التربية في ظل المتغيرات الحديثة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة التربية والتعليم مشقة عاجلة لثمرة باقية الأهـــدافـــ : * التذكير بأن لا يعلم حال آخر هذه الأمة بما يصلح بها حال أولها . * التأكيد على ثوابت التربية النابعة من الكتاب والسنة . * تعميق الفهم لكون التغير إرادة كونية . * غياب المنهج التأصيلي في التربية والغفلة عن الثوابت الشرعية التي تحفظ هوية الأمة المسلمة . * كثرة تنوع المتغيرات في ظل ثورة الأتصالات الحديثة والعولمة . * كثرة مظاهر التخطيط . أهمية التربية والغاية منها : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات - 56 ] { وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ الأنعام - 153 ] الآيتان تذكرنا بالغاية المقصود من التربية .. التربية : مصدر مأخوذ من رب الشيء . الرب : فهو المربي الحقيقي - فهو رب الأرباب وجميع العباد فلا رب على الحقيقة إلا هو . اصطلاحاً التربية : هي أن يحسن العبد تربية من جُعل تربيته إليه و الإحسان في التربية وإنزالها على منازلها , ويحفظه قدر ماأستطاع كما حفظه الله . أبرز أمثلة على التربية : قوله تعالى : - { أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [ التوبة - 109 ] - { وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} [ الأعراف - 58 ] - { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [ التحريم - 6 ] - { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ } [ طه - 132 ] التربية أقوال وأفعال يصطبر عليها للفوز والفلاح . - { رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ } [ إبراهيم - 40 ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ألا أن الله سائلٌ كلًا عمّ استرعاه حفظ لأم ضيع من يعول } { كُونُوا رَبَّانِيِّينَ } من هو العبد الرباني المقصود ؟ ما هي صفاته - سماتة ؟ العبد الرباني : نسب إلى الرّب حتى أن هذه النسبة تزيده فخراً . معنى الرباني : هو المنسوب إلى الرّب بزيادة الألف و النون لزيادة الصياغة . الرباني : يقصد بعلمة وجه الله . ( العالم - العامل المعلم - العالي في الدرجة ) التربوية اللغوية : هوية الأمم أمران : اللغه والدين أو اللغة والدين . وتقوم عليها ركائز الحضارة ( التغير سنة كونية ) { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ } [ الإنشقاق - 19 ] { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۗ} ما المراد بالمتغيرات ؟ المتغيرات هي : مؤثرات جديدة تدفع العبد لتصرفات جديدة قد تخدم الموروثات وقد تهدم الموروثات . وصف المتغيرات : - موجودة ( لا يمكن تجاهلها ) - قوية ( لا يمكن تفاديها ) - متسارعة ( لا يمكن إيقافها ) تقع على : " المربي " - في مرحلة عطاء - واعِ في تفكيره - مُتزن في أفعالة - دوره واضح - ناضج في التعبير عن ذاته ورغباته " المتربي " - في مرحلة بناء - سطحي في تفكيره - مندفع في ردوده وأفعاله - دوره غامض - عيي لا يستطيع التعبير عن الذات والرغبات يواجه المتغيرات (مؤثرات) الناتج منها قرارات : " المربي " - قراراته قريبة من الصواب , بعيدة عن الإنبهار " المتربي " - قراراته مُهتزة , تحت عامل الإنبهار المتغيرات ( تؤثر على ) مجالات تعايش العبد مع الحياة ( تشكل ضغط على ) الفرد يؤثر هذا الضغط على تصوره ينتج سلوكه ( اجتماعي – صحي – اقتصادي – ثقافي – أخلاقي ) أنواع المتغيرات : * عقيدية * فكرية * إجتماعية * إقتصادية * أخلاقية نزول المتغيرات في منزلة الثوابت أصبحت من الضروريات . المتغير له فقه في التعامل . " العقيدية " التعلق بالنجوم - ضعف التوكل على الله . " الفكرية " اللغة - الثقافة - العولمة . " الإجتماعية " الأسرة الكبيرة - تصميم المنزل - طريقة الأكل . " الأخلاقية" اللباس - المزاج - العلاقة بين الجنسين . " الإقتصادية " الإتكالية - الإستهلاكية -الكماليات . ( المتغير الأخلاقي ) من أخذ أموال الناس بنية الرد . من اخذ أموال الناس بنية عدم الرد . { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } { وخالق الناس بخلق حسن } الأخلاق عبادة وليس عادة .تحكيم الشرع باللباس ( التغير الإجتماعي ) {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف -9] أمرنا بالإمستمساك لا الإمساك . منهجية القبول والرفض للمتغيرات : المتغيرات تأتي : * ( إما ) لإعمار الأرض : وهذا موروث عالمي لا انتماء له يستحقه كل مجد ويناله كل من أخذ بالأسباب على وجهها فالواهب سبحانه جعل كل ما في الأرض ( للانتفاع – للاعتبار – للاستمتاع ) وضبط الواهب هذا الاعمار * ( أو ) لاعمار النفس " القيم والمبادئ " ميراث خاص تنهض به الأمة صاحبة الرسالة ( تكفل الوحي بأعمارها ) هل كل ما هو إعمار للأرض يُقبل ؟ الصحيح : كلا لا بد أن يُضبط بعض الضوابط : 1- عمارة الأرض وسيلة لاعمار النفس وليس العكس . 2- مع التغيرات استعمل قواعد : أ \ كل شي في الدنيا حلال إلا ما حرم الله . ب \ فحص الاسم لأن العبرة بالحقيقية وليس بالاسم . ج \ إلحاق الحكم على المتغير بعلته . 3- احترام العامل الزماني , فالمتغيرات يُنظر لأثرها على المدى الطويل . شرح ضوابط إعمار الأرض : 1- عمارة الأرض وسيلة لاعمار النفس وليس العكس . { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ البقرة - 21 ] { الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [ البقرة - 22 ] هذا أمر عام , لكل الناس , بأمر عام , وهو العبادة , وهو العبادة الجامعة , لامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه , وتصديق خبره , فأمرهم تعالى بما خلقهم له . { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات – 56 ] ثم استدل على وجوب عبادته وحده , بأنه ربكم الذي رباكم بأصناف النعم فخلقكم بعد العدم , وخلق الذين من قبلكم , وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة , وهذا كله من أجل أن تتفرغوا لعبادته . 2- مع التغيرات استعمل قواعد : أ \ كل شي في الدنيا حلال إلا ما حرم الله . {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [ البقرة – 29 ] ب \ فحص الاسم لأن العبرة بالحقيقية وليس بالاسم . روى أحمد وأبو داود عن أبي مالك الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليشربن ناس من أمتي الخمر , ويسمونها بغير اسمها ) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم ألا أنها العشاء وهم يعتمون الإبل ) " أخرجه مسلم " ج \ إلحاق الحكم على المتغير بعلته . 3- احترام العامل الزماني , والمتغيرات يُنظر لأثرها على المدى الطويل . عن أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى عليه وسلم إلى حنين ونحن حديثو عهد بكفر – وكانوا أسلموا يوم الفتح – قال : فمررنا بشجرة , فقلنا : يا رسول الله ! "اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط " وكان للكفار سدرة يعكفون حولها ويعلقون بها أسلحتهم يدعونها ذات أنواط , فلما قلنا للنبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الله أكبر ! وقلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى :{ اجعل لنا إلها كما لهم آلهة , قال أنكم قوم تجهلون } لتركبن سنن من كان قبلكم ) خطوات منهجية للتعامل مع الدورات والعلاجات : 1- مصدرها عقيدية وفكرية ( يغذي النفس والعقل والروح ) 2- مصدرها عقل وتجريب ( لو زاردت عليك الضغوط قفي مع نفسك ) 3- مصدرها تعاليم اسرية (لا تخضع لعقل ولا نقل ) تحتاج دورات وعلاجات يجب أن ترفض . الثقة بالنفس : كاللفظ لا تقبل إلا بعد عرضها على الشريعة تخالف قوله {لا تكلني إلى نفسي طرفة عين } { احرص على ما ينفعك , واستعن بالله , ولا تعجزن } تعامل الأعلون مع المتغيرات : * طلب العلم من غرف البالتوك . * الدعوة بكل اللغات . * صلة الرحم الإلكترونية . * حفظ الوقت . خطوات في مواجهة المتغيرات : ( على المستوى الشخصي ) • تعلّمي • تيقّني • تفاعلي • علّمي • اصبري {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [ العنكبوت : 96 ] " أسأل الله لي ولكم النفع والفائدة فيما نقرأ ونكتب " " أم ليان " |
آآآآآآآآآآميييييييييين الله يسمع منك..
جزاك الله خير الجزاء أم ليونه.. وفقك الله لم يحبه ويرضى.. |
اقتباس:
وجزاك حفيدة اللهم آآآآمين رزقنا وإياكِ العلم النافع ام شاءالله |
|
موضوع قيم ورائع
بارك الله فيك ،، وسدد للحق خطاك جزيتي الجنان اخيه |
الساعة الآن 10:31 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية