منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   حصري 438 - سهرة الأحلام - دار ميوزيك ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t97087.html)

تمارااا 29-10-08 11:12 AM

438 - سهرة الأحلام - دار ميوزيك ( كاملة )
 
زي ماوعدتكم حبايبي رح ابدأ ا بكتابة الرواية من بكرةانشالله تابعوني



سهرة الأحلام



صاحت انجي:لماذا تصرخ هكذا!
هل هذه طريقتك للتخفيف عن المرضى ..أم..
قطعت آنجي حديثها حينما فاجأتها عطسة عنيفة. صاح هادرا:
انا لاأصرخ!عودي الى الفراش فورا..ام هل يجب علي ان احملك على كتفي؟
_انا قادرة تماما على الصعود بمفردي ياليوك..انني..
فاجأها العطس هذه المرة اربع مرات متتاليه كان ليوك يوشك على تنفيذ تهديده.
وحتى تهرب من هذا الذل المتوقع لونفذ ليوك تهديده سارعت بصعود الدرج.
_انت ترى انني أصعد.يالهي!اي سيرك كنت تعمل فيه؟....منتديات ليلاس




safsaf313 29-10-08 11:35 AM

حبيبه قلبى تم تم تسلميلى من كل شر رواياتك رائعه جدا جدا جدا
وانا آسفه مرديتش عليكى فى الروايه السابقه كما ينبغى
لكن تعملى ايه الجامعه والشغل اللى فيها اهئ اهئ
تسلميلى يا سكر مستنيين الروايه على احر من الجمر

THEROSE 29-10-08 11:39 AM

سلامو عليكو ماشاء الله شكلها رواية جميييلة يللا ابدئى يا قمر واحنا متابعين

ولد البلد 29-10-08 07:36 PM

شكل الرواية رااااااااائعة جداااااااااا

احنا في انتظارك

فيفي و بس 29-10-08 08:28 PM

مساء الخير ياتمارا يعطيكي العافية وبانتظارك

قصائد 30-10-08 03:10 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكل الرواية روعة

eyes2 30-10-08 01:19 PM

خطيرة تسلمين يالغلا
بس انا ماراح أقرأها الابعد قراءة كلمة النهاية

ناعمة 30-10-08 08:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصائد (المشاركة 1705198)

شكل الرواية روعة


مع الاخت :qUA04678:

تمارااا 31-10-08 04:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة safsaf313 (المشاركة 1703459)
حبيبه قلبى تم تم تسلميلى من كل شر رواياتك رائعه جدا جدا جدا
وانا آسفه مرديتش عليكى فى الروايه السابقه كما ينبغى
لكن تعملى ايه الجامعه والشغل اللى فيها اهئ اهئ
تسلميلى يا سكر مستنيين الروايه على احر من الجمر

ولايهمك حبيبتي مولازم الرد يكفي متابعتك لي والله يعينك على شغلك وربي يوفقك انشالله

تمارااا 31-10-08 04:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيفي و بس (المشاركة 1704337)
مساء الخير ياتمارا يعطيكي العافية وبانتظارك

مساءك ورد ياأحلى من الورد :flowers2:

تمارااا 31-10-08 04:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصائد (المشاركة 1705198)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكل الرواية روعة



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.منورة يقلبي وانتي الأروع

تمارااا 31-10-08 04:37 PM

لكل المتابعين يلله نبدأ بالرواية وانشالله تلاقي استحسانكم.



الفصل الأول





اعلنت اودري وهي تلوي عنقها لتتمكن من الرؤية افضل خلال فترينة العرض للمحل:
_هاهو ..مرة اخرى..في التاسعة تماما..الم اقل لك؟
بعد ان وضعت آنجي اخر تورتة على الرف مالت بدورها لترى.
كان هذا اول يوم بعد ان كانت طريحة الفراش نتيجة انفيلونزا حادة لمدة اسبوعا كاملا.
وظلت اودري طوال الصباح تثرثر عن ذلك الزبون الذي يأتي في موعده تماما.
بدا ان ذلك المجهول لديه ولع لايقاوم نحو الحلةى فهو من اسبوع يأتي كل صباح في نفس الساعة الى محل "دام تارت"ليشتري من الحلوى وكانت اودري تؤيد ذوقه الذي اثر بها اكثر من تأثير جماله.
_صدقيني ان رجلا يستطيع ان يأكل كل حلوى الشوكولاته هذه من اجل عشاءه لابد ان له وحا حساسة.
اجابت آنجي بتهكم:
_او ربما يعاني نقصا في السكر.
اضطرت آانجي تحتت الحاح اودري ان تلقي نظرة عبر الفاترينه(واجهة المحل)والتي كان زجاجها مغبشا بعض الشيء.
رأت السيارة الفاروميو الحمراء تركن امام المحل مباشرة على الرصيف المقابل ورغم اننا في شهر نوفمبر الا ان الجو كان شديد البرودة والسيارة مكشوفه وكان سائقها شابا يرتدي نظارة سوداء وسويتر من الجلد كستنائي اللون،فكرت آنجي في نفسها:ياله من عملاق حقيقي وهي تتأمل كتفيه العريضتين وساقيه مفتولي العضلات. لم يتجه الى المحل بل سار في الأتجاه المعاكس.
شرحت اودري:
_انه يذهب ليشتري جريدة فهو يقرأها وهو يحتسي قهوته.واراهن انه سيطلب اليوم الأصابع المحشوة بالعسل وقد اكل منها ثلاثة يوم الثلاثاء.
كانت آنجي قد سمعت هذه الرواية عدة مرات وعلى مايبدو ان اودري لم تتعب من تكرارها مرارا.
افرغت بسكويتا في لبرطمان الزجاجي التقليدي ومسحت يديها الملوثتين بالسكر في مريلتها.
قالت:
_لوكانت له الشهية التي تصفينه بها فقد نستطيع ان نقنعه بشراء فطيرة فهي اكثر ربح من الحلوى.
_ياصغيرتي المسكينة انت لست معي على الآطلاق.
رأت اودري صورتها في المرآة التي تغطي الجدار الداخلي للمحل خلف مائدة الحساب والتسليم.
نفشت اولا شعرها الطويل البني المجعد على شكل خصلات وراجعت زينتها وقالت بصوت منغم متصنعة البراءة:
_لدي احساس انه غير متزوج..انه يبدو عليه ذلك المظهر المتحرر الذي يميز العزاب.
ردت عليها انجي وهي تضحك:
_هذه طبعا ليست حالتك مالم تكوني قد نويت التخلي عن زوجك برايان والأولاد لتتفرغي تماما لهاوي حلوى الشوكولاته هذا.
_ظريفة جدا ياآنجي، انت تعرفين اني لا افكر فيه لأجلي.
تابعت حديثها:
-انت تعرفين تماما اني اقول هذا من اجل فتاة ملعونة لم تتزوج.
لسوء حظي اني اعرفها وتفعل خيرا لو اهتمت بعض الشيء بجنس الرجال اذا رغبت الا تستيقظ يوما ما لتدرك ان الوقت فاتها وان معرض الزواج قد اغلق امامها.
_ربما كنت لا احب معرض الزواج..على اية حال لقد نسيتي سبنسر الا يدخل في الحساب؟
_انني اتحدث عن معارض الزواج ومهرجاناته من صواريخ ورقص والعاب وبهجة.ان سبنسر شخص لطيف ولكن لنكن صادقين انه لايمثل اي شيء مفرح.
قالت آنجي وهي تخفض عينيها الخضراوين:
_ليس لطيفا ماتقولينه عنه ،ثم هل نسيتي انه كان لي نصيبي من معرض الزواج ولا اريد ان اعيد التجربة.
_اسمعي ياآنجي...
لم تكمل حيث الأجراس المعلقة بالباب اخذت تصلصل ودخل احد الزبائن.
قالت انجي وابتسامة ماكرة تعلو شفنيها :
_لابد انه الرجل الساحر جاء يأخذ حاجته من الحلوى.
وفي محاولة منها لمضايقة اودري قررت ان تتجاهل الرجل المجهول فأدارت له ظهرها.واخذت تعيد تنظيم المعروضات فوق ارفف الفاترينة من جاتوهات وتورتات.
كانت تورتة الفواكه هي تخصص المحل وقد كانت معروضة بطريقة رائعة على ارفف الفاترينة.
صاح صوت حاد ومليء بالجرأة:
_صباح الخير ياأودري .كيف حالك؟
_اجابت بلهجة مرحة:
_بأفضل حال،ماذا تريد هذا الصباح؟
_ياألهي انني لا اعرف بعد.ان هذه الكعكات الصغيرة تبدو لذيذه.
كانت آنجي تتلهف شوقا لتراه ولو لثانية واحدة لعنت اودري التي استطاعت حقا ان تثير فضولها رغم محاولاتها انكار ذلك.
القت نظرة على المرآة المعلقة على الجدار الداخلي لترى انها لم تكن الكعكعات مايمتدحها وانما كان الأعجاب موجها لها هي.
تشابكت نظراتهما لحظة،في حياتها لم ترى عينين بهذه الزرقة.
حولت رأسها بسرعة ووضعت علبة من اصابع السابليه وفتحتها لترص محتوياتها .
قالت اودري للرجل:
_ان آنجي هي التي صنعت الكعك هذا الصباح انه كعك بالزبد والجوز.
_بالزبد والجوز؟هذا ابتكار رائع!انا لا اعرفه.
دون ان تنظر اليه آنجي كانت تدرك ان الكلام موجه اليها وليس الى اودري.
تضايقت وهي تحس بثقل النظرة الفاحصة التي ثبتها عليها.
واخذت تشغل نفسها بأعداد اكوام من علب الجاتوه فوق مائدة التسليم،بعد ان لجأت اليها هربا من نظراته واستمرت بأعطاء ظهرها في عناد لصديقتها والزبون.ولسوء حظها ان اودري كانت ذا طبيعة عنيدة ولا تعلن استسلامها بسهولة.
صاحت اودري وهي تهرع نحو المطبخ وفي طريقها ابتسمت لآنجي ابتسامة خبيثة:
_آوه ياالهي,اني اشم رائحة شيء يحترق.
وقفت آنجي فاغرة فمها،ان تلجأ اودري الى هذه الأعذار الزائفة كي تتركها بمفردها مع الرجل امر غير مقبول وشنيع.
سأل الرجل:
_اتظنين انها تحتاج للمساعدة؟
لم تجد آنجي امامها مفر الا ان تستدير رغما عنها وفي الحال نسيت اي فكرة حول عقاب اودري عقابا شديدا،
لقد كان رائعا،خصلات شعره الشقراء تحيط بوجهه كأكليل من الورد.كانت تقاطيع وجهه متناسقة ورقيقة.بشرته لفحتها الشمس قليلا.
ابتسم لها وظهرت غمازتين في خديه.
كان لون عينيه ازرق وكان يرتدي جينز ازرق حائل اللون وقمميص ابيض وقد اظهر زيه رشاقته وفوق كل ذلك مايشع منه حيوية وقوة وشباب زاد من اضطراب آنجي.
اجابت اخير بلهجة مشوبه بالأستهتار:
_لوكانت بحاجة الي في المطبخ لماترددت ان تطلبني.
وانت ماأسمك؟
_انجي باريش صاحبة هذا المحل.
القى عليها نظرة اعجاب من رأسها حتى قدميها وقال:
_اذن دام تارت هو انت؟
احست آنجي بأن خديها يشتعلان.واجابت:
_الى حد ما نعم.
_لست ادري لماذا تصورتك غير هذا!!اقصد انني لم اتعود على مقابلة حلوانية بهذا الجمال.
بدأت آنجي تحس بالضيق شيئا فشيئا في حين اخذت تمتع نظرها بجسده الرياضي الممشوق.
سألته فجأة وهي تحاول تغير الموضوع:
_اتحب احتساء القهوة؟
-ارجو المعذرة؟
_هل تحب ان تحتسي قهوة؟
_آه نعم بكل سرور، في الحقيقة لم اقدم نفسي،انا ليوك وايلدر.
مد يده ولم تجد آنجي مفرا من ان تصافحه.
كانت يده دافئة وقوية وعريضة،احاطت بكفها .
سحبت كفها في الحال وكانها تلقت اشارة سريعة بوجود خطر داخل يده.عندما استدارت لتصب لع القهوة اخذت نفسا عميقا لتسترد اعصابها المتوترة.
ودت لو تضحك.ماذا حدث لها ؟هل كان لتثرثرات اودري تأثيرا عليها؟
كانت وسامة الرجل الأخاذة عبارة عن علامة داخل نفس الشابة وتحذير ينبهها ان تبتعد عنه تماما.
فقد عانت زواجا قد تدهور على مدى 5 سنوات وانتهى بالطلاق وقد تناولته وسائل الأعلام بأستفاضة.
كان زواجها من تشاد دانياليز الممثل المشهور هو السبب فيما اصابها من عدم الثقة التي وصلت لحالة مرضية.

لقد كانت حكايتها مع تشاد درسا لن تنساه،كان جنون زوجها هو جرس الأنذار لأنتهاء علاقتهما.
كان تشاد بالنسبة لها ليس سوى آخر صيحة من الممثلين ذائعي الصيت ممن ينالون اعجاب المشاهدات.
قاطع الشاب احلام آنجي:
-هل من مدة طويلة تزاولين التجارة؟
_قالت وهي تضع قدح القهوة فوق صينية مع فوطة وملعقة سكر ولبن:
_من حوالي ثلاثة سنين.
-هل تريد سكرا ولبنا على القهوة؟
احتسى رشفات صغيرة من القهوة الساخنه ثم وضع القدح ليتطلع الى آنجي وهو يبتسم ابتسامة واسعة وقال:
_انها لذيذة.
_هل استقر رأيك على ماتختار؟
اجاب دون ان تغادر عيناه وجهها:
_انه سؤال صعب اعتقد اني سأبدأ بفطيرة التفاح.
تجاهلت آنجي نظراته الملحة الثقيلة والمليئة بالأيحاءات وكتبت طلبه بالدفتر.
_تفضل بالجلوس وسأحضر ماطلبته بالحال.
_افضل ان انتظر هنا.
اجابته وهي تعطيه ظهرها لتاخذ فطير التفاح من فوق الرف:
_كما تحب.سأسخنها لك في الفرن
-جيد،اذا كان لايزعجك ذلك.
_لاعلى الأطلاق.
وضعت فطيرة التفاح في الميكرويف واغلقت بابه بعنف ضبطت الساعة الأليه وانتظرت حتى انتهى الوقت المحدد.
اخرجتها من الفرن ووضعتها على صينية ثم سألته:
_هاهي اصبحت جاهزة،اين تود الجلوس!
استعدت لحمل الصينية ولكنه كان اسرع منها وامسك بها دون ان يسمح لها بالتحرك وقال:
_بعد اذنك استطيع التصرف بمفردي.
حمل الصينية وجريدة مطويه بعناية تحت ذراعه وذهب الى واحدة من الموائد الصغيرة ذات الصطح الرخامي ثم جلس.
عادت انجي للعمل الذي كانت تقوم به من صف علب الجاتوه استعدادا لفترة مابعد الظهر.
ومع ذلك لم تستطع منع نفسهخا من القاء نظرة مستترة الى الشاب:انه يقضم قضمة من فطيرته ويرشف رشفة من قهوته قبل ان يخفي وجهه وراء الجريدة.وفي كل مرة يقلب صفحة من جريدته تستدير آنجي بسرعة محولة عينيها عنه.
لكنه استطاع ان يضبطها وتشتبك عيناه مع عيناها.....منتديات ليلاس


ادارت انجي ظهرها له في الحال وكأن شيئا لم يكن.
صلصل ناقوس الباب معلنا عن وصول عميل جديد وتعرفت آنجي في الحال على جسد الفأرة اميليا ثورسون.
كانت ايميليا تنتمي الى شاذام فولز كما انها تعتبر ملكة البلد والأم الروحية للطبقة الراقية المحليه.
اما بالنسبة لآنجي فكانت تراها اكبر متحذلقة لاتطاق رأتها في حياتها.
قالت ايميليا بمرح وهي تلوح بيدها المغطاه بقفاز قطيفة طويل اسود:
_صباح الخيرآنجي.
كانت ايميليا مشهورة بقبعاتها واليوم كانت خصلاتها الفضية مغطاة بطبقة لامعة من الفازلين وفوقها غطاء عال له حواف عريضة من الفرو يعلوه ثلاث ريشات من طير الدراج وعقدة على شكل فراشه من القطيفة السوداء كعش العصافير،ان هذه القبعة قمة مايثير السخرية في رأي آنجي.
وبعد جولتها المعتادة وطقوس استعراض شخصيتها اختارت ايميليا صندوقا من البسكويت والخبز:قالت في صوت ممطوط وهي تدفع الحساب:
_لقد اخبرتني اودري انك كنت مريضة طوال الأسبوع ياعزيزتي الغاليه اتعشم الا يكون الأمر خطيرا.
-لا مجرد انفيلونزا واحسن الأن بالتحسن الكامل.
_جيد اعتني بنفسك نحن نعتمد على وجودك في المهرجان يوم السبت.
وطبعا حضور الدكتور بيترستون.
هكذا ودون مواربة حاولت ايميليا ان تعرف ان كان سبنسر سيصطحب آنجي في هذه المناسبة ام لا.
قالت:
_آه ان سبنسر لايمكن ان تفوته هذه المناسبة امام اي ظرف من الظروف.
احست آنجي بشعور من الضيق لأن هناك من يتصنت على حديثهما،كان ليوك وايلدر يقرأ صفحة الرياضة من أولها لأخرها ومع ذلك كانت آنجي مقتنعة تماما انه لم تفته كلمة واحدة ممادار بينهما.
كانت لجنة الأعداد للمهرجان قد اوكلت لآنجي اعداد طلب ضخم من التورتات والباتيه والميل في وكان عليها ان تعامل السيدة ثورسون كعميلة مهمة وعليها ان تنصت الى ثرثرتها دون ملل وان يبدو عليها الأبتهاج.
قال ليوك وايلدر فجأة وهو يقترب من مائدة التسليم:
_هل يمكن ان تعطيني بعض القهوة.؟
اخذت ايميليل تفحصه من قمة رأسه حتى اخمص قدميه بفضول لم تحاول اخفاؤه كعادتها في كل مرة تجد فيها شخصا غريبا.
بدا ليوك غير متضايق من هذا المسلك الغريب وابتسم لها ابتسامة عريضة ثم قال:
_اعذري لي صراحتي ولكني لاأستطيع ان امنع نفسي من الأعجاب بهذه القبعة الفاخرة.
كانت انجي التي انشغلت في اعداد القهوة قد بدا عليها الأمتعاض والتقزز،ياله من منافق لايحتمل.
قالت ايميليا وهي تمسح احدى الريشات:
_اوه حسنا شكرا لقد اشتريتها من ساراتوجا سبرنجز نطقت الكلمات الاخيرة كأنها تتحدث عن باريس اوروما.
قال لها ليوك في احترام مصطنع:
_انها مبهجة جدا لابد ان تكون من الطبقة الراقيه.
انتفخت أوداج ايميليا وقالت:
_هيا..هيا..كم انت لطيف ولكني لست في السن التي تسمح لي بأن اسمع هذا الأطراء،انا لأذكر اني رأيتك هنا ياسيد...؟
اجاب بأهتمام:
_وايلدر وقد سكنت مؤخرا في فيلا روزوود القديمة.
اوشكت ويندي ان تسقط قدح القهوة من يديها لقد لاحظت بالفعل انوار في المساء في فيلا روزوود لكنها لم تعر الأمر اي انتباه.
اذن ليوك وايلدر هو جارها الجديد الملاصق.

-اذن اسمح لي ان ارحب بك في بلدتنا الصغيرة واتعشم ان تكون قد اعجبتك.فهي منطقة هادئة ولايوجد بها عابرون كثيرون.
_لهذا السبب اعجبتني،ثم ان الناس لطيفون معي.
_هل سمعت ياسيد وايلدر عن امسية المهرجان الخاص بالجمعية التاريخية؟لابد ان تحضرها،ثم انها ستكون فرصة لاتحلم بها لعقد صداقات جديدة اليس كذلك؟
قالت آنجي تؤكد بلهجة ساخرة:
_انها فرصة عمرك.
اخرجت المرأة من حقيبتها قلم وبطاقة تعارف صغيرة:
_هذا هو رقم تيلفوننا في الجمعية،سعدت لمعرفتك سيد وايلدر.
اجاب الشاب وهو يسرع ليفتح الباب امامها:
_ان الشرف لي يامدام ثورسون.
صاحت ايميليا وهي تخفض من جسدها حتى لاتصطدم قبعتها الرهيبة بأعلى الباب:
_آوه ..قبعتي..الى اللقاء ياآنجي.
عاد ليوك الى مائدة التسليم وهو يوشك ان يختنق من الضحك.
_يالها من شخصية ..
_انها تنين عجوز فعلا ولكنك انسجمت معها جدا.زهاك قهوتك..هل تريد شيئا آخر؟
تفحصها ليوك وقد لوى فمه بسرور:
_نعم في الحقيقة اريد شيئا آخر.هل يمكنك ان تتناولي العشاء معي هذا المساء؟
_لا..آوه..اريد ان اقول لاشكرا.
قال بألحاح:
_اذن مرة اخرى؟
كان واقفا بالقرب منها فتراجعت خطوة الى الوراء.
_لا..لا اظن انها فكرة حسنة.
اقترب منها اكثر وهذه المرة لم تستطع انجي التراجع لأن مائدة التسليم كانت وراءها مباشرة،واضطرت اخيرا ان تقابل نظراته.
قال متسائلا:
_هل يمكن ان اعرف مالضرر في ذلك ولماذا يضايقك الى هذه الدرجة؟هل وضعت قاعدة ذهبية بألا تتعاطي مع زبائنك؟
_لاتكن غبيا ..طبعا الأمر ليس كذلك..
_ربما لاتكونين خاليه؟؟
_اعتقد ان هذا ليس من شأنك.كل ماهنالك ان الأمر لايثير اهتمامي.
قالت هذه العبارة بلهجة عادية وان كانت بداخلها ترتجف تماما.
فالمدعو ليوك هذا يثير لديها ردود الفعل الغريبة بل شديدة الغرابة .لو اكتفى بقبول رفضها بكل بساطة لما اضطرت لمتابعة هذه المناقشة الغبية.
وبدلا من ان تثبط همته امام صراحتها وجد نفسه متمتعا بتلك الصراحة.تابع في تهكم:
_ان لدي فضولا شديدا ان اعرف لماذا انت غير مهتمة؟ولكن هناك شيء يقول لي:ان هذا السؤال ايضا ليس من شأني.؟اليس كذلك؟
همست:
_بالضبط.
سكتا لحظة بدت كأنها الدهر بالنسبة لآنجي.خفضت عينيها لأسفل مرة اخرى لانها لونظرت الى عينيه فأن الأمر سينتهي بقبول دعوته لامحال .قالت وهي تحمل قدح القهوة:
_لقد بردت قهوتك وسأصب لك اخرى ساخنة.
_لاداعي لأنني لم اعد ارغب فيها.كم حسابك؟
حسبت آنجي حسابه وقدم لها بعض الأوراق الماليه فأخذتها وقالت:
_شكرا جزيلا.
همهم وهو يأخذ السويتر والجريدة:
_العفو..الى اللقاءفي ...
صلصل جرس الباب ندما اختفى ..
عادت آنجي مرة ثانية الى مائدته ورفعت الفوطة والملعقة .كانت رائحة السويتر الجلد وكولونيا مابعد الحلاقة تعبق في الجو.
احست فجأة بأنها تختنق وكأنها استنفدت كل طاقتها في محاولة التظاهر بتجاهل مدى انجذابها للشاب.
قالت اودري فجأة وهي تحمل صينية من الجاتوه لازالت دافئة ومغطاه بالكريمة والمكسرات الشهيه:
_اذا نقص الجاتوه بالشوكولاته هنا فتوجد صينيتان بالخلف قررت ان اضع عليهما البندق وليس عين الجمل.
ردت آنجي بغضب:
_هذا آخر عمل رسمي لك في محلي !ولاتعتقدي بأني سأحس بالشفقة نحوك لأنك ام لثلاثة اطفال.
_لو لم تكوني متوحشة وغير اجتماعية لما لجأت لمثل هذا الأسلوب!لقد كنت اعلم بأنه يكاد يموت شغفا للتحدث معك!بل وقد طلب ايضا منك الخروج معه.
قالت آنجي:
_الأدهى والأمر انكي تتصنتين ايضا من خلف الأبواب.
_طبعا عزيزتي فهذا سر المهنة عند الخاطبات.بصراحة ياآنجي هل كان من الضروري ان تصديه بهذه الوحشية؟
لم يكن هناك من داعي لجرح شعور هذا المسكين؟
_انه سيشفى من جرحه صدقيني..من المؤكد ان هذا النوع من الرجال المغرورين الواثقين بتأثير رجولتهم قد قوبل بالكثير من الرفض.
لاشك انه سيتحمل هذا الصد انه متمرس على المطاردة وهو على استعداد ان يلقي شبكته على اول حسناء يقابلها في طريقه.
انها تعرف هذا النوع وهم جميعا على شاكلة واحدة.
قالت اودري:
_انت اكثر فتاة عنيدة قابلتها في حياتي.
القت عليها آنجي نظرة غاضبة ولكن اودري تظاهرت بتجاهلها.


انتهى الفصل.


تمارااا 31-10-08 04:39 PM

الفصل الثاني



احست آنجي انها معتلة المزاج بقية النهار حتى انها اسقطت دستتين من البيض على الأرض وافسدت مجموعة كاملة من الجاتوه عندما وضعت الملح بدل السكر.....منتديات ليلاس


ولما كان المساء قد اقترب حاولت ان تقنع نفسها بأن العشاء مع سبنسر قد يعدل مزاجها.
اخذت دشا ساخنا وارتدت بلوزة سوداء وجيب من الحرير حوافه من الصوف الكشمير الأحمر الطوبي مع وشي ذهبي وفضي واسود.
تركت شعرها مسترسلا ليسقط الى الخلف ثم تعطرت بعطرها المفضل واصبحت جاهزة.
جلست آنجي الى المائدة في مواجهة سبنسر في ملهى تروميول وهي تحتسي زجاجة من الكوكا ولسوء الحظ فأن تأثير المياه الغازية كان ضعيفا على مزاجها وصحبة سبنسر لم تخفف من حالتها.
حاولت ان تركز على الحديث لكن افكارها كانت تائهة في مكان آخر.
كان سبنسر طبيبا بيطريا وقد تقابلا من عدة شهور عندما احضرت له آ نجي كلبها الأيرلندي كي يحصنه،وبعدها تقابلا تقريبا كل اسبوع في العطلة.
لم يكن سبنسر يدفع علاقتهما مكتفيا باللقاء الأسبوعي حيث يتبادلان الغزل العاطفي الأفلاطوني.
تسلءلت في نفسها مالذي تبحث عنه حقا؟ان الأحباط الذي احسته نهاية علاقتها الزوجية مع تشاد لم تنسها لحظات السعادة التي عرفاها معا والتي تمنت ان تعود مرة اخرى مع شخص اخر.
ولكن هل هذا الشخص هو سبنسر بيترسون؟
عندما تطلعت الى عينيه الرماديتين وابتسامته اللطيفة لم يعد لديها شك في انه خالمن العاطفة.
قال سبنسر:
_هل اعجبك العشاء ياآنجي؟
_آوه ..العشاء..طبعا.
تجهم سبنسر قائلا:
_هل انت واثقة بأن كل شيء على مايرام؟فشهيتك ليست مفتوحة هذا المساء؟
_انا؟اطمئن كل شيء على مايرام لكني متعبة قليلا فهذا اول يوم اعود فيه الى العمل بعد غياب اسبوع.
_لكن يبدو انك بصحة جيدة،فخداك متوردان ،اجابت دون ان تدري ان كان يجاملها ام لا:
-شكرا سبنسر
لماذا لايقول لها انها جميلة ولو لمرة واحدة؟ولماذا يقول لها دائما انها بصحة جيدة؟
انها الملاحظة التي تقال لعانس لطمأنتها مالم يكن هذا عيبا فيه نتيجة مزاولته المهنة.
تذكرت فجأة الطريقة التي كان ينظر بها ليوك اليها،هذا هو الرجل الذي يستطيع ان يشبع غرور المرأة ولو قضيا السهرة معا فالله وحده يعلم ماكان سيفعله ليغازلها.
قال سبنسر:
_الم تسمعيني ياآنجي؟
_اوه..ارجو المعذرة..لا..لم..
رفعت آنجي عينيها نحو الرجل الجالس امامها واحست فجأة بالخجل لشرود ذهنها.
_لقد سألتك هل تريدين زجاجة اخرى من الكوكا؟
_لاشكرا لاأريد.
_اعتقد اني سأتناول واحدة.
دارسبنسر بنظره حول المائدة بحثا عن الساقي وصاح:
_اللعنه هاهو قادم هناك.
دارت آنجي بنظرها نحو باب الدخول وقالت:
_من هو؟
_انه لاعب كرة البيسبول المشهور..ماهو اسمه؟اوه..اللعنة! انت تعرفين عما اتحدث؟لقد كان اعظم مهاجم بعد هولتنج جو.
استدارت آنجي نحو سبنسر وهي تسند ظهرها على المقعد:لاعب بيسبول معتزل؟ياله من امر غريب!عندما تطلعت الى تعبيرات سبنسر توقعت ان يكون الأمير تشارلز هو من دخل المطعم.ثم من يكون هذا المدعو هولتنج جو؟
هزت رأسها ثم احتست جرعة من الكوكا.
بدا وكأن سبنسر سقط وسط بحيرة من الحيرة ثم اخيرا اضاء وجهه وطرقع بأصابعه وهو يعلن بلهجة المنتصر:
_انه ليوك وايلدر هذا هو ماقصدته.الم تسمعي ابدا به؟ذلك اللاعب الذي اطلق عليه المعلقون الرياضيون لقب"الثور"؟
اوشكت آنجي ان تختنق وهي تحتسي الكوكا.بعدها اصابتها نوبة شديدة من السعال بينما صعدت الدموع الى عينيها وغطت فمها بمنديل:
_ارجو المعذرة..من الأفضل ان اذهب لدورة المياه.
تجاهل سبنسر حالة الشابة وركز نظراته على ليوك..انه قادم نحونا.زسيمر امام مائدتنا.
كان في قمة الأثارة وامرها وهو يمسك ذراعها:
_لاتنهضي!
همهمت وهي تكز على اسنانها:
_دعني اذهب.
عندما تمكنت من تخليض ذراعها من سبنسر كان ليوك امامها يتفحصها دون حياء.
رفعت عينيها نحوه ثم اصابتها نوبة جديدة من السعال.
سألها بلهجة رقيقة:
_هل حدث شيء ياآنجي؟
اخذ يضربها على ظهرها برقة فقالت وهي مقطوعة النفس:
_اشكرك..كل شيء سيكون بخير.
اخذت يده تدلك عنقها وتربت شعرها في دوائر واخذ سبنسر يرقبهما وقد فقد النطق ثم اجاب ليوك برقة على التساؤلات البادية في عيني البيطري:
_لقد التقينا هذا الصباح في محل الحلوى.
قال سبنسر وهو يهز رأسه في استغراب:
_ولم تعرفك؟لقد عرفتك انا في الحال.
مد يده قائلا:
_سبنسر بيترسون زيشرفني ان اتعرف عليك سيد وايلدر.
_سعيد بمعرفتك ياسبنسر لكن لاتقسو على آنجي فأن الكثيرين من الناس لايتعرفون علي منذ اعتزلت البيسبول.لقد كان الأمر افضل فيما مضى.
_يالهي!ليوك وايلدر هنا بشحمه ولحمه انني لا اصدق ذلك.
كزت آنجي على اسنانها.هل كان من الضروري ان يتصرف سبنسر كالمراهق!
قالت آنجي:
-اعتقد ان المضيفة تحاول ان تلفت نظرك ياليوك.
_آه حسنا من الأفضل ان اذهب هناك قبل ان تعطي مائدتي لاحد غيري.ليلة سعيدة لكما.
تنفستآنجي الصعداء عندما استاذن ليوك منهما،لكن سبنسر لم يكن قد انتهى بعد:
_اذا رغبت بمشاركتنا المائدة سيد ليوك فسيشرفنا ذلك للغاية..اليس كذلك ياآنجي؟
استدار ليوك نحو الشابة منتظرا ردها.
_انا واثقة من ان السد ليوك لديه مشروعات اخرى لهذا المساء ياسبنسر اليس كذلك؟
_اجاب ليوك:
_بلى لدي مشروعات اخرى فسأتناول العشاء مع ايف تايلور.
كانت ايف تايلور امرأة رائعة الجمال ووكيلة ناجحة للعقارات في شاذام فولز ،قال مكملا حديثه:
_ايف هي من قامت بالأتفاق على استئجاري لفيلا روزوود حتى وقعت العقد.
قال سبنسر في سعادة:
_انت ستقيم في فيلا روزوود؟هذا يعني يآنجي ان ليوك هو جارك الجديد.
قال ليوك يعاكسها ويغيظها:
_حقا ؟لماذا لم تقولي لي هذا الصباح؟
_الم اقل لك هذا..هل انت متأكد؟!
_متأكد تماما والا لتذكرته بكل تأكيد.
قال سبنسر الذي بدا عليه هذا المساء الروح التطوعية:
_ان آنجي تسكن تلك المزرعة الضخمة اعلى التل ولو احتجت اي شيء لاتتردد في المرور عليها ومقابلتها.
_حسنا هذا لطيف منك ياسبنسر..اعتقد اني ارى ايف عند الباب..تشرفنا ياسبنسر..آنجي اعتقد اني سأمر عليك لأستعير منك اناء السكر التقليدي كما يفعل الجيران.
عندما رحل ليوك لينضم لأيف تايلور استدار سبنسر نحو آنجي:
_ياله من مخلوق مثير!بسيط وودود..
قالت في نفسها:انه لم يضع وقته وسرعان ماوجد رفيقة تحل محلها في العشاء.
قال سبنسر:
_انني اتساءل ماذا يفعل شخص كليوك في شاذام فولز؟
في البداية كانت اودري من تحدثها عن ليوك والآن سبنسر؟!هذه قمة المأساة.الايستطيعان ان يحدثاهاعن شخص غيره؟!
تنفست بعمق وهي تحاول استعادة هدوئها:
_ربما جاء لممارسة الرياضة او التزحلق على الجليد اوربما يحب الهواء الطلق؟
رد عليها:
_شخصا مثله كان من الأفضل له الذهاب الى كولو رادو او الى سويسرا.فلابد ان لديه الأمكانات ثم حسب ماأعرفه فهو في اسبوع يخرج مع مغنية روك والأسبوع الأخريخرج مع وزيرة او ممثلة..اذا كانوا قد سموه الثور فليس بسبب غزواته الرياضيه فحسب.
امتعضت آنجي امام هذا التعليق الفاضح واعترضت على كلامه بصوت بطيء:
_ان كل الناس يمكن ان يتغيروا.
لم تكن تعلم سبب ضيقها،ان تعلم ولو اشاعة ان ليوك هو زير نساء..القت نظرة نحو ليوك الذي كان يقرأقائمة الطعام مع ايف،بدا ان ايف وقعت تحت سحر رفيقها فهي تضحك بأستمرار امام كلماته.
قال سبنسر بعد فترة تفكير:
_منذ ان توقف عن البيسبول اصبح رجل اعمال ناجح جدا.
وقد قرأت عنه مقال مؤخرا في مجلة أوم انه عبقري للغاية.
لم تعد آنجي تتحمل اي كلمة وحاولت تحويل الحديث نحو مهنة سبنسر.
على بعد بضع موائد منهما كان ليوك وأيف يتمتعان بالشراب واخذ ليوك ينصت بأنتباه الىها وقد نسي وجود اي شخص آخر.
كانت آنجي تعرف انه ليس من اللطيف بالنسبة لسبنسر ان تتمنى ان تكون في هذه اللحظة من ينصت اليها ليوك بدلا من ايف.
سألها سبنسر وهو يقطع افكارها:
_اتحبين ان نطلب الحلوى؟
_لاشكر،فقط قهوة.
قال يعاكسها:
_ان فطيرة التفاح لاتساوي فطيرتك ولكنها على اية حال طيبة.
_انت لطيف..ولكن اريد فقط القهوة.
بعد ان انتهيا من العشاء عرض عليها سبنسر ان يتناولا شرابا منعشا امام المدفأة في الصالون الكبير بالملهى،في البداية رأت ان الفكرة لا بأس بها،ولكن في النهاية رفضت بحجة انها متعبة وطلبت منه ان يعودا الى السيارة.
رد عليها سبنسر وهو يساعدها في ارتداء معطفها:
_طبعازلقد فهمت..انك مجهدة..فقد عملت كثيرا.
اجابت:
_ربما.
_لابد ان تستأجري احدا،موظفا اواثنين.ويمكنك ان تعرضي على اودري ان تتحمل جزءا من المسؤوليه عنك؟
اعرف انك تخلصين تماما فيما تفعلينه وهذا دون شك سبب نجاحك ولكن ربما يأتي يوم يحمل لك اهتمامات اخرى تدفع باهتماماتك الحالية الى الخلف.لذا يلزمك شخص تثقين به يحمل عنك المسؤوليه.
كانت آنجي تعلم جيدا ماهي الأهتمامات الأخرى التي يقصدها سبنسر وهي الأطفال والأسرة.
لقد كان سبنسر حقا نموذجا للصبر،كان يقنعها دائما بأن نواياه جادة وكانت آنجي دائما تجد نفسها متضايقة وهي ترد على تلميحاته.
عندما وصلا امام شاحنتها الصغيرة الحمراء.هنأت نفسها لأنها جاءت بسيارتها الخاصة ممايتيح لها العودة الى منزلها بمفردها.
ردت عليه وهي تبحث عن مفاتيحها في حقيبة يدها دون ان تنظر اليه:
_معك حق فالأسابيع القادمة مشحونة بطلبات كثيرة خاصة في الأعياد.
وجدت المفتاح وفتحت باب الشاحنة وشكرت سبنسر على الأمسية ،وكالعادة ضمها وقبلها سبنسر متمنيا لها ليلة سعيدة.
بعد فترة طويلة بدأت السير بالسيارة على الطريق الريفي الذي يؤدي لبيتها،وسألت نفسها حول الطريقة التي قبلها بها سبنسر مودعا اياها هذا المساء،هل كان قد ضمها بقوة اكبر هذه المرة؟ ام انه مجرد وهم؟ هل اصبح اكثر حبا في التملك واكثر عاطفة؟
دخلت الى الطريق الترابي المؤدي الى بيتها.
انهما لم يتحدثا ابدا عن المستقبل..مستقبلهما معا..ستقابله يوم الجمعة ربما يتحدثا عن ذلك.
ان علاقتهما اكثر من صداقة وان لم تكن في الحقيقة علاقة غرامية،والزمن كفيل بأن يحدد الأتجاه الذي ستتخذه هذه العلاقة.
ركنت آنجي سيارتها امام البيت واطفأت انوارها وابطلت المحرك.
ان الوقت لايزال مبكرا على التفكير في الزواج مرة اخرى فهي ليست مستعدة .ولكن عندما يحين الوقت هل يظل سبنسر نفس الرجل الذي تحتاجه؟
رغم اراء اودري فأن آنجي لاترغب في التخلص من رجل اكتشفت انه ذو فائدة كبيرة لها.
توجهت الى الباب الخلفي ومرت على احواض الزهور ثم امام حديقة الأعشاب العطرية التي تقع عند باب المطبخ الخلفي.
دخلت البيت واغلقت الباب وراءها وهي تتساءل:لماذا اصبحت حياتها فجأة معقدة لهذه الدرجة؟.آه لو وجدت شخصا يعطيها وصفة السعادة الكاملة.


انتهى الفصل

تمارااا 31-10-08 04:41 PM

الفصل الثالث



كانت آنجي قد حددت جدوولا يضمن لها الخروج من البيت في الوقت الذي لاتهب فيه الريح اوتسقط الثلوج.
رن جرس المنبه الألكتروني رنينا يصم الآذان في تمام السادسة.
اخذت دوشا سريعا وثبتت شعرها ثم ارتدت ملابس العمل المكونة من جينز ازرق وتي شيرت او بلوزة.
احتست قدح قهوة بسرعة ثم اطلقت سراح كلبها وادخلت قطتها.جلست خلف عجلة القيادة في السابعة الا ربعا.
بينما الشاحنة تدخل الطريق حررت آنجي احدى خصلات شعرها التي سقطت على جبهتها،لم تكن من قبل تبدو على هذه الدرجة من الفتنه.
وقفت عند الأشارة الحمراء الوحيدة في البلدة وادارت المرآة العاكسة نحو وجهها لتراجع زينتها.....منتديات ليلاس


وجدت اودري قد سبقتها الى العمل وكانت تغطي بعض الكعك بالكريمة عندما دخلت آنجي المحل.
لم تعلق اودري بأي تعليق ولكن ابتسامتها الماكرة قالت الكثير.
اعلنت آنجي وهي ترتدي مريلتها:
_لدي موعد مع المحاسب اليوم.
قالت اودري وهي ترفع حاجبها متسائلة:
_آه..حسنا..وبعد.؟
_لاشيء..لابد ان نراجع حساباتنا وندفع الفواتير المستحقة..انه الروتين العادي.
قالت اودري وهي تستأنف العمل الذي قطعته:
_يبدو ان كل شيء على مايرام.
جمعت آنجي ورق عمل اليوم من فوق المائدة وسجلت دستة الكعك الصغير الذي انتهت اودري من صنعه.
كانت عدة مطاعم قد ارسلت لها طلبياتها وكانت تريد ان تعد فطيرة الموز قبل التاسعة والنصف لتحل محل الفطيرة التي افسدتها بالأمس بطريقة غبية.
انهمكت غلى الفور في العمل.وقررت ان تكون في المطبخ عندما يحضر ليوك اليوم ولن تريه طرف انفها حتى لوقررت اودري ان تشعل النار في العمارة.
في الساعة الثانية عشروالنصف قررت اودري ان تذهب لتناول الغداء وتركتها بمفردها لأستقبال الزبائن المتوقع حضورهم.
قالت وهي ترتدي سترتها:
_سأعود خلال ساعة.
اجابت آنجي وهي منهكة في تزين البسكويت:
_الى اللقاء.
_هاي!هناك دقيق على جبهتك.
_شكرا!
_وبعض الكحل تحت.
قالت آنجي بعنف وهي متضايقة:
_مع السلامة يااودري.

**************


كانت الساعة حوالي الخامسة عندما فتحت اودري باب المحل لتخبرها عن وصول فيليس
ردت عليها:
_اخبريه اني سأكون جاهزة خلال دقيقة لاني اريد ان انتهي من صنع هذا الجاتوه.لأن السيدة كوفيلي ستحضر لتأخذه.

انتهت وخلعت مريلتها .تأملها فيليس وهي تعبر المحل لتقدم له قدح القهوة وقال:
_تبدين رائعة اليوم..هل لديك موعد هذا المساء؟
_آوه..لا


عندما عادت الى منزلهابساعات ظلت ممدة على الأريكة لتقرأ .
سمعت طرقا على الباب فصاحت:
_سأحضر!
كادت تفقد توازنها وهي تسير فوق الأرضية اللامعة اللزجة بخفه الرقيق وأوشكت ان تكسر رقبتها ،عندما وصلت الى البب سمعت طرقا طويلا وحادا:
_اللعنه !أيا كنت فقد كدت تتسبب بكسر رقبتي!
من هذا الذي يأتي بمثل هذه الساعة؟
نهبت كلبتها جيزابيل درجات السلم وهي تنبح بوحشية من مكان نومها على عتبة السلم.
أمرتها ان ترقد في هدوء وهي تمسك بالطوق الذي حول عنقها عندما واربت الباب.
كان القادم ليوك وايلدر واستمرت الكلبة بالنباح وهي تجذب ذراعي آنجي في محاولة للهجوم على ليوك.
_اوه..مساء الخير.
_اتعشم الا اكون ازعجتك؟
كان مرتديا سويتره الجلد فوق قميص ازرق بحري وجينز.
كان الجو خارجا شديد البرودة
ردت وهي تتلعثم:
_آوه..لا كنت اقرأ
ظلت جيزابيل تزمجر وتحاول ان تقترب من ليوك.
_اهدئي ياجيزي!
قال ليوك:
_لاتهتمي ..يمكنك اطلاق سراحها.
مد يده ناحية الكلبة التي تشممتها في حذر ثم اخذت تلعقها"وععععع"
ضحك ليوك واخذ يربت رأسها ،زفرت آنجي ان كلبتها قد خذلتها وقد سحرها ليوك..لايمكن الأعتماد على اي مخلوق!
_ماذا استطيع ان افعل لك!
قال وهو يخرج من السويتر وعاء من الصيني:
_جئت من اجل السكر.
ودت آنجي لو تخبره بأن المتجر الصغير للبقالة مفتوحا24 ساعة،ومع ذلك تأملته فترة وهي تهز برأسها واخذت منه الوعاء.
قالت اخيرا:
_حسنا..ادخل........


يتبع.....


فيفي و بس 31-10-08 10:20 PM

شكرا يا تمارا باين عليها روعة ويعطيكي العافية

فرحة افق 01-11-08 02:31 PM

تمارااااااااااااا وين باقي القصة :Taj52:

:flowers2: الله يعطيكي العافية

الهنوف** 02-11-08 01:24 PM

بلييييييييييييز حبيبتي كمليها

تمارااا 02-11-08 03:54 PM

_حسنا..ادخل.
عبرت الصالون في اتجاه المطبخ وليوك في اعقابها وهو يلقي نظرة شاردة على ماحوله ثم وقف في اعجاب امام النيران المستعرة داخل المدفأة،والمقعد الهزاز والروب الموهير الملقى على الأريكة.
في المطبخ احضرت برطمانا ضخما من الزجاج من الزجاج مملوء بالسكر وملأت منه اناء ليوك وقالت وهي تناوله الأناء:
_هاهو السكر!وارجو ان تعذرني اذا طلبت منك الخروج من الباب الخلفي.لااريد ان تبدأ جيزابيل بالنباح مرة اخرى.
ابتسم وخفض عينيه نحو اناء السكر ثم نظر اليها بأمعان وقال:
_هل هذا كل شيء!
نظرت آنجي الى اناء السكر وقالت:
_هل تريد اكثر من هذا!خذ..لم يتبقى سوى ان تأخذ برطمان السكر كله وان تعيده عندما تنتهي منه.

-في الحقيقة وحتى اكون امينا معك.لم اكن في حاجة على الأطلاق الى السكر.كل ماهنالك اني فكرت بأننا افترقنا امس بسوء تفاهم،وقد حضرت كجار طيب كي نثرثر.
_هل اتيت كجار طيب؟على عكس تصرفك امس الذي اتسم بالتياهي!
_لم يكن تباهيا وانما اختبار.
قالت وهي تستند على بوفيه المطبخ:
_آوه حقا!وماذا كانت نتيجة اختبارك؟
_هل تريديني ان اكشف كل ورقي على المائدة؟
_آوه..لاطبعا..هل تريد قدحا من الشاي؟
_شكرا،بكل سرور.
ابتسم وجلس امام المائدة،ملأت آنجي البراد ووضعته على الموقد الضخم المعدني والمطلي بالمينا.
قال ليوك وهو يتجول بنظراته فوق جدران المطبخ:
_ان هذا البيت فخم حقا..ماهذا الشيء المعلق على الجدار؟هل انت من رسمها؟
كانت لوحة على شكل افريز تمثل اوراق العنب المتشابكة تدور حول السقف.
_لا لقد استخدمت ورق الاستنلس لطبعها مكررة.
_جميلة جدا واحب ان يكون هناك شيء مماثل في مطبخي،عندما اجد طريقة تمنع تساقط قطع المونه من السقف كل صباح في قدح قهوتي.
امتعضت آنجي:
_حسنا..يبدو ان بيتك يحتاج الى الأصلاحات ويوجد بناؤون ممتازون للحفاظ على المباني القديمة.

-لقد فكرت ان اقوم بالعمل بنفسي.
بدأت الغلاية تطلق صفيرا واستدارت آنجي نحو الموقد لتعد الشاي وقالت:
_حقا؟ان الأمر ليس بالسهولة التي تتصورها.

-ومن قال ان الأمر يبدو سهلا؟
وضعت ابريق الشاي الفاخر على المائدة وهو يغلي ووضعت قدحين وطبقين من البيتي فور.
سألها:
_وأنت هل جددت بيتك بنفسك؟
_نعم تقريبا كله..هل تعلم شيئا عن الترميم.
قال وهو يأكل قطعة من البسكويت:
_لا على الأطلاق ولكني احب ان اتعلم كل شيء.
ردت عليه وهي تبتسم:
_اذن فلن تشعر بالملل.
_اخبريني ان كنت مخطئا..ولكني اعتقد اني احس بلمحة من الشك في صوتك ياجارتي العزيزة؟
_هل كانت مجردلمحة؟هل ظننت اني صريحة؟
_انني اثير حيرتك ..اليس كذلك؟
هيا اعترفي انه مكتوب بالأبيض والأسود فوق حاجبيك.انك لاتوافقين ياآنجي واعتقد انك على استعداد للرهان بكل ماتملكين على انني لن احتمل خمس دقائق في خلع الباركيه او ملء الثقوب.
_هل هذا واضح علي؟
_نعم.مالذي يجعلك تنسبين الي عدم الثقة؟انني سليم العقل والبدن ومع ذلك ليست لدي ادنى فكرة من اي طرف امسك المطرقة.
ابتسمت آنجي رغما عنها ان ليوك يستطيع بسهولة ان يبدو ساحرا.
قالت وهي تهز كتفيها:
_أوه!لست ادري اعرف انك تحاول ان تكون شابا مفكرا،لكن من الغريب انني لااستطيع ان آخذك على محمل الجد.فالجد ليست طبيعتك.
_طبيعتي؟آه انك تقولين ذلك لأنني نسيت صندوق العدة في البيت؟
حسننا..انني اكره ان اخرج بدونه لأنني احس وكأنني بدون ملابس.
تجاهلت آنجي تلميحاته ومعانيه المزدوجة واكملت:
_لقد رأيت الكثيرين من اهل المدينه يستقرون في بيوت قديمة ولديهم عزم اكيد بان يقوموا بأعمال الترميم بمفردهم.ثم سرعان مايصابون بالملل ولايتأخرون اما عن البيع مرة اخرى اواللجوء الى مقاول ترميم.ثم لايبدو عليك انك من النوع الذي يمكن ان يستقر في مكان واحد.
_هذا صحيح.فأنا لا استقر في مكان واحد ابدا وهذا يدل على نظرتك الثاقبة.
اجابت وهي ترتشف من الشاي:
_شكرا!
قال:
_لهذا يهمني ان اقوم بترميم فيلاروزوود بنفسي.لقد بدأت بأحتراف كرة البايسبول في سن التاسعة عشر واثناء الموسم كنت اتجول من مدينة لأخرى،كنت استمر في الرحلات الى اوروبا والشرق الأقصى والى اي مكان.كنت احتاج فعلا للأسترخاء قبل ان استأنف تدريبات الربيع.
_يالها من حياة تشبه الجيش!
_لم اشعر مطلقا بالأستقرار و بأني في بيتي.
_ونيويورك؟
_كنت امتلك شقة في الجانب الشرقي قريبة من المنتزه وكان المنظر رائعا والخدمة ممتازة دون شك.
_طبعا..
_لقد كانت شقتي فاخرة لكنها ليست شخصية.
_واعمالك؟هل هي التي تجعلك تقفز من نيويورك الى شاذم فولز؟هل تنوي ان تكون انتقالاتك بالهليكوبتر اوطائرة خاصة؟
_ان طائرتي السياحية الخاصة في سقيفة الأصلاح الدوري.اما بالنسبة للهيلوكبتر فهي فكرة ليست سيئة ولو استطاعت سارة فيرجسون قيادتها فمن باب اولى انني استطيع ذلك.واخيرا لو سمحت لي بالهبوط في الحقل الخلفي لمرعاك حول روز وود الا انه موحل جدا..
_افعل ماتشاء وكأنك في بيتك.
_على اي حال لن احتاج للنزول الى المدينة سوى مرة او اثنين في الأسبوع.والعمل تدور عجلتع بطريقة أليه.ولدي فريق من الشباب يتولون كل شيء ويعطونني احساسا بأنني اتعدى على اختصاصهم لوتدخلت ومررت على المكتب.
وجدت آنجي صعوبة في تصديقه.انه تجد فيه نوع رجل الأعمال الذي لايعزو نجاحه الى معارفه وانما الى غريزة حادة.
_اتود ان تقول :انه على عكس الأعتقاد العام فأن رئيس المشروع ليس شخصا يمكن الأستغناء عنه؟
_لايوجد لاعب يمكن الأستغناء عنه في البيسبول ولاحتى في الأعمال.
اتعلمين لقد خطر ببالي ان هناك كما هائلا من الأشياء الرائعة في الحياة اهم من الحصول على المال .وهي اشياء قد اهملتها وقتا طويلا.
_مثل تعلم قيادة الهليوكبتر؟
_يجب اولا ان اعثر علي الهليوكبتر.لا..انني افكر اكثر في امور مثل الزواج وانجاب الأطفال او النضوج اذا كنت تفضلين هذا التعبير..اشياء صغيرة من هذا القبيل.
قالت وهي شاردة:
_يجب اولا ان تجد الفتاه التي تكون معها اسرة.
_لقد بدأت بالبحث عنها.
_هذا ليس صعبا فشخص مثلك من السهل عليه العثور على مايناسبه.
_فعلا،لكني اريدها ان تكون المرأة التي تسعدني تحبني والتيتدوم معي طوال الحياة.
تطلعت اليه لحظات.اما انه رومانسي حقيقي اوممثل موهوب ومقنع.
_وكيف تعرف انها المرأة المطلوبة؟
_عندما اعثر عليها سأعرفها.
سكتت آنجي مرة ثانية وهي تحس بثقل نظراته:
_هل تريد مزيدا من الشاي؟
_لاشكرا.
قالت وهي تملأقدحها:
_هناك شيء لاافهمه ..لماذا هنا؟في شاذام فولز؟
هزكتفيه:
_ولم لا انها بلدة صغيرة وجميلة وهي نظيفة ومحافظة وعلى بعد مسافة كبيرة من المدينة.لقد كنت اجهل حتى الآن اسمها الى ان وقعت فيلا روز وود بين يدي.في البداية كان عندي نية ان اعيد بيعها في الحال ثم بعد ان حضرت لرؤية المكان رأيت امامي كل الأشيساء الجميلة التي كنت تشغل بالي منذ شهور.فقررت ان احاول الأستقرار هنا.
ردت وهي ساهمة:
_فهمت.
ضحك برقة وامتلئت الحجرة برنين صوته الحار.
_لالست اعتقد انك فهمت ياآنجي.اعتقد انك مازلت تسخرين مني ولكني لن الح هذه المرة.
_هذا لطف منك. شكرا
_العفو.لنقل ببساطة ان الجوبارد في الخارج وان الطريق الى بيتي بعيد..ولا اريد ان اخاطر بقد كرمك الذي تقدميه بكل رقة.
_انت وحيد في ذلك البيت ولاتوجد لديك اسرة تفرغ فيها نشاطك.
_بالضبط!
ابتسم مرة اخرى.
احست بانها منجذبة نحوه كالأبرة نحو المغناطيس.
ان صحبته ممتعه جدا ومريحة للغاية ومهدئة للأعصاب ومع ذلك كان هناك تيار كهربائي بينهما او شعلة لاتحتاج الى شرارة حتى تشتعل.
قال لها:
_لو اردت ان اشاركك افكارك السوداء التي تختمر في ذهنك فلا مانع لدي.
_آوه..انا آسفة..انني افكر في الثلوج.
_نظر اليها نظرة متشككة اقنعت آنجي انه لم يصدق هذا الشرح وقال متهكما:
_آوه حسنا.
اضاف:
_سأكون شاكرا لو أريتني بقية بيتك.ان لم يكن ذلك تطفلا مني.
_لاعلى الأطلاق..هيا اتبعني.
وهكذا بقي..واعترفت رغما عنها ان بقاءه اسعدها.
تبعها ليوك عبر الحجرات في البيت الريفي المكون من طابقين .
كانت عيناه تتفحصان كل شيء.
في نهاية الزيارة اصر ليوك على ان تريه آنجي الصور القديمة عن البيت قبل الأصلاح والترميم.
جلسا كل منهما جوار الآخر امام المدفاة وهما يشاهدان صندوقا مليئا بالصور.
لم يعد خافيا بعد ان حاولت آنجي اخفاء مشاعرها الا ان تعترف بأنها تشعر بالأضطراب الشديد من وجود ليوك.وتسائلت :هل يشعر هو بمثل ماتشعر به نحوه من انجذاب؟كانت وهي تعلق على الصور تتلامس ايديهما وكتفاهما من وقت لآخر وكان وجهاهما متقاربين بدرجة شديدة،ومع ذلك لم يحاول ان يستغل ذلك في اقتناص قبلة .احست ببعض الخيبة لذلك.
عندما اغلقت آنجي الصندوق سقطت احدى الصور لتستقر امام ليوك الذي صاح:
_انتظري لقد اسقطت واحدة.
التقطها واستعد ليناولها اياها عندما جذب انتباهه شيء فأخذ يمعن النظر في الصورة.
لم يكن من الصعب عليه معرفة مالذي أثار انتباهه.كانت صورة لها مع تشاد التقطت اثناء جولة سياحيه في جزر الكاريبي.
كان تشاد حينها يصور فيلما مهما وكانت آنجي قد سافرت اليه لتقضي معه عطلة نهاية الأسبوع.
كانا فوق سطح مركب شراعي وقد احتضن كل منهما الاخر بقوة.
قالت:
_انه زوجي السابق تشاد دانيلز ربما تعرفه انه ممثل.
_أوه..نعم طبعا
ظل صامتا لحظات وهو ينظر اليها وكانت بدورها تنظر الى الفراغ.
مد ساقيه للأما واستند على كوعه وقال:
_انه امر مثير للعجب حقا .انت مع تشاد دانيلز !!دون ان اغيظك اسمحي لي ان اقول انكما زوجان فريدان من نوعكما.
ابتسمت آنجي:
_لقد كنا اسوأ تشكيلة زوجين في العالم ولهذا السبب ربما لم ينجح زواجنا.
سحب وسادة من فوق الأريكة ووضعها خلف راسه.
_هذا واضح،والأن مالا افهمه كيف لفتاة مثلك ينتهي بها الأمر الى مخلوق مثله؟
رغبت آنجيث في البداية ان تجيبه بأدب وحزم ان هذا الموضوع لايخصه.لقد كانت دائما متحفظة وحريصة وليس من عادتها ان تحكي مشاكلها العاطفيه العاصفة حول قد ح من الشاي وبعض البسكويت.ولكن لهجة ليوك المطمئنة والعلاقة التي قامت بينهما وان ظلت غير مؤكدة بعد حيث لم يمر عليها سوى ساعات جعلتها تؤمن بأنها تستطيع ان تأتمنه على سرها.
_كنت اعمل في مانهاتن عندما تقابلنا في ملهى للعلاقات العامة.
ولقد تعرفت على تشاد عندما حضر لأداء مشاهد للدعاية .كان جالسا في قاعة الأستقبال ومعه مجموعة من الممثلين الشباب.
واستطاع ان يقنعني بأن اضعه على رأس القائمة حتى لايضطر الى الأنتظار مثل الباقين.
في اليوم التالي طلب مني الخروج معه.
_ثم؟؟
_ثم قلت نعم .ذهبنا للمطعم الصيني و..تزوجنا.
_آوه..حسنا انت لم تضيعي وقتك ؟
_لا ..اننا لم نتزوج في الحال وانما فيما بعد غير ان..
_لماذا اسقطت التفاصيل؟؟هل تسبب لك توترا ..؟
_لا ليس الأمر كذلك.
ااذن ماذا بشأن اسباب الأنفصال؟هل كان يحبي النوم والنافذة مفتوحة وانت تحبينها مغلقة؟
او كنت تجدين احمر شفاه مريبا على ياقة قميصه عندما يعود متأخرا الى البيت؟
_هذه المرة لم ترد عليه آنجي ولكن صمتها كان بليغا.
_أنا آسف.
_لا داعي.
_بالنسبة له انه مخبول دون شك .ثم في الحقيقة انه لايستحقك واتمنى ان تكوني مدركة لذلك.
_لم يستطع الأمر ان ينجح ،لقد كنا مختلفين تماما وتشاد لايستطيعغ ان يظل مخلصا للزواج وكنت اعرف ذلك قبل الزواج ولكن ظننت ان بأمكاني تغييره.
مرر ليوك يده في شعره واعتدل بعض الشيء.
_اذن رغم كل شيء سامحته؟
_عندما كانت خياناته تحدث كنت اتمنى الموت وكنت اصبح ثائرة واحس بمرارة وأهانه وكنت اكرهه واحتقره.ولكن ذلك اصبح ماضيا وقد سامحته بل انني لم افكر في الأمر بعد ذلك سوى..
قطعت آنجي حديثها .لم تفهم لماذا تعترف بكل سهولة.قالت:
_انني لم اعد افكر فيه..هاذا كل ماهناك.
_لا..انتظري لقد كنت ستقولين شيئا..سوى ماذا؟
_سوى لاشيء..لقد نسيت.
قال لها بألحاح وتوسل:
_آنجي..هيا قوليه..هناك شيء ما لاتريدين مسامحته عليه..ماهو؟
_واي فرق سيحدث؟
_اريد ان اعرف.هل ضربك هذا القذر؟
_لا..لا..لم يحدث هذا ابدا.
_اذن ماذا؟
_انها الطريقة التي استغل بها الطلاق للدعاية عن نفسه.لرغم انه كان يعرف الى اي مدى كان ذلك يؤلمني.
لقد حرص تشاد على نشر كل التفاصيل الدقيقة في صحف الفضائح،كم كان مهينا ان اخدع في زوجي.
وأرى ان حياتي الخاصة ملوثة ومعروضة في وسائل الأعلام الوضيعة..
انقطع صوتها وهي تنتحب.أمرها ليوك وهو يلف ذراعيه حول كتفيها:
_لاتقولي اكثر من ذلك..لقد فهمت..لابد ان الأمر كان مرعبا بالنسبة لك.
_فترة ما.كنت لاأستطيع ان اخرج أنفي خارج باب بيتي دون ان افاجأ بعدسات المصورين.كانوا يتصلون بي ليلا ونهارا ليسألوا عن تأثير اكتشافي ل..
_افهم بأنك الأن قد فقدت ميلك للعلاقات العامة.
_لقد كان تشاد وعملي يمثلان لي عملة ذات وجهين قاتمين،
ويمثلان كل ما أكرهه واحتقره وكل ماأود الهرب منه بأي ثمن.لقد اردت التغير..التغير الى شيء حقيقي..اتفهم ماأعني؟
استدارت نحو ليوك وكان وجهه على بعد سنتيمترات منها ،كان شعره الكثيف يلمع وكأنه لهيب منعكس من المدفأة.بدت عيناه لامعتين كالزمرد الأزرق في الليل.وقد علا فمه آثار ابتسامة مثيرة.قال بصوت خافت جعل العاطفة تولد داخل قلبها:
_اعتقد اننا نحن الأثنان نبحث عن نفس الشيء.
اقترب من شفتيها وقبلها،
كانا يحسان احساسا طيبا مخلوطا بالجو الهاديء المحيط بهما والعلاقة الحميمة التي نشأت بينهما اخذت تنمو شيئا فشيئا.
كانت آنجي تعلم جيدا انه منذ اللحظة التي التقت فيها عيناها بعينيه لأول مرة في المحل هي التي قادتهما الى هذه اللحظة التي يتشاركان فيها كل هذه الأحاسيس والمشاعر الفياضة.
كم مرة خلال ال24ساعة الماضية تمنت مثل هذه اللحظة.وهذه اللحظة الساحرة والمنتظرة حدثت وتجاوزت كل احلامها.
_احمد الله على ان منحني هذه السعادة. لقد اكتشفت الآن مدى سذاجة وغباء زوجك.
فتحت آنجي عينيها ببطء.فجأة انقطع سحر اللحظة.نعم لقد كان زوجها ساذجا وغبيا.لكنها هي الآخرى غبية لأنها صدقت رجلا مثله.
وكل شيء سيبدأ من جديد مع ليوك كماحدث مع تشاد،لقد كان ليوك جذابا لدرجة لاتصدق مثل تشاد وكان لديه القدرة ان يولد لديها كل اغنيات السعادة ولكن كل ذلك ليس من أجلها ويجب انتنهي ذلك قبل فوات الأوان.
حاول ليوك ان يقترب منها مرة آخرى ولكنها آشاحت بوجهها وتصلب جسدها.
سألها:
_ماذا هناك يآنجي؟
_لقد تاه منا الطريق..وهذا بالضبط ماأريد ان أتجنبه.
_آوه .حقا؟ولكني اعتقدت ان مابيننا يسعدك ولااعتقد ان رد فعلك يعبر عن عدم رغبتك في اقامة علاقة سليمة بيننا..هل يمك ان تشرحي لي ؟
_لقد كنت فضوليه وحائرة ولهذا السبب استجبت لنظراتك وقبلاتك واعترفت لك بمكنونات قلبي،هذا كل ماهناك.
_هذا كل ماهناك؟ اذا كانت هذه طريقتك لأرضاء فضولك الغامض فأنني اود ان اراكي عندما تكونين مهتمة فعلا..
قاطعته آنجي بحدة:
_اسمع انني لا اريد مغمرة معك.ليس بهذه الطريقة.يمكننا ان نكون جارين اوحتى صديقين ولكن لا اكثر من ذلك.
_هل هذا بسبب سبنسربيترسون؟هل لازلت عاشقة له؟
_لا انني لا استجيب لمحاولاته والأمر ليس كما بيني وبينك.
_بعد ان التقيت به فأن الأمر واضح بالنسبة لي بدرجة كافيه.
اخذ السويتر الجلد من فوق الأريكة وارتداه وقال:
_كما يقولون في لعبة البيسبول"سأعود لألعب في يوم آخر"
كانت آنجي مذهولة فلم تنطق بكلمة واحدة ردا على ثقته بنفسه التي لاتطاق.
اتجه نحو الباب وكان عليها ان تسرع الخطى للحاق به .
صاحت عندما فتح الباب على اتساعه:
_لقد نسيت ان تأخذ وعاء السكر.
هبت ريح مثلجة جعلتها تتراجع خطوة الى الوراء ودون ان يلتفت قال:
_لاداعي للتعب..لقد حصلت على ماأتيت من أجله تصبحين على خير ياجارتي العزيزة.
ودت لو القت بوعاء السكر في وجهه.
ولم تجد امامها بديلا لتهديء من ثورتها سوى ان تصفق الباب بعنف.
لم يسبق لها في حياتها ان رأت على وجه رجل هذا التعبير عن الرضا التام والغرور الكبير.

تمارااا 02-11-08 04:19 PM

الفصل الرابع



تطلي الأمر من آنجي وقتا طويلا حتى تفيق مماحدث مع ليوك.
ولاقت صعوبة شديدة حتى تنام واحست بمزاج غريب عندما استيقظت في الصباح.
كانت لحظات اقترابها من ليوك قد انطبعت في ذهنها.وعندما سمعت باب المحل ينفتح قفز قلبها في صدرها وانتظرت ان ترى الأبتسامة الساحقة للبطل السابق.....منتديات ليلاس


ولكن ليوك لم يحضر في هذا اليوم ولا في اليوم التالي وعندما مرت آنجي على فيلا روزوود وهي ذاهبة الى القرية وجدتها معتمة ومهجورة.لم ترى اي ضوء يتسلل من النوافذ،واختفت سيارته الفاروميو الحمراء من الممر.ووجدت انها في احدى الأمسيات لديها الرغبة لتمر على الفيلا بحجة انها تريد ان تعرف اخباره وحتى تظهر له انها لاتحمل ضغينه بسبب سلوكه ولكنها تراجعت عن تنفيذها:هل ستحق ليوك هذا الأهتمام؟
اختارت ان تتجاهله وهو امر يسهل قوله عن تنفيذه.
عادت الى ذهنها نفس الأسئلة دون انقطاع:هل تخلى عن رغبته في الحياة في الريف؟ام تخلى كذلك عن رغبته فيها؟ ومع ذلك فأنه لم يظهر ذلك.فقد بدا بأن دعا نفسه لزيارتها بدعوى مزيفه بينما نواياه كانت بعيدة عن الأمانه والصدق.وانتهى به الأمر ان استغل ثقتها قبل ان يختفي.
ولكنها تكون مخطئة لو احست بخيبة الأمل فليوك كان تماما كما تخيلته.
سمعت اودري تقول:
_ايمكنني الدخول؟
كانت يداها غائرتين في العجين عندما رفعت عينيها نحو صديقتها.
خلعت اودري قفازها وقبعتها وهزت رأسها لتحرر شعرها.
_هل بدأت تتحدثين مع نفسك؟
_انا لاأتحدث مع نفسي وانما اتحدث مع العجين.فهي نصيحة من جدتي العجوز.لقد قالت لي:ان هذا يساعد عل تخمر العجين.
_لابد ان جدتك المسكينه تتقلب في قبرها الآن من الضحك وهي تسمع هذا الهراء.
اصرت آنجي:
_لكنه يجعل العجين اكثر خفة!
_وعن اي شيء تحدثتما انت والعجين؟عن الأفران؟ام عن آخر صيحة في العجين؟
_لاشيء على اية حال فلقد فسدت.
تراجعت واخذت نفسا عميقا.
_لاتقلقي سنصنع منها اي شيء.
ابتسمت اودري وهي تربط مريلتها حول خصرها:
_الن تسأليني عن سبب تأخري اليوم؟
_آوه..حسنا لماذا تأخرت؟
_لقد كان علي ان اساعد زوجي في الأسطبل فلقد تلقى ثلاثة جياد اصيلة اتربيتها،انها في غاية الجمال.
_انه خبر سار.
سألت اودري وهي تعود الى عجينتها:
_ومن المالك لها؟
_انه ليوك.كنت اظن انك على علم بما يجري!

_آوه حسنا..ولماذا لابد ان اكون على علم؟
هزت اودري كتفيها:
_عندما اخبرتني انه مر عليك في تلك الأمسية،قلت في نفسي انه ربما حدثك عنها..لقد اضطر للذهاب الى ولاية بنسلفانيا لأحضارها وقد استغرق ذلك منه عدة ايام.
_لم يخبرني ان لديه نية تربية الخيل.
_عن اي شيء تحدثتما؟
كانت ابتسامة آنجي الغامضة اثارت انتباه وفضول صديقتها.
_عن امور مختلفة ..لاشيء مهم.هل يضايقك ان تكملي العجين يااودري؟قولي له بعضا من احاديثك ولكن لاتقولي له شيئا سوقيا فأن ذلك سيفسده.
صلصل جرس الباب وسارعت آنجي للرد عليه وهي تفكر:اذن ليوك لن يرحل الى المدينه بل بالعكس فقد بدا ذلك الحضري مصمم على الأستقرار بصفة نهائية في المنطقة.
كانت حتى هذه اللحظة مقتنعة بأن ليوك لن يحضر الى الحفل الراقص للجمعية التاريخيه.كانت لاتطيق صبرا على فكرة ان تراه وفي نفس الوقت كانت فزعة.

*****************

صاح سبنسر وهو يتأمل آنجي وكأنه يراها لأول مرة:
_آوه..آنجي!ياله من ثوب فخم!انه..انك متألقة!
_شكرا ياسبنسر تفضل بالدخول؟انني شبه مستعدة وامامي دقيقة واحدة.
اجابها وهو يعبر عتبة الباب:
_آوه طبعا..كم انا ساذج.
اخذت آنجي معطفها والكاب القطيفة السوداء من فوق السرير،وقفازها الطويل المصنوع من الحرير الساتان وحقيبة يدها.
ألقت نظرة على صورتها في المرآه لتتأكد من زينتها.كانت ترتدي صديريه من القطيفة الخضراء بلون الزمرد وجيب طويلة من القطيفة السوداء على شكل ناقوس من الأسفل،كانت كتله شعرها الأحمر قد ضمتها فوق رأسها على شكل خصلة مثبته بأمشاط من الطراز القديم.
ربما كانت فتحة الصدر واسعة بعض الشيء ولكن ذلك سيغير على الأقل من منظرها وهي بالجينز والصندل المغطى بالدقيق.
_انا مستعدة.
رد عليها سبنسر بكياسة ومجاملة وهو يبعد عنها الطريق لتمر:
_لكن هل شاذام فولز مستعدة لآنجي باريش؟
هذا هو السؤال..او المشكلة.

*************

كانت قاعة اروسلي مبنى فاخر ومؤثرا خاصة هذا المساء.
كان القصر الريفي الضخم المصمم على الطراز القوطي من الأحجار المنحوته،له منظر العظمة التي تأخذ الألباب.
توغلت آنجي وسبنسر وسط عتمة المنتزه ليجدا نفسهما غارقين وسط هالة ضخمة من ضوء الآف لمبات الشموع المضاءة وسط الثريا.وكانت القاعة الفسيحة المخصصة للرقص مليئة ومزينه بباقات الزهور الساحرة.
لم تكن آنجي تستطيع ان تضع عينيه على اي شيء الا وتصاب بالعمى المؤقت من لمعان الكريستال والفضة.
قدمت المشروبات المنعشة وامسليات بينما الفرقة الموسيقية الموجودة في الدور المسحور تعزف كونشرتو لفيفالدي.
ماكادت السهرة تبدأ حتى بدأ الأعضاء في روح مرحة .
قدم لها سبنسر كأسا من الشراب المنعش ولمسه بكأسه وهو يقول بصوت رقيق:
_نخب حسناء السهرة.
ابتسمت آنجي واخذت رشفة .كان الشراب لذيذا يدغدغ طرف لسانها.احست بالسعادة وكأنها تتوقع خبرا سعيدا لكن لاتعرف ماهو.
فجأة لمحت وسط الحضور ليوك بشعره الذهبي وبدلته السموكينج التي لاتقارن بجمالها وكتفيه العريضين.
وفي اللحظة التي وقعت فيها عيناها عليه كان ينظر اليها مباشرة كأنها شدته من أفكاره .
نظر كل منهما للآخر دون حتى ان يبتسم.
كانت آنجي قد غرقت في عمق عينيه التي بلون اللازورد.
فجأة حول عينيه ليرد على ايف تايلور التي كانت تقدمه لشخص ما.
خفضت آنجي رأسها ولوح سبنسر لاودري وزوجها الذين وصلا للتو.
انشغل سبنسر وبرايان بالحديث الجاد عن عدم استطاعة برايان علاج ساق افضل مهرة عنده،تلك التي جرحت اثناء التدريب .
خلال هذا الوقت انسلت آنجي واودري وانهمكتا في فحص المدعوين.
_لو علمت ان ايف تايلور سترتدي ميني جيب!انها مثيرة للأنتباه ثم انظري الى ساقيها انهما عامودان مخروطان من المرمر حقا.
ردت آنجي بصدق:
_انها تبدو في هيئة جذابة وشخصية بارزة.
_وهذه الطريقة التي تلتصق بها بليوك انها مرعبة..لم يتبق سوى ان تجلس فوق ركبتيه..
_لايبدو اان الأمر يزعجه فلا تشغلي بالك.
بد ا ليوك منسجم تماما .لاشك انه كان دون جوان الأسبوع.
تساءل برايان وهو ينضم لزوجته:
_بماذا تهمزان لبعضكما وكأنكما من عجائز الفرح؟
قال سبنسر وهو يحاول ان يبدو متهكما وان كان تهكمه مشوبا بثقل الدم:
_نعم..يبدو عليهما الأنبهار..هل تتحدثان في السياسة وعن الوضع الداخلي القومي؟
ضحكت المرأتان معا وتبادلا نظرات متأمرة ثم صمتتا.
انتهى تقديم الكوكتيل وبدأ المدعون يدخلون بالتدريج الى قاعة الرقص الفخمة،حيث رصت موائد ضخمة من أجل العشاء.
بينما ظهر خدم الموائد في زيهم الرسمي حاملين اطباقا ضخمة فضية محملة بالأطعمة الخفيفة.
كما بدأت اوركيسترا جديدة بالعزف.
وقفت ايميليا ثورن عند مائدتهم لتتأكد من ان لاشيء ينقصهم.
اخذت آنجي وسبنسر يتمشيان في القاعة الفسيحة ويتوقفا هنا وهناك ليحييا بعض معارفهما.
احست آنجي بشعور غريب عندما اقتربت من ليوك حتى تحييه.فقد سحبته ايف لجهة آخرى.
لم تكن تدري ان كان سبنسر يريد ان يراقصها ام لا.
لاحظت ايضا بعد ان ابدى سبنسر كل الأهتمام والأعجاب والتعاطف نحو لاعب كرة البيسبول من ايام قليله الا انه لم يسارع الآن لمقابلته وتحيته.
احست آنجي بالضيق وهي ترى ليوك يتجاهلها كل مرة بكل بساطة.
هل حقا جرحته عندما صدته؟
ان الكرامة الرجولية شيء غامض بالتأكيد،لكن في هذه المناسبة كان لابد ان يكون من الذوق بدرجة ان ينسى كرامته ولو دقيقة ليحيها.
فجأة ظهر الشاب بجوار سبنسر وهو يقول له:
_هل يمكنني ان اسرق اميرتك لهذه الرقصة؟وأعدك ان أعيدها في الحال.
رد عليه سبنسر بأدب:
_لقد كنا نستعد للجلوس ولكن لو وافقت..
كالسحر وجدت آنجي نفسها بين ذراعي ليوك قبل ان ينتهي سبنسر من كلامه.ورد عليه ليوك:
_شكرا.
ابتعد سبنسر وسط الزحام فابتسم ليوك وهو ينظر الى آنجي كأنها المرأة الوحيدة بالقاعة.
قال لها معترفا بعد لحظات من الرقص:
_هذه اغنيتي المفضلة وأردت ان أرقص عليها معك.
كان وجود ليوك قد اغرق آنجي في بحر من الشرود حتى انها وجدت صعوبة في متابعة الموسيقى.
امعنت السمع وهي تحاول ان تتعرف على اللحن.لقد كان لحن اغنية رومانسية قديمة تتحدث عن الحب والنجوم.
وللمرة الثانية بدأت تشك،هل كان ليوك رجل رومانسي حقا ام رجل سوقي.
َضحك ليوك وهو يلاحظ حيرتها.
لقد استرخت وهي معه واخذت تتماوج بجسدها مع الموسيقى.تساءلت:لماذا تجده مألوفا لديها لهذه الدرجة؟لقد كانت تشعر بأنها رقصت معه منذ سنوات طويلة.
كان شعر ليوك مثبتا للخلف مماأظهر جمال تقاطيع وجهه بوضوح،وكانت رائحة الكولونيا اللاذعة تدل على شخصيته.
استطاعت آنجي ان تقول أخيرا:
_اخبرني ليوك هل انا التي أقودك في الرقص؟ان هذا مايحدث احيانا !وهو مايكرهه سبنسر عندي.
_نعم انت التي تقودينني.
_آنا آسفة.
_بصراحة ياجارتي العزيزة هذا لايزعجني اطلاقا،ماعلي الا انت اتبعك.
_لاأصدقك.ان رجلا مغرور برجولته مثلك..
_انت مخطئة.متذمرةوأنا ابحث عن واحدة تستطيع ان تقود الرقص من وقت لآخر..فقد وجدت ذلك اكثر متعه..الا تحسين بذلك؟
_اعتقد بأن ذلك يرجع الى المرافق.
_هذا صحيح ولا أتحدث عن الرقص فقط وانما ايضا بالنسبة لكل شيء.
لم تعرف آنجي كيف ترد ولكن كان عليها ان تعترف ان هذه اول مرة من وقت طويل تقابل متحدثا على مستوى افكارها.
انتهت الأغنية وابتعدت آنجي عنه وان بدا مترددا في ان يتركها.
_شكرا لهذه الرقصة ياليوك.
اجاب بأدب وهو لايزال ممسكا بيدها:
_لقد سعدت لمراقصتك.ويجب ان نكررها.
_لم لا!انه حفل راقص سنوي.يمكننا ذلك خلال العم القادم..ربما..
عندما عادت الى طاولتها استغرقت وقتا حتى تدرك ان ليوك جاء في اعقابها.
استقبل سبنسر وبرايان الشاب الرياضي بصيحات الأعجاب،ولم تجد اودري صعوبة في أقناعة بأن يجلس معهم.
جلس بجانب آنجي التي وجدت نفسها محاصرة بينه وبين سبنسر وكلاهما يمثل دور الأمير الساحر.
همس ليوك في أذنها:
_اتحسين ان وضعك مخصوص وفريد؟
التفتت نحوه لترى ابتسامته المتهكمة واوشك وجهه ان يلمس وجهها.ردت عليه:
_ساحر.اليس كذلك..ربما تريد ان تجلس على ركبتي؟
_انه طلب مغر ولكن ليس دبلوماسيا.
قررت ان تتجاهله ونظرت امامها مباشرة وكأن شيئا لم يحدث.
احست آنجي بالأنزعاج من القرب منه حاولت الأبتعاد ولكن المقاعد كانت متلاصقة.
احست بالأحراج واخذت تتململ في مقعدها وادركت في النهايه انها تقترب اكثر من سبنسر.
عندما نظرت الى سبنسر اكتشفت انه اساء تفسير حركتها.
فهمس في اذنها:
_أود ان اصحبك الى البيت وأشعل النيران في المدفأة.
تلعثمت وهي تبتسم ابتسامة مغتصبة:
_هاي!هذه فكرة رائعة!
تذكرت الساعات التي قضتها امام المدفأة مع ليوك وماأجتاها من مشاعر وأحاسيس.
اما مع سبنسر فأن ذلك لايمكن ان يحدث ابدا.
فجأة اصدر جهاز الأستدعاء الخاص بالطبيب طنينا فنزعه من جيبه وهو يقول:
_اللعنه!لابد ان آجري مكالمة قد يكون الأمر هام.
راقبته آنجي وهو يبتعد واصبحت بطريقة ما تحت رحمة ليوك.
انتحت لتلتقط ملفحتها وتضعها على كتفها ولكن يدي ليوك سبقتها في هذه المهمة.
قالت له:
_شكرا
اكتفى بالأبتسام ثم اكمل حديثه مع برايان.
استدارت آنجي الى اودري لتكتشف انها تتلذذ من الموقف.
اوشكت السهرة على نهايتها وأعلن قائد الفرقة عن آخر مقطوعة موسيقية.
عند الطرف الآخر شاهدت سبينسر الذي لم يعد بعد الى المائدة.اخذت قفازها وحقيبة يدها،قال لها سبنسر بلهجة جادة:
_هناك مشكلة خطيرة في الأغنام ان أجمل شاه عندهم على وشك ان تضع في ولادة غير طبيعية ويجب ان اذهب على الفور.آنا آسف ياآنجي.
_آوه لاتهتم بي.اودري وبرايان سيصطحباني.
قال ليوك مقترحا:
_من الأفضل ان اقوم انا بهذه المهمة.ن اودري تسكن بعيدا عنك بينما نا جارك،وهذا هو الحل المنطقي.
لم يكن لدى آنجي اي رغبة في ان تقضي المسافة وهي مكدسة في المقعد الخلفي للسيارة الرياضية الخاصة بليوك بينما تتربع ايف بكل راحة في المقعد الأمامي بجواره.
ألقت نظرة توسل الى صديقتها وهي تأمل ان تنقذها من هذا الموقف.
قالت اودري متجاهلة توسل صديقتها:
_هل ستفعل هذا ياليوك؟الحقيقة نحن في عجلة،فقد وعدنا جليسة الأطفال ان نعود قبل منتصف الليل والآن لم يبقى سوى ربع ساعة.
عندما اطمأن سبنسر على آنجي استأذن وسارع بالرحيل.
اختفت اودري وبرايان ووجدت آنجي نفسها بمفردها مع ليوك.
قالت لليوك حتى تتيح له فرصة لأحضار ايف.
_سأقابلك عند المدخل بعد خمس دقائق.
_كماتريدين سأذهب لأحضر معطفي.


انتهى الفصل





الفصل الخامس



بعد ذلك بوقت قصير انتظرت آنجي امام الأبواب الضخمة الخشبية لقاعة اروسلي ولم يتأخر ليوك في اللحاق بها كما سبق واعلن.
لم تكن ايف تايلور معه،سألها:
_هل انت مستعدة؟
_نعم .اين ايف؟
اجاب:
_لديها مشروعات آخرى.
لف ذراعه دون اكتراث حول خصرها وصحبها عبر الجماهير الى درجات الفناء الأمامي حيث ابرز تذكرته للحارس.
قال وهو يضع معطفها حول كتفيها:
_ان الجو بارد في الخارج..خذي هذا.
كان ضخما حتى ان آنجي احست انها دخلت تحت خيمة من الصوف لايخرج منها سوى رأسها.
_لديها مشروعات آخرى؟هل غضبت منك؟
_غضبت؟ولماذا تغضب؟
هزت آنجي كتفيها:
_انك تبدو غير مشغول عليها.
ضحك ليوك:
_لاتأخذي في بالك!اعتقد انها كانت اكثر سعادة عندما تخلصت مني.لقد ألقت بشباكها على شخص آخر واعد ينوي أقامة مركز تجاري في المنطقه.اما معي فقد وجدت نفسها مقيدة دون فائدة.
لاحظت آنجي انه لايبدو عليه الضيق من ايف.تابع حديثه بلهجة ساخرة:
_ومع ذلك لاأفهم لماذا تهتم امرأة بمركز تجاري اكثر مني.
_ربما لأنك فقدت سحرك ياثور!
_هل هذا تحد؟!
_لاتحلم ياوايلدر.
كان امامهما بضعة كيلو مترات ولكن آنجي كانت تعرف بالغريزة ان الطريق مع ليوك سيكون طويلا.
اخيرا وصلت السيارة امام منزلها واطفأليوك المحرك.
قالت آنجي وهي تفتح الباب:
_شكرا ليوك.تصبح على خير.
_سأصحبك حتى باب البيت.
_لاداعي للتعب
دون ان يسمع كلامها نزل من السيارة ودار حولها ليساعدها على النزول من مقعدها.
تجاهلت يده التي مدها لها وسارعت نحو باب المدخل.
ادخلت المفتاح في القفل وفتحت الباب.كانت جيزابيل وراء الباب وبدأت تزوم عندما تعرفت على سيدتها.
_حسنا ليوك تصبح على خير..آوه لقد نسيت هاهو معطفك.
اخذت جيزابيل تتشمم الهواء وبدأت انها تعرفت على رائحته ثم اخذت تبح في سعادة وانطلقت خارج البيت واختفت في الظلام.
زمجرت آنجي:
_آوه اللعنة ..هل كان من الضروري ان اربي حيوانا..لم يبق سوى ان آخذ حزامها وطوقها وآجري ورائها للأمساك بها.
صاح ليوك وهو يرتدي معطفه:
_في هذا الزي لابد انك تمزحين؟عودي الى الدفء وسأذهب لأحضارها.
_ولكن..
دفعها برقة الى الداخل :
_هيا ادخلي سأعود بسرعة مع جيزابيل.
القت آنجي بحاجاتها فوق المقعد وذهبت الى المطبخ.
وضعت الماء في الغلايه لتسخينه وبدأت تقطع الحجرة ذهابا وأيابا.
كان الشاي قد غلى وبدأت آنجي تصب لنفسها القدح الثاني.عندما طرق ليوك على الباب آخيرا.....منتديات ليلاس


جرت لتفتح له.
اندفعت الكلبه اولا الى داخل المنزل.
اسرعت آنجي نحو ابريق الشاي وتبعها ليوك وهو يلهث ثم ألقى بجسده على المقعد دون ان يخلع معطفه.
_اللعنة!هذه الكلبة تعرف كيف تجري.هل انت متأكدة بأنها ليست دربة على السباق!
ضحكت وقالت:
_هذا ممكن.
كانت اوراق الشجر الجافه والأغصان الصغيرة الجافة معلقة بمعطف ليوك وفي شعره الذي بدا وكأنه خاض معركة .
كما حل ربطة عنقه.
سألته:
_اتحب ان تشرب شيئا؟شاي مثلا؟
_قليل من الماء سيصلح حالي تماما.
اخذ منها كوب الماء وقال:
_شكرا.
شرب الماء وهو يضحك بينما آنجي تراقبه.لاحظت فجأة خدشا على خده.
_لقد جرحت؟هل يؤلمك؟
_لا..انه لاشيء.
لمست خده برقة بأطراف اصابعها:
_لكنك تنزف.
امسكت بذقنه وحولت وجهه للنور.كان القطع اعمق ممايبدو لأول وهلة.
بللت منديلا بالماء واستخدمته فوق الجرح.
صرخ وهويبعد رأسه:
_انت تؤلمينني.
زجرته بلهجة مشوبه بروح الأمومة وهي تضحك:
_هيا لاتكن طفلا.لقد كنت اعتقد ان ابطال الرياضة اقوياء لايخشون شيئا.
_لاعبو كرة القدم ربما نعم..اما نحن لاعبو البيسبول فنحن اكثر رقة وحساسية.
_لابد من تطهير الجرح وأرجو الا تصاب بالأغماء.
فتحت دولاب الأسسعافات واخرجت منه مطهرا.قال:
_سأحاول ان اتماسك واتحمل الصدمة..ماهذا؟
_مضاد للجراثيم.هل تريد ان يتلوث جرحك؟
أمسكت ذقنه بيد واستعملت المطهر باليد الأخرى.
_انه يلذع.
_أوه..اسكت .زابق هادئا والا وضعت المطهر في كل مكان..
تنهد ثم ظل ساكنا دون حركة وقد ثبت نظراته عليها بطريقة نزعت كل مقاومتها.قال:
_ان لك يدي جنية الأساطير ياسيدة التورته فهما ناعمتان ولكنهما واثقتان هل ممارستك للعجين هي التي اعطتك هذه الخبرة والليونه؟
_صه..
قالت اخيرا بعد ان وضعت الغطاء على الزجاجة:
_هاقد انتهينا!
تنهد ليوك:
_حمدلله..ألا استحق مداعبة تخفف عني الألم.
احست آنجي بأن الجو قد بدأ يتكهرب وعرفت ان أرادتها بدأت تتخاذل شيئا فشيئا.وكان عليها ان تتصرف قبل ان يفوت الوقت.
اخيرا استطاعت ان تقول:
_من فضلك ياليوك..دعني في حالي!
_لا..اطلاقا.
انني لم اسمح لك بالبقاء كي تغازلني في مطبخي!
_لم لا فالمطبخ احسن مكان يشع دفئا.
_هل سمعتني ياليوك!!هيا كف عن معاكستي.
-نعم كماتحبين..لكنك جميلة جدا.
كانت آنجي تعيش حلما وتمنت لودام للأبد.
_انني لم أكف لحظة عن التفكير فيك وانا في نيويورك ،ولم تمر دقيقة الاوصورتك تحتل خيالي.
قالت بصوت رقيق:
_هيا..أنا متأكدة من انك نجحت في نسياني وانت منهمك في اعمالك.
_في المرة القادمة عندما اذهب الى نيويورك سأصطحبك معي.وأتخيل مقدما عناوين الصحف:من هذه الفاتنة ذات الشعر الأحمر التي كانت تصاحب ليوك وايلدر مساء أمس في ملهى نيلز؟هل صحيح انهما اتيا الى المدينه ليعلنا خطبتهما؟
_ظريف جدا!
_حقا؟
فكرت ان ليوك مغرور بعض الشيء ويعتبر انها ستقدم نفسها له على طبق من فضة.
يجب ان لاتنسى انه يبحث عن علاقة عابرة.ثم هناك صحف الفضائح!كم تكرهها.فهم يتطوعون بالتعليقات القذرة ولو كانت مع ليوك فلن تستطيع الأفلات من مخالب تلك الصحف.
كان ليوك مندهشا لهذا التغير في مزاجها سألها:
_أنجي!ماذ هناك!ما1ا قلت؟
اجابت بلهجة جافة:
_لاشيء مهم.اعتقد ان الوقت قد حان لترحل.
قال بألحاح وبلهجة هادئة:
_لن ارحل قبل ان اتلقى ردا واضحا مقبولا.اخبريني ماذا قلت وجعلك تغضبين؟
قالت بلهجة قاطعة:
_لقد طلبت منك ان ترحل وهو ماأكرر طلبه مرة ثانية..ألرجوك ارحل من فضلك!
ذهبت لتحضر له معطفه تجاهلها وظل واقفا امامها.
كان منظره المشوش بعد مابذله من مجهود في مطاردة الكلبه قد زاده سحرا وجاذبية!
قررت الا تنظر اليه ابدا حتى لاتستسلم للأغراء .قال فجاة:
_اعرف ماذا هناك ولست بحاجة ان تخبريني به..اللعنة كيف لم استطع ان افهم..كم انا غبي احيانا؟
_هانحن اخيرا قد اتفقنا على نقطة واحدة.
عندما رأت جرحه ومابدا عليه من ألم قالت:
_آوه..أنا آسفة واسحب كل ماقلته..انت لست غبيا على الأطلاق.اننما ببساطة اعتقد ان الأمور بيننا لايمكن ان تنجح.
_كل شيء كان يسير بسرعة بيننا الى ان فتحت فمي اللعين وقلت اشياء ذكرتك بماتحاولين نسيانه.هاذا ماحدث أليس كذلك؟
وافقته آنجي برأسها .أحست بأن ذقنها يرتجف قليلا وقلبها ينبض في صدرها وأوشكت على البكاء.
اجابت بعد لحظة صمت والدموع توشك ان تفطر من عينيها:
_ليس هناك سوى ذلك..وقد تكون هناك امور أخرى.اعتقد ان هناك بعض الذرات المتشابهة بين خلايانا.
_ذرات متشابهة بين خلايانا؟ان الأصطلاح علمي لكنه ضعيف وغير معبر..لكن استمري فأنا اسمعك.
_آوه..لايهم..ارجو المعذرة اذا كنت لاأجد التعبير ولكن..ماذا اقول..؟ان هذا النوع من الأشياء لايحدث غالباوان لدي احساسا بأنه يحدث ذلك منك بطريقة مخالفة.

_ومامعنى ذلك؟
_هذا يعني انك نوع من الرجال الذين يمكن ان يقع في الحب ثلاث مرات في اليوم،أما انا فالأمر بالنسبة لي مختلف.
لقد حاولت ذلك مرة ولم ينجح الأمر صدقني.
وليس لدي اي سبب لأجعله ينجح اليوم.
فهل يمكن ان تتقبل ذلك؟يمكننا ان نصبح اصدقاء فقط..
_لست مثل زوجك السابق.اعرف بأنك مقتنعة بأني مثله لكنك مخطئة.
اما صداقتك فلاتهمني بشيء..انا أريد أكثر ياآنجي..اتفهمين ماذا أقول؟
_نعم.
استأنف الحديث بلهجة أكثر هدوءا:
_اسمعي!اعرف ان لي سمعة حب النساء ولاأنكر ذلك.
ولكنك تعلمين تماما انه لايجب تصديق كل مايكتب في الصحف،فلو كنت دون جوان كما تصفني الصحف لكان مصير المستشفى او الدفن تحت الأرض.
صحيح انني احب صحبة النساء ولكني تغيرت ومايهمني الآن هو ان أكون مع امرأة معينه دون غيرها من النساء.
قالت وهي تطرق بأصابعها:
_هل تغيرت هكحذا فجأة؟هل يمكن للنمر وكالبرق ان يتحول الى عندليب..ان هذه قصة خرافية اليس كذلك؟
_هذا ماحدث بالضبط.
هل تظنين ان التغير حصل في العقل فقط!حسنا انت مخطئة ان التغيير حدث هنا..في القلب والروح..
يبدو ذلك غير منطقي بالنسبة لك لكن يوما ما ستستيقظين وتدركين انك بحاجة الى شيء آخر..
شيء دائم وقوي وثابت.وقلبك يطالبك به ولن تستطيعي ان تقاوميه وحينها لن تهتمي بالغزل الوقتي والمشاعر العابرة لأنها لم يعد لها مكان.
كم تمنت آنجي ان تصدق مايقوله ولكن ذكريات الماضي المريرة منعتها.
غريزتها الطبيعية كانت تدفعها لحماية نفسها من الخطر.
قالت بهدوء:
_هكذا تظن انك فهمت كل شيء.
_ليس كل شيء ولاأدعي ذلك.ولكني اظن اني اخيرا قد سلكت الطريق الصحيح وأفضل ان استمر في هذا الطريق مع شخص أحبه.
وألا مافائدة الحياة؟ولماذا نحاول ان نتطور ونتحسن اذا كنا نعيش في اناء مغلق بمفردنا؟
لقد ارتكبت نصيبي من الأخطاء ولقد عانيت ايضا واحسست بأن قلبي تحطم ولكني لن اسمح لمتاعبي وسوء حظي ان تمنعني من ان احب واعيش مرة اخرى.
_وانت تظن اني اقبل ان افعل هذا الآن؟
_بلى هذا ماأظنه بالضبط..انك تحبين ان تتقوقعي على نفسك وان تعذبي نفسك مع عزيزك البيطري افضل من ان تعيشي بحق.
_لم يكن هناك من داع لأن تقول ذلك.لأنه قول لاجدوى منه وقاس ايضا.
_صحيح غير مجدي،لكنه حقيقي،لقد انتهى الوقت الذي تتقوقعين فيه على نفسك.
لقد وصلت ياآنجي وسأطلق صفارة نهاية المبارة.
لقد تغيرت القواعد وعلينا ان نعيش وستنصتين الي وستكتشفين انني على صواب والا فلن تصعدي الى السماء كلما لمستك.
لست في حاجة لأن تعترفي لي وانما يجب ان تعترفي لنفسك.
_انت تعرف كل شيء اليس كذلك؟اخبرني اين تعلمت كل ذلك؟هل تقرأمجلدات فلسفيه بين المباريات؟
_طبعا لا فلدي ماهو افضل كي اعمله..آسف لأنني جرحتك لكنك تعلمين في اعماقك انني على حق.
_ومن تكون حتى تخبرني بما يدور في قلبي؟عندما احتج لنصيحتك سأطلبها منك لاكن لاتكن لحوحا ياليوك.
اعتقد من الأفضل ان تذهب فقد تأخر الوقت.
_حقا؟
وقف أمامها ولمس ذراعها فأحست آنجي بأن كل جسدها مفكك.من أين له هذا التأثير عليها؟
_هل تريديني حقا ان ارحل؟
_اعتقد بأنا تحدثنا بمافيه الكفايه.
_وانا اعتقد ذلك ايضا..
رن جرس الهاتف.نزعت آنجي عينيها من عينيه لترد لكنه قال:
_دعيه يرن وسيتصلون بك مرة آخرى.
رفعت السماعة:
_آلو.
_آنجي هل ايقظتك؟اردت ان اعرف فقط بأنك عدت سالمة.
_أوه..مساء الخير ياسبنسر..نعم..نعم..بالتأكيد.
زمجر ليوك بصوت قوي وهو يقطع المطبخ ذهابا وأيابا:
_انه الطبيب الطبيب طبعا ومن يكون غيره!
غطت آنجي اذنها حتى تستطيع ان تسمع سبنسر وهي تحمدالله على انه لم يسألها ان كانت بمفردها.
كان سبنسر يحكي لها وقائع الولادة بمنتهى الدقة والتفاصيل،سالها:
هل تحبين ان أمر عليك اثناء عودتي؟انت في طريقي.
ردت عليه بلهجة قلقة:
_لا..أفضل الا تفعل وسأتصل بك غدا ليس في وقت مبكر حتى تكون قد حصلت على قسط كاف من النوم.
همهم ليوك:
_ياللطبيب المسكين!لابد ان يرتاح حتى يكون بصحة جيدة غدا.
نظرت آنجي اليه نظرت لوم تجاهلها.
سمعت سبنسر :
_آنجي؟انت لست بمفردك؟
_لا انه ليس سوى ليوك وايلدر.
رد ليوك وقد بدا عليه الضيق:
_ليس سوى ليوك وايلدر الذي يمنعك من النوم..
رد سبنسر ولحسن الحظ لم يسمع ماقاله ليوك:
_سنمتطي الخيل غدا..اليس كذلك؟
_بلى طبعا.
كانا تقريبا كل يوك أحد يقومان بالنزهة فوق الجياد وعادة ماكانت تنتظر آنجي هذه اللحظة بلهفة لكن هذه المرة تلقت الامر بحماس فاتر.
_حسنا نامي جيدا ياآنجي ولاتدعي من معك يجعلك تسهرين لوقت متأخر.
_اطمئن انا أوشك ان اقع في النعاس.
قاطعها ليوك:
_وذلك لم يكن ليحدث لولا ان قاطعنا هذا التعيس.
تمنت آنجي ليلة سعيدة لسبنسر ثم اغلقت السماعة.
_هل تتفضل بأنهاء هذه الكوميديا ياليوك؟فأنت تتصرف كطفل فاسد!طفل في الثالثة من عمره قد يكون اكثر ادبا منك!
_هيا..هل انتهيت؟هل هدأت؟بعد دقيقة واحدة ستجعليني أهرب.
_بالضبط..ارحل سيد وايلدر لقد اكتفيت من رؤيتك حتى الآن.
اخذت معطفه من فوق المقعد والقت به في وجهه وقالت:
_ها هي اشياؤك وباب الخروج من هناك.
فتحت الباب على اتساعه وابتعدت لتسمح له بالمرور.
سألها بلهجة غضب وعدم تصديق:
_هل يضايق ان ارتدي معطفي هنا؟.
_هناك مقعد في الشرفة افعل ماتريد.
نظر اليها وهو مذهول ثم حمل معطفه وخرج وسط الليل المثلج وهو يزمجر:
_شكرا على كرم ضيافتك..
قالت وهي تتلعثم:
_تصبح على خير ليوك.
اغلقت الباب وراءه.
كانت منهكة فأسشندت ظهرها الى الجدار واغلقت عينيها فترة.
لقد كان ليوك على حق ان معركتها الوحيدة هي التي يجب ان تشنها على نفسها.


انتهى الفصل.


sasa sasa 02-11-08 05:47 PM

تموره يا اموره
تسلم ايدك يا سكره
القصه روعه ومستنيينك بشوق يا قلبى :)

تمارااا 02-11-08 07:19 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sasa sasa (المشاركة 1712162)
تموره يا اموره
تسلم ايدك يا سكره
القصه روعه ومستنيينك بشوق يا قلبى :)


انتي الأروع حياتي اهم شي تعجبك ورح اخلص الرواية خلال يومين انشالله يعني مارح تستني كثير باقي 6 فصول.

majedana 02-11-08 07:56 PM

يعطيكي ااااااااااااااااااااااالف عافية تمارااا

معلش تاخرت بالرد ... بس شوية ظروف



باااااااانتظار التكملة

راح اثبتها لمدة اسبوع

أميرة الندى 03-11-08 12:06 AM

واو الرواية رائعة للغاية
أنتظر بشوق التكملة
صديقتكم أميرة الندى

nightmare 03-11-08 05:50 AM

ماشالله ياتمارا
مبدعه ونشيطة
تسلمي عن جد تسلمي
ومستنيين التكملة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك
... لك مني أجمل تحية .

ريما الفلا 03-11-08 12:32 PM

تسلمى تمورة على الروايه الجميله دى نفسى اعرف بس بتجيبى الروايات الحلوة زيك دى منين يلا ربنا يعينك ويسعدك يارب

ناعمة 04-11-08 12:02 AM

:0041:

الله يعطيك العافية

ربي يسعدك

safsaf313 05-11-08 05:21 PM

يالا يا تم تم يا سكر احنا مستنيين التكمله على احر من الجمر متتأخريش علينا بليز

roa20 05-11-08 07:33 PM

هلا تمار حبيبتى من جد ابدعتى روايتك وااااوو سلمت اناملك كلك ذوق كل رواية احلى من الثانية واحلى مافى الموضوع انو بث طبيعى من غير تشفير هاهاها

تمارااا 06-11-08 01:44 PM

حبايبي آآآآآآآآآآآآسفة على التأخير بس أخوي جا من السفر وانشغلت معاه بكرة رح ارجع اكملها سااااااااااااااااااااامحوني بليييييييييييييييييييييييييييييييز

وردة الياسمين 07-11-08 12:49 AM

:flowers2:تمتم حبوبه حمد الله عسلامة اخوكي يا عسل ويعطيكي العافيه عن جد روووووووووووووووووووووعه وحلوه كتييييييييييييييييييييييييييييييييييييير
:0041:

sasa sasa 07-11-08 05:58 AM

براحتك يا قمر
خدى وقتك
لكى كل الحب :)
وحمد الله على سلامه اخوكى

safsaf313 08-11-08 09:40 AM

فيييييييييينك يا تم تم الروايه قمه فى الروعه وانتى شوقتينا جدا يالا التكمله حراااااام عليكى اهئ اهئ يرضيكى زعلى منك؟

تمارااا 08-11-08 02:04 PM

[COLOR="black"[/COLOR]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sasa sasa (المشاركة 1720440)
براحتك يا قمر
خدى وقتك
لكى كل الحب :)
وحمد الله على سلامه اخوكى


الله يسلمك ياقلبي انتي:flowers2:

تمارااا 08-11-08 02:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة safsaf313 (المشاركة 1722071)
[SIZE="5"]فيييييييييينك يا تم تم الروايه قمه فى الروعه وانتى شوقتينا جدا يالا التكمله حراااااام عليكى اهئ اهئ يرضيكى زعلى منك؟[/S]

ولووووووووووووووووووو الا زعلك انتي مقدر عليه يقلبي بس قلت اكتبها وأنزلها مرة وحدة آآآآآآسفة حبي عشان طولت:flowers2:

تمارااا 08-11-08 02:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة majedana (المشاركة 1712299)
يعطيكي ااااااااااااااااااااااالف عافية تمارااا

معلش تاخرت بالرد ... بس شوية ظروف



باااااااانتظار التكملة

راح اثبتها لمدة اسبوع

اهلييييييييييييييين ياعسل والله نورتي ومشكورة حبي وآسفة لأني اتأخرت عليكم

تمارااا 08-11-08 02:17 PM

الفصل السادس


استيقظت آنجي في اليوم التالي متأخرة جدا.كانت قد تقلبت في سريرها طوال الليل وحمدت الله على انها لن تضطر للأستيقاظ مبكرة في الصباح.كانت خلال الأسبوع قد نجحت في تعين موظفة هي طالبة اسمها جان والتي ستتولى المحل أيام الآحاد.
فكرت كم هي سعيدة بالرفاهية التي ستتمتع بها عندما تتمكن من حش النجيل في الصباح قبل ان تحتسي قهوتها في هدوء وهي تقرأ الصحيفة يوم الأحد في المطبخ الذي يسبح في ضوء الشمس.
عندما رن التيلفون قالت لابد انه سبنسر فقد سبق ان اتصلت بها اودري مرتين لتقدم لها تفصيلا عن سهرتها.....منتديات ليلاس


رفعت السماعة لتسمع في الحال صوت ليوك يقول لها صباح الخير على الطرف الآخر من الخط.
فقالت له:
_ليوك ياللمصادفة! لقد كنت لتوي افكر فيك وانا اقرأ صحيفة الأحد.
_كنت تقرءين عرض الأحداث الرياضية؟
_لا بل بريد القلب.
_لاتقولي هذا!ليس لدي ماأزيده على ملقلته في حديثنا بالأمس.انني اتصل لأخبرك بأني نسيت فردة حذائي.هل وقعت عيناك عليها ربما تكون فوق النجيل او تحت وسائد الأريكة..؟
_أه نعم لقد وجدت فردة الحذاء في الصباح او بالأحرى جيزابيل هي من عثر عليها.
كانت كلبتها قد احضرت فردة الحذاء بعد نزهتهها الصباحية ووضعتها عند قدمي سيدتها.
_سأمر بعد قليل لأستعيدها.
لفت آنجي سلك التيلفون بعصبية حول رسغها وهي تحاول ان تجد مبررا للرفض أو اي بديل .انها لاتريد ان تجد نفسها بمفردها معه مرة اخرى.
_سأخرج بعد قليل سأذهب لأمتطاء الخيل مع سبنسر وسأمر عليك لأترك حاجياتك.
_موافق سأقوم ببعض الأصلاحات في البيت وسأترك لك الباب مفتوحافأذا لم تشاهديني أدخلي.
اجابت وهي تأمل ان تترك كل شيء على عتبة باب بيته دون ان تضطر للحديث معه:
_حسنا جدا.


********

رتبت آنجي المطبخ ثم اتصلت بسبنسر لتحدد معه موعد اللقاء.
ووضعت حذاء ليوك في حقيبة ورقيه وارتدت ملابسها للخروج.
ارتدت جينز حائل اللون وبلوزة ثقيلة بحرية وحذاء بوت لركوب الخيل من الجلد الأسود.
عندما ركنت سيارتها امام بيت ليوك ادركت في الحال انها لن تستطيع ان تضع الحقيبة الورقية امام العتبة وتتسلل هاربة.
كان يقوم بصقل الباب الخشبي الضخم بفارة.
بدا كأنه يستخدمها بصعوبة بالغة.
وضع عدته جانبا ونظر الى زائرته وهي تعبر الممر المؤدي الى الدرجات الأمامية للفيلا.
كان مرتديا سويت شيرت عليه شارة فريق بيسبول مشهور وجينز قديم مغطى ببقع الدهان ملتصقا بساقيه وكان مفتول العضلات.
فكرت آنجي انه لسوء الحظ انه اكثر جاذبية في هذا الزي عنه بالأمس في السهرة.
اعلنت وهي تناوله الحقيبة:
_هاهي اشياؤك.
_شكرا.
فتح الحقيبة واخرج فردة الحذاء ورفعها عاليا الى مستوى عينيه ليفحصها ثم قال:
_شيء لايصدق!لايوجد أثر لأنياب الكلبه اخشى ان كلبة الصيد الخاصة بك لم تترك علامتها الكلبية على الجلد الرقيق لهذا الحذاء الفاخر.
تجاهلت سخريته وأخذت تتأمل الباب ثم ازالت بقعة الدهان بظفرها.
اجابت:
_ان جيزابيل كلبة صيد فلاتنسى هذا وقد تدربت على الأمساك بالعصافير دون ان تعضها فهي تعرف كيف تمسك بها برقة.
_مثل سيدتها.
قالت بلهجة تهديد:
_ليوك ..!
_كنت سأقول أكثر عندما تذكرت بأني وعدتك امس بألا أثير غضبك ياسيدة"تورتة".انني اعرض عليك هدنة محددة المدة..مارأيك؟
_موافقة،شكرا.
التقط ليوك احدى ادواته وقد بدا عليه التلهف على استئناف عمله وهو يقول:
_اشكرك على احضار حاجاتي..اتمنى الا اكون قد عطلتك عن موعدك مع ذلك ال..آوه.سبنسر؟
اجابت وهي تراقبه يبحث عن احدى معداته:
_لا..لست متأخرة..اذا كنت تبحث عن المكشطة فهي في جيب بنطلونك الخلفي.
_ىه نعم..هاهي..تمتعي بنزهتك.
اشعل طرف وابور التسخين واستأنف عمله وكأن آنجي قد اختفت فجأة من امامه.وبدأيصفر في سعادة.
كانت رائحة الدهان قد ملأت الجو صاحت آنجي حتى يعلو صوتها على صوت وابور التسخين:
_شكرا!
لم يسمع كلامها او تظاهر بعدم سماعه.
هبطت آنجي الدرج وهي في منتهى الغيظ واتجهت الى نهاية الفناء.
وصلت الى منتصف الطريق حيث سيارتها ثم عادت مقلوبة الوجه الى مكان ليوك.
ولما تظاهر بعدم رؤيتها ربتت كتفه بقوة.استدار ببطء وقال:
_ايه!هل نسيت شيئا؟
_اعتقد بأني اخدمك لو اخبرتك انك بهذه الطريقة ستذبح الباب.

_ماذا تريدين ان تقولي؟انني اكشط الدهان بهذه الماكينة وكل شيء يسير سيرا حسنا.
عاد الى مهمته مرة اخرى.
قالت بلهجة آمرة وهي تنزع منه الشعلة والمقشطة:
_اعطني هذا دقيقة.يجب ان توجه الشعلة مع تحريكها باستمرار حتى لاتحرق الخشب..هل فهمت؟
قال وهو ينحني ليفحص عن قرب بقعة الدهان الملتصقة والتي اشارت اليها آنجي:
_آه..نعم..هل الأمر سيء الى هذه الدرجة؟
_لوكان لديك نية اعادة دهان الباب فأنك ستحتاج الى مجهود كبير حتى يمكنك معجنته وسد ثقوبه.
اشارت الى بقع آخرى فوق الخشب كان قد عمل عليها بشراسه:
_ولاتضغط بشدة عندما تكشط فان ذلك يؤدي الى وجود خطوط محفورة رهيبة.
_يبدو انني استسلمت لحماسي بعض الشيء عندما رأيت الدهان يكشط بسهولة.لاتقولي ان علي ان امعجن كل الباب!

_اخشى ن يحدث هذا .انتظر وسأريك.
امسكت بالشعلة والمكشطة واخذت تدير الشعلة في حلقات دائرية متساوية.
_عليك ان تستخدم الشعلة هكذا وبأنتظام دون ان تضغط هكذا..
صاح وهو معجب بالخشب العاري والناعم في المنطقة التي عملت عليها:
_اعتقد ان علي التدرب قليلا على الباب الخلفي في البدايه.
اجابت آنجي وهي تبتسم وترد له ادواته:
_ربما..فالعلم لم يخلق في يوم واحد.
قال ليوك وهو شارد:
_هذا صحيح وربما يد خفيفة تؤدي العمل افضل.
كان ظهر آنجي نحو الباب وكان ليوك قريبا منها.كانت تعرف ان عليها ان ترحل ولكنها وجدت نفسها مسمرة في مكانها بطريقة ما.
_حسنا..اعتقد انه من الأفضل انا ارحل.
_نعم..لاأريد ان اجعلك تتأخرين .شكرا من أجل درس الترميم.أوه اعتقد ان هناك بعض الدهان على شعرك.
مد يده ليزيل الدهان بينما اغلقت عينيها خشية ان يقبلها ولكنه قال بلهجة راضيه:
_هأنا قد ازلته.
ابتعد عنها ففتحت عينيها في الحال وهي تترنح وحمدت الله انه لم يلحظ رغبتها الكامنه.
هبطت درجات السلم دون ان تنظر اليه وعبرت الفناء وابتعدت.
_الى اللقاء!
_الى اللقاء قريبا"سيدة تورتة"

*************

كان سبنسر في الأصطبل من فترة عندما وصلت آنجي .كان قد وضع سرجين على الجوادين وبدأ عليه انه حائر من تأخرها اكثر من أنه غاضب.
سألته:
_هل انتظرتني طويلا؟
رد عليها بلهجة من ينتظر تفسيرا:
_بضع دقائق.
داعبت آنجي انف الجواد الذي امتطته:
_أنا آسفة قمت ببعض الأعمال المنزلية ولم ألاحظ الوقت.
اتخذا طريقهما المعتاد عبر حقل خلف الأصطبلات والحظائر.
كان اليوم يوم ربيع وجميل وكانت شمس مابعد الظهر تداعب وجهها والهواء معبأ بعبير الأوراق الجافة والأرض المروية.
كانت آنجي قد أرخت لجام جوادها حتى تسمح له بالتقافز وأحست انها منسجمة مع عناصر الطبيعة وكأنها تحس بها لاول مرة لقد كانت سعيدة .
كانت السماء تذكرها بعيني ليوك .
كانت نهاية الحقل مسدودة بجدار منخفض من الحجارة شبه مهدم فقررت آنجي ان تقفز بالجواد فوقه بدلا من ان تدور حوله.
غمزت جوادها بعنف حتى يرمح ويقفز وكانت تسمع من بين ضربات قلبها الشديدة صيحات سبنسر ينادي عليها.
بعد لحظات قفزت قفزت بجوادها فوق الجدار المنخفض لتهبط به على الجانب الآخر دون عناء.
_لم أكن اعرف انك تعرفين القفز بالجواد ياآنجي؟
_انني لم اجرب ذلك منذ سنين طويلة واعتقد بأنني لن استطيع ذلك وانني نسيت والله وحده يعلم مدى خوفي.
_وكيف تشعرين الآن؟
كان سبنسر ينظر اليها بفضول وكأنه يراها للمرة الأ ولى.
_شعور رائع في الحقيقة بل لدي الرغبة ان اعيد الكرة.
ابتسمت له ابتسامة واسعة ورد عليها سبنسر بدوره ولكنها لاحظت مدى شروده.
أدركت فجأة المسافة التي تفصلهما والتي بدأت تتزايد ولكن ببطء وانتظام.
عندما امتطيا جوادهما ليتوغلا في الغابة احست فجأة برغبه في ان تقترب منه وتضغط يده لتطمئنه وتطمئن نفسها بأن شيئا لم يتغير بينهما.
ومع ذلك كان قلبها يدعوها بألا تفعل.لأن الحقيقة موجودة هناك:سواء كان الأمر حسنا او سيئا فأن لقاءها مع ليوك هز توازن حياتها الضعيف.
لقد ايقظ اتصالها بليوك عاطفتها التي نامت داخلها ولم تنطفيء ابدا وهي جزء من حياتها سلنسر ابدا ان يشبعه عندها ولا أن يفهمه.
كانا يسيران وسط الطريق الضيق في الغابه،هي في المقدمة يتبعها سبنسر مماجعل الحديث يزداد صعوبه.
لوكان ليوك معها لتحداها ان تقفز فوق كل السدود التي في المنطقة.اابتسمت وهي تفكر في ذلك.
وتساءلت:هل يتنزه هو الآخر على هذا الطريق؟تصورت نزهة على الجياد برفقته ولكنها سرعان ماحاولت ان تتعقل.
لن يصبح الأمر سهلا بعد الآن بينهما كما كان في الماضي.ثم انه من الظلم لسبنسر ان تحلم برجل آخر في وجوده.
عندما عادا الى الأسطبل وحلا سرجي جوادهما.دعت آنجي سبنسر للعشاء في بيتها ودهشت اشد دهشة عندما رفض ذلك بأدب بحجة انه سيعيد ترتيب اوراقه قائلا:
_أود ان انظم كل شيء قبل رحيلي الى فيرمونت مساء غد.بعدها لابد ان ابقى في ألباني فترة اطول مماتوقعت..اسبوع دون شك.
_ماذا ستفعل في ألباني؟
_سأشترك في المؤتمر السنوي لجمعية البيطرين الا تذكرين اذن؟
_آه ..نعم..صحيح!
كانت فتره مابعد الظهر اوشكت على الأنتهاء ومع ذلك كانت الشمس قد اختفت خلف الجبال.ارتجفت آنجي ودلكت ذراعيها حتى تشعر بالدفء ثم عطست.
قال لها سبنسر وهو يناولها منديلا ورقيا:
_ارجو الا تصابي بنكسة ياآنجي!
_لا انها مجرد عطسة.
كان حلقها يؤلمها قليلا لكنها احست انها بخير امام الهواء الطلق الذي لم تكن تحس به سابقا.
انها ترفض في عناد ان تسقط مريضة والأعياد على الأبواب.
قال لها سبنسر:
_لا اريدك ان تمرضي.
_لاتقلق فأنا في تمام الصحة .والنزهة كانت مثيرة.
_حسنا..اعتقد ان عليك العودة للبيت للراحة.
_كماتحب.
احست آنجي للمرة الثانية بأن لمسافة تزداد اتساعا بينهما لقد كان ذلك محزنا ولكن لامفر منه.
فتح لها باب شاحنتها وجلست آنجي وراء عجلة القيادة.انحنى عليها ليقبلها وقال:
_سأمر عليك صباح غد لأودعك.اعتني بالأتفلونزا هذا المساء واشربي ليمونا وشايا ساخنا.
_حسنا.
داعبت ذقن سبنسر وهي شاردة .انه ظريف ولطيف ومهتم وهي تحبه كثيرا ولكنها لاتعشقه
قالت:
_سأخذ قرصين اسبرين واتصل بك صباحا.
اكتفى سبنسر بالأبتسام في ضعف للرد عليها وعطست مرة ثانية.
ناولها علبة المناديل وهو يقول:
_خذي هذا فأنت بحاجة اليه .
اغلق باب السيارة وانطلقت آنجي في طريقها.
ابتعد سبنسر وهو يحييها وهي تبتعد ملوحا بذراعه.وفي المرآة العاكسة رأته يراقب الشاحنة وهي تختفي وسط الغسق.

****************************

خلال الأيام التالية كانت اودري والموظفة الجديدة تعملان بحماس للوفاء بكل الطلبات الخاصة بعيد الشكر.
كانت ذراعا آنجي تؤلمانها في المساء من كثرة العمل.ولم يكن عملها الخانق يترك لها وقتا للتفكير بليوك والتساؤل هو:لماذا كف عن الحضور الى المحل؟هل كان يخشى ان تفسر زياراته كنوع من التحدي؟ام ربما ترك الفطائر والحلوى بالكريمة والشوكولاته ولم يعد يرغب بها؟انه ليس من النوع الذي يركز انتباهه على امرأة واحدة مدة طويلة.
قررت آنجي ان تنسى حتى وجوده.قالت اودري صباح الأربعاء وآنجي تستعد لفتح المحل:
_لقد بقي ليوك في منزلنا امس لتناول العشاء.
ردت عليها بلهجة حاولت ان تجعلها حيادية قدر الأمكان:
_آه..حسنا.
كان ليوك يقضي وقتا اكثر من اللازم من حين لآخر في حظائر برايان الذي بدا ان صداقته اصبحت متينة معه.
اضافت اودري:
_انه لطيف مع الأطفال ثم انهم يعشقونه،سيصبح ابا رائعا.
حدجت آنجي صديقتها بنظرة طويلة فقالت اودري:
_نعم..انا اؤكد ذلك.
_اذن سنضيف هذا الى قائمة المزايا التي لاتنتهي للسيد ليوك وايلدر.
ردت عليها اودري متهكمة بدورها:
_هذا هو الأمر.اعرف انه ليس لديك نيه لتكوني علاقة مع ليوك ولكني لا افهم لماذا تسارعين بالهجوم عليه عند اقل اشارة اليه؟
_اقل اشارة؟ ان وايلدر يحسن صنعا لوعينك مراسلته الصحفيه او مديرة حملته الدعائية لو اراد ان ينتخب نفسه عمدة لشاذام فولز؟
_كفى!..ربما كنت على حق لكني متأكدة انه سينتخب من اول جولة بنسبة ثمانين في المائة.
عندما خرجت آنجي من خلف المحل حدجت صديقتها بنظرة صاعقة.


انتهي الفصل.

[/COLOR]



الفصل السابع






شاهدت آنجي استعراض عيد الشكر في التلفزيون وهو العيد الوحيد طوال العام.
كانت تتحسر فيه على أيام المدينة واقسمت انها لو رزقت بأطفال في يوم ما ستصحبهم لحضور العيد في مانهاتن.
عادت اليها الأنفلونزا بقوة وصرعتها طوال أيام الأسبوع ثم أعلنت استسلامها وهي تستيقظ في صباح أحد الأيام.كانت منهكة وفي حالة لاتسمح لها بقضاء اليوم عند اودري.
رفعت السماعة وادارت رقم صديقتها التي استقبلت صوتها المرهق بصيحات القلق والعتاب.
استطاعت آنجي ان تشرح لها انها تشعر بالمرض لدرجة انها لن تستطيع الحضور للعشاء عندها.
وعدتها اودري ان ترسل اليها الحساء ليقويها:
_ان ماتحتاجين اليه هو حساء منزلي .سيرم عظامك وآمل ان يكون مرق الديك الرومي في قوة مرق الدجاج.
_ان انفي مسدود لدرجة اني لن اميز حتى ان كان مرق فأر.
_آوه ياعزيزتي الصغيرة عودي الى السرير لقد ذهب صوتك.
_انا فعلا في السرير.
_اذن لاتتحركي وحاولي ان تنامي قليلا وسأحضر لك الحساء فور اعداده.
بعد ان وضعت آنجي السماعة اغلقت التلفزيزن وتمددت تحت اللحاف الثقيل.
فكرت انه ليس هناك شيء يجعل المرء يحس بالحرمان سوى ان يرقد مريضا في ليلة عيد الشكر.

استغرقت في نعاس بلا احلام وتمنت الا تزعجها اودري بلطعام اثناء نومها.
عادت جيزابيل في هدوء الى الحجرة لتتكوم فوق السرير ملتصقة بسيدتها.
استيقظت آنجي فجأة وهي فزعة عندما قفزت الكلبة من فوق الفراش ونزلت درجات السلم وهي تنبح بصوت يصم الأذان.
من كان يطرق باب الدخول الأمامي؟لابد انه مبعوث اودري حضر ليسلمها الحساء.
....منتديات ليلاس


ازاحت جيزابيل وفتحت الباب وهي تمسك بقميص البيت لتغلقه بيدها وسمعت صوتا مألوفا يقول:
_ليس من السهل العثور على طبيب يقوم بزيارة منزليه هذه الأيام.
صاحت آنجي وهي تمسك بطوق كلبتها:
_ليوك ماذا تفعل هنا.فيما عدا الحملقة في.
كانت قد تركت يدها التي تقفل الثوب المنزلي دون ان تشعر بينما اتسعت عينا ليوك دهشة واعجابا.
_لاتقلقي ان اهتمامي اليوم بتكوينك التشريحي ينصب فقط على الحالة الطبيه.
ناولها صندوق رحلات مغطى بمفرش ابيض وقال لها:
_هاك!امسكي ياذات الشعر الأحمر .لقد احضرت لك اخر علاج سحري .مرق الديك الرومي.
قالت وصوتها اخنف:
_شكرا اعتقد اني استطيع التصرف بمفردي.
رد ليوك معترض وهو يبعد السلة:
_انتظري لقد اقسمت ثم ان اودري جعلتني اعدها ان اعد لك سلطانية الحساء وان اجعلك تنامين بعدها مباشرة.
_اؤكد لك اني استطيع عمل ذلك بمفردي.
قال وهو يبعدها عن طريقه ليدخل وصاح قائلا:
_ماذا؟ان ملابسك خفيفة وتسيرين حافية القدمين هل تريدين ان تصابي بألتهاب رئوي؟انت اكثر امرأة عنيدة صادفتها في حياتي.
اغلق الباب وراءه.
لم تحس آنجي ان الروب دي شامبر من تصميم ديور وبلون اللافندر خفيف ولكنها لفته حول جسدها بقوة .كانت تحب ان ترتديه عندما تمرض.
_ولماذا تصيح هكذا؟هل هذه طريقتك للتخفيف عن المرضى..أم..؟
قطعت آنجي حديثها حيث فوجئت بعطسة عنيفة.
صاح هادرا:
_أنا لاأصرخ!عودي الى الفراش فورا.هل يجب علي ان احملك على كتفي؟
_انا قادرة تماما على صعود الدرج بمفردي ياليوك انني لا..
فاجأها العطس اربع مرات متتوالية .كان ليوك على وشك تنفيذ تهديده وحتى تهرب من الأذلال سارعت بصعود الدرج.
_انت ترى انني اصعد..ياألهي ..اي سيرك كنت تعمل فيه؟
وصلت الى حجرتها قبل ان تتيح له الفرصة للرد.
لم تكن حالتها تسمح بالنقاش معه لفترة طويلة.نفخ صدره وذهب الى المطبخ لتسخين الحساء.
عندما سمعت صليل الأواني المعدنية نهضت وسارت على اطراف اصابعها وتسللت الى الحمام كي تلقي نظرة على هيئتها العامة.
لقد رأها ليوك وهي على هذه الحالة المزرية .تساءلت:كيف كان رد فعله عندما اكتشف حالتها هذه؟
بسرعت مشطت شعرها ثم غسلت وجهها بالصابون بقوة .
كانت بشرتها شاحبة للغاية وخطوط زرقاء تحت عينيها وعلى طرف انفها بقعة لونها طوبي .قالت في نفسها انها لاتستطيع ان تفعل شيئا .جففت وجهها وعادت للنوم مرة أخرى .
بعد فترة قليلة صعد ليوك السلم وهو يطلق صفيرا بفمه.كان يحمل صينية محملة بما يكفي لأطعام عائلة من خمس افراد .احتجت عندما وضع الصينية فوق السرير.
_لن استطيع ابدا ان آكل كل هذا!
_اتمنى ذلك .ويتبقى مايكفيني ايضا فقد دعاني الواجب الا ابقى لتناول العشاء مع اودري وبرايان.
_آه!كم هو لطيف منك!
_فعلاألست رجلا مهذبا ومخلصا ومضحياو...ويالها من تضحية ياسيدة تورته ان اضطر للعشاء مع يدة رائعة ترتدي قميص نوم فاخر واجلس عند قدميها .كم هي قاسية الحياة!
ٌقالت وهي تضحك:
_انت تعرف جيدا ماذا كنت اقصد.
_نعم ..نعم..اشربي حساءك قبل ان يبرد.
_سمعاوطاعة يادكتور.
بمساعدة جيزابيل استطاعوا افراغ الصحون من محتوياتها بل ان ليوك اكل جزء من تورتة الليمون الخاصة ب آنجدي.
احست بالشبع والتعب في آن واحد فتمددت على السرير بينما اخذ ليوك يشعل النيران في مدفأة الحجرة.
كانت لمسات ليوك الناعمة والحانية قد اشعرتها بالأرتياح وسرعان مااستغرقت في نعاس عميق.
عندما استيقظت كانت الحجرة تسبح في الضوء الذهبي المنبعث من نيران المدفأة والتي بدأت تخبو.
واستغرقت فترة حتى تتذكر انها ليست بمفردها .
استعادت يقظتها عندما رأت ليوك ممددا بجوارها وفي يده كتاب .همهم عندما فتحت عينيها:
_وبعد!هل تشعرين بالتحسن؟
انكمشت على نفسها وهي ترى انها في هذا الوضع الحميم الخاص وان تمنت ان يستمر.
_لدي احساس اني نمت ساعات طويلة؟كم الساعة الآن؟
اجاب بعد ان نظر الى المنبه الموضوع على المائدة الليليه:
_حوالي السادسة.لقد كنت تحلمين وتتكلمين في نومك.
_آه..حسنا؟لابد انه كان كابوسا.لقد رأيت نفسي غارقة في بحيرة من العجين او شيء مماثل..فنادرا ماأتذكر احلامي.
قال لها فجأة وهو ينهض من مكانه:
_يجب ان تتناولي الأسبرين وسأحضلره لك هل تريدين كوبا من العصير؟
ردت وهي تتساءل اذا كان لديه نية اللعب هكذا لوقت طويل في دور حارس المريض:
_نعم هذه فكرة حسنة.
عاد في الحال ومعه اللأسبرين وكوب عصير وناولهما لها وجلس على طرف السرير.
_هل تودين اللعب بالورق؟لقد وجدت هذا في درج مائدة المطبخ.
قالت وهي تأخذ الأوراق لتفرقها:
_موافقة!اي لعبة تريد ان تلعب؟
_هز كتفيه:
_لست ادري..بلاك جاك..بوكر؟
_بوكر.
_هل تعرفين ان تلعبيها؟
_قليلا
_آه..حسنا.
_هيا من فضلك اقطع الورق.
سألها بلهجة متشككة وهو يرى براعتها في التفريق والقطع التي لايتقنها سوى المحترفين:
_هل قلت انك تعرفين اللعب قليلا؟
_بالضبط هل تريد ان تضيف بعض الأثارة للعبة؟
_هل تريدين اللعب على النقود؟
_لا..ان نقودنا لهذه اللعبة ستكون حبوب باستيليا الزور وكل واحد يساوي الف دولار؟اتفقنا؟
_لايمكن ان تفعلي شيء بظهر الملعقة ومع ذلك لابأس ولكن من غير المسموح بالديون؟
_اتفقنا
بعد فترة كسبت آنجي كل قطع الباستيليا الخاصة بليوك بالاضافة الى ديون بلغت الثلاثين ألف دولار.
قال ليوك مزمجرا وهو ينهي اللعب:
_اعرف متى انهي اللعب.لن اسالك من اين تعلمت اللعب بهذه الطريقة.
هزت آنجي كتفيها :
_لقد كنت دائما محظوظة في لعب الورق.
اقترب منها كثيرا بحيث اصبح وجهه قريبا من وجهها وقال:
_من حسن حظي انني لم اكسب فهم يقولون السعيد في الحظ تعيس في الحب ولهذا تنازلت عن كل اقراص الباستيليا الخاصة بي عن طيب خاطر ياسيدة تورتة.
لوحاول تقبيلها في هذه اللحظة لما استطاعت المقاومة ولكن لشدة دهشتها لم يفعل ذلك.
وانما نهض ليجدد نيران المدفأة ثم شغل التيلفزيون وحاول تغير القنوات حتى يعثر على فيل يعجبه.
وجد فيلما لجيمس ستيوارت قال وهو يتمدد:
_اعرف انه أعيد عرضه ست مرات على الأقل هذا الأسبوع ولكنه احد افلامي المفضلة ويجب ان اشاهده..هل يضايقك؟
_لاعلى الأطلاق وانا احب هذا الفيلم جدا.
اثناء مشاهدتهما الفيلم اسندت آنجي رأسها على كتف ليوك وقبل انتهاء الفيلم كانت قد استغرقت في النوم.
استيقظت آنجي صباح اليوم التالي وهي تسمع ليوك يصفر بفمه بسعادة وهو تحت الدش.
مضى بعض الوقت قبل ان تتذكر احداث الليلة الماضية.
نهضت وارتدت روبا واحست انها فضل كثيرا.وكان ليوك دون شك هو المسؤول عن شفائها السريع .
فكرت في البداية ان تهبط للدور الأرضي لتعد الأفطار لكنها فضلت ان تسمع صوت الرجل المختلط بصوت الماء المتساقط من الدش.
كم ستشتاق اليه عندما يرحل!
تذكرت في الليلة الماضية كيف تبادلا معا اجمل لحظات وكيف كانت ترتعش من لمسات ليوك لها
كم كانت قبلاته لها حانية وعذبة عندما حملها وكانت نائمة، كيف طلبت منه الا يرحل وهو يضعها على فراشها.تردد في البداية خوفا عليها لأنها كانت تبدو ضعيفة ولكن نظرت عينيها وضعفها قد حركا مشاعره ولم يعد قادرا على مقاومة هذا الأغراء
انحنى وقبلها وغابا معا في لجة من المشاعر المحمومة.


وادركت انها كانت ستضيع فرصة فريدة لو انها لم تتح الفرصة لكليهما وفي نفس الوقت كانت تحس بخوف شديد من الفشل .

التقطت قميص ليوك وهي شاردة من فوق السجادة ووضعته فوق المقعد .
خرجت الى الدهليز وباب حمام مواربا فدفعته بأصبع قدمها .صاح ليوك من خلف ستارة الدش:
_آنجي؟
_نعم.
_سأخرج بعد دقيقة هل تريدين ان اترك المياه الساخنة تنزل من الدش؟
_نعم بعد ان تنتهي.
عندما انتهت آنجي من حمامها وارتدت الروب ومشطت شعرها وقد عادت الحياة الى وجنتيها وبدت في صورة منعشة.
دخلت حجرتها فنظر اليها بدهشة:
_انت الآن اجمل من اي وقت مضى ياسيدة تورته اخبريني هل كل هذا التحول نتيجة دخولك تحت الدش؟
نظرت آنجي ببطء الى وجهه المليح . ان رأسها يصل اعلى كتفيه قليلا .كانت عيناه تلمعان من العاطفة في صفاء ووحشية حتى انها احست بقلبها يمتليء بالسعادة والبهجة قالت اخيرا بعد تردد.
_انني لااندم الا على شيء واحد
خفض رأسه نحوها :
_وماهو؟
همست بأبتسامة لاذعة:
_انني لم اعترف بحبك من البداية.
اقترب منها ملاصقا لجسدها وقال:
_اذن احب ان اعوض عن الوقت الضائع
صمتا لأن لغة آخرى حلت محل الكلام.

تمارااا 08-11-08 02:20 PM

الفصل الثامن

قالت آنجي في ذلك الصباح :ان اودري ستتراقص مرحا لأنها وصلت لتحقيق غايتها كخاطبة.
مر تقريبا حوالي اسبوعين على عيد الشكر وتساءلت:الى متى ستستمر صديقتها في تشدقها بالحديث عن نجاحها ؟لم تنكر آنجي مساهمة اودري في سعادتها الجديدة فهي اولا التي ارسلت اليها ليوك بسلة الطعام والحساء الشهير.ثم عندما علمت بأنه قضى الليلة عندها تطوعت بأن تتحمل ادارة المحل لمدة اسبوع كامل حتى تستطيع ان تقضي فترة النقاهة.
ومع ذلك وجدت آنجي انه من غير المجدي ان تشكر صديقتها فاودري فرحت بنفسها بما يكفي.
كانت اصعب لحظة بالنسبة لها هي لحظة انفصالها عن سبنسر.عندما عد من مؤتمر في الباني تناولا العشاء معا.....منتديات ليلاس


وشرحت له آنجي بلأقصى درجات الرقة ماحدث مع ليوك.
لم يدهش سبنسر.
انها لم يسبق ان وعدته بشيء وهما يعرفان ذلك جيدا.
_لقد كانت السعادة تبدو عليك يآنجي وانا لم انجح ابدا في محو آثار التعاسة من على وجهك.
وقد استطاع ليوك ذلك.
انت اجمل من أي وقت مضى وكأنك فعلا عاشقة.
وأنني اشعر بألم شديد لأنني يجب ان أتركك.
_أنا آسفة ياسبنسر.
_ايا كان ماحدث فأنني اتعشم بأن نحتفظ بصداقتنا وتأكدي من انني سأحافظ عليها.

_انت رجل راقي الأخلاق ياسبنسر.
احست بالأمتنان له لأنه سهل عليها الأمر .
العديد من الرجال كانوا من الممكن ان تكون رد فعلهم مليئة بالمرارة والحقد والعنف ولكنها مع سبنسر كانا يتشاركان في التفاهم المتبادل والذي لايسمح بأي جدال.
اقتنعت انهما سيظلان صديقان.
في ذلك المساء قصت على ليوك حديثها مع سبنسر وقد تأثر من تسامح الأخير وروحه الرياضية.
وأكد لها ان سعادتها هي سعادته ولن يكون هناك سر بينهما ولن يوجد مايفرق بينهما .
بعد عطلة نهاية الأسبوع لم يترك كل منهم الآخر لحظة.
وكانا يقضيان تقريبا كل الوقت عند آنجي نظرا لأن بيت ليوك كان في حالة اصلاح وترميم.
وهكذا كانت مشغولة تماما،ففي المساء عندما تعود من المحل تجد سيارة ليوك امام بيتها وكان قلبها يفيض بالسعادة.
كان عادة مايعد عشاء بسيطا ولذيذا حيث كانت رائحة الطعام تصل خارج البيت.
كانت سعادتهما لاتنتهي ولا يملانها وكلما نهلا من نهر الحب ازداد عطشهما للمزيد.
سار كل شيء بينهما على خير مايرام حتى منتصف شهر ديسمبر عندما وقعت اول مشاجرة بينهما فقد كانا في غرفتها يستعدان لقضاء السهرة عندما اعلن انه يجب الذهاب في ليوم التالي الى المدينة لمدة اسبوع على الأقل وسيترك البلدة يوم الاربعاء.
سألته:
_هل لديك مشكلة في المكتب؟
_لا..لاشيء محدد.كل ماهناك ان علي ان القي خطبة في حفل خيري يوم الجمعة.ثم انه مرت اسابيع طويلة لم اضع قدمي في المكتب واعتقد انه علي ان اعيد وضع قبضتي على الادارة.
اجابت وهي تندس تحت الأغطية:
_هذا ممكن.
كان الحفل الخيري يعني لآنجي شيئا واحدا وهو وجود الصحافة والصحفيون الذين سينتهزون الفرصة لعقد لقاءات واحاديث مع ليوك وهذا هو السبب الذي تحرص من اجله المؤسسات الخيرية على حضور احدى الشخصيات الشهيرة في حفلاتها.وشخصية مثل ليوك تجتذب الصحفين.
_آنجي ماذا هنالك؟
_لست أدري..انني سأفتقدك هذا كل ماهنالك.
كان هذا الفراق الأول بينهما منذ عيد الشكر ولكن آنجي كانت تعرف السبب الوحيد لأضطرابها.قالت له:
_من سيملأ كل دقيقة من حياتي كما تفعل انت بطريقة رائعة.
_يمكنك الأتصال بي عندما تريدين .لماذا لاتأتين معي؟يمكننا ان نتمتع معا.والمدينة جميلة في هذا الوقت من العام.
يمكمننا ان نقوم بالتسوق والذهاب لمشاهدة شجرة عيد الميلاد في المركز والذهاب ايضا الى المسرح او الأوبرا.اعرف انك تعشقين الأوبرا.
زفرت دون حماس:
_العرض مغر.لكني لن استطيع التغيب عن المحل وقتا طويلا.لقد أثقلت على اودري وجان في الأيام الأخيرة ولاأريد ان استغل رقتهما اكثر من ذلك فقد تقرران خلع مريلة العمل.
بدأليوك غير مقتنع تماما بمنطقها:
_لاتقولي مثل هذه الحماقات .انها مجرد بضعة ايام وانا نفسي سمعت اودري تلح عليك حتى تنالي اجازتك السنوية.
هيا ياآنجي ان هذا المحل ليس ليس لبيت الأبيض ثم ان الرئيس الأمريكي نفسه يحصل على اجازة.
لاتعتبري ذلك اهانه !انت تعرفين جيدا ماأعني.انت تخفين شيئا آخر عني...اخبريني مم تخافين؟
_ماذا تقول؟ انا لاأخشى شيئا .انا لا احب المدينه هذا كل مافي الأمر.لو كنت احب مانهاتن لكنت الآن اعيش فيها.
_وكلانا يعرف لماذا اتيت الى هنا للأستقرار لقد فعلت ذلك حتى تنالي الهدوء وليتركك الناس في سلام والا يتدخلل احد في حياتك الخاصة..هذا هو الأمر اليس كذلك؟وتخشين ان يروك معي؟
_لاتكن احمق..انت تقدم الأمور كما لو كانت وحشا لايطاق.
ان كل ماهناك انني لا اتحمل فكرة ان ارى شخصا غريبا يلصق ميكروفون امام فمي او كاميرا تحت انفي ليسأل اسئلة عن امور لا اجرؤ على الحديث عنها حتى مع امي.
_انا افهم كل ذلك ياآنجي واعدك بألا يزعجك احد.
أنا احبك ياآنجي واريد ان اكون دائما معك ليس فقط هنا في الريف وانما في كل مكان.
واذا كان علينا ان نبقى معا فلا بد ان تحل هذه المشكلة اذن آجلا أو عاجلا.
_أفضل ان يكون ذلك فيما بعد يوم الخميس القادم اذا لم أكن أسبب لك متاعب كثيرة بهذا الطلب.
_بل تسببين..انت لاتفكرين الا في نفسك.
_ليوك..
نهض وذهب الى الحمام وهبطت آنجي الى المطبخ لتعد لنفسها قدح قهوة.
واثناء انتظار الماء يغلي انخرطت في البكاء.
وعندما عادت الى حجرتها كان ليوك نائما وقد اطفا النور.
همس:
_لاتبكي ياآنجي
_انا آسفة واتمنى الا تتضايق مني فلا احب ان اكون انانية.
_صه!لننس كل هذا..انا افهمك وكنت احمق عندما اردت ان اجبرك على مصاحبتي .وسامحيني لو رفعت صوتي.
_انا كذلك صحت بصوت عالي ولكني احبك لدرجة انني غيرت رأيي.
سآتي معك الى نيويورك.
_لاتضغطي على نفسك لأجلي فالأمر لايستحق هذا.
ثم ان نيويورك يصعب الحياة فيها في هذا الوقت.
_بل اريد الذهاب.
_هيا نامي وسنتحدث عن ذلك في الصباح.


انتهى الفصل






الفصل التاسع



كان منظر شقة ليوك خرافيا ولم تكف آنجي عن الحركة داخلها.
كانت تجذب الستائر لتفتحها حيث وقعت انظارها على ديقة سنترال بارك والميدان الخامس.
كانت الشمس قد اشرقت لتوه وكانت كلاكسات سيارات الأجرة الصفراء تنطلق بصوت يصم الأذان وهي تحاول ان تشق طريقها وسط الضباب والزحام.
كانت آنجي قد نسيت ان كل شيء هنا في نيويورك يجري بسرعة رهيبة.
الناس يتحدثون بسرعة اكثلر ويأكلون بسرعة.
مضى اسبوع كلمح البصر وسرعان ماجاء يوم الأربعاء .كانت آنجي قد قررت ان تذهب لزيارة متحف الفن الحديث بعده ستقوم ببعض المشتريات قبل ان تلتقي بليوك في الخامسة.....منتديات ليلاس


مر النهار بسرعة خاطفة وانتهت آنجي من مشترياتها.وعادت الى بيت ليوك مبكرة ساعة وعند دخولها الشقة ادركت في فرح ان ليوك موجود بها وقد القى حقيبة اوراقه والصحيفة ملقاه على المقعد في اهمال.
سمعت صوته آتيا من الصالون وتساءلت مع من يتحدث.
قال لها وهو يبتسم:
_تعلي ياعزيزتي الى هنا..اود ان اقدم لك شخصا..هذه كلارا كاننجهام.
كانت كلارا امرأة ضئيلة الجسم سمراء وبدينة وكانت جالسة على الأريكة في مواجهة ليوك.
نهض كلاراعندما دخلت آنجي وتأملتها من خلا ل عدسات نظارتها الطبية السميكة ذات الأطار الأحمر .كان شعرها قصيرا وقد سرحته بطريقة مضحكة.
صافحت آنجي بحرارة شديدة:
_تشرفت بمعرفتك.
انا صحفية في مجلة كل الأخبار وقد ثرثرنا انا وليوك حول اشتراكه في اعمال الخير ولكني اكون سعيدة لو تمكنت من ان اطرح عليك بعض الأسئلة.
_أيه..ولكن..
تجهم وجه ليوك.
_ان كلارا كانت على وشك الرحيل ..اليس كذلك ياكلارا؟
_قولا لي كيف التقيتما اذن؟عند شيدرفولز؟
صححت لها آنجي:
_شاذام فولز.
سجلت الصحفية هذه المعلومة في دفترها على الفور.ودون ان تدري آنجي وجدت نفسها تتعرض لسيل من الأسئلة.
وعندما تعرضت كلارا الى احتمال وجود زواج قريبب.
اجاب ليوك وآنجي في وقت واحد ولكن في اجابتين مختلفتين.
قال ليوك في منتهى الثقة:
_انه امر أكثر من محتمل.
اما آنجي فأجابت:
_هذا الأمر قبل أوانه بكثير.
تبادل ليوك وآنجي نظرة نارية .
فقد حان الوقت لطرد هذه الدخيلة وبعد ان اصطحبها ليوك الى الباب عاد بسرعة الى جوار آنجي وقد بدا عليه الأضطراب والشعور بالذنب.
_أنا آسف لأنها كانت لاتزال موجودة عند وصولك.كان من المفروض ان أقابلها في المكتب لكنهم ارسلوها الى هنا.
قالت آنجي وهي تمسك بيده:
_لاتقلق ياليوك ليس الأمر بيدك ولست غاضبة.
_لكني وعدتك بالا يحدث لك ذلك ولا حتى التصوير ولكن هاهي جعلتك تخضعين لأستجواب .
_اعرف انها كانت هنا لتتحدث عن الأعمال الخيرية.
_يالها من متلصصة قذرة.كان من الواجب ان اكسر اسنانها لانها تحشر انفها فيما لا يعنيها.
_لكن الموضوع كله ليس غلطتك على اية حال.لقد كنا ساذجين اذا اعتقدنا اننا نستطيع لأفلات من الصحافة . حتى ولو خلال الأيام القليلة .
_آوه..لاتقولي هذا!ثم من المؤكد انها ستكتب عنك مقالا متملقا.لقد افترستك .
__لقد بحثت عن عما اذا كنت ارتدي خاتم خطوبه.
_آوه.هذا.
_انني اتلهف لمعرفة ماذا ستكتب عن ذلك.
أخذا يضحكان بصوت عال.
كفا عن الحديث عن تلك الصحفية.
لكن في طريق العودةالى شاذام فولز لم تكف آنجي عن التفكير فيها.
اثناء اقامتها في نيويورك استطاعت ان تعرف الكثير عن حياة ليوك فيها انه لم يحاول ان يخفيها عنها وحسب بل ايضا قد تعاونت معه تماما حيث شجعته على هذا السلوك وهي تتظاهر بتجاهل بعض مظاهر ذلك السلوك،اذن لم يكن تدخل الصحافة فقط هو الذي يزعجها فقد انتهى الأمر بها الى تقبل ذلك الأمر والى حقيقة انها لاتعرف كل شيء عن ليوك.
تساءلت:هل سيندم يوما على تركه المدينه بأضوائها ومغرياتها؟
ثم الى اي مدى ستظل قرية شاذام فولز تشد انتباهه وتحظى بأهتمامه؟
ان وتيرة الحياة الريفيه البسيطة سرعان ماستفقد سحرها بالمقارنه بهوس ووميض نيويورك.
وجدت آنجي صعوبه في ادراك انهما سيفترقان يوما ما ولكن يجب عليها ان تعترف بأن رحلتها الى نيويورك اثارت في رأسها عدة اسئلة ظلت حتى الآن بلا اجابة.
كان لليوك طريقة بارعة في جعل كل شيء يبدو بسيطا وسهلا.
ثم ان مجلة كل الأخبار على وشك الصدور لتقدم للناس حياتهما الخاصة .
وعلاقتها مع ليوك محكوم عليها بالفضل وكلا على استعداد لأشعالها حربا ضاريه.
سألها ليوك وهو يلقي عليها نظرة جانبية:
_لما انت هادئة هكذا؟
اجابت وهي تتأمل في ارهاق المناظر الطبيعية للريف والجبال المحيطة بهما:
_لاشيء محدد.انني افكر في قائمة المواد التموينية التي لابد ان اشتريها.
ان لدي طلبات كثيرة من اجل عيد الميلاد.حتى انني لا اعرف كيف سأبدأ.
_سنعود الى نيويورك من اجل عطلة نهاية الأسبوع قبل عيد الميلاد.
كانت هذا آخر ماتود ان تسمعه .قالت بلا حماس:
_الى نيويورك او اي مكان..يوجد اماكن ومحلات اقرب من المدينه..ولكن لابد انك تشتاق الى المدينة؟
لم يجب الا بعد فترة صمت:
_نعم من وقت لأخر..هل تمتعت جيدا؟
_آوه ..نعم ودون شك.لقد كان وقتا رائعا.
كان ذلك صحيحا ولكنها كانت تعلم ايضا انه لن يشتاق الى نيويورك اشتياقها هي اليه.



انتهى الفصل

تمارااا 08-11-08 02:21 PM

الفصل العاشر


مالذي جرى لك؟انك لم تقولي شيئا ..انا احسن صديقة لك لماذا لم تقولي انك اجريت حوارا مع مجلة كل الأخبار؟
كانت اودري تصيح وهي تدخل المحل.اجابتها آنجي:
_آوه..ماهذا؟
القت نظرة على المجلة قبل ان تنهمك مرة اخرى في حساباتها.
كانت اودري متأثرة جدا اكثر مما لوقالت لها:انها تزوجت رئيس امريكا.....منتديات ليلاس


_الم يؤثر فيك ان تري اسمك في الصحف؟الاتريدين قراءة المقال؟
كانت آنجي متلهفة على قراءة المقال ولكنها تظاهرت بعدم الأتمام واجلت مواجهتها لأسوأ الأحتمالات.
_سأقرأها فيما بعد؟ماذا تقول؟
_لست أدري لم يتح لي الوقت ان أقرأها.سأٌقرأها بصوت عال.
صبت لنفسها قدحا من القهوة.
كان المقا مكتوبا بأسلوب مبالغة الذي الذي يميز مجلات الفضائح.
لقد ذكر في المقال بعض اعمال الخير حقا ولكن في نهاية النص .كان الموضوع لرئيسي هوآنجي التي انتقلت من تشاد دانيلز الى محطم قلوب آخر هو ليوك وايلدر.
شرحت الصحفية ابأسلوب مشوه وساخر ان ليوك وقع صريع هوى آنجي بسبب فطائرها.
وفي نهاية المقال اقترحت الصحافية على آنجي ان تكتب كتابا عن حلوياتها الشهية لتستخدمه النساء اللآتي يشعرن بلوحدة.
زمجرت آنجي:
_اتصدقين حقاهذا؟
اجابت اودري:
_هل رأيت الصور؟
_وهل هناك صور ايضا؟
في اول صورة كانت مع تشاد وفي الصور الثانية كانت مع ليوك في شقته.
_يألهي انه كابوس حقيقي.لم يكن من الواجب ان ارد على اسئلتها اطلاقا لابد اني فقدت صوابي.
_لاتهتمي واهدئي.لقد اظهرت الجانب العاطفي فقط وبصورة جيدة ان الأمر ليس مزعجا بهذه الطريقة.
_الجانب العاطفي!انه مقزز..
ان هذه المرأة اعتبرتني فتاة طائشة عاشقة لقد عرضت علاقتي مع ليوك على انها وقعت كالصاعقة ومكتوب عليها بأن تنتهي بنفس السرعة وانها علاقة بلاغد.ومن سيكون الضحية التالية لي!!

-ياألهي كم اود لودفنت على عمق ستة اقدام من سطح الأرض.
_لاتهتمي فان احدا هنا لن يشتري هذه المجلة وسترين ان كل شيء سيسير على مايرام.
_هل تصدقين حقا هذا؟
_طبعا..انتظري بضعة ايام وسترين سيفكر الناس في شيء آخر.
في هذه اللحظة ظهرت جان الموظفة الجديدة وهي تصيح:
_مرحبا!هل رايتماالمقالة المكتوبة في المجلة؟انا لم اكن اعرف ابدا انك كنت متزوجة من تشاد.رائع انا لا اصدق.
اجابت آنجي:
_ولا انا.
في هذا المساء استمع ليوك في صبر الى آنجي وهي تشكو من المقال:
_اسمعيني ان كل مايظنه الناس لايعنيني في شيء.المهم ان نكون معا ونعيش حياة فريدة من نوعها.
ان الشيء الوحيد الذي اوضحته تلك اللعينة هو اختلافنا حول الزواج واعتقد ان علينا ان نحل تلك المشكلة وننهيها وبعدها نتصل بمجلة كل الأخبار لنعلن لهم الخبر.
_لايجب المزاح في مثل تلك الأمور ياليوك.
_ومن يمزح؟لوفعلنا ذلك سيتركنا الصحفيون في سلام.
من سيهتم بزوجين مرتبطين برباط الزواج المقدس؟
_لاأريد الاعتراض على قولك ولكن فيما يخصني فالوضع ليس كما تتصوره.
_اريد ان اقول ان الزوجين الذين يربطهما الرباط المقدس هما اللذان يحسان به.
نحن نستطيع ان نكون سعداء معا؟اليس كذلك؟
كان مايقوله صحيحا ثم انهما معا فعلا..
_ليوك لا اعتقد ان هذا الوقت المناسب للحديث عن الزواج.
_هذا واضح .انني اختار دائما اللحظة غير المناسبة .ايا كان مايزعجك فصارحيني به ياآنجي؟
_انا قلقة من اجلنا وأخشى ان تمل الحياة هنا وأن تملني .
وأخشى ان توقفني في صباح يوم ما لتخبرني انك تفضل نيويورك ومنظر حدائق سنترال بارك على مناظر الريف والجبال.وانك تفضل المطاعم الأنيقة والنساء المتحررات على الحياة هنا.
_لكن ماذا يمكنني ان افعل يآنجي لأثبت لك ان كل ماتقولينه ليس صحيحا وانني لست هكذا.انني اريد ان نتزوج..اليس هذا بدليل كاف؟
ودت الآن اكثر من اي وقت مضى ان تلقي بنفسها بين ذراعيه وتعده ان تظل معه طوال العمر ولكن شيئا ما كان يمنعها.كانت تخشى جدا ان تفقده.

_اعتقد ان الوقت مبكر على هذا الكلام ..مبكر بالنسبة لي.الانستطيع الأستمرار هكذا حاليا فقط ؟
_لو كان ماتحتاجين اليه الوقت لأنتظرت عن طيب خاطر سنوات وسنوات ولكني اعتقد ان الأمر غير ذلك.
انني اعتقد انك لا تثقين بمستقبلنا المشترك وهذا مايجعلني حزينا للغاية.
انني احبك لدرجة تجعلني لاأتحمل ذلك.
تأوهت:
_آوه ياليوك.انا ايضا احبك.واريد حقا ان اظل معك ولكني اعرف جيدا اين انا..انا احتاج الى بعض الوقت للتفكير.ومن فضلك..
انسابت الدموع على خديها وبدا الأضطراب واضحا عليه ومع ذلك احست آنجي بأنه ليس معها كليا.وان جزء منه لم يتأثر بدموعها.تأكدت من هذا الأنطباع عندما نظرت اى عينيه.همس:
_لاتجعليني انتظر طويلا.
كان كل منهما يعرف ماذا يعني عدم استعداده للانتظار.
وكأن الحكم بأنفصالهما اصبح امرا محتوما.
لم يعد اي منهما يتحدث بعد ذلك عن المقال وفي المحل لم يكف احد عن الحديث عنه.
وبعد بضعة ايام توقف ليوك مصادفة عند المحل ليخبرها ان عليه الرحيل الى نيويورك حيث يوجد مشكله هناك وهو ليعرف كم من الوقت سيمكث هناك.
تساءلت :ان كان سيطلب منها مرافقته ولكنه لم يفعل ووعدها ان يتصل بها حالما يصل الى هناك.
لم يكن قد تبقى اسبوع على عيد الميلاد وقررت آنجي ان تشغل نفسها بمحل الحلويات.اتصل بها ليوك في وقتمتأخر من المساء عندما سمعت صوته.احست بالشوق الشديد اليه.
في اليوم المقرر لعودته لم تستقر آنجي في مكان واحد .ورغم انه لم يبتعد سوى عدة ايام فقد اعدت آنجي له حفلا حقيقيا واستقبالا باهرا مع مجموعة من الحلوى المفضلة لديه.
عندما دخلت المحل فجأة وجدت اودري وجان في المحل يحاولان اخفاء جريدة .وقفت امامهما ثابتة ويداها في خصرها:
_ماذاهناك الآن؟مقال آخر عنا؟
هل صورنا على غلاف مجلة نيويورك تايمز؟
_ليس بالضبط انها التربيون يجب ان لاتصدقي كلمة مما تقوله تلك الصحيفة .
رأت صورة لليوك وقد ارتدى بدلة سهرة لامعة بيضاء وقد تعلقت بذراعه شابة صغيرة سمراء باهرة الزينه.كانا يبتسمان في حنان وقد بدت عليهما السعادة.
احست بالغيرة تلذعها.
كانت المقالة توضح ان الشابة هي نجمة التلفزيون في المستقبل وانها اشتركت مع ليوك في حملة لرعاية المشردين وقد ذكرت ايضا ان ليوك والممثلة كانت لهما مغامرة معا وتساءل هل هناك احتمال ارتباط مرة ثانية بينهما هذا العام؟

اخذت آنجي نفسا عميقا وحاولت الأحتفاظ بهدوئها ان الصورة تتكرر كما حدث لها مع تشاد.كل شيء سيعود من جديد.الكابوس نفسه.
انسابت الدموع من عينيها وحاولت ان تمنعها.كيف يمكن ان تكون حمقاء الى هذه الدرجة؟ليوك يحبها حقاوهي تثق به ثقة عمياء.ولعنت نفسها لأنها صدقت مقالا وضيعا لهذه الدرجة.
القت بالجردة في القمامة:
_انهاليست سوى اكاذيب قذرة.ان ليوك لايفعل مثل هذا ابدا.
قالت اودري:
_لاتغضب فعلا ليوك لايفعل هذا.سيفسر كل شيء عندما يعود هذا المساء.

اعدت العشاء لليوك كما هو متوقع واخرجت مفرشا ابيض جميل وطاقم الصيني الفاخر وثلجت المشروبات المنعشة.
كانت مصممة على قضاء سهرة جميلة ولتذهب المجلات والصحف الى الجحيم.
عندما عبر عتبة الباب انحنى وقبلها كما لو انها غابت عنه ثلاثة سنوات وليس ثلاثة ايام.
قضيا السهرة معا وكانت رائعة كما توقعت وعندما اخرج ليوك علبة صغيرة من جيبه عرفت آنجي في الحال محتواها لأنها كانت من محلات تيفاني.
وضع العلبة امامها بكل بساطة.
اخذتها بين اصابعها ثم اعادتها الى المائدة.
قال لها:
_ماذا هناك؟لما لاتفتحينها؟
اجابت بصوت خافت دون ان تنظر اليه:
_اعرف تماما مافيها.
_وليس هذا ماتريدينه هدية الميلاد؟اليس كذلك؟
اذن الأمر هكذا؟حسنا..حسنا جدا..سأسترده.
بدا حزينا.
_لقد حدث شي ما ليوك ولابد ان نتحدث عنه.
لقد رأيت الصور في المجلة وفي ذراعك ممثلة وحدث لي عند رؤيتها نفس تأثير ماحدث لي مع تشاد.
صاح وهو ينهض فجأة من امام المائدة:
_اعرف ذلك.لقد عرفت ان شيئا ما لايسير على مايرام عندما عبرت عتبة الباب.لما لم تحدثيني عن ذلك قبل الآن؟
_لم اكن سأحدثك لولا انك عدت لحديثك عن الزواج.
رد عليها بلهجة مريرة:
_ومن تحدث عن الزوادج هنا؟لقد وصلنا الى نقطة لا استطيع ان اتجرأ فيها بنطق هذه الكلمة.
اتظنين حقا اني خنتك مع تلك المرأة؟لقد مرت سنوات طويلة لم ارها فيها اننا معرف قدامى.
اجابت وهي تحمل الصحون الى حوض الغسيل:
_انا اصدقك ولكن هذا لايمنع انني صدمت حين قرلأت كل هذه البذاءات .لقد احسست انني عدت اربع سنوات الى الوراء عندما كنت اقرأمقالا عن تشاد.
صاح ليوك هادرا وهو يمسك كتفيها بوحشية:
_لست زوجك السابق !متى ستفهمين هذا؟انت ظالمة لأنك تجعليني ادفع ثمن اخطائه .انك تحاولين ان تجدي نقاط مشتركة بيني وبينه حتى تهجريني! لماذا لاتثقين بي؟لنثصق بأنفسنا ونحاول.
احست آنجي ان قلبها ينفطر .انه ليس ليوك الذي لاتثق به وانما العالم الخارجي.كيف تستطيع ان تجعله يفهم ذلك؟
استطاعت ان تقول:
_لا ادري ماأقول.
_قولي انك تقبلين الزواج بي اوعلى الأقل اقبلي بالخاتم.
_لاتفعهل هذا ياليوك.انني لا استطيع ان انظر الى هذا الخاتم.
كانت الدموع تملأعينيهاوهي تدعو نفسها ان يأخذها بين ذراعيه ويطمئنها ولكنه لم يفعل.
_هل لأن الأجابة لا..هكذا؟اجيبيني!دار حول المائدة واخذ العلبة ودسها في جيبه
_بالنسبة لي هذا يعني اننا لن نستطيع ان نكون معا بعد الآن.انا لاآريدك بهذه الطريقة ولا استطيع ان اكون معك الا بصفة دائمة.
ارتدى معطفه ثم صفق الباب خلفه .
عبرت آنجي الصالون وهي تجري واخذت تنظر في العتمة عبر الزجاج عندما جلس خلف عجلة القيادة وانطلق بالسيارة.
هل حقا رحل؟.وبصفة نهائية؟جلست امام المائدة وهي مخدرة ثم ابتعدت وهي تنتحب في شهقات عالية وغطت وجهها بيديها.
لقد عاشت كل هذا من قبل. ولكن لوبقي اكثر من ذلك لأصبح الفراق صعبا وقاسيا.اخذت تكرر ذلك حتى تقنع نفسها بأن مافعلته صواب ولكن مع ذلك كان قلبها يتحطم ويحتج ويرفض الأعتراف بالحقيقة الرهيبة.


انتهى الفصل


الفصل الحادي عشر والأخير


اوشكت آنجي ان تتصل تيلفونيا بليوك اكثر من مائة مرة في اليوم التالي.
ولكنها لم تعرف ماذا تقول له .انها لم ترد ان تعطيه الرد الذي ينتظره منها وعندما مرت على منزله في المساء اوشك قلبها ان يكف عن النبض.
كانت فيلا روزوود مهجورة وسيارة ليوك غير موجودة في الممر.قالت لنفسها:ربما خرج فقط بينما كان قلبها يردد انه خرج ولن يعود ابدا.
في اليوم التلي تحققت صحة مخاوفها.كانت ايف تايلور قد اخبرت اودري ان ليوك عرض الفيلا للبيع ولحسن الحظ كانت آنجي في الجزء الخلفي من المحل عندما نقلت ايف الخبر بطريقة عابرة فهي لم تكن على استعداد لتحمل اي سؤال.

************

اخذت اودري وجان تواسيانها ولم تستطيعا ان تفهما كيف افلتت هذه الفرصة من يد آنجي ,
لكنها كانت تذكر نفسها بأنهما لم يسبقا ان مرتا مثلها بتجربة زواج وطلاق بمثل هذه الفظاعة كما حدث لها مع تشاد.
وكانت مقتنعة انها لن تتحمل فشلا ثانيا .وعلى عكس الأعتقاد العام فأن آنجي فكرت انه من الأفضل الا تحب اساسا من ان تحب وتفقد حبها.
ولكنها لو لم تقابل ليوك كان الأمر ليكون سهلا.
انها ستبكي خسارتها حتى نهاية حياتها.
كان العمل وحده هو الذي مكنها ان تعيش ومعظم الوقت كانت تنسى تماما ماتفعله.....منتديات ليلاس


كانت شاذام فولز ستعيش العيد وقد غطاها الثلج.
كانت آنجي وهي تنزل المدينه كل صباح تقطع المسافة ثمانية كيلومترات حولها حتى تتجنب ان تمر من امام فيلا روزوود.
كان الجبل شامخا وهو مغطى بمعطف من الثلج الأبيض وكان المركز التجاري مبهرا وجميلا .
قضت العيد عند اودري وعائلتها .وأراها الأطفال لعبهم الجديدة وحاولت آنجي ان تكون بشوشة حتى لاتفسد جو المرح للأسرة المجتمعة .
كان ليوك حاضرا بصفة دائمة في ذهنها وكانت افكارها تدور دائما حول ليلة عيد الشكرالتي قضياها معا حول، قصة حبهما الذي بدأ.
صار الحال اسوأ بعد عيد الكريسماس.فقد انتهت حمى الأعداد للعيد ولم يعد هناك مايمكن ان يسري عنها وليلة 31 ديسمبر قضت الأمسية امام نيران المدفأة بصحبة جيزابيل واخذت تفكر بلسنة الجديدة واي القرارات ستتخذ.
وعلى قائمة أولويات القررات هي الا تقع في الحب مجددا.
فكرت في حزن ان بقية مظاهر حياتها يمكن ان يتم الوفاء بها بصورة عادية فأعمالها ستزدهر وبيتها سيصبح كما حلمت به .لكن لسوء الحظ هذا يبدو الآن تافها بلا قيمة.
كان قاسيا عليها ان تدرك ان كل ماصارعت لأجله قد انهدم.لقد فقدت قوة تأمينها وحمايتها وراحة بالها.
لقد اخذ ليوك كل عواطفها معه.
عندما تطلعت الى المستقبل بدا لها كلاشيء كئيبا بلا جاذبية .
لقد كانت لاتشعر بالوحدة قبل ان تعرف ليوك والآن تشعر بألم شديد اشد من قسوة الوحدة.
لقد شعرت بأنها ممزقة وكأنما انتزعت روحها منها.
كانت ممدة فوق الأريكة وقد اغلقت عينيها .تساقطت دموع ضخمة من عينيها ولم تحاول ان تمسحها حتى.
كانت تخاف بشدة ان تتعذب لو بقيت مع ليوك .وهاهي تتعذب بدونه .كانت تعلم ان لامستقبل لها اذا لم يكن ليوك يشاركها فيه.
هاهو قد بدأ 31 ديسمير بقمة المأساة عندما تلقت آنجي مكالمة من كلارا الصحافية.
_لقد سبق لي ان اجريت ديثا معك انت وليوك منذ عدة اسابيع.
ردت عليها باحتقار:
_اذا كنت تسمين حديثا ماأخترعته من اخبار ومعلومات فليس لدي شيء اضيفه.
_لاشيء حول انفصالك عن ليوك؟اذن علي ان اكتفي بما لدي من ..
_ومن اخبرك؟هل قال لك ليوك اننا لم نعد معا؟
_ليوك ياعزيزتي لم يهتم بالأتصال بي ولكن حياتكما تتردد في كل المدينة.جميع الناس يعرفون انكم لم تعودا معا.
من المؤكد انه عيد ميلاد تعس بعد تشاد يامسكينة.


صارعت آنجي طوال الليل حتى لاتذهب وتبحث عن ليوك وتطلب منه العودة .
ولكن كيف يمكنها ان تقنعه انها من الآن فصاعدا ستتغلب على الماضي وانها لن تهتم بما قد يقوله التلفزيون او الصحافة عنهما.وتساءلت لماذا سيثق بها مادامت لم تفعل هي وتثق به.
الآن بدأت تبحث عن وسيلة لأستعادة تلك الثقة المفقودة .
ورغم غرابة ماخطر ببالها من وسيلة فأنها بدأت ترى ان تلك المدعوة كلارا ستساعدها على استعادة تلك الثقة.
بعد عدة ساعات كانت كلارا وهي امام مكتب سكرتيرة ليوك .
لقد سبق ان قامت آنجي بزيارته واستطاعت ان تعبر الطريق اليه دون مشقة.
اعتقدت انها ستصاب بأزمة عصبية عندما رفعت السكرتيرة السماعة لتعلن:
_السيد وايلدر..؟
نظرت السكرتيرة الى جهاز التيلفون في حيرة.
في تلك اللحظة انفتح باب المكتب الضخم بوحشية ثم ظهر ليوك واخذ ينظر طويلا الى آنجي قبل ان يلحظ وجود كلارا.
_لابد ان نتحدث ياليوك!
زمجر ليوك وهو يشير الى الصحيفة :
_ماذا فعلت بك هذه؟هل تبعتك الى هنا؟
_لا..انا التي طلبت منها ان تأتي.اسمح لنا بالدخول وسأشرح لك.
اخرجت كلارا مفكرتها وهي تشعر بعدم الأرتياح وخلاف لعادتها تبعت آنجي دون ان تنطق بكلمة.
سارع ليوك بالسؤال حين اغلق الباب:
_اذن..اشرحي لي!هل لديك هدف من وجودك هنا مع هذه الكلارا؟
اخذت آنجي نفسا عميقا وحاولت ان تتذكر الكلمات التي اعدتها وهي في طريق نيويورك
وأخذت تذرع الغرفة ذهابا وأيابا مثل المحامي الذي يستعد لمرافعته واستعدت كلارا لتسجل كل كلمة:
_لقد وعدت كلارا ان بسرد كامل ومفصل عن حكايتنا منذ دخلت لمحلي اول مرة.
بدا ليوك مذهولا لدرجة لم تمكنه من الكلام بينما اخذت كلارا تسجل كل كلمة قالتها آنجي
تابعت آنجي:
_من ناحيتي اشهد اننا لم نقطع علاقتنا ابدا،بل اننا نستعد لجعلها دائمة ورسميه واشهد اننا سنرتبط للابد ونجمع مستقبلنا .لقد اخبرت كلارا انك اشتريت لي خاتم الزواج وهو ضخم من الياقوت الأغزرق اليس كذلك؟
صحح لها وان كان لايزال مصدوما ومبتهجا من هذا التحول:
_بل من الزمرد.
دست آنجي يدها في حقيبتها واخرجت برطمانا زجاجيا قديما يستخدم لحفظ الأشياء الثمينة ووضعته امام ليوك فوق مكتبه.
ولقد احضرت برطمان الحفظ.
قالت في تحد:
_هلانت متفق معي على كل ماقلته؟اذ من الأفضل ان تتكلم بسرعة .
_لقد قلبت رأسي على عقبي..وحاصرتني.
قالت آنجي مؤكدة وهي تدعو السماء ان تنجح في خطتها:
_في الحقيقة..انني اطن اننا اضعنا وقتا كافيا.ولن اقول انك كنت السبب.
قالت كلار:
_اذن..؟
ازاحت الصحفية آنجي بكوعها وعسكرت امام ليوك الذي قال:
_انني متفق تماما مع آنجي ومع كل ماقالته .
اخذ المفكرة من يد الصحفية واغلقها ثم ناولها لها وسحبها برقة ولكن بحزم نحو الخارج وهو يقول:
_ليس لدينا صور معا ولكن سأرسلها لك عندما نحصل عليها.
احتجت كلارا عندما اغلق الباب في وجهها.
_انتظر لدي اسئلة اخرى..
صاحت آنجي في خبث:
_ستجدين شيئا تخترعينه وانت في طريقك.
اغلق ليوك الباب واستدار نحوها وظلا يتطلعان لبعضهما فترة طويلة دون كلام او حركة ثم اقترب منها وعانقها بحب وشغف وقد تعلقت انفاسهما.
كانت آنجي في قمة السعادة لن تنفصل عنه ابدا.سألها اخيرا:
_هل تؤمنين حقا بكل ماقلته؟
_الم اعطك برطمان الحفظ؟انه اقوى برطمان وجدته في المخزن وسيتحمل على الأقل اربعين سنه.
_وبعد ذلك؟
_سنجد واحد آخر


THE END

تمارااا 08-11-08 02:24 PM

اتمنى للجميع قراءة ممتعة واتمنى ان تنال استحسانكم وانتظروني في رواية جديدة بأذن الله:flowers2:

nightmare 08-11-08 04:00 PM

تسلمي يا أحلى تمارا
الرواية أكييييييييد حلوة مثل صاحبتها
وننتظر جديدك
خخخخخخخخخخخخخ
بعد ما ترتاحي طبعا
:D

justangel 08-11-08 05:44 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

فيفي و بس 08-11-08 07:30 PM

شكرا تمارا :flowers2::flowers2::flowers2:
رواية زووووووووعة :cool::cool::cool::)
وانت رووووووووعة :):):)
يعطيكي الف عافية

رومنسية زمانها 09-11-08 04:17 AM

شكررررررا تمارا على الرواية الحلوووة
يعطيكي العافية ياذوق

تمارااا 09-11-08 07:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رومنسية زمانها (المشاركة 1723833)
شكررررررا تمارا على الرواية الحلوووة
يعطيكي العافية ياذوق

الله يعافيكي يقلبي

تمارااا 09-11-08 07:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيفي و بس (المشاركة 1722724)
شكرا تمارا :flowers2::flowers2::flowers2:
رواية زووووووووعة :cool::cool::cool::)
وانت رووووووووعة :):):)
يعطيكي الف عافية

والله يقلبي مافي احد روعة غيرك:flowers2:

الهنوف** 09-11-08 04:20 PM

تسلم هاليدين حبيبتي

الف شكر ^_^

بنوته نايس 09-11-08 08:16 PM

يسلمو خيتو على الروايه الروعه

sasa sasa 10-11-08 05:53 PM

تموره الحلوه الاموره
والله انتى سكر سكر سكر
تسلم ايدك يا قمر ويعطيكى العافيه عالمجهود الرائع ده
و عقبالى يا رب :)

sese69 11-11-08 07:48 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

قصائد 15-11-08 06:23 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرواية مرة روعة

Cinderella 15-11-08 09:08 PM

ذووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووق شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ام دموع 17-11-08 01:25 AM

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشكور ياتمار الحلوعلى الروايه الحلو وبنتطر جديدك ام دموع

عيون عسلية 18-11-08 05:17 AM

http://img249.imageshack.us/img249/3756/44su6.gif

غــ الــروح ــلا 21-11-08 07:23 PM

سلمــــــــــــــــــــــــت يـــــــــــداكــ


ثانكس يــا عمــــــــــــــــري

roroyehya 05-01-09 03:32 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ...

soliel 09-01-09 04:54 PM

تسلم ايدك تمار اا
على الروايه الروعة
تحياتى

hamesha 11-01-09 03:17 AM

rewaya jamila chokran laki

gaviotta 12-01-09 01:32 PM

يسلمو يا حلو ...... يعطيك العافية على المجهود الرائع

عهود24 18-01-09 10:11 AM

مشكوره أختي على الروايه

عيون عسلية 22-01-09 01:37 AM

http://up108.arabsh.com/s/6vfbgnp0ne.gif

http://upload.traidnt.net/upfiles/2Rh80623.gif

جمرةغضي 25-02-09 11:23 PM

يعطيك الف عافيه مارا روايه رووووووووووووووووووووووعه]

تمارااا 27-02-09 03:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمرةغضي (المشاركة 1877600)
يعطيك الف عافيه مارا روايه رووووووووووووووووووووووعه]

الله يعافيك يقلبي اسعدني جدا اعجابك بها تقبلي تحياتي:flowers2:

نوووور2010 04-03-09 07:27 AM

merciiiiii ya kamar kol rewayatek very goooooood

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

the_moon 24-06-09 06:32 PM

سلمت ياك يا تمارا الرائعة لك ذوق جميل في اختيار الافضل و عرضه
لك كل الشكر و التقدير:)

manana 25-06-09 07:22 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

raseel 21-09-09 07:07 AM



ششششششششششششششششششششششكرا

awaw 21-09-09 08:54 PM

اللللللللللللله مره حلوه ننتظر جديدك انشاء الله

moura_baby 22-09-09 06:19 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

زهرة الماس 28-11-09 08:11 PM

يسلمووووووووووووووووووووووووو00000000000تحياتي لكي

ammy200 28-11-09 11:17 PM

تسلمى يا قمر
شـــــــــــــــــــــــــــــــــــكرا

قماري طيبة 30-12-09 04:01 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سفيرة الاحزان 28-04-10 02:37 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

% شموخي عزتي % 07-07-10 07:22 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سـلـطـان 11-07-10 10:34 AM

شـكـراااااااا:D

asmaa_amr 29-08-10 07:23 PM

تسلمى على الرواية الجميلة وشكرا كتيررررررر

iraq flower 29-08-10 08:02 PM

يسلموا تمارا الرواية كثير حلوة ويعطيك العافية على المجهود
:friends:

Angel1118 02-09-10 08:12 PM

رواية راااااااااائعة
سلمت اناملك آنستي
تقبلي خالص حبي وودي
اختك
Angel 1118

بنوتهـ عسل 27-09-10 10:55 PM

بصراحة بتجنن ،،

تسلم إيديكي يا عسل ،،

ننتظر جديدك ،،

:flowers2:

بحيرة الدموع 30-09-10 06:53 AM

شكرا على هذه الروايه الرائعه

hoob 14-01-11 08:38 PM

:flowers2::flowers2:

الجبل الاخضر 14-01-11 11:58 PM

:55:برافو :55:برافو :55:برافو:55: :flowers2:تسسسسسسسسسسسسسسسسلمين :8_4_134:روايه روعه :friends:واختيار ممتاز :55:ونتتظرجديدك:7_5_129:

سماري كول 19-06-11 09:57 PM

تسلمين ع الروايه

fadi azar 24-06-11 01:12 PM

كتير حلوي تسلمين على مجهودك

سومه كاتمة الاسرار 10-07-11 02:23 AM

الروايه حلووووووووه كتييييييييييير مثل اللى اختارتها
:8_4_134:

فداني الكون0 10-07-11 12:05 PM

يعطيج العافيه ياقلبي

تمارااا 10-08-11 07:06 PM

فديتكم ياغوالي

مروركم اسعدني

ندى ندى 29-11-11 11:03 PM

رووووووووووووووووعه

نمرة شاويش 27-06-13 09:39 PM

رد: 438-سهرة الأحلام - دار ميوزيك (كاملة)
 
ششششششششششششششششششششككككككككككككككككككككككرررررررررررررررررر رررررررررررررررررر

doctor.dodo 10-07-13 01:20 PM

رد: 438-سهرة الأحلام - دار ميوزيك (كاملة)
 
thank u so much

ام عبيده 27-07-13 07:09 AM

رد: 438-سهرة الأحلام - دار ميوزيك (كاملة)
 
روايه حلوه هوايه استمتعت وانا اقرأها تسلم ايدج

الخنساء الشاعره 20-05-15 07:00 PM

رد: 438 - سهرة الأحلام - دار ميوزيك ( كاملة )
 
شكرا يا عسل😘😘😘

مامارانيا 27-05-15 12:50 AM

جمبا جدا شكرا المجهزد

سماري كول 03-06-22 12:02 AM

رد: 438 - سهرة الأحلام - دار ميوزيك ( كاملة )
 
يسلموا على الرواية الجميلة


الساعة الآن 06:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية