منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   سجن العمر - كاتلين نيلز - كنوز أحلام القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t96331.html)

ولد البلد 19-10-08 01:14 PM

رواية شكلها رائعة

احنا في انتظارك تنزليها

tootty 19-10-08 03:36 PM

enty ebdy fiha o ma t2l2y ya 2mr

Rehana 19-10-08 04:04 PM

ريد روز..يعطيك العافية..شكل رواية من الملخص رووووعة

أخذ راحتك.. في تنزيلها

redroses309 19-10-08 05:47 PM

مشكورين على المرور
ناعمة ، إنصاف ، رايقة و فاضية ، أميرة& القلوب ، و لد البلد ، توتي ، و قمر الليل
و إنشاء الله ما أطول عليكم في تنزيل الراوية

redroses309 19-10-08 05:52 PM

بسم الله نبدأ بالفصل الأول...

************************

الفصل الاول
رحلة الى الحرية

كان امام كولين شادو أكثر من ساعتين من الانتظار. لم تكن ابتعدت عن موطنها من قبل, و لم تكن معتادة على الشعور بالإثارة
التي بدأت تغمرها منذ اللحظة الاولى التي سافرت فيها.
و بالطبع كان هناك تحدي كبير أمامها : والدها..فبيتر شادو كان قد تحكم بها و بشقيقها ريان بيد من حديد
, و برغم من بلوغها الان الثالثة و العشرين, فقد كانت يائسة من الإفلات من قبضة يده, ربما كان هناك
نقص فيها منذ البداية, فهي على عكس ريان لم يسمح لها بالذهاب الى الجامعة, أو أن تختلط بمن هم في
مثل سنها, و عندما قال لها ريان "اتركي الرجل العجوز وتعالي معي" فالبرغم من انها شاركته الحماس إلا أنها لم تستطع ان تفعل.
و فاجأتها نوبة سعال مما دفع السيدة المسافرة معها عبر الأطلسي إلى ان تلتفت إليها متسائلة:
-هل أنت بخير ياعزيزتي؟
ومسحت كولين الدمع الذي سببه السعال عن عينيها و ردت:
-بخير تماما شكرا لك.
و لم تستطع كولين حقا ان تجد كلمات مناسبة للرد على لطف السيدة لسؤالها . و احست بالحرج,
ففتحت حقيبة يدها و اخرجت رسالة حفظتها عن ظهر قلب .
هذة الرسالة وصلتها من ريان في المكسيك منذ شهرين ,في وقت كانت مصابة به بالانفلونزا مما جعلها طريحة الفراش
ليومين, و تركها هذا تعبة و فاترة الهمة , مع سعال أخذ يهاجمها من وقت لآخر, مما دفع والدها
الى تناول طعامه في الخارج. و خلال هذه المدة التقى أرملة تدعى آغي باركر,و تصادق معها,
و كانت أصغر منه بخمس سنوات.
و تذكرت كولين ذلك اليوم الذي أحضر فيه والدها السيدة باركر إلى المنزل.
و قال لها بحدة بعد أن رأها تحمل صينية و هي منحية الكتفين :
-لا تتكاسلي يا كولين.
و قالت لها السيدة باركر و هي تبتسم لها:
-لقد قال والدك إنك مصابة بالرشح.
- أنا أفضل حالا الآن.
ثم بدأت تسعل , فاندلق الشاي من الفنجان الذي كانت تقدمه للسيدةباركر, فسألتها و هي تتراجع قليلا
و كأنها خائفة من التقاط العدوى:
-و هل تأخذين أي دواء للسعال؟
و أجاب والدها:
-يقول الطبيب إن سعالها سيزول عندما تبدأ الشمس بإرسال دفئها.
و نظر نحو النافذة إلى المطر المنهمر في الخارج و أضاف :
-أنظري يا آغي .. نحن في شهر أيار و لم يظهر بعد أي دليل على قدوم الصيف !
و عاد تفكيرها إلى الرسالة التي تلقتها من شقيقها . و إلى حرارة الشمس التي تتوقع أن تلاقيها , كان
لطفا منه أن يدعوها لحفلة زفافه . كان يبدو من رسالته و كأنه قد استقر في المكسيك , و أنه قد
حصل على وظيفة جيدة , مما مكنه من دعوتها كي تبقى معه قدر ما تشاء و قال في رسالته:
- المال ليس عائقا .. احزمي ثيابك فقط و تعالي . فلدي منزل كبير بإنتظار أن أنتقل إليه مع
إيزبيلا .. و يمكن أن نمضي فيه أياما دون أن نراك.
وابتسمت كولين لأفكارها , من الرائع أن تسافر لترى شقيقها الوحيد يتزوج , و إذا أقامت معه
و مع عروسه , فستبتعد بالتأكيد عن طريقهما , و لكنها لم تستطع أن تدبر سوى بطاقة ذهاب فقط ,
و بما أن ريان يعرف وضعها المالي , فسوف يدفع لها بالتأكيد ثمن تذكرة العودة.
قبل موعد زواج شقيقها بإسبوعين , كانت تعمل في المطبخ , و كان والدها يزور آغي باركر في منزلها .
ثم سمعت صوت مفتاح والدها في قفل الباب . و دخل المطبخ , و هذا أمر نادر أن يفعله.
منتديات ليلاس
و دون أن تنظر إليه أخذت تحرك الحساء الذي كانت تحضره لوجبة العشاء. و قالت له:
-لقد كنت أفكر ... كم أحب أن أسافر لأحضر زفاف ريان.
و نظرت إلى والدها بعد أن قالت هذا , و كما توقعت , بدا غاضبا و لكن لأنها سبقته في الكلام . فقد
بدا غاضبا , و لكن ذلك الغضب , كما علمت فيما بعد كان لأنها سبقته في الكلام . فقد كان
لديه أخبار يود أن يقولها لها, و لم تعجبه فكرة أنها تجرأت على الكلام بأكثر مما كان يتوقع منها.
و تجاهل ما قالته و قال:
-السيدة باركر ستأتي الليلة للعشاء عندنا , و ستصبح والدتك الجديدة , فتأكدي أن تحضري طعاما يكفي لثلاثة.
و خرج من المطبخ تاركا كولين واقفة مشدوهة و مفتوحة الفم .
و مع أنها لم تحب آغي باركر كثيرا , إلا أنها شعرت بالإمتنان لها هذه الأمسية.

كان واضحا , عندما جلسوا حول المائدة , أن والدها قد تحدث مع عروسه المقبلة عن رغبتها في السفر
إلى المكسيك , و التفتت إلى والدها قائلة:
- لم تسنح لي الفرصة لأهنئك يا والدي.
و قالت للسيدة باركر :
-أنا مسرورة جدا سيدة باركر .. و أنا واثقة أنك...
و قاطعتها آغي غير مكترثة بالتهنئة التي قدمتها :
-لقد أخبرني بيتر عن رغبتك بالسفر لحضور زفاف شقيقك بعد أسبوعين .
و أجفلت كولين , و صوبت عينيها الزرقاوين نحو والدها . و كان يتابع تناول طعامه
قانعا بترك الحديث للسيدة باركر , و ردت عليها بهدوء:
-أجل .. هذا صحيح .. إنه شقيقي الوحيد و...
و قاطعتها السيدة باركر مرة أخرى و كأن كل شئ قد سوي أمره:
- و تعتقدين أن عليك الذهاب ... والدك سيبيع هذا المنزل و ينتقل للسكن معي . و منزلي لا يتسع لثلاثتنا.
فيما بعد , و في غرفتها أخذت كولين تفكر : كم أنا سعيدة لهذا , كم أنا محظوظة للخلاص
من أن يكون مصيري خادمة لوالدي و زوجته.
و علمت في اليوم التالي أن السيدة باركر قد تمكنت من أن تجعل والدها مطيعا لها قليلا . فلم يعد كريما معها كما
كان , حتى و قد أصبح قادرا على ذلك من خلال بيعه لمنزله . و قال لها:
-سأدفع ثمن تذكرتك.. ذهابا فقط.
-و لكن .. أتعني أنك لا تريدني أن أعود؟
كانت المرة الاولى التي تتحداه فيها , و دهشت عندما اكتشفت أنه كان عليها أن تفعل هذا من قبل, فقد كان جبانا.
-لم أقل هذا .. لقد قال شقيقك إنه سيدفع أجرة عودتك , ألن يفعل؟ معه مال أكثر مني .. فليدفع!
و لم تتقبل الفكرة . و لكن بما أنها لم تكن قد حصلت بعد على المال منه ، حتى لتذكرة الذهاب فقط ،
فلم تجرؤ على مناقشته , فهي تعرف بأنه قد يتراجع عن كلمته.
-و هل هناك مجال أن أحصل على بعض المال لأشتري بعض الثياب ؟
و ضاع رده بعد أن انتابتها نوبة سعال .. و مع أنها علمت أن ما فعله لم يكن بدافع الشفقة عليها، فقد
أعطاها شيكا يغطي ثمن التذكرة و يكفي لشراء بعض الملابس و يبقى معها القليل لتصرفه.
و أقبل موظف ودود و جمع المسافرين الذين سيتابعون الرحلة إلى المكسيك . بعد أن حطت الطائرة ، هل
سيقابلها رايان في مطار مدينة مكسيكو؟ كم هي بشوق لرؤيته.
الرحلة من مطار ميامي إلى مدينة مكسيكو كانت مريحة . فطائرة "الدي سي ا" كانت ملائمة للسفر
أكثر من الجامبو التي أوصلتها إلى ميامي . واستغرقت الرحلة ساعتين و أربعين دقيقة قبل أن تلامس الطائرة
أرض المكسيك, و اختفى كل التعب الذي كانت تشعر به، عندما فكرت بأنها بعد أن تمر عبر الجمارك
سوف ترى شقيقها الذي تحبه كثيرا.
لابد أنه تلقى رسالتها .. و جالت عيناها في المستقبلين ، ثم ثانية محاولة رؤية رايان . و لكن خيبة الأمل صدمتها ، إذ لم
يكن موجودا للقائها . و مع ذلك تقبلت الأمر ، ف "كواريتارو" تبعد مئة و عشرين ميلا عن العاصمة ، و ربما يكون
مشغولا، و ربما كان مضطرا للسهر مع خطيبته ، و عاودها الشعور بالتعب . حسنا.. لن تستطيع الوصول إلى "كواريتارو" و هي واقفة
هكذا... و تذكرت أن ريان قال لها في إحدى رسائله إنه يوجد رحلات منظمة إلى هناك ، فتحركت لتستقل سيارة أجرة توصلها إلى المحطة .
كتاب تعليم اللغة المكسيكية ، أفادها كثيرا ، و رافقها الموظف في المحطة إلى باص أكد لها ، أنه سيوصله
إلى "كواريتارو" ، و وجدت مقعدا لها ، و تنهدت بارتياح لنجاحها حتى الآن.
و خاطبها رجل مكسيكي قوي البنية ، و هو يحمل طفلين و وراءه زوجته و معها ولدين آخرين .
-بردون سنيوريتا.
و ابتسمت له ، و أشار إليها أنه يرغب في تبادل المقاعد لتستطيع العائلة أن تجلس على مقعد واحد. فقالت:
-دي نادا ..(أي على الرحب و السعة)..
-موتشا غراتياس (شكرا جزيلا).
استغرقت الرحلة إلى كواريتارو ، ثلاث ساعات ، شعرت خلالها كولين بالتعب الشديد ، فقد كانت تخاف
أن تغمض عينيها فتنام و يمر الباص في البلدة التي تقصدها ، دون أن تنتبه.
و استلمت حقائبها من مخزن الباص الجانبي، و دخلت إلى المحطة و هي قلقة ، و كادت تنفجر بالبكاء عندما لم
تشاهد أي أثر لرايان هناك . و سمعت صوتا يخاطبها بالإنكليزية :
-يبدو عليك أنك ضائعة . أمامنا عمر كامل لننتظر وصول وسيلة سفرنا . هل تحتاجين لأية مساعدة؟
و أحست بأنها لم تعد وحيدة لرؤيتها شاب و صديقته مهتمان بها.
و شرحت لهما بأنها كانت تأمل أن يكون شقيقها هنا لاستقبالها ، و أنه سيتزوج في الغد، و أكملت :
-لابد أنه مشغول جدا.
فضحك الشاب و قال:
-أو أنه يسلي نفسه في مكان ما في آخر ليلة حرية له ، هل تعلمين أين يقيم؟
و أخرجت كولين رسالة و عليها عنوان شقيقها ، و أخبرها الشاب أن العنوان بعيد ، و عرض عليها أن يرافقاها
في التاكسي ليشرحا لصاحب الملك بأنها شقيقة المستأجر عنده، لأنهما يعرفان اللغة ، كي يسمح لها بالدخول
إلى شقة شقيقها.
خيبة الأمل كانت تنتظرها أيضا في العنوان الذي أوصلها التاكسي إليه برفقة الشابين ، فقد اكتشفت بإنه ترك الشقة هذا الصباح.
و فكرت أن تذكر أسم خطيبته إيزبيلا لعل الأسم يعطي فكرة للمالك ، و انطلق هذا يتكلم مع الشاب الذي رافقها، توم، و كل
مافهمت منه كلمات متقطعة بالأسبانية منه " خطيبته" و "السنيور ديلفاغيو" ... و ظهرت ابتسامة على وجه توم
و هو يشكر المالك موضحة بإنه يعرف مكان وجود رايان.
-من الواضح أن شقيقك مرتبط بالخطبة مع ابنة أحد أهم الرجال في المدينة.
فالسنيور ديلفاغيو له أعمال هندسية في كل المنطقة ، و الجميع يعرف اين يقيم.
و كتب لها العنوان على ورقة ، فقالت:
- و هل تظن أن لا مانع من ذهابي إلى هناك ؟
-ليس من طريقة أخرى ، فهناك فرصة كبيرة أن يكون أخوك هناك ، أو سيكون بإمكانهم إعطائك عنوانه الجديد.
و أسفت كولين لافتراقها عن الزوجين الشابين ، اللذين أظهرا لها كل الود . و بعد رحلة في التاكسي
طويلة جدا ، وجه السائق السيارة إلى طريق مرصوفة على جانبيها صف من الأشجار ، كانت مضاءة جيدا،
و توقف أمام أسوار المنزل ، و نزلت كولين من السيارة أمام باب حديدي ضخم مزدوج مرتفع ، المكان بدا
هادئا جدا ، و ساورها انطباع بأن أحدا لن يسمعها تدق جرس الباب.
و ضغطت على الجرس ثانية دون أية نتيجة ... أيمكن أن عائلة ديلفاغيو ليست في المنزل أيضا؟
و تملكها الذعر ، إذ ليس بإمكانها أن تدق على أي باب آخر إذا لم يرد عليها أحد هنا.
و فجأة سمعت نباح كلب ، ثم وقع خطوات . و حاولت أن تتذكر القليل مما تعلمته بالأسبانية ،
و قالت بعد أن فُتحت كوة في الباب :
-باردون ... سنيور شادو هنا؟
و نظرت إليها الفتاة التي فتحت الباب نظرة جامدة ، ثم و لدهشتها ، صفقت الباب بوجهها.
ماذا..؟ و وقفت متحيرة ، ثم أدركت أن الفتاة لا بد قد ذهبت لتبعد الكلب الشرس الذي كان معها .
و سمعت وقع أقدام رجولية ثابتة قرب الباب ، لا بد أن الفتاة فهمت ما قالته و أرسلت من يستدعي رايان.
و توقف وقع الأقدام ، ثم فتح الباب ، و اتسعت ابتسامتها ، و حاولت التقدم خطوة إلى الأمام ، و هي مستعدة
لعناق رايان، مستعدة لرؤية الدهشة على وجهه.
و تلاشت إبتسامتها فجأة . فالذي ظهر أمامها لم يكن رايان ، بل رجل أكبر من شقيقها بعشر سنوات تقريبا.
طويل ، عريض الكتفين مثله ، و لكن لم يبدو مسرورا لرؤيتها ، و أحست كولين بالبرد .
و قال لها بالإنكليزية :
-الخادمة قالت إنك تسألين عن السيد شادو.
-أجل .. فأنا..
-هل أنت واحدة آخرى من نسائه؟
-ماذا؟
وصدمتها بشدة ماسمعته .. لا بد أن هناك خطأ! و هذا واضح إذا كان هذا الرجل هو السنيور ديلفاغيو،
و لا بد أنه تزوج باكرا ليصبح أبا لإيزابيلا و لكنه يتكلم عن رايان و نساء آخريات ! و قالت له ببرود:
-أسمي كولين شادو . و رايان شقيقي . لقد وصلت لتوي من إنكلترا . لقد أتيت لحضور زفافه غدا.
وأخذ الرجل يتفرس بها فترة طويلة ، و لكنها صممت مقابل عدائيته أن لا تسمح له بأن يلاحظ تعبها .
و صممت أكثر أن لا تخطو خطوة قبل أن تفهم ما يجري ، و ماذا قصد بقوله " واحدة من نسائه".
و أنهى الرجل تفرسه بها ، ثم تكلم و صوته لاينم عن الترحيب كثيرا:
- الأفضل أن تدخلي .
-و هل رايان هنا؟
و كان من الأفضل لها أن توفر كلامها ، فقد تجاهلها ، و أدخل حقائبها عبر الباب الضخم ، و لحقت به.
ثم أقفل الباب وراءها ، عندها أحست بأنها لم تحبه.
و تبعته رغما عنها ، و هو يتقدمها نحو غرفة جلوس تشع بالأنوار.
و أشار إليها بالجلوس قبل أن يجلس . و جلست، فقد كانت معتادة أن تفعل ما يطلب منها .
و هنا تمكنت من أن ترى الرجل بوضوح أكثر ، و دهشت لأنه لم يكن يبدو كمكسيكي .
فشعره كان أشقرا أكثر من شعر رايان ، و له أنف ارستقراطي كان يحدق بها من طرفه.
الطريقة المتعجرفة التي كان ينظر بها إليها كانت مألوفة لديها ، و هي لم تأتي كل هذه المسافة لتلحق تلك النظرة بها،
أو تستمر بمراقبتها . و سألته :
-هل أنت السنيور ديلفاغيو؟
-ربورتو ديلفاغيو هو ابن عمتي ، و لقد أتيت من مزرعتي في "دورانغو" اليوم متوقعا أن أكون ضيفا في عرس إيزابيلا غدا.
-متوقعا...؟
الطريقة التي قال بها الكلمة , كانت تقرر بإنه لن يكون هناك حفل زفاف، و لكن هذا سخيف.
فالترتيبات قد تمت منذ أشهر على الأقل .
-هل لي أن أرى إيزابيلا أو أحد أفراد عائلتها؟
-ألم تفهمي ... لقد قلت لك إنني من العائلة!
-أعني عضو أقرب.
و ضاقت عيناه مماجعلها تدرك أنها أقتربت كثيرا من إهانته.
-لا أعلم الكثير عن بلدكم .. و لكننا في المكسيك ، عندما تحدث مشاكل لفرد من العائلة نتحد جميعنا ، مهما كانت قرابتنا بعيدة .
-مشاكل؟ أي مشاكل ؟
-اسمي جوليانو انريكو غاتورادي .. و لقد طلب مني ابن عمتي روبرتو أن أتعامل معك . فهو وزوجته ، و إيزابيلا ، حصلوا من عائلة شادو على مايكفيهم لفترة طويلة.
و تملكها القلق :
-يكفيهم مماذا؟...
و لم تستطع فهم شيء مما يقول ... هذا الرجل البارد طُلب منه أن يتعامل معها! و بما أنه لا يعطيها أي جواب ، فكل ما تستطيع أن تأمله هو أن ترى رايان في أسرع وقت ممكن .
- إذا سنيور ريكو..
- إنريكو...
-إذا، ربما ياسنيور ، بما أنني سأتعامل معك ، ستدلني على عنوان منزل شقيقي . و عندها لن أعود أزعجك . لقد ذهبت إلى شقته و قيل لي إنه تركها ، و في آخر رسالة له قال لي إنه اشترى منزلا له ولإيز...
فقاطعها بعنف:
-هو لم يشتر شيئا .. المنزل الذي كان مقررا أن يصبح منزل إيزابيلا ، اشتراه لهما والدها. و لم يساهم شقيقك ببيزوس واحد من ثمنه.
و شهقت ، فهي واثقة أن شقيقها قال إنه هو الذي اشترى المنزل، و تابع جوليانو انريكو كلامه:
-شقيقك ياسنيوريتا شادو ، كان مهتما بشيء واحد فقط من خطيبته
و احمر وجه كولين ، و لكن جوليانو انريكو نظر إليها ساخرا و تابع:
-ليس كما ظننت . فقد كان يتلقى هذا من مصدر آخر . أما بالنسبة لإيزابيلا فكل ماكان يهتم بالحصول عليه منها هو المال الذي ظن أنها سترثه يوما . و لكن طفلتنا ، و بجهل ، أو بحكمة كما أراها ، أخبرته يوم أمس أن المزرعة التي كان يظن أن والدها يملكها تخصني أنا.
و أن روبرتو لا يملك مالا سوى ما ادفعه له لإدارة أعمالي.
-و لكن رايان .. رايان لم يكن يهتم بالمال ... لم يكن يهتم أبدا ..و أنا لا...
-لا تصدقين ؟ إذا صدقي هذا سنيوريتا . فهذا الصباح ، و قبل الزواج بيوم واحد ، وجد شقيقك من المناسب أن يهجر خطيبته.
-يهجرها!
و حاول عقلها أن يستوعب ما تسمع ، ولكن واقع أنها لم تنم منذ ما يقارب الأربع و عشرين ساعة لم يساعدها على التفكير . و تابع:
-هو لم يتخلى عنها فقط بعد أن اكتشف أن توقعاته بأن يصبح ثريا هي بدون أساس ، بل كان مالديه من الوقاحة ليزيد الإهانة إلى هجرانه ، بأن أخذ معه إمرأة كان على علاقة معها في نفس الوقت الذي كان يزورنا فيه.
و وقفت كولين صارخة:
-لا!..لا!
و بدا أن طاقتها قد بدأت تتلاشى ، و حدقت به بإرتباك ، محاولة إغلاق رأسها أمام أي خبر مزعج قد يقوله بعد:
-و إذا كنت قد أتيت إلى هنا كي تحصلي على نصيبك من هذه الصفقة ...
و لم يعد بمقدورها تحمل المزيد . و حاولت أن تخطو ، إلى أين ، لم تكن تدري ،
ثم أكتشفت أن ساقيها قد بدأتا تنثنيان تحتها ، و أن كل قواها قد تخلت عنها , و هكذا تحركت الحركة الوحيدة الممكنة ،
إلى الأسفل نحو السجادة . و كانت لا تزال تنظر في وجهه المخيف عندما غشي بصرها . و ظنت بأنها لمحت بعض الأهتمام ، و هذا أمر غريب
أمام التعبير السابق . ثم لم تعد تفكر بشيء مطلقا و قد انثنت ركبتاها.. و آخر ما وعته ، أن ذراعان قويتان ، أمسكتا بها فجأة...

********************************


الساعة الآن 02:21 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية