منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 99_ خطوات على الضباب ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t99841.html)

Rehana 04-01-09 04:00 PM

حبيبتي جواليا..مافي تعب إن شاء الله

لعيونك وعيون محبين روايات أحلام بحاول

قدر ما أستطيع ..بس شيء يحتاج الى صبر طبعاً

Rehana 04-01-09 04:20 PM

سمعت ضحكة شينا تتبعها رنة صوت تشارلز. علمت أنهما في الحديقة قرب القنطرة. فهل يضمها إليه هناك؟ أحست بيني بأنها لن تتحمل رؤيتهما. لذا ارتدت على عقبيها لتسرع في العودة إلى المنزل.. الواضح أن خلافهما اختفى الآن .. وفيما كانت ترتقي الدرج شعرت بأن الغيرة تفترسها.
في الصباح التالي، تابعت العمل في المكتب كالعادة مع أنها ما تزال في قبضة إثارة جعلت التواصل بينهما صعباً.. أخذت تسترق النظر إلى تشارلز، ولكنها لم تستطع أن تعرف من ملامحه إن كان قد توصل إلى تفاهم ما مع شينا ليلة أمس. كان غارقاً في كتابة المواد لتطبعها. سمعا سيارة شينا تمر بباب الشرفة ولكنه لم يرفع رأسه، وما أطلق تعليقاً..في تلك اللحظة تساءلت عما إذا كان منزعجاً من ذهابها اليوم و شينا.. هل يرى أنها تتخلى عن عملها؟
فيما كانت تراقبه سراً توسل إليه قلبها:" أرجوك تشارلز، لا تنزعج مني.." ثم، أضافت مدافعة عن نفسها" فلو انزعجت لشعرت بالأسف لأنني ذاهبة معهما في أية حال".
جعلتها الفكرة تترك المكتب و تركض بخفة إلى غرفتها لتستبدل الجينز و القميص بفستان مشمشي، و بسترة خفيفة مماثلة..ما إن عادت حتى نظر إليها بدون أن يتفوه بكلمة. لم تعرف بمخططاته إلا وهما على مائدة الغداء.
قال لأمه:" قررت مرافقتكن".
ابتسمت كيري:" سيكون هذا رائعاً عزيزي، أنا واثقة أن جورج سيسر برؤيتك إذ لم تره منذ سنوات".
نظرت إليه شينا مباشرة: لا حاجة بك للذهاب إن كنت تفضل البقاء مع كتابك المتعلق بالكلاب..أنا قادرة على اصطحاب كيري و بيني لزيارة جورج.
قال: سنذهب بالرينو..أنا واثق أن بيني لم تنسى أنني و عدتها باصطحابها لترى المكان.. و أظنني قلت إنني سأفعل هذا السبت.
نظرت إليه أمه مؤنبة:" إنها المرة الأولى التي أسمع هذا".
ـ لم يتح لي الوقت للاتصال بجورج.
أحست بيني بأن أن تظهر تفهمها لوضعه.
ـ كان عقلك غارقاً في التأليف.
نظرت إليها عيناه البنيتان بثبات:" لكنك تذكرين أنني وعدتك".
ـ طبعاً..وكنت أعرف أنك ستفي بوعدك عاجلاً ـأم آجلا.
كان ملء الابتسامة التي أرسلتها إليه الثقة به.. و كانت سعيدة بقراره هذا.. ارتفعت معنوياتها و شعرت و الهدوء فو مضت عيناها. تجاوزت الساعة الثانية عندما انطلقوا.. جلست كيري تايمر في المقعد الأمامي قرب تشارلز، و جلست شينا و بيني في المقعد الخلفي. كانت الطريق مستوية في الأميال الأولى التي تفضي إلى" كارترتون" لكن ما إن تركوا الطريق الرئيسية باتجاه الغرب حتى نسللت الطريق بين تلال منخفضة أخذت ترتفع وهم يقتربون من سفح الجبل.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...00f8190a1f.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 04-01-09 04:27 PM

شعرت بيني بأن ما تراه من جمال غير حقيقي..لكن لولا موت والديها. لكان هذا العالم هو موطنها الأصلي.. شعرت فجأة بأنها ليست المرة الأولى التي تمر فيها بهذه الطريق.
التقطت عينا تشارلز عينيها في المرآة الأمامية و كأنما قرأ أفكارها إذ قال بصوت ملؤه اللطف: أتساءل عما إن كنت تذكرين شيئاً؟
هزت رأسها: أشك في هذا مع أنني أتخيل أرجوحة تتدلى من غصن شجرة كبيرة قرب البوابة.
سألت شينا:" ألا تذكرين المنزل؟"
ـ لا، في أية حال، كنت في الثالثة من عمري.
قال تشارلز:" افتحي عينيك.. سترين المنزل بعد المنعطف القادم.. هناك إلى اليسار.."
مالت إلى الأمام، تبحث بين الأشجار على سفح التل البعيد، فلمحت بيتها القديم.استرعى انتباهها سقف أحمر و جذوع أشجار بيضاء..عندئذ عرفت أن عليها أن تمسك زمام مشاعرها.. يجب ألا تبدو حمقاء فتبكي. كان أول اختبار لسيطرة بيني على نفسها، أقرب مماتصورت.. ففي اللحظات التالية، أوقف تشارلز السيارة و أشار إلى أحد الأعمدة التي تحيط بالمدخل.
سألها:" أترين ما يسمون المكان؟"
نظرت بذهول إلى الأسم المحفور في الاسمنت..
قالت هامسة:" كريستمان؟ إنه.. نصب تذكاري تقريباً".
التفتت إليها كيري تنظر بلطف: كان والدا جورج صديقين لوالديك.. أتشعرين بأنك عدت إلى منزلك؟
هزت بيني رأسها و الفصة في حلقها تكاد تخنقها: لا.. ليس حقاً.
قالت شينا:" إن جورج رائع لأنه لم يمح الاسم.. كان بإمكانه تغييره و اختيار اسم آخر، إنه شخص مميز".
نظرت إليها بيني باستغراب. هل هذا جزء من حملتها لدفع تشارلز إلى الغيرة؟ ترى ألا تبالغ فيما تفعل قليلاً؟ نظرت إلى تشارلز لترى مدى تأثير كلام شينا فيه، لكنه لم يظهر دليلاً على أنه سمع شيئاً.
التفتت الطريق الداخلية صعوداً إلى تل قبل أن تفضي إلى المنزل.. ما إن اتضحت صورة المنزل حتى دهشت بيني بالمبنى و قالت معلقة، تبدي أولى انطباعاتها.
ـ فيه لمحة استقرار.. أحب هذه النوافذ الناتئة إلى الخارج.
ـ إنها نوافذ تقليدية للمنازل المبنية في الجزء الأول من هذا القرن..
صلحت شينا تقاطع تشارلز: كم أحببته! إنه نموذج لحقبة معينة!
في صوتها حماسة غير متوقعة.. فالتفتت كيري ترسل إليها نظرة استغراب، و قالت بحدة:" من يسمعك يظنك تفضيلنه على بليارز"
ارتفعت حمرة طفيفة إلى وجنتية شينا: آه، لا.. بالتأكيد لا أقصد لو كانت بيني محظوظة فعاشت فيه مرة أخرى لتوجب عليها ملء المكان بالأنتيكات.
سألها تشارلز:" ألم تقولي إن جورج مهتم بها؟".
ردت بحذر:" لقد سمعت هذا.. فأنا لاأعرفه جيداً"
قالت بيني بحرارة: وأنا لم ألتق به حتى الآن ..و لكنني أشعر بأنكما تحاولان تزويجي بهذا الرجل.. و جل ما أرجوه ألا تخطر بباله الفكرة نفسها.
توقفت السيارة أمام العتبات الأمامية العريضة حيث قام رجل طويل نحيف باستقبالهم، تتبعه امرأة متوسطة الطول في شعرها الذهبي خصلات رمادية. الواضح أنها والدة جورج.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...00f8190a1f.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 04-01-09 05:08 PM

صدقت شينا فجورج كوردا في غاية الوسامة فعلاً. له شعر أشقر بيضته الشمس، وعينان رماديتان باهتمام عندما نظر إلى بيني..لكن لطفه هو ما بدد الارتباك الذي يقع في اللقاءات الأولى عادة.
أخذ يدها و قال:" رائع.. إذن ، أنت الفتاة الصغيرة السمينة ذات الثلاث سنوات، كم كبرت".
سألت بصوت خجول:" هل كنا نعرف بعضناً؟".
ـ بالتأكيد، أنت لا تذكرين لأنك كنت في الثالثة أما أنا فكنت في العاشرة من عمري، ولم أكن وقتذاك أعرف عن النساء شيئاً، كان علي تجنبهن مهما كلف الأمر..حتى وإن كن صغيرات بريئات.
اهتمت لوسي كوردا كذلك بمظهر بيني.. ونظرت إليها فضولاً تبحث في وجهها حتى قالت: عزيزتي.. وكأن مارلين عادت إلى الحياة ولكن عينيك كعيني والدك وهما عينان لا يسهل نسيانهما نظراً لجمالهما.
ترقرت عيناها بالدمع فمسحتهما بيدها.
قال جورج بسرعة:" حالما عرفت أمي قادمة جاءت بلمح بصر".
قالت لوسي:" بالتأكيد، فأنا لم أر كيري منذ زمن طويل، وما التقيت شينا قبل اليوم. مع أنني سمعت جورج يتحدث عنها".
صحبتهم من الردهة إلى صالون كبير فيه مقاعد و آرائك يرجع طرازها إلى عهد قديم.. وقفت بيني حولها محاولة التذكر.. لكن ذاكرتها كانت مغلقة..ثم وعت أن الآخرين ينظرون إليها نظرات فضولية، فشعرت بأنها تبدو كفتاة حمقاء يجب ملاطفتها.
كان في صوت لوسي كوردا تفهماً عندما قالت: تتوقين إلى التجول في أرجاء المنزل.. رافقيني و سيكون لك ما تريدن، و أعتقد أن الجميع سيعذروني.
تأبطت ذراع بيني و بدأت تقودهاإلى الخارج.
قالت شينا بلهفة متوسلة:" هل لي بمرافقتكما؟".
نظرت لوسي إليها مفكرة:" إن رغبت".
خاب أمل بيني لأنها لم ترغب أن ترافقها شينا وهي تجول في منزلها القديم للمرة الأولى. الواقع أنها كانت تتوق إلى التجول في المنزل بمفردها. ألقت نظرة إلى الخلف فأدهشها أن ترى مدى اختلاف تعابير الوجوه في الغرفة.. كان جورج ينظر إليها بلطف و تعاطف و كانت كيري ترقب شينا و على وجهها عبوس خفيف.. أما تشارلز، فبانت السخرية في عينيه.. فشعرت بأنه يقول:" اصعدي إلى فوق و انظري إلى غرفة نومك العتيدة".
وكأنما كان يكره اهتمامها بهذا المنزل، فردت عليه نظرته بشيء من التحدي، و غادرت الغرفة. قلدتهما لوسي أولاً إلى المكتبة المكتظة بالكتب ثم رافقتهما إلى غرفة الطعام و إلى المطبخ.. في الطابق العلوي كان هناك خمس غرف نوم. وعندما وقفت على شرفة غرفة النوم الرئيسية، بدأت بيني تحس بذبذبات غامضة تنبئ بأنها عرفت المكان قبل الآن.
سألت مترددة:" هل كان هناك أرجوحة في مكان ما؟"
سألت لوسي بلهفة:" أتذكرينها؟ كانت متدلية من غصن شجرة مطاط أو سترالية ضخمة. ولكن الحبال اهترأت منذ زمن طويل.. سيريك جورج مكان الشجرة".
قالت شينا بأسى:" أحب هذا الأثاث".
نزلن إلى الطابق الأرضي مجدداً، وما إن دخلت إلى غرفة الاستقبال حتى وقف الرجلان. نظرت لوسي كوردا إلى ابنها:" أنا واثقة أن بيني راغبة إلقاء نظرة على الحديقة، و السقيفات التي هناك خاصة حيث كانت الأرجوحة.. اصطحبها إلى هناك فيما أتحدث إلى كيري".
وافق بكل سرور:" بكل تأكيد".



http://www.liillas.com/up2//uploads/...00f8190a1f.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 05-01-09 11:47 PM

عندما كان يقود بيني إلى الخارج، تبعتهما شينا حتى أوقفها صوت تشارلز الذي جعلها تلتفت إليه.
ـ لماذا لا تتركينهما و شأنهما؟
ردت بابتسامة فيها شيء من التحدي: لأنني أريد رؤية المكان أيضاً.
لم يصر تشارلز فعرفت بيني أن خطط شينا لإثارة غيرته، قد بدأت تنجح. قادهما جورج إلى ماوراء الفناء الخلفي.. و أشار إلى الاسطبلات القديمة الحمراء التي استخدمت لجياد المركبات. بعد ذلك أراهما غرفة عدة الجياد القديمة كذلك، و سقيفة التراكتور، و مخزن القش. كان هناك قطة مع أولادها، ووجار كلب تحت غطاء الأشجار.
شاهدت بيني هذا في دوار يشبه الحلم، فمخيلتها بحثت عن أبيها الذي عمل تحت هذه السقيفة و في هذه الحقول. كان هو أيضاً طويلاً و أشقر.. فهل كان يشبه جورج ولو قليلاً؟ جعلتها الفكرة تنجذب نحو مضيفها، إنما ليس بطريقة انجذابها إلى تشارلز.. فمنذ اللحظة الأولى حرك فيها تشارلز عوطفها.
قال جورج:" ذكرت أمي الأرجوحة..من هنا الطريق إليها".
اقتادهما بعيداً عن الفناء الخلفي حيث وجدوا شجرة مطاط قديمة تشمخ قرب البوابة التي تقود إلى الحفل. إنها شجرة ضخمة ترتفع كالطود فوقهم، جذورها المنزوعة اللحاء تتدلى و كأنها شريط حريري مجدول. كان جذعها في بعض الأماكن عارياً.
أشار جورج إلى الأعلى و قال: كانت الأرجوحة مدلاة من ذلك الغصن.. أتذكرينها؟
ـ أظن هذا..
لمست شينا ذراعه:" أظنها ترغب في الانفراد.. أرني حديقة الزهور".
لم تلاحظ بيني ابتعادهما.. كانت تنظر حولها سعيدة بوحدتها، ثم استندت إلى البوابة تحدق بدون أن ترى الجبال البعيدة. كيف كانت يمكن لحياتها أن تكون لو ظل والداها على قيد الحياة؟ هل كانت ستتورط عاطفياً مع جورج.. الجار القريب؟ إنها تشك في هذا! صحيح أنه لطيف، ولكنه لا يدفع نبضاتها إلى التسارع.
أكان من الممكن أن تلتقي بتشارلز؟ هذا أكثر من ممكن لأن والديها كانا صديقين لأسرة كوردا، وآل كوردا أصدقاء أسرة تايمر.. فهل مقدر عليها أن تعود إلى" وايرابا"؟ لقد قامت خالتاها بما في وسعهما لإبعادها عن هذه المنطقة، ولكن الصدفة دفعتها إلى مسقط رأسها عن غير توقع. قطع صوت تشارلز عليها أفكارها.. ولكنها لم تشعر به عندما جاء من ورائها.
قال لها بصوت ملؤه الدهشة:" تركاك بمفردك؟ أين هما؟"
ـ أظنهما يلقيان نظرة على حديقة الزهور.
استند إلى البوابة، فلامس ذراعها.. طرح صوته العميق سؤالاً بهدوء فيما عيناه نظرتا إلى الحقول: حسناً.. مارأيك بكل شيء؟
جعل قربه منها أنفاسها تتسارع: يصعب علي أن أصدق أنني عشت هنا يوماً.. ولكن المكان يشعرني بأنني كنت هنا مرة.
قال بجفاء: إلعبي أوراقك بشكل صحيح تعودي إلى هنا مجدداً.. فليس من الصعب قضاء بقية حياتك مع جورج.. إنه شاب رائع.
أحست بالغضب:" ولماذا أنت واثق بأن هذا ما أريده؟"
ـ أتقولين إنه لم يعجبك؟
ـ أبداً..أظنه ساحراً..لكنه لا يثيرني.
أضافت لنفسها بعمق: كشخص آخر أعرفه أنت تدهشينني.. وثقت أنكما ستنسجمان. ظننتك ستتعلقين به من النظرة الأولى.
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...211fa46d60.gif


يتبــــــــــــــع


الساعة الآن 11:41 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية