منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 99_ خطوات على الضباب ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t99841.html)

Rehana 04-12-08 09:41 AM

99_ خطوات على الضباب ( كاملة )
 
http://www.liillas.com/up2//uploads/...a1b7c71a23.jpg



كل عام والجميع بخير...

كما وعدت الجميع سأقوم بتنزيل رواية جديدة..وهي مميزة بالنسبة

لي ..أتمنى أن تكون كذلك با لنسبة لكم و تنال إعجابكم و إستحسانكم..




http://www.liillas.com/up2//uploads/...978f218131.gif



خـــــــــــطوَات على الضّباب


تكسرين يده فيكـسر قلبك؟ هذه معادلة مجحفة بحق بيني
فقد كانت حـــادثة عفوية ولم تتعمد طبــــعاً أن تكــــسر يد
تشـــارلز، ومع ذلك عرضت أن ترافـــقه وأن تحل محل يده
اليمنى تعويضاً له عما أصابه.
ولكن هذا لا يعطي تشــارلز الحق في استغلال عطف بيني
وطيبة قلبـــها إلى أقصى الحـــــدود، ولا يخوله إبقاءها في
مزرعتــه تحت رحمة امـــرأتين: أمه الغاضبة، والفتـــاة التي
سيتزوجها: شينـــــا!
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...978f218131.gif

اذا اعجبتك الرواية لاتنسى أن تضغط على ايقونة ( الشكر )

موها 04-12-08 04:04 PM

plz nzle el rwaia bsr3aaaaaaaaaaaaaaaaaaaa

safsaf313 04-12-08 07:00 PM

ايوا يا قمر مستنيين الروايه على احر من الجمر بليز يا احلى قمر متتأخريش علينا والروايه شكلها رائع زى ما احنا متعودين منك وكل سنه وانتى طيبه يا حبييييييييى

Rehana 04-12-08 09:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موها (المشاركة 1769076)
plz nzle el rwaia bsr3aaaaaaaaaaaaaaaaaaaa



أهلين موها..أسعدني أن تكون أول مشاركة لك هنا ..وعلى صفحة قصتي

Rehana 04-12-08 09:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة safsaf313 (المشاركة 1769271)
ايوا يا قمر مستنيين الروايه على احر من الجمر بليز يا احلى قمر متتأخريش علينا والروايه شكلها رائع زى ما احنا متعودين منك وكل سنه وانتى طيبه يا حبييييييييى



وأنت طيبة عزيزتي صفاصف

..{بقايـــا شـموخ.." 04-12-08 11:18 PM

شكلها روعه

ننتظرك تنزلينها قمر..

ودمتي بود

..{بقايــا شموخ.."

Rehana 05-12-08 09:20 AM

هلا والله بقايا..كل عام وأنت بخيررر

في هاللحظة ببدأ بتنزيلها

وحياك الله في صفحتي

Rehana 05-12-08 09:28 AM

1ـ عندما تخطئ الريـــــــــــح




أصبحت الريح القوية ريحاً هوجاء .. ولكن هذا الأمر عادي في مدينة معروفة باسم " وندي ويلنغتون" أي " العاصفة" .. بعد ظهر ذلك اليوم من أيام شهر تشرين الثاني، اليوم الذي من المفترض فيه أن يكون الوقت صيفاً، كانت السماء مظلمة والريح تضرب الزوايا. فاضطر المشاة إلى تزرير معاطفهم، وإلى طأطأة رؤوسهم وهم يشقون طريقهم في الشوراع.
لكن هذه الريح بدت لا تؤثر إلا قليلاً على الطلاب المغادرين كلية التجارة قرب الجامعة. عصفت الريح في شعر بيني الأشقر فدمعت عيناها، كانت تنزل الدرجات الأمامية العريضة ثم وجدت نفسها مدفوعة من الخلف على يد مراهقات فرحات يثرثرن بمرح في نهاية الفصل الدراسي. كانت بيني تبدو كطالبة، ولكنها في الواقع معلمة، قطعت موقف السيارات نحو سيارتها الصغيرة الهوندا سيفيك الزرقاء، ولحقت بها ثلاث تلميذات.
ـ مرحباً آنسة كريستمان.. نرجو لك عطلة ممتعة و مريحة.
أجبرت نفسها للثلاثة: شكراً لكم.
أيريانها مرهقة وبحاجة إلى راحة؟ قالت فتاة أخرى وهي تدغع خصلة شعر شقراء عن وجهها: لاتفكري فينا حتى السنة القادمة.
ووعدت الثالثة، وإن عن غير قناعة: سأتمرن على الآلة الكاتبة التي يملكها أبي في العطلة.
ابتسمت بيني ثانية:عظيم.
عطلة حقاً.. ماأروع أن يكون المرء حراً ليفعل ما يشاء!
راقبتها الصديقات الثلاث وهي تفتح سيارتها، وسألت إحداهن: هل أنت مسافرة في العطلة آنسة كريستمان؟
آنسة كريستمان! هؤلاء الفتيات يظهرنها أكبر من عمرها فهي لم تتجاوز الثالثة والعشرين,
ردت بغموض لأنها لاتريد أن تعترف أن وجهتها وقف على القرار الذي ستتخذه الخالتان" جيلين و دايان"
ـأجل.. سأسافر إلى مكان ما.
قد تكونان حتى الآن على شجار بالنسبة للأمر.. فلخالة جيلين تريد أن ترافقها بيني إلى " كوينزلاند" في الجنوب، فيما تصر دايان على أن ترافقها إلى جزيرة" باي" في أقصى الشمال. ولكنها لم تقدر يوماً على التوصل إلى اتفاق مع الخالة العنيدة جيلين.
قطع صوت أصغر الفتيات أفكار بيني.وقالت بعينين مشعتين بالإثارة: سيصحبني رفيقي في رحلة على يخت والده..آمل أن تخف حدة هذه الريح اللعينة قبل أن نقلع، وإلا أصبت بدوار بحر رهيب.
قالت أخرى:" سيصحبني رفيقي إلى " ديونيدين".. وهناك سألتقي بعائلته".
أصدقاء.. يالهن من محظوظات، كان هذا ما فكرت فيه بيني قبل أن تتسلل إلى وراء مقود سيارتها. إنهن محظوظات لأنهن لا يعشن مع خالات يخفن من أي صديق قد يقترب منها. عبست وهي تتذكر عندما دعت تيم لمقابلتهما.. وكانت الزيارة الأولى و الأخيرة بل لم يزعج نفسه حتى في الاتصال بها مجدداً.ثم هناك غيره ممن استجوبتاه بشكل مفصل عن عائلته وأصله. وكان ذلك محرجاً لها. عندما احتجت على ما تفعله الخالتان.. كررتا القصة القديمة نفسها وقالتا الشيء نفسه: عزيزتي.. نحن نحاول حمايتك.. لولا قرار أمك مع ذلك الفتى، لكانت على قيد الحياة اليوم.
حدقت إليها أربعة عيون زرقاء بما يشبه الاتهام، وكالعادة أخرستها كلماتهما. والواقع أنهما لم تفشلا يوماً في جعلها تشعر بعقدة الذنب..فلقد ولدت بعد سنة على فرار والديها وزواجهما..وعندما بلغت الثالثة من العمر أصيبت بالسعال الديكي.. وفيما كان والدها يقود سيارته بسرعة جنونية ليضع ابنته المريضة بين يدي الطبيب، انعطف في منعطف جبلي بحدة.. وتدحرجت السيارة في منحدر عميق، وارتمت هي إلى الخارج. أما والداها فعلقا فيها وقتلا.
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...48ead778d5.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 05-12-08 09:36 AM

لم تكن تذكر الخالتان واقع أن والدها مات في الوقت نفسه . فهى في نظرهما سيبقى" ذلك الفتى".. وكلما كان ذكره أقل، كان ذلك أفضل..على أي حال، إن اكتشافهما بأنه بلا أقارب ترك للآنسة جيلين والآنسة دايان سكاوتر، أمر أخذ ابنة شقيقتهما للعناية بها.
لم تتركا لبيني المجال لنسيان واقع أنها مدينة لهما ومع مرور السنين أصبح الواجب كلمة مفضلة على لسان الخالة جيلين خاصة. تذكربيني ما قالته خالتها عندما اقترحت الانتقال إلى سكن خاص بها.
ـ من واجبك العيش معنا عزيزتي..فنحن بحاجة إلى مساعدتك.. لقد رعيناك عندما أصبحت يتيمة، و الآن جاء دورك لرعايتنا.
وافقت الخالة دايان. حدقت إليها كالعادة عيونهما الزرقاء الشاحبة مؤنبة.. وجادلتهما بيني: أنتما لا تحتاجان إلى مساعدتي حقاً.. فكلتاكما قادرتان..على أي حال، أنتما في الخمسينات من عمركما فقط.
أصبح صوت جيلين سكاتر بارداً.
ـ عزيزتي..تعرفين أننا لا نتباحث أبداً في مسألة عمرنا.
غمزت دايان لبيني بطريقتها الشفوق العادية: ألاترين عزيزتي؟ ليس الأمر مساعدتك لنا في المنزل فقط.. أو في الطهي بل الأمر هو المساعدة المالية التي تقدمينها لنا..
صاحت جيلين تقاطعها، وعيناها تومضان: اصمتي دايان، أظننا قادرتين على الاعتماد على بيني لتفهم واجباتها.. انتهى الموضوع الآن.
طالعها رد فعل مماثل عندما ألمحت بيني إلى أنها تفكر في قضاء العطلة و إحدى صديقاتها التي تعلم هي أيضاً في كلية التجارة.
انتفضت الخالتان.. وتبادلتا نظرات سريعة، ثم قالت جيلين: لكن يا عزيزتي، نحن بحاجة إليك لتوضبي حقائبنا و لتحجزي لنا..
قالت دايان: لن تتخلي عنا بالتأكيد.. أو تهجريننا؟ فلننفترض أن إحدانا مرضت. لن تسامحي نفسك أبداً.
وهذه هي الورقة الخادعة الرابحة التي تعطي النتيجة المرجوة. إن هذا النقاش يثور كل سنة، ولكنه ينتهي دائماً بسيطرة الخالتين عليها فتصبح العطلة مضجرة أكثر من قبلها. ويبدو أن المنوال نفسه على وشك أن يقع.. سيتفرجن على المحلات، يسرن في الحدائق العامة، أو يجلس في المنزل..
تدافعت الأفكار في رأسها وهي تقود الهوندا في المنعطفات التلة المرتفعة نحو ضاحية "كاروري".. ربما كان تفكيرها في العطلة القاتمة القادمة هو ما دفع بمنظر فستان الخالة جيلين إلى تفكيرها، فتمتمت من بين أسنانها: " اللعنة!" وخففت سيرها ثم أوقفت السيارة على جانب الطريق. اشترت الفستان من محل في المدينة، ولكنه بحاجة إلى تعديل، وهو ينتظر الآن من يأخذه. وهي تعرف كيف ستغضب الخالة جيلين لو ذهبت إلى المنزل بدونه. كما تعرف أن لا خيار أمامها غير العودة إلى المدينة. هكذا أدارت سيارتها بسرعة، متوجهة نزولاً، تناور المنعطفات حتى وصلت إلى شارع " التيراس" .
عرفت أن الوقوف في المدينة سيكون صعباً، لذا عندما رأت مسافة بين سيارتين من السيارات المصفوفة على طول " التيراس". توقفت فيه شاكرة. من حسن الحظ أنه قريب من سلم طويل ينقلها إلى شارع الميناء. كانت المسافات بين المباني المرتفعة بمثابة ممر للريح العنيفة التي كانت تنفخ في تنورتها وسترتها.
عندما كانت تسرع في النزول واجهها ممر آخر فيه تمر الريح بشكل عاصف. وهذه الريح سببت ضباباً كثيفاً من الغبار المتطاير كدوامة ارتفع بعضها فوجد طريقه إلى عينيها.. صاحت عندما أحست بالألم من حبات الرمل، وتوقفت، مغشة البصر تقريباً.. وقفت ترمش بعينيها عدة لحظات.. وقفت ترمش بعينيها عدة لحظات.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...48ead778d5.gif


يتبــــــــــــــــــع

Rehana 05-12-08 09:42 AM



أخيراً، فتحت عينيها جزئياً فحاولت الإسراع في طريقها. ولأنها مطأطئة الرأس..فشلت في رؤية الرجل الصاعد على السلم. وكان هو أيضاً مطأطء الرأس.. حدث التصادم في زواية يستدير فيها السلم يمينماً ..أفقدتهما الصدمة توازنهما.. واندفعت ذراعه في الهواء وهو يهبط متدحرجاً.. ثم هوت بيني بثقلها، على يده، فسحقتها على الدرجة الإسمنتية القاسية.
أخذ الرجل يلعن ويصيح ألماً..
ـ اللعنة! ابتعدي عن يدي..أيتها البلهاء..
وكانت كلماته إهانة. كادت أنفاس بيني المصدومة تنقطع بسبب هذه السقطة، لذا لم تستطع الحراك للحظات. ثم وقفت متعثرة، ولكنها تشعر بألم حاد في ركبتيها.. إن الغلطة غلطتها.
ـ أنا آسفة..آسفة!
قالت لنفسها إنه ما كان عليها نزول الدرج مغمضة العينين. لو تذكرت الفستان وهي تغادر الكلية، لما اصطدمت بهذا الرجل في هده اللحظة بالذات.
جلس الرجل على الدرج يهز نفسه متألماً، ويمسك يده على الجهة الأخرى من الدرج.. ألاتعرفين أن على النازل أن يسلك الجهة اليسرى؟ أم أن هذا كثير عليك؟
ـ لقد دخل الغبار إلى عيني.. قلت لك إنني آسفة.
كان يجب أن أعرف هذا. كان وجهه متفضناً و أبيض من الألم.
ردت : " يحتاج الاصطدام إلى شخصين، فأنت لم تكن أيضاً منتهباً إلى وجهة سيرك.. لم يحدث ما حدث بسبب غلطتي أنا وحدي".
نظرت إلى يده، ثم إلى الألم الواضح في عينيه البنيتين. سألت بوجل: " أتؤلمك؟".
ـ نعم تؤلمني..بل ذراعي كلها تؤلمني كثيراً.
ـ أرى يدك متورمة.
سخر منها:" حقاً؟ ما أشد ملاحظتك..بالطبع تتورم..إنها تنتفخ كالبالون!".
ـ أتظن أن فيها شيئاً مكسوراً؟
حاول تحريك أصابعه وأنّ متألماً: لدي شك كبير في هذا. ماذا سأفعل الآن؟
أطبق الندم عليها: أخشى أنها غلطتي..
ـ بإمكانك قول هذا مجدداً..لست ضخمة الجسم، لكن ثقلك الذي هوى على يدي فوق الإسمنت، كان بالتأكيد خطراً.
ـ إنها يدي اليمنى..
صمتت، تفكر في المشاكل الأخرى التي يعنيها هذا الواقع، فأضاف بخشونة: أجل إنها يدي اليمنى..ها قد عدت إلى حدة الملاحظة!
تجاهلت السخرية في كلماته: أرجوك..دعني أفعل شيئاً لك.
ـ تفعلين شيئاً..؟ ألم تفعلي مافيه الكفاية؟
نفد صبرها منه:" لقد شرحت لك أن عيني كانتا ممتلئتين بالغبار.. و كانتا تؤلمانني لذا لم أكد أرى أمامي.. والآن.. أتريد أن أساعدك أم لا؟"
اعترف مكرهاً:" أخشى أن أعترف أنني محتاج إلى مساعدة من أحدهم".
ـ حسن جداً. أظن أن يدك بحاجة إلى أن يعاينها طبيب ما ، وفي أسرع وقت ممكن. هل لديك سيارة متوقفة في مكان ما؟
هز رأسه:" أنا أحضر سيارة عادة إلى ويلنغتون".
عبس ثم نظر إلى يده المتورمة بسرعة: ياالله..لم أشعر قط بألم كهذا!
قالت بيني: " لدي سيارة في شارع " التيراس"..لو أخذتك إلى طبيب فقد تنتظر ساعات طويلة.أظن أن أفضل طريقة أسلكها هي اصطحابك إلى قسم الطوارئ في المستشفى الحكومي، لأنني واثقة أنك بحاجة إلى تصوير أشعة".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...48ead778d5.gif


يتبــــــــــــــــع

Rehana 05-12-08 09:47 AM


وقف يمسك بيده، متشنجاً من الألم ..لحظتئذ عرفت أنه رجل طويل، و أن له خطوة من الملامح الوسيمة. كان شعره الأسود المستقيم كثاً، أما فكه الصارم فيدل على أنه رجل حازم . قدرت أن عمره ثلاثون عاماً.. نظرت إلى ثيابه فإذا هي حسنة التفضيل، يلبسها عادة أهل المدن ولكن خشونة فيه أوحت لها بأنه رجل بري.. ربما السبب في هذا لونه الأسمر، أو الخطوط البيضاء الصغيرة بين عينيه البنيتين التي حفرها التطلع الدائم إلى الشمس.
عندما راحا يرتقيان الدرج إلى التيراس حاولت حمل حقيبة أوراقه و لكنه انتزعها منها بيده اليسرى: لست عاجزاً بالكامل.
أخيراً أدخلته إلى السيارة وهناك راقبت أساريره فعرفت أنه يتألم. كان السير خفيفاً فقادت السيارة باتجاه المستشفى. ظلَّ صامتاً وهما يسلكان طريقهما إلى الطوارئ..حيث اضطر إلى الجلوس و الانتظار. لكنه أخيراً اقتيد إلى قسم العناية على يد ممرضة.
ظلت بيني جالسة منتظرة. عرفت أنها قادرة الآن على تركه فهو بين أيد أمينة وبعد المعاينة و المعالجة بإمكانه استئجار سيارة تقله إلى حيث يشاء.. ولكن كان هناك شيء أقوى منها يبقيها ملتصقة بمقعدها.. و اعتبرت ذلك نوعاً من الهرب. نظرت إلى ساعتها عدة مرات. لاشك أنه في قسم الأشعة..ثم، وبعدما ظنت أنها باقية هنا طوال الليل، برز مجدداً ووجهه متجهم.
أخرج نظر يده اليمنى المضمدة و المعلقة إلى عنقه منها صيحة صغيرة. ولكنها همست أخيراً:" أهي مكسورة؟".
نظر إليها بغضب:" وهل هذه الجبيرة التي ترينها مزاحاً؟". كان قلبها غارقاً بالندم حتى كادت تجهش بالبكاء
ـ أنا..آسفة..جداً.
ـ يدهشني أنك هنا باقية. اعتقدتك ستختفين حالما أدخل إلى غرفة المعاينة.
مسحت سخريته بعض شفقتها عليه: بالطبع مازلت هنا. وهل توقعت أن تركك؟
ـ صدقاً لا أدري ما توقعت.
ـ أضف إلى هذا أن حقيبتك في سيارتي.. فهل اعتقدت أنني سآخذها معي..أسرقها؟
تجاهل سخريتها، وضاقت عيناه أمام مشكلة أخرى قفزت إلى تفكيره: حقيبتي..اللعنة! هل سيتكفل بيومي كله.
ـ هل من خدمة أقدمها لك؟
ماذا في حقيبة أوراقه ياترى؟ هز رأسه:" يجب التأجيل".
أصرت: قلت لك إنني سأساعدك..سأفعل أي شيء لأساعدك . هل أقلَّك إلى مكان معين؟
تعاظمت عقدة الذنب في نفسها و كأنها شعلة متوهجة.
رد عليها:" تساعدينني؟ بإمكانك وضع دائرة حول قولك هذا. انظري إليها جيداً..".
وكاد يدفع بيده المصابة في وجهها.. فنظرت إلى الجبيرة التي تبلغ أطراف أصابعه، عندئذ فقط أدركت أنه أكثر من غاضب.. إنه مشتعل غضباً..
تمتمت:" لايسعني إلا أن أكرر أسفي".
ـ هذا ما قلته سابقاً. لكنه لن يفيدني بشيء.. فلن يخرجني أسفك من الورطة التي أنا فيها الآن.
وفيما كانا يتوجهان نحو السيارة في الموقف..قالت: أيمكنني أن أقلك إلى منزلك أو إلى أي مكان تريده؟
التوى فمه قليلاً: أن تقليني إلى منزلي، يعني رحلة تقطعين فيها ستين ميلاً إلى عمق منطقة" وايراربا"..مزرعتي على بعد أميال من "ماسترتون"..ولكنني الليلة أقيم في فندق" ثاون هاوس"...هل أنت قادرة على الذهاب إلى هناك بدون أن تصطدمي بشيء؟



http://www.liillas.com/up2//uploads/...48ead778d5.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 05-12-08 09:54 AM


التفتت تواجهه و غضبها يتصاعد ليوازي غضبه: ألن تفهم أن ما حدث محض صدفة؟ لولا اضطراري إلى جلب فستان خالتي جيلين، لما حدث هذا أبداً
سخر منها:" لقد وجدت من تضعين عليه اللوم".
ـ كان من الممكن أن تصطدم بشخص ما يتركك و يرحل. وكم بدأت أحس بالندم لأنني لم أتركك
ـ صحيح..حقاً؟
ـ أجل..في المرة القادمة سأهرب.
ـ لت تفعلي هذا، لأنك لست من هذا الصنف.
منعت نفسها من القول إنه لا يعرف من أي صنف هي، تابعت السيارة المسير وسط الصمت وأصبح امتداد الميناء إلى يسارهم. فيما كانت المنازل تغطي سطح التل إلى يمينهما، فتشت بيني عن المنعطف الذي يوصل إلى فندق" ثاون هاوس" وصعدت المرتفع، وتوقفت أما المدخل..عرفت موقع الفندق بالضبط لأن تيم صحبها إليه قبل تلك الليلة الكارثة، الليلة التي دعته فيها إلى منزلها للقاء خالتيها.
قال الرجل الجالس إلى جانبها: أرى أنك تعرفين طريقك إلى هنا.
ردت باختصار، أجل، دعيت مرة إلى هنا.
ـ إذن، كوني لطيفة وانضمي إليّ لتناول وجبة هذا المساء.. فكما ترين، سأحتاج إلى من يقطع لي اللحم.
ردت: أنت تطالب بالتأكيد بالتعويض عما أصابك.. وأنا لاأقصد التلاعب بالألفاظ.
ـ ألا تعتقدين أنك مدينة لي بهذا القدر؟ هل ستجدين صعوبة في مشاركتي العشاء؟
قالت لنفسها: إنه تصرفك الذي أجد صعوبة في هضمه. وقالت له: أنت تحس بالسأم و بالشفقة على نفسك.
ـ ألا تظنين أن لي الحق في الإشفاق على نفسي؟ كيف تعتقدين أنني سأتدبر أمر عملي اليومي، كالحمام أو ربط شريط حذائي مثلاً؟
قالت بعذوبة:" عليك أن تجد لنفسك مساعداً".
قاطعها:" أو مساعدة".
ـ بإمكانك وضع قفاز مطاطي فوق ضمادتك، أما الحذاء فليكن بدون شريط.
ضحك ضحكة قصيرة:" لديك جواب عن كل سؤال.. ولكن، صدقاً ما هذه بأسوأ مشاكلي".
صمتت خائفة من طرح سؤال عن مشاكله..
قال لها:" رافقيني إلى الفندق وسترين بنفسك".
ـ يجب أن أتصل بخالتي.. إنهما بدون شك تتساءلان عن أسباب تأخري في القدوم عليهما.
قال لها وهو يقودها في بهو الفندق إلى المصعد: فلنفعل ذلك في غرفتي.
غرفته؟ نظرت إليه بريبة..ألديه مطالب أخرى؟ عادت أفكارها إلى خالتيها، ففكرت في تفسير ما تقدمه لخالتها جيلين التي سترد بالتأكيد على الهاتف والتي ستقول بصوت متجهم: عشاء في " ثاون هاوس".. ومع من .. هل لي أن أسأل؟ آه! شخص اصطدمت به؟
لم تتلق يوماً دعوة إلى العشاء في ظروف غريبة كهذه.. وقررت أن تقدم أقل قدر من الشرح، إن استطاعت أن تتهيأ نفسياً لمواجهة المشاحنة المحتومة بعد العودة إلى المنزل. أبعدت المشكلة عن تفكيرها ثم دخلت إلى جناحه الذي يضم بين جنباته غرفة نوم، وحمام وصالون صغير يطل على الميناء. ولكن المنظر الساحر في الخارج هو ما استرعى انتباهها بل الآلة الكاتبة الصغيرة الموضوعة أمامها كومة أوراق مطبوعة. أدارت عينان دهشتان نحوه.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...32d63c48d2.gif


يتبـــــــــــــع

سلمى القاضي 05-12-08 02:15 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سلمى القاضي 05-12-08 02:20 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكركعلى الرواية الجميلة و اتمنى بحق الا تتاخرى فب تنزيلها انتظرها بفارغ الصبر


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 05-12-08 03:58 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قد أسعدني وجودك ..سلمى ..على صفحة قصتي المكتوبة

وخاصة إنها أول مشاركة لك في المنتدى..وإن شاء الله

مأتاخر في تنزيلها..دمتي بخـــــــــيررر

Rehana 06-12-08 08:42 AM


ـ هل هذه.. مخطوطة.. لشيء ما؟
ـ أجل.
حارت:" لكن..ألم تقل إنك مزارع؟".
ـأنا أملك مزرعة.. لكنني كاتب.
ـ وهل تؤلف الآن كتاباً؟
ـ أجل.. أؤلف كتاباً.. أم أقول إنني كنت أؤلف كتاباً؟
في تلك اللحظة بالذات عرفت خطورة ما فعلت بهدوء:" لن تتمكن من الطباعة..أهذه مشلتك الرئيسية؟".
نظر إليها ساخراً: ألاحظت هذا؟ أرجوك، لاتقولي إنك آسفة مرة أخرى.. إذ كفاني ما نفحتني به من أسف.
صفعتها كلماته القاسية فنظرت إليه بصمت.. راح عقلها يستوعب الموقف.. إنه رجل قوي، مستبد، أوقف عن

الحركة فجأة وكنت أنا المسبب.
فلا عجب إذن أن يغضب مني.. مع هذا رفعت ذقنها تقول: أستطيع أن أفهم أنك تكره النظر إليّ.. على أي حال..

أظنك شيطان ساخر.. وأشكرك على دعوتك إياي للعشاء.. ولكنني أفضل العودة إلى منزلي. فليقطع لك الساقي

اللحم، أو أطلب وجبة طعام تؤكل بالملعقة.
ارتدت على عقبيها وما كادت تصل إلى الباب حتى امتدت يده اليسرى لتمسك ذراعها، وتديرها لتواجهه: لحظة

فقط.. يمكنك بالتأكيد أن تكوني لبقة لتتناولي معي شراباً..أنا بأمس الحاجة إليه.. وأظنك بحاجة إليه أيضاً.
ردت على نظرته بتحد. كانت عيناها الزرقاوان النجلاوان تعكسان لون معطفها الفيروزي.
ـ لبقة؟ أعرف ماهو غير اللبق!
تجاهل اتهمامها: ماذا ترغبين. عصير الكرز مع الصودا أم عصير الليمون؟
ـ عصير الليمون مع الصودا، شكراً لك.
إنها بحاجة إلى ما يساعدها على معاودة النشاط لتتمكن من التعامل مع الموقف.
بدأ بحثه في البراد الصغير و أخرج الإبريق، ثم فتح الخزانة و أحضر كأسين، وضعهما على الطاولة وجلس يسكب

الشراب فيهما.
ـ هاك الآن..لست عاجزاً على أي حال.
وابتسم لها، فقالت: أرى أنك رجل عنيد.
ـ هذا ما يقوله لي كل من يواجهني.
غيرت البسمة ملامحه كلها، إذ رفعت عن وجهه الفضب فأدركت أنه أشد وسامة مما ظنت. إن له أسناناً رائعة، وفماً

تحدق به خطوط المرح. أعادت كلماته التالية الوضع إلى مكان عليه: ألن تتصلي بخالتك أو بشخص ما؟
ـ أجل..أعتقد أن عليّ ذلك.
ـ وستتناولين العشاء معي..أرجوك؟
أذعنت:" حسناً..لكنني لا أعرف اسمك".
ـ تشارلز تايمر.. وما اسمك؟
ـ بينلوني كريستمان.
ـ لم أسألك إن أصبت بأذى من جراء تلك الوقعة.. لم يبدُ لي أنك تأذيت..
هزت كتفيها: تمزق جوربي الحريري وجرحت ركبتاي.
رفعت تنورتها لتعاين الخدوش الخشنة التي غطاها الدم.. فنظر إليها عابساً ثم قال: لم تقولي كلمة عنها.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...83e9dc2314.gif


يتبــــــــــــــــع

Rehana 06-12-08 08:48 AM

ـ إنها لا شيء مقارنة مع..
لاحظت أنه انتفض ألماً..فاضطرت للسؤال: أتؤلمك كثيراً؟
التوى فمه قليلاً:" يبدو أن الألم مازال موجوداً رغم تلك الأقراص التي تناولتها".
أشار برأسه:" هاك الهاتف هناك..قومي بالاتصال.
لم تعجبه لهجته: هل تأمرني؟
ـ أجل، وإلا تسللت وهربت.
ـ خلتك راغباً في هذا.
ـ يا للغرابة!لا، لا أريد أن ترحلي.
ـ لكن جلوسي قبالتك طوال العشاء، سيذكرك دوماً بما أصاب يدك.
ـ بل على العكس.. لأنني أتوقع حديثاً مثيراً قد يبعد تفكري عن الألم.
ـ مني أنا؟ وهذه الضمادة تحدق في؟ لاشك أنك تمزح! أم تراك تتعمد معاقبتي بإجباري على النظر إلى ما جنت

يداي؟
قال بصوت أجش:" قلت..الهاتف هناك"
طلبت الرقم على مضض، وكما توقعت، رفعت الخالة جيلين السماعة. كان الصوت القوي يرن بالتوتر.
ـ بيني؟ أين أنت؟ لقد قلقنا كثيراً..كان عليك أن تكوني في المنزل منذ زمن.
ـ أخشى ألا أستطيع شرح السبب الآن خالتي، أنا أتصل بك لأعلمك أنني سأتناول العشاء مع..شخص التقيته.
ـ حقاً؟ ومن هو هذا الشخص؟ هل لي أن أسأل؟
ـ أنت.. أنت لاتعرفينه، خالتي.
أطلق صوت جيلين سكاتر إنذاراً حاداً: أرجو ألاتفعلي ماهو أحمق يا بيني.
ردت بيني بجفاء:" لست طفلة خالتي جيلين".
ـ همم..حسناً، لست واثقة من هذا.. و الآن هل أحضرت فستاني الجديد من المحل؟
ـ لا.. أنا آسفة..لم أتمكن من هذا.
ـ بيني..أتقولين إنك قصرت عن جلب فستاني الجديد؟ كيف يمكن أن تكوني عديمة المسؤولية رغم معرفتك بأنني

أنتظر أن تحملي الفستان إلى المنزل؟
كادت بيني ترى لمعان الغضب في عيني الخالة: آسفة خالتي جيلين، سأجلبه لك يوم الاثنين..
ـ حقاً بيني..خاب أملي بك.. أرجوا ألاتأتي متسللة في وقت متأخر من هذه الليلة.
ـ لا خالتي..لن أتأخر.
وأقفلت السماعة.. كانت نفسها مليئة بالحرج، لأن الخالة كالعادة نجحت في إشعارها بأنها طفلة نصف ذكية.وعرفت

أيضاً، أن تشارلز سمع الصوت المرتفع بوضوح.
سأل بدون أن يلتفت: مشاكل في المنزل؟
ابتسمت:" لم تكن خالتي جيلين راضية، أعتقد أنك سمعت كل شيء؟".
ـ كل كلمة..إنها مستبدة، أليس كذلك؟
ـ حسناً..إنها تحكم المسكن.
ـ أظنك بحاجة إلى المزيد من اليمونادة.
صب لها المزيد و أعطاها إياه ثم أضاف متجهماً: لايمكنك الاكتفاء بصائح واحد..
قالت بحدة:" لاتريدني أن أنسى".
ارتشف من كوبه رشفة، و أخذ يحدق إلى الميناء و أنواره التي بدأت تنير المساء المبكر. ثم قال: اجلسي و أخبريني عن الخالة جيلين.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...83e9dc2314.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 06-12-08 08:52 AM

ـ وكيف يمكن أن تثير اهتمامك؟
ـ لأنني فضولي.. لماذا تخيفك؟ مع أنني لا أراك ممن يخاف بسهولة.
ـ إنها لا تخيفني.
ـ غير صحيح، فقد برز خوفك واضحاً أثناء المكالمة. لماذا تعيشين معها؟ على الفتاة في مثل سنك أن تعيش مستقلة.
ردت ببؤس:" الأمر يتعلق بالواجب و الخالة دايان توافقها الرأي".
ـ الخالة دايان؟ أهي معكما كذلك؟
ـ إنها أصغر سناً و ألطف من الخالة جيلين.. مع أنها أحياناً تحاول فرض نفسها كما يحدث الآن في الجدال القائم

بيننا.
ـ أوه!وعم هو؟
بدأت بيني تسترخي، وتستريح إليه، وبدأت عقدة لسانها بالانحلال فشرحت له مشكلة عطلة هذه السنة.
سألها: ولماذا يتوجب عليك مرافقتهما؟ إنها فرصة لتستريحي منهما.
ـ إنهما بحاجة إلى مساعدتي. هما شقيقتا والدتي. عندما قتل أبواي في حادثة سيارة، ضمتاني إلى كنفهما.. ومن

واجبي الآن رد الجميل.
خرجت الكلمات منها آلياً..فهي مغروسة في رأسها من جراء تكرار الخالة جيلين الدؤوب لها.
قال لها بهدوء: ما تقولينه إنهما تحكمان الطوق حولك.. وترفضان تركك وشأنك.
قالت تدافع عنهما:" ليس تماماً، فأنا أذهب إلى العمل كل يوم".
ابتسم بجفاء: مهما يكن ستكونين الراحة الكبرى لهما في سن متقدمة.
تدرك بيني أن هذا هو الواقع، ولكن الولاء أبقاها صامتة..
جاء سؤال مفاجئ: كم عمرك؟
همست وكأنها تخجل من هذا الواقع: ثلاثة وعشرون.
ـ لا أرى في يدك خاتم خطوبة..ألديك صديق؟
هزت رأس ببؤس..صديق!هه!أضاف بخبث:" أراهن أن الخالة جيلين تهتم بكل واحد منهم".
جعلها الولاء ثانية تمتنع عن الاعتراف بالحقيقة.. فقالت: أظن أنني أخبرتك بمافيه الكفاية عني.. فأخبرني شيئاً عن

كتابك.. أنا واثقة أنه مثير أكثر من شؤوني. أهو رواية أدبية أم لا؟
ـ لا..إنه عن الكلاب.
ـ كلاب؟
لم تستطع إخفاء دهشتها.. فقال يشرح لها: كلاب رعاة الغنم هي نجوم الكتاب. وكما ذكرت لك سابقاً، عندي مزرعة

ولكنني لم أقل لك إن هناك من يديرها نيابة عني عندما أكون غارقاً في هوايتي الأدبية.
ـ أنت متزوج.. بالتأكيد.
ولكنها تساءلت لماذا تهتم بطرح هذا السؤال.
قال:" بالتأكيد لا.. ولم أخطب امرأة أيضاً، مع أن أمي تسعى جهدها، لتعدل هذا الواقع".
لم ترغب في الظهور بمظهر الفضولية، ولكنها لم تستطع مقاومة السؤال:
ـ أتعيش مع أمك؟
ـ أجل..أم ربما عليَّ أن أقول إن أمي تعيش معي.
ـ آه؟
صمتت منتظرة منه أن يقول المزيد، راقبته وهو يرتشف شرابه..تعرف أنه اطمأن إليها كما اطمأنت هي إليه.
قالت تحثه:" أخبرني عن المزرعة..".
اعترفت لنفسها أنها تحب أن تعرف المزيد عنه..
ـ لقد اشتراها جدي و أدارها له أبي حتى مات بعدما رماه جواد عن ظهره.
ـ أنا آسفة..



http://www.liillas.com/up2//uploads/...83e9dc2314.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 06-12-08 08:55 AM

ـ ورثت منذ بضع سنوات المزرعة بناء على وصية جدي.. وهي معروفة باسم" بليارز".
ـ إنه اسم جميل لأملاك تايمر..
ـ جدي هو من اختاره، كان يبحث عن اسم عندما اقترح أحد أصدقائه القدامى هذا الاسم ممازحاً، و لأنه كان مالكاً

جديداً لخمسة الآف فدان، شعر بالفخر..
ـ ماذا قصدت بقولك إن إمك تفعل ما بوسعها؟
ـ لقد قررت منذ زمن طويل أن تزوجني بفتاة قاطنة في الجوار اسمها شينا ديكسون.
ـ شينا؟ أهي جميلة؟
ـ لقد قدمت إلى المنطقةمنذ خمس عشرة سنة. وذلك عندما كنا نواجه مناعب زراعية. وقعنا في خسائرمالية كبيرة

بعد صفقات ماشية سئية. ثم أصبيت النعاج بمرض.. لقد أصابتنا هذه الضربات في الصميم فضطررنا إلى بيع

نصف الأملاك للمحافظة على النصف الآخر..
سألت بعدما فكرت في الموقف..
ـ أتقول إن نصف بليارز، بيعت إلى والدي شينا؟
ـ أجل.. إن كيرك ديكسون على الأقل مزارع جيد.
ـ وهل هي ابنته الوحيدة؟
ـ نعم. وماذا في هذا؟
ضحكت فجأة:" يسهل تخمين الباقي.. تزوج شينا تسترد الأملاك في النهاية.. و أستطيع أن أفهم شعور أمك حول

الموضوع. فلماذا لا تعقد الرباط، وتجعلها سعيدة؟".
رد بغضب ساخر: لأنني لا أنوي أن أجبر على زواج لأجل قطعة أرض. ولا أستطيع فهم سبب إسراري بهذه الأمور

إلى شخص أقعدني عن العمل هكذا!



http://www.liillas.com/up2//uploads/...83e9dc2314.gif


يتبـــــــــــــــع

Rehana 06-12-08 09:03 AM

2ـ التحـــــــــــــدي الأخير




أدركت أنه مايزال غاضباً منها . ولكنها حافظت على مرحها و قالت: من الجيد أن يتحدث المرء عن مشاكله.. لو

أفضيت عما في قلبك أكثر قد تسامحني.
رد تشارلز:" هذا غير محتمل، ألا ترين ما فعلته بي؟ لقد وضعتني بين يدي أمي".
ضحكت:" لاشك أنها ستسدعي امرأة ما لتساعدها وعندئذ.. وستخدمانك بكل مافي الكلمة من معنى".
ـ أنت على حق.. مع أنني لا أعتقد أن الأمر سيء كما تتصورين. وقد تقودني شينا عل الأرجح إلى طبيب ليصف

لي مضاداً للألم.
ـ أرجوك، لاتتردد في إرسال فاتورته لي.
ـ قد تكون مكلفة.
رفعت ذقنها بتحد:" لايهمني.. أستطيع تسديدها. قلت لك إنني موظفة. ألم أخبرك؟".
ـ بلى، أخبرتني. ما طبيعة وظيفتك؟ هل تبيعين الأزرار و القماش المخرم للعجائز؟
تورد وجهها بسبب نظرته الوضيعة إلى قدراتها:
ـ لا.. لست هكذا.. أنا معلمة. أعلم كيفية استخدام الآلة الكاتبة في كلية التجارة.
نظر إليها مفكراً، ثم ضاقت عيناه عندما استوعب ما قالته: أنت .. تعلمين الطباعة؟
ـ نعم.
وضعت الكأس من يدها بحذر، ثم دنت من كومة الأوراق قرب الآلة الكاتبة.. كان هناك قلم أمسكت به و كتبت على

الورقة العليا، ثم قالت: هذا عنوان منزلي.. بإمكانك إرسال فاتورة الطبيب إليّ.
تجاهل ما فعلت، و قال:" أعتقد أن الكلية أقفلت أبوابها هذه السنة.. وهذا يعني أنك قد تذهبين في عطلة مع

خالتيك".
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...83e9dc2314.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 06-12-08 09:10 AM

عادت للجلوس، و استأنفت شرب العصير: هذا هو الوضع تماماً.
نظر إليها وفي عينيه و ميض تسلية
ـ بمناسبة الحديث عن الخالتين.. ماذا ستكون ردة فعلهما إن شاهداك في غرفة غريب في الفندق؟
اعترفت:" ستعتبرانني طائشة حمقاء. و ستطير خالتي في الهواء رعباً".
ـ و الخالة دايان؟
ـ قد تصاب بالدوار أو يغمى عليها.. إنهما حساستان تجاه صحبة الرجال.
ـ لاشك أن والدتك مختلفة عن أختيها.
ـ كانت أصغر منهما بكثير.. لقد تزوجت ضد رغبة أختيها..أو على الأقل رغبة جيلين على ما أعتقد.
ـ يبدو أن هاتين المختلتين عقلياً سيطرتا على حياتك؟
أجبرها الولاء على القول:" ليستا مختلتين عقلياً.. تقولان إنهما قامتا بما في وسعهما من أجلي".
ـ تقولان؟ يبدو أن قولهما مجحف.
جعلها التفكير بخالتيها و باستنكار هما تقول: إن لم نذهب إلى قاعة الطعام قريباً فسأضطر إلى العودة إلى البيت..

على أي حال، يجب أن تأكل شيئاً.
ـ أنت خائفة منهما.
ـ صعب عليّ عدم الإذعان لرغبتيهما.. المسألة أنني أريد المحافظة على السلام.
قال ساخراً:" لاشك أنهما ممسكتان بك من رأسك حتى أخمص قدميك وأظن أنه سينتهي بك كما انتهى بهما..عانس

عجوز".
تردد صدى سخريته في أذنيها وهي تحلق به إلى قاعة الطعام.. ولكنه على حق..اجتاحتها موجة بؤس و إشفاق على

الذات. سينتهي بها المطاف كما انتهى بحالتيهما.. ومن غير المحتمل أن ينقذها أحد من هذا المصير.
أبعدت عن نفسها الأفكار المحزنة ثم أكملت المسير نحو مائدة موضوعة قرب النوافذ..كانت قاعة الطعام مطلة على

الميناء و أنواره التي كانت تبرز مشرقة في الظلام. ووجدت بيني المنظر خلاباً.. فطلب تشارلز تايمر اللحم

المقلي.. وفكرت بيني في اللحم المقلي فوجدت أنه يريد فعلاً منها أن تقطع اللحم له.. ولكن عندما وصل اللحم، كان

مقطعاً قطعاً صغيرة.
قال الساقي:" لم تكن هذه الضمادة على يدك وقت الغداء، سيد تايمر هل صدمت شيئاً منذ ذلك الوقت؟"
قال تشارلز بغموض:" يمكنك قول هذا. له شعر أشقر و عينان زرقاوان كبيرتان".
نظر الساقي إلى بيني نظرة إعجاب تورد لها وجهها.
ـ صدمتك، أليس كذلك؟
ـ تقريباً.. شكراً لتقطيع اللحم.
تجاهلت بيني إشارته إليها و لكنها بعد ابتعاد الساقي قالت ببرود: يبدو أنهم يعرفونك نعم المعرفة هنا.. أأنت أحد

نزلائهم الدائمين؟
ـ أجل..أقيم هنا كلما زرت ويلنغتون.
ـ وهل تأتي دائماً إلى المدينة؟
ـ فقط عندما أريد محادثة الناشر.
نظرت إليه مفكرة.. هل ستراه مرة أخرى؟ لا.. هذا غير محتمل أبداً. إن صورة الخالة جيلين التي تسللت إلى

رأسه، كفيلة بجعله يعيد التفكير مرتين قبل أن يتصل بها.
اجتحاتها موجة اكتئاب، ولكنها تماسكت لتشير إلى اللحم المقطع في طبقه: أرأيت.. لاحاجة بك إلى مساعدتي في أي

حال.
نظرت إليها العينان البنيتان بثبات، تتأملان ملامحها بإمعان, انتطرت منه أن يتكلم ولكنه لم يقل شيئاً.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...83e9dc2314.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 07-12-08 09:49 AM

أحست بحرج بسبب تفرسه الشديد بها، وقالت بسرعة: أخبرني عن كتابك.. إنه عن الكلاب كما قلت؟
ـ هذا صحيح. إنه مزيج من التاريخ، و النوادر، وقصص الإنسان. يتوقع الناشر رؤيته على مكتبه في نهاية شهر

شباط.. هذا هو الموعد النهائي حسب العقد الذي وقعته معه.
انتفضت:" عقد؟ وكم تقدمت في كتابته؟".
ـ أنا في منتصف الطريق تقريباً.. الهدف أن أغطي كل المعلومات المتعلقة "بنيوزيلندا".. أتفهمين؟
هزت رأسها:أظن هذا.. ولكن مالا أفهمه، هو سبب اضطرارك إلى إنهائه قبل نهاية شهر شباط؟
ـ سيمر الكتاب بعد التأليف بمراحل عديدة بدءاً من الطباعة انتقالاً إلى التصحيحات فالطباعة النهائية ليكون جاهزاً

في الأسواق فبل الميلاد.. بإمكانك القول أنها مسألة اقتصادية.. والآن، أتدركين الورطة التي أنا فيها؟ أنا في موقف

قد أضطر فيه إلى فسخ عقدي مع الناشر.
تغيرت ملامحه وهو ينظر إليها غاضباً..أجفلتها فظاظة كلماته الأخيرة، وجعلتها تدرك أن مابدا لها تصرفاً مرحاً،

كان مظهراً خارجياً فقط..اعترفت ببؤس: أجل..أرى هذت بوضوح. ماذا عن قيلدة السيارة؟ ألديك سيارة هنا؟
ـ لا.. أنا لاآتي بسيارتي إلى ويلغتون.. من الأسهل استخدام القطار، أو سيارات الأجرةـ فهذا يزيل من أمامي عقبة

إيجاد موقف لسيارتي.
ـ إذن ، متى ستعود إلى مزرعتك؟
ـ غداً..سأتخلى عن الإذاعة، أو أرسل لهم النص، البريد.
اتسعت عيناها:" الإذاعة؟".
ـ كان من المقرر أن تجرى معي مقابلتين تتعلقان بالثقافة على أن تذاعا للمدارس. كنت أنوي وضع النص في أحد

مكاتب الإذاعة في شارع" التراس" وكنت في طريقي إلى هناك عندما التقيت بك.
ـ تقصد عندما صدمتك..لماذا لا تقول هذا بوضوح؟
ـ فلنترك هذا الموضوع.
تابعا الأكل بصمت، في هذا الوقت وصلت معنويات بيني إلى الحضيض لأنها عرفت أنه مسافر غداً..وأن من غير

المحتمل أن تراه مرة أخرى..ليس لأنه قد يرغب في رؤيتها ثانية، فهذا محال، ولماذا على أي حال تريد رؤيته

ثانية؟ لقد كان ما جرى حادثاً مزعجاً من الأفضل نسيانه..
سأل عندما سمعها تتنهد: ما الأمر؟ ألا يعجبك الطعام؟ هل اللحم قاس؟
ـ آه لا.. إنه لذيذ.
ـ إذن لماذا تنهدت؟
ـ أحس بالأسف على الموقف كله، وأنا..قلقة عليك ولكني أرجو أن تتمكن بطريق ما من إنهاء كتابك في الوقت

المحدد.
نظرإليها ساخراً:" لا مجال للأمل..قد يتصور المرء أنك تهتمين بالكتاب".
ـ أنا أهتم..أرجوك صدقني.
هز كتفيه مستسلماً: أنا مضطر إلى مقابلة بعض الناس.. وهناك رجل في "أوتكي" يتوقع لقائي قريباً.
ـ "أوتاكي" تبعد أميالاً عن" ماسترتون" ..لكن شينا ستتمكن من إيصالك إلى هناك.
ـ ربما.
لماذا توترت لذكر شينا؟..قالت بحبور مصطنع:"ستسجل لك الملاحظات على الأقل".
ـ أنا لا أسجل ملاحظات..عادة أقوم بتسجيل ما أريد على آلة تسجيل..ثم أعود\ فأصغي إلى الحديث وبعد ذلك أقوم

بطباعة الحديث على الآ لة الكاتبة..إنها عملية طويلة.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...89739668c0.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 07-12-08 09:59 AM



نظرت إلى يده اليمنى، ولم تقل شيئاً. ولكنها اضطرت إلى كسر الصمت: وهل هناك الكتير للكتابة عن الكلاب؟
ندمت على السؤال حالما تفوهت به.. لاشك أن هناك الكثير، وإلاما كان ليؤلف كتاباً عن هذه الحيوانات.
نظر إليها بتساهل، وكأنه لا يريد من غبائها أن يوترها..أخيراً قال:" الموضوع يغطي ميداناً واسعاً..كل مالك كلب

لديه قصة، قديمة أو حديثة. عدا مقدرة كلاب الرعي المذهلة، هناك الكلاب البوليسية، و الكلاب التي تساعد

العميان..هل امتلكت كلباً في يوم ما؟".
فاجأها السؤال:"لا..أخشى أن خالتي جيلين..".
ـ لاتحب الكلاب..هذا ما أتصوره.
قالت تدافع مجدداً:" ليست المدينة بمكان مناسب لنوع الكلاب الذي أهوى اقتناءه..فهو يحتاج إلى حرية و تمرين".
ـ آه!؟ وأي نوع هذا؟
ـ "لابرادور" ذهبي.
أستغرب قدرتك على تسمية نوع منها.
ـ سأتجاهل هذه السخرية من معلوماتي سيد تايمر.. أفهم أنك تعب.
ـ بل الأصوب أن تقولي إنني مرهق.
ـ يجب أن تكون في..
ترددت في إنهاء جملتها لئلا يأخذ اقتراحها على غير محمله.
كان في عينيه توقع مرح عندما قال: ما إن نشرب القهوة في الصالون، حتى أكون مسروراً إن ساعدتني لأصل إلى

هناك.
كادت تشهق.. ولكنها رأت أنه يمزح فتغاضت عن ذلك. وقالت مبتسمة:سيساعدك أحد السقاة، أو أحد الموظفين.
ـ كلهم مشغولون الآن، ففي المساء ينشغل الجميع. هل من اعتراض في مساعدتي على خلع قميصي؟ لا داعي إلى

أن تعرف خالتك جيلين بهذا..
وضحك. دلَّ وميض عينيه أنه يعتبرها محتشمة إلى حد الإشفاق..و تصاعدت كبريائها لإنقاذها، وردت ببرود:

بالطبع سأساعدك..وسأضعك في الفراش.
صدمتها كلماتها فصمتت..ياالله! ماذا تقول؟
ـ عظيم..رجوت ألا تتركيني عاجزاً.
بعد وقت قليل توجها إلى الصالون، حيث كان الناس متحلقين حول الموائد الصغيرة المستديرة.. وفيما كانت بيني

تشرب القهوة، قالت لنفسها إنها حمقاء..فلاضير في مساعدته على نزع ثيابه..فلو اتخذت لنفسها مهنة التمريض، لا

ضطرت إلى خلع ثياب رجال غرباء يومياً. إن الفتاة العادية قادرة على التعامل مع هذا الموقف بشكل عادي..لكن

الفتاة لم تربها الخالة جيلين التي تعتبر الرجال أقرباء للشيطان.
أجفلتها صوته عندما مال إلى الأمام وتحدث بصوت خفيض.
ـ ملء وجهك الارتباك. هل أنت خائفة مني؟
ـ ويدك في الضمادة؟ بالتأكيد لا.
ـ أمر مؤسف..كان سيرفع من غروري أن أعرف أنك خائفة مني.
نظرت إليه مفكرة و عيناها الزرقاوان العميقتان قائمتان، ها قد عاد يذكرها بما فعلت.
قالت:" لاتريد أن أنسى ما فعلت..أليس كذلك سيد تايمر؟ لاتقلق..سترسخ هذه الحادثة في ذاكرتي وقتاً طويلاً".
قال بصوت أجش:" لن ينساها أحد منا بسرعة.. و الآن إن أنهيت قهوتك، فلنعد إلى جناحي".


http://www.liillas.com/up2//uploads/...89739668c0.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 07-12-08 10:06 AM

ارتشفت ما تبقى في فنجانها بسرعة. وعندما استحوذت عليها رغبة مجنونة بالفرار ولكنها تذكرت أن معطفها في

جناحه. ما إن دخلا حتى جذبها جمال الأنوار مجدداً إلى النافذة، لكن الأنوار فقدت بطريقة ما سحرها.ماهي "

إلالحظات حتى كان إلى جانبها يقف صامتاً.. نظرت إليه: أتنام عادة باكراً؟
ـ فقط عندما أكسر يدي..
ـ هاقد عدت ثانية!
ـ أجل..نسيت أنك تمتعضين من تذكري إياك بما فعلت ولكن النوم باكراً سيساعدني.
ـ أعتقد أنني أفهم.
وقف لحظات، ثم تركها ليذهب إلى الحمام.. بعد لحظات عاد إلى الغرفة.. لكنها لم تجد الشجاعة لتستدير و ترى ما

يفعل.
ثم أتاها صوته من خلفها: أستطيع التعامل مع الحذاء و الجوراب، شكراً لك.
كانت لهجته مهذبة فشعرت بأنه يضحك منها.. إنه وحش. عندما استدارت إليه كان قد تخلص من سترته التي ألقاها

أرضاً. التقطتها و علقتها في الخزانة. ثم وقف، كطفل ينتظرها فاقتربت منه وراحت تفك أزرار قميصه ثم جذبته

من كمه الأيسر بعد ذلك من فوق الضمادة.
عندما أشاحت وجهها عن منظر صدره العاري قال لها: ألم تشاهدي جسد رجل من قبل، آنسة كريستمان؟
ابتلعت ريقها: بل رأيته.. في الأفلام.. وعلى الشاطئ..
ـ إنما ليس على هذا القرب الشديد؟
تجاهلت سؤاله:أين بيجامتك؟
كان صوتها غير ثابت فلعنت نفسها على حماقتها: في الخزانة، أو تحت الوسادة. سأرتدي السترة فقط إن كنت لطيفة

فزررتها لي.
عندما كانت تبحث عن البيجاما، وعت أن نبضاتها تتسارع، وأن وجنتيها ملتهبتان. عادت ولكنها وجدت أن من

الصعوبة عليها أن تنظر إليه.. فقد عرفت أنه ينظر إليها. سألها ببرود صدمها: أعتقد أنه لم يمسك رجل قط آنسة

كريستمان؟
شهقت بغضب:" وماذا في هذا؟".
ـ يقولون إن مثيلاتك نادرات في هذه الأيام.
تجاهلت تعليقه وهي يده اليسرى إلى الكم، ثم لفت السترة حوله وزررتها.
قال بصوت خفيض: شكراً لك آنسة كريستمان.. لو عرفتك في ظروف مختلفة، لسررت كثيراً بمعرفتك.
ـ وأنا أيضاً سيد تايمر.
لكنها شعرت بأن عينيه تأسران عينيها بنوع من القوة المفناطيسية التي وجدت أن من الصعوبة أن ترتد عنها. ثم

حدث غير المتوقع. التفت ذراعه اليسرى المذهلة بقوتها، حول خصرها، وشدتها إليه، فانتفضت و كادت أنفاسها

تزهق و لكنها لم تستطع غير رفع نظرها إليه، عاجزة عن الكلام. كانت عيناها كقطعتين من الزفير الأزرق.
ولكن التوقف كان مؤقتاً، قبل أن يشدها أكثر إلى الأمام في عناق أرسل خفقات قلبها على هواها.. مع أنه لم يكن

عناقاً طويلاً، ولكنه كان كافياً ليعلمها أن هذا الرجل يجد صعوبة في السيطرة على نفسه. عرفت أن عليها دفعة عنها

و لكنها لم تكن تملك القوة لتفعل هذا..
ظل ينظر إلى عينيها بعدما أبعدها عنه قليلاً، و كأنه يلزم ذاكرته أن تطبع فيها كل ملامحها. بادلته النظر، قائلة:

ماكان عليك أن تفعل هذا سيد تايمر..لايحق لك..
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...89739668c0.gif


يتبـــــــــــع

SLEEPING BEAUTY 07-12-08 06:36 PM

الرواية شكلها مو طبيعي
تسلم الايادي التي تكتب و تتعب:) :):)

سلمى القاضي 07-12-08 06:50 PM

اشكرك كثيرا على الرواية شكلها حلو قوى
اقدر تعبك في كتابتها ولكني انتظر بفارغ الصبر باقي الرواية
... لك مني أجمل تحية .

Rehana 07-12-08 07:59 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة SLEEPING BEAUTY (المشاركة 1773769)
الرواية شكلها مو طبيعي
تسلم الايادي التي تكتب و تتعب:) :):)


الله يسلمك..عزيزتي

Rehana 07-12-08 08:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمى القاضي (المشاركة 1773790)
اشكرك كثيرا على الرواية شكلها حلو قوى
اقدر تعبك في كتابتها ولكني انتظر بفارغ الصبر باقي الرواية
... لك مني أجمل تحية .


الشكر لك على تشجعيك..بحاول أنزل بشكل يومي

طبعاٌ الرواية ..هي من القصص المحببة لي و قرأتها أكثر من مرة

دمتي بخيرررر

أسيرة الماضي 08-12-08 10:01 AM

شكرا اختي ع الرواية الحلوة .......... وانتظر التكملة

Rehana 08-12-08 11:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسيرة الماضي (المشاركة 1774595)
شكرا اختي ع الرواية الحلوة .......... وانتظر التكملة



أسعدني أن تكون أول مشاركة لك على صفحة قصتي المكتوبة

وإلتكملة قادمة إن شاء الله

وكل عام و أنت بخيررر

Rehana 08-12-08 05:07 PM

[ـ على المرء أن ينتهز الفرص التي أمامه.. خاصة إن كانت تأتي مرة واحدة.
ـ أنت لا تعي ما تقول.
ضحك: " لا أعي ما أقول؟ أنا ؟ من الأفضل أن تنالي عناقاً آخر تظل ذكراه معك آنسة كريستمان"
عادت ذراعه اليسرى تشدها إليه مجدداً.. ولكنه تركها بسرعة، وقال بصوت أجش: وداعاً آنسة كريستمان.
همست:" وداعاً سيد تايمر".
انتزعت معطفها وحقيبة يدها، وخرجت من الغرفة. لقد مرت أجيال منذ عانقها رجل..لذا جعلتها التجربة تشعر

بدوار.. امتلأت نفسها بالطيش فاضطرت إلى توخي الحذر في أثناء السير حول الميناء. توقعت رؤية المنزل غارقاً

في ظلام دامس لأن خالتيها تنامان باكراً. ولكن ما إن وصلت إلى الطريق حتى أبلغتها الأنوار أنهما مستيقظتان..

دخلت إلى المنزل فرأتهما جالستين في غرفة الاستقبال و كأنهما قاضٍ يوشك أن يطرح السؤال ليعرف إن كانت

مذنبة أم برئية في جريمة نكراء، على أي حال، لقد اعتادت على هذا الموقف.
بدأت الخالة جيلين الهجوم.. كانت بنيتها أثقل من بنية الخالة دايان، و كانت تأخذ دوماً زمام القيادة. أجبرت نفسها

على الابتسام عندما دخلت بيني الغرفة ولكن البسمة لم تكن تحمل مظاهر الاستقبال.
ـ آه.. ها أنت أخيراً عزيزتي..يجب أن أقول إن أملي خاب بك لأنك تقاعصت عن جلب فستاني.. حسناً الآن .. أين

كنت؟ ومع من؟ مالت إلى الوراء في مقعدها منتظرة تفسيراً كاملاً.
لم تجد بيني ما يجعلها تتجنب الحقيقة فقررت أن تخبرها ما حدث بالضبط..
ـ كنت في طريقي لجلب الفستان..
ثم راحت تسرد ماحدث حتى أنهت: وأصيبت يده بأضرار جسيمة.
تعاطفت معها الخالة دايان: عزيزتي.. ياللرجل المسكين!
ولكن الخالة جيلين لم تكن راضية: حسناً أخذته إلى المستشفى.. ولكن لماذا من الضروري تناول الطعام معه؟
ـ لأنه.. بحاجة إلى مساعدتي.. على شخص ما أن .. أن يقطع له اللحم.
صاحت جيلين: هذا هراء كامل.. فليطلب اليخنة أم السمك.
استوى ظهرها وهي ترمي بيني بنظرات قاسية.
ـ هل قمت بترتيبات أخرى لرؤية هذا الشخص. يبدو أنك بقيت معه ساعات.
هزت بيني رأسها: لا.. إنه لا يعيش في" ويلنغتون" ولهذا يقيم في فندق" ثاون هاوس".. إنه قادم من مكان يقع

قرب" ماستر تون".
لم تفتها النظرة السريعة التي تبادلتها الخالتان وما جهلت سببها.. فوالدها من منطقة" وايرارابا" حيث كان يملك

مزرعة قرب" كارترتون" البلدة المجاورة" لماسترتون"و "ذلك الفتى" كما تشير إليه الخالتان، أخذ أمها بعيداً.
سألت جيلين وهي تحاول عدم الظهور بالاهتمام: هل ذلك الرجل مزارع؟
ـ أجل.. ولكن هناك من يدير مزرعته عندما يبدأ بتأليف كتاب. وهو يعمل الآن على تأليف كتاب عن الكلاب.
شخرت جيلين: الكلاب؟ ياالله! ألم يجد موضوعاً أكثر إثارة من الكلاب؟
ذكرت دايان أختها:" يحب بعض الناس الكلاب.. وهناك كلب في البيت المجاور

http://www.liillas.com/up2//uploads/...b8b406eed7.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 08-12-08 05:20 PM

ـ لا تذكريني بذلك الكلب الذئب فليجرؤ على إبراز أنفه من السياج مرة أخرى.
اضطرت بيني للاحتجاج: كوني منصفة خالتي,,إنه كلب أصيل، وحيوان ذكي جداً.
ـ لايهمني مدى أصالته.. لو رأيته يدنس ممرنا الأمامي ثانية.. ألا تذكرين دايان؟
شحب وجهها و عيناها الساخطتان تنظران إلى أختها التي هزت رأسها بفيض: أجل..أذكر..كان ذلك بعد تنظيفك

الممر.
قالت الخالة أخيراً:" اذهبي إلى النوم بيني و لنذهب نحن أيضاً يادايان. فأمامنا عمل كثير تقوم به في الأيام التالية

قبل رحيلنا".
سألتهما بيني:" وهل قررتما المكان الذي سنذهب إليه؟".
ردت جيلين يحزم: إلى الجنوب بالتأكيد.. لقد رأت دايان أخيراً أن من الحكمة قضاء الصيف في " كوينزتاون" بدل

تحمل الحر في " نور تلاند".
وقفت في الباب تنظر إلى بيني، وقالت يجب أن أعترف أن الحادثة مع ذلك الرجل جعلتك تبدين متعبة.. من الحكمة

أن تخرجيه من رأسك..أتفهمين؟
ـ أجل خالتي.
خرجت الكلمات بإذعان. كانت تعرف أن هذا أمر، ولكنه أمر لن تتمكن من الوفاء به.. ما إن اندست بين

الأغطية حتى برز وجه تشارلز أمامها. هل تمكن من النوم؟ أم أنه مستيقظ بسبب الألم؟ من المؤسف أنها لن تراه

ثانية، فهي ويا للغرابة منجذبة إليه.. الواضح أنه غير مهتم برؤيتها مجدداً. وداعاً آنسة كريستمان.. هذا كل ماقالته.. وداعاً.
جعلتها الفكرة تنكمش في الوسادة، مع أنها تعرف أنها ليست مثلهما.. إنها كأمها مارلين التي هربت عندما وجدت

رجلاً تحبه.. لم تخبرها الخالة دايان غير القليل عن أمها.
لقد قالت لها:" أنت تصبحين مثلها تماماً عزيزتي.. لك ثغرها الجذاب الجميل، وشعرها الأشقر الرائع، مع تموجاته

و نهاياته المرفوعة إلى فوق. إنما لك عينا والدك الزرقاوان القاتمتان..إنهما غريبتان..".
قاطعتها الخالة جيلين:" لا تأتي على ذكر الفتى".
مسكينة خالتي جيلين التي كانت تغلي حقداً.. و مسكينة أمي ذاقت طعم السعادة مدة قصيرة.. انهمرت دموع الحزن

على أبوين لا تذكرهما، فبللت الوسادة حتى نامت. ولكنه كان نوماً متقطعاً، غنياً بأحلام مزعجة.. فيها بدت تنزل

درجاً طويلاً حتى توقفت فجأة، فاستدارت، تحاول الصعود.. ولكن قدميها ظلتا تتحركان ولكنها لم تكن تتقدم.. في

القمة رأت نوراً مشعاً ينير التلال الخضراء. كان تشارلز تايمر يلوح من بعيد، و لكنه اختفى قبل أن تناديه.
أخيراً، استيقظت على أشعة الشمس، و الحلم مايزال طازجاً في ذاكرتها.. تذكرت اختفاء تشارلز عن نظرها،

ففكرت: حسناً.. هذا صحيح..لقد قال لي وداعاً؟ ولكن الشعور بالانقباض عاد يفلفها..رضيت بقدرها و قررت أن

تحضر بعض ملابسها لتحملها معها إلى "ساوث ايلندا".
لكن، كان من المستحيل أن تفعل هذا بحماسة. استحمت فساعدها الحمام على تهدئة توترها، ثم ارتدت بلوزة زرقاء

و جينز.. تعلم أن الخالة جيلين تكره الجينز لكنها هذا الصباح تحس بالقلق و تشعر بالتمرد.وبعد انتهاء وجبة

الفطور، سحبت حقيبة ملابس من الخزانة في المطبخ و حملتها إلى غرفتها، رمت ملابسها الداخلية فيها أولاً. ثم

بدأت تفتش بين فساتينها.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...b8b406eed7.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 08-12-08 05:27 PM

كانت تفكر في فساتينها عندما رن جرس الباب الأمامي. لا شك أنه شخص ما يجمع التبرعات.. ولكن بعد دقيقة

تقريباً دخلت الخالة دايان إلى الغرفة راكضة.. تقول هامسة و عيناها تومضان من التوتر.
ـ في الباب رجل يطلب رؤيتك..أظنه "هو".
هبط فك بيني إلى الأسفل قليلاً: آه!لا.. غير ممكن.. لقد رحل.. قال لي وداعاً.
مرت من أمام دايان متجهة إلى الباب الأمامي. ولكنه كان هناك.. مع أنها توقعت رؤية الضمادة على يده، إلا أن

منظره وتر أعصابها.. سألت و عيناها تتركزان على الكتلة البيضاء المتدلية من عنقه.
ـ كيف حالها؟
ـ فلنمتنع عن التحدث عنها.. سنتكلم عنك بدلاً منها.
ـ كيف وجدتني؟
ـ تركت عنوانك، لأبعث لك فاتورة الطبيب، أوصلتني سيارة أجرة و لكنني صرفتها..
أحست بالخالتين تحومان في الردهة خلفها، فقالت: هذا السيد تايمر.. هاتان خالتاي، الآنسة جيلين و الآنسة دايان

سكاتر.
أحنى رأسه ساخراً يقول:" أحس أنني التقيتهما من قبل".
نظرت إليه جيلين بحدة و برود قبل أن تقول: من الأفضل أن تدخل إلى غرفة الاستقبال سيد تايمر. أخبرتنا ابنة

أختنا عن حادثتك، و يؤسفني أنك اصطدمت بها.
ارتفع حاجباه الأسودان.
ـ وهل قالت إنني" أنا" اصطدمت بها؟
بدأت دايان تهذر بارتباك: لا..لا..لم تقل هذا. بل قالت العكس..
صاحت جيلين بأختها: اصمتي دايان.. أنا واثقة أن السيد تايمر لم يكن يرى أمامه.
قال تشارلز بحدة جازمة: المسألة سكاتر، هي أين أسير الآن.. لقد أصبت بإعاقة حتى أصبحت في موقف مربك جداً.

أمامي عقد عليّ أن أفي به.. وبما أن ابنة أختك هي المسؤولة عن الوضع اللعين فقد جئت أطلب عونها.
ومضت عينا جيلين: لا أفهم سيد تايمر.. فعلت ابنة أختي ما بوسعها فقد أخذتك إلى المستشفى..
ـ حيث جبروا يدي.
ردت جيلين تحاول الجدال:أجل، لكنه كان ضرورياً.
ـ وكيف تتوقعين أن أطبع على الآلة الكاتبة مع الضمادة؟ أنا أتكلم عن مخطوطة كتاب آنسة سكاتر، لا عن مجرد

ملاحظات أو رسائل.
قالت جيلين بلهجة تحد: يمكنك إيجاد المساعدة في مكان ما؟
ـ هذا ما أنويه.. ولهذا أنا هنا.. أخبرتني ابنة أختك أنها تعلم الطباعة على الآلة الكاتبة في كلية التجارة.
تدخلت دايان بلهفة: أجل..أجل.. هذا صحيح. ولكن الكلية مقفلة، ولن تفتح أبوابها قبل شباط أو آذار..
صاحت جيلين حانقة: اصمتي دايان.. لا أدري إلى ماذا تقود كلمات هذا الرجل، لكنني غير معجبة بما يفكر فيه.

قررت بيني أن الوقت قد حان للتدخل في هذا النقاش الذي من الواضح أنه يتعلق بها، قطعت الغرفة ووقفت أمامه

لترفع رأسها تنظر إلى وجهه، تسأله بهدوء: ماذا تفكر بالضبط سيد تايمر؟



http://www.liillas.com/up2//uploads/...b8b406eed7.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 09-12-08 01:33 PM


نظرت عيناه البنيتان إلى عينيها.
ـ أمر بسيط جداً.. أريد منك أن ترافقيني إلى منزلي، لمساعدتي في طباعة الكتاب..
لم تتمكن من تصديق أذنيها:" أتعني إلى" بليارز"؟"
قالت جيلين ببرود:"هذا هراء".
التفت يواجهها: ولماذا هو سخيف آنسة سكاتر؟
ردت بحزم: لأنها قادمة معنا، سيد تايمر.. فنحن مسافرات إلى" ساوث ايلند" بعد أيام.
ـ ألا كلمة لها في المسألة؟ أليست قادرة على التعبير عن نفسها؟
وردت جيلين: تستطيع بالتأكيد التعبير عن نفسها.. وستقول لك أين هي واجباتها.
ـ ما تقولينه إنهاغير قادرة على فعل ما تريد.
شدت جيلين قامتها لتنتصب: غير صحيح أيها الشاب..سأعلمك أن بيني نشأت بماهو صحيح. إنها مدينة لنا بهذا سيد

تايمر، وهذا كل ما قد يقال عن الموضوع .
بدأت دايان باقتراح متسرع: جيلين عزيزتي، ألا تظنين أن من الأفضل السماح لبيني بتقرير ما تريد فعله؟ أعتقد

أنها الطريقة الوحيدة لإقناع السيد تايمر بأنها تفضل صحبة خالتيها.
قال تشارلز وهو ينظر إلى وجه بيني المرتفع نحوه: فكرة عظيمة، فلنجربها.
كان ملء عينيه السخرية: حسناً..هل تعرفين ما تريدين أن تفعليه؟
هزت رأسها بصمت عاجز..أعطته عيناها الرسالة ولكن لسانها غير قادر على إيجاد الكلمات.. عرفت أن خالتيها

تنتظران منها أن تقول إنها ذاهبة معهما، ولكن الكلمات التي خرجت منها أخيراً كانت فارغة: سيخيب أملهما.
ـ وماذا عني؟ تعرفين الموقف الذي أنا فيه.. الورطة التي وضعتني فيها..قلت إنك مستعدة لفعل أي شيء

لمساعدتي..أتذكرين هذا؟ أرى أن كلماتك لا تساوى سقسقة فأرة.
أحست بالرهبة من سخريته، وفي الوقت نفسه تذكرت أنها وعدت فعلاً بالمساعدة.
استغلت جيلين الصمت، و قالت برضى: هاك.. أرايت؟
التفتت يواجهها و صوته مشحون بالغضب: اسمعي آنسة سكاتر، أرى أنك و أختك قادرتان على إطعام نفسيكما..ولو

كنت صادقة مع نفسك، لا عترفت أنك لا تحتاجين إلى بيني حقاً، للذهاب معكما، بل تحبان أن تبقيا" ساندريلا"

الصغيرة تحت اصبعك..أليس هذا هو الوضع؟
أصبحت جيلين قرمزية اللون من شدة الفضب: كيف تجرؤ؟
لكنه صاح يسكتها: أنت ترغين و تزبدين بشأن ما تدين هي به لكما.. ماذا عن حرية الاختيار الذي تدينان لها بها؟

لها حياتها الخاصة.. هل تتوقعين منها قضاء حياتها في رعايتكما؟
ارتاعت دايان:" هل أخبرتك بيني هذه الأمور عنا؟"
ـ لا..لم تخبرني شيئاً..لكن الواقع يعبرّ عن نفسه بوضوح.
التفت إلى بيني وقد بدا نافد الصبر.
ـ والآن.. إما أن توضبي حقيبة ملابسك و تأتي معي، و إما أن تزحفي تحت تنورتيهما هناك.. لاتنسي أن المجيء

معي يعني إقامتنا في فنادق في أثناء القيام بالأبحاث.. أعني ب" معاً" وحدنا.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...cc572ec686.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 09-12-08 01:39 PM

كانت لهجته واضحة مرتفعة.
غاصت دايان في كرسي: تقيمان في " فنادق؟" آه يا إلهي! حقاً..أشعر بالإغماء.
لكن جيلين كانت أصلب معدناً.. وتقدمت إلى تشارلز تنظر إليه بحدة و تسأل: أتعترف بوقاحة أنك تنووي تعريض

سمعة ابنة أختنا إلى الخطر؟
رد بغير اكتراث: يجب أن نواكب عصرنا..إنما لا تقلقي.. ليس على ابنة أختك أن تخاف من الاعتداء عليها.

صاحت دايان بضعف: اعتداء! ياالله..
رفعت جيلين إصبعاً نحو الباب، وصاحت بحدة: أخرج من هنا! أخرج من هذا المنزل فوراً..فوراً.. أتسمعني؟
ـ أسمعك آنسة سكاتر.. ويسمعك الجيران أيضاً على ما يبدو.
التفتت إلى بيني: أمهلك ثلاث دقائق لتقرري,,قطار " وايراربا" مغادر بعد أقل من ساعة.
سحبت بيني نفساً عميقاً، و أدركت أن قرارها قد حسم سلفاً، تشارلز على حق عندما قال إن الخالتين قادرتان على

إعالة نفسيهما.. ولكنها تعرف أن ما يسعدهما هو أن تبقى تحت أمرهما، تهتم بخدمتهما، وبترتيبات سفرهما.. إنهما

تتوقعان منها أن تحمل لهما حقائبهما، و يناسبهما أن تركبا في سيارتها بدل الركوب في وسيلة نقل عامة.
قال يسألها مجدداً، وقد بدا أنه يود بكل سرور أن يهزها: حسناً؟
قالت بلهجة صارمة:" سأرافقك".
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...cc572ec686.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 09-12-08 01:46 PM

3ـ ترحـــــــــــــــل غداً



كانت صيحات الإحباط التي ترددت من الخالتين مزيجاً من " ياإلهي!" و " كيف تفعلين هذا بنا". أخيراً استلم

صوت الخالتين زمام الكلام.
قالت ناعية: التاريخ يعد نفسه.. لولا ذهاب أمك.. مع ذلك الفتى لكانت على قيد الحياة اليوم. ها أنت بعد كل

التحذيرات ستذهبين من بين كل المناطق إلى منطقة" وايراربا"، مع رجل غريب كلياً.. إنه أمر مقرف.. هذا ما هو

عليه .. مقرف.
لم تتوقف بيني لتصغي. وما كان وقوفها ضرورياً، لأن تقريع الخالة المسهب لحق بها إلى غرفتها حيث بدأت ترمي

المزيد من الأغراض إلى الحقيبة المفتوحة.. وفكرت: من الغريب أنها كانت توضبها عندما وصل.. أيعني هذا أن

قدرها أن تعود إلى" وايراربا"؟ وهل كان القدر السبب في ذلك اللقاء على الدرج؟
راحت ترمي المزيد من الملابس و الأغراض في الحقيبة حتى هدأت فجأة.. إنها ذاهبة لمدة قصيرة، وليس إلى الأبد

كما توحي الحقيبة الممتلئة. أخيراً ارتدت بلوزة من الجينز تماثل السروال الجينز الذي ترتديه. وبعد ذلك حملت

حقيبتها إلى غرفة الاستقبال حيث نظرت إليها الخالتان بصمت متحجر..
قال لهما: أنا آسفة.. أرجو أن تحاولا فهم أن الواجب يدفعني إلى ذلك. وعدته بالمساعدة بأية وسيلة أقدر عليها، و

يجب أن أفي بوعدي.
تقدمت الخالة دايان تقبلها، ثم قالت بعد نظرة قلق إلى أختها: أعتقد أنني أعرف ما تشعرين به.
لكن جيلين نظرت إلى بيني، ثم قالت في محاولة أخيرة لردعها.
ـ تعرفين ما يعني هذا.. بالتأكيد؟ إنها نهاية عطلة الصيف لدايان ولي.. فلن نسافر بدونك.. وسنضطر الآن إلى

البقاء في المنزل.
قالت، و الشفقة على وجهها: " آسفة خالتي".
نظر تشارلز إليها برضى: فتاة طيبة.. والآن، من يملك تلك الهوندا السيفيك؟
قالت له:" إنها سيارتي".
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...cc572ec686.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 11-12-08 11:11 PM

ـ أترغبين في استخدامها أم ترغبين في السفر بالقطار؟
قاطعته جيلين بغضب، تردد بمرارة: ستذهب بسيارتها.. لتتمكن من العودة إلى منزلها حالما تعود إلى رشدها.
التقط تشارلز حقيبة بيني، و حملها إلى الخارج، ثم طلب منها أن تعيده إلى فندق" ثاون هاوس" حيث حقائبه بالانتظار.. و هناك أصر على طلب القهوة و السندويشات قبل أن ينطلقا. فيما كانت بيني ترشف القهوة الساخنة أحست أن كل شيء غير طبيعي، كما كان الدرج الطويل في حلم الليلة الماضية. بعد وقت قصير كانا يسلكان الطريق خارج " ويلنغتون" . جلس الرجل إلى جانبها صامتاً حتى أصبحت قرب القمة، فقال: توقفي عند القمة.
فعلت ما طلب، توقفت في منطقة مخصصة لوقوف السيارات. نظر إلى تحت نحو واد واسع لأرض زراعية خصبة..
قال لها:" هذا وادي" وايراربا" و لسبب ما يبدو أن خالتيك تكرهان هذا الوادي.. و أراني غير قادر إلا على التساؤل عن السبب".
ـ السبب أن أمي ذهبت إلى" وايراربا" عندما تزوجت أبي .
ثم أخبرته مترددة عن عداء خالتيها لزواج أمها.
ـ أخبريني عن والدك.
حركت السيارة.. وهي تلتف نزولاً على منعطفات سفح الجبل.. قالت: لا أعرف الكثير عنه، جاء من انكلترا شاباً، لأنه أراد أن يتعلم الزراعة.
عنما مات قريبه الوحيد في انكلترا ترك ميراثاً..اشترى به أملاكاً ثم تزوج أمي .. بعد أربع سنوات على زواجهما قتلا في حادثة سيارة.
ـ وماذ حدث للأملاك؟
ـ بيعت، و استثمرالمال لصالحي.
ـ آه.. فهمت كل شيء الآن! تعتمد الحالتان عليك للمساعدة المالية.. لا أستغرب رغبتهما في حشرك معهما.
اندفعت تدافع عنهما: هذا غير صحيح، فمن الطبيعي أن أسدّ نفقاتي لكنهما ليستا فقيرتين..
قاطعها ساخراً الأمر أنهما تفضلان إنفاق مالك عوضاً من مالهما.. لاشك أن الخالة جيلين حولت حيلتك إلى بؤس.
دافعت بولاء:" ليس دائماً.. أذكر أياماً سعيدة كانتا تأخذانني فيها إلى الشواطء أو الحدائق العامة التي فيها الأوز و البجع. أترى.. لم تكونا تعرفان ما تفعلان بفتاة صغيرة.. فيما بعد أرسلتاني إلى مدرسة داخلية أقساطها باهظة، ثم إلى كلية التجارة حيث تعلمت شيئاً مفيداً.."
ـ كطابعة نص كتاب غريب، قد يخرج إلى النور.. لكن من الطبيعي أن ما ورثته كان يغطي كل نفقات تعليمك؟
ـ طبعاً، و ماذا تتوقع ؟ خالتي جيلين هي التي تسيطر على الأمور المالي.
ـ أراهن على هذا.
ـ في طفولتي كانت خالتي دايان تقرأ عليّ القصص..لكن عندما كنت أقع، كانت خالتي جيلين تضمد لي ركبتي أو مرفقي المخدوش.
ـ فيما ترتعش الخالة دايان؟ وهذا ما يذكرني..كيف حال ركبتيك المخدوشتين المسكينتين.
ـ إنهما بخير.. الواقع يا سيد تايمر إن دأبك على تذكيري بسوء حظك، بات مضجراً. وإن واظبت على هذا المنوال لن أجد أمامي غير خيار العودة إلى منزلي. هل هذا مفهوم؟
ـ نقطة مقبولة آنسة كريستمان، أعتقد أن من غير المفيد إقناعك بأن السؤال نبع من اهتمام حقيقي بك.. أهذا كثير عليك لتصدقيه؟
ـ أجل سيد تايمر، أخشى ذلك.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...390397b348.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 11-12-08 11:19 PM

بعد ذلك، ران صمت مطبق ركزت فيه بيني اهتمامها على الطريق.
أشار إلى بيني أن تتخذ السيارة اتجاهاً شرقياً في ريف متموج.. بعد بضعة أميال وصلا أمام مدخل يفضي إلى جادة من الأعمدة الطويلة، وما إن وصلت السيارة إلى الحدائق حتى واجهها منظر منزل صلب البناء مؤلف من طابقين.. ذو أساس حجري وجدران مزخرفة بالحص.
أوقف السيارة قرب الدرج المفضي إلى الشرفة الأمامية.. ثم أحست بوجود امرأة تقطع المرجة نحوهما، لشعرها الأسود أجنحة رمادية على الصدغين. بدا طولها الدليل على أنها والدة تشارلز تايمر.. أرسلت نظرات فضولية إلى بيني ثم خرجت منها صيحة خوف ما إن حطت عيناها الوزيتان على يد ابنها المضمدة.
ـ تشارلي.. عزيزي.. ماذا أصابك؟
ـ مجرد حادث صغير.. أمي، هذه الآنسة كريستمان.. لقد عينتها مساعدة لي.
أدهشت كلماته بيني.. إذ لا تذكر أنهما تفاوضا على تعيينها مساعدة له..مع ذلك، ابتسمت بارتباك، وتركت المسألة تمر، ثم ترجلت من السيارة لتصافح أمه.
قالت كيري تايمر، وتقطيبة قلق صغيرة على جبينها: يبدو أنك مقيمة معنا.. من الأفضل أن ندخل لنعد لك مكاناً تستقرين فيه. أيمكنك حمل حقيبتها تشارلي؟ أظننا سنعطيها الغرفة الوسطى في الطابق العلوي.
دخلا إلى الردهة الأمامية العريضة، كان هناك درج عريض يفضي إلى رواق يوصل إلى عدة غرف نوم، وحمامين..
قالت كيري تايمر وهي ترشد بيني إلى غرفة مطلة على الريف.
ـ ستكون هذه لك.. حضري نفسك. ثم انزلي لإحتساء الشاي. الحمام في آخر الرواق، سأجد لك المناشف..
تمتمت بيني متسائلة عما إذا قد لمحت برودة و تحفظاً في صوت السيدة تايمر: شكراً لك.
وضع تشارلي حقيبتها على طاولة، ثم لحق بأمه. عادت كلماته ترن في أذنيها" عينتها مساعدة لي".. أيعني هذا أنه وظفها عنده؟ لم تفكر قط في تقاضي أجراً ثمناً لخدماتها وما توقعت منه عرض راتب عليها. وإن عرض فسترفض..
لم تخرج كل أغراضها من الحقيبة، بل أجلت ذلك إلى وقت لاحق. عندما نزلت إلى الأسفل،لم تصدر قدماها أي صوت في الرهة. وفيما كانت مترددة تتساءل عن الوجهة التي عليها اتخاذها تناهى إليها صوت كيري تايمر و السخط يرن فيه بوضوح: بالضبط، من هي هذه الفتاة تشارلز؟
ـ إنها بينلوبي كريستمان.. ألم تسمعي اسمها؟
ـ لماذا جئت بها إلى هنا؟ تعلم أن شينا قادرة على طباعة ما تريد.
ـ الفتاة ذات خبرة أمي.. وشينا ليست هكذا.
ـ كل ما تحتاجه شينا هو القليل من التدريب.
ـ إن هذه الفتاة تدرس الطباعة أمي.. ولديها السرعة و الكفاءة.. ولا أريد أن يكون نصف الكتاب الذي سيطبع مليئاً بالأغلاط و التصحيحات..لقد رأيت جهود شينا في الطباعة.. وهي ليست الفضلى.
ـ لماذا لم تستأجر طابع عمومي من ماسترتون.
ـ أجل.. فكرت في هذا.
ـ إذن ..لماذا جئت بها؟
ـ لأعمل بتناغم معها، فلو استأجرت طابعاً عمومياً لقام بالطباعة على بعد أميال مني..
ـ أتعني هذه الفتاة لك شيئاً؟
ضحك:" بالتأكيد لا".
ـ إذن.. لابأس.. أظنك تدرك أنني أميل إلى العزيزة شينا.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...390397b348.gif


يتبــــــــــــع

safsaf313 12-12-08 05:17 PM

عزيزتى قمر الليل الروايه قمه فى الروعه وده طبعا ذوقك اللى انتى معودانا عليه
ومستنيين التكمله على احر من الجمر ارجوكى متتأخريش علينا يا عسوله

:flowers2::flowers2::flowers2:
:flowers2::flowers2:
:flowers2:
:friends:
:friends::friends:
:friends::friends::friends:

Rehana 12-12-08 08:09 PM

نورتي ..حبيبتي

هذا من ذوقك الحلوو..و التكملة قادمة لعيونك



http://www.liillas.com/up2//uploads/...0c2edb6c0f.gif

Rehana 13-12-08 10:31 AM


ـ الفبي وحده لا يلاحظ تلميحاتك المتكررة..أمي.
أحست بيني بذعر متصاعد.. من غير المناسب أن يأتي أحدهم إلى الردهة فيجدها تسترق السمع.. تقدمت إلى الباب الأمامي ووقفت هناك تتأمل الحديقة و لكنها لم تكن ترى شيئاً.. فثمة واقع واحد ينصب على رأسها.. إنها ضيفة غير مرحب بها في هذا المنزل. انتفضت عندما تكلم من ورائها.
ـ بدأت أتساءل إن تهت.
ارتدت إليه عيناها النجلاوان المرتبكتان.
ـ واثقة أن أمك تفضل أن أتيه.
اقترن الحاجبان الأسودان:" ماقصدك؟".
ترددت قليلاً ثم قررت أن تسلك الصدق: مما سمعته بوضوح، أظن أن علينا الإسراع في إنهاء هذا العمل.
ـ وهل كدرتك؟
ـ كلمة أزعجتني هي الأفضل، فقد أخبرتني مسبقاً عن آمالها النسبة لك ولشينا. لذا أتفهم مشاعرها عندما رأتك قادماً مع.. فتاة أخرى.
ضحك ضحكة قصيرة:" لا يكدرنّك الأمر يا عزيزتي.. تعالي لنحتسي الشاي".
اقتادها إلى غرفة الجلوس حيث كانت أمه جالسة في مقعد قرب النافذة وإلى جانبها عربة عليها إبريق شاي فضي و أكواب خزفية فاخرة، و طبق من الكايك المصنوع في المنزل.
قالت كيري تايمر تدعوها مبادرة للمرة الأولى مبادرة ود.
ـ تعالي و اجلسي إلى جانبي.. أتتناولين الحليب مع الشاي؟
عندما شرعت في صب الشاي، دخلت فتاة في السابعة عشر من العمر إلى الغرفة.. أرسلت نظرة خجولة سريعة نحو تشارلز، ثم نظرة فضولية إلى بيني، وقالت: عذراً سيدة تايمر، تريد أمي أن تعرف إن كانت شينا.. أعني الآنسة ديكسون، قادمة للعشاء الليلة.
ابتسمت كيري، و نظرت سريعة إلى تشارلز: بالتأكيد. لقد اتصلت بها لتوي أدعوها.. سامنثا هذه الآنسة كريستمان.. التي ستقيم معنا مدة قصيرة، أرجو منك أن تقولي لأمك ، إننا أربعة على العشاء.
ـ حاضر سيدة تايمر.
أرسلت عينا سامنثا الرماديتان لبيني نظرة طويلة من الاهتمام غير الخفي قبل أن تترك الغرفة.
قالت كيري تشرح الأمر لبيني: والدة سامنثا هي مدبرة منزلنا. تعمل إيلين ريد عندنا منذ سنوات، وقد أعطينا لابنتها وظيفة خادمة المنزل. هذا لن يرضيها إلى الأبد.. ولكنها في الوقت الحاضر سعيدة.
ـ والآن عزيزي.. لم تخبرني ما حصل ليدك.
قال يصرف النظر عن الموضوع: انزلقت ووقعت.
ـ لكن كيف و أين، بحق الله؟
أحست بيني أن عليها الاعتراف بالحقيقة. ففتحت فمها لتتكلم و لكنه أصمتها بنظرة تحذيرية، ثم وقف بنفاذ صبر: إن أنهيت الشاي عملت على مرافقتك إلى مكان عملك.
قالت أمه:" يالله..! أنت متسلط".
لحقت به بيني طائعة. تدرك أن لهجته، تشير إلى أن الوضع بينهما يجب أن يبقى كرب عمل و مستخدم.. صحيح أنه عانقها، إنما حدث ذلك في الماضى، عندما ظن أنه لن يلتقي بها مرة أخرى.. وتذكر يومذاك أنه وجّه لها وداعاً نهائياً.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...c78c30e508.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 13-12-08 10:41 AM


قالت أمه حالما وصلا إلى الباب: ستصل شينا قريباً تشارلي.. فلا تغرق في العمل. ثم، لاشك أن الآنسة كريستمان متعبة بعد قيادة السيارة من ويلنغتون إلى هنا.
ابتسمت بيني لها: أنا متشوقة لها إلى البدء بعملي في أسرع وقت ممكن سيدة تايمر. أرجو منك مناداتي بيني..فلا أسمع الآنسة كريستمان إلا في الكلية فتشعرني بأنني عانس عجوز.
نظرت إليها المرأة بإثارة: لكنك لا تشبهين أبداً العوانس. حسناً جداً، خذها إلى مكانك المقدس تشارلز شينا.
كان التحذير في صوتها واضحاً، فضحك و قال ساخراً: من يستطيع أن يفعل هذا أمي؟
قاد بيني إلى آخر رواق جانبي، ثم إلى غرفة لها أبواب زجاجية تنفتح على شرفة جانبية.. كانت غرفة رجل فيها مقاعد جلدية و مكتب من خشب السنديان، و خزانة للملفات. أما على الجدار المقابل فمنضدة عليها آلة كاتبة و آلة تسجيل.
نظرت بيني حولها وقالت: أرى الغرفة مشطورة شطرين.
ـ فتاة شديدة الملاحظة! المكتب و خزانة الملفات هي لحسابات المزرعة و سجلاتها. أما منضدة العمل فللكتابة. لا يدخل إلى هنا إلا إذا كان مدعواً.
ـ إلا شينا.
تجاهل تعليقها:" ستجدين كل ما تحتاجين إليه في هذه الأدراج تحت المضدة".
رفعت بصرها إلى رف الكتب فوق المنضدة.. كان على معظم المجدات مصادر و مراجع تتعلق بمختلف مراحل تاريخ" نيوزلند" ثم، استرعى انتباها صف من الكتب عليها اسمه..كان هناك ما يقارب الدزينة منها. صدمها منظرها.. تشارلز تايمر!.. بالتأكيد.. إنه ذلك التشارلز! كيف لم تدرك ذلك.
عندما كانت تحدق إلى الكتب، قالت و الشعور بالذنب يغلفها: قد تظنني بلهاء. ولكنني لم أدرك أنك معروف جداً ككاتب.
ـ و لم لا؟ كنت تعرفين اسمي و تعرفين أنني أؤلف كتاباً.
ـ أعزو السبب إلى بلاهتي. ثم كان هناك ماجرى ليدك. لا أستغرب غضبك الشديد.
ـ الآن ، بعدما حصلت على مساعدتك، لم أعد شديد الغضب.
تابعت، تحاول أن تجد المزيد من الأعذار لعدم تعرفها إلى اسمه، رغم أنه رجل قلم، على الأقل في بلادها: ثم كان هناك الصدام مع خالتي.
قال متهماً بحدة:" ما تعرفين به حقاً أن اسمي لم يكن يعني لك شيئاً، لأنك لم تقرئي كتبي.. هل قرأت يوماً كتاباً منها؟
شعرت بالإحراج، لكن كان عليها أن تقول الصدق:" لا، لم أقرأ".
ـ و ماذا تقرئين، هذا إن كنت تقرئين شيئاً. هل أنت ممن يشاهد التلفاز فقط؟
ـ بعد العمل في صف للطباعة، أحب أن أسترخي مع قصة رومانسية.
ـ أيعني هذا أن لا رومانسية في حياتك، ولهذه تقرئين عنها في الكتب.
كان صوته هادئاً. لامست يده بخفة خدها. قالت وهي لا تعي القنوط في صوتها: هذا ممكن.. ربما خلال إقامتي القصيرة هنا سأتمكن من قراءتها كلها.
ـ أجل.. إنما،أفضل أن أرى اهتمامك منصباً على مسار واحد. بإمكانك البدء بالإصغاء إلى شرائط التسجيل.
فتح درجاً في أسفل المنضدة: هنا، ثمة دزينة منها على الأقل، وكما ذكرت سابقاً، يجب أن تصغي إليها بعناية لتسجلي كل كلمة، حتى أستطيع تقرير ما يمكن استخدامه وما يمكن الاستغناء عنه.
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...c78c30e508.gif


يتبـــــــــــــــــع

Rehana 13-12-08 10:51 AM


وضع شريطاً في الآلة، وضغط الزر فتهادى إلى مسمعيها لصوته.
أصغت بيني لحظات قبل أن توقف الآلة، ثم ضغطت زراً آخر لتعيده إلى بدايته. وبعد ذلك وضعت ورقة في الآلة الكاتبة، و جلست أمامها، لتطبع بضع سطور و لتعود نفسها على الإحساس بالآلة.. ثم شغلت المسجلة ثانية، وراحت تصغي إلى صاحب الصوت وهو يروي قصة كلب.
راقب الكلمات تمر بسرعة على الصفحة: يالله!.. أنت بكل تأكيد سريعة! ويجب أن أعترف أن هذا ممتاز.
ردت بخشونة:" شكراً".
لكنها أحست بفخر لأن العينين البنيتين نظرتا إليها و فيهما شيء لم يكن هناك من قبل ..فهل هو نوع جديد من الاحترام؟
قال صوت هادئ من خلفهما: هل لي أن أسأل ماهو" الممتاز"؟
التفتت بيني في مقعدعا لتواجه فتاة طويلة سوداء الشعر، كانت تراقبهما من عن الباب.. ولم تحتج إلى أن يقدمها تشارلز لتعرفها بيني.
قال بصوت عادي:" مرحباً شينا.. هذه بينلوبي كريستمان.. بيني هذه شينا ديكسون".
أرسلت شينا لبيني ماهو أكثر من هزة رأس بقليل وهي تدخل الغرفة.. ولكن صوتها كان مشبعاً بالقلق وهي تقول: تشارلز.. يدك..ماذا فعلت بها؟
استقبل السؤال بلا اهتمام: وضعت بضع أصابع في وجه وزن ثقيل.. ستشفى عاجلاً أم آجلاً.. لكنها في الوقت الحاضر غير قادرة على الطباعة لذا جلبت بيني لتساعدني في الطباعة.
أطلقت شهقة احتجاج:" وهل نسيت أنني أعرف الطباعة؟".
نظرت عيناها الملتهبتان كالجمر بترفع إلى بيني وإلى شعرها الأشقر..
رد تشارلز بهدوء:" لم أنس شينا.. لكنني أعرف أن السرعة أمر أساسي لي في هذا الوقت.. لأنني مضطر إلى إنهاء الكتاب في آخر شباط فهل تعتبرين نفسك طابعة سريعة؟".
اتسعت العينان السوداوان وهما تنظران إليه: أنت تعلم أنني سأعمل ليلاً نهاراً..
رد بلطف:" وكلما تعبت كلما ارتكبت المزيد من الأغلاط الطباعية.. المسألة أني لا أريد أن أخذل الناشر.. فالرجل يعتمد عليّ".
صاحت بعنف مفاجىء:" فلينفجر الناشر!أجل.. أعرف كل شيء عن الرتابة في الطباعة على الآلة الكاتبة، و قراءة النسخة و تصحيحها، وطبعها مجدداً ثم إنزالها إلى السوق قبل الميلاد! لقد سمعت كل هذا من قبل، لكن لا يهمني كل هذا".
ـ يهمني أنا شينا. لقد وقعت عقداً، لاأنوي الإخلال به.
نظرت إليه نظرة طويلة ثابتة و قالت بصوت أجش متوتر: فهمت.. مما تقوله ان عقدك مع الناشر هو أهم عندك ..من..من.. ارتعشت الكلمات على شفتيها فارتدت فجأة لتغادر الغرفة شامخة الرأس.
أحست بيني بالشر.. فهمست: لقد كدرتها.. وربما تشعر بالحرج.
ـ كان عليها أن تفكر في مشاكلي بطريقة موضوعية.. تعرف جيداً أنها طابعة تعسة. فكرت في وقت مافي القيام بعمل مكتبي في " ماسترتون" فبدأت تتعلم الطباعة.. ولكنها سئمت ولم تكمل ما بدأته.
ـ أمر مؤسف.. كان بإمكانها أن تساعدك كثيراً.. كنتما ستعملان معاً جنباً إلى جنب.
قال ساخراً:" وهل هذا واقع؟".
كانت عيناه في الوقت نفسه تفتشان في أساريرها، تلمست مرة أخرى يده اليسرى خدها.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...c78c30e508.gif


يتبــــــــــــع

الليدي لين 15-12-08 05:17 PM

شكرا لك علي هذه القصه االرائعه

Rehana 15-12-08 07:04 PM

الشكر لك ولمرورك ..لين

خاصة أن أول مشاركة لك على صغحات قصتي المكتوبة

دمتي بوود

Rehana 15-12-08 07:17 PM

ابتعدت عنه، وقد تسارعت نبضاتها: أتريد مني الاستمرار في العمل؟
ـ ليس الآن، مازالت سيارتك قرب الباب الأمامي. سنجد لها مكاناً نضعها فيه.
توجها إلى حيث تقف الهوندا السيفيك.. شاهدا في المرجة، أمه، تنتزع رؤوس الورود الذابلة فيما وقفت شينا إلى جانبها وبدا أن عيني تشارلز ضاقتا وهو ينظر إليهما..أحست أنه عرف أنهما تتحدثان عنه.. وعن علاقتها به.
سارا في الطريق الداخلي الذي يدور حول المنزل، كانت تحتلها سيارة" رينو" جميلة رمادية،"و" تويوتا" و" أوستن ميني" صفراء اللون.
قال لها: الميني هي لشينا..أظنك قادرة على إركانها قربها.
عادا إلى المنزل من الباب الخلفي.. وعندما دخلا إلى المطبخ قدمها إلى امرأة قصيرة سمينة، ابتسمت عيناها الرماديتان: هذه إيلين ريد.
تقدمت بيني إليها ويدها ممدودة، وقالت مبتسمة: أعرف أنك أم سامنثا.. ولكنك تبدين شقيقتها.
اتسعت ابتسامة إيلين ريد.. إنها غير معتادة على مصافحة الناس لها، وهما يغادران المطبخ سمعا سامنثا تهمس بصوت هائج مسموع: ألم أقل لك؟
كان العشاء ذلك المساء فترة محرجة لبيني، تناولوا الوجبة في غرفة الطعام ولكن لم يتخللها إلا بعض الحديث الممتع.
التفتت كيري تايمر أخيراً إلى ابنها بشيء من التصميم: والآن تشارلز.. أطلب منك أن أعرف بالضبط ماحدث ليدك. كنت تتجنب الموضوع..
قاطعها بحدة: انسي الأمر أمي.. إنه نتيجة تصادم.
كان على وجه أمه تعبير جاف: لن أنسى الأمر.. أريد معرفة ماحدث.. تصادم مع ماذا؟
قال بحدة:" قلت إنسي الأمر أمي".
التفتت بيني متوسلة: لماذا لا تقول الحقيقة؟ من الأفضل أن تعرفا ما حدث..إن لم تخبرهما أخبرتهما أنا.
مالت كيري تايمر إلى الأمام تنظر إلى بيني: أتعرفين ماحدث ليد تشارلز؟
ـ أعرف جيداً، لأنني كنت موجودة.
ارتفع حاجبا تشارلز:" أتريدين حقاً أن تعرفا؟".
ـ أجل.. وإلاشعرت بالذنب طوال فترة وجودي في هذا المنزل.
حذرها:" ستسخرجان أمعائك".
ابتسمت:" وماذا في هذا؟ أنا معتادة على أوضاع مماثلة..هل نسيت خالتي جيلين؟".
ـ وهل هي جيدة في هذا؟
ـ بل خبيرة.
التفتت بيني تواجه كيري تايمر، متجاهلة الارتباك، ثم قالت: أخشى أن أكون أنا سبب حادثة تشارلز.. لقد اصطدمت به فوق درج ووقعنا.. لقد سحقت ركبتاي يده.
ـ لاأصدقك.
جاء القول الفظ من شينا.. فاتسعت عينا بيني استغراباً، وقالت بهدوء: لا تصدقينني؟ لماذا، هل لي أن أسأل؟
ثبت صوت شينا وأصبح بارداً: أعني أنني لا أصدق أنها كانت حادثة.
ـ وهل تقولين إنني صدمته عامدة متعمدة؟



http://www.liillas.com/up2//uploads/...319621cff4.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 15-12-08 07:30 PM



ـ هذا صحيح، هذا ما أؤمن به.
ـ ولماذا أفعل شيئاً كهذا؟
ـ بسبب هويته بالتأكيد. إنه كاتب معروف. شاهدته قادماً نحوك، فتعمدت صدمه لتتعرفي إليه.
التفتت إليه:" ألا ترى هذا بنفسك؟ إنها مقامرة رخيصة".
صاحت بيني بها ووجها شاحب من الغضب:كيف تجرؤين عل هذا القول؟ لا تعرفين شيئاً عن الظروف.. كان هناك عاصفة هوجاء، أدت إلى دخول الغبار إلى عينيّ..
قالت شينا ساخرة:" ولكن كان بإمكانك رؤية من هو قادم".
صاح تشارلز دفاعاًعن بيني:" اضبطي لسانك شينا".
قاطعتهم أمه: أرجوكم، توقفوا عن هذه المشاحنة.. إذن الاصطدام وقع على الدرج تشارلز.. ماذا حدث بعد ذلك؟ هل ذهبت إلى الطبيب؟
ـ أقلتني بيني بسيارتها إلى الستشفى، وهناك تلقيت العناية، وعندما عرفت أنني لن أتمكن من متابعة عملي، عرضت عليّ المساعدة. هذا مافي الأمر
لم يذكر العشاء في " ثاون هاوس" كما لاحظت، ثم أضافت: أخبرني في المكتب.. العديد من الناس يحاولون تأليف الكتب..
قاطعتها شينا بسخرية جديدة: أوف..قصة لا تصدق,,ألم يقل لك اسمه؟
ـ بلى، لكنني لم أربطه باسم الكاتب المعروف.
ـ معروف؟ أيتها السخيفة الصغيرة المثيرة للسخرية.. إنه مشهور!
قست لهجة شينا وهي تضحك بسخرية: تتوقعين منا أن نصدق من اصطدمت به؟ أتظنين أننا عديمنتا الفهم؟ صدمتها هذه الحرب الكلامية..مع أنها عانت كثيراً من تهجمات الخالة جيلين، ولكن هذا شيء مختلف كلياً.
هل امتدت الشكوك التي رمتها شينا إلى ذهنه؟ هل يؤمن الآن أنها تعمدت الاصطدام به؟ التفتت تواجهه، فراعتها تقطيبة الشك بين حاجبيه، و الأسئلة المستترة وراء عينيه، وأزعجها صمته أيضاً.
سألت ورأسها شامخ أكثر من عادته: حسناً سيد تايمر.. مارأيك؟ لمح فقط إلى أنك تصدق استنتاجات شينا، فسأخرج من هذا المنزل بسرعة.
نظر إليها نظرة ثاقبة.
ـ وهل ستتراجعين عن وعدك بالمساعدة؟
ـ بكل تأكيد سأفعل بلاتردد.. فأنا لا أبقى مع رجل يتصور أنني رميت نفسي عليه لأتعرف إليه. جعلتها الكبرياء و تصاعد الغضب ترتجف. قال:" أعتقد أنك تعنين ما تقولين".
تذكرت حادثة الدرج فهاجمته: تذكر جيداً سيد تايمر أن الاصطدام يحتاج إلى شخصين ليحدث، وكان بإمكانك الانتباه لخطواتك.
تفرس بها عن كثب: هذا صحيح.. فماذا ستفعلين إذن؟ قاطعتهما كيري قبل أن ترد بيني: ستبقى لتساعدك بالتأكيد. إن الأعمى قادر أن يرى أنها ليست من الصنف الذي قد يخذلك.. خاصة بعدما وعدتك.
ضحك تشارلز:" شكراً للمحاولة أمي.. لكنني أشك أن تكون من الصنف الذي يخدعه الإطراء".
قالت بيني للجميع بعدما ألقت نظرة باردة على الفتاة السوداء الشعر الجالسة قبالتها: ولست ممن يبقى في مكان قد أواجه فيه الإهانة.
ـ إذن؟



http://www.liillas.com/up2//uploads/...319621cff4.gif


يتبــــــــــع

Rehana 15-12-08 07:36 PM


طرح تشارلز السؤال، فيما راقبتهما كيري بعنين ضيقتين. فكرت في السؤال بحذر، ثم لما تذكرت الحديث الذي سمعته بين تشارلز و أمه أدركت أن كيري تايمر لا تريدها هنا. باختصار إنهم لا يرحبون بها هنا.. وهذا الإحساس غير السعيد انعكس في عمق عينيها المضطربتين وهي تلتفت إلى كيري: سأرحل صباح الغد باكراً. ولتتولى شينا أمر الطباعة..لن تعمل بالسرعة التي أعمل أنا بها.. لكنها ستنهي العمل في النهاية.
سألها تشارلز بشيء من الحدة: وماذا عن موعدي النهائي المحدد؟
ارتدت إليه و عيناها مازالتا مضطربتين: أخشى أنك مضطر إلى أن تعلم الناشر بأنك ستتأخر بسبب ظروف خارجة عن إرادتك.. وأظنه سيتفهم.
نظر إليها بصمت. لاحظت نظرة انتصار موجهة من شينا إلى كيري. فأثارتها هذه النظرة إثارة جعلتها غير قادرة على البقاء في الغرفة، فوقفت تتحضر لترك المائدة.
ـ اعذريني سيدة تايمر، سأعود إلى المكتب لأقوم بمزيد من الطباعة.
قال تشارلز: سأكون ممتناً لهذا على الأقل، كثيراً.
صمت قيلاً قبل أن يضيف: في الواقع كنت أنوي اصطحابك معي إلى" أوتاكي" غداً.. هناك زوجان عجوزان أود إجراء مقابلة معهما.
اتسعت عينا شينا:" أوتاكي؟ إنها تبعد أميالاً".
قال لها بصوت أجش: هذا صحيح.. هناك نزل جيد وقد نجد وقتاً للتنزه على الشاطئ.
تحجر وجه شينا فبصقت كلامها بغضب، قبل أن تسيطر على غضبها: أتقول إنك تنوي الإقامة في "نزل" مع.. هذه..هذه الفتاة؟
التفتت إلى كيري:" هل ستذهبين معهما إلى أوتاكي؟"
ـ لا.. إنها المرة الأولى التي أسمع بها هذا.
نظرت إلى بيني و الشك في عينيها.. وفهمت بيني معنى النظرة. فقالت: سيدة تايمر..لقد تلقيت تحذيراً بأن هناك مقابلات و رحلات من هذا النوع..لكن ، أرجو ألا تقلقي.. فليس لدي النية في الذهاب إلى الفراش مع ابنك.
غادرت الغرفة بكل و قار استطاعت أن تبرزه.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...319621cff4.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 17-12-08 09:55 PM

4ـ أنقذت حـــــــــــــــياته


بدا جو المكتب بعد جو غرفة الطعام المشحون نعيماً من الهدوء. كانت الشمس قد هبطت وراء سلسلةجبال" تاراروا" المرتفعة.
لم تعمل بيني وقتاً طويلاً، قبل أن تفاجئها شينا بالدخول إلى الغرفة.
رفعت رأسها فشاهدت العينان السوداوان تراقبان بذهول أصابعها المتطاير فوق مفاتيح الآلة الكاتبة بشيء من الحسد.. لماذا جاءت؟ تساءلت عن سبب مجيئها لكنها تجاهلت وجودها و استمرت بالطباعة.
رفضت شينا أن تتجاهلها.. أخرست لطمة سريعة آلة التسجيل و قالت بصوت مشاكس: اصغي إليّ الآن.. من الأفضل أن تفهمي الموقف.. سنتزوج أنا و تشارلز. إنه ترتيب قديم وهو الأنسب للجميع.
نظرت بيني إلى يدها الخالية من خاتم خطوبة:" أتقولين لي إنك مخطوبة رسمياً؟".
ـ ليس بعد.. إنما لا علاقة لهذا بما أقول.. فوالدة تشارلز ترغب في هذا ووالدي متشوقان. وأنا مصممة قلبياً على هذا و يعني أن الأملاك ستعود لتكون كما كانت عليه يوم اشتراها جده.
قالت بيني ساخرة :" يبدو أن هذا. وهو يعني أن الأملاك ستعود لتكون كما كانت عليه يوم اشتراها جده.
قالت بيني ساخرة:" يبدو أن هذا تحليل منطقي رصين..وهو ما أدعوه حسابات باردة دقيقة.. ألا دور للحب في كل هذا؟".
صاحت شينا:" بالطبع..أنا مجنونة بحبه!"
ـ لكنك أكثر جنوناً إلى امتلاك بليارز كما كانت أصلاً؟
نظرت إليها شينا والفضب يومض في عينيها السوداوين: كل ماعليك فعله، و الرحيل في الصباح الباكر كما وعدت.. لا أريد أن أعرف أنك غيرت رأيك، لذا، لاتبدئي في اختلاق الأعذار لئلا ترحلي!
تأوهت بيني:" شينا.. لا أفهم لماذا يقلقك وجودي..أعني ، مادامت ترتيبات زواجك محضرة و جاهزة..".
ـ ما يقلقني هو عدم استيعابي لسبب جلبه إياك إلى هنا. يجب أن تعرفي أنه كان بمقدوره أن يجد العون في مكان قريب من هنا.. و بدأت أتساءل، منذ متى تعرفان بعضكما بعضاً..خاصة وهو معتاد على السفر الدائم إلى ويلنغتون.
ضحكت بيني:" يا لشينا المسكينة.. يبدو أن رأسك يدور في دوامة مؤلمة من الشك.. هل تقولين إنك تشكين في أنني صدمته حتى؟".
اعترفت شينا:" لا أدري ما أظن".
ـ حسناً.. لماذا لا تتباحثين الأمر معه؟ انظري، إنه قرب حوض الورود.
نظرت من زجاج الباب، فلمحت جسده الطويل واقفاً في غسق الصيف المسائي.. لحقت شينا بنظرتها : أجل . إنه على الأرجح ينتظرني حتى أنضم إليه.. إذ نسير عادة حول الورود بعد العشاء.
خرجت من الباب مسرعة فوق المرج. تنهدت بيني وهي تراقب الفتاة الطويلة القامة، تأخذ ذراع تشارلز.. عرفت أن عينيها السوداوين تنظران إلى وجهه.. إنهما زوج وسيم. أحست بالتواء غريب في قلبها.. لاشك أن تشارلز سيكتشف يوماً أنه يحب شينا، تنهدت مجدداً وعادت إلى آلة التسجيل .
جاءت المقاطعة الثانية بعد ربع ساعة، عندما دخلت كيري إلى الغرفة حيث وقفت تراقبها عدة لحظات قبل أن تشعر بيني أنها هناك.. فأطفات المسجلة مرة أخرى، والتفتت تواجه المرأة العجوز..
قالت بأدب:" أترغبين في محادثتي؟".
هزت كيري رأسها: ليس الواقع..كنت أتساءل فقط عما إن كنت راغبة في بعض القهوة. تركت المائدة قبل أن نتناولها..أستطيع إحضار فنجان لك.
ـ أرجوك، لا تزعجي نفسك.
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...16f5bbbb86.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 17-12-08 10:11 PM

ـ أتعلمين، لم أر يوماً من يطبع بمثل سرعتك.. وهذا ما يجعلني أدرك كم.. كم هي محاولات شينا مثيرة للإشفاق.. أتمنى لو أنها تتمرن لتتمكن من مساعدة تشارلز.
ابتسمت بيني: هذا كلام أم!
ـ أجل، أعتقد أنني متعلقة به.. لكن يجب أن تفهمي أنه كل ما أملك.. ألديك أخوة أو أخوات؟
ـ لا..أنا في الواقع يتيمة. و أخبرتها قليلاً عن خالتيها ، ثم وجدت نفسها تسرد لها قصة أمها و فرارها و زواجها، ثم وفاتهما و أخيراً أنهت سردها: كانت مزرعتهما في مكان ما في "كارترتون".؟

قالت كيري: لا تبعد كارترتون كثيراً عن هنا.. أعتقد أنك شاهدت أين كانا يعيشان؟
هزت بيني رأسها: لم تتح لي الفرصة قط للتفتيش عنه..فلم أشتر سيارة إلامنذ سنة فقط. لم تضيف أن الخالة جيلين حرمتها بشدة من التفتيش عن " هياكل عظيمة".
فكرت كيري قليلاً" كريستمان.. كريستمان.. لدي إحساس غامض بأنني سمعت الاسم.. أكانا يعيشان قرب الجبال؟
ـ لاأعرف.. إلا أن هناك تلالاً.. على أي حال كان ذلك قبل عشرين سنة. كانت كيري تفكر عميقاً.
ـ أسرة كوردا هم أصدقاء لم أرهم منذ زمن بعيد..كان لهم جيران ماتوا في حادثة سيارة.. وقد حدث ذلك منذ سنوات عديدة و أذكر أنهم اشتروا الأملاك لابنهم.. سنقوم ببعض التحريات إن وافقت على البقاء لمساعدة تشارلز.
إنها رشوة فهزت رأسها: أشك في أن يكون المكان نفسه.
أصرت كيري:" إن لم يكن، فأنا واثقة أن بالإمكان إيجاده، لاشك أن هناك من يذكرهما".
ردت بيني بصوت مصمم هادئ: سأقوم بالتحريات في وقت آخر.
أقسمت لنفسها أن تقوم بهذه المهمة بنفسها. تساءلت: لماذا لم تفعل هذا من قبل؟ ثم أدركت أنها منذ اقتنت سيارتها سيطرت خالتاها على العطل الأسبوعية ..ولكن، بدا لها فجأة أن هذا اختفى مع الماضي.. وللمرة الأولى في حياتها، ولو بمساعدة تشارلز تايمر، تحدت بالفعل خالتها جيلين..
كانت كيري تراقبها بفضول..وقالت: أنت تبتسمين لشيء ما.. ألايمكن أن تشاركيني به؟
بدا على بيني نظرة اعتذار: القصة طويلة.. وبدلاً من الانشغال بها، يجب أن أكمل هذا العمل.. أرجو أن تتفهمي أنه من أجل تشارلز.
فهمت كيري التلميح و غادرت الغرفة. بعد رحيلها، ركزت كل تفكيرها على الكلمات المتدفقة من التسجيل.. وما إن تحركت أصابعها بخفة على مفاتيح الآلة حتى فتنتها القصص التي كان يرويها أصحاب الكلاب عن حيواناتهم.. وجعلتها بعض الحوادث تضحك، وجعلتها أخرى تبكي.
فيما كانت تمسح دموعها في إحدى المرات. قال تشارلز من ورائها يسأل بهدوء:" هل بدأت تؤثر فيك القصص؟".
التفتت إليه، دامعة العينين: منذ متى تجلس في هذا المقعد؟
ـ منذ وقت استطعت فيه الإعجاب ببراعتك و سرعتك.
تجاهلت الإطراء وسألت: أين شينا؟
ـ عادت إلى منزلها.. ولا أظنها مسرورة مني.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...16f5bbbb86.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 17-12-08 10:30 PM

ـ ستشعر بأنها أفضل حالاً غداً عندما تعرف أنني رحلت.
ـ وهل تنوين حقاً الرحيل؟ فكرت أن من الممتع الذهاب إلى أوتاكي برفقته،ولكنها قالت: " إنهأفضل حل من أجل شؤونك العائلية".
رد بلهجة قاطعة:" هكذا إذن، حسناً".
انتظرت أن يضيف المزيد أو أن يحاول مجادلتها ليقنعها بالبقاء، أو حتى ليذكرها بوعدها لمساعدته في إنهاء الكتاب. ولكن، لم تبدر منه كلمة.. أحست أن من الإذلال أن تتنازل، ولكن المزعج أن عنادها على وشك أن يرميها مرة أخرى في أحضان خالتيها جيلين.
قاطعت تشارلز أفكارها، ليقول لها فجأة: أنت متعبة، لذا لاتقوين على تفكير السوي.
أجفلتها ملاحظته:" وكيف تعرف في ما أفكر ؟"
ـ وجهك مضطرب.. وهذا يدل على أن أفكارك مشوشة.. ولا يدهشني ذلك فقد كان يومك قاسياً..ففيه وصلنا إلى منزلك، وفيه تم ذاك الجدال مع خالتيك، وهناك القرار الذي اتخذته، وقيادة السيارة إلى هنا، ومواجهة هجوم شينا..أجل.. كان يومك شاقاً.
ـ هذا ما أعتقده.
ترك المقعد.
ـ اتركي عملك فوراً، وتعالي إلى الخارج نتمشى.. إنها أمسية جميلة.
فتح لها الباب، ثم أمسك ذراعها يجرها إلى الخارج.. ولم يتركها وهما يقطعان المرج نحو مساكب الورود.
كانت النجوم مضاءة في السماء. و القمر مرتفع لينير قليلاً الظلال التي تغلف الحديقة في هالة غامضة..نظرت بيني حولها و قالت معترفة: كنت سأشعر بالتوتر لولا وجودك معي، أشعر بالخوف من الأشجارليلاً.
التفت ذراعه اليسرى حولها، تجذبها إلى جانبه.
ـ لاتخافي يافتاتي الصغيرة. لاوجود للغيلان في هذه الحديقة، فرائحة الورود تبعدهم.
عندما شعرت بلمسته، سحبت عدة أنفاس عميقة.
ـ إنها..فعلاً..رائعة.. تبعث النشوة تقريباً..
صحبها إلى ظلال قنطرة مغطاء بورود حمراء قوية الرائحة ثم تمتم: تكاد تبلغ رأسك!
أحست أن كلتا يديه تضمانها.. فالجبيرة لم تعق العناق.. في تلك اللحظة لاحظت أنه تخلص من رباط التعليق في عنقه الذي كان يبقي يده مرتفعة. جهدت أن تبدو غير متأثرة لقربها منه ثم سألت: هل يدك أفضل حالاً؟
ـ ليست سيئة جداً.
ألصقها به.. فتسارعت أنفاسها، وجرى الدم سريعاً في عروقها فوثبت خفقات قلبها بين جنبيها.. هذا أمر سخيف! يجب أن أدفعه عني! كان صوت ما يدعوها بغموض إلى هذا، ولكنها بطريقة ما افتقدت القوة لإبعاده عنها.
وجدت أنها تستند إليه، وترفع ذراعيها إلى عنقه.. تنهد يقول بصوت خفيض:" التاريخ يعيد نفسه".
ولكنها فشلت في فهم مقصده.
أضاف:" في آخر مرة تعانقنا فيها كنا نقول وداعاً.. أحدث ذلك ليلة أمس فقط؟ يبدو أنه حدث منذ عمر".
انتظرت.. فهي ماتزال تأمل أن تسمع الكلمات التي قد تثنيها عن الرحيل.. ولكنها لم تتلق شيئاً. الواضح أن كبرياءه تمنعه من التوسل إليها.
أخيراً تمتم: أمازلت عازمة على الرحيل؟



http://www.liillas.com/up2//uploads/...16f5bbbb86.gif


يتبــــــــــــــع

جننوني 18-12-08 02:59 AM

جزاك الله الف خير بانتظارك

Rehana 18-12-08 06:43 PM

حياك الله أخي الكريم في قصتي المكتوبة

safsaf313 19-12-08 09:52 AM

يالا يا قمرى عايزين التكمله روايه تحفه وانسجمت معاها ياريت متقطعيش انسجامى هههههه

Rehana 19-12-08 01:26 PM

طيب حبيبتي..بحاول أنزل كل يوم ..كذا حلووو

Rehana 19-12-08 02:16 PM

سرعان ماأدركت أن هذا العناق هو وسيلته لإقناعها بالبقاء.. ولكنها وسيلة لم تكن تعني شيئاً. كان لهذه المعرفة

تأثير الدوش البارد عليها.. هزت رأسها تقول هامسة: أجل..ربما من الأفضل أن أرحل بعد الفطور مباشرة.
رد بلهجة حادة، وهو يتركها فجأة: حسناً.. في هذه الحالة، أعتقد أنك تفضلين العودة إلى الداخل. كانت خائبة الأمل

لأن ظنها في محله. عادت بيني أدراجها إلى المنزل..فلاحظت أنه يحاول اللحاق بها.. ذهبت إلى غرفتها فوراً،

بعدما اعتذرت،وفي ذلك الوقت أدركت أن هناك سبباً آخر لرحيلها. إنها تعجب بهذا الرجل أكثر مما يجب.
عرفت أنه متسلط، متعجرف، مع ذلك كان فيه مايثير اهتمامها.. ما يجعلها..مستيقظة. ولم تحتج إلى ذكاء فائق لتفهم

مشاعرها، لذا من الحكمة الفرار، مادام لديها القوة لاستخدام ساقيها.
في الصباح التالي، نهضت من الفراش، استحمت بسرعة. وأعادت ملابسها و أغراضها إلى الحقيبة، ثم حملتها إلى

الطابق السفلي.عندما تركتها في الردهة، سمعت أصواتاً من غرفة الطعام، ولم تدهشها رؤية شينا جالسة مع تشارلز

و أمه.
قال تشارلز ممازحاً، بقصد الإزعاج: شينا هنا لتتأكد من رحيلك.
تورد وجه السوداء الشعر، التي أنكرت بحرارة: هذا غير صحيح..خرجت لامتطاء الخيل قبل أن تشتد حرارة

الشمس.
نظرت إليها كيري بمحبة: هذا أفضل وقت لامتطاء الخيل.. يجب أن أعترف أنك تبدين جذابة بثياب الفروسية.
ابتسمت شينا، و كأنها تشير إلى هذا ما تعرفه. استمر الحديث على المائدة خفيف الوطأة لم يتخلله اقتراح من

تشارلز ليثنيها عن رأيها. راقبته سراً و كانت تجد صعوبة في إبعاد عينيها عن وجهه الوسيم.. جعلتها بذلته الأنيقة

الخفيفة تدرك أنه حتى في صباح يوم الأحد، يتقن ارتداء ملابسه..وعندما حمل حقيبتها إلى الكاراج، كانت تحس

بالكآبة.
كانت الهوندا السيفيك متوقفة قرب الرينو الرمادية. ودعت كيري و شينا بأدب ثم استوت إلى المقود.. اندفعت

الدموع إلى عينيها عندما كانت تدير المفتاح، و لكن الدموع اختفت حينما لم تلق تجاوباً من المحرك.. حاولت مرة

أخرى، ثم أخرى، ولكن لا أثر للتجاوب.
قال تشارلز:" أعتقد أن بطاريتك فارغة، أو ربما هناك ماهو أكثر خطورة".
رفع غطاء المحرك، ونظر إليه، ثم أقفله مجدداً.
شحب وجه شينا، وتوسلته بيأس: حاول أن تديرها أنت تشارلز..لاشك أن بيني فعلت شيئاً غبياً..
هز رأسه: كما تريدين..أنا مجرد ميكانيكي ذو يد واحدة.. وأخشى أن ما تطلبينه خارج عن قدرتي.
التفتت إلى بيني: بما أنك عازمة النية على ترك هذا المكان، فسأقلك بالرينو. قد أصلح لك سيارتك في غضون

الأسبوع.
قالت محتجة: لكنك لا تستطيع القيادة..ربما يجب أن أنتظر..
أصمتها بمقاطعتها ببرود: الرينو أوتوماتيكية لذا لن تكون قيادتها صعبة. خنق أي جدال آخر في المهد، خاصة بعد

ما رأته يخرج حقيبتها من الهوندا و يضعها في مقعد الرينو الخلفي..ثم التفتت إلى الباب الأمامي يفتحه منتظراً أن

تدخله..
قالت شينا بلهفة: أنا قادمة معك. سأكون رفيقتك في طريق العودة.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...a8d0c948e8.gif


يتبــــــــــــــــع

Rehana 19-12-08 02:41 PM


ـ ليس اليوم شينا.
جاءت كلماته حادة ووقحة. جلس وراء المقود، ورغم إصابة يده، تمكن من القيادة بشكل جيد مدهش. جلست بيني

بصمت يائس وهما متجهان نحو الطريق الرئيسية.. بدا لها أن كل شيء مفاجئ.. تركها تجشمه المتاعب ليتخلص

منها، تحس بالصدمة.. وما إن خرجت السيارة من " كارترتون" حتى أصبحت بيني في حالة صراع مع الانهيار و

البكاء.
كان عليها أن تعترف ببراعته في القيادة بيده اليسرى في منعطفات على إلهاء تفكيرها.. وما إن وصلا إلى طريق"

ويسترن هات" المسطحة، حتى استسلمت لواقع أن معرفتها القصيرة بتشارلز تايمر، على وشك الانتهاء. وغداً

ستبدو لها حلماً.
غلفها البؤس مجدداً، لذا لم تلاحظ أنه غير خط سيره و اتخذ الطريق إلى اليمين. ولكن عندما خفف سرعته ليسلك

طريقاً آخر جلست مستوية وصاحت: لقد تركت طريق "هات رود". هذا ليس الاتجاه نحو ويلنغتون.
ابتسم لها، قائلاً بلهجة ساخرة: صحيح لأننا لن نذهب إلى ويلنغتون بل إلى أوتاكي.. هل نسيت؟
صمتت عاجزة عن الكلام .. انفغر فاها قليلاً و بدأت معنوياتها بالارتفاع، وتلاشى توترها. أخيراً وجدت الكلمات:

أنت خبيث ماكر مرواغ! لقد خططت لهذا منذ البداية!
ـ تحتاج المواقف اليائسة، إلى وسائل يائسة.. اضطررت إلى خطوات حاسمة، للحفاظ على خدماتك..والآن، اعترفي

أنك مسرورة برفقتي.
ـ أجل..أنا مسرورة.
ولكنها لم ترغب في إظهار شدة توقها. تعرف أن عليها إبقاء قدميها ثابتتين، لأنه لايريد سوى خدماتها.
نظر إليها جانبياً:" إذن، لماذا كل هذا التصميم لترك الوظيفة؟".
ـ أحست أن عليّ أن أبتعد.. وكان ذلك لأنني كنت فعلاً منزعجة من الاتهامات التي أطلقتها شينا بشأن تعمدي

صدمك.. والتي صدقتها أنت.. كان اتهامك مجحفاً، و أردت العودة إلى بيتي.
ضحك بعذوبة:" أيتها الأوزة السخيفة..كيف لي أن أصدق مثل هذا الهراء؟ هل نسيت أننا تصادمنا عند زواية من

الدرج؟ لا يمكنك فعلاً رؤية من كان قادماً".
ـ أظنني كنت غاضبة فلم أفكر بوضوح..لماذا لم تشر هذا لشينا؟
ـ لأن الجدال كان كله عقيماً و سخيفاً.. أتشعرين الآن بالسعادة؟
ـ أجل.. بسعادة كبرى.
أضاءت بسمة أساريرها ثم سحبت نفساً عميقاً، و استرخت في المقعد الأمامي المريح..فجأة بدت المناظر المحيطة أكثر إشراقا حتى صدمتها فكرة تثير الاضطراب.
ـ ليس معك حقائب .. وماذا عن الآلة الكاتبة؟
ابتسم:" كلها في صندوق السيارة".
ـ وسيارتي..؟
ـ ستكون على مايرام حالما أعيد غطاء المزع الكهربائي الذي أزلته في الصباح الباكر.
ـ أيها الشيطان الماكر.
انسابت السيارة بين أراضٍ زراعية خضراء متماوجة. وأخيراً وصلت إلى طريق رئيسية على ساحل" نورث لاند"

الغربي السفلي. ثم انعطفت شمالاً، لتمر بين عدد من المستوطنات الصغيرة، ومن هناك ولجت إلى بلدة " أوتاكي"..
رأت نزلاً، ملأ مظهره نفس بيني ارتباكاً و توترا، لم يخفا حتى بعدما لحقت بتشارلز إلى مكتب صغير. ووقفت

مرتبكة وهو يتحدث إلى الفتاة في مكتب الاستعلامات.
ـ أريد جناحاً فيه غرفتا نوم. رجاءً



http://www.liillas.com/up2//uploads/...a8d0c948e8.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 19-12-08 02:59 PM

ـ بكل تأكيد سيدي.
نظرت إليه الفتاة باهتمام، ثم نظرت بسرعة إلى يد بيني اليسرى. بعد ذلك دفعت دفتر التسجيل نحو تشارلز، فوقعه،

ثم أعطى القلم لبيني.. بطريقة عفوية.
انتفضت لأنها لم تكن تتوقع أن توقع باسمها. ومارأت ضرورة لهذا. لاشك أن هذا مزاح شيطاني من جهته على أي

حال، أخذت القلم، فيما كانت تكتب اسمها، غمرها إحساس بالذنب وليد تربيتها المتزمنة.. فهاهي، على وشك الإقامة

في نزل مع رجل التقته في اليوم السابق.
كان في الجناح عدا غرفتي النوم غرفة جلوس فيها تلفزيزن و مطبخ صغير. أوقف تشارلز السيارة في مكان مظلل

خارج بابهما..بعد ذلك حملت حقائبها إلى الداخل.. عندئذ أعلن عن استعداده لتناول الغداء فكان أن أقفلا الجناح و

توجها إلى غرفة الطعام.
اقتيدا إلى مائدة مخصصة لشخصين، عندما جلسا قال لها: ينتظرنا السيد و السيدة ماكروي، في الثانية و النصف.
ـ حقاً؟
ـ اتصلت بهما صباحاً.. إنه مزراع متقاعد، مربي للأغنام، من" ساوث ايلندا" ولقد تأكد لي أن عنده عدد هائل من

قصص الكلاب. و أوريد التحقق من بضعة نقاط حول متى وصل أول كلب رعاة.
ابتسمت:" تبدو مستعداً".
ـ بالتأكيد أنا مستعد. اسمعي فيما أتحدث إليه أريد منك مراقبة المسجلة لتقلبي الشريط في الوقت المحدد لئلا يضيع

علينا شيء من حديثه.
هزت رأسها:" حسناً، سأفعل".
ـ كوني حازمة..قاطعي الحديث إن كان ذلك ضرورياً عندما تقلبين الشريط وإن كانت زوجته في الغرفة لا تتركيها

تثرثر، فصوتها سيتسجل، وقد يطغي على ما يقوله..
صمت عندما جاءت ساقيه تضع أمامهما السلطة و اللحم وما رأته بحاجة إلى تقطيع، راقبها بصمت.
ـ شكراً لك.. عرفت دائماً، أنك عاجلاً أم آجلاً، ستقطعين لي اللحم.
تجاهلت سخريته، ثم غيرت دفة الموضوع بطرح سؤال كان يقلقها: لماذا جعلتيني أوقع باسمي في مكتب التسجيل؟
نظر إليها متسائلاً: أكنت تفضلين أن تظن الفتاة أننا زوجان؟
تورد وجهها:" لا.. بالتأكيد لا.. لكن..هل توقع شينا دائماً باسمها؟".
ـ لا أدري.. لأنني لم أقم يوماً في نزل معها. لم أصحبها معي في مثل هذه الرحلة.
أسعدتها هذه المعلومة، مع أنها لم تجرؤ على النظر إليه لئلا ينكشف هذا الواقع في عينيها..كانت الخالة دايان معتادة

على القول:" على المرء أن ينظر إلى عيني بيني، ليعرف أنها تقول الحقيقة أو ليعرف إن كانت سعيدة أو تعسة".
فيما بعد، وجدا طريقهما إلى منزل بنجامين ماكروي و زوجته الصغير. كان رجلاً طاعناً في السن يدل مظهره على

أنه أمضى حياته في الهواء الطلق.. سارت مقابلة البحث بشكل مدهش. كان بنجامين ماكروي قد وضع قائمة بكل

قصص الكلاب التي يرغب في سردها..وعندما كانت زوجته تجرؤ على فتح فمها، كان يصمتها بعبوس اسكتلندي.
استمرت المقابلة حتى الساعة الخامسة، نهض العجوز معلناً فراغ جعبته من معلومات أخرى.
عندما كانت بيني و تشارلز يغادران المنزل، تقدمت المرأة لتهمس في أذن بيني بلهجتها الاسكتلندية التي تقطع

الكلمات قطعاً: إنه شاب وسيم، رجلك هذا. أود لو أراه في التنورة الاسكتلندية..
ترددت بيني.. وشعرت بأن عليها أن تشرح لها أن تشارلز ليس رجلها.. لكن غريزتها حذرتها أن السيدة ماكروى

تنتمي إلى جيل لن يوافق أبداً على التصاقها برجل هو لفتاة أخرى.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...a8d0c948e8.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 20-12-08 07:35 PM

انطلقا مبتعدين عن منزل أسرة ماكروى.. وفي الوقت نفسه كانت فكرة إقامتها معه ترسل موجات من التوقعات،

تتراكض على ظهرها.
قال:" هل أنت مستعدة للتنزه على الشاطئ؟".
تنفست هواء البحر:" بل أكثر من مستعدة".
انطلقت بهما السيارة على الطريق المحاذي لشاطئ البر ثم أوقفها قرب ثغرة تفضي إلى البحر .. بعد دقائق كانا

حافيين يسيران بين أشجار صغيرة و عشب ساحلي مرتفع.
علق تشارلز وهي تثب على الرمل: تبدين فتاة صغيرة.
قالت بمر: هذا ما أشعر به، لأنني لم أفعل ذلك منذ سنوات بعيدة.
ـ أين، ومتى، كانت آخر مرة؟
ـ منذ مدة لا أستطيع تحديدها . لكن لو أغمضت عيناي لرأيت الخالتين جالستين على بساط و بين أيديهما أشغالهما

اليدوية و" تيرموس" شاي في سلة الطعام الصغيرة.
ـ وقبعات كبيرة؟ أراهن أنهما كانتا تعتمرانها.
ـ طبعاً..قبعات ضخمة لحماية بشرتهما.
سارا على رمال الشاطئ الندية يثرثران بسلام. وفيما كانت بيني تتنشق المزيد من هواء البر اللاذع، أحست أن

همومها قد تلاشت.
كانت تشعر أيضاً بسعادة شديدة تصاعدت لتكون إثارة حادة تكاد تدفعها إلى الصراخ عالياً و الرقص على الرمل..

علمت أن سبب هذه الرغبة هو وجودها مع تشارلز.. ولكنها في الوقت نفسه كانت تدرك أنها سخافة عليها ضبطها..

لأنها عندما نظرت إليه، كادت ترى صورة وجه شينا وراء كتفه.
وصلا إلى مكان، كان بعيداً عن المنازل القريبة من البحر، عندما لمحت بيني دخاناً وراء مكان مرتفع من الشاطئ.

توقفت.
ـ هناك من أشعل ناراً.
عبس:" يجب أن نلقي نظرة عليها لنتأكد أنها خامدة فقد تنقل الريح الشرارت إلى العشب الجاف".
سارا نحو الفسحة المسودة، حيث كانت الأخشاب المندفعة من البحر تحترق.. وما إن تقدمها حتى قال تشارلز: أظن

أن أودلاً كانوا هنا..لاشك أنهم شوو البطاطا فوق الجمر.
نظرت إلى النار:" وكيف عرفت؟"
ـ لأنهم تركوا بعضاً منها.. أترين هذه الكتل الصغيرة السوادء بين الرماد؟.. و الأسوأ أنهم ينوون العودة.
ـ وكيف تتأكد من عوتهما يا" شرلوك هولمز".
ـ كومة الأخشاب التي قذفها البحر قرب ذلك الجذع القديم، تجعلني أتساءل عما إذا كانت قد وضعت هناك لإشعال

النار مجدداً.
سألت وهي تضحك على تحليله:" و الجذع القيم " شرلوك"؟.
عاين جذع الشجرالقديم بدقة: إنه جذع شجرة صفصاف قديم، كانت ذات يوم قرب ضفة نهر، تميل بسعادة فوق

الماء، حتى اقتلعهما الطوفان من جذورها، وجرفها النهر إلى البحر..حيث طافت فوق مياهه على طول الساحل حتى

رماها إلى هذا الشاطئ، لتوفر مقعداً للناس الذين يشعلون النار.
حرك الرماد بقطعة خشب .. وجلسا على جذع الشجرة يراقبان توهج الجمر بهدوء وسط الصمت المحدق بهما،

الصمت الذي يقطعه غير تلاطم الموج على الشاطئ.
قال أخيراً: ثمة شواطئ على الساحل وراء ماسترتون. سآخذك إليها يوماً.
ردت بمكر:" هذا إن بقيت معك".
ـ أتقولين إنك مازلت عازمة النية على الرحيل قبل إنهاء العمل.



[url=http://www.liillas.com/up2//uploads/images/liilasup2_bdbe3fd00a.gif]http://www.liillas.com/up2//uploads/...bdbe3fd00a.gif[/url


يتبــــــــــــــع

Rehana 20-12-08 07:55 PM

لم تستطع أن تواجه عينيه، ولكنها قررت أن تكون صادقة: هذا في الواقع وقف على شينا..فأن أصرت على

إزعاجي..عدت قطعاً إلى موطني.
ـ أيعني هذا إنك لن تواجهيها؟
هزت كتفيها: ولماذا أتحمل هذا النوع من الشجار؟
ـ حسناً..هذا يفسر شيئاً..أنت لم تظهري دليلاً على الوقوف في وجه خالتيك.
ـ كيف تقول هذا؟ لقد تحديتهما يوم الجمعة عندما قررت مرافقتك.
جعلت السخرية صوته مريراً: لاشك أن ذلك كان جهداً جباراً، لذا أتصور أن الوقوف في وجه شينا ليس شيئاً مقارنة

مع تلك المواجهة.
ردت و غضبها يتصاعد:" لا تنسى أن شينا ليست بمفردها، فهناك أمك كذلك. تذكر أنني سمعت منها ما جعلني

أعرف أن إقامتي في " بليارز" غير مرحب بها.. لماذا لا تقدم على خطوبة شينا و تريحهما معاً".
ـ لأنني لا أنوي أن أخطبها..بل لا أنوي أن أخطب أي فتاة غيرها أيضاً.. هل هذا مفهوم؟
كان صوته حاداً بالغضب.. راعها تركيزه على سؤاله الأخير فصاحت به: حقاً! وهل تتصورني أتوقع منك أن

تخطبني؟
فجأة شاهدت عنكبوتاً يزحف على جبيرة يده المصابة. كان بحجم حبة الفول، له رأس صغير، وخط أحمر على طول

ظهره الأسود المخملي،.. اتسعت عيناها، وشهقت خوفاً، ولكنها أخذت بلا تردد قطعة خشب و ضربته ضربة قوية

قتلته.
وثب تشارلز يصرخ ألماً: لماذا فعلت هذا بحق الله! إن كنت تقصدين بذلك إيلامي فقد نجحت..
ـ هذا شيء لا يقارن بالألم الذي كنت ستناله من العنكبوت..إنه من النوع السام. كان يزحف على جبيرتك.
نظر برهبة إلى بقايا العنكبوت على الجبيرة وهبت بيني على قدميها شاحبة الوجه: أظنك تعرف معلومات عن

العناكب السامة؟ و تعرف أن لسعتها تسبب ألماً فورياً قد يكون مهلكاً؟
ـ أعرف بالتأكيد . من البلاهة الجلوس على هذه الجذع القديم لأنها تعشش عادة تجت جذوع كهذه.
عندما تحركا راحت تنفض ثيابها بذعر: أرجو ألا يكون أحدها قد تعلق بي..
ـ من الأفضل أن نتأكد.. اخلعي السترة فوراً.
أسرعت تنزع السترة التي تناولها يفحصها، ثم أعادها إليها:
أظنها آمنة، بإمكانك ارتاؤها مجدداً.
قالت متوترة: قد يكون عليك عنكبوت آخر.
ـ أشك في هذا.
مع ذلك، أصرت على فحص ثيابه، وعندما كانت تفحصه لا حظت أنه لم يزعج نفسه بالنظر إليها.. إنه ببساطة غير

مهتم بها كامرأة..انطلقا أخيراً، وكان حديثه كله عن العناكب السامة.
وجدت بيني صعوبة في اللحاق بخطواته الواسعة. وقال يعطيها المعلومات:" الكابيتو" هو العنكبوت السام الوحيد

في " نيوزيلند".
ـ أجل..أعرف..
ـ إنه نوع مرتبط بالأحمر الظهر الأسترالي و" بالأرملة السوداء" الأميركي.
ارتجفت:"أيجب أن نتحدث عنها؟"
ـ قيل لي إن لسعته تؤدي إلى عرق غزير و إلى صعوبة في التنفس، و غثيان و تشنج..
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...bdbe3fd00a.gif


يتبـــــــــــع

golya 20-12-08 11:52 PM

يسلمو على مجهودك بأنتظار التكمله ماطولي علينا

فراشة النار 21-12-08 01:34 PM

أقول يا بنت متى ناوية تكمليها!!!!!(أدري جلفة من أولهابس الرواية شكلها دمـــــــــــــــــــــــــــــــار من يوم انه حابسها بمزرعته ومن يوم انك مشرفة مزاوين بوليود أكيد ما يجي منك إلا الدمار بالمعنى الإيجابي طبعا)

Rehana 21-12-08 05:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة golya (المشاركة 1790018)
يسلمو على مجهودك بأنتظار التكمله ماطولي علينا


أهلين جواليا ..الله يسلمك

إن شاء الله خيرر

Rehana 21-12-08 05:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراشة النار (المشاركة 1790348)
أقول يا بنت متى ناوية تكمليها!!!!!(أدري جلفة من أولهابس الرواية شكلها دمـــــــــــــــــــــــــــــــار من يوم انه حابسها بمزرعته ومن يوم انك مشرفة مزاوين بوليود أكيد ما يجي منك إلا الدمار بالمعنى الإيجابي طبعا)


هههه..أهلين فراشة ..طيب حبيبتي بعمل جهدي

وتفضلي زوري قسم البوليوود

بانتظار زيارتك

Rehana 21-12-08 05:55 PM


صاحت به:" هلا صمت! ستجعلني أحلم بهذه الأشياء الشريرة".
تراجعت فجأة:" أنا آسفة..لقد نسيت أنك مصدوم بسبب اقتراب أحد هذه المخلوقات الرهيبة المرعبة منك".
ـ أنقذني تصرفك السريع من لسعته.. شكراً لك بيني..أنا شاكر لك.
أحست بتوهج رضى بالنفس لآزمها حتى عادا إلى النزل. لكنه توهج كان قصير العمر.. فعندما كانت تستحم و ترتدي فستاناً لونه بلون الفوشيا الناعمة، وجدت نفسها تعود إلى الكآبة.
ازدادت كآبتها بعد العشاء عندما يراقبان التلفاز الذي لم تكن تهتم به كثيراً.. وازداد سوءاً حينما بدأت أفكارها تتركز على سؤال ما كان يدور في رأسها.. ماذا عليها أن تفعل عندما يعود إلى " بليارز"؟ أيجب أن تعود إلى منزلها، أم تبقى لتنهي طباعة المخطوطة؟
ما كانت تتوق إلى فعله، كان أمراً واضحاً في رأسها .. فهي الآن بدأت تعرفه جيداً لذا بدأت تسبب لها فكرة تركه ألماً في أعمق أعماقها.
التفتت التفاتة خفيفة لتراقبه فوجدته مستريحاً في مقعد مريح.. وكان جانب وجهه الوسيم ضبابياً تحت نور المصباح الضيئل الذي يلقي أشعته على طيات الستائر المسدلة. بدت جاذبيته و كأنها تمتد لتغلفها في شباك شرك خفي.
التفتت ينظر إليها..ثم قال فجأة: أنت لا تنظرين إلى الفيلم.. أيضجرك؟
ـ إنه عنيف، و أنا أكره العنف. أبداً عادة بالتفكير في أشياء أخرى.
ارتفع حاجبه الأسود:" كالتخطيط للفرار إلى ويلغتون حال عودتنا؟"
كان على مقربة شديدة من الحقيقة، اضطرت إلى الاعتراف:أجل..كنت أفكر في هذا.
ـ إذن..فلننس الأمر.
في صوته رنة نهائية..فتسرعت تقول: ثم، هناك أمر آخر..
وصمتت نادمة لأنها تكلمت.
ـ تابعي..أمر آخر..مثل ماذا؟
ترددت، ثم قالت:" لا أستطيع إلاالشعور بأنني نحس على بعض الناس".
ضحك من أعمق أعماقه: أنت؟ نحس؟ هذا مضحك كيف؟ هل لي أن أسأل؟
ـ ألا ترى ماحدث لك عندما التقينا على الدرج؟
ـ إنه سوء حظ، زادته عاصفة بحرية.
هزت رأسها: انظر إلى يدك..ثم ما كنت لتتمشى على الشاطئ لولا وجودي معك.
ـ مخطئة..فأنا أسير دوماً على الشاطئ عندما أكون قرب شاطئ ما.. أحب السير على الرمل و أحب تنشق هواء البحر العليل. ثم، بإمكامك النظر إلى الأمر هكذا. لولا الجبيرة التي تحيط يدي للسعني العنكبوت السام فوراً .. أو ولولا قتلك إياه، لقتلني هو بعد لحظات.
ـ أحمد الله..لأنني رأيته في الوقت المناسب.
ـ هذا صحيح، لذلك توقفي عن الهراء. أنت لست نحساً على أي شخص كان.
وقف يطفئ التلفزيون، ثم عاد ليجلس إلى جانبها على الأريكة.. استراحت ذراعه اليسرى على الوسائد خلف ظهرها و شعرت بقربه منها ولكنها لم تظهر هذا عندما قالت: عندما أصبت بمرض السعال الديكي، جلبت أكثر من النحس على والديّ..
قاطعها بنفاد صبر:" يالهذا الوهم! الواضح أن والدك قاد بسرعة جنونية، على المرء أن يحترم قوانين السير. كيف وقع الحادث؟".
ـ لا أعرف إلا أنه وقع في مكان جبلي قرب" كارترتون".. تتساءل أمك عن مكان اشتراه لابنهم أناس تعرفهم. تقول إنها ستسأل.. أظنها قالت إن الإسم هو" كوردا".



http://www.liillas.com/up2//uploads/...0b3a611660.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 21-12-08 06:02 PM

نظر إليها بسرعة: "مزرعة جورج كوردا؟ هذا ممكن. كنت و جورج في المدرسة. لقد أدار والده المزرعة حتى أصبح قادراً على إدارتها.. وجورج هو أكثر العزاب شهرة.. أتحبين الالتقاءبه؟"
ـ أنا غيرمهتمة أبداً بالسيد كوردا..لكنني أعترف أنني أود رؤية المنزل..هذا إن كان هو المكان نفسه.
ـ سنعرف في وقت قريب..سأقوم بترتيبات زيارته في نهاية الأسبوع المقبل.. هذا إن لم تسرعي بالسفر إلى ويلنغتون.
جاء دورها لتضحك: وفي الوقت نفسه، أتابع طباعتي..أنت ماكر جداً تشارلز تايمر.. فأنت تمد لي جزرة تظن أنني لن أستطيع مقاومتها.
ـ في الواقع، أفكر فيك، وفي كوردا..سيكون الأمر غريباً..بيني كوردا.. ياللرنة الجميلة!
ـ من يتفوه الآن بالهراء؟ فلم ألتق الرجل بعد، ولا أعرف إن كان ذاك منزلي القديم.
ـ ولكن إن كان منزلك، فهذا نصف الطريق للواقع في سحر جورج المهلك.
كان يتحدث بهدوء و خفة، ولكن وجهه كان جاداً، فثار سخطها: لم أسمع قط بمثل هذه السخافات.. لايمكنني أن أقع في حب رجل هكذا.
ـ تحدث أمور أغرب من هذا.. ألم تسمعي بالحب من النظرة الأولى.
ـ سمعت به و لكنني غير واثقة بأنني مؤمنة به.
ـ قيل لي إن بعض الناس يعتقدونه الحب الوحيد. وقيل لي أيضاً إنه يضرب الإنسان كرصاصة من حيث لا يدري.
ابتسمت:" سوف أتلقى أية رصاصة أراها قادمة.. على أي حال، أنت تنسى دور جورج في المسألة"
التفت ينظر إليها بوقار:" انظري إليه فقط بهاتين العينين الزرقاوين، و سيشدك إلى ذراعيه..قد أكون غبياً في اقتراحي أن أقربك من ذلك المكان".
نظرت إليه بذهول:" آه!ولماذا؟".
ـ لأنني أرغب في الاحتفاظ بك لنفسي لفترة قصيرة.
حاولت تجاهل اعترافه بأنه يميل إليها.. فسألت بخفة: فترة قصيرة فقط؟ هكذا إذن .. هذا حتى تنهي كتابك.
ـ لاتكوني واثقة من هذا كثيراً..فعقلي قادر على الذهاب إلى ماوراء الطباعة..
كان صوته الرنان خفيضاً فاستطاعت الإحساس بأنفاسه على وجنتها.. جاهدت للبقاء هادئة، و تمكنت من القول: في الواقع لا أعرف.. لقد بدأت أتساءل عن هذا الواقع.. جئت تطرق بابنا عندما عرفت أنني أستطيع أن أطبع.. وأثبت أنك ستذهب إلى مدى ممكن لإقناعي.
نظر إليها بصمت عدة ثوان قبل أن يرفع يده إلى ذقنها و يديرها وجهها إليه.
ـ ألاتظنين أن في الأمر أكثر من هذا؟
جعلها السؤال تنظر إليه بتساؤل، هزت رأسها مبتسمة ابتسامة عدم تصديق.
ـ أشك في هذا.
ـ في هذه الحالة.. يجب أن أقنعك.
تابعت الابتسام:" حقاً؟
وكيف تقترح أن تفعل هذا؟"
حولت حركة مفاجئة الوسائد من خلف ظهرها إلى طرف الأريكة، وقبل أن تعرف ما ينويه، وجدت نفسها مستلقية على طول الأريكة، و رأسها على الوسائد.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...0b3a611660.gif


يتبـــــــــــع

golya 22-12-08 12:07 AM

باانتظارك ياعسل

Rehana 22-12-08 05:49 PM

قال لها بهدؤء:" استرخي فقط".
في اللحظة التالية وجدته قربها. تسللت ذراعه اليمنى المصابة إلى جسدها تأسرها إليه.
كان عناقه في البدء ناعماً مغوياً.. ثم ما لبث أن أصبح عميقاً يطالب بالتجاوب.. وجدت نفسها غير قادرة على مجادلة دعوته الملحة.. وبدأت تدريجياً ذراعاها تتسللان إلى عنقه و استسلمت لإحاسيسها.
ولكنها رغم عناقه الآسر الذي أصبح متوحشاً تقريباً ورغم الشوق المتذبذب بينهما، شعرت بالقلق الذي ازداد إلحاحاً، قالت لنفسها إنها حمقاء..فهي لا شيء بالنسبة له.. إنها ترضي فقط حاجته الجسدية..لو كان يحبك لا ختلف الأمر، لكن على الرغم من هذا الوضع الحميم، وهذا العناق الحارق، لم تبدر عنه كلمة حب واحدة. جعلتها هذه المعرفة تجذب نفسها بعيداً عنه، تقاوم لتحرر من بين ذراعيه. جلست تشهق.
ـ تشارلز.. علينا أن نتوقف..نحن..ننسى شينا.
ظل مستلقياً بلاحراك، ثم راح بصوت خفيض، وقال: أنت محظوظة لأن إحدى يدي لا تساعداني.. ولولا ذلك لدفعتك على ركبتي و لصفعتك على قفاك بسبب هذه الملاحظة. كيف لي أن أنسى شينا؟
تنهدت:" أنت على حق..كيف لأي منا أن ينسى شينا؟ إنها جميلة مفعمة بالنشاط.."
قال بصوت مدممدم:" لم يكن هذا ما عنيته بالضبط".
ـ عندما تكون مخطوبة لك تقريباً لايحق لك العبث معي هكذا.
ـ لماذا لا نتباحث هذا الأمر عندما تشاهدين خاتمي في أصبعها؟.. إنه غير موجود الآن، أتراها طريقتك لتعبري فيها عن كرهك لمعانقة رجل؟ كوني صادقة.
ترددت قبل أن تعترف:" تحتاج كل امرأة إلى أن تعرف أنها مرغوبة".
ضحك:" لا حاجة بك للقلق بهذا الخصوص".
شدتها ذراعه مجدداً، فوجدت نفسها تستجيب بحماسة لم تستطع كبحها..راح قلبها يخفق. لكنها فجأة خافت من مشاعرها التي بدأت تحملها إلى مرتفعات قد تختفي فيها كل مقاومتها.. عرفت أن عليها أن تمسك زمام نفسها.. فقالت بصوت خفيض: شينا تراقبك في الظلام.
توقف، ولكن ذراعيه ظلتا حتى قال: آه! وأمي واقفة قربها أيضاً.. ضحكت بيني:" أجل..أعتقد هذا"
ـ لاشك أنهما تتناقشان في" الدوطة" و المهر.. النصف الآخر من الأملاك.
ـ هذا صحيح.. ألا تحب أن يكون العقد ثلاثياً؟
انفجر بوحشية:" اللعنة! أنت بكل تأكيد تعرفين كيف ترمين جردل الماء البارد. لاشك أنه من تعليم الخالة جيلين؟".
نظرت إليه تقول بصراحة:" حسن جداً..لقد أشارت إلى أن من غير الحكمة أن تسمح الفتاة لرجل بأن يستغلها".
برد صوته وهو يبتعد عنها: يستغلها؟ أهذا ما تعتقدينه؟
تحولت عيناها إلى التوسل:" تشارلز..تعرف جيداً أننا على شفير الهاوية لذا على أحد منا أن يتراجع.. وإلا.."
صمتت، غير قادرة على الاستمرار، فأضاف بصوت قاسً: و إلا جررتك إلى غرفة النوم لأعتدي عليك كما تخشى خالتاك.. ولكن الأمر لن يكون اعتداء لأنك ستكونين شريكاً راغباً فأنت تريدينني بمقدار ما أريدك. كوني صادقة، و اعترفي بهذا. نظرت إليه بدون أن تتفوه.


http://www.liillas.com/up2//uploads/...9fca7a110c.gif


يتبـــــــــــــــع

Rehana 22-12-08 05:59 PM

رد عليها تحديقها بتجهم. انتظر عدة لحظات رداً لم يأت. قال أخيراً: " أظننا بحاجة إلى فنجان، سأحضره، فيما تجلسين هنا لتتغلبي على صدمة اقتراب رجل منك".
لسعتها كلماته التي تدل أنه يعتبرها مغفلة حمقاء صغيرة.. فوقفت متوترة مع اندفاع ساخط: سأعد أنا القهوة.. ستواجهة المتاعب في فتح العلب.
ـ أنت على حق.. عندما نعود سأرى الطبيب لأتخلص من الجبيرة. أنا واثق أنها غير ضرورية، ولقد سئمت منها..أريد نزعها.
ـ لاتكن عجولاً.
توجهت إلى المطبخ لتعد القهوة وفيما كانت مشغولة بإعدادها عرفت أنه يجوب الغرفة نافد الصبر. وما إن وضعت القهوة الساخنة على طاولة صغيرة حتى حذرتها أساريره من أنه ما زال منزعجاً منها، ولم يتأخر في إثارة السبب..
قال بلهجة حادة كالسكين: أريد تفسيراً عن ملاحظتك السابقة.
أجفلها هجومه، وضاعت مؤقتاً، ولكنها سألت أية ملاحظة تعني؟
ـ إشارتك إلى أنني أنوي" استغلالك" لغاياتي.
لم تستطع النظر إليه: حسناً..ألم تكن تنوي؟
صاح بحدة:" أوضحي قولك".
ـ ولماذا تريد الكلام عن هذا؟
ـ لأن الملاحظة وترت أعصابي، وأريد معرفة ما تقصدين بها بالضبط.
ـ بكل تأكيد إنها أكثر من واضحة؟ كنت ..كنت، لطيفاً معي، إنما من أجل مصلحتك فقط..
ترددت، غير قادرة على أن تكمل، فتحول وجهه إلى قناع بارد: تابعي.
ـ تشارلز.. ألاتفهم مشاعري في هذا الموقف.. أم تراها لا تهمك أبداً؟..لا.. لاأظنها تهمك.
ـ مازالت أنتظر توضيح مشاعرك.
ارتشفت قهوتها ليتسنى لها الوقت للبحث عن الكلمات. عندما وضعت الكوب من يدها قالت: لقد أشرت إلى أنك تعتقدني حمقاء.. ولكنني لست غبية فلا أفهم أن مشاعرك نحوي لا تحمل أي عمق.. مع ذلك مستعداً لتمثيل رواية الحب، من أجل سبب واحد.
ـ وماهو ذلك السبب؟
صاحت بقسوة: لتنهي طباعة كتابك.
سحبت نفساً عميقاً، وشدت مكابح سيطرتها على نفسها، وتابعت تشرح له: باختصار.. كنت مستعداً لتمثيل الحب المزيف أمامي في" بليارز" بدل الإسراع في العودة إلى" ويلنغتون" اعترف بأنها الحقيقة.
ـ لن أعترف! على أي حال، يجب أن أعرف ما تنوين فعله.. إن كنت عازمة على الرحيل، فعلي أن أرتب الأمور مع طابع عمومي.
خرجت الكلمات منها بشكل لاإرادي:" أو مع شينا".
وضع كوبه من يده بحذر، ثم ارتد ينظر إليها: أتشعرين بالغيرة من شينا؟
حدقت إليه بعينين متسعتين من الدهشة و بوجه أحمر من الغضب.
ـ أنا؟ أغار من شينا؟ إنه أسخف قول أسمعه، ولماذا أغار منها؟
ـ حقاً..لماذا؟ ولكن المرء لا يستطيع أن يتوقف عن إبداء الغرابة بالنسبة لطريقة عمل عقل المرأة.
تمتمت هامسة و كأنما لنفسها:" أغار من شينا"!



http://www.liillas.com/up2//uploads/...9fca7a110c.gif


يتبــــــــــــــــع

Rehana 24-12-08 05:48 PM

ولكنه تجاهل همسها إذ قال: لم تجيبي عن سؤالي بالنسبة لنواياك.. هل أبحث عن طابع أو طابعة عمومية؟ أم أرتب أموري مع شينا.. كما اقترحت؟ أم أستطيع الاعتماد عليك لإكمال العمل؟ ربما أنت بحاجة للذهاب إلى النوم و التفكير ملياً في الأمر.
هزت رأسها:" لا، لقد اتخذت قراري. سأبقى".
ـ هذه هي فتاتي الطيبة. خشيت أن يكون حكمي عليك بعيداً عن الواقع.
ـ ماذا تعني؟
ـ كنت واثقاً أنني قادر على الاعتماد عليك.
تنهدت:" أعتقد أن بإمكانك الاعتماد عليّ..لكن خالتي ظنتا أيضاً أنهما قادرتان على الاعتماد عليّ".
ـ آه.. صحيح . ولكن في حالتهما، برز من الغيب شيء ليقلب الأمور..ألم تدركي أنه سيأتي يوم ينقلب فيه مسار حياتك؟
هزت رأسها:" أعرف ماتعني..تتغير أحياناً حياتك كلها ولكن ذلك لا يكون واضحاً أهو إلى الأسوأ أم الأحسن.
ـ يطلق بعضهم على ذلك اسم القدر يافتاتي الصغيرة.. كان يومك مرهقاً وقد حان موعد نومك.. عانقيني ثم تمني لي ليلة سعيدة، لتثبتي أنك نزلت من عليائك.
كانت لهجته أمراً. ولكن، بسبب توقها إلى عناقه افتقدت قوة الإرادة على الرفض. فكان أن وجدت نفسها ترفع ذراعيها نحوه.
شدتها ذراعه اليسرى إليه قليلاً، ثم أبعدها عنه وقال بحدة: اذهبي إلى الفراش. ولا تخافي، لاحاجة بك إلى إقفال بابك. فعندما أرغب في مغازلة امرأة أحب أن يكون ذلك عندما تكون يداي طليقتان.
حدقت إليه صامتة، ثم دخلت إلى غرفتها و آخر كلماته ترن في أذنيها..
" عندما أرغب في مغازلة.." هل يغازل شينا؟ سببت الفكرة لها ألماً غريباً.. فجأة جعلتها صورة المرأة الجميلة وهي مستلقية بين ذراعيه، وترغب في الصراخ.
لم يتلاشى هذا الإحباط وهي مستلقية في السرير. هل تشعر بالغيرة من شينا؟ لقد تجرأ وسأل: هل تغار؟ تقوقعت على نفسها تحت الأغطية فقد عرف أنها تغار..هاهو..تشارلز تايمر، رجل ذو أملاك، يريد أبناء له. وهاهي شينا، مستعدة و راغبة لإعطائه كل مايريد.
إذن لماذا لم يتزوجها منذ زمن بعيد؟ جاء الرد واضحاً: كان مشغولاً جداً،غارقاً في كتاباته..لقد أخذت الكتب وقته و أفكاره..ثم..شينا موجودة متى أصبح مستعداً لها.ولكن، يبدو أن هناك ثغرة ما في هذا التحليل.. فلو أراد حقاً الزواج بها لما وقف شيء في طريقه.. ولكانا زوجاً و زوجة..
ثم أخذت تطرح أسئلة على نفسها: لماذا تشعر بالغيرة منها؟ ولماذا صورة شينا بين ذراعي تشارلز تصدمها إلى هذا الحد؟
لا، بالتأكيد لم تقع في حبه؟ فهي لم تعرفه إلا منذ يومين.. ترى هل أصابها الحب من حيث لا تدري؟ لا.. السؤال كله سخيف.. ومشكلتها أن تفكيرها يطير إلى حيث يأخذه تعبها الزائد.. وكما قال، كان يومها شاقاً.
كما أنها مرهقة من الضغط العاطفي.. هناك كل هذا الضجيج بشأن سيارتها هذا الصباح، والبؤس الذي شعرت به لأنها عائدة إلى ويلنغتون، ثم صدمة مجيئها إلى أوتاكي.
تسللت ذكرى العنكبوت السام" الكايتو" إلى رأسها، فارتجفت. الحمد لله لأنها رأته في الوقت المناسب، ثم لامست بسمة شفتيها المكتنزتين وهي تذكر اهتمامه بها في أثناء فترة العشاء، حيث لم تترك عيناه وجهها.. قال لها يطريها: " أعتقد أنك تعرفين بأنك ملفتة للنظر بيني"..فيما بعد جاءت البهجة.. أجل، يجب أن تعترف بالبهجة عندما شعرت بذراعيه حولها..حتى ولو أن العناق كان بذراع واحدة.. لقد جعلها العناق في حالة شوق دفع أنفاسها إلى التسارع و كيانها إلى الثورة.

منتديات ليلاس

http://www.liillas.com/up2//uploads/...19c12a4f01.gif


يتبـــــــــــــــع

golya 25-12-08 03:43 AM

يسلمو على الجزء بس ان شاء الله قربت النهايه _ تحمست !

دلوعة فلسطين 25-12-08 03:56 PM

ارجوك يا عسولة كملي باقي الرؤاية

Rehana 25-12-08 10:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة golya (المشاركة 1794660)
يسلمو على الجزء بس ان شاء الله قربت النهايه _ تحمست !




الله يسلمك ..جوليا

هههه..كل قصة لها نهاية..أصبري و تحمسي

Rehana 25-12-08 10:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دلوعة فلسطين (المشاركة 1795114)
ارجوك يا عسولة كملي باقي الرؤاية



إن شاء الله ..بكرة ..أنزل أجزاء جديدة

دمتي بووود

Rehana 28-12-08 01:46 PM


أهذا هو ماحدث لأمها؟ كانت الخالة دايان من سربت لها معلومات مفادها أن" ذلك الفتى" برز من الغيب، و أطاح بالمسكينة السخيفة مارلين عن قدميها في طرف يومين. عبست بيني و حدقت في الظلمة: يومين؟ هل يعيد التاريخ نفسه؟.. ظلت الأفكار تدور في رأسها وتدور حتى حرمتها من نعمة النوم.
في اليوم التالي، كانت رحلة العودة سريعة، ولكنهما توقفا للغداء في مقهى صغير قدم لهما السلطة . جلسا إلى المائدة و تشارلز ينظر إليها بانتقاد قائلاً ببرود: لديك ظلال تحت عينيك.
ـ أتقول لي بلطف إنني منتفخة العينين؟
ـ ليس بالضبط، ولكنك تبدين متعبة..ألم تنامي جيداً؟
ـ نمت في النهاية..ولكنني بقيت مستيقظة وقتاً طويلاً.
ـ لماذا؟ أندمت على القرار الذي اتخذته؟ أي البقاء؟
ـ لا..لم يكن الأمر هكذا..
وتلاشى صوتها.. فبان الإصرار في لهجته:" ما الأمر إذن؟"
صعب عليها أن تلتقي عيناها بعينيه..ولم تستطع غير النظر إلى الطعام في طبقها، وراحت تفتش عن رد.. أخيراً قالت: لن تكون أمك مسرورة أبداً عندما تراني عائدة معك.. أما شينا..
ـ التفكير فيهما هو ما يوترك؟
هزت رأسها بصمت، وحمدت الله لأنه وجد سبباً لما أرقها.
ـ لماذا لاتتركينهما لي..اجلسي إلى آلتك وانسي أمرهما.
حركت يدها كمن يدير مفتاح تحويل خيالي، وقالت ضاحكة: ويب..ويب..أنت فعلاً مستعبد.
قال متجهماً:" يقلقني ذلك الموعد النهائي البغيض..أفضل الكتابة براحتي لا التفكير في سيف مسلط على رأسي بسبب تأخري في التأليف".
جعلتها لهجته، والنظرة في عينيه تشعرها بالرضى.. وما إن تابع المسير حتى شعرت براحة كبرى. كانت ابتسامة صغيرة تتلاعب على شفتيها وهي تصغي إلى الموسيقى المتناهية من الراديو. بدا لها للحظات كل شيء مشرقاً في عالمها.
لم يخفف من وطأة العودة إلى " بليارز" رؤية كيري وشينا جالستين في كرسيين من الخيرزان، في قسم مظلل من الشرفة الأمامية..ما إن أوقف تشارلز الرينو قرب العتبات العريضة، حتى وقفت المرأتان على أقدامهما لتحدقا بصمت إلى بيني.
كانت كيري أول من تكلم:" لقد عدت؟"
رد تشارلز عنها:" نظرك ثاقب يا أمي".
قالت شينا بلهجة متحجرة تدل على أنها تبذل جهداً للسيطرة على غضبها: أتقصد أنك أخذتها إلى ويلنغتون، ثم عدت بها؟
قال بلطف:" بل أقنعتها بالعودة وهو الأصوب قولاً..لقد قررت أنني لن أتمكن من إنهاء كتابي في الوقت المحدد بدون مساعدتها".
ترجلت بيني من السيارة، ووقفت تنظر إلى المرأتين الواقفتين في أعلى الدرج. لم تشأ أن تعتقد المرأتان أنهما ذهبا إلى ويلنغتون ثم عادا، فقررت أن تكون صادقة: لقد ذهبنا إلى"أوتاكي".
همست كيري بصوت ضعيف:"أوتاكي؟".
ضحك تشارلز:" هذا صحيح..أظنني قلت لك إنني أفكر في زيارتها.. لقد تقاعد ماكروي العجوز و زوجته و انتقلا إلى منطقة دافئة بدل من الريف الجنوبي البارد. كان لقصصه عن كلاب الرعاة قيمة عظيمة بالفعل.
اغتنمت بيني الفرصة لتتهرب، مستغلة قوله حجة: أريد البدء بهذه التسجيلات، ما دامت تلك اللهجة الاسكتلندية عالقة في ذهني.
قال يوافقها الرأي :فكرة عظيمة . سأرافقك لأصغي إليها فيما تبدئين بالطباعة، ربما نتمكن معاً من تفسير ماهو صعب.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...94f84802c5.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 28-12-08 02:01 PM



صمت قليلاً، ثم مرت عيناه فوقها بقلق طفيف: أواثقة أنك غير متعبة؟
وصل توتر شينا إلى حد الانفجار.. فتعالى صوتها بغضب وهي تحدث تشارلز: شخصياً.. أعتبر أن الوقت قد حان لنتخلى عن هذا التأليف الغبي، و لتستقر حتى تدير أملاكك، يجب ألا تترك كل شيء لموظفيك.
ظل هادئاً وهو يقول: أهذه حقيقة، شينا، يا صديقتي القديمة؟ حسناً. وأنا أعتبر أن الوقت قد آن لعدم التدخل في شؤوني الخاصة.
كانت سريعة في فهم غلطتها، والاعتذار: أنت على حق تشارلز.. طبعاً أنت على حق..هذا ليس شأناً من شؤوني و أنا آسفة..أعرف أن من تأليف الكتب مهم لك..أعرف أنها جرثومة أصابتك و نحن فخورون بما أنجزت.
تقبل غصن الزيتون الذي رفعته و قال بجفاء: شكراً لك على الكلمات اللطيفة شينا.. و بمناسبة الكلام عن الجراثيم..
و أخبرهما بحديث العنكبوت السام ثم أضاف: " لولا بيني لقتلني".
ما إن ران الصمت حتى حمل آلة التسجيل و اتجه إلى المكتب، تلحق به بيني كالطفل المطيع. كانت مدركة أن كيري تايمر، عابسة من القلق وأن شينا ترسل إليها سهام محرقة من عينيها الملتهبتين. ولكن تصرفهما أمر متوقع. وكان عليها أن تتعلم كيف تتجاوب مع هذا التصرف.. ولعل أسهل طريقة لتجاهله هو رسم ابتسامة على وجهها لحجب قلقها، وهذا ما فعلته عندما كان تشارلز يضع المسجلة قرب الآلة الكاتبة.
ما إن استقرت للمباشرة بالعمل حتى وجدت أن كلام ماكروي البطيء المتشدق، قد سهل عليها متابعة كلماته.. وفيما تطايرت أصابعها فوق المفاتيح أحست بالامتنان لأنها رغم تعليم الآخرين حافظت على مهارتها في الطباعة.
كانت تعلم أن تشارلز يراقبها وهو يصغي من مقعده..خلال فترة استراحة قصيرة التفتت إليه فوجدت عينيه مستقرتين عليها. كان في أعماقهما تعبير لايمكن تفسيره، ولم يكن سببه سراً لها.
قال:" أرى أنك فتاة ذات مستقبل باهر في حقل مهنتك.. ولا أظن الحياة في الريف تناسبك أبداً. الواقع أنني أعيد النظر في فكرة مرافقتك لتقابلي جورج كوردا".
ـ آه! لماذا؟
ـ سيكون من المؤسف أن يتورط المسكين عاطفياً بالفعل، ثم يراك تعودين إلى المدينة.
قالت تؤكد له:" لن يتورط أحد منا عاطفياً".
أضافت في نفسها: على الأقل أنا.. ثم شغلت آلة التسجيل فتناهى إليها صوته فوق صوت المسجلة: هل أنت منزعجة؟
أوقفت المسجلة مجدداً:" بالتأكيد لا، ولماذا أنزعج؟"
ـ أراك تضربين المفاتيح ضرباً..
يالله! هل هي شفافة إلى هذا الحد؟ فكرت بسرعة لتقول: ربما أنا محبطة قليلاً..كنت أتطلع شوقاً لمقابلة المالك الحالي لمنزل والدي.على ؟أي حال، إن كنت تفضل ألا تصحبني أذهب بمفردي.
وكان ملء لهجتها التحدي. نظر إليها بصمت مطولاً..ثم قال: لدي فكرة.. بإمكان أمي إعداد حفلة ما قبل الميلاد تدعو فيها آل كوردا.. أتدركين أن الميلاد بعد أربعة أسابيع؟
ـ وسيكون الميلاد الأول الذي أقضيه بعيداًعن خالتي.. كان عادة يمر هادئاً في مكان ما كنا نقضي فيه العطلة.
ـ في هذا العام ستختبرين ميلاداً عائلياً يتم في البيت. تحب أمي أن تستخدم كل الزينة، وتحب طهو ديك حبشي وحلوى الميلاد. أما شينا فتساعدها في تزيين شجرة الميلاد.. إنها تقاليد سنوية.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...94f84802c5.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 28-12-08 02:08 PM


وهي تقاليد شينا أن تمررها ؟إلى أولادك. وقالت بصوت مرتفع: يبدو أن شينا تمضي أوقاتاً كثيرة هنا.. أتراني أتخيل هذا؟
ـ لا.. فعلاقة أمي و شينا وطيدة.
ـ ربما هذا غير مستغرب. إنهما متشابهتان في المنظر، فكلتاهما طويلةـ نحيلة، وسوداء الشعر..كأنهما أم وابنتها..أفهم آمال أمك..
قاطعها بلهجة متزمتة: فلنتابع العمل".
طرح اقتراح حفلة مسبقة للميلاد تلك الليلة وقت العشاء.. إذا قال تشارلز لأمه: ألا تظنين أن الوقت حان لندعو أسرة كوردا إلى فنجان شاي في منزلنا؟ أريد أن تلتقي بيني بجورج.
صاحت شينا، الحاضرة الذهن دائماً مستحسنة: فكرة رائعة.
التفتت إلى بيني ووجها مشرق بالحماس: سيعجبك جورج..إنه شخص رائع.. وسيم وغير متزوج..وماذا تطلب أية فتاة غير هذا؟ وضحكت بجذل.
عرفت بيني بالضبط ما قد تطلب أكثر من هذا.. لم تكن متحمسة جداً للقاء جورج كوردا، حتى ولو كان مالك منزل أبويها الحالي..فهذا يعني أن تشارلز لا يفكر فيها أبداً. وإلا لما تحمس لجمعهما..أليس كذلك؟
إنها حمقاء لأنها سمحت لمشاعرها و أفكارها في الجريان نحو تشارلز.. فكيف توقعت منه أن ينظر إليها ولديه شينا؟ لو قارنت نفسها بالجميلة السوداء الشعر لأحست بالشحوب و التفاهة. و كأنها حرير أبيض شاحب أمام حرير خمري ملتهب.
جلست تلك الأمسية تصغي للمناقشة الدائرة عما سيقدم في الحفلة وعن أسماء الضيوف الذين اقترحت شينا لائحة بهم ..ستكون بيني غريبة في غرفة مكتظة بالناس.. فهي لا تعرف إلا تشارلز وأمه، وشينا. ولكنها انتفضت عندما سمعت اسماً مألوفاً لها.. إذ قال تشارلز: من الأفضل دعوة كيرك دينغول العجوز.
وافقت كيري:" أجل.. بالتأكيد. إنه رجل عزيز يعتمد عليه".
ترددت بيني قليلاً ثم سألت:" أتقصدان السيد دينغول المحامي؟"
أظهرت شينا الاستغراب: أتحاولين التلميح إلى أنك تعرفينه؟
ترددت مرة أخرى:" لا أعرفه خير معرفة، لأنني التقيته مرة واحدة فقط، إنه محامي أبي إنه من اهتم بأملاك أهلي".
تسللت نظرة اضطراب إلى عينيها: يجب أن أعترف أنني أشعر بعقدة الذنب نحوه
..كان عليّ مقابلته منذ زمن بعيد..على الأقل لأشكره على.. على الاهتمام بشؤوني.
جلجلت ضحكة شينا بوضوح: حقاً؟ شؤونك؟ كم يبدو هذا مهماً.
سارعت بيني تؤكد لها: آه، ليست شؤوناً كبيرة.
قال تشارلز: لكنها بالتأكيد أفضل من لا شيء..
رفع حاجبه لها: كان كيرك العجوز في السنوات الماضية يستثمر لها ثمن الأملاك..هل أنا على حق؟
هزت رأسها:" أجل، ساعدني كثيراً".
اتسعت عينا شينا وهي تستوي في جلستها و تنظر إلى بيني، باحترام جديد.
ـ آه! فهمت..



http://www.liillas.com/up2//uploads/...94f84802c5.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 28-12-08 02:14 PM

كانت كمن تقول إنها عكس ما تصورت فليست بيني مفلسة مغامرة، هدفها الوحيد اصطياد تشارلز تايمر. أحست بيني بالتغيير..فارتفعت معنوياتها، وأصبحت فجأة تنتظر بفارغ صبر وقت الحفلة التي ستقابل فيها أسرة كوردا و السيد دينغويل أيضاً..
قطع صوت شينا عليها أفكارها: لم أر جورج منذ زمن و الواقع أني أتوق إلى رؤيته.. لقد رقصنا معاً كثيراً في آخر حفلة راقصة..إنه راقص" فالس".. رائع..
إنها تحاول دفع تشارلز إلى الغيرة.. أضافت: هل سنرقص في الحفلة؟ على الشرفة؟ أحب أن أرقص مجدداً مع جورج.
نظرت إلى تشارلز فقال لها: سنرقص إن لم يكن الطقس حاراً جداً .
ثم التفت إلى بيني ليسألها:" أتحبين الرقص؟"
ـ أجل..أجل.. أحبه كثيراً.
تساءلت هل سيراقصها؟ أم سيكون مشغولاً بضيوفه؟ عندما كانت تنظر إليه أشرقت عيناها اللتان كادتا تكشفان
عن أفكارها.تبودلت نظرة سريعة بين شينا و كيري، وكان أن قالت الأخيرة بلهجة رضى: واثقة أن جورج سيلازمك طوال الوقت، فهو راقص ماهر.
أضاف تشارلز: أجل..أخشى أن تكون هذه هي المسألة..أتوقع من جورج أن يطيح بك عن قدميك.
نظرت بيني إلى المائدة، مفكرة ببؤس: وأنت لن تهتم أبداً للأمر.

منتديات ليلاس

http://www.liillas.com/up2//uploads/...94f84802c5.gif


يتبــــــــــــع

golya 28-12-08 05:22 PM

يسلمو ياعسل نستنى الباقي _

Rehana 28-12-08 05:35 PM

إن شاء الله جوليا..


http://www.liillas.com/up2//uploads/...60115ec188.gif

عذب القصيد 29-12-08 07:45 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
it is a realy nice story and I 'am looking forward to read the rest of it

I hope that you can accept me as a freind

thanks again to you

fatoot 29-12-08 03:01 PM

[I]:55::rfb04470:
[/I
اقتباس:

]
اقتباس:

القصة حلوة اوى ياريت تكمليها

Rehana 30-12-08 06:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذب القصيد (المشاركة 1799109)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
it is a realy nice story and I 'am looking forward to read the rest of it

I hope that you can accept me as a freind

thanks again to you


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


الشكر لمرورك ..وأسعدني أن تكون أول مشاركة لك هنا

على صفحات قصتي المكتوبة

دمتي بووود

sassou 30-12-08 12:05 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن شاء الله كل عام وأنت بألف خير وعافية و جزاك الله الف خير أخت قمر اليل الرواية أكثر من رائعة أنا في انتظار التكملة على أحر من الجمر

شموخ الشرقية 30-12-08 12:17 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... صــــــــــــــــراحه الــــــــــروايـــــه روعــــــــه
متــــــــابعه لك ان شاء الله

ننتــــــظرك ...........تحيـــــــــــاتي

Rehana 30-12-08 12:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sassou (المشاركة 1800086)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن شاء الله كل عام وأنت بألف خير وعافية و جزاك الله الف خير أخت قمر اليل الرواية أكثر من رائعة أنا في انتظار التكملة على أحر من الجمر



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وأنت بألف خيررر أختي الكريمة

و شكرا لمرورك و انتظارك

دمتي بوود

Rehana 30-12-08 01:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شموخ الشرقية (المشاركة 1800109)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... صــــــــــــــــراحه الــــــــــروايـــــه روعــــــــه
متــــــــابعه لك ان شاء الله

ننتــــــظرك ...........تحيـــــــــــاتي



وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته


وشكرا لمرورك ..والرواية روووعة لذوقك الحلووة

دمتي بووود

Rehana 30-12-08 05:31 PM


5ـ يجب ألاتبكي


بعد ساعة من هذا وفيما هي مستلقية في الفراش غزا تفكيرها موضوع الحفلة، فاختلطت معها ذكرى يوم لقائها بالسيد دينغويل.. كانت في أواخر مراهقتها و كانت ترتعد خوفاً من خالتيها. لقد زارهن فجأة في منزلهن في" كاروري" و السبب هو التأكد بنفسه من إنها تحيا حياة سعيدة، والسبب الآخر بحث الأمور المالية، إنما هذا ما لم تفهمه إلا فيما بعد.
ولكنها لم تشاهد المحامي مدة طويلة في ذلك اليوم بالذات لأن خالتها جيلين طردتها من الغرفة معلنة أن لدى السيد دينغويل عمل يناقشه "معها"، وأن مناقشتهما شؤون بيني ، خارج الموضوع .. ولكنها مازالت تذكر غضب الخالة جيلين المزبد عندما رحل وعلى وجهه نظرة متجهمة.
تجرأت بيني فيما بعد على طرح سؤال ملؤه الوجل.
ـ هل انزعج السيد دينغويل من شيء ما؟
تجاهلت جيلين السؤال" لا.. كنا نناقش نفقات إقامتك عندما.. يبدو أن الرجال لا يعرفون الكثير عن كلفة إدارة منزل".
سألت بيني بدهشة:" نفقات إقامتي؟"
كانت المرة الأولى التي تعرف أنه تواجه مثل هذا العائق.. أخبرتها الخالة جيلين بنفاذ صبر: نعم نفقات يا طفلة.. لا يملك أحد سقفاً فوق رأسه بلا نفقات.. يجب تسديد الضرائب للمجلس البلدي، وتسديد فاتورة الكهرباء و فاتورة دراستك وحساب الهاتف الكهرباء و فاتورة دراستك و حساب الهاتف ورخصة التلفزيون، وكل ذلك الطعام الذي تحتاجه الفتاة لتنمو.. أنا أهتم بهذه الأمور كلها من الشيك الذي يرسله السيد دينغويل.
سألت الخالة دايان بقلق:" ماذا قال عن توفير الحليب للفتاة؟"
صاحت جيلين:" اصمتي دايان. الرجل غبي..بل هو كان متهوراً عندما أشار أن علينا المشاركة بالنفقات. قلت له إنه يحق لنا لما فعلناه من أجل بيني أن نستفيد مادياً..أليس هذا صحيحاً عزيزتي؟"
كان كل ما استطاعت فعله هو أن تهز رأسها وتقول:" أجل خالتي جيلين".
لكن زيارة السيد دينغويل غيرت أموراً كثيراً فعندما وصل الشيك التالي اكتشفتا أن قيمته تقل عن قيمة الشيك العادي بمقدار النصف أما النصف الآخر فأودعه في حساب بيني الخاص، شرحت الرسالة المرفقة أن ما فعله بناء وصية أبيها. فقد بلغت بيني السن الذي يمكنها على الأقل من امتلاك بعض المال الخاص بها.
تذكرت بيني كذلك شحوب وجه الخالة جيلين، تغلبت على غضبها و سارت الحياة على رتابتها ولكن بيني أصبحت منذ ذاك الحين قادرة على شراء ما تريد بدون الحاجة إلى طلب المال من الخالة جيلين.
في ذاك الحين تبدلت مشاعرها فقد أدركت أن وضعها المالي تسبب بالكثير من التغيير الحاد في نفسها..إنها ليست طفلة مشردة محرومة تعتمد على إحسان الخالة جيلين..وجدت تدريجياً الشجاعة لفرض شخصيتها وكان التحدي الأعظم يوم مجئ تشارلز.
في الصباح التالي قصدت المكتب للبدء بالعمل ولم يقاطعها أحد إلا سامنثا التي سألتها إن كانت بحاجة إلى شيء. هزت بيني رأسها نفياً، مع أنها كانت تستطيع القول لها: أجل هناك ما أحتاجه..إنه رؤية تشارلز الذي يتجنب المكتب.
لم تره في ذلك الأسبوع إلا فترات قصيرة وذلك في أثناء وجبات الطعام، أو بعيداً مع شينا التي اعتادت على التعلق بذراعه..وهذا ما جعلها تشعر بالإحباط، وحرك فيها شوقاً إلى أن تقضي معه بضع لحظات حميمة.
عندما حل يوم الجمعة، كانت قد أفرغت جميع الشرائط المسجلة ودخلت عليها سامنثا تحمل الشاي.
قالت لها بيني:" كيف تشعرين وأنت في هذا المنزل؟"
ـ أشعر بالأمان هنا فالسيد لطيف دوماً معي.. إنه يقدم لي دوماً هدية ميلاد جميلة.
منتديات ليلاس

http://www.liillas.com/up2//uploads/...999ce6ff1c.gif


يتبـــــــــــــــع

Rehana 30-12-08 05:41 PM



انتفضت بيني .. هدايا الميلاد.. لم تفكر فيها قط..ولكنها تعرف الآن أن عليها إيجاد الهدايا لساكني هذا المنزل، ولشينا. ولكن ماذا قد تهدي تشارلز؟
قالت سامنثا: توضع الهدايا حول الشجرة الكبيرة في الأسفل.
أرسلت نظرة سريعة نحو الباب ثم أخفضت صوتها: ذهب تشارلز وشينا إلى" ماسترتون"..تقول أمي إنهما يتسوقان من أجل الميلاد، وتقول إن السيدة تايمر منفعلة من شدة الفرح. هوت معنويات بيني إلى الحضيض.
ـ آه! ولماذا الانفال بسبب تبضع بعض الأغراض للميلاد؟
ـ لأنها تأمل أن يشتري لشينا خاتم خطوبة..تقول أمي إنهما سيختارانه معاً.
غاص قلب بيني إلى الحضيض فراحت تخفي خيبتها بالعمل على ترتيب الأوراق. عندما عاد تشارلز من المدينة، كان بمفرده. لذا، لم يكن من الممكن رؤية الإثارة أو انعدامها في عيني شينا.
قالت له:" لقد أنهيت الشرائط".
أخذت تبحث في وجهه عن دليل ينبئ عن خطوبته، ولكنها لم تر إلا نظرة رضى ألقاها عليها عندما رأى الأوراق المطبوعة.
ـ فتاة طيبة، سأبدأ بتحريرها هذا المساء.
ارتد ثم انتزعها عن غير توقع عن كرسيها ليلصقها به. عانقها ثم تركها، وخرج من الغرفة. وقفت بلا حراك، تشعر بعناقه القصير. ماهذا بتصرف رجل خطب لتوه امرأة. فجأة شعرت بأنها أكثر سعادة.
فيما بعد، لاحظت بيني أن تشارلز لم ينضم إليهما لاحتساء الشاي.. تقدمت إلى العربة الصغيرة لتصب فنجانين أحدهما إلى كيري التي قالت: إن تشارلز في المكتب يراجع العمل الذي قمت به. أنا دهشة لأن شينا لم ترافقه إلى المنزل.. كانا يتسوقان اليوم..
أظهرت بيني الاهتمام المهذب.
ـ التسوق من أجل الميلاد على ما أعتقد؟
ـ أجل.. وكنت أتوقع..
وصمتت.
سألت بيني بلهجة حذرة:" توقعت..؟"
سألت كيري:" ترى أتشاجرا فجأة؟ كنت مع تشارلز في المكتب..كيف بدا لك؟"
تذكرت عناقه، فأطرقت تنظر إلى فنجانها بحذرة: أعرفه منذ مدة قصيرة لا تخولني فهم مزاجه. لا تنسي أنني لم أقابله إلا منذ أسبوع".
ردت كيري وهي تنظر إلى بيني بشيء من الريبة.
ـ إنه وقت كاف ليصبح بعض الناس مقربين جداً.
أجبرت بيني نفسها على الابتسام: أؤكد لك أنني و تشارلز لم نتقارب كثيراً في هذا الأسبوع.. فلم أكد أراه منذ عودتنا من " أوتاكي" و بإمكاني الافتراض أنه كان يقضي أوقاته مع شينا.
ردت كيري:" لا، لم يحدث شيء من هذا.. كان دائماً في المزرعة..إنه يقضي وقتاً محدداً هناك. ألا تعرفين ذلك؟"
ـ لا..لا أعرف سيدة تايمر..
اتخذ صوت كيري نبرة كئيبة: مسكينة شينا. لقد أمضت الساعات بانتظاره، لأنها تحب أن تراه كل يوم. آه!أرجو ألا يكونا قد تشاجرا.
عبست وهي تنظر إلى بيني التي سألت بحذر: وعلام يتشاجران؟ ثم ندمت على السؤال إذ أعلنت كيري وفي صوتها الاتهام: قد يتشاجران بسببك طبعاً..على أي حال، قال إنه سيعيدك إلى ويلنغتون.. لكن هل فعل هذا؟ لا.. بل صحبك إلى نزل في " أوتاكي".. ألا يكفي هذا التصرف لإغضاب فتاة تتوقع من ذاك الرجل أن يتزوجها؟



http://www.liillas.com/up2//uploads/...999ce6ff1c.gif


يتبـــــــــــــع

عذب القصيد 30-12-08 06:21 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
first of all I want to say to all wish you a happy new year and I wish that you will find happeness and joy in this year and for the poeple who find it already I wish for then to live in this happeness for ever
and Qamar thank you very much for this sweet words
salaaaaaaaaaaaaaaaam to all :)

Rehana 30-12-08 08:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذب القصيد (المشاركة 1800504)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
first of all I want to say to all wish you a happy new year and I wish that you will find happeness and joy in this year and for the poeple who find it already I wish for then to live in this happeness for ever
and Qamar thank you very much for this sweet words
salaaaaaaaaaaaaaaaam to all :)




وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته

أنا أيضاً أتمنى لك سنة سعيدة و جميلة ..كلماتك عذب

رائعة ..يسلمووو ..وتشرفت بوجودك على صفحات

قصتي المكتوبة..دمتي بخيررر

فراشة * 31-12-08 01:31 AM


مشكوره على القصه الرائعه
بس بليز التكمله بسرعه:f63::f63:

Rehana 31-12-08 12:52 PM

أن شاء الله قريباً..دمتي بوود

fatoot 02-01-09 12:48 PM

اين باقى القصة؟ لانها عجبانى

Rehana 02-01-09 03:32 PM

قريباً إن شاء الله ...بسبب ظروف خارجة عن إرادتي

لم أستطع تنزيل باقي القصة

دمتي بوود

Rehana 03-01-09 12:41 PM

تنهدت بيني؟، ثم قررت التحدث بصراحة.
ـ سيدة تايمر..أنت تعرفين كونك والدة تشارلز أنه سيفعل بالضبط ما يرغب فيه هو. إنه رجل قوي الشكيمة، ذكي. لن أنسى أبداً كيف وصل إلى منزلنا وكيف طالبني بمرافته إلى" بليارز" لمساعدته..ولم يكن ذلك طلباً.. بل أمراً.
اعترفت الأم بمحبة:" طالما كان عنيداً في صغره..كان يصر حتى يحصل على ما يريد.. ولم تغيره السنين".
ابتسمت بيني:" ألا يوحي لك هذا بشيء؟"
نظرت إليها بحدة:" ماذا تحاولين قوله".
ـ حسناً، لو أراد أن تكون شينا زوجته، أو لو كان يحبها حقاً، لتزوجها منذ زمن طويل.
نظرت إليها كيري ببرود:"أتشيرين إلى أنني كنت أعيش في عالم من الخيال الأحمق؟"
لم تفارق الابتسامة وجه بيني وإن كانت تفرضها على نفسها فرضاً، فلم يكن لديها النية في مجادلة كيري تايمر..
قالت بهدؤء: " إنها كلماتك سيدة تايمر، لا كلماتي.. على أي حال من الممكن.."
قاطعتها المرأة ببرود:" ألديك المزيد من التعليقات بشأن خصوصيات هذا المنزل؟"
ارتشفت بيني قهوتها، ثم قالت: لا..وضعي لا يسمح لي بهذا.
أرادت أن تقول لها إن تشارلز لو تزوج شينا لما بقيت كيري هنا بل لانتقلت إلى ماسترتون، فالفتاة تطمع أن تكون هي وحدها سيدة بليازر. لذا لن توافق على أن تحل في المرتبة الثانية. ولكن السيدة تايمر لا تدرك ذلك حتى الآن. نظرت إليها كيري عن كثب، تسأل: ماذا يدور في رأسك هذا؟ أرجوا أن تفهمي أنني لست مغلقة التفكير بحيث لا أقبل الاستماع إلى آراء الآخرين.
هزت بيني رأسها وهي تشعر بأن من الحكمة أن تغير دفة الموضوع: هل أصب لك فنجاناً آخر؟
بعدما ملأت الفنجان قدمته لها ثم قالت: مازالت القهوة ساخنة..أتظنين أنه يجب أن أحمل القهوة لتشارلز؟ تنهدت كيري:" أجل.. لاشك أنه غارق بعمل بحيث نسي أمر القهوة..أتمنى لو أعرف لماذا لم ترافقه شينا هذا المساء".
حملت بيني القهوة و سارت ببطء تجنباً لانسكابها على الصحن. لم تصدر قدماها وقعاً فوق السجادة السميكة.. وما إن اقتربت من باب المكتب حتى وقفت جامدة وراعها ما نراه..كان تشارلز جالساً على المنضدة يكتب بسرعة..في تلك اللحظة أدركت أنه" أيسر".
دخلت إلى الغرفة ووضعت القهوة قربه: أرى أنك قادر على الكتابة..لم أكن أعرف أنك أيسر".
وقف يواجهها:" حسناً! لم نأت على ذكر هذا الموضوع..صحيح؟"
فضحت نبرة صوتها شعورها بالظلم: لماذا لم تخبرني؟
ـ بل لماذا أخبرك؟ و ما الفرق إن كنت أيسر أم أيمن؟
ـ الفرق أنني أحس بأنني مخدوعة.
ـ أترين أنني أخفيت شيئاً عنك؟ أرجو أن تتذكري أنني وإن استطعت الكتابة لن أستطيع الطباعة.. وهذا هو العمل الأساسي الذي يجب أن يتم.. على أي حال من الجيد أن يكون للمرء ذراع يسرى قوية.
امتدت ذراعه اليسرى لتحيط بخصرها، ولتجذبها إليه، معانقاً عناقاً شديداً أرسل الدم حاراً في عروقها. تاقت للبقاء مستندة إليه، و للشعور بضغط ذراعه حولها.. ولكن لأي هدف؟ إنها مجرد مداعبات اصطناعية ستحطم قلبها إن أخذتها على محمل الجد..



http://www.liillas.com/up2//uploads/...c021073286.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 03-01-09 12:52 PM

ثم تصاعدت صورة كيري تايمر أمامها فأرعبتها: تشارلز..قد ترانا أمك.
قال بلا مبالاة:" وإن يكن؟"
ـ تعرف ما قد نواجه إن رأتنا. هي محبطة بمافيه الكفاية اليوم، فإن رأتني معك في عناق لوجدت العذر المناسب لرميي من منزلها.
ضحك أتقولين إنها سترمي " سكرتيرتي" من " منزلي"؟ لاشك أنك تمزحين.
ـ أنا واثقة أنها ستحاول جاهدة. تشارلز، أنا جادة. إنها تظن.. حسناً..لا أستطيع إخبارك بما تظن.
وصمتت إحراجاً.. فقال ساخراً: أترينني أبله كبيراً..أعرف ما تظنه..ولكن ماذا عن إحباطها؟
ارتدت عنه مبتعدة حتى وقفت أمام النافذة.
قال:" هيا.. إن كنت تعرفين أنها محبطة، فلاشك تعرفين سببه؟"
عرفت أنه يتوقع رداً من نوعاً ما، فقالت مترددة: أظنها توقعت منك ومن شينا قيامكما بزيارة محل الجواهري اليوم. التقى حاجباه: صحيح؟ حسناً..زرت اليوم أهم جواهري في ماسترتون.
جاء الاعتراف تقريباً، على مضض. التفتت تواجهه و عيناها مغشيتان بألم مفاجئ: أفعلت؟ وعدت إلى البيت بعدما عقدت الخطوبة على شينا؟
هز رأسه:" بالتأكيد لا.. أهذا ما توقعته أمي؟"
ـ أجل..ولأن شينا لم ترافقك تشعر هي الآن بالخوف من أن تكونا على خصام.
ضحك:" أعترف أن شينا غير راضية عني الآن".
نظرت إليه مترقبة:" آه؟ لماذا؟ هل تشاجرتما؟"
لكنه لم يجب، بل استدار إلى الأوراق المطبوعة.
ـ لقد بدأت بتنظيم هذه الأوراق وجمعها في أقسام.. من الجيد أن يكون للمرء هذا الكم من النوادر الموثوق بها عن كلاب مساعدة العميان..
أدركت بيني أنه يتعمد الابتعاد عن موضوع شينا، لذلك أذعنت قائلة: لقد أحببت قصة الكلب لاكي، وقصة الكلب الإسبانيولي الصغير المهووس بالسرقة، الذي كان يسرق كل ما يستطيع حمله إلى و جاره.
تباحثا بعد ذلك طريقة العمل في الأسبوع المقبل، ثم نسيا موضوع شينا..
مضت الأيام التالية بشكل رتيب هادئ كانا فيها يعملان جنباً إلى جنب في المكتب .. سألته مرة: لاأستطيع إلا التساؤل لماذا طبعت الفصول قبل جمع كل المواد.
ـ لأننا لا نعرف متى تكون المواد الثمينة مجموعة، ولا نستطيع الانتظار إلى الأبد، لذلك نباشر العمل بما لدينا.
فكرت في المواد التي استخرجتها مؤخراً من التسجيلات..لكن لم يكن لما لم تفهمه علاقة بالكتب بل بشينا التي أصبحت بارزة في غيابها..ولما مرت عدة أيام ولا دليل على وجودها، أصبحت بيني أكثر حيرة.
صباح الجمعة، لم تعد قادرة على مقاومة التعليق بشأن هذا الواقع أمام تشارلز: أتلاحظ أن شينا لم تحضر إلى هنا من منذ أيام؟
هز كتفيه" ألم تأت؟ لم ألحظ هذا. ستأتي..فهي تفعل ذلك دوماً".
أقفل الموضوع بمتابعة الكتاب بسرعة..فقالت بيني متوترة عوضاً عن شينا: أنت متأكد منها بكل تأكيد.
تجاهل ملاحظتها.
بعد وقت قصير، وصلت قهوة الصباح التي تجلبها سامنثا عادة، ولكن كيري هي من جلبتها هذه المرة. كانت ترتدي بذلة حريرية أنيقة.
قالت:" أنا ذاهبة اليوم إلى ماسترتون لأتسوق من أجل الميلاد. سألتقي شينا للغداء.. فربما تشرح لي سبب ابتعادها عنا جميعاً هذا الأسبوع".
رد بلا اكتراث :" ربما".



http://www.liillas.com/up2//uploads/...c021073286.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 03-01-09 01:01 PM


أرسلت عينا كيري نظرة اتهام إلى بيني، ثم استقرتا على تشارلز: أخبرني تشارلز..هل تشاجرت مع شينا؟
ضحك:" بعض الناس قد يسمون هذا مشاحنة أحبة أمي ، وقد يقول آخرون إنه صدام إرادات".
نظرت إليه للحظات عديدة بصمت، ممزقة بين الانحياز إلى ابنها الوحيد وبين الإشفاق على شينا.
ـ فهمت .. يالفتاة المسكينة..لاشك أنها متكدرة.. أود لو أعرف السبب.
ـ ليس عليك إلا استخراج السبب منها.. ولن يكون ذلك صعباً.
لكنها أصرت :" لا أذكر أنها ابتعدت مثل هذه المدة".
ـ يا إلهي أمي.. الواقع أنها تعيش هنا.
حاولت بيني التدخل بكلمة مرحة: واثقة أنها عائدة قريباً سيدة تايمر، خاصة وأنت ستتناولين الغداء معها..على أي حال لم تغب غير خمسة أيام.
حدقت كيري إليها: خمسة أيام؟ كان على تشارلز و شينا أن يتزوجا منذ خمس سنوات.
تنهد تشارلز تنهيدة عميقة دليلاً على نفاد صبره ثم نهض ليمسك بذراع أمه و يقودها إلى الخارج: أرجوك اهدئي أمي..عزيزتي. ستتعبين نفسك فبل أن تخرجي. تعرفين أن أمامك يوماً شاقاً تتسوقين فيه..و الآن، هل تحملين دفتر الشيكات وكل بطاقات الاعتماد؟
ـ أرجوك.. لا تعاملني و كأنني امرأة خرقاء.
وخرجت من الغرفة. بعد لحظات، سمعا التويوتا الحمراء تهدر وهي تمر بباب الشرفة. انتظرت بيني أن يقول تشارلز شيئاً عن سبب توتر أمه، ولكنه لم يعلق.. كان تطاير قلمه على الورق دليلاً على أنه ينوي إغراق نفسه بالعمل بنشاط متطرف. تذكرت بيني بحزن أن الأيام الماضية لم تحمل علاقة حميمة بينهما كذلك.. فهل لهذا علاقة بشينا؟ أيشعر بالأسى بصمت عليها، ولذلك.. يغرق نفسه بالعمل.
مر اليوم بسرعة تخلله غداء وفيما كانا متوجهين لاحتساء القهوة توقف لينظر إليها: أجزم أنك ترينني مستبداً.
ردت عليه نظرته بثبات: ظننت أن أهم هدف لديك هو إنهاء العمل.
رفع لها ذقنها لينظر إلى وجهها.. تصورت في لحظة هذيان أنه يوشك أن يعانقها مجدداً. لكنه لم يفعل، بل قال:
عندما يحين الوقت ستسرعين إلى سيارتك و تسابقين الريح لتقفلي راجعة إلى ويلنغتون ولاشك أنك ستطلقين الزمور ابتهاجاً، طوال الطريق..
ردت بدون أن تعي الاكتئاب في صوتها: هذا ما تظنه..
كيف أن تقول له إنها تكره مجرد التفكير في الرحيل عن بليارز.. وإنها تتحمل عداء أمه من أجل البقاء قربه؟ كان الوقت متأخراً بعد الظهر، عندما مرت التويوتا الحمراء، تتبعها مباشرة سيارة شينا الميني الصفراء.. وفيما كانت السيارتان تتجهان إلى فناء المنزل ضحك تشارلز، لكنه لم يقل شيئاً. رنت إليه بطرف عينيها فعرفت أنه يقول في سره: هذا ما أظننته!
دخلت كيري بعد دقائق و مزاجها أكثر إشراقاً مماكان قبل مغادرة المنزل.
قالت بمرح:" احزر من هنا؟"
رد بلهجة ساخرة:" يستحيل علي أن أحزر".
ـ أقنعت شينا بأن تأتي معي للعشاء.. وهذا ليس كل شيء.. لقد قررنا ترتيبات للغد.
نظر إلى أمه بحدة: وهل فعلتما؟ هل لي أن أسأل أي نوع من الترتيبات؟



http://www.liillas.com/up2//uploads/...c021073286.gif


يتبــــــــــــــــع

Rehana 03-01-09 01:17 PM


ردت أمه، وكأنها عازمة على إبقاء الشك في نفسه: سنناقش هذا بعدما تصب لنا الشاي.
ابتسمت لبيني بإشراق، ثم إلى تشارلز، و غادرت الغرفة. امتلأت نفس بيني بالفضول و أنبأها حدسها بأن لمزاج كيري تايمر المرح، علاقة بها..عندما راقبت تشارلز وهو يتابع الكتابة أدركت أنه غير مستعجل لترك المكتب.. وغير ملهوف لمعرفة طبيعة الترتيبات التي ذكرتها أمه.. على أي حال، جاء الوقت الذي رمى فيه قلمه، ووقف ليتمطى قبل أن يتوجه بكسل نحو غرفة الجلوس.
كانت شينا هناك، أنيقة كالعادة، وكانت بيني أكثر من مستغربة عندما أظهرت لها تلك الفتاة الود. لاحظت كذلك أنها عاملت تشارلز ببرودة ولكنه تجاهلها وهو يقدم فناجين الشاي.
أخيراً قال: " حسناً يا أمي .. ما سبب هذا الانفعال الذي يكاد يثب وثباً منك؟"
مرت نظرة بين شينا و كيري، و قالت الأخيرة: سنصحب بيني في نزهة غداً.
ـ آه! وهل أنت واثقة أنها قد ترغب في مرافقتكما؟
كان صوته كحد السكين.
رن صوت شينا بالثقة بالنفس: ستأتي على أي حال.. سنصحبها لتشاهد منزل أبويها القديم.
انتفضت بيني، وجلست مستقيمة الظهر، عيناها الزوقاوان متستعان من فرط الدهشة ولكنها لا ترغب في زيارة منزلها القديم بصحبة هاتين المرأتين.. كانت تتوق الذهاب إلى هناك بمفردها لتستطيع السير في أرجاء المكان علها تتذكر.. لكن هذا على ما يبدو أمر صعب، لأن المالك الحالي هناك.
رن صوت شينا بالرضى و قالت لتشارلز: كان سهلاًإجراء الترتيبات.. وكأنما كل شيء كان مهيئاً.. كنا جالستين نتغدى عندما وصل جورج كوردا، فجالسنا. كنت قد نسيت مدى وسامته. لقد نضج و أصبح رجلاً، رجلاً بحيث يستطيع أن يجذب إليه أية فتاة أرادها.
نظرت بيني إلى شينا بصمت.. كان بإمكانها القول إن قلبها خفق و انتهى أمره، وإن كل الأشياء بالنسبة لها لن تعود إلى ما كانت عليه.
أضافت شينا وهي تصيح بقوة: لاأفهم لماذا لم يتزوج.. فأنا أجده فاتناً!
ابتسمت كيري و نظرت إلى بيني وهي تقول: ربما ينتظر الفتاة المناسبة.. سنذهب إلى هناك غداً بعد الغداء.
رد تشارلز ساخراً: هذا ما تظنينه أنت..لدي أنا و بيني عمل نقوم به و نحن غارقان فيه حتى آذاننا.
قالت أمه:" لكن الغد يوم سبت. لقد دفعتها إلى العمل طوال الأسبوع.. وهي بحاجة إلى الراحة".
تدخلت شينا:" أنا متشوقة لرؤية منزل جورج..سمعت أنه يهتم بالتحف الأثرية. أما جورج نفسه فأؤكد لك أنه أشبه بنجم سينمائي.. نظراً لوسامته الفائقة".
أرادت بيني أن تضحك..فهي ترى بوضوح ما ترمي شينا إليه. فكل هذا الكلام المعسول حول جورج كوردا يهدف إلى دفع تشارلز إلى الغيرة.. لكن هل تنجح ؟ أخبرتها نظرة سريعة نحو تشارلز أنه لا يشعر بالتسلية فقد انعقد حاجباه الأسودان في عبوس، و قست ملامحه.. أجل.. الواضح أن كلمات شينا بدأت تؤثر فيه. غاص قلب بيني فهي تشك أنه تأثر باهتمام شينا غير المتوقع بجورج.
أما هي نفسها فتجد صعوبة في التصديق بأنها سترى منزلها القديم غداً. عندما انتهى العشاء تسللت هاربة إلى الحديقة وراحت تسير على طول الممر ولكن رائحة الورود جذبتها نحو مقدمة المنزل.. ربما ذكرى عناق تشارلز لها تحت القنطرة المغطاة بالورد هي ما قادها في ذلك الاتجاه.. ولكن عندما سمعت فجأة أصواتاً تسمرت في مكانها.
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...c021073286.gif

يتبــــــــــــع

golya 04-01-09 02:47 PM

يسلمووووو قموووره بليز كمليها بسرعه مافيني اتحمل >>> متحمسه ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يسلمو على الجزء عارفين انا نتعبك معانا ,,

Rehana 04-01-09 04:00 PM

حبيبتي جواليا..مافي تعب إن شاء الله

لعيونك وعيون محبين روايات أحلام بحاول

قدر ما أستطيع ..بس شيء يحتاج الى صبر طبعاً

Rehana 04-01-09 04:20 PM

سمعت ضحكة شينا تتبعها رنة صوت تشارلز. علمت أنهما في الحديقة قرب القنطرة. فهل يضمها إليه هناك؟ أحست بيني بأنها لن تتحمل رؤيتهما. لذا ارتدت على عقبيها لتسرع في العودة إلى المنزل.. الواضح أن خلافهما اختفى الآن .. وفيما كانت ترتقي الدرج شعرت بأن الغيرة تفترسها.
في الصباح التالي، تابعت العمل في المكتب كالعادة مع أنها ما تزال في قبضة إثارة جعلت التواصل بينهما صعباً.. أخذت تسترق النظر إلى تشارلز، ولكنها لم تستطع أن تعرف من ملامحه إن كان قد توصل إلى تفاهم ما مع شينا ليلة أمس. كان غارقاً في كتابة المواد لتطبعها. سمعا سيارة شينا تمر بباب الشرفة ولكنه لم يرفع رأسه، وما أطلق تعليقاً..في تلك اللحظة تساءلت عما إذا كان منزعجاً من ذهابها اليوم و شينا.. هل يرى أنها تتخلى عن عملها؟
فيما كانت تراقبه سراً توسل إليه قلبها:" أرجوك تشارلز، لا تنزعج مني.." ثم، أضافت مدافعة عن نفسها" فلو انزعجت لشعرت بالأسف لأنني ذاهبة معهما في أية حال".
جعلتها الفكرة تترك المكتب و تركض بخفة إلى غرفتها لتستبدل الجينز و القميص بفستان مشمشي، و بسترة خفيفة مماثلة..ما إن عادت حتى نظر إليها بدون أن يتفوه بكلمة. لم تعرف بمخططاته إلا وهما على مائدة الغداء.
قال لأمه:" قررت مرافقتكن".
ابتسمت كيري:" سيكون هذا رائعاً عزيزي، أنا واثقة أن جورج سيسر برؤيتك إذ لم تره منذ سنوات".
نظرت إليه شينا مباشرة: لا حاجة بك للذهاب إن كنت تفضل البقاء مع كتابك المتعلق بالكلاب..أنا قادرة على اصطحاب كيري و بيني لزيارة جورج.
قال: سنذهب بالرينو..أنا واثق أن بيني لم تنسى أنني و عدتها باصطحابها لترى المكان.. و أظنني قلت إنني سأفعل هذا السبت.
نظرت إليه أمه مؤنبة:" إنها المرة الأولى التي أسمع هذا".
ـ لم يتح لي الوقت للاتصال بجورج.
أحست بيني بأن أن تظهر تفهمها لوضعه.
ـ كان عقلك غارقاً في التأليف.
نظرت إليها عيناه البنيتان بثبات:" لكنك تذكرين أنني وعدتك".
ـ طبعاً..وكنت أعرف أنك ستفي بوعدك عاجلاً ـأم آجلا.
كان ملء الابتسامة التي أرسلتها إليه الثقة به.. و كانت سعيدة بقراره هذا.. ارتفعت معنوياتها و شعرت و الهدوء فو مضت عيناها. تجاوزت الساعة الثانية عندما انطلقوا.. جلست كيري تايمر في المقعد الأمامي قرب تشارلز، و جلست شينا و بيني في المقعد الخلفي. كانت الطريق مستوية في الأميال الأولى التي تفضي إلى" كارترتون" لكن ما إن تركوا الطريق الرئيسية باتجاه الغرب حتى نسللت الطريق بين تلال منخفضة أخذت ترتفع وهم يقتربون من سفح الجبل.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...00f8190a1f.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 04-01-09 04:27 PM

شعرت بيني بأن ما تراه من جمال غير حقيقي..لكن لولا موت والديها. لكان هذا العالم هو موطنها الأصلي.. شعرت فجأة بأنها ليست المرة الأولى التي تمر فيها بهذه الطريق.
التقطت عينا تشارلز عينيها في المرآة الأمامية و كأنما قرأ أفكارها إذ قال بصوت ملؤه اللطف: أتساءل عما إن كنت تذكرين شيئاً؟
هزت رأسها: أشك في هذا مع أنني أتخيل أرجوحة تتدلى من غصن شجرة كبيرة قرب البوابة.
سألت شينا:" ألا تذكرين المنزل؟"
ـ لا، في أية حال، كنت في الثالثة من عمري.
قال تشارلز:" افتحي عينيك.. سترين المنزل بعد المنعطف القادم.. هناك إلى اليسار.."
مالت إلى الأمام، تبحث بين الأشجار على سفح التل البعيد، فلمحت بيتها القديم.استرعى انتباهها سقف أحمر و جذوع أشجار بيضاء..عندئذ عرفت أن عليها أن تمسك زمام مشاعرها.. يجب ألا تبدو حمقاء فتبكي. كان أول اختبار لسيطرة بيني على نفسها، أقرب مماتصورت.. ففي اللحظات التالية، أوقف تشارلز السيارة و أشار إلى أحد الأعمدة التي تحيط بالمدخل.
سألها:" أترين ما يسمون المكان؟"
نظرت بذهول إلى الأسم المحفور في الاسمنت..
قالت هامسة:" كريستمان؟ إنه.. نصب تذكاري تقريباً".
التفتت إليها كيري تنظر بلطف: كان والدا جورج صديقين لوالديك.. أتشعرين بأنك عدت إلى منزلك؟
هزت بيني رأسها و الفصة في حلقها تكاد تخنقها: لا.. ليس حقاً.
قالت شينا:" إن جورج رائع لأنه لم يمح الاسم.. كان بإمكانه تغييره و اختيار اسم آخر، إنه شخص مميز".
نظرت إليها بيني باستغراب. هل هذا جزء من حملتها لدفع تشارلز إلى الغيرة؟ ترى ألا تبالغ فيما تفعل قليلاً؟ نظرت إلى تشارلز لترى مدى تأثير كلام شينا فيه، لكنه لم يظهر دليلاً على أنه سمع شيئاً.
التفتت الطريق الداخلية صعوداً إلى تل قبل أن تفضي إلى المنزل.. ما إن اتضحت صورة المنزل حتى دهشت بيني بالمبنى و قالت معلقة، تبدي أولى انطباعاتها.
ـ فيه لمحة استقرار.. أحب هذه النوافذ الناتئة إلى الخارج.
ـ إنها نوافذ تقليدية للمنازل المبنية في الجزء الأول من هذا القرن..
صلحت شينا تقاطع تشارلز: كم أحببته! إنه نموذج لحقبة معينة!
في صوتها حماسة غير متوقعة.. فالتفتت كيري ترسل إليها نظرة استغراب، و قالت بحدة:" من يسمعك يظنك تفضيلنه على بليارز"
ارتفعت حمرة طفيفة إلى وجنتية شينا: آه، لا.. بالتأكيد لا أقصد لو كانت بيني محظوظة فعاشت فيه مرة أخرى لتوجب عليها ملء المكان بالأنتيكات.
سألها تشارلز:" ألم تقولي إن جورج مهتم بها؟".
ردت بحذر:" لقد سمعت هذا.. فأنا لاأعرفه جيداً"
قالت بيني بحرارة: وأنا لم ألتق به حتى الآن ..و لكنني أشعر بأنكما تحاولان تزويجي بهذا الرجل.. و جل ما أرجوه ألا تخطر بباله الفكرة نفسها.
توقفت السيارة أمام العتبات الأمامية العريضة حيث قام رجل طويل نحيف باستقبالهم، تتبعه امرأة متوسطة الطول في شعرها الذهبي خصلات رمادية. الواضح أنها والدة جورج.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...00f8190a1f.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 04-01-09 05:08 PM

صدقت شينا فجورج كوردا في غاية الوسامة فعلاً. له شعر أشقر بيضته الشمس، وعينان رماديتان باهتمام عندما نظر إلى بيني..لكن لطفه هو ما بدد الارتباك الذي يقع في اللقاءات الأولى عادة.
أخذ يدها و قال:" رائع.. إذن ، أنت الفتاة الصغيرة السمينة ذات الثلاث سنوات، كم كبرت".
سألت بصوت خجول:" هل كنا نعرف بعضناً؟".
ـ بالتأكيد، أنت لا تذكرين لأنك كنت في الثالثة أما أنا فكنت في العاشرة من عمري، ولم أكن وقتذاك أعرف عن النساء شيئاً، كان علي تجنبهن مهما كلف الأمر..حتى وإن كن صغيرات بريئات.
اهتمت لوسي كوردا كذلك بمظهر بيني.. ونظرت إليها فضولاً تبحث في وجهها حتى قالت: عزيزتي.. وكأن مارلين عادت إلى الحياة ولكن عينيك كعيني والدك وهما عينان لا يسهل نسيانهما نظراً لجمالهما.
ترقرت عيناها بالدمع فمسحتهما بيدها.
قال جورج بسرعة:" حالما عرفت أمي قادمة جاءت بلمح بصر".
قالت لوسي:" بالتأكيد، فأنا لم أر كيري منذ زمن طويل، وما التقيت شينا قبل اليوم. مع أنني سمعت جورج يتحدث عنها".
صحبتهم من الردهة إلى صالون كبير فيه مقاعد و آرائك يرجع طرازها إلى عهد قديم.. وقفت بيني حولها محاولة التذكر.. لكن ذاكرتها كانت مغلقة..ثم وعت أن الآخرين ينظرون إليها نظرات فضولية، فشعرت بأنها تبدو كفتاة حمقاء يجب ملاطفتها.
كان في صوت لوسي كوردا تفهماً عندما قالت: تتوقين إلى التجول في أرجاء المنزل.. رافقيني و سيكون لك ما تريدن، و أعتقد أن الجميع سيعذروني.
تأبطت ذراع بيني و بدأت تقودهاإلى الخارج.
قالت شينا بلهفة متوسلة:" هل لي بمرافقتكما؟".
نظرت لوسي إليها مفكرة:" إن رغبت".
خاب أمل بيني لأنها لم ترغب أن ترافقها شينا وهي تجول في منزلها القديم للمرة الأولى. الواقع أنها كانت تتوق إلى التجول في المنزل بمفردها. ألقت نظرة إلى الخلف فأدهشها أن ترى مدى اختلاف تعابير الوجوه في الغرفة.. كان جورج ينظر إليها بلطف و تعاطف و كانت كيري ترقب شينا و على وجهها عبوس خفيف.. أما تشارلز، فبانت السخرية في عينيه.. فشعرت بأنه يقول:" اصعدي إلى فوق و انظري إلى غرفة نومك العتيدة".
وكأنما كان يكره اهتمامها بهذا المنزل، فردت عليه نظرته بشيء من التحدي، و غادرت الغرفة. قلدتهما لوسي أولاً إلى المكتبة المكتظة بالكتب ثم رافقتهما إلى غرفة الطعام و إلى المطبخ.. في الطابق العلوي كان هناك خمس غرف نوم. وعندما وقفت على شرفة غرفة النوم الرئيسية، بدأت بيني تحس بذبذبات غامضة تنبئ بأنها عرفت المكان قبل الآن.
سألت مترددة:" هل كان هناك أرجوحة في مكان ما؟"
سألت لوسي بلهفة:" أتذكرينها؟ كانت متدلية من غصن شجرة مطاط أو سترالية ضخمة. ولكن الحبال اهترأت منذ زمن طويل.. سيريك جورج مكان الشجرة".
قالت شينا بأسى:" أحب هذا الأثاث".
نزلن إلى الطابق الأرضي مجدداً، وما إن دخلت إلى غرفة الاستقبال حتى وقف الرجلان. نظرت لوسي كوردا إلى ابنها:" أنا واثقة أن بيني راغبة إلقاء نظرة على الحديقة، و السقيفات التي هناك خاصة حيث كانت الأرجوحة.. اصطحبها إلى هناك فيما أتحدث إلى كيري".
وافق بكل سرور:" بكل تأكيد".



http://www.liillas.com/up2//uploads/...00f8190a1f.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 05-01-09 11:47 PM

عندما كان يقود بيني إلى الخارج، تبعتهما شينا حتى أوقفها صوت تشارلز الذي جعلها تلتفت إليه.
ـ لماذا لا تتركينهما و شأنهما؟
ردت بابتسامة فيها شيء من التحدي: لأنني أريد رؤية المكان أيضاً.
لم يصر تشارلز فعرفت بيني أن خطط شينا لإثارة غيرته، قد بدأت تنجح. قادهما جورج إلى ماوراء الفناء الخلفي.. و أشار إلى الاسطبلات القديمة الحمراء التي استخدمت لجياد المركبات. بعد ذلك أراهما غرفة عدة الجياد القديمة كذلك، و سقيفة التراكتور، و مخزن القش. كان هناك قطة مع أولادها، ووجار كلب تحت غطاء الأشجار.
شاهدت بيني هذا في دوار يشبه الحلم، فمخيلتها بحثت عن أبيها الذي عمل تحت هذه السقيفة و في هذه الحقول. كان هو أيضاً طويلاً و أشقر.. فهل كان يشبه جورج ولو قليلاً؟ جعلتها الفكرة تنجذب نحو مضيفها، إنما ليس بطريقة انجذابها إلى تشارلز.. فمنذ اللحظة الأولى حرك فيها تشارلز عوطفها.
قال جورج:" ذكرت أمي الأرجوحة..من هنا الطريق إليها".
اقتادهما بعيداً عن الفناء الخلفي حيث وجدوا شجرة مطاط قديمة تشمخ قرب البوابة التي تقود إلى الحفل. إنها شجرة ضخمة ترتفع كالطود فوقهم، جذورها المنزوعة اللحاء تتدلى و كأنها شريط حريري مجدول. كان جذعها في بعض الأماكن عارياً.
أشار جورج إلى الأعلى و قال: كانت الأرجوحة مدلاة من ذلك الغصن.. أتذكرينها؟
ـ أظن هذا..
لمست شينا ذراعه:" أظنها ترغب في الانفراد.. أرني حديقة الزهور".
لم تلاحظ بيني ابتعادهما.. كانت تنظر حولها سعيدة بوحدتها، ثم استندت إلى البوابة تحدق بدون أن ترى الجبال البعيدة. كيف كانت يمكن لحياتها أن تكون لو ظل والداها على قيد الحياة؟ هل كانت ستتورط عاطفياً مع جورج.. الجار القريب؟ إنها تشك في هذا! صحيح أنه لطيف، ولكنه لا يدفع نبضاتها إلى التسارع.
أكان من الممكن أن تلتقي بتشارلز؟ هذا أكثر من ممكن لأن والديها كانا صديقين لأسرة كوردا، وآل كوردا أصدقاء أسرة تايمر.. فهل مقدر عليها أن تعود إلى" وايرابا"؟ لقد قامت خالتاها بما في وسعهما لإبعادها عن هذه المنطقة، ولكن الصدفة دفعتها إلى مسقط رأسها عن غير توقع. قطع صوت تشارلز عليها أفكارها.. ولكنها لم تشعر به عندما جاء من ورائها.
قال لها بصوت ملؤه الدهشة:" تركاك بمفردك؟ أين هما؟"
ـ أظنهما يلقيان نظرة على حديقة الزهور.
استند إلى البوابة، فلامس ذراعها.. طرح صوته العميق سؤالاً بهدوء فيما عيناه نظرتا إلى الحقول: حسناً.. مارأيك بكل شيء؟
جعل قربه منها أنفاسها تتسارع: يصعب علي أن أصدق أنني عشت هنا يوماً.. ولكن المكان يشعرني بأنني كنت هنا مرة.
قال بجفاء: إلعبي أوراقك بشكل صحيح تعودي إلى هنا مجدداً.. فليس من الصعب قضاء بقية حياتك مع جورج.. إنه شاب رائع.
أحست بالغضب:" ولماذا أنت واثق بأن هذا ما أريده؟"
ـ أتقولين إنه لم يعجبك؟
ـ أبداً..أظنه ساحراً..لكنه لا يثيرني.
أضافت لنفسها بعمق: كشخص آخر أعرفه أنت تدهشينني.. وثقت أنكما ستنسجمان. ظننتك ستتعلقين به من النظرة الأولى.
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...211fa46d60.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 05-01-09 11:55 PM

ردت بحدة:" وكنت مخطئاً".
ـ حسناً.. لا تقولي إن الفرصة لم تعرض عليك.
بدأ التوتر يستحوذ عليها: تبدو و كـأنك عازم على التخاص مني.
ـ بكل تأكيد لا.. ولكنني أستعجل الأمور أو ربما أتوقع الكثير في وقت قليل.
ارتدت عنه لتنظر إلى حقل قريب، ثم قالت بلهجة مضطربة: أرجوك، لا تظنني غير ممتنة لك لأنك رفقتني إلى هنا.. فطالما تساءلت عن هذا المكان، و الآن بعدما رأيته استراح فضولي.
ـ لكن، ماذا عن توقك للعيش هنا مرة أخرى؟ ألم يكن هذا أمراً يزعجك؟
ارتدت إليه تواجهه، عيناها متسعتان استغراباً: ألا تفهم أن مافي نفسي من لهفة هي لأمي و أبي لا لمنزل قديم؟ لو تزوجت جورج.. لو عشت هنا.. لشعرت بوجودهما.. و لتصورت أن الأملاك ما تزال أملاكهما و لنسيت جورج.
صاح بها:" هذه سخافة كاملة.. لا أظنك كاملة.. لا أظنك ستسمحين لهذه التخيلات بالتحكم بك.. لقد كنت أصغر من أن تتذكريهما. أعتقد أن سبب ما تشعرين به الآن هو اضطرابك".
هذا صحيج، لذا لم تكن قادرة على إيجاد الكلمات المناسبة للإنكار.
أضاف بلا رحمة: ثم.. ما إن تشعري بطفل جورج بين أحشائك حتى يتلاشى الماضي.. و تنطلقين قدماً إلى حياة جديدة مع عائلتك.
بعثت كلماته اللون الأحمر القاني إلى وجنتيها.
ـ أتحرجك فكرة إنجاب الأولاد؟ أنت تعلمين أن جورج سيرغب في ابن يرثه.
استجمعت شتات نفسها، ثم ردت بحدة: أنت تتكلم و كأن الأمر واقع.. لكنك تنسى نقطة بارزة جداً..
سأل ببرود:" و ماهي؟"
ردت ببرود:" إن علي من قبيل حسن الأخلاق أن أنتظر حتى يطلب يدي".
ـ آه! هذا.. امهليه وقتاً إذ ستلتقين به مجدداً في الحفلة. اغتنمت أمي الفرصة لدعوته عندما كنت مع أمه في الطابق العلوي.
رفع حاجبه يسأل سؤالاً مزعجاً: أعتقد أن هناك سريراً مزدوجاً رائعاً في غرفة النوم الرئيسية؟
صاحت بشراسة:" اصمت".
ضحك مرة أخرى و أضاف: إنه متحمس بالتأكيد للمجئ.. ثم هناك أمر آخر .. لقد اعترف بأنه يعتبرك إحدى أجمل الفتيات اللواتي رآهن..إذن .. ها أنت!
قالت بصوت خفيض: وهل هذه حقيقية؟"
لم يسبب لها الإطراء السعادة..بل شعرت بالقنوط.. مامن رجل يحمل في قلبه ذرة حب لمرأة قد يدفع هذه المرأة نحو رجل آخر كما يفعل هو. بدا لها هذا برهاناَ أكيد على لا مشاعر لتشارلز نحوها.. لا شك أنه كان لطيفاً؟؟ و لكنها ليست بحاجة إلى لطفه، بل يريد حبه.
دفعتها الفكرة إلى اليأس فقالت: من أنت لتتحدث عن الأبناء؟ ماذا تفعل لتؤسس عائلة؟ أكاد أضحك عندما أراك قلقاً على جورج.. ماذا عنك.. هه؟ تعرف أنك بحاجة إلى أبناء يرثون أملاكك.
ضحك بسهولة:" لا تهتمي بأبنائي.. سيأتون في الوقت المحدد".
أصبحت لهجتها ساخرة: حقاً؟ كم من الوقت ستنتظرك شينا؟
ـ نحن نبتعد عن الموضوع.. أنت من تقلقيني الآن.. ألا تفهمين أنني أحب أن تحصلي على أفضل مافي الحياة؟
ـ ما ألطفك! و لماذا؟ هل لي أن أسأل؟



http://www.liillas.com/up2//uploads/...211fa46d60.gif


يتبـــــــــــــع

فراشة * 06-01-09 03:31 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
انتظر التكملهـ ارجوك لا تطولي علينا

Rehana 06-01-09 09:35 AM

أن شاء الله خيررر..فراشة

golya 07-01-09 12:59 AM

يسلمو ياقلبي بأنتضارك _

Rehana 07-01-09 09:17 AM

حياك الله ..جواليا

وشكرا لإنتظــــــــــــارك

lanoo 07-01-09 08:32 PM

روايه رااااااااااااااااااااااائعة
تسلمين بنتظار البقية

Rehana 08-01-09 12:48 AM

الأرووووع مرورك..أختي لونووا

دمتي بوود

ميس جادو 08-01-09 04:10 PM

رواية ولا أحلى..
مشكووووووووورة ..
والله يعطيك العافية..
وبانتظار البقية..

Rehana 08-01-09 09:49 PM

الله يعافيك ..مس جادو

والشكر لتواجدك على صفحة

قصتي المكتوبة

دمتي بوود

Rehana 08-01-09 09:55 PM

الله يعافيك ..مس جادو

والشكر لتواجدك على صفحة

قصتي المكتوبة

دمتي بوود

lanoo 08-01-09 11:08 PM

عزيزتي انا في كل لحظه ادخل ابغى اشوف كملتيها ولا لا
لاتطولين علينا وسلمت اناملك على الروايه.......

Rehana 09-01-09 10:32 AM

عزيزتي..من عيون أنزل لك

بس سبب ظروف خارجة عن إرادتي تأخرت في تنزيل..عذري تأخري

دمتي بوود

Rehana 09-01-09 10:48 AM



عبس مفكراً: لأنني .. حسناً..لأنني، أميل إليك..على ما أعتقد.
ـ تميل إلي؟ هه!
ـ جورج شاب ممتاز...
ارتدت إليه و عيناها الزرقاوان تومضان بالغضب: هلا توقفت عن دفعي نحو جورج.. أرجوك!
نظر إليها نظرة تفهم: بدأت تنزعجين.. الواضح أنك بحاجة إلى فنجان شاي.. في الواقع أرسلوني لأستدعيكم إلى احتساء الشاي في غرفة الاستقبال.
و نظر حوله.. و اغتنمت الفرصة لتمسح عينيها بسرعة.
ثم قالت:" قلت لك إنهما يلقيان نظرة على حديقة الزهور".
ـ إذن ، فلنبحث عنهما.
اقتادها إلى زواية المنزل، وفيما كانا يستديران، لمحا جورج و شينا في جهة الحديقة المقابلة. كانت ذراع جورج حول كتفيها، ورأسه قريب منها، ورأسها مرفوع إليه. دعا تصرفهما الحميم تشارلز إلى التسمر في أرضه.. عندما رفعت نظرها إلى وجهه لترى ردة فعله، تعالت نغمات طير يصدح في الهواء بسلسلة من النغمات الحلوة، بعد ذلك علت أصوات رفرفة جناح طير آخر، كان قد ترك الشجرة.
عندما التفتت شينا لتتابع طيرانه، نادت تشارلز: هل رأيته؟ إنه طير " كوكو". لم أكن قط قريبة من طير مثله. لونه ذهبي أخضر موشي بالنحاس.
وجه جورج كلامه إلى بيني: إنه طير جميل صغير، أعتقد أنه نادراً ما يرى في المدينة. يصعب التصديق أنها طيور تقضي الشتاء في جزر سليمان، على بعد ألفي ميل من هنا. ثم تعود إلى نيوزيلند في أشهر الصيف.
ضحك تشارلز: إنها تبيض بيوضها في عش " واربلر"
الرمادي.. يالها من وقحة!
أخذت شينا تهذر:" أخبرني جورج أنها ترمي ببعض " الواربلر" خارج العش ليستولي عليها" الكوكو".. أظن أن بعض الناس قد يمارسون مثل هذه القرصنة أيضاً. إنهم يدخلون إلى مكان ما ويستولون عليه".

انتفضت بيني بسبب الهجوم غير الخفي، وكم أحست بالراحة عندما قال لهم تشارلز إن الشاي جاهز في غرفة الاستقبال.. لم تدر لماذا لمحت رنة تسلية في صوته.. وتساءلت عما إذا كان يعني إبلاغ شينا أن تقربها الحميم من جورج لم يحرك فيه ساكناً. عادوا إلى غرفة الاستقبال، حيث و جدوا المرأتين تتحدثان.. نظرت إليها لوسي كوردا بلطف.
ـ يجب أن تزورينا مرة أخرى عزيزتي.. سيرافقك جورج لرؤية المزرعة.. أنا واثقة أنه سيكون سعيداً لهذا.
سارعت شينا تقدم عرضاً:" سأقلك بنفسي".
ارتفع حاجبا كيري نحو شينا: " هل نسيت أنها تملك سيارة بحيث تستطيع المجيء بمفردها؟".
قالت شينا وهي تلوي شفتيها قليلاً:" أخشى أن تضيع".
التوى فم تشارلز بسخرية أيضاً: هذا ما لن يحدث فليس لديها وقت في الشهر القادم.
قالت لوسي: آه!أجل.. أظنك بحاجة إلى مساعدتها.. يؤسفني ما أصاب يدك.. متى ستنزع الجبيرة.
تردد، ثم قال بعفوية:" آه.. هذا ممكن في أي يوم، لقد سئمت منها".
شهقت أمه: لاتكن أحمق تشارلز، يجب ألا تنزعها قبل الموعد المحدد.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...8d05bd6bc7.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 09-01-09 11:27 AM


ضحك مجدداً: أتدبر أمري في الوقت الراهن بيد واحدة أمي.. لكن ما إن أصبح بحاجة إلي يديّ الاثنتين حتى أسارع إلى نزعها فوراً.
عندما قال تلك الكلمات تذكرت بيني صورته وهما في النزل في " أوتاكي".. كان النور يشع من وراء رأسه، وكان وجهه مظلماً أما جسده فكان يشع رجولة.. قال لها يومذاك:" عندما أريد مغازلة امرأة أحتاج إلى كلتا يديّ".
لماذا تتذكر هذا الآن بحق الله؟ انجذبت عيناها بطريقة لا إرادية نحوه، وكأنما رأسها يستدير بفعل مغناطيس ضخم.. ولم يدهشها أن تراه مصوباً ناظريه إليها. عندما عاد للكلام كان صوته حازماً.
ـ حان وقت العودة إلى المنزل.
العودة إلى المنزل.. كان للكلمات رنين جميل.. ثم تذكرت أنها كلمات دارت في رأسها عندما صحبها في المرة الأولى إلى منزله..أحست يومذاك بأنها فعلاً عائدة إلى موطنها.. لكنها تعرف الآن أن العودة إلى بليارز تعني العودة إلى المنزل.
أمسكت لوسي ذراع بطريقة ودود: تعرفين أن هذا منزل جورج.. ولكنني و أباه نسكن في مكان قريب من هنا.. منزلنا هو في الدخل التالي إلى اليسار.. كان زوجي يحب الصور، فإن زرتنا أريناك بعض الصور التي قد يكون فيها أبواك.
برقت عينا بيني:" حقاً؟ ألديكم حقاً صوراً لأمي و أبي؟"
ـ يجب أن أفتش في الصناديق القديمة فقد مضى على تصويرها ما يزيد عن العشرين عاماً.
توقفت لوسي عن الكلام ثم أضافت تقول: سأتصل بك عندما أجد الصور.
ردت بيني شاكرة:" أنت في غاية اللطف".
ابتسمت لوسي ثم لثمت قبلة على خد بيني: وأنت فتاة حلوة.
في أثناء العودة، التفتت كيري من فوق كتفها اتقول لبيني برضى: حسناً عزيزتي.. لقد فتحت فتحاً جديداً، لقد أحبتك لوسي من النظرة الأولى، و أستطيع الجزم أنها ستقبل بك كنة بذراعين مفتوحتين.
أشعرتها الكلمات بالهستيريا..ولكنها ضبطت أعصابها و قالت: وأنا واثقة بأنها ستكون حماة متفهمة..ولكن هذا فقط إن وقع اختيار جورج عليّ. أتظنين هذا..شينا؟
بدا الغضب في عيني سوداء العينين و قالت بمشاكسة: لم تدعُني مع أنني ألمحت بصوت مرتفع إلى رغبتي في الصور.. ولكنها لم تطلب مني مرافقتك..لا.. لم تفعل..
ظلت تنظر إلى بيني بدون أن تحاول إخفاء خيبة أملها، قال تشارلز من فوق كتفه: لا أفهم لماذا تهتمين هكذا.
ـ أنت لاتعرف حقاً ما يثير اهتمامي.. وأنت إما تقفل الباب على نفسك في المكتب، و إما تسافر و إما تقضي نهارك في المزرعة حيث تلقي الأوامر على العمال.
قاطعتها كيري:" مهلك شينا..كان يومنا جميلاً، فلا تفسديه بتكدرك بسبب ماهو تافه".
ـ ليس شيئاً تافهاً!
ثم لاذت بصمت نكد، بعث التوتر.
أدهش تصرفها الغريب بيني، فلم تفهم لماذا ترى شينا أن من المهم رؤية الصور العائلية. و عرفت أن تشارلز راقب سوداء الشعر عبر المرآة ولكن، لم يبدُ، رغم التساؤل الذي في عينيه، قلقاً..لم تتكلم شينا مرة أخرى حتى وصلوا قرب نهاية المنطقة الريفية الجبلية، حين فاجأتهم بالميل إلى الأمام وربتت كتف تشارلز.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...8d05bd6bc7.gif


يتبــــــــــــــع

Rehana 09-01-09 11:57 AM


ـ هل لك أن توقف السيارة عند المعطف الحاد في القمة.. هناك سياج أبيض منخفض على حافة الطريق.
بدا العبوس على وجهه: أوقف السيارة؟ لماذا؟
ـ أريد التفرج على شيء.
ـ شيء..مثل ماذ؟
ـ أوقف السيارة في القمة!
بلغوا القمة التي أشارت إليها، حيث ينعطف الطريق حول منعطف مرتفع، قبل أن يبدأ بالتلوي نزولاً نحو السهل. أوقف تشارلز السيارة على حافة معشوشة قرب سياج أبيض. عندما شد المكابح اليدوية، مالت شينا من أمام بيني لتنظر إلى حافة ما إلى يسارهم.
كانت الحافة بداية منحدر حاد طويل، تقطعه الأخاديد و تكسوه طبقات صخرية بارزة من الحجر الكلسي.. إنه مكان يستحيل فيه إيقاف السيارة إن تدحرجت.. نظرت بيني إلى ما تنظر إليه شينا فارتاعت وسيطر عليها رعب بارد أرسل قشعريرة إلى ظهرها.. أحست بالدم يجف في وجهها، و التصقت بالمقعد، و صاحت صيحة الرعب...
سألت بصوت متحشرج: إنه هنا.. أليس كذلك؟ هنا وقعنا عن الحافة.. هنا قتل أبي و أمي.. أردت يا شينا أن أرى المكان..
وارتفع صوتها بالهسيريا و اهتزت بنوبة بكاء. التفتت كيري تواجه شينا، و نظرت إليها نظرة عدم تصديق: هل هذا صحيح؟ أهذا هو المكان؟
ـ أجل.. أخبرني جورج أنهما وقعا من حافة في أعلى القمة.. لقد وضع الحاجز هنا فيما بعد.
انفجر صوت تشارلز بغضب غير مكبوت: اللعنة يا شينا.. يا لفظاظتك.. أنت فتاة مدللة!
ـ لست مدللة.. إذ ستعرف عاجلاً أم آجلاً خاصة إن كانت ستمر في الطريق ذاته لزيارة أسرة كوردا.
في صوتها سخرية مريرة.. بدت كيري مصدومة.. وكأنها ترى شينا للمرة الأولى: أهذه محاولة تعمدتها لإزعاج بيني؟
قالت بيني:" نعم لأنها تكاد تجن غضباً مني.. إنها غاضبة لأن السيدة كوردا لم تدعها لرؤية الصور، لكنها على حق في القول بأنني سأعرف عاجلاً أم آجلاً".
ردت شينا بلهجة انتصار: على حق؟ بالتأكيد على حق، أعتقد أنني أسديتك خدمة.
شغل تشارلز المحرك، فبدأت السيارة تهبط القمة وسط صمت مطبق. ظلت بيني مقوقعة على نفسها في زواية المقعد مغمضة العينين.. ولكن بدل أن تبعد عنها زادت حدة المنظر حتى ارتعش جسمها كله ارتعاشة وصلت إلى أعمق أعماقها.
صاح بها تشارلز من فوق كتفه: أخرجي من هذا بيني.. أنت تتخبطين في الشفقة على النفس.
جلست مستوية تنظر إلى العينين البنيتين الناظرتين إليها عبر المرآة: لست غارقة في الرثاء على نفسي.. كيف تجرؤ..
ردت شينا الكيد إلى تشارلز بسبب ملاحظته السابقة لها: والآن من هو الفظ؟
استشاطت كيري سخطاً: أرجوكم.. جميعاً.. هلا تركنا هذه المسألة تمر؟
ثم و كأنها تدافع عن ابنها، التفتت تنظر إلى شينا، و على وجهها تعبير متألم.
ـ لقد أصاب تشارلز عندما قال إنك كنت فظة جداً.. ويجب أن أعترف أنني دهشة و محبطة سبب تعمدك إيلام بيني بهذه الطريقة.. لا أرى عذراً لما فعلت.
لم ترد شينا.. بل هزت كتفيها بلا مبالاة و كأنها بذلك تشير بوضوح إلى أنها لا تهتم أبداً برأي كيري بتصرفاتها. في أثناء رحلة العودة، أخذت تحدق من النافذة غاضبة بصمت أما بيني فكانت حائرة من تصرفها.
عندما و صلوا إلى المنزل كان يسيطر على بيني شعور بالكآبة لأنها السبب في هذا الصدع الذي جرى بينهما وعلى الرغم من أن كيري و تشارلز لم يعلقا على غياب شينا وقت العشاء، إلا أن الكرسي الفارغ لم يقلل من إحساسها بالذنب. لذا عندما انتهت وجبة العشاء شعرت بالراحة فتمتمت معتذرة و توجهت إلى الكتب حيث بدأت العمل على بعض الصفحات التي تركها لها تشارلز لتطبعها.. فالعمل هو كل ماتحتاجه.. إنه الطريقة الوحيدة التي تمسح فيها التفكير في تلك القمة.
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...8d05bd6bc7.gif


يتبــــــــــــــــع

gaviotta 09-01-09 02:52 PM

يسلموا على المجهود الرائع ... ننتظر التكملة

pretty 09-01-09 05:44 PM


قمر الليل لو سمحتي كمليهاااااااااااااااااااااااا


:f63: :f63: :f63: :f63: :f63:

انا كتييييير مشتهيه اعرف الباقي


يسلمو ايديكي كتير و الله يخليمي لا تطولي علينا

Rehana 09-01-09 09:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gaviotta (المشاركة 1813179)
يسلموا على المجهود الرائع ... ننتظر التكملة



الله يسلمك ..عزيزتي

Rehana 09-01-09 09:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة pretty (المشاركة 1813356)

قمر الليل لو سمحتي كمليهاااااااااااااااااااااااا


:f63: :f63: :f63: :f63: :f63:

انا كتييييير مشتهيه اعرف الباقي


يسلمو ايديكي كتير و الله يخليمي لا تطولي علينا



إن شاء الله بريتي..أكملها

والله يسلمك

دمتي بوود

Rehana 10-01-09 09:19 PM

6- أين يقودها القدر؟

لم تكن بيني مخطئة بشأن قيمة العمل، و التركيز عليه، إذ لم يطل حتى تلاشت ذكرى المنحدر من أفكارها وليس ذلك فحسب بل ارتفعت معنوياتها، و تسلل بعض المرح الذي تبعثه قصة كلب البودل الذي بذل جهده ليعلم مالكه أن الهاتف يرن.
لم تسمع تشارلز يدخل إلى الغرفة بسبب انغماسها بالعمل وما أحست بوجوده حتى جاء من ورائها حيث انحنى ولثم وجنتها بشفتيه. في الوقت نفسه تسللت يداه تضمانها إليه.. طغت صدمة تصرفه هذا على أية صدمة أخرى.
فشهقت وهي تقول:" لقد نزعت الجبيرة".
ـ أجل .. و تبدو أصابعي على ما يرام.
حرك أصابعه التي راح يمررها على بشرتها.. فضح تنفسها الحاد العميق تأثرها ولكنها حاولت إبعاد يديه عنها: تشارلز.. أرجوك..هل أنت واثق أن لا ضير في نزعها في هذا الوقت. تفحص يده ثم طوى أنامله أنملة أنملة
ـ لا أراها تضررت كثيراً..على الأقل ليس كما ظننا في البداية.
ـ لكن..لكن صورة الأشعة أظهرت الضرر؟
ـ لم أشاهدها، قيل لي إن الجبيرة ستساعد الأصابع للتغلب على الصدمة التي سببها هبوط وزن طن عليها.
تصاعدت ريبتها: أتعتقد أنك كنت بحاجة إليها فعلاً؟ ألم يكن ذلك مجرد خداع؟
ـ خداع؟ وما الهدف؟
بدا وميض مرح في عينيه وهو ينتظر الرد. ولكنها ندمت على ما قالت، ولم تتمكن من التفوه بسؤال كان يدور في رأسها.. فقام هو عنها بهذا.
ـ أتعتقدين أنني وضعت الجبيرة كخدعة لأحصل على مساعدتك؟
أحست بالندم:" الواقع أنني فكرت في هذا إنما للحظة فقط فقد تذكرت أنك في تلك المرحلة لم تكن تعرف أنني قادرة على مساعدتك..ثم، لا يمكن للمرء التأثير على من يديرون المستشفى. فما داموا ارتأوا وضع الجبيرة فهذا يعني أن الأمر ضروري حتماً".
ـ و الألم الذي عانيته يومذاك؟ أتعتقدين أنني تظاهرت بأنني أتألم.
راعها الاقتراح، خاصة وقد تذكرت وجهة الشاحب ألماً: لا..لا بالتأكيد لا. آسفة لأنني استخدمت صفة الخدعة.
ـ هل هذا اعتذار؟
نظرت إليه عاجزة: " وما عساي أقول غير هذا؟"
ـ سيرضيني شيء آخر كهذا مثلاً.
أمسكت يده اليسرى القوية ذراعها ليسحبها من مقعدها..ثم أدارها لتواجهه، وضمها بين ذراعيه. بعدما تحررت يده اليمنى من الجبيرة راحت تتلمس خصلات شعرها الأشقر وتلف الخصل في لفائف، أما اليد الأخرى فتسللت إلى خصرها، عندئذ أدركت كم كان عناقه محدداً في الماضي.
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...b4e03df02f.gif


يتبـــــــــــــــع

Rehana 10-01-09 09:29 PM

غمرها شذا رجولته، وتسلل إلى كل جزء من كيانها، وساقها إلى حالة ذهول، حتى فتحت عينيها أخيراً تنظر إليه..كان الوجه الذي يرد لها النظرة خالياً من أية تعابير، فشعرت بأنها هوت من أعالي الغيوم إلى الأرض بقوة مفاجئة. لقد رأته ينظر إليها ببرود، وبطريقة تأملية، فسألته: هل من خطب؟
ـ لا.. ولكنني لا أعرف ماذا سأفعل بك.
ـ ولماذا أنت مضطر لفعل أي شيء بي؟ لا أفهم..
ـ أعترف أن الأمور لم تحصل كما توقعت.
ـ وهل ظننت أنني سأقع في هوى جورج؟ أنا آسفة إن خيبت أملك.
راقبها بشدة:" ألا تعجبك فكرة العيش في منزلك القديم مجدداً؟"
نظرت إليه بعينين ملؤهما عدم التصديق: أو تظن أنني قد أتزوج جورج من أجل العيش في منزلي القديم؟
ـ نعم، لم لا؟
صاحت غاضبة:" أنت لا تعرفني أبداً، ولكنني أقدر لك تفكيرك في مصلحتي ، فيما أمك و شينا.."
وصمتت، سأل بحدة: نعم؟ ماذا عن أمي و شينا؟ أوضحي ما تقولين يا زرقاء العينين؟
ـ إنهما من دبرتا أمر اصطحابي لملاقاة جورج.. وليس على المرء أن يكون قارئ أفكار ليعرف السبب.
ـ ألم يكن السبب مساعدتك على مشاهدة منزلك القديم؟
ـ بل كان الأمر أكثر من هذا.. لذا، إن ظننتم أنني سأقع في غرام جورج، فستصابون بخيبة أمل كبيرة.
قال بعذوبة:" لم تكن شينا خائبة الأمل".
ـ ماذا تعني؟
ضحك:" يا صغيرتي..بدأت أتساءل عما إن كنت فعلاً ذكية كما ظننتك..ربما من الأفضل أن تقتربي مني لأشرح لك".
جذبها إليه مجدداً، ولكن، رغم شوقها للتعلق به ورغم توقها إلى الاستجابة له أصيبت برعب مفاجئ مرده خوفها من أن تدخل كيري تايمر إلى الغرفة، فتراهما بين ذراعي بعضهما بعضاً.كانت الفكرة كافية لإرسال رعشات انفعال راحت تتسابق في أعصابها..
ـ تشارلز.. توقف عن هذا.. قد تأتي أمك.
ـ وإن يكن؟
ـ أو تسأل و إن يكن؟ وأنت تعرف أن أمك تعتبرك ملكاً لشينا.
ـ أيقلقك هذا حقاً؟
ـ بالتأكيد يقلقني.. لا أستطيع التركيز.. وأرتكب أغلاطاً في الطباعة..لا أستطيع العمل و غضبها مسلط فوق رأسي..
وجدت القوة للمقاومة فتحررت من ذراعيه، و أسرعت تترك الغرفة ملتجئة إلى غرفتها في الطابق العلوي. بعد فترة قصيرة، كانت تجاهد قواها لتبعد تشارلز عن أفكارها.. و جلست في السرير تقرأ كتاباً من كتبه.. وعيناها تمران بالكلمات، أحست أن شخصية تتصاعد من الكتاب لتغمرها بنشوة من الشوق الشديد.
عادت إليها ذكرى ذراعيه عندما ضمتاها..ثم تناهت إليها بعض كلماته، كلمات حيرتها.. ماذا قصد عندما قال إنها ليست ذكية كما يظنها؟ كيف بدا له أنها غبية؟ وضعت الكتاب من يدها، ثم استلقت تفكر في الأمر.
هل السبب فشلها في إظهار أكثر من اهتمام عادي بمالك منزلها القديم؟ عليها أن تعترف أن لجورج ابتسامة جاهزة على وجهه، و شخصيته لطيفة، ولكنها لم تسمع الأجراس ترن حين تفكر فيه.
حل الصباح التالي بدفئه فنهضت من السرير مسرعة.. استحمت، ارتدت فستاناً صيفياً ليكي اللون لم يسبق أن ارتدته، ثم سرحت شعرها و نظرت من النافذة إلى حيث صف من أشجار الحور الطويلة المنتصبة أمام السماء الزرقاء..لكن الاضطراب كان يخالج أفكارها.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...b4e03df02f.gif


يتــــــــــــــــــبع

gaviotta 10-01-09 11:06 PM

شكراًً يا غالية .. بس رجاء لا تطولي علينا ..

Rehana 11-01-09 07:17 PM

عزيزتي ..بحاول قدر المستطاع

دمتي بوود

lanoo 11-01-09 08:20 PM

مشكووووووووووووووورة على البارت الرائع
بنتظارك

Rehana 11-01-09 09:56 PM

أدركت أن مبعثه تفكيرها في تشارلز.. والواقع أنها بدأت تدرك عمق تجاوبها معه و بسبب حبها له تخشى أن تفقد سيطرتها على نفسها. لقد عانقها في مناسبات عدة.. والسؤال الجارف الذي كان يقض مضجعها..لماذا؟ في البدء ظنت أنه نوع من التحايل لإقناعها بالبقاء وراء الآلة الكاتبة ولكن هذا العذر ما لبث أن زال بعدما وعدته بالبقاء.
لم تصدق أنه يحبها..فلو كان يحبها، للاحظت الدلائل..أليس كذلك؟ إذن، هذا يعني أنه لا يقوم بتلك المداعبات إلا إرضاء لغروره؟ لقد أزيلت الجبيرة عن يده الآن.. وهو كما قال يفضل أن تكون يداه حرتين عندما يغازل امرأة.. عندما قال لها هذا لم تفكر كثيرا في ما قاله.. أما الآن فتتساءل عما إذا كان عليها أن تعتبر قوله إنذار لها.
في الصباح دخلت إلى المكتب الذي تحول تدريجياً إلى ملاذ لراحة فكرها.. إنه الجنة، حيث الأفكار التعسة تتلاشى في العمل.كانت آخر فكرة طرأت على بالها أنها تعني شيئاً للرجل الذي تحبه.. جعلها التوتر تضرب بقوة على مفاتيح الآلة، لكن عندما تناهى إليها صوت تشارلز كان توترها قد تلاشى..دخل إلى الغرفة بخفة فلم تسمعه ووقف ينظر إليها وعلى وجهه نظرة تسلية.
ـ أمن الضروري أن تضربي هذه الآلة يوم الراحة؟
هزت كتفيها و قالت بغضب:" بالتأكيد ضروري".
ـ هكذا إذن.. أنت غاضبة هذا الصباح..أليس كذلك؟ حتى و نحن نبدو رائعين بفستاننا الليلكي.. أظننا متعبون من العمل المرهق لذا نزهة في الريف ضرورية لنا.
دهشت، و التفتت إليه:" نزهة في الريف؟".
ـ سأصحبك إلى محمية الطيور المحلية في جبل" مونت بروس".. على أن ننطلق بعد الغداء.
رفعت كلماته معنوياتها، فسلبتها القدرة على المقاومة: ستكون رحلة رائعة إذ لم أذهب إلى هناك قط.
شعرت في تلك الصبيحة بإثارة جياشة، سببها الترقب للخروج معه.
غادرا المنزل، بعد وجبة الغداء مباشرة، وفيما كانت الرينو تطوي الأميال الخمسة عشر، أخبرها قليلاً عن الهدف من إقامة المحمية: الهدف منها هو حماية النماذج النادرة للطيور المحلية.
أصغت إليه بسعادة وكانت مستمتعة برنة صوته العميق وهو يخبرها عن طير" اليبوكيكو" و " الكاكابو" و " الكيوي"، لكنها قلبياً كانت تعرف أنها لن تهتم أبداً حتى ولو كانت المحمية لتوليد الفئران بدل الطيور.. فتشارلز هو الذي يرافقها، وهي الآن مترعة الكأس.
ما إن وصلا إلى المنطقة الحرجية حتى قادها إلى قفص مميز وقال لها: هاهو طير" التاكاكي" الذي اعتقدوا أنه انقرض، حتى اكتشفت مستعمرة صغيرة له.
تأملت الطير الكبير، وقالت: لم يكن لدي فكرة عن جمال ألوانه.. الواقع أن كل شيء هنا جميل رائعة، وتلك البحيرة هادئة آمنة.
نظر إليها محدقاً: هل استمتعت حقاً بالمجيء إلى هنا؟
برقت عيناها وهي تنظر إليه:" أجل، لقد أحببت المكان، شكراً لك".
ازدادت رضى عندما شعرت بأصابعه تتشابك بأصابعها. اقتادها من قفص إلى آخر، حيث تأملا كل طير في مكانه. وعندما سارا في طريق معزول، تاقت إلى أن يضمها بين ذراعيه.. وأن يعانقها في هذا المكان لئلا تنساه أبداً.. ولو اعترف لها بحبه لملكت الدنيا كلها.
لكن، لم يحدث شيء من هذا القبيل وعوضاً عن ذلك نظر بسرعة إلى ساعته وقال: ياإلهي. تكاد تبلغ الساعة الثانية والنصف.. من الأفضل أن نعود. أخذ ذراعها، وهرع بها، راكضاً تقريباً، إلى السيارة.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...8c91d99750.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 11-01-09 10:07 PM




دهشت بعجلته، ودهشت أكثر عندما أدار المحرك واتجه جنوباً بدل العودة إلى ماسترتون.
ـ إلى أين نحن ذاهبان؟
ابتسم:" نقابل رجلاً بخصوص كلب".
انخفض فكها قليلاً:" سنذهب لمقابلة شخص؟"
ـ أجل، المسجلة تحت بساط السيارة في الخلف.. لدى أحد الرجال كلب حراسة لابرادور ذهبي يقول إنه أذكى الكلاب في العالم.. ويريد مني أن أراه وهو يتصرف تصرفات تدل على ذكائه.
ـ إذن، كنت ستأخذني أصلاً إلى هناك؟
ـ أجل.. ولكن فكرت أن نزور المحمية في طريقنا.
نظرت أمامها مباشرة تحارب خيبة الأمل المريرة..ما أغباها عندما ظنت أنه ينوي أن ينزهها، و ماأحمقها لأنها تصورت ولو للحظة أنه يسعى لرفقتها.
سألها بهدوء:" هل خطب؟"
ـ لماذا تسأل هذا السؤال؟
ـ أحس بذلك..لقد صمت تماماً.. في الغاية كنت كشعاع شمس.. أما الآن فقد الضباب عليك.
هزت نفسها داخلياً، يا الله!أهي شفافة إلى هذا الحد؟ و لكنها رغم ذلك ظلت صامتة.
أصر:" مازلت أنتظر رداً.. ماالذي أزعجك؟ لا يعجبني من يتقلب بين الحرارة و البرودة لحظات".
ردت، وقد أخذت كبرياؤها بالتخلى عنها: وأنا لا أحب من يقول إنه يقول إنه سيصطحبني في نزهة، فيما الواقع عكس هذا.. إنه أمر يشعرني بإحباط رهيب.
ظلنت عيناه على الطريق أمامه: هكذا إذن.. حسناً. صديقيني إن قلت إنني أردت أن ترافقيني ولولا رغبتي تلك لجئت وحدي..
أدركت أن هذا صحيح.. فأبهجتها الفكرة وجعلتها تطرح أسئلة عن كلب اللابردور الذي يتوجهان لرؤيته. كان يشرح لها أموراً عن الكلب ولكن أفكارها كانت منصبة على قوله الذي قاله قبل قليل. " صدقيني إذ قلت إنني أردت منك أن ترافقيني".
جعلتها الكلمات تحس بالسعادة و لكنها الآن بدأت تأخذ زواية مختلفة..لقد أراد أن تكون برفقته لأنه بحاجة إليها لتحمل آلة التسجيل، خاصة إن المقابلة خارج المنزل..صحيح ان الجبيرة انتزعت، ولكنه قلما كان يستخدم يده..إذن، كان بحاجة مرة أخرى إلى مساعدتها لا إلى صحبتها..اللعنة على الرجل.. واللعنة على غبائها.
كان الوقت متأخراً بعد الظهر عندما عادا إلى المنزل ليشاهدا كيري مشغولة بكتابة بطاقات الدعوة لحفلة الميلاد المقبلة.. توقفت بيني رؤية شينا معها، لكن الفتاة لم تكن موجودة..وهذا ما لاحظه تشارلز، الذي نظر إلى كومة المغلفات وقال: أليس من المفترض بشينا أن تساعدك في كتابتها؟
لم تخف كيري توترها:" نعم صحيح لقد اتصلت بها لأخبرها بأنني بدأت بكتابتها، و لأدعوها إلى العشاء، ولكن عندما قلت لها إنك اصطحبت بيني في نزهة وجدت عذراً".
قال تشارلز بخفة:" لا يكدرنّك الأمر ياأمي، سيكون كل شيء على ما يرام".
صاحت بغضب:" ولكنه يكدرني فعلاً".
ثم أدارت نظرت مؤنبة إلى بيني، وكأنها تضيف: تلك السبب في غياب شينا. ثم سألت: هل استمتعت بنزهتك؟
ردت بيني بعذوبة:" أجل .. شكراً لك.. أحببت الطيور المحلية التي رأيتها وكان بلاك مذهلاً".



http://www.liillas.com/up2//uploads/...8c91d99750.gif


يتـــــــــــــبع

gaviotta 11-01-09 10:55 PM

يسلمواااااااااااااااااااا

Rehana 12-01-09 03:00 PM

الله يسلمــــــــــــك

فراشة * 12-01-09 11:47 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
ونتظر التكمله ارجوك لا تتاخري

Rehana 13-01-09 04:17 PM

إن شاء الله خيرر

ما بقي إلا قلـــــــــــيل

دمتي بحفظ الله

Rehana 13-01-09 04:26 PM


ـ بلاك؟
ـ أجل، كلب لايبرادور ذهبي.. فلم تكن النزهة إلا من أجل القيام بمقابلة أحد الأشخاص.
بدت الأم مذهولة:" لم أكن على علم بذلك".
قال تشارلز لأمه بنفاذ صبر: ألا ترين أن الوقت قد حان للتوقف عن التفجع بسبب غياب شينا؟ قلت لك إن كل شيء سيكون على ما يرام.
تحركت بيني بسرعة نحو المكتب، لأنها لا ترغب في سماع ما قد يجري من نقاش بين الأم و ابنها بشأن العلاقة مع شينا..لكن كلمات تشارلز أرسلت رجفة في أوصالها.. إن كلماته تعني بالتأكيد أن ما ترغب فيه يوشك أن يحدث.. وانه و شينا..
دفعت عنها الفكرة، وصبت اهتمامها على الآلة الكاتبة. عندما كانت تمتد يدها إلى كومة أوراق جديدة، نظرت صدفة إلى التقويم المعلق على الجدار.. فراعها التاريخ و تذكرت أن عليها شراء هدايا للخالتين،ثم إرسالها بالبريد.
في الصباح التالي، ذكرت هذا أمام تشارلز وهم على مائدة الفطور، قالت معتذرة:" هذا يعني قضاء بضع ساعات في ماسترتون".
ـ لابأس، فليكن اليوم راحة لك وإن احتجت مالاً فاستخدمي المال المودع باسمك في مصرف نيوزيلند.
ضحكت:" تعني في ويلنغتون.. ليس عندي حساب في ماسترتون".
ـ أصبح لديك الآن.. فتحت لك حساباً في الأسبوع المنصرم..أتظنين أن كرامتي ستسمح لي بتركك تقومين بكل هذا العمل مقابل لا شيء؟
تورد وجهها: لكنني لا أتوقع مالاً على ماأقوم به بسرعة و سهولة..ثم هل نسيت أنني أنا من سبب لك الحادثة؟
ـ نسيت؟ وكيف أنسى؟ على أي حال.. كنت سأضطر لدفع أجرة لأحد للقيام بهذا العمل.. والحمد لله لأنه تم على يد شخص خبير.
صمت قليلاً ثم أضاف، لدي عمل أنهيه هناك بعد الظهر.
عندما كانت تتجول في منطقة السوق في ماسترتون، تجنبت المصرف إذ لم تكن فكرة إيداع المال باسمها مريحة لها فهي لا تحتاجه على أي حال، إذ لديها دفتر شيكاتها..لكن، قبل أن تشتري شيئاً قررت إلقاء نظرة على واجهات المحلات المصطفة على جانبي الشارع الرئيسي، الذي يمر بوسط البلدة.
لم تكن هدايا الخالتين مشكلة كبيرة..فهي تعلم أن الخالة جيلين تفضل ما هو عملي.. فيما تحب الخالة دايان المناديل الحريرية الصافية التي تربطها حول عنقها لإخفاء التجاعيد. استدعت هدية كيري منها تفكيراً كثيراً ولكنها أخيراً اشترت لها زجاجة عطرها المفضل" أوسكار دولاريتانا" و اشترت من المحل نفسه صابون حمام خاص من أجل شينا.. تعرف أن شينا لن تكون شاكرة لها على هذه الهدية ولكنها لن تسطيع إبعادها عن اللائحة.
بعد ذلك اشترت هدية لسامنثا و أمها المشكلة الكبرى التي ظلت تواجهها فهي هدية تشارلز، ماذا يمكن للمرء أن يشتري لمثل هذا الرجل الذي يملك كل ما يحتاج إليه؟ فكرت أن عليها شراء هدية مميزة تذكره بها فقط. نظرت إلى الساعة فوجدتها تتجاوز الواحدة، ففكرت بأن الغداء قد يساعدها على التفكير. وجدت طريقها إلى مطعم، موائده مستترة عن بعضها بعضاً بجدارن فاصلة تشكل مربعات صغيرة مفتوحة..كان المكان يعج بالناس.
اتخذت لنفسها مائدة في مكان مظلم و فيما كانت تحتسي الشاي وتراقب الناس وهم يدخلون و يخرجون عنت على بالها فكرة بالنسبة لهدية تشارلز. تساءلت بينها وبين نفسها لماذا لا تشتري له أزرار ذهبية على شكل رأس كلب على طرف و حرف اسمه على الطرف الآخر.. هل يذكره هذا بها.. ولو قليلاً؟



http://www.liillas.com/up2//uploads/...59ab11b872.gif


يتــــــــــــبع

Rehana 13-01-09 04:33 PM

كانت مسرورة بفكرتها سروراً جعلها لا ترى الشخصين اللذين دخلا إلى التربعية الأخيرة المواجهة لها في آخر الممر.. ولكنها التفتت عندما سمعت رنين صوت الفتاة وهي تقول: حبيبي.. آسفة على تأخري.
كان الصوت مألوفاً بحيث جعل أفكار بيني تتجمد..ولكن ما إن نظرت إليها حتى دهشت لرؤية شينا و جورج كوردا جالسين على المائدة المقابلة. كانا مشغولين ببعضهما بعضاً. راقبته يميل إليها ليلثم وجنتها ثم ما لبث أن رفع يديها يلثم كل أنملة من أناملها. ومضت عينا شينا وهي تنظر إليه.. وكان المشهد يتحدث عن نفسه.
مرت عدة دقائق قبل أن ينتبها لوجود بيني.. ظهر هذا عندما التفت جورج لينظر عبر الممر. حالما تلاقت عيونهما، أصبح تصرفه مرحاً.
ـ مرحباً..أليس هذه بيني الصغيرة؟
لاحقت نظرات شينا نظراته. ففغر فاها قليلاً، وبدت بكماء خرساء من الصدمة. ثم تورد وجهها، وهذا مادفع بيني إلى الرغبة في الضحك.. إنها المرة الأولى التي تدفع شينا إلى موقف مربك!
كانت شينا سريعة في استعادة رباطة جأشها.. فنظرت إلى كومة المشتريات على طاولة بيني وقالت: هل أنت في المدينة للتبضع من أجل الميلاد؟ أليس تشارلز معك؟
ردت بيني بخفة:" لو كان معي فهذا يعني أنه خفي. على أي حال ، قال إنه سيكون هنا لقضاء بعض الأعمال".
ابتسمت شينا بعذوبة:" رجاء اذكريني عنده".
ردت بيني الابتسام:" سأفعل".
ثم صبت لنفسها كوب شاي آخر.. رنت إلى شينا بطرف عينها فرأتها تهز كتفيها بلا اكتراث قبل أن تولي اهتمامها كله إلى جورج. ما إن غادرت بيني المطعم حتى اتجهت إلى محل جواهري كبير لاحظت وجوده في البلدة.. كانت واجهاته تلمع بصفوف من الخواتم الألماسية التي لفتت نظرها و أسرته.
انسلت من بين شفتيها تنهيدة وهي تدخل إلى المحل. عندما شرحت ما تفكر فيه للبائع قادها إلى منضدة زجاجية مليئة بالأزرار من كل صنف ووصف..
قال:" لدينا هنا ماتريدين. أزرار لها رأس كلب" كولى" الراعي، أما الأحرف التي تريدين حفرها فيمكنني ذلك قبل الثالثة والنصف من بعد الظهر".
أحست بالراحة لأنها حلت مسألة هدية تشارلز فذهبت إللى مكتب البريد ومن هناك أرسلت هديتي خالتيها.. بعد ذلك ظلت تتسكع قليلاً وتشتري الطوابع.. فيما كانت تغادر المكتب، شاهدت تشارلز من بعيد. كان يسير بسرعة و العزم في كل خطوة من خطواته، أسرعت لتلحق به ولكنها شاهدته يدخل إلى محل الجواهري، فتوقفت مترددة، وقد هاجمتها ذكرى فظاظة شينا بعدما رفض أن يصطحبها إلى محل الجواهري حينما قضى يوماً معها في المدينة.
هل اعتقدت شينا أنه على وشك شراء خاتم خطوبة لها؟ لو كان الأمر كذلك، لتمت انتقاء عوضاً عن الاعتماد على اختيار تشارلز. ما إن وصلت بيني أمام باب المحل وقفت مترددة، فقد بدا تشارلز غارقاً في حديث عمل خاص. كان يقف وظهره إليها تقريباً، ينظر إلى علبة صغيرة يحملها البائع.. ومن فوق رأسيهما تدلى مصباح كهربائي أضغى وميضاً براقاً على العلبة. علمت أن في العلبة خاتماً ألماسياً.
إذن، إنها على حق.. إنه على حق..إنه يشتري خاتم خطوبة اختاره سابقاً..ثم تسارعت ذكرى كلماته إلى رأسها وهو يؤكد لها أن كل شيء سيكون على ما يرام! فهل هذا بالأمس فقط؟ اتجهت أفكارها في مابعد إلى شينا التي هي الآن مع جورج كوردا، ثم جعلها الموقف تشعر بالسقم.. فتحركت مبتعدة عن الباب قبل أن يراها تشارلز، وبدأت بالسير على غير هوادة من محل إلى محل، أخيراً، وجدت مقعداً جلست فيه تنتظر حتى يحين موعد استلام ازرار القميص.
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...59ab11b872.gif


يتــــــــــــبع

فراولة2008 13-01-09 09:27 PM

ألف شكر يا أختي قمر الليل:55:
أتمنى تخبرينا كم باقي على الرواية إذا مافي كلافة
موفقة

Rehana 13-01-09 10:25 PM

خخخخ..ما بقى إلا قلــــــــــيل :1HQ05157:

دمتي بحفظ الرحمان

golya 14-01-09 01:34 AM

الف شكر ياقلبي بنستناكي ,,

Rehana 14-01-09 11:53 PM

الشكر لك ..جواليا :flowers2:

أم عزام 15-01-09 04:25 PM

جزاك الله الف خير


مستنيتك يا أمر

رجاء حبوبة ألبي كمليها بسرعة

فتى الظل 15-01-09 06:53 PM

رائـــــــــــــعة انتظر البقية .....

Rehana 15-01-09 09:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عزام (المشاركة 1822205)
جزاك الله الف خير


مستنيتك يا أمر

رجاء حبوبة ألبي كمليها بسرعة



أم عزام ..سررت بوجودك

خاصة أن أول مشاركة لك هي هنا

وأن شاء الله تكتمل الرواية

دمتي بوود

Rehana 15-01-09 10:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتى الظل (المشاركة 1822388)
رائـــــــــــــعة انتظر البقية .....



الأروووع ..مرورك أخي فتى الظـــــــل

دمت بحفظ الله

Rehana 15-01-09 10:35 PM


راحت بيني تراجع الأحداث حدثاً فتذكرت أن شينا بنواياها نحو جورج كوردا، كانت تسعى إلى دفع تشارلز للغيرة.. والواضح أنها نجحت، لأن تشارلز قرر أخيراً أن يخطبها.
ولكن، في الوقت نفسه تطورت العلاقة بين جورج و شينا وتعدت الإعجاب، كان تصرفهما الحميم في المطعم الدليل على هذا الواقع. كرهت بيني أن تجرح كرامة تشارلز فقد جعلها تشفق عليه. نعم لقد انتظرته شينا طويلاً ولكن كان عليه أن يكون واثقاً من مشاعره نحوها.. وأخذت تختلق الأعذار له.
ثم تبادر إلى ذهنها سؤال آخر.. متى ينوي تقديم الخاتم لشينا؟ سيكون هذا في حفلة الميلاد.. لاشك أنه ينوي إعلان الخطوبة بوجود كل الأصدقاء.. تنهدت وخيبة أملها المريرة تغمرها. لكن، من يعلم ماقد يحدث؟ هل تحب شينا جورج حقاً؟ أم أن الأمر مجرد هوى عابر؟ هل استرعى منزله و تحفه الأثرية انتباهها؟ تركت بيني المقعد كئيبة و توجهت إلى محل الجواهري.. أخذت علبة الأزرار المدفوع ثمنها سابقاً، ثم عادت إلى سيارتها.. لتقفل راجعة إلى المنزل.
ما إن اقترب يوم الحفلة حتى لاحظت بيني أن مزاج كيري تايمر يزداد تجهماً، ولم يصعب عليها معرفة أن السبب هو استمرار غياب شينا.. وفي أحد الأيام دخلت كيري إلى المكتب.
قالت و كأنها تتوسل: عزيزتي.. أكره أن أزعجك و أنا أراك مشغولة.. ولكن هلا ساعدتني في تزيين شجرة الميلاد؟ سامنثا و أمها مشغولتان في المطبخ.. و.
وصمتت فأضافت بيني:" وشينا غير موجودة هنا".
ـ بالضبط.. يبدو أنها تتجنبنا.. و أود لو أعرف السبب.
ردت بيني بوقار بارد:" أعرف أنك تعتقدين أنني السبب".
تنهدت كيري تايمر:" لم أعد أعرف في ما أفكر..لقد زينت شينا شجرتنا سنوات عديدة..فلماذا تمتنع هذه السنة؟".
ترددت بيني ثم سألت:" ربما وجدت شخصاً آخر تهتم به".
برُد صوت كيري:" أتوحين أنها تنظر إلى رجل غير تشارلز؟ لاشك أنك تمزحين.. بالتأكيد!.. حسناً أتنوين مساعدتي أم لا؟"
ـ بالتأكيد.. فأنا أحب تزيين أشجار الميلاد.
تركت الآلة الكاتبة ولحقت بكيري إلى حيث شجرة الميلاد. في الساعة التالية استمتعت بيني بالتزيين فعلاً. مدت ذراعيها لتربط أسلاك الأضواء، بعد ذلك أضافت الأجراس الزجاجية الملونة و الكرات و تماثيل الغزلان و الحيوانات الأخرى البراقة.
ربطت كيري بضع كرات ملونة على الأغصان المنخفضة، لكنها أمضت معظم الوقت وهي تقف من بعيد لتراقب عمل بيني.. قالت و الامتعاض واضح في صوتها:" تقومين بكل شيء بكفاءة".
أنهت بيني تثبيت النجمة في أعلى الشجرة، ثم نزلت السلم. و سألت بلهفة:" أترينها مناسبة؟"
نظرت كيري إلى الشجرة بصمت، ثم اعترفت على مضض: أجل ..أنا واثقة أنها ستبدو.. جيدة ..إنما ليس بالقدر..
قاطعتها بيني:" لكن ليس بالقدر الذي يبلغ جهود شينا".
ـ حس يا عزيزتي.. شينا فنانة.
هبطت معنويات بيني.. لقد بذلت جهدها من أجل تزيين الشجرة بطريق مميزة، لكن يبدو أن كيري تايمر لم تتأثر بالنتيجة.. سألتها عابسة:" ألم تعجبك؟"
لكن، قبل أن ترد كيري، قال تشارلز من ورائهما، وهو ينظر إلى الشجرة: آه.. أرى الشجرة وقد تمت زينتها.
سألته أمه وهي تدعوه للانتقاد:" مارأيك بها؟"



http://www.liillas.com/up2//uploads/...f6ae2a1873.gif


يتــــــــــــبع

Rehana 15-01-09 10:41 PM



تابع تأمله بصمت.. فتابعت أمه: تذكر أن شينا كانت تضع تماثيل بابا نويل البيضاء و الحمراء على الأغصان الخارجية فتبدو جميلة.
قال مفكراً:" لكن بيني جمعتها تحت النجمة.. هي تدرك بأن في الاتحاد قوة..بطريقة ما، هناك شيء مميز في إدارتها لوجوهها نحو النجمة.. وهذا تحسين بارز على ما أظن".
فغر فم كيري قليلاً:" آه، أرى ما تعني.."
أضاف:" كما تعجبني الطريقة التي وزعت فيعا الكرات الصغيرة و الأجراس. فالألوان متناسقة تبدأ بالأحمر ثم تتدرج نحو الأصفر فالقرمزي فالأزرق فالبرتقالي وهذا تغيير بارز يختلف كل الاختلاف عن البعثرة العشوائية..أجل، يجب تهنئة بيني على جهودها"
أحست بيني بتورد وجنتيها وجعلت كلماته قلبها يبتهج.. ولكن، في الوقت نفسه، لاحظت أن شفتي كيري رقتا و أصبحتا خطاً رفيعاً دليل عدم الموافقة. هكذا تراجعت بيني بسرعة و عادت إلى المكتب. ما إن حل يوم الحفلة، حتى وجدت بيني نفسها تواجه مشاعر مختلفة.. فمنذ الصباح الباكر سيطرت عليها الكآبة بشدة لأنها واثقة بأن المساء يحمل معه إعلان خطوبة تشارلز.
غسلت شعرها.. وعندما كانت تلفه على اللفائف.. عذبت نفسها بالتساؤل عما إذا كانت ستتمكن من المحافظة على وجه مشرق أمام الضيوف المتعددين.. عرفت أنها مضطرة لتقبيل بيني و شينا متمنية لهما السعادة، وأن عليها أن تبتسم، فيما قلبها باك.. ولو هربت إلى غرفتها للاحظ الضيوف غيبتها. ولارتفعت الحواجب و لطرحت الأسئلة.
في النهار لم تشاهد تشارلز بل لمحته أحياناً مع أمه عندما التقيا وهما يمران في الردهة، فاجأها بتوقفه ليقول: الليلة، يجب أن ترتدي الثوب الرقيق الليلكي الذي ارتديته عندما ذهبنا إلى المحمية.
نظرت إليه شاهقة: أتذكر ما كنت أرتديه؟
ـ بالتأكيد، ومن يستطيع أن ينساه؟
تصاعدت الثورة في داخلها:" أنت تضحك علي.. وتجرؤ على فرض ما أرتديه.. أنت.. على وشك.." وصمتت.
ضاقت عيناه سائلاً: أجل، وأنا على وشك ماذا؟
لكنها لم تتمكن من النظر إليه:" لاشيء".
ارتدت على عقبيها تهرع صاعدة الدرج وروحها مشبعة بالبؤس. ما أشذ ما أوشكت على فضح حماقتها!
تبعها صوته إلى أعلى الدرج: لولا شدة انشغالي لأجبرتك على الكلام.
كانت ساخطة وهي ترتدي الفستان ذي التنورة المكسرة كحد السكين.. ومع أنها كانت تقول لنفسها أنها لن تهتم كيف ستظهر ولكنها رغم ذلك وجدت أنها تضع المزيد من الماكياج بل أكثر من العادة وتهتم بشعرها.
عندما نزلت، رأت تشارلز واقفاً يستقبل زواره فكاد منظره يخطف أنفاسها.. بدا لها غاية الوسامة في بذلته السوداء الرائعة التفصيل، بل وجدت صعوبة في إشاحة بصرها عن منظره المثير.. ولكنها ما لبثت أن كبحت هذه الرغبة الجامحة و سيطرت عليها بتوجيه اهتمامها إلى كيري التي بدت أنيقة بهية في فستان ثمين أزرق قاتم.
دخلت إيلين ريد و سامنثا إلى المكان، مرتدتين أفضل ما عندهما. وما إن بدأ الضيوف بالتوافد حتى وجدت بيني نفسها تُقدم إلى مدير المزرعة، ثلاثة رعاة و زوجاتهم.. عندئذ أدركت أن تشارلز ينظر إلى عماله على أنهم أصدقاء.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...f6ae2a1873.gif


يتبـــــــــــــــع

Rehana 16-01-09 04:03 PM

امتلأت الغرفة بالضيوف في وقت قصير. عندما وصلت أسرة كوردا، قُدمت بيني لوالد جورج وهو رجل طويل عريض المنكبين، يعتبر نسخة عن ابنه.. وفيما كانت لوسي تقبلها بحرارة قالت لها: لقد فتش دايفد بين صوره و شرائط أفلامه، ووجدها.. وقد وجد فيلماً فيه صور أبويك.. نحن شاكرون لأنها لم تتلف. سأحدثك فيما بعد.. يجب أن تأتي لتريها.
هزت بيني رأسها..ثم وجدت نفسها بين ذراعي جورج بعناق لا يمكن وصفه إلا بأنه عناق أخوي.. حينما تركها أدركت أن تشارلز يراقبهما عبر الغرفة ولكن، قبل أن تبدأ بالتساؤل عن عبوسه، ارتد اهتمامها نحو شينا التي وصلت لتوها..كانت تبدو مذهلة بثوب أحمر.. دخلت بطريقة مسرحية، إذ وقفت بالباب تنادي و تلوح لأصدقائها في الغرفة. تقدم تشارلز يستقبلها معانقاً إياها عناقاً سريعاً ثم انضم إليهما جورج الذي أخذ شينا جانباً.
حاولت بيني التي كانت تراقب ما يجري أن تعرف رد فعل تشارلز على هذه الحركة، لكن قاطعتها لمسة خفيفة على ذراعها.. التفتت فإذا بها تواجه رجلاً كهلاً أقرع عيناه زرقاوان حادتان.
ـ أعرف من أنت.. أنت نسخة جديدة عن مارلين.
صاحت منفعلة:" وأنت السيد دينغويل"
قال موبخاً: كان عليك المجيء لرؤيتي منذ زمن بعيد. في ذلك اليوم الذي زرتكن فيه لم أرك كثيراً.. كيف حال المشاكسة جيلين. ألا زالت تصر عل أسنانها؟
ضحكت بيني:" لا أدري.. لم أرها منذ بضعة أسابيع.. ولكنني اليوم لست المفضلة عندها".
ـ ماذا فعلت لتلقي عليك غضبها.
ترددت، ثم اعترفت:" حسناً..كان علي مرافقتهما في السفر ولكن عوضاً عن ذلك ها أنا هنا".
ـ وكيف حدثت مثل هذه المعجزة؟
ترددت بيني مرة أخرى: إنها قصة طويلة.. وقعت حادثة آذيت فيها تشارلز.. وهذا ما جعله غير قادر على الطباعة.. فقررت أن من واجبي أن أساعده.
بدت العينان الزرقاوان ماكرتين: أنت قررت.. أم قرر هو؟
ـ أعتقد أنه هو الذي قرر.. حقاً.
فسرت له بطريقة مختصرة ما حدث فضحك: أتقصدين أنه جاء إلى المنزل ووقف في وجه جيلين؟
هزت رأسها:" ثم جئت معه إلى منزله".
ـ حسناً، يجب أن أصافحه على ما فعل! فهو يستحق التهنئة.
صمت وهو ينظر إليها متفرساً: هل هناك ما لم ألاحظه؟ ما يستحق التهنئة؟
تورد وجهها، وهزت رأسها: ليس حسبما أعرف.. ولكن ربما حدث شيء ما هذا المساء، من يعلم؟
نظر المحامي العجوز إلى تشارلز الذي كان يتحدث إلى شينا..تمتم عابساً: من يعلم. أتشيرين إلى أنها تلك الخبيثة؟
ـ سيد دينغويل.. أنا لا أعرف حقاً.
أضاف:" يعرف الجميع أنها رغبة أمه منذ زمن بعيد، وهذا تجمع كبير للأصدقاء، والحفلة الكبيرة هي الوقت المناسب للإعلان..."
اهتز صوتها:" لا أعرف.."
نظر إليها بحدة، وقال بصوت ملؤه التعاطف: لكنك تخشين؟
هزت رأسها لا إرادياً ببؤس. ثم التفتا في الوقت نفسه ليريا شينا تتابط ذراع تشارلز و تجذبه إلى الردهة الأمامية.



http://www.liillas.com/up2//uploads/...5d735fd76f.gif


يتـــــــــــــبع

Rehana 16-01-09 04:17 PM

ثم، شعرت بيني بجورج إلى جانبهها ، يرجوها أن تراقصه على الشرفة حيث تضفي الأنوار الملونة جواً مرحاً.

كانت أنوار النهار قد لملمت أذايلها لتحل محلها العتمة ولكن كان هناك من النور ما يكفي لرؤية تشارلز و شينا يسيران على المرج الأخضر باتجاه حديقة الورود. غاص قلب بيني و اعتصره الألم، فكل مايحدث هو كما تصورته.. لحق جورج بنظرتها، وقال معلقاً: لديهما ما يتحدثان عنه.
نظرت إليه، بانتظار المزيد من المعلومات.
ـ صحيح؟ شيء مهم حقاً؟
ضحك:" بالتأكيد أستطيع الجزم بأنه هام".
ظلت تنظر و عيناها مليئتان بالتساؤل: أتشير إلى أنك تعرف عما ستحدثان؟
ـ أعتقد أنني أعرف تقريباً، هل سترقصين أم ستبقين واقفة هنا و كأنك تمثال رخامي؟
جمعت شتات نفسها، وأبعدت تفكيرها عن حديقة الورود.. ومالت مع جورج على أنغام آلة التسجيل.. قامت بجهد لتستجيب لمرح جورج.
لابد أنها كانت مخطئة.. فمن الواضح أن وجودها مع تشارلز لا يعني له شيئاً.. وهذا يعني أنهما عندما يعودان قد يكونان خطيبين ولكن وياللدهشة! توقف جورج عن الرقص لينظر إلى وجهها المتجهم ويقول: أعرف أن تشارلز لن يهمل ضيوفه مدة طويلة.. إنهما عائدان الآن.
نظرت إلى الشخصين اللذان يقطعان المرج، وقالت: حسناً.. لم يطل حديثهما.
فضح صوتها دهشتها..راقبتهما وهما يقتربان من الدرج ولكنها لم يلاحظ دليلاً على إثارة مكبوتة، مع أن شينا كانت تضحك بسعادة.
ارتفع حاجبا جورج:" هل طال الأمر؟ لا..ولماذا يطول؟"
تساءلت بغموض عما إذا كان يتحدثان على الموجة نفسها.
ـ كنت أظن أنهما بحاجة إلى وقت أطول..وصمتت لدى دخول تشارلز و شينا إلى الشرفة.
كانت شينا تبتسم وهي تمد يدها إلى جورج، وتقول بمرح: تعال وأحضر لي شراباً.. أنا واثقة أن بيني بغني عنك.
لم تكد تسمع بيني الكلام ولم تلاحظ ابتعاد جورج إذ كانت عيناها مسمرتين على يد شينا.. ولكنها لم تجد في يدها خاتم. أيعني هذا أنه لم يخطبها؟ على ما يبدو أنه لن يكون هناك الليلة إعلان للخطوبة.. رفع هذا التغير فجأة روحها المعنوية عالياً. وأضاء وجهها، وعينيها. أما الراحة التي شعرت بها فقد دفعتها إلى الضحك.
قال تشارلز: يبدو أن شريكك في الرقص هجرك.. فهل ننهي موسيقى هذا الشريط؟ إنه أمر مؤسف ضياع نغم فالس بطيء كهذا.واقتادها إلى الرقص.
قالت وهما مأسوران إلى النغم الجميل: "إنه لحن جميل .. ماهو؟"
ـ فالس" القدر" إنه قديم جداً.
ـ القدر؟ إذن تسميته خاطئة.
أدهشته القوة وراء كلماتها:" أو تظنين هذا؟ لماذا بحق الله؟"
ـ لأن القدر يتدخل في حياة الناس ونادراً ما يكون تدخله سهلاً، جميلاً عذباً كهذه الموسيقى.
ـ قيل إن القدر يقود الراغب، ويجر غير الراغب.. أيعني هذا أنك بدأت تضجرين؟
ردت:" ليس القدر بلطيف أبداً".
ـ لماذا.
وقبل أن ترد، أضاف: أجل.. أعرف أنك خسرت أبويك. ولكن هناك أموراً كثيرة عليك أن تحمدي الله عليها..
أنت شابة صغيرة، وأظنك أجمل مما تعتقدين، ويبدو أن لك مستقبلاً في مضمار عملك.
منتديات ليلاس


http://www.liillas.com/up2//uploads/...5d735fd76f.gif


يتــــــــــــبع

gaviotta 17-01-09 02:58 AM

شكرا يا احلى قمر .... بانتظار التكملة

أم عزام 17-01-09 11:55 PM

ياحلوة بلييييييييز كمليها

عاجباني كتير الرواية

الهي يسعدك لا تتأخري وشكراً لمجهودك

فراشة * 18-01-09 09:56 AM

ياربي تكفيـــــــــــــــــــــــــــــــن اكمليها بسرعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
:f63::asd::asd:

Rehana 18-01-09 07:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gaviotta (المشاركة 1825395)
شكرا يا احلى قمر .... بانتظار التكملة


الشكر لك..والى إنتظـــــــــــــارك

دمتي بوود

Rehana 18-01-09 07:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عزام (المشاركة 1826307)
ياحلوة بلييييييييز كمليها

عاجباني كتير الرواية

الهي يسعدك لا تتأخري وشكراً لمجهودك



إن شاء الله ..أم عزام

الحمد الله إن القصة عجباك

عزيزتي..لم يبق إلا قلـــــــيل من القصة

والشكر لوجودك بين طيات قصتي المكتوبة

دمتي بوود

Rehana 18-01-09 07:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراشة * (المشاركة 1826572)
ياربي تكفيـــــــــــــــــــــــــــــــن اكمليها بسرعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
:f63::asd::asd:

من عيون عزيزتي ..بس عندي ظرووف خاصة

دمتي بحفظ الرحمـــــــــــان

فتى الظل 18-01-09 07:57 PM

رائــــــــــــــــعة انتظر البقية ....

غــــلا روحــــي 19-01-09 10:12 PM

مــــآـآره روعهـ ـآلروــآيه

تسلم ـآلـآيـــآدي يــآلغــلـآ

ننتظر ـآلتكمله .,،

fatoot 20-01-09 11:42 AM

القصة جميلة جدا
ياريت تكمليها:party0033:

Rehana 22-01-09 08:49 AM

فتى الظــــــــــــل..

غلا روحـــــــــــي

فاتووووت

شكراً لمروركم ..وانتظــــــــــــاركم

دمتم بوود

Rehana 22-01-09 09:14 AM

ـ أنت على حق. لقد كنت حمقاء.. إنما هناك أشياء أخرى، أشياء ذات أهمية كبرى.
حملت عيناه البنيتان السؤال:" مثل ماذا؟"
هزت رأسها، وظلت صامتة.. كيف تقول له إن الرجل الذي تحبه لا يضمها إليه كثيراً وهو يراقصها على أنغام فالس حالمة؟ ولا يضغط ذقنه على جبينها، ليمنحها تلك اللمسة الحميمة التي تتوق إليها؟ ولن يكون هناك في المستقبل المزيد من تلك العناقات غير المتوقعة. فعلى الرغم من عدم وجود الخاتم هناك شيء مابين هذا الرجل وبين شينا.. لكن ماهو؟
بذلت جهداً كبيراً لإخفاء فضولها ثم ابتسمت له و قالت: بدت شينا سعيدة عندما عادت بصحبتك.
ـ صحيح؟ لم ألاحظ.. أعتقد أنها سعيدة الآن.
نظرت إلى عينيه:" لابد أن هناك سبباً".
ضحك ضحكة عميقة: أجل.. هناك سبب. ستعرفين كل شيء ما إن يعلن عنه.
غاص قلبها إلى أسفل الدركات من جديد.
ـ إذن سيكون هناك إعلان الليلة؟ أعترف أنني تساءلت عنه كثيراً.
ـ لا..ليس الليلة، لأن شينا تعتبر الليلة غير مناسبة.. تفضل أن تعلن الخطوبة في حفلة في منزل ذويها.. سيعلن أهلها الخبر.. تفهمين هذا.
ـ أجل..أعتقد أنني أفهم.
جعلها الانقباض الذي شعرت به تفقد التركيز على النغم الموسيقي.. فتعثرت خطواتها..
وأضاف:" سيكون الإعلان على الأرجح في مطلع السنة الجديدة حيث سيكون نصف أهالي المنطقة مدعوون".
ـ ستكون حفلة الحفلات بلاشك.
صعب عليها إخفاء المرارة من صوتها.. إذن، هذا ماكان تشارلز و شينا يتباحثه في الحديقة تحت ظليلة الورود.. في نفس الوقت، قررت أنها، إذا دعيت، لن تحضر الحفلة. يجب أن تجد عذراً.. صداعاً أو..أو أي شيء.. ثم طغى عليها المنطق، وقررت أن تحل هذه المشكلة في وقتها.
ما إن انتهت الموسيقى حتى أدار تشارلز الشريط ليقول مبتسماً: لقد أهملت سائر الدعوين.. وحان وقت عودتي إليهم.
ـ بالتأكيد.
لحقت به إلى الداخل حيث الأصوات و الهمهمات المرتفعة. فيما كانت تجيل النظر في غرفة الاستقبال شاهدت كيرك دينغويل يراقبها عن كثب. تقدم منها ليجذبها إلى منطقة هادئة في غرفة الجلوس القريبة، حيث قال: شاهدتك ترقصين مع تشارلز.. وأتساءل عما إذا قال لك إن هناك إعلاناًما..
هزت رأسها :" لا..ليس الليلة.. ربما في حفلة رأس السنة".
ـ هاكذا إذن..
صمت ثم راحت تراقبها عيناه الزرقاوان بثبات: والآن.. هناك ماأريد أن تتذكريه.. عندما يحين يوم زفافك يجب أن تأتي لمقابلتي في المكتب.
ـ آه.. لماذا؟
ـ لأن الترتيبات المالية استتغير عندما تغادرين منزل خالتيك..
ـ أتعني..
ـ أعني أن لا داعي لتضعي على عاتقك حمل نفقات ذلك البيت.
ـ لكن..كيف ستتدبران أمرهما؟
ـ الأمر سهل.. إن ادعاء جيلين الفقر خدعة كبيرة.. ولقد انخدعت في البداية، لكنني لن أنخدع بعد الآن. فهما تملكان مالاً أكثر مما تتصورين. أعرف هذا لأنني جعلت شغلي الشاغل أن أصل إلى الحقيقة.. لكنهما تفضلان استخدام مالك بدل مالهما.
ابتسمت بيني:" على الأقل، يسعدني أن أعرف أنني دفعت ثمن تربيتي".



http://up108.arabsh.com/s/zs0hr2ulad.gif


يتبــــــــــــــع

أماني 22-01-09 10:01 AM

حلوووووة
كمليها

Rehana 22-01-09 10:04 AM


ـ بإمكانك وضع دائرة حول كلامك هذا.. على أي حال، حالما تتزوجين سيصبح المال بين يديك تتصرفين به على هواك. أتفهمين هذا؟
ـ أجل.. شكراً لك سيد دينغويل و لكنني لن أتزوج قبل مدة طويلة.. هذا إذا تزوجت يوماً.
تنهدت وهي تشعر بالقلق فومضت عيناه: لا تكوني واثقة من هذا عزيزتي..إن حدثت المعجزة ووجدت السيد المناسب فسنستخدم المال الكافي للزفاف اللائق الذي أراده لك أبواك..
أطرقت رأسها غير قادرة على أكثر من التمتمة: شكراً لك سيد دينفويل. لقد كنت كثير اللطف معي، وأنا أقدر لك هذا.
ـ أحببت والديك عزيزتي.. كانا شابين فاتنين.
بعد ذلك تنحنح ثم ابتعد ليتحدث إلى أصدقاء آخرين. فكرت بيني بكلامه: الزفاف اللائق.. عرفت أن هذا يعني ثوب عرس أبيض ونقاب طويل، وباقة ورد من الزئبق، وكنيسة مزينة بالزهور.. وتشارلز أمام المذبح بانتظارها. لكن لن يكون المنتظر تشارلز، بل شخص آخر.
مرت الأمسية بشكل ضبابي، كانت خلالها تتحدث إلى الناس و تحارب اكتئاباً غامراً.. كانت لوسي كوردا هي التي ردت إليها البهجة.
لمست ذراع بيني وقالت:" أنا و دايفد مغادران الآن يا عزيزتي.. لقد كان يومه طويلاً وهو متعب.. كنت أتساءل عن الغد.. أترغبين في المجيء لرؤية الصور والفيلم؟"
نظرت بيني إليها شاكرة فقد جذبها الاقتراح بعيداً عن غمها. ومنحها ما تفكر فيه عدا تشارلز، وقالت: أجل.. أرجوك..سيكون هذا.. رائعاً بل في غاية الروعة.
نظرت إليها لوسي بتفهم عميق: سيكون اختياراً عاطفياً لك عزيزتي.. وأتساءل عما إن كنت تحبين أن ترافقك كيري.. أم تفضلين المجيء بمفردك.
ـ أفضل المجيء بمفردي.
ـ حسناً. أحفظت الطريق؟
ـ أظن هذا.. قلت إن منزلكما هو المنزل التالي إلى اليسار بعد مدخل منزل جورج.. سأجده.
ـ إذن ، سأتوقع وصولك في منتصف بعد الظهر. والآن يجب أن أجد دايفد لأودع كيري و تشارلز.. كانت حفلة رائعة.
تساءلت بيني وهي تراقب لوسي تسحب زوجها من بين مجموعة من الرجال: أكانت حقاً حفلة رائعة؟
كان رحيل أسرة كوردا الإشارة للآخرين بوجوب الرحيل. وعندما غادر آخر ضيف، ساعدت بيني ايلين و سامنثا في ترتيب الغرف.. وفي رد المقاعد إلى مواضعها وفي حمل الكؤؤس والفناجين إلى المطبخ، وعندما وضع آخر صحن في آلة جلي الصحون، فكرت لحطتئذ في الصعود إلى النوم.
كانت تقطع الردهة عندما التقت بتشارلز.. لم يظهر عليه التعب مع أن الوقت متأخر. أحست بوهن في ساقيها وهو يشدها إلى الشرفة.. خفق قلبها عندما أدارها إليه وعندما احتضنتها يداه ليلثم خدها بقبلة أخوية.
تمتم:" شكراً لك بيني".
ـ الشكر..لماذا؟
ـ للمساعدة على إنجاح الحفلة.. تنشغل أمي دائماً مع أترابها من العجائز.. لقد راقبتك وأنت تركزين اهتمامك على زوجات الرعاة الشبان، وقد جعلهن جهدك يحسسن بأنهن على رحب و السعة.
ـ بدون خجولات لأنهن دعين إلى حفلة في بيت المعلم، للمرة الأولى.
ـ وقد عملت أنت على بعث الراحة في قلوبهن، وأنا شاكر لك هذا. الغد لديك استراحة. ستنامين، ولن تقتربي من الكتب. هذا أمر سأتأكد بنفسي من أنك ستنفذينه.


http://up108.arabsh.com/s/zs0hr2ulad.gif


يتــــــــــــبع

Rehana 22-01-09 10:07 AM

ضحكت:" شكراً لك يا معلم.. ولكن لدي خطط للغد.أنوي القيام ببعض الطباعة في الصباح، على أزور أسرة كوردا بعد الظهر.. لأنني سأشاهد صوراً و فيلماً لوالدي.
ـ وهل أمي و شينا ذاهبتان معك؟
ـ لا.. بل أنا ذاهبة بمفردي.
ـ أتقولين إن لوسي لم تدعهما ؟ أذكر أن شينا أبدت رغبة في رؤية الصور و الفيلم.
ابتسمت بيني:" لوسي متفهمة جداً.. وتعرف أنني قد أبكي، و أنني قد لا أرغب في أن يشاهد أحد دموعي.. كما أنني لا أظن أن أمك و شينا مهتمتان ولو من بعيد بوالديّ".
ـ أيدهشك أن أقول إنني مهتم لرؤية والديك.
ـ سيدهشني فعلاً.. أفهم إن قلت إنك مهتم بوالدي شينا أما بوالدي فلا أفهم.
ـ مهما يكن الأمر .. أنوي مرافقتك.
واجهته بصراحة:" لماذا"؟.
ـ لأنني أريد التأكد من عودتك إلى المنزل سالمة.. ستمرين بتجربة مؤلمة، وقد يتشتت تفكيرك.
ـ أتشير إلى أن التاريخ قد يعيد نفسه؟ لا تقلق، لن تنتقلب بي السيارة.
صمتت، ثم أضافت بحزم:" شكراً لأنك قلق عليّ، ولكنني أفضل حقاَ الذهاب بمفردي".
ـ أواثقة من هذا؟
هزت رأسها:" كل الثقة".
ـ حسناً..أحترم رغباتك.. هل ستجدين الطريق؟
ـ أجل..لاتجاه" كارترتون" لوحة بارزة.
ـ إذن اذهبي إلى الفراش ونامي قليلاً.
رفعت رأسها إليه، تتوقع أن يعانقها ولكنه لم يتحرك، بل وقف و ذراعاه معقودتان على صدره، فيما العبوس ظاهر على وجهه وهو يتأمل الظلال في الحديقة. تركته يقف على الشرفة وعندما كانت تتسلق الدرج انسلت منها تنهيدة. فهي تعرف أنه يفكر في شينا.



http://up108.arabsh.com/s/zs0hr2ulad.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 22-01-09 10:14 AM



7 ـ قمة الدموع


حينما استيقظت بيني في الصباح التالي همست لها غريزتها بأنه يوم الذكريات.. تمددت في السرير ثم استقلت جامدة تحدق إلى السقف تتساءل عن الناس الذين التقتهم في الحفلة.
ما إن نزلت حتى قالت لها إيلين ريد إن السيدة تايمر باقية في الفراش اليوم ولكن تشارلز في مكتبه، وأضافت: أما أنت فلا أراك متعبة أبداً.
بالتأكيد لا تشعر بالتعب.. فالترقب رفع معنوياتها من بحر الاكئتاب العميق. توجهت إلى المكتب فوجدت تشارلز محني الرأس يكتب بسرعة. رفع رأسه قليلاً: صباح الخير يازرقاء العينين. تبدين مشرقة بالنسبة لشخص سهر طويلاً.
تجاهلت مزاحه ثم أضافت قائلة: وأنت تعمل منذ بزوغ الفجر على ما أعتقد؟
ـ ليس بالضبط..ستمكنني سرعتك في الطباعة من إنهاء الكتاب قبل الموعد المقرر.. أتصدقين أنه لم يبق غير فصول ثلاثة؟
غاص قلبها، ثلاثة فصول وتعود إلى ويلنغتون إلى حضن خالتها جيلين، حيث تصبح حياتها هنا حلماً.ثلاثة فصول، ولن يعود عندها عذر للمكوث هنا.. ولكن، كيف لها المكوث ومشاهدة نظرات الحب المتبادلة بين تشارلز و شينا؟ بعد نهاية رأس السنة سيصبح الحب بينهما ظاهراً.
مرر لها عدداً من الأوراق المكتوبة يدوياً:حسناً. ما دمت مصممة على العمل هذا الصباح، فمن الأفضل البدء بهذه.
تناولت الأوراق شاكرة فهي ستشغلها وقتاً عن التفكير في ما يحزنها.. ولكن قبل الاستواء إلى العمل قالت وهي عاجزة عن المقاومة: بدت شينا جميلة بالأمس فعلاً.
رد مبتسماً:" شينا جميلة دوماً".
ـ جعلها فستانها الأحمر تشرق.. لديها ذوق رفيع في اختيار الملابس.
لم يرد. بل تابع العمل حتى منتصف النهار، وعندما دقت سامنثا الباب و قالت لتشارلز: والدتك في الطابق السفلي في غرفة الطعام تنتظر تقديم الغداء.
وقف يمدد أطرافه الطويلة: شكراً سامنثا. أخبريها أننا قادمان حالاً..أشعر بالجوع.
ابتسمت كيري ابتسامة واهنة لهما لدى دخولهما إلى الغرفة. وقالت وهي تسكب في طبقها سلطة الخس: نمت فترة الصباح كله ومع ذلك مازلت أشعر بالتعب.
نظرت إلى تشارلز: ستكون منشغلاً بعد الظهر في المكتب على ما أعتقد.
ـ هذا صحيح.. تطبع بيني بسرعة.
تثاءبت كيري بلباقة: سأستمتع بنزهة في السيارة.. أحتاج إلى الهواء النقي.
ـ لماذا لا تخرجين وحدك؟
ـ لأنني أحب أن يقود أحد نيابة عني السيارة، أريد الجلوس للاسترخاء ولتأمل مناظر الريف.
ارتدت إلى بيني، وترددها ظاهر في قولها: أعتقد أنك عالقة أيضاً في المكتب طوال فترة العصر؟
ـ لا.. فأنا خارجة.
ـ آهاه؟ إلى أين، هل لي أن أسأل؟
سأل تشارلز:" ألا يحق لها ببعض الخلوة أبداً؟"
وجدت أن لا خيار أمامها غير شرح خططها بهدوء: سأزور السيدة كوردا بعد الظهر.



http://up108.arabsh.com/s/zs0hr2ulad.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 22-01-09 10:17 AM



7 ـ قمة الدموع


حينما استيقظت بيني في الصباح التالي همست لها غريزتها بأنه يوم الذكريات.. تمددت في السرير ثم استقلت جامدة تحدق إلى السقف تتساءل عن الناس الذين التقتهم في الحفلة.
ما إن نزلت حتى قالت لها إيلين ريد إن السيدة تايمر باقية في الفراش اليوم ولكن تشارلز في مكتبه، وأضافت: أما أنت فلا أراك متعبة أبداً.
بالتأكيد لا تشعر بالتعب.. فالترقب رفع معنوياتها من بحر الاكئتاب العميق. توجهت إلى المكتب فوجدت تشارلز محني الرأس يكتب بسرعة. رفع رأسه قليلاً: صباح الخير يازرقاء العينين. تبدين مشرقة بالنسبة لشخص سهر طويلاً.
تجاهلت مزاحه ثم أضافت قائلة: وأنت تعمل منذ بزوغ الفجر على ما أعتقد؟
ـ ليس بالضبط..ستمكنني سرعتك في الطباعة من إنهاء الكتاب قبل الموعد المقرر.. أتصدقين أنه لم يبق غير فصول ثلاثة؟
غاص قلبها، ثلاثة فصول وتعود إلى ويلنغتون إلى حضن خالتها جيلين، حيث تصبح حياتها هنا حلماً.ثلاثة فصول، ولن يعود عندها عذر للمكوث هنا.. ولكن، كيف لها المكوث ومشاهدة نظرات الحب المتبادلة بين تشارلز و شينا؟ بعد نهاية رأس السنة سيصبح الحب بينهما ظاهراً.
مرر لها عدداً من الأوراق المكتوبة يدوياً:حسناً. ما دمت مصممة على العمل هذا الصباح، فمن الأفضل البدء بهذه.
تناولت الأوراق شاكرة فهي ستشغلها وقتاً عن التفكير في ما يحزنها.. ولكن قبل الاستواء إلى العمل قالت وهي عاجزة عن المقاومة: بدت شينا جميلة بالأمس فعلاً.
رد مبتسماً:" شينا جميلة دوماً".
ـ جعلها فستانها الأحمر تشرق.. لديها ذوق رفيع في اختيار الملابس.
لم يرد. بل تابع العمل حتى منتصف النهار، وعندما دقت سامنثا الباب و قالت لتشارلز: والدتك في الطابق السفلي في غرفة الطعام تنتظر تقديم الغداء.
وقف يمدد أطرافه الطويلة: شكراً سامنثا. أخبريها أننا قادمان حالاً..أشعر بالجوع.
ابتسمت كيري ابتسامة واهنة لهما لدى دخولهما إلى الغرفة. وقالت وهي تسكب في طبقها سلطة الخس: نمت فترة الصباح كله ومع ذلك مازلت أشعر بالتعب.
نظرت إلى تشارلز: ستكون منشغلاً بعد الظهر في المكتب على ما أعتقد.
ـ هذا صحيح.. تطبع بيني بسرعة.
تثاءبت كيري بلباقة: سأستمتع بنزهة في السيارة.. أحتاج إلى الهواء النقي.
ـ لماذا لا تخرجين وحدك؟
ـ لأنني أحب أن يقود أحد نيابة عني السيارة، أريد الجلوس للاسترخاء ولتأمل مناظر الريف.
ارتدت إلى بيني، وترددها ظاهر في قولها: أعتقد أنك عالقة أيضاً في المكتب طوال فترة العصر؟
ـ لا.. فأنا خارجة.
ـ آهاه؟ إلى أين، هل لي أن أسأل؟
سأل تشارلز:" ألا يحق لها ببعض الخلوة أبداً؟"
وجدت أن لا خيار أمامها غير شرح خططها بهدوء: سأزور السيدة كوردا بعد الظهر.
منتديات ليلاس


http://up108.arabsh.com/s/zs0hr2ulad.gif


يتبــــــــــــع

Rehana 22-01-09 10:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أماني (المشاركة 1830305)
حلوووووة
كمليها



إن شاء الله اليوم أحاول أنزلها كلها

دمتي بخيرر..أماني

Rehana 22-01-09 10:42 AM

سألت كيري بلهجة حادة: حقاً؟ ومتى رتبتما هذا؟
ـ ليلة أمس، طلبت مني المجيء بعد الظهر.
نظرت إليها كيري وهي تكاد لا تصدق: أتقولين إن لوسي كوردا طلبت منك" أنت" زيارتها؟ لكنها لم تدعني؟
ـ الدعوة من أجل مشاهدة صور والدي.
أشرق وجه كيري بشكل واضح: حسناً. سأرافقك.. وأذكر لك شينا كانت متحمسة أيضاً. سأتصل بها..
ارتعدت بيني من هذا الاقتراح، وازداد توترها بحيث قالت بحزم: لو سمحت سيدة تايمر.. أفضل الذهاب بمفردي.
صاحت ساخطة: أتلمحين إلى أنك لا تريدين أن نرافقك؟
أجبرت بيني نفسها على الابتسام: أجل.. صحيح.. أريد الذهاب بمفردي. والآن هلا عذرتني.
قالت كيري بحدة و تصميم:" مهما يكن الأمر قررت أن أرافقك".
قاطعها تشارلز بحدة: أمي..ألا ترين أن لوسي لو أرادت منك ومن شينا مرافقتها لدعتكما.. كان أمامها فرص كثيرة ليلة أمس.
هزت العجوز كتفيها:" ربما نسيت".
ـ ولماذا لم تتصل بك في الصباح؟
ابتسمت له: أعرف لوسي.. ستتوقع مجيئنا مع بيني.
قاطع كلامها رنين الهاتف المرتفع:" لاشك أنها هي".
تركت المائدة واثقة من نفسها.
ارتد تشارلز إلى بيني وقال جاداً: إن كنت عازمة على الذهاب بمفردك فالأفضل أن تتسللي إلى سيارتك بدون أن تشعر بك.
ثم صمت عندما ارتفع صوت أمه بدهشة ووضوح من الردهة: لا..لم يقل كلمة..أجل..أجل بالتأكيد سأكون هنا. تعالي في أسرع وقت ممكن لتخبريني بكل شيء..ماذا؟ أقلت ليلة رأس السنة؟
عندما عادت كيري إلى الغرفة كان مزاجها مختلفاً كل الاختلاف تماماً..وجهها مشرق بابتسامة. تقدمت لتطبع قبلة على جبين تشارلز.
ـ ياولدي الحبيب..لماذا لم تخبرني؟
ـ أخبرك بماذا أمي؟
ـ بالخطوبة، وحفلة ليلة رأس السنة.
سحبت نفساً عميقاً:" أحس بالإثارة".
بدا نفاد الصبر على تشارلز: أمي..أرجوك اهدئي و أخبرني ماذا سمعت على الهاتف، أكنت تتكلمين مع شينا؟
ـ لا..بل مع أمها.
ارتدت إلى بيني.
ـ لقد التقيت مارغريت ديكسون ليلة أمس.. كانت المرأة الطويلة المرتدية الفستان الأخضر.
دهشت بيني:" أتقصدين التي كانت تتكلم بلا توقف؟ أظنها بدت غاضبة لشيء ما".
ـ أعتقد أنها على حق بأن تكون منفعلة. فعندما كلمتني كانت بحالة لم أستطع معها فهم ما تقوله، ولكنني فهمت أن عندها أخباراً لي، وأن إعلان الخطوبة حاصل ليلة رأس السنة. فهمت بالتأكيد ماذا تعني بالأخبار!
نظرت إلى إبنها بمحبة وأضافت: إنها قادمة بعد الظهر للتحدث عن الأمر.
سأل تشارلز مبتسماً:" شينا قادمة إلى هنا؟"
ـ لا.. قالت مارغريت إن شينا في زيارة، وإنها قادمة بمفردها.



http://up108.arabsh.com/s/zs0hr2ulad.gif


يتبـــــــــــع

Rehana 22-01-09 01:42 PM

سألت كيري بلهجة حادة: حقاً؟ ومتى رتبتما هذا؟
ـ ليلة أمس، طلبت مني المجيء بعد الظهر.
نظرت إليها كيري وهي تكاد لا تصدق: أتقولين إن لوسي كوردا طلبت منك" أنت" زيارتها؟ لكنها لم تدعني؟
ـ الدعوة من أجل مشاهدة صور والدي.
أشرق وجه كيري بشكل واضح: حسناً. سأرافقك.. وأذكر لك شينا كانت متحمسة أيضاً. سأتصل بها..
ارتعدت بيني من هذا الاقتراح، وازداد توترها بحيث قالت بحزم: لو سمحت سيدة تايمر.. أفضل الذهاب بمفردي.
صاحت ساخطة: أتلمحين إلى أنك لا تريدين أن نرافقك؟
أجبرت بيني نفسها على الابتسام: أجل.. صحيح.. أريد الذهاب بمفردي. والآن هلا عذرتني.
قالت كيري بحدة و تصميم:" مهما يكن الأمر قررت أن أرافقك".
قاطعها تشارلز بحدة: أمي..ألا ترين أن لوسي لو أرادت منك ومن شينا مرافقتها لدعتكما.. كان أمامها فرص كثيرة ليلة أمس.
هزت العجوز كتفيها:" ربما نسيت".
ـ ولماذا لم تتصل بك في الصباح؟
ابتسمت له: أعرف لوسي.. ستتوقع مجيئنا مع بيني.
قاطع كلامها رنين الهاتف المرتفع:" لاشك أنها هي".
تركت المائدة واثقة من نفسها.
ارتد تشارلز إلى بيني وقال جاداً: إن كنت عازمة على الذهاب بمفردك فالأفضل أن تتسللي إلى سيارتك بدون أن تشعر بك.
ثم صمت عندما ارتفع صوت أمه بدهشة ووضوح من الردهة: لا..لم يقل كلمة..أجل..أجل بالتأكيد سأكون هنا. تعالي في أسرع وقت ممكن لتخبريني بكل شيء..ماذا؟ أقلت ليلة رأس السنة؟
عندما عادت كيري إلى الغرفة كان مزاجها مختلفاً كل الاختلاف تماماً..وجهها مشرق بابتسامة. تقدمت لتطبع قبلة على جبين تشارلز.
ـ ياولدي الحبيب..لماذا لم تخبرني؟
ـ أخبرك بماذا أمي؟
ـ بالخطوبة، وحفلة ليلة رأس السنة.
سحبت نفساً عميقاً:" أحس بالإثارة".
بدا نفاد الصبر على تشارلز: أمي..أرجوك اهدئي و أخبرني ماذا سمعت على الهاتف، أكنت تتكلمين مع شينا؟
ـ لا..بل مع أمها.
ارتدت إلى بيني.
ـ لقد التقيت مارغريت ديكسون ليلة أمس.. كانت المرأة الطويلة المرتدية الفستان الأخضر.
دهشت بيني:" أتقصدين التي كانت تتكلم بلا توقف؟ أظنها بدت غاضبة لشيء ما".
ـ أعتقد أنها على حق بأن تكون منفعلة. فعندما كلمتني كانت بحالة لم أستطع معها فهم ما تقوله، ولكنني فهمت أن عندها أخباراً لي، وأن إعلان الخطوبة حاصل ليلة رأس السنة. فهمت بالتأكيد ماذا تعني بالأخبار!
نظرت إلى إبنها بمحبة وأضافت: إنها قادمة بعد الظهر للتحدث عن الأمر.
سأل تشارلز مبتسماً:" شينا قادمة إلى هنا؟"
ـ لا.. قالت مارغريت إن شينا في زيارة، وإنها قادمة بمفردها.
منتديات ليلاس


http://up108.arabsh.com/s/zs0hr2ulad.gif


يتبـــــــــــع

فتى الظل 22-01-09 09:22 PM

شكرا كتر خيتي القمر على الرواية الكثر من رائعة وانتظر البيقة ....

golya 23-01-09 12:46 AM

ياللله قموره شدي حيلك كلني الحمااااااااااااااااااااااس

Rehana 24-01-09 10:03 AM

شكــــــــــرا..لإنتظـــــــاركم التكملة..

Rehana 24-01-09 10:04 AM

ارتدت مرة أخرى إلى بيني: ها أنت ترين.. أنني غير قادرة على مرافقتك.
شعرت بيني بالسقم و عاد البؤس إلى صدرها فتاقت إلى الخروج من هذا المنزل قبل أن تصل والدة شينا.. فهي لا ترغب أبداً في مشاهدة الرضى المثير على وجه المرأتين وهما تتحدثان عن لائحة المدعوين وعن حفلة الخطوبة.
صدم صوت تشارلز أذنيها: ما بالك؟ لقد شحب لونك. هل أنت بخير؟
نظرت إليها كيري باختصار وقالت:" إنها مرهقة بسبب ليلة أمس".
قالت بيني:" ربما قليلاً.. شكراً لك".
أحست أن عينيه ضاقتا قليلاً، وأن فيهما فضولاً.. وتركت المائدة في أسرع وقت ممكن، وهرعت إلى غرفتها.
امتصت قطعة قماش مبللة باردة كل الدموع التي تحرق مآقيها، وساعدتها في السيطرة على نفسها.
بعد وقت قصير، انطلقت بالسيارة باتجاه جبال" تاراروا".. وما إن اقتربت من منزلها القديم حتى توقفت في مكان تستطيع فيه إلقاء نظرة عليه. بعدما أمعنت النظر فيه انطلقت إلى مكانها المنشود.
سرعان ما وصلت إلى المدخل التالي إلى اليسار، وما إن أوقفت السيارة أمام باب منزل عريض الواجهة حتى خفت لوسي كوردا إلى الخارج تستقبلها بحرارة..
ـ أرى أنك تمكنت من المجيء بمفردك.. كنت واثقة أن كيري ستصر على مرافقتك.
ـ لديها زوار بعد الظهر.
ولم تشرح أكثر..
ـ سنرى أولاً الفيلم وبعد ذلك الصور.. لقد حضر دايفد آلة العرض في الغرفة المظلمة.. ولكننا سنتناول فنجان شاي أولاً..
بعد فترة، اقتيدت بيني إلى غرفة تحتلها معدات دايفد للتصوير..كانت آلة العرض حاضرة لترمي الصور على شاشة معلقة على الجدار.
تناهى إليها صوته الأجش القوي من العتمة: أنت مضطرة لمشاهدة الجزء الأول من الفيلم، الذي يظهر فيه جورج وهو صبي صغير.. أما والدك فيظهران قبل النهاية.
ـ أجل..أفهم هذا.
تساعت أنفاسها بفعل الترقب.
أضاف دايفد:" لم يكن لدينا أفلام ملونة في تلك الأيام..كانت الأفلام كلها بالأبيض و الأسود".
هزت رأسها بتفهم مجدداً. وما إن ومض الضوء على الشاشة حتى أخذت تشاهد جورج الصغير يركب جواده في المزرعة. رأته يستقبل الأولاد في عيد ميلاده، و يلعب الكريكت، وكان هناك تحف أثرية، وكلب صيد، في الفيلم كذلك. بدا لها أن ذلك لن ينتهي فاستولى عليها الترقب.
أخيراً قال دايفد" آه.. ها نحن".
تغير المنظر فجأة من المزرعة إلى مساحة صغيرة في غابة. رأت منطقة معشوشبة، تحيط بها أشجار طويلة في محاذاتها ساقية ضيقة، يتدفق فيها الماء.. كان جورج و أمه الشابة جالسين على بساط و أمامهما .. سلة مفتوحة.. أما الرجل و المرأة، وطفلتهما الصغيرة فجالسون وظهورهم إلى الكاميرا.
انتظرت بيني أن يلتفتا لترى الوجوه. فجأة رأت الطفلة تقف و تتقدم إلى الساقية..شهقت: هذه أنا!
أخذت تحق إلى وجهها الصغير المستدير. علق دايفد:" كنت جميلة حلوة".
لم تكد تسمع كلماته بل اتسعت عيناها وهي تجلس متشنجة تراقب المرأة وهي تقف بسرعة لتلحق بالطفلة.. لاحظت بدهشة الشبه العجيب بينهما.
ـ هذه مارلين.



http://up110.arabsh.com/s/vzgrt8c3dh.gif


يتــــــــــــبع

Rehana 24-01-09 10:14 AM


راقبت بيني أمها تحملها بين ذراعيها، ثم وجدت أنها تبتسم على ما تفعله من رفس و صراخ. ثم وقف الرجل الجالس على البساط ليقطع العشب و يأخذ الطفلة الباكية من بين ذراعي مارلين. عرفت أنها تنظر إلى أبيها.. الرجل الذي تشير إليه خالتها جيلين" بذلك الفتى".. نظرت إليه بانتقاد فوجدته في غاية الوسامة فعلاً..
لم تنهمر الدموع التي توقعت انهمارها بل وجدت أنها عرضة لمشاعر أخرى، كان أقواها اهتمام شديد بمظهرهما، مقرون بإثارة، وامتنان عميق، لتمكنها من رؤيتهما، يتحركان على الشاشة.
أحست في الوقت نفسه بالعزلة ووجدت أن من الصعب عليها أن تصدق أنهما فعلاً أبواها..راقبتهما وهما يعودان ليجلسا على البساط، وهناك انتهى الفيلم.
قال دايفد بأسف:" هنا استدعتني لوسي لاحتساء الشاي".
أعاد آخر جزء من الفيلم عدة مرات من أجلها وأخيراً عرفت أن عليها الذهاب.. أرادت أن تفكر في هذين الشخصين اللذاين شاهدتهما على الشاشة، ورغبت في إلقاء نظرة أخرى على المنزل الذي عاشا فيه، والذي أصبح الآن غريباً أكثر مماشاهدته أول مرة..
قالت:" أتظنان أن جورج في المنزل؟ أرغب في رؤية المنزل مرة أخرى".
قال دايفد:" إنه في المزرعة".
لكن لوسي أضافت :" المرأة التي تدير له المنزل غائبة بضعة أيام.. ولكنني أعرف أنه سيسر بزيارتك المنزل حتى في غيابه.."
وتنهدت صامتة. عرفت بيني قصدها ولكنها لم ترد بل شكرتهما على حسن وفادتها. بعد لحظات كانت تقود سيارتها باتجاه منزل جورج، وهناك أمام المدخل أوقفت السيارة.. وخرجت تنظر إلى اسم كريستمان المحفور..ثم سارت ببطء إلى الممر المرصوف.
تجولت حول المنزل، متأملة الزهور و الشجيرات الشائكة ولكنها وجدتها مهجورة.. كان الباب الخلفي مفتوحاً، فدخلت إلى المطبخ، حيث رأت بضعة أطباق غير مغسولة. من المطبخ مرت بالصالون حيث جلست عدة لحظات. بدا كل شيء صامتاً و بدأت تحس بأنها شخص يتجسس على المنزل. ولكنها قبل أن تغادر المنزل، صعدت تلقي نظرة سريعة على الغرف العليا.. لقد أعطاها دايفد و لوسي الإذن.
تسللت بهدوء إلى الغرفة الرئيسية التي أحست أن أبويها استخدماها. ولكن ما إن وصلت أمام بابها، حتى تسمرت في مكانها بسبب المنظر الذي صدمها. لم تكد تصدق عينيها، رفعت يدها بسرعة إلى فمها لتخنق شهقة تصاعدت إلى شفتيها.
لم تكن الغرفة فارغة.. كان فيها جورج و شينا، النائمين في السرير المزدوج الكبير. كانت ذراع جورج ملتفة حول جسد شينا النحيل. عرفت بيني كل ماتريد معرفته. ارتدت على عقبيها تهبط الدرج ومن هناك هرعت إلى حيث تركت سيارتها قرب البوابة.
عندما انطلقت بالسيارة كانت الدموع تغشي عينيها. فكرت في مارأته،كان جورج و شينا معاً، ولكن كيف لها أن تفعل ذلك بعدما اتفقت و تشارلز على إعلان الخطوبة؟ كيف لها أن تكون عديمة الوفاء للرجل الذي تدعي حبه؟ ظلت الدموع تنهمر فازدادت الرؤية سوءاً. أدركت فجأة أنها تقود السيارة بسرعة فائقة.. وإن تخفف سرعتها فقد تلقى مصير والديها، ما إن اقتربت من آخر القمة، حيث تدهورا حتى لفت السياج الأبيض اهتمامها.. فأوقفت السيارة قربه، لأنها أرادت أن تفكر.
يجب أن تفعل شيئاً لإنقاذ تشارلز من زواجه بشينا.. ماذا بمقدورها أن تفعل؟ لو أخبرته بما رأته لما صدقها.



http://up110.arabsh.com/s/vzgrt8c3dh.gif


يتبـــــــــــــع

Rehana 24-01-09 10:19 AM

خرجت من سيارتها ووقفت قرب السياج.. كانت التلة تنحدر بحدة من هناك، نظرت إلى الأسفل فلاحظت كتلة صخرية كلسية تبرز من منطقة صغيرة مسطحة. كانت على مسافة قصيرة تحت الطريق، فاعتقدت أنها مكان صالح لقضاء بعض العزلة فيه.
وصلت إلى المكان بتسلق السياج، وبالتزحلق فوق سفح بسيط، ثم جلست وظهرها إلى الصخرة وهناك تدفقت الدموع بلا انقطاع حتى اهتز جسدها..كانت الدموع بمعظمها من أجل تشارلز الذي لا تتحمل رؤيته متألماً..ولكن، عندما حدقت إلى أسفل التل، تحول نحيبها إلى عذاب وحزن على والديها.
أخيراً مرت نوبة البكاء. وفيما هي جالسة بصمت مرهق، سمعت صوت تشارلز يتردد صداه في الهواء.. فرفت عينيها، ثم هزت رأسها ببطء.. إن أفكارها مشوشة، لكن لا..لقد عاد الصوت مجدداً.. وماهي إلا لحظات حتى كان قربها. وفي عينيه البنيتين قلق شديد.
نظر إليها عن كثب:" أكنت تبكين؟ هذا جيد.. سيخرج البكاء أساك كله".
هزت رأسها. لقد افترض أنها تبكي أبويها فقط.
سألته:" لماذا أنت هنا؟"
ـ فكرت بالمجيء لملاقاتك.. لم أكن أعرف كيف ستكون عليه ردة فعلك عندما ترين والديك على الشاشة، والواقع أنني قلقت عليك.
حدقت إليه بذهول:" قلقت عليّ؟".
ـ ولم لا؟ هل من الغريب أن أرغب في عودتك سالمة؟
ـ شكراً لك.. أشكرك لأنك تفكر في و أنت..
فشلت في إتمام ماتريد قوله.. فسأل باهتمام: نعم؟ وأنا.. ماذا؟
ـ حسناً.. و أفكارك كلها مع شينا باهتمام: نعم؟ و أنا..ماذا؟
ـ حسناً.. وأفكارك كلها مع شينا..
ضحك:" كانت أفكاري مع شينا بعد الظهر .. ياله من مشهد!".
أجفلت و سألت بحيرة:" مشهد، لا أفهم".
ـ ألا تتصورين كيف سيكون مشهد الأمهات عندما تبوء مخططاتهن بالفشل؟ أخبرك أنه كان هناك عويل مرتفع، ولطم صدور، وصرير أسنان..
أصيبت بالحيرة:" أنت تمزح، لن يرتفع العويل من أجل ترتيبات حفلة خطوبة".
ـ ربما بالغت قليلاً.. على أي حال، لن يكون هناك حفلة خطوبة.. شينا تريد الزواج حالاً. أرادت مارغريت ديكسون أن تفهم الوضع فهرعت إلى أمي.
غاص قلب بيني:" وما الغط في الأمر؟
ـ صدقيني.. سبب الخبر لأمي صدمة كبيرة.
ـ ولماذا؟ طالما رغبت في ذلك، فلماذا العويل؟
ارتد ينظر إليها:ياعزيزتي يازرقاء العينين.. ينبئني شيء ما بأنك لست معي.. لا أراك تدركين الموقف.. لست العريس.. بل تريد شينا بجورج..
ـ جورج؟
خرج الاسم من شفتيها وهي تنظر بذهول.
ـ ألم تلاحظي كيف تجري الأمور بينهما؟
تذكرت عندما شاهدتهما في المطعم، وفي الفراش قبل قليل.
ـ أجل..لاحظت، و تساءلت.
ـ لقد عرفت بذلك ليلة أمس، اعترفت لي أن جهودها لتجعله يهتم بك أوقعها في حبه.. وماأشد ما كانت راحتي عظيمة.
ضحك فجأة ضحكة خالية من الهموم.
ـ لكن..لكن..لقد اشتريت لها خاتماً.
ارتفع حاجباه:" وكيف عرفت بأمر الخاتم؟"
ـ لأنني رأيتك في محل الجواهري.. كنت أمام منصة البيع قرب الباب، ورأيتك تحمل علبة صغيرة، علمت أن فيها خاتماً ألماسياً.. توقعت أن تقدمه لها ليلة أمس.



http://up110.arabsh.com/s/vzgrt8c3dh.gif


يتـــــــــــبع

Rehana 24-01-09 10:28 AM


ـ أنت على حق بشأن الخاتم ولكنني لم أشتره من أجل شينا.
ـ آسفة..لم أكن أقصد التجسسس عليك.
مد يده إلى جيب سترته و أخرج منها علبة مخملية: هل هذه هي العلبة؟
أحست بالحرج:" ربما.. في الواقع لم أمعن النظر كثيراً".
ما إن فتحتها حتى برز فص من الألماس.
قال لها:" لقد اخترت الحجر بنفسي.. أيعجبك؟ أتستطعين اختيار مثله؟"
شهقت:" آه..أجل..إنه جميل حقاً. إن لم تشتره لشينا فلمن اشتريته إذن؟"
ـ اشتريته لك بالتأكيد. هذا إن كنت تقبلينه.. فهل تتزوجيني بيني؟ لأنني أحبك كثيراً.
أطرقت رأسها وهو يدس الخاتم في أصبعها: أجل..أجل..
ثم عجزت عن إيجاد الكلمات، فنظرت إلى الخاتم بصمت، وهي لا تكاد تصدق عينيها.
ـ قولي إنك تحبينني..حبيبتي.
ـ أحبك تشارلز حباً عميقاً..كنت أعرف أنك على علم بحبي إذ كان مسطوراً على وجهي.
ـ الوجه الوحيد الذي كنت أراه هو الوجه الذي كنت أتوق إلى تقبيله..أنت جميلة، بل خلابة حبيبتي.
التفتت ذراعاه حولها، قرب الصخرة التي تسترهما عن عيون أي فضولي على الطريق. وفيما هي متعلقة به باستسلام مشبوب حلو سمع مشاعرها تتوسل إليه.
فقال بصوت مرتفع: ليس هنا حبيبتي.. فما الوقت ولا المكان مناسبين. عندما أريد أحب الناس إلى قلبي أريد أن تكون لي .. رسمياً.
أبعدها عنه على مضض تقريباً: وهذا ما يجعلني أسأل.. متى نستطيع أن نتزوج؟
ردت:" في أسرع وقت ممكن".
ـ بإشراف الخالة جيلين.. على ما أعتقد؟
ـ ليس بالضرورة..أستطيع إتمام الترتيبات بنفسي..فقد قال السيد دينغويل إن عليّ الذهاب إليه حالما أقرر الزواج.
شهقت:" ياالله! حدث ذلك ليلة أمس؟"
ـ قد تقفز الأمور من المجهول. كذلك اللقاء على الدرج.
رفعت يده اليمن إلى فمها: وكقرع أحدهم على باب الآخرين في اليوم التالي.
ـ هذا لأنني لم أتحمل خسران النظر إليك بسرعة.
دهشت:" ظننت أنني آخر من ترغب في رؤيته مجدداً".
هز رأسه:" بعد رحيلك . نمت بضع ساعات و لكنني في الثالثة صباحاً أيقظني الألم في يدي و ظللت مستلقياً في الظلام ووجهك يدور في رأسي.. فلم أستطع الخلاص منه، ولم أستطع النوم. أصبت يومذاك بالوباء، بكل تأكيد".
ـ وباء حقيقي.. لا ريب أنك كنت غاضباً مني!
ـ بل على العكس كان غضبي عليك قد تبخر، وعرفت أن عليّ أن أراك مجدداً.. قلت لنفسي إنني أحمق، وسخيف و إنني سأشعر بأنني أفضل حالاً في الصباح..فكان أن نهضت من السرير و أخذت قرصين منومين.
ـ وفي الصباح؟
ـ لم تكن الأمور أفضل حالاً بل كانت أسوأ. كان وجهك يعذبني، و امتلكتني رغبة في أن أعانقك، وأعانقك..
صمت ليشدها إليه وسحقتها ذراعه إلى جسدها في مطالبة ملحة..

منتديات ليلاس

http://up110.arabsh.com/s/vzgrt8c3dh.gif


يتـــــــــبع

Rehana 24-01-09 10:37 AM


فابتسمت له: أخبرني المزيد.. أتضور شوقاً لكل تفصيل صغير.
ـ عنت الفكرة على بالي عندما كنت أحلق..تذكرت أنك قلت أنك قلت لي إنك تعلمين الطباعة.. وهذا بالضبط ما أحتاج إليه. ثم لفت نظري عنوانك الذي دونته لي، فقررت أن أجبرك على مرافقتي.
ضحكت:" وكان إكراهاً ناجحاً.. خاصة فيما يختص بالخالة جيلين.. لا يقف الناس عادة في وجهها.. بل يفعلون بالضبط ما تريد، أو يهربون".
ـ رأيت أنك لم تتعلمي الوقوف في وجهها. كنت بحاجة إلى يد قوية تنتزعك بعيداً عنها.
ـ شكراً لأنك منحتني تلك اليد.. أشعر و ياللغرابة بشكل مختلف نحوها الآن.. تبدو لي عن بعد غير مخيفة.. أظنني لا أرتجف منها إلا عندما تكون قريبة لتنظر إليّ بغضب.
ـ لقد انتهى هذا الآن حبيبتي.
ـ أجل.. ولكنني أخشي ألا تكون راضية عندما تسمع بخبرنا..
قفزت فكرة أخرى إلى رأسها، فجلست بسرعة تنظر إليه: وهناك أمك التي لن يعجبها الأمر. لن ترضى أن أحل مكان شينا، أبداً.
ـ لاتخشي من أمي.
امتلأت عيناها بالشك:" آه؟"
ـ كما قلت.. حدث مشهد مريع في المنزل.. فما إن خرجت مارغريت ديكسون، حتى أرغت أمي و أزبدت ضد العالم كله... في الواقع أصيبت بهستريا دفعت إيلين ريد إلى دخول غرفة الجلوس لتهدئتها.
ـ وهل نجحت؟
ـ نجحت فعلاً.. وهدأت أمي.. وقالت إنها كانت امرأة حمقاء، لا تحب ابنها، وإلا لما حاولت إجباره على زواج من أجل قطعة أرض. وقالت أيضاً لها إنها لو كانت تحب شينا كما تدعي، لتوجب عليها أن تسعد من أجلها بعدما وجدت حبها الحقيقي..
ابتسمت بيني وهي تفكر في إيلين تقف في وجه كيري تايمر.
سألت :" ماذا حدث بعد ذلك؟"
ضحك:" جاء دوري. فارتدت إلي إيلين، وقالت إنه لو كان في رأسي عينين لرأيت أنك تساوين عشرة من أمثال شينا.. وإنه لو كان لي عقل، لتزوجتك في أسرع وقت ممكن".
ضحكت بيني:" وماذا قلت لها؟"
ـ قلت لها إن هذا ما أنوي فعله، و إنني في الواقع أريد الخروج للبحث عنك، ولطلب يدك للزواج على أن يكون ردك نعم.
تنهدت تنهيدة عميقة ورنين كلماته في أذنيها كا لموسيقى.. مع ذلك ظل هناك سؤال يزعجها: ماذا قالت أمك؟
ـ لاشيء..جلست فاغرة الفم مذهولة.. ثم قالت إيلين إن من الحكمة أن أبحث لأمي عن شقة في ماسترتون.. فجعل اقتراحها أمي تعود إلى الحياة.. فتطالبني بالامتناع عن ذلك بأن ترحب بك بذراعين مفتوحتين.
ـ أقالت هذا؟ لا أصدق!
ـ وأكملت تقول يبدو أن القدر وضعك في حياة ابنها و أن لاحق لها في التدخل بحكم القدر. بعد ذلك طلبت مني إيلين الإسراع في ردك إلى المنزل، أتعلمين أن هذه المرأة كالذهب المصفى.
جلست مستندة إليه، نشوى من السعادة.
ـ لاأكاد أصدق أن هذا كله حقيقي.. متى بدأت تقع في حبي؟
ـ وقعت في حبك منذ البداية. وكنت كلما ازددت معرفة بك أتأكد من صدق مشاعري.
ـ مع ذلك أردت أن ألتقي بجورج.. لقد دفعتني إليه.



http://up110.arabsh.com/s/vzgrt8c3dh.gif


يتـــــــــــــــبع

Rehana 24-01-09 10:43 AM

ـ ألا ترين؟ كنت أحاول إمهالك فرصة للوقوع في حب رجل يعيد إليك منزلك القديم على أن يأتي أي التزام بيننا فيما بعد لقائك به.
خشيت أن تقعي فعلاً في حبه.
ـ أفهم هذا.. إنما لا تخشى شيئاً، أنت الرجل الوحيد الذي أردته يوماً.
كانت كلماتها كافية لترسل ذراعيه إليها ثانية.. تمتم لها: حبيبتي، إن لم نرجع الآن إلى المنزل، فلن أكون مسؤولاً عما قد يحدث.
هزت رأسها:" أنت على حق، علينا العودة قبل.."
عندما عادت برفقته إلى المنزل، كان وميض الألماس يؤكد لها أنها لا تحلم. أحست بخفة في رأسها، و غلفتها الإثارة فأثرت على قيادتها للسيارة.. انزلقت السيارة قليلاً في أحد المنطفات فأنبتها سلسلة عنيفة من زمور سيارة تشارلز.و كان ذلك كافياً ليجعلها تخفف سرعتها.. أخيراً ولجت مدخل بليارز و لحق بها تشارلز.
هناك وجدا مفاجأة بانتظارهما. وجدا أنهما غير قادرين على الوصول إلى الكاراج بسبب عدد كبير من السيارات التي سدت طريقهما. وتناهى إلى مسمعهما القهقهات و الضحكات.
توقف تشارلز أمام الدرج الأمامي.
ـ يبدو أن العمال متجمعون.. و انظري هذه مرسيدس كيرك دينغويل.. أعتقد أن أمي كانت مشغولة.
وضع ذراعه حول بيني و دخل معها إلى المنزل حيث استقبلتهما هتافات متعالية و تصفيق حاد. فيما هرعت كيري لتعانقهما.
ـ ما أسعدني بكما! حينما حضرت إيلين هذا الشراب اتصلت بجميع العمال و دعوتهم للترحيب بعروس بليارز العتيدة.
تقدم مدير المزرعة ليهنئ رئيسه، و ارتفعت الكؤوس احتفاء.
قالت كيري:" رفضت إيلين تقطيع قالب الحلوى قبل وصولكما.. و أعلنت أن عليكما تقطيعه.. إذن.. خذا السكين.."
دارت قطع الحلوى بين الجميع، وجاء كيرك دينغويل إلى جانب بيني: أرى أنك قادمة إلى مكتبي في وقت أسرع مما كنت تتوقعين.
وضحك.. هزت رأسها بإذعان، غير قادرة على الكلام ثم انضمت كيري إليهما، لتقول: عزيزتي، كنت أنا و كيرك نتحدث. يعتقد أنها فكرة ممتازة أن ترتب إيلين زفافك على أن يكون ذلك في الكنيسة. أيعجبك؟



http://up110.arabsh.com/s/vzgrt8c3dh.gif


يتــــــــــــــبع

Rehana 24-01-09 10:51 AM



هزت رأسها موافقة.. إن كل شيء يحدث بسرعة حتى بدأت تشعر بأنها تطير عن الأرض . أحلامها كانت تتجمع حولها.. و كأنما قدم لها القمر على طبق.. كان الخاتم وحده للمرة الثانية هو ما يؤكد لها أنها ليست في حلم.
بعدما غادر الجميع قالت كيري: أفكر بشكل جاد في العيش بشقة في ماسترتون.. قالت لي شينا مرة إنها تظن..
قاطعتها بيني معترضة: لا، لن يحدث ذلك بل عليك البقاء. مكانك دائماً هنا.. في بليارز.
ابتسمت كيري:" العروسان الجديدان بحاجة إلى الانفراد في المنزل. لا عذر لي في البقاء هنا".
ـ بل هناك عذر قوي هو رغبتنا في بقائك معنا هنا. لا تتركي هذا المكان. سأكون تعسة إن رحلت.
عكس وجه كيري ذهولها: عزيزتي.. لاأعرف الكثير عن إدارة منزل.. وسأكون شاكرة إن علمتني..أرجوك..نحن بحاجة إليك.
نظر تشارلز إلى أمه بانتصار: ألم أقل لك إن كل شيء سيكون على مايرام؟ بيني على حق فنحن نريدك فعلاً معنا.. و الآن هلا عذرتنا نريد تأمل الورود تحت ضوء القمر.
اقتاد تشارلز بيني إلى الدرج الأمامي، ومنه إلى المرج حيث الورد المعترش الزكي الرائحة، وهناك احتواها بين ذراعيه..كان القمر بدراً يرمي ظلالاً أغرقهما في عالم خاص بهما.
تمتم و فمه على رأسها: شكراً لك حبيبتي، شكراً على كل شيء.
رفعت بصرها إليه مدهوشة من العرفان بالجميل الذي بان في صوته..
ـ لماذا تشكرني؟
ـ لأنك ما أنت عليه..ذكية، قديرة، متفهمة بما فيه الكفاية للترحيب بأمي معنا. أنا أحبك بسبب كل هذه الأشياء.
ـ إنها معتادة على العيش في مكان واسع لذا قد تجن إن وضعت في شقة صغيرة.
ـ كانت شينا ستتخلص منها بحذاقة، وهي تعرف ذلك..ألم تكد تعترف؟
ـ ربما.
تفرس فيها في العتمة: ألديك سبب خاص يدفعك إلى الطلب منها البقاء؟ .. هيا فلنتشارك السر.
همست بخجل:" طالما اعتبرت الجدات مفيدات في تربية الأحفاد".
عسر عليها عناقه قول المزيد من الكلمات وبدأ القمر الشاحب الوجه يبتسم.
منتديات ليلاس


http://up110.arabsh.com/s/vzgrt8c3dh.gif


تمـــــــــــــــــــــــت

Rehana 24-01-09 10:55 AM

أتمـــــــــــــنى لكم قراءة ...ممتعـــــــــــــــة :yjg04972:

دمتم بووود:flowers2:

gaviotta 24-01-09 11:54 AM

يا أحلى قمر الليل .. شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية

تمارااا 24-01-09 04:28 PM

مشكووووووووورة حبيبة قلبي يأحلى من القمر على هذي الرواية الرااائعةوالله يعطيكي ألففف عافية

غــــلا روحــــي 24-01-09 07:21 PM



روــآيه~ روووووووووعه~ قدــآ
وـآللهي
مغسي حوووبي ع ـآلتكمله~
لـآعدمنـــآكـ يــآلغــلـآ
ولـآ عدمنـــآ جديدكـ
.,،

lanoo 24-01-09 07:47 PM

اااااااااااااااالف شكر لك يالغالية
 
:flowers2:القصة رااااااااااااااااااائعة
سلمت اناملك................
وبانتظار جديدك.

فتى الظل 24-01-09 08:05 PM

يسلمو خيتو بجد رواية تستحق القرأة اكتر من 100 مرة ......

Rehana 24-01-09 11:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gaviotta (المشاركة 1833473)
يا أحلى قمر الليل .. شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية



الشكر لك..وللمرورك العطــــــــر :flowers2:

Rehana 24-01-09 11:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تمارااا (المشاركة 1833762)
مشكووووووووورة حبيبة قلبي يأحلى من القمر على هذي الرواية الرااائعةوالله يعطيكي ألففف عافية


الشــــــكر لك ..عزيزتي تمارا

والله يعافيك

دمتي بوود

golya 25-01-09 02:15 AM

واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو اخيرااااا الف الف الف مليون شكر قلبي على مجهودك يعطيك العافيه وان شاء الله نلاقيكي برواية ثانيه ,,

Rehana 25-01-09 05:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غــــلا روحــــي (المشاركة 1834009)


روــآيه~ روووووووووعه~ قدــآ
وـآللهي
مغسي حوووبي ع ـآلتكمله~
لـآعدمنـــآكـ يــآلغــلـآ
ولـآ عدمنـــآ جديدكـ
.,،


شكرا أختي غـــــــــــلا

دمتي بوود

Rehana 25-01-09 05:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lanoo (المشاركة 1834046)
:flowers2:القصة رااااااااااااااااااائعة
سلمت اناملك................
وبانتظار جديدك.




الله يسلمك ...لوونو

وشكــــــرا لك

دمتي بوود

Rehana 25-01-09 05:59 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتى الظل (المشاركة 1834068)
يسلمو خيتو بجد رواية تستحق القرأة اكتر من 100 مرة ......



الله يسلمــــــــــــــك أخي فتى الظل..

هذا من ذوك الحلووو

دمتي بخيررر

Rehana 25-01-09 06:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة golya (المشاركة 1834437)
واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو اخيرااااا الف الف الف مليون شكر قلبي على مجهودك يعطيك العافيه وان شاء الله نلاقيكي برواية ثانيه ,,




الشكر لك ..جواليا


سعدت لوووجدك مابين صفحات القصة


والله يعافيك


دمتي بخـــــــــــيررر

ميس جادو 25-01-09 08:07 PM

مشكورة على الرواية الأكثر من رائعة
وبارك الله فيكي
وننتظر جديدك يا أحلى قمر

Rehana 25-01-09 09:32 PM

الشكر لوجودك بين صفحات قصتي المكتوبة..ميس

وإن شاء الله القصة القادمة تكون بمستوى

القصص التي خترت كتابتها ..دمتي بخيرر

caspora 03-02-09 02:05 AM

هوا الروايه نزلت كلها كتاب او بالورد ولا لاء ؟ وشكرا يا حبيبتى على الروايه من ردود القراء فتحوا نفسى انى اقراها ان شاء الله تكون الروايه الجايه بس اخلص الى بأيدى شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Rehana 03-02-09 09:22 AM

عزيزتي لم ..تنزل على شكل ورد بعد..وأن شاء الله تنال إعجابك

وشكراً لمـــــــــرورك

دمتي بوود

ملاك الاحزان 19-02-09 06:22 AM

مشكورة يا حياتي على الرواية الرائعة

Rehana 19-02-09 11:53 PM

الشكر لك و لوجودك على صفحات قصتي المكتوبة

دمتي بوود

زهرة الجاردينيا 24-02-09 02:04 PM

يسلمو يا حياتي على الرواية واسفين على تعبك ومجهودك

Rehana 24-02-09 02:34 PM

الله يسلمــــــــك ..عزيزتي زهرة

نــــــــــورتي القصة

Rehana 03-03-09 04:49 PM

أخواتي محبيات روايات أحــــــــــلام

هنــــــــــا يمكن تنزيل الرواية


" خطــــــــــوات على الضباب "




http://www.liillas.com/up2//uploads/...6209d853b8.zip


الساعة الآن 10:38 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية