منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء (https://www.liilas.com/vb3/f484/)
-   -   الحلم الضائع (https://www.liilas.com/vb3/t95447.html)

ابراهيم فواز 08-10-08 01:47 PM

الحلم الضائع
 
جلست أمامي بمنظارها الأسود الداكن الكبير، في ذلك القطار المتهادي الذي يسير وكأنه ذاهب إلى لا مكان، رأيتها تحدق في وكأنها لا تريد أن تحول وجهها عني، ولا حتى لأن تلقي ولو نظرة واحدة على تلك المرأة المسنة بجوارها والتي جاءت معها، ظلت تحدق في ، ولا أدري ما السبب لهذا، ولا حتى سبب تلك الإبتسامة الخفيفة التي منحتني إياها وظلت محتفظة بها، حتى أنني ظننت أنها تجمدت فوق شفتيها، تماماً كقطرات الماء التي تساقطت منذ قليل في صورة مطر خفيف حاول يائساً أن يذيب ذلك الجليد المتراكم فوق إطار الشباك الخارجي، حقيقة سعدت، وعجبت أيضاً، أوسيمٌ أنا إلى هذه الدرجة؟، فأنا لم أحاول معرفة نفسي من قبل، ثم.... ما الذي أعجبها في؟، أهي عيني السوداء؟، أم ذقني التي أهملتها منذ أيام؟، أم السر في تلك الحلة السوداء التي منتدى ليلاس الثقافيأرتديها؟، حقاً، إن النساء كلهن متباينات، فهذه تعشق الذقن الحليقة، وتلك تهوى العيون العسلية، والأخرى لا تحب الشوارب، وهذه تحب الشعر المجعد، إنهن تماماً كبصمات الأصابع، لا تجد اثنتان متشابهتان أبداً، حتى بين التوائم، ولكنهن دائماً.... يتركن بصمة، خفق قلبي لتلك الإبتسامة، وتنفست الصعداء، وقلت لنفسي..أخيراً وجدت من يهواني، ومن أول نظرة يعشقني، هنيئاً لك يا قلبي، أخيراً جاء اليوم الذي انتظرته أعواماً طويلة، أخيراً ستشعر بالدفء والحنان بعد معاناة برد الوحدة القارس لليالٍ طوال، تململت في جلستي، وبدأت أبادلها نفس الإبتسامة والنظرات، إنها حبيبتي التي انتظرتها عمري كله، جاءت أخيراً كملاك من السماء لتحيل بلمسةٍ واحدةٍ منها عواصف حياتي الممطرة إلى جنة من جنات الربيع، وارتجفت شفتاي، حاولت أن أكلمها ولكني فشلت، والعجيب أنها ظلت تنظر إلي مبتسمة تلك الإبتسامة الخفيفة وكأنها تشفق على إضطرابي،وظللت أسأل نفسي.. لم لا تتكلم؟، أتفضل السكوت الآن؟، أم أنك تريد أن تضيع تلك الفرصة التي لا يلقيها القدر في طريق المرء إلا مرة واحدة في العمر؟، لملمت شتات نفسي، وتشجعت، واتخذت القرار، وفي قرارة نفسي عقدت العزم على أن أكلمها مهما كلفني الأمر، وعندما فتحت فمي لأبدأ الكلام، وجدتها تمد يدها إلى المرأة المسنة بجوارها وتقول لها..( أمي، لا أستطيع الإنتظار حتى يصل القطار إلى البلدة المجاورة، لقد أكد لي أبي أن ذلك الطبيب والذي ذاع صيته هناك سوف يستطيع أن يعيد إلي نور عيني مرة أخرى)، ثم سكتت، واكتفت الأم بأن ربتت على كتفها بحنان، وسكت أنا الآخر،
فلم أعد أجد حاجة للكلام، فقد طار الحلم في الهواء،منتدى ليلاس الثقافي
بقلم ابراهيم فواز
مسجلة

ابراهيم فواز 09-10-08 12:41 AM

اتمني ان تنال اعجابكم

dew 11-10-08 01:51 AM

جميلة جدا يا ابراهيم وقد ابتسمت وأشفقت على ذلك المسكين الذي ظن أنه وجد من يهواه ,,أسلوب جميل وسلس ,,
تمتعت حقا

ابراهيم فواز 11-10-08 02:09 AM

dew ماأجمل مرورك وتعليقك الرقيق الذي يسعدني دائما
كثيرا ما يمر علي الانسان لحظات يعتقد فيها انه وجد وايتمناه لكن يتفاجئ بعد ذلك بأنه بعيدا عنها كل البعد
تقبلي تحياتي سيدتي

princessa 11-10-08 08:59 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ابراهيم فواز 11-10-08 09:06 PM

princessa اشكرك علي مرورك الجميل وتعليقك الرقيق
تقبلي تحياتي

waxengirl 18-10-08 09:30 PM

كم تعجبنى قصصك ويعجبنى ما وراءها من افكار ما شاء الله تمللك خيال خصب تسخره لكى تصل الينا افكارك باسلوب بسيط ورائع ..
فعلا قد نعتقد فى بعض الاحيان ان السعاده قريبه جدا منا وعندما نتحرك لنصل اليها نكتشف انها من خيالنا وتفسيرات عقولنا .............
استاذ ابراهيم
احييك على قصتك القصيره وروعتها وروعه ما وراءها.

ابراهيم فواز 18-10-08 11:34 PM

waxingirl كم يسعدني وجودك في قصتي القصيرة ويشرفني تعليقك الجميل
اشكرك وأتمني ان تتقبلي تحياتي سيدتي

Emomsa 21-10-08 11:47 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كعادتك القصة رائعة ووصفك لمشاعر البطل جميل جدا و بسيط شعرت انني ارأه فعلا ....


اخي ابراهيم ... هاقولك حاجة بس لا تزعل وتقول تبالغ بس هو ده فعلا حقيقي ... اول ما قرأت خمس اسطر قلت اكيد الفتاة ضريرة ولم انتظر تكملة القصة وقفزت على اخرها لاجد خيبة الامل في عيون البطل وان توقعي كان صحيح ..( والهي هو ده اللي حصل )
لكني زعلت على البطل الذي فقده امله واستيقظ من حلمه الوردي .... وليس الوصول الى الهدف بالتمني والاحلام ولكن بالعمل والعزيمة ......


مازالنا متابعينك في رائعتك كازادوم ) ...


على فكرة لقد قمت بنقل رواية ( نبض قلبي ) في المنتدى العام ياريت تقرأها وهي هاتعجبك ......

ابراهيم فواز 22-10-08 12:11 AM

الرائعة emomsa مايسعدني غير مرورك الدائم وتعليقك المستمر الذي يدفعني هو توقعك لما سيحدث
مثل ماحدث في كازادوم توقعتي اشياء مهمة ستحدث وهنا توقعتي ايضا انها ضريرة
بجد سعيد لأنني اكتسبت قارئة ممتازة وتتمتع بحدث قصصي رائع
اتمني ان تتقبلي تحياتي

والان سأنتقل للقسم العام

primrose 29-10-08 08:47 PM

مرحبا أستاذ...

هذه هي المرة الأولى لي فالرد على قصة لك...

رغم إني قرأت لك أكثر من مرة...لكن... ما قد أعطيت رد...

والسبب؟؟؟ ربما يكون إهمال مني...

عالعموم...

أحببت بشكل عام أحييك على قصصك المبدعة...

وبشكل خاص على هذه القصة...

معبرة... ومنها العبرة... هي إلي أقدر أعبر عنها هنا...

أذكر شعر قرأته لشاعر عماني عندنا... هي مشابهة لهذه القصة ... الفرق فقط إنها بصيغة الشعر...

يذم فيها نظرة البنت... ويحتقر جرأتها... ويسخر من حياءها... وفالأخير أطلعت عميا...

أتمنى ما أطلت... ولك مني أجمل تحية وتوفيق بالخير والنجاح...

متابعتك<<زهوور....

ابراهيم فواز 30-10-08 08:44 PM

زهوور سعيد جداااااااااا بمرورك الرقيق وتعليقك الجميل
لي الشرف بأن تكوني متابعه لقصصي
هذه القصة لا اعرف سبب كتابتها لكن بدأ قلمي يخطو أولي السطور وبعدها اندمجت في كتابتها
قد يكون السبب لموقف صغير لفتاه لمحتها في طريقي كانت جميلة لكنها لا تري تشعر بالحياة وتستمتع بها تستمتع بكل لحظه لها
اعتقد انها افضل تتذوق طعم الحياة اكثر مني تستطيع تتخيل شكلها حسب خيالها
لكنني اري الحياة علي حقيقتها

شرفني مرورك كثيرا واتمني ان تتقبلي تحياتي

البغدادي 11-01-09 08:32 AM

هذا مايدعى بقصة الصدمه سيدي اسلوبها جميل والتصوير النفسي بارع شكرا لك


الساعة الآن 04:50 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية