منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   564 - النمر المخملي - ايما دارسي ( قلوب عبير ) دار النحاس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t99809.html)

Shiningg Tears 04-12-08 12:02 AM

564 - النمر المخملي - ايما دارسي ( قلوب عبير ) دار النحاس ( كاملة )
 
النمر المخملي
العنوان الاصلي لهذه الرواية بالاننكليزية
The velvet tiger
قلوب عبير
ايما دارسي
ازواج ام فراق ؟
اعطت ليزا جيلمور سنة من عمرها لكين ماريوات وهذا وقت فوق الكفاية لكي يقررا الى اين الوصول بعلاقتهما هذه .
وثلاث اسابيع دون كلمة من كين ، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير ، وكان كل نهار يمر يقوي من تصميم ليزا على انهاء هذه العلاقة ، واذا بكين يعود ليعرض الزواج عليها ، وكان الزواج هو بالضبط ماكانت ليزا تريده ، ولكن ماذا كان كين يتوقع بالضبط من تبادل عهود الزوجية ؟
منتديات ليلاس


قابلت نظراته دون ان تهتز :
" لم اقل نعم ، بعد يا كين ."
" لماذا لا تقولينها إذن ؟"
أخذ قلب ليزا يخفق بتوتر ، ولكنها ثبتت على موقفها ، " ثمة الكثير بيننا لم يحسم ، وانا افضل ان اقوم بذلك قبل الزواج وليس بعده ."
فتوترت ملامح كين :" كلا ، لا تضعيني تحت التجربة . فأنا لن ابقى معلقاً ، فإما انا اصلح لك ، أو لا ."
فقالت :" سأفكر في ذلك ."
" ليس عليك ان تفكري في ذلك ، فإما انك تريدين الزواج ام لا تريدين ."
" هذا غير معقول كلياً ."
ولكن كين لم يتزحزح :" قرري امرك ، ياليزا ، وفي هذه اللحظة ."

Shiningg Tears 04-12-08 12:04 AM

الفصل الأول

جاءت المكالمة الهاتفية في الساعة العاشرة والربع من صباح الجمعة ، ومضت ثوانٍ قبل ان تستوعب ليزا هزة الفرح التي تملكتها لسماعها صوت كين ومضت عدة ثوانٍ أخرى قبل ان تتذكر انها كانت قد قررت ان تنهي علاقتها معه بشكل أبدي لا رجوع فيه .
لم يكن ذلك لأن كين ماريوت كان سيئاً تماماً ، على العكس ، فقد كانت له صفات كثيرة حسنة ، كان وسيماً للغاية وذا جاذبية خطرة نسفت كل القيم التي عاشت ليزا لها قبل ان تعرفه ، فمع كين بدا لها كل منطق وتعقل لا صلة له بالواقع ، ولكن هذا لم يكن هو لب المشكلة ، وانما هي الطريقة التي كان يعاملها بها .
منتديات ليلاس
وأسوأ مافي ذلك هو لا مبالاته بما تفكر أو طريقة تفكيرها وبشكل يوحي بالإزدراء تقريباً ، وكذلك لطريقة تصرفها وكل مايعني لها شيئاً ، كان يفعل مايريد حينما يريد ، اما ما تريد هي فلم يكن له أي اعتبار ، فإذا لم تتفق رغباتها مع رغباته فهناك سوء حظها .
لقد منحت كين ماريوت سنة من عمرها ، وهذا اكثر مما يستوجب تقريرهما مصير حبهما هذا ، والأسوأ من ذلك هو ان بقاءها معه قد حرمها من فرصة التعرف الى شخص أفضل وإنشاء علاقة أسعد تعترف بوجود ناحيتين منها .
ثلاثة أسابيع من الصمت كانت بمثابة القشة الأخيرة التي قصمت ظهر البعير ، كما يقال ، ثلاثة أسابيع طويلة بطيئة مملة مردت دون ان يفكر كين فيها أو يرغب في قضاء عدة دقائق في حديث شخصي معها ، وهذا عيّن يالضبط ماهو موقعها من نفسه وفي حياته ، وكانت هي تدرك سبب كل هذا ، فما دامت لا تمنحه ما يريد ، فهي لا تستحق ، بالنسبة إليه ، ان ينفق وقته عليها .
كل يوم كان يمر دون كلمة من كين ، كان يثبت من عزمها على إنهاء علاقتها به ، حتى الآن عندما تذكر وجودها ، إذا به يتصل بها في أوقات العمل والذي يمنع الحديث بينهما على المستوى الشخصي .
وهذا لا يعني ان كين كان من عادته ان ينغمس في أحاديث شخصية طويلة ، واذا كان سيحدث مثل هذا ، فإن ليزا تعلم جيداً انه لن يكون في الهاتف .
ورغم هذا كله فمجرد سماعها صوته هز قرارها هذا ، فكل المنطق الذي في العالم لم يستطع ان يلغي حقيقة ان كين قد جعلها تشعر بنفسها وانسانة غير عادية كما لم يفعل ذلك رجل من قبل ، وبينما كان ذهنها يتخبط بين الأسباب التي تجعلها تطلب منه ان يغرب عن وجهها ولو إلى الجحيم ، إذا بكل عصب في جسدها يتوتر ، منتظراً أن تراه مرة أخرى .
وكان هو يقول :" اعتقد ان كل شيء سينتهي هنا عصر هذا اليوم ، يا ليزا." وكان التعب يبدو في صوته ، ثم تابع يقول :" ان بإمكاننا ان نمضي طوال العطلة الاسبوعية معاً ، انني غير واثق بعد من موعد الطائرة التي سأستقلها من ملبورن ، ولهذا اظن من الأفضل ان نجتمع في شقتي ."
وفكرت ليزا متهكمة ان هذا بطبيعة الحال ، سيوفر الوقت بالنسبة ليه ، لما يريده هو ، اما ما تريده هي فهذا غير موضوع في حسابه ,
كان لدى كين الأولوية الحقيقية لشيء واحد في حياته ، هو نجاح شركته الهندسية ، ولا شيء غير ذلك يشكل حافزاً في حياته ، كما ان لا شيء يردعه أو يقف في طريقه في توجهه الى هذا الهدف وهكذا كانت ليزا ترى وبوضوح تام ، اين موقعها هي من اهتماماته في الحياة .
وكانت ازمة نشبت في بناء كان يشيده في فيكتوريا قد دعته الى الذهاب ، ولا شك ان ضرورة أخرى من ضرورات العمل تدفعه الآن الى العودة ، وهذا منحه عطلة اسبوعية يمكنه بها ان يفكر في ليزا . ذلك ان وظيفة المرأة وأهميتها الوحيدة عنده ، هي في توفير الراحة والإستجمام له من عناء العمل وضغطه ، والآن وهو يعود الى سيدني ، يتفقد ليزا بهذا الهاتف ليضمن ذلك هذه الليلة .
لم يدخل هذا الشعور البهجة الى نفسها ، وإنما العكس ، لقد اخمد الحرارة التي اندفعت الى شرايينها لمجرد سماعها صوته ، ذلك ان كين ماريوت لا يستحق كل هذه اللهفة منها ، كما غضبت لهذه المشاعر التي أثارها في نفسها واحتقرتها ، كيف يمكن ان يكون له مثل هذا التأثير على نفسها بينما تعلم تماماً انه لا يهتم بها ؟
قالت له : " هل خطر في بالك مرة ان تطلب مني مثل هذا الأمر بكل لطف؟"
ساد الصمت في الناحية الأخرى من الخط . وتصورته ليزا يصرف بأسنانه انزعاجاً وفروغ صبر ولكنها لم تهتم .
وأخيراً قال بجفاء :" ولكنني طلبت منك ذلك بلطف ."
" كلا ، انك لم تفعل ."
فتنهد بضجر . حسناً فلنبدأ مرة أخرى ." كان صوته اكثر تعباً الآن وان خالطه شيء من الضيق .
" انني اطلب منك بل لطف ان تقابليني بعد رحلة الطائرة في شقتي ."
" أجابت بايجاز :" كلا ، لن اقابلك هناك ، يا كين ."

Shiningg Tears 04-12-08 12:08 AM

فسألها بحدة :" لماذا لا ؟"
" لأنني مشغولة ."
كان الصمت الذي تلا هذا مرة اخرى في الطرف الأخر من الخط ، كان اطول هذه المرة وتساءلت عما اذا كان صمته هذا نتيجة صدمة ، أو لهفة .
وإذا به يسألها وقد ساور صوته شك عنيف :" مشغولة مع رجل آخر ؟"
فتملكها الغضب ، ان كين طبعاً ، لن يحمل نفسه أي ذنب ، وتساءلت عما اذا كان لشكوكه هذه اصل في سلوكه هو ، اذ عندما يكون في رحلة عمل ، هل هناك امرأة اخرى يمضي معها اوقات فراغه ؟ وهل هذا هو السبب في انه لا يتصل بها هاتفياً على الاطلاق ، ما عدا عندما يبلغها بموعد حضوره من السفر ؟ ولم تكن ليزا واثقة على الاطلاق من انها الوحيدة في حياة كين.
قالت وكرامتها المجروحة تغذي شكوكها المدمرة هذه : " ربما ." وحدثت نفسها بأن هذه بداية النهاية ، سمعته يشتم بصوت خافت ، ثم ينفجر قائلا : " أية لعبة تقومين بها ، يا ليزا ؟ حذار من الدلال ، فليس لي صبر عليه ."
قالت بمرارة :" كلا ، فأنا واثقة من عدم صبرك ، يا كين ، ولكن حان الوقت الذي لن ينفع فيه منك أي مجاملات أو لطف ."
فقال غاضباً :" ليس لدي وقت لمثل هذا الهراء اللعين ، ومهما تكن اللعبة التي تفكرين فيها ، أريدك ان تصرفيها من ذهنك ، فإذا لم تكوني تريدين ان تكوني معي ، فقط قولي ذلك ، يا ليزا ."
هكذا اذن وانقبض قلبها ، لقد دنت اللحظة الفاصلة ، فمن ناحيته لم يكن هناك نقاش ، ولا اعتذار ولا ( امنحيني فرصة أخرى وسترينني شخصاً مختلفاً ، يا ليزا ) مثلاً فمثل هذه الكلمات لا يمكن ان تنطلق ابداً من شفتي كين ، ذلك ان ليس لديه سوى هذه المعادلة ( قولي لي هل تريدينني أم لا؟)
ماعدا انها كانت تريد من كين ماريوت أكثر كثيراً مما كان مستعداً ان يعطيه .
وفكرت بمرارة في ماقاله عن لعبة تقوم بها ، انه هو الذي يضع القوانين ، وهو المرجع في كل امر ، وهو الذي يطلق صفارة الابتداء ، ولم يكن هناك مراجعة لأي قرار يتخذه ، كيف استطاعت ان تحب شخصاً مثله ، وهو الذي لا يهتم بشعورها مقدار ذرة ؟
" انها ليست لعبة ، يا كين ، انني اسميها النهاية ، ان علاقتنا انتهت ."
لقد نطقت بهذه الكلمات ، أخيراً ولم تكن تنوي ان تقولها الآن ، وفي هذا المكان ، لقد تدفقت من بين شفتيها تحت ضغط المشاعر ، كانت نهاية ارتجالية بدت خطأً بالغاً للغاية ومع انها كانت قررت انهاء علاقتهما ، فقد كانت تنوي ان ترى كين مرة اخرى لكي تخبره بذلك وجهاً لوجه .
قال لها بلهجة خلت الآن من الخشونة ، وحل مكانها عدم الفهم :" ليزا ؟ لا اظنك جادة في كلامك ."
ما الفائدة من إلغاء ما لابد منه ؟ وشعرت بالمرض ، ان عليها ان تقوم بذلك ، وقالت ببلادة : " بل أنا جادة في كلامي ."
تلا ذلك شيء من التردد منه ، ثم لم يلبث ان قال بحدة :" لا يمكنك ان تعني ذلك حقاً ."
قالت بحزم :" أنا آسفة ، ولكنني اعنيه حقاً ."
كانت آسفة فعلاً آسفة من كل قلبها وهي تشعر بفراغ هائل يدخل حياتها ، وتساءلت عما تراها فعلت ، وأخذت تكرر وقد دخل الشك قرارها :" أنا آسفة ."
فقال بمرارة :" انت آسفة ! هذا رائع ، وتباً لها من روعة ، لقد احرق اعصابي يوماً بعد يوم بينما أنت ... تباً لك ، اذهبي الى الجحيم ..." شتمها بذلك وهو يقفل الهاتف في وجهها ، ورأت في الصوت المكتوم الذي صدر عن وضع السماعة مكانها ، مايمثل آخر خفقة لقلب يموت ، ان عقلها يقول انها قامت بالعمل الصواب ، ولكن ماتقوله مشاعرها يخالف ذلك تماماً ، وضعت سماعتها ثم اخذت تنظر الى يديها ، كانت اصابعها الطويلة الرشيقة ترتجف تبعاً لافكارها المضطربة .
كان تصرف كين حسب المتعارف عليه ، فهو قد شتمها غاضباً لقرارها المفاجئ غير المتوقع هذا ، ولكن الشعور بالخسارة والذي سرى في كيانها كان لا يحتمل .
كانت تحبه ، وتريده ولكن حبها ورغبتها فيه قد صدمهما معاملته تلك لها ، انها ليست العوبة بين يديه ، يتناولها متى شاء ، ويلقي بها جانباً حين يريد ، ولكنها انسانة والطريقة التي اخذ يعاملها بها كانت تنقص من احترامها لنفسها ان عليها ان تنهي كل هذا .
ولكن ليس بهذه الطريقة ، ليس بمثل هذا الشعور الرهيب بالاكتئاب ، لم تستطع حتى ان تبكي ، فقد عصى دمعها ...
ربما هي الصدمة ، وشعرت بالخدر يغزو جسمها ، وانعدام الحياة وكانما لم يبق هناك ما تتطلع اليه .
نظرت حولها الى مكتبها الفسيح البديع التأثيث ، كانت وظيفتها بالغة الاعتبار ، فهي سكرتيرة مدير الفرع الاوسترالي " الشركة الدولية المختلطة " وكان راتبها ممتازاً ، كما كانت تقابل اناساً ذو نفوذ وعلى غاية من الأهمية ، ولكن هذا كله لم يكن يهمها بشيء .

Shiningg Tears 04-12-08 12:10 AM

وازداد الشعور بالفراغ في نفسها اتساعاً وظلاماً ، واخذت تناجي نفسها ، ( انها حالة يأس ، ولكنني سأتغلب عليها في النهاية فأنا مازلت في الرابعة والعشرين من عمري ، وكل ماعليّ عمله هو ان امحو من حياتي هذه السنة التي أمضيتها مع كين ماريوت ، وأبدأ حياتي مرة أخرى ، ويوماً ما ، سيأتي رجل ما ، رجل مختلف جداً عن كين ، رجل يقدرني كانسان وليس كأنني خلقت للإستجابة لرغباته .)
" هل كل شيء جاهز لاجتماع مجلس الإدارة عصر هذا اليوم يا ليزا ؟"
جعلها هذا السؤال المفاجئ تقفز من مكانها ، ورفعت نظرها الى رئيسها الذي كان يسد الباب الذي يصل بين مكتبيهما بجسمه الضخم ، لفقد كان جاك كونواي قوياً في كل شيء ، فهو رجل كالثور لا يتردد في سحق أي مرؤوس عديم الكفاءة ، وهو لم يصل الى منصب المديرية هذا باستعمال التساهل إزاء أولئك الذين لا يشعرون بسمؤولياتهم .
اجابت بإيجاز :" نعم يا سيدي ." وكانت قد اعدت كل ما يلزم لهذا الاجتماع.
أومأ راضياً ، وعندما اخذ يقيم مظهرها ، لمعت عيناه بنوع آخر من الرضا، كان شعرها الأسود الفاحم ، كالعادة متموجاً بأناقة بعيداً عن صدغيها ، محيطاً بوجهها البيضاوي وعنقها الطويل لتنسدل خصلاته على كتفيها ، وكانت ترتدي ثوباً بنفسجياً ألقى بريقاً في عينيها الكثيفتي الأهداب، وكانت الأنوثة تتجلى في حاجبيها المنمقين وأنفها البديع واسنانها الصغيرة المنتظمة .
منحت رئيسها ابتسامة صغيرة ملتوية ، في بداية التحاقها بالعمل معه ، كانت تشعر بالارتباك البالغ إزاء طريقته في النظر اليها كل يوم ، وكانت قد تركت العمل مع مخدومها السابق بعد ان اخذ يحاول التقرب اليها ، وعلى كل حال فقد كان جاك كونواي لاحظ شكوكها فأسرع في محوها بقوله ، ساخراً وقد لمعت عيناه تهكماً :" يا فتاتي العزيزة إنني في الرابعة والخمسين من عمري وقد اجتزت سين العبث ، وفي هذه الفترة من حياتي أفضل ان احول طاقتي لوجهة اخرى ، فأنت بالنسبة اليّ فتاة مميزة وأنا احب ان يكون لدي فتيات متميزات ."
وكانت قد صدقت اعلانه الفظ لها بعدم اهتمامه بها ، وقد اثبتت السنتان اللتان مرتا بها موظفة تحت إمرته صحة كلامه ذاك ، فقد كان جاك كونواي يراها بمثابة تحفة جميلة ، وساور ليزا الاعتقاد بأن هذا السبب هو ما جعله يختارها من بين بقية المتقدمات لهذه الوظيفة .
كان متملكاً لها بشكل غريب ، ولكن ليس بالمعنى العاطفي أو الأبوي ، وانما كان اقرب الى بسط النفوذ ، فقد كانت امتداداً له ، وكان مركزها كما يسميه ، يرمز الى مكانته ، كما انه يفيد في إلهاء الرجال الآخرين وصرف اذهانهم أثناء اجتماعات العمل ، فقد كان جاك كونواي لا يتورع عن استخدام أي شيء أو أي شخص في سبيل الحصول على ما يريد .
قال لها باستحسان :" هذا اللون يناسبك جداً ، عليك ان ترتديه اكثر الأحيان، يا ليزا ."
فقالت :" اشكرك ، يا سيدي ."
ارتسمت على شفته ابتسامة ذات معنى وهو يستدير عائداً إلى مكتبه .
كان جاك كونواي يستعمل كل وسيلة يجدها اثناء مناقشاته العملية ، ولم يكن حضورها تلك الاجتماعات لتلهيه قط ، وذلك بعكس الرجال الآخرين ، وكان احياناً يطلب منها ان ترتدي ثوباً معيناً في بعض الأيام الخاصة ، والتي كانت تتفق دوماً مع المفاوضات الدقيقة التي تتضمن مفاوضات ذات اهمية خاصة ، وعندما فطنت ليزا أخيراً الى غرض جاك كونواي ، لم تعرف ما إذا كان عليها ان تشعر بالتسلية أم بجرح في كرامتها ، وأخيراً قررت ان ليس في هذا أية أهمية في الواقع .
وتذكرت بسخرية مرة ان كين ماريوت كان أحد الرجال القلائل الذين لم تمر عليهم هذه الخدعة ، وتذكرت بوضوح اجتماعها الاول به ، الشعور بعينين تلتهمانها ، لقد رفعت نظرها عن عملها على مكتبها فرأته واقفاً عند العتبة جامداً دون حراك ، ومع ذلك كانت تنبعث منه طاقة مغناطيسية ، ثم وببطء متناه ، افترت شفتاه عن ابتسامة بعثت الكهرباء في كل عصب في جسدها .
هي التي كان وجوده يلهيها ويصرف ذهنها عن عملها وذلك أثناء اجتماعاته فيما بعد مع جاك كونواي ، ولم يكن ذهن كين يتجول لحظة واحدة عن العمل الذي كان موضع النقاش ورغم أنها كانت تجلس أثناء الاجتماع تسجل ملاحظتها ، لم يحدث مرة انه نظر ناحيتها أو أبدى اي انتباه لوجودها ، فقد كان تركيزه على ما كان يريد إنجازه تاماً إلى ان يفوز بالموافقة على العقد الذي كان يسعى للحصول عليه ، عند ذلك فقط ، كان يدير اهتمامه إلى ليزا ، وكانت عيناه قد ادركتا انها اصبحت رهن مشيئته ، ولقد حدث ذلك بكل السهولة والبساطة .
لقد كانت غزوة سهلة بالنسبة إليه ، أما الغريب في الأمر فهو انه لم يحدث لها قط من قبل ان كان لها علاقة من قبل ، وماكانت ستصدق ان هذا سيحدث لها يوماً ما لو أن شخصاً كان قال لها ذلك قبل عام ، ولكن مع كين

Shiningg Tears 04-12-08 12:18 AM

أصبح الأمر مختلفاً تماماً ، فالحذر منه لم يخطر لها ببال وجاذبيته الطاغية هدمت كل الحواجز .
فلا عجب ان يأخذ موافقتها أمراً مسلماً به ، فهي لم ترفض له طلباً قط ، كان عليه فقط أن ينظر اليها بتلك العينين المسيطرتين حتى تفقد كل ماتتحلى به من اتزان .
اما فرصتها الوحيدة للتخلص من سيطرته تلك فقد كانت في الابتعاد عنه ، وهكذا ربما كان من الأفضل ان تنهي الأمر في العتف بدلاً من ان تتعذب برؤيته ، ولكن كان عدم رؤيته مرة اخرى بمثابة خنجر يمزق قلبها ، لماذا لم يحبها بقدر ما أحبته ؟ لماذا ...؟
ورن الهاتف مرة اخرى فمدت يدها الى الساعة بحكم العادة وهي تحاول جاهدة تمالك هدوئها ونبرات صوتها السارة :" هنا الشركة الدولية المختلطة . ليزا جيلمور تتكلم ، هل يمكنني مساعدتك ؟"
" انا كين ."
" آه ..."
وجف حلقها في الحال ، مامنعها من النطق بكلمات أخرى ، وهاجمتها الشكوك ، أترى كين يحاول العودة اليها ؟ وهل هو من الرغبة فيها بحيث يحاول الغاء نبذها الماضي له ؟
" ارجوك لا تقفلي الهاتف ." كان هذا أمراً ولكنه على الأقل منحها شرف قوله لها أرجوك .
ترواحت افكارها بين الرجاء والتشكك المر، فابتلعت ريقها بصعوبة ثم قالت :" انك انت الذي فعلت ذلك لتوك يا كين ."
" آسف ، لقد كنت ... متهوراً." وكان هذا تعبيراً ملطفاً لمزاج أحمق ، وعلى كل حال فالإعتذار من كين كان من الندرة بحيث اخمد نار ليزا .
فقالت له :" وهل هذه المخابرة منك ناتجة عن التهور ؟ لأنه اذا كان كذلك..."
" كلا ، فأنا اريد التحدث اليك ."
" بأي شأن ."
" لقد كنت ايضاً متهورة ."
" كلا ، لم اكن كذلك ."
" ماذا تسمين نسف علاقة استمرت سنة كاملة ، بواسطة الهاتف ؟ هو تهور يا ليزا ؟"
أبت عليها كرامتها ان تظهر أي ضعف أو ورقة رغم انه كان يمنحها مجالاً لتغيير رأيها وقبول العودة إليه ، كانت تريده من كل قلبها ، ولكن ليس بذلك الشكل الذي سارت به علاقتهما .
" نسميها مودة متقطعة حيث انك تقوم بكل اتصالاتك في فترة الاستراحة، وذلك بطريقتك الأنانية التي لا تطاق ، لا أريد مثل هذه المعاملة ، يا كين وانا لن أدعك تعاملني بهذا الشكل ."
فقال ساخراً :" باختصار ، فأنا لم اكن لطيفاً معك بما يكفي ."
تصاعد غضب ليزا :" اذا شئت ان تفهم الأمر بهذا الشكل ..."
فقال بسرعة :" كلا ، ولا تقفلي الهاتف ، دعينا نتقابل هذه العطلة الأسبوعية لكي نتحدث في هذا الأمر ."
كانت تعلم بالدقة أي نوع من الحديث سيجري بينهما ، فقالت بمرارة :" انك لا تريد ان تستمع اليّ ، يا كين ."
فقال يقنعها برقة :" امنحي هذه المسألة شيئاً من الصبر ، يا ليزا ، حاولي على الأقل المصالحة ."
" لماذا ؟"
" لأننا منسجمان معاً ."
لم تستطع انكار ذلك . وابتدأ الشوق لرؤيته مرة اخرى ، يمتلكها ، أترى ستتعرف بعده إلى شخص رائع مثله ؟
" اظننا أمضينا وقتاً كافياً معاً ."
" امنحي علاقتنا فرصة اخرى ، عدة ايام فقط ، يا ليزا ، فقط للتأكد ."
فترددت ، ما أهمية عدة ايام أخرى ؟ واضاف هو قائلاً : " قابليني في الشقة فلدي مفاجأة لك ." قال ذلك بسرعة بعد ان لاحظ ترددها .
سألته بارتياب :" ماهي تلك المفاجأة ؟"
ضحك برقة :" اذا انا اخبرتك فلن تعود مفاجأة ."
نبهتها ضحكته تلك ، فقد رأت فيها ان كين يظن انه اعادها الى قبضته مرة اخرى ، وانها عادت رهن مشيئته فقالت :" كلا لن آتي إلى شقتك يا كين ."
" لِمَ لا ؟"
" لأنك ستحاول إغوائي ."
" ان هذه ليست فكرة سيئة ." قال ذلك بلهجة تفيض حناناً .
فصرفت بأسنانها غيظاً :" كلا ." انها لا تريد ان تنخدع بالاعيبه .
وبرقة زائدة كانت ليزا تعلم انها زائفة ، اذ كانت تعلم ان كين خالٍ من كل رقة ، قال :" كيف استطيع تغيير رأيك ؟"

Shiningg Tears 04-12-08 12:22 AM

لم تتمالك سوى الا عجاب بمقدرته على متابعة الالحاح حتى الفوز بما يريد.
فأجابت بعناد ، وقد ساءتها هذه الطريقة اللبقة التي يغير بها اتجاه الآمور لكي تناسب مصلحته ، وان كان الآن يقوم بمسعى لمصلحتها ، اجابت تقول :" لا شيء ."
فقال :" باستثناء ."
" هنالك دوماً استنثاء فكوني حنونة ، يا حلوتي ، و رقيقة ، يا حبيبتي ليزا ، واخبريني ما هو الاستثناء ، فأنا لا استطيع تصور بقية حياتي من دوك ."
ان ليزا لم تنخدع ، فهو لا شك يعني قضاء العطلة الاسبوعية من دونها . ان كين ماريوت ليس بحاجة اليها ... ليس اليها شخصياً .
فهو ليس بحاجة الى اي شخص ، كين هو رجل ذو اكتفاء ذاتي ، عصامي لا يستجيب لأحد ، وربما كانت هذه الميزة فيه هي سر جاذبيته وإثارته وما يدفع النساء الى تحديه ، وشعاره هو" انني اقدم على اي شيء وغالباً ما افوز بما اريد ، ولا شيء أخسره وأفوز بكل شيء ." هذا هو كين ماريوت ، فهي تعرفه جيداً ، وجيداً جداً ، فهو لن يتغير لأجلها ، ولعلاقة تطول مدى الحياة ، تحتاج ليزا الى حب من غير النوع الذي يقدمه اليها كين ، ولكن بالنسبة لعدة ايام فقط ...
كانت ترى ان من الضعف الإذعان لما يقوله حين لن يتغير هذا من الأمر شيئاً بينهما ، وقضاء هذه العطلة الأسبوعية معه تعني الإنغماس في أسوأ انواع الحب ، فهو لا يحبها ولم يحبها قط ولكنها ستراه مرة أخرى فقط ... مرة تودعه فيها وتختزن في ذهنها ، ما امكنها من الذكريات عنه ... الحسن والرديء . ومن ثم تودعه الى الأبد .
قالت له :" سأقابلك في المطار ."
" ليزا ، انني لا اعرف أية طائرة سأستقل ."
فأصرت قائلة :" اتصل بي هاتفياً واخبرني ." لم تكن تريدهخ ان يحصل على كل مايريد وخاصة في آخر عطلة اسبوعية يمضيانها معاً .
" ولماذا لا نجتمع في شقتي ؟"
" لأنني أريد ان اتحدث اليك اولاً ، واذا لم يكن حديثنا شافياً ، يا كين ، فقد لا اذهب معك الى شقتك ."
" لا بأس ، سأكون على طائرة الساعة السادسة ."
" ظننتك قلت انك لم تعرف بعد اي طائرة ستستقل ."
" لقد قررت لتوي ."
فقالت بلهجة لاذعة :" ما اجمل هذا ، وشكراً لتذكيري أي وغد انت عندما تريد ان تحصل على ما تريد ."
فقال بلهجة جافة :" ان اللطف والرقة لا يغيران بشيء ."
" انني استوعبت الدرس ، يا كين . ويوماً ما ستأسف على ذلك ."
قالت ذلك بحدة ثم اقفلت الخط .

فيفي و بس 04-12-08 01:14 PM

شكرا لك الرواية حلوة كتير
رجائي لا طولي وكمليها بسرعة best luke for you

majedana 04-12-08 05:47 PM

حلووة كتير

يسلمووووووووووووووو

بانتظار التكملة

كيلووو_عسل 05-12-08 09:20 AM

نـــــااايس

^___^

Shiningg Tears angel 06-12-08 06:38 AM

الفصل الثاني

أخذت ليزا تجاهد في سبيل التخلص من التوتر الذي تملك اعصابها . لقد تأخرت ولم يكن ذنبها ان طال اجتماع المديرين عن المعتاد فلم ينفضّ قبل الخامسة ، ثم هناك حركة السير المزدحمة .
العمل بالنسبة الى كين كان يأتي في المقدمة على الدوام . بهذا اخذت ليزا تحدث نفسها . فكم من المرات تركها تنتظر الى ان ينتهي مما كان يقوم به . لقد تركها تنتظر ثلاثة اسابيع بطولها فلتدعه يتذوق شيئاً من دوائه إذن .
واذا هو انتقدها لتأخرها عن القدوم لاستقباله في المطار ، فهي ... انها ... وصدرت عنها ضحكة خشنة بعد ان ادركت انها لن تفعل شيئاً . لقد كان السبب في توترها هذا هو أنها لم تكن تعتقد بأن كين ماريوت سينتظرها . فهو حالما يدرك انها ليست في انتظاره ... كلا ، ان كين ماريوت لن ينتظرها .
كان كل شيء منحازاً لجانب واحد . فمهما فعل كين فهو الصواب على الدوام . فإذا هي تجاوزت الحد مليمتراً واحداً ، فهي مخطئة مهما كان السبب في تجاوزها ذاك . وتملك الغضب ليزا من الضعف منها ان تستمر في ذلك وعليها ان تواجه كين بجرأة فتستدير بسيارتها ومن ثم تذهب الى بيتها .
اتجهت عيناها الى الساعة أمامها ، مرة اخرى كانت السادة والدقية الثانية والعشرين . وتحركت اصابعها على عجلة القيادة بقلق وهي تنتظر فتح اشارة المرور . إن حركة السير مزدحمة دوماً مساء الجمعة وهذا يعني أنها لن تصل الى المطار قبل عشرين دقيقة اخرى .
كان من الغباء متابعة طريقها . ولكنها كانت قالت انها ستقابله في المطار ولهذا عليها ان تتابع حتى ولو لم يكن هو هناك .
وإذا هو لم يكن هناك ، فهذا يكفي وهي لن تلحق به الى شقته ابداً . انها لن تمنح كين ذلك الشعور بالرضى مرة اخرى ، فاذا كان كين يريد هذه العطلة الأسبوعية الأخيرة معها لكي يجرب المصالحة فالأفضل ان يكون في انتظارها في المطار مهما تأخرت . وبعد ، ان عذرها معها في هذا التأخير.
وسيكون في امتحان لا خلاصه . وابتسمت ساخرة .
أو ربما هو امتحان لمبلغ رغبته في ما تقدمه له من تسلية وترويح عن النفس . فبعد ثلاثة اسابيع لابد انه سيكون غاية في الارهاق هذا إذا لم يكن يخدعها بالخروج مع نساء أخريات .
وكانت تعلم جيداً أن هذا في منتهى السهولة بالنسبة لكين ماريوت . فالنساء تدور حوله ، وبإمكانه ان يحصل دوماً على من يريد بمجرد نظرة من تلك العينين الماكرتين .
ولكنهما كانا منسجمين معاً . وهو ما كان ليرضيه أي شيء أقل من التجاوب الذي يلقاه منها ، فإذا كان حريصاً على ذلك ، هذه الليلة فسينتظرها .
أخذت تفكر في أيامها الماضية معاً ، وقد استغرق إزالة الغشاء عن عينيها زمناً طويلاً .
إن علاقتهما لم تنته الى شيء ولهذا من الأفضل لها ان تسير في حياتها من دونه .
ما الذي كان قال :" حلوتي ، حبيبتي الرقيقة ليزا ."
حسناً ، لم يعد هناك بعد الآن ، كين العزيز القاسي .
أضاءت اشارة السير الخضراء .
استغرقت الرحلة الى المطار اكثر مما كانت ليزا تظن . وفي الوقت الذي وجدت فيه مكاناً توقف سيارتها فيه كانت الساعة قد بلغت السادسة والخمسين دقيقة . ومضت خمس دقائق أخرى قبل ان تدخل الى غرفة الانتظار في المطارحيث المفروض أن كين ينتظرها فيها . هذا إذا كان مايزال هناك .
جالت عيناها بحدة وانفعال بين الجموع ، وكان المطار يموج بالمسافرين مابين منظر الرحيل أو واصلٍ لتوه لقضاء عطلة نهاية الأسبوع . فإذا كان كين يراقب المدخل ، فمن المحتمل جداً ان يراها لحظة دخولها وهكذا وقفت جامدة في مكانها راجية ان يراها . ولكنها رأته قبل أن يراها .
منتديات ليلاس
وكالعادة قفز قلبها لرؤيته ثم اخذ في الخفقان بسرعة بالغة ، ولم يعد يهمها كم في حبها له من غباء وتدمير للنفس انها تحبه ولمجرد النظر اليه سرى في كيانها الدفء .
نهض كين ماريوت واقفاً بين الجموع ، فلفت انظار من حوله . نظر اليه المارون ، وقد جذبتهم شخصيته المتميزة بشيء لا يدرك كنهه . كما لوى اعناق النساء لإلقاء نظرة أخرى عليه ، كما يحصل على الدوام بالنسبة إليه. ذلك أنه عدا عن وسامته الفائقة ، كانت الرجولة تنضح منه .
النمر المخملي ... التصقت هاتان الكلمتان في ذهنها من فيلم سينمائي كانت شاهدته وكان هذا وصفاً صحيحاً لكين ماريوت .
كان شعره أسود ولامعاً كالحرير . وكانت عيناه سوداوين جذابتين يعلوهما حاجبان طويلان أسودان جذابان للغاية .

Shiningg Tears angel 06-12-08 06:40 AM

كان قميصه القطني الأبيض مفكوك الأزرار الى منتصف صدره ، دون اكتراث منه مبرزاً صدره الذي لوحت بشرته الشمس . وكان بنطلونه الجيد التفصيل يلائمه تماماً ، وكذلك حذاؤه ذو الجلد الايطالي . وكانت حقابئه موضوعة عند قدميه . تساءلت ليزا عما اذا كان كين يراها ، كما يراها جاك كونواي ، مجرد صورة جميلة يقدمها الى المجتمع . ولكنها سرعان مانبذت هذه الفكرة ، ذلك ان كين لم يكن يهتم بابرازها للناس . فهو لم يهتم قط بنوع ما ترتديه من اللباس حين كانا يذهبان الى مناسبات اجتماعية . كلا، بل كان هنالك شيء واحد كان كين يحرص عليه ، وهو ان يكونا متلائمين معاً .
رأت رأسه يلتفت متفحصاً ذلك الجمع . وعندما لمحها بدت الحدة والعنف في نظراته مبدداً منها اللامبالاة وكادت ترى وكأن سلكاً كهربائياً سرى في كيانه رافعاً حيويته الى اقصى حدودها .
تملكتها مشاعر الثورة والتمرد . إذا كان سيعنفها لتأخرها وتركه ينتظر فستسدير على عقبيها وتخرج من هذه القاعة . توترت ملامحه موشكاً على العبوس للحظة ، ما لبثت بعدها أن استرخت ولكنه لم يبتسم .
وجدت نفسها من التوتر بحيث لم تستطع الابتسام له هي ايضاً ، وإنما أخذت تحدق إليه وقد أخذ قلبها بالانقباض . لم تعد ترى احداً من تلك الجموع التي كانت بينهما وحولهما .
وساورها حس يتعذر فهمه بأنها كانت و مازالت و ستظل تنتمي إلى هذا الرجل ، قد تسلخ نفسها عنه ولكنها لن تنساه ابداً . ذلك ان جزءاً منها سيبقى ملكه على الدوام فقد سيطرعلى مشاعرها منذ البداية ولن يفلح البعاد ولا الزمن ولا أيّ فرار منها في أن يغير ذلك . لقد كان يخطئ في حقها ، ولكنه بشكل ما كان يصلح لها .
حمل كين حقائبه واتجه نحوها وعيناه في عينيها طوال الطريق تأمرناها بالبقاء حيث هي .
لم تتحرك ، فقد تلاشت عزيمتها ووهنت قواها إزاء ما أثاره في نفسها من مشاعر .
وضع حقائبه على الأرض وتقدم منها يحييها كالعادة وكأن لم يحدث بينهما شيء ، وكأنها لم تتأخر الى حد غير معقول ... وكأنه يحبها حقاً ولا يريد سواها ... وكأن من المسلم به أنها ملكه هو وله كل الحق فيها .
رأت نظراته والتي كانت تنصبّ في نظراتها تضطرم فيها التساؤلات دون أثر من حب . لم يكن يحب الانتظار على الاطلاق .
ولكن كرامتها الغاضبة لم تلن . إنه لن يجدها سهلة بعد الآن . لن يأخذ منها كل شيء دون عطاء منه بالمقابل . كانت تريد ان تشعر بأنها محبوبة .
" انك تأخرت ." قال ذلك وكأن شيئاً في داخله كان يخشى ألا تحضر على الاطلاق .
فأجابت شاعرة باللهفة الى أن تشعر بأنها مهمة في حياته ، وأنه يريدها طوال حياته أجابت تقول :" لم أكن اظن انك ما زلت بانتظاري ."
فقال بشيء من الخشونة :" ولكنني انتظرتك ."
قالت والاسئلة تعذب نفسها عما إذا كان يهتم بها حقاً كما تهتم هي به . قال تجيبه :" لقد أخّرني اجتماع المديرين ."
فقطب حاجبيه :" وماذا كانوا يقررون ؟" سألها ذلك بلهجة بات فيها السأم .
وكانت ليزا تعرف تلك اللهجة فقد كان كين يستعملها للتمويه عندما يكون هناك ما يثير اهتمامه . تماماً كذلك الاجتماع الذي عقده مع الشركة الدولية المختلطة عندما كانت القرارات التي يبحث في أمرها أكثر أهمية منها هي طبعاً ، وشعرت بغيرة مرة سممت آمالها التي كانت هي قد سمحت لها بأن تعود إلى نفسها وقلبها .
وقالت له متهربة :" أشياء مختلفة ."
استحال تقطيب حاجبيه إلى قسوة في ملامحه حتى اوشكت أن ترى القرار يتشكل في ذهنه وهو انه سيعرف ذلك فيما بعد . بعد ان ينتهي من ليزا . وقد يكون تصميمه على معرفة ما جرى في ذلك الاجتماع اقوى من تصميمه على استعادتها هي إليه .
قال بنظرة ماكرة :" إن مكان الاجتماع الذي وقع عليه اختيارك غير ملائم ، يا ليزا فهو مزدحم بالناس وأرجو ان تكوني مرتاحة فيه اكثر مني ."
فهمست وهي تعلم غرضه :" وماذا لو كان مزدحماً بالناس ؟"
" هذا يمنعنا من أن نتصرف كما نحب ."
كانت كلماته هذه ، وإن لم يدرك ذلك ، كانت أشبه بنذير الموت .
" لقد سيطرت على مشاعرك مدة ثلاثة أسابيع ويمكنك اطالة ذلك فترة قصيرة ." وكانت السخرية التي قالت بها ذلك تغطي آلاف المشاعر الأخرى .
قال :" ومن يريد ذلك ؟"
فأجابت ببرودة :" أنا ."
أستحالت الرغبة في عينيه إلى سخرية وقال :" فلنذهب في طريقنا ، فأنا بحاجة إلى طعام وشراب و أيضاً بحاجة إليك . ثم إنني أريد أن أعلم ماهي الأمور الهامة التي بحثت في ذلك الاجتماع الذي جعلني انتظر ساعة ."

Shiningg Tears angel 06-12-08 06:41 AM

تجاهلت إشارته تلك إلى الطعام والشراب وحاجته إليها ، كما تجاهلت كذلك إشارته إلى المعلومات التي يريدها لعمله الغالي .
قالت وعيناه تفيضان بتمرد مرّ :" لقد ساءك ان جعلتك تنتظر ، أليس كذلك؟"
أجاب دون أن يحاول التخفيف من استيائه ، ذلك أن التساهل لم يكن من طباع كين ماريوت قال :" نعم ، لقد ساءني ."
" ولكن ليس لديك مانع في جعلي انتظر ."
فقال بكل الغطرسة التي اصبحت تكرهها : " إنك تعلمين أن هذا شيء مختلف ."
فقالت بغضب :" كلا ، هذا غير صحيح ."
توترت ملامحه ، وبدا التحذير في عينيه وهو يسألها بلهجة ناعمة خطرة :"هل هذه طريقتك في العودة إليّ ، يا ليزا ؟"
فقالت متحدية :" وما الذي يجعلني أقوم بذلك ؟ ما دمت لا تقترف أي خطأ؟"
فاشتد التحذير في عينيه :" إنك تجعلين المصالحة بيننا صعبة قدر الإمكان."
" وكيف ؟ كل ما أطلبه منك هو أن تكون عقلانياً ."
" ولكنني كذلك ، فأنا دوماً عقلاني وهذا هو السبب في وصولي إلى مركزي هذا ."
" لم يكن لي حيلة في تأخري هذا ."
" كان يمكنك أن تتصلي هاتفياً بالمطار وتتركي خبراً . ثم تقابلينني في شقتي . لقد تعمدت تركي انتظر هنا ، يا ليزا . "
لم يكن قد خطر ببالها الاتصال بالمطار . ففي اعماقها لم تكن تعتقد انه سينتظر . ولكنها لم تشأ أن تعترف له بهذا فقالت :" إنك جعلتني انتظر ثلاثة اسابيع دون أن تفكر في أن تخبرني إلى متى ستتأخر ."
فتوتر فكه :" أنا نفسب لم اكن أعلم كم سأتأخر ثم أن لا وقت عندي للناس الذين يصعبون الأمور لمجرد الرغبة في ذلك . فإذا كانت هذه طرقتك في الوصول الى التفاهم ..."
قاطعته بحدة :" إذا كان هذا هو حكمك عليّ ، فأنا لا أرى أي مجال للتفاهم بيننا ."
بدا في عينيه نفاد الصبر :" ليزا ، قرري أمرك الآن . هل تريدينني في حياتك أم لا ؟ فإذا لم تكوني تريدينني ..."
وأشار إلى الباب الذي اقبلت منه :" فهناك باب الخروج من المحطة ومن حياتي ,"
هتفت بها كبرياؤها في أن تذهب الآن ، أن تتحدا وتخرج ولكن مشاعرها وسيطرة شخصيته الطاغية عليها قيدا حريتها ، وحام في ذهنها الفراغ الذي سيملأ حياتها ضارعاً إليها بأن لا تستعجل . لقد كان كين شديد الضيق من هذا الانتظار ولكنه انتظر فعلاً ، رغم انها لم تتصل به هاتفياً ، كما كان ينبغي كما كانت هي نفسها شديدة التوتر مما كان يغلي داخلها من مشاعر . وتنفست بعمق تهدئ من نفسها قبل أن تقول :" إنني مستعدة للتجربة أثناء هذه العطلة الأسبوعية الأخيرة . ثم أرى بعد ذلك . وسأقرر أمري مساء الأحد ."
فقال بحدة :" وهذا ما سأفعله أنا ."
" ماذا يعني هذا ؟"
فلم يجب وتنفس بعمق ثم نفث نفساً حاراً وكأنه يكبت عواطف جياشة . وعبرت وجهه لمحة من الألم قبل أن تكسوه ملامح متحجرة لا تكشف شيئاً عما يخفيه من أفكار ومشاعر . ثم توقف وانحنى يلتقط حزمة ملفوفة بالورق كانت سقطت بجانب حقيبته ، ثم دسها في يدها وذلك بحركة غاضبة عنيفة . فكت الحزمة وقد تملكتها الحيرة ، كانت باقة غير منتظمة من أزهار البنفسج . فضحكت وقد تملكها التوتر لهذه الهدية و الطريقة التي قدمها بها إليها . ثم قالت وهي تهز رأسها :" يا لك من رجل ، يا كين . هل هذه هي المفاجأة التي وعدتني بها ؟"
فنظر إليها باستياء ، ثم قال عابساً :" إنها جزء منها . إنني لم أفعل ذلك قط من قبل ."
قالت وهي تنظر إليه بعجب ، باحثة عن معنى ذلك :" كلا ، إنك لم تفعل هذا قط ."
لم يحدث أن قدم إليها أشياء شخصية لا شيء خاصاً بها . لقد اعتاد أن يدعوها إلى العشاء ، المعارض ، الأندية الليلية دون أي اهتمام بما ينفقه من نقود على الترفيه والمسرات التي يتشاركانها . ولكن اللفتات الشاعرية كا لأزهار أم الهدايا الصغيرة الأخرى لم تشكّل أي جزء من علاقتهما فمثل هذه الأمور ليست من طبيعة كين .
لم يسبق أن حدث ذلك من قبل ...
فلماذا يحدث الآن ؟
هل هذه الأزهار يقصد بها مراضاته بعد تلك المكالمة الهاتفية الغاضبة هذا الصباح ؟ أزهار لكي ينال بها ما يريد منها ؟ ولكن ألا يظن أن الورود أكثر

Shiningg Tears angel 06-12-08 06:45 AM

ملاءمة لغرضه ؟ ان أزهار البنفسج هي اختيار خاص جداً ، وكأنه في أنها هي ليزا شخص خاص مميز بالنسبة إليه وليس مجرد فتاة يستمتع بوقته معها .
قالت له برقة :" شكراً يا كين ."
فانبسطت اساريره المتوترة بابتسامة ساخراً من نفسه وهو يقول :" إن أي رجل يمكنه أن يكون احمق احياناً ."
فقالت تلومه :" إن تقديم زهور إلى المرأة ليس مما يناقض الرجولة ." لقد ادركت الآن السبب الذي جعله يلف الأزهار في ورقة . فمثل هذا التنازل منه هو ضد طبيعته فهو يعني بالنسبة إليه ، رمزاً للضعف وتعبيراً عن مشاعر نحوها ربما هي اكثر عمقاً من مجرد الرغبة .
قال لها ببطء وهو ينحني ليحمل حقائبه :" لا تظني أنها ستصبح عادة ."
حدثت ليزا نفسها بأن من الجنون أن تضخم من شيء كهذا ولكن عندما توجها نحو سيارتها ، لم تستطع منع نفسها من أن يتزايد شعورها بالبهجة لهذه الأزهار ، فتمرر أصابعها عليها تلامسها برقة ثم ترفعها الى انفها تتشممها مرة بعد مرة . لو ان كين أراد أن يوقظ مشاعرها نحوه ، لما اختار طريقة أحسن من هذه .
أتراه يعلم ذلك؟
وهل تعمدّ هذا الأمر ؟
ذلك أنه لم يفعل هذا قط من قبل .
ولكن لم يحدث من قبل أن ابدت مثل هذا التمرد .
وذكرت نفسها بأن تلطفه هذا لن يفيد .
وألقت عليه نظرة متفحصة وهو يسير بقربها وفقد بدا على ملامحه التفكير العميق . ثم قررت انه لم يتعمد ذلك .
وابتسمت . لقد احرزت نصراً وان يكن صغيراً إلا أنه نصر على كل حال وهذا موضع تساؤل وشك ولكن أمامها العطلة الأسبوعية يمكنها فيها أن تعرف السبب . وقررت ان تعرف اثناء هذه العطلة كثيراً من الاسباب . وربما كان بإمكانها ان تدوّن ما هو خطأ ، أو على الأقل ما يكفي منها لتحسين علاقتهما .
لابد أن يومين هما كافيان جداً لمعرفة ما إذا كان هناك حقاً مجال للمصالحة .
ورأت ليزا بعين البصيرة تضارب الآراء والرغبات التي سيواجهانها والتي عليهما ان يجدا لها حلاً . ويالها من عطلة سيمضيانها .

Shiningg Tears angel 06-12-08 06:47 AM


الفصل الثالث


وصلا الى السيارة فأخرجت ليزا مفاتيحها تناولها له ليفتح صندوق السيارة لكي يضع حقائبه .
ألقى بالحقائب في الصندوق ثم اغلقه وهو يقول :" سأقود أنا السيارة ." ثم اتجه نحو الباب الآخر ليفتحه لها .
قالت له وقد ساءتها وقاحته :" إنها سيارتي ."
فوقف ونظر إليها ساخراً :" إن بإمكاني أن أسرع بها أكثر منك ."
" لا أريد أن أقود بسرعة ."
واستدارت حول السيارة ثم مدت إليه يدها تطلب المفاتيح وقد صممت على ألا تدعه يسير أثناء هذه العطلة ، وفق قواعده .
تنهد متعباً وهو يقول :" ما الذي تريدينه مني يا ليزا ؟"
فكرت هي في أنها تريد منه كل ما يمكن ان يمنحه المحب لحبيبته . إن شيئاً من الاهتمام والاعتبار يغطي كثيراً من الأخطاء . وكذلك بعض الاحترام لرغباتها . ولكن كين لم يكن في مزاج يمكنه من احتمال وابل من انتقاداتها. نبّهت نفسها إلى أن عليها أن تهاجمه بأمر واحد في كل مرة ، وما دام هو يتباهى بأنه عقلاني ، فعليها أن تكون عقلانية هي ايضاً .
قالت بصوت هادئ منخفض :" أولاً ، أريد أن أعرف لماذا لم تحمّل عناء مكالمتي هاتفياً طوال الوقت الذي غبته ."
فأجاب :" سبق واخبرتك بأنني كنت أعالج أزمة صعبة ."
" هل كان ذلك في كل دقيقة من كل نهار ؟ بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع ."
سألته ذلك دون أن تفلح في اخفاء نبرة الشك من صوتها .
" نعم ."
" أما كان بإمكانك أن تستغني ولو عن خمس دقائق ؟"
" لماذا ، يا ليزا ؟"
" لتتحدث إلي . لكي تجعلني أعلم انك لم تنسني كلياً ."
" لقد اتصلت بك هذا النهار . وأنا هنا لأنني لم استطع نسيانك ."
" ليس هذا هو الموضوع ."
" وما هو الموضوع ؟"
حولت عينيها عن عينيه شاعرة بوجهها يتوهج . لم تسأله ذلك من قبل قط وكرهت أن تسأله الآن ، ولكنها كانت تريد وبحاجة إلى أن تعلم . فإذا كان غير مخلص لها فهي لن تنظر إليه بعد ذلك مهما كان مبلغ حبها له . ثم ارغمت نفسها على التحديق فيه متحدية :" هل اعتدت أن تكون مع امرأة أخرى اثناء هذه الرحلات يا كين ؟"
فهز رأسه وكأنه لا يصدق أن من الممكن ان تساورها مثل هذه الشكوك ونظر إليها ساخراً من مخاوفها :" هل هذا هو سبب كل هذه الأمور يا ليزا؟"
فكرت أن هذا ليس وحده السبب ، ولكنها لم تجبه .
وانتظرت عسى أن تلمح ومضة من التهرب تصدر عنه ، وقد تملكها التوتر .
التوت شفتاه باشمئزاز :" سؤالك هذا لا يستحق الجواب ولكن بما أنه يبدو انك تريدين جواباً دعيني اخبرك بأن علاقتنا كانت ستنتهي لو انني اردت امرأة اخرى. أما بالنسبة إلى الاتصال بك هاتفياً فهل تتصورين ان ذلك يثبت شيئاً ؟" وبدت السخرية في صوته .
" لو كنت أسير في ذلك الطريق الذي تقصدين لكنت خدعتك بالاتصال بك كما اخدعك بالطرق الأخرى ."
فتملكها الارتياح فقد رأت كلامه معقولاً وكين ماريوت يريد لنفسه الأفضل دوماً ، إذ من مبادئه أن ينبذ ما ترتيبه الثاني في الأفضلية وتبع شعورها بالارتياح موجة من السرور . لقد شعرت أنها بالنسبة إلى كين ما زالت هي الأفضل ومع ذلك فهو لم يكن يعاملها كما يجب حسب مقاييسها .
وأصرت تقول بعناد :" لماذا لم تتصل بي ؟ كان هذا يعني الكثير بالنسبة إلي لو أنك فعلته ."
" ليزا إذا كنت تريدين رجلاً يمتثل لمطالبك فابحثي عن غيري فأنا لست العوبة بيد أحد ."
وفتح لها باب مقعد القيادة وقد لمعت عيناه بتحدٍ غاضب " ما دمت تريدين أن تريني مهارتك في القيادة ، فلا بأس ."
لم تشعر ليزا من قبل بعدم رغبة في قيادة السيارة منها الآن . فهي لا تشعر بأي سرور وزحام السير يخنق الشوارع خصوصاً وكين بجانبها بمثل هذا المزاج السيء والذي يدفعه إلى انتقادها لأقل هفوة . ولكنها كانت قد اتخذت موقفاً ولم تعد تستطيع التراجع دون أن تبدو تلك الفتاة التافهة كما يتهمها . وهكذا تناولت المفاتيح منه ، ثم صعدت إلى المقعد وراء عجلة القيادة ، وأغلق هو الباب خلفها بحدة .
ولم يكن كين راضياً عن تصرفاتها هذا المساء .
تنفست ليزا بعمق ، لتطلق آهة طويلة مرتجفة كانت هي أيضاً غير راضية بتصرفاته ما عدا ... ورفعت باقة البنفسج إلى وجهها تدفن أنفها في شذاها . ربما اشترى لها هذه الأزهار الجميلة لأنها كانت لديه أفضل امرأة . وعندما تهالك كين على المقعد بقربها ، استدارت بسرعة لتضع الأزهار على المقعد الخلفي بعناية .
منتديات ليلاس
قال :" لا يوجد مكان للساقين في هذه السيارة ."
لم تكن سيارتها النيسان الصغيرة تماثل سيارته الجاغوار الفخمة ، ولكنها صالحة للتجوال بها في انحاء المدينة . ولكنها لم تهتم بالاعتذار عن ذلك .
شدّت حولها حزام الامان ، وانتظرت إلى أن أنهى هو شد حزامه فركزت اهتمامها على الخروج من الموقف دون ارتكاب أي خطأ وعندما اصبحا ضمن حركة السير في الشارع الذي يقود إلى المدينة اراحت نفسها من التركيز على القيادة لكي تعيد النظر في وضعهما .
لم يكن كين قد نطق بكلمة منذ شرعا في السير وبدد التوتر الذي ساد الجو بينهما أي حظ في تبادل الحديث بشكل طبيعي . وكانت هي قد طلبت هذا الوضع لأنها كانت بحاجة إلى التحدث إليه . ولكنها ، عندما أصبح بجانبها ، أدركت أن الاجوبة التي كانت تريدها ليست من النوع الذي يمكن ان تحصل عليه مباشرة . كان من المستحيل تقريباً توجيه اسئلتها ولكن عليها أن تبدأ في موضوع ما .
سألته بتردد :" ما الذي تريده من هذه العطلة الأسبوعية يا كين ؟"
أجاب :" أريدك أنت ."
" أهذا كل شيء ؟"
فانفجر يقول متضايقاً :" ما الخبر ، يا ليزا ؟ أليس لديك أي ادراك بأنه ما كان لي أن أكون هنا ؟ كان عليّ أن أكون في فيكتوريا أشرف على ما ينبغي أن يُعمل . فالسبب الوحيد الذي جعلني أحضر إلى هنا هو أنت ."
كان هذا ساراً للغاية ولكنها رأت أن من غير المنطقيلا أن يتوقع منها ادراك أشياء بينما لم يزعج نفسه بإبلاغها وضعية عمله بالتفصيل . وعلى كل حال فهي تعلم الآن أنه سيعود إلى فيكتوريا بعد عطلة الأسبوع هذه ، وهكذا تكون هذه رحلة غير عادية ولم تعرف قط من قبل أن كين ترك شيئاً قبل أن ينتهي منه تماماً .
سألته :" هل لديك خطة أو غرض ما من وراء هذه العطلة الاسبوعية ."
فاندفع في مقعده إلى الخلف وهو يتنهد ثم يقول بضجر :" إن لديّ رؤيا عما أريده ."

Shiningg Tears angel 06-12-08 06:50 AM

دوماً كان لدى كين سبب ما . فلا شيء يحدث دون سبب على الاطلاق ، ولم تستطع ليزا أن تصدق أن رؤياه تلك تتركز عليها . فالأسبقية عنده لشركته الهندسية فقط . ثم قررت ان تجس الأمر أكثر من ذلك فقالت ساخرة :" ما أحسن ان أعرف أنني أعني شيئاً في حياتك ولكن الاتصال الهاتفي كان أسهل بالنسبة إليك ."
قال ببطء :" إنه لا يمنح نفس الشعور بالرضا ."
أخذت تفكر ساخرة في أن هذا طبيعي وقالت :" ما دام ليس لديك امرأة أخرى بجانبك فلا شك أنك كنت بحاجة إلى الراحة والاستجمام ."
فقال بحدة :" ما الذي تعنينه بذلك ؟ تباً لذلك ، يا ليزا أتريدين أن تفسدي كل شيء قبل أن يبدأ ؟"
فانفجرت تقول :" كلا فأنا لا أحاول إفساد أي شيء قبل أن يبدأ . إنني فقط أريد ان احصل على بعض الاجوبة ، مثل ماذا اعني لك في حياتك ."
فقال :" إنني هنا ، أليس كذلك ؟"
قالت ساخرة :" نعم أنت هنا . فهل هذا يعبر عن الانانية لأجل رغباتك، أم عن العطاء لأجل رغباتي ؟"
" الإثنان معاً ."
نطق بذلك دون أي تردد وكان في هذا نوع آخر من الاهتمام بها لم تكن تتوقعه .
نظرت إليه وقد تصاعد الأمل في نفسها ، فقال :" ركزي اهتمامك على القيادة يا ليزا ."
قالت متمنية لو تستطيع قراءة افكاره :" إنك متوتر للغاية ."
" إلى أقصى حد ."
" أتشعر بالاحباط ؟"
" إلى حد بالغ ."
" أهذا بسببي أم بسبب العمل ؟"
فاطلق ضحكة قصيرة خشنة :" الاثنان ."
رمقته بنظرة خاطفة ، فقال ساخراً :" سأـخلص من ذلك فأنا اختصاصي في مثل هذا الأمر ."
كانت هذه نصف المشكلة مع كين على الأقل اكتفاؤه الذاتي الصلب . وكانت ليزا تعيده إلى نتيجة طلاق والديه حين كان في الثانية عشرة من عمره . فكان الشعور الوحيد بالامان الذي يثق به هو ما يصنعه لنفسه . وفي الثالثة والثلاثين ، لم يكن كين مستعداً لتغيير ماكان وفره لنفسه بنجاح .
كانت ما تزال تجهل مكانها في حياته . فقد كانت معظم علاقته تتعلق بعالم الأعمال ، وكانت تشك في عمق أي منها . لم تكن له علاقة بأي من والديه ، مع انه كان قد تحدث اليها عن شقيقة صغرى كان يزورها في المناسبات إلا أن ليزا لم تقابلها قط . كما أن كين لم يشأ قط أن يتعرف إلى أسرتها .
كان هذا ينبوعاً آخر لشعورها بالمرارة في علاقتها به . فقد كانت بالغة الحب لأسرتها فهي جزء هام من حياتها ومتمم لها ولم يشأ كين أن يدرك هذا فكيف بالقبول به . وكان يتملكه السأم كلما تحدثت عن والديها واخوتها الثلاثة الذين يكبرونها .
كان الشخص الوحيد في الاسرة الذي تعرف اليه هو السقيق الذي يشاركها الشقة ، وحيث ان طوني كان طياراً وغائباً اكثر الاحيان فقد كانت مقابلاتهما قصيرة .
كان والداها يعيشان خارج المدينة مباشرة وليس في مكان بعيد لدا ، لم تسمح الظروف لهما ليتعرفا على كين .
وفي الواقع كانت ليزا غالباً ما تزورهما لتمضي ليلة عندهما . ولم يكن كين يحب ان يشرك مع ليزا احداً آخر في وقته ، إلا إذا كان ذلك يتعلق بالعمل .
كان رجلاً انطوائياً . وإذا كان صادقاً فقد بقي مخلصاً لها طوال علاقتهما التي استمرت عاماً كاملاً . وتساءلت عما إذا كان من الممكن ان تكون هذه ميزة مميزة حسنة فيه ، ولكنها عادت فتذكرت ما كان قاله من أنه سيقرر هذه العطلة الاسبوعية ما اذا كان يريد أن يستمر في هذه العلاقة معها .
فهل سينهيها بصرف النظر عن قرارها ؟ وألقت بها هذه الفكرة في دوامة من المشاعر .
سألته :" متى ستعود إلى فيكتوريا ، وكم ستغيب ؟"
كان هذا سؤالاً هاماً بالنسبة إليها . فقد كانت تريد أن تريد أن تعلم ما بإمكانها أن تتوقعه منه ... وما إذا كان ثمة أي مستقبل لهما معاً بعد هذه العطلة الأسبوعية .
فتنهد مرة أخرى بضجر وهو يقول :" لا أعلم ."
ألقت عليه نظرة . كان يبدو متعباً للغاية وبالغ الارهاق ، فقالت برقة :" لقد اشتقت اليك ." وكان صوتها ينضح بالحنين كانت تريده أن يتصل وأن يبقى على اتصال بها ، أن تشاركه حياته ويشاركها حياتها .
قال بابتسامة ملتوية :" وأنا اشتقت إليك أكثر بكثير ."
كان هذا اعترافاً نادراً ما يصدر عنه . ربما كانت الرقة قد بدأت تتملكه . فابتسمت له بعطف قائلة :" الا يمكنك ان تجد من يشرف على العمل بدلاً منك ."
" سأفعل ذلك إذا حصلت على مشروع وينجيكامبل ."
حولت ليزا انتباهها بسرعة إلى الطريق . لقد ساورتها الشكوك وهي تتذكر القرارات التي اتخذت اثناء اجتماع المديرين عصر هذا اليوم . أترى كان كين يعلم أن العطاء الذي عرضه كان سيجري بحثه اليوم وهل هذا هو السبب في حضوره إلى بيته لكي يستخلص منها المعلومات ؟ أتراه يستغلها في شيئين الحب والعمل .
سألته بلهجة عفوية :" كنت أظن انك قدمت لشركتنا عطاءين ."
" هذا صحيح . انني بحاجة إلى وينجيكامبل . وإذا حصلت على مشروع جيسامين أيضاً يكون هذا أفضل ."
انتظرت عدة لحظات ، ولكنه لم يلاحق الموضوع .
وساورها خيط الأمل . ربما كان لعلاقتهما هذه الأولوية عنده ولو مرة . فسألته :" لماذا وينجيكامبل بهذه الأهمية ؟"
" لأنني أعيش على شفا الهاوية . فلولا قانون ضريبة العشرة بالمائة الذي يعمل لمدة سنتين لكنت الآن مستقلاً مالياً طوال الحياة . وهذا كل ربحي وعليّ أن انتظره عامين ومن دون وينجيكامبل .. تباً لذلك ! إنني بحاجة إلى تلك السيولة وذلك لكي تنتعش أعمالي ."
هذا يفسر سبب توتره وضيقه . لماذا يعتبرها في المكان الثاني من حياته . فالانتعاش اقتصادياً هو دوماً في المقام الأول عند كين . ولكن شعور ليزا قد أصبح الآن أفضل بكثير وخصوصاً لأنه لم يسألها عن العطاءات في الشركة .
ربما حياته يهيمن عليها الرغبة في المال والكرامة والنجاح والحاجة إلى تغذية زهوه واعتباره لنفسه ولكن ربما كان لها مركز هام هي ايضاً في حياة كين فهو قد جاء إلى بلده ليكون معها ، وقد اظهر اهتمامه بها .
انتعش في ذهنها قرار جديد . انها ستمنحه كل شيء يريده اثناء هذه العطلة الأسبوعية الراحة والاستجمام اللذين يبدو واضحاً حاجته إليهما . وتساعده بكل امكانيتها .
قالت له مستطلعة :" ربما ، إذا كنت تدير أمورك المالية على غير ما ينبغي يمكنك أن تخفض من مستوى معيشتك فلا تنفق الكثير من المال على نفسك."
قال بحدة :" لا تحاولي أن تعلميني كيف أدير اعمالي ، يا ليزا فما انفقه على نفسي في عام واحد لا يؤثر مقدار ذرة في ما ادفعه للضرائب وهذا الراتب الأسبوعي الذي ادفعه للموظفين عندي ."

Shiningg Tears angel 06-12-08 06:53 AM

هذا جزاؤها لأنها حاولت مساعدته وقالت :" اظنني لا أفهم شيئاً في عالمك المالي ."
" نعم ، أنت كذلك ." أجابها وكأنه يعلن أمراً معروفاً دون أي تواضع أو رقة ذلك ان كين ماريوت يسيربحياته دوماً في الطريق التي يراها تناسبه .
تندهت باستسلام :" في هذه الحالة ، اظن ليس لدي ما اقدمه إليك سوى .."
لم تستطع أن تكمل الجملة ، ولكن كين علم حالاً ماذا تعنيه . لقد حصل على الخضوع الذي يبغيه في هذه العطلة .
همس برقة لم تعهدها منه :" انظري إليّ ، يا ليزا ."
نظرت إليه مجفلة وقد تملكتها الإثارة وإذا بقدمها تدوس على دوسة البنزين دون وعي منها ، ما أوشكت معه على الإصطدام بالسيارة التي امامها ، وقفز قلبها وهي تحول قدمها إلى الكابح .
وبعد ان تفادت الكارثة ، جذبت نفساً عميقاً ، ثم القت على كين نظرة عتب وهي تقول بصوت مرتجف :" كيف تتوقع مني التركيز على قيادة السيارة بينما تغازلني بذلك الشكل ؟"
فقال بابتسامة ماكرة :" ان لديك دوماً ردات فعل سريعة ."
" كين ..."
نظر إليها قائلاً برقة :" انطلقي بالسيارة كالريح ، يا ليزا . تخللي كل فجوة في الزحام ."
لقد فقد صوته حدته وتوتره لأول مرة هذا النهار . ما سيحصل مع كين سيحصل . فقد كان دوماً ، بالنسبة اليها ذا سيطرة لا تقاوم . وقد تكون هي غبية ضعيفة ، ولكنها ستمضي معه هذه العطلة الأسبوعية بأي طريقة .
مهما كانت تحبه ، فإن هذه العطلة ستكون كالجحيم .
نهاية الفصل الثالث

فيفي و بس 08-12-08 09:31 PM

مرررررررررحبا كل عام وانتي بخير
يلا هلأ عطلة كمليها بسرعة
لان الرواية روووووووووعة

Shiningg Tears angel 09-12-08 05:17 AM

الفصل الرابع

لم يكن الطريق الخاص الذي يقود إلى بيت كين ماريوت ، طويلاً فهو لم يكن فقط بجانب المطار ، ولكن يمكن الوصول اليه خلال الطرق الجانبية ، تجنباً لازدحام الطرق العامة الرئيسية . ولم يكن هذا شقة في مبنى كبير ، وإنما منزلاً ذا شرفات وفناء خلفي وكاراج .
فتح كين البوابة غلى الفناء الخلفي لكي تمر ليزا منها بسيارتها لتوقفعا على الأرض المرصوفة بالحجارة شأن معظم المنطقة ، وكانت وفرة النباتات الإستوائية التي تغطي ناحيتي السياج تؤمن عزلة المكان ، كان لاختيار كين لمسكنه هذا يمثل شخصيته . فهو منزل راقٍ في منطقة راقية ، كما انه ملائم وقريب من كل شيء ، من أماكن العمل واللهو والمتاجر وغير ذلك...
منتديات ليلاس
سار كين وليزا خلال الباب الزجاجي المنزلق إلى حيث المطبخ الحديث الطراز . والذي كل مافيه كان أبيض اللون ومن المعدن غير القابل للصدأ .
كان ديكور الشقة آخر صيحة في الحداثة ، فهو بالغ الرفاهية والإثارة . كانت غرفتا الجلوس والطعام في الطابق الأسفل مؤثثتين بالجلد ومعدن الكروم والزجاج بالألوان الأبيض والأسود والأحمر ، بلمسات قليلة من الأخضر والأرجواني ، ما جعل لكل ذلك تأثيراً غير عادي بجماله .
كان كل شيء في المنزل يصرخ بالثراء ، من الأرائك الفسيحة في قاعة الجلوس إلى المصابيح التي تنطق بالفن الحديث ، إلى اللوحات السريالية على الجدران ، كانت الجدية والبساطة هي السمة الغالبة ، فلا اضافات ولا اشياء لا معنى لها في نظر كين .
عندما دخلا المطبخ ، أمسكت ليزا البنفسج بيدين مرتجفتين وكأنها طلسم.
سألها كين وهو يضع حقائبه على الأرض ثم يتوجه إلى الثلاجة مباشرة
:" تريدين طبعاً شرابك المفضل عصير التفاح ."
أجابت :" نعم ، شكراً ."
وعندما جاء بكوبين سألته :" هل اعد شيئاً من الطعام ؟"
أجاب :" فيما بعد ."
وقفت امام الحوض تضع الأزهار في الزهرية ، بينما كان هو يقول بصوت منخفض رقيق :" لشد ما اشتقت إليك هذه الأسابيع الثلاثة ."
" وأنا اشتقت اليك أيضاً ، يا كين ."
" أليس هناك رجل آخر ، يا ليزا ."
" كلا ."
" ليس هناك ربما ؟"
فهزت رأسها نفياً .
" إياك ان تذكري رجلاً آخر بعد الآن ."
أجابت :" أبداً ."
لقد زرعت تلك الشكوك في ذهنه هذا الصباح ما جرح كبرياءه ، فقالت نادمة :" لم أكن أعني ما قلته لك في الهاتف ، يا كين ، فقد كنت غاضبة منك لأنك لم تتصل بي هاتفياً ."
فهمس يقول بصوت ناعم ساخر :" يا قطتي الصغيرة ، عليك أن تتعلمي ان لا تلعبي بالنار ."
قالت تعتذر :" كنت مشتاقة إليك يا كين ، وهذا كل شيء ."
" وكذلك أنا ... إلى أقصى حد ."
فقالت متأملة :" ما كان لي أن اتحدث عن رجال آخرين ."
قال :" إياك أن تجعلي هذا عادة فيك ."فساورها الأمل في انه ربما يهتم بها حقاً اكثر مما كانت تظن ، أم لعل ذلك مجرد حب التملك فيه ؟
" هل أنت مسرور الآن ؟"
" تقريباً ."
" ما الذي تريده اكثر من هذا ؟"
نظر اليها طويلاً دون ان تجيب .
بدا لها محبطاً للغاية ، ما جعلها تنبذ فكرة أنه كان لديه امرأة أخرى بجانبه . فقد كانت هي المرأة الوحيدة في حياته . لو كان كين فقط اكثر اهتماماً بها ، إذن لكانت سعادتها لا توصف معه .
ربما كان لها مكان خاص في نفسه ولكنه لم يقل لها قط انه يحبها ، وتساءلت ليزا عما إذا كان ذلك لأنه لم يستطع أن يرغم نفسه على قول شيء لا يشعر به ، أو ان ليس بإمكانه ان يقول شيئاً يكشف عن ضعف تجاهها ، ام ان ماضيه جعله غير قادر على حب أي انسان ؟ وإذا به يسألها برقة :" ماذا تقولين لو أنني قلت لك أنني أحبك ، يا ليزا ؟"
فقفز قلبها ونظرت إليه بمزيج من الأمل والريبة ، وانتصرت الريبة . فثمة سبب وراء كل مايقوله كين ، فهو يتكلم عن عقله وليس من قلبه . وربما يبحث عما يجعل علاقتهما تستمر بالشكل الذي يريده ، لم يكن كين قد احب احداً أو شيئاً في حياته قط من قبل ، فقد كره والدته لاتباعها حياتها الشخصية . وكره والده لأنه لم يجاهد في سبيل ماهو له وقبوله بضعف ما فعلته زوجته به وبولديهما ، كره في شقيقته عصابيتها التي تجعلها اتكالية على الآخرين ، رغم أنه كان يكن لها شيئاً من العطف ، ولو كان الحب في طبيعته ، لأخمده بصفته شيئاً غير موضع للثقة .
اجابته على سؤاله بعبوس ساخر كانت ترجو ان يخفي الألم الذي كان وراء كلماتها :" كنت أقول انك تكذب ."
" لماذا ؟"
" لأنك منذ ساعة كنت في المطار تشير لي إلى الباب قائلاً انه طريق الخروج من حياتك ."
" كنت اضعك امام خيارين ."
" ولكن ذلك لم يملأني بالثقة في مبلغ حبك لي ، يا كين ."
فلوى شفتيه :" لقد اعطيتني نفس الشعور بكلامك ذاك في الهاتف ."
أترى كرامته جرحت ؟ ما جعله يستفزها إلى القول بأنها تحبه ؟ فهي دون شك ، هددت حسه بالأمان عندما قالت له انها تهتم برجل آخر ، أترى ما يرضيه الآن هو الشعور بأنها ملكه روحاً وجسداً ، وعقلاً ؟ وفكرت مكتئبة ، بأن هذا كله من جانب واحد ، ذلك ان كين لا يحبها ، وإنما المسألة مسألة نفوذ ، وكان هو يريد ان يرى مبلغ نفوذه عليها ، وخاطبته بصمت ، ان ذلك لن يكون اثناء هذه العطلة ، فنحن الآن سنتقابل مقابلة الند للند ، يا كين ماريوت ، هزت كتفيها قائلة :" ربما نحن غير متلائمين ."
" أهذا هو رأيك ؟"
" لقد سبق وقلت لك انني سأعطيك رأيي مساء الأحد ."
" عما إذا كنت مغرمة بي ؟"
تعمدت إخفاء مشاعرها وهي تجيبه قائلة :" بل عن استمرار علاقتنا فترة أخرى ."
" مادام ذلك يناسبك ."
فهزت كتفيها :" شيء كهذا ."
" وإذا قلت لك انني لا أحبك ؟"
" إذن لصدقتك ."
ضحك ولكن دون بهجة :" اتعرفين ماهو الحب ، يا ليزا ؟"
قالت بارتياب :" وهل تعرفه انت يا كين ؟"
لوى شفتيه ساخراً :" لا اظن ذلك ."
فكرت هي بسخرية مرة بأن ظنه هذا صحيح ، وانها ضعيفة غبية في قبولها قضاء العطلة معه ، ولكنها غير نادمة ، في الحقيقة ، فقد قررت الآن ان هذا هو الوقت المناسب لكي تعرف وضعها في نفسه .
سألته :" اذا كان عليك ان تختار بيني وبين عملك ، فماذا تختار ، يا كين ؟"

Shiningg Tears angel 09-12-08 05:19 AM

هز كتفيه :" هذا مجرد افتراض لن يحصل أبداً ." انه الرجل الواقعي ابداً ، كما أخذت تفكر ، والذي لا مكان للعاطفة في نفسه ، ومن العجيب حقاً ان فكر في شراء باقة بنفسج لها ، واصرت على سؤالها تريد الجواب :" ماذا كنت تختار ؟"
" في هذه اللحظة ؟"
قالت :" نعم ."
" في هذه اللحظة بالذات ؟"
" نعم ، الآن ."
لم يبد عليه أثر للتردد أو عدم التأكد وهو يقول :" انني اختار العمل ." انه صادق تماماً ، وفي غاية القسوة ، كين هذا ، وكانت هي تعلم ذلك بالطبع ، ولكن هذا لم يمنع الجرح من ان يصيبها في الصميم ، سألته متظاهرة بمجرد الفضول :" هل هناك سبب معين ؟"
" أهذا كل شيء ؟"
قال بعنف :" انك اخبرتني هذا الصباح بأنك ستتركينني ."
حدقت ليزا به وقد تملكها الذهول لتغيره المفاجئ هذا ، زقالت تدافع عن نفسها :" كان هذا فقط لأنك على ما أنت عليه ."
" وما هذا ؟"
" عدم الاهتمام أو الرضا بأي شيء ماعدا رغباتك الخاصة ."
رفع حاجبه بسخرية متغطرسة :" ما اسخف هذا ."
قالت بحدة :" هذا ليس سخيفاً ، وهو لا يحتاج إلى سوى لفتات بسيطة ..."
فقال هازئاً :" اتصال هاتفي مثلاً ..."
قالت بغضب :" بالضبط ."
فلمعت عيناه بسخرية مرة :" وإحضار أزهار لك ؟"
" كل هذا ذو فائدة ." قالت ذلك بغضب وقد تملكها الاستياء من رفضه اشياء تعني لها الكثير .
" وهل تسمين ذلك حباً ، ياليزا ؟" وكان عدم التصديق يغلف النبرة الخطرة في صوته المنخفض .
لكن ثقتها القوية فيما تعتقده ، لم تدع مجالاً للشك :" ان لفتات بسيطة كهذه تظهر انك لا تفكر في نفسك طوال الوقت ، انها تظهر اهتمامك بي ، ومن دون الاهتمام ، ليس هناك حب ."
بدت القسوة في أساريره :" ماذا تريدينني أن أفعل ؟ ان احضر اليك فنجان قهوة إلى السرير كل صباح ؟"
" تلك فكرة رائعة ."
" إذا كنت تريدين هذا النوع من الرعاية الطفولية التي تعامل بها شقيقتي زوجها ، فالأفضل أن تبحثي عنها في مكان آخر ، فهذه ليست فكرتي عن الحب ."
قالت ساخرة :" انني اعلم هذا ، يا كين ، فأنت لا تتنازل عن شيء ."
لمعت عيناه السوداوان ، وقال بجمود :" أرى انها ستكون عطلة مميزة ."
فقالت :" وهذا هو رأيي أنا أيضاً ، ربما الأفضل ان اذهب الآن ... ما دمت قد ارتحت الآن ."
أطلق ضحكة قصيرة خشنة :" انك تظنين هذا ، أليس كذلك يا ليزا ؟ تظنين ان كل ما أريده منك هو إرضاء رغباتي الحسية ، تظنين ان هذا ما يحملني على العودة اليك ؟"
نعم ، هذا ما كانت تظنه ، ولكنه كان من الإذلال لها بحيث لم تكن تستطيع الاعتراف به ، وحول عنف مشاعرها الحب في نفسها إلى كراهية .
قال بصوت ناعم :" دعيني اخبرك يا ليزا بأن ليس جسد الأنثى ما يعلقني بها ، أو يجعلني أعود اليها على الدوام ، مهما كان مبلغ جمالها ، وأنت جميلة جداً وفيك من الأنوثة ما يحلم به كل رجل ."
سألته وهي ترتجف :" وما الذي يعيدك إليّ دوماً إذن ؟"
قال هازئاً :" وهل تصدقين ... انها طبيعتك الحلوة المعطاء ؟"
فقالت تفسر كلامه بمرارة :" اتعني انني اخضع لك على الدوام ؟"
توترت ملامحه وكأنها صفعته :" انني لم و لن اعتبر المرأة مجرد موضوع للترفيه ، فقد شفيت من رغبات الجسد منذ وقت طويل ."
قال ذلك بمرارة بالغة ما جعلها غاية في تشتت الذهن .
استدار متجهاً نحو الباب ، فهتفت به وقد جعلها نبذه لها في برودة الثلج . "إلى اين انت ذاهب ؟"
سألته ذلك ناسية كل كلامه لها ماعدا انه يفضل عمله عليها .
ولكنه قال دون عناء النظر اليها :" لأحضر بعض الطعام ."
تنهدت ليزا لهذا الجواب الذي لم يعجبها :" اظنك تريدني ان اطهي لك شيئاً."
فالتفتت اليها وقد توترت ملامحه وبدت السخرية في عينيه العنيفتين :" كنت اظن حسب تعريفك ، ان هذا عمل شخص يحب ."
فقالت تنكر عليه سلطته تلك عليها :" لم اقل انني احبك ."
قال متهكماً :" هذا ما أراه ، ولهذا سأطهي طعامي بنفسي ."
زمجرت في أثره وهو يسير نحو الباب :" ان طبعك لا يطاق ."
وقف وألقى عليها نظرة ملتهبة . " ولكننا متلائمان في شيء واحد ، أليس كذلك يا ليزا ؟"
ثم خرج من المطبخ .
نهضت ليزا عدة دقائق وهي تغلي من الغيظ وقد تملكها السخط لطباع كين ماريوت الصعبة ، فهو يصر على انها ليست مجرد موضوع تسلية له ، ثم لا يلبث ان يذكرها بجمال ما يجمع بينهما ، كان رجلاً غامضاً يثير الأعصاب ولن تفهمه أبداً طوال حياتها . ومع ابتداء تحطم علاقتهما هذه ، فإن هذه العطلة ستكون سيئة للغاية .

Shiningg Tears angel 09-12-08 05:21 AM

الفصل الخامس

عبست ليزا في صورتها في مرآة خزانة الثياب التي امامها ، لقد قال لها كين انها جميلة جداً وبالغة الأنوثة ولوت شفتيها . من المؤكد انها لا تبدو صبيانية الشكل ، وتساءلت عما إذا كان كين يكلف نفسه عناء إلقاء نظرة عليها لو انها لم تكن جميلة .
أخذت تجيل نظراتها في غرفة النوم هذه ، كانت الملآات واكياس الوسائد من قماش الساتين احمر اللون . اما اللحاف فكانت الوانه مختلطة ما بين الأخضر البحري والأصفر و البنفسجي والقرمزي والأزرق ... ثم الأحمر، وكانت السجادة ملائمة لذلك جداً بلونها الأخضر القاتم ، كما كان التلفيزيون أسود اللون .
منتديات ليلاس
وتأوهت ليزا ، هناك شيء واحد يمكن ان يقال بالنسبة إلى كين ، وهو انه ليس من صفاته الضعف أو التردد أو انعدام الحيوية ، خصوصاً عند صنع قراراته ، ولا ي ذوقه في ديكور المنزل ، فحيويته تلمس كل شيء ، وعلى ليزا ان تعترف بأنها في وجوده ، تشعر بالحيوية أكثر من أي وقت آخر في حياتها ، أو مع أي شخص آخر ، وانتاولت معطفها المنزلي الحريري الليلكي اللون تضعه على جسمها ، ومن ثم خرجت من الغرفة .
لم يسمعها تهبط السلم ، فالسجادة السميكة كانت تمتص صوت وقع خطواتها ، وقفت ليزا عند العتبة بين المطبخ وغرفة الطعام واخذت تراقبه ، محاولة ان تكتشف شخصيته الحقيقية .
صفق باب الثلاجة بعد ان اخرج منها بعض اللحم المثلج وألقى به على الحوض ، ثم اتبعه بشيء من الخضر و البصل ، ثم اقفل درج الثلاجة برفسة من قدمه وكذلك باب الثلاجة ليلقي بعد ذلك بالخضر في الحوض أيضاً ، فقد كان من عادة كين تقشير البصل تحت الماء المتدفق .
كانت كل حركة منه تشير إلى توتره . لم تكن الأمور تسير على مايرام اثناء عطلة الأسبوع هذه ، وكان واضحاً انه يرغب في عودة حلوته الناعمة الرقيقة ليزا ، وليست هذه المرأة السليطة اللسان والتي كانت تفسد كل شيء.
كان يبدو متعباً للغاية ، فقد كانت عيناه غائرتين ، كما كان الخطان حول فمه أعمق من العادة ، كان عمل كين شاقاً مجهداً ، فقد كان يدير اعماله وحده تقريباً ، ولا شك ان الأسابيع الثلاثة الأخيرة كانت ثقيلة عليه ، لابد انه لا يشعر برغبة في الطهي والذي يدفعه إليه إما الجوع الشديد أو الكبرياء ، أو ليتباهى بذلك امامها ، أو الثلاثة اسباب معاً .
سألها دون اكتراث :" هل يكفي اللحم ، أم اصنع لك شيئاً آخر ؟"
لم تستطع ان تحتمل مثل هذا الوضع ، ربما عليها ان تذهب الآن ... ولكنها كانت وعدته بأن تمضي معه العطلة الأسبوعية .
قالت له :" لماذا لا نذهب إلى مطعم ليشيو ؟ فهو قريب من هنا ، وأنت دوماً تحب الطعام الذي يقدمه ."
كان هذا الطعم الايطالي مفضلاً لديه . ربما بإمكانهما ان يسترخيا هناك امام وجبة فاخرة ، وقد يريحهما المشي في برودة الليل من هذا التوتر المسيطر عليهما . شعرت بالإرتياح وهي ترى موافقة كين على ذلك .
قال وقد رقت ملامحه بابتسامة أسف :" لا يبدو ان بإمكاني تهدئة طباعي ، هذا النهار ."
فابتسمت :" لقد كنت أنا أيضاً متوترة الطباع ." قالت ذلك معتذرة ، تريد ان تنهي هذا الوضع بينهما ، والذي لا يفيد بشيء ، فكين هو كين وهو لن يتغير تبعاً لإرادتها . وقد سبق وقال ذلك بوضوح .
تقدم نحوها باسماً :" أهي هدنة ؟"
فأجابت :" نعم ، هدنة ."
أخذ ينظر في عينيها متفحصاً ، متسائلاً ، ثم استدار يتناول سماعة الهاتف :" سأـصل بالمطعم لأرى ان كانت لأرى ان كانت لديه موائد خالية ."
قالت بعدم اكتراث :" كما تشاء ."
ووقعت نظراتها على باقة البنفسج التي كانت وضعتها على الحوض ، وكانت قد ملأت الزهرية بالماء ، ولكن جدالها مع كين ألهاها عن وضع الأزهار فيها . وبينما كان هو يتكلم في الهاتف ، كانت هي تتوجه نحو هذه الأزهار لتكمل ما كانت بدأت به.
شعرت بأن كين يستدير لينظر اليها ، ولكنها لم تهتم باستصغاره لهذه الهدية من الأزهار ، فقد احبتها للغاية ، ورفعتها بحركة آلية ، إلى انفها تتشممها مرة أخرى قبل ان تضعها بعناية في الزهرية ، انها تحب ان تعتبرها دليل حب منه لها ، ربما كانت هذه حماقة منها ، ولكن ما الضرر في قليل من خداع النفس اثناء هذه العطلة الأسبوعية الأخيرة في علاقتهما ؟ سيكون عليها ان تواجه الحقيقة في الوقت المناسب ، افلا يمكن أن يكون هناك شيء من الحلاوة في تلك المرارة ؟
سمعت كين يضع السماعة ، فنظرت اليه مستطلعة ، وكان هو ينظر اليها وقد بدا الهزء في ملامحه ، وكأنه يفكر متأملاً في شيء لم يفكر فيه قط من قبل .
سألته :" هل كل شيء على ما يرام ؟"
" نعم ... انهم سيحجزون مائدة لنا ." وأومأ برأسه نحو الأزهار يسألها :"هل تسرك هذه الأزهار حقاً ، يا ليزا ؟"
" ألا تظن ذلك ، يا كين ؟"
فهز كتفيه :" لا اظنني أميل إلى التفكير في مثل هذه الأشياء ، أنني أراه ... مصطنعاً ."
" لماذا ؟"
فقال بخشونة :" لم يفعل احد شيئاً قط لأجلي دون ثمن ."
مسكين كين . فهو ما كان محباً ولا محبوباً ، (لم يفعل احد شيئاً قط لأجلي)، لقد كان الناس يرفعون ابصارهم إليه ، فيرون النجاح الذي احرزه دون ان يدركوا كم كلفه هذا الفراغ المر المظلم في روحه ، عزلته عن باقي الإنسانية ، كان بحاجة إلى شخص يحبه ... يحبه لنفسه وليس لمركزه ولا لثرائه . ذلك لأنه كان غلاماً غير مرغوب فيه ولا يحبه احد ، فتقدمت نحوه تلقائياً محاولة ان تفهم .
لقد ادركت فجأة السبب الذي يجعله يبخل عليها بباقة أزهار ، فقد كان يعتبر ان من الخداع ان يحاول شراء العطف والمودة ، لقد منحتها المكاشفة رؤيا ثمينة في نوع تفكير كين بالناس ، كما انها تزعزع عدة اشياء مما كان يثير استياءها .
حاولت ان تفسر له الأمر ، بقولها :" انه ليس الثمن وإنما هو التفكير ." كانت تريده ان يفهم ، يدرك انه لم يحصل على مثال من حياة أسرية مليئة بالمحبة والرعاية مثل التي تحتل تفكيرها .
خطر ببالها انها لابد قد كان افسدها تدليل والديها واخوتها لها ... بصفتها الابنة الوحيدة ، والأخت الصغرى ، وقد افتقدت هذا كله في كين إلى حد آلمها ، ودفعتها كرامتها إلى ان تمنع عنه مامنع عنها ، وها هي ذي تدرك الآن مبلغ خطأها لم يكن هو يعرف الأسباب ولكنها هي كانت تعرف .
تابعت تقول برقة :" ليس عليك ان تشتري أي شيء يا كين ، فإذا انت اوقفت سيارتك إلى جانب الطريق ، لتقطف بعض الأزهار البرية لأجلي ظناً منك انها قدج تعجبني ، فهي تسرني . فهذا يريني انك تهتم بي ."
والتوت شفتاها ساخرة :" ان ثلاثة اسابيع من الصمت أرتني انك لا تهتم بي . أو على الأقل هذا كان معنى ذلك في رأيي ." وتوسلت اليه عيناها ان

Shiningg Tears angel 09-12-08 05:24 AM

يقول الحقيقة . " فهل انا مخطئة في ذلك ، يا كين ؟"
لم يجبها بضيق هذه المرة وإنما بقي عدة دقائق يفكر في ما قالت ، وأخيراً قال معترفاً كما لم يقر من قبل :" انني افكر فيك يا ليزا ، واكثر مما أريد ."
هذا شيء آخر يكشفه لها ، ومن الواضح انه لم يكن يحب ان يكشف عن ضعفه عن السيطرة على مركزها في حياته ، وسألته :" هل الأمر مؤلم إلى هذا الحد ؟"
كان في هذا الجواب مايشير إلى استيائه من دفعه مكرهاً إلى القيام بعمل أكثر من المعتاد لكي يحصل على هذه العطلة الأسبوعية .
" انك لم تتدرب على المحبوةة ، أليس كذلك يا كين ؟"
اجاب ساخراً :" ليس كثيراً ."
" لماذا لا تجرب ذلك احياناً ؟ ولو من باب التغيير ."
" هذا يدل على الضعف والنقص في الاستقلال الذاتي ."
"وهذا ما لا تطيقه ؟"
فابتسم دون بهجة :ط لنقل انني احذر من إعطاء أي شخص ما يمكنه من استغلالي ."
كبرياء ، استقلال ، مناعة ... هذا هو كين ، ولكن ليس هناك رجل يعيش كجزيرة منفردة تماماً ، مهما كان دافعه إلى ذلك ، فهناك ذلك القبس من الانسانية في كل انسان ، والذي يدفعه إلى الاتصال بالآخرين ، لكي يعرف ويفهم ويتلقى العناية ولو من شخص واحد ، ربما هي ليزا التي أراد ان يصل إليها ، ولكنه لم يستطع تماماً ان يطلق المجال لنفسه ، لانه إذا هي خذلته فسيكره نفسه لضعفه في جعلها تتغلب على دفاعاته لوقاية نفسه .
قالت له بهدوء :" انك لا تتنازل عن رأيك كثيراً يا كين ."
" وكذلك انت ، يا ليزا ."
اومأت برأسها وهي تفكر بألم ، انه هو الذي اقام الحواجز ، وهي التي ضربت تلك الحواجز برأسها وهي تفكر بألم ، انه هو الذي اقام الحواجز ، وهي التي ضربت تلك الحواجز برأسها وقلبها ، لقد منحته من نفسها كل شيء ، وكان هذا هو السبب في ان صمته الطويل ذاك كان لا يطاق ، ولكن من الواضح انه يشعر بأنها خذلته من بعض النواحي ، وفي رأيه انها خذلته فعلاً هذا الصباح حين لم تشأ القبول بخطته .
قالت له :" اظنك تصبح قاسياً ... حين يكون عليك ان تحارب القساوة ."
وانحدرت نظراتها عن وجهه لتستقرا على الأزهار مرة أخرى ، كانت هذه برهاناً على انه فكر فيها في المطار بعد ان رأى منها عدم الجزم بالنسبة إلى موافاته لعطلة الأسبوع ، وحسب اعتقاده ، كان شراؤها من باب السخرية لكي يراضيها ، ولكنه على الأقل لم يكن ساخراً إلى الحد الذي يجعله يشتري لها وروداً حمراء ، رمز الحب ، لم يكن مخادعاً إلى هذه الدرجة ، ولكنه كان من القسوة بحيث يفعل ما يفكر فيه ، لكي يحصل على مايريد ، وكان ما يزال يريدها ، ويبدو ان العنف قد تملكه عندما هددته بتركه .
" هل يعجبك أن أريك نوع تفكيري بك عندما كنت في فيكتوريا ؟"
نظرت إليه بارتياب :" وكيف ستفعل ذلك ، يا كين ؟"
كان في عينيه عزم بالغ ، ما جعل لدى ليزا انطباعاً بأن كين قد قرر ان يجرب حظه ، ولكنه كان صلباً إزاء اي نتيجة سلبية .
لم يجب على سؤالها ، وإنما سار نحو حقائبه التي كان وضعها بجانب الجدار ، ثم تناول حقيبة اوراقه قائلاً :" انتظريني هنا ."
كان قد ترك المفاتيح في الطابق العلوي ، بالطبع ، فقالت له :" سآتي معك."
نظر إليها ساخراً :" عديمة الصبر ؟"
" بل عملية ."
فهز كتفيه :" كما تشائين ."
" ان عليّ ان ارتدي ثيابي إذا كنا سنخرج لتناول الطعام ."
" هذا صحيح ."
لم تكن في الحقيقة تتوقع منه شيئاً ، وكونه توجه إلى حقيبة اوراقه ، يعني ان ثمة شيئاً في ذهنه يتعلق بعمله من ناحية ما ، وربما كان فكر في شيءيمكنه مراضاتها به ، ورأت ليزا أنه على الأقل كان يحاول وفي هذا شيء من التغيير ، رغم ان هذا لم يكن من طبيعته .
في غرفة نومها اخذت ليزا تلتقط ملابسها من على الأرض ، دون ان تهتم بما كان كين يفعل ، فقد كان توقعها أي شيء من كين ماريوت مجرد أوهام.
" ليزا ؟"
نظرت عند سماعها لهجته النافدة الصبر وهو يسألها :" ألا تريدين أن تري؟"
" وهذا ما فعلت ، دعي ما بيدك واستديري مواجهة المرآة ، ثم ارفعي شعرك ."
نظرت اليه مقطبة الجبين وقد تشوش ذهنها إزاء هذه التعليمات ، وما لبثت ان امتثلت لما طلبه منها ، مفكرة في أنه لابد اشترى لها عقداً ، أو ما أشبه ، وقد يكون سلسلة ذهبية .

Shiningg Tears angel 09-12-08 05:26 AM

ولكن ما وضعه حول عنقها لم يكن شيئاً يمكن ان تتوقع من كين ان يختاره ، كان عبارة عن سلسلة ذهبية يتدلى منها حجر كريم ارجواني اللون محاط باللآلئ ، وذلك بشكل بديع قديم الطراز ، لم يكن متألقاً أو مبهرجاً بشكل واضح ملفت للنظر ، ولكنه كان رائعاً وانثوياً بالغ الرقة .
قال لها :" يمكنك ان تدعي شعرك ينسدل ."
انزلت ذراعها غير مصدقة وقد افعم قلبها سروراً .
قال لها :" لقد نظرت إليه في واجهة المتجر ثم خطرت أنت ببالي . انما لا تسأليني لماذا ، فقد شعرت بأن عليّ ان اشتريه لك ، وهكذا فعلت ."
ثم نظر في عينيهافي المرآة ليرى تأثير ذلك عليها ثم سألها بخشونة :" هل اعجبك ، يا ليزا ؟"
فاغرورقت عيناها بالدموع دون إرادة منها ، وخنقتها غصة فلم تستطع ان تتكلم الأزهار أولاً ، والآن هذه ... كانت هذه غير عادية ... وقد اختارها لها خصيصاً لأنها كانت تعبر عن طريقة تفكيره فيها ... كم كانت مخطئة ، مخطئة إلى حط فظيع ، ومخطئة إلى حد رائع لأن كين ربما كان يحبها بطريقته الخاصة .
وتدفقت دموعها من ين اهدابها الكثيفة ، عضت شفتها محاولة ان تبتلع ريقها ، بينما الدموع تستمر في التدفق على وجنتيها وهي تحدق في كين الذي تملكته الدهشة ، " ليزا ؟" لم تستطع ان ترى وجهه جيداً من خلال دموعها ، ولكنها سمعت صوته المتوتر غير الواثق . " لماذا تبكين ، يا ليزا؟"
لم تبك قط من قبل ، وخصوصاً امام كين ، مهما كان الألم الذيكانت تشعر به احياناً ، لقد كانت كرامتها ترغمها على الظهور بمظهر القوة والصلابة ، لأنه هو كان قوياً ، ولكن هديته هذه ورقته أوهنتا منها العزيمة ، لتنطلق الحقيقة من بين شفتيها :" كنت اظن ... كنت اظن انك ترفع في شأني وتحطمني حسبما يلائمك ذلك ، وانك لاتفكر بي عندما لا نكون معاً ."
لم يقل شيئاً ... بماذا كان يفكر ؟ لم يكن لديها فكرة ، ولكن هذا لم يبج لها مهماً .
وأخيراً هدأت مشاعرها فنظرت اليه ، بدا وجهه عابساً فبادلها النظرات وقد بدا الإنزعاج في عينيه ، وتساءلت هي عما إذا كانت أثارت في نفسه شعوراً غير مرغوب فيه . لم يكن يريدها ان تخطئ في شيء .
اندفعت تقول :" أنا آسفة . شكراً يا كين ." لم تكن تريده ان يشعر بالأسى في الوقت الذي جعلها تشعر فيه بالسعادة .
تنهد قائلاً :" اننا بحاجة إلىا طعام دون شك ."
وبعد حوالي ساعة ، كانا ينطلقان إلى المطعم . وكانت هي طوال الطريق تتلمس السلسة في عنقها ن كان الوقت منتصف الشتاء ، وكان هواء الليل قارساً بالنسبة لدفء الشقة ، ولكنه جعل أحاسيس ليزا نابضة بالحياة .
كانت ليلة رائعة الجمال ، قد سطعت النجوم في السماء ، والنسائم تحرك اوراق الشجر على طول الطريق . وكين بجانبها ، وبعد ، فهذه العطلة الأسبوعية لن تكون مزعجة ن كما كانت تظن وإنما اجمل عطلة في حياتها.

Shiningg Tears angel 09-12-08 05:28 AM

الفصل السادس ^.^

كان مطعم لوسيو منزلاً قائماً على مرتفع ، وقد جدد لكي يناسب احتياجات المطعم ، كان فيه قاعتا طعام ، وأثناء فصل الصيف تصبح ثلاثاً ، وذلك باستعمال الحديقة الخلفية ، أما الديكور فكان متواضعاً ، وكان اللون الوردي مسبغاً على الجدران واغطية الموائد وستائر النوافذ المشرفة على الشارع . كانت الأنغام الموسيقية تتجاوب في انحاء المكان ، وكان الندل ودودين ، بالغي العناية . والخدمة ممتازة ، وكذلك الطعام ، وكان المكان بجملته ساراً للغاية .
غستقبل النادل كين وليزا عند الباب ثم رافقهما إلى المائدة الوحيدة الخالية في القاعة الأمامية ز وعندما جلسا ،توقفت الأحاديث التي كانت تدور بين الزبائن ، فقد كان كين معروفاً في هذه المنطقة حيث انه كان قد اقام منشآت عديدة لمشاريع عامة ، وكان دوماً يجتذب انظار النساء ، بينما كان الرجال ينظرون إليه بفضول مزيج بالحسد والاحترام .
لم يبد على كين أنه تأثر بكل هذا ، اما ليزا فقد كانت تعي دوماً نظرات النساء اليه ، كان ذلك في البداية يجعلها تشعر بعدم الاطمئنان وكان هذا يساهم في جعلها تخضع لقواعد كين ، لأنها كانت تخاف دوماً من انها إذا لم يكن راضياً عنها ، فهناك نساء أخريات يتلهفن إلى احتلال مكانها ، وهكذا كما ادركت ليزا ، كان هذا هو السبب في مشكلاتها مع كين ن والتي كانت تختزنها في اعماقها إلى أن طفح منها الكيل هذه العطلة الأسبوعية .
منتديات ليلاس
كان ذلك قد سبب عدة مواجهات بينهما ، ولكنها كانت دوماً هي التي تتراجع ، متنازلة عن مطالبها بدلاً من فرضها بالقوة . ذلك انها اذا أرادت استمرار علاقتهما ، لم يكن امامها خيار آخر ، اذ ان كين ماريوت لم يكن يعرف الإنحناء ، ولا كان من الممكن إقناعه ، فقد قرر وانتهى الأمر .
حتى هذا النهار . كان ثمة شيء مختلف ، انها تشعر به في دمها ، لم يكن هذا يعني ان كين كان أقل حزماً وقساوة وإنما كان ببساطة يقرر أموراً لم تكن تنتظرها منه مطلقاً ، ذلك انه اليوم ، فقط وبوضح تام ، اخبرها بأن ليس ثمة امرأة اخرى في حياته ن وقد اثبت ذلك لها بطريقته الخاصة ، ما جعل ليزا تعترف أخيراً انه ليس صياد نساء ، وفي الواقع حسب ما تتذكره، لم ينظر غلى امرأة أخرى منذ تعرف إليها.
حتى الآن بالنسبة إليه، كانت ليزا هي المرأة الوحيدة في المطعم ، كان جالساً امامها ، وعدا عن نقاشه مع النادل في انواع الطعام ن كان كل اهتمامه منصرفاً اليها ، كانت عيناه دائمة التحديق في وجهها ، وفمه على استعداد للابتسام لكل ما تقوله ، وكان السرور مرتسماً على ملامحه لجلوسه معها ن وكانت هي تشعر بوجهها يتوهج سعادة .
كان الطعام لذيذاً كالعادة ، دهشت ليزا وهي ترى شهيتها كبيرة للغاية ن وقد مضى وقت طويل منذ تناولت الغداء ، لكنها لم تكن تشعر بالجوع على الاطلاق ، واخيراً قررت ان ذلك نتيجة استهلاك طاقتها هذا النهار .
سالته :" كيف تجد الطعام في فيكتوريا ؟"
" لم انتبه ، كان طعاماً ، وهذا كل شيء ."
يعني انه كان وقوداً يساعده على الاستمرار حياً ن فقد كان العمل هو همه الوحيد ، وبإمكان ليزا ان تتصوره غير منتبه إلى أي شيء آخر .
" هل انتهت المشاكل الرئيسية الآن في ناحية البناء ؟"
" لقد انتهى الأسوأ ، واجتياز الزمة سيستغرق بعض الوقت ن ثمة كثير من الناس يريدون تسوية الأمور ، وهذه ليست هي الطريقة لإنجاز الأشياء ."
كانت تعلم انها ليست طريقة كين ، ولكنها أيضاً ليست طريقة احد ، إذ كان يبغي النجاح ، وكانت ليزا تقدر ذلك من خلال اتصالها اليومي بجاك كونواي .
المشكلة مع كين كانت في نقل هموم عمله غلى حياته الخاصة ، ومن ناحية اخرى ، كما رأت ليزا ، ربما ذلك النوع من هذه المقدرة جاءت فقط من رجل قد تأصل هذا في طبيعته .
اخذت تتساءل كيف يسير جاك كونواي في حياته الخاصة ، كل ماكنت تعرفه هو انه استمر مع نفس المرأة ثلاثين عاماً ، ولكنها كانت واثقة على كل حال من أنه إذا كان يعبث مع النساء ، فهو لم يكن ليغامر بما له من الأولوية عنده ، وقد سمعته مرة في جدال يقول ان الطلاق هو غباء ، وتصورت ليزا ان كين ربما يفكر بنفس الطريقة ، فالإعتبارات المالية تحكم دوماً عالم كين .
لكن ليزا عادت تذكر نفسها بسرعة بان هذا ليس الاعتبار الوحيد لدى كين ماريوت ، فثمة اسباب كثيرة لديه للاحتفاظ بمسيرة الحياة الزوجية ، عدا عن مجرد الرغبة في صيانة ماله ، فقد كان كين انتاج زواج محطم ، فهو يكره الطلاق بمرارة ، وما اصبح عليه الآن لم يكن سوى نتيجة لما حصل بينه وبين والديه ، وكانت ليزا واثقة من ذلك .
ومع انه لم يأت قط على سيرة حياته بالتفصيل، إلا ان تعليقاته اللاذعة التي كانت تصدر عنه من حين لآخر ، جعلتها تتكهن بالمأساة التي سارت بها حياته ، وحياة شقيقته ، ولا شك ان كين ما كان ليفرض ذلك النوع من العذاب العقلي والعاطفي على أولاده عندما يتزوج ، ذلك ان التزامه هو بقساوة الصخر.
وتمنت لو يتحدث بوضوح عن حياته ، سألها كين فجأة والفضول يظهر من عينيه :" بماذا تفكرين ؟"
قالت متأملة :" ان بعض الرجال اكثر جاذبية من غيرهم ، ولكنني اتفق معك ، لكن ... ليس هذا ما يجعل الرجل يتشيث بالمرأة ."
سألها برقة :" ما الذي يجعلك تتشبثين بي يا ليزا ؟"
فأجفلت لهذا السؤال المباشر ، ليس من عادة كين ان يجس مشاعر الآخرين ، رغم انه قد قام بذلك هذه الليلوةة عندما تطرق إلى موضوع الحب ، وفكرت في الأمر عدة لحظات ، ثم سألته :" أتريد الحقيقة ؟"
" نعم ."
فتنهدت ، وبسطت يديها وكأنه تعتذر عن عدم تمكنها من ابداء الأسباب :"اظن اقرب تفسير يمكنني اعطاؤه هو انني اشعر بكل ما حولي يتوقد ، عندما اكون معك ، فالحياة اكثر إشراقاً وتألقاً ، وبهجة ..." لوت شفتيها وهي تتابع :" وعندما تكون بعيداً عني اشعر بأنني شبه حية ."
قطب جبينه وهو يومئ برأسه مفكراً ، ثم القى عليها نظرة تفهم :" هذا إذن ، السبب في انك تريدينني ان اتصل بك هاتفياً ، لكي تستمري في الشعور بانك مازلت على قيد الحياة ، أليس كذلك ؟"
" هذا أحد الأسباب ."
فقال :" سأفعل ذلك في المستقبل يا ليزا ."
حركت رأسها غير مصدقة . هل يقرر ذلك بهذه السهولة ؟ ثم عادت فأدركت ان كين قد غير رأيه في ما تحتاج إليه ، ولم يعد يظن انها تريده العوبة بين يديها .
سألته وهي تتساءل عما إذا كان بسبب آخر غير ما سبق وقاله (بأنهما متلائمان) سألته قائلة :" وما الذي يجعلك تتشبث بي ؟" منحها ابتسامته الملتوية :" اظن الأمر مشابهاً ." ثم تلاشت ابتسامته ، وازدحمت المشاعر في عينيه ، ثم قال برقة :" انني اريدك ان تبقي معي ، يا ليزا ، فماهو رأيك؟"
تبقى معه لمجرد التسلية اثناء العطلات الأسبوعية ؟ هذا بالاضافة غلى المكالمات الهاتفية التي وعدها بها ؟ وامتلأ قلبها بمزيج من الأمل واليأس . كانت تريد من كين أكثر مما اعطاها بكثير ، ولكنه قد ابتدأ يعطي . ومع مزيد من الوقت والتفهم بينهما ، ربما يصبح بإمكانها ان يصلا إلى نوع من المشاركة التي تعني استجابة كل منهما لطالب الآخر .

Shiningg Tears angel 09-12-08 05:30 AM

" لا أدري بالدقة ماذا تعني ، يا كين . ما الذي يدور في ذهنك ؟ ما الذي تتطلع إليه ؟"
" الزواج ."
سرقت هذه الكلمة انفاس ليزا وهزتها هزاً ، فنظرت إليه ذاهلة ، هل هو جاد في كلامه ؟
نظر اليها كان وجهه رزيناً وعيناه لا يمكن سبر غورهما ,هو ينظر في عينيها :" انني اطلب منك ان تتزوجيني يا ليزا ."
قالت وقد جف فمها :" لا يمكن ان تكون جاداً ." كان جسدها يرتجف كأوراق الخريف ، أتراه من القسوة بحيث يعرض عليها هذا الأمر لكي تستمر علاقتهما فترة بعد هذه العطلة الأسبوعية ؟ وقال :" بل أنا جاد ."
غصت بريقها وهي ترغم نفسها على القول بسخرية :" بعد كل ما كان بيننا هذا النهار ؟"
" وما أهمية ذلك ؟"
" ظننته مهماً للغاية ."
" انه لا يهم مثقال ذرة ."
" بل اظنه مهماً ."
حدّق في عينيها بعنف :" اننا ما زلنا معاً ، أليس كذلك ؟ أنا وأنت يا ليزا وعلى الدوام ."
تمتمت تقول وقد كف قلبها عن الخفقان :" انا ... انا لا ادري ما عليّ ان اقول ."
قال بلهجة آمرة :" لا تفكري ، بل قولي : نعم ، يا كين ، سأتزوجك ..."
ولكن الأمر لم يكن سهلاً بهذا الشكل . ووجدت ليزا ان من الصعب استيعابه ، وخطر ببالها فجأة ان هذا هو سبب حضوره هذه العطلة ، وسبب اهميتها ، ولماذا كانت مختلفة عن غيرها ، ولماذا قام بكل ما قام به من اشياء لم تكن تتوقعها ، ولماذا كان متوتراً بهذا الشكل ، وغاضباً ومنزعجاً لتصرفاتها .
كان كل شيء يمهد عرض الزواج ، فقد كان سبق وقرر ذلك ، وإذا بها تفسد كل شيء وذلك بعدم تجاوبها معه ، حسب عادتها ، الزواج !
بقي الذهول مسيطراً على ذهنها ، ما جعل أي تفكير عقلاني ، مستحيلاً ، قال قلبها : نعم، وقال عقلها ... انتظري ، لقد سبب لها قلبها كثيراً من الوحدة والألم مع كين ماريوت ن توسل إليها قلبها بان كين كان يتغير ، ويقوم بتنازلات ، ويرعاها ، لقد هتف بها ان تلقي بالحذر جانباً ، وتتقدم نحو المجهول ، وان تكون شجاعة ، وتتمسك بهذه الفرصة التي تجعلها تحقق كل ما تريده مع هذا الرجل .
اما عقلها فيقول انهما بحاجة إلى قضاء مزيد من الوقت معاً قبل ان يتخذا التزاماً حياتياً كهذا ، مزيداً من الوقت لكي يتأكد من أنهما على صواب ، ومن اعماقها المضطربة ، سألته :" لماذا ؟"
ذلك ان كين لم يفعل شيئاً قط دون سبب ، فهناك دوماً سبب ، فماهو السبب الذي يجعله يتزوجها ، إذن ظ ولماذا قرر هذا فجأة بعد ان بقيت علاقتهما سنة كاملة ؟وهل قرر هذا اثناء هذه العطلة الاسبوعية ام قبلها ؟
اجابها دون تردد :" اريدك زوجة لي ، اريد ان يكون لي أولاد منك ، أريدك بجانبي بقية حياتنا ."
هكذا بكل هذه البساطة والوضوح ، تم الاختيار ، وصدر القرار .
(لدي رؤيا لما أريده ) كانت هذه هي الكلمات التي كان كين قالها في السيارة عندما سألته ان كان لديه خطة لقضاء هذه العطلة الأسبوعية ، وكانت ظنت حينذاكـ ،انه يشير بها إلى اعماله ، ولكنها في الحقيقة ، ما كان في ذهنه ، ألا وهو الزواج بها ، وتساءلت عما إذا كان قد حدد مسبقاً تاريخ تنفيذ قراره هذا .
سألته :" أظن لديك فكرة عن الوقت الذي سيجري فيه هذا الزواج ؟"
أجاب بلهجة المر الواقع :" مدة اسبوع او نحوها ."
كان يعني بهذا مكتب تسجيل الزواج دون أية اضافات بطبيعة الحال ن ودون استشارتها عما قد ترغب فيه بالنسبة لحفلة الزفاف أو ما أشبه ."
قالت :" كلا ."
بدت عليه المفاجأة ، وسألها :" ما الذي تعنينه بهذا ؟"
قالت بحزم :" أعطني سبباً جيداً لعدم امكانية ذلك ." كل ما كانت ليزا تختزنه من استياء لتصرفات كين تجاهها ، قد طفا إلى السطح مرة أخرى ، فقالت عابسة :ط لأنني اقول هذا ."
فقال عابساً هو أيضاً :" هذا ليس سبباً ."
" عفواً يا سيدي ..." وكان هذا النادل قد جاء محضراً النوع الأول مما طلباه ، وضع طبقها امامها ، ثم وضع ما طلبه كين لنفسه من الكافيار والقريدس امام كين ، واثناء ذلك كانت ليزا قد تمالكت نفسها ن متذكرة ان كين ربما لم يقصد ان يجرحها ، فهو قد ظن ان طريقته معقولة للغاية .
ابتعد النادل ن وكان كين قد أرغم نفسه اثناء ذلك على الإسترخاء فقال بلهجة هادئة :" ما هو الاعتراض الذي لديك ، يا ليزا ؟"
بدا الحذر في عينيها :" إذا نحن تزوجنا يا كين فأنا من يقرر الموعد ويرتب أمر الزفاف ."
رقت ملامحه وقال بأسف :" كنت اظنك مثلي ، تتعجلين الأمر قدرالأمكان."
لم تكن ليزا تستطيع ان تتصور ان ثمة امرأة لا تريد عرساً كبيراً مع كل ملحقاته التي طالما حلمت بها ، وهي لن تسمح لكين بان يخادعها لتترك ذلك ، لنه ليس الطراز الذي يريده ن ان عليه ان يبدأ بإدراك ان هناك فروقاً بين النساء والرجال .
" اظنني مندفعاً هذا النهار ."
" هذا صحيح تماماً ." قالت ذلك متأثرة ، فقد كان قد سبب لها تشتتاً في المشاعر ، ما جعلها تفقد شهيتها للطعام .
" انني آسف ."
فاتسعت عيناها دهشة ن هل هذا اعتذار آخر من كين ؟ إنه يتغير حقاً ، انها لم تسمعه يعتذر قط لأي انسان ، قبل اليوم .
فقالت :" وأنا آسفة أيضاً ."
" لماذا ؟"
" لأنك لم تفهمني بشكل افضل ."
هذا بينما حدثت نفسها بأنه قد يكون ذنبها قدر ما هو ذنبه ، فقد كان عليها ان تثبت شخصيتها اثناء الشهور الماضية ، بدلاً من خضوعها وضعفها إزاء كين في السماح له بأن يدير الأمور حسب رغبته .
هز رأسه عدة مرات يزن كلماتها في ذهنه ، ثم سألها :" هل هذا يعني موافقتك على الزواج ؟"
" انني افكر فيه ."
كان في تغير معاملة كبين لها ما شجعها على التفكير امسكت بالشوكة تتناول بها الطعام شاعرة فجأة بشهيتها تعود اليها ، ما يجعلها تستمتع بمذاق الطعام ، لقد اخذالآن قلبها يخفق لعرض كين ، بعد ان هدأت الصدمة ، ولكن عقلها كان منشغلاً للغاية .
ربما كان كين ماهراً في اللجوء غلى المناورة إزاء أية مواجهة بينما هو مصمم على الفوز ، ربما لم يكن يهمه شعورها كثيراً ، قدر ما يهمه الوصول إلى ما يريد ، وبأي وسيلاة ن وذكرت نفسها بأنه قد يكون قاسياً في ذلك ولكنه لا يتخلى عن النزاهة ، عليها ألا تنسى ذلك ، وأخذ قلبها يخفق وهي تفكر في ان كين يريدها معه بقية حياتهما .
سألها وهو يلتهم الطعام بشهية بالغة :" ما الذي تفكرين فيه يا ليزا ؟"

Shiningg Tears angel 09-12-08 05:33 AM

ألقت عليه نظرة حادة :" هناك الكثير مثل كيف ستكون بقية حياتي معك ."
أجاب :" أنها ستكون بالشكل الذي نصنعها به كغيرها من الأمور ، ان هذا يعود إلينا نحن ."
فقالت :" هذا يستوجب التزاماً من الاثنين ."
" ان كوني عرضت عليك الزواج يمثل التزامي ." لم تكن تستطيع المجادلة في هذا ، فقد كانت هي الحقيقة ، فعندما يقرركين أمراً ، فهو يلتزم به ، ولكن الموضوع هو ، كم من العطاء هو مستعد لتقديمه لكي ينجح زواجهما؟ فما يرضيه قد لا يرضيها ، فقد حدث هذا في الماضي ، وهي قد سبق واكتشفت ان حبها له ليس ضماناً للسعادة .
قالت له وقد بدا في صوتها شيء من الاستياء :" انك لم تتعرف إلى أسرتي بعد ."
أجاب بإختصار :" انني لن اتزوجهم هم ، بل سأتزوجك انت ، دعينا لا نخلط الأمور ."
أصرت بقولها :" انني لن اقاطع اسرتي ، يا كين . لا أريدك ان تقول بأن عليّ ألا أهتم بأسرتي لمجرد انك لا تهتم بأسرتك ، فإذا شئت ان تتزوجني ، عليك أن تقبل فكرة انها جزء من حياتي ، وبالتالي ستكون جزءاً من حياتك انت أيضاً ." قطب جبينه فهو لم يفكر في هذا الأمر من قبل .
" " إذا كنت تحبين اسرتك إلى هذا الحد ..."
فقاطعته ضارعة :" ارتيد ان يقاطعنا أولادك عندما يتزوجون ؟"
ازداد عبوساً ، إذ يبدو ان افكاره لم تصل إلى ذاك الحد ، والتوت شفتاه وهو يقول :" كلا ، لا أريد ان يحدث ذلك ."
فقالت :" ان أسرتي غالية عليّ كذلك ."
قال باقتناع :" لا بأس ، سأقابل اسرتك في الوقت الملائم في هذه العطلة الأسبوعية ، إذا شئت ، إذا أرادوا ان يتعرفوا عليّ ، ولكن عليهم ان يقبلوا بي كما انا ، يا ليزا ."
كان واضحاً انه لايثق بالأهل ولا بموافقتهم ، ومرة أخرى تمنت ليزا لو تعرف المزيد عن نشأته . ولكنها كانت تعلم ان التطرق إلى هذا الموضوع لا جوى من ورائه .
فقالت بهدوء :" إن والديّ لا يتدخلان مطلقاً في أموري الشخصية ، يا كين ، انهما سيرحبان بك في الأسرة مهما كان رأيهما بك ، إذا انا اخترتك زوجاً."
بدت القسوة في نظراته :" إذا ، يا ليزا ؟"
بادلته النظر دون ان يطرف لها جفن وهي تقول :" انني لم أقل نعم بعد ، يا كين ."
" ولماذا لا تقولينها ، إذن ؟"
قالت شاعرة بالتوتر لهذا الإلحاح منه :" ان بيننا اشياء كثيرة غير محلولة بعد ، وانا افضل الانتهاء منها قبل قبل الزواج ، وليس بعده ."
توترت ملامح كين ، ولمعت عيناه بالكبرياء :" كلا ، لا أريدك ان تضعيني تحت التجربة ، يا ليزا ، فأنا لا اريد ان اكون معلقاً ، اما ان اكون رجلاً مناسباً لك أو لا أكون ."
فقالت كارهة :" سأفكر في ذلك ."
بدا العزم وعدم اللين على ملامحه وهو يقول :" ليس عليك أن تفكري في هذا الأمر ، فإما انك تريدين الزواج مني أو لا تريدين ، فإذا كان عليك ان تفكري في هذا الأمر ، فلا تقدمي عليه إذن ."
قالت بلهجة العتاب :" ولكن هذا غير منطقي ."
لكنه لم يتزحزح عن موقفه :" قرري الآن يا ليزا ."
إنه كين الحازم الذي لا يرحم ، ولكن الحق كان معه، فكل التفكير في العالم لن يغير من الأمر شيئاً ، فإذا لم تتزوجه فستندم ، دون شك ، على ذلك أيضاً طوال حياتها ، وبدا لها الاحتمال هذا كئيباً للغاية ، وهو ان كل ما ستفعله لن يكون صوباً .
كانت تعلم ان هذه هي آخر عطلة أسبوعية يمضيانها معاً ، ولن يكون ثمة استمرار لمثل هذه العلاقة التي كانت بينهما ، ولم يكن هذا يعني انها كانت تريد ذلك ، فقد كان هذا هو سبب رغبتها في جعل هذه العطلة الأسبوعية النهاية لذلك . ولكنها لم تكن تحلم قط بهذا التطور في كين .
رفعت اليه عينين متشككتين ، ثم همست بصعوبة والغصة تخنقها :" هل تحبني ، يا كين ؟"
نظر إليها ، اتراها رات في عينيه لمحة من ضعف ، أم هي تخيلات منها ؟ ثم قال برقة :" ليزا ، ان بإمكاني ان امنحك من نفسي اكثر مما منحته قط ، أو سأمنحه لأي انسان آخر ، فهل في هذا جواب لسؤالك ؟"
في الواقع ، لم يكن هذا جواباً على سؤالها بل على بعض الأسئلة ، تاركاً اشياء كثيرة أخرى معلقة في الهواء ، وسمعت نفسها تقول :" نعم ." وكانت تفكر في مقدار ضعفها امامه ، انها ستكون اكبر حمقاء في العالم إذا رضيت بالقليل الذي يقدمه اليها كين ، ومع ذلك فقد كان الحق معه وهو يقول :" إذا كان عليك ان تفكري في هذا الأمر، فلا تقدمي عليه إذن ."

Shiningg Tears angel 09-12-08 05:36 AM

وأخيراً كان لقلبها الكلمة الفاصلة ، فهي له وستكون له على الدوام مهما خبأ له المستقبل . " هل قلت (نعم) للزواج مني .؟"
كان كين يريد ان يتأكد منها نهائياً ، وبوضوح تام .
" نعم ."
وهكذا قالتها ، خطرت ببالها لحظة كلماتها له في الهاتف ، هذا الصباح ، ساخرة من هذا القرار الذي اتخذته لتوها ، ما الذي صنعته ؟
لقد كانت استبدلت بالفراغ القات في حياتها غيوماً رمادية قد تكون مبطنة بلون فضي .. هذا ما صنعته ، وعندما استقر في ذهنها هذا الجواب ، بدد الأمل اليأس في نفسها وخفف من شكوكها ز
إسترخى كين في كرسيه وقد لاحت على شفتيه ابتسامة خفيفة بدا وكأن التوتر والإحباط وافرهاق ، كل ذلك قد فارقه وبدا الانتعاش والنشاط عليه وقد احاطت به هالة من الرضى قال برقة :" بقدر ما يمكن من السرعة ؟"
وحدثت نفسها عما يمنع ذلك والأمر قد تقرر سواءً كان للأفضل ام للأسوأ ، فقالت :" ستة اسابيع هي أقل ما يمكن ."
التوت ابتسامته :" ستة اسابيع ،إذن ؟ هل معنى ذلك ان اتحمل عناء الانتظار لكي يتم زواجنا ؟"
فقالت بإصرار :" وملحقاته أيضاً ."
" ان شروطك صعبة ، يا ليزا ."
" وكذلك شروطك ، يا كين ماريوت ."
" انها متماثلة إذن ."
تنهدت :" لدي شعور بأننا سنتقاتل على الدوام عند حدود معينة لا ينبغي تجاوزها ."
" آه ، ولكنني واثق من اننا سنتفق في نهاية الأمر ." وبدت في عينيه نظرة تفصح عن ان حبهما سيجعل من كلقتال بينهما قصير الأمد .
اشار إلى النادل الذي اقبل على الفور ، فأمره برفع الأطباق وإحضار المرطبات ن وربما لم تكن ليزا تهدف إلى الرفاهية في حياتها ، ولكنها كانت تعلم ان هذا لا يفيدها بشيء إذا لم تكن سعيدة مع كين ، ان على زواجهما ان ينجح .
اخذت تحدث نفسها بذلك متذكرة قول كين ان نجاح هذا راجع اليهما ، فالزواج الناجح يصنعه الزوجان معاً .
\قالت تذكره :" هذا راجع إلينا ." وتذكرت ما كان قاله مرة بأنه اختصاصي في قهر الصعاب ، انها واثقة الآن من انه لن يدع زواجهما ينهار اذا كان بإمكانه إنقاذه ، وجعلها تفكيرها هذا اكثر ثقة في المستقبل .
قال :" انا موافق على ان ذلك راجع الينا ."
نظرت إليه ، كانت تحب هذا الرجل رغم كل شيء ، وفكرت في انه إذا غرق زواجهما ... حسناً ليس هناك رجل آخر تفضل ان تغرق معه ...
وكان هذا يثبت لها رأيها في مبلغ حماقتها ، فبدلاً من ان تتصرف بتعقل وتقطع علاقتها به ، هذه العطلة الأسبوعية ، إذا بهما يتزوجان . نظرت في عينيه ، يساورها امل يائس :" أترانا نحن الاثنين ، سننجو من عواقب هذا القرار ؟"
فكسا ملامحه عبوس ساخر ، وقال :" اشك في هذا ولكنك تعلمين كما اعلم ... ان علينا ان نحاول ."


نهاية الفصل السادس

فيفي و بس 10-12-08 10:53 PM

[SIZE="5"]thank you shining tears
it .s very beautful
please countinye it quickly/SIZE]

الآنسة سالي 11-12-08 02:10 PM

كمليها بلييييييييييييييييييييييييييييييييييييييز

مدري ليش تقطعون الروايات زي كذا .... مانستمتع فيها

Shiningg Tears angel 12-12-08 04:53 AM

الفصل السابع ؟^_^

مساء الأحد ، اوصلت ليزا كين إلى المطار لكي يستقل الطائرة إلى ملبورن، لم يكن قد قابل والديها اثناء هذه العطلة ، إذ قررت ليزا ان من الأفضل ان تعدهما لذلك أولاً ، وذلك افضل من مفاجأتهما بكل شيء مرة واحدة .
كان ذهنها ما يزال غارقاً في دوامة من عدم التصديق والبعد عن الواقع ، لقد كانت في بداية العطلة الأسبوعية ، لا تفكر إلا في قطع علاقتها بكين ماريوت . وفي نهايتها كانت قد سلمته نفسها طوال الحياة .
وتساءلت عما إذا كانت النساء جميعاً تمر في مثل هذه المشاعر في فترة الخطوبة ، ذلك ان كل امرأة سيكون عليها ان تعلم ان حياتها لن تعود أبداً كما كانت .
ودعها كين بنفس اللهفة والشوق اللذين استقبلها بهما منذ ليلتين ، وكأنه كان يريد ان يمتص كل جزء منها ، وهو يقول :" من الآن فصاعداً عليك ألا تفكرين في رجل آخر ." قال ذلك بابتسامة صغيرة جافة ، ولكن عينيه كانتا جادتين للغاية .
فقالت :" أنا لا اريد ذلك ، يا كين ، فقد وعدتك بألا يكون هناك رجل غيرك."
صعدت ابتسامته غلى عينيه تغمرانها بالحنان . لقد أقسمت ليزا على ألا تمنحه سبباً يجعله يشك في اخلاصها مرة أخرى ، فقد كان ما كانت نوهت به عن (رجل آخر) يوم الجمعة الماضية ما زال في باله ، وبدا غريباً في نظرها ان رجلاً بالغ الثقة في نفسه مثل كين لم يتخلص بعد من عامل الغيرة التي تملكته لقولها ذاك ، ولكنها تكنهت بانه لا يثق بالآخرين ، حتى بها هي .
شعرت بشيء من الكآبة لهذه الفكرة اثناء عودتها غلى شقتها التي تعيش فيها مع شقيقها ، لقد قال لها كين ان بإمكانه ان يمنحها من نفسه اكثر مما يمنح أي شخص آخر ، ولكن الألم كان يتملكها وهي ترى انعدام ثقته بها ، ربما كان هذا نتيجة كونه قاسي كثيراً . ان ماعليها القيام به الآن هو ان تقنع كين بأنها ستقف إلى جانبه مهما كانت الأمور .
منتديات ليلاس
كانت شقتها واحدة من شقق كثيرة في مبنى كبير في منطقة بوندي ولا تشبه شقة كين بشيء ، وعندما دخلتها في تلك الليلة ، نظرت حولها وهي تفكر في انها اشبه بكابوس ، لقد كانت هي وشقيقها طوني ، قد جمعا قطعاً غريبة من الأثاث واضافا إليها ما كان يعجبهما في اوقات مختلفة ، ولم تكن منسجمة متآلفة ، ولكنها كانت مريحة .
عندما يكون طوني في البيت تسود الفوضى في المكان بشكل دائم ، ولكنه الآن منظم للغاية . ذلك ان ليزا استقلت بالشقة لنفسها لمدة عشرة ايام ، إلى حين عودة شقيقها من لندن بعد زيارته القاهرة وسنغافورة . وتمنت لو انه هنا ، فقد أرادت ان تشرك احداً في مشاعرها . فقد شعرت بنفسها منفصلة عن كل شيء وبشكل غريب ، وكأنها كانت بين عالمين ، وكان شعورها بالوحدة بالغاً .
اتصل بها كين من ملبورن ليتمنى لها ليلة سعيدة ، فخف لديها الشعور بالوحدة . ان كين يفكر فيها ... فهو يحاول .
كان الخلاف الوحيد بينهما اثناء اليومين الماضيين ، على خاتم الخطبة ، فتبعاً لقرار كين ، كالعادة ، أوصى بإنجازه صباح السبت ، وقد اعترضت ليزا بشدة ، فإذا كانت احواله المالية في تراجع ، كما قال فهي لا تريده ان ينفق لأجلها مبلغاً ضخماً .
ولكن كان لكين رأي آخر ، فقد قال بلهجة لاذعة :" في الحياة ظروف يصبح فيها المال خارج الاعتبار ." وهكذا كان ، فاختار ياقوتة زرقاء رائعة الجمال محاطة بأحجار الماس ، واغلقت ليزا اذنيها كيلا تسمع ثمنها ، فقد كان من الأفضل ألا تعلم .
كان ينبغي تغيير حجم الخاتم ، وهكذا رتب الأمر بحيث تأتي لأخذه من متجر المجوهرات براودز يوم الثلاثاء ، ولم تشأ ليزا ان تخبر احداً بخطبتها قبل ان يصبح خاتم كين في اصبعها ، فقد بقيت تفكر في انه اذا حدث شيء فوق العادة ، فإن بإمكانها ان تغير رأيها ، وهكذا كين أيضاً .
ويوم الثلاثاء بعد الظهر، احضرت الخاتم من المتجر ووضعته في اصبعها شاعرة بأنها قد اصبحت مخطوبة حقاً . اتصل بها كين هاتفياً تلك الليلة ليسألها ان كانت احضرته ثم سألها :" ألم تتحدثي مع والديك بعد ؟"
" كنت على وشك القيام بذلك ." قالت ذلك كيلا تترك لديه أي شك على الاطلاق .
" إذا أنت جعلت موعد الزفاف بعد سبعة اسابيع بدلاً من ستة ، يا ليزا ، فسيكون لدي وقت كافٍ آخذك فيه إلى شهر عسل حقيقي ، اتحبين هذا ؟"
فاغرورقت عيناها بالدموع ، ان كين يحاول بعث السرور في نفسها حقاً، واجابته :" نعم ، احب هذا كثيراً . شكراً لك ، سأخبر والدتي ووالدي ، احسب عندك سبعة أسابيع ."
عندما اخلبرت والديها ، كانت ردة الفعل لديهما تترواح بين الدهشة والسرور واللهفة للتعرف إلى الرجل الذي ستتزوجه ، ورتبوا الأمر بحيث تأتي مع كين لتناول الغداء نهار الأحد .
أما ردة الفعل التي لم تكن تنتظرها فكانت من رئيسها في العمل جاك كونواي ، ذلك ان السرور لم يظهر عليه ، وإنما بدا عليه ارتباك كلياً ، وتساءلت عما إذا كان قد ظن بانه على وشك ان يخسرها ، ما يتوجب عليه إيجاد بديلة لها ، ولكنها سرعان ما اكتشفت ان هذا ليس ما كان يفكر فيه .
قال لها فجأة وعيناه الفولاذيتان مسمرتان على وجهها :" انك تدركين بأن وضعك في الشركة حساس ، أليس كذلك يا ليزا ؟"
بادلته ليزا النظر دون ان تفهم شيئاً :" آسفة ، فأنا لم أفهم ."
" بصفتك سكرتيرتي يسهل عليك الوصول إلى المعلومات المتعلقة بمشاريع وينجيكامبل وجيسامين ، وتلك المعلومات التي ستظهر هناك ستجعل كين ماريوت في مركز يمنحه تفوقاً كاسحاً على منافسيه ."
فقالت تدافع عن كين بحرارة :" انه لم يسألني عنها أبداً ."
وبعد ، فقد كانت لديه الفرصة ليضغط عليها أثناء العطلة الأسبوعية لكي تخبره عما حدث في اجتماع يوم الجمعة ، ولكنه لم يفعل ، وتابعت تقول بمزيد من الحرارة :ط حتى ولو سألني ، فلن اعطيها له ."
تبددت الشكوك ولكن بقيت في عينيه نظرة حادة عنيفة :" قد لا يحدث هذا ، ولكنني أرى ان انقلك إلى مكان آخر ."
لم يكن جاك كونواي ، وهو المدير المنفذ للشركة الدولية المختلطة يقبل المغامرة بسمعته ومهما كانت فائدة ليزا له في الماضي ، فهي ليست سوى سكرتيرة .
شعرت ليزا انها طعنت بنزاهتها ، واستقامتها ، فقالت والكبرياء تتألق في عينيها :" لا اريد ان افقد عملي ، يا سيدي ."
" انه تضارب المصالح ، يا عزيزتي ."
فأصرت قائلة :" لن يكون هناك أي تضارب ." لم تشأ ان تغير عملها ، فهي تحب مكانها هذا ، وعملها فيه ، والمسؤولية الملقاة على عاتقها . بدا الشك على وجه جاك كونواي !
" إنني أكره ان اعرضك لاحتمال حدوث شيء ، يا ليزا ، بدلاً من ان تكوني فرداً مفيداً هنا ."
قالت بعناد :" هذا لن يحدث ."
نظر إلى وجهها المتوهج عدة لحظات ، ثم قال :" سأفكر في الأمر ." ولكن من الواضح ان هذا الوضع كان يزعجه

Shiningg Tears angel 12-12-08 04:55 AM

كما أنه أزعج ليزا . ولأول مرة اخذت تتساءل عما إذا كان كين ماريوت قد فكر بالزواج منها لكي يحصل علة معلومات يراها بالغة الأهمية لعمله ، ولكنها ما لبثت ان نبذت هذه الفكرة ، حقاً ان كين كان متطرفاً ، ولكن ليس إلى هذا الحد.
عندما اتصل بها كين تلك الليلة ، كانت هي قد نفت هذه الفكرة من رأسها كلياً ، فقد كان لديها أشياء اكثر أهمية بكثير لتفكر فيها . مثل اجتماع كين بوالديها ، وترتيبات الزواج .
كانت زيارتهما لزالديها ناجحة تماماً ، فقد كان تأثير كين عليهما كبيراً . فهو وسيم ناجح يبدو عليه الثراء ، وقد احسنت ليزا باختياره ، فقد كان ذلك واضحاً على وجهيهما ، ومع ان ليزا كانت واعية للتحفظ الداخلي لكين ، إلا انه اظهر ظرفاً جعل الحديث بينهم أكثر سهولة .
لكن عندما تطرقوا إلى ترتيبات الزواج ، اخذت الأمور في التعقيد ، لقد وافق كين ، بكل سهولة على أي شيء أرادته ليزا وأسرتها ، اما الصعوبة فكانت في أنه لم يكن لديه شخصياً احد يدعوه إلى العرس ، فحسب اعتباره، كان زواجه من ليزا مسألة شخصية لا تخص سواهما ، هما الاثنين .
سألته والدة ليزا محتج :" حتى ولا فرد واحد من أسرتك ؟"
فكانت كلمة ( كلا ) من كين واضحة تماماً ، وتغاضت ليزا عن الصمت الذاهل الذي تلا ذلك بما امكنها من السرعة ، ولكنها شعرت بالغضب من كين لعدم تساهله بالنسبة لهذا الموضوع على الإطلاق ، كان قد تركها تتصرف ، بالنسبة لحفلة الزواج ، كما تشاء ، ولكنه كان يتصرف حسبما يشاء ، هو أيضاً ، لقد أرادها ان تتزوجه ، وهذا ما كان ، نظرة واحدة إلى ملامحه المتحجرة كانت تحذيراً كافياً لليزا بأن احدى قرارات كين والتي هي ( خذيه أو دعيه ) ولا مجال للنقاش .
بعد ذلك جاءت اليها والدتها قائلة ، ان من المؤكد ان الأعراس هي المناسبات التي يتصالح فيها المتخاصمون من أفراد الأسرة ، انه جفاء اثيم يبعث على الخزي ، ورغم انها تعلم ان الطلاق يجعل الأولاد عديمي الصفح ، أفلا يمكنها هي ليزا ، ان تتكلم مع كين في هذا الشأن ؟ من المؤكد ان والديه لا يريدان لهذا الصدع ان يستمر . ثم ماذا بالنسبة إلى شقيقته ؟ ألم تخبرها ليزا ان كين لديه شقيقة ؟
فكان ان قالت ليزا :" سأتحدث إليه يا والدتي ." ولكنها كانت تشك في انها ستحرز أي نجاح ، فقد أصدر كين القانون ، وعلى أسرتها أن تقبل به كما هو ، ولكن ليزا فكرت في ان شقيقة كين قد تحب ان تحضر العرس ، فقد كان يزورها احياناً ، افلا تجرح كرامتها إذا لم يطلب منها الحضور ؟
في طريقهما عائدين إلى المدينة ، قررت ليزا ان تتطرق إلى الموضوع ، وعلى كل حال فإن الدعوات يجب ان ترسل بالبريد هذا الأسبوع ، كل شيء يجب ان يتقرر .
ابتدأت تقول مترددة :" كين ان شقيقتك ..."
فقاطعها بحزم :" كلا ، يا ليزا ."
تنهد كين وهو ينظر اليها : " ان والديك شخصان طيبان ، ماجعلني افهم السبب في رغبتك في دعوة اسرتك لكي يحضروا حفل زواجك ، وان تستمر علاقتك بهم ، ولكن هذا غير ممكن بالنسبة لأسرتي ، صدقيني ."
قالت باستياء :" انك انت لا تريد ان تجعله ممكناً ."
أطلق ضحكة خشنة :" ليس ذلك من طرف واحد ، يا ليزا ، فهما يكرهانني بقدر ما اكرههما ."
" لماذا ؟"
قست ملامحه وهو يقول بلهجة أرسلت قشعريرة في جسد ليزا :" لأنني جعلتهما يدفعان ثمن مافعلاه ."
ثمة شيء غير عادي . فهذا لم يمن مجرد مأساة طلاق أو أولاد محرومين من الحب ، وحاولت ليزا ان تتذكر كل شيء كان كين قاله عن اسرته ، ولكنه كان قليلاً جداً ، كانت تعلم ان والده كان طبيباً نفسياً شرعياً بارزاً كان يقدم آراء خبيرة في المحاكم الجنائية ، دوماً في مجال الدفاع .
" كان يجد عذراً لأي شيء ." كانت هذه احدى التعليقات النادرة التي كان كين يشير بها اليه ، وكانت السخرية في عينيه السوداوين تجعل رأيه واضحاً ، لقد كانت هناك اشياء ما كان كين ماريوت ليصفح عنها قط .
لم تكن ليزا تعلم شيئاً عن والدته ما عدا انها تزوجت مرة أخرى بعد الطلاق. كما فهمت ان شقيقته كانت عصبية إلى درجة تدعوإلى اليأس وكان زوجها يقوم نحوها بدور الممرضة ، وكان هذا مجموعة معلومات ليزا . واخذت تتساءل عما يجعل ابنة طبيب نفسي تصل إلى حد تكون فيه عصابية لا رجاء في شفائها ، كما وصفها كين .
قالت ليزا بهدوء :" اظن من الافضل ان تذكر مافعلاه ، وما فعلته انت ، ياكين."
"دعي عنك هذا فقد اصبح من التاريخ."
"لقد قبلت مراوغتك لي بالنسبة الى اسرتك مدة عام ، ياكين، وقد قبلته لانه لم يكن لي حق بمعرفة ذلك، ولكن من حقي الان ان افهم الرجل الذي سأتزوجه."
فنظر اليها بجانب عينه.
"الاتفهمين الرجل الذي ستزوجينه؟"
"ليس دائما."
قال ساخرا من نفسه:" ولا أنا ."
" الاتظن ان عليك ان تخبرني بما حدث؟" اصرت ليزا على قولها هذا مصممة تماما هذه المرة على ان لا تقبل منه أي مراوغه.
فهز كتفيه:" انها ليست قصة جميلة."
"لست بحاجة الى قصة جميلة، بل اريد الحقيقة. فإذا بقيت مستمرا في استبعادي من حياتك ، فأي نوع من الزواج سيكون لنا؟"
اجابها بحدة:" انه ذلك الذي يصنع معظم المستقبل."
"انه الماضي الذي جعلك ما انت عليه يا كين، فأنت دوما تقول او تفعل اشياء لا افهمها ، انني اريد ان افهم ، وقد حان الوقت لكي تمنحني هذا التفسير."
فقطب حاجبيه :" انك لن تحبي ذلك."
" هذا لايهم."
مضت لحظات صمت سادها التوتر، واخيرا قال معترفا:"هذا صحيح، وهذا شيء احبه فيك ، ياليزا، فأنت لا تخافين مواجهة الحقائق."
ولكنها كانت تعلم ان هذا غير صحيح، فهي تخاف، في داخلها على الاقل، ولكنها تخلت عن عادة دفن رأسها في الرمال، في العطلة بأن كين يحب مزاياها كما يحب انوثتها.
قالت مصرة وهي تذكر نفسها بألاتخاف مهما يكن وما يكشفه:" ماذا حدث؟"
استرخى في مقعده في سيارته الجاغوار وقد فارق وجهه، وكانت اساريره هادئة تماما عندما ابتدأ يتكلم، وصوته جامدا خاليا من المشاعره:" اولا ، انني دمرت سمعهة والدي المهنية ونزاهته المفترضى."
سرت في جسم ليزا قشعريرة ، فهي لم تتوقع شيئا كهذا، فسألته:" وكيف؟"
"لقد كشفت الحقيقة."
"آه، يا كين."
أي نوع من الرجال ستتزوج، انها تعرف كين رجلا عنيفا، اما ان يكون قاسيا بهذا الشكل؟
لم يتحول نظره عن الطريق امامه ، وكأنه لم يسمع هتافها، كان يحيط به جو من القسوةالهادئة وهو يتابع قائلا:" ثم دمرت زوج والدتي ، ماليا وقد استغرق هذا وقتا طويلا ، ولكنني نجحت في ذلك."

Shiningg Tears angel 12-12-08 04:58 AM

شعرت ليزا بالتشنج في جسدها، مالذي كان السبب في كل هذه الكراهية؟ لابد ان هناك سببا، لان كين لا يفعل شيئا دون سبب.
"لقد تركت والدتي قريبة من الفقر والعوز قد امكاني ، ما جعلها تعيش دون تلك الرفاهية التي هي اهم لديها من اي شيء او شخص آخر."
هذا اذن مافعله بوالده وزوج والدته، اذ حرمهما اهم شيء لديهما، السمعة ، الثراء، الكرامة ، الزهو.
قالت محاولة جهدها الاحتفاظ بهدوئها وجمود مشاعرها مثله ، قالت تسأله:" اهو انتقام؟"
"كلا ، ليس انتقاما بل عدالة." وكان في كلمته الاخيرة عنف بالغ.
قالت له برقة :" لم يكن في ذلك شيء منها عندما كنت مرغما على الدخول الى المدرسة الداخلية، التي ارسلاني اليها ، لكي يزيحاني من الطريق."
فالتوت شفتاه ، وبدت السخرية في صوته:" عدا عن الادمان."
توتر فكه، وما لبث ان استرخى بعد ان رغم نفسه على ذلك مرة اخرى.
سألته ليزا بهدوء:" ماذا حدث عدا عن هذا؟"
"لقد قادوا شقيقتي الى الانحراف."
قال ذلك بشكل عنيف واقعي لا اثر للمشاعر فيه ، ماجعل دم ليزا يجمد في عروقها للتفكير في كل مالم يذكره بعد ، لا شك ان كين لم يقصد بكلامه ما فهمته منه.
سألته مستطلعه :" هل انضمت اليهم في ذلك ؟"
" كلا... ليس بإرادتها، كانت جينا كأرنب منوم مغناطيسيا، فهي عاجزة عن رد الاجرام بحقها، لقد عودوها هذا بمرور السنوات."
"ولكن ، الم يسيطروا عليك انت ، ياكين؟"
" كلا ، انهم لم يستطيعوا."
ماعدا الكراهية والتمرد والرغبة في النهوض من الكبوة والقضاء على الشذوذ الرغبة في التفوق هذا ما اخذت ليزا تفكر فيه ، ولكن شقيقته... ما زال عقل ليزا مجفلا من قبول هذا النوع من الوقائع التي تحدث عنها كين ، لابد انها تتخيل حقيقة ماتسمع.
سألته رغبة منها في التخفيف عن كين من هذه الصور التي يختزنها في ذاكرته:" ماذا حدث لجينا؟"
اجاب بحدق مر :" اخذ زوج والدتي الحيوان يغرر بها كل يوم عاشت فيه معهما ، اما والدي اتخذ مهنة ايجاد العذر لكل انواع البراءة بدعوة الطب النفسي فقد رفض ان يصدقنا .. رفض التدخل وابعاد جينا ، ولم تشأ والدتي ان تفقد حياة الرفاهية التي كانت تعيش فيها ، فاغمضت عينيها عما كان يجري ، كانت تعلم ولكنها لم تهتم.
اغمضت ليزا عينيها وقد شملتها رجفة ، تلك كانت الذكريات السوداء التي ارادت من كين ان يشاركها فيها ، الذكريات التي شفته من المآسي العنيفة منذ زمن طويل ، نعم لقد قرأت عن مثل هذه الامور ، في الصحف وسمعت عنها في التلفزيون ولكنها لم تتوقع قط ان تمس مثل هذه الفظائع حياتها.
لاعجب اذن في ان يحتفظ كين لنفسه بها... وتمنت لو لم تسأله ، تمنت... كلا ، من الافضل لها ان تعلم هذه الامور مهما كانت شائنة، انها تساعدها على الاقل في فهم كين.
حاولت ان تتصور كيف كان تأثير ذلك عليه، وهو يرى نفسه عاجزا عن منعه من الاستمرار ، عاجزا عن انقاذ شقيقته... غلام في الثانية او الثالثة عشرة يكافح ضد كبار مصممين على ابقاء كل شيء على ما هو عليه، والتوى قلبها عطفا على الصبي الذي حرم من طفولته.
سألته :" كيف دمرت زوج والدتك ماليا؟"
القى عليها نظرة تتألق رضاء حاقدا ، وقال :" كان لديه شركة الهندسة، فكرست نفسي لمنافسته عمليا، استأجرت كبير موظفيه وكان هذا الجزء سهلا ، فقد كان نذلا مع موظفيه كما كان في كل شيء في حياته ، ثم اخذت انافسه في كل عطاء يتقدم به ، فاقدم سعرا ارخص ، او بالاختصار دمرت اعماله ، واقدم هو على عدة اشياء حمقاء دفعة اليه الاحباط ومن ثم اعلن افلاسه ، وبعد ذلك بوقت قصير مات إثر ذبحة قلبية ، ولم اتالم لاجله."
ياله من رجل عنيف لايعرف الصفح ، سألته:" هل اعددت نفسك لذلك منذ كنت في المدرسة؟"
" نعم"
كان هذا هو السبب في ان عمله كان له الاهمية الكبرى لديه. لم يكن هو الوسيلة فقط لحياة ناحجة في العالم، وانما كل نجاح يحصل عليه كان يغزي في نفسه، دون شك ، الرضا وهو يرى تحت رحمته الرجل والمرأة اللذين اجرما في حق شقيقته وذلك بكل قسوة.
اخذ يدق بقبضته على عجلة القيادة بخفة عدة مرات وهو يقول بحزم :" العدالة... يجب ان تكون هناك عدالة."
وخيل الى ليزا ان قبضته هي مطرقة القاضي على منصة المحكمة.
وتحت هدوئه الظاهري ، كانت ليزا تحس بمشاعره العنيفة المضطرمة، وفكرت في انه ليس بامكان كل عدالة ان تبطل ما كان حدث ، انها تعاقب المجرم ، ولكنها لا تنقذ الضحية.
سألته شاعرة بالالم الهائل لهذه الفتاة التي سلبوها صباها:" لماذا لم تترك شقيقتك منزل والدتها؟"
"كانت في منتهى الضعف والاتكالية..."
" ولكنها تركت المنزل اخيرا؟" سألته ذلك بضراعة آملة ان تسمع شيئا يوحي اليها بالفرح في هذه القصة المروعة.
" نعم ، لقج ابعدتها عنهما بعد ان اصبحت كبيرت الى حد يمكنني السيطرة على اي محاولة منهما لاعادتها." قال ذلك بعنف بينما اصابعه تشتد على عجلة القيادة" وكانت قد اصبحت في حالة بالغة من التلف. تلف يدوم معها مدى حياتها وصدرت عنه آهة وكأنه يريد ان يرتاح من بعض مشاعره المكبوتة ، ثم تابع يقول :" انني افعل ما استطيعه، فأنا ارسل اليها مبلغا كل شهر لكي تشعر ببعض الاستقلال ، وهي تعلم ان بامكانها الاتصال بي كلما احتاجت شيئا ولكننا لا نتكلم مع بعضنا البعض، فقد حدثت اشيئا كثيرة جدا."
والام كثيرة ، واعباء كثيرة يحملها في الاعماق المظلمة من عقله وقلبه وروحه ، فلا عجب انه لم يضع ثقته في احد ...
ولا عجب في كونه يعيش وحيدا . ذهبت الافكار بليزا الى حياتها العائلية السهلة الخالية من المزعجات ، وملأها التقدير له لقوته في ان يصبح الرجل الذي هو عليه الان.
لم تشعر بالعطف على والدته ووالده وزوج والدته ، اذ ليس بامكانها ان تجد عذرا او تصفح عن ذلك النوع من الاثم .
وكين لن يسألها مطلقا عما اذا كانت تستحسن او لا تستحسن ما حصل ، لقد كان هو الكبرياء ولعزم والقانون ولكنه كان رجلها واذا كان كان ما قام به قد ساعدها على التخلص من اي من الالام التي ابتليا بها ، فهي لن تفكر في انتقاد عمله ، بل هي بجانبه.
قالت بلهجة حزينة :" انني اسفة يا كين."
القى عليها نظرة حذرة فيها معنى من الضعف ، ماجعلها تحدس بأنه لم يكاشف شخصا اخر بما حدثها به ، فقابلت نظراته دون ان يطرف لها جفن ، عالمة بأنه يريد ان يعلم ما اذا كان عطفها هذا صادقا ، كانت هذه الحظة هامة ، ومسألة ثقة تمتد اليها وتعود اليه .
فعادت تقول :" شكرا لانك اخبرتني بكل هذا."
قال لها بخشونة :" اريد ان تكون ذكريات عرسنا سعيدة ياليزا."
طمئنته بقولها :" وهي ستكون كذلك."
"وهذا هو السبب في انني لا اريد احدا من اهلي هناك."

Shiningg Tears angel 12-12-08 05:01 AM

هفا قلبها اليه وسألته:" هل يمكنك ان تسافر بالطائرة الاخيرة هذه الليلة؟"
نظر اليها بحذر :" اظن ذلك لماذا؟ هل هناك المزيد من افراد اسرتك تريدينني ان اتعرف اليهم؟"
فقالت باسمة :" كلا ، بل فكرت ان نسهر معا هذه الليلة."
بدا الاستغراب على وجهه وكأنه لايصدق انها نسيت تاريخ ماضيه بهذه السهولة.
" طبعا"
" سنمضي معا وقتا سارا"
قال وقد بام العزم في عينيه:" نعم ، هيا بنا." وفي المستنبت الزجاجي في حديقة منزله، والبدر يطل عليهما قال لها :" انني اريد اسرة ، ياليزا ، اسرة لي تكون كما يجب ان تكون عليه الاسر ، ان اربي اولادي تربية حسنة ،واكون لهم الوالد الذي كنت اتمناه لنفسي، وانت تريدين اسرة ايضا ، اليس كذلك؟"
" نعم ، بالطبع." تمتمت بذلك بسعادة.
تنهد راضيا وهو يقول :" سنكون والدين صالحين."
فقالت باسمة " سنحاول ذلك قدر امكاننا ، ياكين، اظننا سنشترك في اقتراف بعض الاخطاء اذ لايوجد انسان كامل"
"لقد انشأك والداك بشكل جيد."
هذا مزيد من الاستحسان تراه من كين هذا النهار فقالت:" اشكرك."
" عليك ان تريني كيف تقومين بذلك."
"كيف اقوم بماذا؟"
"كيف تكونين والدة جيدة."
ارتفعت قهقهتها سرورا:" ليس لدي من الخبرة اكثر مما لديك يا كين."
" ولكن كان لديك المثال الجيد."
تنهدت راضية :" انني مسرورة لاعجبك بوالدي؟"
انهما لا يؤذيان احدا."
وتساءلت ليزا عما اذا كانت هذه هي القاعدة في حكم كين على الاخرين ، وما كان ليدهشها اذا كان كذلك بالنسبة الى خبرته في الحياة ، وشعرت بنفسها اقرب اليه مما كانت قط من قبل ، وذلك بعد ان ابتدأت تفهم العقل الذي يقود هذا الرجل .
كان عليه ان ينجح ، وكان هاجسه ذاك مبنيا على انعدام الشعور بالامان والذي لم تعرفه ليزا قط ، فكان من الطبيعي ان تصبح اعماله في القمة، وكان هذا بالنسبة اليه ، امرا واقعيا، محسوسا سهل الوصول اليه فالنتائج محسوب امرها ، والارباح في البنك ، والناس لايمكن التنبوء بما يمكن ان يصدر عنهم .
ربما لم يكن كين يعرف ماهو الحب، ولكنه اختارها من بين كل النساء، واليوم قد ابتدأ يثق بها ، ويفضي اليها بخصوصياته ، لقد ارادها زوجة له تعطيه الاسرة التي يحلم بها ، وهذا يعني شيئا كثيرا بالنسبة الى ليزا .
كان كين ماريوت رجلا صلبا لا يعرف لتسويات ولكن بامكانها ان تعتمد على ولائه واخلاصه والتزامه الكامل بعهود الزوجية، وهذا عدا عما يرغب في ان يتعلمه ، هذا اذا وجدت الطريق الصيحيح لتعليمه ، فليس في الحياة ضمانة ، كما اخذت ليزا تحدث نفسها ، وكل مابإمكانها عمله هو ان يستغلا افضل مالديهما معها ..

Shiningg Tears angel 12-12-08 05:03 AM



الفصل الثامن

كانت حفلة زفاف صغيرة ، ولكن مع كل ملحقاتها التي طالما حلمت ليزا بها، وقد وصفت والدتها هذه الحفلة بأنها اكثر حفلات الزفاف في التاريخ ميلا الى جانب واحد، اذ كان العريس وحده في ناحيته، ولكن ليزا وقفت بجانب كين بعزيمة راسخة وهو يصر على الوقوف وحده. كان يريدها بجانبه بقية حياته ، وكان هذا هو غرضه الاساسي من الزواج.
ومع ذلك وهي تدخل مع والدها لاتمام عقد القران، شعرت بقلبها يغوص بين ضلوعها، هل شعور كين نحو الناس الاخرين قد محته اسرته تماما؟ وماذا لو لم يستطع ان يمنحها الحب الذي تريده منه ، على الاطلاق؟ وماذا لو لم يجد فيها ما ينتظر حسب مقاييسه الخاصة؟ اتراه سيحكم عليها بقسوته التي لا تعرف الاعتدال؟ كان الزواج من كين ماريوت شيئا بالغ الخطورة.... فلماذا تفعله؟
ذلك لانه لا بديل معقول عنه.... هذا ما حدثها به قلبها . اما عقلها فحدثها بأن المشاكل ستأتي فيما بعد.
خفق قلبها عندما سلمها والدها للرجل الذي كان ينتظرها ليسجلها زوجه له، وابتسم لها كين وقد نطقت عيناه بانها تبدو رائعة الجمال وبالغة الانوثه في ثوب العرس ، فهو يريدها بجانبه ، وحدها فقط ، بقية حياته، ولم تستطع ليزا ان تمنع عنه هذا.
لقد كانت تحب كين ماريوت ، سواء كان ذلك للافضل ام للاسوأ.
ولهذا تزوجته ، منذ اللحظة التي نطق رجل الدين فيها بكلماته المصيرية ، لم تعد ليزا تلك العروس المتوترة، بل عروسا سعيدة للغاية، فقد قال المدعوون كلهم ذلك، وكذلك اسرتها، ولكن ليزا كانت تعلم ان مظهرها لا صلة له بالسعادة، وانما كان هو الاندفاع والتهور، ومهما كانت النتائج فهي ستواجهها عندما تحصل ثم تنتصر عليها، فليس ثمة رجوع ، فهي مع كين ، سيواجهان ويشتركان في ما تأتي به حياتهما.
في غرفتهما ، طفحت عيناها بالدموع وهي تنظر اليه لقد اصبح هذا رجلها منذ الان فصاعدا.
همست تقول وهي تمنحه قلبها :" احبك ياكين."
فكان كل ما اجابها به ، هامسا:"ليزا" ولكن اذنيها سمعتا الحب في لفظة اسمها ، انها زوجته الان ، امرأته وهو رجلها،ولن يكون بينهما اي شخص اخر. ارادا ان يكون شهر عسلهما مثاليا، وقد ابتدأ بهذا الشكل، ماعدا بعض الاختلافات البسيطة في الرأي سرعان ماكانت ليزا تزيلها، في الصباح التالي للعرس، استقلا الطائرة من سيدني الى جزر فيجي، وكان كين قد حجز لعشرة ايام في الجزيرة تورتل، وهي منتجع صغير منعزل تستضيف دزينة من الاسر في نفس الوقت، ومنذ لحظة وصولهما اعجبت ليزا بالجمال الاستوائي هذا أخذت الايام المثالية تتوالى، فالجو رائع، وكانا يمتطيان الجياد في انحاء الجزيرة قبل الافطار. وكان يسبحان او يغوصان او يستلقيان تحت الاشجار يقرآن حتى موعد الغذاء ، وكان يلعبان الكره على الشاطئ مع الموظفين الفيجيين حتى غروب الشمس، وكانا يتناولان المرطبات مع بقية النزلاء، ويستمتعان بالاحاديث العامة على العشاء.
منتديات ليلاس
بقيا في انسجام تام الى ان وصل شهر عسلهما الى نهاية مفاجئة.
كان ذلك في اليوم الخامس حين وصلت مكالمة هاتفية من ملبورن تتحدث عن ازمة اخرى. ذلك ان الرجال في مركز البناء التابع لشركة كين قد صوتوا على القبول بتوصية اتحاد العمال لكل الانشطة الصناعية بأن يعلنوا الاضراب طلبا لزيادة الاجور، وهم الان قد تركوا العمل.
لم يكن هناك جدال في ماينبغي ان يعمل، فقد كانت اعمال كين في خطر، وليس هناك اعتبار لاي شيء آخر. سرعان ما اتخذ قراره وحجز على اول طائرة الى استراليا في اليوم التالي. ثم حدث ليزا بالخبر.
لم يقل:" انني آسف لانتهاء شهر العسل."
فقد كان ذهنه مشغولا تماما بمشاكله المالية، وكان هذا منطقيا، كما حدثت ليزا نفسها،ذلك ان هذا الاضراب قد تغلب على شركة كين الهندسية، فكل ما بناه كين في حياته سينهار، لم يكن تأثير هذا وكانها لم تكن تعلم ان مركزها في حياته هو الثاني بعد عمله، فقد ادركت الان السبب في اهمية عمله بالنسبة اليه، ولم يكن لديها اعتراض مطلقا على مافعل، وانما طريقة كيفية قيامه بذلك هي التي جرحتها، فلا مشاركة في الرأي، والذي كان من جانب واحد كليا، لقد كان كين هو كين ، وليس زوجها.
لم يعجب هذا ليزا، فهي زوجته ، ولن تدعه يعاملها وكأنها صديقته السابقة، فما يحدث الان لاعماله يمسها هي ايضا، ولهذا لها كل الحق في ان تشترك معه في الرأي
قالت :" سأذهب معك الى ملبورن."
نظر اليها عابسا، ولكنها عادت تقول:" مازال لدي اسبوع آخر من شهر عسلنا قبل ان اعود الى عملي، وانا لن اقيم وحدي في سيدني، ياكين."
قال محذرا:" ليزا، لن يكون الامر سارا بالنسبة اليك، فإذا كان على ان اخرج هذا من النار، فسيكون علي ان اعمل ليلا نهارا." وعبس مرة اخرى :" يمكنك البقاء هنا اذا شئت.."
"كلا، لن ابقى هنا من دونك، ياكين ، انني سأتفرج على ملبورن لانني لم اذهب اليها قط، ولهذا انا واثقه من انني سأجد الكثير مما اره واقوم به، ومن يعلم؟ ربما ترى مني فائدة ما ، فأنا سكرتيرة جيدة كما تعلم."
اخذ ينظر في عينيها مترددا:" اليس لديك مانع اذا انا لم اجد الوقت لرعايتك والعناية بك؟ والمجئ متأخرا في الليل فأزعجك اثناء نومك؟"
"يمكنك ان تزعج نومي في اي وقت ، ياكين."وهكذا لم يعد بينهما اي نقاش بمسألة مرافقتها له الى ملبورن ليمضيا معا الاسبوع الاخير من شهر عسلهما.
على كل حال ، فالامور لم تسر كما كانت ليزا ترجو ، فقد شعرت في ملبورن بالوحدة والسام ، ولم تجد سرورا في التفرج على ملبورن وحدها ، اما كين فلم تكن تراه كثيرا ، وكانت في بعض الليالي نائمه حين عودته الى الفندق ،فلا يوقظها ، عندما يجلسان للإفطار كان يبدو عليه الإنفعال والتوتر.
كان احيانا يسألها عن برنامجها لهذا النهار، ولكنه لم يكن يستمع الى جوابها ،في الحقيقة، ذلك ان ذهنه يكون مشغولا بما عليه ان يصنع،واذا هي سالته عن مشامله فهو فقط يتمتم بانها سيئه ، ومع نهاية الاسبوع ، كانت ليزا مسرورة وهي تستقل الطائرة عائدة الى سيدني، رغم انه كان على كين ان يبقى في ملبورن ، ان بامكانها على الاقل ان تشغل نفسها بعملها وترى الناس الذين تعرفهم حولها .

Shiningg Tears angel 12-12-08 05:04 AM

كان جاك كونواي قد احتفظ بها سكرتيرة له رغم شكوكه بالنسبه الى وضعها المعرض للشبهه ويبدو انه قد قرر ان يضع ثقته في كرامتها، فقد كانت ذات فائدة جمة له ، وقد بدا عليه السرور وهو يراها في اول صباح لها في المكتب .
سالها وقد لمعت عيناه اهتماما ، " كيف كان شهر العسل؟"
اجابت :" رائع " ومنعها كبرياؤها ووفاؤها لكين من اطلاعه على ان النصف الثاني من شهر العسل كان تعسا نوعا ما .
فسالها بدهاء :" الم يترك الاضراب تاثيره عليه ؟"انه طبعا يعرف بالاضراب ، فهو قد اثر على شركته كذلك .
: لقد قصر من مدة شهر عسلنا ، وهذاكل شيء."
لرفع حاجبه متسائلا:" آه ، الم يسألك ماريوت عن مشروعي وينجيكامبل و جيسامين بعد؟"
عبست لهذا السؤال واجابته بحزم:" كلا، ياسيدي."
فالتوت شفتاه باستحتان ساخر:" انني اعجب... لا بد ان لديه خطه اخرى..."
ثم غادر الى مكتبه تاركا اياها تتساءل هي ايضا، كان واضحا ان جاك كونواي كان يتوقع من كين ان يستغلهابصفتها منبعا للمعلومات، وان عدم قيامه بذلك كان يثير الاستغراب في ذهن رئيسها، ذلك ان مدير:" الشركة الدولية المختلطة". ماكان نفسه ليتردد في مسألة استخدامها لمصلحته، فقد فعل ذلك مرات ومرات، ايمكن ان يكون كين يهدف بتعمده السكون الى جعلها تتقدم لاصلاح الوضع من ذاتها؟ اتراه ينتظر منها ان تخبره، متوقعا ان تخفف من الضغط المالي الذي يرزح تحته؟
لكن ليزا ما لبثت ان نبذت من ذهنها هذه التخمينات ، فقد كانت اشياء ملتوية بالنسبة اليها، ذلك ان كين لم يطلب منها اية معلومات، وكانت هي راضية مقتنعة بهذا، رغم انها اخذت تساءل كيف اتى على ذكر تدميره لزواج والدته ماليا، والوسائل التي حققت ذلك، لابد انه حصل من المعروضة، ماذا غير ذلك قد يكون قام به؟ ولكن ليزا عادت فحدثت نفسها بأن ذلك الامر كان مختلفا لانه كان يحقق العدالة.
لم يكن انفصالها هذا عن زوجها بداية حسنة لزواجهما، كما اخذت تفكر وقد تملكها الاكتئاب، خصوصا وقد اخذت الاسابيع تتبع بعضها البعض، وكان كين يتصل بها هاتفيا كل صباح تقريبا قبل ذهابها الى العمل، ولكن استياءها من هذا الوضع كان في ازدياد، فهي لم تعد تراه حتى في عطلة اخر الاسبوع. رغم ان اضراب العمال قد انتهى، الا ان كين اوضح لها ان هناك من العمل الذي ينبغي انجازه مالن يستطيع تركه ، فقد طلب من العمال القيام بساعات عمل اضافية وهم يقومون بها حاليا، ولكن كل شيء يحتاج الى تنسيق واشراف.
لم يكن الانتظار سهلا، ورغم اقتناعها الا انها لم تستطع منع نفسها من الشعور بالاهمال وعدم الاهمية . وكان اكتئابها يزداد وهي ترى نفسها وحيدة ليلة بعد اخرى، وكانت تشعر احيانا بالرغبة في البكاء تنيجة احساسها البالغ بالاحباط، لقد تزوجت الرجل الذي تحب، ولكنها لم تستطع امتلاكه، ولم تستطع الحصول على حبه ايضا، رغم مايبدو عليه من لهفة المحبين في الهاتف.
ومساء الجمعة من الاسبوع الثاني، مرت بها لحظات تملكها اثناءها الرجاء في ان كين قد غير رأيه بالنسبة الى عدم القدوم الى البيت لقضاء العطلة الاسبوعية، واذا كانت تعلم ان لا احد سواه يمكن ان يتصل بها بعد العاشرة ليلا، هرعت الى الهاتف عندما تصاعد رنينه.
امسكت بالسماعة تعلن اسمها:" ليزا ماريون."
وساورها السرور وهي تقرن اسمها باسم زوجها.
" من انت؟"
كان صوت امرأة، توقف قلب ليزا عن الخفقان، وساورتها الشكوك، مالذي يجعل اي امرأة تتصل بكين في مثل هذه الساعة؟
قالت ببرود:" انني ليزا ماريوت زوجة كين، ماذا تريدين؟"
"اريد كين."
" انه غير موجود حاليا، فهو في ملبورن."
صمت.
سألتها ليزا بعذوبة لاذعة:" هل تريدين ان تتركي له خبرا معي؟"
فازداد الصمت، وعندما فكرت ليزا بأن هذا يضع نهاية للحديث، جاء الجواب ذهوا وعدم يقين:" هل قلت ... زوجته؟"
قالت ليزا مؤكدة"نعم." واخذت حرارتها ترتفع. اذا كان كين قد كذب عليها... اذا لم يكن مخلصا لها منذ البداية..
وسألت:" من المتكلم ، من فضلك؟"
فعاد الصمت، ثم : انني جينا وودبري ، انا شقيقة كين."
كان صوتها ضعيفا وكأنها لم تكن واثقة من وضعها.
قالت ليزا بسرعة :" انا اسفة، لم ادرك انه انت ، لم اكن اعرف..."
ومازال الصوت مرتجفا يبدو فيه عدم اليقين:" انه .. انه لم يخبرني بأنه سيتزوج ، انا اسفة... على ان اذهب."
قالت ليزا بحدة:" كلا ، لا تذهبي." كانت تريد ان تتحدث الى جينا، فهناك الكثير مما تريد معرفته.
"لا اريد ان اتدخل..."
اسرعت ليزا تقول :" ان هذا ليس تدخلا فأنا متزوجة من شقيقته." وسكتت لحظة ،لم تستطع ان تقول صراحة ان كين لم يشأ ان يدعو شقيقتي الى عرسهما، ثم عادت تقول:" انا اسفة اذ لم تنعرف الى بعضنا البعض، لقد اردت فعلا.." ولم تعرف ماذا تقول.
وجاءها الجواب ببطء:" اتظنين؟..." وكان في صوتها تساؤل بحاجة الى حسم.
قالت بحزم:" نعم، اظن ذلك." وكانت بذلك تأمل ان تشجعها.
بدا لليزا وراء كلمات المرأة كدر حقيقي . وتملكها نحو هذه امرأة التعسه عطف بالغ واسى حقيقي لما اصبحت عليه اعصابها من تلف، وفجاة تذكرت ماكان قاله لها كين من انه طلب من شقيقته الاتصال به كلما احتاجت الى شيء .
فقالت لها :" جينا ، هل هناك شيء يمكنني صنعه لاجلك؟ ان كين مسافر ، ولكن بامكاني ان افعل كل ماتريدين"
مضت لحظات اخرى من الصمت ، سارعت جينا بعدها تقول :" هل بامكانك ؟ انا بحاجه الى من اتحدث اليه ."
" طبعا ساتحدث اليك"
" ايمكننا تناول الغدء معا؟"
" نعم ، كل ماتريدينه ، واينما تحبين "
كانت ليزا قد اندفعت تقول هذا دون ان تفكر فيما اذا كان كين يوافق على هذا ،" هذا حسن "
" ما رايك ان يكون ذلك غدا ، او متى تريدين ذلك ياجينا؟"
" غدا ، شكرا لك ، ما اسمك ؟"
" اسمي ليز ، اين سنتقابل للغداء ؟ هل تفضلين مكانا معينا ؟ اتحبين ان تاتي الى هنا ؟"
" كلا ..... آه ، كلا .... ليس في غياب كين ، لا احب ان اثقل عليك ..."
تنفست بعمق مجاوله تهدئة لهفتها ، ثم قالت :" مارايك في مطعم دويل في ساحة كواي ؟ يمكننا من هناك ان نتفرج على المراكب في المرفأ، ولاضرورة لان يعرف كين بالامر."
كان يبدو وكان جينا قلقة من ان يعرف كين بلقائهما، ولكن ليزا في تلك اللحظة، لم تهتم برأي كين ، اذا لم يكن يشغل بالها سوى تهدئة شقيقته

Shiningg Tears angel 12-12-08 05:08 AM

والتخفيف مما كان لحق بها من اذى ، وربما كان كين يضع في اعتباره ضعف جينا وحالتها العصبيه ، ولكن لشد ما تالمت هذه الفتاه التعسة ...
وقالت :" هذا يناسبني ، الساعه الثانيه عشرة ؟"
" نعم ، الثانيه عشرة ، شكرا يا ليزا ، ان اسمي جينا وودبري ، هل ستتذكرين هذا ؟" سالتها ذلك ومازالت اللهفه في صوتها .
فقالت ليزا تطمئنها :" ليس ثمة مشكله ، وانا مسرورة بلقائك."
" انه .. انه جميل منك هذا القول ، وانا مسرورة لان شقيقي وجد من يريد الزواج منها ، مسرورة جدا .."
وتلاشى صوتها ، فقالت ليزا :" حسنا ، ساراك غدا يا جينا"
" نعم غدا ، تصبحين على خير ياليزا ."
لم تتذكر ليزا انها نسيت ان تسال جينا عما كانت تريده من كين ، الابعد انتهاء المكالمه بدقائق ، ان عليها ان تسالها غدا عن ذلك ، فاذا كانت تريد شيئا ، فان كين يريدها ان تحصل عليه طبعا .
كانت هذه مكالمه غريبه تتضمن امورا معقدة ، وبدا لليزا وكان جينا تظن ان شقيقها يشعر بالخجل من قرابتها له ، وهذا غير صحيح بكل تاكيد ، ومع ذلك ... وهزت ليزا راسها مشوشة الذهن ، هنالك اشياء كثيرة لم تكن تعرفها ، ربما اجتماع الغد مع جينا سيجعل الامور اكثر وضوحا .
............
اجتهدت ليزا في ان تكون في مكان الاجتماع بشقيقة كين في الوقت المقرر بالضبط . فاذا كانت اعصاب جينا كما وصفها كين ، فان اقل انتظار لها قد يزعجها ، ولسبب ما ، فكرت ليزا ان من المهم جدا ان تتعرف الى جينا وودبري فقد تعرف كين بشكل افضل وذلك من وراء معرفتها بشقيقته ، بدا لها غريبا ان يكون هو بهذه القوة ، وهي يهذا الضعف ، ولم تكون ليزا تعرف ماعليها ان تتوقعه ، فمن ناحية اخرى ، قد لا توافيها جينا الىالموعد على الاطلاق، فاهتمام ليزا الوحيد هو ان لا تكون مخطئه هي نفسها .
كانت قد ارتدت الثوب البنفسجي الذي كان جاك كونواي قد اعجب به ، فقد كان من ملابسها المفضلة ، وكانت تامل ان يعجب مظهرها جينا ، ولم يكن لدى ليزا فكرة عن شكل شقيقة كين ، تصورتها داكنه الشعر والعينين كشقيقها ، ولكنها عندما دخلت الى المطعم وسالت عن المائدة المحجوزه باسم السيدة وودبري ، وجدت الحقيقة ابعد ماتكون عن الخيال .
قادها النادل الى المائدة يجلس عليها رجل وامراة وليس امراة وحدها ، نهض الرجل لها عند اقترابها ، بدا في حوالي الاربعين من العمر ، قد خط الشيب شعره البني اللون ، معتدل الطول والبنيه ، اما وجهه فكان يسر الناظر بوجه عام .
اما المراة التي كانت معه فقد كانت شقراء جميلة للغايه ذات ملامح رقيقة وعينين واسعتين رقيقتين ، لقد كان من المستحيل ان تجد لها شبها بكين على الاطلاق ، كان هذا يحدث في الاسر، بطبيعة الحال ، فلا يتشابه الاخوة ، نظرت اى ليزا تلتهمها بنظراتها ، بينما كان الرجل يقدم نفسه وزوجته ، وهو ينضح لطفا ورقه :" انني تريفور وودبري، وزوجتي جينا تشعر بالارتباك والخوف من الغرباء والزحام ولهذا احضرتها بنفسي لكي تشعر بالامان والان ساتركك لكي تعتني بها "
نظر الى ليزا ملتمسا منها بضراعة ان ترعى زوجته، قبل ان يتلفت الى جينا قائلا:" انك تعرفين اين سأكون، ياحبيبتي، تعالي الى عندما تريدين الذهاب وذلك في اي وقت تشائين."
قالت وهي ترتجف توترا:" انك رائع، رقبق ياتريفور." فضغط يدها مطمئنا، ثم قدم مقعدا لليزا، واطمأن الى راحتهما ثم امر لهما بمرطبات وذهب.
قالت جينا بتوتر:" ارجو ان يكون الطعام البحري يعجبك، ياليزا."
كان مطعم دويل مشهورا بالسمك الطازج، فقالت ليزا تطئنها، املة بأن تسير لها الامر:" انني اعشق السمك."
اخذتا ، هما الاثنتين، تدرسان قائمة الطعام، ثم اخبرتا النادل بما تريدانه، ثم اخذت الواحده منهما تنظر الى الاخرى برهة، قبل ان تجد ليزا شيئا تقوله:" ان زوجك سيد محب وغاية في اللطف."
فاشرق وجه جينا بالابتسام، كانت حلاوتها تلوي الفؤاد، لقد كان كين قد قال لها ان شقيقته اكرهت على الانحراف، ولكن لم يكن يبدو على وجهها الجميل اي اثر للفساد، ولا في ملابسها والتي كانت عبارة عن بذلة محتشمة وبلوزة وردية عالية العنق.
قالت ببساطة:" ان تريفور انقدني."
قالت ليزا:" لقد حدثني كين عما تعرضت له من المعاناه."
مالت جينا الى الامام، وفي وجهها لهفة الى ان تجعل ليزا تفهمها:" لولا تريفور ، لقتلت نفسي، انه ممرض ، كما تعلمين."
"كلا، لم اكن اعلم." كانت تعلم فقط انه كان يمرض جينا، حسب قول كين.
" لقد صادفته في مركز اعادة تأهيل المدمنين. وكان هذا افضل ما فعله كين لاجلي، وهو وضعي في ذلك المركز، ولو لم اقابله... ان زوجي اكثر الرجال محبة في العالم."
قالت ليزا باسمة :" هذا مارأيته، انك فتاة محظوظة، يا جينا."
"نعم ، انا كذلك ، لقد حاول كين قدر امكانه، فهو دوما كان يحاول، ولكنه لم يكن يفهمني على الاطلاق." وبدا القلق في صوتها وهي تضيف قائلة بسرعة :" ارجوك، لاتظني انني انتقده."
قالت ليزا تخفف عنها:" ليس كل شخص قادر على التفهم."
نظرت ليزا تخفف عنها:" ليس كل شخص قادر على التفهم ."
نظرت جينا اليها متفحصة بعينيها الكبيرتين:" لابد انك شجاعة جدا." وأومات باستحسان:" وقوية ايضا وطبعا، ماكان كين ليتزوج امرأة غير قوية، ان عليك ان تكوني قوية."
"لماذا تقولين ذلك؟"
واطلقت جينا ضحكة قصيرة متوترة:" انه يستاء من الضعف ، فهو لايعرف كيف يتعامل معه، وهذا كما تعلمين، ليس ذنبه، لانه ليس من مزاياه، فقد ولد كين محاربا."
فقالت ليزا:" نعم، هذا ما اراه."
"انك مغرمة به" وكان هذا بيانا وليس سؤالا، فأجابت ليزا:"نعم."
"منذ متى عرفته؟"
"منذ اكثر من سنة بقليل."
" ومتى تزوجتما؟"
"منذ اربعة اسابيع."
فأومأت جينا، ومرة اخرى شعرت ليزا بالحرج البالغ لعدم ارسال دعوة الى جينا لحضور العرس، لان كين لم يجد من الملائم لهما ان يتعارفا قبل ذلك.
رفعت جينا بصرها، واذ رأت ما ارتسم على وجهها من ارتباك، ابتسمت بعطف ، قائلة:" لا بأس ، فأنا متفهمة، ان كين يريد ان يفصل حياته الحاضرة عن ماضيه، يريد حياة جديدة نظيفة، لقد كان اخبرك بكل شيء، اليس كذلك؟"
لم يكن من الضروري الافصاح عما كانت تعنيه، فقد كنت المعرفة في اعينهما هما الاثنتين، ولكن ليزا قالت محاذرة من ان تسبب لها الالم:" بعض الاشياء."
"هل هو يحبك، ياليزا." لامر ما، وجدت من المستحيل الا تخبرها بالحقيقة فأجابت بصدق:"لا ادري ، فقد ابتدأ يثق بي."
ابتسمت جينا:" انني مسرورة لذلك، فقد عاش وحيدا زمنا طويلا، كان في وحدة هائلة لم استطع مساعدته خصوصا بالشكل الذي بحاجة اليه، فأنا لم اكن بالصديقة المناسبة."

Shiningg Tears angel 12-12-08 05:15 AM

سألتها ليزا بهدوء:" انك تحبينه كثيرا اليس كذلك ياجينا؟"
"آه ، نعم." واغروقت عيناها بالدموع. :" انا مستعدة للقيام بأي شيء بلجله، اريده ام يكون سعيدا، فحياته لم تكن سهلة، هو ايضا، فقد واجهها بغير ما وجهتها انا به ارجو ان تكوني صبورة معه، ياليزا، فهو لايظهر مشاعره، ولكنه يتألم في داخله، انني احيانا افكر في ان الحياة كانت اسوأ بالنسبة اليه منها الي، انني اعرف ان امرآي يؤلمه ، وليس بوسعي شيء إزاء ذلك ، فهو يظن انني خذلته." ولفظت جلتها الاخيرة بحزن.
"انا اسفة." همست ليزا لها بذلك وقلبها يهفو الى هذه الفتاة التي خسرت ، في الواقع، شقيقها الذي تحبه، واخذت تفكر في كل ماقاله لها كين، ولماذا يؤلمه ان يرى شقيقته الان، ثم سألتها برقة:" لماذا لم تهجري ذلك الوضع، يا جينا؟ لماذا بقيت مع والدتك وزوجها؟"
ارتجفت شفتاها بشبة ابتسامة:"آه ، لم استطع ان اتركهما ، لم يكن هناك حل اخر قابل للحياة." وبدا في عينيها المعذبتين عزم قوي لم يكن فيهما من قبل، كان جمرة تشتعل تحت رماد حياتها، وتراجعت ليزا امام تلك النظرة، مشوشة الذهن، محاولة ان تفهم، وقد ادركت ان جينا كانت تحاول ان تخبرها بشيء هو سهل جدا بالنسبة اليها ولكنه مخيف معقد بالنسبة الى ليزا.
حاولت ان تحوم حول الموضوع:" يمكنني ان ادرك ذلك، لابد ان الامر كان بالغ الصعوبة بالنسبة الى فتاة في الثانية عشرة..."
فقاطعتها جينا بسرعة:" ليس لذلك علاقة بالامر، لاشيء على الاطلاق." وبدا الارتباك في نظراتها:" كنت اظنك فهمت ، ولكن هذا لم يحدث."
ابتدأت في النهوض وهي تمد يدها الى حقيبة يدها، وقد بدا الاسى والاضطراب في كل حركة منها، ولكن ليزا اندفعت تمد يدها عبر المائدة تمسك بها يد جينا لكي تلفت انتباهها، وهي تقول معتذرة:" انني احاول ان افهم، فأرجوك الا تذهبي، ارجوك... اريد ان استمع اليك، اريد ان تخبريني عما لست افهمه."
بدا انها نجحت في ذلك، اذا عادت جينا الى الجلوس وقد تسمرت عيناها في عيني ليزا بعنف، متفحصة اخلاصها . لو كان علي ان افكر في نفسي فقط، لتركت ذلك المنزل سواء كنت في الثانية عشرة ام لا... فأنا لست الى هذا الحد من الضعف."
"لماذا ... اذن؟" وعندما القت هذا السؤال رأت ومضة الم على وجه جينا ، وما جعلها تعلم انها فشلت في امتحان الفهم، بينما تمتمت جينا تقول:" الامر سهل ، حقا."
ثم حاولت النهوض مرة اخرى، دافعه كرسيها الى الخلف، متفقده حقيبة يدها، ثم وقفت وعيناها تتجنبان عيني ليزا:" يجب ان اعود الى تريفور."
"نعم، بالطبع." قالت ليزا ذلك بعد ان لم تستطع ان ترغم هذه المرأة التعسة على القيام بشيء، الى ما كان حدث منذ كل تلك السنوات، قد اثار الانزعاج في مشاعرها، لقد ندمت ليزا على اثارتها للموضوع. كان يجب عليها ان تكون اكثر لباقة اذ بالنسبة لاول اجتماع...
سارت جينا خطوتين، ثم تردد، وعادت تنظر الى ليزا مرة اخرى:" انني احبك، وانا مسرورة بالتعرف اليك."
ردت عليها ليزا برقة :" وانا احبك ، ايضا." فأومأت جينا.
وصل الطعام، وقطبت جينا حاجيبها ازاء اطباق الطعام التي اخذ النادل يضعها على المائدة ، هزت رأسها ثم شرعت.
هزت رأسها ثم شرعت بالسير مرة اخرى، وكان لا علاقة لها بهذا الطعام ، واخذت ليزا تفكر عابسة كيف افسدت الامور.
تناولت حقيبة يدها لكي تدفع ثمن الطعام. كان عليها ان تسلم جينا الى زوجها بأمان، اينما كان ، تركت اوراق النقود المطلوبة على المائدة ثم نهضت واقفة، وعندما التفتت رأت جينا تستدير على عقبيها متقدمة نحوها:"ليزا..."
"نعم؟"
عادت جينا الى مائدتهما، وقد بدا العزم على وجهها، ثم وقفت امام ليزا:" لقد حدث ذلك الان..."
فقالت ليزا تشجعها بلطف:"نعم؟"
سرت رعشة في جسد جينا النحيل:" لقد كنت مستميتة لترك ذلك المنزل، ولكن خطة كين كانت في ان اهرب معه، قال انه سيكذب بالنسبة الى عمره ليحصل على عمل ويعيلني. كان سيقوم بذلك، فقد كان كبير الجسم حينذاك. دوما كان قويا، ولكنني لم استطع ان ادعه يتخلى عن فرصة عمره في حياة جدة، وهكذا كان علي ان ابقى بعد ان لم اجد سبيلا اخر."
تألقت عيناها الجريحتان بقوة داخلية، هي ايمانها الراسخ المطلق بمافعلت، وبنفس القوة جعل صوتها حازما وهي تدلي بالسبب:" كان علي ان احمي كين."
وفجأة . كان تريفور هناك بجانبها يمسك بذراعها بلطف:" اتريدين الذهاب الان، ياحبيبتي؟"وكان صوته رقيقا للغاية.
ابتسمت له جينا بارتياح: نعم"
نظر الى ليزا :"هل تعذريننا؟"
"طبعا" ومدت يدها تضغط يد جينا." اشكرك للتعرف علي والتحدث معي."
امعنت جينا النطر في عينيها بقلق:" لن يعجب كين هذا، وانا فقط اردت ان اراك... ان اعرفك قليلا، انك لن تخبريه ، اليس كذلك، ياليزا؟"
كانت فكرة الخداع تثقل على نفس ليزا، ولكنها لم تستطع ان تتجاهل ما بدا في تلك العينين البنيتين من ضراعة:" اذا كنت تفضلين عدم قولي..."
منحتها جينا ابتسامة مودة صافية، وقد نسيت على الفور بطء تفهم ليزا لما كان واضحا لها هي تماما، وقالت:" انني مسرورة لان كين عثر عليك."
"شكرا وانا ايضا مسرورة لانك عثرت على زوجك، يا جينا." ونظرت الى تريفور باحترام عميق لعمق عطائه.
تلاشى التحفظ من تلك العينين الزرقاوين وبدا فيهما الاستحسان وهو يقول:" ارجوك ان تبقي وتتناولي غداءك، وانا سأنهي كل شيء على المكتب." ثم ابتعد مع زوجته.
عادت ليزا الى الجلوس حيث اخذت تتناول طعامها وهي تفكر في ما اخبرتها به جينا، بشكل ما ، قد تجاوز هذا بكثير الرغبة. اتراها كانت تستمع الى هذيان شخص مضطرب؟ ام انها رأت امرأة قامت بتضحية قصوى وهي ان تصبح ضحية؟ لم تكن ليزا تشعر بشهية للطعام، فتركت الطعام وخرجت من المطعم تتمشى على كورنيش المرفأ، ثم جلست على احد المقاعد الخشبية حيث اخذت تراقب حركة المرفأ والمارة حولها. اناس يسعون لمعيشتهم، ظاهرا، بينما تموج انفسهم باسرار شخصية لاتظهر للعيان.
كان القلق يتملكها لعدم تمكنها من اخبار كين عن اجتماعها مع شقيقته، ولكن ربما هي اعلم بشقيقها منها هي، فقد يتملكها الغضب العنيف اذا هو علم بانها قامت بشيء لا ينبغي لها ، خصوصا وهي واثقة من صحة كلام جينا عن رغبته في حياة جديدة نظيفة.
مهما كانت حقيقة الماضي ، فقد اصبح لدى جينا الان فرصة لحياة افضل مع تريفور، وربما من الافضل ترك كل شيء على ما هو عليه، اذ لم تكن ليزا ترغب في خلق المشاكل بين الاخوة، وماينبغي عليها ان تفعل هو التركيز على زواجها من كين...
هذا اذا شرع هو في اعطاء ذلك فرصة للنجاح.
نهضت واقفة وقد تملكتها الكآبة، ثم انطلقت الى بيتها.
عند ذلك فقط تذكرت انها لم تسأل جينا عن السبب الذي جعلها تتصل هاتفيا بشقيقها، ربما كان شيئا خاصا بينهما، ولا علاقة لها به، ومع ذلك فقد كان من الصعب عليها فكرة ان على جينا ان تنبذ من الحياة المفروض ان تشترك فيها مع شقيقها. كان هذا يبدو لها بالغ الخطأ

فيفي و بس 12-12-08 03:41 PM

وااااااااااااااااااااااااااو

روعة لا طولي علينا بالتكملة

يعطيكي الف عافية

tootty 13-12-08 01:35 AM

انا موافقة فيفي رأيها وعنجد واااااااو
وبانتظار التكملة وكمان يعطيكي الف عافية;)

Shiningg Tears angel 16-12-08 04:23 AM


الفصل التاسع....

بهتت الاسئلة المزعجة عن اسرة كين، وبشكل مفاجئ لتتوارى في الظل عندما اكتشفت ليزا انها حامل، فقد
اكتشفت التغيرات في جسمها بعد يوم واحد من مقابلتها جينا، وصباح الثلاثاء والاربعاء اخذ الغثيان يتملكها. ومن ثم اخذت فكرة انها حامل بطفل، صيبها بالذعر.
لم تكن مستعدة للامومة ، فقد كانت فكرة انشاء اسرة موافقة تماما انما نظريا، ولكن لدى مواجهة الواقع ، شعرت ليزا بالخوف من العواقب ، ذلك انها لم تكن تشعر في الحقيقة، بانها متزوجة، وكين غائب طوال الوقت، ومع ذلك فقد يتمكن مجئ الطفل من ان يوثق العلاقات بينهما.
وما دام حدث هذا ، فلا فائدة من عدم مواجهته حسب رأي ليزا، وهكذا اشترت اختبار الحمل، ومن الغريب انها شعرت بتوتر بالغ في انتظار النتيجة الى ان ظهرت ايجابية، واذا بها رغم كل شكوكها بالنسبة الى مستقبلها مع كين، تتملكها البهجة واالاتنعاش والعواطف الجياشة.
طفل... وطفلها هي ... طفل كين ، طفلهما هما الاثنين. وكانت مازالت تشعر بالدوار ، محاولة استيعاب السعادة عندما اتصل كين بها كعادته كل صباح، وركضت لتجيبه وقلبها يخفق بجنون وهي تفكر ابلاغه بأنه سيصبح والدا
هتف بها :"ليزا؟" وكان صوته غليظا جافا.
فقالت وهي تتنفس بسعادة:" نعم"
"سآتي الى البيت اليوم، وقد اصل الى البيت قبل عودتك من العمل، وهكذا لا تقلقي اذا رأيت النور مضاء."
ادار رأسها السرور، كين سيعود الى اليبت، وفي احسن الاوقات ، حتى دون انتظار عطلة نهاية الاسبوع ، لم تشأ ان تخبره بحملها هاتفيا، كانت تريد ان ترى وجهه عندما تخبره عن الطفل، ويالها من ليلة رائعة ستكون الليلة المقبلة.
واندفعت تقول بفرح عنيف:" نعم ، هذا رائع ياكين، هل كل شيء على مايرام الان؟"
سكت لحظة ثم قال:" سنتحدث عن ذلك الليلة ياليزا."
"لا استطيع الانتظار بعد كل هذا الوقت الطويل الذي غبت فيه عني."
"نعم، هو كذلك."
فقالت متوسلة:" لاتدع شيئا يغير رأيك."
"كلا، لن افعل."
تنهدت بسعادة:"سأحاول ان اعود الى البيت من العمل مبكرة، وسأطهي لك اطيب طعام تحبه."
"ليزا..." وبدا في صوته توتر خفيف، وسمعته يتنهد:" انني اتطلع شوقا الى ذلك، يا ليزا الى ذلك ، ياليزا، ولكن لاتزعجين نفسك كثيرا."
قالت ضاحكة:" اتعني اننا لن نجد وقتا نأكل فيه؟"
اجاب:" ربما لا."
خفق قلبها توقعا، لشد ما اشتاقت اليه. ماذا سيقول عندما يعرف انها حامل؟
"ليزا..." وكانت لهجته جادة للغاية.
"نعم." لاشك انه يشعر نحوها بنفس شوقها اليه، ولكنه قال:" لا بأس ، سأراك الليلة، الى اللقاء الان."
وعندما ذهبت الى العمل هذا الصباحشعرت بنفسها تطفو فوق السحاب، ففي كل مرة كانت تقف بسيارتها عند اشارة السير الحمراء، كانت تضع يدها على بطنها، ما اغرب شعور الامومة والرغبة في الوقاية الذي اصبحت تشعر به الان، هذا بينما السعادة تغمرها في نفس الوقت، وكان وصولها الى مكان عملها دون حادث بمثابة عمل خارق، فقد كان تركيزها على قيادة السيارة متشتتا الى حد بالغ.
عندما رآها جاك كونواي، قال لها بلهجة جافة:" يبدو عليك التألق بشكل واضح، هذا الصباح ياليزا؟"
اجابت بابتسامة مكتومة:" شكرا ياسيدي." لم تستطع ان تخبره السبب، خصوصا وهي لم تخبر كين بعد.
"لابد ان الزواج ملائم لك، انك فتاة طيبة، ياليزا."
كان في هذه المجاملة المفاجئة من جاك كونواي ذي الصفات المميزة ماتركها لحظة عاجزة عن الكلام، بينما تابع هو يقول:"ثمة ميزة خاصة في ماريوت، وهو انه ينجح دوما في مايريد. ان وضعه في ملبورن صعب للغاية، ولكنه يتغلب على المحنة الان، لقد قررنا اعطاء مشروعي وينجيكامبل وجيسامين، ولن يصدر البيان في ذلك قبل شهر، ولكنني سأتصل به هاتفيا غدا، واتكلم معه بهدوء، فأنا اريده ان يسرع باستلام اعمالنا، وان يتوقف عن التماس مشاريع اخرى، واذا كان لديه مايمنعه من الالتحاق بنا، فهذا لن يكون في صالحنا."
قالت بلهفة:" انني واثقه من تقديره لذلك، ياسيد كونواي."
ومنحته ابتسامه تتألق سعادة،فقد كانت تعلم كم تعني هذه المشاريع لكين، ومثل هذه الاخبار الطيبة عن العمل تتوج خبر مجئ الطفل ستجعل كين، دون شك في غاية السعادة ، وعاد جاك كونواي يقول وهو يغمز بعينه، مازحا:" ان حكم ماريوت على الناس لايخطئ ابدا، مثلي انا، والدليل على ذلك اختيارنا لك، نحن الاثنين." وقهقه ضاحكا.
منتديات ليلاس
تنهدت ليزا بأسى، فرغم سرور جاك كونواي بها، فقد كانت واثقه من ان مدير الشركة الدولية المختلطة، لن يعجبه منظرها حامل في جهاز السكرتارية، وهذا دون شك يعني نهاية عملنا هنا، وعلى كل حال، ربما يصر كين على توقفها عن العمل، فهو لايريد ان يجازف بابنه بأي شكل، اما مالذي ستفعله بنفسها الى ان يأتي الطفل، فلم يكن لديها فكرة. حدثت نفسها بأنها ستفكر في شيء مناسب، رغم انها ستفتقد ذهابها اليومي الى العمل، ولكن من ناحية اخرى، اصبح لديها الان مسؤلية اكثر اهمية.
عندما وصلت الى البيت كانت الانوار مضاءة، ولكن كين لم يندفع الى الخارج لملاقاتها، ربما كان في الحمام، فهرعت داخلة من باب المطبخ ملقية بأكياس الخضار الطازجة التي اشترتها لتطهي العشاء على المنضدة، وكان في طريقها الى السلم من خلال غرفة الطعام، عندما رأت كين ينهض عن احدى الارائك الجلدية في غرفة الجلوس.
قالت بدهشة وهي تقف فجأة، وقلبها يخفق بالسعادة والبهجة:" انت هنا؟"
اجاب بلهجة متعبة تشوبها السخرية:" نعم انا هنا." لم تبد في عينيه اي بهجة لرؤيتها، كان يبدو منهكا بالغ الارهاق وقد برزت عظام وجنتيه لشدة النحول.
تلاشت بهجتها ، كان ثمة امر سيء وسئ للغاية. نظرت اليه وهو يتقدم نحوها، واحست بالتوتر الذي يتملكه.
سألها:" هل امضيت يوما متعبا؟"
اجابت:" كلا." ولكنها كانت تعلم انه لم يكن يستمع اليها، وانه نطق بهذه الكلمات ليغطي بها افكاره. فقد كانت في عينيه السوداوين نظرة هوجاء ثابتة.
قال لها وهو يمر بها:" سأحضر لك شيئا تشربينه."لكنه لم يتوقف ليرحب بها، وحدقت هي في اثره غير مصدقة، وقد تملكها الالم، ماهذا النوع من الترحيب من الرجل الذي غاب عن زوجته ثلاثة اسابيع؟ واستولى عليها قلق مخيف وهي تتبعه الى المطبخ، لابد ان كين في ازمة عميقة، ذلك ان اول ماتدفعه اليه طبيعته في اوقات الخطر هو الانعزال عن الاخرين، اذا

Shiningg Tears angel 16-12-08 04:28 AM

كان لايطيق احدا بجانبه، ذلك انه اذا كان ينحدر في الحياة، فكبرياؤه تريد منه ان ينحدر وحيدا.
نظرت اليه وقد جمد الدم في عروقها، لم تكن هناك مشاركة حقيقية بينها وبين كين، فهو يعين مايمكن ان يشاركها به وما لا يمكن . كين ذو العزيمة المتينة، كين الذي لايعرف حلا وسطا، فإما ابيض وإما اسود، اما الرمادي فلا مكان له عنده، فإذاكانت السفينة ستغرق، فهو اول من ينزل النساء الى قوراب النجاة، دون اعتبار ما اذا كن يفلن الموت مع ازواجهن الذين يحببنهم ، ذلك لانه لم يعرف الحب ولايفهمه.
سألته بهدوء:" مالذي حدث ياكين؟"
لوى شفتيه ساخرا وهو يقول متمهلا:"آه ، انها الاحوال عامة."
شعرت ليزا وكأن قبضة حديدية عصرت قلبها،" ولماذا جئت الى البيت إذن؟"
قال بعنف:" كان علي ان اتحدث اليك، ولم استطع ذلك في الهاتف."
ارتفعت يد ليزا الى بطنها وهي تفكر في ماستخبره به وجها لوجه، ولكن من الواضح ان هذا الوقت لم يكن مناسبا لذلك.
وجاءها بكوب عصير، فأخذته من يده وهي تقبض اصابعها بشدة توقفهما بذلك عن الارتجاف، نظرت الى وجهه المتحجر، محاولة ان تتفحص عينيه السوداوين، ففشلت، وسألته بقدر امكانها من الهدوء، مخفية بذلك مشاعر الانزعاج التي تملكتها، سألته قائلة:" مالذي تريد ان تحدثني شخصيا عنه ، ياكين؟"
قال بسرعة ولهجة بالغة الخطورة:" انني بحاجة الي معلومات عن مشروع وينجيكاميل، ياليزا، انني بحاجة الى ان اعلم، بحاجة الى ذلك الان."
انه لم يعد الى البيت لاجلهاإذن، لان يكون معها، لقد عاد الى البيت لان عمله كان معرضا للخطر بامكانها ان تنقذه، وشعرت بالغثيان في معدتها، انه لم يستقبلها بالحب والتدليل، لانها كانت ثانوية بالنسبة لما هو اهم لديه فالاشياء المهمة تأتي اولا,
حدثها عقلها بأن من الغباء ان تشعر بكل هذا الاستياء، فقد كان كين اخبرها بالحقيقة قبل ان يعرض عليها الزواج، وانه يقدم عمله عليها، ولكن معرفتها بذلك لم تمنع قلبها من ان يبكي بدموع من دم.
رفعت اليه عينين حمراوين اكتسبا لونهما من نزيف حبها:" الهذا تزوجتني ياكين؟ لكي تحصل على بعض معلومات مني عند الحاجة؟"
كان الشك ساروها في ذلك عندما عرض عليها الزواج، ولكنها نبذت هذه الشكوك لانها لم تشأ ان تصدقها، كما ان جاك كونواي قد ارتاب في ذلك هو ايضا، وقد كان برد هذا الامر بالنسبة الى نفسه وهو يستغلها، ولكن ليزا قد اصرت على ان كين كان مختلفا عن جاك كونواي. وانها كانت حقا تعني شيئا عند زوجها.
اخذت تراقب مابدا على وجه زوجها من ردة فعل لسؤالها هذا، وكأنها مجرد متفرجة تقريبا، توترت ملامحه، وبدا الغضب في عينيه، ام لعله الاحباط؟ واحست بنفسها تموت في الداخل. وتخدرت حواسها ،لم تستطع ان تعرف ما شعرت به كين. وهل كان بامكانها ان تعرف؟ في السخرية.
وانفجرت بها ثائرا:" كفى هذا، ياليزا، فهو لاجلنا معا."
ردت عليه ببرودة:" احقا ياكين؟ يبدو انني اذكر بأنني زوجتك في السراء والضراء، كما يقول عقد الزواج، وبالنسبة الي لايهمني سواء كنت ناجحا في عملك ان لا."
قال بعنف:" انك زوجتي، لقد تزوجتك لانني اردتك زوجة لي، وانا اتوقع من زوجتي ان ثقف بجانبي عند الحاجة اليها، فهل ماسألته هو كثير عليك؟"
كانت تعرف انه يكره ان يطلب منها شيئا، فهذا يمس كبرياءه، وهو ماكان ليفعل لولا حاجته الى ذلك، وعند الجهاد في سبيل البقاء، ولكنه بالطبع كان يضع هذا دوما في احتماله كسلاح انقاذ، واخذت تفكر( بعد يوم واحد فقط غدا من المفروض ان يتصل به جاك كونواي، ولو كان اتصل اليوم ماكنت سأعلم قط بأن كين تزوجني لاجل هذا الامر. فيالها من سخرية مرة)
قالت له بعنف:" لقد اعطيت جاك كونواي كلمتي بأنني لن اخبرك بذلك."
"جاك كونواي؟ اتظنين ان وعدك هذا له يهمه بشيء لو انه استطاع تحويل الامر الى مصلحته؟ هذه لعبة يقوم بها المنتصرون ياليزا، وجاك كونواي يعرف هذا ، وانا اعرفها. وكل شخص يصل الى مركز ما ، يعرفها، وانت تعرفين كما اعرف ، انه استخدمك كورقة لعب في يده."
ضحك ساخرا، ثم تابع ببطء وهو ينظر الى ليزا بسخرية:" كلمتك... اراهن على انه قد استمتع بهذا. انه يعشق ان تكون له سلطة القول نعم او لا للرجال امثالي، اتعرفين لماذا ياليزا؟"
كان هذا سؤالا لايحتاج الى جواب، لم يكن بحاجة الى تشجيع ليتابع قوله:" لانه يحسدنا، لانه لايملك الشجاعة للخروج من تحت جناح الشركات الكبرة الواقي. آه ، كلا، ان جاك كونواي يفضل الامان."
ثم عاد يواجه ليزا وعيناه تلمعان استهزاء:" ليس هناك سوى مشكلة واحدة معه، ياليزا وهو انه لديه السلطة، ولكن ليس الربح، وهذا يؤلم جاك كونواي في الاعماق، انه لايريد ان يلقي بنفسه في ميدان المغامرة ولكنه يكره نجاح اولئك الذين يفعلون ذلك، لانه يعلم انهم يربحون اكثر مما يمكن ان يملا جيوبه من وراء راتبه ، بالرغم من مكانته الرفيعة."
قد يكون ما يقوله كين، صحيحا، ولكن حسب اعتبار ليزا، لم يكن لذلك علاقة بها، لم تكن تهتم بلعبة السلطة عند الرجال، فهي تهتم فقط بالزواج الحقيقي الذي لم تحصل عليه.
اصبح صوت كين الان مقنعا رقيقا وهو يقول :" الاتظنين ان عليك ان تكوني اكثر وفاء لي منك له، ياليزا؟ انني تحت الخطر الان، ومستقبلنا رهن الاحداث."
حدثت ليزا نفسها تصحح كلامه،( ليس مستقبلنا وانما عمله الغالي عليه. فإذا كان كين يحبها، لما كان مستقبلهما رهن الاحداث على الاطلاق، ذلك انهما كانا سيجتازان المحنة مهما كانت سئية.
اجابته باكتئاب:" الموضوع، بالنسبة الي، لا يتعلق بالوفاء ، ياكين، وانما هي الكرامة ... كرامتي."
صعد الاحمرار الى وجنتيه، وازداد تألق عينيه وهو ينكر عليها قولها بعنف:" ليست هذه مسألة كرامة، فأنا لن استعمل المعلومات للاضرار بالشركة الدولية المختلطةبأي شكل كان، كل ما اريده هو ان اعرف وذلك لاتمكن من التخطيط في اي ناحية اتوجه، فإذا كان مشروع وينيجكامبل لا يأتي الي ، ياليزا، فعلي ان اتخذ خطوه يائسة لانقذ ما استطيعه، ولكن اذا حصلت على المشروع فسيكون لدي مجال لاتخاذ خطوة بارعة."
عندما لم تتجاوب معه بسط يديه الاثنتين يناشدها ان ترى المنطق... وفكرت هي في ان كين يمكنه ان يجد منطقا لكل شيء. فالمنطق هو الذي جعله يقوم بكل ما قام به، حتى الزواج منها، ذلك المنطق الجامد عديم الشعور.
"ليزا، لقد صدر القرار. لابد انه صدر الان، ولم يبق سوى صدور بيان بذلك من الشركة عن الجهة التي ستعطي العقد ولن يشكل هذا، بالنسبة الى الشركة اي فرق فيما لو عرفت ذلك الان، لافرق مهما يكن."
كان منطقا هادئا واضحا اسكت نقاشها عن الكرامة.
لينفذ الى قلبها، مباشر، ليقتل كل رجاء في ان يحبها، واخذ هو يتقدم اليها ومازال باسطا ذراعيه وقد تعمد تلطيف اساريره وهو يسألها برقه:" هل اطرد عمالي ام احتفظ بهم، ياليزا؟ هنالك اعمال كثيره يمكنني القيام بها اذا حصلت على مشروع وينجيكامبل، وبعكس ذلك لا استطيع، وستدب في اعمالي فوضى اذا انا طردت عمالي، ثم اصبح علي ان اعود لاستئجارهم."

Shiningg Tears angel 16-12-08 04:38 AM

كان مايزال يتقدم نحوها، ورأت هي انه سيحاول اقناعها جسديا، ورأت في هذا منتهى النفاق ، فهو لايحبها. انه لم يدع مشاغله جانبا ليستقبلها كما يستقبل الرجل عروسه بعد فراق ثلاثة اسابيع، حتى ولو للحظات قليلة.
وهكذا رمقته بنظرة تحذير قاسية وهي تقول:" اياك ان تفعل ، ياكين."
قطب جبينه:" ان افعل ماذا؟" ولكنه كان يعلم ، فوقف جامدا، وعيناه السوداوان تخترقان عينيها بقوة والحاح، ملتمسا اي مشاعر ضعف فيها ،كما ظنت ليزا، كلا ليس هذه الليلة يازوجي العزيز، حدثته بذلك بصمت، وهي تشعر بأن قلبها الجريح ليس لديه القوة التي يسيطر بها على عقلها، هذه الليلة.
سألته ساخرة:" لماذا تحملت عناء المجئ الى بيتك؟ لماذا لم تسألني في الهاتف هذا الصباح؟ من المؤكد ان هذا افضل عمليا واقتصاديا."
فعبس وبدا عليه مزيج من الضيق واليأس
" ماكان هذا ليعجبك ، ياليزا؟"
" وكذلك لم يعجبني غيابك عني ثلاثة اسابيع ياكين. ولكن هذا لم يجعلك تأتي الى البيت الليلة واحدة، واظنك جئت الان لليلة واحدة، وان عليك ان تعود غدا."
"نعم ، اما بالنسبة لعدم مجيئي قبل الان، فقد شرحت لك الوضع ، ياليزا."
فأومأت :" العمل اولا، كالعادة على الدوام ، وهذا لن يتغير، اليس كذلك، لقد جئت الى البيت لاجل عملك..."
قاطعها بحزم:"بل (عملنا) ، ياليزا."
مد يده الى وجهها ، فتراجعت الى الخلف، وقد اشتعلت عيناها برفض عنيف،" اياك ان تلمسني ، ياكين، انك لم تأت الى البيت لانك اشتقت الي،فإياك ان تقدم على شيء قد انتهى، على كل حال، ولكن اذا كنت ترجو خيرا من وراء هذا الزواج ، فلا تستعجل لانه على شفا الهاوية ، مثله في ذلك عملك الغالي."
توترت ملامحه، والتمعت عيناه بكبرياء عنيفه:" ماذا يعني هذا؟ لقد طلبت منك العون، فإذا به يصبح نهاية زواجنا؟"
"لقد كنت تكره هذا، اليس كذلك؟ انك تكره ان تطلب عونا مني." وكان هذا منها اتهاما مرا.
فقال:" نعم".
"ان الزواج هو مشاركة ياكين، مشاركة في الحلو والمر."
اجاب باستياء:"اليس هذا ما افعله معك الان؟"
"هذا بداعي الضرورة فقط ، لكي تنقذ عملك ." فصاح وهو يضرب المنضدة بقبضته:" قولي (عملنا)." ثم تمالك نفسه وهو يتابع قائلا بصر نافد :" كم من المرات علي ان اقولها؟ ان هذا يؤثر على مستقبلنا ، ياليزا ، لا تهتمين بهذا الامر قدر اهتمامي به؟"
فصرخت :" نعم ، اهتم، اهتم كثيرا جدا." واغرورقت عيناها بالدموع."لقد اعطيت كلمتي تعهدا لجاك كونواي، تماما كما كنت اعطيتك كلمتي تعهدا، يوم الزفاف، ياكين، فإذا كنت لا افي بعهد واحد ، فما نفع عهودي الاخرى؟ ماذا تعني الثقه اذا لم تكن شاملة؟ كنت اظنها تعني شيئا لك، لكي يمكنك ان ثتق بي حتى ..." واختنقت الكلمات في حقلها.
فقال ضارعا:"ليزا" ثم هز رأسه وقد بان عليه العذاب.
" انني بحاجة الى ان اعلم."
فكرت ببلادة في انه سيعلم غدا، وبإمكان ذلك ان ينقذ عمله الهام للغاية.
قالت والبرودة تسري في جسمها:" عد الى ملبورن يا كين، مازال بامكانك ان تأخذ الطائرة الليلة."
لم تكن تطيق البقاء معه لحظة واحدة بعد الان، واستدارت على عقبيها متجهة نحو السلم وساقاها ترتجفان.
"ليزا..."
تجاهلت الضراعة الخشنة في صوته، لم تكن بحاجة الى مزيد من الكلمات منه، لم تكن تريدها ، فقد فهمت كل شيء الان، وهذا الفهم جعلها تشعر باشمئزاز لم تشعر بمثله في حياتها، ناداها مرة اخرى بعنف:"ليزا..."
تحركت معدتها ، كانت على وشك التقيؤ فاستطاعت بعد جهد ان تسرع في خطواتها، كان عليها ان تصعد السلم الى الحمام قبل ان يلحق بها الخزي، لقد ابت عليها كرامتها ان يراها كين في محنتها، وناداها مرة اخرى، ولكنها كانت قد وصلت الحمام امامه فدفعت الباب ثم اقفلته خلفها وقد تملكها الذعر. ثم اخذت تقيأ الى ان افرغت معدتها من كل محتوياتها.
سمعت طرقات كين على الباب وهو يناديها، ولكن مهما كان يقول، لم تستطع سماعه للدوي الذي كان في اذنيها، وكان جلدها مبللا بالعرق، وخافت ان يغمى عليها، فجلست على حافة الحوض وهي تغالب الدوار.
كان ثمة دفع عنيف للباب الى ان خلع فانفتح الباب ليدخل كين منه ووجهه اسود وجسده بأجمعه تتملكه المشاعر الصاخبة، بينما تشتت عقله.
صاح بها:" اذا لم تشائي ان المسك، فهل تظنين انني سأفعل ذلك ؟ ليس ثمة حاجة لاقفال الابواب بيننا، ولن يكون ابدا اقفال ابواب في حياتنا الزوجية، مالذي تظنينه..."
وسكت فجأة وهو يرى شحوب وجهها الهائل وترنح جسمها ، وسرعان ماتحول صراخه الغاضب الى لهجة ترتجف بالاهتمام:"ليزا ، ان مظهرك... لماذا لم تخبريني بأنك مريضة؟"
رفعت اليه عينين كئيبتين متلبدتين :"يبدو ان هذا من اعراض الحالة."
هز رأسه دون ان يفهم شيئا:" مالذي تتحدثين عنه؟"
فالتوى فمها بسخرية ، يالها من طريقة تخبره بها... دون بهجة ولا سعادة تتطلع اليها، كان الامر مجرد ايراد امر واقع.
"انني حامل."
رأته يدرك ان هذا ماكانت تريد ان تخبره به هذه الليلة، ولكن انشغاله بمشاكله لم يتح لها فرصة الافضاء اليه. وبدا على ملامحه ندم مبرح ، ربما كان حصوله على ابن هو اكثر اهمية من عمله اللعين، كما رأت ليزا ، ولكن ليست هي ، فهي ليست بذات اهمية لديه، فهي مجرد وسيلة لما يريد ، الابن والعمل، عمله ، والحياة الجديدة المشرقة التي يريدها لابنه.
تقدم وجلس بجانبها، وقد امتلات عيناه بالالم، ثم قال بصوت خافت شجي:"انني آسف، ياليزا ، لقد افسدت بشارتك هذه، اليس كذلك؟ اخبريني كيف اصلح مافعلت."
قوض هذا ماكان بقي لديها من سيطرة على نفسها، اذ كانت من الضعف بحيث اغرورقت عيناها بالدموع، لم تستطع ان تتكلم. وشعرت بغصة في حلقها وقد تلهفت كيانها الى الحب الذي كانت تريده منه.
لم ينتظر كين جوابا، فحملها بين ذراعيه بكل رقه وحنان، الى غرفتها حيث مددها برفق وحذر على الوسائد، ثم غطاها باللحاف جيدا، ثم احضر منشفة مسح بها جبهتها المبللة، وبعد ذلك صنع لها كوبا من الشاي وشجعها على ان تشربه، ثم طهى لها وجبة طعام خفيفة من العجة واحضرها اليها على صينية حيث اخذ يراقبها بقلق واهتمام وهي تبذل جهدها في الاكل.
اخذت تتأمل ساخرة وهي ترى تمريضه لها، متذكرة سخريته من تريفور ودبري الذي يقوم بمثل هذا العمل بالضبط نحو شقيقته جينا، ولكنها مالبثت ان تذكرت ان كين لم يكن بمرضها هي، وانما طفلة منها الذي في احشائها، اما هي فمجرد المرأة التي ستنجبه، ام طفلة، ولهذا عليه ان يعتني بها.
ومع ذلك فقد كان بالغ الندم، بالغ الاهتمام وكانت ليزا من لجوع الى شيء من الاهتمام منه بها ، بحيث تقبلت كل ذلك منه، حتى انها لم تعارض حين تمدد بجانبها، ومن خلال الظلمة تمتم يقول:" ليزا، انك كنت على حق ، ما كان لي ان اطلب منك خيانة ثقة اي شخص فيك، فلو لم تكوني بهذه

Shiningg Tears angel 16-12-08 04:45 AM

الصفة... ان هذا في منتهى الاهمية بالنسبة الي ياليزا، ارجوك لاتظني انني لا اقدرك حق قدرك، لايوجد سواك اثق به..."
كاد قلبها يتحطم من فيض العواطف المتدفقه في حديثه، لم تستطع ان تتكلم، فقد كان ارتياح مشاعرها عميقا. قد لاتحصل على حبه ، ولكنها على الاقل اكتسبت ثقته واحترامه لها ، اما هذا الجنين في احشائها، فهو طفلها كما هو طفله، وقد استقر في احشائها، وانتهى الامر، وهكذا فات الاوان لكي تنقض تعهداتها الزوجية رغم ان كين لايحبها، ولكن كان من السهل ان تنسى، وهي بقربه، مالم تحصل عليه، فهو مازال زوجها على الاقل، وهي امرأته، وهذا لايمكن ان يؤخذ منها، كما اخذت ليزا تفكر، ما اثلج صدرهاوجعل الرضا يغمرها، اما لماذا احبت كين الى هذا الحد، فهذا ما لم تكن تعرفه، وتساءلت عما اذا كانت جينا تعرف لماذا تحب اخاها، ام لعل الحب لاتعليل له على الاطلاق.
(كان علي ان احمي كين...)
تجاوبت كلمات جينا هذه في ذهن ليزا فمنعها ذلك من النوم. واشرق في ذهنها بغتة ان الحب يقلل من الخيارات، موجودا سيطرة تقلص اهتمامات الانسان الى شيء لامعنى له، جوهره الكلي هو العطاء، وعدم اعتبار مشاعر المحبة الخاصة.
ماكانت جينا لتبقى مع والدتها وزوجوالدتها لو لم يكن لديها سوى نفسها تهتم بها ، لم يكن ذلك ضعفا منها... كلا !
فقد لمحت ليزا القوة في اعماق جينا، القوة التي كانت وليدة الحب، والذي يتحمل كل ألم اذا كان في هذا حظ افضل للشخص الذي تحب.
كان كين قد قدم مثل هذا الحب لشقيقته، فقد كان مستعدا التخلي عن تعليمه لاجلها، ولكن جينا كانت فضلت ان تضحي بنفسها على ان تدعه يفعل ذلك. وقد حطمها هذا، وجعلها تفقد شقيقها الذي تحب لانه لم يفهم تضحيتها، والا لكان قابل ذلك بالرفض وما كان ليقبل تلك المحنة المأساوية من الحب، لو كان يعلم.
ربما المرأة المحبة فقط من تفهم ذلك ...امرأة عرفت ان الحب هو عطاء، وكان هذا هو السبب في ان جينا توقعت منها ان تفهم.
وفهمت ليزا.
وحيث ان كين لم يعد يريدها ان تضحي بكرامتها، فلديها شيء تريد ان تعطيه له دون خيانة لاي ثقه.
"كين؟"
"نعم"
"قال جاك كونواي انه سيتصل بك غدا، انه لم يطلب مني ان اعده بالا اخبرك بذلك، ولهذا الافضل ان تستقل اول طائرة في الصباح، فتكون هناك لتستقبل الهاتف، انه ... انه هام بالنسبة اليك."
"اتعنين انني ... سأعلم ما افعل برجالي غدا؟"
"نعم ، ولكن الافضل ان تنصرف وكانك لم تكن تعلم بأن المكالمة الهاتفية قادمة."
ساد صمت قصير قال بعده:"ليزا صدقيني ، لن افعل قط، متعمدا، اي شيء يسيء اليك."
كان في صوته نبرة عميقة من الاخلاص، وقد صدقته ليزا، ذلك ان كين لايمكنه ان يغير طبيعته، ولكنه حقا ، لم يتعمد الاضرار بها ، فقد كانت زوجته، وهذا يعني شيئا كثيرا بالنسبة الى كين كما ادركت ليزا بفيض مفاجئ من الرضى، وانما هو فقط لا يعلم .. او يفهم... بعض الاشياء كما حدث مع جينا...
كان من الخطأ ان تعاني جينا من جفاء ومقاطعة شقيقها لها فوق كل ماعانته من آلام، واقسمت ليزا بينها وبين نفسها، ان تصلح بشكل ما ، هذا الامر انها الان ستنجب لكين طفلة، وستحاول جهدها ان تجعل كين يعطي شقيقته من مستقبلهما، فقد اكتسبت جينا مكانها في اسرتهما.
العدالة ، ينبغي ان يكون هناك عدالة، وهذا مافكرت فيه ليزا، وقد لايفهم كين ابدا الحب، ولكن لديه تقدير بالغ للعدالة.

Shiningg Tears angel 16-12-08 04:49 AM

الفصل العاشر...


قام جاك كونواي ، في اليوم التالي ، بكل الاتصالات الهامة، وبعد ذلك اتصل كين بليزا لكي يشاركها الخبر السار، ويخبرها بأنه سيعود الى البيت لقضاء عطلة آخر الاسبوع، وبالنسبة الى ليزا ، كانت عطلة نهاية الاسبوع تلك بمثابة شهر عسل ثان، فقد نال كين مايريده، وكذلك بالنسبة الى عمله والى حصوله على اسرة، وكان هذا قد احدث في زواجهما تغييرا بالغا، اما الطريقة التي اخذ كين يعاملها بها ، فقد كانت بالضبط، هي ماتحلم به كل امرأة من زوجها.
منتديات ليلاس
وكما كانت ليزا تتوقع، فأنها لم تستطع الاحتفاظ بعملها مدة طويلة، ومع ان كين قال لها مالم تكن تتوقعه، وهو ان تفعل كل مايجعلها تشعر بالسعادة،فانها لم تشعر بانها من الصحة بحيث تمنح عملها العناية اللازمة ، وهكذا قدمت استقالتها بعد اسبوعين فقط من عملها بالحمل، وعندما علم جاك كونواي بسبب رغبتها في الاستقالة، هنأها بشيء من الاسف وتركها تذهب دون التمسك بشروط العقد الذي بينهما.
غالبا في الصباح ، كانت ليزا تعاني من الغثيان، والدوار اثناء بقية النهار. وقد اوصتها والدتها بأن تتناول فنجان شاي وقطعتين من البسكوت قبل ان تترك الفراش في الصباح، وهكذا خلصها هذا من اسوأ عوارض الغثيان، اما الدوار فقد كان مماثلا لذلك الغثيان الذي كانت تشعر به في طفولتها عندما كانت تستقل السيارة، ومالبثت ليزا ان وجدت في حبوب الحلوى بعض الفائدة.
اشترى لها كين الكثير منها حتى خيل الى ليزا انها تكفيها لعدة مرات من الحمل، ولكنها لم تستطع قبول مبالغته هذه دون تذمر، فقد كانت هذه طريقته في العناية بها كافضل مايستطيع . وعندما يكون في البيت ، كان يحضر اليها في الفراش كل صباح ، الشاي والبسكويت.
لم تستطع الا ان تتذكر كيف ان كين اخذ يتهكم مرة لفكرة احضار فنجان قهوة اليها كل صباح، قائلا ان هذا لاجل الطفل الذي كانت حامل به، الطفل الذي ستصبح ولادته بشرى سارة بحياة كين الجديدة النظيفة.
ومع ذلك ، لم تدع هذا يشغلها كثيرا، ذلك انها الان تعيش في نعيم من اهتمام كين ورعايته المحبة حتى ولو كان ذلك سينتهي بعد ولادة الطفل مباشرة، وربما حينذاك سيكون قد ابتدأ كين يحبها لنفسها وليس فقط لانها ام ولده.
لم تنس ليزا جينا، فقد بقيت المشكلة في ذهنها، تنتظر الحل عندما يحين الوقت . وبقيت تفكر في كيفية جذب جينا وتريفور للانضمام الى اسرتهما، ولكنها كلما فكرت في ذلك تبرز المشاكل، مايجعلها تدع هذا الامر جانبا، فالعدالة لاتجلب دوما السعادة.
لم يكن تريفور من النوع الذي ينسجم معه كين، ولم تستطع ليزا ان تتصورهما صديقين، وعدا عن ذلك، فقد رأت ليزا كم كان المستقبل مؤلما لهما هما الاثنين ، وتبادل الزيارات بينهما قد يجدد لديهما تلك الذكريات والتي لايرغب فيها اي منهما.
كانت جينا سعيدة مع تريفور، كما ان كين سعيد مع ليزا حاليا، فلتدع الامور هادئة اذن ، كما كانت ليزا تحدث نفسها، وماحدث بين الاخوة هي امور لاعلاقة لها هي بها.
وساورها الشك بما لو ان احد منهما سيشكرها لتدخلها هذا. كانت ليزا في شهرها الرابع عندما توقفت اعراض الحمل / من غثيان ودوار، وعادت صحتها جيدة كما كانت من قبل، وقام طبيبها باجراء فحص عام عليها وعلى الجنين، فكان كل شيء على مايرام، ماجعل كين سعيدا طوال النهار.
واثناء العشاء تلك الليلة بالذات،وكين مازال ضاحكا مبتهجا، فكرت ليزا في اعادة جينا الى ذهنه مرة اخرى، لقد كان من الطبيعي بالنسبة اليها ، ان تشارك اسرتها كل خبر طيب ماجعل الكلمات تنزلق من بين شفتيها قبل ان تمنعها الحكمة من الاندفاع.
"لابد ان شقيقتك تحب ان تعلم بالامر، ياكين فلماذا لا تتصل بها و..."
واذا بالتغير الذي طرأ على ملامحه، يسكتها على الفور، فقد عبس في وجهها قائلا:" ليس لجينا اي دخل في حياتنا معا ، ياليزا." وكان صوته وهو يقول ذلك، منخفضا خطرا
شعرت ليزا بالدم يتصاعد الى وجنتيها حينما اخذت الحاجة لحماية سعادتها مع كين تتعارض مع عطفها على شقيقته، وحدثها المنطق بأن تتراجع وبسرعة ... ولكن...
"لقد كانت اتصلت الى هنا عندما كنت انت في ملبورن وكان الامر محرجا بالنسبة الي، فقد كان علي ان اوضح اننا متزوجان و..."
فقاطعها قائلا:" مالذي جعلها تتصل؟"
"لا ادري، الم تتصل بك منذ ذلك الحين؟"
"منذ متى كان ذلك بالضبط؟"
"بعد اربعة اسابيع من زواجنا، انني اتذكر ذلك لانها سألتني."
فهز رأسه قائلا بحدة:" لم اتحدث مع جينا منذ العيد الماضي."
"آه" وازداد شعور ليزا بالالم بعد ان ادركت سبب لهفة جينا الى التعرف اليها ، فقد تغلبت الرغبة في ذلك ، بالنسبة اليهما هما الاثنتين، على الفطنة والحذر، وشعرت ليزا بقوة ترغمها على الاعتراف لكين بمافعلت، فقد كان الافضل ان يعرف الان من ان يعرف فيما بعد فيظن انها كانت تصرفت من وراء ظهره ، فتابعت تقول:" لم اكن اعلم انكما لم تكونا على اتصال الى ذلك الحد، لقد طلبت مني جينا اذا كنت ارضى بتناول الغذاء معها فقبلت."
التوى فمه بغضب عنيف:" اريد ان اعلم مالذي جلم تقبلين؟"
لم تره محقا في قطع علاقته بقريبته الوحيدة، هذا اولا ، ثم ارغامها على ذلك هي ايضا، لقد جعلها في وضع لا يطاق، لقد كانت ليزا من الوجهة الانسانية، على حق في عملها هذا، ومهما كان رأي كين في ذلك ، الا ان ليزا لم تندم لهذا العمل، وهكذا واجهته بثبات، ثم اخذت تعدد اسبابها
"لانها طلبت مني ذلك. ظننتها بحاجة الى معونة، ثم هي شقيقته ، وقد شعرت بالذنب الى حد هائل لاننا لم ندعها الى حفلة الزفاف، وكذلك تملكني الحرج لانها لم تعرف بزواجنا. ولهذا لم اجد ضررا في الاجتماع بها، لقد اردت ذلك حقا."
فقال ساخرا:" لا بد انك استفدت كثيرا من وراء هذه التجربة، وارجو ان تكوني قد اشبعت فضولك الان." كان كين ممتلئا مرارة مما لحق بأسرته من عار. ومجرد تذكيره بذلك كان ينكأ جراحه، وهكذا اثر دفن الماضي وعدم نبشه بأي شكل كان، ولم تعرف ليزا ماعليها ان تفعله.
فقد كان اصدر حكمه على ما يجب ان يكون ، وانتهى الامر. اما ان كان على خطأ ام على حق، فهذا مالم تعرفه ليزا، ولكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من الشعور بأن هذا ليس عدلا، فاغرورقت عيناها بالدموع، يبدو انها قد اصبحت مرهفة المشاعر هذه الايام، وربما هذا يتعلق بعدم توازن الهرمونات في جسمها، كما كان اخبرها الطبيب ، لم تكن تريد مجادلة كين، وهكذا نهضت متثاقلة واخذت تجمع الاطباق عن المائدة.
اندفع كين واقفا، واخذ الاطباق منها، ثم وضعها بعنف على المائدة، نظرت اليه وقد تملكها الانفعال، فاحتضنها وهو يقول :" انني اسف، فقد جرحت احساسك، بينما انت منحتني افضل يوم في حياتي." ثم مد يده يمسح دموعها من على خديها ، وهو يبتسم آسفا:" ليس الامر بهذه الاهمية، يا ليزا انني اعرف ان نيتك كانت حسنة."
قالت وقد تملكتها غصة:" كين .. انني اعلم ان هذا ليس من شأني، ولكنني رأيت جينا فتاة حلوة للغاية، فقد كانت سعيدة لانك وجدت من ترغب في الزواج منها، يبدو انها تدرك انك لاتدريها في حياتك، وكانت حزينة جدا

Shiningg Tears angel 16-12-08 04:57 AM

لذلك ، لقد رأيت ان عليها ان تعلم بمسألة الطفل، واذ كنت لاتريد ان تخبرها..." هزت رأسها عندما ازدادت دموعها انهمارا.
ومرة اخرى قال لها برقة:"لاتبكي ياليزا ، اذا اردتني ان اخبر جينا ، فسأخبرها."واخذ يمر بيده على شعرها ملاطفا . بينما كانت هي تجاهد في سبيل تمالك نفسها، بينما كان يتابع قوله:" علي ان اتصل بها ، فقد تكون بحاجة الى شيء. وسأتصل بها الان اذا شئت."
فهتفت تقول :" نعم ، اذا لم يكن لديك مانع ، لم اقصد التدخل ، ياكين."
" لاظن ان بامكانك تفهم هذا الامر." قال ذلك بشيء من الالم:" فهذا ليس جزءامن عالم احد."
فهمست:" انا اسفة."
"لاتقلقي بالنسبة لهذا... عليك الا تقلقي لاي شيء."
واجلسها على كرسي ، قائلا:" سأحضر لك فنجان شاي، فاجلسي وهوني عليك الامر ياليزا."
جمع الاطباق ثم توجه بها نحو المطبخ ، ولم تعترض ليزا، شاعرة بانها ترتجف بشكل سخيف، رأت القوة تنقصها بشكل كامل، رغم ماكانت قالته جينا عنها، ولكن الحمل ليس امرا سهلا، فهو اذا لم يحدث الاضراب في جسمها فهو يحدث في مشاعرها. ولكن سرها ان اثار هذا عواطف كين ، ما احدث التوازن بينهما.
احضر لها فنجان الشاي، ثم توجه الى الهاتف مباشرة.
لم تشعر ليزا بأي خزي في الاستماع إلى مااخذ كين يتحدث به في الهاتف
مهما كان شعور كين نحو جينا إلا ان نبرة الزهو كانت بارزة في صوته وهو يخبرها بأن ليزا حامل .
لقد كان كل مايهم كين هو ان يكون له ولد من لحمه ودمه وقد اصبح الأن هذا الجنين الذي في احشائها شخصا" حقيقيا" ، بالنسبة اليه.
ساد صمت طويل اثناء جواب جينا ، ومهما يكن طبيعة ماقالته فقد ترك ذلك تأثيرا" ماحوظا" على ملامح كين وهو يقول بصوت اجش:"شكرا" جينا ."
ثم تنحنح قبل ان يسألها عن السبب الذي كان جعلها تتصل به عندما كان هو غائبا
مضت عدة دقائق لم يتخللها سوى كلمات لامعنى لها في محاولة منه ليقطع حبل حديثها الطويل ولاحظت ليزا ان ماكان يسمعه ، لم يعجبه ، وسمعته يقول اكثر من مرة (نعم) ثم مالبث ان اوقف المخابرة.
نظرت اليه مستطلعه ، ولكن كين كان هائما" في عالم آخر ، وادركت ليزا على الفور ان هناك امرا" مزعجا" ، فقد كانت ملامحه متوترة ، وعيناه بحيرتين سوداوين لايسبر غورهما ، بينما العنف يتفجر من كل خلية في جسمه.
ثم قال لها:"ان علي ان اخرج الآن ، ياليزا "
"ماالأمر ، ياكين ؟ ماذا حدث؟"
"لم يحدث اي شيء سيء ان هناك شيئا" علي ان اتأكد منه."
ثم توجه ليخرج وهو يقول:"لاتنتظريني فأنا لااعرف متى اعود."
قالت وقد ادركت ان الأمر يتعلق بجينا:"اتريدني ان آتي معك؟"
فقال بحزم: "كلا " وتقدم اليها وضغط على كتفها يطمئنها: "انتبهي الى نفسك ."ثم خرج دون كلمة اخرى.
قد لايكون هذا شيئا" يتعلق بها ولكن هذا لم يمنعها من الشعور بالقلق الشديد
فهذا الأمر الذي صرف انظار كين عن الطفل المقبل لابد ان يكون مشكلة كبرى ولكن كين قد انكر ان ثمة امرا" سيئا" وكين لايكذب وتمنت ليزا لو انها لم تتحدث عن جينا هذه الليلة فقد افسدت بذلك الليل والنهار بالرغم من تعليمات كين لها بألاتنتظره فقد حاولت ليزا ذلك إلى ان لم يعد بإمكانها ان تفتح عينيها.
كان الحمل يفسد عليها نظام نومها فكانت تستيقظ مرارا" اثناء الليل شاعرة بالحاجه ألى الذهاب ألى الحمام .
وعندما استيقظت والساعه تشير ألى الثانية والثلث تقريبا" بعد منتصف الليل لم يكن كين قد عاد بعد فذهبت إلى الحمام ثم شعرت بقلق وانزعاج لتأخر كين مامنعها من العودة إلى سريرها فهذا لم يكن تأخرا"عاديا" قط
وضعت على جسمها معطفها المنزلي ثم نزلت إلى المطبخ لتسخن شيئا" من الحليب ولتجلس بعض الوقت ولابد اثناء ذلك ان يعود كين.
لكنها سرعان ماكتشفت انه ليس بالخارج على الأطلاق فقد كان في غرفة الجلوس وامامه الشراب لم يسمعها وهي تهبط السلم ذلك انه كان مستغرقا" كليا" في عالم كئيب خاص به.
كان التوتر يتملكه وكأنه كان متلهفا" إلى القتال ولكن كان يمنعه من ذلك شيء في خياله وكان العبوس في وجهه نتيجة احباط مر نادته ليزا برقة شاعرة بشيء من الخوف من هذا العنف الذي يبدو عليه راغبة في جره اليها وإلى العالم الذي يتشاركانه.
قالت له برقة فائقة: "كين؟"
رفع بصره اليها فجأة وعبس في وجهها: ل
ماذا انت لست في سريرك ياليزا؟"
"لقد استيقظت فلم اجدك فتملكني القلق."
"ليس ثمة مايدعو إلى القلق فأنا لم اشعر بالنعاس بعد وهذا كل شيء."
نهض متثاقلا" ثم وقف يقول: "هل احضر لك شيئا"؟"
فهزت رأسها ثم تقدمت منه بحركة غريزية وهي تقول: "ماذا حدث ياكين ارجوك اخبرني"
ضحك باستخفاف وهو يقول: "لاشيء هناك ولكن اخبرتني جينا بخبر طيب." ولمع في عينيه ألم لم تستطع إخفاءه "اتريدين ان تسمعي الخبر الطيب ياليزا؟"
فأومأت وهي تجلس بجانبه محاولة ان تساعده بشيء ولو بلمسة على يده لجعله يشعر بوجودها لأجله ولكنه لم يعد إلى الجلوس مرة اخرى وإنما
سار إلى المدفأة وقد بان عليه الأضطراب حيث اتكأ على رفها وقد التوت ملامحه بسخرية وحشية وهو يقول: " ان تلك الأعذار لمن كانا والدانا لم يكونا والدينا حقا" فأنا وجينا ولداهما بالحضانه وهي ليست شقيقتي ايضا"
فلا يوجد علاقة دم بيننا."
كانت ليزا تستوعب صدمة ماقاله عندما اطلق هو ضحكة اخرى خشنة: "كنت دوما" اظن ان هذا احد تخيلات جينا وانه شيء ارادت ان تحمل نفسها على الاعتقاد به.
ولكنه صحيح ذلك ان تريفور الآن لديه كل الأوراق التي تثبت ذلك فقد استطاع التوصل إلى الملفات من خلال عمله بعد ان صدق تصريحات جينا
وكان محقا" في تصديقه لها"
ومنح ليزا ابتسامة ملتوية : لقد كانا تصلا على البرهان عندما حصلا إلى هنا وعرفا بأمرك قالت انها ادركت حينذاك رغبتي في ان اقطع كل علاقة لي بالماضي وهكذا فكرت بأن من الأفضل ألا تأتي على ذكر هذا على الأطلاق ولكنها الليلة عندما اخبرتها عن الطفل رأت من المهم بالنسبة إلي انا عرف ان طفلنا لايربطه الدم بأولئك الحيوانات."
ورفع كوبه ساخرا": " فليفرح العالم فهو الآن اكثر نظافه وهذا هو الخبر الطيب."
ولكن لم يبدو عليه اي فرح فهو لم يشعر على الاطلاق بأنه اصبح انظف فقد اصبحت الكراهية التي يحملها لوالديه المزعومين اكثر تعمقا" ماصبغ كل شيء بالسواد ونظرت اليه دون ان تقول شيئا" لقد كان كين غاية الألم.
"لقد انهى تريفور وجينا كل شيء... واخيرا"... نعم اخيرا" وضحت الأمورالبروفيسور ماريوت المشهور واللامع قد اختارنا لنكون موضوعين هامين للدارسة مجموعتين مختلفتين من الجينات الوراثية ذات مزايا متعارضة فأنا بطبيعة الحال عدواني وجينا سلبية مايشكل مجموعتين

Shiningg Tears angel 16-12-08 04:59 AM

وراثيتين متعارضتين... شيئين للدراسة والاختبار لرؤية ماسيحدث هذا كل ماكنا نمتلكه ياليزا... حيوانات مخبرية."
اطلق صوتا" يعبر على الأشمئزاز والمرارة وهو يرجع رأسه إلى الخلف
وكأنه يصيح محتجا" على الحظ الذي وضعهما بين ايدي امثال اولئك القساة
وتابع يقول: "ان مجرد تفكيري في انني اخذت اتوسل إلى ذلك الوحش الرهيب لكي ينقذ جينا..."
نظر إلى ليزا وكانت عيناه نافذتينتتدفق منهما آلام دون نهاية " لم يهتم بإنقادها لقد اخبروها بدلا" من ذلك بأنها إذا هربت فأنا الذي سأعاني بسبب ذلك وهذ هو السبب في انها بقيت واخذت ماكانوا يقدمونه لها... وكنت الومها لذلك ياليزا لقد ثار غضبي عليها لإظهارها كل ذلك الضعف."
أومأ برأسه والعذاب يحطم قلبه "ضعيفه ... آه تبا" لذلك."
قالت تخفف عنه: " وكيف كان لك ان تعلم ذلك ياكين ؟
يبدو انهم قد تلاعبوا بمشاعركما لكي يسببا بأكبر مايمكن من التوتر والمشاعر البشرية وهذا هو السبب الذي جعلهم يرسلونك إلى مدرسة داخلية وذلك لكي يعمق لديك الشعور بالعجز والذي اضر بك اكثر من اي شيء اخر."
فصاح يعنف نفسه: " ولكنني تركت ذلك النذل ينتصر ياليزا لقد كنا انا وجينا ملتصقين ببعضنا البعض حتى ذلك الحين لقد كان بيننا رباط ماكنا نسمح لهم بقطعه ولكنني كنت انا الذي فعلت ذلك بها لقد ادرت ظهري إلى شقيقتي الصغرى و...."
فهز رأسه قائلا: "كل مافعلته هو ان حاولت ان ا.."خرجها من هذه الحماة التي وضعت نفسها فيها لم اعطها ماكانت بحاجة اليه مني ياليزا لم استطع.." وبدا في صوته اليأس وهو يصرح بأسوء مافي الأمر "لم اعد اشعر بذلك."
لقد كانوا قتلوا فيه كل شعور ماعدا الكراهية كما اخذت ليزا تفكر كانت الكراهية هي ماكان يقتات بها طوال تلك السنوات ثم الحاجة المحرقة إلى تنفيذ العدالة بهم كما كان حبه الهامد لها هو الذي كانت تقتات به جينا إلى ان ادركت انه لم يعد موجودا" لأجلها وكانت عند ذلك في طريقها إلى تحطيم نفسها لولا ان انقذها تريفور بحبه
فهمت ليزا ثقل ذلك الشعور بالذنب الذي يحمله كين في نفسه فحاولت ان تخفف عنه : لقد سلمت جينا الآن وكذلك سلمت انت ولم بفت الوقت بعد لكي تغير ماحدث ياكين ليس عليك ان تبقى مقاطعا" لشقيقتك إذ يمكننا ان ندخل جينا في اسرتنا هذا إذا رأيت انت انها تحب ذلك..."
"ليزا ..." ونظر اليها رافضا" بشكل يائس ثم مالبث ان توقف وهو يمعن النظر في عينيها وكأنه يتسائل عما إذا كان هذا ممكنا"... اذا كان معقولا"
"انني اعرف شعورك بالنسبة إلى الأسرة ياليزا ولكن جينا ليست شقيقة لي في الحقيقة وبالتالي ليس مفروضا عليك ان تستقبليها..."
"بل هي شقيقتك ، يا كين. وذلك الرباط مازال موجودا بالرغم من كل ماحدث، لانكما ترعرعتما سويا، وبالنسبة الي لا مشكلة هناك بيني وبينها، صدقني انني وجدتها شخصا غاية في الحلاوة."
فعبس وكأنه لم يستطع حمل نفسه تماما على تصديق ذلك، ثم ابتسم ساخرا:" جينا ايضا تراك شخصا في غاية الحلاوة وقد احبتك كثيرا."
قالت ليزا مازحة:" هذا لانك تزوجتني ، ان جينا تظن ان اي امرأة يتزوجها شقيقها ، تظنها جميلة، والا لما تزوجها، واياك ان تنتقد هذا المنطق، لانه يعجبني."
خف توتره قليلا، وبان الدفء في نظرات اليها:"ليس حكم جينا على الاخرين سئيا كله ، وذاك في الواقع قد اخذ يبدو افضل من حكمي انا، فأنا دوما كنت ارى تريفور شخصا سخيفا مضحكا، ولكنه ليس كذلك في الحقيقة."
" لقد رأيته بالغ الرقة واللطف ، وهو مناسب جدا لشقيقتك."
اوما قائلا:" انه هكذا دوما ، كنت اظن ..." وعبس، :"كنت مخطئا فهو لا بأس به." وكان هذا ابلغ مديح يمكن ان يمنحه كين لرجل آخر.
ازداد عبوس كين وهو يقول :" معك حق ، ياليزا، فقد كانت جينا سعيدة لأننا سنرزق بطفل، ذلك انها لايمكن ان ترزق باطفال، لقد كانت اصيبت بعدوى تركتها عاقر."
آلمها هذا الخبر في الصميم، وامتدت يدها بحركة لا شعورية الى بطنها تحمي جنينها، ما افظع الا تستطيع امرأة ان تنجب، وخصوصا امرأة مثل جينا لديها طاقة كبرى للحب والعطاء....
ثم قالت بهدوء:" لاتدعهم يؤثرون عليك اكثر من ذلك، يا كين، فانهم لايستحقون ان تتذكرهم لايستحقون ثانية اخرى من حياتك تنفقها على التفكير بهم."
ثم نهضت عن الاريكة الجلدية وتقدمت الى حيث كان واقفا، ورفعت بصرها اليه ، ونظرت بتعومة المخمل، ثم قالت:" عندما طلبت مني ان اتزوجك ، قلت لي ان حياتنا ستكون كما نصنعها نحن، فلنصنعها اذن كأحسن مايمكن. وكذلك نصنعها لجينا ايضا قدر امكاننا . يمكننا ان نشركها في طفلنا، ياكين ، يمكننا ان نحاول على الاقل اليس كذلك؟"
كسا ملامحه الاعجاب والتقدير:" زواجي منك كان عملا صائبا، ياليزا ، فأنت كل ما اريد وكل ما انا بحاجة اليه، وكونك بجانبي... يعني كل شيء بالنسبة الي."
كانت ليزا تعلم انها لا تعني كل شيء بالنسبة الى كين، كما انها لا تزوده بكل ما يريد وما يحتاج اليه، ولكن ربما كان شعور كين الان هو أقرب مايكون الى الحب، وخفق قلبها سعادة، ولم تشأ ان تفكر اكثر من ذلك، فقالت له :" دعنا الان نذهب الى النوم."

Shiningg Tears angel 16-12-08 05:02 AM

الفصل الحادي عشر...

كانت ليزا قد ظنت، ذات يوم ان كين لايمكن ان يتغير ابدا، فكان الزواج منه اخطر مغامرة قامت بها في حياتها، ولكنها اثناء الاشهر الاخيرة من الحمل، اخذت تدرك وتقدر ان ما قادها اليه قلبها وفطتنها ، بدلا من عقلها، لم يكن خطأ قط ، فقد كان كين ماريوت رجلا عاقلا طيب القلب. وفي الواقع كان جوهرة . كذلك ولكن انعزاله عن الناس كان مجرد حماية للنفس من ان يصل اليه احد بعد الان.
منتديات ليلاس
ربما كان ما دفعه الى الزواج منها هو حاجته الى احد يشاركه عزلته تلك، فكان في اصرارها على عدم مقاطعة اسرتها هو اول بذرة تغيير في نفسه. ومقابلته لوالديها ارته ماستكون عليه حياتهما اذا هو حاول جاهدا، وحقيقة حمل ليزا قد غرس بذرة تغيير ثانية ، وما جعله يعيد ترتيب نظام الاولويات في نفسه، فحياة طفلة اهم مالديه من اي شيء آخر. واخيرا كان في اكتشافه تضحية جينا لاجله، تغيير اخر في نفسه.
اصبح مقلا في اصدار احكامه على الاخرين، واكثر استعداد للاخذ بوجهة نظر سواه، وذلك الى درجة كبيرة، وكذلك تقدير الصفات الحسنة في الاخرين، بدلا من الوقوف بمعزل عنهم، كما اخذت الحواجز التي كان وضعها حول نفسه تنهار تدريجيا، ابتدأت صلاته بالاخرين تتحسن، ليس مع ليزا فقط وانما من اولئك القريبين منهما.
اصبحت علاقته باسرتها طيبة، خصوصا بشقيقها الاقرب طوني، والذي غالبا ما يأتي الى زيارتهما عندما يعود من رحلته في الطائرة عبر البحار. كما ان جينا وتريفور اصبحا زائرين مرغوبا بهما، يشاركانهما مناسبات غداء ايام الاحاد.
تملكت اسرة ليزا السعادة عندما عملت بمجئ الطفل ولكن الحمل بالنسبة اليهم كان شيئا طبيعا يحدث عادة في الزواج، وكلما اقترب موعد الولادة، ازداد انتباه ليزا انه يعني لهما الكثير ، وكان كل ما هو جميل في الحياة كان ممثلا في الطفل الذي سيولد.
كان التفكير يولد احيانا، الدفء في نفسها ، واحيانا الاضطراب، لقد اخذ يقل شعورها بانها انسان وليس مجرد عربة تنقل طفل كين ، وخصوصا اثناء الشهرين لاخيرين للحمل عندما ابتدا كين يرعاها برفق زائد وكانها اناء هش من البلور، ومع ذلك، لم تستطع منع نفسها من الشعور بانها انحدرت الى المكان الثاني لديه.
ربما كان شعورها بانها اصبحت ثقيلة متعبة وغير جميلة/ ماحدث لديها حالة من الاكتئاب ، كانت تريد من كين ان يخبرها بأنه (يحبها) وانها (هي) التي احدثت في حياته كل ذلك التغيير ، وليس الطفل الذي كانت على وشك ان تمنحه اياه. مضت اوقات كانت تشعر فيها بالغيرة من الطفل، وفي احيان كثيرة كان من الصعب عليها جدا الا تصرخ في وجه كين ازاء حرصه البالغ بالنسبة لما تعمل وسبب ماتعمله.
تمنت لو ينتهي حملها هذا، ولكنها كانت تخاف من ازدياد غيرتها عندما يصبح بوسع كين ان يحمل طفله بين ذراعيه، منفصلا عنها، وبقدر ما كان يحتاجها هي ويريدها بجانبه، الا انها كانت تشعر بانها لن تظفر ابدا بذلك الرباط نحو كين والذي سيربطه ، بطبيعة الحال بابنه.
سيكون كين موجودا لاجل ابنه، وذلك منذ البداية، بينما لم يحدث منه ذلك بالنسبة الى ليزا، فقد كان جزء كبير من حياتها مخالفا لحياة كين، فبيئتهما لم تكن واحدة على الاطلاق، لقد كان ثمة جسر فوق الهوة من عدم التفاهم التي تفصب بينهما، ولكن مع ابنه لن تكون هناك هوة على الاطلاق، ذلك ان كين لن يسمح لذلك بأن يحدث.
حدثت ليزا بنفسها بأن عليها ان تكون مسرورة لانه سيكون والدا جيدا، وكانت فعلا مسرورة، ولكنها فقط كانت تتمنى ان كونها زوجته ، يعني شيئا اكثر بالنسبة اليه.
في الاسبوع الذي كان سيأتي فيه الطفل ، كان ثمة بعض المشاكل في المشروع وينجيكامبل وكان كين في ملبورن، وشعرت ليزا بالضعف والاكتئاب، كان كين قد اصر عليها بانها اذا رأت ايا من علامات الولادة فعليها ان تتصل به.
على الفور، وكان هذا هو سبب الاكتئاب ، فقد كانت تعرف مسبقا ماستكون عليه النتيجة، ذلك ان عمله هو اكثر اهمية لديه من امساكه بيدها، فإذا هو جاء فلاجل ابنه فقط ، وليس لانها بحاجة الى وجوده بجانبها.
تكهنت بأن حياتها ستبقى نفس الشيء، كين سيكون غالبا، بعيدا في مكان ما، يبني المشاريه التي قليل من الناس يقدرون على انجازها، وهو سيكون رقيقا لينا معها وسيظهر كل حبه لابنه ولمن قد يجئ بعده من الابناء.
كان يتصل بها صباحا مساء ليعرف ان كان حدث شيء
ولم يكن لها ان تشكو من عدم اهتمامه بها، رغم انها كانت تعلم ان هتمامه ذاك انما هو بالطفل.
زارتها جينا،وكذلك والدتها، واتصل بها كل من تعرفه ليطمئن عليها، وتمنت من كل قلبها ان يأتي الطفل لكي تخلص من كل هذا.
كان قد مضى على غياب كين اربعة ايام عندما ظهرت اولى بوادر الولادة، فاتصلت بطبيبها الذي نصحها بالذهاب الى المستشفى على الفور. ورغم ان ليزا لم تشعر بأي من آلام المخاض، الا انه اخبرها بأن ذلك سيبدأ حالا ، ادرات رقم هاتف كين لكي تخبره، معدة نفسها لخيبة الامل اذا وجدت انه مشغول في مكان اخر.
حدثت نفسها بأنه مفروض فيها ان تكون قوية بحيث تتمكن من معالجة امرها دون سند من مشاعر زوجها، فالنساء تنجب على مدار الازمان دون ان يكون رجالهن بجانبهن. وكون وجود الرجل بجانب زوجته اثناء الولادة هو نظام حديث في المجتمع، وهو غير ضروري. وبجانب هذا فقد رأى كين مايكفي من الالم على كل حال، ومن الافضل ان يشاركها البهجة بعد ذلك، وهذا هو الشيء المعقول.
عدا عن هذا ، فقد كانت ليزا تعي تماما مبلغ الاهمية في ان تسير شركة كين الهندسية في مشروع وينجيكامبل بقدر ما يمكن من السهولة واليسر، ومعنى ذلك ان مستقبلهما رهن الاحداث، لم يكن يهمها ذلك بالنسبة الى نفسها ، ولكنها كانت تريد افضل فرص الحياة بالنسبة الى اولادها، مثلها في ذلك مثل كين.
اجابت على اتصالها امرأة، وعندما طلبت ليزا ان تتحدث الى كين، اخبروها انه في اجتماع هام، ولن يكون موجودا قبل وقت طويل، فأذا احبت ان تترك خبرا...
سحبت ليزا نفسا عميقا تغالب به دموعا سخيفة على وشك الانهمار، ثم قالت:" اخبريه ان زوجته اتصلت و..."
فهتفت المرأة على الفور:" زوجته؟ آه ياسيدة ماريوت، هل هو الطفل؟ اعني ...آه كم انا اسفة... لاننا كلنا نعرف ان السيد ماريوت ينتظر هاتفا منك على احر من الجمر..آه، سآصلك به على الفور، فانتظري على الخط."
لم تكن دهشة ليزا قد تلاشت بعد، وهي تعلم ان جميع الموظفين عنده يعلمون بهذا الوضع الشخصي الخاص، عندما جاءها صوته عبر الخط، متوترا مستعجلا :"ليزا؟ ماذا حدث؟ هل انت بخير؟"
" نعم ، انا بخير تماما، ياكين."
وما كادت تخوض في الحديث عما حدث حتى انفجر يقول:" سألحق بك الى المستشفى في اسرع وقت ممكن، سأترك المكتب الان ياليزا."
لم تصدق اذنيها:" ولكن ماذا عن الاجتماع ياكين؟ ستمضي ساعات وساعات قبل ان..."
قال بحزن:"انني قادم الان، ياليزا، ان كل شيء آخر يمكنه ان ينتظر."

Shiningg Tears angel 16-12-08 05:03 AM

تحيرت ليزا وهي ترى ان وجوده معها اثناء ولادة الطفل هو في قمة اولوياته، ويبدو ان كل من عنده قد اخذ علما بذلك ، ماعداها هي، ربما كانت معرفتها بذلك هو امر مسلم به عنده، وهزت رأسها مفكرة، وهي تضع السماعة ، حتى ولو كان الامر مجرد رغبة منه في ان يرى طفله عند ولادته، الا انها شعرت لذلك بسعادة بالغة.
وعندما وصل كين الى المستشفى بعد ثلاث ساعات، شعرت وكأنها مخادعة ، ذلك ان المخاض عندها كان من الضعف بحيث نصحتها الممرضة بأن تسير في طرقات المستشفى ذهابا وايابا لكي تيسر من حدوث الولادة وهناك وجدها كين.
وصل كالاعصار لشدة التوتر واللهفة، وعيناه تلمعان خوفا واثارة:" ماذا تفعلين هنا خارج القسم؟"وكان على استعداد لانتقاد اي شخص واي شيء لكي يجعل الاشياء كما يجب بالنسبة اليها.
قالت مازحة:" اظن لابد ان طفلنا هو كسول ، فهو لا يجتهد للخروج، وانا احاول بالسير هنا ان اشجعه على ذلك، بذلك نصحتني الممرضة."
بدا الارتياح على وجة كين، وقال باسما:"حسنا ، ان رأيه صائب، على الاقل، اذ ينتظر قدوم والده، هل انت غير مرتاحة، ياليزا؟"
فقالت تطمئنه، شاعره بالسعادة لاهتمامه بها:" كلا مطلقا."
وكذلك لم يكن هناك اي علامة للولادة اثناء الساعتين التاليتين، ابتدأت تشعر بأنه لن يحدث شيء، ولكن كين كان رائعا معها، فكان يحضر اليها الشاي، باقيا بجانبها ، واخير قرر طبيبها ان يشجع المخاض لديها ، اذ بعد
وضعها على السرير اعطيت محاليل في الدم تحتوي على عقار منشط الذي كان مفروضا فيه ان يقوي الالم، وهذا ما حدث .
اثناء الساعات الاربع التالية، جربت ليزا كل الوسائل التي تعلمتها في المعهد تدريب الحوامل قبل الولادة، لقد ساعدتهاتمرينات التنفس على تخفيف الآلآم، لما كين فكان توتره يزداد مع مرور الوقت، وكان على ليزا ان تداوم على طمأنته بأن كل شيء على مايرام.
جاء الطبيب يعاود فحصها ، ولكن النتيجة لم تبد له واضحة ما زاد في انزعاج كين.
مر المزيد من الساعات، ساعات من الخيبة والارهاق وازدياد الفزع، وتدريبات النعهد لم تؤهل ليزا لاي شيء غير طبيعي في الولادة، وكان واضحا ان ثمة شيئا لايسير كما يجب.
جاء اليها مزيد من الاطباء يشجعونها. وكانوا لاينفكون يستمعون الى خفقان قلب الوليد، ولكن جسدها لم يستطع ان يتجاوب مع كل ما كانت تستجيب الى فعله من نصائح، وكان كين يبذل جهده في تهدئتها والتخفيف من مخاوفها، ولكن تمالكه هو لنفسه تشتت بردا عندما ابتدأ خفقان قلب الطفل يصبح غير منتظم.
طلب العمل حالا، وحصل ، اذ سرعان ما متلات الغرفة بالاطباء يراجعون رأيهم في حالتها، وعلى الفور وصلوا الى نتيجة هي الطفل لن يولد بشكل طبيعي، وان عملية قيصرية يجب ان تجري للأم، ومادام الطفل في محنة شديد، فالعملية يجب ان تجري في اقرب وقت مستطاع.
كان على ليزا ان تخضع لتخدير عام، وكانت هي مستعدة للقبول بأي شيء يمكن ان ينقذ الطفل، فقد كان شحوب وجه كين الهائل ينبئ عن مقدار مالهذا من اهمية لديه.
سار كين بجانبها وهم يأخذونها على الكرسي ذي العجلات الى غرفة العمليات، ممسكا بيدها بشدة وقد بدا العبوس عليه، وكان في عينيه السوداوين توسل لعينيها لكي تطمئناه، دون ان تستطيع هي ذلك، كانت تشعر بالعجز، والفشل كالمرأة، والفشل كزوجة له، فقد مرت الان ست عشر ساعة منذ دخلت المستشفى، وحياة طفلهما معرضة للخطر، وكان لدى ليزا شعور مخيف بأن منزلتها عند كين كانت هي ايضا معرضة للخطر، فإذا ذهب الطفل... واذا لم تستطع ان تنجب مزيدا من الاطفال...
واذا كانت هذه فرصتهما الوحيدة لحياة جديدة نظيفة كان يتصورها...
همست متوسلة بصوت ابح:" قل لي انك تحبني ، ياكين.."
كانت بحاجة ماسة الى مايطمئنها الى انها مهمة بالنسبة اليه، بصرف النظر عما اذا كانا لن ينجبا اطفالا.
"ليزا..." بدا عليه الذهول وهو يحدق اليها غير مصدق بانها تفكر في مثل هذه الامور اثناء حالتها هذه.
ثم فات الوقت لكي يجيبها على ذلك . فقد طلبوا منه ان يقف جانبا، بينما ادخلت ليزا الى غرفة العمليات، وكانت هي تفكر بيأس بأن ليس من المفروض ان تفشل العملية . واخذ طبيب البنج يثرثر معها عن اخر فيلم رآه. اي موضوع سخيف يتحدث عنه هذا؟ وما اهمية الافلام الام ، بينما الحياة الحقيقة التي تريدها كانت في خطر... الحياتان معا ، حياة طفلها وحياتها مع كين.
ابن كين....
حياته وجياة جينا الجديدة النظيفة... هذا ليس عدلا... ليس عدلا على الاطلاق .... اليس هناك بعض العودة الى الحب؟ ثم اذا بالوعي يغيب، ولم تعد ليزا تشعر بشيء.
***
ظلام ، ظلام في كل مكان ، فهي لا تشعر بشيء ولا ترى شيئا.
انني على قيد الحياة.
الطفل ... ماذا عن الطفل؟ يبدو انها تناظل منذ مدة طويلة ، طويلة . لم تكن تشعر بأي الم. وببطء وتكاسل ، فتحت عينيها للضوء.... واذا بوجه كين يحوم فوق وجهها.
سألته والخوف يتملكها ويصعقها:" الطفل؟"
"الحمدلله انك بخير ." استرخت اساريره المتوترة وهو ينظر في عينيها باسما.
اخذت ليزا تغالب مخاوفها البالغة، مالذي حدث لطفلها؟ حاولت ان تسأل، ولكن لم يخرج من فمها صوت ، لم تستطع ان تتكلم، لم تستطع ان تتنفس، رفعت يدها تتحسس عنقها، لاشيء ، رأت رأس كين يندفع الى الخلف بعنف، وقد التوت ملامحه بقلق مخيف وهو يرى الصدمة تتملكها، فتجاهد في سبيل التنفس، وهي تسمع جرس الانذار وصوت كين ينادي:" احضروا الطبيب."
لم تستطع ان تتنفس... انها لا تستطع ... لا نفس هناك
قال شخص ما :" تشنج في المرئ."
وضعت ممرضة لها قناعا على وجهها، فأخذت ليزا تقاوم دون ان تفهم شيئا، تطلب بيأس، الحرية في ان تنتفس، والقناع لايسمح لها بذلك، واخذت تفكر ، الان سأموت.
اترى كين حصل على ابنه؟
كانت تريد ان تعلم ، تريد ان تعرف ما اذا كانت خيبت امله.. ولكنه لم تكن هناك طريقة تعرف بها ذلك ، واغرورقت عيناها بالدموع، انها لا تعرف.
ومن مسافة بعيدة سمعت بشكل مبهم، صوتا صارخا:" انقذوا زوجتي."
وشعرت بوخزة في ذراعها، كما ادخل عنوة شيء مريع في فمها، وساورها احساس غريب بأنها تسبح في الهواء. سرعان ما محاه الظلام، والعدم.
***
" مازالت على قيد الحياة."
اخذت تفكر في ذلك بدهشة، لابد انني مثل القطة بتسعة ارواح، ذهبت منها اثنتان، ومازال هناك سبعة.
وفتحت عينيها للنور مرة اخرى، كانت في غرفة اخرى الان هي في غرفة العناية الفائقة. وكين يراقبها بمشاعر تحترق، وعيناه فحمتان سودواون

Shiningg Tears angel 16-12-08 05:05 AM

متألقتان لا تطرقان، مركزتان عليها فقط. وشعرت بيديه تمسكان بيديها برقة ورفق، حاولت ان تبتسم له ، ولكنها لم تفلح، فقد كان فمها جافا تماما.
كان كين يبدو اشعث منهكا، وربطة عنقه محلولة وكذلك ازرا قميصه، وكانه اصيب بصدمة ، وكانت عيناه بركتين من الدم، وذقنه يكسوه ظل اسود كثيف، وكان مائلا الى الامام يحوم حولها.
كان يتمتم بصوت ابح:" ليزا ... ليزا ... ستكونين بخير ..آه . ليزا..."
كان غشاء من الدمع يزيد عينيه بريقا، لماذا لايخبرها عن الطفل؟ كان يبدو عليه التشتت، لابد ان لديه خبرا سئيا، لا يريد ان يطلعها عليه، لقد خيبت امله فيها.
همست واليأس يملا قلبها:" انا اسفة.."
:"آه .. ليزا ..." وبدا وكان ما قالته قد ملأه عذابا. توترت يداه حول يديها:" لشد ما انا بحاجة اليك ، ياليزا ، احبك، لن اتوقف قط عن قولي لك انني احبك... احبك احبك."
كان كين يهذي، يحاول تمالك نفسه، وتذكرت ليزا انها كانت سألته ان يخبرها بأنه يحبها وذلك قبل دخولها غرفة العمليات مباشرة ، ولكن هذه الكلمة لم تطمئنها الان، لا تدري لماذا، ذلك ان السؤال المهم لم تسمع له جوابا:" طفلي..."
"عليك الا تقلقي، الا تتوتري، كوني هادئة فقط، كل شيء على مايرام." وكان يقول لها هذا ، لاهثا.
" اخبرني عن ... طفلي."
ان معرفة الاسوأ كان افضل من عدم المعرفة على الاطلاق، الم يفهم بعد؟
واخيرا ادرك كين ان عليها ان تريح نفسها بالنسبة لهذا الامر الحيوي ، فقال :" انني واثق من ان الوغد الصغير بأتم خير ، فلا تقلقي ، ياليزا ، لا تقلقي لاي شيء."
تملكها الارتياح مزيجا بالامل ، الى عدم الثقة وهي تستوعب جواب كين.
سألته" مالذي تعنيه من ( انك واثق من انه بخير) الا تعلم؟"
" حسنا ، لقد وضعوه للتو في الانعاش للاطمئنان عليه ، ولهذا تكهنت بأنه بخير . لم استطع ان تركك."
"كين"
ساوره الفزع لصرختها هذه:" عليك ان تبقي هادئة ياليزا ."
سحبت نفسين عميقين، ثم اخذت تتكلم بما امكنها من الهدوء. ولكن عينيها البنفسجيتين كانتا تتألقان بالحزم:" كين ماريوت ، اذهب واستعلم على الفور عما حدث لطفي."
فقال بقلق:" ليزا...."
"على الفور".
"سأستدعي ممرضة للجلوس معك."
" على الفور"
" يجب الا تبقي وحدك."
" انني مستاءة جدا ياكين."
"سأذهب على الفور."
واسرع بالذهاب ، ولكن الممرضة جاءت للجلوس بجانبها وعلى فمها ابتسامة متسامحة وكانها تقوم بشيء لا ضرورة له على الاطلاق.
قالت ليزا بصوت متهدج :" انني بخير."
فأجابت الممرضة:" نعم ياعزيزتي." بينما كانت تعطيها قطعة ثلج لتمصها." ولكن عندما تكون في عيني زوجك تلك النظرة السوداء المجرمة، لايكون من الحكمة ان يقال له ( كلا)." التوت ابتسامتها قليلا وهي تتابع قائلة:" اظنه لو كان فقدك ، لانتهى العالم بالنسبة لكثرين اخرين ايضا ، فهو .... لم يتعود على ان يخبره احد بما عليه ان يفعل ، اليس كذلك؟"
كانت الممرضة على صواب ، فنعدما يقرر كين شيئا ، فقد انتهى الامر ، مازال في نفس كين الكثير من الاسود والابيض، رغم انه قد صار اكثر رقة ولينا ، ولا شك ان ممرضات المستشفى لم يرين فيه كثيرا من الرقة:" هل افسد كين اشيئاء هنا ، وخالف بعض انظة المستشفى."
اجابت الممرضة منتهدة باستسلام:" كلا، فهو لا يثق بأي احد للعناية بك ، ولا ادري كيف جعلته يتركك، ذلك ان احدا لم يتسطع ذلك."
قالت ليزا وقد ادركت في النهاية ان هذا صحيح:" انه يحبني."
نعم ، ان كين يحبها، ولكنه غير ماهر في التعبير عن حبه هذا، خاصة بالكلام، ولكن تصرفاته تحكي مايملا مجلدات عن حبه لها ، وحاجته اليها ، انها اكثر اهمية عنده من ابنهما.
قالت الممرضة لاوية شفتيها:" انك لست مخطئة في هذا الامر ، انه في الواقع لم يترك لاحد مجالا للشك في هذا."
واذا بكين يعود واسع الخطوات، وبدا لليزا انه لم يكد يغيب خمس دقائق، وعلى الفور اخذت عيناه تعيدان تقييم حالتها، ليتأكد من ان لا شيء حدث في غيابه، وبسرعة نهضت الممرضة من مكانها ، لكي يعود كين فيحتله مرة اخرى بجانب ليزا.
" آه ، انه بخير."

Shiningg Tears angel 16-12-08 05:08 AM

هذا جواب اخر لايشفي الغليل، فحملقت به باستياء، بعد كل ماعانته، تريد ان تعرف عن ابنها اكثر من هذا. هذا الى انه من غير الممكن ان يكون كين قد اجرى فحصا كافيا عن ابنهما في خمس دقائق فقط.
سألته :" اهذا كل ماعندك لتقوله؟"
فقال بسرعة يخفف عنها:"انه بخير تماما، صدقيني انه بخير."
ابتدأت ليزا تشك في انه لم يذهب لرؤية الطفل على الاطلاق، وانه يدعي ذلك فقط، او ربما سأل ممرضة عنه.
فقالت له :" صفه لي."
" حسنا ، انه له شعرا كثيرا شديد السواد." وهذا ايضا غير كاف ، حيث ان شعرهما اسود، هما الاثنين.
فاصرت على اعادة السؤال:" وبعد؟"
" زجلده احمر نوها ما."
" انك لست ماهرا في الوصف، ياكين."
قال بشيء من العنف:" ورأسه غريب الشكل."
"آه..."
قال بسرعة يفسر لها الامر :" لا تقلقي ياليزا ، فقد اخبروني انه سيعود الى طبيعته بظرف ايام قليلة. فهذا من تأثير الضغط...
حيث انه بقي مدة طويلة في وضع الولادة قبل ان يرفعوه."
وكان هذا معقولا، فرؤوس الاطفال لينة ، فبان الارتياح على ليزا، وعادت تسأله:" وماذا بعد؟"
فهز كتفيه:" من الصعب رؤية التفاصيل ، فهو في الحاضنة حيث حوالي عشرين شريطا متصلا به."
فتحركت هواجسها:" هل هو في خطر؟"
" كلا ياليزا ، لا خطر هناك، وانما هو تحت الرقابة فقط، كل اطفال العمليات القيصرية يوضعون في الحاضنات، لان سرعة الولادة تسبب هبوطا في حرارة الجسم، ما يجعلها بحاجة الى بعض الوقت لكي تعتدل."
" كم عليه ان يبقى هناك .؟"
فقطب جبينه قائلا:" عدة ساعات."
" الم يولد منذ اكثر من عدة ساعات."
" حسنا ، انهم لا يحتاجون الى مكانة لاجل طفل اخر، ويكفي انهم لا يحتاجون الى مكانه لاجل طفل اخر، ويكفي انهم نجحوا في اعادة نبضات قلبه الى حالتها الطبيعة، ولكن ليس ثمة ضرر من مداومة المراقبة."
تصورت ليزا فجأة جمعا من الاطباء والممرضات قد احتشدوا جميعا حول ابن كين ماريوت خوفا من تلك النظرة الاجرامية في عينيه اذا كفوا عن المراقبة، فقد كان كين ماريوت رجلا ذا شخصية محسوسة اذا اقتضى الامر. ولكنه على كل حال، لايمكن ان يكون في مكانين في وقت واحد.
بينما قام بكل مابوسعه لاجل ابنه، فقد اختار البقاء بقربها ليراقبها بنفسه."
قالت وفيض كبير من الحب له يغمر قلبها:" هل هناك شيء اخر."
" ان لديه الان شيئا واحد من كل ما ينبغي ان يكون لديه شيء واحد منه، واثنين من كل ماينبغي ان يكون لديه اثنان منه وخمسة من كل شيء اخر.
لم يكن لدى ليزا اي شك في مقدرة كين على الحساب فقالت وابتسامة تلوح على شفتيها:" انك ميئوس منك، يا كين ماريوت."
قال بجد:" انا فعلا كذلك، من دونك ، ثم اياك ان تجعليني اخاف من الحياة مرة اخرى، ياليزا ، فقد جعلتني انظر مباشرة الى هوة مظلمة لايمكنني مواجهتها."
قالت برقة:" انا اسفة." فقد كانت تعرف كل شيء عن تلك الهوة المظلمة من دون كين...
اضاف هو باقتناع تام:" هذا لانني احبك."
فقالت :"نعم."
ان تصديقها له الان لا يشوبه ظلال الشكوك، ذلك ان تصديقها له لانها ترى الحب في عينيه ، في صوته.
همست وعقلها وقلبها تشملهما سعادة متماثلة:" وانا احبك ايضا ياكين."
***
كان وصف كين لطفله خاطئا بأكمله، فهو لم يكن وغدا صغيرا على الاطلاق، وانما كان طفلا ممتلئا منتفخ الوجنتين ذا عينين قاتمتي الزرقة اما رأسه فلم يكن غريب الشكل على الاطلاق، وكان مغطى بشعر جعد اسود رائع الجمال.
عندما اقتنع كين بأن الخطر زال عن ليزا كليا ، اخذ تحفظه نحو انبنه يزول تدريجيا، وابتدأ في اتخاذ دور الاب الفخور، وبعد عدة ايام اصبح الوغد الصغير يستحق ان يتعبر الشخص ابنا له ، مادام لايتدخل في صحة ليزا
والذي جعل ليزا تدرك ، من وراء صراعها ضد الموت، كم تعني بالنسبة الى كين ، لقد اصبحت الحياة فجأة بالغة الحلاوة، وخصوصا الان بعد ان ايقنت من ان كين يحبها.
زارتها اسرتها في المستشفى وقدمت التهاني بالمولود الجديد. ولكن الزيارة الاكثر اهمية بالنسبة الى ليزا ، كانت من جينا . فقد شعرت ليزا بالمحبة التي تدفقت من جينا تغمرها، ثم وهي تحتضن الطفل الذي لن تحصل عليه طوال حياتها ، وكانت الطريقة التي ضمته فيها الى صدرها ، بالغة الرقة والحنان وكان الطفل كان منبعا لكل فرح وعجب وجمال، ثم قالت لليزا وهي تتنهد بسعادة:" انه كامل الجمال ياليزا."
اشرق وجهها الجميل الرقيق بابتسامة مضيئة:" اظنني اتحسن ياليزا، فانا لم اعد اخاف من الناس والزحام مثل قبل ، وانا اعدك بأن اكون عمة جيدة."
قال كين محبذا:" بل الافضل" ونظر الى شقيقته بعطف بالغ.
فتملك ليزا الارتياح البالغ والشكران وهي ترى كل شيء على احسن حال، واذ اخذت تنظر اليهم، هم الثلاثة ، كين وجينا والطفل، شعرت بالآم الماضي قد تلاشت بالنسبة للجميع.
وبعد عدة ايام بدا المستقبل اكثر اشراقا بعد ان اخذت تسأل كين عن مشروع وينجيكامبل." اليس عليك ان تعود الى ملبورن."
"كلا ، فلدي جاك كونواي يهتم بكل شيء."
قال ذلك وهو يعبث باصابع طفلة بابتهاج، وهزت هي رأسها غير مصدقة:" لديك مديرا لشركة الدولية المختلطة يؤدي العمل لأجلك؟"
فأوما يجيبها:" انه رجل جيد، ويحسن الادارة داخلا وخارجا، وهو لايقوم بالتسويات حين لا ينبغي ذلك له."
نظر اليها وعيناه تتألقان بالرضى:" لقد اريتني ان على ان امنح الاخرين مزيدا من الفرص، ياليزا. وقد قرر قبولها الاسبوع الماضي، وذلك قبل ان يتعرض مجيء طفلنا كل شيء بيوم واحد."
" اصبح شريكا لك؟" ولم تستطع ان تتصور جاك كونواي خارجا في ساحة العمل، فهو بالنسبة اليها، مكانه خلف مكتب مدير، المنفذ العالي المقام.
واجاب كين :" بكل تأكيد، فقد ابتدأ يتعب في الشركة الدولية المختلطة." وهذا عمل يحمل تحديا جديدا بالنسبة اليه ومشاركة حقيقية في الارباح، وبجانب ذلك لم يعد هناك مجازفات الان:" نظر اليها بابتسامة كبيرة:" فهذا يمنحني وقتا اكثر اقضيه معك ومع هذا الوغد الصغير."
انهم اسرة الان ، وامتلا قلب ليزا بالرضى والامنتان العميقين، فقد طمأنها الطبيب الى ان ليس ثمة سببا يمنعها من انجاب مزيدا من الاطفال. انما ذلك سيكون بعملية قيصرية على الدوام. ولكن المشكلة التي حدثت لها هذه المرة لن تتكرر. ذلك انها كانت احدى القلائل من سيئات الحظ اللاتي لديهن حساسية قوية نحو العقار الذي استعملوه لها ، والان بعد ان عرفت حالتها وسجلت ، فكل شيء في المستقبل سيحسب حسابه.
انها طبعا لن تتحدث الى كين في ذلك الا بعد وقت طويل ،

Shiningg Tears angel 16-12-08 05:26 AM

فهو مازال في دوامة الخوف التي تملكته على حياتها ولكن الزمن يشفي معظم الجراح، خصوصا مع الحب الكثر .
عاد كين يقول:" نسيت ان اخبرك. لقد كنت في اجتماع مع جاك عندما اتصلت بي، فقال لي ان ابلغك اطيب تمنياته."
هزت رأسها متأملة، ما اغرب الكيفية التي تجر بها الامور ، امورا اخرى.
نظر كين في عينيها وهو يقول برقة زائدة:" ان حياتنا ستكون سعيدة على الدوام، ياليزا."
فقالت بثقة وقد غمرتها السعادة:" نعم."
"ذات يوم كنت عازما على الا احتاج اي شخص في حياتي، وعندما عرفتك ياليزا ، رغبت فيك ولكنني بقيت احدث نفسي بأنني لا احتاجك، الى ان حانت تلك العطلة الاسبوعية التي اتصلت فيها بي قائلة بان علاقتنا قد انتهت، واذا بي فجأة لا استطيع ان اتحتمل فكرة انني لن ارك مرة اخرى في حياتي ابدا."
تنفس بعمق ثم قال ساخرا من نفسه:" انني لم اعالج ذلك الموقف بشكل جيد، اليس كذلك؟"
فقالت مازحة:" انك فعلت ذلك بطريقتك العدوانية المعتادة، وبقيت انا احدث نفسي بأنني كنت مجنونة اذ اصبر على ذلك ، ولكنني مسرورة لانني فعلت ، ياكين، كل ما كنا بحاجة اليه هو وقت للتسوية."
فهز رأسه :" ليس انت ياليزا ، بل انا، فقد غيرتني الى الافضل اما جينا ، فليس في وسعي قط ان اماثلك في ما قمت به ، وما منحتنيه، ولكنني سأبذل جهدي في منحك كل ما اقدر عليه وعلى الدوام."

لقد كان يحاول وكانت هي تعرف ذلك ، ومنذ وقت طويل ، لقد تغير الان كل شيء ، فهي في المقام الاول بالنسبة اليه، والاسرة في المقام الثاني، اما العمل فهو في المقام الاخير، لقد تعلم كين ان اهم من كل شيء هو ان يحبها كما تحبه.
همست تقول :" احببني دائما ، ياكين."
لقد كان ذلك بالنسبة الى ليزا ، جوابا لكل شيء

منتديات ليلاس


تمت
قرأة ممتعة للجميع

فيفي و بس 16-12-08 08:56 AM

رووووووووووووووووووووووعه

شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

يعطيكي العافيه امتعتينا بهذه الرواية

وارجوا لك كل الخير والتوفيق

:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

tootty 17-12-08 06:04 PM

مشكورة اختي رواية كتير حلوة

ام عنان 18-12-08 08:55 AM

رواية رائعة اختي اعجبتني كثيرا شكرا لجهدك في كتابتها

hamesha 19-12-08 02:56 AM

rewaya raw3aaa chokran laki o5ti

دانتلا123 05-01-09 09:13 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

عيون عسلية 22-01-09 01:31 AM

http://upload.traidnt.net/upfiles/2Rh80623.gif

بين الكلمات 27-01-09 06:57 AM

:cool:ميرسيييييييييي شكل الرواية كووووووول خاصة انها طويلييييلة ما احب الروايات القصيرة :mad:حتما ساستمتع بقرائتها باااااااااااااااااااااي

عطية الرحمن 17-02-09 07:01 AM

صباح الخير على كل أعضاء منتدى ليلاس ارجو منكم لو سمحتو انا ابتديت في قرادة رواية النمر المخملي وفجأة لقيت الجزء الاخير منها مش موجود مش عارفة اعمل ايه واكملها منين ارجو حد يشوف رسالتي وير دعلية لو سمحتو بلييييييييييز

زهرة الماس 08-12-09 02:21 AM

يسلمووووووووووووووووو0000شي00000000تحياتي لكي

وفاء حسين سلطان 09-12-09 03:55 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية
.

قماري طيبة 01-01-10 08:41 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سفيرة الاحزان 07-05-10 06:19 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الجبل الاخضر 08-05-10 05:32 PM

:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::dancingmonkeyff8:
لله يعطيكي العافية تسلمين وننتظر جديدك

قلب حائر 17-09-10 10:26 AM

رائعة جداااااا
شكرااا تسلم الايادي عزيزتي

rosi 18-09-10 10:45 PM

روعة كتير ومرسي خالص عليها ياامورة ويعطيك العافية

جنون العشق 19-09-10 07:18 AM

تهبل مرة
أسلوب إيما دارسي مميز
يسلملي هالذوق

شاهد 04-02-11 10:01 PM

روووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة

sara00 07-02-11 09:50 PM

مشكــــــــــــــــــــــــــــــورة
:dancingmonkeyff8::mo2::dancingmonkeyff8:

sara00 07-02-11 09:52 PM

شكــــــــــــــــــــــــــــــــرا
تسلم الانامــــــــــــــــــــل
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

ندى ندى 10-10-11 04:54 AM

روووووووووووووووووووووعه

زهرة منسية 11-10-11 05:55 PM

‎مشكورة كتير الرواية رائعة وملئية بالمشاعر‎

سماري كول 07-03-13 01:37 PM

رد: 564- النمر المخملي - ايما دارسي (قلوب عبير ) دار النحاس ( كاملة )
 
تسلمين ع الروايه الحلوه حبوبه

جوهرة الدانة 29-04-14 05:59 PM

رد: 564- النمر المخملي - ايما دارسي (قلوب عبير ) دار النحاس ( كاملة )
 
واووووووووووووووووووو رائعة شكرا

حنان محمد ابراهيم 28-05-17 06:40 AM

رد: 564 - النمر المخملي - ايما دارسي ( قلوب عبير ) دار النحاس ( كاملة )
 
رواية اكثر من رائعة تسلم ايدك


الساعة الآن 11:03 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية