*&* دواوين الشعراء *&*
 

الشاعر ابو بقاء الرندي
ألثام شف
أَلــثــامٌ شَــــفَّ عــــن ورد iiنــــد أم غـمــام ضـحـكـت عـــن بَـــرَدِ
أم عـلــى الأزرار مــــن iiحُـلَّـتـهـا بـــدرُ تـــمَّ فـــي قـضـيـب أَمــلَــدِ
بــأبــي لــيــن لــــه لــــو أنـــــه نــقــلـــت عـطــفــتــه iiلـلــخــلــد
لا وألــحـــاظ لـــهـــا iiســـاحـــرة نفثـت فـي القـلـب لا فــي iiالعـقـد
لا طلـبـت الـثــأر مـنـهـا iiظـالـمـا وأنـــا الـقـاتـل نـفـســي iiبــيــدي
نـظـرت عـيـنـي لحـيـنـي نـظــرة أخــذت روحــي وخـلـت جـسـدي
هـاتـهــا بالله فــــي iiمـرضـاتـهــا قــهــوة فـيـهــا شــفــاء iiالـكـمــد
عصرت باللطف في عصر الصبا فــرمــت بـالـمـســك لا iiبـالــزبــد
مــا درى مديـرهـا فـــي iiكـأسـهـا وهـــي مـثــل الــبــارق الـمـتـقـد
درة ضــمـــت عــلـــى iiيـاقــوتــة أم لجـيـن فـيـه ثــوب عـسـجـدي
سـقـنــي غــيــر مـلـيــم iiإنــنـــي حـنــفــي الــــــرأي iiوالـمـعـتـقــد
لا أرى بالسـكـر إلاّ مـــن iiهـــوى أو هــبـــات الـمــلــك iiالــمــؤيــد
مـلــك الـعـلـيـا ولــــو أنـصـفـتـه فـفـتـحــت الـــــلام لـــــم iiأفــنـــد

الشاعر : ابو الطيب المتنبي
ماذا يقول
ماذا يَقـولُ الّـذي iiيُغَنّـي
يا خيرَ مَنْ تَحتَ ذي السّماءِ
شَغَلْتَ قَلْبي بلَحْـظِ عَيْنـي
إلَيكَ عَنْ حُسْنِ ذا iiالغِنـاءِ

الله الله الله رووعه مجهود رائع :)


بأنتظار المزيد



حبيت اشجعك كمان :)

الشاعر : ابو العتاهية
لكَ الحمدُ ياذَا العَرشِ يا خيرَ معبودِ

الشاعر : ابو العتاهية
لكَ الحمدُ ياذَا العَرشِ يا خيرَ معبودِ
لكَ الحمدُ ياذَا العَرشِ يا خيرَ معبودِ ويا خَيرَ مَسؤولٍ، ويا خيرَ iiمَحمـودِ
شهدْنَـا لَـكَ اللهُمَّ أنْ لـسـتَ iiمحـدَثـاً ولكِـنَّـكَ المَـوْلَـى ولـسـتَ iiبمجـحـودِ
وأنَّـكَ معـروفٌ ولـسـتَ بمـوصُـوفٍ وأنَّــكَ مَـوجُـودٌ ولـســتَ iiبـمـجـدودِ
وأنَّـــكَ رَبٌّ لاَ تـــزالُ ولــــم iiتَــــزَلْ قَريبـاً بَعيـداً، غائِبـاً، غـيـرَ iiمَفـقـودِ

الشاعر : ابو العتاهية
لكُلّ أمرٍ جَرَى
لكُلّ أمرٍ جَرَى فيهِ القَضَـا سَبَـبُ، والدَّهرُ فيهِ وفِي تصرِيفِـهِ عَجَـبُ
مَا النَّاسُ إلاَّ مَعَ الدُّنْيا iiوصَاحِبِهَا فكيفَ مَا انقلَبَتْ يَوْماً بِهِ iiانقلبُـوا
يُعَظّمُونَ أخا الدّنْيـا، فـإنْ iiوثَبَـتْ عَلَيْهِ يَوْماً بما لا يَشتَهـي iiوَثَبُـوا
لا يَحْـلِـبُـونَ لِـحَــيٍّ دَرَّ iiلَقـحَـتِـهِ، حتى يكونَ لهمْ صَفوُ الذي حَلَبُوا

الشاعر : ابو العتاهية
للهِ أنتَ علَى جفائِكَ

لـلـهِ أنــتَ عـلَــى iiجـفـائِــكَ مــاذا أُوِمــلُ مِــنْ iiوَفــائِــكْ
إنِّـي عَـلَـى مَـا كــانَ iiمِـنْــكَ لَــوَاثِــقٌ بـجـبــيــلِ iiرأْيـــكْ
فَـكّـرْتُ فـيـمـا iiجَـفَـوْتَـنــي، فـوَجـدتُ ذاكَ لـطـولِ نـايِـك
فــرَأيــتُ أنْ أســعَــى إلَـــيْ كَ وأنْ أُبـادِرَ فــي iiلِـقـائِــك
حـتَّــى أُجــدَّ بِــمَــا تَـغَــيَّــرَ رَ لـي وأخْـلَـقَ مِـنْ iiإخـائِـك

الشاعر : ابو العتاهية
للّهِ درُّ ذَوي العُقُولِ المُشْعَباتْ
لـلّـهِ درُّ ذَوي الـعُـقُـولِ iiالمُشْـعَـبـاتْ، أخَـذوا جَميعـاً فـي حَديـثِ iiالتُّـرَّهـات
وأمَـــا وربِّ المـسـجِـديـنِ iiكِـلاَهُـمَــا وأمَــا وربِّ مِـنَـي وربِّ iiالـرَّاقـصـاتْ
وأمـــا وربِّ الـبـيــتِ ذِي iiالأســتَــارِ والمسعَى وزمزَمَ والهدايَا المشْعِراتْ
إنَّ الــذِي خُلِـقَـتْ لــهُ الـدُّنْـيـا iiومَـــا فيـهـا لـنَـا ذُلٌّ يَـجِـلّ عــنِ iiالصّـفـاتْ
فليـنـظُـرِ الـرَّجُــلُ اللَّـبـيـبُ iiلـنـفـسِـهِ فجمـيـعُ مَــا هــوَ كـائــنٌ لاَ بُـــدَّ iiآتْ

الشاعر : ابو العتاهية
لمَ لاَ نبادِرُ مَا نراهُ يفُوتُ

لـــمَ لاَ نـبــادِرُ مَـــا نـــراهُ iiيــفُــوتُ إذْ نــحْــنُ نـعـلــمُ أنَّــنَــا iiسـنـمُــوتُ
مَــنْ لــم يُــوالِ الله والـرُّسْـلَ iiالـتـي نـصَـحـتْ لـــهُ، فـوَلـيُّـهُ iiالـطّـاغـوتُ
عُلَـمـاؤنَـا مِـنّــا يَـــرَوْنَ iiعَـجـائِـبـاً، وَهُـمُ عـلـى مــا يُبـصِـرونَ iiسـكُـوتُ
تفنـيـهـمِ الـدُّنـيـا بـوشْــكٍ iiزوالِــهَــا فجمـيـعُـهُـمْ بـغــرورِهَــا iiمـبْــهُــوتُ
وبحسبِ مَن يَسمو إلى الشّهواتِ ما يكـفـيـهِ مِــــنْ شـهـواتِــهِ ويــقُــوتُ
يَـا بـرزخَ الموْتَـى الـذِي نَـزَلُـوا iiبــهِ فـهُـمُ رُقُـــودٌ فـــي ثَـــراهُ، iiخُـفُــوتُ
كَـمْ فيـكَ ممَّـنْ كــانَ يـوصَـلُ iiحَبْـلُـهُ قــد صـــارَ بـعَــدُ وحَـبـلُـه iiمَـبـتـوتُ

الشاعر أبو العتاهية
لمَ لاَ نبادِرُ مَا نراهُ يفُوتُ

لـــمَ لاَ نـبــادِرُ مَـــا نـــراهُ iiيــفُــوتُ إذْ نــحْــنُ نـعـلــمُ أنَّــنَــا iiسـنـمُــوتُ
مَــنْ لــم يُــوالِ الله والـرُّسْـلَ iiالـتـي نـصَـحـتْ لـــهُ، فـوَلـيُّـهُ iiالـطّـاغـوتُ
عُلَـمـاؤنَـا مِـنّــا يَـــرَوْنَ iiعَـجـائِـبـاً، وَهُـمُ عـلـى مــا يُبـصِـرونَ iiسـكُـوتُ
تفنـيـهـمِ الـدُّنـيـا بـوشْــكٍ iiزوالِــهَــا فجمـيـعُـهُـمْ بـغــرورِهَــا iiمـبْــهُــوتُ
وبحسبِ مَن يَسمو إلى الشّهواتِ ما يكـفـيـهِ مِــــنْ شـهـواتِــهِ ويــقُــوتُ
يَـا بـرزخَ الموْتَـى الـذِي نَـزَلُـوا iiبــهِ فـهُـمُ رُقُـــودٌ فـــي ثَـــراهُ، iiخُـفُــوتُ
كَـمْ فيـكَ ممَّـنْ كــانَ يـوصَـلُ iiحَبْـلُـهُ قــد صـــارَ بـعَــدُ وحَـبـلُـه iiمَـبـتـوتُ

الشاعر : ابو العتاهية
مَا استَعبَدَ الحِرْصُ مَنْ لهُ أدَبُ

مَا استَعبَدَ الحِرْصُ مَنْ لـهُ iiأدَبُ للمَرْءِ في الحِرْصِ همّة ٌ iiعَجَـبُ
للّـهِ عَقـلُ الحَريـصِ كَيـفَ iiلَــهُ، فِــي جـمـعِ مــالٍ مَـــا لَـــهُ أدَبُ
مَا زالَ حِرْصُ الحرِيصِ iiيُطْمِعُهُ في دَرْكِهِ الشّيءَ، دونَـه iiالطّلَـبُ
مَا طابَ عيشُ الحريصِ قَطُّ ولاَ فارَقَـهُ التّـعـسُ مِـنْـهُ iiوالنّـصَـبُ
البَغْيُ والحِـرْصُ والهَـوَى iiفِتَـنٌ لـم يَنْـجُ عنهـا عُجْـمٌ ولا iiعَـربُ
ليَسَ علـى المَـرْءِ فـي iiقَناعَتِـهِ، إنْ هيَ صَحّـتْ، أذًى ولا iiنَصـبُ
مَـن لـم يكِـنْ بالكَفـافِ iiمُقْتَنِعـاً، لَــمْ تكـفِـهِ الأرْضُ كلُّـهَـا iiذَهَــبُ
مَـنْ أمكَـنَ الشَّـكَّ مِـنْ iiعزِيمـتِـهِ لَـمْ يَـزَلِ الـرأْيُ مِنْـهُ iiيضْـطَـرِبُ
مَنْ عَرَفَ الدَّهْـرُ لـمْ يـزلْ حـذراً يَــحـــذرُ شِــدَّاتِـــهِ iiويــرْتــقِــبُ
مَـنْ لَـزِمَ الحِقْـدَ لـم يَـزَلْ iiكَمِـداً، تُغرِقُـهُ، فـي بُحُـورِهـا، iiالـكُـرَبُ
الـمَــرْءُ مُسـتَـأنِـسٌ بـمَـنْـزِلَـة ٍ، تُـقْـتَــلُ سُـكّـانُـهـا، iiوتُـسـتَـلَــبُ
والـمـرءُ فِــي لـهــوهِ iiوبـاطِـلِـهِ والمَوْتُ مِنْـهُ فِـي الكُـلِّ iiمقتَـرِبُ
يا خائفَ الموتِ زالَ عنكَ iiصِبـاً والعُجْـبُ واللّهْـوُ مِنـكَ iiواللّعِـبُ
دارُكَ تَـنـعَـى إلَـيــكَ iiسـاكِـنَـهَـا، قَـصـرُكَ تُبـلـي جَـديـدَهُ iiالحِـقَـبُ
يـا جامِـعَ المـالِ منـذُ كـانَ iiغـداً يأْتِـي عَلَـى مـا جمعتَـهُ iiالحـرَبُ
إيَّــاكَ أنْ تـأْمَـنَ الـزَّمَــانَ iiفَـمَــا زالَ عَلَـيْـنَـا الــزّمــانُ iiيَـنْـقَـلِـبُ
إيَّــــاكَ والـظُّـلْــمَ إنَّــــهُ iiظُــلَـــمٌ إيَّــــاكَ والــظَّــنُّ إِنَّــــهُ iiكــــذِبُ
بينَـا تَـرَى القَـوْمَ فِــي مَجَلَّتِـهِـمْ إذْ قيـلَ بـادوا، وقيـلَ قَـد iiذَهَبُـوا
إنِّــي رأَيْــتُ الشَّـرِيـفَ iiمعتَـرِفـاً مُصْطَـبِـراً للحُـقُـوق، إذْ iiتَـجِــبُ
وقـدْ عَرَفْـتُ اللِّئـامَ لَـيْـسَ iiلـهـمْ عَـهْـدٌ، ولا خِـلّـة ٌ، ولا iiحَـسَــبُ
احـــذَرْ عَـلَـيْـكَ الـلِّـئــامَ iiإنَّــهُــمُ لَيـسَ يُبالُـونَ منـكَ مــا iiرَكِـبُـوا
فنِصْـفُ خَلْـقِ اللِّئـامِ مُـذْ خُلِقُـوا ذُلٌّ ذَلــيــلٌ، ونِـصْـفُــهُ iiشَــغَــبُ
فِـــرَّ مِـــنَ الـلُّــؤْمِ والـلِّـئـامِ وَلاَ تَـــدْنُ إلـيْـهِـمْ فَـإنَّـهُــمْ iiجَــــرَبُ

الشاعر : ابو العتاهية
مَا للْفَتَى مانِعٌ منَ القَدَرِ

مَـــا لـلْـفَــتَــى مــانِــعٌ مـــنَ الــقَــدَرِ والـمَــوْتُ حَــوْلَ الـفَــتَــى iiوبِــالأثَــرِ
بَـيْـنَـا الـفَـتَـى بـالـصَّـفَــاءِ iiمـغـتـبِــطٌ حــتــى رَمـــاهُ الــزّمـــانُ iiبــالــكَــدَرِ
سـائِـلْ عــنِ الأمــرِ لـســتَ iiتـعـرِفُــهُ فَـكُــلُّ رشــدٍ يـأتِـيــكَ فِـــي iiالـخــبــرِ
كـــمْ فِـــي لــيــالٍ وفـــي iiتـقـلـبِــهَــا مِــنْ عِـبَــرٍ لـلـفَـتــى ، ومِــنْ iiفِــكَــرِ
إنّ امـــرَأً يــأمَــنُ الــزّمـــانَ، iiوقَــــدْ عــايَـــنَ شِــدّاتِـــهِ، لَــفـــي iiغَـــــرَرِ
مـا أمـكَـنَ الـقَـوْلُ بـالـصّــوابِ فـقُــلْ واحــذَرْ إذا قُـلْــتَ مـوضِــعَ الـضَّــررِ
مـا طَـيّـبُ الـقَـوْلَ عـنـدَ سـامِـعِــهِ iiال مُــنْــصِــتِ، إلاّ لــطــيْـــبِ الــثّــمَـــرِ
الـشَّـيْــبُ فِــي عـارضَـيــكَ بــارقَــة iiٌ تَـنــهــاكَ عَــمّــا أرَى مـــنَ iiالأشَــــرِ
مـا لــكَ مُــذْ كُـنــتَ لاعِـبــاً iiمـرِحــاً، تـسـحَــبُ ذيــلَ الـسَّــفــاهِ والـبــطَــرِ
تَـلـعَـبُ لَـعْـبَ الـصّـغـيـرِ، بَـلْـهَ، وقَـد عـمّــمَــك الــدَّهــرُ عــمــة َ iiالـكِــبَــرِ
لــوْ كـنــتَ لـلـمــوْتِ خـائـفــاً وجِــلاً أقـرَحْــتَ مـنــكَ الـجُـفُــونَ بـالـعِـبَــرِ
طَـوّلْـتَ مِـنـكَ الـمُـنـى وأنـتَ مـن iiال الأيَّـــامِ فِـــي قِــلَّــة ٍ وفِـــي iiقِــصَـــرِ
لــلـــه عَــيْــنَــانِ تَـكْــذِبــانِــكَ iiفــــي مـــا رَأتَـــا مِـــنْ تَــصــرّفِ iiالـعِــبَــرِ
يـا عَـجَـبـاً لـي، أقَـمـتُ فــي iiوَطَــنٍ، سـاكِــنُــهُ كُـلّــهُــمْ عــلــى iiالـسّــفَــرِ
ذكَـرْتُ أهْــلَ الـقُـبــورِ مــن iiثـقـتــي، فـانـهــلَّ دمــعــي كــوابــلِ iiالـمــطــرِ
فـقــل لأهــلِ الـقــبــورِ مـــن ثــقــة iiٍ لَـسْــتُ بِـنـاسـيـكُــمُ مَــدَى iiعُــمُــرِي
يــا سـاكِـنــاً بـاطِــنَ الـقُـبُــورِ: أمَـــا لـلــوارِديــنَ الـقُــبُــورَ مِـــنْ iiصَـــدَرِ
مـــا فَــعَــلَ الـتّــارِكُــونَ iiمُـلـكَــهُــمُ، أهـلُ الـقِـبــابِ الـعِـظــامِ، iiوالـحـجَــرِ
هَـلْ يَـبْـتَـنُــونَ الـقُـصــورَ iiبَـيـنَـكُــمُ، أمْ هـلْ لـهـمْ مـنَ عُـلًـى ومـن iiخَـطَـرِ
مــا فَـعَـلَــتْ مـنـهُــمُ الـوُجُــوهُ: iiأقَــدْ بـــدّدَ عَـنْــهَــا مـحــاسِــنُ iiالــصُّــورِ
اللهُ فِــــي كـــــلِّ حـــــادثٍ iiثــقَــتِـــي واللهُ عـــــــزّي واللهُ مــفـــتـــخـــرِي
لَــســتُ مَــــعَ الله خــائِــفــاً iiأحَــــداً، حـسـبِـي بــهِ عـاصـمــاً مــنَ الأشــرِ

منَ الناسِ مَيْتٌ وهوَ حيٌّ بذكرِهِ
إسم الشاعر : أبو العتاهية

منَ النـاسِ مَيْـتٌ وهـوَ حـيٌّ iiبذكـرِهِ وحيٌّ سليمٌ وهْـوَ فِـي النَّـاسِ iiمَيـتُ
فأمَّـا الـذي قَـدْ مـاتَ والذِكـرُ iiناشـرٌ فمَيـتٌ لـهُ ديـنٌ، بـهِ الفضْـلُ iiيُنعَـتُ
وأمّا الذي يَمشي، وقد ماتَ iiذِكـرُهُ، فأحْمَـقُ أفنـى دينَـهُ، وهــوَ iiأمْــوَتُ
وما زالَ مِنْ قوْمي خَطيبٌ وشاعِرٌ، وحـاكِـمُ عَـــدْلٍ، فـاصِــلٌ، iiمُتَـثَـبِّـتُ
سأضـرِبُ أمثـالاً لمَـنْ كـانَ iiعاقِـلاً، يـسـيـرُ بـهــا مِـنِّــي رَوِيٌّ iiمـبـيَّــتُ
وحَيّة ُ أرْضٍ لَيـسَ يُرْجَـى سَليمُهـا تــراهَــا إلَــــى أعــدَائِــهِ iiتـتـفَـلَّــتُ

مَنْ سالَمَ الناسَ سلِمْ
إسم الشاعر : أبو العتاهية
مَنْ سالَمَ النـاسَ iiسلِـمْ مَنْ شاتَمَ النـاسَ iiشُتـمْ
مَنْ ظَلَـمَ النّـاسَ iiأسَـا، من رحـمَ النـاسَ iiرُحـمْ
من طلـبَ الفضـلَ iiإلـى غَيرِ ذَوي الفَضْلِ iiحُرِمْ
مَنْ حَفِظَ العَهدَ وَفَـى ii؛ من أحسنَ السمعَ iiفهِـمْ
مــنْ صــدقَ اللهَ iiعـــلاَ مـن طلـبَ العلـمَ iiعـلـمْ
منْ خالفَ الرُّشدَ غوَى مــن تـبـعَ الـغَـيَّ iiنــدمْ
مَنْ لَزِمَ الصّمْـتَ iiنَجـا، مـن قـالَ بالخيـرِ iiغنـمْ
مَنْ عَفّ وَاكْتَـفّ iiزَكـا، مَـنْ جَحَـدَ الـحَـقَّ iiأثِــمْ
مـن مَسَّـهُ الضُّـرُّ iiشَكَـا مَـنْ عَضّـهُ الدّهْـرُ iiألِـمْ
لــمْ يـعـدُ حـيَّـاً iiرزقُـــهُ رزقُ امرئٍ حيثُ iiقُسِـمْ

مَنْ يعشْ يكبرْ ومنْ يكبَرْ يمُتْ
إسم الشاعر : أبو العتاهية

مَنْ يعشْ يكبرْ ومنْ يكبَرْ يمُتْ والمَنـايـا لا تُبـالـي مَــنْ أتَــتْ
كم وكم قد درَجتْ، مـن iiقَبلِنـا، مـنْ قـرونٍ وقُـرُونٍ قَـدْ مضـتْ
أيّها المَغرورُ مـا هـذا iiالصِّبَـا؟ لَوْ نهيتَ النفْسَ عَنْـهُ iiلانْتَهـتْ
أنِسِيـتَ المْـوتَ جَهْـلاً والبِـلَـى وسَـلَـتْ نفْـسُـكَ عَـنْـهُ iiولَـهَـتْ
نـحـنُ فــي دارِ بَـــلاءٍ وأذًى ii، وشَـقَــاءٍ، وعَـنَــاءٍ، iiوعَــنَــتْ
مَـنْـزِلٌ مــا يَثـبُـتُ الـمَـرْءُ iiبِــهِ سـالـمـاً، إلاّ قَـلـيـلاً إنْ iiثَــبَــتْ
بينمَـا الإنسـانُ فِـي الدُّنيـا لَــهُ حـرَكـاتٌ مُقـلِـقـاتٌ، إذْ iiخَـفَــتْ
أبَــتِ الدّنْـيَـا عـلـى iiسُكّـانِـهـا، في البِلى والنّقصِ، إلاّ ما iiأبَتْ
إنّـمـا الدّنْـيـا مَـتــاعٌ، بُـلـغـة ٌ، كَيفَما زَجّيْتَ فـي الدّنيـا iiزَجَـتْ
رحـمَ اللهُ امـرءاً انـصـفَ iiمِــنْ نَفسِهِ، إذ قالَ خيـراً، أوْ سكَـتْ

نامَ الخليُّ لأنه خِلْوُ
إسم الشاعر(ه): أبو العتاهية
نام الـخـلــيُّ لأنــــه iiخِــلْــوُ عمَّـنْ يــؤرِّقُ عيـنَـهُ الشـجـوُ
ما إنْ يَطيبُ لذي الرّعايَة ِ لل أيّــــامِ لا لَــعِــبٌ، وَلا لَــهْـــوُ
إذْ كـانَ يُسـرِفُ فـي iiمَسَرّتِـهِ، فيَمـوتُ، مـن أعضائِـهِ جَــزْوُ
وإذا المشيـبُ رمَــى iiبوهنـتـهِ وهَتِ القُوَى وتقـاربَ iiالخطـوُ
وَإذا استَـحـالَ بأهْـلِـهِ iiزَمَــنٌ، كثُـرَ القَـذى ، وَتكَـدّرِ iiالصّفـوُ

نَصَبْتُ لَنَا دونَ التَّفَكُّرِ يَا دُنْيَا
إسم الشاعر: أبو العتاهية
نَصَـبْـتُ لَـنَـا دونَ التَّـفَـكُّـرِ يَـــا دُنْـيَــا أمَانِـيَّ يَفْنَـى العُـمْـرُ مِــنْ قـبـلِ iiتَفْـنَـى
مَتَى تنقَضِي حَاجَاتُ مَنْ لَيْسَ iiوَاصِـلاً إلـى حاجَـة ٍ، حتـى تكـونَ لـهُ iiأُخــرَى
لِكُـلِّ امـرىء ٍ فِيَمـا قَضَـى اللهُ خُـطَّـة iiٌ من الأمرِ، فيها يَستَوي العَبدُ والموْلى
وإنَّ أمـــرءًا يـسـعَـى لـغَـيْـرِ نِـهَـايـة iiٍ لمنغمِـسٌ فـي لُجَّـة ِ الفَـاقـة ِ iiالكُـبْـرَى

نَنْسَى المَنَايَا على أنّا لَهَا غَرَضُ
إسم الشاعر: أبو العتاهية
نَنْسَى المَنَايَا على أنّا لَهَـا iiغَـرَضُ، فَكَـمْ أُنَـاسٍ رَأَيْنَـاهُـمْ قَــدِ انقَـرَضُـوا
إنّــا لَنَـرْجُـو أُمُــوراً نَسْتَـعِـدّ iiلـهَــا، والموْتُ دونَ الَّذِي نرْجُو iiلمعتـرضُ
لـلّـهِ دَرُّ بَـنـي الدّنْـيـا لَـقَــدْ iiغُـبِـنُـوا فِيمَا اطْمانُّوا بهِ منْ جهْلِهِمْ ورضُوا
مَا أرْبَـحَ اللهُ فِـي الدُّنيـا تجـارَة َ iiإنْ سانٍ يَـرَى أنّهـا مِـنْ نَفسِـهِ عِـوَضُ
فَليْـسَـتِ الــدَّارُ داراً لاَ تَــرَى أحـــداً من أهلِها، ناصِحاً، لم يَعدُهُ iiغَـرَضُ
مَا بالُ مَـنْ عـرَفَ الدُّنْيَـا الدَّنيَّـة ُ iiلاَ يَنكَفّ عن غَـرَضِ الدّنيـا iiويَنقَبِـضُ
تَـصِـحّ أقْـــوالُ أقـــوامٍ iiبوَصْـفِـهِـمِ، وَفِـي القُـلُـوبِ إذا كشَّفْتَـهَـا iiمَــرَضُ
والنَّاسُ فِـي غَفْلَـة ٍ عَمَّـا يُـرَادُ بِهِـمْ وكُلُّهُمْ عـنْ جَديـدِ الأرْضِ iiمنقـرضُ
والحـادِثَـاتُ بِـهَـا الأقْــدارُ جـارِيــة ٌ وَالمَـرْءُ مُرْتَفـعٌ فيـهـا، iiوَمُنخَـفِـضُ
يَا ليْتَ شعري وقَدْ جَـدَّ الرَّحيـلُ iiبِنَـا حَتَّى متَى نحْنُ فِي الغُرَّاتِ iiنرْتكِـضُ
نفسُ الحكيمُ إِلَى الخيـرَاتِ ساكِنَـة iiٌ وَقَلبُـهُ مِـنْ دَواعـي الشّـرّ iiمُنقَـبِـضُ
اصْبِرْ عَلَـى الحـقِّ تستعـذِبْ iiمغبَّتَـهُ وَالصّبـرُ للحَـقّ أحيانـاً لَـهُ iiمَضَـضُ
ومَـا استرَبْـتَ فَـكُـنْ وقَّـافَـة ً حــذراً قـد يُـبـرَمُ الأمــرُ أحْيـانـاً iiفيَنتَـقِـضُ

نهنهْ دموعَكَ كُلُّ حيٍّ فانِ
إسم الشاعر: أبو العتاهية

نهـنـهْ دمـوعَـكَ كُــلُّ حــيٍّ فـــانِ واصبـر لقـرعِ نـوائـبِ iiالحـدثـانِ
يـا دارِيَ الحَـقَّ التـي لــم iiأبْنِـهَـا فـيـمـا أُشــيــدُهُ مــــن iiالـبـنـيـانِ
كيـفَ العـزاءُ ولا محـالـة َ إنـنـي يَـوْمـاً، إلَـيـكِ، مُشَـيٌّـع iiإخـوَانــي
نَعْشـاً يُكَفْكِفُـهُ الـرّجـالُ، iiوَفَـوْقَـه جـسـدٌ يُـبـاعُ بـأوكـسِ iiالأثـمــانِ
لــولا الإلــهُ وإنَّ قلـبـي iiمـؤمــنٌ واللهُ غــيــرُ مُـضـيــعٍ iiإيـمــانِــي
لَظَنَنْـتُ، أوْ أيْقَنـتُ عنـدَ iiمنيّتـي، أنّ المَصِـيـرَ إلــى مَـحَـلّ هَـــوَانِ
فبنـورِ وجـهـكَ يــا إلــهَ iiمـراحـمٍ زَحْزِحْ إلَيكَ، عنِ السّعيرِ، مكاني
وامنُنْ عليَّ بتوبـة ٍ ترضَـى iiبهَـا يـا ذَا العُلَـى والـمـنِّ iiوالإحـسـانِ

يا راكِبَ الغَيّ، غيرَ مُرْتَشِدِ
إسم الشاعر : أبو العتاهية

يــا راكِــبَ الـغَــيّ، غـيــرَ مُـرْتَــشِــدِ، شــتَّــانَ بــيــنَ الــضَّــلالِ iiوالــرشَـــدِ
حَـسْـبُــكَ مــا قَــدْ أتَـيْــتَ iiمُـعْـتَــمِــداً، فــاســتــغــفــرِ اللهَ ثــــــمَّ لاَ iiتــــعُــــدِ
يَــــا ذا الــــذي نــقــصُـــهُ iiزيـــادَتُـــهُ إنْ كـنــتَ لــم تَـنـتَـقِــصْ، فـلَــمْ iiتَــزِدِ
مَــا أســرعَ الـلـيــلَ والـنَّـهــارَ بِــسَــا عــاتٍ قِـصــارٍ، تـأتــي عَـلــى iiالأمَـــدِ
عــجــبْــتُ مــــنْ آمِــــلٍ iiوَوَاعـــظُـــهُ الــمَــوْتُ فَــلَــمْ يـتَّــعِــظْ ولَـــمْ iiيــكَــدِ
يـجـرِي الـبِـلَـى فِـيـهَـا عَـلَـيْـنَــا iiبِـمَــا كـــانَ جَـــرَى قَـبْـلَــنَــا عَــلَــى iiلُــبَـــدِ
يـا مَـوْتُ يـا مَــوْتُ كــمْ أخــي ثـقــة iiٍ كـلَّـفْـتـنِــي غـمــضَ عـيــنــهِ iiبــيــدِي
يـا مَـوْتُ يـا مـوتُ قــد أضـفــتَ iiإلَــى الـفِــلَّــة ِ مـــنْ ثـــروة ٍ ومـــنْ iiعُـــدَدِ
يـا مَـوْتُ يــا مــوتُ صـحـبـتْـنَــا iiبِــكَ الـشَّـمْــسُ ومـسَّــتْ كـوَاكِــبُ الأسَـــدِ
يـــا مَـــوْتُ يـــا مـــوتُ لاَ أرَاكَ iiمـــنَ خَـلْـقِ، جَـمـيـعـاً، تُـبـقـي عـلـى iiأحَــدِ
ألــحَــمْـــدُ لـــلـــه دائِـــمــــاً iiأبَــــــداً، قَـدْ يَـصِـفُ الـقَـصْـدَ غَـيــرُ iiمـقـتـصــدِ
مـنْ يـسـتـتِــرْ بـالـهــدَى يـبَــرَّ iiومَــنْ يــبـــغِ إلــــى اللهِ مَــطْــلَــبــاً iiيَـــجِـــدِ
قُـلْ لـلـجَـلـيـدِ الـمَـنـيـعِ لَـسـتَ مـنَ ال الـدُّنــيــا بـــذِي مــنــعــة ٍ ولاَ iiجَــلَـــدِ
يــا صـاحــبَ الـمُــدّة ِ الـقَـصـيــرَة ِ لا تـغـفُــلْ عــنِ الـمَــوْتِ قَـاطِــعِ الـمُــدَدِ
دَعْ عــنــكَ تـقــوِيــمَ مـــنْ iiتــقَــوِّمُــهُ وابــدأ، فَــقَــوّمْ مـــا فــيــكَ مـــنْ iiأوَدِ
قــدْ مـــلأَ الــمَــوْتٌ كُـــلَّ أرْضٍ iiوَمَـــا يَــنـــزِعُ مِــــنْ بَــلْـــدَة ٍ إلــــى iiبَــلَـــدِ

يا عَينُ! قَدْ نِمْتِ، فإستَنْبِهي
إسم الشاعر: أبو العتاهية

يا عَينُ! قَدْ نِمْـتِ، iiفإستَنْبِهـي، ما اجتمعَ الخوفُ وطيبُ المنامْ
أكْــرَهُ أنْ ألْـقَـى حِـمـامـي، iiوَلا بُــدّ لـحَـيً مِــنْ لِـقَـاءِ iiالحِـمَـامْ
لا بـدَّ مـن مــوتٍ بــدارِ iiالبِـلَـى واللهُ بعدَ الموتِ يحيـي iiالعِظـامْ
يـــا طـالــبَ الـدنـيَـا ولـذَّاتِـهَــا هلْ لكَ في مُلْكٍ طَويـلِ iiالمُقـامْ؟
مَنْ جـاوَرَ الرّحْمَـنَ، فـي iiدَارِهِ، تَمّـتْ لَـهُ النّعمَـة ُ كُــلَّ iiالتّـمَـامْ

يا نَفسُ أينَ أبي، وأينَ أبو أبي
إسم الشاعر: أبو العتاهية

يا نَفسُ أينَ أبـي، وأيـنَ أبـو iiأبـي، وأبُـوهُ عـدِّي لا أبَـا لــكِ iiواحْسُـبِـي
عُـدّي، فإنّـي قـد نَظَـرْتُ، فلـم أجــدْ بيـنِـي وبـيْــنَ أبـيــكِ آدَمَ مِـــنْ iiأبِ
أفأنْـتِ تَرْجـيـنَ السّـلامَـة َ بَعـدَهـمْ، هَـلاّ هُديـتِ لسَمـتِ وجـهِ iiالمَطـلَـبِ
قَدْ ماتَ ما بينَ الجنينِ إلى الرَّضيعِ إلـى الفطِيْـمِ إلــى الكبـيـرِ iiالأشـيـبِ
فـإلـى مـتَــى هـــذَا أرانِـــي iiلاعـبــاً وأرَى َ المنِّيـة َ إنْ أتَـتْ لــم iiتلـعَـبِ

ألاَ للهِ
إسم الشاعر : أبو العتاهية
ألاَ لـــلـــهِ أَنْـــــتَ مَـــتَـــى تَـــتُـــوبُ وقــد صـبَـغَــتْ ذَوائِـبَــكَ iiالـخُـطــوبُ
كــأنّـــكَ لَــســـتَ تَــعــلَــمُ أي iiحَــــثٍّ يَـحُـثّ بـكَ الـشّـروقُ، كـمـا الـغُـروبُ
ألَـسْــتَ تـــراكَ كُـــلَّ صَــبَــاحِ iiيَـــوْمٍ تُـقــابِــلُ وَجْــــهَ نــائِــبَــة ٍ iiتَــنُـــوبُ
لَـعَــمْــرُكَ مـــا تَــهُــبّ الــرّيـــحُ، iiإلاّ نَــعـــاكَ مُــصــرِّحــاً ذاكَ الــهُــبُــوبُ
ألاَ لــلـــهِ أنْــــتَ فـــتـــى ً iiوَكَـــهْـــلاً تَـلُــوحُ عَــلَــى مـفــارِقِــكَ iiالــذُّنُــوبُ
هــوَ الــمَــوْت الـــذي لا بُـــدّ مــنْــهُ، فــلا يَـلـعَــبْ بـــكَ الأمَـــلُ iiالــكَــذوبُ
وكـيـفَ تـريـدُ أنْ تُـدعــى iiحَـكـيـمــاً، وأنــتَ لِــكُــلِّ مَـــا تَــهــوى iiرَكُـــوبُ
وتُـصْـبِـحُ ضـاحِـكـاً ظَـهـراً iiلـبَـطــنٍ، وتـذكُـرُ مَـا اجـتـرمْــتَ فَـمَــا iiتَـتُــوبُ
أراكَ تَـغــيــبُ ثـــمّ تَـــؤوبُ iiيَــوْمــاً، وتــوشِــكُ أنْ تــغِــيــبَ ولا iiتــــؤُوبُ
أتـطـلِــبُ صَـاحِـبــاً لاَ عَــيْــبَ iiفِــيــهِ وأيُّ الــنَّــاسِ لــيــسَ لَـــهُ iiعــيــوبُ
رأيــتُ الـنّــاسَ صـاحِـبُـهــمْ iiقَـلـيــلٌ، وهُــمْ، والـلّــهُ مَـحــمــودٌ، iiضُـــرُوبُ
ولَـسْــتُ مـسـمـيــاً بَــشَــراً iiوهُــوبــاً ولــكِـــنَّ الإلـــــهَ هُـــــوَ iiالْـــوَهُـــوبُ
تَـحـاشَــى رَبُّـنَــا عَــنْ كــلّ iiنَـقْــصٍ، وحَـاشَــا سـائِـلـيــهِ بــأَنْ iiيـخـيــبُــوا

الرّفْقُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُ الخَرَقُ
إسم الشاعر: أبو العتاهية

الــرّفْـــقُ يَــبــلُــغُ مــــا لا يَــبــلُــغُ iiالــخَـــرَقُ، وقــلَّ فــي الـنــاسِ مــنْ يـصـفُــو لـــهُ خُــلُــقُ
لــمْ يـفــلــقِ الــمــرءُ عـــن رشـــدٍ iiفـيـتــركَــهُ إلاّ دَعـــــاهُ إلـــــى مــــــا يَـــكْــــرَهُ الــفـــلَـــقُ
الـبـاطِــلُ، الــدّهْــرَ، يُـلْــفَــى لا ضِــيــاءَ iiلَـــهُ، والــحـــقُّ أبــلـــجُ فــيـــهِ الـــنـــورُ iiيــأتــلِـــقُ
مــتـــى يُــفــيــقُ حَـــريـــصٌ دائِـــــبٌ iiأبَـــــداً، وَالــحِــرْصُ داءٌ لـــهُ تــحــتَ الـحَــشــا iiقَــلَــقُ
يـسـتـغــنــم الــنــاسُ مـــن قــــومٍ فــوائــدهــمْ وَإنّـــمـــا هـــــيَ فـــــي أعــنــاقِــهِــمْ iiرَبَــــــقُ
فـيَـجـهَـدُ الـنّــاسُ، فــي الـدّنـيــا، مُـنـافـســة ً، ولـيــسَ لـلـنــاسِ شــيءٌ غــيــرَ مـــا iiرُزِقُـــوا
يـا مَـن بـنـى الـقَـصـرَ فـي الـدّنْـيــا، iiوَشَـيّــدَه، أسّـسْــتَ قَـصــرَكَ حَـيــثُ الـسّــيــلُ iiوَالــغــرَقُ
لا تَــغْــفُــلَـــنّ، فــــــإنّ الــــــدّارَ فـــانِـــيَـــة iiٌ، وشــربــهَــا غــصـــصٌ أو صــفــوهَــا iiرنــــقُ
والـــمـــوتُ حـــــوضٌ كـــريـــهٌ أنـــــت iiواردُهُ فـانـظــرْ لـنـفـســكَ قـبــلَ الــمــوتِ يـــا مَـــذِقُ
اسْــــمُ الــعَــزيــزِ ذَلــيـــلٌ عِــنْـــدَ iiمِــيــتَــتِــهِ؛ وَاسْــمُ الـجَـديــدِ، بُـعَــيــدَ الــجِــدّة ِ، iiالـخَــلَــقُ
يَـبـلـى الـشّـبـابُ، وَيُـفـنـي الـشّـيـبُ نَـضـرتَـهُ، كــمَــا تَـســاقَــطُ، عـــن عـيـدانــهــا، iiالـــوَرَقُ
مـــا لـــي أرَاكَ، وَمـــا تَـنــفَــكّ مـــن طَــمَـــعٍ، يَـمْــتَــدّ مِــنْــكَ إلَــيْـــهِ الــطّـــرْفُ، وَالــعُــنُــقُ
تَـــــذُمّ دُنْـــيــــاكَ ذَمّــــــاً لا تَـــبُــــوحُ iiبِــــــهِ، إلاّ وَأنْــــــتَ لـــهَــــا فــــــي ذاكَ iiمُــعْــتَـــنِـــقُ
فَــلَــوْ عَـقَــلْــتُ لأعْــــدَدْتُ الــجِــهــازَ iiلــهَـــا، بــعــدَ الـرحــيــلِ بــهَــا مـــا دامَ لــــي iiرمــــقُ
إذا نَــظَـــرْتَ مِــــنَ الــدّنْــيــا إلــــى iiصُـــــوَرٍ، تـخَــيّــلَــتْ لــــكَ يَــوْمـــاً فَــوْقَــهــا الــخِـــرَقُ
مــــا نَــحْـــنُ إلاّ كَـــرَكْـــبٍ ضَـــمّـــهُ iiسَـــفَـــرٌ يَــوْمــاً، إلـــى ظِـــلّ فَــــيٍّ ثُــمّـــتَ افــتــرَقُــوا
وَلا يُــقــيــمُ عــلـــى الأسْـــــلافِ غــابِــرُهُـــمْ، كــأنــهــمْ بــهـــمِ مَــــنْ بــعــدهـــمْ iiلــحــقُـــوا
مــــا هــــبَّ أو دبَّ يــفــنَــى لا بَـــقـــاءَ iiلـــــهُ والــبَـــرُّ، والــبَــحــرُ، وَالأقــطـــارُ، iiوَالأفـــــقُ
نــســتــوطِــنُ الأرضَ داراً لــلــغـــرورِ بِـــهَـــا وَكُــلّــنـــا راحِــــــلٌ عَــنـــهـــا، وَمُــنْــطَــلِـــقُ
لَــقَـــدْ رَأيْــــتُ، وَمــــا عَــيــنـــي بـــراقِـــدَة iiٍ، قـتـلَــى الـحــوادثِ بــيــنَ الـخــلــقِ iiتـخــتــرقُ
كـــمْ مـــن عــزيــزٍ أذلَّ الــمـــوتُ iiمــصــرعَــهُ كـانَــتْ، عـلــى رَأسِـــهِ، الــرّايــاتُ iiتـخـتــفــقُ
كــــــلُّ امـــــــرء ولـــــــهُ رزقٌ iiســيــبــلــغُـــهُ واللهُ يــــــــرزُقُ لا كــــيـــــسٌ ولا حـــــمـــــقُ
إذا نَـــظَـــرْتُ إلــــــى دُنْـــيــــاكَ مُــقْــبِــلَـــة iiً، فــــــلا يــغُـــرَّنْـــكَ تــعــظِـــيـــمٌ ولا iiمَــــلَــــقُ
أخَـــــيَّ إنَّـــــا لــنــحـــنُ الــفــائـــزونَ iiغَـــــدَا إنْ ســـلَّــــمَ اللهُ مــــــنْ دارٍ لـــهَــــا iiعــــلــــقُ
فـالـحــمــدُ لــلّــهِ حــمْـــداً لا انْــقِــطــاعَ لَــــهُ، مـــــــا إنْ يُـــعَـــظَّـــمُ إلا مَـــــــنْ لَـــــــهُ ورقُ
والــحــمـــدُ لـــلـــهِ حـــمـــداً دائـــمـــاً iiأبــــــداً فـــازَ الّــذيــنَ، إلـــى مـــا عِــنـــدَهُ، iiسَــبَــقُــوا
مــا أغـفــلَ الـنــاسَ عـــنْ يـــومِ iiانـبـعـاثــهــمِ وَيــوْمِ يُـلـجِـمـهُــم، فــي الـمــوْقِــفِ، الــعَــرَقُ

الله أكرَمُ يُناجَى
إسم الشاعر : أبو العتاهية
الله أكـــــــرَمُ يُــنـــاجَـــى ii، والمـرءُ إِنْ راجَيْـتَ iiراجَــى
والـمَــرءُ لــيــسَ iiبـمُـعـظِـمٍ شَيئـاً يُقَـضّـي مـنـهُ iiحـاجَـا
كَـدَرَ الصّفـاءُ مِـنَ iiالـصّـدي قِ فـــلا تـــرَى إلاّ iiمِــزاجَــا
وإذا الأمُــــورُ iiتَــزاوَجَـــتْ، فالـصَّـبْـرُ أكْـرَمُـهَـا iiنِـتَـاجَـا
والصـدقُ يعقِـدُ فــوقَ iiرَأسِ حـلـيـفــهِ لــلــبِّــرِ iiتَـــاجَـــا
والـصِــدْقُ يـثـقُــبُ iiزنــــدُهُ فــي كــلّ ناحـيَـة ٍ iiسِـراجَــا
ولـربَّـمــا صَــــدَعَ الـصّـفــا ولـربَّـمـا شـعــبَ الـزُّجَـاجَـا
يـأْبَــى المـعَـلَّـقُ iiبـالـهــوَى إلاَّ رَوَاحـــــــاً iiوادِّلاَجــــــــاً
أُرْفُـــقْ فـعُـمـرُكَ عُـــودُ iiذي أوَدٍ، رأيــتُ لــه iiاعوِجـاجَـا
والـمَــوْتُ يَخْـتَـلِـجُ iiالـنّـفــو سَ وإن سهتْ عنه اختلاجا
إجْــعَــلْ مُـعَـرَّجَــكَ iiالـتّـكَــرّ مَ مَـا وجَـدتَّ لَهَـا iiانعِـراجَـا
يــــا ربَّ بـــــرْقٍ iiشـمْــتُــهُ عَـــادَتْ مخيـلَـتُـهُ iiعَـجَـاجَـا
ولــرُبَّ عَــذْبٍ صــارَ iiبَـعْــدَ عــذوبــة ٍ مِـلْـحــاً أجــاجَــا
ولَـــرُبّ أخْـــلاقٍ حِــســانٍ، عُــــدْنَ أخــلاقــاً iiسِـمــاجَــا
هَــوّنْ عَـلَـيـكَ مَـضـايِـقَ ال الدُّنـيَـا تَـعُـدْ سُـبُـلاً iiفجـاجَـا
لا تَــضْــجَــرَنّ لـضـيــقَــة iiٍ يَـوْمـاً فَــإنَّ لَـهَــا انـفـراجَـا
مـنْ عـاجَ مـنْ شَــيْءٍ iiإِلــى شــيءٍ أصَـابَـا لَــهُ iiمَعَـاجَـا

ألَمْ تَرَ أنَّ الحقَّ أبلَجُ لاَئحُ
إسم الشاعر: أبو العتاهية

ألَـــــمْ تَـــــرَ أنَّ الـــحـــقَّ أبـــلَـــجُ iiلاَئــــــحُ وأنّ لــحـــاجـــاتِ الــنّـــفـــوسِ جَـــوايِــــحُ
إذَا الـمـرْءِ لَـمْ يَـكْـفُـفْ عَــنِ الـنَّــاسِ iiشَــرَّهُ فـلَـيـسَ لـهُ، مـا عــاشَ، مـنـهــم iiمُـصـالــحُ
إذَا كـــــفَّ عَـــبْــــدُ اللهِ عـــمَّــــا يـــضــــرُّهُ وأكــثـــرَ ذِكْــــرَ الله، فــالــعَــبْــدُ iiصـــالـــحُ
إذا الـمــرءُ لــمْ يـمــدَحْــهُ حُــسْــنُ iiفِـعَــالِــهِ فـلَــيــسَ لـــهُ، والــحَــمــدُ لــلـــه، iiمــــادِحُ
إذا ضـاقَ صَـدْرُ الـمـرءِ لـمْ يـصْـفُ عَـيْـشُـهُ ومَـا يـسـتـطِـيــبُ الـعَـيْــشَ إلاَّ iiالـمُـسـامِــحُ
وبَـيْـنَــا الـفَـتــى ، والـمُـلـهِــيــاتُ iiيُـذِقــنَــهُ جَـنَــى اللهْوِ إذْ قَـامَــتْ عَـلَــيْــهِ iiالـنَّــوَائِــحُ
وإنَّ امـــــــرَأً أصــــفــــاكَ فـــــــي الله وُدّهُ، وكــانَ عـلَــى الـتَّـقْــوى مُـعِـيـنــاً iiلـنـاصِــحُ
وإنْ ألــــبَّ الــنَّـــاسِ مــــنْ كــــانَ iiهَــمُّـــهُ بــمــا شَــهِــدَتْ مــنــهُ عَـلَــيــهِ الــجَــوارِحُ

ألمْ ترَ هذا الموتَ يستعْرضُ الخلقَا
إسم الشاعر: أبو العتاهية

ألمْ ترَ هذا الموتَ يستعْـرضُ الخلقَـا تـرَى أحـداً يبقَـى فتطـمـعُ أنْ iiتبْـقَـى
لكُلّ امرىء ٍ حَيٍّ منَ المَـوْتِ خُطّـة iiٌ يصيـرُ إليَـا حـيـنَ يستكـمـلُ iiالـرِّزْقَـا
تَـزَوّدْ مــنَ الدّنْـيـا، فـإنّـكَ شـاخِـصٌ إلى المنتهى واجعلْ مطيتـكَ iiالصدقَـا
فأمسِكْ من الدّنيا الكَفافَ، وَجُد على أخيكَ، وَخُذْ بالرّفقِ، وَاجتنبِ iiالخَرْقا
فـإنّـي رَأيْــتُ الـمَـرْءَ يُـحـرَمُ حَـظَّــهُ مـنَ الدّيـنِ وَالدّنْيـا، إذا حُـرِمَ الرّفْقَـا
وَلا تَـجـعَـلَـنّ الـحَـمــدَ إلاّ iiلأهْــلِـــهِ، وَلا تَدَعِ الإمسـاكَ بالعُـرْوَة ِ iiالوُثْقَـى
ولا خيـرَ فيمـن لا يـؤاسـي iiبفضـلـهِ ولا خيرَ فيمن لا يُـرى وجهـهُ iiطلقَـا
وليـس الفتـى فــي فضـلـه iiبمقـصـرٍ إذا ما اتّقَـى الرّحمـانَ، وَاتّبـعَ الحَقّـا

المَرْءُ يَخْدَعُهُ مُنَاهْ
إسم الشاعر: أبو العتاهية

الــمَــرْءُ يَـخْــدَعُــهُ iiمُــنَــاهْ، وَالـدّهـرُ يُـســرَعُ فــي iiبَــلاهْ
يـا ذا الـهـوى مَــهْ لا iiتـكــنْ مِــمّـــنْ تَــعَــبّـــدَهُ هَـــــوَاهْ!
واعـلــمْ بــأنَّ الــمــرءَ مُـــرْ تَـهَــنٌ بـمــا كَـسَـبَــتْ iiيَــداهْ
كَــمْ مِـــنْ أخٍ لـــكَ لا تَـــرَى مُـتَـصَــرِّفــاً، فِـيــمَــا iiتَـــرَاهْ
أمـسَــى قـريــبَ الــدارِ iiفــي الأجـداثِ قـدْ شـحـطـتْ نـواهْ
قَـــدْ كـــانَ مُـغْــتَــرّاً iiبِــيَـــوْ مِ وَفــاتِـــهِ، حــتـــى أتَـــــاهْ
الـنّــاسُ فـــي iiغَـفَـلاتِــهِــمْ، والــمــوتُ دائـــرة ٌ iiرحــــاهْ
فـالــحَــمْــدُ لـــلـــه iiالـــــذي ويــهــلـــك مــــــا iiســــــواهْ

النّاسُ في الدين
إسم الشاعر : أبو العتاهية
النّاسُ في الدين والدّنْيـا، ذوُو iiدرَجِ، والمـالُ مـا بَيـنَ مَوْقـوفٍ، ومُحتَـلَـجِ
مـنْ عـاشَ تقْضَـى لَـهُ يوْمـاً iiلُبَانَـتُـهُ وللمـضـايـقِ أبـــوابٌ مـــنَ iiالـفــرجِ
مَنْ ضاقَ عنكَ، فأرْضُ الله واسِعة ٌ، فـي كـلّ وَجْـهِ مَضِيـقٍ وَجْـهُ iiمُنفَـرَج
قَــدْ يــدرِكُ الـرَّاقِـدُ الـهـادِي iiبرقْـدَتِـهِ وقَـدْ يخيـبُ أخُـو الرَّوْحـاتِ iiوالـدَّلَـجِ
خيرُ المَذاهِبِ في الحاجاتِ iiأنْجَحُهـا، وأضيَـقُ الأمـرِ أقـصـاهُ مــنَ iiالـفَـرَجِ
لقَد عَلِمتُ، وإنْ قصّرْتُ فـي iiعملـي، أَنَّ ابــنَ آدَمَ لاَ يخـلُـو مــنَ الـحُـجَـجِ
أمَــنْ تـكُـونُ تَقـيّـاً عـنـدَ ذي iiحـــرجٍ مَـــا يـتـقِـي الله إلاَّ كـــلُّ ذِي iiحَـــرَجِ

إنّ السّلامَة
إسم الشاعر : أبو العتاهية
إنّ الـسّــلامَــة َ أنْ نَــرْضَــى بــمَــا iiقُـضِــيَــا، لَـيَــسْــلَــمَــنّ، بـــــإذْنِ الله، مَـــــن iiرَضِـــيَـــا
الـــمَـــرْءُ يـــأمُــــلُ، وَالآمــــــالُ كـــاذِبَــــة iiٌ، والــمــرءُ تـصـحــبُــهُ الآمــــالُ مــــا iiبَــقــيَــا
يــــا رُبَّ بــــاكٍ عــلَـــى مــيـــتٍ وبــاكــيـــة iiٍ لـــمْ يـلـبَــثَــا بــعــدَ ذاكَ الـمــيــتِ أنْ iiبُـكِــيَــا
ورُبَّ نــــــاعٍ نَـــعَــــى حـــيـــنـــاً أحـــبَّـــتـــهُ مــا زالَ يـنــعــى إلـــى أن قــيــلَ قـــد iiنُـعــيَــا
عِـلْـمــي بـأنــي أذوقُ الـمــوتَ نــغَّــصَ iiلـــي طِـيـبَ الـحَـيـاة ِ، فـمـا تَـصْـفـوا الـحـيـاة ُ لِـيَـا
كـــم مـــنْ أخٍ تَـغــتَــذي دودُ الــتّـــرابِ iiبِــــهِ، وَكــانَ صَــبّــاً بـحُــلــوِ الـعَــيــشِ، مُـغـتَــذِيَــا
يَـبـلَــى مَــعَ الـمَـيــتِ ذِكْــرُ الـذّاكــريــنَ iiلَـــهُ، مـن غــابَ غـيـبــة ً مَــنْ لا يُـرتـجــى iiنُـسـيَــا
مــنْ مــاتَ مــاتَ رجــاءُ الـنــاسِ مــنــهُ فـــوَ لّــوْهُ الـجَــفَــاءَ، وَمَـــن لا يُـرْتــجــى iiجُـفــيَــا
إنّ الـرّحــيــلَ عَـــنِ الـدّنْــيــا iiلَـيُـزْعِــجُــنــي، إنْ لــم يَـكُــن رائِــحــاً بـــي كـــانَ iiمُـغـتَــدِيَــا
الـحَـمــدُ لــلــه، طُــوبَــى لـلـسّـعــيــدِ، iiوَمَـــنْ لــم يُـسـعِــدِ الله بـالـتّــقــوَى ، فــقَــد شَـقِــيَــا
كـم غـافـلٍ عـن حِـيـاضِ الـمـوْتِ فــي iiلَـعــبٍ، يُـمــسِــي، وَيُـصْــبــحُ رَكّــابــاً لِــمــا iiهَــوِيَـــا
ومُـنــقــضٍ مـــا تــــراهُ الــعــيــنُ مـنــقــطِــعٍ مــــا كُــــلُّ شـــــيءٍ بـــــدَا إلا iiلـيـنــقــضِــيَــا

إنّ ذا المَوْتَ ما عَلَيهِ مُجيرُ
إسم الشاعر : أبو العتاهية
إنّ ذا الـمَــوْتَ مـــا عَـلَـيـهِ iiمُـجـيــرُ، يـهــلِــكُ الـمُـسـتـجَـارُ والمـسـتَـجِـيـرُ
إنْ تـكُــن لَـســتَ خــابِــراً iiبالـلّـيـالـي وبــأحــداثِــهَــا فــــإنِّــــي iiخَــبِـــيـــرُ
هـــنَّ يبـلَـيْـنَ والـبِـلَـى نـحْــنُ iiفِـيـهَـا فـــسَــــواءٌ صـغــيــرُنــا iiوالـكَــبــيــرُ
أيُّــهَــا الـطَّـالِــبُ الـكـثِـيــرَ iiلـيـغْـنَــى كـــلُّ مَـــنْ يَـطُـلــبُ الـكَـثـيـرَ iiفَـقِـيــرُ
وأقَــــلُّ الـقَـلـيـلِ يُـغــنــي ويَـكْــفــي، لَـيْـسَ يُغْـنِـي ولَـيْـسَ يَكْـفِـي iiالكثـيـرُ
كيفَ تَعمى عنِ الهدى ، كيفَ تعمى ، عَـجَـبــاً والــهُــدَى سِــــرَاجٌ iiمُـنــيــرُ
قــدْ أتــاكَ الـهُــدَى مـــن اللهِ iiنُـصـحـاً وِبَـــــهِ حَــيّـــاكَ الـبَـشـيــرُ iiالـنّــذيــرُ
ومـــعَ اللهِ أنـــتَ مَـــا دُمْــــتَ iiحــيّــاً وإلــــــى َ اللهِ بـــعـــدَ ذاكَ iiتَــصــيـــرُ
والـمَــنَــايَــا رَوائِـــــــحٌ iiوغَـــــــوادٍ، كُـــلَّ يـــومٍ لَــهــا ســحــابٌ iiمـطـيــرُ
لا تَــغُـــرَّنَّـــكَ الــعُـــيُـــونُ iiفــــكـــــمْ أعْــمَـــى تـــــراهُ وإنَّـــــهُ iiلـبـصِــيــرُ
أنـا أغنـى العِبـادِ مـا كـانَ لــي iiكِــنٌّ، ومـــا كـــانَ لــــي مَــعــاشٌ iiيَـسـيــرُ

إرادة الحياة
إسم الشاعر: أبو القاسم الشابي

إذا الشّـعْـبُ يَـوْمَـاً أرَادَ الْحَـيَـاةَ فَــلا بُــدَّ أنْ يَسْتَجِـيـبَ الـقَــدَر


وَلا بُــــدَّ لِـلَّـيْــلِ أنْ يَـنْـجَـلِـي وَلا بُــــدَّ لـلـقَـيْــدِ أَنْ iiيَـنْـكَـسِــر


وَمَـنْ لَـمْ يُعَانِـقْـهُ شَــوْقُ الْحَـيَـاةِ تَبَـخَّـرَ فــي جَـوِّهَـا iiوَانْـدَثَـر


فَوَيْـلٌ لِمَـنْ لَـمْ تَشُـقْـهُ الْحَـيَـاةُ مِــنْ صَفْـعَـةِ الـعَـدَم iiالمُنْتَـصِـر


كَـذلِـكَ قَـالَــتْ لِـــيَ الكَـائِـنَـاتُ وَحَـدّثَـنـي رُوحُـهَــا iiالمُسْـتَـتِـر


وَدَمدَمَـتِ الرِّيـحُ بَيْـنَ الفِجَـاجِ وَفَـوْقَ الجِبَـال وَتَحْـتَ iiالشَّـجَـر


إذَا مَــا طَمَـحْـتُ إلِــى غَـايَـةٍ رَكِـبْـتُ الْمُـنَـى وَنَسِـيـتُ iiالـحَــذَر


وَلَــمْ أَتَجَـنَّـبْ وُعُــورَ الشِّـعَـابِ وَلا كُـبَّــةَ الـلَّـهَـبِ iiالمُسْـتَـعِـر


وَمَـنْ لا يُحِـبّ صُعُـودَ الجِبَـالِ يَعِـشْ أَبَـدَ الـدَّهْـرِ بَـيْـنَ iiالحُـفَـر


فَعَجَّـتْ بِقَلْبِـي دِمَـاءُ الشَّبَـابِ وَضَـجَّـتْ بِـصَـدْرِي رِيَــاحٌ أُخَــر


وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ iiالمَطَـر


وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : " أَيَا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ iiالبَشَر؟"


"أُبَارِكُ في النَّـاسِ أَهْـلَ الطُّمُـوحِ وَمَـنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُـوبَ iiالخَطَـر


وأَلْعَـنُ مَـنْ لا يُمَاشِـي الزَّمَـانَ وَيَقْنَـعُ بِالعَيْـشِ عَيْـشِ iiالحَجَـر


هُـوَ الكَـوْنُ حَـيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَـاةَ وَيَحْتَقِـرُ الْمَـيْـتَ مَهْـمَـا iiكَـبُـر


فَلا الأُفْـقُ يَحْضُـنُ مَيْـتَ الطُّيُـورِ وَلا النَّحْـلُ يَلْثِـمُ مَيْـتَ iiالزَّهَـر


وَلَـوْلا أُمُومَـةُ قَلْبِـي الـرَّؤُوم لَمَـا ضَمَّـتِ المَـيْـتَ تِـلْـكَ iiالحُـفَـر


فَوَيْـلٌ لِمَـنْ لَـمْ تَشُقْـهُ الحَـيَـاةُ مِــنْ لَعْـنَـةِ الـعَـدَمِ iiالمُنْتَـصِـر!"


وفــي لَيْـلَـةٍ مِــنْ لَيَـالِـي الخَـرِيـفِ مُثَقَّـلَـةٍ بِـالأََسَـى وَالضَّـجَـر


سَكِـرْتُ بِهَـا مِـنْ ضِيـاءِ النُّجُـومِ وَغَنَّيْـتُ لِلْحُـزْنِ حَتَّـى iiسَـكِـر


سَأَلْـتُ الدُّجَـى: هَـلْ تُعِيـدُ الْحَـيَـاةُ لِـمَـا أَذْبَلَـتْـهُ رَبِـيـعَ iiالعُـمُـر؟


فَـلَـمْ تَتَكَـلَّـمْ شِـفَــاهُ الـظَّــلامِ وَلَـــمْ تَـتَـرَنَّـمْ عَـــذَارَى iiالـسَّـحَـر


وَقَــالَ لِــيَ الْـغَـابُ فــي رِقَّـــةٍ مُحَـبَّـبَـةٍ مِـثْــلَ خَـفْــقِ iiالْـوَتَــر


يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِتَاءُ الضَّبَـابِ شِتَـاءُ الثُّلُـوجِ ، شِتَـاءُ iiالْمَطَـر


فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر


وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ وَسِحْرُ الْمُـرُوجِ الشَّهِـيّ iiالعَطِـر


وَتَـهْـوِي الْغُـصُـونُ وَأَوْرَاقُـهَـا وَأَزْهَــارُ عَـهْـدٍ حَبِـيـبٍ iiنَـضِــر


وَتَلْهُـو بِهَـا الرِّيـحُ فـي كُــلِّ وَادٍ وَيَدْفنُـهَـا السَّـيْـلُ أنَّــى iiعَـبَـر


وَيَفْـنَـى الجَمِـيـعُ كَحُـلْـمٍ بَـدِيــعٍ تَـأَلَّــقَ فـــي مُـهْـجَـةٍ وَانْـدَثَــر


وَتَبْـقَـى الـبُـذُورُ الـتـي حُمِّـلَـتْ ذَخِـيــرَةَ عُـمْــرٍ جَـمِـيـلٍ غَـبَــر


وَذِكْـرَى فُصُـول ٍ ، وَرُؤْيَـا حَيَـاةٍ وَأَشْبَـاح دُنْيَـا تَـلاشَـتْ iiزُمَــر


مُعَانِقَـةً وَهْـيَ تَحْـتَ الضَّبَـابِ وَتَحْـتَ الثُّـلُـوجِ وَتَـحْـتَ iiالْـمَـدَر


لَطِيـفَ الحَيَـاةِ الـذي لا يُمَـلُّ وَقَـلْـبَ الرَّبِـيـعِ الـشَّـذِيِّ iiالخَـضِـر


وَحَالِـمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّـيُـورِ وَعِـطْـرِ الـزُّهُــورِ وَطَـعْــمِ iiالـثَّـمَـر


وَمَــا هُــوَ إِلاَّ كَخَـفْـقِ الجَـنَـاحِ حَـتَّـى نَـمَـا شَوْقُـهَـا iiوَانْـتَـصَـر


فصدّعـت الأرض مـن فوقهـا وأبصـرت الكـون عـذب iiالصـور


وجــــاءَ الـربـيــعُ بـأنـغـامـه وأحــلامـــهِ وصِــبـــاهُ iiالـعــطِــر


وقبلّـهـا قـبـلاً فــي الشـفـاه تعـيـد الشـبـاب الــذي قـــد iiغـبــر


وقـالَ لَهَـا : قـد مُنحـتِ الحيـاةَ وخُـلّـدتِ فــي نسـلـكِ iiالْمُـدّخـر


وبـاركـكِ الـنـورُ فاستقبـلـي شـبـابَ الحـيـاةِ وخـصـبَ iiالعُـمـر


ومــن تـعـبـدُ الـنــورَ أحـلامــهُ يـبـاركـهُ الـنــورُ أنّـــى iiظَـهــر


إليـك الفضـاء ، إليـك الضيـاء إليـك الـثـرى الحـالِـمِ الْمُـزْدَهِـر


إليـك الجمـال الـذي لا يبـيـد إلـيـك الـوجـود الرحـيـب iiالنـضـر


فميدي كمـا شئـتِ فـوق الحقـول بِحلـو الثمـار وغـض iiالزهـر


وناجي النسيم وناجـي الغيـوم وناجـي النجـوم وناجـي القمـر


ونـاجـي الـحـيـاة وأشـواقـهـا وفـتـنـة هـــذا الـوجــود الأغـــر


وشف الدجـى عـن جمـال عميـقٍ يشـب الخيـال ويذكـي الفكـر


ومُــدَّ عَـلَـى الْـكَـوْنِ سِـحْـرٌ غَـرِيـبٌ يُصَـرِّفُـهُ سَـاحِــرٌ iiمُـقْـتَـدِر


وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر


وَرَفْــرَفَ رُوحٌ غَـرِيـبُ الجَـمَـالِ بِأَجْنِـحَـةٍ مِــنْ ضِـيَـاءِ iiالْقَـمَـر


وَرَنَّ نَشِـيـدُ الْحَـيَـاةِ الْمُـقَـدَّسِ فــي هَيْـكَـلٍ حَـالِـمٍ قَـــدْ iiسُـحِــر


وَأَعْلَـنَ فـي الْكَـوْنِ أَنَّ الطُّمُـوحَ لَهِـيـبُ الْحَـيَـاةِ وَرُوحُ الظَّـفَـر


إِذَا طَمَـحَـتْ لِلْحَـيَـاةِ النُّـفُـوسُ فَــلا بُــدَّ أَنْ يَسْتَـجِـيـبَ iiالْـقَــدَرْ

صلوات في هيكل الحب
إسم الشاعر : أبو القاسم الشابي

عـذبـةٌ أنــتِ كالطفـولـة كـالأحـلام كاللـحـنِ كالصـبـاحِ iiالجـديـدِ


كالسمـاء الضحـوكِ كالليلـةِ القمـراءِ كـالـوردِ كابتـسـامِ الولـيـدِ


يـــا لـهــا مـــن وداعـــةٍ وجَــمــالٍ وشــبــابٍ مـنـعّــمٍ iiأمــلــودِ


يـا لَهَـا مـن طهـارةٍ تبعـثُ التقديـسَ فـي مهجـة الشقـيّ iiالعنيـد




يا لها من رقّـةٍ تكـاد يـرفّ الـوردُ منهـا فـي الصخـرة iiالجلمـود


أيّ شيء تراك هل أنت فينيـس تَهـادت بيـن الـورى مـن iiجديـد


لتعـيـد الشـبـابَ والـفـرحَ المعـسـولَ للعـالَـمِ التـعـيـس iiالعـمـيـد


أم ملاك الفردوس جاء إلى الأرضِ ليحيي روح السـلام iiالعهيـد




أنـتِ .. مـا أنـتِ ؟ رسـمٌ جَميـلٌ عبقـريٌّ مـن فـنّ هـذا iiالـوجـود


فيـك مـا فـيـه مــن غـمـوضٍ وعـمـقٍ وجـمـالٍ مـقـدّسٍ معـبـود


أنـتِ مـا أنـتِ؟ أنـت فجـرٌ مـن السحـر تَجـلّـى لقلـبِـي iiالمعـمـود


فـأراه الحيـاةَ فـي مـونـق الحُـسـن وجـلّـى لــه خفـايـا iiالخـلـود




أنـت روح الربيـع تختـال فـي الدنـيـا فتهـتـز رائـعـاتُ iiالــورود


تهـب الحيـاة سـكـرى مــن العـطـر ويــدوّي الـوجـود بالتغـريـد


كلـمـا أبـصـرتـك عـيـنـاي تَمـشـيـن بـخـطـو مـوقّــع iiكالنـشـيـد


خفـق القلـبُ للحيـاة ورفّ الزهـرُ فـي حـقـل عـمـري الْمـجـرود




وانتـشـت روحــي الكئيـبـة بالـحـبّ وغـنّــت كالبـلـبـلِ الـغـرّيـد


أنت تحيين فـي فـؤادي مـا قـد مـات فـي أمسـي السعيـد iiالفقيـد


وتشيدين فـي خرائـب روحـي مـا تلاشـى فـي عهـدي iiالْمجـدود


مـن طمـوحٍ إلـى الجمـالِ إلـى الفـنِّ إلـى ذلــك الفـضـاءِ iiالبعـيـد




وتبثين رقّـة الأشـواق والأحـلام والشـدو والهـوى فـي iiنشيـدي


بـعـد أن عـانـقـت كـآبــة أيـامــي فـــؤادي وألْـجـمـت iiتـغـريـدي


أنـــت أنـشــودة الأنـاشـيـد غـنّــاك إلـــهُ الـغـنـاء ربّ القـصـيـد


فيك شبّ الشباب وشّحَهُ السحرُ وشـدو الهـوى وعطـر iiالـورود




وتبثين رقّـة الأشـواق والأحـلام والشـدو والهـوى فـي iiنشيـدي


بـعـد أن عـانـقـت كـآبــة أيـامــي فـــؤادي وألـجـمـت iiتـغـريـدي


أنـــت أنـشــودة الأنـاشـيـد غـنّــاك إلـــهُ الـغـنـاء ربّ القـصـيـد


فيك شبّ الشباب وشّحَهُ السحرُ وشـدو الهـوى وعطـر iiالـورود




وقـــوام يـكــاد يـنـطـق بـالألـحـان فـــي كـــل وقـفــة iiوقــعــود


كـل شــيء مـوقـع فـيـك حـتـى لفـتـة الجـيـد واهـتـزاز iiالنـهـود


أنت..أنت الحياة في قدسها السامي وفي سحرها الشجيّ الفريد


أنت.. أنـت الحيـاة فـي رقـة الفجـرِ وفـي رونـق الربيـع iiالوليـد




أنـت .. أنـت الحيـاة كــل أوان فــي رواء مــن الشـبـاب iiجـديـد


أنـت.. أنـت الحيـاة فيـكِ وفـي عينيـك آيـات سحرهـا iiالمـمـدود


أنــت دنـيـا الأنـاشـيـد والأحـــلام والـسـحـر والـخـيـال الـمـديـد


أنت فوق الخيال والشعـر والفـن وفـوق النهـى وفـوق iiالحـدود




أنـت قدسـي ومعبـدي وصباحـي وربيعـي ونشـوتـي iiوخـلـودي


يا ابنـة النـور إننـي أنـا وحـدي مـن رأى فيـك روعـك iiالمعبـود


فدعيني أعيـش فـي ظلـك العـذب وفـي قـرب حُسنـك iiالمشهـود


عيشـة للجمـال والفـن والإلـهـام والطـهـر والسـنَـى والسـجـود




عيشة الناسك البتول يناجـي الـرب فـي نشـوة الذهـول iiالشديـد


وامنحيني السلام والفـرح الروحـي يـا ضـوء فجـري iiالمنشـود


وارحمينـي فقـد تَهدمـت فـي كـون مـن اليـأس والظـلام iiمشـيـد


أنقذينـي مـن الأسـى فلقـد أمسيـت لا أستطـيـع حَـمـل وجــودي




في شعب الزمان والموت أمشي تحت عبء الحياة جـم iiالقيـود


وأمـاشـي الــورى ونفـسـي كالقـبـر وقلـبـي كالعـالـم iiالمـهـدود


ظلمـة مــا لَـهـا خـتـام وهــول شـائـع فــي سكونِـهـا iiالمـمـدود


وإذا مـا استخفـى عـبـث الـنـاس تبسـمـت فــي أســى iiوجُـمـود




بسـمـة مــرة كـأنــي أسـتــلّ مـــن الـشــوك ذابـــلات iiالـــورود


وانفخي في مشاعري مرح الدنيا وشدّي مـن عزمـي iiالمجهـود


وابعثـي فـي دمـي الحـرارة علّـي أتغنـى مـع المنَـى مـن iiجـديـد


وأبــــثّ الــوجــود أنــغــام قــلــب بـلـبـلـيّ مـكـبــلٍ iiبـالـحـديــد




فالصـبـاح الجمـيـل ينـعـش بـالـدفء حـيـاة المحـطـم iiالمـكـدود


أنقذيـنـي فـقـد سئـمـت ظـلامـي أنقذيـنـي فـقـد ملـلـت iiركــودي


آه يا زهرتي الجميلـة لـو تدريـن مـا جـدّ فـي فـؤادي iiالموحـود


في فؤادي الغريـب تُخلـق أكـوانٌ مـن السحـر ذات حسـن iiفريـد




وشُـمُـوس وضــاءة ونـجـوم تنـثـر الـنـور فــي فـضـاء iiمـديــد


وربـيـع كـأنـه حـلـم الشـاعـر فـــي سـكــرة الـشـبـاب iiالسـعـيـد


وريـاض لا تعـرف الحلـك الداجـي ولا ثــورة الخـريـف iiالعتـيـد


وطــيــور سـحـريــة تـتـنـاغـى بـأنـاشـيــد حــلـــوة iiالـتـغـريــد




وقصـور كأنهـا الشفـق المخضـوب أو طلـعـة الصـبـاح الولـيـد


وغـيــوم رقـيـقــة تـتـهــادى كـأبـاديــد مــــن نُــثــار الــــورود


وحيـاة شعريـة هـي عـنـدي صــورة مــن حـيـاة أهــل iiالخـلـود


كــل هــذا يشـيـده سـحـر عيـنـيـك وإلـهــام حـسـنـك iiالمـعـبـود




وحـرام عليـك أن تهدمـي مـا شـاده الحسـن فـي الفـؤاد iiالعميـد


وحـرام عليـك أن تسحقـي آمــال نـفـس تصـبـو لعـيـش رغـيـد


منك ترجو سعادة لم تجدهـا فـي حيـاة الـورى وسحـر iiالوجـود


فالإلـه العظـيـم لا يـرجـم العـبـد إذا كــان فــي جــلال iiالسـجـود

كشف و بيان
إسم الشاعر : أبو مسلم البهلاني

مولاي أبشر لن تزال مجيدا" " حفظ الإله مقامك iiالمحمودا

إقبال دهرك بالبشائر مؤذن ii" " تزجي جدودا أشرقت iiوسعودا

نظرت إليك من السعادة عينها " " فارفع يديك لتشكر المعبودا

وعد تحققه المشيئة قد أتى ii" " ولسوف تعرف ذلك iiالموعودا

قرب الزمان وأشرقت iiأيامه" " ليس الزمان بما أقول بعيدا

سترى العجائب مسرعات ترتمى " " تحيي جهارا ميتا مفقودا

خذ الإشارة من لسان iiصادق" " حتى تشاهد يومك iiالمشهودا

لقد أتيتك قبلها بإشارتي ii" " وأظن أنك تذكر المعهودا

بدى الزمان بما يكن ضميره ii" " وترى زماناً بعد ذاك جديدا

يا خليفة الرحمان أيقن بالقضا ii" " ليس القضا بحيله iiمردودا

يا من أضل بعيره بمضيعة ii" " أبشر وجدت بعيرك المنشودا
فإذا انقضى خاء ودال بعدها ii" " ألفان لام فارقب iiالمعدودا

ستفور من قعر البحار جهنم " " وتصير هاتيك البحار iiجليدا

ويعود مبيض السحائب أسودا ii" " ترمي الأفاعي جندلا iiوحديدا

ستبيد خضراء الجراد فلا ترى " " فوق البسيطة للجراد iiوجودا

فإذا انقضت يس طه بعدها " " أسقطت بندا إذا رفعت iiبنودا

وإذا انقضت حاميم قام محمد ii" " للاستقامة طالعا iiمسعودا

هذا كتابي قد تركت لذا الحجي ii" " مفاتحه في قفله iiمعقودا

وأراك فاتحة وخازن سره ii" " عش في السعادة والجلال iiمجيدا

نُراوَحُ بالحوادثِ، أَو نُغادَى
إسم الشاعر: أحمد شوقي
نُــراوَحُ بالـحـوادثِ، أَو iiنُـغــادَى ونُنـكـرُهـا، ونُعـطـيـهـا الـقِـيــادا
ونحمَدُهـا ومـا رعــتِ iiالضَّحـايـا ولا جــزتِ المـواقـفَ iiوالـجـهـادا
لـحـاهــا اللهُ، بـاعـتـنــا خــيـــالاً مـن الأَحــلامِ، واشـتـرتِ اتّـحـادا
مشيْـنـا أَمـــسِ نلـقـاهـا جمـيـعـاً ونـحـنُ الـيــومَ نلـقـاهـا فـــرادى
أضلتـنـا عــن الإصــلاح، iiحـتــى عَـجَـزْنـا أَن نُناقـشَـهـا iiالـفـسـادا
تُلاقِيـنـا، فــلا نَـجِـدُ iiالصَّـيـاصِـي ونَلـقـاهـا، فـــلا نـجــدُ iiالـعَـتــادا
ومَـنْ لَقِـيَ السِّـبـاعَ بغـيـرِ iiظـفـرٍ ولا نــــابٍ تــمــزَّقَ أَو تــفـــادَى
خَفضنـا مـن عُـلُـوِّ الـحـقِّ iiحـتـى تَوهَّـمـنـا الـسـيـادة َ أَن iiنُــســادا
ولـمَّــا لـــم نَــنــلْ لـلـسـيـفِ iiردّاً تنـازعْـنـا الـحـمـائـلَ iiوالـنِّـجــادا
وأقـبـلـنــا عــلـــى أقـــــوالِ زورٍ تـجــيءُ الـغــيَّ تقـلـبـه رشــــادا
ولــو عُـدنـا إلـيـهـا بـعــدَ iiقـــرْنٍ رحمنـا الطـرسَ منـهـا iiوالـمـدادا
وكـم سـحـرٍ سمعـنـا مـنـذُ iiحـيـنٍ تـضـاءَلَ بـيـن أَعيُـنـنـا iiونـــادى
هـنـيـئــاً لـلــعــدوِّ بـــكـــلِّ أرضٍ إذا هــو حــلَّ فــي بـلــدٍ iiتـعــادى
وبُــعــداً لـلـسـيـادة ِ iiوالـمـعـالـي إذا قــطــعَ الـقـرابــة َ والــــودادا
وربَّ حـقـيـقـة ٍ لا بــــدَّ iiمـنــهــا خدعْنـا النَّـشْءَ عنهـا والـسَّـوادا
تـعــدُّ لـحــادثِ الأيــــام iiصــبــراً وآونــــة ً تــعـــدُّ لـــــه عــنـــادا
وتخلف بالنهى البيضَ المواضي وبالـخُـلـق المـثـقَّـفـة iiالـصِّـعــادا
لمـحـنـا الـحَــظَّ نـاحـيـة ً، فـلـمـا بلغـنـاهـا أحـــسَّ بـنــا، iiفــحــادا
ولــيـــس الــحـــظُّ إلا عـبـقـريَّــا يـحــبُّ الأريـحـيــة َ، والــســدادا
ونـحــن بـنــو زمـــانٍ iiحــوالــيٍّ تنـقـلَ تـاجــراً، ومـشــى ، iiورادا
إذا قـعــد الـعـبـادُ لــــه iiبــســوقٍ شرى في السوق، أَو باع iiالعِبادا
وتعجـبـه العـواطـفُ فــي iiكـتـابٍ وفـي دمـع المُشَخِّـصِ مـا أَجــادا
يُؤمِّـنـنـا عـلــى الـدسـتـورِ iiأَنَّــــا نـرى مـن خـلـفِ حـوزتـه فــؤادا
أبــو الـفـاروق نـرجـوه iiلـفـضـلٍ ولا نخـشـى لِـمـا وَهــبَ ارتــدادا
مـلأنـا بـاسـمـه الأفـــواهَ iiفـخــراً ولـقـبـنــاه بــالأمـــسِ iiالـمــكــاد
نُنـاجـيـه، فنـسـتـرعِـي iiحـكـيـمـاً ونـسـأَلــه فنـسـتـجـدي iiجَــــوَادا
ولــم يــزلِ المحـبَّـبَ، iiوالمـفـدَّى ومـرهـمَ كــلِّ جــرحٍ، والضِّـمـادا
تَدفَّـق مَصْـرفُ الــوادي، iiفــرَوَّى وصابَ غمامُـهُ، فسقـى ، iiوجـادا
دعـــا فتنـافـسـتْ فـيــه iiنـفــوسٌ بمـصـرَ لـكـلِّ صـالـحـة ٍ تـنــادى
تـقــدمُ عـونـهــا ثــقــة ً ومــــالاً وأحـيــانــاً تـقــدمــهُ اجــتــهــادا
وأقبـلَ مـن شبـابِ الـقـومِ iiجـمـعٌ كما بنـتِ الكهـولُ بنـى ، iiوشـادا
كـــأن جـوانــبَ الـــدارِ iiالـخـلايـا وهم كالنحـل فـي الـدار iiاحتشـادا
فـيـا داراً مــن الـهـمـمِ iiالـعـوالـي سُقيـتِ التِّبـرَ، لا أَرْضَـى iiالعِهـادا
تأَنَّـى حيـنَ أَسَّـسَـكِ ابــنُ iiحــربٍ وحـيـنَ بـنـى دعائـمـكِ iiالـشــدادا
ولا تـرجـى المتـانـة ُ فــي iiبـنـاءٍ إذا الـبـنَّـاءُ لــــم يُــعْــطَ iiاتِّــئــادا
بـنـى الــدارَ الـتــي كـنّــا نـراهــا أمــانــيَّ الـمـخـيَّــل، أو iiرقـــــادا
ولــم يَبْـعُـدْ عـلـى نـفـسٍ iiمَـــرَامٌ إذا ركـبـتْ لـــه الـهـمـمَ iiالـبـعـادا
ولـــم أَرَ بـعــدَ قــدرتِــه iiتـعـالــى كــمَــقــدِرَة ِ ابــــــنِ آدمَ إن أَرادا
جـرى والنـاسَ فـي ريـب iiوشــكٍّ يَـرومُ السَّبْـقَ، فاختـرقَ الجـيـادا
وعــوديَ ودونـهـا حـتـى iiبنـاهـا ومـن شــأْنِ المـجـدِّدِ أَن iiيُـعـادى
يَهـونُ الكـيـدُ مِــنْ أَعــدَى iiعــدُوٍّ علـيـكَ إذا الـولـيُّ سـعَـى iiوكــادا
فــجــاءت كـالـنـهـارِ إذا iiتـجـلَّــى عُـلُـوّاً فــي المـشـارقِ iiوانطـيـادا
نـصـونُ كـزائـمَ الأمـــوالِ iiفـيـهـا وننـزلـهـا الـخـزائـنَ iiوالـنـضـادا
ونُخرجُهـا، فتكسِـبُ، ثُــمَّ تــأْوِي رجــوعَ النـحـل قــد حـمـلـنَ زادا
ولــم أرَ مثـلـهـا أرضـــاً iiأغـلَّــتْ ومـا سقيـتْ، ولا طعمـتْ iiسمـادا
ولا مُـسـتـوْدعـاً مـــــالاً iiلــقـــومٍ إذا رجـــعــــوا لـــــــه أَدَّى وزادا
ومــن عـجــبٍ نُثبِّـتُـهـا iiأُصـــولاً وتِـلـك فروعُـهـا تَغـشَـى iiالـبـلادا
كــأنّ القـطـرَ مــن شــوقٍ إليـهـا سَمـا قبـلَ الأَسـاسِ بـهـا iiعِـمـادا
ولـو ملكـتْ كنـوزَ الأرضِ iiكـفِّـي جـعـلـتُ أسـاسـهـا مـاســاً iiورادا
ولـو أن النجـومَ عـنـتْ iiلحكـمـي فـرشـتُ الـنـيِّـراتِ لـهــا iiمِـهــادا

نحنُ الكشافة ُ في الوادي
إسم الشاعر: أحمد شوقي

نحنُ الكشافة ُ فـي iiالـوادي جَبريـلُ الـروحُ لنـا حــادِي
يا ربِّ، بعيسى ، والهـادي وبموسـى خُـذْ بيَـدِ iiالوطـنِ
كشَّافـة ُ مِصـرَ، iiوصبيَتُهـا ومـنـاة ُ الــدارِ، iiومنيـتـهـا
وجمـالُ الأرضِ، iiوحليتهـا وطـلائــعُ أَفـــراحِ iiالـمــدُنِ
نَبـتـدِرُ الخـيـرَ، iiونَسـتـبِـقُ ما يَرضَى الخالقُ iiوالخُلُـقُ
بالنـفـسِ وخالِـقِـهـا iiنـثِــقُ ونزيـد وثوقـاً فـي iiالمـحـن
فـي السَّهـلِ نَـرِفُّ رَياحِينـا ونجـوبُ الصخـر شياطينـا
نـبـنـي الأبـــدانَ وتبـنـيـنـا والهمَّة ُ في الجسم iiالمـرنِ
ونخلِّي الخلقَ وما اعتقدوا ولـوجـه الخـالـقِ iiنجـتـهـدُ
نأسو الجرْحى أَنَّى iiوُجِـدُوا ونداوي مـن جـرح iiالزمـن
في الصدقِ نشأنـا iiوالكـومِ والعفَّـة ِ عـن مـسِّ iiالحـرم
ورعـايـة ِ طـفـلٍ أو iiهـــرمِ والذودِ عن الغيـدِ iiالحصـن
ونُوافي الصَّارخَ في iiاللُّجَجِ والنـارِ الساطـعـة ِ الـوَهَـجِ
لا نـسـأَلُـهُ ثـمــنَ iiالـمُـهَـجِ وكفـى بالواجـبِ مـن iiثمـنِ
يـــا ربِّ، فكـثِّـرنـا iiعــــدَدا وابـــذُل لأُبـوَّتِـنـا iiالــمَــدَدا
هيـىء ْ لـهـمُ ولـنـا iiرشــدا يـا ربِّ، وخـذ بيـد iiالوطـن

نَبذَ الهوى ، وصَحَا من الأَحلامِ
إسم الشاعر : أحمد شوقي
نَـبـذَ الـهـوى ، وصَـحَـا مــن الأَحــلامِ شـــرقٌ تـنـبــهَ بــعــدَ طــــولِ iiمــنــام
ثـابــتْ سـلامـتــه، وأقــبــل صــحــوهُ إلا بــقـــايـــا فــــتــــرة ٍ iiوســــقـــــام
صاحـتْ بـه الآجـامُ: هنـتَ! فلـم iiينـمْ، أَعَـلـى الـهـوانِ يُـنــامُ فـــي iiالآجـــامِ؟
أُمَـــمٌ وراءَ الـكـهـفِ جُـهْــدُ iiحَيـاتِـهـم حـركـاتُ عـيـشٍ فــي سُـكـونِ iiحِـمــام
نفضوا العيونَ من الكرَى ، واستأنفوا سـفــرَ الـحـيــاة ، ورحــلــة َ iiالأيــــام
مَـنْ ليـس فـي رَكْــبِ الـزمـانِ iiمُغَـبِّـراً فکعْــــدُدْهُ بــيــن غــوابـــرِ iiالأَقـــــوام
فـــي كـــلِّ حـاضــرة ٍ وكـــلِّ قـبـيـلـة ٍ هـمــمٌ ذهــبــنَ يــرمــن كــــلَّ iiمــــرام
مـــن كـــلِّ ممـتـنـعٍ عــلــى iiأرســانــهِ أو جــامــحٍ يــعــدو بـنـصــفِ iiلــجــام
يــا مـصـرُ، أنــتِ كـنـانـة ُ اللهِ iiالـتــي لا تُـسـتــبــاحُ، ولـلـكِـنـانــة ِ iiحــــــامِ
استـقـبـلـي الآمــــالَ فــــي iiغـايـاتـهـا وتـأمَّـلــي الـدنــيــا بــطـــرفٍ ســـــام
وخُــذِي طَـريـفَ المـجـدِ بـعــدَ iiتَـلـيـدِه مـــن راحَـتــيْ مَــلِــكٍ أَغــــرَّ iiهُــمــام
يُـعْـنَـى بِـسُــؤدد قـومِــه، وحُـقـوقِـهـم ويـــذودُ دونَ حـيـاضـهـم، ويـحـامــي
مــــا تـــــاجِ الـعــالــي، ولا iiنــوَّابـــه بالحـانِـثـيـن إلــيــكِ فــــي iiالإقــســـام
جَـرَّبْـتِ نُعْـمَـى الـحـادثـاتِ iiوبُـؤسَـهـا أَعَـلِـمْــتِ حـــــالاً آذَنَـــــتْ iiبـــــدوامِ؟
عبـسـتْ إلـيـنـا الـحـادثـاتُ، iiوطـالـمـا نَـزَلَــتْ فـلــم نُـغْـلَـبْ عـلــى iiالأَحـــلام
مــن أَيــن جـئـتَ لــه بـــدارِ iiمُـقــام؟! ويُـــــرَقِّــــــدون نَــــــــــــوازِيَ iiالآلام
الـحــقُّ كــــلُّ سـلاحـهــم iiوكـفـاحـهـم والــحـــقُّ نِــعْـــمَ مُـثَــبِّــتُ الأَقــــــدام
يَبـنـون حـائـطَ مُلْـكِـهـم فـــي هُـدنَــة iiٍ وعـلــى عـواقــبِ شـحـنـة ٍ iiوخـصــام
قــلْ للـحـوادث: أقـدِمـي، أَو iiأَحـجـمـي إنَّـــــا بــنـــو الإقـــــدامِ iiوالإحـــجـــام
نـحــن الـنـيـامُ إذا اللـيـالـي سـالـمــتْ فـــإذا وَثَــبْــنَ فـنـحــنُ غــيــرُ iiنــيــام
فيـنـا مـــن الـصـبـرِ الجـمـيـلِ بـقـيـة iiٌ لـحــوادثٍ خَـلْــفَ الـعُـيــوبِ iiجِــســام
أيـن الوفـودُ الملتـقـونَ عـلـى iiالـقـرى الـمُــنــزَلــون مَـــنــــازلَ iiالإكــــــــرامِ
الـوارثــون الـقُــدْسَ عــــن iiأَحــبــارِه والخـالِـفـونَ أُمــيَّــة ً فــــي iiالــشَّــام؟
الحـامـلـو الفـصـحـى ونـــورِ iiبيـانـهـا يَـبـنـون فـيــه حــضــارة َ iiالإســــلام؟
ويـؤلِّـفـون الـشــرقَ فـــي iiبـرهـانـهـا لـــمَّ الـضـيــاءِ حَــواشِــيَ iiالإظــــلام؟
تـاقــوا إلــــى أَوطـانِـهــم، iiفتـحَـمَّـلـوا وهَـــوَى الــديــارِ وراءَ كــــلِّ غــــرام
ما ضـرَّ لـو حبسـوا الركائـبَ ساعـة iiً وثنَـوْا إلــى الفُسـطـاطِ فـضـلَ iiزِمــام؟
لـيُـضـيـف شـاهـدُهــمْ إلــــى iiأَيــامِـــه يــومـــاً أغـــــرَّ مــلــمَّــحَ iiالأعــــــلام
ويـرى ويسـمـع كـيـف عــادَ حقيـقـة iiً مـــا كـــان ممتـنـعـاً عـلــى الأوهــــام
مِــنْ هِـمّـة ِ المـحـكـومِ وهـــو مُـكـبَّـلٌ بـالـقـيـد، لا مــــن هــمَّــة ِ iiالـحــكــامِ
مِـصـرُ التـقـتْ فــي مِهـرجـانِ iiمُحـمـدٍ وتـجــمــعــتْ لـتــحــيــة ٍ iiوســـــــلامِ
هَـــــزَّتْ مَـنـاكـبَـهـا لــــــه، فــكــأَنــه ظِــــلٌّ، وسُـنْـبُـلـة ٌ، وقَــطــرُ iiغَــمــام

وكــأنــه فـــــي الـفــتــح عـمــوريَّــة ٌ

أَسِـمُ العـصـورَ بحسـنِـهِ، وأنــا iiالــذي يــروي، فينـتـظـمُ الـعـصـورَ iiكـلامــي
شـرفـاً محـمـدُ، هـكــذا تـبـنـى الـعــلا: بـالــصــبــرِ آوِنـــــــة ً iiوبــــالإقــــدام
هـمـمُ الـرجـالِ إذا مـضـتْ لــم يثـنـهـا خـــدعُ الـثـنــاءِ ولا عــــوادي الــــذَّام
وتـمــامُ فـضـلـكَ أن يـعـيـبـكَ iiحــســدٌ يـجــدون نـقـصـاً عـنــدَ كــــلِّ iiتــمَــام

الـمــالُ فـــي الـدنـيـا مـنــازلُ نـقـلـة iiٍ

فرفـعـتَ إيـوانـاً كـرُكــنِ الـنَّـجـمِ، لـــم يُـضـرَبْ عـلـى كِـسـرى ، ولا iiبَـهــرام
صَيَّـرْتَ طينتَـه الخلـودَ، وجـئـتَ iiمِــنْ وادي الـمــلــوكِ بـجَــنْــدَلٍ iiورَغــــــام
هـــذا الـبـنـاءُ الـعـبـقـريُّ أَتــــى iiبــــه بــيــتٌ لــــه فــضــل وحــــقُّ iiذمــــام
كـانـت بــه الأرقـــام تـــدركُ حـسـبـة ً والـيــومَ جــــاوز حـسـبــة َ iiالأرقــــام
يـا طالـمـا شـغـف الظـنـونَ، iiوطالـمـا كـثــر الـرجــاءُ عـلـيـه فـــي iiالإلـمــام
مــا زلــتَ أَنـــتَ وصـاحـبـاك بِـركـنـه حـتــى اسـتـقـام عـلــى أغـــرِّ دعــــام
أَسَّــسْــتُــم بـالـحـاسـديــن iiجِـــــــدارَه وبـيـنـتــمــو بــمـــعـــاول الــــهــــدَّام
شركاتـك الدنـيـا العريـضـة ُ لــم iiتـنـل إلا بـــطــــول رعـــايــــة ٍ iiوقــــيــــام
الله ســـخَّــــر لـلـكـنــانــة ِ iiخـــازنــــاً أَخـــذ الأَمـــانَ لـهــا مــــن iiالأَعــــوام
وكـــأَن مـــالَ المـودِعـيـن iiوزرعَـهــم فـــــي راحـتــيْــك ودائـــــعُ iiالأَيــتـــام
مـا زلــتَ تَبـنـي رُكــنَ كــلِّ عظيـمـة iiٍ حــتـــى أتــيـــتَ بــرابـــع iiالأهــــــرام

منكَ يا هاجرُ دائي
إسم الشاعر : أحمد شوقي
مـنـكَ يــا هـاجـرُ iiدائـــي وبـكــفَّــيْــكَ iiدَوائــــــــي
يـا مُنَـى روحـي، iiودنـيـا يَ، وسُـؤْلـي، iiورجـائـي
أَنــت إن شـئـتَ iiنعيـمـي وإذا شــئـــتَ iiشـقــائــي
ليـس مِـنْ عُـمـرِيَ iiيــومٌ لا تـــرى فــيــه لِـقـائــي
وحيـاتـي فـــي الـتَّـدانـي وممـاتـي فـــي التَّـنـائـي
نَمْ علـى نسيـان iiسُهـدي فيك، واضحكْ من iiبُكائي
كـلُّ مـا ترضـاه يــا iiمَــو لايَ يــرضـــاه وَلائـــــي
وكــمــا تـعــلــم حُــبِّـــي وكـمــا تـــدري وَفــائــي
فيـك يــا راحــة iiروحــي طــال بالـوشـي عَـنـائـي
وتـــواريـــتُ iiبــدمــعــي عـــن عـيــون iiالـرُّقَـبـاءِ
أَنـــــا أَهــــــواكَ، ولا أَرْ ضَى الهوى مِن شُركائي
غِــرْتُ، حـتـى لَـتـرى iiأَر ضِيَ غَيْرَي مـن iiسمائـي
لـيـتــنــي كـــنـــتُ iiرِداءً لـــك، أو كـنــت ردائـــي
ليتـنـي مــاؤك فــي الــغُ لَّـــة ِ، أَو لـيـتـك iiمـائــي

مُنتَزَهُ العبَاسِ للمجتلي
إسم الشاعر : أحمد شوقي
مُـنــتَــزَهُ الـعــبَــاسِ للـمـجـتـلـي آمـــــنـــــتُ باللهِ iiوجـــنَّـــاتــــه!
العـيـشُ فـيـه لـيـس فــي iiغـيـرهِ يـــا طــالــبَ الـعـيــشِ iiولــذاتــه
قـصـورُ عـــزٍّ بـاذخــاتُ iiالـــذرى يــودهـــا كــســـرى مـشـيــداتــه
من كل راسي الأصل تحت الثرى مُــحــيــر الــنــجــمِ iiبِـــذِرواتــــه
دارتْ عـلــى الـبـحـرِ iiسـلالـيـمـهُ فــبــتـــن أَطـــواقــــاً iiلِــلَــبَّــاتِــه
مُـنـتـظِـمــاتٌ مــائــجــاتٌ بــــــه مُـنــمــقــاتٌ مـــثــــلَ iiلُــجَّــاتِـــه
مـــن الـرخــامِ الــنــدرِ، iiلـكـنـهـا تُــنـــازعُ الــجــوهَــرَ iiقـيـمــاتــه
مـن عمـلِ الإنـسِ، ســوى iiأنـهـا تُـنــســي سـلـيـمــانَ وجِــنَّــاتــه
والـريـحُ فــي أَبـوابِــه، والـجــوا ري مـــائـــلاتٌ دون iiســاحــاتــه
وغـابـه مــنْ ســارَ فـــي iiظـلـهـا يـأتـي عـلـى البـسـفـورِ غـابـاتـه
بالطـولِ والعـرضِ تبـاهـي، iiفــذا وافٍ، وهــــذا عــنـــد iiغـايــاتــه
والرمـلُ حــالٍ بالضـحـى مـذهـبٌ يُــصــدِّىء ُ الــظـــلُّ iiسَـبـيـكـاتِـه
وتُـرْعـة ٌ لــو لــم تـكـن حُـلــوَة iiً أَنْــسَـــتْ لَـمَـرْتِـيــنَ iiبُـحَـيْـراتِــه
أَوْ لــم تـكـنْ ثــمَّ حـيـاة َ iiالـثـرَى لـم تـبـقِ فــي الـوصـفِ iiلحيَّـاتـه
وفــي فــمِ البـحـرِ لـمــنْ iiجـــاءهُ لـســانُ أرضٍ فــــاقَ iiفـرضـاتــه
تَـنْـحَــشِــدُ الــطَّــيْــرُ iiبـأَكـنــافِــه ويَـجـمــعُ الــوحــشُ جـمـاعـاتِـه
مــن مـعـزٍ وحشـيـة ٍ، إن جــرتْ أَرَتْ مــــن الــجـــرْي نِـهـايـاتِــه
أو وثـبـتْ فالنـجـمُ مــن iiتحـتـهـا والـسـورُ فـــي أســـرِ iiأسـيـراتـه
وأرنـــبٌ كالـنـمـلِ إن iiأحـصـيــتْ تـنـبـتُ فـــي الــرمــلِ iiوأبـيـاتــه
يعـلـو بـهــا الـصـيـدُ ويـعـلـو iiإذا مــــا قـيْـصَــرُ أَلــقَــى iiحِـبـالاتــه
ومـــن ظِـبــاءٍ فـــي iiكِنـاسـاتِـهـا تـهــيــجُ لـلـعــاشــقِ iiلــوعــاتــه
والخَـيْـلُ فـــي الـحــيِّ عـراقِـيَّـة iiٌ تَحـمِـي وتُحـمَـى فـــي iiبُيـوتـاتـه
غـيــرٌّ كـأيــامِ عــزيــزِ iiالــــورى مــحــجَّــلاتٌ مـــثـــل أوقـــاتــــه

من أَعجَبِ الأَخبارِ أنّ الأَرنبا
إسم الشاعر : أحمد شوقي

مـن أَعـجَـبِ الأَخـبـارِ أنّ iiالأَرنـبـا لـمَّـا رأَى الـدِّيـكَ يَـسُــبُّ الثعْـلـبـا
وهــوَ عـلـى الـجـدارِ فــي iiأمـــانِ يـغـلـبُ بـالـمـكـانِ ، لا الإمــكــانِ
داخَـلــهُ الــظــنُّ بــــأَنّ iiالـمـاكــرا أمسى من الضّعفِ يطيقُ الساخرا
فــجـــاءَهُ يَــلْــعَــنُ مـــثـــل الأَوَّلِ عـدادَ مـا فـي الأرضِ مـن iiمغـفَّـلِ
فـعـصــفَ الـثـعـلـبُ بـالـضـعـيـفِ عصـفَ أخيـهِ الـذِّيـبِ iiبالـخـروف
وقـال : لـي فـي دمــكَ iiالمسـفـوكِ تسليـة ٌ عـن خيْبتـي فـي iiالـديـكِ!
فالـتـفـتَ الـديــكُ إلــــى iiالـذبـيــح وقـــال قــــولَ عــــارِفٍ فـصـيــح
مـــــا كـلَّــنــا يَـنـفـعُــهُ iiلـســانُــهْ فـي النـاسِ مَــن يُنطـقُـه iiمَكـانُـهْ

مقادير من جفينكِ حولنَ حاليا
إسم الشاعر : أحمد شوقي

مقـاديـر مــن جفيـنـكِ حـولــنَ iiحـالـيـا قذفت الهـوى مـن بعـد مـا كنـت iiخاليـا
نـفـذْن عـلـيَّ الـلـبَّ بالـسـهـم مُـرْسَــلاً وبالسِّحـر مَقْضِيّـاً، وبالسـيـف قاضـيـا
وأَلبَسْـنَـنـي ثـــوبَ الـضَّـنـى iiفلبـسـتُـه فأحـبـب بـــه ثـوبــاً وإن ضـــمّ iiبـالـيـا
ومـــا الـحــبُّ إلا طــاعــة ٌ iiوتــجــاوزٌ وإن أكــثــروا أوصــافـــه والـمـعـانـيـا
ومــا هــو إلا العـيـن بالـعـيـن iiتلـتـقـي وإن نــوّعــوا أَسـبــابَــه iiوالـدَّواعــيــا
وعندي الهـوى ، موصوفُـه لا iiصفاتُـه إذا سألوني : ما الهوى ؟ قلت : ما بيا
وبـي رَشــأٌ قــد كــان دنـيـايَ حـاضِـراً فـغـادرنــي أشــتــاقُ دنــيــاي iiنـائــيــا
سمحـتُ برُوحـي فـي هـواه رخيـصـة iiً ومـن يهـو لا يؤثـر علـى الحـبِّ غاليـا
ولــم تَـجْــرِ أَلـفــاظُ الـوشــاة بـريـبـة iiٍ كهذي التـي يجـري بهـا الدّمـعُ iiواشِيـا
أَقــول لـمـن وَدَّعْــتُ والـركـبُ iiسـائـرٌ: بــرغـــم فـــــؤادي ســائـــرٌ iiواشــيـــا
ii بــرغــم فـــــؤادي ســائـــرٌ iiبـفــواديــا
أَمانـاً لقلبـي مـن جفونِـكِ فـي iiالـهـوى كفـى بالهـوى كأْسـاً، وراحـاً، iiوساقيـا
ولا تجْعـلِـيـه بـيــن خـدَّيْــكِ iiوالــنــوى مــن الظـلـم أن يـغـدو لـنـاريـن iiثـالـيـا
ولـم يَنْدمـلْ مــن طعـنـة الـقَـدِّ iiجُـرحُـه فرفـقـاً بــه مــن طعـنـة البـيْـن iiدامـيــا

مضناك جفاهُ مرقده
إسم الشاعر : أحمد شوقي
مـضـنــاك جــفــاهُ iiمــرقــده وبــكــاه ورحـــــمَ iiعـــــودُهُ
حــيــرانُ الـقـلــبِ iiمُـعَـذَّبُــهُ مـقــروح الـجـفـنِ iiمـسـهـده
أودى حـــرفـــاً إلا iiرمـــقـــاً يُـبـقـيـه عـلـيــك iiوتُـنْــفِــدهُ
يستـهـوي الــورق iiتـاوهــه ويـذيــب الـصـخـرَ iiتـنـهــدهُ
ويـنـاجـي الـنـجـمَ iiويتـعـبـه ويُـقـيــم الـلـيــلَ iiويُـقْــعِــدهُ
ويـعــلــم كـــــلَّ مـطــوقــة iiٍ شجـنـاً فــي الــدَّوحِ iiتــرددهُ
كـم مـد لطفيـكَ مــن iiشــركٍ وتــــــــادب لا يــتــصــيــدهُ
فعـسـاك بـغُـمْـضٍ iiمُسـعِـفـهُ ولــعــلّ خـيـالــك iiمـسـعــدهُ
الحـسـنُ حَـلَـفْـتُ iiبيُـوسُـفِـهِ والـســورة ِ إنـــك iiمــفــردهُ
قـــد وَدَّ جـمـالـك أو iiقـبـسـاً حـــوراءُ الـخُـلْــدِ iiوأَمْــــرَدُه
وتـمـنَّــت كــــلٌّ مـقـطـعــة iiٍ يـدهـا لــو تـبـعـث iiتـشـهـدهُ
جَحَـدَتْ عَيْنَـاك زَكِـيَّ iiدَمِــي أكــذلــك خــــدَّك iiيـحـجــده؟
قـد عــزَّ شُـهـودي إذ iiرمَـتـا فـأشــرت لــخــدِّك أشــهــده
وهمـمـتُ بـجـيـدِك iiأشـركــه فـأبـى ، واستكـبـر iiأصـيــده
وهــزَزْتُ قَـوَامَــك iiأَعْـطِـفـهُ فَـنَــبــا، وتـمــنَّــع iiأَمْــلَـــدُه
ســبــبٌ لــرضــاك iiأمــهــده مــا بــالُ الخـصْـرِ iiيُـعَـقِّـدُه؟
بينـي فـي الحـبِّ وبينـك مـا لا يَـــقْـــدِرُ واشٍ يُــفْــسِــدُه
مـا بـالُ الـعـاذِلِ يَفـتـح iiلــي بــابَ السُّـلْـوانِ وأُوصِـــدُه؟
ويـقـول : تـكـاد تـجـنُّ iiبـــه فـأَقــول: وأُوشِـــكُ iiأَعْــبُــده
مَـوْلايَ ورُوحِــي فــي iiيَــدِه قــد ضَيَّعـهـا سَـلِـمـتْ iiيَـــدُه
نـاقـوسُ القـلـبِ يــدقُّ iiلـــهُ وحـنـايـا الأَضْـلُــعِ iiمَـعْـبَــدُه
قـسـمــاً بـثـنـايــا iiلـؤلُـئِـهــا قـســم الـيـاقــوت مـنـضــده
ورضـــابٍ يـوعــدُ كــوثــرهُ مَقـتـولُ العِـشـقِ iiومُـشْـهَـدُه
وبـخــالٍ كـــاد يـحــجُّ iiلــــه لـــو كـــان يـقـبَّـل iiأســـوده
وقَـوامٍ يَــرْوي الغُـصْـنُ لــه نَـسَـبــاً، والــرُّمْــحُ يُـفَـنِّــدُه
وبخصـرٍ أوهَـنَ مِـنْ iiجَلَـدِي وعَـــوَادِي الـهـجـر تُــبــدِّدُه
ما خنت هواك ، ولا خطرتْ ســلــوى بـالـقـلـب تــبــرده

محجوبُ ، إن جئتَ الحجا
إسم الشاعر : أحمد شوقي

محـجـوبُ ، إن جـئـتَ iiالحـجـا زَ ، وفي جوانحـك الهـوى iiلـه
شــوقـــاً، وحــبـــاً iiبـالــرســو ل، وآلـــــهِ أَزكـــــى iiسُــلالـــه
فـلَـمـحــتَ نــضـــرة َ iiبـــانِـــه وشمـمـتَ كالـرَّيـحـان iiضـالَــه
وعـلـى العتـيـق مشـيـتَ iiتـــن ظــر فـيــه دمـعَــك iiوانهـمـالـه
ومضـى السُّـرى بـك حيـثُ iiكـا ن الــروحُ يـسـري iiوالرِّسـالـه
وبـلــغــتَ بــيــتــاً iiبـالـحــجــا ز، يُـبــارك الــبــاري iiحِـيـالــه
ii ويــؤدي كـمـا وعَــاهُ الـكـلامـا
اللهُ فـــيـــه جــــــلا iiالـــحــــرا مَ لـخـلـقـه، وجـــــلا حــلالـــه
فـهـنــاك طِــــبُّ الـــــروحِ، iiطِ بُّ العالـمـيـن مـــن iiالـجـهـالـه
وهــنـــاكَ أطـــــلالُ iiالــفَــصَــا حـة ِ ، والبـلاغـة ِ ، iiوالنَّبـالـه
وهــنـــاك أزكــــــى مــســجــدٍ أَزكــى البـريَّـة قــد مـشـى iiلــه
وهــنــاك عُـــــذريُّ iiالــهـــوى وحــديــثُ قَــيْــسٍ iiوالـغـزالــه
وهناك مُجري الخيل ، ويجري فــــــي أَعـنــتــهــا iiخــيــالـــه
وأَدارَ الردَى على القوم iiجامَـه مِثلما جاملوا الملـوكَ iiالعِظامـا
وهنـاك مَــنْ جـمـعَ iiالسمـاحـة والــرجــاحــة ، iiوالـبــســالــة
وهــنـــاك خـيَّــمــت الــنُّــهــى والـعـلـمُ قـــد أَلــقــى iiرِحــالــه
وهــنــاك ســــرحُ حــضـــارة iiٍ اللهُ فـــيَّــــأنــــا iiظِــــــلالَــــــه
إنّ الـحـسـيـنَ بــــنَ iiالــحـــس يـــنِ أَمـيــرَ مَـكَّــة َ iiوالإيـالــه
قــمـــرُ الـحـجــيــج إذا iiبــــــدا دارُ الـحـجـيـج عـلـيــه هــالــه
أنــــتَ الـعـلـيـلُ ، فــلُــذ iiبــــه مُستشـفـيـاً، واغْــنــم iiنَــوالــه
لا طِــــــــــــبَّ إلا iiجَــــــــــــدُّه شافـي العـقـولِ مــن الضَّـلالـه
قــبِّــل ثــــراه ، وقُـــــل iiلـــــه شـوقـي إلـيــك عـلــى الـنَّــوى
أَنــا يــا بــنَ أَحـمـدَ بـعـدَ iiمَـــدْ حــي فــي أَبـيـك بخـيـر حـالـه
أنــا فــي حِـمَـى الـهـادي أبــي ك ، أُحــبُّــهُ ، وأُجــــلُّ iiآلـــــه
ii شـوقُ الضـريـر إلــى iiالغـزالـه
يـــا بـــنَ الـمـلـوك iiالـراشــدي ن، الصالحيـن، أُولِـي العَـدالـه
إن كـــــان بـالـمـلــك iiالــجـــلا لــة ُ ، فالـنـبـيُّ لـكــم iiجـلالــه
أَوَلـــيـــس جـــدُّكـــمُ iiالــــــذي بـلــغَ الـوجــودُ بـــه iiكـمـالـه؟

ما باتَ يُثني على علياكَ إنسانُ
إسم الشاعر : أحمد شوقي

مــا بــاتَ يُـثـنــي عـلــى عـلــيــاكَ iiإنــســانُ إلا وأَنـــــت لــعــيْـــنِ الـــدَّهْــــرِ iiإنـــســــانُ
ومـــــا تَــهــلَّــلـــتَ إذْ وافــــــاكَ ذو iiأَمَــــــلٍ إلا وأَدهَــــشَـــــه حُــــسْـــــنٌ iiوإحــــســـــان
لــلـــه ســاحــتــكَ الـمــســعــودُ iiقــاصــدهــا فــإنـــمـــا ظِــلُّـــهـــا أَمْـــــــنٌ iiوإيــــمــــان!
لـئـنْ تـبـاهــى بــك الـدِّيــنُ الـحـنـيــفُ لـكــمْ تــقـــوَّمَـــتْ بــــــك لــــلإســــلامِ iiأَركـــــــان
تُـــراقِــــبُ الله فـــــــي مُــــلــــكٍ iiتــــدَبِّــــرُه فـأَنــت فــي الـعــدْلِ والـتَّــقــوى سُـلـيــمــان
أَنــجَـــى لــــك الله أَنــجـــالاً لا iiيُـهــيِّــئُــهــم لــرفــعـــة ِ الــمــلـــكِ إقـــبـــالٌ iiوعـــرفـــان
أعـــــزَّة ٌ أيــنـــمـــا حـــلــــتْ iiركــائــبــهـــم لــهـــم مــكـــانٌ كــمـــاَ شــــاؤوا وإمــكـــان
لـم تـثـنِـهـمْ عـن طِـلابِ الـعِـلـمِ فــي iiصِـغَــرٍ فــــي عــــزِّ مُــلــكِـــك أَوطـــــارٌ وأَوطـــــان
تـــأتـــي الــســعـــادة ُ إلا أَن iiتُــســايِــرَهـــم لأنــــهــــم لــــمــــوكِ الأرضِ iiضـــيـــفــــان
نـجـلانِ قــد بـلـغــا فــي الـمـجــدِ مــا iiبـلـغــا مُــعَــظَّــمٌ لــهــمــا بــيـــن الــــورى iiشــــان
يـكـفـيـهـمـا فـي سـبـيـلِ الـفـخـرِ أن شـهـدتْ بــفــضـــلِ ســبــقــهــمــا روسٌ iiوألـــمــــان
هُـمــا هُـمــا، تـعــرِفُ الـعَـلــيــاءُ iiقـدرَهُــمــا كِــلاهُــمــا كَـــلِـــفٌ بــالــمــجــدِ iiيَــقــظـــان
مـــا الـفَــرْقَــدانِ إذا يــومــاً هُــمــا iiطــلــعــا فـــي مَــوكِــبٍ بـهــمــا يَــزهـــو iiويــــزدان؟
يـــا كــافِـــيَ الــنـــاس بــعـــد الله iiأَمْــرَهُـــمُ الــنَّــصـــرُ إلا عـــلـــى أَيـــديـــكَ iiخِــــــذْلان
ويــا مـنــيــل الـمـعــالــي والــنَّــدى iiكــرمــاً الـربــح مــن غـيــر هــذا الــبــابِ خــســران
مــولايَ، هـــل لِـفــتــى بـالــبــابِ مَــعــذرَة iiٌ فـعـقــلــهُ فـــي جـــلالِ الـمــلــكِ iiحــيــرانُ؟!
سـعــى عـلــى قـــدمِ الإخـــلاصِ مـلـتـمــســاً رضـــاك ، فــهــوَ عــلــى اإقــبــالِ iiعــنــوان
أَرى جَــنــابَــكَ رَوضــــاً لــلــنــدى iiنَــضِـــراً لأنّ غـــصـــنَ رجـــائــــي فـــيــــه iiريَّــــــان
لا زالَ مُــلــكـــكَ بــالأَنــجـــالِ iiمُـبــتَــهِــجــاً مــا بــاتَ يُـثـنــي عـلــى عَـلــيــاكَ iiإنــســان

لي جدَّة ٌ ترأفُ بي
إسم الشاعر : أحمد شوقي

لـي جـدَّة ٌ تــرأفُ iiبــي أحنـى علـيَّ مـن iiأبــي
وكــلُّ شــيءٍ iiسـرَّنــي تـذهـب فـيـه iiمَـذهـبـي
إن غضبَ الأهـلُ علـيَّ كـلُّـهـم لـــم iiتـغـضــبِ
بمشى أَبـي يومـاً iiإلـيَّ مـشــيــة َ iiالـــمـــؤدِّبِ
غضبانَ قد هدَّدَ بالضرْ وإن لـــــم iiيَـــضـــرِبِ
فـلـم أَجِــد لـــي iiمـنــهُ غيرَ جَدَّتي من iiمَهـرَبِ
فجـعَـلـتـنـي خـلـفَــهــا أنـجـو بـهـا، وأختـبـي
وهْـــيَ تـقــولُ iiلأَبـــي بِـلـهـجــة iiالـمــؤنِّــبِ:
ويــحٌ لــهُ! ويــحٌ iiلِـــه ذا الــولــدِ الـمــعــذَّبِ!
أَلـم تـكـن تصـنـعُ iiمــا يَصنعُ إذ أَنـت iiصبـي؟

لنا صاحبٌ قد مُسَّ إلا بقيَّة
إسم الشاعر : أحمد شوقي

لـنـا صـاحـبٌ قــد مُــسَّ إلا iiبـقـيَّـة فلـيـس بمجـنـون، ولـيـس iiبعـاقـل
لـــه قَــــدَمٌ لا تـسـتـقـرُّ iiبـمـوضــع كما يتنزَّى في الحصى غيـرُ iiناعـل
إذا ما بـدا فـي مجلـسٍ ظُـنَّ iiحافـلاً من الصَّخب العالي ، وليس بحافل
ويُمطـرنـا مــن لفـظِـه كــلَّ iiجـامـدٍ ويُمطرنـا مــن رَيْـلِـه شــرَّ iiسـائـل
ويُلقـي علـى السُّمـار كفّـاً iiدِعابُهـا كعَضَّة ِ بَرْدٍ فـي نواحـي iiالمفاصـل

لمَّا دعا داعي أبي الأشباِ
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي
لـمَّـا دعــا داعــي أبــي iiالأشـبـاِ مــبــشِّــراً بــــــأولِ iiالأنـــجـــالِ
سعَـتْ سبـاعُ الأَرضِ iiوالسـمـاءِ وانـعـقــد الـمـجـلــسُ لـلـهـنــاءِ
وصـــدرَ الـمـرســومُ iiبــالأمــانِ في الأَرضِ للقاصي بها والدَّاني
فضـاقَ بالـذيـولِ صـحـنُ iiالــدار من كـلِّ ذي صـوفٍ وذي iiمنقـار
حـتـى إذا استكـمـلَـتِ iiالجمـعـيَّـهْ نادى منـادي اللَّيْـث فـي iiالمَعيَّـهْ
هـل مـن خطيـبٍ محسـنٍ iiخبـيـرِ يـدعـو بـطـول العـمـر iiللأمـيـر؟
فنهـض الفيـلُ المشيـرُ iiالسامـي وقــــال مــــا يـلـيــقُ iiبـالـمـقـام
ثـــم تــــلاه الـثـعـلـبُ iiالـسـفـيـرُ ينـشـدُ، حـتـى قـيــلَ: ذا جـريــر
وانـدفـعَ الـقـردَ مـديــرُ iiالـكــاسِ فقـيـلَ: أحسـنـتَ أبـــا iiنـــواسِ!
وأَوْمــــأَ الـحِــمــارُ iiبـالـعـقـيـرَه يــريــدُ أَن يُــشــرِّفَ الـعـشـيـره
فـقـال: بـاسـمِ خـالِــقِ iiالشـعـيـرِ وباعثِ العصـا إلـى iiالحميـر!...
فـأزعـج الـصـوتُ ولــيَّ iiالعـهـدِ فمـاتَ مـن رعـديـهِ فــي iiالمـهـدِ
فحـمـلَ الـقــومُ عـلــى iiالـحـمـارِ بجـمـلـة ِ الأنــيــابِ iiوالأظــفــار
وانــتُــدبَ الـثَّـعـلــبُ iiلِـلـتـأبـيـنِ فقال فـي التعريـضِ iiبالمسكيـنِ:
لا جـــعَـــلَ الله لــــــه iiقــــــرارا عـاشَ حِمـاراً ومـضـى iiحـمـارا!

لكم في الخطِّ سيَّارَهْ
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

لكم فـي الخـطِّ iiسيَّـارَهْ حديثُ الجـارِ iiوالجـارهْ
أوفـــرلانـــدُ يـنـبــيــكَ بهـا القُنْـصُـلُ iiطَـمَّـارَه
كـسـيَّـارة ِ شــارلــوتْ علـى السَّـواقِ iiجـبَّـارَهْ
إذا حـركـهــا iiمــالـــتْ على الجنْبَيْنِ مُنْهَـارَهْ!
وقــد تَـحْــرُنُ iiأَحـيـانـاً وتمشِـي وحدَهـا iiتـارَهْ
ولا تشـبـعـهـا iiعــيــنٌ مِــنَ البِنـزيـن فـــوَّارَهْ
ولا تروى مـن iiالزيـتِ وإن عامتْ بـه iiالفـاره
ترى الشارعَ في iiذُعْـرٍ إذا لاحَـتْ مـن iiالحـاره
وصِبْـيـانـاً يَـضِـجُّــونَ كـمـا يَـلـقَـوْن طَـيَّــاره
فقد تمشي متى شاءتْ وقــد تـرجِـعُ iiمُخـتـاره
قضى اللهُ علـى iiالسـوَّا ق أن يجـعـلـهـا iiداره!
يقـضـي يـومـهُ iiفـيـهـا ويلقى الليـلَ مـا iiزاره!
أَدُنيـا الخيـلِ iiيامَكسِـي كدُنيا النـاسِ iiغـدّاره؟!
لـــق بــدَّلــك iiالــدهــرُ مــن الإقـبـالِ iiإدبـــاره
أَحَــــقٌّ أَنّ iiمَـحـجـوبـاً سَــلا عـنـك iiبفَـخَّـاره؟
وبــاعَ الأَبْـلَـقَ iiالـحُــرَّ بـأوفـرلانــد iiنــعَّــاره؟

لك أَن تلوم، ولي من الأَعذار
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

لـك أَن تلـوم، ولـي مــن iiالأَعــذار أن الـهــوى قـــدرٌ مــــن الأقــــدار
مـا كنـت أسلـمُ للعـيـون iiسلامـتـي وأَبـيـحُ حـادثـة َ الـغــرام iiوَقـــاري
وطَــرٌ تَعَـلَّـقَـه الـفــؤادُ وينـقـضـي والنـفـسُ ماضـيـة ٌ مــع iiالأوطــار
يا قلبُ، شأْنَك، لا أَمُدُّك في iiالهوى لــو أَنــه بـيَـدِي فـكـكْـتُ iiإســـاري
جـار الشبيبـة ، وانتفـع بجـوارهـا قبـلَ المشيـب، فمـا لـه مــن iiجــار
مثل الحياة تحبّ فـي عهـد iiالصِّبـا مـثـل الـريــاض تـحــبُّ فـــي iiآذار
أبدأ فـروقُ مـن البـلاد هـي iiالمنـى ومـنــايَ مـنـهـا ظـبـيـة ٌ iiبـسِــوار
ممـنـوعـة ٌ إلا الـجـمــالَ iiبــأَســره مـحـجـوبـة ٌ إلا عـــــن iiالأنــظـــار
خطواتهـا التقـوى ، فـلا مـزهـوة iiٌ تمـشـي الــدَّلال، ولا بــذات نـفــار
مرّتْ بنـا فـوق الخليـج، iiفأَسفـرتْ عــن جَـنّـة ، وتلفـتـت عــن iiنـــار
في نِسْوَة ٍ يُورِدْن مَن شِئْن الهوى نظـرا ، ولا ينظـرن فـي iiالإصــدار
عارضتهنّ ، وبين قلبـي iiوالهـوى أَمـــــرٌ أُحـــــاول كـتْــمَــه iiوأُداري

لقد لامني يا هندُ في الحب لائمٌ
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

لقد لامنـي يـا هنـدُ فـي الحـب iiلائـمٌ مُـحِـبٌّ إذا عُـــدَّ الـصِّـحـابُ حـبـيـبُ
فما هو بالواشي على مذهب الهوى ولا هـو فـي شَــرع الــوداد iiمُـريـب
وصفتُ له مَـن أَنـتِ، ثـم جـرى لنـا حـديـثٌ يَـهُــمُّ العاشـقـيـن iiعـجـيـب
وقلت له: صبراً ؛ فكـلُّ أَخـي iiهَـوى علـى يَـدِ مَـنْ يهْـوى غـداً iiسيـتـوب

لدودة ِ القزِّ عندي
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

لـــدودة ِ الــقــزِّ iiعــنـــدي ودودة ِ iiالأضــــــــــــــواءِ
حـكــايــة ٌ iiتـشـتَـهــيــهــا مــســـامـــعُ الأَذكــــيــــاءِ
لــمَّــا رأَت تِــلــكَ iiهــــذِي تـنــيــرُ فـــي iiالـظـلــمــاءِ
سَـعَـتْ إلـيـهــا، iiوقـالــت: تـعـيــشُ ذاتُ iiالـضِّــيــاءِ!
أَنـــا الـمــؤمَّــلُ iiنــفــعــي أَنـــا الـشـهــيــرُ iiوفــائــي
حــلا لــيَ الـنـفــعُ حــتــى رضــيــتُ فــيــه iiفـنــائــي
وقــــد أتــيـــتُ iiلأحــظـــى بــوجـــهـــكِ iiالـــوضَّــــاءِ
فـهـل لـنـورِ الـثــرى iiفــي مَـــوَدّتــــي وإخــــائــــي؟
قـالـت: عَـرَضـتِ iiعـلـيـنـا وجــهــاً بـغــيــرِ حــيــاءِ!
مــن أنــتِ حـتــى iiتـدانــي ذاتَ الـسَّـنـا iiوالـسَّـنــاءِ؟!
أنـــا الـبــديــعُ iiجــمــالــي أَنـــا الــرفــيــعُ iiعَــلائـــي
أيـن الـكـواكــبُ مـنــي ii؟! بـل أيـن بـدرُ الـسـمـاءِ ii؟!
فـامـضـي؛ فـلا وُدّ عـنـدي إذ لـسـتِ مــن أكـفـائــي !
وعـــنـــد ذلـــــك iiمـــــرَّتْ حـسـنــاءُ مــعْ iiحـســنــاءِ
تــقـــولُ: لــلـــه iiثــوبـــي فــي حُـسـنِــه iiوالـبَـهــاءِ!
كــم عـنــدنــا مـــن iiأَيـــادٍ لــــلــــدودة ِ iiالــــغــــراءِ!
ثــم انـثــنــتْ فــأتــتْ iiذي تـــقـــولُ لـلــحــمــقــاءِ ii:
هـــل عــنــدكِ الآنَ iiشَـــكٌّ فـي رُتـبـتـي iiالـقَـعـسـاءِ؟!
إن كـــان فــيــك ضــيـــاءٌ إن الــثــنـــاءَ ضــيــائـــي
وإنـــــــــه iiلــــضــــيــــاءٌ مــــؤيَّــــدٌ iiبــالـــبـــقـــاءِ!

لحظها لَحظها
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

لحظها لَحظها، رُوَيْداً رُوَيْدا لحظها لَحظها، رُوَيْداً رُوَيْدا كـــــــم إلـــــــى كـــــــم تــكــيـــد لـــلــــروح iiكـــيْــــدا؟
كــــــــــــــفَّ أو لا تـــــــكــــــــفَّ ؛ إن يـــجــــبــــنــــي لَـــسِـــهـــامـــاً أَرْسَـــلْـــتَـــهـــا لــــــــــــن iiتُــــــــــــرَدّا
تــــصِــــلُ الــــضــــربَ مــــــــا أَرى لــــــــك iiحـــــــــداً فـــــاتّــــــقِ الله، والــــــتــــــزِمْ لــــــــــــك iiحــــــــــــدَّا
أو فــــضــــع لــــــــي مــــــــن الــحـــجـــارة iiقـــلـــبـــا ثـــــــم صُـــــــغ لـــــــي مـــــــن الــحـــدائـــدِ كِــــبْــــدا
واكــــــــفِ جَــفْـــنَـــيَّ دافــــقــــاً لــــيـــــس iiيــــرْقـــــا واكــــــــفِ جَــنْـــبَـــيَّ خــافـــقـــاً لــــيــــس iiيَــــهْـــــدا
فـــــمــــــن الـــغَــــبْــــنِ أَن يـــصــــيــــر iiوعـــــيــــــداً مــــــــا قــطـــعـــت الــــزمــــانَ أرجــــــــوه iiوعْــــــــدا

لا يقيمنَّ على الضَّيمِ الأسدْ
إسم الشاعر : أحمد شوقي

كـان لبعضهـمْ حـمـارٌ iiوجـمـلْ نالهمـا يومـاً مـن الـرقّ iiمـلـلْ
فانـتـظـرَا بَـشـائِــرَ iiالـظَّـلـمـاءِ وانطَلـقـا مـعـاً إلـــى iiالـبَـيْـداءِ
يجتـلـيـان طـلـعــة َ iiالـحـريَّــهْ وينـشـقـانِ ريـحـهـا iiالـزكـيَّــهْ
فاتفقـا أن يقضيـا العمـرَ iiبـهـا وارتضَـيـا بمائِـهـا iiوعُشـبِـهـا
وبـعـدَ لـيـلـة ٍ مـــن iiالمـسـيـرِ الـتــفــت الـحِــمــارُ iiلِـلـبـعـيـرِ
وقـال: كـربٌ يـا أَخــي عظـيـمُ فـقـفْ، فمـشـي كـلَّــهُ عـقـيـمُ!
فقـال: سَـلْ فِـداكَ أُمِّــي وأَبــي عسى تَنالُ بي جليـلَ iiالمطلـبِ
قال: انطلقْ معي لإدراكِ المُنى أَو انتظِـر صاحبَـكَ الحـرَّ هـنـا
لابــدّ لــي مــن عــودة iiللـبـلـد لأَنـنـي تـركـتُ فـيـه iiمِـقـوَدِي!
فقال سـر والـزَمْ أَخـاك iiالوتِـدا فـإنـمـا خُـلِـقْـتَ كـــي iiتُـقـيَّــدا

كان لبعض الناسِ ببغاءُ
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

كــان لبـعـض الـنــاسِ بـبـغـاءُ مـا مـلَّ يومـاً نطقهـا iiالإصغـاءُ
رفيـعـة الـقـدْرِ لَـــدَى iiمـولاهــا وكـلُّ مَــنْ فــي بيـتِـه iiيهـواهـا
وكـان فـي المنـزل كلـبٌ iiعالـي أرخصتـهُ وجــودُ هــذا الغـالـي
كــذا القلـيـلُ بالكثـيـرِ iiيـنـقـصُ والفضلُ بعضُه لبعضٍ مُرْخِصُ
فجـاءَهـا يـومـاً عـلــى iiغِـــرارِ وقلبُـهُ مــن بُغضِـهـا فــي نــارِ
وقــال: يـــا ملـيـكـة َ iiالـطُّـيـورِ ويـا حيـاة َ الأنــسِ iiوالـسـرورِ
بحسنِ نطقـكِ الـذي قـد iiأصبـى إلا أَرَيْـتـنِـي الـلِّـسـانَ iiالـعـذْبــا
لأَننـي قــد حِــرْتُ فــي التفـكُّـر لمَّـا سمـعـتُ أنــه مــن iiسـكُّـر!
فأَخْرَجـتْ مـن طيشِهـا iiلسانهـا فـعــضَّــهُ بـنــابــه، iiفـشـانـهــا
ثـم مضـى مـن فــوره يصـيـحُ: قـطـعــتُــه لأنــــــه iiفــصِــيــحُ!
ومـا لهـا عنـديَ مـن ثـأْرٍ يُـعـدّ غيرَ الذي سمَّوْهُ قِدْماً iiبالحسدْ!

كان على بعضِ الدُّروبِ جَملُ
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

كان على بعضِ الدُّروبِ جَملُ حَمَّلـهُ المـالـكُ مــا لا iiيُحـمـلُ
فقال : يا للنَّحـسِ والشقـاءِ ! إن طـال هـذا لـم يطـلْ بقائـي
لم تحمِلِ الجبـالُ مثـلَ iiحِملـي أظــنُّ مــولاي يـريـدُ قتـلـي !
فـجـاءَهُ الثعـلـبُ مــن iiأَمـامِـهْ وكان نالَ القصـدُ مـن iiكلامـهْ
فقال : مهلاً يـا أخـا iiالأحمـالِ ويا طويلَ البـاعِ فـي iiالجِمـالِ
فأَنـتَ خيـرٌ مـن أَخيـكَ iiحــالا لأَنـنــي أَتـعَــبُ مـنــك iiبــــالا
كـــأَن قُـدّامِــيَ أَلــــفَ ديــــكِ تسألني عـن دمهـا المسفـوكِ
كـأَنّ خَلفـي أَلـفَ أَلـفِ iiأَرنـبِ إذا نهـضـتُ جاذبتـنـي ذنـبـي
وربَّ أمٍّ جـئـتُ فــي iiمناخـهـا فجعتُهـا بالفتـكِ فـي iiأَفراخِهـا
يبعثنـي مــنْ مـرقـدي iiبكـاهـا وأَفتـحُ العيْـن علـى iiشكـواهـا
وقـد عرفـتَ خـافـيَ الأحـمـالِ فاصبِرْ. وقـلْ لأُمَّـة ِ iiالجِمـال:
ليـسَ بحمـلٍ مـا يمـلُّ iiالظهـرُ ما الحملُ إلا ما يعافي الصَّدرُ

كان ذئبٌ يتغدى
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

كــــان ذئــــبٌ iiيـتـغــدى فجرتْ في الزّوْر عَظمـه
ألزمـتـهُ الـصـومَ iiحـتــى فَجعَتْ في الروح جسْمَهْ
فـأَتــى الثـعـلَـبُ iiيـبـكـي ويُــعــزِّي فــيــه iiأُمَّـــــه
قــال : يــا أمَّ iiصـديـقـي بـــيَ مـمــا بـــكِ عـمَّــهْ
فاصبـري صبـراً iiجميـلاً إنْ صـبـرَ الأمِّ رحـمـهْ ii!
فأجابتْ : يا ابـنَ iiأختـي كـلُّ مـا قـد قلـتَ iiحكـمـهْ
مـا بـيَ الغالـي ، iiولكـن قولُهُـم: مــاتَ iiبِعظْـمَـه!
لـيْـتــه مــثـــلَ iiأَخــيـــه مـاتَ محسـوداً iiبتُخْمَـه!

قلَّدتُه المأْثورَ من أَمداحي؟
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

قــلَّــدتُــه الــمــأْثــورَ مـــــن iiأَمـــداحـــي؟ لـــكَ فــــي الـعـالــمــيــن ذكــــر مــخــلــدْ
يـتــجــاوزون إلـــى الــحــيــاة ِ iiالــجـــودا هــل مــن بُـنــاتِــك مـجــلــسٌ أو iiنـــادي؟

ولـــــدَ الــبــدائـــعَ والـــروائـــعَ iiكــلــهـــا

وحــيــاة مـــا غــــادرت لــــك فــــي iiالأح يــــاء قــبـــلاً ولــــم تــــذر لــــك iiبــعـــدا
بـانــي صــروح الـمــجــدِ ، أنـــتَ iiالـــذي تـبـنــي بــيــوتَ الـعــلــم فـــي كـــل iiنـــاد
صــــبـــــغ الـــــســـــوادُ iiحَـــبـــيـــرَهُـــنَّ إِنَّ الــــــقــــــضــــــاءَ إِذا iiرمــــــــــــــــى

أَو دَعْ لــســانَــك والــلــغـــاتِ، فــربّــمـــا


دكَّ الـــقــــواعــــد مــــــــــن iiثَــــبــــيــــر

الـلاعــبــات عــلــى الـنـســيــم iiغــدائـــراً الــراتــعـــات مـــــع الــنــســيــم قـــــدودا
ودهـى الـرعـيــة َ مــا دهــى iiفـتـسـاءلــوا بـــــيـــــن الـــــرفـــــارف، والـــمــــشــــا
وفــتـــوحُ أَنــــورَ فُــصِّــلــت iiبِــصــفـــاحِ لـك فـي الـبـحــر فــي كــل بــرج iiمـشـيــد

فـــي كـــل مُـظــلِــمــة ٍ شُــعـــاعٌ iiهــــادي

ذكـــروكَ والـتــفــتُــوا لــعــلــك iiمُــســعِــدٌ ذِكْـــرَ الـصـغــيــر أبـــاه فـــي iiالأخــطـــار
قــــل لـلأعــاجــيــب الــثـــلاث مــقــالــة iiً فــانـــهـــار بــيِّـــنـــة ً، ودُكَّ iiشـــهـــيـــدا
فــــــلـــــــكٌ يــــــــــــدورُ iiســــــعـــــــودُه أُوحِـــــيَ مِـــــنْ بـــعـــدُ إِلـــيـــه iiفـــهـــاد
فــأســـى جــراحَــهــمُ وبــلـــذَ iiصـــداهـــمُ إِســـــــلام مـــــــن حُــــفَــــر الـــقـــبـــور

وجــد الــســوادُ لــهــا هَـــوَى iiالـمُــرتــاح

لـلـه أنــت ، فـمــا رأيــتُ عـلــى iiالـصـفــا الـــنـــاهـــلاتِ ســـوالـــفـــاً iiوخــــــــدودا
سـمــعــاً لـشــكــوايّ ، فـــإن لـــم iiتــجـــد مــنـــك قــبـــولاً ؛ فـالــشــكــاوي iiتُــعـــاد
لـهـفِــي عــلــى مَــهَــجٍ غـــوالٍ iiغـالــهــا والــبـــحـــرِ فــــــي حـــجــــم الــغـــديـــرِ
عــدلاً عـلــى مـــا كـــان مـــن iiفـضـلــكــم فـــي الـعـالــمــيــنَ عــزيـــزَة َ iiالــمــيــلاد
عـــنــــد الــمُــهــيــمــن مــــــا iiجـــــــرى شـــركُ الـــردَى فــــي لــيــلــة ٍ iiونــهـــار
ii ورُفــعـــتِ مـــــن أخــلاقــهـــم iiبِــعــمـــاد
الــــعــــاثـــــراتُ مــــــــــــن iiالــــــــــــدلا لـــولا جُــلَــى زيـتــونــيَ الـنَّــضْــرِ؛ iiمـــا
ذهــبــوا فـلــيــتَ ذهـابــهــم لـعـظـيــمــة iiٍ هـــــارون فـــــي خـــالــــي iiالــعـــصـــور
وتـصــون الـنــوال عــن حــســن iiصــنــع أَو خَــــلِّ عــنـــك مَـــواقـــفَ الــنــصـــاح
الـــمـــتـــرَعـــاتُ مـــــــــن iiالــــنــــعــــي كـالـمــوتِ فـــي ظِـــلّ الـقَــنــا iiالـخــطَّــار
إن نـحــن أكـرمــنــا الـنــزيــل iiحـيـالــهــا فـالـضــيــفُ عــنــدك مــوضـــعُ الإرفــــاد

الــحــقُّ أَولـــى مــــن ولــيِّـــك حــرمـــة iiً


لــيــس مـــن يـفــتــح الــبــلاد لـتـشــقــى

عــاد الأمــانُ وعــدتَ يـــا بـــنَ iiمـحــمــد والـبــدْرُ يـجـمــلُ عــنــد أَمـــن الــسَــاري
أَدُّوا إِلـى الـغـازي الـنـصـيـحـة َ يَـنـتـصـحْ وب والـــشـــام أن عـــهـــدك عــســـجـــدْ
ii فـي الـحـسـن مـن أثــر الـعـقــول iiوبــادي
إن شـئـتَ فـانـزلْ فـي الـقـلــوب كـرامــة iiً الآمـــــــــــراتُ عــــــلـــــــى الــــــــــــولا
تـقـضـي الـسـيـاسـة ُ غـيـرَ مـالـكـة ٍ iiلـمـا حــكــمــت بــــه نــقــضــاً ولا iiتــوكــيـــدا
قـــم قــبِّــل الأحــجــارَ والأيــــدي iiالــتـــي أخــــذتْ لــهـــا عـــهـــداً مـــــن iiالآبـــــاد

وأُرضـــعَ الـحـكــمــة عـيــســى iiالــهـــدى

أيـــدتــــهــــم قـــــرابـــــة ٌ iiوقــــبــــيــــل وأرى الله وحـــــــــده لــــــــــك iiأيــــــــــد
ii ودُفـــنـــتِ عـــنـــد تــبــلُّـــج الإِصـــبـــاح
ii وأَقـــول مَــــن رد الــحــقــوقَ iiإِبــاحـــي؟
فـاسـتـقـبــلا صـفــوَ الـلـيـالــي واسـحـبــا لِـــــكَ فـــــي يـــــدِ الــمــلـــكِ iiالــغــفـــور

خُــلــقــوا لِــفــقـــه كــتــيــبــة وســـــلاح

أَرواح غـــــالـــــيـــــة ِ iiالـــــمـــــهــــــور يَــدنــو بــهــا الـقــاصــي مـــن iiالأوطـــار
إنّ الـحـكـومــة َ مــن يـمـيـنــك فـــي iiيـــدٍ مـــأمـــونـــة ِ الإيــــــــرادِ iiوالإصــــــــدار
والــــــروض فــــــي حــــجــــم iiالــــدنــــا بــــيـــــن الــشـــمـــاتَـــة ِ iiوالــنـــكـــيـــر
فـانــصــرُ بـهـمــتــك الـعــلــومَ وأهـلــهــا بـــــيـــــن الـــمـــعـــاقـــل، iiوالــــقَــــنــــا
ii خـــفـــضـــوا الــــــــرؤُوسَ iiووتَّــــــــروا
ii أَأَقــولُ مَــن أَحـيــا الـجـمــاعــة َ iiمُـلــحِــدٌ

الــراويــاتِ مــــن الــسُّـــلاف مــحــاجــراً

ii بـالأَمـس أَوهــى الـمـسـلـمـيــن جـراحــة iiً
ii بــــدورَ حــســـن ، وشــمـــوسَ iiاتـــقـــاد

بــنِـــيَّ يــــا ســعـــدُ كــزُغـــبِ iiالــقَــطـــا

مــــــا يــنــتــهــيـــن مـــــــن iiالــــصــــلا ة ِ ضــــراعـــــة ً ومــــــــن iiالـــــنـــــذور
ولاأرضُ مـــن أنــــوارِ ذاتــــك أشــرقـــت لا تُــخِــلــهـــا أبــــــداً مــــــن iiالأنــــــوار
وتــــرى الأمــــر بــيـــن قـــلـــبٍ iiذكـــــيّ فـــي يــديـــه وبــيـــن جــفـــن iiمــســهَّــد
ii ورُبَّ نَـــســــلِ بــالـــنـــدى iiيُــســتـــفـــاد
ii خ عـــلــــى الــخَـــوَرْنَـــق iiوالـــسَّـــديـــر
مَـــوْشِـــيَّـــة ً بـــمـــواهـــب iiالـــفـــتـــاح ب كـــمــــا شـــبَّــــت الأهـــلّــــة مُــــــردا
اطـلــعْ عـلــى يـمــنٍ بـيُـمـنــك فـــي iiغـــدٍ وتــجـــلَّ بــعـــد غـــــدٍ عـــلـــى بـــغـــداد
صـــفـــيـــرُهُ يَــســلُــبــنـــي iiراحــــتـــــي وكــــــان مـــــــن يــــقــــقِ iiالـــحُـــبـــور
مـــــن مــبــلـــغٌ دارَ الــســعـــادة أنـــهـــا ن عـــلــــى الــمــمـــالـــكِ iiوالـــبـــحـــور
ii والــيـــوم مــــدّ لـــهـــم يَـــــدَ الـــجـــرّاح
بـردُ الـخـلافـة ِ والـسـيـاسـة ُ جـذوة وحـم أَيـــــــــــن الــــــرَّوِيَّــــــة ُ، والأَنــــــــــــا
ii عــطــفٍ ومـــن نــصـــرٍ ومــــن iiإكــبـــار
حــتـــى تــنـــاول كــــلَّ غــيـــرِ iiمـــبـــاح حـيــن أخـمـدتـهــا ولـــم تــمــك iiتـخــمــد
مــــن كــنـــتُ أَدفــــعُ دونَــــه iiوألاحـــــي وقـفــوا بـمـصــرَ الـمـوقــفَ الـمـحــمــودا
بـــــاقٍ، ولـــيــــس بــيـــانُـــه iiلــنـــفـــاد هـــل مـــن ربـيــعــة حــاضــرٌ أَو iiبــــادي
لــم يـخـتــرع شـيـطــان حـشــان ، iiولـــم تــخـــرج مــضــانــعُــه لـــســـانَ iiزيـــــاد
ودَّ الــرشــيـــدُ لـــــو انـــهـــا iiلــزَمــانِـــهِ الــــعــــاثـــــراتُ مــــــــــــن iiالــــــــــــدلا

زعـمــوا الــشــرق مـــن فـعــالــك قـلــقــاً

ii سـمــة ً يـتـيــه بــهــا عــلــى iiالأعــصــار
ii شــعــراً ، وإن لـــم تــخــلُ مــــن iiآحــــاد
لا أقــنــع الــحــســاد ، أيــــن iiمـكــانــهــا فــــي الــحـــقِّ مــــن دَمِــــكَ iiالــطَّــهـــور
ضــجَّـــتْ عــلــيــكِ مـــــآذنٌ، ومــنــابـــرٌ أن تــجــعــلــوه كــوجـــهـــه iiمــعـــبـــودا
ii فـانــظــر ، لـعــلــك بـالـعـشــيــرة iiبـــادي
الـلاعــبــاتِ عــلــى الـنـســيــم iiغــدائـــراً غــنَّـــى الأصــيـــلُ بـمــنــطــقِ iiالأجــــداد
وامــــلأوا مــســمــعَ الــزمـــانِ iiحــديــثــاً فـــــي كـــــلِّ غُـــــدوة ِ جُــمــعـــة ورواح
يــــومٌ تُــســمــيــهِ الــكِــنــانــة ُ iiعـــيـــدا جــعــلَ الـجــمــالَ وســـرَّه فـــي iiالــضــاد

مــدرســـة ً فــــي كـــــلِّ حـــــيٍّ iiتُـــشـــاد

يــــا كــريـــم الــجـــدود عــــش iiلـــبـــلادٍ عـيــشــهــا فــــي ذَرَى جــــدودك iiأرغــــد
الــجــهــلُ لا يــلِـــدُ الــحــيـــاة iiمـــواتُـــهُ إلا كـــمــــا تـــلــــدُ الـــرِّمــــامُ iiالــــــدودا

أَمَــحَــا مـــن الأَرض الـخــلافــة َ iiمــــاح؟

ii نَ وبــالــخــلــيــفـــة مــــــــن iiأســــيـــــر
بـــيـــن فـــلـــكٍٍ يـــجـــري وآخـــــر iiراسٍ ولــــــواءٍ يـــحــــدو وآخــــــرَ iiيُـــحــــدى
وبـــــــه يُــــبــــارك فــــــــي iiالـــمـــمــــا لـــــكِ والــمــلـــوكِ عـــلــــى iiالـــدهــــور
ii ولَّـــتْ سـيـوفُـهــمــا، وبــــان iiقـنــاهُــمــا

يُـفـتَــى عـلــى ذهــبِ الـمُــعــزِّ iiوسـيــفِــه

وطــريـــقَ الــبـــلاد نــحـــو iiالــمــعــالــي وســيــاجـــاً لــمــلـــك مـــصـــرٍ iiوحَـــــدا
عـــنــــد الــمُــهــيــمــن مــــــا iiجـــــــرى فــــي الــحـــقِّ مــــن دَمِــــكَ iiالــطَّــهـــور
أنــــت أنــشــأتــه فـــلـــم تـــــر مـــصـــرٌ جــحــفــلاً بــعـــده ولـــــم تـــــر iiجُـــنـــدا
الــقــابــضــيـــن عــــلـــــى iiالـــصَّـــلــــي ل كــجـــدِّهـــم ، وعـــلــــى iiالـــصَّـــريـــر
والـنــاسَ نــقــلَ كـتــائــبٍ فـــي iiالــســاح أن يــجــاروا الــزمـــان وصــــلاً وصــــدّا
ii مِ الـــــعـــــادِلِ الـــــنـــــزِهِ iiالـــجــــديــــر

شـاكــيــاً لـلـبـنــيــن والأمــــر iiوالــصـــح

وقــبــيــحٌ بــالـــدار أن تــعـــرفَ iiالـــبـــغ ضَ وبــالــمــهــدِ أن يــبــاشـــرَ iiحـــقـــدا
ii ونُــعــيـــتِ بـــيـــن مــعــالـــم iiالأَفـــــراحِ

قلبٌ بوادي الحمى خلفته رمقاً
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

قلـبٌ بـوادي الحـمـى خلفـتـه iiرمـقـاً مـاذا صنعْـتِ بـه يـا ظبيـة َ iiالـبـان؟
أحنى عليكِ مـن الكثبـان ، iiفاتخـذي علـيـه مـرعـاكِ مــن قــاعٍ iiوكثـبـان
غَـرَّبْـتِـه، فَـوَهَــى جَـنْـبـي iiلفُـرقـتـه وحَــنَّ للـنـازح المـاسـورِ iiجثمـانـي
لا ردّه الله مــن أَسْــرٍ، ومــن iiخَـبَـلٍ إذا كان فـي رده صحـوي iiوسلوانـي
دلَّـهـتِــه بـعـزيــزٍ فــــي iiمَـحـاجِــره ماضٍ ، له من مبين السحر iiجفنـان
رمـى فجعـتْ عـلـى قلـبـي جوانـحـه وفلن : سهمٌ ، فقال القلب : سهمان
يا صورة َ الحُورِ في جِلبـاب فانِيَـة ٍ وكوكب الصبـحِ فـي أعطـاف نسـان
مُري عَصِيَّ الكرى يَغشَـى مُجامَلَـة iiً وسامِحي في عناق الطيـفِ أَجفانـي
فحسـبُ خـديْ مـن عينـيَّ مـا iiشربـا فمثـل مـا قـد جـرى لـم تلـق iiعينـان

قل لابن سِينا لا طَبيـ
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي
قل لابن سِينا: لا iiطَبـي بَ الـيــومَ إلا iiالـدرهــمُ
هـو قبـلَ بقـراطٍ iiوقــبْ لَــكَ للجِـراحـة ِ مَـرْهـم
والناسُ مُذ كانوا iiعلـي ه دائـــــرون iiوحـــــوَّم
وبِسحْـرِه تعلـو iiالأَســا فِلُ في العيـونِ iiوتعظـمُ
يا هل ترى الألفانِ iiوق فٌ لا يُمـسُّ iiومَحـرَم؟!
بنـكُ السَّعـيـدِ iiعليهـمـا حـتـى القـيـامـة ِ iiقـيِّــم
لا شيكَ يظهرُ في البنو ك ولا حوالة َ تخصم ii!
وأعفُّ منْ لاقيـتَ iiيلـق اهُ فـــــــلا iiيــتـــكـــرّم!

قفْ باللواحظِ عندَ حدكْ
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

قـفْ باللواحـظِ عنـدَ iiحــدكْ يكفـيـكَ فتـنـة ُ نــارِ iiخــدكْ
واجْـعــل لِـغِـمْـدِكَ هــدْنَــة iiً إن الحـوادث مِـلءُ iiغِـمْـدِك
وصُـنِ المحاسـن عـن iiقلـو ب لا يَـدَيْـنِ لـهــا iiبـجُـنْـدِك
نـظـرتْ إلـيـكَ عــن iiالفُـتـو رِ، وما اتَّقَتْ سَطَواتِ حدِّك
أَعــلــى رِوايــــاتِ الـقَــنَــا مــا كـــان نِسْـبـتُـه iiلـقَــدِّك
نـــال الــعــواذلُ iiجـهـدَهــم وسمعتَ منهم فرق iiجهـدك
نـقـلــوا إلــيـــك مـقــالــة iiً مــا كــان أَكثَـرُهـا iiلـعـبـدك
مـا بـي السهـامُ الكثـرُ iiمـن جَفْنَيْـكَ، لكـنْ سهـمُ iiبُـعْـدِك

قصرَ الأعزة ِ، ما أعزَّ حماكا‍!
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

قصـرَ الأعـزة ِ، مـا أعـزَّ iiحمـاكـا‍! وأجـلَّ فـي العليـاءِ بــدرَ iiسمـاكـا!
تتسـاءلُ العـربُ المقـدسُ iiبيتـهـا: أَأُعِـيــدَ بـانِــي رُكـنِــه iiفـبَـنـاكـا؟!
وتقولُ إذ تأتيكَ تلتمـسُ الهـدى ii: سِـيَّـانِ هــذا فــي الـجـلال iiوذاكــا
يا مُلتَقى القمَرَيْنِ، ما أَبهـاكَ! iiبـل يا مَجْمَـعَ البَحْرَيـن، مـا iiأَصفاكـا!
إنّ الأَمَانَـة َ، والجـلالـة َ، iiوالـعُـلا فــي هـالـة ٍ دارتْ عـلـى iiمغـنـاكـا
ما العِـزُّ إلا فـي ثـرَى القـدَمِ iiالتـي حَـسَـدَتْ عليـهـا النـيِّـراتُ ثـراكــا
يــا ســادسَ الأمــراءِ مــن آبـائـه مــا لـلإمـارة ِ مَــنْ يُـعَـدُّ iiسِـواكــا
التركُ تقرأُ باسمِ جدَّك في iiالوغـى والعُـرْبُ تَذكـرُ فـي الكتـاب iiأَبـاكـا
نسـبٌ لـو انتمـت النـجـومُ iiلعـقـدهِ لـتَـرَفَّـعَـتْ أَن تَـسـكــنَ iiالأَفــلاكــا
شرفاً - عزيزَ العصرِ - فتَّ ملوكهُ فـضـلاً، وفـــاتَ بيـنـهـمُ iiنـجـلاكـا
لك جنَّـة ُ الدنيـا، وكوثرهـا iiالـذي يجري به في الملـكِ شـرطُ iiغناكـا
مـلـكٌ رعـيــتَ اللهَ فـيــه، iiمـؤيــداً بـاسـم النـبـي، مـوفـقـاً iiمسـعـاكـا
فأَقمـتَ أمـراً يـا أَبـا العـبـاسِ iiمــأْ مـونَ السبيـلِ علـى رشيـد نهـاكـا
إن يَعرضوهُ على الجبال تَهـنْ لـه وهـيَ الجـبـالُ، فـمـا أشــدَّ قـواكـا
بسيـاسـة تـقـفُ العـقـولُ كلـيـلـة ً لا تسـتـطـيـع لكُـنْـهِـهـا iiإدراكـــــا
وبحكمـة ٍ فــي الحـكـمِ توفيقـيَّـة iiٍ لـك يَقتَفـي فيهـا الرجـالُ iiخُطـاكـا
مَولايَ، عيدُ الفطرِ صُبـحُ سُعـودِه في مصرَ أسفر عـن سنـا بشراكـا
فاستقـبـلِ الآمــالَ فـيــه iiبـشـائـراً وأشـائـراً تجـالـى عـلــى علـيـاكـا
وتـلـقَّ أَعـيــادَ الـزمــان مُـنـيـرة iiً فهـنـاؤُه مــا كـــان فـيــه iiهَـنـاكـا
أيـامــكَ الـغــرُّ السـعـيـدة ُ كـلـهــا عـيــدٌ، فـعـيـدُ العالـمـيـن iiبَـقـاكــا
فلـيـبـقَ بـيـتـكَ، ولـيــدمْ ديـوانــه وليحـيَ جنـدكَ، ولتعـشْ iiشوراكـا
وليهنـنـي بــك كــلّ يـــومٍ iiأنـنــي في ألـفِ عيـدٍ مـن سعـودِ رضاكـا
يـا أيهـا المـلـك الأَريــبُ، iiإليكـهـا عـذراءَ هامـتْ فـي صفـاتِ عُلاكـا
فطوتْ إليكَ البحـرَ أَبيـضَ نِسبـة iiً لِنظـيـرهِ الـمـورودِ مـــن iiيُمـنـاكـا
قدِمَـتْ عـلـى عـيـدٍ لبـابـك iiبعـدمـا قـدِمَــتْ عـلــيَّ جـديــدة ً iiنُعـمـاكـا
أو كلـمـا جــادتْ نـــداكَ iiرويـتــي سَبَقـتْ ثَـنـايَ بالارتـجـالِ iiيـداكـا؟
أنـتَ الغنـيُّ عـن الثنـاِ، فـإن iiتـردْ مـا يُطـربُ الملـكَ الأَديــبَ iiفهـاكـا

قد سمعَ الثعلبُ أهلَ القرى
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

قـد سمـعَ الثعلـبُ أهــلَ iiالـقـرى يـدعـونَ محـتـالا بـيـا ثـعـلـبُ !
فــقــال حــقّــاً هــــذه غــايـــة iiٌ فـي الفخـرِ لا تؤتـى ولا تطـلـب
من في النُّهى مثلي حتى الورى أَصبَـحْـتُ فيـهـم مَـثـلاً iiيُـضْـرب
مــا ضَــرَّ لــو وافيْتُـهـم iiزائــراً أُرِيهِـمُ فــوقَ الــذي iiاستغـرَبـوا
لعـلـهـم يـحـيـون لـــي زيـنــة iiً يحـضـرهـا الـدِّيــكُ أو iiالأرنـــب
وقــصَـــدَ الــقـــوْمَ iiوحــيــاهُــم وقـــام فـيـمـا بيـنـهـم iiيـخـطـب
فــأُخِــذَ الــزائِــرُ مــــن iiأُذنِـــــه وأعـطـيَ الـكـلـبَ بـــه iiيـلـعـب!
فــلا تَـثِـق يـومـاً بِــذي حِيـلـة iiٍ إذْ رُبَّــمــا يَـنـخَــدِعُ iiالـثـعـلــب!

قد حَمَلَتْ إحدى نِسا الأَرانِبِ
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

قد حَمَلَتْ إحدى نِسـا iiالأَرانِـبِ وحلَّ يومُ وضعها في iiالمركبِ
فقـلـقَ الـرُّكـابُ مــن iiبكـائـهـا وبينمـا الفـتـاة ُ فــي iiعَنائـهـا
جاءت عجوزٌ من بناتِ عرسٍ تقـولُ: أَفـدِي جارَتـي iiبنفسـي
أنا التـي أرجـى لهـذي iiالغايـهْ لأَنـنــي كـنــتُ قـديـمـاً iiدَأيَـــهْ
فقالـتِ الأَرنــبُ: لا يــا جــارَه فــإن بـعـدَ الألـفــة ِ iiالـزيــاره
مـا لـي وثـوقٌ ببنـاتِ iiعـرسِ إنـي أريـدُ دايـة ً مـن جنسـي!

في مقلتيك مصارعُ الأَكبادِ
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

فــي مقلتـيـك مـصــارعُ iiالأَكـبــادِ الله فـــي جـنــبٍ بـغـيــر iiعــمــاد
كانت له كبدٌ ، فحاق بهـا الهـوى قُهِـرتْ، وقـد كانـت مـن الأَطــواد
وإذا النفـوسُ تطوحـتْ فـي لــذة ٍ كـانـت جنايتُـهـا عـلـى iiالأَجـسـاد
نَشْوى ، ومـا يُسقيْـنَ إلاَّ iiراحتـي وَسْنَى ، وما يَطْعَمْن غير iiرُقـادي
ضعفي ، وكم أبلين مـن ذي iiقـوة مرضـى وكـم أفنـيـنَ مــن iiعــواد
يــا قـاتـل اللهُ الـعـيـونَ ؛ iiفـإنـهـا في حَرِّ ما نَصْلَى الضعيفُ البادي
قـاتـلـن فـــي أجفـانـهـن iiقلـوبـنـا فصَرَعْنَـهـا، وسلِـمْـنَ iiبـالأَغـمـاد
وصبغن من دمها الخدود iiتتصـلاً ولقـيـنَ أربــاب الـهـوى iiبـســواد

في ذي الجفونِ صوارمُ الأَقدار
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

فـي ذي الجفـونِ صـوارمُ iiالأَقــدار راعـي البريّـة َ يـا رَعـاكِ الـبـاري
وكفى الحياة ُ لنا حوادثَ ، فافتني مَـــلأَ الـنـجـومِ وعَـالَــمَ iiالأَقــمــار
مـا أَنـتِ فـي هـذي الحلـى إنْسِـيَّـة إن أنـت إلا الشمـسُ فـي iiالأنــوار
زهـراء بالأفـق الــذي مــن iiدونــه وثْـبُ النُّـهـى ، وتـطَـاوُلُ iiالأَفـكـار
تهـتـك الألـبـاب خـلــف iiحجـابـهـا مهما طلعـتِ ، فكيـف بالأبصـار ؟
يا زينة الإصبـاح والإمسـاء ، بـل يــا رَوْنَــقَ الآصـــال iiوالأَسـحــار
ماذا تحـاول مـن تنائينـا النـوى ii؟ أَنـتِ الدُّنـى وأَنـا الخيـالُ iiالسـاري
ألقى الضحى ألقاك، ثم من iiالدجى سـبــل إلــيــك خـفـيــة iiالأغــــوار
وإذا أنـســتُ بـوحـدتــي iiفـلانـهــا سببـي إليـك، وسلـمـي، ومـنـاري
إيـهٍ زمانـي فـي الهـوى iiوزمانهـا مــا كنـتـمـا إلا النَّـمـيـرَ iiالـجــاري
مُتسَلْسـلاً بيـن الصبابـة iiوالصِّـبـا ومـتـرقـرقـاً بـمـســارح الأقـــــدار

على قدرِ الهوى يأْتي العِتابُ
إسم الشاعر(ه): أحمد شوقي

علـى قـدرِ الهـوى يأْتـي iiالعِتـابُ ومَـنْ عاتـبـتُ يَفْـديِـه الصِّـحـابُ
ألــوم معـذِّبـي ، فـألـومُ iiنـفـسـي فأُغضِبـهـا ويرضـيـهـا iiالـعــذاب
ولـو أنَـي استطعـتُ لتبـتُ iiعـنـه ولكنْ كيف عن روحـي المتـاب؟
ولـي قلـب بـأَن يـهْـوَى يُـجَـازَى ومـالِـكُـه بـــأن يَـجْـنِـي iiيُــثــاب
ولـو وُجـد العِقـابُ فعلـتُ، iiلـكـن نفـارُ الظَّـبـي لـيـس لــه iiعِـقـاب
يــلــوم الـلائـمــون ومــــا iiرأَوْه وقِدْماً ضاع في الناس iiالصُّـواب
صَحَـوْتُ، فأَنكـر السُّلْـوان iiقلبـي علـيّ، وراجـع الطَّـرَب iiالشـبـاب
كــأن يــد الـغـرامَِ زمـــامُ قـلـبـي فليس عليه دون هَـوى ً iiحِجـاب
كــأَنَّ روايــة َ الأَشـــواقِ عَـــوْدٌ عـلـى بــدءٍ ومــا كـمـل iiالكـتـاب
كـأنــي والـهــوى أَخَـــوا iiمُـــدامٍ لنـا عهـدٌ بهـا، ولنـا iiاصطـحـاب
إذا ما اغتَضْتُ عن عشقٍ يعشق أُعـيـدَ العـهـدُ، وامـتـد الـشَّــراب

ولي الأمر والراقصة والإرهابي !
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

فـي بـا حـة قصـر السلطـان

راقصـة كغصيـن ا لـبـان ...

يفتلهـا إ يـقـا ع الطبـلـة ii...

) تـكْ تـكْ .. تـكْ iiتــكْ....(

والـسـلـطـان iiالـتّـنـبــل

بيـن الحيـن وبـيـن iiالحـيـن

يـراود جاريـة عـن قبـلـة ii!!

ويـــــراودهــــــا ii...

)لــــيـــــس الآن ii..!!(

ويراودها ... ) ليس ال... آن ..(

و يـــر ا .... ودهـــا ii...

فإذا انتصف الليل ... تراخت ii...

وطواهـا بـيـن الأحـضـان ii!!

والحراس المنتشرون بكل iiمكـان

ســدوا ثـغـرات الحـيـطـان

وأحـاطـوا جــداً iiبالحـفـلـة

كــي لا يـخـدش iiارهـابــي

أمــــن الــدولـــة ii!!..

ويرسل الصواعق
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

إنَّ صـواعِــقَ تَـنْـقَــضُّ ،

الساعـةَ ، مـن صـوبِ iiالغَيـبْ

آتيةٌ تبحثُ عـن ( رأسِ المـالِ )

لِتُشـعِـلَ فـيــهِ الـشَـيـبْ ii!

لا ريبَ ستجعلُ من هذا النِفْطِ ضِياءْ

فـي لـيـل جمـيـع iiالشـرفـاءْ

وتُصيِّرهُ مَحْرَقـةً لملـوكِ العَيـب ْ

إنَّ الساعـةَ آتـيـةٌ لا ريــبْ ii!

بين يدي القدس
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

يـا قـدس يـا سيدتـي معـذرة فليـس لــي يــدان ii،

ولـيـس لــي أسلـحـة ولـيـس لــي مـيــدان ii،

كـــــل الـــــذي أمـلــكــه لــســـان ii،

والنطق يا سيدتي أسعـاره باهظـة ، والمـوت بالمجـان ،

سيدتي أحرجتني، فالعمر سعر كلمة واحدة وليس لي عمران ،

أقول نصف كلمة ، ولعنـة الله علـى وسوسـة الشيطـان ،

جــاءت إلـيــك لـجـنـة، تـبـيـض لجنـتـيـن ،

تفـقـسـان بـعــد جولـتـيـن عـــن ثـمــان ii،

وبـالـرفـاء و ا لـبـنـيـن تـكـثــر الـلـجــان ii،

ويـسـحــق الـصـبــر عــلــى أعـصـابــه ii،

ويـــرتـــدي قـمـيــصــه عــثــمـــان ii،

سـيـدتــي ، حــــي عــلـــى الـلــجــان ،

حـــــــي عــــلــــى الــلـــجـــان !

بين الأطلال
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

أضم في القلب أحبائي أنا

و القـلـب iiأطـــلال

أخـــدعـــنـــي

أقــول : لا iiزالـــوا

رجع الصدى iiيصفعنـي

يقـول : لا... iiزالــوا

بلاد العرب
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

بـعــد ألـفــي ســنــة تـنـهــض فــــوق الـكـتــب ii،

نـــبــــذه عـــــــن وطـــــــن مــغــتـــرب ii،

تـاه فــي ارض الحـضـارات مــن المـشـرق حـتـى المـغـرب ،

باحثا عن دوحة الصدق ولكن عندما كاد يراها حية مدفونة وسط بحار اللهب ،

قــــــــــرب جـــثـــمــــان الـــنـــبــــي ii،

مــــات مـشـنـوقـا عـلـيـهــا بـحــبــال الــكـــذب ii،

وطــن لــم يـبـق مــن آثــاره غـيــر جـــدار خـــرب ،

لم تـزل لاصقـة فيـه بقايـا مـن نفايـات الشعـارات وروث الخطـب ii،

عاش حزب ا ل...، يسقط ا لخا...، عـا ئـد و...، والمـوت للمغتصـب ii،

وعــــلـــــى الـــهـــامــــش ســـــطـــــر ii،

أثـــــــر لــــيــــس لــــــــه اســــــــم ii،

إنــمــا كــــان اســمــه يــومــا بــــلاد iiالــعــرب

بدائل
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

فَتَحـتْ شُبّاكَهـا جارتُـنـا ii.

فَتَـحَـتْ قـلـبـي أنـــا ii.

لــــمْــــحَــــةٌ ii..

واندَلَعَـتْ نافـورةُ iiالشّـمـسِ

وغـاصَ الغَـدُ فـي iiالأمـسِ

وقامَتْ ضجّةٌ صامِتةٌ ما بينَنا ii!

لــمْ نـقُــلْ شـيـئـاً ii..

وقُلنـا كُـلُّ شـيءٍ عِندَنـا ii!

يـا أبـاهـا ا لـمـؤ iiمِـنـا

سالـتِ النّـارُ مـن iiالشُبَّـاكِ

فافتَـحْ جَنّـةَ البـابِ لَـنـا ii.

يـــا أبـاهــا إنّـنــا ii..

لَسـتُـمْ عـلـى مذهبِـنـا ii.

لـــكـــنّـــنـــا ii...

لستُمْ ذوي جاهٍ ولا أهلَ غِنى ii.

أين المفر ..؟
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

الـمــرء فـــي iiأوطـانـنـا

معـتـقـل فـــي iiجــلــده

مـــنـــذ iiالــصــغــر

وتحـت كـل قطـرة مـن iiدمـه

مخـتـبـئ كـلــب iiأثــــر

بصـمـاتـه لـهــا iiصـــور

أنـفـاسـه لـهــا iiصـــور

الـمــرء فـــي iiأوطـانـنـا

لـيـس ســـوى iiاضـبــارة

غـلافـهـا جـلــد iiبـشــر

أيــــــن iiالــمــفــر؟

* * *

أوطـانــنــا iiقــيــامــة

لا تحـتـوي غـيـر iiسـقــر

والـمـرء فـيـهـا iiمـذنــب

وذنــبـــه لا iiيـغـتـفــر

إذا أحــــس أو iiشــعـــر

يشنقـه الوالـي.. قضـاء iiوقـدر

إذا iiنـــــــظـــــــر

تدهسه سيارة القصر.. قضاء وقدر

إذا شـــــــكـــــــا

يوضـع فــي شـرابـه iiســم

.. قــضـــاء iiوقـــــدر

لا درب.. كـــــــلا لا iiوزر

ليـس مــن الـمـوت iiمـفـر

يـــــــا iiربـــنــــا

لا تلم الميت في أوطاننا إذا iiانتحر

فكـل شــيء عنـدنـا مـؤمّـمٌ

حـتـى القـضـاء والـقــدر!

آية النسف
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

لا iiتــــــــهــــــــاجــــــــر

كــــل مـــــا حــولـــك iiغـــــادر

لا تــدع نفـسـك تــدري بنـوايـاك iiالدفيـنـة

وعـلـى نفـسـك مـــن نـفـسـك iiحـــاذر

هـــذه الـصـحـراء مــاعــادت iiأمـيـنــة

هـذه الصحـراء فـي صحرائهـا الكبـرى iiسجينـة

حــولــهــا ألــــــف iiسـفــيــنــة

وعـلــى أنفـاسـهـا مـلـيــون iiطــائــر

ترصـد الجهـر ومـا يخفـى بأعمـاق الضمـائـر

وعـــلـــى بــــــاب iiالـمــديــنــة

وقـــفـــت خــمــســون iiقــيــنــة

حـسـبـمــا تــقــضــي iiالأوامــــــر

تضرب الـدف وتشـدو: " أنـت مجنـون iiوساحـر"

لا iiتــــــــهــــــــاجــــــــر

أيــن تمـضـي ؟ رقــم الـنـاقـة iiمـعــروف

وأوصـافــك فــــي كــــل iiالـمـخـافـر

وكـلاب الريـح تجـري ولـدى الـرمـل iiأوامــر

أن يماشيـك لـكـي يـرفـع بصـمـات الحـوافـر

خـــفـــف الــــــوطء iiقــلــيـــلا

فـأديــم الأرض مـــن هـــذي iiالعـسـاكـر

لا iiتــــــــهــــــــاجــــــــر

اخـــــــــــف iiإيـــمــــانــــك

فـالإيـمـان أستغـفـرهـم إحـــدى الكـبـائـر

لا تـــقـــل إنـــــــك ذاكـــــــر

لا تـــقـــل إنــــــك iiشـــاعــــر

تـب فـإن الشعـر فحشـاء وجــرح iiللمشـاعـر

أنــــــــــــت iiأمــــــــــــي

فــــــــــــلا iiتــــــقــــــرأ

ولا تكـتـب ولا تحـمـل يـراعــا أو iiدفـاتــر

ســـوف يـلـقـونـك فــــي iiالـحـبــس

ولــــن يـطـبــع آيــاتــك iiنــاشـــر

إمـــــض إن شـــئـــت وحـــيـــدا

لا تـــســـل أيــــــن iiالـــرجـــال

كـــل أصـحـابــك رهــــن الإعـتـقــال

فـالـذي نــام بـمــأواك أجـيــر مـتـآمـر

ورفيـق الــدرب جـاسـوس عمـيـل iiللـدوائـر

وابن من نامت على جمر الرمال في سبيل الله: iiكافـر

نــدمــوا مــــن غــيـــر ضــغـــط

وأقــــــــــروا iiبـــالـــضــــلال

رفـعــت أسـمـاؤهـم فـــوق iiالـمـحـاضـر

وهـــوت أجـسـادهـم تـحــت iiالـحـبــال

إمـــــض إن شـــئـــت وحـــيـــدا

أنـــت مـقـتـول عـلــى أيـــة iiحـــال

ســـــتــــــرى iiغـــــــــــارا

فـــــــلا تـــمــــش أمـــامــــه

ذلــــــك الـــغــــار iiكــمــيـــن

يـخـتــفــي حـــيـــن iiتـــفــــوت

وتــرى لـغـمـا عـلــى شـكــل حـمـامـة

وترى آلـة تسجيـل علـى هيئـة بيـت العنكبـوت

تلـقـط الكلـمـة حـتــى فـــي iiالـسـكـوت

ابتـعـد عـنــه ولا تـدخــل وإلا iiسـتـمـوت

قبـل أن يلقـي عليـك القبـض فرسـان iiالعشائـر

أنــت مطـلـوب عـلــى كـــل iiالـمـحـاور

لا iiتــــــــهــــــــاجــــــــر

اركــب النـاقـة واشـحــن ألـــف طـــن

قف كما أنت ورتل آية النسف (1) على رأس iiالوثـن

إنهـم قـد جنـحـوا للسـلـم فاجـنـح iiللذخـائـر

ليعود الوطن المنفـي منصـورا إلـى أرض iiالوطـن

(1) "وانظر إلى إلهـك الـذي ظلـت عليـه iiعاكفـا

لنحرقنـه ثــم لننسفـنـه فــي الـيـم iiنسـفـا

إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علماً "

انتفاضة المدافع
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

خــل الخـطـاب لمـدفـع هــدار
واحـرق طـروس النثـر iiوالأشعـار
وانهض فأصفـاد ا لا سـار iiلساكـن
ومـسـرة التيـسـيـر iiللـسـيـار
كـم عـازف عـن جـدول iiمتوقـف
ومتابـع ميـل السـراب iiالـجـاري
لولا إ صطر ا ع الأرض ما قامت على
يـم ا لـد جـن سـوا بـح الأقمـار
وقوافـل الغيـث الضحـوك شحيحـة
وكتائـب الغيـم الكظيـم iiجــواري
فاقطع وثاق الصمت واستبق الخطـى
كـا لطـا رئـات لحومـة iiالمضمـار
أنـت القـوي فقـد حملـت iiعقيـدة
أمـا ســواك فحامـلـو iiأسـفـار
يتعلقـون بـهـذه الدنـيـا iiوقــد
طبعـت علـى الإيـراد iiوالإصــدار
دنيـا وبـاعـوا دونـهـا iiالعلـيـا
فبئس المشتري، ولبئس بيع iiالشاري
ويؤملـون بهـا الثبـات iiفبئسـمـا
قـد أمـلـوا فــي كـوكـب iiدوار
أنت القـوي فقـل لهـم لـن iiأنثنـي
عمـا نويـت وشافعـي iiإصــراري
لـن أنثنـي فـإذا قتـلـت iiفإنـنـي
حـي لـدى ربـي مــع iiالأبــرار
وإذا سجـنـت فإنـمـا iiتتـطـهـر
الزنزانـة السـوداء فـي iiأفـكـاري
وذا نفيـت عـن الـديـار iiفأينـمـا
يمضي البريء فثـم وجـه iiالبـاري
وإذا ابتغيتـم رد صـوتـي iiبـالـذي
مـارد عـن قـارون قـرن iiالـنـار
فكأنـمـا تتـصـيـدون iiذبـابــة
فــي لـجـة محمـومـة iiالتـيـار
إغرائكـم قـدر الغريـر، iiوغيرتـي
قــدر بـكـف مـقـدر iiالأقــدار
شتـان بيـن ظلامـكـم iiونـهـاري
شتـان بيـن الـديـن iiوالديـنـار.

أوصاف ناقصة
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

نــزعــم أنــنــا iiبــشــر

لـكـنــنــا iiخـــــــراف!

لـيــس تـمـامــاً.. إنــمــا

فـــي ظـاهــر iiالأوصـــاف.

نُــقــاد مـثـلـهـا؟ iiنــعــم.

نُـذعــن مـثـلـهـا؟ iiنــعــم.

نُـذبــح مـثـلـهـا؟ iiنــعــم.

تـلــك طـبـيـعـة iiالـغـنــم.

لكنْ.. يظل بيننـا وبينهـا iiاختـلاف.

نـحــن بــــلا iiأردِيــــة..

وهي طوال عمرها ترفل بالأصـواف!

نــحــن بــــلا iiأحــذيــة

وهي بكل موسم تستبـدل iiالأظـلاف!

وهي لقاء ذلها.. تثغـو ولا iiتخـاف.

ونحن حتى صمتنا من صوته iiيخـاف!

وهـــي قُـبـيــل iiذبـحـهــا

تـــفـــوز بـــالأعـــلاف.

ونـحــن حـتــى iiجـوعـنــا

يـحـيـا عـلــى ا لـكـفـا iiف!

هل نستحق، يا ترى، تسمية الخراف؟

انتفاضة المدافع
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

خــل الخـطـاب لمـدفـع هــدار
واحـرق طـروس النثـر iiوالأشعـار
وانهض فأصفـاد ا لا سـار iiلساكـن
ومـسـرة التيـسـيـر iiللـسـيـار
كـم عـازف عـن جـدول iiمتوقـف
ومتابـع ميـل السـراب iiالـجـاري
لولا إ صطر ا ع الأرض ما قامت على
يـم ا لـد جـن سـوا بـح الأقمـار
وقوافـل الغيـث الضحـوك شحيحـة
وكتائـب الغيـم الكظيـم iiجــواري
فاقطع وثاق الصمت واستبق الخطـى
كـا لطـا رئـات لحومـة iiالمضمـار
أنـت القـوي فقـد حملـت iiعقيـدة
أمـا ســواك فحامـلـو iiأسـفـار
يتعلقـون بـهـذه الدنـيـا iiوقــد
طبعـت علـى الإيـراد iiوالإصــدار
دنيـا وبـاعـوا دونـهـا iiالعلـيـا
فبئس المشتري، ولبئس بيع iiالشاري
ويؤملـون بهـا الثبـات iiفبئسـمـا
قـد أمـلـوا فــي كـوكـب iiدوار
أنت القـوي فقـل لهـم لـن iiأنثنـي
عمـا نويـت وشافعـي iiإصــراري
لـن أنثنـي فـإذا قتـلـت iiفإنـنـي
حـي لـدى ربـي مــع iiالأبــرار
وإذا سجـنـت فإنـمـا iiتتـطـهـر
الزنزانـة السـوداء فـي iiأفـكـاري
وذا نفيـت عـن الـديـار iiفأينـمـا
يمضي البريء فثـم وجـه iiالبـاري
وإذا ابتغيتـم رد صـوتـي iiبـالـذي
مـارد عـن قـارون قـرن iiالـنـار
فكأنـمـا تتـصـيـدون iiذبـابــة
فــي لـجـة محمـومـة iiالتـيـار
إغرائكـم قـدر الغريـر، iiوغيرتـي
قــدر بـكـف مـقـدر iiالأقــدار
شتـان بيـن ظلامـكـم iiونـهـاري
شتـان بيـن الـديـن iiوالديـنـار

أمثولة الكائنات
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

يَلتقِـطُ البُلبـلُ قُــوتَ iiيَـومِـهِ

لكنَّـهُ فـوقَ الـذُّرا يَـشـدو ii.

وَهْوَ إذا راحتْ فِخاخُ الصَّيدِ iiتَمتـدُّ

واسـتـكـلـبَ iiالـصَّــيــدُ

مَـــدَّ الجنـاحـيـن iiإلـــى

حُريَّةٍ واسعةٍ ليـسَ لَهـا حَـدُّ ii.

وتَثقُـلُ الغَيمـةُ مِـن iiتخمِتـهـا

لكنّهـا فــوقَ الــذُّرا تـعـدو

وَهْيَ إذا صارت عَلَيْها الرِّيحُ تَشتَدُّ

واسـتـكـلــبَ iiالــبَـــرْدُ

تَحرّكـتْ فـي قلبهـا iiصاعِـقَـةٌ

وَضَـجَّ فـي شفاهِهـا الرَّعـدُ ii.

والوَردُ يَحسو قُوتَهُ تحتَ iiالثّـرى

لكـنَّـهُ فــوقَ الـــذُّرا iiوَردُ

وَهْوَ إذا صارَ عليهِ النّحْـلُ iiيَنْهَـدُّ

واسـتـكـلـبَ iiالـحَــصْــدُ

لَمْ يَخْشَ أن يُطلِقَ صوتَ عِطـرهِ

ولو جرى مِـن دُونـهِ الشَّهْـدُ ii.

وأنـتَ يــا ابــنَ موطـنـي

لـــولا خَـيــالُ iiمَــعْــدَةٍ

تــكـــادُ لا تــبـــدو ii!

لا يُوجَـدُ النَّقْـدُ علـى iiكَـفِّـكَ

إِن لم يَنعَدِمْ فـي ثَغـركِ iiالنَّقـدُ.

ثَغـرُك يــا ابــنَ موطـنـي

مـــا هُـــوَ إلاّ iiثَــغَــرةُ

بـالـخُـبــز تَـنْــسَــدُّ ii!

والخُبزُ هـذا خُبُـزكَ iiالمسْـروقُ

والواهِبُ هـذا.. سـارقُ iiوَغْـدُ

مِنْـهُ عَلَيـكَ الــذُّل iiوالجَـلْـدُ

وَمِنـكَ فيـهِ الشُّكـرُ والحَمْـدُ ii!

***

العَبْـدُ لـيـسَ مَــن طــوى

قَـبـضَـتَــهُ iiالــقَــيــدُ

بَـل هُـوَ يـا ابْــنَ موطـنـي

مَـــنِ يَـــدُهُ iiمُـطـلَـقَـةُ

وَقَـلــبُــهُ عَـــبْـــدُ

أمام الأسوار
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

احتمالان أمام الشاعر الحر

إذا واجه أسوار iiالسكوت.

احـــتـــمـــالان:

فـأمــا أن iiيـمــوت

أو iiيــــمــــوت

المنشق
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

أكثَـرُ الأشـيـاءِِ فــي iiبَلدَتِـنـا

الأحــــــــــــــزابُ

والـــــفَـــــقْـــــرُ

وحــــالاتُ الــطّـــلاقِ ii.

عِندَنا عشرَةُ أحزابٍ ونِصفُ الحِزبِ

فـــي كُــــلِّ زُقــــاقِ ii!

كُلُّها يسعى إلـى نبْـذِ الشِّقـاقِ ii!

كُلّها يَنشَقُّ فـي السّاعـةِ شَقّيـنِ

ويَنشَـقُّ علـى الشَّقّيـنِ iiشَقَّـانِ

وَيَنشقّـانِ عــن شَقّيهِـمـا ii..

مـن أجـلِ تحقيـقِ الـوِفـاقِ ii!

جَـمَـراتٌ تَتـهـاوى iiشَـــرَراً

والـــبَـــرْدُ بـــــــاقِ

ثُـــمّ لا يـبـقــى iiلــهــا

إلاّ رمـــادُ ا لإ حـتِــر ا قِ ii!

**

لَــمْ يَـعُـدْ عـنـدي iiرَفـيـقٌ

رَغْــمَ أنَّ البـلـدَةَ اكـتَـظّـتْ

بـــــآلافِ الــرّفـــاقِ ii!

ولِذا شَكّلـتُ مـن نَفسـيَ حِزبـاً

ثُـــــــمّ iiإنّــــــــي

- مِـثـلَ كـــلِّ الـنّــاسِ –

أعلَنتُ عـن الحِـزْبِ انشِقاقـي ii!

المعجزة ..
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

ليسَ بِجُرْمٍ.. بَلْ مُعجـزة iiٌ

ما جاءَ بـهِ الأمريكـانْ ii!

فَــهُــمُ iiاقـتـرفــوهُ

وَهُــــمْ هَـتــكُــوا

سِـرِّيـتَـهُ iiبـالإعــلانْ

فأتاحـوا لجميـعِ iiالدُّنـيـا

أن تشهَدَ في بضْعِ iiثـوانٍ

سِــحْــرَ iiمــكــانٍ

كـانَ خفيّـاً مُنـذُ iiزَمـانْ

ما اجتَلَتِ الأَعيـنُ iiمَـرآهُ

ولا سَمِعَـتْ عَنـهُ iiالآذانْ

هُوَ أحسَنُ ما فاضَ عَلَيْنـا

مِن فَضْلِ فَضيلةِ ii(مِحقـانْ)

إذ كـانَ مَـمَـرّاً لِلجَـنَّـةِ

مَحروسـاً بعُتـاةِ الجِـنَّـةِ

ليـسَ يُغـادِرهُ iiمَخـلـوقٌ

إلاّ بكفالـةِ (رَضـوانْ ) ii!

***

هُــــوَ مُـعـجــزَةٌ..

ما جـاءَ بـهِ iiالأمريكـانْ

إذ فَتَّحَ فـي الحـال iiلَدَيْنـا

أبصـارَ جَميـعِ iiالعُميـانْ

وأثـارَ الضجّـةَ iiعارِمَـةً

في سَمْعِ جَميعِ iiالطرشـانْ

وَحَشـا بِفَـمِ الأبكـمِ iiمِنّـا

عُنقوداً مِن ألفِ لِسـانْ ii!

فـإذا بِسيـاطِ iiالطُّغـيـانْ

تتحـوَّلُ أوتــارَ كَـمـانْ

يصدمها التّعذيـبُ iiفتبكـي

وَتَفيضُ بعَـذْبِ الألحـانْ !

وإذا بضِـبـاعِ iiالبـرّيَّـةِ

تَعـوي لِضيـاعِ iiالحرّيـةِ

حامِلـةً بيـنَ iiنَواجـذِهـا

أشلاءَ حُقـوقِ الإنسـانْ ii!

***

أمْريكـا أكبَـرُ شَيـطـانٍ

ولقـد مَـنَّ اللّـهُ iiعَلَيْنـا

بفضيحَـتـهِ iiبـالألــوانْ

فأعـادَ الصّـوتَ iiلألسُننـا

والأبصـارَ إلـى iiأَعيُنِنـا

والأسمـاعَ إلـى الآذانْ ii.

ولهـذا قـد وَجَــبَ iiالآنْ

كـي نَشكُـرَ مِنَّـةَ بارئِنـا

أن نلعَـنَ ظُلْـمَ iiالشّيطـانْ

ونَبثَّ النُّورَ.. لكي iiنُبـدي

فـي كُـلِّ بـلادِ iiالعُربـانْ

مِن صَنعـاءَ إلـى iiعمّـانَ

وَمِن وهرانَ إلى الظّهرانْ :

عَـدْلَ مَلائكـةِ الرّحمـنْ !

***

الظُّلمْـةُ حالـكـةٌ iiجّــداً

لا ضـوءَ بكُـلِّ iiالأوطـانْ

لا صوتَ سِوى هَمْسِ iiمُذيعٍ

يتسرَّبُ مِن ثُقْـبِ بيـانْ ii:

أُطفِئَتِ الأنـوارُ.. iiحِـداداً

لِوفـاةِ حُقـوقِ iiالإنسـانْ

تَحتَ أيـادي الأمريكـانْ

المستقل
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

يَــدرجُ النَّـمـلُ إلــى iiالشُّـغْـلِ

بِــخُــطْــواتٍ دؤوبَــــــهْ

مُــخــلــصَ الــنِّــيـــةِ

لا يَـعـمــلُ درءاً iiلـعــقــابٍ

أو لـتـحـصـيـلِ iiمَـثــوبَــهْ

جاهِداً يَحفرُ في صُمِّ الجَلاميدِ دُروبَهْ ii.

وَهْـوَ يَبنـي بَيتَـهُ شِبـراً iiفَشِبـراً

فـــإذا لاحَ لَــــهُ iiنَــقــصٌ

مضى يُصِلحُ فـي الحـالِ عُيوبَـهْ ii.

وَبـصـبـرٍ يَـجـمـعُ iiالــــزّادَ

ولو زادَ عليه الثِّقْلُ ما أوهى وُثوبَهْ .

وَهْـوَ مَفـطـورٌ عـلـى iiالسَّـلْـمِ

ولــــــــكـــــــــنْ

عِـنـدمـا يَـدهَـمُـهُ iiالـعُــدوانُ

لا يُـوكِـلُ لِلـغـيـرِ حُـروبَــهْ ii.

بــعــنـــادِ iiالــنَّــمـــلِ

يكتَـظُّ فــؤادُ الـيـأسِ iiبالـيـأسِ

وتنهالُ الصُّعوباتُ على رأسِ الصُّعوبَهْ

***

أيُّـهـا النَّـمـلُ لَــكَ iiالـمَـجْـدُ

ودامَـــــتْ لَــــــكَ iiرُوحٌ

لم تَصِلْها أبـداً عَـدْوى العُروبَـهْ ii!

المرهم العجيب
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

أيُّها النـاس قفـا نضحـك علـى هـذا iiالمـآل

رأسًـنــا ضـــاع فـلــم نـحــزن ii..

ولـكـنّـا غـرقـنـا فــــي iiالــجــدال

عــنـــد فــقـــدان iiالــنــعــال!

لا iiتـــــــلـــــــومـــــــوا

" نصـف شبـر" عـن صـراط الصـف iiمـال

فعـلـى آثــاره يلـهـث أقــزام iiطـــوال

كلهم فـي ساعـة الشـدّة .. ( آبـاءُ ر iiغـال!

لا تـــــــلـــــــومـــــــوه

فكـل الـصـف أمـسـى خــارج iiالـصـف

وكـل العنتـريـات قـصـور مــن iiرمــال.

لا تـــــــلـــــــومـــــــوه

فمـا كـان فدائـيـاً .. بـإحـراج الإذاعــات

ومـا بـاع الخيـال .. فـي دكاكيـن iiالنضـال

هـو منـذ البـدء ألقـى نجمـة فـوق الهـلال

ومـــــن الـخــيــر iiاســتــقــال

هـــو إبـلـيـس فــــلا تـنـدهـشـوا

لـو أن إبلـيـس تـمـادى فــي الـضـلال

نـحـن بالدهـشـة أولــى مــن سـوانـا

فـــــــدمــــــــانــــــــا

صـبــغــت رايـــــة iiفــرعـــون

وموسـى فلـق البـحـر بـأشـلاء iiالعـيـال

ولــدى فـرعـون قــد حــط iiالـرحــال

ثـــم ألــقــى الآيــــة iiالـكـبــرى

يــداً بـيـضـاء.. مـــن ذُلِّ الـســؤالْ!

أفــــلـــــح iiالـــســـحــــر

فـهـا نـحـن بيـافـا نــزرع "الـقــات"

ومــن صـنـعـاء نـجـنـي iiالبـرتـقـال!

* * ii*

أيـــــهـــــا iiالـــــنـــــاس

لمـاذا نهـدر الأنفـاس فـي قـيـلٍ وقــالْ؟

نحن فـي أوطاننـا أسـرى علـى أيـة iiحـال

يسـتـوي الـكـبـش لـديـنـا iiوالـغــزال

فبلاد العرب قد كانت وحتى اليوم هـذا لا iiتـزال

تــحـــت نــيـــر iiالاحـــتـــلال

من حدود المسجد الأقصى .. إلى )البيت الحلال(!

* * ii*

لا تنـادوا رجــلاً فالـكـل أشـبـاه iiرجــال

وحواةٌ أتقنـوا الرقـص علـى شتـى iiالحبـالْ.

و يميـنـيـون .. أصــحــاب iiشــمــالْ

يـتـبــارون بــفـــنِّ iiالاحـتــيــالْ

كلـهـم ســوف يقـولـون لــه : iiبـعـداً

ولكـن .. بعـد أن يـبـرد فيـنـا iiالانفـعـال

ســيــقــولــون: iiتــــعـــــال

وكـفــى الله "الـسـلاطـيـن" الـقـتــال!

إنّــنـــي لا أعــلـــم iiالــغــيــب

ولـــكــــن .. صــدّقـــونـــي ii:

ذلــك الطـربـوش .. مــن ذاك iiالعـقـال!

المتكتم
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

ألقيت خطاباً فـي iiالنـادي،

و تلوت قصائد في المقهـى،

و نقدت السلطة في iiالمطعم.

هل تحسب أنّـا لا نعلـم ؟!

……… ii!

فــي يـــوم كـــذا…

حـاورت مذيعـاً iiغربـيـاً

و عرضت بتصريـح iiمبهـم

لغبـاوة قائدنـا iiالملـهـم.

هل تحسب أنـا لا نعلـم ؟!

- ……… !

فــي يـــوم كـــذا…

جــــارك iiســلّـــم.

فصرخـت بـه: أيّ سـلام

و كلانا، يـا هـذا، iiنعـش

يتنقـل فـي بلـدٍ مـأتـم ؟

هل تحسب أنـا لا نعلـم ؟!

هذي أمثلةٌ… و الخافي أعظم

إنّ ملفـك هـذا متـخـم !

هل عندك أقـوال أخـرى ii؟

- ……… !

لا iiتــتــكـــتّـــم.

دافع عن نفسك… أو تعدم ii!

- ……… !

لا تــتــكـــلّـــم ii؟

إ فعل ما تهوى… iiلجهنـم.

* * ii*

شـنــق الأبــكــم ii!!!

القرابين
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

هَطَلَتْ مِـن كُـلِّ صَـوْبٍ عَيـنُ iiبـاكٍ

وَهَـوَتْ مِـن كُـلِّ فَـجٍّ كَـفُّ iiلاطِـمْ

وَتَداعـى كُـلُّ أصحـابِ iiالمـواويـلِ

وَوافَـى كُــلُّ أربــابِ iiالتّراتـيـلِ

لِتَرديـدِ التّواشيـحِ وتَعليـقِ iiالتّمائِـمْ

وأقـامـوا، فَـجـأةً، مِــن iiحَوْلِـنـا

سُـــــــورَ مـــآتِــــمْ ii.

إنَّهم مِن مِخلَبِ النَّسْرِ يخافونَ عَلَيْنا ii..

وَكأَنّا مُستريحونَ على ريشِ الحَمائِـمْ ii!

ويخافُونَ اغتصـابَ النَّسْـرِ لِلـدّارِ ii..

كـأنَّ النَّسْـرَ لَـمْ يَبسُـطْ iiجَناحَـيْـهِ

عـلــى كُــــلِّ الـعَـواصِــمْ ii!

أيُّ دارٍ ii؟!

أرضُنـا مُحتـلَّـةٌ مُـنـذُ iiاستقـلَّـتْ

كُلَّمـا زادَتْ بهـا البُلـدانُ.. قَـلَّـتْ ii!

وَغِناها ظَلَّ في أيدي المُغيريـنَ iiغَنائِـمْ

والثّرى قُسِّمَ ما بينَ النّواطيرِ قَسائِـمْ ii.

أيُّ نِـــــــفــــــــطٍ ii؟!

صاحِـبُ الآبـارِ، طُــولَ iiالعُـمْـرِ،

عُـريــانٌ وَمَـقــرورٌ وصـائِــمْ

وَهْــوَ فَــوقَ النّـفـطِ عـائِــمْ !

أيُّ شَـــــــعْـــــــبٍ ii؟!

شَـعـبُـنـا مُــنــذُ iiزَمــــانٍ

بَينَ أشـداقِ الـرَّدى والخـوفِ iiهائِـمْ

مُـسـتـنـيــرٌ iiبـــظــــلامٍ

مُـسـتـجـيــرٌ بِـمـظــالِــمْ !

هُــــوَ أجــيــالُ iiيَـتـامــى

تَـــــتَــــــرامــــــى

مُنذُ مـا يَقـرُبُ مِـن خَمسيـنَ iiعامـا

كالقَرابينِ فِداءَ المُستبدّينَ " النّشامى" ii.

كُلُّ جيـلٍ يُنتَضـى مِـن أُمِّـهِ iiقَسْـراً

لِكَـيْ يُهـدى إلــى (أُمِّ iiالهَـزائِـمْ)

وَهْــــــيَ تَــلــقــاهُ iiوُروداً

ثُــــمَّ تُـلـقـيـهِ iiجَـمــاجِــمْ

وَبُـــروحِ الـنَّـصـرِ تَـطـويــهِ

ولا تَقَبلُ في مَصْرعِـهِ لَوْمـةَ لائِـمْ ii.

فَـهُـوَ المقـتـولُ ظُلْـمـاً iiبيدَيْـهـا

وَهُوَ المَسؤولُ عـن دَفْـعِ المَغَـارِمْ ii!

فَــــــــإذا iiفَـــــــــرَّ

تَفـرّى تَـحـتَ رِجْلَـيْـهِ iiالطّـريـقْ

فَهْـوَ إمّـا ظامِـئٌ وَسْـطَ iiالصّحـارى

أو بأعـمـاقِ المُحيـطـاتِ iiغَـرِيـقْ

أو رَقيقٌ.. بِدماءٍ يَشتـري بِلَّـةَ iiريـقٍ

مِن عَدُوٍّ يَرتدي وَجْهَ شَقيقٍ أو صَديقْ !

فَلماذا صَمَتُـوا صَمْـتَ أبـي iiالهَـوْلِ

لَـــدَى مَـــوْتِ iiالـضّـحـايـا..

واستـعـاروا سُـنَّــةَ iiالخَـنـسـاءِ

لَـمّـا زَحَـفَـتْ كَــفُّ iiالمَـنـايـا

نَـحْــوَ أعـنــاقِ الـجَـرائِـمْ ii؟!

* ii*

يــا شُعـوبـاً مِـــن iiسَـــرابٍ

فــي بــلادٍ مِـــن iiخَـــرابْ..

أيُّ فَـــرْقِ فـــي الـسَّـجـايـا

بَـيــنَ نَـسْــرٍ وَعُــقــابْ ؟!

كُـلُّـهــا نَــفْــسُ iiالـبـهـائِـمْ

كُلُّهـا تَنـزِلُ فـي نَـفْـسِ iiالـرّزايـا

كُلُّهـا تأكُـلُ مِـن نَـفـسِ iiالـولائِـم

إنّـمـا لِلـجُـرْمِ رَحْـــمٌ iiواحِـــدٌ

فـــــــي كُـــــــلِّ iiأرضٍ

وَذَوو الإجرامِ مَهْما اختلَفَـتْ iiأوطانُهـمْ

كُـــــــلٌّ تــــوائِــــمْ ii!

* ii*

عَـصَــفَ الـعـالَـمُ iiبالصَـفَّـيـنِ

حَــقْــنـــاً iiلِــدِمـــانـــا

وانـقَـسَـمْـنــا iiبِــهَــوانــا

مِثْلَمـا اعتَـدْنـا.. إلــى iiنِصفَـيـنِ

ما بَينَ الخَطيئـاتِ ومـا بيـنَ iiالمآثِـمْ

وَتـقـاسَـمْـنـا الـشّـتــائِــمْ ii.

داؤنــــا مِــنّــا iiوَفـيــنــا

وَتَـشـافـيـنــا تَــفــاقُــمْ ii!

لــــو صَـفَـقْـنـا iiالــبــابَ

فـي وَجْـهِ خَطايـا العَـرَبِ الأقحـاحِ

لَــمْ تَـدخُــلْ عَلَـيْـنـا مِـنْــهُ

آثــــــامُ الأعـــاجِــــمْ ii!

الغريب
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

كُــلُّ مـــا فـــي iiبَـلْـدَتـي

يَـمــلأُ قـلـبـي بـالـكَـمَـدْ ii.

بَلْـدَتـي غُـربـةُ روحٍ iiوَجَـسَــدْ

غُـربَـةٌ مِــن غَـيــرِ حَـــدْ

غُـربَــةٌ فـيـهـا الـمـلايـيـنُ

ومــــا فـيـهــا أحَــــدْ ii.

غُـــربَـــةٌ iiمَــوْصــولَــةٌ

تــبــدأُ فــــي الـمَــهْــدِ

ولا عَــوْدَةَ منـهـا .. لـلأبَـدْ ii!

**

شِـئـتُ أنْ أغـتــالَ iiمَـوتــي

فَـتَـسـلّـحـتُ بِـصــوتــي ii:

أيُّهـا الشِّعـرُ لَقَـدْ طــالَ iiالأَمَــدْ

أهلَكَتني غُربَتي ، يـا أيُّهـا iiالشِّعـرُ،

فـكُــنْ أنــــتَ الـبَـلَــدْ ii.

نَجِّني من بَلْـدَةٍ لا صـوتَ iiيغشاهـا

سِــوى صــوتِ الـسّـكـوتْ ii!

أهلُهـا موتـى يَخـافـونَ iiالمَنـايـا

والقبورُ انتَشرَتْ فيها على شَكْلِ بُيوتْ

مـــاتَ حــتّــى iiالــمــوتُ

.. والحـاكِـمُ فيـهـا لا يـمـوتْ ii!

ذُرَّ صوتي، أيُّها الشّعـرُ، بُـر و iiقـاً

فـــي مـفــا زاتِ الـرّمَــدْ ii.

صُبَّـهُ رَعْــداً عـلـى iiالصّـمـتِ

ونـاراً فـي شرايـيـنِ الـبَـرَدْ ii.

ألْـــقِــــهِ iiأفــــعــــى

إلــى أفـئِـدَةِ الحُـكّـامِ iiتسـعـى

وافـــلِـــقِ iiالــبَــحْـــرَ

وأطبِقْـهُ علـى نَـحْـرِ الأساطـيـلِ

وأعــنـــاقِ iiالـمَـسـاطـيـلِ

وطَهِّرْ مِن بقاياهُمْ قَـذ اراتِ الزَّبَـدْ ii.

إنَّ فِرعَونَ طغى، يـا أيُّهـا iiالشّعـرُ،

فـأيـقِـظْ مَــــنْ رَقَــــدْ ii.

قُــل هـــوَ الـلّــهُ iiأحَـــدْ.

قُــل هـــوَ الّـلــهُ iiأحَـــدْ.

قُــل هـــوَ الّـلــهُ iiأحَـــدْ.

**

قــالَــهـــا iiالــشِّــعـــرُ

وَمَـدَّ الصّـوتَ، والصّـوتُ iiنَـفَـدْ

وأتــى مِـــنْ بَـعْــدِ iiبَـعــدْ

واهِـنَ الـرّوحِ مُحاطـاً iiبالـرّصَـدْ

فَـــوقَ أشـــداقِ iiدراويـــشٍ

يَمُدّونَ صدى صوتي علـى iiنحْـريَ

حــبــلاً مِــــن iiمَــسَــدْ

وَيَـصـيْـحـونَ " مَـــــدَدْ " ii!

الشعار
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

الإبـــــريــــــقْ

لا يَملكُ مِمّا يَحملُهُ بِلّةَ ريقْ.

الإبـــــريــــــقْ

صَـدِيءٌ، ظمـآنٌ، مُتَّسِـخٌ

وعلي طُـول العُمْـرِ iiيُريـقْ

مـــــا iiيـحـمـلُــهُ

للتنظيفِ وللإرواءِ وللتزويقْ.

الإبـــــريــــــقْ

صُورَتُنا.. إذ نُهـرقُ شَهْـداً

للـرّومـانِ iiولـلإغـريـقْ

وَنَنـالُ عَنـاءَ iiالتّدبـيـقْ.

أيُّ iiصَـــفـــيـــقْ

قد صاغَ مِنَ النَّسْـرِ شِعـاراً

يَخفقُ مِـن فَـوقِ iiالأعـلامِ

وَيَخنـقُ أنفـاسَ iiالإعـلامِ

وَيُخجِلُ أخـلاقَ iiالتّلفيـقْ؟!

كيفَ يكونُ النّسـرُ iiشِعـاراً

لِشعـوبٍ مِثـلَ iiالبطـريـقْ

لا تَعرفُ ما معنـي iiالسَّيْـرِ

ولا تعرفُ معنـي iiالتّحليـقْ

وعلي سَـوْطِ الذُّلّـةِ تغفـو

وعلي صَوتِ الخَوفِ iiتُفيقْ؟!

سَنري أنَّ الصِّدقَ iiصَـدوقٌ

وَنـري أنّ الحـقَّ iiحقيـقْ

حِيـن نَـري رايـةَ iiأُمّتِنـا

تخفقُ فـي ريـحِ iiبلاهَتِهـا

وَعَلَيْهـا صُـورةَ iiإبـريـقْ

السلطان الرجيم ..!!
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

شيطـان شعـري زارنــي فـجـن إذ iiرآنــي

أطـبـع فــي ذاكـرتـي ذاكــرة النـسـيـان

وأعلـن الطـلاق بـيـن لهجـتـي ولهجـتـي ،

وأنــصــح الـكـتـمـان بـالـكـتـمـان ii،

قـلـت لــه : " كـفـاك يــا شيـطـانـي ii،

فــــإن مــــا لـقـيـتـه كـفـانــي ii،

إيـاك أن تحفـر لـي مقبرتـي بمعـول iiالأوزان

فأطرق الشيطان ثم اندفعت في صدره حرارة الإيمان

وقـبـل أن يـوحــي لـــي قصـيـدتـي ii،

خـــــط عــلـــى قـريـحــتــي : ii،

" أعــــوذ بالله مــــن الـسـلـطــان ii"

الرمضاء والنار
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

ذلك المسعور ماض في إ قتفـا iiئـي..

صُـــــــن iiحــيــائـــي..

يا أخي أرجوك.. لا تقطـع iiرجائـي..

صُـــــــن iiحــيــائـــي..

أنا يا سيدتي؟! لكنني لص وسفاك دماء!

فلتكـن مهمـا تكـن لـيـس iiمهـمـا

.. إن شـرطـيــاً iiورائـــــي!

الدولة
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

قـــالـــت iiخــيــبــر:

شبـران… و لا تطلـب iiأكـثـر.

لا تطمـع فـي وطــنٍ iiأكـبـر.

هــــــذا iiيــكــفــي…

الشرطـة فـي الشبـر iiالأيـمـن

و المسلخ فـي الشبـر الأيسـر.

إنــا أعطيـنـاك "المخـفـر" ii!

فتـفـرغ لحـمـاسٍ و iiانـحـر.

إن القتل على أيديك سيغدو أيسر !

الحفلة
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

فـى باحـةِ قصـرِ iiالسُّلطـانْ

راقِـصـةٌ كغُصـيـن الـبـانْ

يَفْتلُـهـا إيـقـاعُ iiالطـبـلـةْ

( تِـكْ تِـكْ .. تِـكْ تِــكْ ii)

والـسُـلـطـانُ iiالـتِّـنْـبَـلُ

بيَـن الحيِـن وبيـنَ iiالحيِـن

يُـراودُ جاريـةً عـن قُبـلَـةْ

ويــــراوِدُهـــــا …..

( لــــيـــــسَ الآنْ )

ويراودها .. ( ليسَ ال…. آنْ )

ويُـــــرا….وِدُهـــــا

فإذا انتصفَ اللّيـلُ ، iiتَراخَـتْ

وطواهـا بيـنَ الأحـضـانْ ii!

والحُرّاس المنتشرونَ بكلِّ iiمَكانْ

سَـدّوا ثَـغَـراتِ iiالحيـطـانْ

وأحـاطـوا جِــدًّا iiبالحفـلَـةْ

كــيْ لا يَـخـدِشَ إرهـابـيٌ

أمْـــــنَ الــدّولـــةْ ii!

الحلم
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

وقفـت مابيـن يـدي مفـسـر الأحــلام ii،

قلت له : " يا سيـدي رأيـت فـي المنـام ،

أنــــي أعــيــش كـالـبـشــر ii،

وأن مــــن حــولــي بــشـــر ii،

وأن صوتـي بفمـي، وفـي يـدي الطعـام ،

وأنني أمشي ولا يتبـع مـن خلفـي أثـر " ،

فصاح بـي مرتعـدا : " يـا ولـدي حـرام ،

لــقــد هــزئـــت بـالــقــدر ii،

يـا ولــدي ، نــم عنـدمـا تـنـام " ii؛

وقبل أن أتركه تسللت من أذني أصابع النظام ،

واهــتــز رأســــي iiوانـفــجــر

الحسن أسفر بالحجاب .!
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

قـمـر تـوشــحَ iiبالـسَـحـابْ.

غَبَش توغل, حالما, بفجـاجِ iiغـابْ.

فـجــر تـحـمــم iiبـالـنــدى

و أطـل مـن خـلـف iiالهـضـابْ.

الـــورد فــــي أكـمـامــه.

ألـق الـلآلـئ فــي الـصـد iiفْ.

سُـرُج تُرفـرفُ فــي الـسَـدَ فْ.

ضحكات أشرعة يؤرجحهـا iiالعبـابْ.

و مــرافـــئ iiبــيــضــاء

تنبض بالنقاء العذبِ من خلل الضبابْ.

من أي سِحرٍ جِئت أيتهـا الجميلـهْ ii؟

مـــن أي بـاِرقــة iiنـبـيـلـهْ

هطـلـت رؤاك عـلـى iiالخميـلـةِ

فانتـشـى عـطــرُ الخمـيـلـهْ ؟

مـــــــن أي أفـــــــقٍ

ذلـك البَـرَدُ المـتـوجُ iiباللهيــبِ

و هــذه الشـمـسُ الظلـيـلَـهْ ii؟

مـن أي نَبْـعٍ غـافِـل الشفتـيـنِ

تــنــدلــعُ الــــــورودُ ii؟

- مـــــن iiالـفـضـيـلَــهْ.

! هــي ممـكـنـات مستحـيـلـهْ

قـمـر عـلـى وجــه iiالـمـيـاهِ

َيـلُـمـهُ الـعـشـب iiالضـئـيـلُ

ولـيــس تُـدركــه iiالـقـبـابْ.

قـمـر عـلـى وجــه iiالـمـيـاه

سكـونـه فـــي iiالإضـطــراب

وبـعــده فـــي iiالإقـتــرابْ.

غَيب يمد حُضـورَه وسْـطَ iiالغيـابْ.

وطن يلـم شتاتـه فـي iiالإغتـرابْ.

! روح مجنحـة بأعمـاق iiالـتـرابْ

وهـــي الـحـضـارة كـلـهــا

تنـسَـل مــن رَحِــم iiالـخـرابْ

و تـــقـــوم iiســـافـــرة

لتختـزل الدنـا فــي كِلْمتـيـن ii:

! ( أنـــــا الــحِــجــابْ ii)

فمـالـهـا حُـجُــبُ الـنـفــورْ

نزلـت علـى وجــهِ السـفـورْ ii؟

واهًـــــــــــــــا ...

أرائـــحـــة iiالـــزهـــور

تضـيـرُ عاصـمـة الـعـطـورْ ii؟

أتعف عن رشْفِ الندى شَفَةُ البكورْ ii؟

!أيـضـيـق دوح بـالـطـيـورْ ؟

!يـــــــا لـلــغــرابــة

_ لا غــــــرابـــــــهْ .

أنا بسمة ضاقـت بفرحتهـا iiالكآبـهْ.

أنا نغمـة جرحـت خـدود iiالصمـت

وازدريـــــت iiالـرتــابــهْ.

أنــا وقــدة مـحـت iiالجـلـيـد

وعبـأت بالرعـب أفئـدة iiالذئـابْ.

أنـــا عِــفــة و iiطــهــارة

بـــيـــنَ الـــكــــلابْ ii.

الــشــمــس iiحـــائـــرة

بــغــيــر iiمـــرســــى

الـلـيـلُ جــــن iiبـأفـقـهـا

!والـصــبــحُ iiأمـــســـى

والوردة الفيحـاء تصفعهـا الريـاح

و يحتويـهـا السـيـل iiدَوْســـا.

والحانة السكـرى تصـارع يقظتـي

و تصـب لــي ألـمـا و iiيـأسـا.

سأغادرُ المبغى الكبيرَ و لست iiآسـى

!أنـا لـسـتُ غانـيـة و iiكـأسـا

نَعـلاكِ أوســعُ مــن فرنـسـا.

نعـلاكِ أطهـرُ مـن فرنسـا iiكلهـا

جَـــسَـــدًا ونــفْــســـا.

نعـلاك أجْمـلُ مـن مبـادئ iiثـورةٍ

ذُكِــــــرَتْ iiلـتُـنــســى.

مُـدي جُــذورَكِ فــي iiجــذورِكِ

واتــركـــي أن iiتـتـركـيـهـا

قـــري بممـلـكـةِ iiالــوقــارِ

وسَفـهـي المـلِـكَ iiالسفـيـهـا.

هي حرة ما دامَ صوتُكِ مِـلءَ iiفيهـا.

وجميـلـة مــا دُمــتِ iiفيـهـا.

هـي مالَهـا مـن مالِـهـا شــيء

سِــوى ( سِـيـدا ) بَنـيـهـا ii!

هـي كلهـا ميراثُـكِ iiالمـسـروقُ:

أسـفــلــت iiالــــــدروبِ,

حــجـــارةُ الـشــرفــاتِ ii,

أوعــيـــةُ iiالـمـعــاصِــرْ.

الـــــنـــــفــــــطُ ii,

زيــــــتُ الــعِــطـــرِ ii,

مـســحــوقُ الـغـسـيــلِ ii,

صـفــائــحُ الـعَــربــاتِ ii,

أصــبـــاغُ الأظـــافـــرْ ii.

خَــشَـــبُ الأسِــــــرةِ ii,

زئـــبـــقُ الـــمـــرآةِ ii,

أقـمــشــةُ الـسـتــائِــرْ ii.

غــــــازُ الــمــدافــئِ ii,

مَــعـــدنُ الــشَــفَــراتِ ii,

أضـــــواءُ الـمـتــاجــرْ ii.

وسِواهُ من خيرٍ يسيـلُ بغيـرِ آخِـرْ

هــي كلـهـا أمــلاكُ جَـــدكِ

فـــــــي iiمـــراكــــشَ

أو iiدمـــــــشــــــــقَ

أو الــــجــــزائِـــــرْ ii!

هـي كلهـا ميـراثـك iiالمغـصـوبُ

فاغتصبـي كـنـوزَ الإغتـصـابْ ii.

زاد الحـسـابُ عـلـى iiالحـسـابِ

وآنَ تـسـديــدُ الـحـســابْ ii.

فــــإذا ارتـضــتْ..أهــلاً .

و إنْ لــــــم iiتــــــرضَ

فلترحَلْ فرنسا عـن فرنسـا iiنفسِهـا

إن كــانَ يُزعجُـهـا الحـجـابْ ii!

فلترحَلْ فرنسا عـن فرنسـا iiنفسِهـا

إن كــانَ يُزعجُـهـا الحـجـابْ ii!

الجهاتُ الأربعُ اليومَ جَنـــوب!
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

كُـــــــلُّ iiوقــــــــتٍ

مـا عـدا لحظـة مـيـلادكَ فيـنـا

هــو ظِــلٌّ لنفـايـاتِ iiالـزمـانْ

كُـــــــــــــــلُّ iiأرضٍ

ما عدا الأرض التي تمشـي iiعليهـا

هـي سَقْـطٌ مِـن غُيـارِ اللاّمكـانْ

كُـــــــلُّ iiكــــــــون

قبـل أن تلبسَـهُ.. كــان iiرمــادا

كــــــــلُ لــــــــونٍ

قبـل أن تلمسـهُ.. كـان iiســوادا

كـــــــلُ iiمــعـــنـــىً

قبل أن تنفُخَ في معناهُ نارَ العُنفـوانْ

كــان خيـطـاً مــن iiدُخـــانْ

لـم يكـن قبـلـكَ للـعـزَّةِ iiقـلـبٌ

لـم يكـن قبلـكَ للسـؤددِ iiوجــهٌ

لـم يكـن قبلـكَ للمـجـدَ iiلـسـانْ

كلُ شـيءٍ حَسَـنٍ مـا كـان iiشيئـاً

يـــــــا iiجــنـــوبـــيُّ

ولـمّــا كــنــتَ.. iiكــــانْ!

****

كانتِ الساعة لا تدري كـم iiالسّاعـةُ

إلاّ

بعدما لقَّنَهـا قلبـكَ درسَ iiالخَفقـانْ!

كانـت الأرضُ تـخـافُ iiالمـشـيَ

حتى عَلمتْها دَفقاتُ الـدَّمِ فـي iiقلبـكَ

فــــــنَّ iiالـــــــدّورانْ!

لـن تتيـه الشمـسُ، بعـدَ iiاليـومِ،

فــــي لــيــلِ iiضُـحـاهــا

سترى في ضـوءِ عينيـكَ iiضياهـا!

وسـتـمـشــي iiبـــأمـــانٍ

وستمشي مُطمئناً بين جنْبَيها iiالأمانْ!

فعلـى آثـارِ خُطـواتِـك iiتمـشـي،

أينمـا يمَّمـتَ.. أقـدامُ iiالــدُّروبْ!

وعلـى جبهـتـكَ الـنـورُ iiمقـيـمٌ

والجهـاتُ الأربـع اليـوم: جنـوبْ

يـــــــا جــنــوبـــيُّ..

فمِـنْ أيـنَ سيأتيهـا iiالـغـروبْ؟!

صار حتى الليلُ يخشى السَّيرَ في الليلِ

فـأَنّــى راحَ.. لاح iiالكـوكـبـانْ

مِــــــلءَ iiعـيْــنــيــكَ،

وعيناكَ، إذا أغمضَ عيْنيهِ iiالكَـرى،

لاتـــغـــمــــضــــانْ!

****

يـــــــا جــنــوبـــيُّ..

ستـأتـيـكَ لِـجــانُ iiالـجــانِ

تستغفِـرُ دهـرَ الصمـتِ iiوالكـبْـتِ

بــصـــوتِ الـصـولـجــانْ

وسـتـنـهــالُ iiالـتـهــانــي

مـــن شِـفــاهِ iiالإمـتـهـانْ!

وستَغـلـي الطبـلـةُ iiالفـصـحـى

لتُـلـقـي بــيــن أيــديــكَ

فـــقـــاعَ iiالــهــذيـــانْ

وستمـتـدُّ خـطــوطُ iiالـنــارِ،

كُــرمـــى iiلـبـطــولاتــكَ،

ما بين خطـابٍ أو نشيـدٍ أو iiبيـانْ

وستـجـري تـحــتَ iiرِجـلـيـكَ

دِمــــــاءُ iiالـمـهــرجــانْ

يـــــــا iiجــنـــوبـــيُّ

فــــلا تُــصــغِ iiلــهـــمْ

واكنُسْ بنعْليكَ هـوى هـذا iiالهـوانْ

ليس فيهم أحدٌ يملكُ حـقَّ iiالامتنـانْ

كُلهـم فــوقَ ثنـايـاهُ iiانبـسـاطٌ

وبأعـمـاقِ طـوايـاهُ احـتـقـانْ!

هم جميعاً فـي قطـارِ الـذلِّ iiسـاروا

بعدمـا ألقـوكَ فــوق iiالمزلَـقـانْ

وسقَـوا غلاّيـة السائـقِ iiبالزيـتِ

وساقُـوا لــكَ كــلَّ iiالقَـطِـرانْ!

هُـــــــم iiجــمــيــعــاً

أوثـقــوا بـالـغـدرِ iiأيـديــكَ

وهـــم أحـيــوا iiأعـاديــكَ،

وقــد عُــدتَ مِــنَ iiالـحـيـنِ

لِتُحييـنـا.. وتسقيـنـا الـحـنـانْ

كـــيـــف iiيَـمْـتَــنّــونَ؟

هـل يَمتـنُّ عُريـانٌ لِمـن iiعَـراهُ؟

هــل يـزهـو بنـصـرِ iiالـحُـرِّ

مـــهـــزومٌ iiجـــبـــانْ؟!

****

يـــــــا جــنــوبـــيُّ..

ولـــن يُـصـدِقـكَ iiالـغَـيْــرةَ

إلاّ iiعـــــــاهِــــــــرٌ

ليس لهُ فـي حلبـاتِ العهْـرِ iiثـانْ

بـــــهـــــلــــــوانٌ

ثُــــعْــــلــــبــــانٌ

أُلـــــعُـــــبــــــانْ

دَيْــــــــدَبــــــــانْ

مُـعـجِـزٌ فــــي iiقـبـحِــهِ..

فاعـجَـبْ لِـمـنْ فــي iiجَنـبـهِ

كُـــلُّ القـبـاحـاتِ حِــســانْ

كيـف يبـدو كـلّ هــذا iiالقـبْـح

فيمَـن قــد بَــراهُ iiالحَسَـنـانْ؟!

هــوَ مــن إلْيَـتِـهِ iiالسُّـفـلـى

إلــــى إلْـيَـتِــهِ iiالـعُـلـيـا

نفاياتُ إهانـاتٍ.. عَليهـا iiشفتـانْ!

وهــــوَ فــــي iiدولــتــهِ

-مهما نَفخْناهُ وبالغنا بتوسيعِ المكانْ-

دودةٌ مـــــن iiمَـرْطَــبــانْ!

سوف يُفتـي: إنـهُ ليـس iiقَـراركْ

وسَيُفتـي: مجلـسُ الأمـنِ iiأجـارَكْ

قـلْ لـهُ: فـي قبصـةِ iiالمجـلـس

آلاف القـراراتِ التـي تحفـظُ iiداركْ

لِـــمَ لا يَـمـسَـحُ iiعـــاركْ؟!

قُـلْ لـهُ: مِـن مَجـلـسِ iiالأمــنِ

طَـلـبْـتَ الأمـــنَ قَـبـلــي..

فلماذا أنت لا تجلسُ مثلـي iiبأمـانْ؟

قُلْ لهُ: لا يَقتلُ الجرثومَ.. إلا iiالغليـانْ

قُــلْ لــهُ: إن بــذورَ النّـصـرِ

لا تَنبُتُ إلاّ.. فـي مياديـنِ iiالطِّعـانْ

قُــلْ لــهُ: أنـــتَ مُـــدانْ!

****

يـــــــا iiجــنـــوبـــيُّ

وَهَبْـتَ الـرِّيـحَ بـابـاً iiمُشـرَعـاً

من بَعدِما شرَّعتَ أسبـابَ iiالهبـوبْ

فَـــــــأصِــــــــخْ..

ها هو ذا صوتُ صفيرِ الزَّهوِ iiيأتـي

مِـــن مـلايـيـن iiالـثُـقـوبْ!

لا تقُلْ إنكَ لا تعرِفُ عنها أيّ iiشـيءٍ

إنـهـا.. نـحــنُ iiالـشـعـوبْ!

وقصارى مـا يُرجّـى مِـن iiثُقـوبٍ

أنَّ في صَفْرَتَها.. أقصـى الوثـوبْ!

ســــــوف iiتـحــتــلُّــكَ

تأيـيـداً وتعضـيـداً iiوتمـجـيـداً

ونَـسـتـعـمـرُ iiسَـمـعــيــكَ

بــجــيــشِ iiالـهـيَــجــانْ

يـــــــا iiجــنـــوبـــيُّ

فَـسَـرِّحْـنــا بــإحــســانٍ

وقُـــــلْ: فــــــات iiالأوانْ

أنتمُ، الآنَ، تَجرَّأتُـم علـى iiالزَّحـفِ

وإنّـــي، مــــن زمــــانٍ،

قـد تجـاوزتُ حـدودَ iiالطـيـرانْ!

وأنـا استأصَلـتُ مِـنّـي iiورمــاً

ثـــــــم iiتـعــافــيــتُ

ومازلـتُـم تُقـيـمـونَ iiجمـيـعـاً

فـــي خـلايــا iiالـسَّـرطـانْ!

وأنــا هـدًّمـتُ للـشـرِّ iiكيـانـاً

ولـــهُ فــــي iiأرضِــكُــمْ..

مــازالَ عِـشــرونَ iiكـيــانْ!

****

يــــا ابــــنَ iiلُـبــنــانَ

بـمـضــمــارِ الـــعُــــلا

طـالـعْـتَ طِـــرْسَ الــعِــزِّ

واستـوعـبـتَ دَرسَ العُـنـفـوانْ

قُلـتَ: مــاذا يجـلـبُ iiالنَّـصـرَ؟

فـقـالـتْ نـفـسـكَ iiالـحُــرةُ:

إيــــــــمـــــــــانٌ

وصــــــــبــــــــرٌ

وزِنـــــــــــــــــاد

وبَــــــــنَــــــــانْ

فتهيَّأتَ، وراهنْتَ على أن تَبلُغَ iiالنَّصرَ

.. ومـــا خـــاب iiالـرِّهــانْ

****

يــا ابــن لُبـنـانَ.. هَنـيـئـاً

وحْــــــدكَ iiالــنّــاجــحُ،

والــعُـــرْبُ جـمـيــعــاً..

سـقـطـوا فـــي الامـتـحـانْ!

إلحاح
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

كُـــــــلُّ iiوقــــــــتٍ

مـا عـدا لحظـة مـيـلادكَ فيـنـا

هــو ظِــلٌّ لنفـايـاتِ iiالـزمـانْ

كُـــــــــــــــلُّ iiأرضٍ

ما عدا الأرض التي تمشـي iiعليهـا

هـي سَقْـطٌ مِـن غُيـارِ اللاّمكـانْ

كُـــــــلُّ iiكــــــــون

قبـل أن تلبسَـهُ.. كــان iiرمــادا

كــــــــلُ لــــــــونٍ

قبـل أن تلمسـهُ.. كـان iiســوادا

كـــــــلُ iiمــعـــنـــىً

قبل أن تنفُخَ في معناهُ نارَ العُنفـوانْ

كــان خيـطـاً مــن iiدُخـــانْ

لـم يكـن قبـلـكَ للـعـزَّةِ iiقـلـبٌ

لـم يكـن قبلـكَ للسـؤددِ iiوجــهٌ

لـم يكـن قبلـكَ للمـجـدَ iiلـسـانْ

كلُ شـيءٍ حَسَـنٍ مـا كـان iiشيئـاً

يـــــــا iiجــنـــوبـــيُّ

ولـمّــا كــنــتَ.. iiكــــانْ!

****

كانتِ الساعة لا تدري كـم iiالسّاعـةُ

إلاّ

بعدما لقَّنَهـا قلبـكَ درسَ iiالخَفقـانْ!

كانـت الأرضُ تـخـافُ iiالمـشـيَ

حتى عَلمتْها دَفقاتُ الـدَّمِ فـي iiقلبـكَ

فــــــنَّ iiالـــــــدّورانْ!

لـن تتيـه الشمـسُ، بعـدَ iiاليـومِ،

فــــي لــيــلِ iiضُـحـاهــا

سترى في ضـوءِ عينيـكَ iiضياهـا!

وسـتـمـشــي iiبـــأمـــانٍ

وستمشي مُطمئناً بين جنْبَيها iiالأمانْ!

فعلـى آثـارِ خُطـواتِـك iiتمـشـي،

أينمـا يمَّمـتَ.. أقـدامُ iiالــدُّروبْ!

وعلـى جبهـتـكَ الـنـورُ iiمقـيـمٌ

والجهـاتُ الأربـع اليـوم: جنـوبْ

يـــــــا جــنــوبـــيُّ..

فمِـنْ أيـنَ سيأتيهـا iiالـغـروبْ؟!

صار حتى الليلُ يخشى السَّيرَ في الليلِ

فـأَنّــى راحَ.. لاح iiالكـوكـبـانْ

مِــــــلءَ iiعـيْــنــيــكَ،

وعيناكَ، إذا أغمضَ عيْنيهِ iiالكَـرى،

لاتـــغـــمــــضــــانْ!

****

يـــــــا جــنــوبـــيُّ..

ستـأتـيـكَ لِـجــانُ iiالـجــانِ

تستغفِـرُ دهـرَ الصمـتِ iiوالكـبْـتِ

بــصـــوتِ الـصـولـجــانْ

وسـتـنـهــالُ iiالـتـهــانــي

مـــن شِـفــاهِ iiالإمـتـهـانْ!

وستَغـلـي الطبـلـةُ iiالفـصـحـى

لتُـلـقـي بــيــن أيــديــكَ

فـــقـــاعَ iiالــهــذيـــانْ

وستمـتـدُّ خـطــوطُ iiالـنــارِ،

كُــرمـــى iiلـبـطــولاتــكَ،

ما بين خطـابٍ أو نشيـدٍ أو iiبيـانْ

وستـجـري تـحــتَ iiرِجـلـيـكَ

دِمــــــاءُ iiالـمـهــرجــانْ

يـــــــا iiجــنـــوبـــيُّ

فــــلا تُــصــغِ iiلــهـــمْ

واكنُسْ بنعْليكَ هـوى هـذا iiالهـوانْ

ليس فيهم أحدٌ يملكُ حـقَّ iiالامتنـانْ

كُلهـم فــوقَ ثنـايـاهُ iiانبـسـاطٌ

وبأعـمـاقِ طـوايـاهُ احـتـقـانْ!

هم جميعاً فـي قطـارِ الـذلِّ iiسـاروا

بعدمـا ألقـوكَ فــوق iiالمزلَـقـانْ

وسقَـوا غلاّيـة السائـقِ iiبالزيـتِ

وساقُـوا لــكَ كــلَّ iiالقَـطِـرانْ!

هُـــــــم iiجــمــيــعــاً

أوثـقــوا بـالـغـدرِ iiأيـديــكَ

وهـــم أحـيــوا iiأعـاديــكَ،

وقــد عُــدتَ مِــنَ iiالـحـيـنِ

لِتُحييـنـا.. وتسقيـنـا الـحـنـانْ

كـــيـــف iiيَـمْـتَــنّــونَ؟

هـل يَمتـنُّ عُريـانٌ لِمـن iiعَـراهُ؟

هــل يـزهـو بنـصـرِ iiالـحُـرِّ

مـــهـــزومٌ iiجـــبـــانْ؟!

****

يـــــــا جــنــوبـــيُّ..

ولـــن يُـصـدِقـكَ iiالـغَـيْــرةَ

إلاّ iiعـــــــاهِــــــــرٌ

ليس لهُ فـي حلبـاتِ العهْـرِ iiثـانْ

بـــــهـــــلــــــوانٌ

ثُــــعْــــلــــبــــانٌ

أُلـــــعُـــــبــــــانْ

دَيْــــــــدَبــــــــانْ

مُـعـجِـزٌ فــــي iiقـبـحِــهِ..

فاعـجَـبْ لِـمـنْ فــي iiجَنـبـهِ

كُـــلُّ القـبـاحـاتِ حِــســانْ

كيـف يبـدو كـلّ هــذا iiالقـبْـح

فيمَـن قــد بَــراهُ iiالحَسَـنـانْ؟!

هــوَ مــن إلْيَـتِـهِ iiالسُّـفـلـى

إلــــى إلْـيَـتِــهِ iiالـعُـلـيـا

نفاياتُ إهانـاتٍ.. عَليهـا iiشفتـانْ!

وهــــوَ فــــي iiدولــتــهِ

-مهما نَفخْناهُ وبالغنا بتوسيعِ المكانْ-

دودةٌ مـــــن iiمَـرْطَــبــانْ!

سوف يُفتـي: إنـهُ ليـس iiقَـراركْ

وسَيُفتـي: مجلـسُ الأمـنِ iiأجـارَكْ

قـلْ لـهُ: فـي قبصـةِ iiالمجـلـس

آلاف القـراراتِ التـي تحفـظُ iiداركْ

لِـــمَ لا يَـمـسَـحُ iiعـــاركْ؟!

قُـلْ لـهُ: مِـن مَجـلـسِ iiالأمــنِ

طَـلـبْـتَ الأمـــنَ قَـبـلــي..

فلماذا أنت لا تجلسُ مثلـي iiبأمـانْ؟

قُلْ لهُ: لا يَقتلُ الجرثومَ.. إلا iiالغليـانْ

قُــلْ لــهُ: إن بــذورَ النّـصـرِ

لا تَنبُتُ إلاّ.. فـي مياديـنِ iiالطِّعـانْ

قُــلْ لــهُ: أنـــتَ مُـــدانْ!

****

يـــــــا iiجــنـــوبـــيُّ

وَهَبْـتَ الـرِّيـحَ بـابـاً iiمُشـرَعـاً

من بَعدِما شرَّعتَ أسبـابَ iiالهبـوبْ

فَـــــــأصِــــــــخْ..

ها هو ذا صوتُ صفيرِ الزَّهوِ iiيأتـي

مِـــن مـلايـيـن iiالـثُـقـوبْ!

لا تقُلْ إنكَ لا تعرِفُ عنها أيّ iiشـيءٍ

إنـهـا.. نـحــنُ iiالـشـعـوبْ!

وقصارى مـا يُرجّـى مِـن iiثُقـوبٍ

أنَّ في صَفْرَتَها.. أقصـى الوثـوبْ!

ســــــوف iiتـحــتــلُّــكَ

تأيـيـداً وتعضـيـداً iiوتمـجـيـداً

ونَـسـتـعـمـرُ iiسَـمـعــيــكَ

بــجــيــشِ iiالـهـيَــجــانْ

يـــــــا iiجــنـــوبـــيُّ

فَـسَـرِّحْـنــا بــإحــســانٍ

وقُـــــلْ: فــــــات iiالأوانْ

أنتمُ، الآنَ، تَجرَّأتُـم علـى iiالزَّحـفِ

وإنّـــي، مــــن زمــــانٍ،

قـد تجـاوزتُ حـدودَ iiالطـيـرانْ!

وأنـا استأصَلـتُ مِـنّـي iiورمــاً

ثـــــــم iiتـعــافــيــتُ

ومازلـتُـم تُقـيـمـونَ iiجمـيـعـاً

فـــي خـلايــا iiالـسَّـرطـانْ!

وأنــا هـدًّمـتُ للـشـرِّ iiكيـانـاً

ولـــهُ فــــي iiأرضِــكُــمْ..

مــازالَ عِـشــرونَ iiكـيــانْ!

****

يــــا ابــــنَ iiلُـبــنــانَ

بـمـضــمــارِ الـــعُــــلا

طـالـعْـتَ طِـــرْسَ الــعِــزِّ

واستـوعـبـتَ دَرسَ العُـنـفـوانْ

قُلـتَ: مــاذا يجـلـبُ iiالنَّـصـرَ؟

فـقـالـتْ نـفـسـكَ iiالـحُــرةُ:

إيــــــــمـــــــــانٌ

وصــــــــبــــــــرٌ

وزِنـــــــــــــــــاد

وبَــــــــنَــــــــانْ

فتهيَّأتَ، وراهنْتَ على أن تَبلُغَ iiالنَّصرَ

.. ومـــا خـــاب iiالـرِّهــانْ

****

يــا ابــن لُبـنـانَ.. هَنـيـئـاً

وحْــــــدكَ iiالــنّــاجــحُ،

والــعُـــرْبُ جـمـيــعــاً..

سـقـطـوا فـــي الامـتـحـانْ

الجثة ..!!
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

فـــي مـقـلــب الـقـمـامـة ii،

رأيت جثـة لهـا ملامـح الأعـراب ii،

تجمعت من حولها النسـور والذبـاب ii،

وفــوقــهــا عـــلامـــة ii،

تقول هذي جثة كانت تسمى سابقا كرامة

الثور والحضيرة
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر

الثور فر من حظيرة البقـر، الثـور فـر ii،

فـثـارت العـجـول فــي الحظـيـرة ii،

تبـكـي فــرار قـائـد المـسـيـرة ii،

وشـكـلــت عــلــى الأثــــر ii،

مـحــكــمــة ومــؤتــمـــر ii،

فقـائـل قــال : قـضــاء وقـــدر ،

وقــائـــل : لــقـــد كــفـــر

وقــائــل : إلــــى ســقـــر ii،

وبعضهم قـال امنحـوه فرصـة أخيـرة ،

لـعـلــه يــعــود للـحـظـيـرة ii؛

وفــــي خــتــام الـمـؤتـمـر ii،

تقاسمـوا مربطـه، وقسمـوا شعـيـره ii،

وبعـد عـام وقعـت حـادثـة مثـيـرة ii،

لم يرجع الثور ، ولكن ذهبت وراءه الحظيرة

البكاء الأبيض
إسم الشاعر(ه): أحمد مطر


كـــنــــت iiطــــفــــلا

عندمـا كـان أبـي يعـمـل iiجنـديـا

بــجــيــش iiالـعـاطـلـيــن!

لــم يـكـن عـنــدي iiخـديــن.

قــــيــــل iiلـــــــــي

إن ابـن عمـي فـي عـداد iiالميتيـن

وأخي الأكبر في منفاه، والثاني سجين.

لكـنِ الدمعـة فــي عـيـن iiأبــي

ســـــــر iiدفــــيــــن.

كان رغم الخفـض مرفـوع iiالجبيـن.

غــيــر أنــــي، iiفــجــأة،

شاهدتـه يبكـي بـكـاء iiالثاكلـيـن!

قـلـت: مـــاذا يـــا iiأبـــي؟!

رد بــصـــوت لا iiيـبــيــن:

ولـدي.. مـات أمـيـر المؤمنـيـن.

نـازعـتــنــي iiحــيــرتــي

قـــلــــت لـنــفــســي:

يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟!

كـيــف يبـكـيـه أبـــي، iiالآن،

ولـم يبـكِ الضحـايـا iiالأقربـيـن؟!

**

ها أنـا ذا مـن بعـد أعـوام iiطـوال

أشـتـهــي لــــو أنــنـــي

كـنـت أبــي مـنــذ iiسـنـيـن.

كـــنــــت iiطـــفــــلاً..

لــم أكــن أفـهـم مــا iiمعـنـى

بـــكـــاء iiالـفــرِحِــيــن!

رووعه والله ياا رياحين

مجهود رااائع

تسلمي


eminemlady

أيــــــتــــــهــــــا الــــــعــــــرافــــــة الــــمـــــقـــــدَّســـــةْ ii..


جـــئــــتُ إلـــيــــك .. مـثــخــنــاً بـالـطـعــنــات iiوالـــدمــــاءْ


أزحــف فــي معـاطـف القـتـلـى، وفـــوق الـجـثـث iiالمـكـدّسـة


مـنـكــســر الــســيــف، مــغــبَّــر الـجـبــيــن والأعـــضــــاءْ.


أســــــــــــــــــــــأل يــــــــــــــــــــــا زرقـــــــــــــــــــــــاءْ ..


عــــــن فـــمـــكِ الــيــاقــوتِ عــــــن، نـــبـــوءة iiالـــعـــذراء


عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة


عـن صـور الأطفـال فـي الخـوذات.. ملـقـاةً عـلـى iiالصـحـراء


عـــــن جــــــاريَ الــــــذي يَـــهُـــمُّ بــارتــشــاف iiالـــمـــاء..


فيـثـقـب الـرصــاصُ رأسَـــه .. فــــي لـحـظــة الـمـلامـسـة !


عـــــــن الـــفــــم الـمــحــشــوِّ بــالـــرمـــال والــــدمــــاء ii!!


أســــــــــــــــــــــأل يــــــــــــــــــــــا زرقـــــــــــــــــــــــاء ..


عــــن وقـفـتــي الــعــزلاء بــيــن الـســيــف .. والــجـــدارْ ii!


عـــــن صــرخـــة الــمـــرأة بــيـــن الـسَّــبــي. والـــفـــرارْ ؟


كــــــــــيـــــــــــف حـــــــمـــــــلـــــــتُ iiالـــــــــــعـــــــــــار..


ثــم مشـيـتُ ؟ دون أن أقـتـل نفـسـي ؟ ! دون أن أنـهــار ؟ !


ودون أن يسقـط لحمـي .. مــن غـبـار التـربـة المدنـسـة ؟ ii!


تـــكـــلَّـــمـــي أيــــتــــهـــــا الـــنـــبـــيــــة iiالـــمـــقـــدســــة


تـــكـــلـــمـــي .. باللهِ .. بــالــلــعـــنـــةِ .. بــالــشــيـــطـــانْ


لا تـــغــــمــــضــــي عـــيــــنــــيــــكِ، فـــــالـــــجـــــرذان ii..


تــلــعـــقَ مـــــــن دمـــــــي حــســاءَهـــا .. ولا أردُّهـــــــا ii!


تــكــلـــمـــي ... لـــــشـــــدَّ مــــــــــا أنــــــــــا iiمُـــــهــــــان


لا الــلَّـــيـــل يُــخـــفـــي عــــورتــــي .. ولا الــــجـــــدران ii!


ولا اخـتـبــائــي فــــــي الـصـحـيـفــة الـــتــــي أشـــدُّهــــا ..


ولا احــتــمـــائـــي فــــــــــي ســـحـــائــــب الـــــدخــــــان ii!


.. تقفـز حولـي طفلـةٌ واسعـةُ العينيـن .. عـذبـةُ iiالمشاكـسـة


( - كـان يَقُـصُّ عنـك يـا صغيرتـي .. ونـحـن فــي iiالخـنـادْق


فـنـفـتــح الأزرار فـــــي سـتـراتـنــا .. ونـســنــد iiالــبــنــادقْ


وحــيــن مــــات عَـطَـشــاً فــــي الـصـحــراء المـشـمـسـة ii..


رطَّـــــــــــب بـــاســــمــــك الـــشــــفــــاه الـــيـــابـــســـة ii..


وارتــــــــــــــــخــــــــــــــــت الــــــــعــــــــيــــــــنــــــــان !)


فــــأيــــن أخــــفــــي وجــــهــــيَ الــمــتَّــهــمَ الــــمــــدان ii؟


والـــضــــحــــكــــةُ الـــــــطــــــــروب : ضــــحــــكــــتــــه..


والـــــــــــــوجـــــــــــــهُ .. والــــــغـــــــمـــــــازتـــــــانْ ! ii؟


* * ii*


أيــــــتــــــهـــــــا الــــنـــــبـــــيـــــة الــــمـــــقـــــدســـــة ii..


لا تـســكــتــي .. فـــقــــد سَـــكَــــتُّ سَــــنَــــةً فَــسَـــنَـــةً ii..


لـــــــكـــــــي أنـــــــــــــــال فـــــضـــــلـــــة iiالأمـــــــــــــــانْ


قــــــــــيــــــــــل لـــــــــــــــــــــيَ "اخـــــــــــــــــــــرسْ ii.."


فــخــرســتُ .. وعــمــيــت .. وائـتـمــمــتُ بـالـخـصــيــان ii!


ظـلــلــتُ فـــــي عـبــيــد ( عــبـــسِ ) أحـــــرس الـقـطـعــان


أجـــــــــــــــــتـــــــــــــــــزُّ صـــــــــــوفَــــــــــــهــــــــــــا ii..


أردُّ نــــــــــــــــــــــــوقـــــــــــــــــــــــــهـــــــ ــــــــــــــــــا ii..


أنــــــــــــــام فــــــــــــــي حــــظـــــائـــــر iiالـــنــــســــيــــان


طعامـيَ : الكسـرةُ .. والمـاءُ .. وبعـض الثمـرات اليابـسـة ii.


وهــــــــــا أنـــــــــــا فـــــــــــي ســـــاعــــــة iiالـــطــــعــــانْ


ســاعــةَ أن تــخــاذل الـكـمــاةُ .. والــرمــاةُ .. iiوالـفــرســانْ


دُعـــــــــــــــــيـــــــــــــــــت لــــــــلــــــــمـــــــــيـــــــــدان ii!


أنـــــــا الـــــــذي مــــــــا ذقــــــــتُ لــــحــــمَ الــــضــــأن ii..


أنـــــــــا الـــــــــذي لا حـــــــــولَ لـــــــــي أو شــــــــــأن ii..


أنـــــا الـــــذي أقــصــيــت عــــــن مــجــالــس الـفـتــيــان ii،


أدعــــى إلــــى الــمــوت .. ولــــم أدع الــــى المـجـالـسـة ii!!


تـــكـــلـــمـــي أيــــتــــهـــــا الـــنـــبـــيــــة iiالـــمـــقـــدســــة


تــــــــكــــــــلــــــــمــــــــي .. تــــــــكــــــــلــــــــمــــــــي ii..


فـــهــــا أنــــــــا عــــلــــى الــــتــــراب ســــائــــلً دمــــــــي


وهــــــــــــو ظــــــمــــــئً .. يــــطــــلــــب الــــمــــزيـــــدا .


أســـــائــــــل الــــصــــمــــتَ الــــــــــــذي يــخــنــقـــنـــي ii:


" مــــــــــا لــلــجـــمـــال مــشــيُـــهـــا وئـــــيــــــدا .. ؟! ii"


أجـــــــنــــــــدلاً يــــحــــمــــلــــن أم حــــــــديــــــــدا .. ii؟!"


فــــــــــمــــــــــن تُـــــــــــــــــــــرى يـــــصـــــدُقْـــــنــــــي ؟


أســـــــــائــــــــــل الـــــــــركَّــــــــــع iiوالــــــســـــــجـــــــودا


أســـــــــــــــــائـــــــــــــــــل الـــــــــــقــــــــــــيــــــــــــودا ii:


" مــــــــــا لــلــجـــمـــال مــشــيُـــهـــا وئـــــيــــــدا .. ؟! ii"


" مــــــــــا لــلــجـــمـــال مــشــيُـــهـــا وئـــــيــــــدا .. ؟! ii"


أيــــــتــــــهــــــا الــــــعَّــــــرافــــــة الــــمـــــقـــــدســـــة ii..


مــــــــــــاذا تــــفــــيــــد الـــكـــلـــمــــات الـــبـــائـــســــة ii؟


قــلـــتِ لــهـــم مـــــا قــلـــتِ عــــــن قـــوافـــل الــغــبــارْ ii..


فـاتــهــمــوا عـيــنــيــكِ، يــــــــا زرقــــــــاء، بــالـــبـــوار ii!


قــلــتِ لــهــم مــــا قــلـــتِ عـــــن مـســيــرة الأشــجـــار ii..


فـاسـتــضــحــكــوا مـــــــــــن وهـــــمــــــكِ الـــثــــرثــــار ii!


وحــيــن فُـوجـئــوا بــحـــدِّ الـســيــف : قـايــضــوا بــنـــا ii..


والــــتــــمــــســـــوا الــــــنــــــجــــــاةَ والـــــــــفـــــــــرار ii!


ونــــــــــحــــــــــن جــــــــــرحــــــــــى الــــــقـــــــلـــــــبِ ii،


جــــــــــرحــــــــــى الــــــــــــــــــــروحِ والــــــــــفــــــــــم ii.


لــــــــــــــــــــم يــــــــــبـــــــــــق إلا الــــــــــمـــــــــــوتُ ii..


والـــــــــــــــــــــــــحـــــــــــــــــــــــــطـــــ ـــــــــــــــــــــامُ ..


والــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدمـــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــارْ ii..


وصــبــيـــةٌ مـــشــــرّدون يــعــبـــرون آخـــــــرَ iiالأنـــهــــارْ


ونــــســــوةٌ يــســـقـــن فـــــــــي ســــلاســـــل iiالأســـــــــرِ،


وفـــــــــــــــــــــــي ثـــــــــــيــــــــــــاب iiالـــــــــــعــــــــــــارْ


مطأطـئـات الــرأس.. لا يملـكـن إلا الـصـرخـات النـاعـسـة ii!


هـــــــــــــــــا أنـــــــــــــــــت يـــــــــــــــــا iiزرقـــــــــــــــــاءْ


وحــــــــــــــــيــــــــــــــــدةٌ ... عــــــــــمـــــــــــيـــــــــــاءْ ii!


ومـــــــا تـــــــزال أغــنــيـــاتُ الــــحــــبِّ .. iiوالأضــــــــواءْ


والــــعـــــربـــــاتُ الــــفـــــارهـــــاتُ .. والأزيـــــــــــــــاءْ !


فــــــأيــــــن أخــــــفـــــــي وجــــــهـــــــيَ iiالـــمُـــشَـــوَّهــــا


كــــــي لا أعـــكِّـــر الــصــفــاء .. الأبـــلــــه.. iiالـمــمــوَّهــا.


فــــــــــــي أعــــــيــــــن الــــــرجــــــال والــــنــــســـــاءْ ii!؟


وأنــــــــــــــــــــــت يــــــــــــــــــــــا زرقــــــــــــــــــــــاء ii..


وحــــــــــــــــيــــــــــــــــدة .. عـــــــــــمـــــــــــيـــــــــــاء ii!


وحــــــــــــــــيــــــــــــــــدة .. عـــــــــــمـــــــــــيـــــــــــاء

(1)


الــطــيــورُ مُـــشــــردةٌ فـــــــي iiالــسَّــمـــوات,


لـــيـــسَ لـــهـــا أن تـــحـــطَّ عـــلـــى الأرضِ,


ليـسَ لهـا غيـرَ أن تتقاذفَـهـا فـلـواتُ iiالـرّيـاح!


ربـــــــــــــمـــــــــــــا iiتــــــــتـــــــــنـــــــــزلُ..


كـــــــــــــي تَـــســـتـــريــــحَ iiدقـــــــائـــــــقَ..


فـــــوق الـنـخـيــلِ - الـنـجـيــلِ - الـتـمـاثـيـلِ ii-


أعـــــــــــمِـــــــــــدةِ الـــــكــــــهــــــربــــــاء ii-


حـــــــــوافِ الـشــبــابــيــكِ iiوالـمــشــربــيَّــاتِ


والأَسْـــــــــطــــــــــحِ الــــخــــرَســــانــــيــــة.


(اهـــــــدأ, لـيـلـتــقــطَ الــقــلـــبُ iiتــنــهــيــدةً,


والـــــــفـــــــمُ الـــــــعـــــــذبُ iiتــــغـــــريـــــدةً


والـــــــــــقــــــــــــطِ iiالــــــــــــــــــــــــرزق..)


سُـــــــرعـــــــانَ مــــــــــــــا iiتــــتـــــفـــــزّعُ..


مـــــــــــــــن نـــــقـــــلــــــةِ iiالــــــــرِّجْــــــــل,


مـــــــــــــــن نـــــبـــــلــــــةِ iiالـــــطّـــــفــــــلِ,


مـــــن مـيــلــةِ الـــظـــلُّ عـــبـــرَ الــحــوائــط,


مــــــــــــن حَــــــصــــــوات iiالــــصَّــــيــــاح!)


***


الــطــيـــورُ مـعــلّــقــةٌ فــــــــي iiالــســـمـــوات


مـا بيـن أنسجـةِ العَنكـبـوتِ الفَضـائـيِّ: للـريـح


مـرشـوقـةٌ فـــي امـتــدادِ الـسِّـهــام iiالمُـضـيـئـةِ


لــــــــــــــلــــــــــــــشـــــــــــــــمـــــــــــــ ــس,


(رفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـرفْ..


فــــــــلــــــــيــــــــسَ أمــــــــــــامَـــــــــــــك ii-


والبشرُ المستبيحونَ والمستباحونَ: صاحون -


لــــيــــس أمــــامــــك غــــيــــرُ iiالــــفـــــرارْ..


الــفــرارُ الـــــذي يـتــجــدّد. كُـــــلَّ صــبـــاح!)


(2)


والطـيـورُ الـتـي أقعـدتْـهـا مخـالَـطـةُ iiالـنــاس,


مــرتْ طمأنـيـنـةُ الـعَـيـشِ فَـــوقَ iiمنـاسِـرِهـا..


فــــــــــــــانــــــــــــــتـــــــــــــــخَـــــــــــ ــــتْ,


وبــــأعــــيــــنِــــهــــا.. iiفــــــارتـــــــخَـــــــتْ,


وارتـضـتْ أن تُقـأقَـىَء حــولَ الطَّـعـامِ iiالمـتـاحْ


مـا الـذي يَتَبـقـي لـهَـا.. غـيـرُ سَكيـنـةِ الـذَّبـح,


غــــــيـــــــرُ انــــتـــــظـــــارِ iiالـــنـــهــــايــــه.


إن الـــيـــدَ الآدمـــيـــةَ.. واهـــبــــةَ iiالــقــمـــح


تــــعــــرفُ كــــيــــفَ تَــــســــنُّ iiالــــسِّــــلاح!


(3)


الـــــــطــــــــيــــــــورُ.. iiالـــــــطــــــــيــــــــورْ


تحتوي الأرضُ جُثمانَها.. في السُّقوطِ iiالأخيـرْ!


والـــطُّــــيُــــورُ الــــــتــــــي لا iiتَــــطــــيــــرْ..


طــــــــــوتِ الـــــريــــــشَ, واســتَــســلَــمـــتْ


هــــــــــــــــل تُــــــــــــــــرى iiعـــــلِـــــمــــــتْ


أن عُــمـــرَ الـجــنَــاحِ قــصــيــرٌ.. iiقــصــيــرْ?!


الــــــــجـــــــــنـــــــــاحُ حَـــــــــــــيــــــــــــــاة


والــــــــــــــــجــــــــــــــــنـــــــــــــــــاحُ iiرَدى.


والــــــــجــــــــنــــــــاحُ iiنــــــــــــجـــــــــــــاة.


والـــــــجـــــــنــــــــاحُ.. iiسُـــــــــــــــــــــــدى

عـــــــلــــــــي جــــــــنــــــــاح طــــــــائــــــــر


مـــــــــــــــــــســــــــــــــــــــافـــــــــــــــــ ـــر..


مـــــــــــــــــــســــــــــــــــــــافـــــــــــــــــ ـــر..


تــأتـــيـــك خــــمــــس أغــنـــيـــات iiحـــــــــب


تـــأتـــيــــك كــالــمــشــاعـــر iiالـــضــــريــــرة


مـــــــــــــــن غـــــــربــــــــة الـــــمـــــصـــــب


إلــــيــــك: يـــــــــا حـبــيــبــتــي iiالامــــيـــــره


الأغــــــــنــــــــيـــــــــة الأولـــــــــــــــــــــــــى


مــــــــــازلـــــــــــت iiأنــــــــــت.....أنـــــــــــت


تأتلقيـن يـا وســام اللـيـل فــي ابتـهـال صـمـت


لــــــــــــــكـــــــــــــــن أنـــــــــــــــــــــــــــــا ،


أنــــــــــــــــــــــــــــــا iiهـــــــــــــــنـــــــــــــــا:


بــــــــــــــــــــــــــلا (( أنـــــــــــــــــــــــــــا ii))


سـألــت أمـــس طـفـلـة عــــن اســــم iiشــــارع


فـــأجـــفـــلــــت..........ولــــم iiتـــــــــــــــــرد


بــــلا هــــدى أســيــر فــــي شــــوارع تـمــتــد


ويـنـتــهــي الــطــريــق إذا بـــآخــــر iiيـــطــــل


تـــــــــــــــــــقــــــــــــــــــــاطـــــــــــــــــ ـــعُ ii،


تــــــــــــــــــــقـــــــــــــــــــــاطـــــــــــــــ ــــــع


مــديــنــتــي طــريــقــهــا بــــــــلا iiمــصـــيـــر


فـــــأيـــــن أنــــــــــت يــــــــــا iiحــبــيــبــتـــي


لــــــــــــــكــــــــــــــي iiنـــــــــســـــــــيــــــــــر


مــــــــــــــــــــــــــــعــــــــــــــــــــــــــــا. .....،


فــــــــــــــــــــــــــــلا iiنــــــــــــــعـــــــــــــــود،


لانــــــــــــــــــــــــــــــصــــــــــــــــــــــــــ ــــل.


الأغــــــــنــــــــيــــــــة iiالــــــثــــــانــــــيـــــــة


تـشـاجــرت امــرأتــان عــنـــد بـــــاب iiبـيـتـنــا


قولـهـمـا عــلــي الــجــدران صــفــرة انـفـعــال


لــكـــن لـفــظــا واحـــــدا حـيــرنــي مـدلــولــه


قــــالــــتـــــه إحــــــداهـــــــن iiلــــــلأخـــــــرى


قـالــتــه فـارتـعـشــت كـابـتـسـامـة iiالأســـــرى


تـــــــــــــري حــبــيـــبـــتـــي iiتـــخـــونـــنــــي


أنـــا الـــذي ارش الــدمــوع ..نــجــم iiشـوقـنــا


ولـــــتــــــغــــــفــــــري حــــبــــيـــــبـــــتـــــي


فـأنــت تعـرفـيـن أن زمـــرة الـنـســاء حـولـنــا


قــد انـهـد لــت فــي مـزلـق اللهيــب iiالمـزمـنـة


وانـــــــــت يــــــــــا حــبــيــبــتــي iiبـــــشـــــر


في قرننا العشرين تعشقين أمسيـا تـه iiالملونـة


قــــد دار حبـيـبـتـي بـخـاطــري هــــذا iiالــكــدر


لـــــكـــــنــــــي بــــــــــــــــلا بــــــــصـــــــــر:


أبـصــرت فـــي حقـيـبـتـي تــذكــارك iiالـعـريــق


يـضـمـنــا هــنـــاك فـــــي بــحــيــرة iiالــقــمــر


عــيــنـــاك فـيــهــمــا يــــصــــل ألــــــــف iiرب


وجبهة ماسية تفنى في بشرتها سماحة المحب


أحـسـســت أنــــي فـــــوق فـــــوق أن iiاشـــــك


وأنــــــــــت فـــــــــــوق كـــــــــــل iiشـــــــــــك


وإنـي أثمـت حينمـا قـرأت اسـم ذلــك iiالطـريـق


لـــــــــــــــــذا كــــــتــــــبــــــت iiلــــــــــــــــــك


لـــــــــــــــتـــــــــــــــغـــــــــــــــفـــــــــــ ــــري


الأغــــــــنــــــــيـــــــــة الــــــثــــــالــــــثـــــــة


مـــــــــــاذا لـــــديــــــك يـــــــــــا iiهـــــــــــوى


اكـــــــثــــــــر مـــــــمــــــــا iiســـقـــيـــتـــنـــي


اقـــــمـــــت بـــــهـــــا بــــــــــلا iiارتـــــحـــــال


حـبـيـبـتـي: قـــــد جــاءنـــي هـــــذا الـــهـــوى


بـكـلـمـة مــــن فــمــك لـــــذا تـركــتــه يـقــيــم


وظـــــــــــــل يــاحــبــيــبــتـــي iiيـــــــشـــــــب


حــــــــــــــتـــــــــــــــى iiيــــــــــــــفـــــــــــــــع


حــــتــــى غــــــــدا فــــــــي عـــنـــفـــوان iiرب


ولــــــم يـــعــــد فـــــــي غــرفــتـــي مـــكــــان


مــــــــا عـــــــــادت الــــجـــــدران iiتـــتـــســـع


حــطــمـــت يــــــــا حـبـيــبــتــي iiالــــجــــدران


حـــــمـــــلـــــتــــــه ، يــــحــــمــــلـــــنـــــي ii،


الـــــى مـــدائـــن هـــنـــاك خـــلـــف الـــزمـــن


اســـــــكـــــــرتــــــــه ، اســـــــكـــــــرنــــــــي


مــــن خــمــرة أكـوابــهــا قـلـيـلــة iiالــتـــوازن


لــــــــــــــــــــــــــــــم iiافـــــــــــــــلـــــــــــــــت


مــن قبـضـة تطـيـر بــي الــى مــدى iiالحقـيـقـة


بـأنـنــي أصـبـت،....اشـتــاق يـــــا iiحـبـيـبـتـي

وســــــــــــــــــــــــلالٌ مــــــــــــــــــــــــنَ iiالـــــــــــــــــــــــــورِد,


ألـــمــــحُــــهــــا بـــــــيــــــــنَ إغـــــــفــــــــاءةٍ وإفــــــــاقــــــــه


وعـــــــــــــلـــــــــــــى كــــــــــــــــــــــــــلِّ iiبـــــــــــــاقـــــــــــــةٍ


اســــــــــــــــمُ حــــامِــــلِــــهـــــا فـــــــــــــــــي بِـــــطــــــاقــــــه


***


تَــــتَـــــحـــــدثُ لــــــــــــــي الـــــــزَهـــــــراتُ iiالـــجـــمـــيـــلـــهْ


أن أَعــــيُـــــنَـــــهـــــا اتَّــــــسَــــــعَـــــــتْ - دهـــــــــشــــــــــةً ii-


َلـــــــــــــحـــــــــــــظـــــــــــــةَ iiالـــــــــــــقَـــــــــــــطْـــــــــــــف,


َلــــــــــــحـــــــــــــظـــــــــــــةَ iiالـــــــــــــقَـــــــــــــصْـــــــــــــف,


لــــحـــــظـــــة إعـــــدامـــــهـــــا فـــــــــــــــي الـــخـــمـــيـــلـــهْ!


تَـــــــــــــتَـــــــــــــحــــــــــــــدثُ iiلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي..


أَنــهـــا سَـقَــطــتْ مـــــنْ عــلـــى عـرشِــهــا فـــــي iiالـبـسَـاتـيــن


ثم أَفَاقَتْ على عَرْضِها في زُجاجِ الدكاكينِ, أو بينَ أيدي المُنادين,


حــــتـــــى اشــتــرَتْــهـــا الــــيـــــدُ الـمـتَـفــضِّــلــةُ iiالـــعـــابِــــرهْ


تَـــــــــــــتَـــــــــــــحــــــــــــــدثُ iiلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي..


كــــــــــــيــــــــــــف جــــــــــــــــــــــــاءتْ iiإلـــــــــــــــــــــــــيّ..


(وأحــزانُــهـــا الـمـلَـكــيــةُ تــــرفــــع أعــنــاقَــهــا iiالــخـــضْـــرَ)


كـــــــــــــــــي تَــــتَــــمــــنـــــي لـــــــــــــــــيَ الــــــعُــــــمــــــرَ!


وهـــــــــــــي تـــــــجـــــــودُ بــأنـــفـــاسِـــهـــا iiالآخــــــــــــــرهْ!!


***


كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلُّ بـــــــــــــــــــــاقــــــــــــــــــــــهْ..


بــــــــــــيــــــــــــنَ إغــــــــــــمــــــــــــاءة iiوإفــــــــــــاقــــــــــــهْ


تــتــنــفـــسُ مِـــثـــلِـــىَ - بـــالـــكـــادِ - ثـــانـــيـــةً.. iiثـــانـــيـــهْ


وعــــــلــــــى صــــــدرِهــــــا حــــمَــــلـــــتْ - iiراضــــــيـــــــهْ...


اســــــــــــــــمَ قــــاتِــــلــــهـــــا فـــــــــــــــــي iiبـــــطــــــاقــ

(الإصـــــــــــــــــــــــــحـــــــــــــــــــــــــاح الأول)


القِطاراتُ ترحلُ فوق قضيبينِ: ما كانَ ما سيكُونْ!


والسـمـاءُ: رمــادٌ;.. بــه صـنـعَ الـمـوتُ iiقهـوتَـهُ,


ثـــــــم ذَرّاه كــــــــي تَـتَـنَــشَّــقَــه iiالــكــائــنــاتُ,


فـيــنــسَــلّ بـــيــــنَ الــشَّــرايــيــنِ iiوالأفــــئِــــده.


كـــــلُّ شـــــيءٍ - خــــــلال الـــزّجـــاج - يَـــفِـــرُّ:


رذاذُ الــغــبـــارِ عـــلــــى بُــقـــعـــةِ iiالــــضَّــــوءِ,


أغـــــــــنـــــــــيــــــــــةُ iiالــــــــــــــرِّيــــــــــــــحِ,


قَـــــــــنْـــــــــطــــــــــرةُ iiالـــــــــنـــــــــهــــــــــرِ,


سِــــــــــــربُ الــعَــصــافـــيـــرِ iiوالأعــــــمِــــــدهْ.


كــــــــــــــــــلُّ شــــــــــــــــــيءٍ iiيـــــــــفِـــــــــرُّ,


فــــــــــلا الـــــمــــــاءُ تُــمـــسِـــكُـــه iiالـــــيــــــدُ,


والـحُـلْـمُ لا يـتـبـقَّـى عــلــى شُــرفــاتِ iiالـعُـيــونْ.


***


والـــقـــطـــاراتُ تَــــرحـــــلُ, iiوالـــراحـــلــــونْ..


يَـــــــصِـــــــلُـــــــونَ.. ولا iiيَـــــــصـــــــلُـــــــونْ!


(الإصــــــــــــحــــــــــــاح iiالــــــــثــــــــانــــــــي)


ســـــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــــتـــــــــــــــ ــــــرال:


أعــــــــــــــــــــــــــــطِ iiلـــــلــــــفــــــتــــــيــــــاتِ


- اللـواتـي يَنَـمْـنَ الــى جـانــب الآلـــةِ الـبــاردةِ -


(شـــــــــــــــــــــــــارداتِ الــــــــخــــــــيـــــــــالْ)


رقمـي; رقـمَ المـوتِ; حتـى أجـيءَ الـى iiالـعُـرْسِ..


ذي الــــــلــــــيــــــلــــــةِ iiالــــــــــــواحِــــــــــــدهْ!


أَعـــــــــــــطِـــــــــــــه iiلـــــــــلـــــــــرجـــــــــالْ..


عِندما يلثُمُون حَبيباتهم فـي الصَّبـاحِ, iiويرتحلـونَ


الـــــــــــــــى جَـــــبَـــــهـــــاتِ iiالـــــقِـــــتــــــالْ!!


(الإصــــــــــــحــــــــــــاح iiالــــــــثــــــــالــــــــث)


الشُـهـورُ: زُهُــورٌ; عـلــى حـافَــةِ الـقَـلـبِ تَـنْـمـو.


وتُحرقُها الشَّمسُ ذاتُ العُيـون الشَّتائيَّـةِ iiالمُطفـأهْ.


***


زهــــــــــــــــــرةٌ فــــــــــــــــــي iiإنـــــــــــــــــــاءْ


تـتـوهَّـجُ - فـــي أوَّلِ الـحــبِّ - بـيـنــي وبـيـنَــكِ..


تُــصــبــحُ طـــفـــلاً.. وأرجـــوحـــةً.. iiوامــــــرأة.


زهـــــــــــــــــرةً فـــــــــــــــــي iiالــــــــــــــــــرِّداء


تَــتَــفَـــتَّـــحُ أوراقُـــــهـــــا فــــــــــي حَـــــيــــــاءْ


عـنـدمــا نَـتَـخَـاضـرُّ فــــي الـمـشْـيــةِ iiالـهــادِئــه.


زهـــــــــــــــــرةُ مــــــــــــــــــن iiغِـــــــــنـــــــــاء

لمـاذا يُتابِعُنـي أينمـا سِـرتُ صـوتُ iiالكَمـانْ?


أســـافـــرُ فــــــي الــقَــاطــراتِ iiالـعـتـيــقــه,


(كـــــي أتــحـــدَّث لـلـغُــربــاء iiالـمُـسِـنِّـيــنَ)


أرفـعُ صوتـي ليُغطـي علـى ضجَّـةِ iiالعَـجـلاتِ


وأغفو على نَبَضاتِ القِطـارِ الحديديَّـةِ iiالقلـبِ


(تـــــهــــــدُرُ مـــــثــــــل iiالـــطَّـــواحـــيـــن)


لــــــكــــــنَّــــــهــــــا iiبــــــــغــــــــتـــــــــةً..


تَـــتـــبـــاعـــدُ شــــيــــئــــاً iiفـــشـــيـــئــــا..


ويـــصــــحــــو نِــــــــــــداءُ iiالــــكَــــمــــان!


***


أسـيــرُ مـــع الـنــاسِ, فـــي iiالمَـهـرجـانـات:


أُُصــغـــى لــبـــوقِ الـجُــنــودِ الـنُّـحــاســيّ..


يـمــلأُُ حَـلـقـي غُـبــارُ النَّـشـيـدِ الحـمـاسـيّ..


لــــكــــنّـــــنـــــي فَـــــــــجـــــــــأةً.. لا أرى!


تَـــتَـــلاشــــى الـــصُـــفــــوفُ iiأمـــــامـــــي!


ويـــنـــســـرِبُ الــــصَّـــــوتُ iiمُــبْــتـــعِـــدا..


ورويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد اً..


رويــداً يـعـودُ الــى القـلـبِ صــوتُ iiالكَـمـانْ!


***


لماذا إذا ما تهيَّـأت للنـوم.. يأتـي iiالكَمـان?..


فأصـغـي لـــه.. آتـيــاً مـــن مَـكــانٍ iiبـعـيـد..


فتصمـتُ: هَمْهمـةُ الـريـحُ خـلـفَ iiالشَّبابـيـكِ,


نـــبــــضُ الــــوِســــادةِ فــــــــي iiأُذنُــــــــي,


تَــــتــــراجــــعُ دقــــــــــــاتُ iiقَــــلْــــبــــي,..


وأرحـــــلُ.. فـــــي مُـــــدنٍ لـــــم iiأزُرهــــــا!


شـــــــوارعُـــــــهـــــــا: iiفِــــــــــضّـــــــــــةٌ!


وبـنـايـاتُـهـا: مـــــن خُـــيـــوطِ iiالأَشـــعَّـــةِ..


ألْقى التي واعَدَتْني على ضَفَّةِ النهرِ.. واقفةً!


وعـلــى كَتفـيـهـا يــحــطُّ الـيـمــامُ iiالـغـريــبُ


ومـــــــن راحـتــيــهــا يـــغــــطُّ iiالــحــنـــانْ!


أُحـــــــــــــــــــــــــــــبُّـــــــــــــــــــــــــ ـــــكِ,


صــــــارَ الــكــمــانُ.. كـــعـــوبَ iiبـــنــــادقْ!


وصــــــــــــارَ يــــــمــــــامُ iiالــــحــــدائــــقْ.


قــنـــابـــلَ تَــســـقـــطُ فـــــــــي كـــــــــلِّ iiآنْ


وغَـــــــــــــــــــــــابَ iiالـــــــكَــــــــمــــــــانْ!

شـــيء فـــي قـلـبـي يـحـتـرق


إذ يمضـي الوقـت ... iiفنفتـرق


و نــــــمـــــــدّ iiالأيـــــــــــــدي


يــجـــمـــعـــنـــا حــــــــــــــبّ


و تــفــرّقــهـــا .. طــــــــــرق


***


.. ولأنــت جــواري iiضـاجـعـه


و أنـــا بـجــوارك ، iiمـرتـفــق


و حـديـثــك يـغــزلــه iiمـــــرح


و الـوجـه .. حـديـث iiمـتّـسـق


تــــرخــــيــــن iiجــــفــــونـــــا


أغــــرقــــهـــــا iiســــــحـــــــر


فــطــفــا فــيــهـــا iiالـــغــــرق


و شـبــابــك حـــــان iiجـبــلــيّ


أرز ، و غـــديــــر يــنــبــثــق


و نـبـيــذ ذهــبـــيّ و iiحـــــدي


مصـطـبـح مــنــه و iiمـغـتـبـق


و تـغــوص بقـلـبـي iiنـشـوتــه


تدفـعـنـي فـيــك .. iiفتـلـتـصـق


و أمــــدّ يــديــن iiمـعـربـدتـيـن


فــثــوبــك فــــــي كـــفّــــي ii..


مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزّق


و ذراعـــــــــــك iiيــــلــــتــــفّ


و نهر من أقصى الغابة يندفق


و iiأضــــــــــــــــمّــــــــــــــــك


شــــفــــة فــــــــي iiشــــفـــــة


فيغـيـب الـكــون ، و iiينـطـبـق


...............


و تــــــمــــــوت الــــــنـــــــار


فــــــنـــــــرقـــــــبـــــــهـــــــا


بـجـفــون حــــار بــهــا الأرق


خـــــــــــجـــــــــــلـــــــــــى ii!


و شـــفــــاهــــك iiذائـــــبــــــه


و ثـمــارك نــشــوى iiتـنـدلــق

1 - iiحـــــــــــــــمـــــــــــــــامــــــــــــــــة


حـيـن سَــرَتْ فــي الـشــارعِ iiالـضَّـوضـاءْ


وانـدفَـعَـتْ سـيــارةٌ مَـجـنـونـةُ iiالـسَّـائــقْ


تـطــلــقُ صـــــوتَ بُــوقِــهــا iiالـــزاعـــقْ


فــــــــــــي كــــــبـــــــدِ iiالأَشــــــيـــــــاءْ:


تَـــفَـــزَّعَـــتْ حـــمـــامــــةٌ iiبـــيـــضــــاءْ


(كـانـت عـلـى تـمـثـالِ نـهـضـةِ iiمـصــرْ..


تَـــحْــــلُــــمُ فـــــــــــي iiاســــتِــــرخــــاءْ)


طارتْ, وحطَّتْ فوقَ قُبَّةِ الجامعةِ النُّحاسْ


لاهـــــثـــــةً, تــلــتـــقـــط iiالأَنـــــفـــــاسْ


وفــــجـــــأةً: دنـــــدنـــــتِ iiالـــســـاعــــه


ودقــــــــــــــــــــتِ الأجــــــــــــــــــــراسْ


فـحـلَّـقــتْ فـــــي الأُفْـــــقِ.. iiمُــرتــاعــهْ!


أيـتُــهــا الـحـمـامــةُ الــتـــي iiاســتــقــرَّتْ


فــــــــــــــــــوقَ رأسِ iiالــــــجــــــســــــرْ


(وعنـدمـا أدارَ شُـرطــيُّ الـمــرورِ iiيَـــدَهُ..


ظـنــتُــه نـــاطـــوراً.. يـــصـــدُّ iiالــطَّــيــرْ


فــــــامــــــتَـــــــلأتْ iiرعــــــــــبــــــــــاً!)


أيـــتـــهــــا الــحــمـــامـــةُ iiالــتَّــعـــبـــى:


دُوري علـى قِبـابِ هـذه المدينـةِ iiالحزيـنـهْ


وأنشِدي للموتِ فيها.. والأسـى.. والذُّعـرْ


حــتــى نــــرى عــنـــدَ قُـــــدومِ iiالـفــجــرْ


جــــــنــــــاحَـــــــكِ الـــــمُـــــلـــــقـــــى..


عـلــى قـاعــدةِ التّـمـثـالِ فــــي iiالـمـديـنـهْ


.. وتـعــرفــيــن راحـــــــةَ iiالـسَّـكــيــنــهْ

فـــــــــي غُــــــــــرَفِ الــعــمــلــيــات,


كـــــان نِــقـــابُ الأطــبـــاءِ iiأبــيـــضَ,


لــــــــونُ الــمــعــاطـــفِ أبــــيـــــض,


تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات,


الــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــــلاءاتُ,


لونُ الأسرّةِ, أربطـةُ الشـاشِ والقُطْـن,


قـــرصُ الـمـنـوِّمِ, أُنـبـوبـةُ iiالـمَـصْــلِ,


كــــــــــــــــــــوبُ iiالـــــــلَّـــــــبـــــــن,


كـــلُّ هـــذا يُـشـيـعُ بِـقَـلْـبـي iiالــوَهَــنْ.


كــلُّ هــذا البـيـاضِ يذكِّـرنـي iiبالكَـفَـنْ!


فــــــلــــــمــــــاذا إذا مــــــــــــــــــتُّ..


يـــأتـــي الــمــعـــزونَ iiمُـتَّـشِـحــيــنَ..


بــــشـــــاراتِ لـــــــــونِ iiالــــحِـــــدادْ?


هــــــــــــــــل لأنَّ iiالــــــــســـــــــوادْ..


هـــو لـــونُ الـنـجــاة مــــن الــمــوتِ,


لــــونُ الـتـمـيـمـةِ ضـــــدّ.. الــزمـــنْ,


***


ضِـــــــــــــــــــــدُّ iiمـــــــــــــــــــــنْ..?


ومتى القلبُ - في الخَفَقَـانِ - iiاطْمـأَنْ?!


***


بـيــن لـونـيـن: أستـقـبِـلُ الأَصـدِقــاء..


الــذيـــنَ يـــــرون ســريـــريَ iiقـــبـــرا


وحــــــيــــــاتــــــيَ.. iiدهــــــــــــــــــرا


وأرى فـــــــي الــعــيـــونِ الـعَـمـيــقــةِ


لــــــــــــــــــــونَ الــــحــــقــــيــــقــــةِ


لــــــــــونَ تُــــــــــرابِ iiالـــــوطــــــنْ!

- 1 -


كـــــــــــــــــــــــــلَّ iiصَـــــــــــــبـــــــــــــاح..


أفـــتــــحُ الــصــنــبــورَ فــــــــي iiإرهــــــــاقْ


مُـغــتــسِــلاً فــــــــي مــــائِــــه iiالــــرقْــــراقْ


فـيـسـقُـطُ الــمـــاءُ عــلـــى يـــــدي.. iiدَمَـــــا!


وعِــــــــــــــــــنــــــــــــــــــدمــــــــــــــــــ ـا..


أجـــــلــــــسُ لــلـــطّـــعـــام.. مُـــرغــــمــــا:


أبــــصــــرُ فــــــــي دوائِــــــــر iiالأطــــبــــاقْ


جـــــــــــــمـــــــــــــاجِــــــــــــــمــــــــــــــ اً..


جـــــــــــــمـــــــــــــاجِــــــــــــــمــــــــــــــ اً..


مـــفـــغـــورةَ الأفـــــــــواهِ iiوالأَحــــــــــداقْ!!


- 2 -


أحـفــظُ رأســـي فـــي الـخـزائــنِ iiالـحـديـديّـهْ


وعــنــدمــا أبــــــدأُ رِحــلــتـــي iiالـنــهــاريّــة


أحـــمــــل فـــــــي مـكــانِــهــا.. iiمــذيــاعـــا!


(أنشرُ حوليَ البياناتِ الحماسيّةَ.. والصُّدَاعا)


وبعـد أن أعـودَ فـي خِتـامِ جولتـي iiالمسائـيّـة


أحــمــلُ فــــي مــكــان رأســــي iiالحقـيـقـيّـه:


.. قـنّــيــنــيــةَ الـــخـــمـــرِ iiالــزُجــاجـــيّـــه!


أعـــــــودُ مــخــمـــوراً الــــــــى iiبــيـــتـــيَ..


فـــــــــــــــي الـــــلـــــيـــــلِ iiالأخـــــــيــــــــرْ


يوقفُـنـي الشـرْطـيُّ فــي الـشّـارع.. iiللشُّبْـهـه


يـــــوقـــــفُــــــنــــــي.. iiبـــــــــــرهـــــــــــه!


وبــعــد أن أرشُــــوَهُ.. أواصــــل iiالـمـسـيــر!

جــــــــــــــــــاء طـــــــــوفــــــــــانُ iiنـــــــــــــــــــوحْ!


الــمــديـــنـــةُ تـــــغْـــــرقُ شـــيــــئــــاً.. فــشـــيـــئـــاً


تـــــــــــــــفـــــــــــــــرُّ iiالــــــعــــــصــــــافــــــيـــــــرُ,


والــــــــــــــــمــــــــــــــــاءُ يــــــــــعـــــــــــلـــــــــــو.


عــــــــلـــــــــى دَرَجــــــــــــــــــاتِ الــــــبــــــيــــــوتِ


- الـــــــــــــــحــــــــــــــــوانــــــــــــــــيــــــ ــــــــــتِ ii-


- مَـــــــــبْــــــــــنــــــــــى الــــــــــبــــــــــريــــــــــدِ ii-


- الــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــنــــــــــــ ـــــــــــوكِ ii-


- الــتــمــاثـــيـــلِ (أجــــــدادِنــــــا الـــخـــالـــديـــن) ii-


- الــــــــــــــــمـــــــــــــــــعـــــــــــــــــابــــ ـــــــــــــدِ -


- أجْــــــــــــــوِلـــــــــــــــةِ الـــــــــقَــــــــــمْــــــــــح ii-


- مــــســــتــــشــــفــــيــــاتِ الـــــــــــــــــــــــــولادةِ -


- بــــــــــــــوابــــــــــــــةِ الـــــــــسِّــــــــــجــــــــــنِ ii-


- دارِ الــــــــــــــــــــــــــــــولايــــــــــــــــــــــــ ـــــــةِ -


أروقـــــــــــــــةِ الـــثّــــكــــنــــاتِ iiالـــحَـــصـــيـــنـــهْ.


الـــــعـــــصــــــافــــــيــــــرُ iiتـــــــــجــــــــــلــــــــــو..


رويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــداً..


رويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــدا..


ويـــــطـــــفـــــو الإوز عـــــــلــــــــى iiالـــــــمــــــــاء,


يــــــــــطــــــــــفـــــــــــو الأثـــــــــــــــــــــــــــــــاثُ..


ولُــــــــــعـــــــــــبـــــــــــةُ طــــــــــــــــفــــــــــــــــل..


وشَـــــــــهـــــــــقــــــــــةُ أمٍ iiحَـــــــــزيــــــــــنــــــــــه


الــصَّــبــايـــا يُـــلـــوّحـــن فـــــــــوقَ الـــسُـــطــــوحْ!


جــــــــــــــــــاءَ طـــــــــوفــــــــــانُ iiنـــــــــــــــــــوحْ.


هــاهـــمُ "الـحـكـمــاءُ" يــفـــرّونَ نــحـــوَ iiالـسَّـفـيـنــهْ


المغنونَ- سائس خيل الأمير- المرابونَ- قاضى القضاةِ


(.. ومــــــــــــــمــــــــــــــلـــــــــــــــوكُــــــــــ ـــــهُ!) -


حــــامـــــلُ الـــســـيـــفُ - راقـــــصـــــةُ iiالــمــعـــبـــدِ


(ابتـهـجَـت عـنـدمـا انـتـشـلـتْ شـعـرَهــا iiالمُـسْـتـعـارْ)


- جـبـاةُ الضـرائـبِ - مسـتـوردو شَحـنـاتِ الـسّــلاحِ ii-


عـشـيـقُ الأمـيــرةِ فـــي سـمْـتِـه الأنـثــوي الـصَّـبـوحْ!


جــــــــــــــــــاءَ طـــــــــوفــــــــــان iiنـــــــــــــــــــوحْ.


هــــا هــــمُ الـجُـبـنــاءُ يــفـــرّون نــحـــو iiالـسَّـفـيـنـهْ.


بــــــــيــــــــنــــــــمــــــــا iiكُــــــــــــــــنـــــــــــــــــتُ..


كــــــــــــــــــانَ شـــــــــبـــــــــابُ iiالــــمـــــديـــــنـــــةْ


يــلــجــمـــونَ جــــــــــوادَ الـــمـــيــــاه iiالـــجَـــمُــــوحْ


يــنــقـــلـــونَ الـــمِـــيــــاهَ عـــــلـــــى iiالــكَــتــفــيـــن.


ويـــــســـــتــــــبــــــقــــــونَ iiالــــــــــــــزمـــــــــــــــنْ


يــــبــــتــــنــــونَ سُــــــــــــــــدود iiالـــــحــــــجــــــارةِ


عَـلَّــهــم يُـنــقــذونَ مِــهـــادَ الــصِّــبــا iiوالــحــضــاره


عـــــلَّـــــهــــــم يُـــــنـــــقــــــذونَ.. الــــــــوطــــــــنْ!


.. صـــــاحَ بـــــي ســيـــدُ الـفُــلــكِ - قــبـــل iiحُــلـــولِ


الــــــــــــــسَّــــــــــــــكــــــــــــــيـــــــــــ ـــنــــــــــــــهْ:


"انـــــجِ مـــــن بــلـــدٍ.. لـــــمْ تـــعـــدْ فـــيـــهِ iiروحْ!"


قــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــتُ:


طـــــوبــــــى لـــــمــــــن طـــعِــــمــــوا iiخُـــــبــــــزه..


فــــــــــــــــــي الـــــــــزمـــــــــانِ iiالــــــحــــــســـــــنْ


وأداروا لــــــــــــــــــــــــــــه iiالـــــــــظَّــــــــــهــــــــــرَ


يــــــــــــــــــــــــــــــــوم iiالـــــــــــمِـــــــــــحَـــــــــــن!


ولـــنــــا الــمــجـــدُ - نــــحــــنُ الــــذيــــنَ وقَــفْـــنـــا


(وقــــــــــــــد طَـــــــمـــــــسَ اللهُ iiأســـــمـــــاءنـــــا!)


نــــــــــتــــــــــحــــــــــدى الـــــــــــــــدَّمـــــــــــــــارَ..


ونـــــــــــأوي الـــــــــــى جـــــبــــــلٍِ لا iiيــــــمــــــوت


(يــــــســـــــمـــــــونَـــــــه الـــــــــشَّـــــــــعــــــــــب!)


نـــــــــــــــأبــــــــــــــــي iiالــــــــــــــــفــــــــــــــــرارَ..


ونـــــــــــــــأبـــــــــــــــي iiالـــــــــــــــنُـــــــــــــــزوحْ!


كـــــــان قــلــبـــي الـــــــذي نَـســجــتْــه iiالــــجــــروحْ


كـــــــان قَــلــبـــي الــــــــذي لَــعــنــتْــه iiالــــشُــــروحْ


يــــرقــــدُ - الآن - فـــــــــوقَ بـــقـــايـــا الــمــديــنـــه


وردةً مــــــــــــــــــــــــــــــن iiعَـــــــــــــــطـــــــــــــــنْ


هــــــــــــــــــــــــــــــــــــادئــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــاً..


بـــــــعــــــــد أن قـــــــــــــــالَ "لا" iiلــلــســفـــيـــنـــهْ


.. وأحــــــــــــــــــــــــــــب iiالــــــــــــــوطـــــــــــــــن!

بـــــــــــــــــكــــــــــــــــــائــــــــــــــــــيــ ــــــــــــــــات


(الإصــــــــــــــــــــــــــــحــــــــــــــــــــــــــ ـــاح iiالأول)



عـــــــــــــــــــــــــــــــــــائــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــدون؛
وأصـــغـــر إخــوتــهـــم (ذو الــعــيـــون الـحــزيــنــة)
يــــتــــقـــــلـــــب فـــــــــــــــــــي iiالـــــــــجــــــــــب،!
أجـــــــمــــــــل إخـــــوتـــــهـــــم.. لا iiيــــــــعــــــــود!
وعـجــوز هـــي الـقــدس (يشـتـعـل الــــرأس iiشـيـبــا)
تــشــم الـقـمـيـص. فـتـبـيــض أعـيـنـهــا بـالـبـكــاء ii،
ولا تخلع الثوب حتى يجـئ لهـا نبـأ عـن فتاهـا iiالبعيـد
أرض كنعان - إن لم تكن أنت فيها - مراع من الشوك!
يــورثــهـــا الله مــــــــن شــــــــاء مــــــــن iiأمــــــــم،
فـــالـــذي يـــحـــرس الأرض لـــيـــس iiالــصــيـــارف،
إن الـــــــــذي يــــحـــــرس الأرض رب iiالـــجـــنــــود!
آه مـــــن فـــــي غـــــد ســـــوف يـــرفـــع iiهــامــتــه؟
غــيـــر مـــــن طــأطـــأوا حـــيـــن أزَّ iiالـــرصـــاص؟!
ومـــن ســـوف يـخـطـب - فـــي سـاحــة الـشـهــداء ii-
ســــــــــــــــــــــــــــــوى الـــــــجــــــــبــــــــنــــــــاء؟
ومــــــــــن ســــــــــوف يـــــغــــــوى iiالأرامـــــــــــل؟
إلا iiالــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــذي
ســــيـــــؤول إلـــــيـــــه خــــــــــراج الــمــديـــنـــة!!؟



(الإصــــــــــــــحــــــــــــــاح الـــــــــثـــــــــانــــــــــي)



أرشـــــــق فـــــــي الــحـــائـــط حــــــــد iiالــمـــطـــواة
والـــمـــوت يـــهـــب مــــــن الــصــحـــف iiالـمــلــقــاة
أتـــــــــجـــــــــزأ فـــــــــــــــــــي iiالـــــــــمــــــــــرآة..
يصفـعـنـي وجـهــي المتـخـفـي خـلــف قـنــاع iiالـنـفــط
"من يجرؤ أن يضع الجرس الأول.. في عنـق iiالقـط؟"



(الإصـــــــــــــحــــــــــــــاح iiالـــــــــثـــــــــالــــــــــث)



مـــــنــــــظــــــر جـــــانــــــبــــــي iiلــــــفــــــيــــــروز
(وهـــى تـطــل عـلــى الـبـحـر مـــن شـرفــة iiالـفـجــر)
لـــــبــــــنــــــان فـــــــــــــــــوق الــــخــــريـــــطـــــة:
مـــــنـــــظــــــر جـــــانـــــبــــــي iiلـــــفـــــيــــــروز،..
والـبـنـدقـيـة تـــدخـــل كــــــل بـــيـــوت ii(الــجــنــوب)
مــطـــر الــنـــار يـهــطــل، يـثــقــب قـلــبــاً.. iiفـقـلـبــا
ويـــتـــرك فــــــوق الـخـريــطــة ثــقــبــاً.. iiفـثـقــبــاً..
وفــيـــروز فــــــي أغــنــيــات الـــرعـــاة iiالـبـسـيـطــة
تستـعـيـد الـمـراثـي لـمــن سـقـطــوا فــــي iiالــحــروب
تـــــســـــتـــــعــــــيــــــد.. iiالـــــــــجـــــــــنــــــــــوب!



(الإصــــــــــــــحــــــــــــــاح iiالــــــــــــــرابــــــــــــــع)



الــــــــبــــــــســــــــمــــــــة iiحــــــــــــــــلـــــــــــــــــم
والـــشـــمــــس هــــــــــي الـــديـــنــــار iiالـــــزائـــــف
فــــــــــــــــــــي طــــــــــبــــــــــق iiالــــــــــيـــــــــــوم
(مـن يمسـح عنـى عرقـي.. فـي هـذا اليـوم الصائـف؟)
والــــــــــــــظـــــــــــــــل الــــــــــخــــــــــائــــــــــف..
يــــــتــــــمـــــــدد مـــــــــــــــــــن iiتــــــحـــــــتـــــــي؛
يــــفــــصـــــل بــــــيـــــــن الأرض.. iiوبــــيـــــنـــــي!
وتـضــاءلــت كــحـــرف مـــــات بـــــأرض iiالــخـــوف
(حــــــــــــــــــــــــــــــــاء.. iiبـــــــــــــــــــــــــــــــــاء)
(حـــــــــــــــاء.. راء.. يـــــــــــــــاء.. هــــــــــــــــاء)
الـــــــــــــــحـــــــــــــــرف: الــــــــــســــــــــيــــــــــف
مــــازلـــــت أرود بـــــــــلاد الـــــلـــــون iiالـــــداكـــــن
أبحـث عنـه بيـن الأحيـاء المـوتـى والمـوتـى iiالأحـيـاء
حــتــى يــرتـــد الـنــبــض إلـــــى الـقــلــب iiالـســاكــن
لــــــــــــــــــــــــــــــــــــكــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــن..!!



(الإصـــــــــــــحـــــــــــــاح iiالــــــــخـــــــــامـــــــــس)



مــنــظـــر جــانــبـــي لــعــمـــان عــــــــام iiالــبـــكـــاء
والـحـوائـط مـرشـوشـة بـبـقـايـا دم لـعـقـتـه iiالــكــلاب
ونــــهــــود الــصــبــايــا مــصــابــيـــح iiمـــطـــفـــأة..
فــــــــــــــــوق أعــــــــمــــــــدة iiالــــكــــهــــربـــــاء..
مـــــنــــــظــــــر جـــــانــــــبــــــي iiلــــــعــــــمــــــان؛
والــحـــرس الـمـلـكــى يــفــتــش ثــــــوب الـخـلـفـيــة
وهـــــــــــى يـــســــيــــر إلــــــــــــى ii"إيــــلــــيــــاء"
وتــــغــــيـــــب الــــبـــــيـــــوت وراء iiالـــــــدخـــــــان
وتغـيـب عـيــون الضـحـايـا وراء الـنـجـوم iiالصـغـيـرة
فــــــــــــــــــي الــــــعــــــلـــــــم iiالأجــــــنــــــبـــــــي،
ويـعـلـو وراء نــوافــذ "بـسـمــان" عــــزف iiالـبـيــان!


(الإصـــــــــــــحـــــــــــــاح iiالـــــــــــــســـــــــــــادس)


اشـــــــــتـــــــــرى فــــــــــــــــــي iiالــــــمــــــســـــــاء
قــــــــــــــهـــــــــــــــوة، iiوشـــــــــطــــــــــيــــــــــرة.
واشـــتـــرى شـمـعـتــيــن. وغـــــــدارة؛ iiوذخـــيــــرة.
وزجـــــــــــــــاجــــــــــــــــة iiمـــــــــــــــــــــــــــــــاء!
… … ii…


عندمـا أطلـق الـنـار كـانـت يــد الـقـدس فــوق iiالـزنـاد
(ويــد الله تخـلـع عــن جـسـد الـقـدس ثــوب iiالـحــداد)
لــيــس مــــن أجــــل أن يـتـفـجــر نــفـــط iiالـجــزيــرة
لـيــس مـــن أجـــل أن يـتـفـاوض مــــن iiيـتـفــاوض..
مـــــــــــن حـــــــــــول مـــــائــــــدة iiمـــســـتـــديـــرة.
لـيــس مــــن أجــــل أن يــأكــل الــســادة iiالكـسـتـنـاء.



(الإصـــــــــــــحــــــــــــــاح الـــــــــســـــــــابــــــــــع)


لـيـغـفــر الــرصـــاص مـــــن ذنــبـــك مـــــا iiتــأخـــر!
لــيــغــفـــر الــــرصـــــاص.. يـــــــــا iiكـيــســنــجــر!!

أيــــــتــــــهــــــا الــــــعــــــرافــــــة الــــمـــــقـــــدَّســـــةْ ii..
جـــئــــتُ إلـــيــــك .. مـثــخــنــاً بـالـطـعــنــات iiوالـــدمــــاءْ
أزحــف فــي معـاطـف القـتـلـى، وفـــوق الـجـثـث iiالمـكـدّسـة
مـنـكــســر الــســيــف، مــغــبَّــر الـجـبــيــن والأعـــضــــاءْ.
أســــــــــــــــــــــأل يــــــــــــــــــــــا زرقـــــــــــــــــــــــاءْ ..
عــــــن فـــمـــكِ الــيــاقــوتِ عــــــن، نـــبـــوءة iiالـــعـــذراء
عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة
عـن صـور الأطفـال فـي الخـوذات.. ملـقـاةً عـلـى iiالصـحـراء
عـــــن جــــــاريَ الــــــذي يَـــهُـــمُّ بــارتــشــاف iiالـــمـــاء..
فيـثـقـب الـرصــاصُ رأسَـــه .. فــــي لـحـظــة الـمـلامـسـة !
عـــــــن الـــفــــم الـمــحــشــوِّ بــالـــرمـــال والــــدمــــاء ii!!
أســــــــــــــــــــــأل يــــــــــــــــــــــا زرقـــــــــــــــــــــــاء ..
عــــن وقـفـتــي الــعــزلاء بــيــن الـســيــف .. والــجـــدارْ ii!
عـــــن صــرخـــة الــمـــرأة بــيـــن الـسَّــبــي. والـــفـــرارْ ؟
كــــــــــيـــــــــــف حـــــــمـــــــلـــــــتُ iiالـــــــــــعـــــــــــار..
ثــم مشـيـتُ ؟ دون أن أقـتـل نفـسـي ؟ ! دون أن أنـهــار ؟ !
ودون أن يسقـط لحمـي .. مــن غـبـار التـربـة المدنـسـة ؟ ii!
تـــكـــلَّـــمـــي أيــــتــــهـــــا الـــنـــبـــيــــة iiالـــمـــقـــدســــة
تـــكـــلـــمـــي .. باللهِ .. بــالــلــعـــنـــةِ .. بــالــشــيـــطـــانْ
لا تـــغــــمــــضــــي عـــيــــنــــيــــكِ، فـــــالـــــجـــــرذان ii..
تــلــعـــقَ مـــــــن دمـــــــي حــســاءَهـــا .. ولا أردُّهـــــــا ii!
تــكــلـــمـــي ... لـــــشـــــدَّ مــــــــــا أنــــــــــا iiمُـــــهــــــان
لا الــلَّـــيـــل يُــخـــفـــي عــــورتــــي .. ولا الــــجـــــدران ii!
ولا اخـتـبــائــي فــــــي الـصـحـيـفــة الـــتــــي أشـــدُّهــــا ..
ولا احــتــمـــائـــي فــــــــــي ســـحـــائــــب الـــــدخــــــان ii!
.. تقفـز حولـي طفلـةٌ واسعـةُ العينيـن .. عـذبـةُ iiالمشاكـسـة
( - كـان يَقُـصُّ عنـك يـا صغيرتـي .. ونـحـن فــي iiالخـنـادْق
فـنـفـتــح الأزرار فـــــي سـتـراتـنــا .. ونـســنــد iiالــبــنــادقْ
وحــيــن مــــات عَـطَـشــاً فــــي الـصـحــراء المـشـمـسـة ii..
رطَّـــــــــــب بـــاســــمــــك الـــشــــفــــاه الـــيـــابـــســـة ii..
وارتــــــــــــــــخــــــــــــــــت الــــــــعــــــــيــــــــنــــــــان !)
فــــأيــــن أخــــفــــي وجــــهــــيَ الــمــتَّــهــمَ الــــمــــدان ii؟
والـــضــــحــــكــــةُ الـــــــطــــــــروب : ضــــحــــكــــتــــه..
والـــــــــــــوجـــــــــــــهُ .. والــــــغـــــــمـــــــازتـــــــانْ ! ii؟
* * ii*
أيــــــتــــــهـــــــا الــــنـــــبـــــيـــــة الــــمـــــقـــــدســـــة ii..
لا تـســكــتــي .. فـــقــــد سَـــكَــــتُّ سَــــنَــــةً فَــسَـــنَـــةً ii..
لـــــــكـــــــي أنـــــــــــــــال فـــــضـــــلـــــة iiالأمـــــــــــــــانْ
قــــــــــيــــــــــل لـــــــــــــــــــــيَ "اخـــــــــــــــــــــرسْ ii.."
فــخــرســتُ .. وعــمــيــت .. وائـتـمــمــتُ بـالـخـصــيــان ii!
ظـلــلــتُ فـــــي عـبــيــد ( عــبـــسِ ) أحـــــرس الـقـطـعــان
أجـــــــــــــــــتـــــــــــــــــزُّ صـــــــــــوفَــــــــــــهــــــــــــا ii..
أردُّ نــــــــــــــــــــــــوقـــــــــــــــــــــــــهـــــــ ــــــــــــــــــا ii..
أنــــــــــــــام فــــــــــــــي حــــظـــــائـــــر iiالـــنــــســــيــــان
طعامـيَ : الكسـرةُ .. والمـاءُ .. وبعـض الثمـرات اليابـسـة ii.
وهــــــــــا أنـــــــــــا فـــــــــــي ســـــاعــــــة iiالـــطــــعــــانْ
ســاعــةَ أن تــخــاذل الـكـمــاةُ .. والــرمــاةُ .. iiوالـفــرســانْ
دُعـــــــــــــــــيـــــــــــــــــت لــــــــلــــــــمـــــــــيـــــــــدان ii!
أنـــــــا الـــــــذي مــــــــا ذقــــــــتُ لــــحــــمَ الــــضــــأن ii..
أنـــــــــا الـــــــــذي لا حـــــــــولَ لـــــــــي أو شــــــــــأن ii..
أنـــــا الـــــذي أقــصــيــت عــــــن مــجــالــس الـفـتــيــان ii،
أدعــــى إلــــى الــمــوت .. ولــــم أدع إلــــى المـجـالـسـة ii!!
تـــكـــلـــمـــي أيــــتــــهـــــا الـــنـــبـــيــــة iiالـــمـــقـــدســــة
تــــــــكــــــــلــــــــمــــــــي .. تــــــــكــــــــلــــــــمــــــــي ii..
فـــهــــا أنــــــــا عــــلــــى الــــتــــراب ســــائــــلً دمــــــــي
وهــــــــــــو ظــــــمــــــئً .. يــــطــــلــــب الــــمــــزيـــــدا .
أســـــائــــــل الــــصــــمــــتَ الــــــــــــذي يــخــنــقـــنـــي ii:
" مــــــــــا لــلــجـــمـــال مــشــيُـــهـــا وئـــــيــــــدا .. ؟! ii"
أجـــــــنــــــــدلاً يــــحــــمــــلــــن أم حــــــــديــــــــدا .. ii؟!"
فــــــــــمــــــــــن تُـــــــــــــــــــــرى يـــــصـــــدُقْـــــنــــــي ؟
أســـــــــائــــــــــل الـــــــــركَّــــــــــع iiوالــــــســـــــجـــــــودا
أســـــــــــــــــائـــــــــــــــــل الـــــــــــقــــــــــــيــــــــــــودا ii:
" مــــــــــا لــلــجـــمـــال مــشــيُـــهـــا وئـــــيــــــدا .. ؟! ii"
" مــــــــــا لــلــجـــمـــال مــشــيُـــهـــا وئـــــيــــــدا .. ؟! ii"
أيــــــتــــــهــــــا الــــــعَّــــــرافــــــة الــــمـــــقـــــدســـــة ii..
مــــــــــــاذا تــــفــــيــــد الـــكـــلـــمــــات الـــبـــائـــســــة ii؟
قــلـــتِ لــهـــم مـــــا قــلـــتِ عــــــن قـــوافـــل الــغــبــارْ ii..
فـاتــهــمــوا عـيــنــيــكِ، يــــــــا زرقــــــــاء، بــالـــبـــوار ii!
قــلــتِ لــهــم مــــا قــلـــتِ عـــــن مـســيــرة الأشــجـــار ii..
فـاسـتــضــحــكــوا مـــــــــــن وهـــــمــــــكِ الـــثــــرثــــار ii!
وحــيــن فُـوجـئــوا بــحـــدِّ الـســيــف : قـايــضــوا بــنـــا ii..
والــــتــــمــــســـــوا الــــــنــــــجــــــاةَ والـــــــــفـــــــــرار ii!
ونــــــــــحــــــــــن جــــــــــرحــــــــــى الــــــقـــــــلـــــــبِ ii،
جــــــــــرحــــــــــى الــــــــــــــــــــروحِ والــــــــــفــــــــــم ii.
لــــــــــــــــــــم يــــــــــبـــــــــــق إلا الــــــــــمـــــــــــوتُ ii..
والـــــــــــــــــــــــــحـــــــــــــــــــــــــطـــــ ـــــــــــــــــــــامُ ..
والــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدمـــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــارْ ii..
وصــبــيـــةٌ مـــشــــرّدون يــعــبـــرون آخـــــــرَ iiالأنـــهــــارْ
ونــــســــوةٌ يــســـقـــن فـــــــــي ســــلاســـــل iiالأســـــــــرِ،
وفـــــــــــــــــــــــي ثـــــــــــيــــــــــــاب iiالـــــــــــعــــــــــــارْ
مطأطـئـات الــرأس.. لا يملـكـن إلا الـصـرخـات النـاعـسـة ii!
هـــــــــــــــــا أنـــــــــــــــــت يـــــــــــــــــا iiزرقـــــــــــــــــاءْ
وحــــــــــــــــيــــــــــــــــدةٌ ... عــــــــــمـــــــــــيـــــــــــاءْ ii!
ومـــــــا تـــــــزال أغــنــيـــاتُ الــــحــــبِّ .. iiوالأضــــــــواءْ
والــــعـــــربـــــاتُ الــــفـــــارهـــــاتُ .. والأزيـــــــــــــــاءْ !
فــــــأيــــــن أخــــــفـــــــي وجــــــهـــــــيَ iiالـــمُـــشَـــوَّهــــا
كــــــي لا أعـــكِّـــر الــصــفــاء .. الأبـــلــــه.. iiالـمــمــوَّهــا.
فــــــــــــي أعــــــيــــــن الــــــرجــــــال والــــنــــســـــاءْ ii!؟
وأنــــــــــــــــــــــت يــــــــــــــــــــــا زرقــــــــــــــــــــــاء ii..
وحــــــــــــــــيــــــــــــــــدة .. عـــــــــــمـــــــــــيـــــــــــاء ii!
وحــــــــــــــــيــــــــــــــــدة .. عـــــــــــمـــــــــــيـــــــــــاء ii!

(الإصـــــــــــــــــــــــــــــــــــحـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــاح iiالأول)



فــــــي الـــبـــدء كـــنـــت رجــــــلا.. وامــــــرأة.. iiوشـــجـــرة.
كـــــنـــــتُ أبــــــــــاً وابـــــنـــــا.. وروحـــــــــــاً iiقـــــدُســــــا.
كـــــــــنــــــــــتُ الــــــصـــــــبـــــــاحَ.. iiوالــــــمـــــــســـــــا..
والــــــحــــــدقـــــــة الـــــثـــــابـــــتـــــة iiالــــــــــمــــــــــدورة.
… … ii…
وكــــــان عـــرشـــي حـــجـــراً عـــلـــى ضـــفــــاف iiالــنــهـــر
وكــــــــــــــــــانــــــــــــــــــت iiالــــــــــــشــــــــــــيـــــــــــــاه..
تــــرعـــــى، وكـــــــــان الـــنـــحـــلُ حـــــــــول iiالـــــزهـــــرُ..
يـــطــــنُّ والإوزُّ يــطــفـــو فــــــــي بــحـــيـــرة iiالــســـكـــون،
والـــــــــــــــــــــــــــحـــــــــــــــــــــــــــيـ ـــــــــــــــــــــــــــاة..
تـــــنــــــبــــــضُ - كـــالـــطــــاحــــونــــة iiالــــبــــعـــــيـــــدة!
حـــــــيـــــــن رأيـــــــــــــــت أن كـــــــــــــــل مـــــــــــــــا أراه
لا يـــــنـــــقـــــذُ الـــــقـــــلـــــبَ مـــــــــــــــن iiالـــــمـــــلـــــل!


* * ii*




(مـــــــــــــــــبــــــــــــــــــارزاتُ iiالــــــــــــديــــــــــــكــــــــــــة
كـــــــانـــــــت هــــــــــــــي الــتـــســـلـــيـــة الـــــوحـــــيـــــدة
فــــــــــــــــــــــي جـــــلـــــســــــتــــــي الـــــــوحــــــــيــــــــدة
بـــــيــــــن غــــــصــــــون الــــشــــجــــر الــمــشــتــبــكــة! ii)


(الإصـــــــــــــــــحـــــــــــــــــاح iiالـــــــــــثــــــــــــانــــــــــــي)



قـلـتُ لنفـسـي لــو نـزلــت الـمــاء.. واغتـسـلـت.. iiلانقـسـمـت!
(لـــــــــو انــقــســـمـــت.. لازدوجــــــــــت.. iiوابــتــســـمـــتْ)
وبـــــــــــعـــــــــــدمـــــــــــا اســــــتـــــــحـــــــمـــــــمـــــــت..
تــنــاســجَ الـــزهـــرُ وشـــاحـــاً مــــــن مـــــــرارة iiالــشــفـــاهْ
لــــفــــفـــــتُ فـــــــيـــــــه جـــــــســـــــدي iiالـــمـــصــــطــــكّ.
(وكــــــــــــان عــــــرشــــــي طــــافــــيـــــا.. iiكـــالـــفـــلــــك)
ورف عــــــصــــــفــــــور عـــــــــلـــــــــى iiرأســـــــــــــــــــي؛
وحــــــــــــــــــــــط يـــــــنــــــــفــــــــض iiالـــــــبــــــــلــــــــل.
حـــــــدقــــــــت فـــــــــــــــي قـــــــــــــــرارة iiالـــــمـــــيـــــاه..
حــــــــــدقـــــــــــت؛ كـــــــــــــــــــــان مــــــــــــــــــــــا iiأراه..
وجــــــهـــــــي.. مــــكـــــلـــــلا بـــــــتـــــــاج iiالـــــــشـــــــوك



(الإصـــــــــــــــــحـــــــــــــــــاح الـــــــــــثــــــــــــالــــــــــــث)



قــلــتُ: فـلـيـكـن الــحــبُ فــــي الأرض، لـكـنــه لـــــم iiيــكـــن!
قـلـتُ: فليـذهـب النـهـرُ فــي البـحـرُ، والـبـحـر فـــي iiالـسـحـبِ،
والـسـحـب فـــي الـجــدبِ، والـجــدبُ فـــي الـخـصـبِ، iiيـنـبــت
خــبـــزاً لـيـســنــدَ قـــلـــب الــجــيــاع، وعــشــبــاً iiلـمـاشــيــة
الأرض، ظــــلا لــمــن يـتـغــربُ فـــــي صــحـــراء iiالـشــجــنْ.
ورأيــــتُ ابــــن آدم - يـنـصــب أســـــواره حـــــول iiمــزرعـــة
الله، يـبــتــاع مـــــن حــولـــه حــرســـا، ويــبــيــع لإخـــوتـــه
الخـبـز والـمـاء، يحـتـلـبُ الـبـقـراتِ الـعـجـاف لتـعـطـى الـلـبـن


* * ii*


قــلــتُ فـلـيـكـن الــحــب فــــي الأرض، لـكــنــه لـــــم iiيــكـــن.
أصـــبـــح الـــحـــب مــلــكـــاً لـــمــــن يـمــلــكــون الــثــمـــن!
.. .. .. .. ..
ورأى الـــــــــــــربُّ ذلــــــــــــــك غـــــــيـــــــر iiحـــــــســـــــنْ


* * ii*




قلـت: فليـكـن الـعـدلُ فــي الأرض؛ عـيـن بعـيـن وســن iiبـسـن.
قــلــت: هـــــل يــأكـــل الــذئـــب ذئــبـــاً، أو الــشـــاه iiشـــــاة؟
ولا تضـع السـيـف فــي عـنـق اثنـيـن: طـفـل.. وشـيـخ iiمـسـن.
ورأيـــــتُ ابــــــن آدم يــــــردى ابــــــن آدم، يــشــعــل iiفــــــي
الـمــدن الـنــارَ، يـغــرسُ خـنـجـرهُ فــــي بــطــون iiالـحـوامــلِ،
يـلـقـى أصـابــع أطـفـالـه عـلـفــا لـلـخـيـول، يــقــص iiالـشـفــاه
وروداً تـــزيــــن مــــائــــدة الــنـــصـــر.. وهــــــــى iiتــــئــــن.
أصــبـــح الــعـــدل مــوتـــاً، ومـيــزانــه الـبـنـدقـيـة، iiأبــنـــاؤهُ
صـلـبـوا فـــي المـيـاديـن، أو شـنـقـوا فــــي زوايــــا iiالــمــدن.
قــلــت: فـلـيـكـن الــعــدل فــــي الأرض.. لـكـنــه لــــم iiيــكـــن.
أصبح العدل ملكاً لمن جلسوا فوق عرش الجماجم بالطيلسان -
الـــــــــــــــــــــــــــــكــــــــــــــــــــــــــــ ـفـــــــــــــــــــــــــــــن!
… … ii…
ورأى الـــــــــــــرب ذلـــــــــــــك غـــــــيـــــــر iiحـــــــســـــــنْ!
* * ii*


قــــــلــــــت: فـــلـــيـــكـــن الــــعــــقـــــل فـــــــــــــي الأرض..
تــــصـــــغـــــي إلــــــــــــــى صـــــــوتـــــــه iiالــــمـــــتـــــزن.
قـلــت: هـــل يبـتـنـى الـطـيـر أعـشـاشـه فـــي فـــم iiالأفـعــوان،
هــــل الــــدود يـسـكــن فــــي لــهــب الــنــار، والــبــوم iiهــــل
يـضــع الـكـحـل فــــي هــــدب عـيـنـيـه، هــــل يــبــذر iiالـمـلــح
مـــــــن يــرتــجـــى الــقــمـــح حـــيــــن يـــــــدور iiالـــزمــــن؟


* * ii*


ورأيــت ابــن آدم وهــو يـجــن، فيقـتـلـع الـشـجـر iiالمـتـطـاول،
يبـصـق فـــي الـبـئـر يـلـقـى عـلــى صـفـحـة الـنـهـر بـالـزيـت،
يـسـكــن فــــي الـبـيــت؛ ثــــم يـخـبــئ فــــي أســفــل iiالــبــاب
قنـبـلـة الــمــوت، يــــؤوى الـعـقــارب فــــي دفء iiأضــلاعــه،
ويــــورث أبــنــاءه ديــنــه.. واســمــه.. وقـمــيــص iiالـفــتــن.
أصــبـــح الـعــقــل مـغـتــربــاً يــتــســول، يــقــذفــه iiصــبــيــة
بـالـحـجـارة، يـوقـفــه الـجــنــد عــنـــد الــحـــدود، وتـســحــب
مــنــه الـحـكـومـات جـنـسـيــة الـوطــنــي.. وتــدرجـــه iiفـــــي
قـــــــوائـــــــم مــــــــــــــن يــــكـــــرهـــــون iiالـــــــوطـــــــن.
قــلــت: فـلـيـكـن الـعـقــل فــــي الأرض، لـكـنــه لـــــم iiيــكـــن.
سـقــط الـعـقـل فـــي دورة الـنـفـي والـسـجـن.. حــتــى iiيــجــن
… … … ii…
ورأى الـــــــــــــرب ذلـــــــــــــك غـــــــيـــــــر iiحـــــــســـــــن!



(الإصـــــــــــــــــحـــــــــــــــــاح iiالـــــــــــــــــرابــــــــــــــــــع)


قـلــت: فلـتـكـن الـريــح فـــي الأرض؛ تـكـنــس هــــذا iiالـعـفــن
قـلــت: فلـتـكـن الـريــح والـــدم… تقـتـلـع الـريــح iiهسـهـسـة؟
الــــــورق الـــذابـــل الـمـتـشـبــث، يــنــدلــع الــــــدم حـــتــــى
الــجـــذور فـيـزهــرهــا ويـطـهــرهــا، ثــــــم يــصــعــد iiفــــــي
الــســـوق.. والـــــورق الـمـتـشـابــك. والــثــمــر iiالـمـتــدلــي؛
فـيـعـصــره الـعــاصــرون نـبــيــذاً يــزغـــرد فـــــي كـــــل iiدن.
قلت: فليكن الدم نهراً من الشهـد ينسـاب تحـت فراديـس iiعـدن.
هـــذه الأرض حـسـنــاء، زيـنـتـهـا الـفـقــراء لــهــم iiتـتـطـيـب،
يـعـطـونـهــا الـــحـــب، تـعـطـيـهــم الــنــســـل iiوالـكــبــريــاء.
قــلـــت: لا يـســكــن الأغـنــيــاء بــهـــا. الأغـنــيــاء iiالـــذيـــن
يـصـوغـون مــــن عــــرق الأجــــراء نــقــود زنــــا.. ولآلــــئ
تــــــــاج. وأقــــــــراط عــــــــاج.. ومــســبــحــة iiلــلـــريـــاء.
إنـــنـــي أول الــفــقــراء الـــذيـــن يـعــيــشــون iiمـغـتـربــيــن؛
يــــمــــوتــــون مــحــتــســبــيــن لــــــــــــدى iiالــــــعـــــــزاء.
قــــــلــــــت: فـــلـــتـــكـــن الأرض لــــــــــــى.. iiولــــــهـــــــم!
(وأنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا بـــــــــيــــــــــنــــــــــهــــــــــم)
حـــــيـــــن أخـــــلـــــع عـــــنـــــى ثـــــيـــــاب iiالـــســــمــــاء.
فأنـا أتقـدس - فـي صرخـة الجـوع - فــوق الـفـراش iiالخـشـن!


* * ii*


(الإصــــــــــــــــحــــــــــــــــاح iiالـــــــــــخـــــــــــامـــــــــــس)


حــــدقـــــت فـــــــــي الـــصـــخــــر؛ وفــــــــــى iiالــيــنـــبـــوع
رأيـــــــــت وجـــــهـــــي فــــــــــي ســـــمـــــات الـــــجـــــوع!
حـــــــدقـــــــت فــــــــــــــي جـــبـــيــــنــــي iiالـــمــــقــــلــــوب
رأيـــــتــــــنــــــي : الــــصــــلــــيـــــب iiوالــــمــــصـــــلـــــوب
صـــرخـــت - كـــنـــت خـــارجـــاً مــــــن رحــــــم iiالــهــنـــاءة
صــــــــــرخــــــــــت؛ أطــــــــــلـــــــــــب iiالــــــــــبـــــــــــراءة
كــــــيـــــــنـــــــونـــــــتـــــــي: iiمـــــــشـــــــنـــــــقـــــــتـــــــي
وحــــــــــــبــــــــــــلــــــــــــي iiالــــــــــــــــــســـــــــــــــــــري:
حــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــلـــــــــــــ ـــــــــهــــــــــــــــــــــا
الــــــــــــــــــــمــــــــــــــــــــقــــــــــــــــ ـــــطـــــــــــــــــــــوع!

الـــــــــــــــــورقــــــــــــــــــة الأولــــــــــــــــــــــــــــــــــــى)


"مــــــــــــــــلـــــــــــــــــك أم كـــــــــــتـــــــــــابـــــــــــة ii؟"
صــاح بــي صاحـبـي، وهـــو يـلـقـي بـدرهــم فـــي iiالـهــواء
ثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم iiيــــــــــلــــــــــقــــــــــفــــــــــه
(خارجيـن مـن الـدرس كنـا .. وحبـر الطفولـة فــوق iiالــرداء
و الــعــصــافــيـــر تـــــمــــــرق عــــــبــــــر iiالــــبــــيــــوت
وتــــهــــبــــط فـــــــــــــوق الـــتـــخـــيــــل الـــبـــعـــيــــد ii)
..


"مــــــــــــــــلـــــــــــــــــك أم iiكـــــــــــتـــــــــــابــــــــــــة؟"
صــــــــاح بــــــــي .. فـانـتــبــهــت، ورفــــــــت iiذبــــابـــــه
حــــــــــــــــــــول عـــــيـــــنـــــيــــــن iiلامـــــعـــــتـــــيــــــن
فـــــــــــقـــــــــــلـــــــــــت : ii"الــــــــكــــــــتـــــــــابـــــــــة"


...
... فـتــح الـيــد مبتـسـمـاً، كـــان وجــــه الـمـلـيـك iiالـسـعـيـد
بـــــــاســـــــمــــــــا فــــــــــــــــــــــي iiمـــــــهــــــــابــــــــة.



***


"مــــــــــــــــلــــــــــــــــك ألأم iiكـــــــــــتـــــــــــابـــــــــــة؟"
صــــــــــحـــــــــــت فـــــــــــيـــــــــــه iiبــــــــــــــــــــــدوري
فــــرفــــرف فــــــــي مـقـلــتــيــه الــصـــبـــا و iiالــنــجــابــة
وأجــــــــــــــــــــــــــــــــاب : " الـــــــــــمـــــــــــلـــــــــــك"
(دون أن يــــتـــــلـــــعـــــثـــــم .. أو iiيــــــــرتــــــــبـــــــــك)
وفــــــــــــتــــــــــــحـــــــــــــت يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدي
كــــــــــــــــــــــان نـــــــــــقـــــــــــش iiالـــــكــــــتــــــابــــــة
بــــــــــــــــــــــارزاً فــــــــــــــــــــــي صـــــــــــلابـــــــــــة .


.....
......
دارت الأرض iiدورتــــــــــــــــــــــــــــــهـــــــــــــــــــــــ ــــــــا
حـمـلــتــنــا الـــشـــواديـــف مـــــــــن هـــــــــدأة الـــنـــهـــر
ألــــقــــت بــــنــــا فــــــــي جـــــــــداول أرض iiالـــغـــرابـــة
نـتـفــرق بــيــن حــقــول الأســــى .. وحــقـــول iiالـصـبـابــة
قــطــرتــيــن ، الـتـقــيــنــا عــــلــــى ســــلـــــم الـــقـــصـــر
ذات مـــــــــــــــــســـــــــــــــــاء iiوحـــــــــــــــــيـــــــــــــــــد
كـــــــنـــــــت فـــــــيـــــــه : نـــــــديــــــــم iiالـــــرشـــــيـــــد
بــيــنـــمـــا صـــاحـــبــــي .. يـــتـــولــــى الــحــجـــابـــة ii!!


(الـــــــــــــــــورقـــــــــــــــــة iiالــــــــثـــــــــانـــــــــيـــــــــة)


مـــــــــــــــــــــــن يـــــــمــــــــلــــــــك iiالـــــعــــــمــــــلــــــة
يـــــــــــمـــــــــــســــــــــــك بــــــالـــــــوجـــــــهـــــــيـــــــن
والــــــفــــــقـــــــراءُ : بـــــــــيــــــــــن .. بـــــــــيــــــــــن .


(الـــــــــــــــــورقـــــــــــــــــة iiالــــــــثـــــــــالـــــــــثـــــــــة)


نــائــمـــاً كـــنــــت جــانــبـــه ، و ســمـــعـــت iiالــــحــــرس
يــــــــــــوقــــــــــــظـــــــــــــون iiأبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
خـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارجـــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــيّ ii؟
أنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــا .. ii؟!
مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــارق ii؟
مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن ؟ أنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ii!!


صــــــــــرخ الـــطـــفــــل فـــــــــــي صـــــــــــدر أمـــــــــــي
(وأمـي محلولـة الشـعـر واقـفـة .. فــي ملابسـهـا iiالمنزلـيـة)
أخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرســــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــوا
واخـــــــتـــــــبــــــــأنــــــــا وراء iiالـــــــــــــــجــــــــــــــــدار
أخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرســــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــوا
وتــســلـــل فـــــــي الــحـــلـــق خــــيــــط مــــــــن iiالــــــــدم
(كــــــــــــــان أبــــــــــــــي يـــــمـــــســـــك الـــــــجــــــــرح
يـــمـــســــك قـــامـــتــــه .. ومــهـــابـــتـــه iiالــعــائــلــيـــة)
يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا أبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي
أخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرســــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــوا
وتـــــــواريـــــــت فــــــــــــــي ثـــــــــــــــوب iiأمـــــــــــــــي
و الـــطـــفــــل فــــــــــي صـــــدرهـــــا مــــــــــا نـــــبـــــسْ


ومــــــــــــــــــضــــــــــــــــــوا iiبــــــــــــــــــأبـــــــــــــــــــي
تــاركــيـــن لـــنــــا الــيــتـــمَ .. مـتــشــحــاً بــالـــخـــرس ii.


(الـــــــــــــــــورقـــــــــــــــــة iiالـــــــــــرابـــــــــــعــــــــــــة)


- أيــهـــا الـشــعــر .. يـــــا أيــهـــا الـــفـــرح الـمـخـتـلــس ّّ
...
(كل ما كنت أكتب في هذه الصفحة الورقية صادرته العسس)
....


(الــــــــــــــــورقــــــــــــــــة iiالــــــــخــــــــامــــــــســـــــــة)


... وأمــــــــــــــــــي خـــــــــادمــــــــــة iiفــــــارســــــيـــــــة
يتـنـاقـل سـادتـهـا قـهــوة الـجـنـس وهـــي تــديــر الـحـطــب
يـــتــــبــــادل ســـادتــــهــــا الـــنــــظــــرات لأردافــــــهــــــا
عـــــنــــــدمــــــا تــــنــــحــــنـــــي لــــــتــــــضــــــئ iiاللهب
يـتــنــدر سـادتــهــا الـطـيـبــون بـلـهـجـتـهـا الأعـجـمــيــة ii!


***


نـائــمــاً كــنـــت جـانـبــهــا، ورأيــــــت مــــــلاك iiالـــقـــدس
يــــنــــجـــــنـــــي ، ويـــــــــربــــــــــت iiوجــــنـــــتـــــهـــــا
وتــــــراخــــــىا الــــــذراعــــــان عــــــنــــــي iiقــــلــــيـــــلاً
قـــــــــــــــــــــــــــلــــــــــــــــــــــــــــيــ ــــــــــــــــــــــــــلاً..
وســــــــــارت بــقــلـــبـــي قــشــعـــريـــرة الـــصــــمــــت ii:
-أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــي
وعــــــــــــــــــــــاد لــــــــــــــــــــــي iiالـــــــــــصــــــــــــوت
-أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــي
وجـــــــــــاوبـــــــــــنــــــــــــي iiالـــــــــــــــــمـــــــــــــــــوت
-أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــيّ
وعــــــانــــــقــــــتــــــهـــــــا .. iiوبــــــــــكـــــــــــيـــــــــــت
وغـــــــــام بـــــــــي الــــدمـــــع حـــــتـــــى انـــحـــبــــس ii!


(الــــــــــــــــورقــــــــــــــــة iiالـــــــــــســـــــــــادســـــــــــة)


لا تــــســــألـــــنـــــي إن كــــــــــــــــــان iiالـــــــــقــــــــــرآن
مــــــــخــــــــلــــــــوقــــــــاً .. أو أزلــــــــــــــــــــــــــــــــي.
بـــــــــــــل ســــلــــنـــــي إن كـــــــــــــان iiالـــســـلــــطــــان
لـــــــــصـــــــــاً .. أو نـــــــــصــــــــــف نـــــــــبــــــــــي ii!!


(الــــــــــــــــورقـــــــــــــــــة iiالــــــــســــــــابـــــــــعـــــــــة)


كـــــــــــنــــــــــــت فـــــــــــــــــــــــي iiكـــــــــــربــــــــــــلاء
قـــــــــــــال لـــــــــــــي الــــشـــــيـــــخ أن iiالـــحـــســــيــــن
مــــــــــات مــــــــــن أجــــــــــل جـــــرعــــــة مـــــــــــاء ..
وتــــــــــــــــــــــــــســــــــــــــــــــــــــاءلــ ــــــــــــــــــــــــت
كـــيــــف الــســيـــوف اسـتــبــاحــت بـــنــــي iiالأكــرمــيـــن
فــــــأجــــــاب الــــــــــــذي بــــصــــرتــــه الــــســــمــــاء ii:
انــــــه الـــذهـــب الـمــتــلألــئ : فـــــــي كـــــــل عـــيــــن .
.............
إن تـــــــــكــــــــــن كــــــلــــــمـــــــات iiالـــــحـــــســـــيـــــن
وســــــــــــــــيـــــــــــــــــوف iiالــــــــحــــــــســـــــــيـــــــــن
وجـــــــــــــــــــــــــــــــــــلال iiالــــــــحـــــــــســـــــــيـــــــــن
سـقـطــت دون أن تـنـقــذ الــحــق مـــــن ذهـــــب الأمـــــراء
أفــتــقـــدر أن تــنــقـــذ الـــحــــق ثــــرثــــرة لــشـــعـــراء ؟
و الــفـــرات لــســـانٌ مـــــن الـــــدم لا يــجـــد iiالـشـفـتـيــن.


*****


مــــــــــــــات /ن أجــــــــــــــل جـــــــرعـــــــة iiمــــــــــــــاء
فــاســقــنــي يـــــــــا غـــــــــلام .. صــــبـــــاح iiمــــســـــاء
اســـــــقــــــــنــــــــي يــــــــــــــــــــــــا غــــــــــــــــــــــــلام
عــــــــــــلــــــــــــنــــــــــــي iiبــــــــــــالــــــــــــمـــــــــــــدام
أتـــــــــــنـــــــــــاســــــــــــى الـــــــــــــــــدمــــــــــــــــــاء

هــــــــا أنــــــــت تــســتــرخــي iiأخــــيـــــراً
فـــــــــــــــــــــــــــــوداعــــــــــــــــــــــــــ ـــاً
يـــــــــــــــا صـــــــــــــــلاح iiالـــــــديــــــــن
يا أيها الطبل البدائـي الـذي تراقـص iiالموتـى
عــــــلــــــى إيــــقــــاعــــه الـــمـــجـــنـــون
يـــــــــــــــا قـــــــــــــــارب iiالـــفــــلــــيــــن
للعرب الغرقى الذين شتتتهم سفن iiالقراصنـة
وأدركـــتـــهــــم لـــعــــنــــة الــفـــراعـــنـــة
وســــــنـــــــة .. بـــــــعـــــــد iiســـــــنـــــــة
صـــــــــــارت لـــــهــــــم " iiحــــطــــيــــن"
تمـيـمـة الـطـفـل، وأكـسـيـر الــغــد الـعـنـيـن


(جـــبــــال الــتــوبـــاد حـــيــــاك الــحــيـــا)
(وســــقـــــا الله ثـــــرانـــــا iiالأجـــنـــبــــي)


مـــــــــــــرت خـــــــيـــــــول iiالـــــــتـــــــرك
مـــــــــــــرت خــــــيـــــــول iiالــــــشـــــــرك
مـــــــرت خـــيــــول الــمــلـــك - iiالــنــســـر
مـــــــرت خــــيــــول الــتـــتـــر الــبــاقــيــن
ونحن - جيلاً بعد جيل - في ميادين المراهنة
نــــــمــــــوت تــــــحــــــت الأحــــصــــنــــة
و أنـت فـي المـذيـاع، فــي جـرائـد iiالتهـويـن
تـــــســـــتـــــوقــــــف iiالـــــــفـــــــاريـــــــن
تـخـطــب فـيــهــم صـائــحــاً : " iiحـطــيــن"
وتــــــرتــــــدي الــــعــــقـــــال iiتـــــــــــــارة
وتـــــرتـــــدي مـــــلابـــــس الــفــدائــئــيــن
وتـــشــــرب الـــشــــاي مـــــــع iiالــجــنـــود
فــــــــــي الــمــعــســكـــرات iiالــخـــشـــنـــة


وتـــــــــــرفــــــــــــع iiالــــــــــــرايــــــــــــة،
حـــتـــى تــســتــرد الـــمــــدن iiالـمـرتـهــنــة
وتـطـلـق الـنــار عـلــى جـــوادك iiالمسـكـيـن
حـــتــــى ســقــطـــت - أيـــهــــا الــزعــيـــم
واغــتـــالـــتـــك أيـــــــــــدي iiالــكـــهـــنـــة.


***


(وطـنــي لـــو شـغـلــت بـالـخـلـد عــنــه ii..)
(نازعـتـنـي - لـمـجـلـس الأمــــن- نـفـســي)


***


نــــــــــم يــــــــــا صــــــــــلاح الـــــديــــــن
نــــم ... تـتـدلــى فــــوق قــبــرك iiالـــــورود
كـــــــالـــــــمـــــــظـــــــلــــــــيــــــــيــــــــ ن
ونـحــن سـاهــرون فــــي نــافــذة iiالـحـنـيـن
نـــقــــشــــر الــــتــــفــــاح iiبــالــســكـــيـــن
ونـــســــأل الله "الـــقــــروض iiالــحــســـن"
فــــــــــــــــــاتـــــــــــــــــــحـــــــــــــــــــ ة ii:
آمـــــــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــــ ـن

1


قـــــــــلــــــــــت لــــــــــكــــــــــم iiمــــــــــــــــــــرارا
إن الــــطــــوابــــيــــر الــــــــتــــــــي iiتــــــــمــــــــر
فـــــي اسـتــعــراض عـــيـــد الــفــطــر و iiالـــجـــلاء
(فـتـهـتــف الـنــســاء فــــــي الــنــوافــذ iiانــبــهــارا)
لا تـــــــــصـــــــــنـــــــــع انـــــــــتـــــــــصـــــــــارا.


إن المدافع التي تصطف على الحدود، فـي iiالصحـارى
لا تـطـلـق الـنـيـران .. الا حـيــن تسـتـديـر iiلــلــوراء
إن الرصاصة التي ندفع فيها .. ثمن الكسرة و الدواء
لا تـــــــــقــــــــــتــــــــــل iiالأعـــــــــــــــــــــــــــــداء
لـكـنـهـا تقـتـلـنـا .. إذا رفـعــنــا صـوتــنــا iiجــهـــارا
تـــقـــتـــلـــنـــا ، وتـــــقـــــتـــــل iiالـــــصـــــغــــــارا


2


قــــلــــت لــــكــــم فــــــــي الـــســـنـــة iiالــبــعــيـــدة
عــــــــــــــــــن خـــــــــطـــــــــر iiالــــــجــــــنـــــــدي
عــــن قـلـبــه الأعــمــى، وعــــن هـمـتــه iiالـقـعـيــدة
يـــحـــرس مــــــن يـمـنــحــه راتـــبـــه الــشــهـــري
وزيــــــــــــــــــــــــــــــه iiالــــــــــرســــــــــمــــــــــي
لــيــرهـــب الــخــصـــوم بـالـجـعـجـعــة الــجــوفـــاء
والـــــقـــــعـــــقــــــعــــــة iiالـــــــــشـــــــــديــــــــــدة
لـــــكـــــنـــــه .. إن يـــــــحــــــــن iiالــــــــمــــــــوت
فــــــــداء الــــوطــــن الــمــقــهــور و الــعــقــيــدة ii:
فـــــــــــــــــــر مــــــــــــــــــــن iiالــــــمـــــــيـــــــدان
وحـــــــــــــاصــــــــــــــر iiالـــــــســـــــلـــــــطـــــــان
واغــــــــتـــــــــصـــــــــب iiالـــــــــكـــــــــرســـــــــي
وأعـلــن "الــثــورة" فــــي الـمـذيــاع و الـجـريــدة ii!


3


قــــــــــلــــــــــت لــــــــــكــــــــــم iiكــــــثـــــــيـــــــرا
إن كـــــــان لابـــــــد مـــــــن الـــذريــــة iiالـلـعـيــنــة
فــلــيــســكــنـــوا الــــخــــنـــــادق iiالــحــصـــيـــنـــة
(مـتـخــذيــن مــــــن مــخــافــر الـــحــــدود .. iiدورا)
لــــو دخــــل الــواحـــد مـنــهــم هـــــذه الـمـديـنــة ii:
يــــــدخـــــــلـــــــهـــــــا .. iiحـــــــــســـــــــيــــــــــرا
يـلــقــي ســلاحـــه .. عــلـــى أبــوابــهــا iiالأمــيــنــة
لأنـــــــــه .. لا يـســتــقــيــم مـــــــــرح iiالـــطـــفــــل
وحــــــــكــــــــمـــــــــة الأب iiالــــــــرزيــــــــنـــــــــة
مــــن الـمـســدس الـمـدلــى مــــن حــــزام iiالـخـصــر
فــــــــــــــــــــــــــــــي الـــــــــــــــســــــــــــــــوق ..
وفــــــــــــــــي مـــــجـــــالــــــس iiالــــــــشــــــــورى


***


قـــــــــــــــــلـــــــــــــــــت iiلـــــــــــــــــكــــــــــــــــــم
لــــــــــــــــــكــــــــــــــــــنــــــــــــــــــكــ ـــــــــــــــــم
لــــــــــــم تـــســـمـــعـــوا هــــــــــــذا iiالــــعــــبـــــث
فـــفـــاضـــت الــــنـــــار عـــــلـــــى الــمــخــيــمــات
وفـــــــــــــاضــــــــــــــت .. iiالـــــــــجـــــــــثـــــــــث
وفـــــاضــــــت الـــــخــــــوذات و الــــمــــدرعــــات