لمَّا دعا داعي أبي الأشباِ
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي
لـمَّـا دعــا داعــي أبــي iiالأشـبـاِ مــبــشِّــراً بــــــأولِ iiالأنـــجـــالِ
سعَـتْ سبـاعُ الأَرضِ iiوالسـمـاءِ وانـعـقــد الـمـجـلــسُ لـلـهـنــاءِ
وصـــدرَ الـمـرســومُ iiبــالأمــانِ في الأَرضِ للقاصي بها والدَّاني
فضـاقَ بالـذيـولِ صـحـنُ iiالــدار من كـلِّ ذي صـوفٍ وذي iiمنقـار
حـتـى إذا استكـمـلَـتِ iiالجمـعـيَّـهْ نادى منـادي اللَّيْـث فـي iiالمَعيَّـهْ
هـل مـن خطيـبٍ محسـنٍ iiخبـيـرِ يـدعـو بـطـول العـمـر iiللأمـيـر؟
فنهـض الفيـلُ المشيـرُ iiالسامـي وقــــال مــــا يـلـيــقُ iiبـالـمـقـام
ثـــم تــــلاه الـثـعـلـبُ iiالـسـفـيـرُ ينـشـدُ، حـتـى قـيــلَ: ذا جـريــر
وانـدفـعَ الـقـردَ مـديــرُ iiالـكــاسِ فقـيـلَ: أحسـنـتَ أبـــا iiنـــواسِ!
وأَوْمــــأَ الـحِــمــارُ iiبـالـعـقـيـرَه يــريــدُ أَن يُــشــرِّفَ الـعـشـيـره
فـقـال: بـاسـمِ خـالِــقِ iiالشـعـيـرِ وباعثِ العصـا إلـى iiالحميـر!...
فـأزعـج الـصـوتُ ولــيَّ iiالعـهـدِ فمـاتَ مـن رعـديـهِ فــي iiالمـهـدِ
فحـمـلَ الـقــومُ عـلــى iiالـحـمـارِ بجـمـلـة ِ الأنــيــابِ iiوالأظــفــار
وانــتُــدبَ الـثَّـعـلــبُ iiلِـلـتـأبـيـنِ فقال فـي التعريـضِ iiبالمسكيـنِ:
لا جـــعَـــلَ الله لــــــه iiقــــــرارا عـاشَ حِمـاراً ومـضـى iiحـمـارا!

لكم في الخطِّ سيَّارَهْ
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

لكم فـي الخـطِّ iiسيَّـارَهْ حديثُ الجـارِ iiوالجـارهْ
أوفـــرلانـــدُ يـنـبــيــكَ بهـا القُنْـصُـلُ iiطَـمَّـارَه
كـسـيَّـارة ِ شــارلــوتْ علـى السَّـواقِ iiجـبَّـارَهْ
إذا حـركـهــا iiمــالـــتْ على الجنْبَيْنِ مُنْهَـارَهْ!
وقــد تَـحْــرُنُ iiأَحـيـانـاً وتمشِـي وحدَهـا iiتـارَهْ
ولا تشـبـعـهـا iiعــيــنٌ مِــنَ البِنـزيـن فـــوَّارَهْ
ولا تروى مـن iiالزيـتِ وإن عامتْ بـه iiالفـاره
ترى الشارعَ في iiذُعْـرٍ إذا لاحَـتْ مـن iiالحـاره
وصِبْـيـانـاً يَـضِـجُّــونَ كـمـا يَـلـقَـوْن طَـيَّــاره
فقد تمشي متى شاءتْ وقــد تـرجِـعُ iiمُخـتـاره
قضى اللهُ علـى iiالسـوَّا ق أن يجـعـلـهـا iiداره!
يقـضـي يـومـهُ iiفـيـهـا ويلقى الليـلَ مـا iiزاره!
أَدُنيـا الخيـلِ iiيامَكسِـي كدُنيا النـاسِ iiغـدّاره؟!
لـــق بــدَّلــك iiالــدهــرُ مــن الإقـبـالِ iiإدبـــاره
أَحَــــقٌّ أَنّ iiمَـحـجـوبـاً سَــلا عـنـك iiبفَـخَّـاره؟
وبــاعَ الأَبْـلَـقَ iiالـحُــرَّ بـأوفـرلانــد iiنــعَّــاره؟

لك أَن تلوم، ولي من الأَعذار
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

لـك أَن تلـوم، ولـي مــن iiالأَعــذار أن الـهــوى قـــدرٌ مــــن الأقــــدار
مـا كنـت أسلـمُ للعـيـون iiسلامـتـي وأَبـيـحُ حـادثـة َ الـغــرام iiوَقـــاري
وطَــرٌ تَعَـلَّـقَـه الـفــؤادُ وينـقـضـي والنـفـسُ ماضـيـة ٌ مــع iiالأوطــار
يا قلبُ، شأْنَك، لا أَمُدُّك في iiالهوى لــو أَنــه بـيَـدِي فـكـكْـتُ iiإســـاري
جـار الشبيبـة ، وانتفـع بجـوارهـا قبـلَ المشيـب، فمـا لـه مــن iiجــار
مثل الحياة تحبّ فـي عهـد iiالصِّبـا مـثـل الـريــاض تـحــبُّ فـــي iiآذار
أبدأ فـروقُ مـن البـلاد هـي iiالمنـى ومـنــايَ مـنـهـا ظـبـيـة ٌ iiبـسِــوار
ممـنـوعـة ٌ إلا الـجـمــالَ iiبــأَســره مـحـجـوبـة ٌ إلا عـــــن iiالأنــظـــار
خطواتهـا التقـوى ، فـلا مـزهـوة iiٌ تمـشـي الــدَّلال، ولا بــذات نـفــار
مرّتْ بنـا فـوق الخليـج، iiفأَسفـرتْ عــن جَـنّـة ، وتلفـتـت عــن iiنـــار
في نِسْوَة ٍ يُورِدْن مَن شِئْن الهوى نظـرا ، ولا ينظـرن فـي iiالإصــدار
عارضتهنّ ، وبين قلبـي iiوالهـوى أَمـــــرٌ أُحـــــاول كـتْــمَــه iiوأُداري

لقد لامني يا هندُ في الحب لائمٌ
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

لقد لامنـي يـا هنـدُ فـي الحـب iiلائـمٌ مُـحِـبٌّ إذا عُـــدَّ الـصِّـحـابُ حـبـيـبُ
فما هو بالواشي على مذهب الهوى ولا هـو فـي شَــرع الــوداد iiمُـريـب
وصفتُ له مَـن أَنـتِ، ثـم جـرى لنـا حـديـثٌ يَـهُــمُّ العاشـقـيـن iiعـجـيـب
وقلت له: صبراً ؛ فكـلُّ أَخـي iiهَـوى علـى يَـدِ مَـنْ يهْـوى غـداً iiسيـتـوب

لدودة ِ القزِّ عندي
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

لـــدودة ِ الــقــزِّ iiعــنـــدي ودودة ِ iiالأضــــــــــــــواءِ
حـكــايــة ٌ iiتـشـتَـهــيــهــا مــســـامـــعُ الأَذكــــيــــاءِ
لــمَّــا رأَت تِــلــكَ iiهــــذِي تـنــيــرُ فـــي iiالـظـلــمــاءِ
سَـعَـتْ إلـيـهــا، iiوقـالــت: تـعـيــشُ ذاتُ iiالـضِّــيــاءِ!
أَنـــا الـمــؤمَّــلُ iiنــفــعــي أَنـــا الـشـهــيــرُ iiوفــائــي
حــلا لــيَ الـنـفــعُ حــتــى رضــيــتُ فــيــه iiفـنــائــي
وقــــد أتــيـــتُ iiلأحــظـــى بــوجـــهـــكِ iiالـــوضَّــــاءِ
فـهـل لـنـورِ الـثــرى iiفــي مَـــوَدّتــــي وإخــــائــــي؟
قـالـت: عَـرَضـتِ iiعـلـيـنـا وجــهــاً بـغــيــرِ حــيــاءِ!
مــن أنــتِ حـتــى iiتـدانــي ذاتَ الـسَّـنـا iiوالـسَّـنــاءِ؟!
أنـــا الـبــديــعُ iiجــمــالــي أَنـــا الــرفــيــعُ iiعَــلائـــي
أيـن الـكـواكــبُ مـنــي ii؟! بـل أيـن بـدرُ الـسـمـاءِ ii؟!
فـامـضـي؛ فـلا وُدّ عـنـدي إذ لـسـتِ مــن أكـفـائــي !
وعـــنـــد ذلـــــك iiمـــــرَّتْ حـسـنــاءُ مــعْ iiحـســنــاءِ
تــقـــولُ: لــلـــه iiثــوبـــي فــي حُـسـنِــه iiوالـبَـهــاءِ!
كــم عـنــدنــا مـــن iiأَيـــادٍ لــــلــــدودة ِ iiالــــغــــراءِ!
ثــم انـثــنــتْ فــأتــتْ iiذي تـــقـــولُ لـلــحــمــقــاءِ ii:
هـــل عــنــدكِ الآنَ iiشَـــكٌّ فـي رُتـبـتـي iiالـقَـعـسـاءِ؟!
إن كـــان فــيــك ضــيـــاءٌ إن الــثــنـــاءَ ضــيــائـــي
وإنـــــــــه iiلــــضــــيــــاءٌ مــــؤيَّــــدٌ iiبــالـــبـــقـــاءِ!