منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   347 - ثم عاد الأمس - هيلين بروكس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t99102.html)

Lovely Rose 24-11-08 08:41 AM

347 - ثم عاد الأمس - هيلين بروكس ( كاملة )
 
*** ثم عاد الامس ***

هيلين بروكس

صدمت مارشا حين رات ثانية زوجها الذى فرت منه الي غير رجعة .كان تايلور يخدعها طوال الوقت.و مع هذا راحت تقاوم بياس حين وقعت عيناها عليه كى لا تنجرف ثانية اليه وتقع مجددا فريسة تاثيره عليها!

ماذا عليها ان تفعل؟واذا بالجواب يوافيها...لا شىء! لن تفعلي شيئا...هو لم يعد فى حياتك ولا يمكنه ان يسبب لك أي ضرر .ولكن اذا كان هذا صحيحا,لماذا تشعر وكان العالم انهار من حولها!ذلك العالم الذى انشاته بعناية بالغة فى الاشهر الاخيرة!
وجاءها الجواب مرة اخري,انها لم تنسه!لا يمكن ان تنسى شخصا مثل تايلور .كل ما هناك انها اعتادت العيش مع الالم.


منتديات ليلاس

Lovely Rose 24-11-08 08:43 AM

1-انت لي

-اراهن علي انك الوحيدة فى الغرفة التى لم تلاحظ ذلك الرجل الرائع برفقة تلك المتسلطة,اليس كذلك؟
-ماذا؟
ورفعت مارشا عينيها الخضراوين مجفلة,فتنهدت الفتاة الممتلئة الجسم الصغيرة الحجم الواقفة امامها ,باستسلام)اعرف ذلك....كل المكان يضج فضولا بينما انت معنا هادئة كالعادة).
-بيكى...انت تعلمين اكثر من أي شخص اخر اننى بحاجة الي وقائع لاجل برنامج باكسترلاجتماع الغد...وبصفتك سكرتيرتى...
قالت مارشا هذا بصبر وهى ترفع كاس المياه المعدنية الي شفتيها فقاطعتها بيكى:(انا اتحدث بصفتى صديقتك وليس سكرتيرتك.ومن المفترض ان يكون هذا اللقاء احتفاليا كمكافاة لعملنا الشاق وانت الوحيدة التى لا تستغل فرصة الطعام والشراب المجانى).
فاجابت مارشا:(افضل ان اقوم بعملي صافية الذهن).
-اه,ولكن لا يفترض بك ان تعملي الان.من النادرجدا ان يعترف ذوو السلطة بعظمة الفريق الذي يعاونهم,افلا تاخذين عدة دقائق تستمتعين فيها بهذه المناسبة ؟
تنهدت مارشا مستسلمة.عندما تصر بيكى علي شىء تصبح عنيدة ,وهذا ما جعلها سكرتيرة ممتازة من بعض النواحى,ولكنها ايضا,مزعجة من نواح اخري.
وبيكى تكبرها بثلاث سنوات فقط,فهى فى الثلاثين,وهى رزينة ووقور معظم الوقت,كما انها وفية جديرة بالثقة وعاملة مجدة ومحافظة,ومارشا تعد نفسها محظوظة بوجودها معها فى عالم التلفزيون,فى الدائرة التى قررت ان تجعلها مهنتها.
-لا باس!انت انتصرت.
-عظيم.
واشرق وجه بيكى المستدير الجميل بالابتسام وهى تنظر الي المراة الرشيقة الرقيقة الجالسة علي اريكة فى زاوية هادئة من الغرفة الصاخبة.
-اظنك ستغادرين مخباك.
-ليس مخبا بيكى.
قالت مارشا هذا بجفاء.ثم وقفت وهى تكبح اهة,وتسوي خصلة من شعرها الاشقرتبعدها عن وجهها ثم تتبع بيكى الي حيث يموج الحشد ويتعالي الضجيج,فكانت احاديثهم ترتفع وتنخفض طوال الساعة الاخيرة.
وقالت مارشا وهى تنظر فى انحاء الغرفة المزدحمة:(اين اذن ذلك الرجل الرائع؟لا اظن ان بينيلوب اكلته؟).
بينيلوب بلهام هى المديرة التنفيذية فى محطة التلفزيون التى يشتغلون فيها,وقد اكتسبت عن جدارة سمعة بالقسوة فى كل مجال فى حياتها.وكان معروفا ان التماس الشهامة والرحمة منها اشبه بالتماسه من سمكة قرش.
تقول الاقاويل انها تاكل الرجال وتلفظهم من فمها كما تلفظ أي موظف يشاء سوء حظه ان يصطدم بطباعها السيئة.
لم يحدث قط ان اصطدمت مارشا مع تلك السمراء الرائعة الجمال منذ ان ابتدات العمل فى تلك الشركة التلفزيونية منذ عام,لكن ذلك لا يعنى انها ليست حذرة منها.فقد كانت بينيلوب قوية السلطة والنفوذ,وقوة شخصيتها المسيطرة بالغة.
-تقول جانى انهما تواريا فى مكتب بينيلوب بعد تعليمات حازمة من السيدة نفسها بالا يزعجها احد.لاول مرة اتفق مع بينلوب علي شىء .فلو وقعت علي رجل مثل هذا,لاختليت به ما استطعت من الوقت.
ونظرت بيكى بخبث فضحكت مارشا.
-تعالي وكلي شيئا.
راحت بيكى تدفعها الي مقصف فى نهاية الغرفة,وعندما رات المائدة الشهية ,شعرت بالجوع البالغ.
-اه,انا اعشق الكباب ,وانت,وفطيرة الفاكهة.انظري الي تلك الحلوي.
كانت بيكى تقول هذا وهى تملا طبقها.وكانت قد انشات صداقة وطيدة مع جانى سكرتيرة بينيلوب عندما ابتدات هذه العمل فى الشركة منذ ستة اشهر,باعتبار ان ليس بالامكان الظفر باصدقاء كثيرين فى مراكز عالية,ولم تكن مارشا واثقة من هذه النظرية الوصولية.ولكن كان من المفيد دون شك ان يكون لديها سكرتيرة يمكنها تتبع الاحداث ولو عن طريق غير مباشر.
سالتها مارشا:(اظنك سالتى جانى عن ذلك الرجل الرائع).
فاجابت بيكى وهى تلعق شفتيها بعد المقبلات بتلذذ:(نعم,لكنها لا تعرف شيئا).
اومات مارشا براسها.كان بامكانها ان تقول,صادقة,انها لا تهتم بصديق بينيلوب الجديد,لكنها لم تشا ان تؤذى مشاعر بيكى.و سكرتيرها سعيدة بزواجها منذ اثنتى عشرة سنة من حبيب طفولتها,لكن ذلك لم يمنع بيكى من ان تكون مدمنة علي الروايات والافلام العاطفية.
وكانت مارشا تعلم انها خيبت املها عندما اوضحت بانها لا تهتم بالجنس الاخر.وسارعت تنفى اهتمامها بجنس النساء ايضا بعد ان رات التعبير الذى بدا علي وجه بيكى,قائلة انها تهتم بعملها فقط.
وبعد ذلك بعدة اشهر, كانت المراتان قد اصبحتا صديقتين عدا عن زميلتين فى العمل,فاعترفت مارشا بان موقفها هذا يتعلق برجل عرفته فى حياتها,دون ان تصرح باكثر من ذلك.ولم تات بيكى علي الموض وع بعد ذلك وهى المعروفة بالحاحها مكتفية بالاشارة الي ان الجميع معرض للفشل فى حياته العاطفية.وغالبا ما تواجه مارشا مواقف كهذه بالصمت او بتغيير الموضوع.
وقالت لها بيكى مفكرة:(كيف تاكلين بهذا الشكل دون ان يزداد وزنك؟هذا ليس عدلا).
-لاننى لم اتناول الغداء.
ردت عليها مارشا برقة.كان درج مكتب بيكى مليئا دائما بالحلوى والسكاكر.هذا عدا عن شطائر السجق التى تاكلها قبل الظهر,والبسكويت والكاتو عند العصر.
قالت بيكى ضاحكة:(يا ليت الجميع يتمتع بحكمتك!لكننى احب الطعام ولا يمكننى مقاومته,ولا مقاومة الشكولا.هل تفهمين ما اعنى؟).
- لم تكترث مارشا قط للشوكولا,اما المثلجات فشىء اخر.فاعرف ان بامكانها ان تاكل ربع كيلو فى جلسة واحدة.
جاء هذا الصوت العميق الهادىء من خلفها,وما ان التفتت مارشا بسرعة حتى رات ملامح ذلك الرجل الطويل الواقف مع بينيلوب وكانها قدت من الصوان.اما التواء زاويتى فمه فكان يبدو لمن لا يعرفه شبه ابتسامة.ولكن مارشا كانت تعرفه,وجاهدت للتحكم فى نفسها كيلا تتلعثم وهى تقول:(يا لها من مفاجاة,يا تايلور).
كانت عيناه البنيتان الكثيفتا الاهداب مسمرتين علي وجهها المصدوم:(نعم,اليس كذلك؟لكنها...بالنسبة لي,مفاجاة سارة).
-يبدو انكما سبق وتعارفتما.
قالت بينيلوب بعذوبة,وبابتسامة زائفة لا تنعكس فى عينيها الزرقاوين ولا حظت مارشا كيف اشتدت يد المراة علي ذراع تايلور بخوف غريزى يفصح عن معان كثيرة.
تنفست بعمق و اعتدلت فى جلستها.هكذا اذن؟ولكن اما كان المفروض ان تتوقع امرا كهذا بالنسبة الي سمعته المشينة؟
وفالت بلهجة تبرر بها الموضوع:(لقد تعارفنا ذات مرة,منذ وقت طويل,والان ارجو المعذرة .لدى عمل اريد ان انهيه...).
-ذات مرة؟اه,هيا يا مارشا .اتريدين ان يعتقد هؤلاء الناس الطيبين باننا تقابلنا مرة...بدلا من ان يعرفوا اننا رجل وزوجته؟
فتحت بيكى فمها ذاهلة فبدت هزلية المنظر.ولكن لم ينظر اليها احد.
كما اتسعت عينا مارشا الخضراوين الصافيتان لدرجة لا تكاد تلحظ,رغم حديثها لنفسها بانها كان عليها ان تتوقع هذا,فتايلور ما زال علي حاله,وهولن يسكت عن نبذها له بهذا الشكل.ونبض وريد فى صدغها,لكنها قالت بصوت هادىء:(الوداع يا تايلور).
-هل كنت متزوجة.
فى أي ظروف اخري كانت مارشا تستمتع بمظهر الذهول البالغ فى عينى بينيلوب الثلجيتين.
-لم تكن كذلك يا بينيلوب,بل هى كذلك,ان مارشا هى زوجتى.
زكان صوته يماثل صوت مارشا هدوءا.لكن لهجته الفولاذية كانت صارمة:(مارشا هى زوجتى).
-حتى يتم الطلاق.وكان ذلك سيتم منذ وقت طويل لو سار الامر حسب رغبتى.
وارتفع صوتها قليلا فلفت اليها انتباه واحد او اثنين من حولهم من الذين لاحظوا الغضب ولم يدركوا السبب.
-ولكن....شهرتك غوسلينغ,اليس كذلك؟
كانت بينيلوب تحدق اليها وكانها لم ترها من قبل.
ولكن بالرغم من هول الموقف,كان فى لهجتها شعور ضئيل بالرضى لقدرتها علي الجواب:(غوسلينغ هى شهرتى قبل الزواج.هيئة الموظفين تعلم وضعى الاجتماعى ...رغم انه مؤقت).
ورمقت الرجل الاسمر الطويل الواقف بجانب بينيلوب بنظرة مرة:(لكننى عندما قلت لهم اننى افضل ان ادعى الانسة غو سلينغ فى مسيرة حياتى اليومية,لم يعترضوا).
فقالت بينيلوب بصوت الثلج:(هذا خروج عن النظام...كان عليهم ان يخبرونى).
بامكان مارشا ان تقول ان رئيسها المباشر جيف نورث يعلم بالامر,لكنها لم تشا ان تدخل فى نقاش مع بينيلوب,بينما تايلور واقف وعيناه مسمرتان علي وجهها.
تانظرة الخاطفة التى القتها عليه انباتها بانه ما زال مهلكا بجاذبيته شانه دوما.وسامته لم تكن كلاسيكية ابدا,بل هو فياض الرجولة ذو ملامح خشنة صلبة وعينين بنيتين وشعر كثيف اسود ووجه قوي خشن يقوم فوق جسد يماثله قوة ونشاط,ما يجعل النساء يلتفتن اليه اينما ذهب,واكثر من مرة ومرات.
هذه الفكرة الاخيرة جعلت صوت مارشا اشبه بصوت بينيلوب برودة وهى تقول:(والان,ارجو المعذرة).
ثم تركتهم من دون ان تلقى نظرة واحدة الي الخلف.
لم تلحظ مارشا مدى ارتجاف يديها الا بعد ان دخلت المصعد وضغطت الزر الي الطابق الثالث.ثم استندت الي جداره وهو يصعد بها,شاعرة بالغثيان.تايلور...هذا..ماذا عليها ان تفعل؟
واذا بالجواب يوافيها وكانه من مكان خارج نفسها ...لا شىء!لن تفعلي شيئا,لان لا شىء تغير عما كان عليه هذا الصباح.هو لم يعد فى حياتك ولا يمكنه ان يسسب لك أي ضرر.
ولكن اذا كان هذا صحيحا ,لماذا تشعر الان وكان العالم انهار من حولها؟ذلك العالم الذى انشاته حولها بعناية بالغة فى الاشهر الاخيرة؟وجاءها الجواب مرة اخري:بسبب الصدمة لرؤيته فقد كان شيئا مفاجئا لم تستعدى له,ولكن هذا لا يعنى انك لم تنسيه.
توقف المصعد ثم عاد بابه يفتح,لكنها وقفت تحدق امامها بجمود...انها لم تنسه!لا يمكن ان تنسى شخصا مثل تايلور وانما اعتادت العيش مع الالم.
هذا يكفى!...قالت هذا بصوت مرتفع وقد هب لخبرتها الشجاعة واحترام النفس اللذان جعلاها قادرة علي نسيانه. لا بكاء ولا نحيب!...لقد ذرفت من الدموع ما يكفى حتى الان .
عندما اصبحت فى مكتبها الذى تشاركها فيه بيكى, ويفصله عن مكتب رئيسها جيف نورث باب داخلي,جلست خلف مكتبها.لماذا تايلور هنا بين كل الاماكن التى فى العالم؟وهل هو عشيق بينيلوب الجديد؟سببت هذهالفكرة موجة من الالم وضعتها بعيدا عن عقلها الواعى لتفكر فيها فيما بعد,فى بيتها.اما هنا فعليها ان تخرج من هذا المكان مصانة الكرامة وستفعل ذلك مهما كلف الامر.
وفى تلك اللحظة,ادركت انها تركت حقيبة يدها مع الاوراق التى بحوزتها فى الطابق السفلي.تمتمت بشتيمة لا تليق بامراة وهى تميل الي الخلف فى جلستها وتغمض عينيها لحظة.عظيم,عظيم جدا!عليها الان ان تعود وتستعيد كل شىء,ما سيهدم كليا خروجها المهذب الذى قامت به لتوها.
فتحت عينيها فجاة لدى سماعها خطوات وتصلب ظهرها,ولكن بيكى هى التى ظهرت بالباب,وكانت تمسك بملف باكستر وحقيبة يد مارشا.
-تقريبا شكراّ!
وابتسمت بضعف.
-كل هذا فى يوم عمل !
كانت مارشا تتوقع ان تنهال بيكى عليها بالاسئلة ولكن عندما جلست هذه الي مكتبها وابتدات تنظم اوراقها استعدادا للخروج,كل ما قالته هو:(بالمناسبة لقد ذهبت بينيلوب وزوج....وهو)
-لا باس.
ستحدثها عن هذا غدا,لكتها لن تستطيع مواجهة ذلك الليلة:(وانا خارجة ايضا.سنتحدث فى الصباح يا بيكى).
ونهضت وتناولت سترتها.كانت تتكلم بلهجة الرئيس والمرؤوس,الامر الذى نادرا ما كانت مارشا تستعمله,لكنها,اذا استعملته,كانت بيكى تفهم الاشارة.
وفى المصعد, اخذت الوساوس تراود مارشا,ماذا لو كانت بيكى مخطئة ووجدت تايلور ينتظرها فى ردهة الاستقبال؟هى لا تستبعد ان يفعل تايلور ذلك,لا تستبعد أي شىء من تايلور كين.
كانت منطقة الاستقبال اشبه بمستشفى المجانين فى مثل هذا الوقت من الليل,لكنها,الان,خالية من تايلور,وهذا ما كانت مارشا ترجوه.اجابت علي عدة تحيات,ورفعت يدها مودعة الحارس بوب الذى كانت دوما تتبادل معه الحديث حين تتاخر فى عملها ويكون المكان هادئا.وكان قد حدثها عن اولاده الستة الذين انحرفوا جميعا عن الطريق المستقيم كل فى طريقه,ما جعله وزوجته التى عانت طويلا,اشبه بالمجانين.لكن مارشا شعرت الليلة بالرغبة فى ترك المكان بسرعة.وعندما اصبحت فى الشارع,فى دفء شهر حزيران,اخذت تنظر حولها,وما لبثت ان تنفست الصعداء.كان المارة مسرعين فى سيرهم او يتكلمون علي هواتفهم الخليوية,والسائقون ثائروا الاعصاب يضغطون علي ابواق سيارتهم,وبعض المارة يخاطرون بحياتهم وهم يقطعون الطرق غير عابئين باشارة السير.وبالاجمال كان المساء طبيعيا تماما.
منتديات ليلاس
كان الجو حارا بالنسبة الي السترة التى ارتدها هذا الصباح فوضعتها علي ذراعها متجهة الي كينزينغتن لسبب ما,لن تستطيع ان تواجه هذه اليلة زحام الباص او القطار.الوصول الي شقتها الصغيرة سيلخذ منها بعض الوقت,لكن السير فى الحديقة الهولندية كان سارا فى امسية كهذه كما انها بحاجة الي وقت تجمع فيه افكارها ومشاعرها.وغضنت انفها لهذه الفكرة منذ متى كانت تستطيع ان تفكر فى مشاعرها نحو تايلور؟
-تملكنى شعور بانك ستتمشين.
قفز قلبها لهذا الصوت بجانبها,وفى هذه اللحظة علمت بانها كانت تتوقع رؤيته لم تلتفت,وسرها ان صوتها كان هادئا وهى تقول:(انت ماهر).
-كيف حالك يا فاز.
ناداها بالاسم الذي يدللها به ما جعل قلبها يترنح قبل ان تتحكم فى ضعفها.
كان دائما يهمس باسمها هذا بلهجة عاطفية تجعل ركبتيها تتخلخلان.لكن ذلك كان حينذاك,وليس الان.وقالت بلهجة متوترة:(لا تنادنى بهذا الاسم).
-لماذا لقد كنت تحبينه!
جعلتها غطرسته ترفع اليه عينين غاضبتين لتتشابكا مع نظرته...فادركت علي الفور بان ذلك كان غلطة.
كان قريبا جدا منها,حتى انها استطاعت ان تري اخاديد بشرة وجهه السمراء وخطوط الضحك فى زاويتى عينيه...حبست انفاسها وقالت:(انا مسرورة لانك استعملت الفعل الماضى فى كلامك).
فهز كتفيه ببساطة حسدته عليها:(الماضى والحاضر والمستقبل الشىء نفسه انت لي,اصبحت لي منذ اللحظة التى تقابلنا فيها اول مرة).
مضت لحظة كان فيها الحافز لان تضربه قويا الي حد اذهلها.لكن تاثير ذلك كان اشبه بدلو ماء بارد ينسكب علي غضبها الحار.امثاله من الرجال لا يتغيرون ابدا.
وهى تعلم ذلك فلماذا تتوقع اختلاف الامر؟كل ما يتعلق يتايلور يوحى بالثراء والسلطة غير المحدودة.لقد نزوجته عالمة بخطورته,ومع هذا كانت ترجو ان تستولي علي قلبه,لكنها كانت مخطئة.
-لا اظن ذلك يا تايلور.سنتطلق قريبا وهذه هى نهاية الطريق.
-اتظنين ان قطعة من الورق ستشكل فرقا؟
وشد ذراعها يوقفها,ثم يحيطها بذراعيه:(علي هذا الكلام الفارغ ان يتوقف ,هل تفهمين؟لقد نفذ صبري).
طول قامته وعرضها اظهراها قزمة الي جانبه كما ان عطره المالوف المثير للاحاسيس,جعل حواسها تدور.سيطرة,سيطرة,سيطرة!كان هو استاذا فى ذلك....وقد عرفت ذلك اشد معرفة خلال اشهر انفصالهما الاليمة,وهى لا تستطيع ان تدع كل ذلك العذاب يذهب هدرا.تجاهلت الشوق للارتماء علي صدره الصلب,وقالت بدلا من ذلا:(دعنى اذهب والا صرخت باعلي صوتى,انا اعنى ذلك).
-اصرخى.
قال هذا بتكاسل,لكنها رات عينيه تضيقان وفمه يتوتر فادركت انها سجلت هدفا.
جمدت مكانها وهى ما زالت بين ذراعيه وعيناها تلمعان.وبعد لحظة طويلة تركها قائلا:(اما زلت غير مستعدة للاصغاء الي العقل؟)
-العقل؟
اطلقت ضحكة ساخرة وهى تتراجع خطوة فتدوس علي اصابع رجل مسكين دون ان ينتبه احد الي صرخته المختنقة.
-نعم!العقل!العقل والمنطق وحسن تقدير الامور...كل تلك الامور التى يبدو انها تنقصك.
صرفت باسنانها لحظة.انه الوحيد فى العالم الذى يمكنه ان يثير جنونها فى لحظة:(تفسيرك للعقل والمنطق يختلف عن تفسيري.انا استعمل قاموس اكسفورد)
-ماذا يعنى هذا؟
-يعنى اننى لا اتفق مع تفسيرك عن العقل الذى يعنى نظام حياة مشوش,والمنطق الذي يقول انك تبدا بالقلق حينما يبداون بانتقادك.
تامل وجهها الجامد المتمرد,وعيناه البنيتان الرائعتان تلمعان فى وجهه الاسمر.وبعد لحظة خالتها دهرا,قال بنعومة:(فهمت).
بادلته التحديق,مصصمة علي الا تدعه يري ان جوابه الهادىء حال بينها وبين ما تريد قوله.انها متزوجة من هذا الرجل من ثلاث سنوات,امضت ثمانية عشر شهرا منفصلة عنه.ولكن لم يكن لديها فكرة عما ستكون عليه ردة فعله لما قالته,والذى لخص علاقتهما حقا,كما فكرت بتعاسة,وكان احد الاسباب التى جعلتها تتركه دون عودة علي الاطلاق.ناهيك عن علاقته بالنساء الاخريات.
رفعت ذقنها قليلا وقالت بصوت كالثلج:(حسنا,هذا يوفر علي التكرار)
فقال وكانها لم تقل شيئا:(تبدين رائعة بهذا المظهر العملى...)
وجالت عيناه فوق تفاصيل جسمها المستكينة داخل تنورة خضراء مستقيمة وبلوزة ابهت لونا,ثم قال:(وما زلت تثيرين رغبة أي رجل)
تجاهلت الطريقة التى تجاوب بها جسدها مع المشاعر التى بدت علي وجهه,مركزة علي احتفاظها بهدوئها:
-لا تجرب سحرك علي,تايلور.انا منيعة الان.
-احقا؟لا اصدق ذلك.
مد يده يزيح خصلة من شعرها الي خلف اذنها ,متباطئا لحظة علي عنقها,مطلقا فى كيانها سلسلة من الاحاسيس ادركت انه شعر بها.
كرهته لغطرسته هذه وثقته البالغة فى سيطرته علي عقلها,وروحها وجسدها...وكبحت مرارتها,تخيفها حيث لا يمكن لعينيه الداهيتين ان ترياها,وتنفست بعمق ثم قالت:(صدق ما شئت فهذا لم يعد يهمنى .بعد شهر او شهرين سنكون مطلقين حرين,و.....)
-لن يحدث هذا الطلاق.
تجاهلت مقاطعته لها ,راجية الا تكون قد كشفت عن ان تحكمها فى نفسها كان سطحيا للغاية,ثم انهت حديثها بهدوء:(ويمكننا حينئذ ان نضع الماضى خلفنا)
فرفع حاجيبيه:(اتظنبن حقا اننى سادعك تتركيننى الي الابد؟انت تعرفيننى اكثر من ذلك)
-بل انا لم اعرفك قط.
اجابته بسرعة بالغة,ثم ادركت غلطتها علي الفور.عليها ان تبدو امامه هادئة متزنة:(كما انك انت ايضا لم تعرفنى.كل منا كان يظن الاخر مختلفا عن حقيقته.تلك كانت غلطتنا)
-غلطتنا؟انت اعترفت بانك تخطئين احيانا.
وازداد ارتفاع حاجيبيه.
تمنت لو تلكمه علي فكه.وتصلب عنفها وكتفاها لجهدها فى الحفاظ علي اتزانها وكرامتها,وتغلبت علي الرغبة فى ان تمحو الابتسامة من وجهه.وعندما تاكدت من تمكنها من الكلام,قالت متصنعة العذوبة:(لم يعد لدي ما اقوله.الوداع يا تايلور)
واستدارت علي عقبيها وهى تلفظ اسنه.لكنها لم تدرك انه ما زال يسير بجانبها الا بعد لحظة او اثنتين.
-ماذا تفعل؟
-ارافقك الي البيت.
-لا اريدك ان تفعل ذلك.
-لا باس.
ولكن عندما تابعت سيرها رافعة الراس والقلب يخفق,ناداها قائلا:(ساتى لاخذك فى الثامنة.كونى مستعدة)
فاستدارت اليه:(ماذا؟)
وتسبب هذا فى اصطدامها بامراة فى منتصف العمر.وعنما انتهت من الاعتذار,سارت الي حيث كان تايلور واقفا مشبكا يديه فوق صدره ومستندا الي عمود النور,وسالته:
-هل انت مجنون؟
فسالها ببراءة:(انا؟انت التى صدمت تلك المراة المسكينة).
-انت تعرف ما اعنيه.
وحملقت فيه,متسائلة كيف نسيت مدى جاذبيته.الرجال ذوو الشعر الاسود الفاحم قليلون للغاية,لكن تايلور واحد منهم.ودوما كان التناقض بين لونى شعره وعينيه لافتا للنظر.وتابعتزهى تزيح جانبا هذه الافكار الغدارة:(لا انوي تناول العشاء معك,لا اليوم ولا الغد,ولا فى أي يوم.نحن سنتطلق,بحق الله!).
ابتسم,فانحبست انفاسها.لطالما كانت ابتسامته تؤثر عليها كما تؤثر اشعة الشمس الدافئة علي البحر العاصف.ربما لانه نادرا ما يبتسم,وهى ليست ابتسامات صادقة علي أي حال:(ما الذى تخافينه اذن؟انها مجرد دعوة للعشاء معا,ولم اقل اننا سننهى السهرة فى احضان بعضنا).
تسارعت خفقات قلبها وهى تتذكر ما معنى ان تكون فى احضان هذا الرجل.وان يعانقها حتى النهاية....حتى ينمحى من ذهنها كل عقل او منكق ولا يبقى سوي تايلور.لكن ذلك لم يكن حبا طبعا!علي الاقل كما تعنيه هذه الكلمة.الحب والزواج يعنيان الالتزام والولاء بالنسبة اليها.
اجابت وهى ترتجف:(انا لست خائفة,فلا تكن سخيفا).
-تعشى معى اذن,ما دمنا ما زلنا رجلا وزوجة علي الاقل,الا يمكن ان نكون مهذبين؟
كانت عيناه تتفحصانها كما كان يفعل حين كانا معا.لطالما كان ينظر اليها فى اللحظات الهامة,وكانه يريد ان يري اعماقها.
طرفت بعينيها,محاولة التخلص من سحر عينيه,وتمسكت بعذر للرفض:(وماذا عن بينيلوب؟اتراها لا تمانع؟).
-بينيلوب؟
كرر الاسم وكانه ليس لديه فكرة عمن تكون,ثم قال بنعومة:(بينيلوب بلهام هى زميلة فى العمل ليس الا.اننى اقدم عرضا لشراء تجهيزات صوتية جديدة وكمية من المعدات,وهى صلتى الوحيدة باصحاب الشان).
اه,نعم؟من يخدع الاخر؟كان واضحا كعين الشمس ان بينيلوب معجبة بتايلور.ربما كانت شركة كين الدولية تقدمت فعلا بعرض لبيع المعدات الصوتية الجديدة التى يعلمون جميعا بحيازة الشركة لها.ولكن اذا فازت شركة تايلور,فسيكون ذلك لانه قد قدم برهانا علي ان اجهزته هى الافضل.
وعادت مارشا تطرف بعينهيها...تلك الفكرة الاخيرة ليست من عادتها...بل هى عادة تايلور نفسه...فكرت بذلك بضيقثم قالت:
-لا اظن العشاء فكرة حسنة.
قالت هذا بحزم,فاجاب بحزم اكثر:(بل هى فكرة ممتازة).
فنظرت اليه بعنف:(انا احاول ان اقول لا,بشكل حسن).
-حاولي ان تقولى نعم بشكل سىء.
كان من القرب بحيث لفحت انفاسه الحارة شعرها الحريري.وللحظة شعرت بلهفة الي ان تشنه وتتحسسه,وبدلا من ذلك,دفعتها حرارة مشاعرها الي القول باضطراب:(قد يدهشك قولي,يا تايلور كين,ولكن لا يمكنك ان تحصل دوما علي ما تريد).
-لا,ليس دوما .ولكن هذه الليلة ليست من واحدة من تلك الليالى.واذا تظاهرت بالخجل ,فساحطم الباب.
تملكتها الدهشة عندما استدار مبتعدا ما اخرسها نصف دقيقة ما لبثت بعدها ان نادته قائلة:(انت لا تعرف عنوانى).
التفت اليها لحظة قال فيها:(منذ رحيلك وانا اعرف كل شىء عنك).
ثم تابع طريقه بينما وقفت عاجزة عن التفكير

Lovely Rose 24-11-08 08:50 AM

2-عطر الذكريات

عندما فتحت مارشا باب الغرفة التى تسكنها بعد ذلك بوقت قصير,ادركت بانزعاج انها لا تستطيع ان تتذكر لحظة من مسيرتها الي البيت,اذ كان راسها مليئا بحديثها مع تايلور,خصوصا افتراضه السخيف انها ستتعشى معه.
كانت غرفتها علي سطح مبنى من ثلاثة طوابق تحيط به شرفة ارضية,واثناء العام الذى امضته مارشا فيها,جعلتها فردوسها,بعيدا عن ضغط العمل والاثارة فى حياتها العملية.
وقفت علي العتبة لحظة تنظر فى انحاء الغرفة,وكالعادة شعرت بالسرور.
عندما رات الغرفة للمرة الاولي,كانت الفوضى تعم المكان,فقد كان من الواضح ان الطالبتين اللتين كانتا تسكنان هنا قبلها لم تريا فى حياتهما الصابون والماء او أي مادة للتنظيف.وهكذا بقيت اياما تفرك وتنظف,الي ان ابتدات اخيرا تفكر فى الطلاء والديكور,وذلك بعد تفكير عميق فى ما تريده.
منتديات ليلاس
دهنت الغرفة باللونين الابيض والسمنى وكانا منسجمين معا ومع درجات الوان خشب الارض المختلفة,وعلقت ستائر مناسبة تمتد من السقف حتى الارض.
الاريكة الصغيرة وزاوية النوم كان يفصلهما عن المطبخ حاجز زجاجى جميل,كانت السيدة تيت كولنز,صاحبة البيت التى تعيش فى القبو مع قططها الثلاثة قد ركبت مثله فى كل من الغرف الثلاث.
كما انها صممت علي اعداد غرفة بحمام دوش صغير للغاية فى تجويف فى الجدار ومغسلة صغيرة فى الزاوية,وعندما اشترت مارشا اريكة تستعمل للنوم وتلفزيون وكرسيين لتناول الطعام تركت النزل الذى كانت تعيش فيه منذ انفصالها عن تايلور وانتقلت الي بيتها الجديد حيث اضافت لمسات اخري الي الاريكة والوسائد والالوان.
لم يكن المطبخ يتسع الا لثلاجة صغيرة للغاية وكذلك فرن صغير.لكن مارشا لم تهتم بصغر المساحة,فقد كانت هذه الغرفة الملاذ الذى ترتاح فيه.وهو مكان بامكانها اقفاله فى وجه العالم الخارجى متى شاءت.
اما شرفتها الصغيرة فهى تتسع لكرسى خيزرانى واحد اضافة الي بعض النباتات العطرة الرائحة,وفى الاشهر الدافئة كانت تمضى اغلب اوقاتها فيها,تقرا او تغفو او تنظر الي سطوح البيوت.
كانت تعشق بيتها,وسارت الي نافذتيها تفتحهما لتدع شذا الازهار يتدفق الي الغرفة من الشرفة.الان سياتى تايلور الي هنا,وهذا سيفسد كل شىء.لم تشا ان يعرف مخباها ,لم تشا ان يدخل حياتها!
ازدادت ضجة حركة السير الاتية من الشارع بعد ان فتحت النافذتين,وهى التى لم تكن تسمعها عادة.ووجدت نفسها تفكر فى ما سيكون عليه راي تايلور فى غرفتها هذه بينما مساحة المدخل فى بيته الجميل الكائن فى ارقى احياء المدينة تعادل مساحة سكنها كله هنا.
وقالت بصوت مرتفع:(لا يهمنى رايه,ولا شىء يرغمنى علي الخروج معه الليلة).
وسارت الي المطبخ حيث اعدت لنفسها كوبا من الكاكاو وحملته الي الشرفة وجلست وهى تتنهد علي الكرسى تنظر الي الفضاء مقطبة الجبين.
بعد ذلك بنصف ساعة ,اغتسلت ولفت شعرها بمنشفة,ثم فتحت خزانتها تتفحص محتوياتها.
ستذهب معه الي العشاء فقط لتتجنب ثورة غضب بينهما .كما اخذت تقنع نفسها بصمت.هذه الثورة التى سيقوم بها حتما اذا لم يحصل علي ما يريد.لكن خروجها هذه المرة معه سيكون الاخير وستعلمه بكل وضوح وحزم بانها تعد الايام حتى يحين الطلاق ويفترقا الي الابد.
اخرجت من الخزانة بنطلونا ناعما فضى اللون مع سترة حريرية خضراء كانت قد اشترتهما لتحضر بهما حفلة كوكتيل منذ شهر,فوضعتهما علي مسند الاريكة ثم سارت الي مراة الخزانة حيث اخذت تحدق فى صورتها مدة طويلة.
كيف يخطر لتايلور,ولو لجزء من الثانية,ان ثمة املا بينهما للعودة الي بعضهما البعض بعد ما فعله؟ولكن,من ناحية اخري,هى التى هجرت تايلور وليس العكس ولعل هذا ما لم يحتمله لانه لم يعتد ان تهجره امراة فهو من يهجرهن.وربما هذا ما جعل كرامته تنتفض فيظن ان بامكانه ان يحصل علي المراة التى يريد.
الفكرة الاخيرة جعلت شفتيه تتواتران وهى تتصور تلك المراة المثيرة ذات الشعر الاحمر تانيا وست التى قالت عنها سوزان,شقيقة تايلور,انها ليست العابثة الاولي التى اطلق لنفسه معها العنان منذ زواجه.
اخذت ترتجف وهى تجفف شعرها,منكرة طول الوقت الام والغضب اللذين اثارهما التفكير فى تلك الفتاة.
بقيت تنكر ذلك حتى سمعت رنين الهاتف الداخلي عند الباب بعد اربعين دقيقة,فضغطت الزر لتسمع صوت تايلور فقالت له:(سانزل بعد لحظة).
لم تفتح باب المبنى,مصممة عّلي ان يظن ما يشاء.
نظرتها الاخيرة الي المراّة طمانتها بانها تبدو هادئة متزنة,بعكس خفقان قلبها السريع .فدعت الله ان يبقى هذا الوهم مسيطرا طوال مدة بقائها مع تايلور.عليه ان يفهم انها لم تعد تلك الحمقاء الساذجة المسلوبة العقل به التى لم تري ما كان يجري تحت انفها.لقد ظنت انه تقبل ذلك عندما تركته منذ عام ونصف ورفضت ان تراه,خصوصا بعد ان علمت ان محاميه لم يعترض علي قضية الطلاق التى رفعتها ضده.
اقفلت باب غرفتها ثم نزلت السلم علي مهل خشية ان تتعثر بالحذاء ذى الكعب العالي الذى تنتعله .وعندما وصلت الي الطابق الاسفل سمعت صوت تايلور يتحدث الي شخص داخل المنزل.احدهم ادخله الي الردهة.جمدت لحظة علي السلم وارهفت اذنيها لتسمع من كان يتحدث اليه.
انها السيدة تيت كولنز صاحبة الملك.ورفعت مارشا عينيها الي السماء مستجيرة.كانت صاحبة الملك عجوزا ودودة حقا لكنها تنتمى الي عصر غابر كان الرجل فيه شهما نبيلا والمراة خاضعة ملامة مهما فعلت,وكانت السيدة تيت كولينز اخبرتها عن نشاتها المميزة وثقافتها الخاصة فى البيت.وعندما قالت مارشا انها نشات فى ملجا للاطفال عندما هجرتها انها الارملة وهى فى الثانية من عمرها,حملقت فيها صاحبة الملك وكانها مخلوقة من كوكب اخر,ولكن كان واضحا ان المراة كانت قاصرة عن فهم وضع كهذا.ولن تعرف مارشا كيف ستواجه السيدة تيت كولنز معرفتها بان الانسة غوسلينغ هى السيدة كين.
-اه,ها هى ذى يا سيد كين وهى تبدو جميلة جدا.
هتفت السيدة تيت كولنز بذلك عندما رات مارشا ,فشكرتها بابتسامة باردة استحالت ثلجا عندما التفتت الي تايلور:(اخبرتك باننى اتية حالا.لم يكن بك حاجة الي الدخول).
سبقت السيدة تيت كولنز تايلور الي الجواب:(كنت خارجة من منزل الانسة غوردون عندما رايت صديقك الشاب يرن جرس الباب).
ثم التفتت ال تايلور:( انها السيدة الساكنة فى هذا الطابق.لقد سقطت المسكينة منذ ايام وهى الان طريحة الفراش,لذا حملت اليها طبقا من الحساء وقطعة من الخبز لكى اوفر عليها عناء اعداد العشاء .لقد تحسنت قليلا ,الحمد لله).
رات مارشا تايلور يحدق فى الوجه المغضن لهذه المرأة الذاوية الواقفة امامه والتى تبدو فى التسعين,ولكن صوته كان جادا تماما عندما قال:(كان هذا لطفا منك,يا سيدة تيت كولنز).
-هل نذهب؟الي اللقاء يا سيدة تيت كولنز.
كان واضحا ان تايلور لم يذكر انهما زوجان وهذا ناسبها تماما,وكانت مارشا متلهفة للخروج قبل ان تبدا المراة حديثا اخرا.
-اه,الي اللقاء يا عزيزتى.
تابطت مارشا ذراع تايلور بيد وفتحت الباب بيدها الاخري,تدفعه الي السلم فقال تايلور معلقا:(ستظن انك متلهفة للانفراد بي).
وعندما اصبحا فى الشارع رفع تايلور حاجبيه هازلا.
حتى هذه اللحظة نجحت فى مقاومة الاقرار بروعته البالغة,ولكن عندما ارتفعت خفقات قلبها قالت بجفاء:(السيدة تيت كولنز لا تفكر بشىء مبتذل بهذا الشكل).
-احقا؟ظننت اننى رايتها تغمزك بشكل ذى معنى.
أي امراة مهما كان سنها,ستفعل الشىء عينه عندما تري تايلور,فتاثيره قوى علي النساء.فقالت بجفاء:(لا اظن ذلك,وقبل ان تنطلق من هنا,اريد ان اوضح تماما اننى وافقت علي هذا الاجتماع مكرهة فقط لاننى اردت ان تسير مسالة الطلاق باقل صعوبة ممكنة).
تاملها تايلور بصمت وجدية ثم قال بعد لحظة طويلة:(ها تشعرين الان بتحسن بعد افراغ ما بصدرك؟).
فهزت كتفيها:(اردتك فقط انت تعلم وهذا كل شىء).
قالت هذا متسائلة عما جعلها تشعر وكانها تلميذة متمردة.
-صدقينى لم اشك لحظة فى ان اهم مزاياك هى الدقة والصراحة.
وهذا ما لا يمكن قوله عنه.
لم تتكلم ولكن لا بد ان الكلمات كانت واضحة علي وجهها لانه عاد فقال:(خصوصا عندما لا تقولين شيئا ابدا).
فسالت بشىء من الارتباك:(لماذا اذن نفعل هذا؟).
ذلك انه لم يتصل بها منذ عام ونصف,فلماذا يتصل الان والطلاق بعد اسابيع؟؟
-لان الوقت حان الان.
لطالما كان هكذا.....ماهرا فى وضع الخطط المبهمة.منذ عرفته لاول مرة,ادركت انه رجل غامض.لكنها ظنت انها وجدت مفتاح ذلك عندما خطبها للزواج بعد اسابيع فقط من تعارفهما فى حفلة عشاء,فظنته يحبها كما تحبه....او بالاحري كما كنت تحبه.
كان الجو الدافىء يفوح برائحة الطهى من مختلف النوافذ المفتوحة ,كما كانت الضحكات تتصاعد من المنازل القريبة.غضن تايلور انفه قائلا:(هل نذهب؟).

تمنت لو بامكانها ان ترفض وتعود الي منزلها ولكن حقا لم يكن امامها خيار .فاومات براسها وتركته يقودها الي سيارته المنتظرة.كان فى السنة والنصف الاخيرة قد غير طراز سيارته,كما لاحظت بصمت.رغم انه اشتري السيارة السابقة قبل ان تتركه بستة اشهر فقط.وهذه السيارة كانت سوداء خطيرة...مثل تايلور تماما.
فتح لها باب السيارة فدخلت برشاقة سرت بها,وهى تفكر فى ساقيها المرتجفتين ومعدتها المتشنجة.هذه هى المشكلة مع تايلور!كلما حاولت ان تستعد له اذا به يهزمها.
عندما جلس بقربها حدقت اليه وكان قربه منها لم يزعجها علي الاطلاق:(الي اين نحن ذاهبان؟).
-انها مفاجاة.
لم ينظر اليها وهو يخرج بالسيارة من الموقف بمهارة.ووقع بصرها علي محبس الزواج الذهبي السميك فى اصبعه,وعاد قلبها يترنح.هل كان دوما يلبسه,ام وضعه هذه الليلة فقط؟
ثم اجابت نفسها:وما اهمية ذلك علي كل حال؟فالمحبس يبقى مجرد قطعة مجوهرات عندما يفرغ من الالتزام الذى يمثله.
سارت السيارة بهما فى شوارع لندن,مارة بعدد من المقاهى والحانات التى كان الناس يجلسون خارجها يشربون او ياكلون تحت شمس الغروب.فى الفترة الفاصلة بين تركها الجامعة وتعرفها الي تايلور,كانت مارشا تستمتع بقضاء امسيات الصيف بهذه الطريقة مع اصدقائها.
ولكن منذ تحطم زواجها,لم تشا العودة الي مجموعة اصدقائها القديمة.بقيت تري واحدا او اثنين منهم احيانا لكن الامر لم يعد هو نفسه خصوصا بالنسبة اليها.
كانوا لا يزالون يبحثون عن المرح وقضاء وقت ممتع.لكنها شعرت انها اجتازت تلك المرحلة وليس بامكانها العودة...ما دامت طبعا,مازالت معتبرة متزوجة.وفكرت بمرارة فى انها ربما حمقاء نظرا لطريقة تايلور فى التصرف,لكنها لا تستطيع ان تفعل مثله.
نظرت الي يديها اللتين كانتا متوترتين فى حجرها.وارغمت اصابعها علي الاسترخاء,متنفسة بعمق,تريد بذلك ان تجعل نبضها منتظما.
-لا احب المفاجات.
قالت هذا بوضوح وكان تايلور قال ذلك تلك اللحظة وليس منذ عشر دقائق....عشر دقائق من الصمت...
كانت نظراتها علي زجاج السيارة الامامى عندما القى نظرة علي جانب وجهها المتوتر قائلا:(هذا مؤسف).
وهوينعطف بالسيارة.
-اذا الي اين نحن ذاهبان؟
ثم عرفت الجواب حين انعطفت السيارة مرة اخري.كان ياخذها الي بيتها...لا,لم يعد بيتها الان.فقالت بقدر ما امكنها من هدوء:(اوقف السيارة من فضلك).
-لماذا؟
كانت لهجته من البراءة بحيث ادركت انها علي حق.فقالت بصوت متحجر:(لانك اخبرتنى بانك ستاخذنى لتناول العشاء).
-وانا كذلك.
واشار الي بدلة العشاء التى يرتديها.
-تايلور!
وسكتت تحذر نفسها من ان يثور طبعها,ثم قالت بهدوء:(انا اعرف اين نحن ,نحن قريبان من حى هارو).
اومأ دون ندم علي الاطلاق:(هذا صحيح.وحنة سعيدة جدا لانك ستزوريننا الليلة).
ستزورهم!هل هو مجنون؟عندما فكرت فى مدبرة منزله تلك التى اسبغت عليها حنان الامومة منذ عرفتها,شعرت بغصة فى حلقها.لكنها كبحت مشاعرها:(لا انوى الذهاب الي بيتك).
فأصبح صوته خطرا فجاة:(بل بيتنا...واذا كان بامكانك ان تنبذي الناس كما تفعلين فحنة لا تستطيع ذلك.رغم غضبك البالغ ذاك منى,الا انه ما كان يضرك لو كتبت لها سطرا او رتبت معها موعدا فى مكان ما.حتى اتصال هاتفى كان سينفع.كدت تحطمين قلبها).
لم تستطع احتمال ذلك.الا يعلم ان كل ما يذكرها به,مهما كان ضئيلا,كان ليحطمها فى بداية انفصالهما؟
ولو رات حنة حينذاك,لانهارت كل محاولاتها لتكون قوية وتبدأ حياة جديدة.لقد اشتاقت الي تلك المراة التى كانت الأم الوحيدة التى عرفتها,بقدر شوقها الي تايلور.واذا بها فى فورة اندفاعها العاطفى تنطق بالامر الذى كان قد المها بقدر ما المتها خيانته لها مع تانيا:(اذا كنت مهتما بمشاعر حنة الي هذا الحد,لماذا لم تتصل انت بي بعد رحيلى عن البيت؟كم يلائمك ان تتحدث عن نبذ الناس!).
فقال وهو يرد شعره الي الخلف بغضب بالغ:
-لا اصدق ما اسمعه منك!عدت من المانيا بعد قضائى ثلاثة ايام فيها,لاراك حزمت امتعتك للرحيل.فانطلقت تتهميننى بأشياء الله وحده يعلمها.وعندما حاولت ان اجعلك تتعقلين,اذا بك تندفعين خارجة.تبعتك الي سيارتك لامنعك من الرحيل,فصفقت الباب علي يدي حتى انكسرت فيها عدة عظام.
فقالت بسرعة:(حدث هذا بغير قصد,وقلت لك هذا حينذاك اذا طنت تتذكر.لم اكن اعلم انك وضعت يدك فى طريق الباب).
-لكن هذا لم يمنعك من تركى منطلقة بسيارتك,اليس كذلك؟
فتمالكت تفسهازانهيعكس اللوم عليها وكأنها هى التى خانته:(كانت حنة هناك لتعتنى بك).
ثار غضبه وكأنه لم يتهمها لتوه بعدم الاحساس:
-تبا لحنة!اقد لحقتك بسيارتى اذا كنت تتذكرين.انسيت ما قلته لي عندما وقفنا عند الاشارة؟قلت اننى اذا لم لتوقف عن اللحاق بك,ستندفعين بسيارتك الي الجدار.قولي انك ما كنت تعنين ذلك.
لكنها كانت تعنى ذلك.فقد كانت من اليأس والالم تلك الليلة بحيث شعرت بان الموت سيكون راحة لها.
اومأ برأسه عابسا وكأنه قرأ افكارها:(وهكذا تركتك ترحلين.قولي ما شئت,لكننى فضلت ان اراك حية علي ان اراك ميتة).
-وقل ما شئت ,لكننى لطالما ظننت الزواج بين اثنين وليس بين ثلاثة او اكثر.
توتر فمه,لكن صوته كان هادئا وهو يقول:(تانيا مجددا).
تجاهلت كلامه وهى تتابع:لماذا لم تتصل بي بعد تلك الليلة).
-لم اتصل بك هاتفيا ربما ولكن ماذا عن الرسالة؟
-الرسالة؟
لم تتلق منه أي رسالة,ولم تصدق لحظة واحدة انه ارسل اليها رسالة.مهما كانت لعبته,فهى لن تنخدع بها.وقال بضعف:(اّه هيا يا فاز.لا تدعى انك لم تتلقى رسالتى).
جعلتها لهجته تغلي غضبا,فقالت بحرارة:(انا لا ادعى شيئا ابدا كما اننى لا اكذب.انا لم اتلق منك رسالة,رغم اننى حتى لو تلقيتها لما اختلفت الامور.كنت علي علاقة بتانيا وست,وباخريات قبلها.علمت ذلك من مصدر موثوق به.تشاركت مع تانيا بغرفة واحدة فى المانيا حجزتها باسم السيد والسيدة كين.لا تكذب علي بالنسبة لهذا لاننى اتصلت بنفسى بالفندق لاتاكد من ذلك).
فقال وهو يصرف اسنانه ويستدير حول منعطف بسرعة جعلتها توشك ان تصرخ:(تانيا كانت سكرتيرتى ولا شىء غير ذلك.والغرفة فى المانيا حجزت خطأ .اخذت هى السرير الكبير بينما اخذت انا السرير الوحيد اللعين الذى كان فى الفندق ,وذلك بسبب المؤتمر.فبقيت ثلاث ليالي انام فى غرفة بسريرين مع سويدى ضخم يبدو كممثل لبلاده فى رفع الاثقال,ويشخر كمولد كهربائى.لقد اخبرتك بهذا ليلة عودتى وكررته فى رسالتى).
-لماذا اذن وصلونى بتانيا حين طلبت السيد كين ما يؤكد الغرفة المزدوجة؟
سألته بلهجة كالثلج رغم توتر اعصابها من طريقة قيادته سيارته.
-سبق واخبرتك ان الغرفة حجزت بطريق الخطأ.لقد تلطف السويدى وسمح لي بمشاركته غرفته عندما طلب منه الفندق ذلك,لكن الغرفة كانت باسمه وليس باسمى.ربما موظفة الاستقبال التى سألتها انت لم تكن علي علم بما حدث.كان احد اكبر المؤتمرات فى السنة فكان من الصعب العثور علي غرفة اخري.
لا بد انه يظنها ابنة البارحة.
-انت لا تصدقيننى!كتبت لك فى تلك الرسالة ارقام الهاتف لتتصلي بها,وليس رقم الفندق فقط فكان لدى بطاقة ذلك الرجل السويدي.كما اننى وعدتك,بسبب تصرفك تلك الليلة فى السيارة,باننى لن احاول ارغامك علي رؤيتى قبل ان تستعدى نفسيا لذلك وتستعيدى ثقتك بى.
يالوقاحته!حتى ولو كان ما قاله عن الحجز صحيحا وهى لم تصدق ذلك لحظة!ثم ماذا عن علاقاته القصيرة الاخري التى حدثتها شقيقته سوزان عنها؟لقد اشتري تايلور الصمت من الناس,لكنه لم يستكع ان يشتري صمت سوزان.وسوزان هى صديقتها كما هى شقيقة زوجها.وما حدث فى المانيا كان اكثر من ان تتجاهله تلك المرأة.لقد جعلتها سوزان تقسم علي ان تبقي الامر سرا,حينذاك,فلا تخبر تايلور بانها هى التى اخبرتها بامره.ذلك ان زوجها يعمل عنده ومعيشتهم متوقفة عليه.لقد بقيت سنة ونصف دون ان تخلف وعدها لسوزان وهى لن تفعل هذا الان,رغم رغبتها القوية بذلك.
وتنفست بعمق:(اذا كنت تقول فى رسالتك انك لن تتصل بي قبل ان اصبح مستعدة للاعتذار والثقة بك,لماذا نحن هنا الان؟فانا لا اثق بك يا تايلور,وانا افضل ان اسير علي الجمر علي ان اعتذر اليك).
تمتم بشىء بصوت منخفض ثم قال بحزم:(نحن هنا لاننى لن اسمح لك بتحطيم حياتنا بسبب كبرياء حمقاء).
كبرياء؟لو لم يكن مندفعا بالسيارة بهذه السرعة,لوجهت لكمة الي رأسه الاحمق.لكنها اكتفت بالقول بلهجة لاذعة:(انا انقذت حياتى,وهذا حسن,فتكلم عن حياتك فقط).
-لا اصدقك.
كانا الان قد اقتربا من بيته انتظرت حتى دخلا بالسيارة من البوابة وصعدا فى طريق المنزل,ثم قالت:(هذه مشكلتك).

safsaf313 24-11-08 10:48 AM

لوفلى روز الروايه شكلها روعه من ملخصها ياريت متتأخريش علينا بالتكمله ياقمر ربنا يكرمك

moura_baby 24-11-08 07:38 PM

روعة ......

Miss Cati 25-11-08 01:06 AM

الرواية حلوة
شكرا

زهرة الجاردينيا 25-11-08 07:28 PM

اووووووووووووه كمليها ارجوكي وفي اسرع وقت

عذااابه 27-11-08 09:34 PM

كثيييير حلوووه الروايه .. نتريا التكمله يا قمرررررر .. ^_^

Lovely Rose 29-11-08 08:42 AM

معليش على التأخير

ومشكوووووووووووووووووووووورة على الردود وهذه التكملة


تابع الفصل الثانى...

اوقف السيارة امام الدرجات العريضة المؤدية الي الباب الامامى,فأرغمت مارشا نفسها علي النظر حولها دون ان تظهر ان قلبها يتمزق.عندما رحلت نهائيا من هذا البيت,كانت علي وشك الجنون من المرارة والالم,ولم تكن حتما قادرة علي قيادة سيارتها.وكانت ترجو لو حدث ورات هذا البيت مرة اخري,ان تكون قادرة علي النظر اليه بقدر من السكينة فى قلبها,لكن هذا لم يحدث.فقد تملكها نفس شعور التعاسة والاسى الذى تملكها حينذاك.
لم يجبها تايلور قبل ان يترجل من السيارة ثم يتقدم الي بابها يفتحه ويمد لها يده,وعندما امسكت بها ونزلت من السيارة,داعبت خياشيمها عطر ازهار اللافندر المحيطة بالمنزل,ماجعل ذكرياتها تتدفق.
لقد رافقها هذا العطر منذ اول زيارة لها الي هذا البيت فى موعدها الثانى مع تايلور,وكان يعطر لياليهما بعد الزواج من النوافذ المفتوحة علي الحديقة,حتى الفجر.
الالم الذى شعرت به الان لم يمحه احتكاك يديهما الذى ارسل الاف الاحاسيس فى جسمها,وما ان وقفت حتى سحبت يدها من يده.
قال وعيناه مسمرتان علي وجهها الشاحب:(كنت تعشقين هذا المكان فى موسم تفتح اللافندر).
تقابلت عيناها الخضروان بعينيه البنيتين,كانت خطته ان يحضرها الي هنا بعد ان يصبح الوضع صالحا لاقصى درجات التاثير.رات هذا فى وجهه وان لم يقله بلسانه.
فقالت له:(انت اكثر الاشخاص الذين عرفتهم مكرا واحتيالا).
-شكرا.وانت ايضا.
فجاة انمحى من نفسها الغضب والازدراء ليتملكها حزن عميق واسف علي ما كان يمكن ان يكون لو انه كان مختلفا عما هو عليه او لو كانت هى مختلفة.لو كانت متالقة ورائعة الجمال ومحنكة,كالمراة التى كان يصاحبها قبل ان يتعرف اليها هى,ربما عند ذاك كان استمر بحبها ولما احتاج امراة اخري.ربما,حينذاك,كانت هى تكفيه.
لم تكن منتبهة الي تعابير وجهها وشفتيها المتهدلتين...وهكذا عندما قال برقة فائقة:(انا اريدك ان تعودى الي.لا اريد الطلاق),حدقت اليه لحظة وقد انحبست انفاسها للهجة الامر الواقع فى صوته.ثم تراجعت خطوة,متسعة العينين:(هذا...هذا مستحيل وانت تعلم ذلك).
-لا.ليس مستحيلاّساخبر محامى ان يذهب للجحيم وافعلي انت ذلك مع محاميك.
فقالت وهى ترتجف:(ولكن لم يتغير شىء).
فنظر اليها برزانة:(بالظبط).
-ما كنت اعنيه هو...
فقاطعها:(انا اعرف ما كنت تعنينه.ما اعنيه هو اننى كنت مخلصا لك قبل رحيلك ووفيا بعده.لا نساء ولا امراة بالذات).
وقفت جامدة رافعة الراس وجسدها يتحدث باكثر مما تستطيعه الكلمات.
وحدق اليها لحظة قال بعدها بهدوء:(عندما اكتشف من الذى همس فى ذهنك ذلك الهراء,سيتمنى لو انه لم يولد.من فعل هذا يا فاز؟من الذى اراد ان يدمرنا بهذا الشكل الهائل فغذى عندك الشكوك والاوهام وانعدام الامان الذى تخشيه؟).
-ماذا؟
ومدت يدها تستند الي السيارة.لو صاح بها لتقبلت ذلك بغير صعوبة,لكن تلك الرقة فى صوته اخافتها حتى الموت:(لا ادري ما الذى تتحدث عنه.انا لا اشعر بانعدام الامان,كل ما فى الامر اننى لست من النساء اللاتى ينظرن بعين عمياء الي...).
قاطعها بصوت فاتر فيه قسوة قريبة من طباعه.
-انعدام الامن الذى تكون فى نفسك عندما القت بك امك بين ايدى الخدمات الاجتماعية.انعدام الامن الذى نما فى ذلك المكان اللعين الفظيع الذى نشأت فيه وجعلك ضعيفة عاطفيا.ذلك الذى غرس فى اعماقك فكرة ان لا احد يمكنه ان يحبك او يرغب فيك او يحتاجك,فلماذا يحبونك طالما ان امك وهى الشخص الوحيد فى العالم المفروض ان يحبك اكثر من نفسه ومن الحياة ,هجرتك.
كان وجهها الان شاحبا للغاية:(كفى!لماذا تفعل هذا؟).
-لكى اجعلك تستيقظين.لقد انتظرت عاما ونصفا ان يحدث هذا بشكل طبيعى ولكننى لست صبورا الي هذا الحد.
حملقت فيه وقد جرحها كلامه يشكل غير محدود:
-انا اكرهك.
فقال بهدوء:(لا.انت لا تكرهينى.تظنين ذلك فقط).
انقذها من الجواب عندما افتح الباب وسمعت صوتا مسرورا ينطق باسمها:(مارشا..حبيبتى).
وهبطت حنة بجسمها الممتلئ السلم,وفى اللحظة التالية كانت المرأة تأخذ مارشا بين احضانها بشكل خطف انفاسها.
-لا تخنقيها,يا امرأة.
اطلقت المرأة سراحها اواء صوت تايلور المتهكم.وامسكتها حنة مبعدة اياها قليلا تحدق فى وجهها,ثم قالت:(انت هزيلة,هزيلة جدا!انت لا تأكلين).
-اه,يا حنة.
وعجبت مارشا وهى تشعر ةكأنها راتها فى الامس فقط.فقد اختفى العام والنصف بلحظة ولم تستطع ان تمنع دموعها من التدفق وهى تقول:(كم اشتقت اليك).
عانقتها حنة مرة أخري وهى تقول بصوت لا تعنيف فيه:(ليس بقدر ما اشتقت اليك,يا ابنتى).
بقيتا متعانقتين لحظة اطول قبل ان يفرقهما صوت تايلور مرة اخري:(اكره قول ذلك,لكننى جائع للغاية.هل يمكننا ان نتابع جمع الشمل فى الداخل؟).
فقالت حنة تؤنبه باسمة من بين دموعها:
-اه,كيف تفكر فى معدتك فى وقت كهذا؟
دخلت مارشا البيت متأبطة ذراع حنة التى قادتها ناحية غرفة الاستقبال,قائلة:(الطعام جاهز,ادخلي واجلسي فترة,وسأدعوكما بعد دقائق).
- شكرا يا حنة.
قال تايلور ذلك وهو يأخذ ذراع مارشا ويدخل معها الي الغرفة الرائعة العالية السقف بلونيها الوردى والليلكى الباهت وبابيها الضيقين المؤديين الي الاراضى الخلفية للبيت.
كانت مارشا تعلم ما ستراه اذا سارت الي حيث تتمايل ستائر الدانتيل مع النسيم القادم من الحديقة.وكانت هذه رائعة باشجارها المشذبة واحواض الزهور الشذية وحوض السباحة الذى انشأه تايلور منذ عشر سنوات عندما اشتري البيت.
سارت الي احدى الاريكتين وجلست عليها وهى تقول:(كان عليك ان تخبرنى انك ستحضرنى الي هنا).
فأجاب بهدوء:(ما كنت لتوافقى علي الحضور لو اخبرتك).
- اذن ,فقد احتلت علي,فيالمهارتك!
فسكب لها كأس مرطبات واخر له.وبعد ان ناولها كأٍسها جلس امامها وقال:(لماذا تصديق الكذب اسهل عليك من تصديق الحقيقة؟الم تسالي مرة نفسك عن ذلك؟).
فقالت بفتور:(اظنك تعنى عنك وعن تانيا؟).
تأملها لحظة ثم سالها:(الم يخطر ببالك انك ربما تكونين مخطئة بالنسبة لكل هذا؟).
خطر لها ذلك مئات و الوف المرات ,لكن التمنيات لم تستطع ان تواجه الحقيقة البشعة.لن تنسي ابدا شعورها عندما اتصلت بالمانيا,وحولتها موظفة الاستقبال الي غرفة تايلور لتسمع صوت تانيا المرح.واذا كان عليها ان تكذب وعيناه عليها,قالت:(لا...قد اكون حمقاء ولكن ليس الي هذا الحد).
- فهمت.
وتعلقت عيناه بوجهها لحظة:(اذن فلن نضيع مزيدا من الوقت الليلة فى الحديث عن ذلك).
واشرق وجهه بابتسامته المعتادة....الخائن,الحقير الخداع,الكذاب,زير النساء!
حدقت اليه,واستحالت تعاستها غضبا بالغا.كيف يجرؤ علي الجلوس والابتسام بهذا الشكل بينما كاد يدمرها منذ عام ونصف؟
وضعت كأسها دون ان تسلخ عينيها عن عينيه.وقالت بشىء من التمرد:(هل ما زالت تانيا تعمل معك؟).
كان سؤالها عديم اللياقة ولكنه لن يملي عليها اوامره بالنسبة الي ما عليهما ان يتحدثا به وما عليهما ان يدعاه,خصوصا بعد ان اختطفها.
- طبعا.
خلع سترته ورماها علي الاريكة الاخري ثم فك ربطة عنقه وتركها متدلية فوق قميصه فقالت بتهكم بالغ:(طبعا).
تناول كأسه وهو يضيف:(ولكنها سترحل بعد شهر او شهرين,لسوء الحظ.وسأكون اسفا لفقدها...انها سكرتيرة ممتازة وامثالها نادرات).
-جاءها عرض افضل؟
- ليس بالضبط.
- اذا لم يكن مغريا فلماذا ترحل اذن؟
هل حصل شجار بين العاشقين؟
- ستلد طفلها فى نهاية ايلول.
تسائلت مارشا عما اذا كانت حنة تقبل بان تساندها ان هى طلبت الرحيل.اذن,هذا هو سبب قيامه بمحاولة ارضائها بعد كل ذلك الزمن؟
تانيا حامل منه؟الالم الذي تملكها كان اعنف من ان تتمالك اعصابها لذا ازاحت هذه الامكانية جانبا حتى تستطيع التفكير فيها بامعان عندما تصبح وحدها.
- اظن زوجها يريد بنتا,فهو لديه صبيان من علاقة سابقة.لكننى اظن ان كل ما يهم هو ان يكون المولود سليم الجسم.
اذن ,كانت تانيا متزوجة؟متى حدث ذلك؟هل كانت كذلك عندما تركت تايلور؟وهل كانت تانيا تعاشر تايلور وذلك الرجل الذى اصبح الان زوجها فى الوقت نفسه؟وهل يعرف زوجها انها كانت ذات يوم بالنسبة لتايلور اكثر من مجرد سكرتيرة؟كانت مئات الاسئلة تجول فى راسها,لكنها لم تستطع ان تطرح عليه ايا منها.
رفعت راسها وتقابلت اعينهما فانحبست انفاسها لحظة وهى تنظر فى عينيه.كانت نظرة مختصرة سرعان ما اختفت,لكنها,للحظة,رات فيها الرجل الحقيقي.
الرجل الذى عرفته واحبته يوما.ذلك الرجل القوي الملء بالحيوية وقوة الارادة.تلك الارادة التى لا تدع شيئا يقف فى طريق ما يريده.كانت تلك القوة المغناطيسية التى جعلتها تهرب تلك الليلة منذ عام ونصف,قبل لن يجد فرصة يغير فيها رايها.خلافا لتوقعاتها,لم يقل تايلور شيئا اكثر عندما جلسا بصمت.كان شذا الازهار يتسرب الي الغرفة من الحديقة,وقد ابتدا الشفق ينتشر.
وحدها زقزقة العصافير كانت تخترق الصمت المخيم عليهما.
قاومت مارشا النظر باتجاه تايلور متجنبة نظراته المتفحصة.كان جسده الطويل متكئا بكسل بشكل بالغ الرجولة,وكانت عيناه عميقتين حساستين.لم يحرك عضلة واحدة ومع ذلك كان الجو حولهما مرهفا للاحاسيس ومثيرا لكنها لم تشا ان يظهر عليها التملل بالرغم من المشاعر التى تتملكها.انه يغوي بمجرد وجوده ويغيظها ان تدرك تاثيره عليها لا يزال كما كان دوما.
حدقت فى كوبها,مصممة علي الا تكون من يخترق الصمت,والا تتحدث عن تانيا وست مرة اخري ايضا.انها حامل...وكان اندفاع مشاعرها من القوة بحيث حاولت ان ترخى اصابعها كيلا تنطبق هذه فتهشم الكأس.مضى زمن تلهفت فيه ان تحمل بطفل من تايلور.وكانت ستتوقف عن اخذ حبوب منع الحمل لولا اصرار تايلور علي تاجيل ذلك,حينذاك,رغبة فى قضاء مزيد من الوقت للاستمتاع ببعضهما البعض.وطبعا لم تكن منتبهة الي ان تايلور كان مشغولا بالاستمتاع بنساء اخريات ايضا...!
تصاعد من الحديقة صوت حركة خفيفة تبعها اصوات حادة جعلت تايلور يقفز عن كرسيه وينحنى خلف اريمة قريبة من باب الحديقة ثم يعود ويقف حاملا ما بدا اشبه بمسدس مائي.
- تايلور؟
السؤال الذى اوشكت ان تلقيه ضاع فى غمرة استغرابها وهى تراه يقفز الي الحديقة وهو يطلق النار مشابها جايمس بوند الممثل.وبعد لحظة صدر مواء عنيف اختلط بالهرج والمرج فى الحديقة.
- اصبته.
وعندما انضمت مارشا الي تايلور فى الخارج,بدافع الفضول,التفت اليها والرضا علي وجهه الوسيم:(مرة اخري يتبلل فيها ويحفظ الدرس).
- من هو الذى سيحفظ الدرس؟
- هر الجيران!انه يترصد اخراج شحرور من احى اشجار الحديقة,الماء لا يضره,ولكن من المؤكد ان ما يجرح كبرياءه ان يتواري مبتعدا اشبه بجرذ نجا من الغرق.ستضطر كرامة رجولته الي الاعتراف بانه لن يستطيع الحصول علي ما يريد.
وسيعلم تايلور كل شىء عن كرامة الرجولة!اوشكت مارشا ان تقول له هذا عندما طار شحرور بجانب رأسيهما بشكل يشبه رقصة النصر.وصاح تايلور خلفه قائلا:(الي الامام يا صغيري,لن ينجح).
هذا هو الرجل الذى انشا عملا بملايين الجنهيات قبل ان يبلغ الثلاثين,وشعرت مارشا بانها اصبحت تعرف ما شعرت به اليس فى بلاد العجائب.
وعندما همت بالكلام قاطعها :(اسمعى).
ومال براسه يستمع باهتمام فهمست:
- ماذا تسمع؟هل عاد الهر؟
ضحك لها قائلا:(لا,بل هى حنة تنادينا لتناول العشاء).

AZIZO 30-11-08 09:03 AM

رواية روعة متى التكملة

,,pink,, 12-12-08 08:20 AM

روعـــــه مره تحمست معها

ياليت تكملينها باسرع وقت

في انتظارك ياعسل

Cheer 18-12-08 12:03 AM

يسلمووو عزيزتي

في انتظار التكملة

Miss Cati 11-01-09 12:56 AM

روعة
وننتظر الباقي لا تتاخرين علينا

فتى الظل 12-01-09 04:57 PM

رائعة ......

انتاظر البقية ...

الماسه نجد 14-01-09 10:56 PM

ننتظر التكمله يسلمووووووووووووووووو

شوق المملكة 15-01-09 01:29 AM

روعه كمليها بليزززز

rkouch fola 17-01-09 05:31 PM

رواية حلوة كثيييييييييييييير ننتظر التكملة

rkouch fola 20-01-09 01:40 PM

رواية رائعة مرسي اختي في انتظار التكملة

خوانيتا 22-01-09 10:11 PM

فين التكملة يا روز شوقتينا واتأخرت علينا:confused:

شوق المملكة 27-01-09 10:26 PM

ياعسل وينك.....

ان شاء الله المانع خير ... ننتظرك

,,pink,, 30-01-09 05:53 PM

وين التكمله ياعسوله

في انتظارك لاتتأخرين علينا

عذاب روح 06-02-09 08:53 AM

الغالية بليييز لا تطولين علينا تراه بعدين بنمل وماراح نهتم للقصة كثير إذا تأخرتي

hend720 11-02-09 09:47 AM

التكمله؟ فيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين التكمله بسرعه

al hikma 17-02-09 09:34 PM

:55: رائعة سأحملها حتى أكمله غدا في طريقي للعمل لك مني أجمل تحية

,,pink,, 18-02-09 01:06 AM

اهي اهي اهي

وين التكمله يالغاليه ؟!!!

الماسه نجد 22-03-09 02:01 AM

ليش تاخرتي علينا بليييز نزليها بسرررعه

,,pink,, 05-04-09 04:13 PM

بنات اذا في وحده عندها الروايه تكملها لنا

لأني دورتها بالمتكبه ومالقيتها

rayadeeb 24-05-09 07:31 AM

ارجو ان تكملي الروايه لان كلش حلوه

Lovely Rose 24-05-09 01:40 PM

معلييييييييييييش يا بناااات

والله أنا من جد آسفة ... وعاااااااارفة اني طولت مررررة كتير:o

بس الظروف هي السبب .. مرة ما كان عندي وقت بسسب دراستي وشغلي

وعشاااااانكم باحلوووووبن .. قررت أنزل اليوم

الرووووووووواية كلها:)

Lovely Rose 24-05-09 01:43 PM


3-لغة الجسد الخائنة


كان العشاء رائعا كما تو قعته مارشا ، فحنة طاهية ممتازة ، وعندما أخذت أنواع الطعامتتوالى ، لاحظت مارشا أن تايلور قرر أن يكون مرافقا ممتازا.
تحدث عن أشياء شتى، و تصرف ببساطة و عفوية ، لكن مارشا استمرت تذكر نفسها بألا تنخدع بمظهره الكسول و عدم تجهمه.إنه تايلور ، وكانت قد نسيت ذلك عنه عند مجازفتها تلك.لقد عاشت مع هذا الرجل عاما و نصف ، وعرفته قبل ذلك بحوالي تسعة أشهر ، فعرفت عمه شيئا واحدا ، وهو أنه عندما يهدف إلى شيء يكرس له كل جهوده ، كما أنه عديم الرحمة عندما يرسد شيئا. وحاليا هو يريدها.
منتديات ليلاس
كانت المائدة مجهزة لشخصين و مزينة بالشموع و الورود و الفوط المعطرة. وكانت حنة تقوم بخدمة المائدة بصمت و تضحك لمارشا كلما نظرت هذه إليها. وكان مشهد إغراءا باردا ، كما حدثت مارشا نفسها.
و تايلور خصص ظرفه و سحره ليكسب مساعدة حنة له.ما الذي أخبر به مدبرة منزله عن انفضالهما؟ ليس الحقيقة بكل تأكيد. وهي تراهن بحياتها على ذلك.
بعد تناول الحلوى الفاخرة ، قررت مارشا أن هذا يكفي.لقد حكت لتوها عن حادثة مسلية جرت في العمل هذا النهار ، وعندما ضحك رأته جذابا للغاية. و أفسدت دلائل الخطر في كل شيء.
ثار غضبها ، ما الذي تفعله ؟و ما الذي جعلها تصل إلى هذا الوضع الداعي للسخرية ؟ لقد عاد تايلور إلى حياتها بكل مهارة و تركته يغريها بتناول العشاء معه و في بيتهما الزوجي.لا بد انها فقدت صوابها.
-ماذا حدث ؟
رفعت نظرها لتواجه عيني تايلور غير المقروءتين محاولة أن تخفي الذعر المفاجئ على ملامحها و سألته ببرودة مصطنعة : "عفوا ؟"
-أظننا عدنا فجأة إلى تسوية الحساب بيننا ،هل هذا صحيح ؟و لماذا؟
هل لديه فكرة عن مدى جاذبيته ؟ وبللت شفتيها الجافتين.
و لكن طبعا هو يعلم ، فقد نشأ تايلور في أكثر الأحياء فقرا من أم سكيرة و أب لا يكاد يراه ،ما جعله يعتاد استغلال و سامته الخارقة و ذكائه الحاد في عمر مبكر.لقد ترك بيته و هو في الخامسة عشرة من عمره ، وبدأ عمله عمله الحالي في الثامنة عشرة بمال تسوله و استدانه.وفي العشرين من عمره أصبح في وضع يمكنه من أن يعطي سوزان أخته التي تصغره بأربع سنوات بيتا بعد أن ماتت أمهما و هجرهما والدهما إلى الأبد.
و في الثالثة و العشرين كان قد جمع المليون الأول الذي تبعته الملايين الأخرى.كان رجلا عصاميا و هو الآن في الخامسة و الثلاثين من عمره و ذو اسم محترم و مخيف معا لعدم رحمته.
لكنه لم يكن عديم الرحمة معها قط.جاءتها هذه الفكرة من مكان ما فقاومت تأثيرها المثبط لعزيمتها ، لكن علاقاته الخفية بنساء أخريات هي أسوأ ما يمكن من انعدام الرحمة.كانت سوزان واثقة من أن هناك أخريات قبل تانيا، وحتى إن لم يكن ، فخيانة واحدة تكفي.
و قالت بجفاء :"ليس لدي فكرة عما تعنيه.فنحن لم نغير موقفنا من بعضنا البعض منذ البداية.دعوتني إلى العشاء لأن..."
و سكتت فجأة...لماذا دعاها بالضبط؟
فقال برقة :"لأنني أردت أن أكون معك؟"
فقالت : " لأنك أردتنا أننفترق بشكل مهذب"
فقال بابتسامة جافة: "لماا تزيدين حدة الكلام كلما تقدم بك الوقت؟ لا أرى أن شيئا تغير ؟
حملقت فيه .إذاكان هنا من يعاني من تغيير الحقيقة فهو هي : " الآن إسمع..."
- بل أنت من يسمع يا زوجتي العنيدة.
قال هذا و هو يقف بسرعة و ليونة كعادته ، وقبل أن تنتبه كان قد أوقفها على رجليها ، ممسكا بمرفقيها : " أريد أن نناقش هذا الأمر إلى النهاية "
فقالت غاضبة لتأثير قربه منها على هدوئها النفسي : " لا أريد أن أناقش شيئا.ما من شيء ليقال أو يناقش "
-ربما معك حق في هذا.ألا يقول المثل "الفعل أفصح من القول ؟"
و كانت عيناه تشتبكان بعينيها ، وبينما قوست ظهرها إلى الخلف ، لكنه بحركة سريعة خبيرة ، جذبها إليه ووضع ذراعه حول عنقها.
قاومته بصعوبة فأدركت أنها تقاوم نفسها بقدر ما تقاومه...لأنها في الحظة التي لامستها أصابعه تملكتها مشاعر محمومة إلى حد أخافها أكثر من شيء آخر.هذا هو الرجل الذي خانها و حطم قلبها ثم عاد إلى حياتها و كأن لديه الحق في ذلك.و عليها ألا تذعن له. لكن رغبتها فيه لم تخمد عما كانت عليه حين تعرفت إليه للمرة الأولى.
و تملكها اليأس فلطالما كان مسيطرا آسرا.
أسكرتها رائحته و حاولت جاهدة السيطرة على المشاعر التي كانت تعصف بجسدها.مضى وقت طويل منذ كانت بين ذراعيه بهذا الشكل ، و كانت لمسته متلهفة و لكن ليست قاسية و مع ذلك عندما نجحت في إبعاد نفسها قليلا ، شهقت قائلة : "أنت تؤلمني ، دعني "
بقي لحظة يحتضنها ما أمكنها أن تشعر بكل ذرة من جسده القوي المسيطر ، ثم بآهة خافتة ، نزع يديه عنها.كان يتنفس بصعوبة، والرجفة التي شعرت بها في جسده انعكست في جسدها.رأت صدره يعلو و ينخفض و هو يحاول السيطرة على نفسه...في حين أصبحت هي الآن تقاوم رغبة مدمرة في أن تعود لترتمي بين ذراعيه
حدثت نفسها أن أفضل سبل الدفاع هو الهجوم فقالت متجاهلة جسدها المرتجف : " كيف تجرؤ على إرغامي؟ أقسم بأنك إذا أقدمت على ذلك مرة أخرى ، سأصرخ بأعلى صوتي.حتى حنة ربما تترك العمل عند رجل يرغم النساء"
تأملها بصمت فترة بدت دهرا ، و قد دس يديه الآن في جيبي بنطلونه ، ثمقال بابتسامة هازلة:" يخيل إلي أن السيدة تحتج بقوة"
إنه حقا أكثر الناس إغاظة.لماذا لا يغضب لما قالته بل يقف و قد بدا عليه السرور البالغ ؟ هذا المتغطرس الخداع الخائن؟ وحاولت أن تقلد اتزانه و هي تقول : " لا تدع غرورك ينملكك يا تايلور ، فأنا أعد الدقائق وليس الساعات لأتحرر منك و إلى الأبد "
أسكتهما دخول حنة بصينية القهوة و الكعك اللذيذ.نظرت إليهما معا دون تعليق ، رغم أن الجو لم يكن يحتاج إلى الكثير من الفطنة لتعرف أنه متتر، ولم تعرف مارشا ما إذا كانت حنة لاحظت شيئا عليهما.
كانت مارشا جالسة عندما انفتح الباب ، لكن تايلور كان واقفا بجانب كرسيها حتى غادرت حنة الغرفة ، عند ذلك سار إلى النافذة ثم أخذ ينظر إلى ظلام الليل.
حدقت مارشا في كأسها و هي تتساءل عما جعلها ضعيفة ميالة للبكاء.أرادت أن تهزمه فلماذا لم تستطع أن تتدبر أمر مشاعرها كما استطاعت أن تتدبر سائر شؤون حياتها؟
إنها تشعر بالتوتر يتصاعد فتساءلت إلى متى ستتمكن من تحمل هذا الصمت.لكنها لن تكون البادئة بالكلام.يا للغباء!...ربما هذا شعور صبياني ، لكنها كانت بحاجة إلى نصر مهما كان ضئيلا للتغلب على تايلور.
- أتحبين أن نأخذ قهوتنا إلى الخارج ؟
قال لها هذا بصوت طبيعي عادي تماما فأزشكت أن تطرحه أرضا لهدوئه البالغ و برودة أعصابه.
هزت كتفيها دون مبالاة بينما تشابكت أعينهما :"كما تشاء و لكن علي أن أذهب.لدي اجتماع هام في الصباح "
رفع عينيه مستفهما و هو يرفع إبريق القهوة.
-جيف ، رئيسي في العمل يريد أن نتناقش بعض الأفكار عن فيلم وثائقي كنا نبحثه.لقد أعطوني رزمة من المعلومات ، لكنني بحاجة إلى ترتيبها بشكل مناسب لكي نبيع الفكرة.
كانت غافلة عن مقدار الحيوية التي بدت في صوتها و هي تتحدث عن عملها الذي تعشقه ، لكنه كان قد توقف عن سكب القهوة و هو ينظر إليها قبئلا : " أأفهم من ذلك أنك مساعدته "
فأومأت.كان في اختياره لها لهذه الوظيفة المرغوبة من كثيرين ،ما شجعها و رفع من معنوياتها.
والسبب الرئيسي في ذلك أن جيف كان قد تذكرها حين كانت غير متزوجة ،وذلك حين كانت تتدرب على أن تكون مخرجة أو مديرة انتاج تلفزيوني. ورغم أن تعارفهما كان قصيرا للغاية ، لكن يبدو أنه تأثر بها.
كان قرارها أن تترك الشركة الأخرى بعد زواجها ، لأن الدوام و الإلتزام بمشروع الخمس سنولت ذاك ، كان غير مناسب اجتماعيا ، وكانت تريد أن تكون مع عريسها قدر إمكانها من الوقت ، وهو كان قرار ندمت فيما بعد على اتخاذه ندما مرا.
دراسة اللغة الإنكليزية في الجامعة و الدراسات المتعلقة بها ، رفعتها إلى درجة سامية في حقل المعرفة عند التخرج.ومنحها هذا سبيلا إلى تخطيط البرامج و هو مركز لا يفوز به سوى قلة من آلاف المتقدمين إليه ، و إذا بها تلقي بكل هذا بعيدا.و لولا الفرصة التي سنحت لها للعمل مع جيف لوجدت نفسها الآن تعد الشاي و تمسح الغبار.
- أنا مسرور لأجلك.
صوته الهادئ أخرجها من أفكارها و استقرت عيناها على وجهه الجاد.فأدركت أن ما كان بينهما من انجذاب ما زال موجودا ، وكرهت القوة التي يمنحه إياها ذلك ، فقالت بصوت تعمدت أن يكون هادئا :
"أحقا؟"
- حقا.
كان مشبكا يديه على صدره و هو يتأملها بعينيه الفريبتي الجمال اللتين اعتادتا أن تنفذا مباشرة إلى روحها.
فقالت مجمدةعينيها : "سامحني ، لكنني أرى من الصعب تصديق ذلك"
-أنا أسامحك ، وهذا لأنني أفهم الآن كم أنت هشة خلف مظهرك الرائع الجمال هذاو كم تفتقدين للأمان.
هاهو يقول مجددا إنها تفتتقد للشعور بالأمان! لو كرر ذلك مجددا فلن تكون مسؤولة عن تصرفاتها!
- كان خطأ منك أن تتخلي عن عملك حين تزوجت ، لكنني لم أدرك ذلك إلا بعد فوات الآوان.إنك بحاجة إلى الإحساس بقيمة الذات التي يمنحك العمل إياها.ظننت أنني سأكون كافيا لك لأمنحك كل ما تريدين ، لكن ذلك كان مبكرا.
- توقف عن تحليلك النفسي هذا يا تايلور.الأمر بسيط للغاية و هو أن الخطأ الذي اقترفته هو أنني وثقت بك.
- لاشيء بسيط بالنسبة إليك كما ادركت أنا و دفعت الثمن.
و ناولها فنجانها دون اهتمام بما قالت ، وهو يتابع : " لطالما ظننت أن المتهم بريئ حتى تثبت إدانته ، فأين برهانك ؟ "
واجهها بهذا السؤال فجأة ، فقفزت و كأن حشرة لسعتها ، ولكن رغم أمها نظرت إليه بعنف ، إلا أنها لم تقل شيئا.
- حتى أنك لا تأذنين لي أن أتحدى الشخص الذي تسبب في تحطيم زواجنا.
فأجابت بسرعة : " يمكنك أن تتحدى تانيا في أي وقت "
- تانيا بريئة مثلي من كل التهم.
ووضع كوبي القهوة مع الحليب و السكر و الكعك على الصينية و حملها مشيرا إلى الحديقة : "هل نذهب ؟ "
مرت به و تجاوزته خارجة من الغرفة ، و استمرت إلى الردهة و منها إلى غرفة الإستقبال ، ومن هناك خرجت إلى الحديقة ، واشتعلت الأضواء بحركة آلية و هي تتابع إلى الفناء الداخلي.صوت خرير المياه المتساقطة من النافورة ذكرها بالوجبات الكثيرة السعيدة التي اعتادا أن يتناولاها في الهواء الطلق ، لكنها رفضت أن تنجر وراء هذه الذكريات.
سارت إلى الطاولة الخيرزانية و الكراسي المغطاة بالسائد التي كانت قد اشترتها هي و تليلور بعد زواجهما مباشرة، رغبة في تناول الطعام خارج الجدران بين الأشجار و السور الحجري القديم.كانت أحواض الزهور مزركشة الألوان ، وكان شذاها يعطر الجو حولها ، و كانت السماء مخملا أسود مرصعا بالنجوم.
لم تتكلم عندما وضع تايلور الصينيةعلى المنضدة و جلس. ولكن عندما أراد أن يضع السكر في كوبها قالت : " أنا أشرب القهوة مرة الآن ، شكرا "
رفع حاجبيه متفاجئا : " ألست ملكة السكر؟"
- إننا نشرب القهوة في العمل طوال الوقت ، فتعودت عليها هكذا.
كان شيئا سخيفا ، لكنها شعرت بالسرور لأنها أدهشته و قال ساخرا : " أرى أن علي ألا أفترض شيئا "
وجعلها قوله تشعر و كأنها تتصرف بشكل صبياني.
لكنها تغيرت في العام و النصف الماضيين ،كما أخذت تفكر...وتناول القهوة مرة هو أقل مظاهر ذلك.
- تماما.
أجابته بذلك بهدوء و كأنها لم تلحظ التغير في صوته.
و تجاهلت الإبتسامة التي لوت شفتيه ، برباطة جأش كانت مزهوة بها
كانت تحيط بالطاولة ست كراسي ، لكنه اختار أن يجلس بجانبها كما توقعت ،و الآن كان قريبا منها بحيث كادت كتفه تحتك بكتفها.
جاهدت للإسترخاء ، مصممة على ألا تدعه يشمت بها إذا علم بتوترها.
و بعد لحظات قالت : " ماذا عنيت عندما قلت إنك تعلم كل شيء عني منذ انفصالنا ؟"
كان هذا في ذهنها طوال المساء كما تذكرت الآن بشيء من الدهشة و هي تسمع نفسها تقول ذلك.
- كنت أعني ذلك بالضبط.
لن تدعه يفلت منها بهذا القول الموجز.فقالت و هي تنهي قهوتها :
"هذا ليس جوابا"
- طبعا جواب.
و التفت إلى وجهها ، لكنها أبقت عينيها على الحديقة المعتمة : " هل ظننت حقا أنني كنت سأدعك تخرجين من البيت و من حياتي أيضا ؟"
فارتجفت : "من...؟ كيف؟..."
لن تعرف تماما كيف تقولها ، و لكن يبدو أنه فهم ما تحاول أن تقوله.تحرك في كرسيه و بسط ساقيه أمامه ، وعندما داعبت أنفها رائحة العطر الذي يضعه ، كادت أعصابها تحترق.
ثم قال بليونة : " لقد استخدمت شخصا لذلك.هل من مشكلة؟"
-نعم ، هناك مشكلة ! و هتفت بصوت حاد جعل بعض الطيور تنتفض في أعشاشها في الأشجار المحيطة :
- كنت تراقبني كالمجرمين ؟
فقال بهدوء و عينيها في عينيه : " لا تكوني طفلة !أردت أن أتأكد من أنك على ما يرام ، وهذا كل شيء.أنت زوجتي و مسؤوليتي"
- كفاك هراءا !
طقطق بلسانه بعدم استحسان و هو ينظر إليها ، و تملكها الأسف لأنه لم يتبق قهوة في كوبها لتقذفه بها.
ووقفت و عيناها تلمعان : "أريد أن أذهب الآن"
- طبعا.
و تحيرت و هي تراه يقف متكاسلا : " التاكسي في الخارج منذ دقائق.لم أظن أنك ستحبين أن تتأخري عن عملك صباحا "
- من هو الذي وضعنه ليتجسس علي ؟
رعم رغبتها في أن تندفع خارجة كالعاصفة و أنفها مرفوع ، إلا أنها كانت حقا تريد أن تعلم.
- ليس (هو) بل (هي) ، و هي من إحدى أفضلالشركات سمعة في البلاد. و المسألة ليست تجسسا.كانت فقط تتأكد من فترة لأخرى من أنك لا تعانين من أي مشكلة ، و أن كل شيء على ما يرام.هذا كل ما في المر.
فقالت و السخط يقطر من عينيها :" و من و إلى أين ذهبت و مع من ؟ "
فقال بهدوء رائع : " طبعا ، فأنت زوجتي."
- إننا منفصلان.
- أنت ما زلت زوجتي يا مارشا.
نظرت إلى عينيه الكهرمايتين القاسيتين و قالت و هي ترتجف : " لن أسامحك أبدا لهذا ، أن ترسل من يتجسس علي و كأنني أنا من أخطأ..."
و تمنت من كل قلبها لو أنها قابلت أحدا في الأشهر الماضية...لو أنها ذهبت في موعد غرامي أو اثنين...لو أنها عبثت قليلا...أي شيء يجرح غرور العملاق.
هز كتفيه بملل : " وهذا يشكل حماقة أخرى تضاف إلى القائمة...أليس كذلك ؟"
- ويبدو أنك لا تهتم بحماقتك.
قالت هذا بحدة غاضبة من تصرفاته المرتجلة و عدم ندمه.
- إذا كنت تشيرين إلى علاقتي المزعوكة مع تانيا ، فقد أجبت بأنني بريئ ، هل نسيت ؟
حملقت فيه و هي تتساءل كيف أمكن أن يؤثر هذا الرجل عليها ، حتى و هي تعلم بالضبط ما الذي يهدف إليه ؟عليها أن تتمكن من تجاهل غطرسته ، لكنه يثير أعصابها بشكل لا يطاق : " أريد أن أن تأمر بتوقيف الكلب البولسي "
- أشك ان امرأة رائعة الجمال موضوع حديثنا ستقبل بأن تدعى كلبا.
إنه يهزأ منها! و حدقت إلى الوجه الصلب و هي ترتجف سخطا ، ثم قالت بقوة : " يمكنني التفكير في أشياء أسوأ أطلقها عليها "
- لا أشك في ذلك.
- أتعلم هي من أي نوع من الرجال تعمل معه ؟
فقال و هو ينظر إليها بكسل : " أظن ذلك.أنت تقتربين من الجزء الأهم"

Lovely Rose 24-05-09 01:44 PM

تكلمة الفصل الثالث


- بشكل كبير.
- هذا ما أشك فيه.
و أمسك بذراعها يوقفها أمامه و ينظر في عينيها بعمق و هو يقول :
" ولكن قبل أن أنتهي ، ستعلمين يا مارشا ، هذا وعد مني"
- دعني.
ووقفت في قبضته متصلبة و هي تحملق فيه غاضبة.
- لا أحب أن أخضع لقوة وحشية.
- قوة وحشية؟
و اخترقتها عيناه الثاقبتان : " أحيانا أتساءل من أي كوكب جئت ؟ "
رفضه التام لتقبل أي لوم على تصرفاته أثار غضبها البالغ : " أنت أحقر من الحقارة نفسها... أتعلم ذلك؟ أنا أكرهك..."
قالت هذا بمرارة و صوت كالفحيح.لكن أي شيء آخر كانت ستقوله قطعه عناقه لها ، فتلاشت مقاومتها بالرغم من كل جهودها في أن تبقى منيعة.
أدركت أنها كانت تذوب بين ذراعيه حتى لم تعد تستطيع أن تمنع تجاوبها أكثر مما تستطيع حبس أنفاسها.و أصبح الحاضر و الماضي منسيين عندما استولى سحره على حواسها.
و ضع تايلور ذراعا حول خصرها بينما أمسك بيده الخرى شعرها الحريري.شعورها بتايلور جعل فيضا من الذكريات يتدفق إلى ذهنها.
كانت عيناها الآن مغمضتين و قد امتزجت الألوان بالمشاعر و هي تمنح نفسها كليا للمساته الساحرة.
كان قوي العضل صلب الجسم فياض الرجولة.و عندما طافت يداها فوق كتفيه العريضتين و صدره القوي ، أدركت أنها تركت نفسها تنقاد وراء سحره، فوجدت القوة لتدفعه عنها.
تراجعت و ساقاها ترتجفان لا تكادان تحملانها : " لا ، لا اريد هذا"
لم يأت بحركة نحوها و إنما رفع حاجبيه : " ليس هذا ما يقوله جسدك"
حدقت إليه ، معترفة بينها و بين نفسها بأن كل ما شعر به جسدها منإحساس أثناء عناقهما سجلته أعصابها.
فقالت بحذر : " أنا لا أقول إنني لست منجذبة إليك جسديا ، لكن ذلك شيئ مختلف تماما."
- أنت خسرتني.
قال هذا متساهلا لكنها لم لم تصدقه ، فالتساهل ليس من صفاته.فقالت بحزم : " لم نعد عشيقين يا تايلور.هذا ما أقوله"
- كنا متزوجين ، هل نسيت ؟ أم علي أن أقول إننا الآن زوجان ؟ و لم يبد عليه التساهل.
سوت ثيابها بلأصابعها المرتجفة ، غاضبة من نفسها لإذعانها بسهولة لما بدا أنها مؤامرة من جانبه.ظن أن ليس عليه سوى أن يطلق سحره لتنهار على قدميها ، كما فكرت ساخرة.
- أظن الوقت حان لأعود إلى بيتي.
قالت هذا رافعة الرأس ، متلهفة لإخفاء الحس المحرق بالخزي الذي تملكها.
- أنت في بيتك الآن.
- أنت تعلم ما أعنيه.
-تعنين أنك تريدين العودة إلى ذلك الصندوق الصغير الموحش الذي تسكنينه ، أليس كذلك؟
تراجعت بذعر لهذه الإهانة لبيتها الذي أثثته بكل عناية : "تقول إن السيارة تنتظر؟ "
سألته بكرامة ملأتها سرورا فيما بعد عندكا فكرت فيها.
فقال و الهزل قد عاد إلى صوته : " هذا صحيح"
فقالت ببرودة :" شكرا للعشاء.لكني مضطرة حقا إلى الرحيل الآن "
- سأخبر حنة بأنك راحلة.ستودعينها أليس كذلك؟
قال هذا باستخفاف فقالت : " طبعا ، فأنا لم أتشاجر مع حنة"
و قطبت جبينها و قد آذاها أن يظن غير ذلك.
- سيريحها جدا أن تسمع منك هذا.
قال هذا ساخرا فقالت : " أنا أكرهك "
- هذا ثالث مرة أسمع منك هذا اليوم.هل تحاولين أن تقنعيني أو تقنعي نفسك؟

Lovely Rose 24-05-09 01:47 PM


4- الثلج و النار


استيقظت مارشا في الصباح باكرا جدا بعد ليلة جافاها فيها النوم.أعدت لنفسها القهوة ثم حملت كوبها مع غطاء لفت نفسها به و جلست على شرفتها تراقب بزوغ الفجر.
أصر تايلور اليلة الماضية على أن يرافقها إلى بيتها ، رغم كل ا حتجاجاتها ، لكنه، بخلاف ما توقعت ، لم يفعل أكثر من إمساك يدها أثناء رحلة العودة إلى بيتها. وبعد أن أخبر السائق بأن ينتظر ، رافقها إلى المبنى ، ثم صعد معها إلى طابقها.عند ذلك واجهته بتمرد ، منتظرة تصرفه الذي كانت واثقة من أنه سيقوم به بعد ذلك العناق في بيته ، لكنه أومأ لها فقط دون أن يبتسم حالما فتحت بابها الأمامي ، متمنيا لها ليلة سعيدة ، ثم رحل.
أين أصبح وضعها ؟ أخذت تتساءل الان و عيناها المتعبتان تنظران إلى السماء الوردية أمامها و كأن لديها الجواب.
هل اعترف بالهزيمة ؟ هل سيتركها الآن وحدها بعد أن أوضحت له تماما شعورها الذي ما زالت عليه ؟
انهت قهوتها و أراحت رأسها إلى الخلف و أغمضت عينيها.كانت على صواب بشأن كل هذا...شأنه و شأن زواجهما ، وتانيا و كل شيء .أترغها كذلك ؟ ولكن طبعا كانت كذلك.
لا بد أنها كذلك !التعاسة التي عاشتها طوال العام و النصف الخير لا يمكن أن تكون عبثا.لقد خانها مع تانيا في ألمانيا حتى و لو لم يكن قد فعل ذلك من قبل.لكنه كان يبدو صادقا.
وفتحت عينيها و هي تسمع حركة السير تزداد في بعد أن بدأت المدينة تستيقظ. ولكن...كان دوما قادرا على إقناع اخرين.
وهذه إحدى المواهب التي جعلته يرتفع من الحضيض إلى قمة الثراء في وقت قصير.
تململت مكانها ، وجذبت أصابع قدميها إلى تحت الغطاء، كان من المفترض أن يكون هذا النهار حارا ، لكن الصباح باردا دوما.
هي ما زالت تحبه ! هذه الحقيقة التي تراودها في نومها و التي لا يمكن نكرانها في ضوء النهار. وستحبه دوما!
هذا الحب الذي كان نعمة من السماء حين كانا سعيدين معا ، سصبح عبئا ثقيلا على كاهاها.ولأنها تحبه إلى هذا الحد لا يمكنها العودة إليه أبدا.
نهضت و هي تهتز ألما ، وتركت الغطاء على الكرسي و عادت إلى غرفتها لتعد كوب قهوة آخر.
كانت كل خلية في جسدها تشعر بتايلور الليلة الماضية ، وهذا وحده أنبأها بأن عليها أن تكون قوية. لقد سبق و أمضت أيامها و لياليها تبكي على فراقهما و لكن هذا انتهى الآن.ربما لو كانت من نوع آخر من النساء ، امرأة بإمكانها أن تغض الطرف عن علاقات زوجها العابرة ، ولو أنها لم تحبه إلى هذا الحد لاختلف الأمر.و لكن ، وحبها بهذا الشكل ،سيدمرها تايلور.
هي لا توي أن تمضي حياتها مراقبة تايلور و عشيقته التالية ، أو ما هو أسوأ، كما هو الحال مع امرأة تعرفها ، تمضي لياليها تبحث في جيوب زوجها عن أدلة خيانة.
منتديات ليلاس
أحاطت فنجان القهوة بيديها الباردتين تدفئهما رغم البرودة التي كانت تزداد في داخلها.كانت ساذجة ذات يوم لتصدق أن هناك حقا نهاية سعيدة للمحبين ، كما هي في الحكايات.في عالم الذئاب هذا...لكنها أضبحت الآن أكثر حكمة، وهي لن تقترف الغلطة نفسها مرة أخرى.
لقد تركها تايلور الليلة الماضية دون كلمة ، وهذا من حسن الحظ.فقد وصل إليها رغم كل جهودها في إبقائه بعيدا عنها ، واخترق الجدار الذي أقامته حول مشاعرها بنفس السهولة التي يقوم بها دوما ، لكنها ستحرص على ألا يحدث ذلك مرةأخرى.لم تكن واثقة كيف ستتدبر الأمر، لكنها ستتمكن من ذلك إذا تقابلا مرة أخرى.
أنهت قهوتها وحملت الغطاء إلى الداخل وبعد أن رتبت الغرفة و اغتسلت و سوت شعرها و زينت وجهها بسرعة ، وارتدت طقما ليلكيا ضيق التنورة.لم يكن من عادتها ارتداء ملابس كهذه في المكتب ، لكنها كانت تتوقع اجتماع العمل ذاك.
و عندما عادت إلى المنزل ، كانت الساعة لا تزال السادسة والنصف ، لمنها أرادت أن تتيح لذهنها أن يصفو بالذهاب إلى العمل سيرا على الأقدام ، ووصولها باكرا يجعلها مستعدة تماما لذلك الإجتماع.
كان صباحا رائعا و الشمس تغمر الشوارع ، وبرد الليل جعل جو المدينة نظيفا نقيا.لقد اعتادت ، في كل صباح كهذا ، أن تتناول الفطور مع تايلور في الفناء الداخلي مرتدين معطف الحمام، وتغريد الطيور الرتيب فوق رأسيهما يمتزج بضحكاتهما و رائحة الفطائر الساخنة التي كانت تعدها حنة.و منذ رحيلها لم تستمتع بعد ذلك ، بأكل الفطائر.
قطبت حاجبيها و غاظها أن تدع ذكرياتها تتطفل على ذهنها هذا الصباح.عليها أن تركز اهتمامها على عملها فقط و هي تعرف ذلك و بالتالي لا جدوى من هذه الأفكار العاطفية الحمقاء.
تباطأت خطواتها قليلا عندما اقتربت من مبنى التلفزيون.وتملكها اضطراب داخلي و هي تواجه احتمال أن يصبح زواجهما قريبا خبرا في برنامج أخبار المجتمع.
لكنها لن تقلق لهذا الأمر كما أنه ليس من شأن أحد غيرها على كل حال.ستفسر لبيكي الأمر فهي مدينة لها بذلك ، و لكن ليس لغيرها إذا دفعه الطيش للسؤال.
و في مكتبها خلعت حذاءها العالي الكعب وسترتها ، و سرعان ما استغرقت في عملها الكتابي عن قصة باكستر.
وصلت بيكي عند الثامنة و النصف فاقترحت عليها مارشا أن تتبادلا الحديث في وقت الغذاء لتعود بعد ذلك إلى أوراقها.
في العاشرة دخلت إلى الإجتماع بادية الثقة بالنفس وبعد نصف ساعة علمت أنها استحوذت على اهتمام الجميع...
الجميع باستثناء بينيلوب! عينا المرأة الزرقاوان الباردتان كانتا أول ما رأت حال دخولها القاعة و عندما ابتسمت لها تجاهلتها بينيلوب فأدركت مارشا أنها لن تكون المفضلة لديها.
قالت بينيلوب و هي تنظر حولها رافعة حاجبيها : " لا أدري إذا كنا مضطرين إلى أن نأخذ مجرد خليط معلومات متعددة المصادر مثل "مانن ديل" و نطبقها على هذه المعلومات الضئيلة.لا نريد دعوى قضائية أخرى.كيف لنا أن نعلم أنهم أرغموا تشارلز باكستر على التنازل عن أعماله؟ وحتى إذا...إذا فعلوا ذلك... فهذا لا يعني بالضرورة أنهم فعلوا الشيء نفسه من قبل"
- انا غير موافق.
غال جيف نورث هذا بحزم و على وجهه دهشة لا تخاذها هذه الوجهة في خطة كان هو قررها من قبل : " من الحقائق التي أحضرتها مارشا هذا الصباح ،اتضح أن صفات قذرة و اضحة ألقت ظلالها على نجاح مانن ديل منذ اليوم الأول.لكن هذا العمل الأخير مع باكستر انتهى بموت الرجل ، ونحن علينا أن نعيد هذا إلى الساحة و لهذا نحن هنا"
- همهم.
و نظرت بينيلوب إلى المدير المنفذ في القاعة ، الذي رئيس جيف : " أتظن أن مارشا جمعت ما يكفي من المعلومات يا تيم ؟ أخشى أن تكون...حماستها للقصة جعلتها تتخبط بشكل عشوائي نوعا ما "
وضع تيم يديه على الطاولة أمامه يتأملها فترة قبل أن يرفع نظره.لقد عمل مع بينيلوب أكثر من عشر سنوات و يعرفها جيدا.إنها الآن ، لأمر ما ،تلاحق مساعدة جيف ، وعندما تكون بهذا الشكل ، تصبح منفعلة غاضبة.القصة جيدة و كلهم يعلمون ذلك ، لكنهم أرجأوها أسبوعا أو اثنين بحجة ان الحصول على معلومات أخرى لن يضر القصة بشيء.
حتما لم يكن يريد أن يقف ضد بينيلوب ، فهما متفقان.تنحنح و قال متحاشيا النظر إلى وجه مارشا المتوهج : " ابحثي عن معلومات أخرى بكل تأكيد ، سندرسها بعد أسبوعين.و الآن ، هل هناك شيء آخر مادمنا مجتمعين؟"
فقالت : " نعم ،المعدات الجديدة التي كنا تفحصناها.لقد حصلت على معلومات دقيقة عنها الان ،وأحدها بالذات جيد ، "كين انترناشيونال"؟
ثم ،و كأنها أدركت فجأة أنها كانت تتكلم خارج دورها ،التفتت إلى الآخرين في الغرفة و قالت بعذوبة : " شكرا لكم جميعا ، لا أظننا بحاجة إلى احتجازكم أكثر من ذلك "
و في المصعد ، حك جيف رأسه بحيرة و قال لمارشا المتوهجة الوجه : " لماذا كل ذلك؟لجينا الكثير من المعلومات"
فقالت مارشا و قد قررت أن لا فائجة من التملص :" الذنب ذنبي ، فقد عملت بينيلوب أمس أنني متزوجة فجرحت كرامتها لأنها لم تكن تعلم بذلك من قبل"
- هل أخبرتها؟
- ليس بالظبط.
وتنهدت بعمق : " كين رئيس " شركة كين الدولية " هو زوجي يا جيف ، و كان هنا أمس مع بينيلوب "
- آه...
بقدر ما كانت تريد أن تقول إن حقد بينيلوب لا يؤثر عليها ، بقدر ما كانت تغلي غضبا بقية الصباح. فقد تم انتقادها ظلما و أهملت، وهذا كله ذنب تايلور ، كما حدثت نفسها غاضبة ، رافضة الا عتراف بالصوت الخافت في داخاها الذي قال إنها تظلمه نوعا ما.و لكن لو أنه لم يعلن أمس للجميع انهما متزوجان لما علمت بينيلوب عنها شيئا الآن و لكانت قصة باكستر في حقيبتها الآن.جرحها لإحساسه عندما عاملته بجفاء في حفلة الكوكتيلأمس كانت نتيجته أن بدت حمقاء هذا الصباح أمام الجميع.
هذا ليس عدلا ! و لكن ، من ناحية أخرى ، متى كان تايلور يعرف العدل ؟إنها تشمئز منه تماما و من بينيلوب أيضا ، و هما مناسبان تماما لبعضهما. وعند الغذاء ابتدأ الصداع يتملك مارشا و كذلك التوتر.
كانت واعية إلى النظرات السريعة التي كانت بيكي ترمقها بها منذ عودتها مع جيف من االا جتماع.لكنها لم تمنح سكرتيرتها فرصة لتفتح حديثا معها منذ أن أخبرتها بأنهم لم يوافقوا على قصة باكستر.
الآن ، عندما قالت بيكي لها بحذر إن بإمكانهما أن تتناولا الغذاء في يوم آخر إنشاءت ، شعرت بالذنب لدرجة هائلة. فأرغمت نفسها على الإبتسام : " كلا ، أبدا. وأنا آسفة لسوء طباعي طوال الصباح.هيا بنا نذهب الآن و إذا تأخرنا في العودة ، من سيهتم؟ "
فقالت بيكي ضاحكة : " أحسنت"
تعويضا عن نفورها ، صممت مارشا على أن تستضيف بيكي على الغذاء في "ليندونس" و هو مطعم صغيرمترف على مسافة قريبة من مكان عملها.و عند وصولهما ، جلستا إلى مائجة لشخصين ، و اتكأت مارشا إلى الخلف و تنهدت دويلا ،" آسفة على سوء طباعي اليوم"
قالت هذا بحسرة ، فأجابت بيكي : "لا تقلقي بالنسبة إلى قصة باكستر.الكل يعلم أنها جيدة و أن بينيلوب أصابتها إحدى نوباتها"
فقالت مارشا بجد : " سبب هذه النوبة يزعجني أكثر من القصة "
فسألتها بيكي و هي السريعة الحدس : " أتعنينه هو ؟ "
فأومأت مارشا ، و فجأة وجدت نفسها تخبر بيكي بكل شيء.و هو شيء لم تكن تنوي فعله على الإطلاق.حتى أنها أخبرتها عن نشأتها في الميتم ، و عن المحاولتين الفاشلتين في تبنيها ، و إذا كانت مقتنعة بأن أمها ستعود لأجلها ‘وعدم قدرتها على اتخاذ أصدقاء حميمين بعد صديقتها الحميمة في الميتم التي تبنتها أسرة.ولم تتصل بها قط بعد ذلك...أخبرتها القصة بكاملها و هما تتناولان السمك و السلطة مع البطاطا و انتهت قصتها أثناء انتظارها الحلوى.
- أوووه...
أدهشت بيكي صديقتها و هي تميل فوق المائدة تحتضنها بحرارة و عطف صادقين جعل عيني مارشا تغرورقان بالدموع بينما بيكي تقول : " و أنت ما زلت في السابعة و العشرين !"
لم تقل بيكي هذا للهزل و لكن سواء كان القلق البالغ على وجهها أم الحيرة في عينيها ، وهو ما جعل مارشا تضحك بدلا من البكاء ، فهذا ما لم تعرفه مارشا ، وقالت : " أشعر و كأنني أكبر بعشرات الشنين خصوصا اليوم.لقد استعدت حياتي لتوي ، و إذا به يظهر مرة أخرى"
فقالت بيكي : " بعض الرجال هكذا ، خصوصا اليوم.إذا كانوا بجمال مظهره.يظنون أن عليهم فقط أن يؤشروا بإصبعهم لترتمي النساء في أحضانهم"
فقالت مارشا بصدق : "لم يكن عليه حتى أن يرفع أصبعه"
كانت الحلوى لذيذة للغاية مع فطيرة البرتقال و القهوة ، وعندما دفعت مارشا الحساب كانت تعلم أنها وجدت صديقة حميمة جياشة العواطف.
لم يكن لديها أخت قط ، كما أخذت تفكر و هما تسيران فب الشارع المشمس ، ولكن لو كان لها أخت لتصورتها مثل بيكي تماما.
و عندما كانتا عائدتين بالتاكسي ، قالت بيكي مفكرة : " هل انت متأكدة تماما من أن الشخص الذي أخبرك عن تانيا قائلا إن هناك عديدات غيرها ، ليس لديه دافع للكذب ؟ "
أومأت مارشا.كانت هي الفكرة نفسها التي راودتها أكثر من مرة منذ الليلة الماضية.لكنها لم تعرف لماذا لم تخبر بيكي بأنها أخت تايلور التي أخبرتها بذلك..كان هذا الشيء الوحيد تاذي كتمته ، ربما لأنها وعدت سوزان بألا تخبر تايلور بإسمها ، رغم أنه لا يمكن لبيكي أن تخبره.
- ليس عليك أن تخبريني بلإسم ، ولكن هل هي امرأة من أخبرك ؟وعندما أومأت مارشا قطبت بيكي حاجبيها : " بعد رؤيتي لزوجك ، يمكنني أن اقول إن هناك عنصر شك إذن"
أخذت مارشا نفسا عميقا ثم تنهدت بإذعان.عليها أن تخبرها بهدوء:
- إمها أخته سوزان.و هي تحبه كثيراو هو كذلك لذا لا دوافع للكذب.
نظرت بيكي إليها و قد ازداد تقطيبها.لم تقل شيئا، لكن ملامحها أوحت بأشياء و أشياء.
فحدقت مارشا فيها : " ماذا؟"
- أنت لم تعيشي قط في بيئة عائلية لذا ربما لك نظرة مثالية إلى الأخوة.صدقيني أن كونك أختا أو أخا لا يجعل منك قديسة بالضرورة.هنالك كل أنواع التيارات الخفية في الطبيعة الإنسانية.عندما نلت درجة جيدة في الجامعة، وكانت درجة أختي الصغرى أقل بشيء بسيط ، بقيت ستة أشهر لا تكلمني.
- إننا نتحدث عن تحطم زواج هنا بيكي ، وليس عن استياء أخت لأن أختها أخذت درجة أفضل.
- آه، صدقيني ! بإمكاني أن أسرد لك قصصا أسوأ.ليس عن أختي ،لكن عن التنافس و الغيرة في الأسر.
فقالت مارشا بحماس : "كان بمثابة الأم و الأب لها طوال حياتها ، و هي تعبد الأرض التي يسير عليها.حتى زوجها تعتبره في الدرجة الثانية بعد تايلور"
فغضنت بيكي أنفها : " أحقا؟ هذا غير طبيعي"
- و كانت رائعة معي منذ اول يوم.حتى إنها كانت إشبينتي في عرسي.
- هذا لا يعني شيئا.أنا لا أقول إنها تكذب، يا مارشا ،لكن ذلك ليس مستحيلا ، لت شيء مستحيل.على الأقل فكري الآن في ذلك.
- لماذا ؟
قالت مارشا هذا و هي تقطب بحيرة إزاء عناد صديقتها.فأجابت بيكي بهدوء : " لأنك ما زلت تحبينه ، و نشأتك التي ذكرتها تعني أن هناك خبرة كبيرة للغاية تنقصك و هذا ما يجعلك ضعيفة "
فقالت مارشا بشراسة : " إياك أن تقول إنني أفتقد الشعور بالأمان"
-لن تخرج هذه الكلمة أبدا من فمي.
مرت بقية النهار و هي في دوامة من محاولة التعويض عما فاتها من العمل في الصباح ،ساخطة على معالجة بينيلوب المتغطرسة لعملها.في السابعة خرج كل من تعمل معهم عادة. و الصراع الذي لم يشفه الغذاء و الذي تخلصت منه طوال بعد الظهر بواسطة الحبوب المضادة للألم ، أصبح الان يرسل دفقات ألم إلى رأسها.
عندما خرجت من المبنى إل جو حزيران الدافئ ، أجفلت لواجهة عينيها أشعة الشمس الساطعة.لكنها عندما فتحت حقيبة يدها وجدت أنهانسيت نظاراتها الشمسية في البيت.هذا عظيم ، النهار يتحسنشيئا فشيئا و يبدو كأنه سينتهي بعد فترة طويلة.هذا و ضجيج حركة السير يهدر في رأسها المصروع.
- هل تتأخرين دائما في العمل بهذا الشكل؟
قفز نبضها بقوة و حبست أنفاسها و هي تلتفت لترى تايلور يقف إلى يمينها.كان يرتدي بنطلون جينز أسود و قميصا قصير الكمين بلون عينيه ، فبدا رائعا.ابتسم لدهشتها فبدت أسنانه الناصعة البياض القوية مناقضة لسمرة بشرته.
فكرت في جوابها لحظة أو اثنين بدلا من أن يخرج للتو بشكل (ماذا تفعل هنا؟!) و نظرا للصداع و اليوم الذي أمضته ، سرها الهدوء الذي قالت به : " لا بد أنك تعرف دوامي ما دامت الأنسة المخبرة الخاصة تزودك بآخر المعلومات عني"
- آه...
و استحالت ابتسامته المدمرة إلى ابتسامة عريضة لا أثر فيها للندم : " كان علي أن أتوقع الجواب"
كما أن ليس عليه أن يجرب سحره عليها ، فهو يحصل على عقد جيد ، هدية من بينيلوب المفتونة به ، بينما هي ستمضي أسبوعين من خيبة الأمل، محاولة البحث عن مزيد من المعلومات من مشروعها بينما الكل يعلم أن كل الطرق سلكت و هذا ليس ضروريا على كل حال.تفجر صداعها و بدا في عينيها ما جعله يجفل بشكل ملحوظ.
- ما بك ؟
تلاشت ابتسامته العريضة و أصبح صوته رقيقا عميقا و هو يمسك ذراعها ، ويقودها بعيدا عن طريق المارة الآخرين و يحجبها بجسمه و هما يقفان بجانب المبنى.
- إياك !
و نفضت يده رافضة لمسته : " مجرد صداع "
رأى وجهها الشاحب و ظلالالإرهاق تحت عينيها ،ثم سألها بهدوء : " كيف سار الإجتماع؟"
نظرت إليه مباشرة : "عظيم! اتهمتني بينيلوب أمام الجميع بالتباطؤ و بأنني لست أهلا لهذا العمل بينما هي تعلم أن القصة هي قصاص غير ذكي بسبب الأمس فكانت النتيجة تأخيلر القصة لأسبوعين آخرين"
- لا أرى في هذا نهاية العالم.
هذا كلام رجل يطلب أن يسير العمل عنده كالساعة ، ويريد أن يحصل على ما يريد في اللحظة التي يطلبه فيها.و أجابت : "حبيبتك لئيمة في العمل ، و أنا أكره أن أبدو حمقاء فقط لأنني زوجتك ، و إن كانت هذه الصفة لن تدوم طويلا"
تغيرت ملامحه حين سمع كلماتها و قال : " أولا ، هي ليست حبيبتي.ثانيا أنا أتفهم تماما خيبة أملك.ثالثا أنت بحاجة إلى حمام، ثم إلى عشاء خفيف و غرفة هادئة تنامين فيها حتى تتخلصي من كل هذا.موافقة؟"
بدا لهاهذا رائعا.لكنها لن تخبره بأنها ليست من الترف بحيث تملك في غرفتها بانيو تسترخي فيه.أو أن ثلاجتها لا تحوي شيئا غير خسة ذاوية و بعض المعلبات. : " تماما"
و أومأت برأسها باحتراس كيلا يزداد صداعها و هي تتابع : "و ا لآن ، سامحني ، لأنني أريد الذهاب إلى بيتي"
- هل تنوين المشي و أنت بهذه الحالة؟
لكنها لن تمشي و تايلور في أثرها : " سأستقل سيارة تاكسي"
ما قاله عن بيلينوب يشكل علامة استفهام ضخمة في ذهنها.إنها بحاجة لأن تنفرد بنفسها لتفكر.
قال بابتسامة مشرقة : "لا حاجة بك لذلك ،سيارتي هنا.بإمكاني أن أقاك إلى البيت بسرعة."
-لا أدري كيف أقول لك يا تايلور.لا أريد أن أركب سيارتك أكثر مما أحب أن أجدك بانتظاري حين أخرج من العمل.
لم يكن هذا صحيحا لكنه لا يعلم ذلك.
- لديك صداع فظيع يجعلك بحاجة إلى الإسراع إلى البيت و أنا لدي سيارة على بعد عشرة أمتار.المر يبدو واضحا جدا لي.
أشياء كثيرة تبدو واضحة له ، لكن ذلك لا يعني أنها واضحة حقا0أرادت أن تناقشه ، لكنها كانت متعبة للغاية.و فجأة بد لها من الأسهل ان تسمح له بأخذها إلى البيت وتنتهي من ذلك.فقالت : " لا بأس!"
- وبدت عليه الدهشة لاستسلامها.
- أنا اقدلر المنطق.
قالت ذلك بتهكم مبطن ، مصممة، رغم حالتها السيئة ، ألا تجعل الأمر سهلا عليه.
ما إن أصبحت داخل السيارة آمنة من العالم الخارجيالجهنمي بضجيجه ، لم تستطع أن تقاوم رغبة قوية في إغماض عينيها.ربما أفرطت في تناول الدواء بعد الظهر كما أقرت بصمت.شعرت بأطرافها مرهقة ثقيلة ،هذا إلى شيء من الدوار و الغثيان.
- أغمضي عينيك.سأسرع بك إلى المنزل.
و لم يكن في صوته بجانبها أكثر من دمدمة مهدئة.
لم تنتبه غلى أنها نامت ، لكنها عندما سمعت تمتمة أصوات و شعرت بيد رفيقة توقظها ، فتحت عينيها على وجه حنة القلق، و أدركت أنها لابد فقدت شعورها بالرضى كما أدركت بعد لحظة أن البيت الذي كان تايلور وعدها بأخذها إليه لم يكن بيتها هي.
نظرت منخلال باب السيارة المفتوح و لرأت الدرجات المؤدية إلى باب منزل تايلور.و زمجرت : " أريد الذهاب إلى البيت"
- أنت في البيت.
و بدا وجه تايلور بجانب وجه حنة.وكان عابسا ،: "صحتك سيئة بحيث اضطررت إلى أخذ نبضك مرتين لأتأكد من أنك ما زلت تتنفسين،ما الذي تناولته بحق الله؟"
- دواء وجع الرأس.آه و إحدى المظفات أعطتني حبتين مندوائها.
-فليشاعدني الله! لقد تزوجت مدمنة.
ثم همست له حنة شيء،فسمعته مارشا يقول:" انفلونزا ، صداع،مهما يكن فهي بحاجة إلى رعاية"
أرادت مارشا أن تعارض حين حملها إلى خارج السيارة لكن ذلك لم يكن يستحق الجهد الذي ستبذله.كانت واعية إلى تايلور و هو يصعد بها السلم ثم يضعها في سرير مريح لا يشبه بحال الأريكة التي في غرفتها.لكنها عندما شعرت به ينتزع حذاءها ثم سترتها، وجدت القوة لتفتح عينيها و تعترض:"ابتعد يمكنني القيام بهذا".
- لا تفقديني صبري.
- أين حنة؟
- تحضر لك الطعام.
كانت يداه حازمتين واثقتين و عندما حاولت أن تدفعه عنها أجابها:
" نحن زوج و زوجته بحق الله.وكنت أفعل ذلك من قبل"
-المر مختلف.
- كيف ؟
استسلمت.لم تستطع أن تناقشه.النقاش يتطلب اتزانا ، وفي النهاية خطر لها أنها حتما أفرطت في تناول الأدوية.
بعد أن خلعت ثيابها اندست بين الملاءات النظيفة و اسنغرقت في النوم.لكنها سرعان ما استيقظت على صوت حنة و هي تسوي الوسائد خلفها.فجلست تتناول الصينية منها :" كلي هذا كله يا حبيبتي.لا بد أنك لم تأكلي طول النهار"
فقالت بضعف و رأسها مازال ينبض بالألم : " بل تناولت غذاءا دسما وافيا"
نظرت حنة إليها غير مصدقة ، لكن مارشا لم تكن تستطيع النقاش ، بل نظرت إلى الطعام وشعرت بأنها لن تستطيع أن تأكل شيئا.لكن حنة قالت : " سأجلس هنا حتى تأكلي هذا كله.إنها أوامر الرئيس"
- أنا لست طفلة.
-هذا أكيد حبيبتي-
ووضعت حنة الشوكة في يدها باسمة ،و تنهدت مارشا و ابتدأت تأكل حتى أتت على طعامها كله ثم استغرقت في النوم قبل أن تخرج حنة بالصينية.

Lovely Rose 24-05-09 01:50 PM


5- هل تخيف الحقيقة ؟


كان شعورا رائعا بالصحة و الهناء ذلك الذي تملك مارشا وهي تستيقظ في الصباح بين الأغطية الدافئة.كانت لا تزال بين اليقظة و النوم ، ومن الرضا والراحة بحيث لم تشأ أن تتحرك أو أن تفكر.كانت مستمتعة بالهدوء العميق و السلام اللذين كان ذهنها و جسدها مستغرقين فيه.
تنهدت بنعومة و هي تتذكر الأحلام الجميلة العذبة التي راودتها.أحست بلمسة رقيقة تداعب وجهها، فاستيقظت فجأة مجفلة.
- صباح الخير يا زوجتي الحلوة.
حدقت في تايلور و قد انزاح عن عينيها ستار النوم لكن ذهنها أبى أن يتقبل الحقيقة.و فجأة ، إذا بكل شيئ يعود إلى ذاكرتها...الصداع ، الدواء ، السيارة التي لإقلتها للبيت...ثم نملكها الذعر و هي ترى نفسها شبه عارية في السرير.
- هل لمستني؟ هذه حقارة.
و تشبتت بغطاء السرير مذعورة لفكرة أنه لمسها من دون علمها ، ثم جرت الغطاء إلى ما تحت ذقنها ، و هي ترمقه بنظرة ملتهبة.
كان جالسا على جانب السرير دون أن ينفي التهمة ، قال باسما :
- لماذا ؟ لأنني أحب أن ألمس زوجتي و أنظر إليها ؟
-كنت تعلم أنني نائمة.و هذا سيئ للغاية.
و حملقت فيه رهفضة الا عتراف بتأثيره عليها.
موافقته على كلامها لم تزعجه : "ربما ، ولكن مظهرك أمامي كان مغريا للغاية. وأنا لم يسبق أن ادعيت قط أنني قديس و لو في الساعة الحادية عشرة ؟
و أوشكت أن تقفز من السرير فتذكرت أنها شبه عارية :
- لماضا لم يوقظهي أحد بق الله ؟ كان لدي اجتماع هذا الصباح و يفترض أن يكون تقريري على مكتب جيف عند الظهر...لا أصدق...
- اهدأي.
فكان في قوله اقشة التي قسمت ظهر البعير ، فهو يجلس هادئا باردا ، ويتصرف و كأن عليها أن تكون مسرورة لتأخرها ساعات عن مكتبها.
- أين ملابسي ؟
سألته مرغمة نفسها على عدم الصراخ.
- في رعاية حنة.رلأت أن طقمك بحاجة إلى كي. وطبعا خزانتك ملأى بالثياب في غرفتنا.
قال هذا يذكرها ببراءة ثم سألها : " كيف أصبح صداعك ؟"
- بأحسن حال. أخبرتك الليلة الماضية أنه مجرد صداع ، ولوتركتني أذهب إلى بيتي مشيا...
- ما كنت لتستطيعين ذلك نظرا إلى كل تلك الحبوب التي تناولتها.
جعلها تبدو أشبه بمدمنة فاشمأزت من ذلك.
نظرت إلى وجهه فرأت أنه كان يتأملها بإمعان و عيناه تمعان بشكل مثير للإضطراب.ابتلعت ريقها و قالت كارهة : "شكرا لعنايتك بأموري"
-بكل سرور.
- لكنني بحاجة للإتصال بالمكتب لأشرح سبب تأخري.
- أنت لم تتأخري.لقد أخذت اليوم إجازة لمرضك ، وربما لأنهم يقتلونك بالعمل.لقد اتصلت وتحدثت مع جيف قبل كل شيء.
حدقت إليه و تغيرت ملامحها عندما استوعبت كلامه ، فقالت ساخطة :"لا يحق لك القيام بذلك من دون أن تسألني أولا"
- كنت نائمة و قد شكرتني لتوك بعنايتي بأمورك.
-هذا شيء مختلف.
وتمنت لو يقف و يخرج من الغرفة ،فقد كان وجوده بقربها يربكها للغاية
سألها مقطبا بحيرة :" هل كنت تفضلين أن يعتقدوا أنك لم تتكلفي عناء الإتصال بهم ؟ "
عدت بصمت إلى العشرة ثم سألته : " ماذا قلت لهم بالضبط؟"
أغمض عينيه لحظة و كأنه يحاول أن يتذكر الحديث بالضبط لكن مارشا لم تنخدع فهو لا ينسى شيئا.
-بالضبط؟ إنك مرضت الليلة الماضية و إنك لن تشتطيعي الذهاب إلى العمل اليوم:و قلت إنني سأتصل قبل الخامسة هذا المساء لإبلاغهم بخر التطورات.
عظيم، عظيم جدا!الان سيفكر جيف في كل أنواع الأمور.خصوصا في أي سرير أمضت الليل، وهي لا يمكنها أن تلومه.
- كفا تجهما !
كان صوته العميق الأبح يخفي ضحكا وراءه رغم أن وجهه كان جادا تماما :" إذا بقيت هكذا ستغزو التجاعيد وجهك قبل أن تبلغي الثلاثين"
- لدي الآن بعض التجاعيد.
قالت هذا بحدة لكنها لم تشأ أن تذكر الشعرات الشائبة.
- لكنني لا أستطيع رؤيتها.
و اقترب منها يدعي تفحص وجهها عن كثب،مائا الجو حولها بدفء و رائحة جسده.
حاولت أن تمتنع عن النظر إليه و إلى مدى جاذبيته و سحره فلطالما كان قادرا على تحريك إحساسها.
- إذا شئت أخبر حنة أنني جاهزة لإرتداء ملابسي ، يمكنني على الأقل أن ابدو لائقة وقت الغذاء وأسلم التقرير بعد الظهر.
فقال دون أن يتحرك :"لن أخبر حنة بذلك"
- تايلور، أنا ذاهبة إلى المكتب اليوم.
- مارشا، لن تذهبي.
نبرته الحاسمة أنذرتها بأنه ، مهما بدا هادئا ، فهو عمليا ما يقول ، وكذلك لمعان عينيه.
- يا للسخافة ! لا يمكنك أن ترغمني على البقاء و ...
أي شيء كانت ستقوله ابتلعته عندما وضع يديه حول جسدها الرشيق.حاولت أن تقاومه لكنها أدركت أن أيي حركة يمكن أن تطيح بالغطاء عن جسدها ، فتوقفت عن المقاومة.
كانت الحرارة تجري بسرعة في عروقها.
آه...كم افتقدته!... و ما ان ساورتها هذه الفكرة حتى سمعا قرعا مؤدبا على الباب.
- إنها حنة.
انتصب واقفا بينما بقيت هي يحدق فيه. و أشار إلى الفنجان الذي أصبح باردا على المنذدة بجانب السرير :" كان يفترض بك أن تشربي هذا بينما هي تعد لك طعام الإفطار"
و عندما جاء الطرق مرة أخرى ، قال لها وخو يمر بيده على شعرها يزيحه إلى الخلف : " هل يمكنها الدخول ؟ "
أبعدت رأسها عنه و هي تجيب :"طبعا"
لماذا لم تقاومه بقوة أكبر؟ ضاقت عيناه قليلا و هو يفكر في هذا ،لكنه لم يظهر لها أنه لاحظ خيبة أملها ، ونهض عن السرير قبل أن ينادي حنة لتدخل.
دخلت حنة مندفعة و دللتها مسوية الوسائد لها واضعة الصينية على ركبتيها.لكن مارشا لم تكانع في اهتمام المرأة بها ،فقد كانت حنة قد ترملت في وطنها جمايكا بعد زواجها بخمسة عشر شهرا. و الصدمة بموت زوجها غرقا أثناء عاصفة بحرية ،جعلت طفلتهما تولد قبل موعدها بشهرين.فلم تعش سوى ساعة واحدة دفنت بعدها بين ذراعي أبيها.
كانت حنة قد أخبرتها بقصتها هذه بعد خطبتها لتايلور مضيفة أنها بقيت بعد ذلك مدة طويلة شبه مجنونة.ثم بعد أن تزوجت أختها من أمريكي غني، سنحت لها الفرصة للسفر إلى أمركا لتستقر في منزل صهرها.
و ذات يوم ، عندما استضافالزوج تايلور لعدة أيام،و كان الرجلان قد تعارفا قبل سنوات في مجال العمل و أصبحا صديقين ، تعرفت حنة إلى الشاب الإنكليزي.
عندما قام تايلور إليها وظيفة في إنكلترا ، بمباركة صهرها ، بعد أن ضاق هذا ذرعا بالشجار بين الأختين قبلت حنة العمل.وهكذاجاءت لتعمل عند تليلور.
رفض هذا بقوة أن تشمله بأمومتها، لكن مارشا أدركت فورا حاجة حنة الخفية للأمومة.
عندما نما العطف بينها و بين حنة، لم تخف هذه الأخيرة حنينها إلى أن تربي قدمين صغيرتين تركضان في أنحاء المنزل.
و عندما خرجت حنة من الغلرفة ، رفع تايلور حاجبه لمارشا : " إنها مسرورة جدا لوجودك هنا"
لم تجب مارشا ، كانت جالسة و الصينية على ركبتها و غطاء السرير حولها.كانت تريد دخول الحمام و ارتداء بعض الملابس قبل أن تأكل ،و لن يتسنى لها أي من هذين قبل خروج تايلور.
فقال و كأنه قرأ أفكارها : " أتريدينني أن أتركك بسلام؟"
-نعم أرجوك !
- هذا مؤسف.
و نظر إليها لحظة ما جعلها تمتلئ شوقا : " اعتدت أن تستمتعي بالفطور في السرير معي "
ذكريات تلك الأيام بعثت الحرارة إلى وجنتيها ، لكنها قالت بابتسامة سريعة : " لكنك سبق و أن تناولت فطورك.و تلك الأيام أصبحت من الماضي"
- هذا صحيح ، ولكن ليس حاليا فقط.
- لا أظن ذلك يا تايلور.
- نحن زوجان و علي اللعنة إذا تركتك تفلتين من يدي.كنت أرجو أن تأتي إلي بنفسك لتعرفي الحقيقة و لكن يبدو أنني كنت أطلب الكثير.
و تقدم نحوها ينحني عليها :" مهما يكن فقد برهنت أنك قادرة على العيش من دوني ، و الآن يمكنك أن تبقى معي لأنك تريدين ذلك ، و أنك تريدنني شخصيا كما أريدك أنا"
و انحنى عليها فاستسلمت لعناقه رغم توبيخها لنفسها.
لكن العناق لم يدم سوى لحظات قبل أن يقف و يقول بصوت هادئ :" و الآن ، كلي فطورك كالزوجة الطيبة ، و انزعي فكرة الذهاب إلى العمل من رأسك.سنمضي النهار معا.لقد أجلت صفقة مربحة جدا لأجلك ،هذا عدا اجتماعين و مناقشة مع المحاسبين عندي"
فاندفعت تقول :" هل المفروض أن أكون شاكرة؟"
عاد يبتسم و هو يمسك بيدها يرفعها إلى شفتيه يقبل مكان الخاتم من إصبعها :" ربما ترفضين الشواهد الواضحة لاتحادنا، ولكن ليس بغمكانك أن تنبذني ما هو هنا..."
و لمس مكان قلبه:" و هو حبي.أنا أعرفك.أنت في كل نفس أتنفس"
نزعت يدها من يده و قد توهجت وجنتاها و قالت ثائرة :" عليك أن تعلم أيضا أنني لست المرأة التي تقبل الخيانة الزوجية بندا في عقد الزواج"
- لو كنت كذلك لما تزوجتك أبدا.
حدقت مارشا إليه.لم تلمس في صوته أي سخرية أو تردد ، و الأسئلة التي راودتها بعد أن أعلنت بيكي عن شكوكها في صحة ما أخبرتها به سوزان ، عادت إلى ذهنها.
اشتدت أصابعها لحظة على الصينية قبل أن تحدث نفسها بألا تكون حمقاء.ليس لدى سوزان سبب للكذب.كمل أن تانيا جميلة جدا، جميلة و ماهرة و...متزوجة؟ لكن ذلك لا يعني شيئا.سكرتيرة تايلور لم تكن متزوجة عندما علمت هي بعلاقاتهما،و هذه نقطة عليها أن تركز عليها.
- سأجعلك تعتذرين عن كل كلمة من اتهاماتك هذه لي ، أقسم لك.كان وجهه مظلما الآن ، ومرت لحظة شعرت فيها بالخوف بينما تابع :" و لكن ذلك لا يقارن بما سأفعله بالشخص الذي ملأ رأسك بهذه القذارات.هذه الخطة ستنتهي اليوم بالفشل"
- الخطة ستنتهي؟
لم تفهم ما يتحدث عنه.
تبادلا النظرات فترة قال بعدها :" كلي و سنتحدث فيما بعد"
و خرج من الغرفة.
بعد أن خرجت مارشا من الحمام دهشت لشعورها بالجوع البالغ.أتت على طبق البيض مع اللحم و السجق و قطعتين من التوست مع الزبدة و مربى العنب ثم عادت تدخل الحمام لتغتسل.و بعد خمس دقائق كانت مغمولرة في رغوة الصابون المعطر، محاولة أن تخلي ذهنها من كل شيء ما عدا المتعة التي يتقلب فيها جسدها ، و إضا بها تنتصب فجأة.
لماذا لم يضعها تايلور في سريرهما الزوجي الليلة الماضية ؟كانت في وضع لا يمكنها معه مقاومة أي عرض أو تمهيد للصاح من جانبه ، فلماذا لم ينتهز الوضع؟
منتديات ليلاس
وعقدت حاجبيها و هي تمعن النظر في الأمر.
كان بإمكانه أن يستعمل ذلك عذرا لوضعها في سريره و إن كان هذا لا يعني أنه كان يوما بحاجة إلى عذر ليفعل ما يريد.
مضت نصف ساعة أخرى من التأمل لم تصل بها إلى جواب عدا ما هو واضح و هو لا يريدها أن تشاركه غرفتهما مرة أخرى.و عندما نزلت من الحوض لم تدع هذه الفكرة تؤلمها ، لأنهما بعد أسابيع قليلة ، لم يعودا متزوجين.وعندما تترك هذا المنزل اليوم ستحرص على ألا تدع قدمها تطأه مرة أخرى.إنها لا تفهم تايلور كين و لم تفهمه قط ،و هي لن تضيع مزيدا من الوقت في المحاولات.
و بدلا من أن تكون قد ارتاحت من الحمام بقيت متوترة، و أخذت تنشف نفسها بمنشفة كبيرة.و إذا بها تتوقف فجأة و هي تحدق في المرآة أمامها.إنها بحلجة إلى أن تتحدث مع سوزان.و أخذ قلبها يخفق بسرعة لهذه الفكرة التي كانت تشغل بالها منذ حدثتها بيكي بشكوكها في دوافع سوزان.
تناهى إلى سمعها حركة في الغرفة الخارجية ثم طرق على باب الحمام فأجفلت و لفت جسدها بالمنشفة ثم خرجت من الحمام.
قال تايلور باسما : "ظننتك غرقت في الحمام"
- كان جميلا أن أستحم بالبانيو من باب التغيير ، فأنا لدي دوش فقط في بيتي.
فتبدلت نلامحه :"هذا هو بيتك"
سارت من جانبه ، متجاهلة تجاوب جسدها مع قربه منها ، ووقفت في وسط الغرفة ثم استدارت تواجهه قائلة :"هل ملابسي جاهزة الآن"
فقال دون توضيح : " لا ، و لكن كما قلت قبلا ، لديك خزانة مليئة بالملابس في غرفتنا. تعالي و اختاري ما تشائين"
تصلبت . يكفي سوءا أنها كانت في بيتها القديم هنا في غرفة الضيوف.لا تعرف كيف ستواجه دخول الغرفة التي شهدت أجمل ساعات حبهما و مشاعرهما المحمومة.لكنها لا تستطيع أن تظهر له ذلك ، لأنه سيعتبر ذلك ضعفا و يتصرف تبعا لهذا.
- هذا حسن.
رفعت رأسها و حدقت إليه.و لوى هو شفتيه :"شخصيا أظنك تبدين رائعة بلباسك هذا..أشبه بملابس شرقية...ملابس الحريم"
صرفت بأسنانها لما يعنيه بكلامه.لا شك أنه يكون لديه مجموعة من الجميلات يرقصن على أنغامه و يكن رهن مشيئته، ولكن عليها اللعنة إذا كانت واحدة منهن ،و قالت بهدوء :" لا أظن أن لف الشعر بمنشفة يستحق مثل هذا التعليق"
مال برأسه ينظر إليها متسليا :"ربما لا ، و لكن بإمكان الرجل أن يحلم ، أليس كذلك؟
و فتح باب غرفة النوم ثم انحنى قليلا :"تحت أمرك يا سيدتي"
رغم أنها كانت قد استعدت للحظة التي يفتح فيها لها باب غرفة نومها إلا أنها شعرت برجفة و هي تدخل الغرفة الفسيحة.
كانت النوافذ مفتوحة و رائحة اللافندر من الحديقة تعبق في الجو.
استقرت عيناها على السرير الكبير الذي يتوسط الغرفة بلونيه البني العاجي، أرغمت نفسها على البقاء جامدة الوجه و هي تسير إلى خزانتها.
كل شيء كان كما تركته تماما و العطر الذي كانت تضعه أثناء زواجها ، مازال شذاه في الجو.

Lovely Rose 24-05-09 01:52 PM

تكملة الفصل الخامس


غصت و هي تسحب بنطلونا و قميصا صغيرالكمين و ملابس داخلية و حذاءا منخفض الكعب من الخزامة.كانت لا تزال مصممة على الذهاب إلى العمل بعد الظهر لكنها لن تذكر ذلك إلا بعد أن تستعد للرحيل.
بعد أن أغلقت الخزانة أومأت لتايلور : " شكرا"
و كان هو متكئا على الجدار البعيد ، مشبكا ذراعيه على صدرهو على ملامحه مظهره شرود.
و تابعت :" أراك في الأسفل"
- ما هو شعورك و أنت تعودين إلى هنا؟
- ماذا ؟
فاجأها تماما بهذا السؤال فبدا الذعر في عينيها لحظة سرعان ما سيطرت عليه قائلة :" إنها غرفة رائعة"
فقال بهدوء : " ليس هذا ما سألتك عنه"
- بماذا تظنني أني أشعر ؟
شعرت بنفسها تحملق فيه الآن فنبهت نفسها إلى الحذر ، فلا تحديات و لا إظهار مشاعر.فأضافت بسرعة : " أظنني حزينة قليلا"
سطع شيء في عينيه لقولهاهذا : " حزينة قليلا؟حزينة قليلا كما أن احشاؤك تنقطع من جذورها ، أم كالشعور الذي يتملكك عند حضورك فيلما مؤثرا ؟"
- تايلور...لا أريد أن أجيب.
- أحقا ؟ طوال الوقت ونحن نفعل حسب رغبتك فإلى أين وصلنا؟ كنت أريد أن أعرف بماذا تفكرين و لو مرة طوال فترة زواجنا...كان علي أن أسحب الأفكار من رأسك.سئمت من ذلك.
حدقت إليه و عيناها تلتهبان لثورة طبعها : " أنا لم أطلب منك أن تحضرني إلى هنا.و إذا كنت قد سئمت مني ، أليس الأفضل لكلينا أن أرحل الآن؟"
- أنت كالعادة لا تسمعين جيدا ما أقوله.
و بخطوة واحدة كان أمامها يمسكها بكتفيها : " أنا لم أقل إنني سئمت منك.لم أرغب قط في امرأة تتعلق بي و تعيش في ظلي عاجزة.لكنك أنت شيء آخر ، وكان هناك جدارا غير منظور حولك ، ومهما ارتفعت صاعدا إليه لا أصل إلى القمة.لم أشعر طوال الشهور التي أمضيناها معا أنني أحدثت ثغرة في الجدار الذي تحيطين به شخصيتك الحقيقية"
- وهل لهذا خنتني مع تانيا ؟ لأنني لم أقععلى قدميك و أعبدك كالأخريات ؟
- ساعجني يا الله ! هل لك أن تسمعيني يا امرأة ؟ كلامي هو عني و عنك و ليس عن تانيا أو أي شخص آخر.منذ عرفتك لم أنظر إلى امرأة أخرى قط.
- لا أصدقك.
- لا ؟ أتدرين لماذا صدقت تلك الأكاذيب عني و عن زواجنا بهذه السهولة ؟ لأنك خائفة من الحقيقة.
- أنت مجنون.
- بسببك! لا بد أنني كذلك لصبري على كل هذه النفاهات.أنت تموتين من فكرة كشف نفسك و منحي كل شيء.هذه هي العقدة في كل هذا.أي أنك إذا وثقت بي سأخذلك...هذا ما حدثت به نفسك منذ اليوم الأول، ثم و يا للدهشة أخبروك بالضبط ما كنت تنتظرين أن تسمعيه...بأنني سيء الخلق...و أنني أقيم علاقات...لا بد أن هذا أفرحك.
- أنت تؤذيني.
بدت شاحبة فأجاب : " تبا لم يا مارشا ! "
و كانت لشتيمته تلك قوة الصراخ فكادت تجفل قبل أن تتمالك نفسها.
تراجع إلى الوراء خطوتين ثم دس يديه في جيوبه:
- أما زلت تصدقين أنني مذنب ؟
سألها بصوت عابس فاتر أخافها أكثر من غضبه فأجابت دون التبصر في كلماته : " لم أعد أدري ما علي أن أفكلر فيه.كنت واثقة...أعني لماذا قد يؤلف شخص ما أمرا كهذا ؟"
هز رأسه متهكما : " هيا لا يمكن أن تدعي أنك بهذه السذاجة.هناك مئة سبب و سبب يجهل الناس ساخطين "
لكنها أختك...أختك ! و ظنت لحظة أنها نطقت بذلكبصوت عال ، و لكن عندما لم تتغير ملامحه ادركت أن ذلك كان في ذهنها.
- كنت أرجو ، عندما أصبح لديك الوقت للتفكير في كل هذا ،أنك ستبدأين بالتحقق على الأقل. ولكن لم أجد منك سوى الصمت.لا اتصال ، ولا جواب على رسالتي.و هكذا حدثت نفسي بأن أصبر وأنتظر.لقد أحببنا بعضنا البعض و ليس بإمكان أحد أن يلغي ذلك.
حدقت إليه لحظة قبل أن تدير رأسها جانبا.كان في أعماقها شعور فظيع بأن كل شيء عاد يتحرك مرة أخرى.لقد دربت نفسها على التحرر منه و إذا به يعود إلى حياتها و هي لا تريد أن تفعل ذلك
أغمضت عينيها و تتقبضت يداها بجانبها : " لماذا تفعل ذلك ؟ "
- لأن على شخص ما أن يفعل ذلك.أنت تتخلين عن كل ما بنيناه دون أن تكافحي لأجله.و أنا أدرك ذلك الآن.لذا يعود الأمر إلي لكي أكافح لأجلنا معا.من الذي أخبرك بذلك ؟
-لا..لا أستطيع أن أقول...لقد وعدت .
شتم بوحشية : " أنتوعدتني بأكثر من ذلك.هل نسيتي؟ وعدتني بالحب و الصدق ، بالإهتمام بي في المرض و الصحة ، أنت مدينة لي".
- تايلور أنا ...
- لو كان ذهني منفتحا، لقمت بهذا العمل منذ شهور ، بدلا من الإفتراض بأنك تستطعين موازنة الأمور بالمنطق كأي إنسان عاقل.
هذا جعلها تفتح عينيها و ترفع رأسها.أرادت أن تصرخ و تضرب الأرض بقدميها كطفلة.إنه يصر أن يلومها هي :في حين أن الشواهد كلها ضده.هو لن يعلم قط كم تألمت عندما اتصلت بالفندق فردت عليها تانيا بصوتها المثير من غرفتهما.و قالت متوترة : " أنت لن تحب أن تعلم من الذي أخبرني.صدقني."
- بل أحب.
كانت عيناه تخترقان عينيها ، كما زاد وجهه قساوة عما كان عليه من قبل.
حدقت إليه و اسم سوزان على طرف لسانها.إذا هي أخبرت تايلور بأن أخته خانته ، ماذا سيفعل بعلاقتهما ؟
هو ليس رجلا متسامحا ، و هي تعلم ذلك.سواء كانت اتهامات سوزان صادقة أم لا ، فهو سينبذها من حياته و سيعني أن زوجها ديل سيخسر عمله و لربما بيتهما ، لأن لا أحد سيدفع راتبا لديل كما يدفع له تايلور.طبعا إذا مانت سوزان كاذبة فهي تستحق ذلك و أكثر... ولمن إذا لم تكن ؟ وتايلور ؟ماذا سيفعل ذلك به ؟ إنه يحب أخته ،فهي كل لأسرته.آه ،ماذا عليها أن تفعل ؟ إنها في وضع حرج هنا ، وهو كذلك.فأخته تحتل في قلبه مكانة خاصة ، مثله في قبها ، وهذا ما يجعل الأمر مستحيلا.أليس من أن سوزان تقول الحقيقة؟
- آسفة يا تايلور !
و بقيت عيناها ثابثتين بالرغم من إظلام وجهه.
- فهمت.
لا ..لا إنه لم يفهم ، ولكن ماذا تستطيع أن تفعل؟عليها أن تذهب و ترى سوزان في أسرع وقت ممكن.ربما الحديث معها سيجلي بعذ الأشياء : " أنا...أنا...لا ...لا أستطيع أن أخبرك...كنت سأخبرك لو استطعت و لكن..."
- انسي ذلك.
و كان صوته حازما باردا للغاية.
- أنسى ذلك ؟
و فتحت فمها بدهشة.
- اذهبي و ارتدي ملابسك يا مارشا.
مرت بيدها بالرغم عنها ، تلمس صدره الفسيح بإشارة عاجزة تحمل الكثير من التوسل.لم تتحرك عضلة في وجهه بل كان ينظر إليها فقط بعينين ضيقتين باردتين.
عندما عادت يدها تسقط إلى جانبها ، استدارت بسرعة و اجتازت الغرفة ، دون أن تنظر إليه مرة أخرى ، متجهة صوب غرفة الضيوف و ساقاها ترتجفان.و في الداخل أقفلت الباب و عيناها تحترقان بدموع لا تنسكب ،و في حلقها غصة تهدد بخنقها.لقد انتهى كل شيء بينهما ، هذا ما حدثها به عيناه.
سارت إلى السرير و استقلت عليه و هي مازالت تحمل الملابس بين يديها.لم يعد يريدها.قال إنه سئم منها،و آخر دقيقة أثبتت ذلك.و عليها أن تكون مسرورة.
ضغطت يدها على فمها و دموعها تنهمر بسرعة و هي تهتز بحزن شاعرة بالوحشة و التعاسة و الوحدة كما لم تشعر قط من قبل.
و بعد ذلك بخمس دقائق تمالكت نفسها و مدت يدها إلى الهاتف تطلب سيارة أجرة ، ثم ارتدت ملابسها بسرعة و سوت شعرها.
لن تستطيع قضاء بعد الظهر في صحبة تايلور.إنها تشعر بالإضطراب البالغ.قد يبدو هذا هربا...و ربما هو فعلا كذلك! تناولت حقيبة يدهاو أخرجت مفكرة كتبت على ورقة منها كلمة قصيرة لحنة قالت فيها إنها ستتصل تها قريبا و تتفقان على مكان تلتقيان فيه.ثم نزلت السلم و تسللت خارجة من المنزل.وتملكها الإرتياح لرؤية سيارة الأجرة تنتظر خلف المدخل حتى شعرت برغبة في تقبيل الرجل الأصلع خلف المقود.
صعدت بسرعة و هي تعطيه عنوان عملها حتى إذا جاء تايلور في أثرها ، و هذا محتمل جدا ، فهي تنفرد به في غرفتها.
لم تستعد أنفاسها إلا بعد أن ابتعدت بمسافة جيدة و طوال الوقت كانت تشعر و كأن يدا ستربت على كتفها في أي لحظة و صوتا تعرفه جيدا يناديها باسمها.و عندما أصبحت في المصعد متجهة إلى مكتبها ، عند ذلك فقط أدركت أنها نجحت في الهرب.
ومن الغريب أنها ، في تلك الحظة ، شعرت بأنها لم تكن يوما في حياتها أتعس مما هي الآن.

Lovely Rose 24-05-09 01:57 PM

6- رجل وحب ... ووجع قلب !


- متى تظنينه سيدرك أن الطير هرب من العش ؟
سألتها بيكي ذلك وهي تضع أمامها كوب قهوة .
- لا بد أنه أدرك الآن ذلك.
- هل أنت قلقة ؟
فاشتدت أصابع مارشا على الكوب : ( لا ،ولماذا ؟ أقلق ؟
إنه لا يملكني . وطبعاً لن أنتظر أن يقول ما إذا كان علّي أن
أذهب إلى العمل أم لا ) .
فقالت بيكي موافقة تماماً : ( هذا جيد من ناحيتك. عليه أن يزحف إليك
على يديه ورجليه طالباً المغفرة للمعاملة التي عاملك بها ).
نظرت مارشا إليها مستغربة . أترى بيكي تغيرت منذ أمس بشكل ما ،
أم هي مخطئة ؟ كانت تحثها على أن تشكك في اتهامها لتايلور بينما هي الآن
وكأنها تريد أن تلكمه على أنفه . فسألتها يفتور : ( ماذا سمعت ؟ )
- سمعت ؟
احمر وجه بيكي وهي تجلس خلف مكتبها متشاغلة ببعض الأوراق
وهي تقول : ( ما الذي جعلك تظنينني سمعت شيئاً؟)
لم تعبأ مارشا بالجواب بل رفعت حاجبيها ونظرت إلى بيكي تنتظر الجواب .
مرت لحظة صمت قالت بيكي بعدها : ( إنه مجرد شيء قالته جاني ) .
- وما هو ؟
- وقعت بينيلوب عقداً مع شركة كين الدولية . زوجك سيخرج معها للعشاء احتفالاً بذلك.
هزت مارشا كتفيها بقدر ما أمكنها من خفة : ( إنها بلاد حرة ) .
- العشاء في مطعم ( هوت سبوت)
استغرقت مارشا لحظة كي تمنع صوتها من الأرتجاف : ( نحن منفصلان يا بيكي . يستطيع أن
يرى أي امرأة يريدها ) .
قالت بيكي : ( لم أحب قط الرجال الطوال السمر . . . خصوصاً عندما يكون غرورهم قاتلاً)
نظرت المرأتان إلى بعضهما البعض لحظة قبل أن تبتسما بضعف ،
ثم قالت بيكي بهدوء : ( سأحضر لك ما تأكلينه بينما تكتبين ذلك التقرير).
- شكراً.
مرت بقية النهار دون حادث يذكر .
وأصرت بيكي على أن تتناول مارشا العشاء معها ومع زوجها . وبعد قضاء
سهرة بهيجة في شقتها أوصلاها إلى بيتها وانتظراها في الأسفل حتى لوحت لهما
بيدها من الشرفة ، مطمئنة .
كان نومها تلك الليلة سيئاً ونهضت في السادسة وأخذت حماماً ساخناً طويلاً.
الحمد لله أن النهار هو الجمعة وأمامها العطلة الأسبوعية تصرف أثناءها كل أمورها .
إنها بحاجة إلى نزهة في الهواء الطلق لتعيد ترتيب أفكارها .
لطالما كان هذا يشعرها بالتحسن في طفولتها وسنوات مراهقتها حين تهرب
من المدرسة الداخلية وتتسكع في أراضي الميتم فتبقى هناك إلى أن يعثروا عليها .
كانت دوماً تحدّث نفسها آنذاك بأن أمها ستعود إليها يوماً مفتوحة الذراعين
لتخبرها باكية كم تحبها . . . ولهذا السبب ، كانت ترفض الرحيل عن الميتم رغم كراهيتها لذلك المكان.
وعندما تركت أحسن صديقاتها الميتم واعداه إياها أنها ستراسلها وتزورها .
بدأت تدرك أن ما كل ما يتمناه المرء يدركه . ولكن ، حينذاك ، كان الوقت قد فات.
كان التقرير عنها أنها منطوية صعبة ، خرقاء غير لبقة . وبعد ذلك تحولت الفتاة الدميمة
إلى امرأة جميلة خجول تعلمت أن عليها أن تعتمد على نفسها في هذه الحياة كيلا يخيب أملها
إذا توقعت شيئاً من أي شخص ، ولن يستطيع أحد أن يؤذيها إذا لم تسمح هي له بالأقتراب منها .
ولكن لم ينجح هذا الأمر مع تايلور . فمنذ اللحظة التي رأته فيها ،
رغبت فيه . رغم أنها أدركت أن ذلك جنون .
أقفلت الدوش ولفت شعرها بمنشفه ثم خرجت إلى الغرفة التي كانت
أشعة الشمس تتسلل إليها مبشرة بيوم دافئ آخر.
نعم ، كانت تعلم أن ذلك كان جنوناً . أخذت تكرر ذلك وهي تجفف شعرها .
طارحة على نفسها ألف سؤال وسؤال : ( هل كان يريدها
هي مدى الحياة ؟ هل كان بحاجة إليها كما كانت بحاجة إليه؟
هل سئم الزواج؟ أم سئمها هي ؟ هذه الأسئلة سممتها منذ اليوم الأول .
لقد أصر على براءته تلك الليلة منذ ثمانية عشر شهراً ومازال
مصراً حتى الآن . هل أرسل إليها فعلاً رسالة أوضح فيها رقم هاتف
ذلك الغريب الذي سمح له بأن يشاركة غرفته في ألمانيا؟
من السهل عليه الآن أن يقول هذا بعد كل هذا الوقت .
أجفلت لرنين الهاتف بجانبها ، ونظرت إلى ساعتها .
من هو ذلك الذي يتصل بها في السادسة والنصف ؟
رفضت أن تعترف بأنها كانت تتوقع أن يكون تايلور ، ولكن ما إن رفعت السماعة
وسمعت صوته حتى أخذت دقات قلبها تتسارع .
ذكر اسمها فقط وبصوت هادئ فلم تستطع أن تعرف نوع مزاجه.
- مرحبا تايلور .
سّرها أن صوتها لم يكشف من شعورها .
- هل أيقظتك ؟
بدأ أن المراوغة أفضل جواب ، لم تشأ أن تعرف أنها استيقظت مع الطيور
وأنه كان يغزو أحلامها في النوم واليقظة .
وقالت بهدوء : ( إنها السادسة والنص صباحاً ، وأنا لا أستيقظ عادة قبل السابعة ).
وكان هذا صحيحاً . فقال : ( أنا لم أستطع أن أنام )
وكان صوته دافئاً رقيقاً مما جعله يؤثر على أعصابها بشكل جنوني .
- بقية الناس يتناولون في مثل هذا الوضع كتاباً وليس هاتفاً .
- أنا لست بقية الناس .
وكان هذا أصدق شيء قاله !
وحاولت أن تتكهن أين هو : إنه لا يبدو غاضباً ، لكنه دوماً كان قادراً
على أن يخفي غضبة جيداً .
فسألته بحذر : ( ماذا تريد ؟)
- أريدك أنت ، لكنني أرضى حالياً بالفطور .
في أحلامه ! وأرغمت نفسها على ضحكة متهكمة : ( لا أظن ذلك)
- لا ؟
- لا .
- آه ، حسنا . أظن بإمكاني أن أقذف حجارة على نافذة السيدة تيت كولنز
وأرى إن كانت ستساعدني في الدخول .
نظرت إلى السماعة وكأنها تحاول أن تستوعب مضمون ما قاله لتوه : ( أين أنت بالضبط؟)
وسكت لحظة متعمداً : ( حسناً ، أنا بالضبط على الرصيف أمام مدخل المبنى الذي تسكنين فيه ).
هل هو خارج المبنى ؟ مضت لحظة تملكها فيها الإغراء بأن تقول له بأن يوقظ السيدة تيت كولنز .
لكنها لم تشأ أن يجلس في الطابق الأسفل ويخبر السيدة كولنز شيء عن وضعها .
لذا حاولت للمرة الأخيرة :( اذهب إلى بيتك يا تايلور )
- كلا .
- ألا تهمك رغبتي بشيء ؟
- أبداً ، لقد سرنا تبعاً لرغبتك شهوراً . وعلى ماذا حصلنا ؟
لم نقترب من أي حل بل أصبح الأمر أكثر تعقيداً.
- يمكنني أن أحصل على أمر رسمي يمنعك وبهذه الطريقة لن يعود بإمكانك أن تضايقني .
فقال متهكما : ( جربي لكنني أشك في أن أي محكمة في البلاد ستوافقك على أن تقديم عشاء لك
ومساعدتك وأنت مريضة وزيارتك حاملاً فطوراً يُعد مضايقة ) .
تنفست بعمق لتكبح غيظها إزاء صوته الواثق : ( سأفتح الباب ) .
- شكراً .
بعد ذلك بدقيقة طرق على الباب بخفة وكانت قد أسرعت بارتداء بنطلون أبيض
مع قميص صيفي . كان شعرها المبلل يلمع كالحرير عندما فتحت الباب .
ورأت تايلور محملاً بالأغراض وعلى ثغرة ابتسامة متراخية وعيناه العسليتان تعكسان
أشعة الشمس الذهبية .
- صباح الخير .
أمالت رأسها جانباً لتحجب عنه تأثير وجوده عليها . كان يرتدي جينز وقميصاً أسودين فبدا رائعاً .
قالت مكرهة : ( أدخل ) .
رفع حاجبه للهجتها لكنه لم يقل شيئاً بل دخل الغرفة .
لم يستطع أن يخفي دهشة : ( إنها غرفة رائعة)
- أنا أحبها .
وكانت قد فتحت باب الشرفة الصغيرة ، فاجتاز بعد أن وضع الأغراض على الطاولة .
ثم أخذ ينظر من خلال النافذة إلى سطوح البيوت لحظة ،
التفت بعدها إليها : ( هل كان عليك أن تتعبي كثيراً على ديكور الغرفة عند انتقالك إليها ؟)
- كثيراً .
بدا غريباً أن يقف في بيتها الصغير ، ولتغطية اضطرابها ابتدأت تفتح
أكياس الطعام التي أحضرها أثناء إسهابها في ما أحدثت في الغرفة من تغييرات.
منتديات ليلاس
لقد أحضر الكرواسان الساخن كما أحضر المربى وجبناً وبيضاً مسلوقاً وبطاطس
وسلطة وشمام وكيوي ومانغا وفواكة أخرى وعصير لبرتقال الطازح .
بالإضافة إلى باقة ورود حمراء يتقطر منها الندى .
- هل كان لديك مانع حقاً في أن أحضر اليك الفطور ؟
كان واقفاً خلفها وأنفاسه الحارة تلفح رقبتها .
لكنها لم تنخدع بلهجته الرقيقة المغرية ولا بسحره الخاص .
وقالت وهي تتخذ من إحضار الأطباق عذراً للابتعاد عنه قليلاً : ( نعم، في الواقع)
- لماذا؟
استدارت إليه فوجدت نفسها تواجه صدره الصلب : ( لأن هذا هو بيتي وأنا أفضل أن أدعو الزائرين )
وعندما همّ بأخذ الأطباق منها قالت : ( يمكنني أن أتدبر أمري ، شكراً )
- أنا واثق من ذلك .
ومع ذلك أخذها منها ووضعها على المائدة ثم جلس وهو يتابع :
( لكن في الحياة ما هو أكثر من التدبر ، أليس كذلك ؟ )
لم تشأ أن تدعه يستدرجها فقالت : ( أنت تعلم ماكنت أعنيه )
- وأنت تعرفين ما عنيته . أنا شبه ميت منذ ثمانية عشر شهراً .
ألا تشعرين بالشيء نفسه ؟
أثناء كلامه مال بكرسيه إلى الخلف ، وهذه الحركة البسيطة بعثت في داخلها
مشاعر جسدية دافقة بم تستطع أن تصدقها .
- أنا بأحسن حال .
وحدقت إليه مباشرة رافضة أن تطرف بعينها وهي تكذب .
فقال بارتياح : ( مهارتك في الكذب تحسنت ، لكنك لن تصبحي
قط أستاذة في هذا الفن )
- أرى أن غرورك ما زال حياً .
كانت قد عزمت على ألا تكشف عن أي شعور ، لكن عينيها الآن تلتهبان غضباً.
حدق إليها بوجه غير معبر ولكن بابتسامة خفيفة أغاظتها أكثر من أي تحد.
- أسترخي ! هذا مجرد فطور . أتفقنا؟
- لم أتوقع منك أن تتصل بي مرة أخرى بعد الطريقة التي تركت فيها البيت .
فقال بلطف : ( أنت تعلمين أنني لا أستطيع البقاء بعيداً عنك)
- لكنك نجحت في ذلك طوال عام ونصف .
كانت نوت أن تجعل كلماتها جارحة ، لكنها أتت كئيبة حزينة.
- لقد أخبرتك السبب . لقد فعلت ذلك كي تحللي الأمور وتري الحقيقية بنفسك وتبدأي بالمصالحة.
- حسناً ، وهذا لم ينجح كما ترى .
فابتسم : ( أحياناً أنا أفهم الأمر خطأ . المفروض أن يسرك هذا)
هزت كتفيها والتقطت طبق فاكهة وإذا به يأخذه منها قائلاً بلطف وهدوء :
( أنظري إلي ! ألا ترين أنني كنت أعاني الأمرّين أثناء الشهور الأخيرة ؟
ألا ترين أنني كنت نصف مجنون؟)
أثناء حديثه ، مرر أصابعه على خدها بينما ضمعا بذراعه الأخرى إلى جسمه الدافئ.
فقالت : ( دعني ) .
أتى اعتراضها ضعيفاً واهناً لكن كليهما أدرك ذلك .
قال بصوت أرق وهو يتأملها : ( كنت أتوق إلى أن ألمسك ، أشعر بك ، أشمك ...
ولم أفكر في غير هذا . عندما كنت في ذلك النزل البائس . اعتدت أن آتي آخر الليل
وأوقف سيارتي على مسافة أمتار ، فقط لأشعر أنني قريب منك.
مانسبة هذا إلى الجنون ؟ ثم ، عندما انتقلت إلى هنا ، رفعت الهاتف للاتصال
بك لآلآف المرات ) .
- ولماذا لم تتصل ؟
- ظننتني أفعل الأفضل لنا معاً . لأجل مستقبلنا .
أولئك الذين سمموا حياتنا يجب أن يلقوا جزاءهم .
وطبع على جبينها قبلة رقيقة سلبت منها عقلها .
- أنت امرأة رائعة ! أتعلمين هذا ؟ فيك كل ما أريده .
وشدها إليه بذراعيه ، فتلهف جسدها شوقاً إليه . بينما عاد فكرها إلى الوراء
مسترجعهاً أيام الماضي العذبة .
- يا للجمال الرائع ! . . . جمال آسر للقلب .
لم تستطع إلا أن تتجاوب معه وهي تتأوه والأحاسيس الحارة تنبض في
جسمها وكأن نيراناً تسري فيه .

Lovely Rose 24-05-09 02:01 PM


تكملة الجزء السادس


كان في داخلها جوع لا يشبعه سوى قربها منه ، وانفجر العالم من حولهما في موجه من الأضواء
والألوان والأحاسيس ولم يعد للزمن معنى ، لا بماضيه ولا بمستقبله وحتى الحاضر لم يكن
يتألف إلا من دوامة المشاعر هذه التي تملكتها .
كان رأسها ملقى على عنقه القوي وهو يحتضنها ويطبع قبلات صغيرة محرقة على جبينها .
أراح رأسه على الوسادة وهو ما زال يحتضنها : ( أحبك يا حبيبتي . إياك أن تشكي في ذلك لحظة )
لقد سمحت لتايلور بمعانقتها وباحتضانها ! لا .... لم تسمح له فقط ، بل شجعته .
توسلت إليه ... كما أخذت تعترف صامتة وقد تملكها الخزي .
- حان الوقت لتقولي إنك تحبينني أنت أيضاً .
نحن متزوجان ولا بأس في أن تقولي إنك تحبينني .
فقالت محتجة : ( لكننا ... منفصلان ) .
أبعد وجهه عن وجهها يتأملها ، ثم قال بصوت هازل كسول : ( هذا صحيح ،
ولكن بإمكاني تصحيح ذلك إذا شئت ) .
امتلأ جسدها شوقاً وتوهج وجهها احمراراً .
كانت منذ شهور تحدث نفسها بأن بإمكانها أن تجدد حياتها من دون تايلور .
فهي الآن امرأة عاملة وستركز على مهنتها ،
فهي ليست بحاجة إلى الرجال والحب ووجع القلب .
ماذا حدث لكل أفكارها العظيمة ومبادئها ؟
حدث أن عاد تايلور ، وبإشارة إليها بإصبعه الصغير بعد ثمانية عشر شهراً من الصمت .
ألقت بنفسها بين ذراعيه .
- ما كان لنا أن نفعل هذا ، فهو يعقد الأمور فقط .
فقال : ( أشك في أن الأمور يمكن أن تزداد تعقيداً )
- طبعاً يمكنها ذلك .
لم يعارضها هذه المرة . بل نهض من مكانه والهزل في وجهه وهو يرى الذعر في عينيها .
وبعد لحظة قال بهدوء بالغ : ( أموت جوعاً ، هل نأكل ؟)
هل نأكل ؟
الرجال هو فعلاً جنس مختلف من الأحياء .
وإذ رأى عينيها المتسعتين أستغراباً ، قال لها : ( نحن زوجان يا مارشا لأجل الله .
أم أن هذا الأمر نسيته لطول الغياب؟)
هي لم تنس شيئاً يتعلق بتايلور . . . لا شيء !
أتراه جاء كي يعرقل سير الطلاق ؟ هي لا تستبعد ذلك ، لا تستبعد شيئاً أبداً.
إنها تحبه ولم تتوقف عن حبه قط حتى وهي تحدث نفسها بأنها تكرهه لما فعله .
ولكن هل تثق به ؟ هل تعتقد حقاُ أنه كان مجرد رئيس لتانيا لا غير ؟
هل تصدق بأنه لم يعرف امرأة أخرى منذ عرفها ؟
أرسل الجواب قشعريرة كئيبة في كيانها .
نظر إليها بملامج خالية من التعبير وقال بهدوء : ( لا أستطيع أن أحملك وأخرج بك ، وأنت ترفسين وتصرخين.
من مكان الظلال هذا الذي تعيشين فيه إلى العالم الحقيقي ، ولا يمكنني أن أريك شعوري بوضوح أكثر مما فعلت ،
إنك تحطميننا نحن الأثنين ، وأنت تعلمين هذا .
تلقين بعيداً بشيء ينبغي أن يدوم طوال الحياة وما بعدها .
أنا أعلم أن ما فعلته أمك كان قاسياً ، وكل ما تبع ذلك ، ولكن عاجلاً أم أجلاً
عليك أن تقرري ما إذا كان هناك ما يستحق النضال لأجله .
فإذا كان هناك ، علينا أن نكون في رأس القائمة ) .
- لم أطلب منك أن تأتي هذا الصباح .
- لا ، لم تفعلي ،لكنني جئت على أي حال ، وهذا ينبغي أن ينبئك بشيء ما ،
هناك نساء كثيرات يمكنني أن أدعوهن لتناول الفطور .
أنا لا أريد التسلية إنما أريد الحب .
هناك فرق شاسع بين الأثنين . ألا ترين ذلك ؟
حملقت فيه بعينين متسعتين : ( لم أعد أعرف ما أفكر فيه ، أنا ..)
- مشوشة الذهن ، أعلم . ولكن يبقى هذا أفضل من الثبات على الخطأ ، ربما ما زال هناك أمل فيك . والآن لنأكل .
- لست جائعة . سأدخل إلى الحمام أولاً .
دخلت إلى الحمام وأقفلته خلفها . كان جسدها مفعماً بالمشاعر والأحاسيس التي خالت نفسها قد نسيتها .
نظرت إلى نفسها في المرآة قبل أن تخرج ثم تأوهت بنعومة .
كانت تبدو كامرأة مغرمة وهي ستخفي ذلك المظهر حالما تخرج.
تنفست بعمق ثم خرجت إلى الغرفة ، وإذا بها تقف جامدة .
كانت الغرفة خالية . لقد رحل ، نظرت حولها وكأنها تتوقع منه أن يقفز من وراء الأريكة .
منتديات ليلاس
ثم رأت ورقة على المائدة وإلى جانبها وردة .
كتب لها : أسف لقد تلقيت أتصالاً مستعجلاً . سنتحدث فيما بعد .
غاصت مارشا في كرسيها وقلبها مثقل .
كان يمكنه أن ينتظر هدة دقائق حتى تخرج من الحمام .
هل ندم على مجيئة إليها ؟
أم ظن أن من الأسهل عليها أن يرحل قبل خروجها من الحمام ؟
ليس ثمة تفسير عقلاني يمكنه أن يعطيها الجواب .
تايلور فقط يمكنه ذلك وهي لا تستطيع أن تسأله .
وضعت من يدها الوردة والورقة . وحدقت في الوردة الحمراء لحظة طويلة .
لقد تركت تايلور هذا الصباح يدخل عقلها وجسدها .
تصرفت عكس كل ما حدثت نفسها به أثناء الأشهر الثمانية عشر الماضية .
فمنحته بذلك رسالة الله وحده يعلمها . إنها مجنونة تماماً .
كوب قهوة ثقيلة ثم ترغم نفسها على تناول شيء من هذا الطعام .
أنها تريد أن تكون متمالكة نفسها تماماً حين يذهب لزيارة سوزان هذا الصباح.
حان الوقت لذلك ، أو ربما تأخر ، فكما قال تايلور مازال هناك أمل لعلاقتهما .
قطبت جبينها ، كارهه أن تعترف بمدى حاجتها إليه .
من اللحظة التي دخل فيها حياتها ،
أدركت أنها لن تحب أحداً سواه .
كان تايلور جزءاً منها . كان يسري في دمها ، في عظامها وكل ما فعلته لتنساه لم ينجح .
كان زواجهما رائعا في البداية ..وتركت ذهنها يعود إلى تلك الأيام الذهبية بشكل لم تفعله منذ وقت طويل لأن ذلك كان
مؤلماً للغاية . كانت تعشقه فقد كان تعشقه فقد كان صادقاً وبالغ الرقه والحنان معها .
دفعت شعرها إلى الخلف وقد غامت عيناها من الذكريات المتزاحمة .
كانت علاقتهما عنيفة ملتهبة .. وتنهدت من أعماقها .
مازال جسدها يحمل ذكريات حبها وأشواقها وبقايا مشاعرها المحمومة .
لماذا مازالت تحن شوقاً إلى لمساته وحبه بعد ما عرفته عن تانيا أو ما تظن نفسها عرفته.
كي تكون منصفه؟
لأنها أحبته بشكل لا يمكنها معه أن تحب سواه .
دخلت هذه الفكرة في ذهنها فأحنت رأسها وهي تئن ،
ثم رفعته والتصميم في ملامحها ، وقد ضاقت عيناها ،
ستذهب لترى سوزان وتحتمل كل ما يأتي به اجتماعهما .
إنها مدينة بذلك لنفسها ، إن لم يكن لأجل تايلور .

Lovely Rose 24-05-09 02:07 PM


7- خيط الأمل الرفيع

كان منزل سوزان الفسيح مفمورا بشمس الصباح عندما ترجلت مارشا من سيارة الاجرة واخذت تتأمل المبنى .
كان المنزل محاطا بالمروج المشذبة والاشجار والازهار الملونة .
كانت مارشا قد اتصلت بسوزان هذا الصباح وبدا واضحا ان المرأة تنتظرها اذ انفتح الباب الامامي فجأة وخرجت سوزان باسمه :
- مارشا ! ما اجمل ان اراك , تفضلي .
عندما وصلت مارشا الى سوزان اخذتها هذه في عناق قصير هادئ ثم دخلت الى الردهة الانيقة .
سارت سوزان اماما الى غرفة الجلوس الفسيحة ذات الاثاث الثمين . تذكرتها مارشا منذ كانت تعيش مع تايلور وكان الاخ واخته قد حصلت بيتها عدة مشاحنات كلامية بسبب اسعار بعض قطع الاثاث التي وصل ثمنها الى مئات الالوف من الجنيهات .
وعندما جاءت سوزان باكية الى اخيها تشكو من عدم قدرتها على سداد ثمن ما اشترته , سدد و دينها , ولكن ليس قبل ان يوضح لها استياءه من هدرها للمال الذي هو في الاصل , ماله هو .
جادته سوزان وبكت واستاءت للغاية فذهبت الى عطلة اسبوعية في احد المنتجات وهي في ذروة الاستياء من تايلور ومن زوجها .
خلال تلك المشاجرة رأت مارشا ان علاقته بأخته هي علاقه أب بابنته اكثر منها علاقه اخ بأخته .
وذات ليله بعد ان استقرت الامور حدثها بأن اباهما عابر سبيل في حياتهما , حتى قبل ان تموت امهما فاستلم مسؤولية سوزان منذ الطفولة .
وقد فسر هذا كثيرا من الامور مثل شغف سوزان بأخيها , وتساهله هو نحو نزواتها احيانا في متطلباتها الفاحشة .
- لقد افتقدتك .
قالت سوزان هذا لمارشا وهي تضع يدا باردة على ذراعها بعد ان استقرتا في قاعة الجلوس .
وبعد لحظة دخلت مديرة المنزل بصينية القهوة .
وعندما خرجت المرأة انحنت سوزان الى الامام وقد بدت عيناها اللتان كانتا نسخة باهته عن عيني تايلور العميقتين دافئتين على غير العادة :
- كيف تسير الامور يا مارشا ؟
شرحت مارشا لها باختصار عن وظيفتها وبيتها وكانت سوزان تستمع بامعان .
- وهل انت مستمتعه بعملك ؟ هل انت سعيده ؟
كان في لهجة سوزان نوع من الالحاح ادهش مارشا التي ابتسمت برقة لاهتمام المرأة بها قالت :
- نعم احب عملي لأن فيه تحديا ومكسبا وكل يوم فيه مختلف .
- ولكن هل انت سعيدة ؟
رشفت قهوتها وهي تفكر ... ليس من عادتها ان تكشف عن مكنونات قلبها , وهي غير مستعده لذلك الآن وتقول انها سعيده .
صحيح انها راضية بالحياة التي صنعتها لنفسها . ومع ذلك الرضا , ازداد احترامها لنفسها عن ذي قبل ولكن بالنسبة الى السعاده .. تايلور هو السعاده , والمتعه هي تايلور .
وضعت الكوب مكانه وهي تتمالك نفسها :
- السعاده امر نسبي ولكن هل استطيع ان اخبرك لماذا جئت اليوم ؟
- شيء يتعلق بتايلور كما اظن .
- هل اخبرك انه جاء ليراني ؟
وتملك مارشا شيء من الدهشة ذلك ان سوزان وتايلور متقاربان للغاية لكنها لأمر ما , ظنت انه سيكتم امر الايام الماضية الى ان يصلا الى حل .
أومأت سوزان وعيناها مسمرتان على وجه مارشا :
- قال ... قال انك مازلت مصرة على عدم العودة اليه . هل هذا صحيح ؟
فعادت مارشا تقول مراوغة :
- سوزان , اريد فقط ان اراجع معك بعض الاشياء ...
وسكتت فجأة . لم تعرف كيف تقول ما تريد :
- انه بالغ العناد في انكاره علاقته مع تانيا او أي امرأة اخرى , لاقبل ولا بعد انفصالنا . هل يمكن انك كنت مخطئة ؟
استمرت سوزان تحدق فيها لحظة قبل ان تسبل جفنيها لتتناول فنجانها , ثم قالت بفتور :
- لقد اتصلت بنفسك بالفندق .
تشنجت معدة مارشا . كانت متلهفة الى شعاع من الامل وقد ادركت هذا الآن :
- اعلم هذا . يقول تايلور ان الحجز كان خطأ اعني بالنسبة الى الغرفة المزدوجة له ولتانيا . يقول انه اخذ السرير الوحيد الذي كان خاليا في غرفة رجل آخر معه في المؤتمر . واكد لي انه كتب لي رسالة يخبرني فيها بكل شيء ... .
رفعت سوزان رأسها وبدا وجهها متوترا :
- ماذا تريدينني ان اقول يا مارشا ؟ انت قررت ان تتركيه حينذاك وانا لا ارى ما الذي تغير .
بادلتها مارشا النظر لحظة طويلة , ثم عادت تغوص في الاريكة واضعه يدها على جبينها . كانت تتعلق بقشة ولكن من الواضح ان ليس لدى سوزان شك في خيانة تايلور .
- انا ... انا اريد ان اصدقه .
قالت مارشا هذا بصوت مخنوق ودموعها تنهمر بالرغم منها .
- آه , انا اسفة حقا يا مارشا .
وفجأة اصبحت سوزان بجانبها تحتضنها :
- لكنك اخبرتني لتوك عن حياتك الرائعه التي صنعتها لنفسك بدون . ستكونين على مايرام . انت بالغة الذكاء والجمال .. واللطف .
وعندما تهدج صوت سوزان واخذت تبكي معها ادركت مارشا ان عليها ان تستعيد اتزانها . ما كان لها ان تأتي الى هنا اليوم فهذا لا ينفعها بشيء .. سوى ان يفتح الجرح القديم لينزف من جديد .
ابتعدت عن سوزان بقدر امكانها من رباطة الجأش وهي تقول بصوت ما زال باكيا :
- انا هي الآسفة يا سو . جئت الى نا وكدرتك بعد كل ما فعلته لأجلي . لابد انه كان صعبا عليك ان تخبريني عن تانيا وكل شيء , رغم حبك الشديد لتايلور . علي ان اذهب الآن .
فقالت سوزان بلهفة :
-لا ,لا , لاتذهبي . ابقي قليلا , ارجوك ! خذي مزيدا من القهوة وستتحسنين .
لايمكن ان يكون شعورها اسوأ مما هو . وحاولت مارشا ان تيتسم وهي تومئ برأسها .
- لقد افتقدتك كثيرا يا مارشا , صدقيني ! وكثرة الاصدقاء لا تعني بالضرورة انهما الافضل .
قالت هذا بمرارة جعلت الدهشة تنسي مارشا تعاستها , فوضعت يدها على ذراع سوزان :
- هل من خطب ؟
- اجل ! ولكن هل هناك حياة كاملة ؟
وتشاغلت بإعادة سكب القهوة .
اصبح الحديث الآن متكلفا , فقد اخذت مارشا بخير سوزان بالمزيد عن شركة التلفزيون , وكيف يسير العمل . كما حدثتها سوزان عن آخر مسرحية أو فيلم رأته .
وعندما وقفت مارشا لتخرج امسكت سوزان يدها قائلة :
- لا اظنك اخبرت تايلور عني ... .
فهمت ما تحاول ان تقوله سوزان فالتوت ابتسامتها وهي تهز يدي سوزان بلطف :
- طبعا لم اخبره . فقد وعدتك ونحن صديقتان , اليس كذلك ؟بل اكثر من صديقتين نحن اسرة واحده .
لمعت عينا سوزان ثم اغرورقتا بالدموع . ولا اكثر من مرة منذ زيارة مارشا لها , ادهشت مارشا بضمها اليها بعنف . لم يكن من عادة سوزان اظهار مشاعرها بهذا الشكل حتى مع ديل .
والشحص الوحيد الذي كانت سوزان تحتضنه من كل قلبها هو تايلور وحتى هذا كان بشكل مختصر .
ناك خطب ما حتما , وخطب هام جدا ! انها تشعر بذلك فحاولت لأخر مرة :
- هل تشعرين بأنك بخير يا سو ؟ تبدين على غير عادتك.
تراجعت سوزان على الفور ومسحت دموعها بيدها :
- شكرا لكنني بخير , يسرني فقط ان أراك وهذا كل شيء .
وابتسمت !
انها لا تستطيع ان تفرض على سوزان الافضاء اذا لم تشأ الحديث وابتسمت لها وقالت مداعبة :
- انت افتقدت فقط جولات التسوق تلك التي اعتدت ان تجريني معك اليها , هذا كل شيء .
فقالت سوزان بكآبة :
- كنا نمرح معا اليس كذلك ؟
- كثيرا .
وللمرة الاولى لاحظت مارشا ان نحافة سوزان تجاوزت الحد . صحيح ان سوزان شديدة الحرص على رشاقتها ولكنها الآن هزيلة بشكل واضح .
كانت مارشا قد اتصلت قبل دقائق لتطلب سيارة اجرة وعندما فتحت المرأتان الباب وجدتاها امامه .
ابتسمت مارشا لسوزان مصممه على ان تفترقا بشكل مشرق :
- اتمنى لك وقتا طيبا . سرني ان اراك مرة اخرى , انتبهي لنفسك .
- وانت ايضا اتمنى لو تركتني اوصلك بنفسي .
لكن مارشا كانت بحاجه الى الانفراد بنفسها :
لا ضرورة لذلك اذا انا تحدثت الى تايلور لن اقول له عن زيارتي لك . اتفقنا ؟
فأومأت سوزان :
- الى اللقاء ما رشا .
ما ان جلست في التاكسي ومالت لتغلق الباب حتى رات سوزان بجانبها :
- هل يمكننا ان نتقابل احيانا ؟ نتناول الغداء معا او ما شابه ؟
قالت هذا باللهفة التي كانت مارشا لاحظتها من قبل اكثر من مرة .
لم تعرف مارشا ما تقول فقد اقتلع هذا اللقاء قلبها من جذورة مرة اخرى ولكن كان واضحا ان علاقتهما هامة بالنسبة الى سوزان .
امسكت بيد سوزان البارده :
- انا بحاجه الى ان اجعل تايلور يفهم حقا كل شيء , ونهائيا . عندما يتم الطلاق سأشعر ... بان كل شيء اصبح سهلاوعند ذلك سنتلاقى اذا شئت.
واغرورغت عيناها بالدموع بالرغم منها وهي تقول ذلك , فاضطربت سوزان وتمتمت :
ما كان لي ان اسألك .
- بل عليك ذلك طبعا , اننا صديقتان , والاصدقاء لبعضهما البعض عند الحاجه مهما حدث . الى اللقاء .
وضغطت على يد سوزان لأخر مرة .
اغلقت سوزان باب السيارة دون ان تقول المزيد . وعندما ابتعدت السيارة لوحت مارششا لها بيدها .
ثم اغمضت عينيها وهي تتنهد . يكفي امالا ! كانت غبيه حين ظنت ان سوزان ستقول شيئا غير الذي قالته منذ 18 شهرا . لم تعرف لماذا جاءت اليها الآن .
وكما قالت لبيكي سوزان هي اخت تايلور وهي تحبه حتى العبادة , ولابد ان تجزئه الولاء بينها وبين تايلور هي معركة حقيقية بالنسبة اليها .
عليها ان تتقبل فكرة انفصالهما وان النهايات السعيدة لا تحدث سوى في الحكايات اما الحقيقة فمختلفة والناس الحقيقيون مختلفون جميعهم مثل امها وصديقتها في الميتم ... ومثل تايلور .
لكنها كانت تظن تايلور غير عادي لقد جعلها تؤمن بالنهايات السعيدة ظنت انهما سينشئان اسرة لهما ... اسرة آمنه قوية ,ومتضامنه لم تكن تريد ان تمضي بقية حياتها وحدها .
- هل انت على ما يرام يا عزيزتي ؟
اعادها صوت السائق الى دنيا الواقع فأومأت بسرعه :
- نعم , شكرا .
- يظهر انك متأثرة بالجو قليلا .
- انا بخير .
- الانفلونزا شائعه كما تعلمين . اصيبت زوجتي بها منذ اسبوعين , واثنين من اطفالي خارج المدرسة الآن . اظن الاصغر لا يحب المدرسة , و .... .
اومات مارشا محاولة ان تكون مهذبة وهي تتمنى ان يقتصر على قيادة السيارة .
لابد انه فهم لأنه اقتصر فعلا على قيادة السيارة .
كانت قد اتصلت بجنيف في بيته في الصباح الباكر قائلة ان امرا غير متوقع حدث فهي تريد ان تأخذ يوم اجازة اذا كان هذا ممكنا .
- مشاكل ؟
وعندما اخبرته بأنها امور شخصية قال ان لا حاجه بها الى ان تستعمل ايام اجازتها , ولكنه تمنى عليها ان تأتي ساعه او ساعتين في نهاية اليوم اذا كان هذا ممكنا .
رأت الآن انها مسرورة لذلك . لأن وظيفتها كثيرة المتطلبات وهذا بالضبط ما تحتاجه . التفكير في الذهاب الى رغفتها الخالية ملأها ذعرا .
ستذهب الى المكتب قبل الغداء مباشرة وستحرص على الا تخرج منه الا وهي مرهقة . وبهذه الطريقة تضمن انها ستنام حالما تصل الى بيتها .
كانت معتوهة حين زارها تايلور هذا الصباح لكنها لن تقترف نفس الغلطة مرة اخرى . من الآن فصاعدا لن تدخله الى بيتها ولو هدد بان يوقظ الشارع بأكمله .
غدا سترتب امر مقابلته في مكان ما , وستعلن له بوضوخ ان دعوى الطلاق تسير في مجراها .
ولكن كيف يمكنها العيش من دونه ؟ وكيف يمكنها ان تعيش بقية حياتها وهي تعلم انه في ذا العالم ؟ وانه يسير ويأكل ويتنفس ويحب ... ولكن ليس معها ؟
كفى هذا !.. وفتحت عينها بحده غاضبة من نفسها لقد عاشت 18 شهرا بدونه ويمكنها ان تستمر من دونه .
قد يكون خلابا وحنونا وجذابا لكنه ايضا قاس ومتغطرس وصلب حين يشاء .
والمزايا التي تجذبها اليه تجذب نساء اخريات , وهي لا تريد ان تمضي حياتها تتحكم فيها الغيرة وتنهش قلبها . على قرارها هذا ان يكون حاسما هذه المرة . انها طبعا ستستمر في حيه دوما , لكنها لن تدع تايلور يعلم هذا .
ومرة اخرى انتزعت نفسها من افكارها بقوة ارادتها عليها الا تدع ذهنها يشرد لحظة واحده وعليها ان تحرص على سيطرتها على نفسها والا انتبهت في مصح عقلي .
لقد اتخذت قرارها الوحيد منذ عام ونصف ولم يتغير شيء . وليس بامكاناها ان تمضي حياتها متساءله متي سيتعب منها نهائيا, عندما تدخل امراة اخرى قلبه وعقله وروحه . العيش وحدها بقية حياتها هو افضل من هذا .
لن تدع نفسها تصبح ضحية ! امرأة من النوع الذي يصبر على الاذلال من اجل الحب .
- وصلنا يا انسة .
عندما وقفت السيارة امام مبنى التلفزيون نزلت منها ودفعت للسائق اجرا سخيا تعويضا عن عدم رغبتها في الكلام معه .
لقد صنعت حياة لنفسها وهي حياة جيده ويجب ان تكون كافية .

Lovely Rose 24-05-09 02:12 PM


8- يوم فقدنا الحب

- مارشا ، لم أتوقع حضورك اليوم.
ابتسمت بيكي لها عندما دخلت المكتب ، الأمر الذي هدأ مشاعرها المؤلمة.على الأقل سكرتيرتها تحبها أ فكرت في ذلك شاعرة بالرثاء لنفسها و قالت بهدوء : "حللت مشاكلي بأسرع ما توقعت".
- حللت مشاكلك ؟ قال جيف إنه ما كان عليك أن تحضري في الأمس كما لم يكن موافقا على هذا النهار.
و شعرت مارشا بوهج دافئ في قلبها المثقل.أحيانا يكون الناس لطفاء للغاية : " سمعت نصيحتك و ذهبت لزيارة أخت تايلور."
لم تشأ أن تخبرحتى بيكي بزيارة تايلور الصباحية لها لتناول الفطور معها.
- و ؟
- لا شيء.كانت لطيفة للغاية و متكدرة جدا ، ولكن هذا كل شيء.الحقيقة تبقى الحقيقة مهما قال و فعل.- أمتلهفة أنت للعمل ؟
- تماما.
جلست مارشا أمام مكتبها و أخرجت رزمة من الأوراق و ضعتها أمامها.لم يعد هناك ما يقال.
عندما عادت بيكي بالطعام ، أكلت مارشا شطيرة و تفاحة على مكتبها. ولكن كان عليها أن ترغم الطعام على الانزلاق إلى جوفها.و كان جيف قد أطل برأسه حالما دخلت إلى المكتب قائلا إنه مسرور برؤيتها ، وبعد أن ألقى بملف أمامها و أمرها بأن تتوقف عمل أي عمل آخر على الفور.
و بعد أن تصفحت مارشا الأوراق ، و أدركت أنها ستشغلها طوال العطلة الأسبوعية.
كانت مستغرقة في نطالعة الوقائع و الأرغام عندما قفزت بيكي أمامها :
- أيمكنك أن توقعي هذا رجاءا ؟
قالت بصوت عال ثم همست : " هو و بينيلوب في الممر خارجا "
تشنجت يد مارشا ، لكنها استطاعت ان تبقي رأسها منحنيا و هي تمد يدها إاى الورقة البيضاء التي وضعتها بيكي أمامها
أخذ قلبها يخفق.و انتظرت أن ينفتح الباب ، و لم يخب أملها.دخلت بينيلوب أولا في غمامة من العطر و قالت : "أظنه في الداخل"
ثم توجهت إلى باب مكتب جيف.
- لحظة واحدة يا أنسة بيلهام.
قالت ذلك ووقفت أمام باب جيف بسرعة متجاهلة ذلك الرجل الأسمر خلف المرأة و هي تقول ، " ا رتاحي من فضلك بينما أرى إن كان السيد جيف يستطيع استقبالك."
وقفت بينيلوب و دارت على عقبيها تقول : " حقا!"
لكنها لم تشدد على الأمر مدركة جيدا أن هذا ما يجب أن فعله بالضبط.
قرعت مارشا باب جيف ثم دخلت و أغلقه خلفها قبل أن تقول : " النسة بيلنهام و السيد كين في الخارج"
- ماذا ؟
كان جيف مستغرقا في تحضير الميزانية المعقدة لبتي سببت له صداعا منذ أيام.
كان يكره بينيلوب بقدر ما يعز مارشا و كان يرى أن كين بحاجة إلى فحص دماغ.لم يكن يعلم ما جرى في الزواج...و لكنه كان واثقا من أن (العمل الشخصي) لبذي حدثنه عنه مارشا له علاقة به.و سألها برقة :
- هل أنت على ما يرام ؟
قالت بابتسامة مرتجفة : " الحمد لله"
- أتعلمين أنك كثيرة على ذلك الرجل ؟ دعي بينيلوب تنشب مخالبها فيه فترة و سرعان ما يتمنى لو أن أمه لم تلده.
فقالت باسمة : " شكرا يا جيف.هل أدخلهما ؟ "
فأومأ مضيفا : " و دعي بيكي تحضر القهوة من فضلك.بينيلوب تحب الزرنيخ مع القهوة"
- آه ، جيف !
كان لطفه معها زائدا ، لا سيما في أحرج أوقاتها. و عندما ارتجفت شفتها السفلى أسرع إليها جيف قائلا: " هيا، ما من رجل يستحق دموعك"
و أحاط كتفيها بذراعه يخفف عنها و يخرج من جيبه منديلا أبيض يعطيها إياه باسما بعطف : " إرفعي رأسك ، ولا تجعلي أيا منهما يشمت بك "
- سأحاول.
-أحسنت.
- آه ، آسفة .أتراني قطعت عليكم شيئا ؟
جعل صوت بينيلوب البارد رأس مارشا و جيف يلتفتان في وقت واحد.لم يسمع أي منهما الباب يفتح لكن بينيلوب كانت و اقفة تحدق بهما بعينين متقدتين ، وتايلور خلفها.تأوهت مارشا داخليا ، لكنجيف تعمد أن يبقى على وضعه العاطفي لحظة أو اثنتين قبل أن يزيح ذراعه عن كتفيها متباطئا و هو يقول : " سنتحدث فيما بعد يا مارشا ، اتفقنا ؟ و الآن إذا شئت أن تبلغي بيكي أن تحضر القهوة...؟"
- بالتأكيد.
و انتثلت لنصيحة جيف فرفعت رأسها قائلة : " ثفضلا بالجلوس"
تركتهما يدخلان الغرفة قبل أن تهم بالخروج و مع أنها لم تنظر إلى تايلور إلا أنها أحست بذبذبات مظلمة تنبعث من جسده. وحالما أغلقت الباب خلفها سمعت بينيلوب تهمس بصوت مسموع : " جيف ، أنا آسفة للغاية.لم يكن لدي فكرة.ظننت أن مارشا كانت فقط تخبرك عن قدومنا.إذا كنا أحرجناك بأي شكل..."
أدركت مارشا أن بينيلوب كانت تصب الزيت على النار.
كانت بيكي واقفة عند مكتبها و الضيق باد على وجهها : " لم أستطع أن أمنعها من الدخول يا مارشا ، فقد تمتمت شيئا عن عدم رغبتها في انتظار أي كان ، ثم فتحت الباب بل أن ادرك ماذا تفعل"
- لا تهتمي يا بيكي ، فهذا ليس ذنبك.
كيف بد المشهد هناك لتايلور ؟ و تصورت نفسها بين ذراعي جيف.لا بد أن تايلور يصرف بأسنانه الآن ! و سارت إلى مكتبها و هي تقول لبيكي شاردة : " هل لك أن تأخذي لهم القهوة ، رجاء ؟"
عندما خرجت المرأة ، أخذت مارشا تحدق في الأوراق التي على مكتبها ، لكنها لم تكن ترى الأرقام أمامها.تبا لبينيلوب ! كون جيف معروفا بحبه البالغ لزوجته و أسرته لا يشكل أي فرق بالنسبة إلى بينيلوب فهي ستجعله يدفع آخر ما يمكنها سحبه منه بسبب هذا المشهد.
منتديات ليلاس
ليفكر تايلور كما يريد ! و إذا سرت أي إشاعة ، فبإمكان جيف أن يخنقها في مهدها ، من بينيلوب أو من غير بينيلوب.
بعد خمس دقائق فقط انفتح الباب بين المكتبين.و رغمتشنج كارشا ، تباطأت في لافع بصرها ، حريصة على هدوء ملامحها :
- أما بحاجة للحديث معك.
قال هذا تايلور و هو يقف بجانب مكتبها و ظنت مارشا أن الدم سينفجر من عروق بينيلوب عندما التفت إليها قائلا : " سأوافيك بعد قليل يا بينيلوب"
- حسنا ، حسنا.
سرعان ما عادت المرأة إلى طبيعتها و كانت بينيلوب ماهرة في ذلك.
جيف أيضا كان هناك ، فقال :"سنناقش بعض الأشياء بالنسبة إلى هذا العرض.هل يمكنك التصرف و حدك هنا يا مارشا ؟
كان يسأل أكثر من مجرد عمل المكتب و جميعهم أدركوا ذلك فأومأت مارشا و هي تقول بصوت ثابت : " طبعا ، ولا تنسى موعدك في الساعة الرابعة "
- لن انسى.
عندما خرج جيف و بينيلوب التفتت مارشا إلى بيكي التي كانت تتظاهر بالعمل بينما ترهف سمعها فضولا : " سأتأخر هنا اليلة يا بيكي، هل يمكنك أن تحضري شيئا لفترة العصر؟ لا بأس بالسلطة و الشطائر"
خرجت بيكي على الفور بعد أن ألقت على تايلور نظرة عدائية.
جلس تايلور على حافة المكتب و قال : " غنها لا تحبني "
و لم يكن قوله هذا ما توقعته فقالت : " ماذا ؟ "
- سكرتيرتك لا تحبني.
- حسنا ، لا بد أن هناك أمرأة أو أكثر منيعتين إزاء سحرك.
قالت هذا بمرح جعلها تشعر بالزهو ، نظر إليها بثبات و هو يشير برأسه إلى المكتب الذي خلفه : " هل تحبين أن تفسري ما كان يجري هناك ؟ "
احترق مئة جواب على لسانها ،لكنها لم تنطق بأي منها بل حدقت إليه لحظة طويلة : " اظنك تعني الذراع الودود حول الكتفين ؟ "
- هل كانت كذلك ؟
- جيف سعيد جدا بزواجه و لديه طفلان ، كما أنه رجل طيب للغاية و هو صديقي كما أنه رئيسي.
فرفع حاجبيه و قال بهدوء :" أعرف عدة رجال سعداء بزواجهم و لديهم عشيقة سخية"
فقالتمتوترة : " لاأشك لحظة واحدة في أنك خبير تماما في مثل هذه الأمور ، لكن جيف ليس كذلك "
تحرك قليلا، فتهافتت أحاسيسها.كانت سترته مفتوحة كاشفة عن قميص أبيض و ربطة عنق كحلية.و عندما نظرت إليه فتح ثلاثة أزرار في قميصه و أرخى ربطة عنقه.كانت حركة عادية تماما لا تدعو إلى مثل ذلك التوتر الذي سرى في أعصابها.
- أخبرتني بينيلوب أنك حصلت على وظيفتك هنا بتزكية من جيف.
كان مايزال يتحدث بلهجة عادية اسنعملها منذ ترك مكتب جيف، لكن مارشا كانت تعلم أمه أستاذ في ضبط النفس و خبير في عدم الكشف عن مشاعره.- عرفته فترة قصيرة عندما كنت اعمل في شركة أخرى قبل أن نتزوج ، وعندما قدمت طلبا للعمل هنا ، عرفني ، وهذا كل شيء.
- و حرص على أن تعملي معه.
تجاهلت قصده الواضح ، قائلة : " نعم ، إنه يؤمن بكفاءتي"
- يبدو أن بينيلوب تعتقد أمه يفعل أكثر من مجرد الإيمان بكفاءتك.
- أحقا ؟
من مكان ما ، أتتها القوة لمعالجة هذا بشكل كانت تظنه فوق قدرتها :" هذا لا يدهشني فعندما تصل أخلاق المرأة إلى مستوى نتدني يصعب عليها تمييز اللاجل و المرأة المحتشمين "
مال نحوها يتأملها بعينيه الثاقبتين ، و سألها بلطف : " إذن ليس هناك شيء بينك و بين جيف نورث ؟ "
- لا ، لا شيء.
- هذا حسن.
و توقف مشبكا ذراعيه فوق صدره.
- ماكنت لأحب أن أجعله يدرك خطأ تصرفاته.
حملقت فيه و هي تقول بصوت كالثلج : " ألم تجد بديلة لتانيا بعد ؟
كان صوتها ذا حدين كما كان صوته.
- طبعا.وتانيا تدربها منذ ثلاثة أشهر الآن.
- تانيا تدربها ؟
- و بمنتهى المهارة.
وابتسم. وودت لو تضربه على رأسه بينما تابع : " ستيلا كروس في الخمسين ، وعادت تعمل بعد تمريض زوجها الذي كان يعاني من السرطان مدة ثلاثة أعوام.كان لها مركز جيد عند أحد المنافسين لي قبل أن يمرض زوجها.و لكن عندما أصبحت جاهزة للعمل مرة أخرى قالوا إنها كبيرة السن بالنسبة للعمل ، وغلطتهم كانت ربحا لي.صحيح أمها جدة لطفلين ، لكنها أحد ذكاءا من أي فتاة في العشرين أو الثلاثين "
قال هذا رافعا حاجبيه.فوجدت مارشا نفسها مسرورن للغاية لأنه لن يكون هناك فتاة جميلة أخرى تقف أمامه بدلال و ترتدي التنانير القصيرة.
تأملته الآن ،و عيناها الخضروان تكشفان أكثلا مما تظن ، ثم سألته بعض لحظة : " هل تصدقني بالنسبة لجيف ؟ "
-طبعا.
رد بسهولة علمت معها أنه صادق.ولسبب ما أغاظها هذا ذلك ، رغم حماقة هذا الشعور ، وجعاها لا تفهم نفسها أبدا.لم تكن تريد منه أن يغار ، أم تراها تريد ذلك ؟
تساءلت بصمت ثم ذعرت للجواب.
قال بهدوء : " أنا آسف جدا لخروجيبذلك الشكل صباحا، فقد كنت أود تناول الفطور معك"
توهجت وجنتاها بالرغم عنها.حاولت أن تنسى كم كان رائعا عند ذاك ، لكن قربه منها كان صعبا.
- أخبرتني بينيلوب أنك حصلت على وظيفتك هنا بتزكية من جيف.
كان مايزال يتحدث بلهجة عادية اسنعملها منذ ترك مكتب جيف، لكن مارشا كانت تعلم أمه أستاذ في ضبط النفس و خبير في عدم الكشف عن مشاعره.- عرفته فترة قصيرة عندما كنت اعمل في شركة أخرى قبل أن نتزوج ، وعندما قدمت طلبا للعمل هنا ، عرفني ، وهذا كل شيء.
- و حرص على أن تعملي معه.
تجاهلت قصده الواضح ، قائلة : " نعم ، إنه يؤمن بكفاءتي"
- يبدو أن بينيلوب تعتقد أمه يفعل أكثر من مجرد الإيمان بكفاءتك.
- أحقا ؟
من مكان ما ، أتتها القوة لمعالجة هذا بشكل كانت تظنه فوق قدرتها :" هذا لا يدهشني فعندما تصل أخلاق المرأة إلى مستوى نتدني يصعب عليها تمييز اللاجل و المرأة المحتشمين "
مال نحوها يتأملها بعينيه الثاقبتين ، و سألها بلطف : " إذن ليس هناك شيء بينك و بين جيف نورث ؟ "
- لا ، لا شيء.
- هذا حسن.
و توقف مشبكا ذراعيه فوق صدره.
- ماكنت لأحب أن أجعله يدرك خطأ تصرفاته.
حملقت فيه و هي تقول بصوت كالثلج : " ألم تجد بديلة لتانيا بعد ؟
كان صوتها ذا حدين كما كان صوته.
- طبعا.وتانيا تدربها منذ ثلاثة أشهر الآن.
- تانيا تدربها ؟
- و بمنتهى المهارة.
وابتسم. وودت لو تضربه على رأسه بينما تابع : " ستيلا كروس في الخمسين ، وعادت تعمل بعد تمريض زوجها الذي كان يعاني من السرطان مدة ثلاثة أعوام.كان لها مركز جيد عند أحد المنافسين لي قبل أن يمرض زوجها.و لكن عندما أصبحت جاهزة للعمل مرة أخرى قالوا إنها كبيرة السن بالنسبة للعمل ، وغلطتهم كانت ربحا لي.صحيح أمها جدة لطفلين ، لكنها أحد ذكاءا من أي فتاة في العشرين أو الثلاثين "
قال هذا رافعا حاجبيه.فوجدت مارشا نفسها مسرورن للغاية لأنه لن يكون هناك فتاة جميلة أخرى تقف أمامه بدلال و ترتدي التنانير القصيرة.
تأملته الآن ،و عيناها الخضروان تكشفان أكثلا مما تظن ، ثم سألته بعض لحظة : " هل تصدقني بالنسبة لجيف ؟ "
-طبعا.
رد بسهولة علمت معها أنه صادق.ولسبب ما أغاظها هذا ذلك ، رغم حماقة هذا الشعور ، وجعاها لا تفهم نفسها أبدا.لم تكن تريد منه أن يغار ، أم تراها تريد ذلك ؟
تساءلت بصمت ثم ذعرت للجواب.
قال بهدوء : " أنا آسف جدا لخروجيبذلك الشكل صباحا، فقد كنت أود تناول الفطور معك"
توهجت وجنتاها بالرغم عنها.حاولت أن تنسى كم كان رائعا عند ذاك ، لكن قربه منها كان صعبا.
- اتصلت بك بعد ذلك إلى المكتب فقيل لي إنك متوعكة.اتصلت ببيتك فقالت لي السيدة تيت كوانز إنك خرجت.
كان في لهجته تساؤل.ترددت لحظة ثم أخبرته بالحقيقة : "كنت بحاجة لرؤية شخص ما "
- شخص ما ؟
كان قريبا جدا منها بحيث وجدت نفسها بحاجة إلى الإبتعاد عنه كي تتمكن من أن تقول ما يجب أن يقال.
سارت إلى النافذة ثم عادت تستدير لتواجهه. و كان يراقبها بحزم دون أن يتحرك.
- كنت بحاجة للذهاب لرؤية الشخص الذي أخبرني عنك و عن تانيا.أردت أن أرى إن كان من الممكن أن يكونوا مخطئين.
- و ؟
- لم يكونوا كذلك.
بقي جامدا تماما : "أظنني أفضل من يمكنه الحكم في هذا الأمر"
- قالوا...
- من الذي قال؟
ووقف غاضبا قبل أن يسيطر على نفسه بجهد : " من هو بحقي الله ، ذلك الشخص الذي أقنعك بذلك ؟ أنا زوجك و يجب أن تعني كلمتي لك أكثر من أي شخص آخر في حياتك"
- آسفة ، لكنني أصدقهم.
واجهت ثورته بثبات ، عالمة أن ضعفها الآن سيكون مهلكا : " ليس لديهم سبب للكذب"
- إذن فهم مخطئون ، إذا لم يكونوا كاذبين.و على الجهتين هم بحاجة لمن يوجه لهم ضربة.
- كما كنت ستفعل مع جيف لو كانت بيننا علاقة.أنت ترهب أي شخص يقف في طريقك...إما هذا و إما تستعمل سحرك مع المناورات ، لتقنعهم بالإستسلام.لكنني لن أسمح لك بفعل هذا هنا.
- سحري؟
و ثار غضبه بشكل لم تره من قبل ، وسرها أنهما هنا و ليس في غرفتها: " أنت رسمت لي صورة عظيمة يا حبيبتي"
- دوما كنت تخبرني بأنك شققت طريقك بصعوبة.
- بصعوبة نعم.و لكن ليس بالكذب و الخداع و النفاق، لا .إذا كنت تظنينني بهذا الشكل لماذا تزوجتني منذ البداية ؟
- لأنني أحببتك.
قالت هذا دون تفكير ، و دون ان تدرك أنها تحت الإعتقاد بأن كل هذه الصفات فيه ، بينما لا تعتقد ذلك...هي حقا لا تعتقد ، كما أخذت تحدث نفسها و هي ترى وجهه يتغير ليصبح رجلا لا تعرفه.
- حسنا عرفت مكاني.
بدلا من ثورته السابقة ، أصبح صوته و عيناه ببرودة الثلج و دون تعبير : " هل هناك أسوأ من رأيك بي ؟ أنا سمكة قرش ، منحرف ، رجل عديم الضمير في عمله و في حياته الخاصة"
لم أكن أعني هذا
- بل هذا ما عنيته بالضبط.تبا لك ! أنا أفرغت لك قلبي.أخبرتك بكل ماضي و أحلامي للمستقبل.لم أخف عنك أي شيء.ظننت أنني إذا أخبرتك بمدى حبي لك ستبدأين بتصديقي.أردتك أن تفهمي أن حبنا سيدوم إلى الأبد ، أردت أن نضحك معا و نبكي معا ، ونحزن معا.كنت جزءا مني.كنت كل شيء في حياتي.
إنه يستعمل الأفعال الماضية.فأحست بانقباض في قلبها.
- لم تصدقيني يوما.
- لا ، لا .هذا غير صحيح.
تجاهلها و كأنها لم تقل شيئا : " أخبرتك عن حياة أمي و أبي ، وكيف حولا حياتنا جحيما.أمي لم تحبأبي يوما و كان هو يعلم ذلك لكنه لم يستطع أن يتقبله.أتعلمين لماذا؟ لأنه كان يحبها.لو لم يكن يحبها إلى ذلك الحد لقاومها بشكل أفضل.لكنها كانت كل ما يريده هو.هذا غريب ، ألا تظنين ذلك؟"
و ابتسم ابتسامة هائلة : " الولد لأبيه.لكنني لن أسير في نفس طريقه مارشا.أنا لن أقضي على نفسي لأن المرأة التي أحبها تحتقرني.أنا أستحق أفضل من ذلك "
- أنا لا أحتقرك.
لم تستطع أن تتكلم من الصدمة و بدا صوتها غريبا...
- ليس هذا ما أراه فأنت ترفضين أن تخبريني عمن ملأ رأسك بتلك التفاهات منذ البداية.و لا تمنحينني فرصة الدفاع عن نفسي...ما هو إذن إن لم يكن احتقارا؟ لقد تزوجتكمدركا أن ليس بإمكاني أن أمحو الأربعة و عشرين عاما الأولى من نفسيتك ، لكنني ظننت أن حبنا سيتغلب على كل الصعوبات.لكنني كنت مخطئا.
فقالت و هي تكافح لإستعادة هدوئها : " استمع إلي.عليك أن تسمعني.أنا لا احتقرك ، أناولم أحتقرك يوما.أنا أحبك تايلور."
و تحول غضبه إلى عبوس عنيف : " ليس بما يكفي،ليس بما يكفي لكي تثقي بي.حتى إنه لا يكفي لكي تتصلي بذلك الرجل السويدي الذي اعطاني سريرا في غرفته في الفندق.هل ظننت أنني اشتريته هو أيضا ؟ أرغمته و تحايلت عليه كما يبدو أنني أفعل مع كل شخص آخر ؟ هل هذا هو السبب الذي منعك من رفع السماعة للإتصال؟"
- أخبرتك بأنني لم أستلم رسالتك.
- لذا اكتفيت بما تعرفينه؟
- لم يكن الأمر بهذا الشكل.
لو يعرف كم عانت من الآلام ! عذاب الشوق إليه الذي جعلها مستعدة لأن تزحف إليه في إحدى لاليها الباردة لكي تبحث عنه...
- امتلكنا الحب ثم فقدناه ، وما زلت لا أدري السبب.
أجفلت بشكل ملحوظ ، وفكرت في شيء تقوله يزيل تلك النظرة الجامدة العنيدة من عينيه ففشلت تماما.
إنها لحظة الحقيقة الكاملة الآن التي تستطيع فيها أن تقول بكل صدق أنها تصدقه.بشكل ما ، كان هناك خطأ.فقد صدقت سوزان شخصا ما كان لها أن تصدقه ، أو ربما تانيا كانت كاذبة.أو ربما شخص آخر بعيد عن الأسرة قام بدورفي كل هذا.على كل حال ، هو لم يخنها ، ولكن هذا لم يبهجها، فهو لن يعود إليها ابدا.
- ذهبت إليك هذا الصباح لأنني أحبك...جسما و روحا و عقلا.أحب كل إنش فيك ، السيء و الرديء، الضعيف و القوي.إنني مستعد للموت من لأجلك.ألا تعرفين هذا؟
فقالت بلهفة لم تحاول إخفاءها: " أنا...أنا أصدقك الان.أصدقك يا تايلور"
-لا ، فلتكن الحقيقة بيننا على الأقل.أنت اقتنعت بأنني خنتك مع تلنيا ، وأشياء أخرى أيضا، وفي الفترة الأخيرة ، المفروض أنني خنتك مع بينيلوب، أليس هذا صحيحا ؟ متى وجدت وقتا لخيانتك مع كل تلك النساء ، عندما كنا معا على كل حال ؟ألم تسألي نفسك هذا السؤال؟ أنت تعرفين كيف كان المر بيننا.لم نكن نستطيع أن نترك بعضنا البعض ، فكيف أذهب إلى امرأة أخرى؟
- أعرف ، أعرف.
خطوات بيكي المقتربة من المكتب أنبأت بقدومها فوقف تايلور و قال بصةت عميق فاتر : " الوداع مارشا"
ماذا يمكنها أن تقول لتقنعه بالبقاء؟ماذا تفعل؟ما الذي عليهما أن يفعلاه لحل هذه المشكلة ؟ لم تستطع أن تفكر بشكل مترابط أو تقول شيئا.أخذت تحدق إليه و هو يفتح الباب في الوقت الذي عادت فيه بيكي فمر بجانبها خارجا دون إلقاء نظرة إلى الوراء.
دخلت يكي و أغلقت الباب خلفها ثم وضعت ما أحضرته من طعام على مكتب مارشا ، لكنها لم تقل شيئا قبل أن تمد ذراعها و تحتضن مارشا : " ستكونين على ما يرام.ستتغلبين على هذا"
فقالت مارشا دون أن تجد رغبة في البكاء، لأن الصدمة و الألم كانا أعمق من أن تحصل على هذه الراحة : " لقد ارتكبت غلطة حياتي يا بيكي"
بشكل ما ، كانت سوزان مخطئة.
- هل أخبرته بأنها هي التي أخبرتك؟
نظرت مارشا بجمود إلى الوجه القلق أمامها : "لا أظن أن ذلك سيحدث أي فرق.إنه يكرهني الآن يا بيكي.أرى ذلك في عينيه"
- آه ، يا مارشا.
تبادلتا النظرات و لأول مرة لم تعرف بيكي ماذا تقول.و نظرت مارشا إلى يديها و رأت ارتجافها :
- علي أن أنجز بعض العمل.
فشتمت بيكي برقة : "دعي كل ذلك.هنا أشياء أهم من البرامج التلفزيونة القديمة"
فابتسمت مارشا مرغمة ابتسامة مرتجفة : " أنت لا تفهمين، وكيف بإمكانك ذلك بينما لا أفهم نفسي ؟لقد سار الأمر من سيء إلى أسوأ.كل ما أعرفه أن الأوان فات يا بيكي.و هكذا يمكنني على الأقل ، أن أقوم بهذا العمل"
و أشارت إلى أوراقها على المكتب: " حتى و لو أفسدت كل شيء آخر"
- ربما سيعود.
دوما كانت بيكي متفائلة ،و هذا احد الشياء التي تحبها مارشا فيها.لكنها اليوم تعرف أنها مخطئة.و تابعت بيكي قائلة : " الرجال يفعلون هذا أحيانا عندما يفكلرون في الأمر.زوجي يحضر إلي أزهرا كلما تشاجرنا و كان هو عنيدا"
- لكن تايلور لم يكن عنيدا بل أنا.
- حسنا امنحيه إذن باقة أزهار.تنازلي قليلا.ربما لن يعجبك ذلك حينضاك لكنه سيفيد جدا فيما بعد.
- إذا كان ذلك بهذه السهولة، سأسرع إليه.لكن الأمر ليس كذلك.لقد منحني كثيرا من الفرص للمصالحة فنسفنها جميعا.
- ولكن إذا كان يحبك ، حاولي مرة أخرى.
فهزت مارشا رأسها : " أنت لا تعرفينه ، عندما يقرر شيئا لا يتزحزح عنه"
تنهدت بيكي و هي تتهاوى على مكتبها ، ونظرت مارشا إلى وجه سكرتيرتها الحزين.مسكينة بيكي ! إنها متلهفة إلى أن تكونهذه النهاية كنهاية بعض القصص التي تقرأها...لكن هذه ليست قصة خيالية.

Lovely Rose 24-05-09 02:16 PM


9- حطـــام امــــرأة

لم تترك مارشا المكتب إلا بعد أن ساد الظلام تقريباً .
وكان الجو دافئاً رطباً ، وزحمة السير قد خفت منذ وقت طويل .
كانت مستنزفة القوى ، وكان عليها أن تعود إلى مكتبها باكراُ غداً
ويوم الأحد . لكن لم يكن لديها مانع فهي تفضل أن تفعل شيئاً يمنعها
من التفكير بتايلور .
قررت ، رغم تعبها ، أن تعود إلى البيت سيراً .
وعندما وصلت إلى غرفتها كان الظلام سائداً فأشعلت النور قرب السرير
عازمة على الاستحمام وتناول فنجان شاي قبل الخلود إلى النوم .
شعورها بالغثيان منذ مواجهتها تايلور منعها من أكل السلطة والشطائر
التي أحضرتها بيكي بعد الظهر .
فأدركت أن عليها أن تأكل شيئاً وهكذا أرغمت نفسها على أكل شريحتين
من الخبز مع الشاي وعند آخر لقمة رنّ جرس الهاتف الداخلي من عند الباب الخارجي .
قفز قلبها فأسرعت كالمجنونة . تايلور وحده يأتي في هذا الوقت .
وقالت بصوت هادئ :
- من هناك؟
- أنا تايلور . اسمعي يا مارشا ... سوزان في المستشفى ..لقد حاولت ..
وساد فترة صمت قال بعدها : ( حاولت أن تنتحر الليلة )
- ماذا ؟
- عثر عليها ديل . إنه معها الآن .. لكنها حزينة وتطلب أن تراك ..هل يمكنك ..؟
- سأنزل في الحال.
غيرت ملابسها بسرعة ثم تناولت حقيبتا ونزلت إلى الطابق الأسفل
حتى دون أن تسرح شعرها . عندما فتحت باب المبنى كان تايلور
واقفاً ينتظرها في الأسفل بوجه شاحب متجهم.
أرادت أن تحيطة بذراعيها ، ولكن كل شيء في مظهره حذرها
من أن تفعل ذلك. وأدركت أنه مهما حدث لسوزان ،
فلم يتغير شيئاً بالنسبة إليهما .
عندما سارا نحو سيارته ، قال : ( أنا أسف . هل أيقظتك من النوم؟)
كان صوته رسمياً بشكل فظيع فأجابت : ( لا . وصلت لتوي من العمل )
أومأ وتقدم يفتح لها باب السيارة ، فصعدت . وأغلق الباب خلفها
ثم دار حول السيارة ليصعد إلى مكانه، وكانت تنظر إليه وقلبها يخفق .
كان يبدو مريضاً شاحباُ .
عندما جلس تايلور بجانبها قالت : ( لا بد أن هناك خطأ ما .
سوزان لا يمكن أن تحاول الأنتحار ) .
تابع السير وعندا وصلا إلى الشارع العام قال بفتور :
- مان ديل سيذهب إلى المانيا لكنه في المطار أدرك أنه نسي ملفاُ
هاماً في البيت . حاول أن يتصل بسوزان ، ولكنه بعد فترة أدرك أنها إما
تتحدث على الهاتف فترة طويلة وإما أن السماعة في غير مكانها .
لكنه لا يستطيع أن يسافر دون الملف . فتدبر أمر السفر فجر الغد ثم تناول وجبة
طعام وكوب قهوة قبل أن يذهب إلى بيته.
حيث وجدها ممدة على السرير وبجانبها علبة حبوب فارغة.
- ولكن لماذا؟ هل يعلم زوجها لماذا؟
- يبدو أن الأمور لم تكن جيدة بينهما منذ سنتين .
كانا يحاولان إنجاب الأطفال منذ زواجهما دون فائدة.
قال ديل إن هوس إنجاب طفل تملك سوزان .
وهذا كان كل ما يهمهما . فأنشأ علاقة غرامية مع سكرتيرته .
عرفت سوزان ذلك بشكل ما ، كنت سأقتله يا مارشا .
أقسم أنني كنت سأشنقه بجانب سريرها لو إنه لم يبدُ لي كميت عاد إلى الحياة.
- آه ، يا تايلور !
لم تعرف ما تقول ، لماذا لم تخبرها سوزان؟
ولكن لماذا عليها أن تفعل ذلك؟
كما أجابت نفسها . ليس من شأنها ما يجري بين سوزان وديل .
- قال إنه كان يحاول أن يتصالح معها منذ ذلك الحين.
لكن الأمور كانت سيئة، أظن بيتها الجديد وإسرافها وبقية الأمور كانت تعزية
لها عن عدم الإنجاب ، وكانت على وشك أن تتقبل الأمر ، ولكن
عندما أقام علاقة أدركت أنها لم تعد تملك شيئاً .
كان يقبض على عجلة القيادة بقوة بالغة وقد أسودّ وجهه من الغضب الذي
كان يحاول السيطرة عليه .
سألته فتور : ( ولكن هل ستكون على ما يرام؟)
فأومأ : ( لقد أجري لها غسيل معدة ، وكانت غائبة عن الوعي معظم الوقت.
ولكن ما إن استيقظت وأدركت أنها لم تنجح في ما حاولت عمله،
أخذت تسأل عنك ، لم تشأ أن تتحدث إليّ أو إلى ديل ، وتملكتها
نوبة عصبية فقلت لها إنني سأحضرك إليها ) .
هل تركت رسالة أو ما شابه ؟
- لا أظن ديل لاحظ شيئاً لأنه ما إن رآها حتى ذعر وسارع إلى
الأتصال بالأسعاف ثم بي .
كنت في حفلة في ( سيفينول ) فذهبت على افور إلى المستشفى . أظن ديل
سيعلم من سوزان إذا تركت رسالة في مكان ما .
( سيفينول) ! لدى بينيلوب بيت في ( سيفينول ) .
لم تشأ مارشا أن تطيل التفكير في الأمر . لديها أشياء أهم الآن .
- أتعرف لماذا تريد سوزان أن تتحدث معي ؟
سألته بحذر فهي لم تر سوزان إلا هذا الصباح .
لكنها لا تستطيع أن تكشف ذلك لتايلور .
- بالكاد هي صاحية .. ياللطفلة المسكينة!
تابعا الرحلة بصمت، ولم تشعر مارشا قط من قبل بمثل هذه المرارة
التي شعرت بها الآن لأنها لم تعد تعيش مع تايلور . تلهفت إلى التخفيف عنه.
لكنها خسرت الحق في ذلك إلى الأبد.
كان على حق في كل ما قاله بعد أن وجدها مرة أخرى .
كان عليها أن تبقى في البيت مدة كافية. . .
بعد أن عاد من المانيا بعد تلك العطلة الأسبوعية التعيسة.
وكان عليها ألا تعد سوزان بأن لا تكشف أمر من أخبرها عن تانيا.
لقد اتهمت تايلور بالخيانة ثم رفضت أن تصغي إلى أي توضيح منه لأنها صدقت على الفور أنه مذنب.
وتكون الندم غصة في حلقها .
عندما وصلا إلى باحة المستشفى كانت التعاسة تتملكها .
وعندما ساعدها على النزول من السيارة كانت تصرفاته جافة.
أرادت أن تصرخ وتنوح وتكشف عن حزنها لكن هذا ليس وقته الآن.
فلجأت إلى الصبر الذي كان ملاذها خلال طفولتها الصعبة وسنوات مراهقتها ومابعدها.
منتديات ليلاس
عندما دخلا إلى المستشفى سارت بجانب تايلور رافعة ارأس محطمة القلب.
يمكنها أن تبكي لأجل ما كان يمكن أن يكون حين تصبح وحدها.
أما الآن فعليها أن تتصرف بكرامة ، على الأقل.
عندما وصلا إلى غرفة سوزان ، طرق تايلور الباب مرة ثم فتح الباب لتدخل مارشا.
وكان ديل جالساً بجانب السرير فرأت على الفور أن تايلور لم يبالغ في وصف مظهرة.
لكن كل عطفها كان موجهاً إلى ذلك القوام النحيل الممد على سرير المستشفى.
والذي لا يكاد يبدو تحت الأغطية . وكانت عيناها مغمضتين ، ولكن عندما تكلم تايلور
قائلاً : ( هل قالت شيئاً ؟) فتحت عينيها.
عندما هز ديل رأسه ، قالت سوزان بضعف : ( مارشا ! آه ، مارشا!)
وأخذت دموعها تتدفق على خديها الشاحبين.
رأت مارشا ديل ينهض ويخرج من الغرفة.
والباب يغلق خلف الرجلين برفق.
ولكن عندما أخذت الجسد البالغ النحول بين ذراعيها هوتها شهقات سوزان.
فجلست على حافة الفراش برفق وهي تطمئن سوزان بحنان وتؤاسيها.
مضى وقت طويل قبل أن تهدأ عاصفة البكاء وأخذت مارشا تمسح وجه سوزان وهي
تقول : ( هذا أحسن الآن )
عندما ابتسمت للوجه المأساوي أدهشتها سوزان بالقبض على تقول
بصوت قانط منخفض : ( مارشا .. أنا قمت بعمل لا يغتفر ،
تركت بعض الرسائل قبل أن ..ديل لم يرها ، لكنه سيراها عندما يعود إلى البيت ).
- مهما كان الأمر يا سوزان ، ما كان ذلك سئياً إلى حد تفعلين معه هذا بنفسك.
- بل هو كذلك.
وحدقت إليها سوزان بعينين منتفختين : ( كم أشعر بالخجل من نفسي !
ياليتهم تركوني أموت!)

وتدفقت من عينيها دموع جديدة . ومن مكان ما ، ومض في ذهن مارشا نور الأدراك
فبللت شفتيها التين جفتا فجأة ، وقالت : ( أنت لفقت الحكاية عن تانيا)
اهتز جسم سوزان ، وهمست : ( هل عرفت ذلك؟)
- هذه اللحظة فقط.
- إنه ...إنه لم يفعل شيئاً قط ، لا مع تانيا ولا مع غيرها.
كانت سوزان تمسكها بعنف . وشعرت لحظة وكأنها ستختنق ،
وبذلت جهداً هائلاً ، لتقول : ( لماذا فعلت ذلك؟)
- لا أدري في الحقيقية ، أظنني كنت حينذاك مجنونة نوعاً ما ، لكن ذلك
ليس عذراً . أعرف هذا . ديل ..كان على علاقة مع سكرتيرته..
- أعرف هذا ، فقد أخبرني تايلور هذا المساء.
- أحقاً ، هذا جعلني أشعر ..بأنني لا شيء ..
بل أقل من لا شيء. لم أستطع أن أنجب طفلاً وزوجي يحب امرأة أخرى ..
لم يبق سوى تايلور في حياتي يحبني . وهذا ما شعرت به ،
ولكن بعد أن أصبحت أنت حبيبته لم أعد في حياته ذات أهمية
كما اعتدت . كل شيء تغير .
- سوزان . دوماً كان تايلور يحبك فأن أخته ..لحمه ودمه .
- لكنك ستنجبين له أطفالاً ...أولاداً وأحفاداً . وهذا يجعلني وحيده منبوذة.
- ما كان هذا سيحدث أبداً .
وحدقت مارشا في عينيها المليئتين بالتعاسة اللتين بدتا كبيرتين للغاية في وجهها الفاتن الصغير.
- عرفت ذلك فيما بعد . عرفته حالما هجرت أن تايلور ، لكن
الأوان كان قد فات حينذاك . لم أستطع أن أعترف بما فعلته .
كان يأتي لإليّ ليراني ويثور على ذلك الذي أخبرك بتلك الأكاذيب .
ويتوعده بأفظع الأمور حين يعرفه . لن يسامحني أبداً يا مارشا . سيكرهني الآن .
نظرت إليها مارشا ممزقة بين الشفقة والغضب والألم والندم ومئات من المشاعر الأخرى .
وقالت : ( لا يمكن أن يكرهك تايلور أبداً يا سوزان)
- بلى ! منذ اللحظة التي عرفك فيها ، عشق الأرض التي تسيرين عليها ،
وحتى قبل أن أعرفك شعرت بغيرة بالغة منك.
ولكن... حسنا ، كنت أنت رقيقة وبالغة اللطف وانسجمنا جيداً معاً ...ثم ، عرفت بأمر ديل ..
و .. وشعرت أن ذلك لا بد ذنبي لأنه رغب في امرأة أخرى،
وأنني لست جميلة أو جيدة بما يكفي .
أخذت علاجاً من الطبيب فلم ينفع ، لم أستطع أن أنام أو آكل .
أخذت أستيقظ في منتصف الليل وديل نائم ، فأسير في الأنحاء
بين بيوت الجيران وأنا أتساءل كيف تستطيع كل النساء أن يحتفظن بأزواجهن بخلافي أنا.
مدت مارشا يدها تزيح خصلة شعر عن جبين سوزان وهي تقول برقة : ( لماذا لم تخبري أحداً؟
إن لم يكن أنا ، تايلور؟)
- كان تايلور سيميته ضرباً ثم هناك عمله . سيصبح من الصعب على ديل أن يواصل عمله
مع تايلور فأين ستصبح حينذاك؟
لكن السبب الرئيسي هو....
وخفضت سوزان بصرها وهي تهمس : ( شعرت بذل بالغ وبالعار ،
لرغبة ديل في امرأة أخرى ، وأنني لم أستطع أن أنجب طفلاً ..لم..
لم أشعر بأنني امرأة يا مارشا ..فأنا مرد شيء ، شيء بشع بدين ممل)
فكرت مارشا بأن هذا ما جعل سوزان تتحمس لممارسة الرياضة واتباع حمية للنحافة ،
بعد زواجهما ، هي وتايلور ، بوقت قصير .
فقالت لها بلطف : ( كان عليك أن تخبريني )
- ما كنت ماهرة قط في الإفضاء للغير بمشاعري في حينها .
لم تكن حالة أمي حينذاك تسمح بوقت لشيء مثل تبادل الحديث أو مناقشة أي مشكلة .
لا أتذكر أنها احتضنتني وقبلتني طوال حياتها .
وطبعاً لم يكن أبي معنا إلا نادراً.
- آه ، سوزان .

Lovely Rose 24-05-09 02:18 PM


تكملة الجزء التاسع


كانت عينا مارشا جافتين لكنها تبكي في داخلها .
تبكي للطفلة الصغيرة المرتبكة الخائفة المتألمة المحبوسة في جسم سوزان.
ولديل الذي تزوجته ، ولتايلور ، ولنفسها . لقد قادت الغيرة سوزان في طريق موحش
ملتو دمرهم جميعاً.
تمسكت بها سوزان مرة أخرى ، وكيانها كله يتسؤل منها الغفران
( لقد أخبرت تايلور كل شي في الرسالة التي تركتها له.
وهناك واحدة لك وأخرى لديل أيضاً . وقد أوضحت أمر الرسالة التي كان تايلور قد
أرسلها إليك بعد رحيلك عن بيته) .
- هل أخذتها أنت ؟
- أخبرني عما سيفعل . وهكذا في الصباح التالي لإرساله الرسالة .
أخبرت ديل بأنني سأخرج لممارسة الرياضة باكرأ ، ثم بقيت أهرول
حول النزل الذي تقيمين فيه وعندما رأيت ساعي البريد هرولت نحوه وتظاهرت بأنني أسكن هناك.
وسألته أن كان هناك شيء باسم السيدة كين فناولني الرسالة .
كان الأمر بسيطاً تماماً . غريب كميسهل خداع الناس الطيبين !
- وأنت أجريت الحجز في المانيا طبعاً .
- كنت أعرف الفندق لأن تايلور اعتاد النزول فيه كل عام حين يذهب لحضور المؤتمر .
فكان الأمر لا يعدو اتصالاً هاتفيها لتغيير الغرفتين المنفصلتين
كانت تانيا قد حجزتهما ، إلى غرفة مزدوجه .
- أنتظرت سفرهما لتأتي إلي وتخبرني .
- لا يمكنني أن أصدق الآن كل ما فعلته . حقاُ لا أستطيع .
كنت وكأنني أحاول أن أثبت لنفسي أنني لست غبيه تافهة بأي شكل .
عندما حصلت على الرسالة ذلك اليوم . ذهبت إلى النادي الرياضي بعد الظهر
وتمرنت ساعات من فيض الإثارة.
- هل ما زالت الرسالة لديك ؟
فهزت سوزان رأسها : ( خفت أن يعثر عليها ديل .
إنه يظن أن علاقته مع سكرتيرته هي التي باعدت بيننا طوال السنتين الماضيتين لكن الأمر
لم يكن كذلك ، كيف كنت سأخبره بما فعلته نحوك ونحو تايلور ؟
كان حتماًُ سيحتقرني )
- أما زلت تحبينه ؟
سألتها بهدوء . لم تستطع أن تصنف مشاعرها فقد كانت مضطربة مشتته.
لكن محاولة سوزان للانتحار كانت في المقدمة من الأهمية .
ما قامت به سوزان مرة ، يمكنها أن تقوم به مرة أخرى .
ومع أن الطبيب يمكنه أن يساعدها على المدى الطويل ، إلا أنها بحاجة إلى العطف والحنان .
والمسامحة الآن قبل كل شيء ، ولا ينفعأحداً إظهار العنف والغضب.
وأجابت سوزان وشفتيها ترتجفان : ( نعم ، أحبه ، وأنا متفهمة سبب خيانته .
لقد أبعدته عني بعد يأسي من الأنجاب ، ناسية أن للرجل حاجاته ورغباته.
بعد أن فصلتك عن زوجك كنت أتوقع أن يهجرني ديل في أي وقت.
وحتماً لديه سبب وجيه لهذا ، لكنه لم يفعل فقد كان يلوم نفسه لعلاقته تلك.
وكنت أنا ألوم نفسي لما فعلته بك وبتايلور ..)
تلاشى صوتها وهزت رأسها : ( أتظنين أن بإمكانك أن تصفحي عني يوماً ما؟
أنا أعرف أنه لا يمكنك ذلك حالياً . لكن أتظنين أن هذا سيحدث فيما بعد؟)
- أنا أسامحك الآن .
وكيف يمكنها أن تفعل شيئاً أخر بالنسبة إلى ذلك الجسد الذي يشبة هيكلاً عظمياً وهاتين العينين المعذبتين أمامها ؟
مهما كان ما عملته سوزان ، فقد تقدمت إليها مارشا تحضنها مرة أخرى : ( أنا أعني ذلك يا ( سو) .
أنا أسامحك ، ولكن عليك أن تعديني بأن تعالجي نفسك).
تصلب الجسد النحيل لحظة ، ثم استرخت سوزان وهمست :
( أتعنين علاجاً نفسياً أو ما شابه ؟)
- إذا تحدثت إلى الأطباء هنا، سيتمكنون من إرشادك إلى الشخص المناسب .
أنا واثقة . هل تعدينني بأن تفعلي ذلك؟
- أعدك . وكل شيء سيكون على ما يرام بينكما أنت وتايلور الآن.
أليس كذلك؟ بعد أن عرفتما الحقيقية ، هل ستعودان كما كنتما من قبل ؟)
قالت سوزان هذا متوسلة بصوت مختنق .
كانت سوزان لا تزال طفلة في داخلها ، طنت أن كل ما عليها فعله لإصلاح الأمر بينهما
هو أن تعترف ، وبذلك تمحو العام والنصف الماضيين.
لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة . فقد حدث بينهما دمار
من المتعذر إصلاحة . كما أوضح تايلور هذا النهار .
وفي الواقع ،لم يعد يهم الآن من هو الذي نطق بتلك الأكاذيب عن تانيا .
فما يهم هو أنها لم تمنح تايلور ثقتها وهو أدرك ذلك .
فإا كان مع بينيلوب الليلة ، من سيلومه ؟
كانت سوزان ما تزال تحدق فيها فقالت بإبتسامة مرغمة : ( ستسير الأمور على ما يرام.
يا سوزان، أما بالنسبة إلى الآن ، فعليك أن تركزي على شفائك ،
أسمعي ، أنا سأذهب الآن ، لكنني أظن أن عليك أن تخبري ديل وتايلور بالأمر بنفسك)
تشبثت بها سوزان بقوة مدهشة : ( ليس لتايلور . يمكنني أن أخبر دبل ،
لكنني لا أستطيع أن أنظر إلى وجه تايلور . لا أستطيع )
- أظنك مدينة له بهذا .
- سأخبر ديل أولا ، وربما بعد ذلك يبقى معي ونخبر تايلور معاً.
قالت هذا بعد تفكير قصير .
أومأت مارشا وهي تقف : ( سأرسل إليك ديل إذن)
- نعم رجاء.
كان تايلور وديل جالسين في غرفة الجلوس الصغيرة على بعد عدة
أمتار ، وعندما دخلت مارشا أحست أن الجو بينهما مشحون للغاية .
كان واضحاً أن تايلور أفضى له بعده أمور في ذهنة ، وعندما أخبرت ديل
بأن سوزان تريد أن تراه ، لم يستطع أن ينهض عن كرسية بالسرعة الكافية .
وقالت مارشا لتايلور بهدوء : ( هل تمانع إذا أنا جلست لحظة؟)
كان في عيني تايلور لمعان بارد وهو ينظر إليها ويشير بيده أن تجلس
على الكرسي الذي كان قد أخلاه صهرة تلك اللحظة.
وشعرت هي بأنها إذا لم تجلس ستسقط على الأرض .
كانت تعلم أنها لم تستوعب بعد..أن سوزان كانت ستنهي حياتها بانب أعترافها المحّير...
لكن الهدوء الغريب وتمالك النفس اللذين بديا منها عندما تكلمت مع سوزان كانا يفارقانها الآن...
وربما كان هذا من تأثير الصدمة ، لكنه على الأقل ساعدها في عدم قول شيء تندم عليه فيما بعد.
- كيف حالها ؟
لم يكن صوت تايلور أكثر دفئاً من عينيه .
- أفضل حالاً .
- أتريدين كوب قهوة؟
كانا يتكلمان وكأنهما غريبان . و آلمها هذا : ( لا ، شكراً ، علي أن أعود إلى البيت )
- أنا سأخذك .
وعندما أراد أن ينهض ، قالت له بسرعة : ( لا ، لا حاجة لذلك حقاً .
قالت سوزان بأنها ستتحدث إليك بعد قليل وعليك أن تكون هنا .
يمكنني أن أستقل سيارة أجرة )
- كما تشائين .
لاحظت أنه لم يعد يهتم بها حقاً ، والألم الذي تملكها محا ما تبقى
لها من هدوء . لقد بدأ بداية جديدة أقل خسارة ، وانتقل ذهنياً إلى امرأة أخرى.
بماذا سيشعر عندما تعترف له سوزان بأنها هي سبب تعقد حياتها الهائل؟
سيصفح عن أخته . لا يمكن له أن يعاقب ذلك المخلوق المثير للشفقه !
ولكن هل سيعجبه ولاؤها هي لأخته؟
أم العكس ؟ إنها حقاً لا تدري.
- تايلور ، هناك في المكتب لم أكن أعني أبداً أنك تغش أو تخدع أحداً .
لم أظن ذلك مطلقاً.
كان عليها أن تستغل آخر فرصة لها معه لكي تجعله يدرك مبلغ أسفها : ( كنت مضطربه
ومشوشه وخطئة في كل شيء ، بشكل هائل .....أعلم هذا ولكن)
فقاطعها بهدوء عابس : ( عفواً إذا كنت مخطئاً ولكن ما هي الخيانة الزوجية إن لم تكن خداعاً كاملاً؟)
حدقت إليه متلهفة إلى كلمات تشرح شعورها حينذاك .
لقد اتهمها بأن حبها له غير كاف لكن حقيقة الأمر هي أنها أحبته أمثر مما ينبغي .
- لقد عنيت ما قلته عصر هذا اليوم عن أنني صدقتك.
قالت هذا أخيراً ، راجية أن يتذكر أنها صدقته قبل أن تعترف لها سوزان بما فعلت .
فقال متوتراً : ( مارشا ، كفى ،رجاء )
- ولكن عليك أن تصغي إليّ .
- لماذا ؟ لماذا عليّ أن أصغي إليك؟
وخبط بقبضته على الطاولة أمامه ما جعلها تقفز ثم سأل وعيناه
تتألقان : ( أنت لم تصغي إلي قط . كيف تظنينني آتي إليك إذا كنت ألمس
امرأة أخرى ؟ فضلت أن تصدقي كلام شخص آخر ثم رفضت حتى أن تخبريني بأسمه)
- هناك سبب وجيه لهذا .
تابع كلامه وكأنها لم تتكلم : ( أنا لا أصدق أنك لم تتلقي رسالتي يا مارشا ،
ولا >اري إن كنت مزقتها دون أن تقرأيها . وهذا أكثر من محتمل بالنسبة
إلى حالتك حينذاك كما أظن ، وهذا يفسر لماذا لم تتصلي بي .
على كل حال ، أصبح ذلك الآن من الماضي ، وقد سئمت من كل هذا )
ومنها هي ! السأم منها ...يتملكه ، هذا ما يعنيه . فوقفت شاحبة الوجه : ( الأفضل أن أذهب )
ومن خلال أسنانه المطبقة قال : ( نعم ، الأفضل أن تذهبي )
لا تدعني يا الله أسقط ! علي الخروج من هنا ومن حياته بشيء من الكرامة .
وصلت إلى الباب وابتدأت تفتحه حين قال : ( مارشا ) .
- نعم ؟
والتفتت إليه ويدها على الباب .
- شكراً لقدومك لرؤية سوزان الليلة .
أومأت برأسها قبل أن تخرج وتغلق الباب خلفها بعناية .
كان صوته فاتراً ، قد تلاشى منه كل غضبه الملتهب .
ولأمر ما أقنعها ذلك أكثر من كل شيء آخر بأنه حقاًُ غسل يديه منها .
عندما صعدت إلى التاكسي وقال صوت مرح : ( مرحباً بك ، ها أنت مرة أخرى . هل تذكرتني يا عزيزتي ؟)
كادت تتأوه بصوت مرتفع . لكنها ، بدلاَ من ذلك ، حاولت أتبدو مسرورة : ( نعم أتذكرك )
- لقد أوصلتك هذا الصباح .
- نعم ، أتذكر هذا .
- لا تبدين أقل ضعفاً وشحوباً منك عند الصباح إذا لم يكن لديك مانع في قولي هذا.
بل لديها مانع ، ومانع كبير ! ولكن ليس ذنب هذا الرجل المسكين أن
عالمها تناثر حولها حطاماً : ( لدي صداع)
- آه ، نعم ؟ زوجتي لديها صداع دوماً .
- أحقاًً .
ياليت يخرس ! يا ليته ... ياليته يخرس !
- لكنها زوجة جيدة وأنا لن أغيرها . لدينا ستة أولاد .
هل لديك أطفال ؟
- لا .
- متزوجة .
- تقريباً ...سأحصل على الطلاق قريباً . في الواقع .
ولم تعرف لماذا قالت له ذلك .
وهز رأسه : ( آه ، نعم ؟ أنت أصغر من أن تتحملي هذه المعاناة . ولا بد أنه أحمق ليدع فتاة لطيفة
مثلك تفلت منه )
- الطلاق هو ذنبي أنا في الواقع .
- أهكذا ؟ لكنك لا تريدين الطلاق ؟
أجفلت ورأت عينيه في المرآة : ( من قال هذا ؟)
فقال ضاحكاً : ( أنا . إننا نتعلم كثيراً عن الطبيعة البشرية في قيادتنا سيارة الأجرة )
لم تقل شيئاً ، راجيه أن يفهم بالإشارة .
وفهم ، إلى أن خرجت وتقدمت إليه لتدفع الأجرة .
شكراً عزيزتي .
لم تعطة أجراً سخياً هذه المرة ، لكنه لم يهتم : ( واسمعي ، إذا كنت لا تريدين ذلك الطلاق ،
أخبرية بذلك ، سيري إليه وأخبريه مباشرة .
لن تصبح الأمور أسوأ مما هي الآن . أليس كذلك؟ فماذا تخسرين عدا شيء من الكبرياء ؟)
ابتسمت بحرارة صادقة : ( شكراً )
- هل ستتبعين نصيحتي ؟
- ربما .
- في المرة القادمة عندما تركبين معي سأسألك .

Lovely Rose 24-05-09 02:21 PM


10- أمل .. وألم !


عندما دخلت مارشا الى غرفتها سارت الى الاريكة وجلست عليها ثم بقيت دقائق طويلة في حالة ذهول . واخيرا نظرت الى ساعتها فكانت الواحدة صباحا . عليها ان تخلد الى النوم لكنها ما زالت عاجزة عن الحراك .
عندما رن الهاتف بعد ذلك بـ 5 دقائق لم يخطر في ذهنها سوى اسم واحد .. تايلور . لذا تملكتها خيبة امل حين سمعت صوت جيف يقول :
- مارشا . اهذا انت ؟
- ومن غيري سيكون هنا الساعه الواحده صباحا ؟ ما الذي جعلك تتصل في هذا الوقت ؟
- آسف لأنني ايقظتك .. لدينا امر باهر بالنسبة الى قصة باكستر .ثمة رجل اعتاد ان يعمل لدى مانن دويل رئيسا للمحاسبين , وهو مستعد لتزويدنا ببعض المعلومات , ويبدو ان باكستر كان صديقه ذات يوم وقد عرف لتوه بموته . احد مخبرينا اتصل به ويبدو ان هذا سيعود علينا بفوائد. والمشكلة هي ان امكانية استغلال هذه الفرصة السانحه تبدو ضئيلة للغاية . هذا الرجل , اوزوالد ويلمور , سيذهب الى استراليا ليرى ابنه وسيبقى معه ستة اشهر لذا اذا لم نحصل على عدة وقائع الآن علينا ان ننسى الامر .
- متى سيرحل ؟
- ستنطلق الرحلة من مطار هيثرو بعد 12 ساعه من الآن .وبما ان هذه قصتك منذ البداية , لا ادري ان كنت تحبين ان تذهبي لرؤيته , والا ساغادر في الـ10 دقائق التالية . المخبرون الذين يحققون معه بحانبه الآن .
- اين يسكن هذا الرجل اوزوالد ؟
سألته بضعف , يالها من ليلة ! وكانت ظنت في بداية هذه الليلة ان اقصى عمل ستقوم به هو شرب فنجان قهوة !
- بجانب واتفورد هل تريدين ان تقومي بذلك ؟
بدا اماها وجه بينيلوب الجميل الماكر فردت بحماسه لم تكن تظن انها ستشعر بها بعد الساعه الحارقة التي امضتها مع تايلور :
- نعم
امضى جيف الدقائق الـ5 التالية يلقنها ما يجب عليها ان تعمله ولا ينبغي , ثم اخذت تدور في انحاء غرفتها تجمع كل ما ستحتاجه .
وبعد ذلك بربع ساعه كانت في التاكسي متوجهة الى واترفورد وكل الارهاق الذي كانت تشعر به تلاشى في حمى حماستها . يبدو ان اوزوالد وافق على ان يقول ما عليه قوله امام الكاميرا , وهذا سيكون سبقا صحافيا ضخما .. وفكرت مارشا لحظة في ارملة باكستر المرأة الرقيقة ذات العينين الحزينتين , راجية الا يتراجع اوزوالد في اللحظة الاخيرة .
لكن هذا ما لم يحدث ويبدو انه كان مع مانن ديل منذ البداية , وكان المؤسس صديقا شخصيا له , قبل ان يتقاعد صديقة هذا بعدة سنوات .
وبعد موته استلم ابناؤه واخذوا يسيرون بالعمل بشطل مستقيم . وكان مانن ديل حينذاك اصبح رئيس اتحاد عدة شركات ما جعله , حسب قول اوزوالد , غولا لا يهمه سوى ارضاء شهوته الى مزيد من القوة والنفوذ .
أما الاخلاق وآداب المهنة وحسن التدريب والمبادئ والضمير الشخصي , فكلها اصبحت كلمات ق1رة بالنسبة اليه .
وقال اوزوالد لمارشا على حده :
- انت ستذكرين المزايا الحسنة اليس كذلك يا عزيزتي ؟ ولا تنسي اذا اردتني ان اعود واقول أي شيء اخر فأنا مستعد . ما اسمك الثاني بالمناسبة ؟ في حال احتجت الى التكلم معك قبل سفري .
- مارشا كين .
نطقت اسمها قبل ان تنتبه , ربما لأن تايلور كان في ذهنها طوال الوقت واضافت بسرعه :
- لكن اسمي في العمل هو غوسلينغ .
فقال الرجل مقطبا جبينه :
- كين ؟ انه اسم غير عادي . لا أظن لك قرابة بتايلور كين صاحب شركة كين الدولية ؟
حدقت اليه وقالت بضعف :
- انه زوجي .
- حقا ؟ حسنا , عرفت زوجك وهو ينشئ عمله منذ كان صغيرا . قصص نجاح كهذه يتحدثون عنها في عالم الاعمال كما تعلمين . لو كان ابناء صديقي مثل كين , لما كنا هنا نتبادل الحديث الآن . انه رجل صلب لكنه عادل , لايرتكب ما يستدعي الخجل. لكنك طبعا تعرفين ذلك اكثر من معظم الناس .
وابتسم لها دون ان يعلم انه يزيد من شعورها بالذنب المحرق .
- شكرا سيد ويلمور , ولكن عليك ان تذهب الآن .
وهربت منه وكأنه الشيطان وليس ركنا من اركان مؤسسة نزيهة في السبعين من عمره .
عادت مارشا الى المكتب وعاد اليها ارهاق النهار وعاد اليها ألم الافتراق عن تايلور .
كان هذا صباح السبت وكانت مارشا تعلم ان بيكي وكثيرين غيرها ليسوا في الدوام . وكان جيف على كل حال مصمما على الحضور وانهاء العمل الذي سلمه اياها امس .
وهكذا قررت ان تكتب الملاحظات التي جمعتها ولخصتها عن اوزوالد وتتركها لجيف قبل ان تذهب الى بيتها لتنام .
ما ان دخلت الى مكتبها حتى انفتح باب رئيسها جيف واطل هو برأسه :
- تعالي الى هنا , لقد احضرت القهوة .
قال هذا باسما بمرح , كماالمفروض ان يكون فالبرنامج سيكون ناجحا . كلهم كانوا يعلمون ذلك قبل حضور اوزوالد لكن الآن اصبح نجاحه محتوما كما اخذت مارشا تفكر وهي تتبعه الى مكتبه .
- تبدين متعبه .
فقالت بجفاء :
- شكرا جزيلا . وباعتبار انني امضيت 24 ساعه دون نوم ولا طعام اظنني ابدو بأحسن حال .
لم تنظر الى المرآة منذ ساعات لكنها لم تخبره بذلك ولا بان قلة نومها والطعام ليسا هما المشكله انما رجل طويل القامة وعيناه بلون العسل الداكن .
سكب لها كوب قهوة لذيذة .
- ما هذه ؟
كان قد وضع امامها كيسا . فتحته فوجدت اربع شطائر .
واحضر لنفسه كيسا اخر وهو يقول :
- هدية من زوجتي . افترضت انك ستكونين جائعه عندما تعودين الى هنا .
فقالت متأثرة :
- ما الطفها !
- انها تظنني اجهدك في العمل .
- انها على صواب .
- اخبريني بما فعلت وبعد ذلك نشرت كوبا اخر ثم نأكل .
فقالت بأسى :
- اترى ما اعنيه ؟
عندما فرغت من سرد كل شيء له , مال الى الخلف في كرسيه ثم قهقه بصوت مرتفع :
- اود ان ارى وجه بيتلوب حين نخبرها بما حصلت عليه .
ودفع نحوها كيس الشطائر :
- والآن كلي هذا والا ستظن زوجتي ان طعامها لم يعجبك .
كانا يتناولان كوب القهوة الثاني وقد خلعت مارشا حذاءها تريح اصابعها عندما سمعا وقع خطوات في الخارج تبعتها دقات عنيفة على باب جيف جعلتها تنتصب في جلستها .
وفي اللحظة التالية كان تايلور واقفا عند الباب , كان يرتدي بنفس بذلة العشاء التي كان يرتديها في المستشفى وقد اصبحت الآن مجعده كما تشعث شعره واصبح لا يشبه تايلور بشيء .
لكن مارشا رأت فيه وسامة اكثر من أي وقت مضى .
قال بعد ان أومأ لجيف بتحية قصيرة :
- كنت ابحث عنك . لم تكوني في المطار كما ان السيدة تيب لم تكن تعلم مكانك .
- كان هناك عمل مستعجل عندما عدت من المستشفى .
لم تستطع ان تتحرك ولا ان تفكر .
- اخبرتني سوزان بكل شيء .
يبدو انه توقع منها بعض التجاوب للكنها كانت تشعر بالخدر . شعرت انها غير طبيعية , واخذت ترتجف شاعره بالبرد بجمدها حتى عظامها .
لم تجرؤ على التفكير في ان وجوده هنا كان يعني شيئا . فقد كانت في الايام الاخيرة مشوشة المشاعر بين الامال والمخاوف قبل ان تتحطم اخيرا بشكل كامل .
منتديات ليلاس
طال الصمت بينهما حتى اصبح مؤلما متوترا وتشابكت اعينهما حتى لم يستطع جيف ان يحتمل ثانية اخرى :
- كانت مارشا في واتفورد منذ الساعات الباكرة . فأرسلت زوجتي بعض الشطائر الى من يريد . هل تريد واحده ؟
ومرت لحظة ظنت هي فيها ان تايلور لن يجيب ولكن عندما استطاعت اخيرا ان تنتزع نظراتها من نظراته , التفت الى جيف وقال بصوت هادئ للغاية :
- شكرا , سآخذ واحدة .
- تفضل .
وعندما بقي تايلور واقفا مكانه ,, نهض جيف وقدم له كرسيا وضعه بجانب مارشا :
- الا تجلس ؟ كيف تحب قهوتك ؟
جلس تايلور وقد عادت عيناه الى مارشا ثم قال بذهن شارد :
- مرة من فضلك .
رغم ان عينيها كانتا مسمرتين على فنجانها , كانت واعية لكل انش من ذلك الجسد الطويل بجانبها . ثم ذعرت حين رأت نفسها ترتجف فجرعت نصف قهوتها الحارة المحرقة لكي توقف هذا الارتجاف .
بعد ان وضع جيف القهوة والشطيرة اما تايلور , قال :
علي ان اخرج دقيقة , هناك المزيد من القهوة . تعرفان كيف ..
لم يلاحظ خروجه أي منهما , كما لم يتوقع هو ذلك . وعندما اصبحا وحدهما قال تايلور برقة :

- لم اعرف الى اين ذهبت .
فقالت بصوت يشبه الهمس :
- ذهبت في عمل مستعجل .
- لا اظنك اخذت كفاية من النوم .
لم تستطع ان ترفع عينيها اليه :
- لا , لم انم مطلقا .
ساد صمت آخر ثم قالت :
- كيف حال سوزان ؟
- كانت نائمة عندما خرجت . سيبقى ديل معها ثم يعيدها الى البيت بعد ان يراها الطبيب .
- ستكون بخير اذن ؟
- انها بحاجه الى مساعده . انها هزيلة للغاية . لقد اخبر ديل الطبيب انها تطوف حول البيت معظم الليالي لأنها لا تستطيع النوم . كان يريد ان يأخذها الى الطبيب منذ اشهر .بعد ان قال ذلك علي ان اعترف بأن لو كان من فعل بنا ذلك غير سوزان لكان نال مايستحقه .
نظرت في عينيه وقالت برقة :
- لكنه سوزان .
حدق اليها وعيناه تنتقلان بين ملامح وجهها :
- لا اراك تحملين أي حقد عليها , اليس كذلك ؟
قال هذا بشيء من العجب في لهجته :
- قالت انك صفحت عنها لكنني ظننت ذلك لأنك كنت فقط لا تريد ان تكدرها الليلة الماضية .
- طبعا صفحت عنها , لأجلك على الاقل .
- شكرا . اسمعي . متى يمكنك مقادرة هذا المكان ؟ اننا بحاجه الى ان نتحدث وانت تعلمين هذا , اليس كذلك ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة . لم يعطها أي بصيص امل ولكن لا شيء في العالم يجعلها تمتنع عن الذهاب معه :
- سبق واخبرت جيف عن كل ما يريد ان يعرفه . يمكننا ان نذهب في الحال اذا شئت .
- هيا بنا اذن .
- سأكتب له اننا اضطررنا للذهاب وسأراه صباح الاثنين .
كتبت كلمة سريعه بأصابع مرتجفة واعية في نفس الوقت الى تايلور بسترته وشعره الاشعث ما يناقض اناقته المعتاده . وكان هذا مقلقا لأنه لم يغتسل ويغير ملابسه قبل ان يخرج للبحث عنها .
هذا لا يعني شيئا بالضرورة كما حذرت نفسها عندما شعرت بقلبها تتسارع خفقاته . ولكن رغم كل محاولاتها لخنق الامل في نفسها بقي هذا ينمو .
استمر قلبها يخفق وهما يغادران المكتب . وبعد ان لوحت بيدها باسمة لموظف الامن بوب في المدخل , خطرت لها فكرة فسألت تايلور :
- كيف سمح لك بوب بالدخول دون ان يتصل بي اولا ؟
اخرج تايلور من جيبه بطاقة دخول كل الموظفين .
- شركة كين هي التي تمد وتركب المعدات الجديدة . هل نسيت ؟ رأت بينيلوب انها فكرة جيده لكي ادخل واخرج متى شئت .
وتلاشى الامل في نفس مارشا مرة اخرى .
كانت سيارته بالانتظار , وفتح لها الباب فدخلت وجلست شاكرة ذلك لما تحسه من تعب غريب .
- انت متعبه للغاية .
قال لها ذلك وهو يجلس بجانبها ويتأمل وجهها . حسنا على الاقل لم يقل انها تبدو مشعثة كما قال جيف رغم ان هذا ما كانت تفكر فيه . والتفتت اليه فتشابكت نظراتهما . الوجه الصلب الوسيم بدا متجهما , وهو يبادلها النظر :
- ليس لي أي عذر للأشياء التي قلتها لك .
- ماذا ؟
كان هذا اخر ما تتوقع منه ان يقوله لها .
- كان علي ان ادرك انك ما كنت لتصدقي كلمة عن مسألة تانيا من أي شخص غريب وان لابد هناك سببا وجيها يمنعك من كشف الاسم . كما ان الرسالة ....
- لا , انا افهم لماذا لم تصدقي انني لم استلمها . لأن امكانية ضياعها كانت ضئيلة للغاية , انا التي اخطأت في كل شيئ . لم اثق بك حين كان علي ان ...
- وكيف يمكنك ذلك ؟ لقد قامت سوزان بكل شيء وهي تعلم مدى ضعفك .. تعرف خلفيات حياتك . استغلت خوفك من ان تصبحي منبوذة ضاربة على الوتر الحساس . مازلت لا استطيع ان اصدق ان اختي الصغيرة قادرة على مثل هذه القسوة .
قال هذا بمرارة فقالت له برقة بالغة :
- لم تكن في عقلها الكامل .
كرهت ان ترى الالم على ملامحه القوية مدركة العذاب الذي يعانيه .
- كانت قادرة بما يكفي للاتصال بالفندق وتغيير الحجز قبل ان تخبرك وايضا لا عتراض سبيل تلك الرسالة .
وتهدج صوته ورد شعره الى الخلف بحركة عنيفة عبرت عن قنوطه وغضبه.
فقالت مارشا معبرة عن استائها هي ايضا :
- تايلور ! عليك ان تتذكر انها لم تكن حينذاك سوزان الحقيقية . اختك الحقيقية التي تعرفها وتحبها هي تلك المراة التي دمرها شعورها بالذنب منذ ذلك الحين .حدثتني بشعورها حين عرفت بعلاقة زوجها ... لم تستطع الانجاب وان ديل لم يعد يحبها كما كانت تظن , هذا ما كانت تشعر به , ثم ... لو كنت انا وثقت بك , كما كان ينبغي لما نجح شيء مما فعلت . ولكن صدقني في شيء واحد , ارجوك . لم يكن السبب هو انني لم احبك بما فيه الكفاية , وانما لأنني احببتك اكثر بكثير مما تظن , وقد افزعني ان ادرك انك عالمي كله , وكل شيء لي في الحياة . لم استطع ان اصدق ان شخصا مثلك يريد امرأة مثلي بقية حياتنا .
- آه يا حبيبتي .
- انت كل شيء بالنسبة لي ... وانت تعرفين ذلك . منذ رحيلك عني وانا اعيش في جهنم , لا سيما عندما اتصورك مع رجل اخر . لم اصدق ابدا انك لن تعودي الي وانك لا تعرفين كم احبك وانني لا يمكن ابدا ان اخونك .
كانت كلماته تخترق قلبها كالسهام . لقد آلمته كثيرا . فكيف يبقى على حبها ؟ قالت :
- آسفة , اسفة
وضع يده على فمها فتأثرت من الاعماق عندما احست بها ترتجف وهو يقول :
- انا الذي كان مخطئا . كان علي ان ادرك انك مازلت متأثرة بما حدث لك في ما ضيك مما منعك عن الثقة بنفسك كامرأة . لم نمض وقتا كافيا حين حدث كل هذا . ربما لو امضينا عدة سنوات .. ولدينا اولاد , لأختلف الامر . ولكنني الآن توقعت اكثر مما ينبغي .
- من حقك ان تتوقع مني ان اثق بك .
قالت هذا ودموعها معلقة على اهدابها كاللؤلؤ .
- ربما . ولكن كان علي ان اكون اكثر تفهما ما دمت احبك بهذا الشكل . فقط عندما اصبحنا قريبين من الطلاق , ادركت انك حقا لن تعودي . عند ذلك تملكني الذعر .
- أحقا ؟
وحدقت اليه بعينين متسعتين تلمعان بالدموع . لم تستطع ان تتصور تايلور يتملكه الذعر لأي شيء .
- آه . نعم . ادركت انني لن استطيع العيش من دونك فكان علي ان افعل شيئا , ان ادوس على كبريائي الحمقاء , واجعلك ترين الحقيقة . كنت اعلم انك تحبيبنني , لكن ذلك لم يكن كافيا لاقناعك بالعودة .وعندما سمعت عن حاجة الشركة التي تعملين بها الى معدات وجدت ذلك رائعا . يمكنني ان اصادفك اثناء عملك . وطبعا لم احسب حساب بينيلوب المنيعة .
- انها معجبة بك , وقد وضعتك في برنامجها بصفتك هدفها التالي .
- افضل ان اعشق حشرة بدلا منها .
رفع رأسه تايلور بعدها وقال لها :
- هل انت آتية الى البيت ؟
البيت ..! غاصت هذه الكلمة في اعملق روحها مثيرة فيها شعورا لم تملك معه الا ان تومئ بالايجاب.
عندما تحركت بهما السيارة وجدت نفسها تتحرق شوقا الى الآتي , والحيوية تسري فيها من رأسها حتى اخمص قدميها . ساد الصمت بينهما اثناء رحلة العودة . كل الخيوط المتشابكة ستنحل فيما بعد , لأنه يكفيهما الآن عودتهما الى بعضهما البعض .
ما ان وقفت السيارة اما الباب حتى انفتح هذا على الفور وخرجت حنة تستقبلهما . رأت مارشا عيني مديرة المنزل تتسعان لرؤيتها, واستقبلتهما على الدرجات واحتضنتها بشدة حبست انفاس مارشا , ثم قالت تخاطب تايلور :
- اتصل ديل منذ دقائق . جاء الطبيب وقال ان بامكان سوزان ان تخرج من المستشفى , وهكذا سيأخذها الى البيت لقد اوضح القليل مما جرى .
- سنتحدث فيما بعد .
وعندما دخلا الردهة ربت تايلور على ذراع حنة :
- سننام بعد لحظة. مارشا لم تنم منذ 24 ساعه وانا غفوت فليلا في المستشفى . اذا اتصل احد اخبريه بأنني في السرير مع زوجتي ولا تريد ازعاجا .
اشرق وجه خمة بالابتسام بينما صعدا يدا بيد , ولكن عندما فتح تايلور الباب الى غرفتهما الرائعه الجمال , شعرت مارشا فجأة بالخجل .
كانت حنة قد فتحت النوافذ وكان الجو معطرا بأريج الافندر , والسرير الكبير بأغطيته الناعمة يحتل الغرفة كالعادة . وشعرت لحظة بانها عادت عروسا . وكان هذا شعورا غريبا .
دار رأسها للسرعه التي تغيرت فيها الامور . لقد عادت الى البيت الى بيتها مع تايلور . اما الكابوس فقد زال .
كيف استطاعت الباقء بعيدا عنه بذلك الشكل ؟ وتمتم بصوت اجش :
- بقيت 18 شهرا احلم بهذا . اريد ان استيقظ بجانبك عالما بأن علي ان امد يدي فقط لأجدك بجانبي ناعمه كالحرير .
شعرت بروعة الوحود معه واصبحت الاشهر الـ18 الماضية حلما شيئا استيقظت منه اخيرا .
تهامسا بكلمات الحب والتعهد بألا يشك بعد الآن احدهما بالأخر او يفترقا .
كانت رحلة العودة الى عالمهما ساحرة ... عالمهما السري حيث لا يتطفل عليهما احد . رفعت مارشا يدها تلامس وجهه وذقنه ... فقال :
- كان علي ان احلق ذقني .
وابتسم آسفا .
- فيما بعد ّ كل شيء ممكن ان يؤجل الى ما بعد .
واندست به وامواج التعب تكتنفهما ثم ناما .
لم يسمع أي منهما رنين الهاتف , او صوت حنه وهي تخبر بينيلوب تبعا لارشادات تايلور بأن السيد كين هو في السرير مع زوجته ولا يريد ان يزعجه احد .

Lovely Rose 24-05-09 02:24 PM


الختام





عاد شهر حزيران وتألقت الشمس في السماء الزرقاء الصافية ، وعبق الجو بعبير اللا فندر.أصلحت مارشا من جلستها في الكرسي الكبير تحت المظلة ، وابتسمت وهي ترى تايلور و ديل يسبحان مع طفلتي سوزان و ديل التوأمين ، ويرشون الماء على بعضهما البعض.
من كان يظن أن بإمكان خمس سنوات لأن تحدث مثل هذا الفرق ؟ فكرت بذلك و هي تنظر إلى سوزان التي كانت نائمة بجانبها.لم يكن أحد أكثر دهشة من سوزان و ديل عندما ، بعد ستة أشهر من عودة مارشا و تايلور إلى بعضهما البعض ، اكتشفت سوزان أنها حامل.
منتديات ليلاس
غير مولد التوأمين سوزان كليا.توقفت عن رؤية طبيبها ، واستغرقت في مشاعر الأمومة مستمتعة بكل دقيقة منها ، رغم القلق المحموم الذي شعرت به في البداية : الإرضاع الليلي ، صراخ الطفلتين ، قلة النوم...لا شيء استطاع أن يصرفها عن استمتاعها هذا ، وبدت الحيرة على ديل و تايلور و مارشا و هم يرون هذه المخلوقة الهزيلة المريضة تستحيل امرأة ممتلئة مسيطرة تقوم بكل شيء دون صعوبة.
- لا أدري من يستمتع باللعب أكثر : التوأمان أم ديل و تايلور.التفتت مارشا لسماعها صوت سوزان فرأتها مستيقظة.
- ديل و تايلور بالتأكيد.
أجابتها و هي تنظر إلى كل منهما يقذف بطفلة في الهواء ثم يتلقاها قبل أن تصل إلى الماء : " أظن ..."
و سكتت فجأة و هي تغمض عينيها و تتنفس بسرعة عدة لحظات.و عندما عادت و فتحتهما كانت سوزان تنظر إليها بقلق.فقالت مارشا بهدوء : " كانت هذه قوية"
- هل تشعرين بألم؟منذ متى؟
- منذ ساعتين أو اثنتين.
قالت مارشا هذا و هي تمسد بطنها الضخم عندما زال الألم. وعادت تقول : " لا تخافي ، ليس معظم الناس مثلك.أول طفل يستغرق عادة دهرا"
و كانت سوزان قد ولدت التوأمين خلال ساعتين منذ ابتداء الولادة حتى نهايتها.و كاد ديل أن يصاب بنوبة قلبية قبل أن يصل إلى المستشفى.
- سأخبر تايلور.
و سرعان ما كان تايلور بجانبها : " هل انت بخير؟"
- أنا بخير.مازال أمامي دهر.
- سآخذك إل الداخل.
و عندما يتكلم تايلور بهذه اللهجة كانت مارشا تعلم أن لا خيار آخر أمامها..فوقفت و هي تتذمر بصوت مرتفع ، وصارت إلى البيت لكنها اضطرت إلى التوقف في منتصف الطريق بعد أن فاجأها الألم مجددا.
جلست في الردهة و سط رعاية الجميع بينما راحت حنة تجري مهرولة تجمع لهاحقيبة المستشفى و خلال ثوان كان تايلور قد عاد إلى الطابق الأسفل بعد أن غير ملابسه و استعد.
كان يبدو مضطربا ما حير مارشا تماما.لم تظن قط ان ترى تايلور زوجها الهادئ المتزن في مثل هذا التشوش و الإضطراب ، لكنها ترى ذلك الآن.
- كم من التقلصات شعرت بهاطوال فترة وجودي في الطابق الأعلى؟
- مرة واحدة.ثم هل تعلم أنك لبست جاربا أسود و آخر بني؟
- تبا لجواربي! كم يفصل الطلقة عن الأخرى بالدقائق؟
-خمس.
-خمس؟
- آخ...
كانت التقلصات هذه المرة قوية...قوية للغاية!و عندما تلاشت حملها تايلور بين ذراعيه رغم احتجاجها العنيف و أخذها إلى السيارة و قد شحب وجهه.و عندما جلس بجانبها بعد أن وضع حقيبتها في صندوق السيارة ،وضعت يدها على يده مواسية : " أنت تعلم أن النساء يلدن أطفالا كل يوم"
- أنت زوجتي و هذا طفلي و هذا لا يحصل كل يوم.
فقالت بجفلء : " بل طفلنا "
- أنت تعلمين ما أعنيه.
و كانت تعلم و كانت تحبه لإهتمامه.ربما لن ترى تايلور في حالة ذعر مرة أخرى...إلا إذا جاء طفل آخر.فاستراحت إلى الخلف ،مستمتعة بكل لحظة من هذا الحدث.
و عندما وصلا إلى المستشفى و استلقت على السرير في غرفة الولادة بقي تايلور بجانبها و شاركها هذا الشعور تماما.لم يكن يصدق أم امرأة هشة مثل مارشا يمكن أن يكون لها قبضة مصارع ،لكنه تساءل بجد عما إذا كانت حطمت أصابعه مرة اخرى.
وولد صاموئيل تايلور كين في الخامسة مساءا و عندما حملته أمه ، نظرت إلى وجهه العابس ، وشعره الأسود.ووقعت في غرامه على الفور، كما فعل أبوه.
جلس تايلور بجانبهما على حافة السرير ، محدقا بعجب في طفله ثم انسكبت دموعه على خديه ، وقال لمارشا برقة : "أحبك ،كثيرا"
و لمس شعر طفله بأصابعه فاجابت : " وأنا احبك أيضا"
- ألا تندمين لتركك عملك ؟
ابتسمت له.كانت قصةباكستر سبقا صحافيا أكد لها أنها اصبحت مرموقة.و عندما حصلت على ترقية في و زيادة بالراتب ، لم يدهش أحد.لقد استمتعت بالسنوات الأخيرة و لكن عندماابتدأت مع تايلور محاولة إنجاب طفل ، أدركت انها تريد قضاء الوقت كله في البيت مع الطفل.كانت تريد منح طفلها ، و أطفالها الاحقين ، كل ما لم تستطع هي الحصول عليه.و بإمكانها أن تعود لعماها لاحقا إذا شاءت ، أما الانفتريد أن تكون زوجةوأما.
- شكرا لإنجابك ابننا.
- ولكن كان لك دورا في إنجابه.
- الدور السهل فقط
قال هذا ضاحكا لها فبدا رائعا
- هذا صحيح ، إننا الان أسرة يا حبيبي.
و مسحت الدموع عن وجهها وهي تعجب لماذا يبكي الإنسان عندما يكون في قمة السعادة.
- صحيح !
همس بهذا و هو يضمهما معا إليه.


تــــــمـــــــــــــت *********************

أتمنى انه تعجبكم الرواية وتسامحوني على النقصير اللي صار مني

rayadeeb 30-05-09 06:53 AM

تسلم ايدك عله الروايه الحلوه الف شكر

اسماء88 06-09-09 01:19 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الجبل الاخضر 26-09-09 11:44 PM

رائعه وتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلمين على الاختيار الموفق

rabrab 27-09-09 09:18 AM

يعطيكي العافية عزيزتي انا لسى ماقريتها لكن متاكدة من ذوقك الحلو
تسلم الانامل

بنوته نايس 22-11-09 04:05 AM

روووووووووووووووووووووووووووووووووعه
يسلموحياتي
ورجاء لاتحرمينامن ابداعك
لك ودي

linka 22-11-09 10:47 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

شكرا ليكى جدا عالرواية الروعة ..... ومافيش تقصير على الاطلاق

جيرمون111 05-12-09 05:37 AM

الله يعطيك العافية يا رب

مجهودك رائع وطريقة كتابتك للرواية أروع

تقبلي مروري اخوكي
جيرمون111

awaw 05-12-09 10:31 AM

thank you :)

fodyrose 10-12-09 03:06 PM

جميلة جدددددددددددددددددددددددددددددددددددددا

قماري طيبة 13-02-10 11:03 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الهيفاء 17-02-10 12:40 PM

رواية مميزة جدا، سلمت يداك وشكرا...

eanas 14-03-10 01:52 AM

مشكورة على الرواية الاكثر من رائعة
والله يعطيكي العافية على مجهودك المميز
ومشكورة لاختيارك الموفق لهذه الرواية

ام عبد الملك 06-08-10 06:31 AM

شكرا روايه رائعه تسلمين

سارا سوسو 16-08-10 10:17 PM

رائعة جدا ششششششششششششششششششكرا وكل عام وانتم بخير رمضان كريم

elyess 01-09-10 01:48 PM

:8_4_134::Welcome Pills4:

rosi 03-10-10 10:46 PM

سلمت وعاشت الايادي يلي قامت بكتابتها مرسي على الرواية الحلوة كتير

ريماس27 05-10-10 03:05 AM

روااااااااااااااااية جنااااااااااااااااان تشكرااااااااااااااات وتسلمممم انااااملك

انكوى قلبي 07-10-10 08:47 PM

روايه قمه في الروعه تسلم ايدك على المجهود الرائع

زهرة منسية 27-01-11 10:31 PM

يسلموا ايدكى لافلى روز الروايه جميله كتير ربنا يبارك لك

جوريات111 04-02-11 02:02 AM

تسلم ايدك الروايه حلوه الف شكر

بنت زاحفه 28-04-11 03:30 AM

رووووووووووووووعه
واختيارك للروايه خطيـــــــــــــــــــــــر
يسلموووووووووووووووووووووووووووووو:flowers2:

بحيرة الدموع 05-10-11 10:19 PM

رائعه وتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلمين على الاختيار الموفق

سومه كاتمة الاسرار 14-10-11 07:33 PM

الملخص جااااااااااامد وشكل الروايه رووووووووووووعه

سومه كاتمة الاسرار 17-10-11 02:51 AM

تسلم الاايادى ياقمر القصه كانت جميله جداااااااا
:55::55::55::0041::0041::0041:
:8_4_134:

شووقهـ 22-10-11 11:56 AM

روووووووووووعة

يعطيك العافية ياعسل

ملك فارس 15-04-12 01:48 AM

اننى لا اجد كلمات تعبر عنا بداخلى من جمال ورقه ورومانسيه الراوايه ولكن كل ما اريد قوله
انكى تعرفين كيف تختارى ما هو افضل وامتع من القصص انها قصه فوق الخيال
بالعربى كده جباااااااااااااااااااااااااااااااره

سماري كول 16-04-12 09:28 PM

تسلمين ع الروايه مررررره حلوه

نونا المجنونه 18-04-12 03:52 PM

جميله اووووووووي

امبراطورية ع 23-04-12 08:59 PM

روايه اكثر من رائعه
مشكوووووووووووره

ندى ندى 02-05-12 04:38 AM

رووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعه

منى على سيد 18-08-14 04:22 AM

رد: 347 - ثم عاد الأمس - هيلين بروكس ( كاملة )
 
اختيار رائع تسلممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممممم ممممىىى

rebel angel 27-10-14 03:37 PM

رد: 347 - ثم عاد الأمس - هيلين بروكس ( كاملة )
 
حلوووووووه

أرسلت من Nokia_XL بإستخدام تاباتلك

نجلاء عبد الوهاب 04-05-16 11:51 PM

رد: 347 - ثم عاد الأمس - هيلين بروكس ( كاملة )
 
رائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــعه جداااااااااااااااااااااااااااااااااا
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55::55::55::55::55::55:

روميساء على 18-06-16 05:29 AM

رد: 347 - ثم عاد الأمس - هيلين بروكس ( كاملة )
 
لا امل ابدا من قراءتها روعه

kazoha higi 27-06-16 01:00 AM

رد: 347 - ثم عاد الأمس - هيلين بروكس ( كاملة )
 
وااااو روعة شديد تسلمي

kazoha higi 27-06-16 01:15 AM

رد: 347 - ثم عاد الأمس - هيلين بروكس ( كاملة )
 
وااااو روعة شديد تسلمي

فرحــــــــــة 28-06-16 11:47 PM

رد: 347 - ثم عاد الأمس - هيلين بروكس ( كاملة )
 
غاليتى
Lovely Rose
استمتعت جدا بالقصة الجميلة
ومابها من دروس مستفادة
اشكرك على الاختيار الرائع
وانتظر جديدك بشوق
دمتى بكل الخير
فيض ودى

I Love Tunisia 02-07-16 08:05 AM

[QUOTE=نجلاء عبد الوهاب;3607354]رائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــعه جداااااااااااااااااااااااااااااااااا
:55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55::55: :55::55::55::55::55::55::55:[/QUOTE

كتييييييير حلوة زيك يا عسل

حنان محمد ابراهيم 22-08-17 04:10 AM

رد: 347 - ثم عاد الأمس - هيلين بروكس ( كاملة )
 
الرواية غاية فى الرووووووووووووعةشكرا وتسلم ايدك

iamsad 22-08-17 04:15 PM

رد: 347 - ثم عاد الأمس - هيلين بروكس ( كاملة )
 
شكرا على المجهود الرائع
بس ساعدونى هناك رواية لا اتذكر اسمها ولا اسم مؤلفتها لكن اسم البطلة لوسى والبطل ساعدها على تسديد ديونها التى تسبب بها اخوها و اذكر ان هناك خاتم قد سرقه اخوها ليبيعه للبطل

paatee 03-03-19 10:02 PM

رد: 347 - ثم عاد الأمس - هيلين بروكس ( كاملة )
 
تسلم الانامل ننتظر جديدك

Lemasole 10-05-19 08:16 AM

شكرا لمجهودك الرائع.....


الساعة الآن 11:38 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية