|
عام بيوم
|+*| عـــامٌ بيوم !.. |*+| عندما تشرق الشمس في صباح كل يوم... ترسل أشعتها في سواد ظلمةٍ حالكة... وعندما يهب النسيم في صباح كل خريف... يحمل بين روحه وريقاتٌ صفراء ذابلة... أما عندما يسمع حفيف الأشجار في الربيع... تنبت على كل غصن منه ورقة خضراء يانعة... ويسمع معها صوتُ فتاة صغيرة تتغنى بعذوبة مع أوراق زهرية اللون... وتنقشها على ذلك الجذع... يتخللها الحب الدفين للمجهول... مجهولٌ عشقته منذ الطفولة... من صوته الحزين... بأن ألقت بها الدنيا بين أحضانه المثلجة... وتهرب منه بين لحظةٍ وأختها... لتجلس في بين أحضان شجرةٍ تشبهها... يلتمسان من بعضهما الدفء والحنان والحب... لا يفرقهما سوى سواد الليل حين يغشى... وتتجلى سلطة المجهول عليها... وتهب عاصفة العضب... ليسكن الجميع فلا يسمع صوتٌ غير زمجرته المرعبة... وحين تتلبد السماء بالغيوم... وترتعد فرائص الأرض خوفاً من القادم... لا تعرف إن كان رذاذاً... أم فيضاناً مهلكاً... تطلب الغفران لمن تمسك بها... والرحمة لمن تمسك بالسماء... تطلب العدل في القسمة... والكثرة في الرزق المباح... حينها فقط يعرف الظالم مالذي ارتكبه... ويعرف المظلوم من الذي معه... وحينها فقط يرقص الحب طرباً لاجتماع المحبين... وتمرض الخيانة لتركها وحيدة... وحينها فقط يفرح الصدق بامتلاكه آلاف العشاق... ويحزن الكذب لهروب أصدقائه منه... فتأتي تلك الفتاة العاشقة... لتختفي وسط قلب مفعم بالمشاعر... لتكون بعيداً عن أنظار الناس والمجهول... تحنو عليها الشجرة فتضمها إلى ذلك القلب الأجوف... إلا من مشاعر صادقة محبة... وعندما تشرق الشمس من جديد... تعلن بداية فصلٍ جديد... ليتسلل نورٌ خافت يطهر الأرض مما فيها... ويداعب النسيم أغصان تلك الشجرة التي ضمت الفتاة العاشقة... وتتناثر حباتٌ من ثمارها الطازجة على حشائشٍ خضراء... حيث تفوح رائحته بعد هطول الأمطار الليلية... فتخرج الفتاة بعد أن فارقها الخوف والرهبة... تجمع بعضاً من الشجاعة والأمل... وتلتقط بعضاً من تلك الثمار... تتذوق طعمها الطازج... لتكون شجرةً أخرى صغيرة بجانب تلك... لتنسى من حاولت أن تضمد جراحه لكنه أبى... لتنسى من تبعته بقلبها... لكنه تركها في غياهب المجهول... تحاول نسيان ذلك الفتى الذي أسمته بصاحب الصوت الحزين... رغم صوته العذب.. ونغماته الهادئة... والآن هي هربت بعيداً لتكون شجرة صغيرة عشقت البراري... لتنسى هواها... وهو احتمالٌ فيما بعد الحياة... | +* +* +* | |+*| شجرة الكرز |*+| || ورقة على أحد الأغصان || 7/10/2008 |
الكلمات تعجز عن وصف ما كتبته أختي شجرة الكرز...
أسلوب لا غبار عريه... رائع بكل ما تحمل الكمة من معنى... فلا تحرمينا من تواجدك و ابداعاتك الدفينة ... دمتي بألف خير... |
ياااااااه ، اين الحشود والجمع عن نصٍ كهذا
أين هم أهل الذائقة الرفيعة ليغمسوا بأصابع وقتهم ، ليتذوقوا نكهة هذا الشهد ! مؤسف حقاً ، أن يتساقط هذا النص .ولا تحتضنه العيون والقلوب. الحقيقة لا شأن لي بالآخرين ، ولكني شعرتُ بالحزن .. المهم يا شجرة الكرز أصابني حرفك في مقتل .. ودون مجامله هذا النص فاخر, حرضني على الدخول والبدء بكتابة ودي وتقديري لكِ ولنصك. |
اقتباس:
الغالية...|| ضوء الأمل || أشكرك لتواجدك بقربي دوماً... وأسألأ الله أن لا يفرقنا أبداً... تحياتي القلبية تحملها سلة الكرز المجفف لانتهاء الموسم^^ |+*| شجرة الكرز |*+| |
اقتباس:
يكفيني تواجدك يا غاليتي... تكفيني كلماتك الرائعة... تكفيني ذائقتك الأدبية الراقية... ويكفيني كذلك أن تمري من هنا... حيث أكون... دمت في ود وتألق... |
| الساعة الآن 02:32 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية