منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   المنتدى الاسلامي (https://www.liilas.com/vb3/f3/)
-   -   {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً} (https://www.liilas.com/vb3/t98952.html)

حفيدة الألباني 22-11-08 01:52 PM

{ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً}
 
الحمد لله حمدا كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وعلى من بسنته اهتدى، أما بعد:
فانطلاقاً من قول الله عز وجل: } ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً{ وقوله صلى الله عليه وسلم «خذوا عني مناسككم» وقوله صلى الله عليه وسلم : «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه». وحرصاً على نشر العلم، ورغبةً في تحصيل الثواب لقوله عليه الصلاة والسلام: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، أهدي إليك أخي الحاج الكريم هذه الكلمات العطرة من جهد متواضع أملاه عليَّ حق الأخوة في الله، مبيناً فيه ما يشرع للحاج فعله من نُسك في أيام الحج مقتبساً ذلك من كلام الله تعالى ونور مشكاة هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومستنيراً بكلام علمائنا الأعلام.
علماً أن ما خطَّه مدادُ هذا القلم قد طبع سلفاً على هيئة «نشرة مطوية» في عام 1410هـ مقتصراً فيها على ذكر صفة الحج ابتداءً من اليوم الثامن من ذي الحجة حتى نهاية اليوم الثالث عشر على شكل يوميات.
وقدَّر الله عز وجل أن تقع نسخة من هذه المطوية بيد فضيلة الشيخ عبدالله الجارالله – يرحمه الله – الذي سعى وأوصى بطباعتها على هيئة كتاب سماه : «المنهاج في يوميات الحاج» جعل الله ذلك في موازين حسناتنا وحسناته، ولقد حرصت كل الحرص على ألا أذكر إلا الثابت من هديه عليه الصلاة والسلام وبشيء من الاختصار.
ثم لا يفوتني في هذه العجالة إلا أن أشكر فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين، وفضيلة الشيخ عبدالمحسن بن ناصر العبيكان على ما تفضلا به من إبداء ملاحظاتهما وتصحيحاتهما حول هذه الرسالة، وكذلك أخي في الله سامي بن عبدالله الخلف، وكل من أفادني بتوجيه أو ملاحظة. هذا وأسأل الله العلي القدير أن يجزيهم خير الجزاء، كما أسأله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به من كتبه أو قرأه أو سمعه أو راجعه أو نشره أو أعان على نشره.
} رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين {.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان..


أخي المسلم اعلم أنَّ العمل لا يُقبل إلاَّ بشرطين هما: الإخلاص لله تبارك وتعالى، والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى: { فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً } [سورة الكهف].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى».. الحديث، رواه البخاري ومسلم.
وقال رسولنا صلى الله عليه وسلم : «من عمِلَ عملاً ليسَ عليه أمرُنا فهو رد». رواه مسلم «أي مردود عليه».
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: «تركتُ فيكم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي». حديث حسن أخرجه الحاكم، والبيهقي.
وبعدُ، فاحمد الله تعالى أخي الحاج أن أعانك ووفقك ويسر لك الأسباب للوصول إلى الأماكن المقدسة، التي هي أحب البقاع إلى الله عز وجل- فاستشعر ذلك -.
{ ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} ولقد اجتمع لك شرف الزمان وشرف المكان.
الحج المبرور
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة». [متفق عليه]..


أخي الحاج : وفقك الله إلى كل خير.

هل تريد أن يكون حجك مبروراً ؟!
إذن ضع نصب عينيك هذين السؤالين عازماً على أن يكون الجواب منك جواباً عملياً!
أولاً: كيف يكون حجك موافقاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ثانياً: كيف تحافظ عليه حتى يقبل منك ولا يحبط؟

ربما تعجبت من هذه المقدمة!!
أقول: لأننا رأينا كثيرا من الحجاج إذا أحرموا بالحج لا يستشعرون أنهم تلبسوا بعبادة تفرض عليهم اجتناب ما حرّم الله، والحرص على معرفة هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الحج بالأدلة الصحيحة الثابتة، فتجد أن أكثرهم (لم يتغير من سلوكهم المنحرف قبل الحج شيء، وذلك دليل عملي منهم على أن حجهم ليس كاملاً، إن لم يكن غير مقبول) .. والعياذ بالله .

ولذا فإن هناك أموراً لا بد لك من معرفتها والعمل بها، وهي كما يلي:

التوحيد أولاً:

«لبيك لا شريك لك لبيك».
جئت أخي الحاج ملبياً بالتوحيد.
لذا فاعلم وفقك الله أنه لا بد من تحقيق معنى هذه التلبية في أقوالك وأعمالك، قلبية كانت أو بدنية، حيث إنه يستلزم عليك تعظيم الخالق بجميع التعظيمات اللائقة به وتعلق القلب به، وصرف جميع أنواع العبادات إليه سواء كانت:
قلبية: كالمحبة، والخوف، والرجاء، والتوكل، والإنابة ونحوها.
أو قولية: كالذكر والدعاء والاستعانة والاستغاثة.
أو بدنية: كالركوع والسجود والطواف ونحوه.
أو مالية: كالذبح والنذر والصدقة ... وغير ذلك.
لقوله تعالى: { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } [سورة الأنعام: 162-163].
وقال الله تعالى: { فليعبدوا رب هذا البيت } [سورة قريش].
انظر إلى أمر الله في هذه الآية حيث قال: { فليعبدوا رب هذا البيت } ولم يقل: (فليعبدوا هذا البيت).
وقال الله عز وجل على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم : { إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين } [سورة النمل: 91].
{وأمرت أن أكون من المسلمين} أي الموحدين المخلصين الممتثلين لأمره والمجتنبين لنهيه.
فمن أراد الله به خيراً فتح له باب الذل والانكسار والافتقار إليه سبحانه وتعالى.
قال ابن القيم رحمه الله : (وأقرب باب يدخل منه العبد على الله تعالى هو الإفلاس، فلا يرى لنفسه حالاً، ولا مقاماً، ولا سبباً يتعلق به، ولا وسيلة منه يمن بها، بل يدخل على الله – تعالى – من باب الافتقار الصرف، والإفلاس المحض، دخول من قد كسر الفقرُ والمسكنةً قُلبه ..)..
واعلم أن من تعظيم الله تعالى وإجلاله تعظيم أمره ونهيه، والله تعالى يقول في سياق آيات الحج: }الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فـإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولى الألباب{.
إن الله عز وجل نهاك عن أشياء ثلاثة: الرفث، والفسوق، والجدال، ثم أمرك بالتقوى؛ فاحرص يا أخي المسلم على اجتناب ما نهيت عنه، وفعل ما أمرتُ به فإن فعلت فأنت الموفق.
واعلم – وفقك الله لطاعته – أنه ينبغي عليك أن تقوم بأداء شعائر الحج على سبيل التعظيم والإجلال والمحبة والافتقار والخضوع لله رب العالمين.
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: من أبى أن يعبد الله فهو مستكبر، ومن عَبَدَ الله وعَبَدَ معه غيره فهو مشركٌ، ومن عَبَدَ الله وحده بغير ما شَرَعَ فهو مبتدعٌ، ومن عَبَدَ الله وحده بما شرع فهو المؤمن الموحِّد.
فإنه لا ينفع حج من يدعو ويستغيث بغير الله، لعدم تحقيق التوحيد..

"هذا الموضوع ليس حكرا علي فمن أراد الإظافه فليتفضل ويفيدنا"

حفيدة الألباني 22-11-08 01:55 PM

ثانياً: إقامة الصلاة

قال الله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} [سورة البينة].
وقال الله تعالى: {قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة} [سورة إبراهيم: 31].
فالصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين.
وهي أشهر معالم التوحيد، كما أنها فرقانٌ بين الإسلام والكفر وهي عمود الدين وأول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة فلا يقبل من العبد زكاة ولا صوم ولا حج ولا بر ولا صدقة حتى يحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها مستوفياً لشروطها وأركانها وواجباتها.
قال الله تعالى: }وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون{ [سورة التوبة: 54 وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة»..
فالواجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة على الصلوات الخمس وتعلم كيفية صلاة النبي عليه الصلاة والسلام لأمره عليه الصلاة والسلام بذلك في قوله: «صلوا كما رأيتموني أصلي»..
ويجتهد على نفسه فيها بتحقيق الخشوع وحضور القلب.
لقول الله تعالى: }قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون{ [سورة المؤمنون].
وتأمل قوله عليه الصلاة والسلام: «يا بلالُ! أرحنا بالصلاة»..
وقوله : «وجُعلَتْ قرّة عيني في الصلاة»..
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : «إن العبد ليصلي الصلاة ما يكتب له منها إلا عشرها، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها»..
(وكان العلماء السابقون من السلف الصالح يجعلون معيار من يؤخذ عنه العلم تمسكه بالسنة وخاصة في صلاته.
قال إبراهيم النخعي – رحمه الله-: «كانوا إذا أتوا الرجل يأخذون عنه العلم: نظروا إلى صلاته، وإلى سنته، وإلى هيئته ثم يأخذون عنه».
وقال أبو العالية : «كنا نأتي الرجل لنأخذ عنه فننظر إذا صلى: فإن أحسنها جلسنا إليه وقلنا: هو لغيرها أحسن، وإن أساءها قمنا عنه، وقلنا: هو لغيرها أسوأ».


ثالثاً: الطيبات من الرزق

فأفضل ما أنفقت فيه الأموال، إنفاقها في الوصول إلى المحبوب وإلى ما يحبه المحبوب، فكيف وهو سبحانه الغني الحميد قد وعدنا بإخلاف النفقة والبركة في الرزق.
قال الله تعالى: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} [سبأ: 39
وإنفاقها في زيارة المسجد الحرام الذي هو أول بيت وضع للناس والصلاة فيه التي تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد والتشرف بالطواف فيه امتثالاً لقوله تعالى: {وليطوفوا بالبيت العتيق} [سورة الحج: 39]. هو من خير ما أنفقت فيه الأموال وفرغت من أجله الأوقات، ولكن تعلم أن ذلك مشروط بالنفقة والكسب الحلال لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم} [سورة المؤمنون: 51].
وقال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} [سورة البقرة: 172].
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له»..
ومعنى الحديث أن الله تعالى سبحانه جل جلاله مقدس منزه عن النقائص والعيوب فهو لا يقبل إلا الطيب من الأعمال وهو ما كان خالياً من المفسدات، كالرياء، والسمعة، والعجب، وسائر أنواع الشرك.
ولا يقبل من الصدقات إلا ما كان من مال طيب حلال، ولا يقبل من الأقوال إلا ما كان طيباً.
وجاء في حديث التشهد: «التحيات لله، والصلوات، والطيبات».
ومعنى «الطيبات» أن الله طيب في ذاته وصفاته وأفعاله وأقواله، وأنه لا يليق به إلا الطيب من الأقوال والأفعال الصادرة من الخلق.
فتنبه لذلك وتدبر وأنت تقول التحيات كل يوم تسع مرات أو أكثر..

حفيدة الألباني 22-11-08 02:02 PM

رابعاً: حسن الخلق

أخي المسلم: اعلم أن لك في حسن الأخلاق، والإحسان إلى الحجاج، وسقايتهم، وعدم مضايقتهم، والتواضع لهم الأجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى.
حيث قال جل جلاله: }واخفض جناحك للمؤمنين{. [سورة الحجر: 88].
وفي الحديث المتفق عليه: «إنّ من خياركم أحسنكم أخلاقاً»
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب ألي من أن أعتكف في هذا المسجد – مسجد المدينة – شهراً، ومن كف غضبه سترالله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخُلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل»..


خامساً: الصبر والاحتساب
أخي الحاج الكريم: تذكر قوله عليه الصلاة والسلام عن الحج والعمرة بأنهما: «جهاد لا قتال فيه»
وأن الحج مدرسة للأخلاق، وتهذيب للنفوس، وسمو بها إلى أعلى المقامات، وهو اختبار عملي للصبر والأخلاق، فلربما مرضت أو تعبت أثناء تنقلك بين المشاعر، أو ربما فقدت شيئا عزيزاً عليك، أو سمعت خبرا مزعجاً، أو ربما أحسنت فأسيء إليك، أو أصابك الهم والحزن لأي من الأسباب، أو ربما ضاع مالك أو سرق – بإهمال منك أو من غير إهمال – لذا عليك أن تعلم بأن هذا كله ابتلاء من الله تعالى ليمتحن صبرك وثباتك وصدقك أو لحكمة أخرى أرادها الله سبحانه؛ لذا أوصيك هنا بوصايا:
أولاً: الصبر! الصبر! الصبر! وأكثر من قول: «قدّر الله وما شاء فعل» واحذر من أن تقول: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا(19) ولكن أكثر من الاسترجاع وتذكر قول الله عز وجل: }ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون{ [سورة البقرة: 155-156].
ثانياً: اعلم: «إن لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه»
بل من عقيدتنا الإيمان بقضاء الله وقدره خيره وشره، وأن الله عز وجل لا يكلف نفسا إلا وسعها.
ثالثاً: أحسن الظن بالله عز وجل، وأنه سيعوضك خيرا كثيراً؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث القدسي فيما يرويه عن ربه أنه تعالى قال: «أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء»الحديث...
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «عجباً لأمر المؤمن أن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له»..

حفيدة الألباني 22-11-08 02:08 PM

وإليك الآن بيان صفة الحج خطوة خطوة:

مواقيت الحج والعمرة..

قال الله تعالى: {الحج أشهر معلومات}
المواقيت: جمع ميقات وهو ما حدد وُوقتَ للعبادة من زمان ومكان، فالميقات الزماني للحج هو في الثلاثة الأشهر (شوال، وذو القعدة، والعشر الأول من ذي الحجة)، وأما الميقات الزماني للعمرة فهو طوال العام في أي وقت شاء اعتمر.
أما المواقيت المكانية فهي الأماكن التي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أراد الحج والعمرة بأن يحرم منها ولا يجوز أن يتجاوزها بغير إحرام إذا نوى الحج أو العمرة، ومن يتجاوزها فإنه يجب عليه أن يعود إليها ويحرم منها وإلا فعليه دم يذبحه ويوزعه على فقراء الحرم.
فعن عبدالله ابن عباس – رضي الله عنهما - «أن النبي صلى الله عليه وسلم وقّت لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، قال: فهن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن أراد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمهله من أهله وكذلك حتى أهل مكة يهلون منها»
وعن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي صلى الله عليه وسلم «وقّت لأهل العراق ذات عرق».
فإذا وصل من نوى الحج أو العمرة إلى ميقاته وجب عليه أن يحرم منه، وذلك بأن يخلع ثيابه التي يلبسها، ويرتدي ثياب الإحرام من رداء وإزار ونعلين ثم يعلن التلبية.
وأما المرأة فتحرم بلباسها، وتعلن التلبية بالحج والعمرة، ويستحب عند الميقات:
1- الاغتسال. 2- التطيب في البدن ولا يمس الطيب الإحرام. 3- أن يكون الرداء والإزار أبيضين نظيفين للرجل(24). أما المرأة فتلبس ما شاءت من الثياب المباحة غير ثياب الزينة ولا يحل لها أن تتطيب بما ظهر ريحه لأن الطيب الذي يجوز للمرأة ما ظهر لونه وخفي ريحه..

أنواع الأنساك الثلاثة
أخي الحاج: كيف تكون متمتعاً أو مفرداً أو قارناً؟
إذا كنت تريد الحج، ووصلت في أشهر الحج وهي: شوال، وذو القعدة، والعشر الأول من ذي الحجة إلى الميقات فإنك مخير بين ثلاثة أنساك: التمتع، أو الإفراد، أو القران.
فعليك أخي المسلم أن تنوي أحد هذه الأنساك الثلاثة:
1- التمتع، وهو أفضلها (إذا لم تسق معك هدي ولم يضق عليك الوقت فتخشى فوات الحج) حيث تقول من عند الميقات: «لبيك عمرة» فتأخذ عمرة، ثم تحل الإحرام، وتلبس ثيابك ويحل لك كل شيء من الجماع وغيره من محظورات الإحرام. وفي اليوم الثامن تنوى الحج، وتفعل كما هو موضح لك في هذه الرسالة – واعلم أنه يجب عليك هديٌ – أي تذبح في الحرم ما يتسر لك من سُبُع بدنه، أو سُبُع بقرة، أو واحدة من الغنم.
2- الإفراد، وهو أن تحرم بالحج وحده حيث تقول من عند الميقات: «لبيك حجاً»، ويستحب لك عند وصولك إلى مكة أن تطوف طواف القدوم، ويلزمك أن تبقى على إحرامك حتى يوم النحر، وتفعل في اليوم الثامن كما هو موضح لك في هذه الرسالة «واعلم أنه لا يجب عليك هدي».
3- القران , وهو أن تحرم بالحج والعمرة معاً من عند الميقات، فتقول: «لبيك حجاً وعمرة»، ويستحب لك عند وصولك إلى مكة أن تطوف طواف القدوم وتسعى، ويلزمك أن تبقي عليك الإحرام إلى يوم النحر، وتفعل في اليوم الثامن كما هو موضح لك في هذه الرسالة: «واعلم أنه يجب عليك هدي». أما أهل مكة فلا يجب عليهم الهدي. لقوله تعالى: {... لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام}. ومن لم يقدر على دفع ثمن الهدي يصوم عشرة أيام متتابعة أو متفرقة، ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله، ابتداءً من اليوم السابع من ذي الحجة..

حفيدة الألباني 22-11-08 02:10 PM

فضل التلبية ورفع الصوت بها

كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في تلبيته:
أ- «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك».
ب- وكان من تلبيته صلى الله عليه وسلم : «لبيك إله الحق».
جـ- وكان الذين مع النبي صلى الله عليه وسلم يزيدون: «لبيك ذا المعارج، لبيك ذا الفواضل».
د- وكان ابن عمر يزيد فيها: «لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل». ومعنى «لبيك اللهم لبيك»: أنا مجيب لك مقيم على طاعتك مستسلماً لحكمتك مطيعاً لأمرك مرة بعد مرة.
ويؤمر الملبي بأن يرفع صوته بالتلبية لقوله صلى الله عليه وسلم : «أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية»
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: «أفضل الحج العجُّ والثج»
و«العج» رفع الصوت بالتلبية حيث كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في حجته يصرخون بها صراخاً حتى تبح أصواتهم. و«الثج» سيلان دم الهدي والأضاحي.
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «ما من ملب يلب إلا لبى ما عن يمينه وعن شماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من هنا وهنا – يعني – عن يمينه وشماله»
فالتلبية شعار الحج، ومن السنة إكثارها ويتأكد قولها عند تغير الحال كركوب سيارة أو مقابلة حاج أو عند التنقل من مكان إلى مكان، فمثلاً عند سيره:
* من الميقات إلى الكعبة.
* من المكان الذي نزل فيه إلى منى.
* من منى إلى عرفات.
* من عرفات إلى مزدلفة.
* من مزدلفة إلى جمرة العقبة.


المصدر: موقع صيد الفوائد..

حفيدة الألباني 22-11-08 02:14 PM

وهذه بعض المواضيع عن الحج:

صفة الحج
http://www.liilas.com/vb3/showthread.php?t=98315



سلوكيات الحاج بين الاخلاق والعبادة
http://www.liilas.com/vb3/showthread.php?t=98851

حفيدة الألباني 22-11-08 02:26 PM

وصايا مهمة للحاج
محمد جميل زينو

1- رافق أهل الصلاح والعلم واستفد منهم

2- تعود الصبر ، وتحمل أذى جيرانك ، ولا تؤذ أحداً من اخوانك وادفع بالتي هي أحسن

3 - ابتعد عن الكذب والغش والسرقة والغيبة والنميمة والسخرية

4 - كن سمحاً في بيعك وشرائك وأعمالك حتى يرحمك الله

5 - احذر لمس النساء ، أو النظر إليهن ، واحجب نساءك عن الرجال

6 - استعمل السواك لقوله عليه الصلاة والسلام " السواك يطيب الفم ، ويرضي الرب " وخذ هدايا منه مع التمر وزمزم لقوله عليه الصلاة والسلام " ماء زمزم لما شرب له "

7 - احذر شرب الدخان فهو حرام لقوله تعالى " ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث "

8 - اللحية زينة للرجل فاحذر حلقها لقوله صلى الله عليه وسلم " لكني أمرني ربي عز وجل أن أعفي لحيتي وأن أقص شاربي " حديث حسن رواه ابن جرير.

9 - انزع خاتم الذهب فقد نهى عليه الصلاة والسلام عن خاتم الذهب ولقوله عليه السلام " يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده ؟ " واستبدله بالفضة " فإن النبي اتخذ خاتماً من فضه "

10 - أكثر من قراءة القرآن وتدبره والعمل به ، والذكر والدعاء.

11 - لا تترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة مع الرفق واللين واللطف.

12 - إذا رأيت أن الجدال غير مفيد فاتركه وإن كنت على حق لقوله صلى الله عليه وسلم " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك الجدال وإن كان محقاً " حسن رواه أبو داود

13 - صالح خصومك ، وأوف دينك ، وأوص أهلك ألا يسرفوا في الزينة والسيارات والحلوى والذبيحة وغيرها ، لقوله تعالى " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا "

14 - عجل بفريضة الحج عندما يصبح لديك مال يكفيك ذهاباً وإياباً ، فبادر إلى الحج قبل أن تمرض ، أو تفتقر ، أو تموت عاصياً ، لأن الحج ركن من أركان الإسلام ، له فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة

15 - والمهم جداً أن تتغلب على حل مشاكلك بالاستعانة بالله وحده ودعائه دون غيره ، لقوله تعالى " قل إنما أدعوا ربي ولا أشرك به أحداً "

16 - يحرم سفر المرأة إلى الحج وغيره إلا مع ذي محرم لقوله عليه الصلاة و السلام " ولا تسافر المرأة ، إلا ومعها ذو محرم " متفق عليه

17 - لا تسافر المرأة مع عصبة من النساء الثقات - بزعمهن - بدون محرم ، ومثله أن يكون مع إحداهن محرم ، فيزعمن أنه محرم لهنَّ جميعاً !


المصدر: موقع صيد الفوائد..

حفيدة الألباني 22-11-08 02:30 PM

بيان فضل الدعاء وآدابه

أخي الحاج : اعلم حفظك المولى - أن الله جل وعلا يحب من يدعوه ويسأله ، ويبغض من يعرض عن دعائه وسؤاله . قال الله جل وعلا " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين "

وقال سبحانه وتعالى " وإذا سألك عبادي عنّي فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " .

فإياك - أخي الحاج - أن تستثقل الدعاء فإنه خير كله ، ففيه إظهار الافتقار إلى الله وإثبات الغنى له وحده :

لا تـسـألـن بنـي آدم حـاجـة ** واسـأل الـذي أبـوابـه لا تحـجـب
الله يغضـب إن تركـت سـؤالـه ** وتـرى ابن آدم حـين يسـأل يغضـب

فكن ملحاحاً في دعائك ، راجياً عفو ربك ، طالباً مغفرته ، راغباً في جنته ونعيمه ، طامعاً في عطائه وغناه فهو سبحانه يستحي أن يرد عبده خائباً إذا سأله ، قال رسول الله " إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً " صحيح الترمذي ..

فاحرص - أخي الحاج - على الدعاء فإنه باب عظيم من أبواب الخير وكن متحلياً بآدابه وأسباب استجابته فمن ذلك :

- الإخلاص لله جل وعلا ..
- وأن تبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم بالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وتختم بذلك ..
- أن تكون جازماً في الدعاء وأن تكون موقناً بالإجابة .
- أن تكون ملحاحاً في دعائك ولا تستعجل الإجابة ..
- أن تكون حاضر القلب في دعائك فإن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاهٍ ..
- أن تخفض صوتك بالدعاء بين المخافتة والجهر ..
- أن تعترف بالذنب وبنعمة الله عليك .
- أن تخشع في دعائك وتستحضر عظمة الله ورحمته ..
- أن تستقبل القبلة وأن تكون على طهارة .
- أن تكون طيب المطعم والملبس والمشرب ، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ..
- أن تتحرى أوقات الإجابة لا سيما عشية يوم عرفة ، وبين الأذان والإقامة ، وكذلك الأوقات الفاضلة مثل الطواف والسعي وفي منى . وعند شرب زمزم مع النية الصادقة ..

وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

المصدر: موقع صيد الفوائد

حفيدة الألباني 22-11-08 02:33 PM

فضـل يـوم عرفـة

زهير حسن حميدات

ثبت في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود قال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً. فقال: أي آية؟ قال: { ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناً }، قال عمر: (إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه، أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة ) .
ففي مثل هذا اليوم نزلت هذه الآية العظيمة التي تدل على إكمال الدين لنا من الله، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام ديناً، فلا يقبل من أحد دين سواه، وإن لم يرجع فالجنة عليه حرام، والنار جزاؤه ومثواه.
إن يوم عرفة يوم فخر للمسلمين، إذ لا يمكن للمسلمين في أي مكان أن يحتشدوا بهذا العدد في وقت واحد إلا في هذا المكان.
إن في هذا الاجتماع آية عظيمة على قدرة الله سبحانه وتعالى، إذ يسمع دعاء كل هؤلاء في وقت واحد على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وأجناسهم، ويعطي كل واحد سؤله دون أن تختلط عليه المسائل والحاجات، أو تخفى عليه الأصوات والكلمات، سبحانه هو السميع البصير العلي الخبير، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
يوم عرفة هو الشفع الذي أقسم الله به في قوله: { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ }، وذكر أنه الشاهد الذي أقسم الله به في قوله: { وَشَـٰهِدٍ وَمَشْهُودٍ }، كما ثبت ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفاً ومرفوعاً في مسند الإمام أحمد: ((الشاهد يوم عرفة، والمشهود يوم الجمعة)) .
يوم عرفة يوم العتق من النار والمباهاة بأهله من الله للملائكة الكرام، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟...)) فيغفر الله فيه لكل من وقف ومن لم يقف فيه ممن قبل توبتهم واستغفارهم.
ويوم عرفة يوم خوف وخشوع وخشية من الله، يوم يذل فيه المؤمنون لربهم مخبتين يوم البكاء والانكسار بين يدي الغفور الرحيم، يلحون بخير الدعاء، وبخير ما قال النبي صلى الله عليه وسلم والنبيون من قبله: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)) ليعلنوا بذلك صدق ولائهم لله وتوحيدهم إياه، فلا يدعون غيره ولا يرجون سواه.
وفي هذا اليوم يغفر الله لمن صام من غير الحجيج السنة التي قبلها والسنة التي بعدها، -فلا إله إلا الله- ما أحلم الله على عباده وما أكرمه وهو الجواد الكريم.
عن العباس بن مرداس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة فأكثر الدعاء … فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة فعاد يدعو لأمته، فلم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم أن تبسم. فقال بعض أصحابه: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ضحكت في ساعة لم تكن تضحك فيها فما أضحكك أضحك الله سنك؟ قال: ((تبسمت من عدو الله إبليس حين علم أن الله عز وجل قد استجاب لي في أمتي وغفر للظالم، أهوى يدعو بالثبور والويل ويحثو التراب على رأسه، فتبسمت مما يصنع جزعه)).
إن عدو الله إبليس ما رؤي في يوم أحقر ولا أصغر ولا أغيظ منه يوم عرفة، وذلك لما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رؤي يوم بدر.

أيها المسلم :
قف في هذا اليوم خاضعاً لربك، خائفاً راجياً، سله من فضله وكرمه، فهذا يوم المباهاة، ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبيداً من النار مثل هذا اليوم، وإنه ليدنو ويباهي بهم الملائكة، يباهي الله أهل السماء بأهل الأرض، يقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثاً غبراً ضاحين، أشهدكم أني قد غفرت لهم.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون قبلي يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير)).
فلله تلك المواقف المشرفة، والبقاع المطهرة، والأزمنة المباركة!!
كم فيها اليوم من ضارع منكسر؟ كم فيها من حزين أسيف؟ كم فيها من نائح على ذنوبه باك على عيوبه؟ كم فيها من رجل بادر الله بالتوبة فبادره بالغفران؟ وخط بدموعه كتاب رجوعه فحط عنه وزر العصيان؟ ليت شعري .. كم ينصرف من هذا الموقف من رجال ما عليهم من الأوزار مثقال ذرة! قد ملأت قلوبهم الأفراح وعلت وجوههم المسرة؟
وما من كيوم عرفة ترجى فيه مغفرة الذنوب ورحمة علام الغيوب فهو يوم من أيام العتق من النار، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء)). وفي رواية أنه سبحانه يقول: ((أشهدكم أني قد غفرت لهم، فتقول الملائكة : يارب فلان مرهق ( أي مثقل بالذنوب ) فيقول: قد غفرت لهم)).

أيها المسلمون :
ينبغي للمسلم أن يحرص على صيام يوم عرفة، اليوم التاسع من هذا الشهر، فهو يوم عظيم، فيه كمل الدين، وفيه يعتق الله ما شاء من عباده من النار، وفيه يدنو الله جل جلاله يباهي بعباده الملائكة، وصيامه يكفر سنتين، سنة قبله وأخرى مثلها بعده، بذلك أخبر النبي فقال: ((صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده)).
فصوموا ذلك اليوم يا عباد الله، فإن صيام يوم تطوعاً، قد يكون سبباً لنجاة صاحبه من النار، ففي الحديث: ((من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفاً)).

{ نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم الصالحات }
- ولا تنسونا من صالح دعائكم -


موقع صيد الفوائد..

سعودية حيل 22-11-08 09:44 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً حفيدة

وجعل كل مانقلته في موازين حسناتك , ونفع الله بكِ الإسلام والمسلمين .

vueleve 23-11-08 08:54 AM

حفيدة الألباني

دمتي للمنتدى بكل خير

أبدعتي في كتابة الموضوع و نقله لنا

عسى الله أن يجعله في ميزان حسناتك

و بإذن الله كل من يستفيد من الموضوع سيدعو لك بكل خير

http://www.liillas.com/up2//uploads/...a063695ce4.jpg


حفيدة الألباني 23-11-08 11:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعودية حيل (المشاركة 1751418)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً حفيدة

وجعل كل مانقلته في موازين حسناتك , ونفع الله بكِ الإسلام والمسلمين .


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

آميييييين ويجزاك خيرا أختي..

آآآآآآآآآآميييييييييييييييييين..

مشكووووره على مرورك العطر:flowers2:

حفيدة الألباني 23-11-08 11:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة vueleve (المشاركة 1751892)
حفيدة الألباني

دمتي للمنتدى بكل خير

أبدعتي في كتابة الموضوع و نقله لنا

عسى الله أن يجعله في ميزان حسناتك

و بإذن الله كل من يستفيد من الموضوع سيدعو لك بكل خير

http://www.liillas.com/up2//uploads/...a063695ce4.jpg



آآآآآمييييييييين وهذا هدفي إني أفيد الجميع والله يقدرني على هذا..

آآآآآآآمييييييييييين..

إن شاء الله الكل يستفيد..

مشكووووره فيفي على مرورك العطر:flowers2:

أنرت متصفحي..

نونو 23-11-08 06:18 PM

موضوع متكامل ومفيد جدا

بارك الله فيك حفيده

وجعل الله لك بكل حرف حسنه

جزيتي الجنان

حفيدة الألباني 23-11-08 07:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نونو (المشاركة 1752501)
موضوع متكامل ومفيد جدا

بارك الله فيك حفيده

وجعل الله لك بكل حرف حسنه

جزيتي الجنان


آآآآآآميييييييييين والله يباااااااارك فيك أخيتي..

إن شاء الله..

آآآآآآآميييين وجمعني الله بك في جانته..

مشكووره نوني على مرورك..

أنرت متصفحي:flowers2:

Rehana 01-12-08 08:53 PM

أثابك الله ..أختي حفيدة

على الجهد و جعله الله في ميزان أعمالك

دمتي بحفظ الله

حفيدة الألباني 01-12-08 11:24 PM

آآآآآآآآآآآآآآآمييييييييين..

مشكووووووووره على مرورك العطر..

المجنون 02-12-08 01:03 AM

ما شاء الله عليكي

عزالله انك كفيتي ووفيتي

الله يحفظك وينور دربك

حفيدة الألباني 02-12-08 09:33 PM

آآآآآآمين أخي المجنون..

ومشكووووووووور على مرورك..

أنرت متصفحي...

كونان دويل 03-12-08 04:55 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله كل خيـــر يالغلا ::
الله يعطيك العاافيه ..

جعله الله في مواازيين حسنااتك :f63::f63:

اللهم إرزقنا حج بيتك الحراام ..
آآآآآآميــــــــن

تقبلي مني فائق إحترامي و تقديري ..

حفيدة الألباني 03-12-08 07:33 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

آمين ويجزاك خير كنونه..

والله يعافيك..

آآآآآآآمييييييييييين..

مشكووووووووووره على مرورك العطر..

أنرت متصفحي..

حفيدة الألباني 20-11-09 12:18 PM

يرفع الموضوع ويثبت للفائدة ..

حفيدة الألباني 20-11-09 12:23 PM

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه، وعلى آله وصحبه أجمعين... وبعد:
كل مسلم حريص على أداء مناسك الحج، لما للحج من فوائد عظيمة، وآثار كثيرة، تعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات، فالحج سبيل التقوى، وبه النجاة من النار، ولزوم أعمال الخير والبر، وهناك أمور يجب على الحاج أن يتنبه لها قبل الحج، لأنها من أسباب موانع قبول الحج والدعاء، ومن أسباب عدم قبول العمل الصالح، وسأذكر للحاج الكريم، شيئاً من تلك الأمور، حتى يدرك خطر فعلها، وعظيم جرمها، فيبتعد عنها، ويسلك له حجه، ويرفع له عمله، ويقبل منه دعاؤه، وهذه الأمور عبارة عن دروس مهمة، وحبذا لو قرأ كل درس في ليلة مستقلة، حتى لا تتكدس الدروس في يوم واحد، فينس آخرها أولها، فتفقد ثمرتها، ولا تجنى نتائجها، ومن تلك الدروس ما يلي:

الدرس الأول: تقوى الله عز وجل:
التقوى ملاك كل أمر وهي من أسس ودعائم الإيمان بالله تعالى وحقوقه جل وعلا على عباد فالتقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل والرضا بالقليل.

فتقوى الله عز وجل أن تجعل بينك وبين عذابه وقاية وذلك باتباع الأوامر واجتناب النواهي بفعل كل طاعة تقربه إلى ربه سبحانه باتباع ما جاء في الكتاب والسنة من أوامر وطاعات وقربات لأن غاية ما يتمناه الإنسان هو الفوز بالجنة والنجاة من النار فهذا هو الفوز الحقيقي والسعادة التي لا مراء وجدال فيها لقوله تعالى: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} [سورة آل عمران: 185]، ومن ذلك أيضاً ترك كل معصية تبعد العبد عن ربه سبحانه وتعالى مما يبعده عن الجنات ويقربه من النيران وذلك باجتناب كل ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم في الدستورين الكتاب والسنة المطهرة.

فالفوز والنجاة لمن خاف المولى جل وعلا وعمل بما جاء في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فمن استمسك بالقرآن الكريم فقد استمسك بالصراط المستقيم والنور المبين الذي من تمسك به لن يضل بإذن ربه أبداً يقول الله تعالى: {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} [سورة الإسراء: 9].

والتقوى هي وصية الله للمؤمنين الأولين والآخرين في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [سورة آل عمران: 102]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ} [سورة النساء: 131]، فمن أراد النجاة فعليه بالتقوى ومن أراد الصلاح فليه بالتقوى ومن أراد الجنة فعليه بالتقوى.

فتقوى الله عز وجل هي السبيل إلى ذلك كله.

فطوبى لمن كانت التقوى لباسه وزاده قال تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} [سورة الأعراف: 126]، وقال تعالى: {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} [سورة البقرة: 197]، فتقوى الله عز وجل مفتاح كل خير ومغلاق كل شر، وهي سبب تكفير السيئات ومغفرة الذنوب وزيادة الرزق وإعظام الأجر وفي التقوى يكون تيسير العسير وتفريج الكربات وغير ذلك مما يطلبه المسلمون والمسلمات يقول رب الأرض والسموات في محكم التنزيل: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [سورة الطلاق: 2-3]، ويقول جل شأنه: {إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [سورة الأنفال: 29]، وقال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً} [سورة الطلاق: 5].

ولقد كان من دعاء الحبيب صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: «اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى» [رواه مسلم].

فما أجمل التقوى من لباس وما ألذ التقوى من زاد.

حفيدة الألباني 22-11-09 12:24 PM

http://www.liillas.com/up2//uploads/...b7f34fa3a4.jpg

العشر من ذي الحجة ..مدرسة إيمانية


تحتاج النفس البشرية المؤمنة إلى استثارات إيقاظية قوية كلما لفها الكسل عن الطاعة وأقعدها الميل إلى المتاع. وفي غمرة الزحام الدنيوي المتكاثر من الملهيات والمغفلات والمكتسبات المادية المحضة تتطلع نفس المؤمن إلى حالة إيمانية ترفعها عن الأرض وترفرف بها إلى عنان الأفق الرباني الرحب.

وتمر على النفس أوقات وأيام تكون فيها أقرب ما تكون إلى العودة إلى الله وبناء عهد جديد معه سبحانه، وتعد هذه العشر من ذي الحجة أنسب ما يكون لتلك الأوبة وخلاص التوبة.

والمنهج الإسلامي التربوي جعل من استغلال تلك الأيام وسيلة ناجعة لتربية إيمانية موجهة، ودفعة قلبية روحانية صالحة، تغسل فيها القلوب العاصية من درنها، وتؤوب فيها النفوس المقصرة إلى بارئها، وتأوي الروح فيها إلى حياة شفافة نقية لا تلوي على شيء غير الطاعة والإيمان.

جماع الخير

لقد جمعت تلك الأيام العشر الخير من أطرافه، فهي خير الأيام وأعلاها مقاما. فقد أقسم بها الله سبحانه في كتابه بقوله تعالى: "وليال عشر" إذ يقول جمهور المفسرين: إن مقصودها عشر ذي الحجة.

ورفع النبي، صلى الله عليه وسلم، شأن العمل الصالح فيها أيما رفعة حين قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر"، أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه.

وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: "ما من عمل أزكى عند الله (عز وجل) ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى"، رواه الدارمي عن ابن عباس وحسنه الألباني.

وأمر فيها صلى الله عليه وسلم بكثرة الذكر، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". أخرجه أحمد عن ابن عمر.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم التاسع من ذي الحجة؛ فقد أخرج النسائي وأبو داود وصححه الألباني عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر. أول اثنين من الشهر وخميسين"، قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: "إنه مستحب استحباباً شديداً".

وأمر بصيام يوم عرفة فقد روى مسلم عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة، فقال: "يكفر السنة الماضية والباقية" وروى الطبراني عن ابن عمر أنه قال: "كنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعدله بسنتين" وصححه الألباني.

يقول الإمام ابن حجر في فتح الباري: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره.

وكان التابعي الجليل سعيد بن جبير "إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه"، وروي عنه أنه قال: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر" يريد قراءة القرآن وصلاة الليل.

وقال ابن رجب الحنبلي: "لما كان الله (سبحانه) قد وضع في نفوس عباده المؤمنين حنيناً إلى مشاهدة بيته الحرام وليس كل أحد قادراً على مشاهدته كل عام فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركاً بين السائرين والقاعدين".

والمنهج الإسلامي التربوي جعل من استغلال تلك الأيام وسيلة ناجعة لتربية إيمانية موجهة، ودفعة قلبية روحانية صالحة، تغسل فيها القلوب العاصية من درنها، وتؤوب فيها النفوس المقصرة إلى بارئها، وتأوي الروح فيها إلى حياة شفافة نقية لا تلوي على شيء غير الطاعة والإيمان.

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل؟. فأجاب: "أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة".

وقال ابن القيم مقارناً بين فضل تلك الأيام: "خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر" كما في سنن أبي داود عنه صلى الله عليه وسلم قال: "إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر". ويوم القر هو يوم الاستقرار في منى، وهو اليوم الحادي عشر. وقيل: يوم عرفة أفضل منه؛ لأن صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة؛ ولأنه سبحانه وتعالى يدنو فيه من عباده، ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف".

لقد جمعت هذه العشر حقاً الخير من أطرافه، فصارت بحق جماعاً للخير، فما من عمل صالح إلا ويستحب فيها، وما من أيام العمل الصالح فيها خير منها.. فهي خير محض للنفس الطاهرة النقية، وهي دورة روحية إيمانية تتبوأ من العام مكان الصدارة من حيث خيرية الأيام.

بين الحج والثج
أما من وفقه الله لحج بيته فقد وفقه إلى خير ما يحب، وقد اختاره ليغسله من ذنوبه ويرجعه إن أخلص نيته وأحسن حجه كيوم ولدته أمه، ويسر له أن يفتح سجلاً جديداً أبيض يبتدئ فيه عهداً إيمانيًّا جديداً.

فثياب الإحرام تخرجه من حيز رؤية المتاع وتضعه في حيز رؤية الكفن، فلا زينة خداعة، ولا شهوة مغفلة، ولا صراعاً أحمق على الدنيا الزائلة، فالكل في ثوب الإحرام سواء تماماً كما هم في الثوب الأخير، والكل خائفون من الذنب راجون الرحمة التي وسعت كل شيء.

وليعلن المؤمنون يوم الحج إعلاناً عالميًّا في وقت تنزف فيه الأمة وتسيل دماؤها أن شعوب المسلمين في كل أنحاء الأرض هم على قلب واحد، ومنهج واحد، وهدف واحد.. يعبدون ربًّا واحداً، يرجون رحمته ويخافون عذابه، فليخسأ عندئذ الشيطان وأولياؤه، وليعتز كل مسلم بدينه، ذاك الدين الذي يعلو؛ إذ إن الله مولاه وأعداؤه لا مولى لهم..!!


وفي ذات الوقت الذي يثج فيه الحجيج دماء هديهم.. وينهر المضحون دماء أضاحيهم يوم النحر وتعلو في الآفاق أصوات التكبير.. يقدم الشهداء الصالحون في كل ربوع الأرض دماءهم ونفوسهم طيبة رخيصة لوجه الله ربهم، فتبتسم شفاههم عند آخر أثر للروح، ويستقبلون الآخرة يثج منهم الدم.. اللون لون الدم.. والريح ريح المسك..

تعد أيام العشر من ذي الحجة فرصة تربوية يستطيع كل مرب أن يستغلها في التوجيه إلى معالي الفضائل والأخلاق، كما يستطيع أن يجعلها منطلقاً صحيحاً لتجديد نفسي سنوي

المربون والأيام العشر
تعد أيام العشر من ذي الحجة فرصة تربوية يستطيع كل مرب أن يستغلها في التوجيه إلى معالي الفضائل والأخلاق، كما يستطيع أن يجعلها منطلقاً صحيحاً لتجديد نفسي سنوي لمتربيه ومتعلميه على مستوى الإيمان والتوبة والعمل الصالح.

وفي هذا السياق فإننا نقترح أن يكون ذلك من خلال بعض المحاور الأساسية مثل:

أولا: صناعة البيئة الإيمانية:
فالمنهج الإسلامي يساعد المربي في تلك الأيام على تهيئة البيئة الإيمانية وصناعة الجو الإيماني العام المؤثر على الأفراد المراد توجيههم.

فالصيام والتكبير والذكر وعدم الأخذ من الشعر أو الأظفار للمضحين وارتفاع أصوات التلبية من الحجيج في شتى الأماكن تنقلها الإذاعات ووسائل الإعلام وشراء الأضاحي والاستعداد ليوم النحر، كل ذلك يساعد المربي على إكمال الجو الإيماني المطلوب.

ودور المربي هنا هو استغلال ذلك بأعمال دعوية تكون ذلك الجو الإيماني الصالح، فيدعو متربيه إلى لزوم المساجد لأوقات قد تطول بعض لشيء وينتظرون من خلالها الصلاة بعد الصلاة، ويتلون من خلالها القرآن، ويتحينون الفرصة عند الإفطار في كل يوم للدعاء الصالح والمناجاة.

كما يمكن المشاركة في بعض الأعمال الجماعية التي تنشئ روح التضحية والبذل كالاجتماع على صناعة طعام للصائمين، ودعوة الفقراء لذلك الطعام الذي قد أعدوه بأنفسهم وتعبوا في إعداده وتعاونوا على الإنفاق عليه من أموالهم الخاصة.

كما يمكنه أن يجتمع بهم فيتلوا عليهم آيات وأحاديث تأمر بالصدقة والبذل والعطاء وسير الصالحين في التصدق في سبيل الله ثم يأمرهم بالخروج للتصدق (كل على حدة) ويذكرهم باستحضار النية الصالحة وإخفاء الصدقة.

كما يمكنه أن يذكرهم بحديث أبي بكر الصحيح يوم أن قام بأربعة أعمال صالحات، هي: الصيام، واتباع الجنائز، وعيادة المريض، والتصدق بصدقة، وبأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال عنه لما عرف ذلك منه: "ما اجتمعن في رجل في يوم إلا غفر الله له"، فيتشبهون بفعل أبي بكر في جمع تلك الأعمال الصالحات الأربع في يوم... وغير ذلك.

ثانياً: الدعوة لتغيير النفس:
تناسب هذه الأيام أن يجدد المربي دعوته لمتربيه أن يقوموا بعملية تغيرية لأنفسهم وأخلاقهم السيئة أو السلبية وعاداتهم المرفوضة إلى نفوس نقية للخلق جميعاً، وأخلاق تتشبه بأخلاق نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، وعادات إيمانية طيبة، خالعين أخلاق وعادات الجاهلية والنفعية وما يتعلق بحب النفس والرغبة في العلو على الآخرين.

وينبغي أن يوجه المربي توجيهه نحو ذم خلق الكبر والعجب مذكرا إياهم كيف أمر الشرع أن يستوي الناس في الحج في ثيابهم وسلوكهم وكلامهم وأهدافهم، وأن يتركوا الدنيا والعلو فيها.

وكيف يستوون في الرغبة فيما عند الله يوم عرفة فلا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح، كما يوجههم نحو السيطرة على النفس وعلى شهواتها ورغباتها وترك الترفه والتنعم ما استطاعوا إلى ذلك والاخشوشان عملاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم "البذاذة من الإيمان"، وتشبهاً بالمحرمين الذين لا يجوز لهم الترفه بحال ولا التنعم بشيء من المتاع الممنوع منه المحرم، بل ضبط للنفس ورباطة للجأش وبعد عن شهوات الفرج والجنوح نحو المعاصي "فلا رفث ولا فسوق ولا جدال".

ثالثاً: التوجيه نحو التعاون والاعتصام:
ففي العشر من ذي الحجة تبين معاني الاعتصام بحبل الله -تعالى- وعدم التفرق، فالمسلمون جميعهم كل عام يرغبون في حج بيت الله _تعالى_، والحجيج يمثلون أعظم الصور الواقعية من التعاون والاعتصام بذات المنهج وذات الهدف في مشارق الأرض ومغاربها، والذين لم يقدر الله لهم الحج لهذا العام فهو يشارك الحجيج مشاعرهم القلبية وترفرف روحه من حولهم داعيا ربه أن يلحقه بهم في قابل.

والمربي ههنا يدعو متربيه لنبذ الخلاف والتفرق والسعي للوحدة وعدم استحقار العمل الصالح من أحد أيًّا كان، ورؤية العاملين لله جميعهم على ثغور مستهدفة، فيدعو لهم، ويرجو لهم النصرة، ولا يخذلهم ولا يسلمهم، بل يدعو لهم وينصرهم بما استطاع، ويناصحهم فيما رآه خطأ منهم ويوجههم بالحسنى فيما خفي عنهم.

إنها أيام صالحات مباركات، ينتظرها المؤمنون الصالحون؛ ليخلعوا ربقة الارتباط بالدنيا عنهم ويتحرروا من قيد الشهوة وقيد الأماني البالية، ويسطروا سجلاً من نور، فلا مادية تكسر حاجز الشفافية ولا معصية تدنس الطاعة بل ذكر وخشوع وتوبة وبكاء، فيرون الكون كله حبور وشفافية، ويمتزج النور بالسعادة، والأمل بمعنى الصدق، وتصبح الجنة هي المطلب والإخلاص هو المرتجى، وحسن الظن بالله هو كهف الأمنيات


الساعة الآن 06:25 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية