض:" يمكنك قول هذا. له شعر أشقر و عينان زرقاوان كبيرتان".
نظر الساقي إلى بيني نظرة إعجاب تورد لها وجهها.
ـ صدمتك، أليس كذلك؟
ـ تقريباً.. شكراً لتقطيع اللحم.
تجاهلت بيني إشارته إليها و لكنها بعد ابتعاد الساقي قالت ببرود: يبدو أنهم يعرفونك نعم المعرفة هنا.. أأنت أحد

نزلائهم الدائمين؟
ـ أجل..أقيم هنا كلما زرت ويلنغتون.
ـ وهل تأتي دائماً إلى المدينة؟
ـ فقط عندما أريد محادثة الناشر.
نظرت إليه مفكرة.. هل ستراه مرة أخرى؟ لا.. هذا غير محتمل أبداً. إن صورة الخالة جيلين التي تسللت إلى

رأسه، كفيلة بجعله يعيد التفكير مرتين قبل أن يتصل بها.
اجتحاتها موجة اكتئاب، ولكنها تماسكت لتشير إلى اللحم المقطع في طبقه: أرأيت.. لاحاجة بك إلى مساعدتي في أي

حال.
نظرت إليها العينان البنيتان بثبات، تتأملان ملامحها بإمعان, انتطرت منه أن يتكلم ولكنه لم يقل شيئاً.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...83e9dc2314.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 07-12-08 09:49 AM

أحست بحرج بسبب تفرسه الشديد بها، وقالت بسرعة: أخبرني عن كتابك.. إنه عن الكلاب كما قلت؟
ـ هذا صحيح. إنه مزيج من التاريخ، و النوادر، وقصص الإنسان. يتوقع الناشر رؤيته على مكتبه في نهاية شهر

شباط.. هذا هو الموعد النهائي حسب العقد الذي وقعته معه.
انتفضت:" عقد؟ وكم تقدمت في كتابته؟".
ـ أنا في منتصف الطريق تقريباً.. الهدف أن أغطي كل المعلومات المتعلقة "بنيوزيلندا".. أتفهمين؟
هزت رأسها:أظن هذا.. ولكن مالا أفهمه، هو سبب اضطرارك إلى إنهائه قبل نهاية شهر شباط؟
ـ سيمر الكتاب بعد التأليف بمراحل عديدة بدءاً من الطباعة انتقالاً إلى التصحيحات فالطباعة النهائية ليكون جاهزاً

في الأسواق فبل الميلاد.. بإمكانك القول أنها مسألة اقتصادية.. والآن، أتدركين الورطة التي أنا فيها؟ أنا في موقف

قد أضطر فيه إلى فسخ عقدي مع الناشر.
تغيرت ملامحه وهو ينظر إليها غاضباً..أجفلتها فظاظة كلماته الأخيرة، وجعلتها تدرك أن مابدا لها تصرفاً مرحاً،

كان مظهراً خارجياً فقط..اعترفت ببؤس: أجل..أرى هذت بوضوح. ماذا عن قيلدة السيارة؟ ألديك سيارة هنا؟
ـ لا.. أنا لاآتي بسيارتي إلى ويلغتون.. من الأسهل استخدام القطار، أو سيارات الأجرةـ فهذا يزيل من أمامي عقبة

إيجاد موقف لسيارتي.
ـ إذن ، متى ستعود إلى مزرعتك؟
ـ غداً..سأتخلى عن الإذاعة، أو أرسل لهم النص، البريد.
اتسعت عيناها:" الإذاعة؟".
ـ كان من المقرر أن تجرى معي مقابلتين تتعلقان بالثقافة على أن تذاعا للمدارس. كنت أنوي وضع النص في أحد

مكاتب الإذاعة في شارع" التراس" وكنت في طريقي إلى هناك عندما التقيت بك.
ـ تقصد عندما صدمتك..لماذا لا تقول هذا بوضوح؟
ـ فلنترك هذا الموضوع.
تابعا الأكل بصمت، في هذا الوقت وصلت معنويات بيني إلى الحضيض لأنها عرفت أنه مسافر غداً..وأن من غير

المحتمل أن تراه مرة أخرى..ليس لأنه قد يرغب في رؤيتها ثانية، فهذا محال، ولماذا على أي حال تريد رؤيته

ثانية؟ لقد كان ما جرى حادثاً مزعجاً من الأفضل نسيانه..
سأل عندما سمعها تتنهد: ما الأمر؟ ألا يعجبك الطعام؟ هل اللحم قاس؟
ـ آه لا.. إنه لذيذ.
ـ إذن لماذا تنهدت؟
ـ أحس بالأسف على الموقف كله، وأنا..قلقة عليك ولكني أرجو أن تتمكن بطريق ما من إنهاء كتابك في الوقت

المحدد.
نظرإليها ساخراً:" لا مجال للأمل..قد يتصور المرء أنك تهتمين بالكتاب".
ـ أنا أهتم..أرجوك صدقني.
هز كتفيه مستسلماً: أنا مضطر إلى مقابلة بعض الناس.. وهناك رجل في "أوتكي" يتوقع لقائي قريباً.
ـ "أوتاكي" تبعد أميالاً عن" ماسترتون" ..لكن شينا ستتمكن من إيصالك إلى هناك.
ـ ربما.
لماذا توترت لذكر شينا؟..قالت بحبور مصطنع:"ستسجل لك الملاحظات على الأقل".
ـ أنا لا أسجل ملاحظات..عادة أقوم بتسجيل ما أريد على آلة تسجيل..ثم أعود\ فأصغي إلى الحديث وبعد ذلك أقوم

بطباعة الحديث على الآ لة الكاتبة..إنها عملية طويلة.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...89739668c0.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 07-12-08 09:59 AM



نظرت إلى يده اليمنى، ولم تقل شيئاً. ولكنها اضطرت إلى كسر الصمت: وهل هناك الكتير للكتابة عن الكلاب؟
ندمت على السؤال حالما تفوهت به.. لاشك أن هناك الكثير، وإلاما كان ليؤلف كتاباً عن هذه الحيوانات.
نظر إليها بتساهل، وكأنه لا يريد من غبائها أن يوترها..أخيراً قال:" الموضوع يغطي ميداناً واسعاً..كل مالك كلب

لديه قصة، قديمة أو حديثة. عدا مقدرة كلاب الرعي المذهلة، هناك الكلاب البوليسية، و الكلاب التي تساعد

العميان..هل امتلكت كلباً في يوم ما؟".
فاجأها السؤال:"لا..أخشى أن خالتي جيلين..".
ـ لاتحب الكلاب..هذا ما أتصوره.
قالت تدافع مجدداً:" ليست المدينة بمكان مناسب لنوع الكلاب الذي أهوى اقتناءه..فهو يحتاج إلى حرية و تمرين".
ـ آه!؟ وأي نوع هذا؟
ـ "لابرادور" ذهبي.
أستغرب قدرتك على تسمية نوع منها.
ـ سأتجاهل هذه السخرية من معلوماتي سيد تايمر.. أفهم أنك تعب.
ـ بل الأصوب أن تقولي إنني مرهق.
ـ يجب أن تكون في..
ترددت في إنهاء جملتها لئلا يأخذ اقتراحها على غير محمله.
كان في عينيه توقع مرح عندما قال: ما إن نشرب القهوة في الصالون، حتى أكون مسروراً إن ساعدتني لأصل إلى

هناك.
كادت تشهق.. ولكنها رأت أنه يمزح فتغاضت عن ذلك. وقالت مبتسمة:سيساعدك أحد السقاة، أو أحد الموظفين.
ـ كلهم مشغولون الآن، ففي المساء ينشغل الجميع. هل من اعتراض في مساعدتي على خلع قميصي؟ لا داعي إلى

أن تعرف خالتك جيلين بهذا..
وضحك. دلَّ وميض عينيه أنه يعتبرها محتشمة إلى حد الإشفاق..و تصاعدت كبريائها لإنقاذها، وردت ببرود:

بالطبع سأساعدك..وسأضعك في الفراش.
صدمتها كلماتها فصمتت..ياالله! ماذا تقول؟
ـ عظيم..رجوت ألا تتركيني عاجزاً.
بعد وقت قليل توجها إلى الصالون، حيث كان الناس متحلقين حول الموائد الصغيرة المستديرة.. وفيما كانت بيني

تشرب القهوة، قالت لنفسها إنها حمقاء..فلاضير في مساعدته على نزع ثيابه..فلو اتخذت لنفسها مهنة التمريض، لا

ضطرت إلى خلع ثياب رجال غرباء يومياً. إن الفتاة العادية قادرة على التعامل مع هذا الموقف بشكل عادي..لكن

الفتاة لم تربها الخالة جيلين التي تعتبر الرجال أقرباء للشيطان.
أجفلتها صوته عندما مال إلى الأمام وتحدث بصوت خفيض.
ـ ملء وجهك الارتباك. هل أنت خائفة مني؟
ـ ويدك في الضمادة؟ بالتأكيد لا.
ـ أمر مؤسف..كان سيرفع من غروري أن أعرف أنك خائفة مني.
نظرت إليه مفكرة و عيناها الزرقاوان العميقتان قائمتان، ها قد عاد يذكرها بما فعلت.
قالت:" لاتريد أن أنسى ما فعلت..أليس كذلك سيد تايمر؟ لاتقلق..سترسخ هذه الحادثة في ذاكرتي وقتاً طويلاً".
قال بصوت أجش:" لن ينساها أحد منا بسرعة.. و الآن إن أنهيت قهوتك، فلنعد إلى جناحي".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...89739668c0.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 07-12-08 10:06 AM

ارتشفت ما تبقى في فنجانها بسرعة. وعندما استحوذت عليها رغبة مجنونة بالفرار ولكنها تذكرت أن معطفها في

جناحه. ما إن دخلا حتى جذبها جمال الأنوار مجدداً إلى النافذة، لكن الأنوار فقدت بطريقة ما سحرها.ماهي "

إلالحظات حتى كان إلى جانبها يقف صامتاً.. نظرت إليه: أتنام عادة باكراً؟
ـ فقط عندما أكسر يدي..
ـ هاقد عدت ثانية!
ـ أجل..نسيت أنك تمتعضين من تذكري إياك بما فعلت ولكن النوم باكراً سيساعدني.
ـ أعتقد أنني أفهم.
وقف لحظات، ثم تركها ليذهب إلى الحمام.. بعد لحظات عاد إلى الغرفة.. لكنها لم تجد الشجاعة لتستدير و ترى ما

يفعل.
ثم أتاها صوته من خلفها: أستطيع التعامل مع الحذاء و الجوراب، شكراً لك.
كانت لهجته مهذبة فشعرت بأنه يضحك منها.. إنه وحش. عندما استدارت إليه كان قد تخلص من سترته التي ألقاها

أرضاً. التقطتها و علقتها في الخزانة. ثم وقف، كطفل ينتظرها فاقتربت منه وراحت تفك أزرار قميصه ثم جذبته

من كمه الأيسر بعد ذلك من فوق الضمادة.
عندما أشاحت وجهها عن منظر صدره العاري قال لها: ألم تشاهدي جسد رجل من قبل، آنسة كريستمان؟
ابتلعت ريقها: بل رأيته.. في الأفلام.. وعلى الشاطئ..
ـ إنما ليس على هذا القرب الشديد؟
تجاهلت سؤاله:أين بيجامتك؟
كان صوتها غير ثابت فلعنت نفسها على حماقتها: في الخزانة، أو تحت الوسادة. سأرتدي السترة فقط إن كنت لطيفة

فزررتها لي.
عندما كانت تبحث عن البيجاما، وعت أن نبضاتها تتسارع، وأن وجنتيها ملتهبتان. عادت ولكنها وجدت أن من

الصعوبة عليها أن تنظر إليه.. فقد عرفت أنه ينظر إليها. سألها ببرود صدمها: أعتقد أنه لم يمسك رجل قط آنسة

كريستمان؟
شهقت بغضب:" وماذا في هذا؟".
ـ يقولون إن مثيلاتك نادرات في هذه الأيام.
تجاهلت تعليقه وهي يده اليسرى إلى الكم، ثم لفت السترة حوله وزررتها.
قال بصوت خفيض: شكراً لك آنسة كريستمان.. لو عرفتك في ظروف مختلفة، لسررت كثيراً بمعرفتك.
ـ وأنا أيضاً سيد تايمر.
لكنها شعرت بأن عينيه تأسران عينيها بنوع من القوة المفناطيسية التي وجدت أن من الصعوبة أن ترتد عنها. ثم

حدث غير المتوقع. التفت ذراعه اليسرى المذهلة بقوتها، حول خصرها، وشدتها إليه، فانتفضت و كادت أنفاسها

تزهق و لكنها لم تستطع غير رفع نظرها إليه، عاجزة عن الكلام. كانت عيناها كقطعتين من الزفير الأزرق.
ولكن التوقف كان مؤقتاً، قبل أن يشدها أكثر إلى الأمام في عناق أرسل خفقات قلبها على هواها.. مع أنه لم يكن

عناقاً طويلاً، ولكنه كان كافياً ليعلمها أن هذا الرجل يجد صعوبة في السيطرة على نفسه. عرفت أن عليها دفعة عنها

و لكنها لم تكن تملك القوة لتفعل هذا..
ظل ينظر إلى عينيها بعدما أبعدها عنه قليلاً، و كأنه يلزم ذاكرته أن تطبع فيها كل ملامحها. بادلته النظر، قائلة:

ماكان عليك أن تفعل هذا سيد تايمر..لايحق لك..
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...89739668c0.gif


يتبـــــــــــع

SLEEPING BEAUTY 07-12-08 06:36 PM

الرواية شكلها مو طبيعي
تسلم الايادي التي تكتب و تتعب:) :):)


الساعة الآن 03:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية