منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   160 - الشمس العمياء - كلوديا جيمسون ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t95044.html)

bobo doll 03-10-08 07:21 PM

160 - الشمس العمياء - كلوديا جيمسون ( كاملة )
 
كل عام وانتم بخير ... وعيد سعيد على الكل :flowers2:

وبمناسبة العيد حابه انزل رواية الشمس العمياء (160)



كـ xt & كـ وورد هنـا


الملخص:


عرفت إن هذا سيحدث 00منذ البداية أحست بذلك المزيج الغامض من الإثارة والتململ ! ذلك الإحساس الذي يسمونه الحب!!
لم تعترف إنها بدأت تحبه منذ البداية لأن هذا أخافها حتى الموت ! لكنه كان أمر حتمي لا يمكن تجنبه ، مثله مثل الألم الذي جاء مع الحب 000
تعرف أنه محكوم على حبها بالاحتراق من أجل رجل لن يحس أبداً بحرارته 00رجل تخلى عن الحب بكل بساطة 000رجل تجمد قلبه منذ خمس سنوات 0فكيف لفتاة مثلها بسيطة وعادية الجمال أن تأمل في إذابة ذلك القلب ؟
لن تستطيع 000إنه لا يريد الناس 000لا يريدهم أن يشهدوا طريقة حياته وانعزاله عن العالم 000إنه ليس بحاجة للناس 0
لقد فقد أعز ما يملكه ، ولم يعد قادراً على الرسم ، وهاهو الآن غارق في حزنه 00وكم كانت غبية عندما اعتقدت أنه تكيف فلا شيء ولا أحد قادر على تقديم العزاء له 0000

منتديات ليلاس

بس استنو عليا اشويا لانو مشغوله بروايه تانيه

f4e 04-10-08 02:51 AM

منتظرينك يابوبو بفارغ الصبر باين على الرواية كثير حلوووووة ومشكووورة لجهودك الرائعه وبانتظارك...

selin 04-10-08 11:21 AM

im waitin 4 this novel 3asal
dont be late
:) thanx:)

Rehana 04-10-08 02:32 PM

يعطيك العافيــــــــــة..هذا الرواية .. فيها مشاعر رائعــــــــة

أعجبتني..أتمنى لك التوفيق

bobo doll 05-10-08 05:55 PM

يلا واخيييييييرا خلصت الفصل الاول

وشكرا f4e و selin و قمر الليل على التشجيع ,,,


وجهاً لوجه



انضمت بريندا توماسن إلى شقيقها حول مائدة الفطور ، وتوجهت عيناها نحو النوافذ لترى تساقط الثلج الذي تجمع طوال الليل 0
- أنظر إلى الطقس ! من توقع هذا في وسط شهر آذار ؟
- صباح الخير بريندا 0
قدم لها دان شاي ثم حرك إبريق الحليب الصغير و ( الكورنفليكس ) نحوها على الطاولة وأضاف ك
- هذه انكلترا عزيزتي 00فحتر في آذار يتساقط الثلج 0يستحسن أن تمهلي نفسك بعض الوقت قبل أن تذهبي إلى باكنغها مشاير 00فثمة عاصفة قوية قادمة وقد تسبب تراكم الثلوج في الريف 00متى موعدك ظ
- في الثالثة ، دان ألن تعيد التفكير في النقاش الذي جرى بيننا ليلة أمس ؟
- قال بحزم : لا 0
ثم ابتسم ابتسامة اعتذار :
- إنه لطف كبير منك أختي 00لكنك قومت الكثير لعائلتك في الماضي ولن أسلب منك شبابك بالسماح لك أن تكوني مدبرة منزل دون أجر وأم بديلة لطفلي 0
توقفت ملعقة بريندا في الهواء 00ثم أعادتها إلى مكانها وضحكت :
- تلبني شبابي ؟ أنا في الرابعة والعشرين تقريباً ولا أعيش حياة فخمة ! ولن تسلبني شيء ! سيكون الأمر مجرد استبدال عمل بآخر 00
- هل حصلت على تعليمات للوصول إلى ذلك المكان ؟
فهمت بريندا من مقاطعته لها أن الموضوع انتهى 00لن يسمح لها أن تنتقل للعيش معه لتعتني بمنزله وولديه ، مع أن دايفد وآنيس بحاجة ماسة لمن يعتني بهما 00
نظرت لأخيها 00إنه سيكمل سن الأربعين بعد ستة شهور ، خط شعره الأمامي يتراجع بسرعة للوراء , وهناك خطوط إرهاق حول عينيه وفمه بالرغم من هذا لا يزال رجل جميل الطلعة ، أجمل بكثير من أخته 00كان لها ذات الشعر الأشقر الداكن ن لكن مع بياض بشرتها وبعض النمش لا يمكن وصفها سوى بالمقبولة 0عيونهما متماثلة ماعدا أن عيني دان أكثر خضرة وأكبر حجما ، بينما عيناها حسب رأيها من الصعب أعطاء وصف لهما0
دان رجل وحيد 00لقد استعاد تماسكه بعد وفاة زوجته والفضل في هذا لولديه وحاجتهما الماسة إليه 00لكنه كان يعمل بجهد كبير 00وقد بدأ الإرهاق يظهر عليه مما أقلق بريندا0
كانت اكبر أمنية لها أن يلتقي أخوها بامرأة ليتزوج من جديد 00امرأة حتى لو كانت بنصف طيبة ورقة زوجته الأولى00لكن الحياة الاجتماعية عند دان لا وجود لها ، فهو لا يستغل فرصة وجودها مع الولدين للخروج !
مال إلى الأمام يلكزها :
- هل أبعدتني عن أفكارك ؟ كنت أسأل ما إذا كان معك تعليمات للوصول على مكان المقابلة 00بإمكاني ان أحضر خريطة للطريق وأدلك 00
ابتسمت :- لا بأس في هذا0
فتشت في حقيبتها بحثاً عن ورقة مكتوبة أعطتها لها الوكالة في اليوم السابق فيها تعليمات دقيقة للوصول إلى باكنغها مشاير 00مع إن العمل عن مخدومها وعن العمل لم تكن دقيقة 0
فقد أخذت بيني المديرة في مكتب التوظيف تعتذر شارحة بأنها مستعجلة وأن عليها الإسراع إلى للحاق بالقطار 00لذلك لم تعط بريندا الكثير من التفاصيل عن مهمتها ، فقط قالت أن السيد غريفز كاتب ، وأنه يحتاج لسكرتيرة بصورة ملحة لكنه يود أن يقابلها قبل أن يقرر توظيفها 0
كان عمل بريندا الحالي قد انتهى ، وكانت تفكر بأخذ إجازة لمدة أسبوع 00لكن هذه حالة طارئة كما قالت بيني ، لذا وافقت على مقابلة قصيرة مع السيد غريفز ووضعت بعض الملابس المناسبة في الحقيبة الصغيرة التي كانت ستأخذها إلى ( سواري ) مع أنها كانت مصممة على العودة إلى منزل أخيها بعد المقابلة 0
- يجب أن تمنحي نفسك مهلة ساعتين ونصف من هنا تقريباً لتصلي 00ولتكن ثلاثة 00أليس غريباً أن تكون المقابلة يوم السبت ؟!
كانت بريندا تحس بامتعاض خفيف فقد مضت فترة طويلة لم تجر فيها مقابلات عمل 00إنها ليست مجرد طابعة عادية ، إنها كاتبة اختزال من أعلى مستوى وتعمل لوكالة لندنية ضخمة تتعامل فقط مع الصفوة من الناجحين كلهم موهيين في الاختزال 00إنهم جميعا القمة في مهنتهم رجال ونساء 00
قبل الانضمام إلى وكالة بورك كانت بريندا تعمل كاتبة اختزال في المحاكم 00ثم أمضت ثمانية أشهر دون عمل للعناية بأبيها الذي كان يحتضر 00لكنها كانت تتدرب على المحافظة على سرعتها بتسجيل الأخبار من الراديو والتلفزيون 00
- إذا حصلت على هذا العمل 00
- سأحصل عليه ! لكنني قد لا أقبله!
ابتسم دان لثقتها بنفسها خاصة وأنها ثقة مبررة 0
- إذا عرضت عليك المهمة وقبلتها ، ألن الانتقال من لندن إلى باركس كل يوم متعباً ؟ خاصة القيادة إلى هناك في ساعات الزحام ؟ أكره لك هذا !
- أبداً 00ثم أنا أتقاضى أجر وقت سفري ، لذا لن يكلفني الانتقال شيء 00هل نسيت أيام كنت مضطراً للانتقال من منزل ذوينا في أقصى ( كنت) إلى المدينة كل يوم ؟
يومها كان يتعلم مهنته وكانت بريندا فتاة صغيرة ، والآن هو يعمل محامياً ، إنه شريك في مكتب صغير ناجح في ضاحية ( سواري )
سألته وقد لاحظت ثقل تساقط الثلج :
- أين الولدان ؟ في الحديقة الخلفية 00أراهن !
- وأين غير هناك ؟ إنهما يبنيان رجل الثلج 0
- لكنهما سيتبللان ! هل تناولا الطعام ؟
- كورن فليكس فقط 00كنت على وشك تحضير لحم وبيض 00هل تحبين شيئاً منهما ؟
رفعت عيناها للسماء وضحكت :
- سأعدها أنا 00ابق أنت مع صحيفتك !إن الطهو شيئاً لا يقدر دان عليه 00حتى أنه كان يخلق فوضى وهو يسلق بيضة ، وليس ناجحاً كذلك في أعمال المنزل 0تنهدت بريندا 00من الواضح إن منزله منذ أن انتقلت المرأة التي كانت تخدمه نهاراً إلى الشمال منذ ثلاثة أسابيع مهمل بشكل يثير الحزن00
على الأقل استطاعت إقناع أخيها أن بحاجة إلى مدبرة منزل مقيمة 00ليلة أمس حدث نقاش طويل كاد أن يتسبب في شجار 00فقد كانت بريندا قلقة جداً على ولدي أخيها ، حتى أنها عرضت التخلي عن العمل والعيش معهم !! لترعاهم0لكن دان رفض الإصغاء إليها وقال :
- لن أسمح لك بترك مهنتك والانتقال إلى قرية صغيرة هادئة لتصبحي عمة عانس لا حياة خاصة لك 0
لم يكن هناك فائدة من الجدال معه فهو عنيد جداً ، إلا أنها حققت بعض التقدم عندما وافق على وضع إعلان يطلب فيه مدبرة منزل 00
أخذت تفكر في حياتها 00كانت حياتها في عالم التجارة محمومة مرهقة 00ولكن حياتها كفتاة عزباء غير جذابة دائماً فارغة 00كانت تؤمن بأنها ستكون سعيدة جداً لو باعت شقتها وعاشت مع أخيها لتكون الأم البديلة لابنيه 0
كان الزواج أمر لا تفكر فيه 00فلا جدوى من التفكير 00أنها بكل تأكيد لا تلفت النظر ، إلا أنها تعرف أن ما يلزمها هو رجل غير عادي ليقنعها بالالتزام مدى الحياة 00ومع هذا كانت واقعية 00فبأساريرها البشعة تقريباً وجسدها المترهل قليلا مؤخراً ، حتى الرجل العادي لا يرغب في الخروج معها 0
مع كل هذا كانت قانعة 00مرتبها جيد ، ترتدي أفخر الملابس ، تملك شقة وسيارة ، مكتفية ذاتياً 00ولو أن الحياة في لندن موحشة في بعض الأوقات 0
في الحادية عشرة ، غادرت منزل دان نحو باكنغها مشاير وقالت للولدين وهما يودعانها أنها ستراهم في المساء ، وحذرها دان من أن تقطع وعداً فالثلج قد يتحول إلى عاصفة 00لكنها أصرت 0
- لاتكثر الكلام سأعود 00لقد خططت لحفل شواء كبير في الغد 00أراكم فيما بعد 0
- حسن جداً 00حظ سعيد في مقابلتك 0
_ إنه مجرد عمل عادي 00سأقول للسيد غريفز هذا أنه لن يجد سكرتيرة أفضل مني 0وإذا لم يعجبه منظري ، فسيخسر لأنني سأتمكن من الاختيار من بين عشر مهمات أخرى يوم الاثنين 00وسأقول له هذا 0
- كذابة ! لن تقولي شيئاً من هذا !0
سارت بريندا نحو المرآب وضحكتها ترن في الهواء البارد الرطب0
كانت ترتدي حذاء ثقيل عالي الساقين بلون بني , ومعطف من جلد الخراف 00كانت تنورتها التي جربتها أول مرة هذا الصباح ، ضيقة مع أنها اشترتها منذ فترة قصيرة 00وهكذا رضيت بتنوره بلون جلد الجمل 00مع كنزه مماثلة 00كانت تبدو أنيقة وسكرتيرة كفء 0
لكن يجب أن تنظم طعامها حقاً 00فالكيلو غرامات الثلاثة التي اكتسبتها منذ عيد الميلاد بقيت معها ، وهي لا تبدو جميلة مع جسمها صغير الحجم وارتفاعها المتوسط 00لكن من الصعب إتباع حمية خاصة في الشتاء 0
أبقت سرعتها متوسطة فقد كان الطريق مبللا ً والرؤية ضعيفة 00
كانت ممتنة لأخيها حين وصلت إلى باكنغها مشاير لأنها تكره عدم الدقة في المواعيد 0
منتديات ليلاس
بوصولها إلى مفترق ثلاث طرق ، توقفت ونظرت لخريطتها المرسومة باليد :
- تابعي الطريق من مفترق ( غريت بريكهيل ) نحو اليسار نحو00
لكن هل هي الآن في ( غريت بريكهيل )؟ أم أن مفترق الطريق لا يزال إلى الأمام ؟ بالطبع ما من أحد هناك لتسأله 0
اتبعت حدسها واستدارت إلى اليسار 0وما هي إلا عشر دقائق حتى وجدت نفسها تتبع خريطتها بدقة 00وبعد أن قطعت الطريق كله الذي يجب أن يكون منزل السيد غريفز فيه ن أوقفت سيارتها لكنها لم تكن مرتبكة بل ساخطة قليلاً فهذا الطريق لا يعدو كونه درباً ضيقاً تغطيه الثلوج ، والشجيرات تعلو كثيراً بحيث لا تستطيع رؤية ما حولها 0
- هل أنت في مشكلة ؟
- لا 00لا00لكنني ضائعة قليلاً 0 فأنا أبحث عن منزل يدعى ( سيلينا هاوس )0
رد السائق بلطف ك
- إنه هناك 00سيري حوالي المأتي ياردة فتجديه إلى يسارك 00أنه بعيد قليلاً عن الطريق 00لكنك سترين البوابات 00وداعاً!
رأت بريندا البوابات كانت من الحديد المشغول المزخرف 00ووراء البوابات هناك جادة تحيط بها أعمدة تصل للمنزل 00لكن المشكلة كيف تصل للجادة ؟
كان الفضول يتحرك في داخلها وهي تنظر إلى هذا 00هذا المخل المهيب 00ماهو هذا المكان 00معتقل ؟
عند نزولها من السيارة شاهدت لوحة نحاسية مثبتة لأحد الأعمدة الأسمنتية مكتوب عليها ( سيلينا هاوس ) 00لكنها كانت صغيرة جدا ً واضح أن السيد غريفز يتمتع بعزلته 0
تأكدت لها هذه الفكرة عندما برز من حيث لا تعلم كلبان ضخمان من الناحية الأخرى للبوابة ينبحان بشدة 00
خافت من شراسة كلبي الحراسة 00كيف من المفترض أن تدخل لهذا المكان ؟!
ثم عن يمينها سمعت صوت أجش يسأل : من الزائر ؟
التفتت ولم تر أحداً 00مع تكرار الصوت لاحظت بإحساس بالبلاهة أن هناك هاتف داخلي تقدمت إليه :
- أنا بريندا توماسن 00من وكالة بورك 0
- رد الصوت : أنا غريفز 00أعتقد أنك في سيارة ؟
- طبعاً0
- إذاً أدخلي 00سافتح البوابات0
- وماذا عن الكلبين ؟
- متى فتحت البوابات فلن يزعجاك آنسة توماسن0
انتقلت عيناها للكلبين وكل ما تأمله أن يكون محقاً! وكأنما الكلبان يعملان على جهاز السيطرة عن بعد فقد توقفا عن النباح فوراً بعد أن فتحت البوابتان 00فمرت بسيارتها 00وأغلقت البوابتان خلفها 00قادت ببطء 00وأثارة فكرة مرحها 00كيف يصل ساعي البريد ؟!
كانت الأراضي حول المنزل واسعة 00وبعد خمسين متر برز أمامها المنزل 00كان أنيقا يعود تاريخه للقرن 17م 0
أوقفت سيارتها وهي تفكر أن الموقع كله سحري 00كشيء مرسوم على البطاقات البريدية 0وأخذ فضولها يزداد مع مرور الوقت 0
فتح السيد غريفز الباب ، وعرفت أنه هو ! مع أنها لم تتوقع أن يفتح لها الباب بنفسه !! عرفت أنه هو لأنها تخيلت وجه للصوت الذي سمعته ولم يكن بعيداً عن تصورها 0
من الصعب تخمين عمره ربما في 50 أو 6000وجهه زهري ضخم مستدير ، قمة رأسه لماعة صلعاء ماعدا بضع خصل تتشبث بالحياة0ربما كان شعره يماثل يوما لون شعرها إلا أنه الآن ممزوج بالشيب0
كان يرتدي بدله قديمة الطراز 00وبنطلونه مثني الساقين !!
أجل هذا ما توقعته 00أنه غريب الأطوار حقاً00
- مساء الخير 00 أنا بريندا توماسن00ولدي موعد مع السيد غريفز في الساعة الثالثة 0
- قال وهو يغلق الباب وراءها :
- أنا السيد غريفز0لقد وصلت مبكرة بعشر دقائق 00
لم تعرف بريندا إن كان التعليق تحذير أم تقديراً لأنها تمكنت من الوصول في الطقس المثلج0
- أنا مسرورة للقائل سيد غريفز000أنا فهمت أنك طلبت خدمات سكرتارية ؟ الوكالة 00
وصمتت 0هذا الرجل يشعرها بعدم الارتياح 00مع أنها لاتعرف السبب0ولم يصافحها بل قال :
- اسمي غريفز 00فقط غريفز ، والموعد ليس معي آنسة لقد كلمت الوكالة نيابة عن رب عملي المركيز 00سيدي المركيز يرغب في مقابلتك 00لو لحقت بي 00
لم تتحرك بريندا 00سيدي الماركيز ؟ مسيو لو ماركيز ؟ رب عملها المحتمل فرنسي ؟ دهشت وأحست بالتوتر 00لا شك أنه عجوز ومعقد 00وربما لا يسمع وله نزعات غريبة 00ولا شك أنه سيكتب مذكرات حول حياته كفرد من الأرستقراطية الفرنسية !
أما غريفز 00فما هو لا بد أن يكون خادم العائلة ؟ لكنه لا يبدو كخادم 0كان يبدو كملاكم متقاعد أو ضابط شرطة متقاعد 00
استدار إليها فتحركت 0
- سيد غريفز 00أعني غريفز عرفت أن مخدومك كاتب 00فهل يكتب سيرة حياته ؟
- لا يا آنسة 00إنه قصصي 0
رفرفت عينيها دهشة 00قصصي ؟ هذا أكثر غرابة ومثير للفضول 00إيه ؟
- قلت أنه مركيز 00من هو بالضبط ؟
- إنه المسيو لو مركيز جان مارك دو بافندال 0
وتابع سيره غير مستعد للرد على المزيد من الأسئلة0
أخذت تهمس لنفسه : لو ماركيز 00 جان مارك دو بافندال00الموكيز جان00
لماذا يبدو الاسم مألوفاً ؟ لقد سمعت الاسم من قبل 00لكن أين ؟ لا شك أن له علاقة بالكتابة طبعا 00لا 00لا 00لا تشعر أن هذا صحيح ، مع أنها تعرف أن المركيز كاتب 00
توقف غريفز 00مشيراًً إلى الداخل :
- لو سمحت أن تنتظري في غرفة الاستقبال آنسة فسيراك المركيز في الساعة الثالثة0
أشارته للوقت جعلتها تبتسم 00وكانت تريد أن تنظر للساعة لترى كم دقيقة بقيت للتشرف باللقاء !
عندما دخلت الغرفة بدأت تستوعب ماحولها 00كانت بريندا قد عملت في مكاتب مهيبة 00في عدة مناسبات ، لكن هذا المنزل وهذه الغرفة على الأقل ، كانت شيئاً وقعت في حبه على الفور 0
لم تكن أنيقة جداً ولا مبالغ فيها 00لكن محتوياتها مرتبة بتفكير يوحي بالدفء العائلي الحميم0
كانت هناك أريكتان موضوعتان على شكل زاوية حادة أمام المدفأة الرخامية حيث الحطب المشتعل يهدر بصوت مرتفع00قباله الأريكتين يوجد مقعد مرتفع الظهر 00ربما هو مقعد الماركيز0
للأسف لم يكن عندها وقت لتتفحص كل شيء بدقة00فقد عاد غريفز ، واضح أن الساعة أصبحت الثالثة بالضبط00لكن بريندا كانت قد لمحت البيانو من خشب الماهوغوني ، والطاولة الصغيرة التي يقف عليها نسخة رائعة من تمثال ل ( روبن )
وفكرت : فتش عن المرأة 00هذه ليست غرفة جلوس رجل عجوز يعيش وحده ، هناك لمسة امرأة رفيعة النسب ولها ذوق ممتاز وحسن تمييز0
- آنسة توماسن ، لو سمحت أن تأتي معي فالمسيو لو مركيز سيراك في المكتبة !
لحقت به مضطربة الأعصاب 00كم هي سخيفة بالتأكيد تستطيع السيطرة على مقابلة عمل ومتطلباتها !
تعلقت بهذه الفكرة 00ثم وقعت عيناها على المركيز 00كان يجلس وراء طاولة ضخمة في مواجهتها وظهره إلى النافذة ، أجبرت نفسها على الاستمرار في الحركة لا أن تقف مسمرة فاغرة فمها تحدق فيما حولها 0
القول أن المركيز وسيم ليس كافياً 00إنه مذهل !!جذاب بوجه جميل وكأنه منحوت ، وبشرته سمراء وشعره كثيف مستقيم أسود كالليل ، مع لطختين تحت صدغيه كأنها مسحوق فضي 00شيب مبكر ، لاشك في ذلك ، فالمركيز لا يمكن أن يكون في أواخر الثلاثين ولا حتى في وسطها0
كان يجلس دون أن يبتسم في وضعية ترقب وانتظار00يداه مضمومتان معا باسترخاء فوق الطاولة ، وأصابعه الطويلة متشابكة0
بدا جذاباً بشكل غير عادي 00اختطفت صدمة مواجهته وجه لوجه أنفاس بريندا00على الفور عرفت أنها في حضرة رجل قوي 00أنه رجل لا يقبل كلام سخيف 00رجل يتوقع ويحصل على أفضل ما في الحياة0


وكمان استنو عليا ^,^

sasa sasa 05-10-08 06:03 PM

فى انتظارك حبيبتى :)

zainab 06-10-08 01:03 AM

في الانتظار لا طولي علينه ................
مشكوووووووووووووووووووورين

bobo doll 08-10-08 03:32 PM


مشكورين sasa sasa و zainab على التشجيع


2/ جرس الإنذار



تحركت عينان سوداوان كجناحي غراب على بريندا وهي تدخل المكتبة ، لم يكن يواجهها عين بعين بل كان يقيمها بصورة عامة 00وبدرت فكرة سخيفة لبريندا ، أمنية محمومة في أن تكون امرأة جميلة 00أو حلوة 00أو جذابة على الأقل 0أوه 00لماذا لم تضع قليلاً من الزينة على وجهها ؟ حتى ثقتها المهنية بنفسها بدأت تتراجع 00
كانت وغريفز واقفان داخل الغرفة ، وسمعت صوت غريفز يقول :
- مسيو لو ماركيز 00الآنسة توماسن 0
وأشار إليها نحو مقعدين من الجلد البني الفاخر بينهما طاولة قهوة مستديرة تواجهان الطاولة على بعد أمتار قليلة منها 00وأحست بابتهاج للمسافة بينها وبينه 00هناك شيء غامض ومألوف في هذا وتعرف أنها لم تشعر به من قبل 00لا00فكلمة مألوف قوية جداً على ما تشعر به 0
جلست مع انحناءه تحية نحوه ، تحس بحاجة للضغط على نفسها حتى لا تنظر نحوه 00ولحسن الحظ لم يفضح صوتها شيء من توترها وهي تحييه :
- مسيو لو ماركيز 00
كان غريفز مازال واقفا وهي تجلس 00ثم فعل شيء صدم بريندا لغرابته ، فقط التقط حقيبة يدها من على الطاولة الصغيرة حيث وضعتها ودسها تحت الطاولة 0 نظرت إليه متعجبة ، تعتقد أنها مبالغة في الترتيب 00ولكن وجه غريفز الزهري الضخم بقي دون تعبير0
لم يتكلم المركيز إلا بعد أن خرج غريفز من الغرفة :
- آنسة توماسن 00هناك شيئان لا أحبهما أبدأً00الكفاءة المتوسطة والتردد0
اتسعت عيناها 00كان صوته خافتاً 00واللكنة ظاهرة قليلاً 00كان الصوت عميق جداً 00
لم يخدعها الصوت 00الصوت كان يتعمد السيطرة 00بلكنته الخفيفة والعميقة 00نظرت إليه مسحورة وخائفة قليلاً0 كل ما فكرت فيه هو أنها لا تحب أن تبقى قرب هذا الرجل حين يفقد أعصابه 0
لم تعرف بماذا ترد 00فاجأتها ملاحظته 00
تابع :
- الكفاءة والدقة أمران أحبهما على أي حال ، ويبدو أن لديك كلى المؤهلين بالنظر إلى دقة موعد وصولك ، خاصة وسط العاصفة الثلجية 0
أدهشها أنه وهو يتكلم إليها لم يلتق بعينيها مع أنه كان يركز النظر إليها 00
ردة فعلها على ذلك هو الارتياب 00لكن المركيز صريح ومباشر في كلامه ، ولو كان لديه شيء يخفيه فهو بكل تأكيد شيء لا علاقة له بالمقابلة0
- قيادتي كفؤ 00أجل 00والدقة هي من آداب الملوك 00وأنا دائما دقيقة في مواعيدي مسيو 00وأتوقع الأمر نفسه مع الناس 00صحيح أنني لا أحصل عليها دائماً لكنني أتوقعها باستمرار أما الكفاءة المتوسطة والتردد فستجد أن هاتين الخصلتين ليستا من طبعي بالنسبة لعملي0
- لا شك عندي من أن عملك سيكون من أعلى المستويات ، أنت تعملين لوكالة بورك ولا حاجة لأن نقول المزيد عن المؤهلات 00لكنك لست أول من يرسلون لهذا العمل 00ولست الثانية 00أنت الخامسة آنسة توماسن 00الخامسة 00مهمة إيجاد سكرتيرة لي أصبحت تستهلك مني وقتاً وتصيبني بالضجر أكثر مما توقعت 0
أحست بارتباك كبير بسبب القوة التي تنضح منه 00كانت بالكاد تعي ما يحيط بها 00وإخباره لها أنه رفض أربعة أشخاص من وكالة بورك! أمر لم تستطع أن تفهمه 00ربما هم رفضوه ؟ هذا ممكن جداً ! فالمركيز ليس شخصية من السهل التفاهم معه00لكن 00أوه 00أليس في ذلك شيء من التحدي !
وهي فعلاً بحاجة إلى تحد لتواجهه0
خلف هذه الأفكار 00كان هناك في أعماق عقلها الاوعي إحساس بأن المركيز جان مارك معروف جيداً ، وليس فقط في الكتابة 00كانت تتشوق إلى الجزء من المقابلة التي سيتكلم فيها عن عمله 00ربما ساعتها سيتضح كل شيء 00إنها قارئة قصص مواظبة 00وكن بالإمكان أن تتذكر 00إلا إذا كان يستخدم اسم مستعار 00
منتديات ليلاس
قالت وقد أحمرت حتى جذورها وهي تدرك أنها كانت تحدق به :
- أعذرني ، فأنا لست مربوطة اللسان في العادة ، لكنني لا أفهمك بكل احترام مسيو لو ماركيز ، إذا كنت تجد أن عملي سيكون مرضياً فلماذا تجد ضرورة لهذا اللقاء ؟ وماذا حصل مع الآخرين 00
قاطعها بتوتره :
- هذا لأنني دقيق جداً مع من أ‘مل معهم 00فأنا سأحجز خدماتك لمدة ستة أشهر ، أكثر أو أقل بأسبوعين 00عدا هذا ستعيشين تحت سقف منزلي 00ومن الضروري أن أكون حذراً مع أي شخص ينتقل للسكن معي 0
أخذت تقاوم كي لا تظهر انزعاجها 00أنها بطيئة الغضب لكن ما تسمعه نجح في إغضابها 00يا إلهي ! ستعطي بيني يوم الاثنين رأيها بكل صراحة ! لماذا لم تقل لها أنه عمل مع إقامة ؟ كانت ستنجح أكثر لو كانت تعرف مطالب الماركيز مقدماً، تباً لبيني وعجلتها لتسافر في نهاية الأسبوع 00نقص المعلومات لديها جهلها تبدو كالحمقاء!! وهي الآن تريد هذه المهمة ، أكثر مما أرادت أي شيء في حياتها 00لقد صممت على هذا في اللحظة التي دخلت فيها المكتبة 0
منعها ولاءها للوكالة من أن تقول له أنها لم تحصل على المعلومات الكافية عن الوظيفة ، خاصة أنه يبدو غير راضياً على الوكالة ! هكذا بدأت تتكلم بسرعة :
- أجل 00أفهم هذا 00لكنني أؤكد لك أمرين ، بإمكاني التكيف مع ما يحيط بي ومع سرعة رئيسي في عمله 00منزلك جميل جداً مما رأيته منه حتى الآن 00إضافة إلى واقع أنك تحب الحياة الهادئة 00وتركز على خلوتك 00
كانت نظرة تركيزه قوية حتى أنها جعلتها أكثر ارتباكاً 00كانت تعي كل كلمة يقولها ، تعي قبحها ، وتعي في الواقع أنها على وشك أن تكون الفض الخامس له 0
ومما لاحظته هذا الرجل يتمتع بأن تحيط به الأشياء التي تسر العين 00وهي لا تملك تلك الشخصية التي تغطي قبحها 0
حين نهض الماركيز من وراء منضدته ، ظنت أن المقابلة انتهت لذلك ذهلت حين قال :
- أتفضلين شيئاً ساخناً آنسة توماسن ؟ قليل من الشاي ربما ظ
- أوه 00شكراً لك 00هل هذا إبريق قهوة كهربائي هناك ؟
- أجل 0
- إذن سأشرب القهوة إذا أمكن 00مجرد فنجان صغير 0
ساعد هذا بريندا على الاسترخاء قليلاً 00لكن حركاته ، خطواته ، أبقتها منومة 0 من هو هذا الرجل ؟ أين شاهدته من قبل ؟ على التلفزيون ؟ في أي مكان ؟
صب فنجانين من القهوة بحركات دقيقة متعمدة ، وكأنه يفكر بكل شيء قبل أن يتحرك 00هناك هالة من الهدوء تحيط بالرجل 00بدأ وكأنه من المستحيل إزعاجه00مع ذلك 00مع ذلك 00
وهو يسير إليها والفنجان بيده 00أحست بذلك الإحساس المربك وهي تسجل القسوة في وضعية فمه 00
أمام خيبة أملها ، وضع الفنجانين على الطاولة وجلس إلى جانبها 00وهذا جعلها قلقة ومتوترة ومذهولة ، من هذا القرب رأت ندبة لا يزيد عرضها عن شعرة ممتدة من لطخة الشعر الفضية في فوده الأيمن حتى الحد الخارجي لحاجبه 00لا يبدو أنه جرح من أيام طفولته لكنه قديم بما يكفي ليختفي 00من أجرى له الجراحة كان سيداً في مهنته00
نظر إليها الآن مباشرة 00فتمكنت من أن تبتسم متسائلة ماذا يمكن أن يجتذب ابتسامة منه 0
سأل :
- هل أخبرتك الوكالة شيئاً عن روتين عملك ؟ ساعات العمل وما إلى ذلك ؟
- أوه 00لا00لم يدخلوا معي بالتفاصيل الدقيقة 0
- إذن دعيني أخبرك قبل أن نتعمق بالبحث أكثر 00أنا أبدأ الإملاء في السابعة صباحاً 00لذا أحتاج إلى من هو على استعداد للإقامة معي 00
أحب العمل في الصباح الباكر ، فهو أفضل جزء من اليوم كله ، في العادة انهي الإملاء في الحادية عشرة ، غريفز يقدم الغداء الساعة الواحدة والعشاء الساعة الثامنة00ولا أهتم متى يطبع إملاء الصباح ، فهذا عائد إليك ، بإمكانك إبقاء بعد الظهر حراً أو بالطبع المساء ، أو العكس 0أنا أعمل أيام السبت لكنني لا أعمل أيام الآحاد 0كل ما أطلبه أن يكون إملاء الصباح السابق مطبوعاً في الصباح التالي 0وسيبفى لك بعد ظهر السبت ويوم الأحد ، اعتماداً على ما تختارين أن تفعلينه 0
سألته ك
- كم عدد الموظفين المقيمين هنا ؟
- غريفز لوحده 00فأنا أعيش وحيداً عداه 00وأوظف عدة جنائنيين من السكان المحليين ، وهذا كل شيء 0غريفز يدير المنزل 00وستكون لك حرية الانتقال أينما شئت فيه ، شريطة أن تحترمي خصوصياتي 00وأظنك فهمت حتى الآن أنني ناسك نوعا ما 00أليس كذلك يا آنسة توماسن ؟
زاد إحساسها بالغموض حول هذا الرجل وتاقت لتسأله عن مؤلفاته 00لكن الوقت مازال مبكراً جداً لهذا 00في البداية ترغب في التأكد أنها مستعدة للعمل في ساعات العمل الغريبة تلك 0حسناً 00لا فارق لديها في أية ساعات تعمل 00وستبقى قادرة على زيارة دان وولديه في نهاية الأسبوع 0
قال :
- ترددك يوحي بالكثير ، هل أفهم منه أنك لست مهتمة بالعمل ؟
- أبداً ! أنا آسفة ، ماعدا أن كلمة ناسك ليست الكلمة التي أختارها لوصفك 00أفضل القول أنك تختار أن تعيش حياتك بهدوء 0وأن خصوصياتك لها الأولوية الأهم 0
تحركت زوايا فمه كوعد بابتسامة لم تصل مرحلة البداية :
- حقاً؟ ألا يعجبك ما توحيه كلمة ناسك ؟
ياله من لغز مبهم ! ككاتب يجب أن يكون دقيقاً في اختيار كلماته ، وكلمة ( ناسك ) لم تختارها صدفة 0لكنها لم ترغب أن تفكر فيه كناسك فهو ليس بالرجل المسن منحنىي الساقين 00بل هو بعيداً جداً عن هذا ! إنه نشيط وحيوي و00أوه 00ستكون خسارة إذا لم تقع عيون العالم عليه 00
أجابت بجرأة وصدق :
- بالنسبة لك 00أجل 0
ساد لحظات صمت 00ثم رفع فنجانه وارتشف ما تبقى دفعة واحدة 00وقال :
- أخبريني مدموزيل 00هل أنت من النوع المتفائل أم المتشائم ؟
لم تتردد
- لا هذا ولا ذاك 00أنا واقعيه0
- هل هذا صحيح ؟ أخبريني عن نفسك 0
كان في صوته دليل خفيف على التسلية 00لكن دون وعد ابتسامه 00
لقد بدأت تفهمه 00إنه رب عمل بعيد النظر لكنه ليس بالرجل العادي 00لايريد أسمها ورقمها 00كل مايريده أن يعرف من هي ؟ كيف تفكر؟ ماهي نظرتها للحياة 00أخبريني عن نفسك 00ياله من طلب رهيب 00في وقت هي فتاة عادية بسيطة متوسطة الحال 00لا شيء في حياتها يثير الاهتمام ولا في شخصيتها 0
أعطته تفصيلاً مختصراً :
- أنا بريندا توماسن 00في 23من عمري ، تربيت في الريق ، ولي اخ وحيد يكبرني بكثير 00ةأعيش في لندن في شقتي الخاصة 0
كانت الغرفة تزداد ظلاماً مع تلاشي ضوء بعد الظهر 00وتمنت لو يبتعد المركيز عنها ويعود وراء منضدته 00قربه يجهل التعامل معه أصعب 00وعلى هذا الضوء هناك شيء شرشر حوله0
- أنت لم تمسي قهوتك آنسة توماسن 00وإذا لم تسترخي قليلاً فلن نصل إلى شيء0
بالرغم من أن صوته كان هادئاً 00إلا أنها عرفت أنه كان متوتر 00تسألت لماذا لا يقول لها وداعا 00في التو واللحظة ؟!
- قولي لي ماذا تفعلين في الأمسيات؟
- أقرأ كثيراً 0
- أليس لديك التزامات ؟ خطيب صديق ، قد يتذمر لأنك ستبقين عالقة في الريف طوال الأسبوع ؟
- لا0
- متى تخرجين ؟ في نهاية الأسبوع ؟ ماذا تفعلين للتسلية ؟
- إذا لم أذهب إلى بيت أخي مباشرة بعد العمل ، أخرج أيام الجمعة مساءً0
- وماذا تفعلين ؟
- أذهب للمسرح 00أفضل الباليه أو الأوبرا 00أنها متعتي الوحيدة بعد أسبوع عمل شاق0
- متعتك ؟ أتعنين أنك تذهبين وحدك ؟
تحركت بارتباك 00لا يوجد لديه صديق 00، وصديقاتها أصبح معظمهن متزوجاً ، وكاثلين أقرب صديقة لها خطبت مؤخراً ولم تعد ترغب في الخروج معها كثيراً لأنها توفر المال لدفع مقدم شراء منزل 0
تجاوزت السؤال وتطوعت بمعلومات أخرى طمعاً أن يقود هذا أسئلته إلى اتجاه أخر :
- أنا أزور أخي كل أسبوعين 00إنه أرمل 00ويعيش مع ولديه في ( سواري ) وأنا في الواقع قدمت من هناك اليوم0
لم يكن من السهل إلهاء المركيز :
- وماذا عن الرقص 000السهرات ؟ 00هذا لايبدو مناسباً آنسة توماسن 00أنت امرأة شابة تعيش في أكثر المدن إثارة في العالم عدا باريس00فلماذا لا تتمتعين بالحياة ؟
الآن أصبحت أسئلته شخصية جداً 00وانزعجت قليلاً 00أم أنه يتعمد القسوة ؟ يستطيع أن يرى أنها ليست جميلة وليست من الفتيات اللواتي تحجز أمسياتهن مسبقاً0
لماذا لا تنتهي هذه المقابلة ؟
سأل أخيراً:
- لماذا تنقصك الثقة في النفس هكذا ظ
ثم لوح بذراعيه :
- لا بأس أخبريني 00هل أنت شديدة الاحتشام وتصدمين بسهولة ؟
أدركت أنه كان يوقع بها 00يجب أن ترحل في الحال 00يجب أن تقول أنها غيرت رأيها00لكن لن يكون هذا صحيح 00لقد أصبح اهتمامها ليس في العمل بقدر الرجل نفسه 00 من أسئلته كانت تحصل على فهم بسيط لشخصية الرجل نفسه ولكن 00هناك الكثير بعد الكثير 00وهي متأكدة من هذا ومن جرس التحذير الذي يستمر بالرنين في رأسها 0
أخذت نفس عميق والتقت بنظرته وهي تتكلم :
- بدأت أفهم مسيو 00أنت تريد أن تطمئن إلى أنني لن أضجر من وجودي هنا 00ولك تأكيدي 00لن يكون هناك تراجع ، ولن تضطر لتغيير سكرتيرتك ، ولسوف التزم بالمهمة هذه حتى النهاية 00قلت 00ستة أشهر 00هذا بالتقريب ما يلزم لإنهاء مؤلفك 00أترى 00فكرة العيش في الريف تروقني 00الأراضي التابعة لمنزلك عظيمة دون شك 00وتبدو كأنها صورة على بطاقة ميلاد بريدية ، شيء غير حقيقي وجميل 00وساتمتع بالسير في هذه الأراضي في وقت الفراغ 00استكشفها وأراقبها تتغير مع الفصول00
تلاشى صوتها لرؤيتها نظرة التركيز التي استقرت على وجهه، وما أردت قوله تالياً أصبح صعب :
- أنا 00أنت 00تستطيع أن ترى بنفسك أنني لست من النوع الفاتن أو المتقلب 00ولا شيء في لندن 0على شكل رقص أو سهرات أو 00رجال 00ساشتاق إليه ،
فأنا مثلك 00أتمتع بحياة الهدوء ، أدرك أنك كنت تمتحنني ، تحاول رسم صورة لي ن لكن هذا يجعلني متوترة 00وكل ما تريد معرفته في الواقع ما إذا كان بالإمكان الاعتماد علي 00حسناً وكالتي يمكنها دعم ليس قدراتي فحسب بل استقامتي وأهليتي بالثقة 0بصراحة لا أجد معنى لسؤالك الأخير 00لكنني سأرد عليه 00لا ، لست متزمتة وبعد عملي ككاتبة اختزال في المحكمة ن لم يعد من السهل أن أصدم بشيء 00ولا يدهشني ما قد يفعله الناس 0
صمتت فجأة وقد أحست أن خطبتها الصغيرة قد تحولت عن مسارها بفعل التوتر الذي كانت تعاني منه 00وبدا أن دهرا قد مر قبل أن يتكلم الماركيز :
- أحسنت 00لكنني أؤكد لك أن لي أسباباً لطرح هذه الأسئلة 00كلها00أما السؤال الأخير ، فسببه أن كتبي غير متحفظة كثيراً بعض الأحيان 00فإذا كنت من النساء اللواتي لا يطقن سماع شيء عن الدم والرصاص والعنف في أبشع أشكاله 00فلن يروق لك العمل!
دم رصاص 00؟نظرت لفمه 00عنف في أبشع أشكاله ؟ طافت عيناها فوق وجهه 0في النور الذي بدأ يتلاشى بدت بشرته أكثر دكنه ، تعطيه نظرة شريرة 00
سألته بهدوء :
- من أنت ؟ واضح أنك تستخدم اسم مستعار مسيو لو ماركيز 0ألم تصل بعد للمرحلة التي تجعلك مستعداً لإخباري عن الاسم ؟
- بلى 00وصلنا00إنه سكوت ستيفن0
سكوت ستيفن 00لقد سمعت به طبعاً 00الجميع تقريباً يعرف هذا الاسم 0لقد كتب عدة قصص وآخر اثنتين كانتا قنبلتين قويتين الانفجار 00حققتا أفضل المبيعات في العالم 00
التقط الماركيز علبة سكائر فضية :
- أترغبين في سيكارة ؟
- لا شكراً لك 0
- ألا تدخنين ؟
- في مناسبات قليلة 00لكنني لا أريد الآن 00شكراً0
أن يكون هذا الرجل هو سكوت ستيفن الكاتب الشهير عالمياً ، مسألة أصبحت مفهومة 00لكن الغموض الذي كانت تقاومه منذ أن سمعت أسمه الحقيقي لم يحل بعد ..كانت كتاباته عنيفة لا رقة فيها 00لماذا لا يتوقف هذا الجرس عن الرنين ؟ لماذا تعتقد أنه لا زال هناك هوية أخرى لهذا الرجل ؟
قاطع أفكارها :
- هل ستبقينني منتظراً طوال اليوم؟ أتوقع منك نوعاً من التعليق 0
- أوه ! أجل 00أنا آسفة 00أخشى أن لا أكون قد قرأت مؤلفاتك 00لكنني أعرف طبيعتها 0هز كتفيه وكأنه لا يهتم :
- أريد أن أعرف ما إذا كنت ستكونين سعيدة في العمل بمثل هذه المواد ؟
جاء دورها لتهز كتفيها بلا اكتراث :
- لم لا ؟ أعني إنها قصص خيالية ، أليست كذلك ؟
أطلق نفس طويل 00أهو مرتاح أم نافذ الصبر ؟
- هذا إذا كان هناك خيال فعلاً 00هناك أمران أود أن أوضحهما لك قبل أن يتخذ كل منا قراره 0 أنا بحاجة لمن يبدأ العمل يوم الاثنين مباشرة 00كدت أصل إلى نهاية الفصل الأول من روايتي الحالية ثم توقفت عدة أيام وأنا أحاول إيجاد سكرتيرة جديدة ، هذا أمر محبط وسيء بالنسبة للكتاب 00أفهم أنك حره في أن00
تابع المركيز كلامه ولكن بريندا توقفت عن الإصغاء 00أصبح تفكيرها مشوشاً وعيناها تستقران على شيء حرك ذكرى مراوغة 00فوق المدفأة ، حيث كان المركيز يقف لوحة أصلية رأتها من قبل 00مرة واحدة 00ومنذ زمن طويل0
من هذه المسافة كان توقيع الفنان غير واضح ، لكنها لم تكن بحاجة أن تقرأه لأنها تعرف الرسام 00أنه فريد من نوعه 00واسمه مارك0
مارك 00أوه بالطبع ! بالطبع !
التصق نظرها باللوحة بينما كانت الذكريات تتسارع في رأسها وكأنها قطع أحجية 0المقالة التي رأتها في المجلة 00المعلومات 00صورته 00عدة صور !
في جزء من الثانية توضح كل شيء ، وكونت القطع صورة كاملة وذكرى مؤلمة 00شهقت وهي تقف ببطء عن كرسيها ، وقالت بصوت يكاد يكون أدنى من الهمس ك
- ياإلهي ! 00أنت أعمى !
ثم تخبطت وهي تدرك أنها كانت فاقدة للباقة 00
- أنا آسفة 00الأمر أنني معجبة جداً بأعمالك ولدي نسخة طبق الأصل عن لوحتك الشهيرة ( بستان في فرساي ) 00وأردت فقط أن أقول00
وتلاشى صوتها 00لقد كانت غير لبقة ، حمقاء خرقاء 00اللوحة التي أشارت إليها كانت آخر لوحة أكملها مارك قبل أن تصيبه المأساة التي حرمته نظره 00وحرمت العالم من فنه 0
استدار المركيز عنها 00كانت عقدة أصابع يديه بيضاء وهي ممسكة برف المدفأة في سعي للسيطرة على نفسه 00وهذا لم يحدث أبداً من قبل 00الغرباء الآخرون ، ممن قابلهم ، لم يتعرفوا عليه 00ولا حتى على لوحاته 00وهو من ظن نفسه آمناً من هذا النوع من التطفل 0
أنه غبي 00غبي أن يخاطر بأن يتعرف عليه أحد 00ذلك التعرف الذي لن يأتي إلا بالألم 00لكن لن يحدث هذا مرة أخرى ! الليلة سيعري منزله من لوحاته00كلها 0
غبي 00أحمق ! لو أنه فقط يستطيع أن يفعل هذا ! لكن المشكلة كانت هذه الفتاة !! من المؤسف جداً أن يتركها تذهب من يده 00هذه الفتاة التي تتحدث عن بطاقات الميلاد البريدية وعن مراقبة تغيير الفصول 00لكن يجب أن يتركها ترحل 00لقد تعرفت إليه وكانت معجبة به 0 ولا يستطيع تحمل الموقف ولا الشفقة التي ستشمل دون شك عملهما معاً 00يجب أن يتخلص منها 00الآن 0
تسألت بريندا لماذا لم يقل من هو ؟ ولماذا لم يخبرها على الأقل عن عماه ؟ 00
كان تعرفها عليه كرسام آخر شيء أراده فهو لم يستدر عنها ساعة ذكرت عماه ، بل ما إن ذكرت فنه ن، وهذا ما أخبرها كل ما احتاجت إلى معرفته 00أدركت أن حياته كرسام لا يجب أن تذكر أمامه مرة أخرى0
عماه أمر تغلب عليه منذ زمن بعيد ، 0أكانت ستحصل على العمل أم لا ، فهي ببساطة يجب أن تنهي هذه المقابلة بملاحظة صائبة 0
أخذت نفساً عميقاً تهدي نفسها ، وتكلمت بطريقة عملية ، صوتها لا يظهر أي أثر للعاطفة :
- آسفة لدخولي في أمور جانبية 0فبعد أن أظهرت معرفتي بمارك ن أستطيع الآن نسيان أمره وأتابع البحث في العمل الذي بين أيدينا 00لكن المكان أصبح مظلماً هنا 00وبما أنني أدرك أن لا فرق لهذا عندك ، فسيكون أكثر راحة لي لو أنك أضأت المصباح لننهي المقابلة 0
استدرار المركيز ببطء ليواجهها ، فأحست أن قلبها قفز إلى فمها 00فهل ذهبت بعيداً في جرأتها ؟
فقد جان مارك دوبا فندال القدرة على الكلام مؤقتاً 00ثم ابتسم وتحولت ابتسامته إلى ضحكة غيرت معالم وجهه لتطرد عنه كل الظلال ، تنير عينيه السوداوين وتكشف أسنانه البيضاء 00وعلقت أنفاس بريندا هذه المرة في حلقها 00كان هذا وكأن الشمس برزت من خلف غيمة سوداء وقال :
- المقابلة انتهت 00والعمل لك 0

bobo doll 08-10-08 03:33 PM


3/ يقرأ ابتسامتها




كانت يدا برينا مازالت ترتجفان قليلاً وهي تصب الماء الغلي في إبريق الشاي 0 يجب أن تتصل بدان فوراً وتخبره أنها لا تستطيع العودة إلى ( سواري ) ويجن أن تنهي الغسيل وتنظف الشقة ، وتعطي الزهور التي اشترتها بالأمس للسيدة العجوز التي تعيش في آخر الرواق 00
في الغد ستنتقل إلى ( سيلينا هاوس ) 0
لكن بدلاً من أن تتابع عملها ، جلست قرب المدفأة ، لا تستطيع أن تتصل بدان الآن 00ولا تستطيع فعل شيء قبل أن ترتب أفكارها التي تكونت بعد لقاءها بالماركيز جان مارك دوبافندال 00سكوت ستيفن الكاتب 000ومارك الرسام 0
من هو حقاً ؟ لا زالت مرتبكة لأحداث اليوم 0أنه رجل له أوجه كثيرة 00بكل بساطة لا تستطيع مقارنة الرجل الذي قابلته اليوم بالفنان الذي أبدع تلك اللوحات الرومانسية الجميلة !!
في تقييمها له خلال المقابلة ظنته دون إحساس 0كم هي مخطئة !
اتجهت عيناها إلى ما قد يكون أكثر ممتلكاتها مدعاة للفخر 00نسخة طبق الأصل عن آخر لوحة له ، كان منظر لبستان في منتصف الصيف وشابان صغيران يسيران عبر الأشجار 0 الفتاة ترتدي فستاناً بلون أزرق وقبعة عريضة 00أما الشاب يرتدي ثيابا بيضاء والابتسامة على وجهه ، النظرة في عينيه إعلان صامت عن حبه الذي يشعر به نحو رفيقته 0
هل تمثل هذه الصورة مارك نفسه أيام صباه ؟ مارك والفتاة التي تزوجها ؟ أوه 00أجل00المركيز متزوج 00تذكرت هذا من المقال الذي قرأته عنه ، والصورة التي أظهرته مع زوجته ، وجعلها هذا تفكر كم هما جميلان معاً00فزوجته كانت مذهلة الجمال 0
كان هذا منذ خمس سنوات ، خلال السنة التي ماتت فيها سالي زوجة أخيها 00في شتاء تلك السنة ، أقنعت بريندا أخيها دان بأن يرافقها إلى عرض بريطاني لفنانين فرنسيين غير مشهورين في بريطاني 00وكانت في الواقع محاولة لإخراج دان من سجن نفسه 0
جال مارك في المعرض لا يظهر اهتماماً بشيء 00من ناحية أخرى أحبت بريندا كل شيء تقريباً رأته 00كانت لوحات مارك ناعمة ورومانسية 00ويومها اشترت النسخة التي تحتفظ بها الآن 00فشراء الأصلية أبعد من قدراتها 00فحتى النسخة سلبت كل مدخراتها 00
رافق المعرض دعاية صحفية كان أبرزها رواية عن الحادث الذي تعرض له مارك في اليوم السابق للمعرض 0كان مسافر من فرنسا إلى انكلترا في طائرة خاصة تحطمت وهي تحط 0
هكذا كان مارك وقت المعرض ملقى دون وعي في أحد مستشفيات انكلترا 00ولم يكن أحد يعرف بأن الفنان فقد بصره 00لكن أعلن هذا في مطلع السنة 00وذكرت المجلة اسم المركيز الكامل وأنه معروف في الوسط الفني باسم مارك 00
هذه الأيام لوحاته تساوي الكثير من المال 00ولا يسمع أحد ذكر لاسمه 00بالنسبة لعالم الفن مات مارك 00لكن الماركيز جان مارك دوبافندال حي يرزق وكذلك سكوت ستيفن 0
هزت بريندا رأسها عجباً لتذكرها كل شيء 00 الماركيز جان مارك دوبافندال رجل غير عادي ومتفوق 00والعمل له لن يكون مجرد وظيفة بل تجربة فريدة ثمينة ، وأحست بسعادة لا تفسير لها لهذا 0
أجاب أخوها على الهاتف من أول رنة :
- بريندا! الحمد لله ! لقد بدأت أقلق عليك00أين أنت ؟
- في منزلي 0
- أوه 00لا ألومك 0 ليس من السهل الوصول إلى هنا في هذا الطقس ، كيف كانت المقابلة ؟ هل أعجبه منظرك ؟
بدا لها السؤال دون لباقة أبداً 00لكنه سؤال طبيعي خاصة أمام الكلمات بريندا اللاذعة له ساعة فراقهما 0
- يبدو إنني أعجبته 0
ضحك دان : لا تبدين واثقة0
ابتسمت بقلق :
- حسناً 00لقد حصلت على الوظيفة 00
وتابعت تشرح له انه ستنتقل على سيلينا هاوس في اليوم التالي ولم تقل له شيء عن رب عملها على الرغم من أن سألها إذا كان كاتب معروف0
-قالت :- أجل 00إنه معروف جداً 00لكنه شديد الحرص على إخفاء هويته 0لذا لا استطيع أن أقول لك اسمه المستعار عبر الهاتف0
في الواقع لن تستطيع أن تعطي اسمه لأحد إلا إذا أعطاها إذنه0
في الحادية عشرة ، خرجت من المغطس بعد أن بقيت فيه لفترة طويلة 00غنت ثلاث أغنيات مفضلة لديها 00ثم غسلت شعرها 00فالغناء عادة طفولية لم تكبر أبداً لتتجاوزها 00انتهت من الغسيل والكي ، والشقة أصبحت نظيفة الآن 00
آخر مهمة لبريندا كانت مثبطة للهمة 0 فهي منذ استطاعت أن تكتب ، كانت تحتفظ بمذكرات 00ربما كان هذا لا معنى له 00لكنه عادة متأصلة 0وهي مراهقة كانت لديها فكرة كتابة قصة حياتها يوماً 0 لكنها تدرك الآن أن هذا أمر سخيف 00وكم ستكون أمر قراءة مثل هذه المذكرات أمر ممل ! مع ذلك استمرت في تسجيل سطر أو سطرين كل ليلة من مذكراتها 00
لكن الليلة تختلف ، الليلة ستحتاج إلى أوراق زائدة بالرغم أنها تكتب المذكرات بالاختزال! توقفت تضرب القلم بخفة على أسنانها 00كيف ستتمكن من وصف الرجل الذي تفكر فيه طوال المساء ؟ أين يجب أن تبدأ ؟الجلة الأولى هي الأصعب في العادة ، وبعد ذلك تتدفق الأفكار بسهولة 00وكان الوقت منتصف الليل حين دخلت فراشها 0


**********************************



كان غريفز يرتدي نفس الملابس المخيفة التي كان يرتديها في اليوم السابق وهو يقول لبريند :
- إذا كان هناك شيء تريدينه آنسة ، فالتقطي سماعة الهاتف واضغطي على زر الجرس 00أنه يعمل كهاتف داخلي إلى المطبخ ، كما يحتوي على خط خارجي 0
هزت رأسها تفهماً ، لكن مع شيء من الارتباك 0
غرفة نومها كانت جناحا يحتوي على غرفة ملابس وغرفة جلوس ثلاث مقاعد ، وجهاز تلفزيون ، وراديو وغرفة نوم كبير مع حمام ، وبالرغم من أن المركيز أعطاها حرية التنقل ، إلا أن هذا بالتأكيد يعني التزامه بالبقاء في جناحها خلال وقت الفراغ ، في الواقع هنا يوجد كل ما تحتاج إليه 0
تأكدن هذه الفكرة عندما قال لها غريفز بأنها سيأتيها بالعشاء إلى غرفة جلوسها في الساعة الثامنة 00وأكد لها أن المركيز يبدأ العمل في الصباح الساعة السابعة تماماً0 مكملاً كلامه بسؤالها متى تريد الفطور ، وماذا تريد أن تأكله ؟.!
- آه 00مجرد شاي وتوست 00، أرجوك 00هل 00من المناسب أكثر أن أتناول الفطور في المطبخ ؟
لم يهز حتى كتفيه 00بل قال بصراحة أن الأمر عنه سيان ، وسيكون مسروراً بأن يأتيها بالطعام هنا 0
- حسن جداً 00الساعة السادسة إذن 00شكراً غريفز0
توقعت أن يتركها 00لكنه التقط حقيبتها ووضعها إلى جانبها على السرير :
- ربما تنزلين إلى المطبخ بعد إفراغ حقيبتك لأريك أين يوجد كل شيء 0
ابتسمت دون أن تفهم سبب دعوته لكنها كانت راغبة في أن تماشيه 0
- أترين آنسة توماسن 00من المهم جداً أن يبقى كل سيء في مكانه الصحيح في المنزل ، الماركيز يعرف كل تفاصيل البيت وما يحيط به من أرض 00ويجب أن تفهمي أنه لو تحرك أي شيء من مكانه ، فسيتسبب هذا له بانزعاج كبير وقد يكون خطراً عليه 00سيأتي وقت قد تحتاجين فيه إلى شيء من المطبخ 00فلو كان هناك سكاكين ملقاة هنا وهناك أو زجاجة 000
- آه 00أجل 00أجل 00فهمت 00سأضع هذا نصب عيني أؤكد لك , فلا تقلق0
- من السهل جداً أن ينسى المرء آنسة توماس 00لذلك أرجوك أن تتذكري دوماً 00كما أطلب منك التأكد دائماً من إقفال الأبواب خلفك وأن لا تدعيها مواربة أبداً0
كان لديها إحساس أن غريفز لن يكون مسروراً أبداً لو نست شيئاً مما يقول 00وبحركة من رأسه تدل على الاحترام تحرك نحو الباب 00لكنها سألته :
- غريفز 00هل كنت 00مع المركيز منذ مدة طويلة ؟
- هكذا وهكذا 00لكنني أعرفه طوال حياته 0
هكذا وهكذا؟ ماذا يفترض بهذا التعبير أن يعني ؟
- أتعرف أنني أعرف من هو حقاً؟
استدار وهو يفكر بكلماته قبل أن يرد عليها :
- لقد قال لي 00آنسة توماسن أنك تعرفين من كان0
حدقت بالباب بعد أن أقفله 00(تعرفين من كان0) ؟ من غير الصيغة للماضي 00غريفز أم الماركيز ؟ على أي حال واضح أن الماركيز يرغي في أن يبقى ماضيه ميتاً ومدفون 00
في الساعة العاشرة قررت بريندا أن تقوم بشيء جيد 00أن تنام باكراً 00فالعاشرة من الآن وصاعداً ستصبح ساعة نومها المعتادة في الستة شهور القادمة 00
بعد أن ضبطت المنبه 00استندت للوسائد 00والمفكرة في يدها تحاول جمع أفكارها ، ثم كتبت : ( اليوم انتقلت إلى سيلينا هاوس 00وسميت هذه اللحظة باسم ( غريفز الغامض ) ! وليس لدي فكرة ما إذا كان يوافق أو لا يوافق على وجودي 00وليس الأمر مهماً 00فأنا هنا لأودي عملاً 00)
توقفت مترددة عند آخر جملة كتبتها 00أجل إنها هنا لتؤدي عملاً 00فما هو الذي يشعرها بتململ في أعماقها ؟ هل ترتاب بأن المركيز صعب التعامل ؟
لا 00لاشيء من هذا ، ففي الواقع ذلك الإحساس الغامض كان متلازماً مع شيء لا تستطيع فهمه !!وبهزة من رأسها أنهت مذكرات يومها بجملة أخرى 00ولكي تحدد ماهي مشاعرها الآن : منزوية ، متفتحة الفكر ، أم محايدة كتبت ( الأبيض هو لوني اليوم !
لكن صدمة مواجهتها للماركيز في الصباح الباكر أعادت لها ذلك الإحساس على الفور الذي اعتقدت أنها تخلصت منه 0كان يجلس في كرسي دوار ، يبتعد قليلاً عن منضدته نصف مستدير نحو النافذة ، بحيث أن بريندا صدمت بجانب وجهه القوي المنحوت بدقة 0
هذا الصباح وهو ينظر نحو الشرق ، حيث الشمس تشرق ببطء ، بدت عيناه رماديتين كئيبتين 00والجناحان الفضيان على فوديه يتناقضان بشكل دراماتيكي مع شعره الأسود 0
أحست بريندا بتقلص معدتها 00وعاد ذلك الإحساس 00هذا إذا تركها أصلاً00وبخت نفسها لأنها تأثرت بوسامته المذهلة0
وهي تقفل الباب خلفها ، رأت أصابع يده اليمنى تمر بخفة فوق ساعته00وقال :
- أنت دقيقة جداً00كما توقعت تماماً 00هل جناحك مرض؟
- أكثر من مرض 00شكراً لك 0
لاحظت أن الكرسي الذي استخدمته خلال المقابلة قد أزيل من مكانه 00وأصبح إلى جانب المنضدة الكبيرة في مواجهته تماماً0
أشار جان مارك نحو الكرسي :
- اجلسي00سنبدأ العمل 00سنرتاح لتناول القهوة عند التاسعة0
جلست بريندا متوترة ، مذهولة للطريقة التي التقت عيناه بعينيها بشكل صحيح ، لم تعتد بعد على فكرة أنه لايستطيع أن يراها 0
سألها :
- أيمكنك أن تقرأي اختزال شخص آخر ؟ آخر سكرتيرة لي تركتني فجأة بسبب أزمة عائلية وآخر صفحات من مخطوطة المؤلف لم تطبع بعد 00من عاداتي الاستماع إلى آخر صفحتين أو ثلاثة قبل متابعة الإملاء0
- دعني القي نظرة ، فهذا يعتمد على استخدام المقاطع 00معظم المختزلين يطورون طريقة خاصة بهم 0
- أتعنين أنهم ينحرفون عن القواعد ؟
ابتسمت :
- أعني أنهم ينحرفون عن القواعد0
التقط دفتر ملاحظات عن الطاولة وسأل :
- لماذا تسليك الفكرة ؟
رفرفت بريندا 00مندهشة للطريقة التي قرأ فيها الابتسامة في صوتها 0
- أنا 00ليس الأمر هكذا 00إنها الطريقة التي عارضت فيها رأيي وقلت لي بالضبط ما أعني0
- ليس لدي وقت للدوران حول الموضوع0
أخذت بريندا الدفتر منه وقد أجفلت لملامسة أصابعه لأصابعها 00وأحمر وجهها بشكل غبي وأخذت تفتش لتجد آخر بضع صفحات من الاختزال 0
بدأت تقرأ بصوت مرتفع ، وما هي إلا لحظات حتى أصبح من الواضح أن أسلوب الماركيز في الكتابة مقتصد بقدر كلامه 00كان الأسلوب جداً واضح ، يتحرك ضمن مسيرة ثابتة أثارت اهتمام بريندا على الفور وأسرتها 0
كانت الشخصية الرئيسية لرجل اسمه وايلي ، رجل قاسي القلب ، يفعل أي شيء مقابل المال 00في هذه المرحلة من القصة كان في لندن يتلقى تعليمات عن مهمة طُلب منه تنفيذها في بلد استوائي في القارة الإفريقية 00
لم تكن المادة تشبه ما اعتادت بريندا أن تقرأه لكنها عرفت إنها ستتمتع بها 00ويالها من طريقة لكسب العيش ، وهي تراقب بفضول انكشاف غموض القصة !
منتديات ليلاس
- هل أنت جاهزة 00آنسة توماسن ؟
التقطت قلمها : تفضل0
ارتد إلى كرسيه وهو يميل عليها ، ويبدأ الإملاء00
( 00لم ينتظر وايلي ليسمع ما تبقى 00بل وقف على حين غرة على قدميه واتجه للباب 00يصيح بشورتمان -:- إنس الأمر 00المهمة مستحيلة 00نظر إليه شورتمان ببرود 00إنه يريد وايلي ولا أحد غيره 00
- ما قولك لو ضاعفت أجرك ؟ عند سماعه هذا استدار وايلي عن الباب ن وشفتاه مكورتان بتكشيرة :- سأقول إنها ممكنة 00)
بالنسبة لبريندا ، كان صباحاً غريباً 00طريقة جديدة للعمل ، كان إملاء المركيز يأتي باندفاع قصير وطويل 00وفي الصمت بين الجمل وهو يجمع أفكاره، لم تكن تحرك عضلة خوفاً من أن تلهيه أو تزعجه 00وما إن حلت الساعة التاسعة حتى كانت متلهفة لفنجان قهوة 0
وقف المركيز ، وتحرك قليلاً يمدد ساقيه بطريقة الفهد :
- لقد قرعت الجرس لغريفز 00سيأتينا بالقهوة بعد بضع دقائق 00كيف الحال ؟
- الإملاء على ما يرام 0
كم هي كفاءة هذا الرجل ، كم هو منظم !
نظرة لساعتها :
- مسيو لو مركيز 00أود الاتصال بالوكالة إذا أمكن 0لا شك أن المكتب مفتوح الآن ، ومن الأفضل أن يعرفوا أين أنا 0
- بكل سرور 00هناك هاتف في مكتبك المجاور لمكتبي تماماً0
أشار إلى باب مشترك في زاوية الغرفة لم تلاحظه من قبل :
- وبإمكانك كذلك توبيخهم نيابة عني ؟
- أرجو المعذرة ؟
- لقد جئت إلى هنا يوم السبت دون أي فكرة عن هذه الوظيفة 00كبداية ، لم يقل لك أحد أن هذه الوظيفة تتطلب الإقامة هنا 00لقد سمعت الانزعاج في صوتك آنسة توماسن ، وسمعت الطريقة التي حاولت بها تغطية نقص المعلومات التي وفرتها لك الوكالة 00وأنت الآن على وشك توبيخهم 00وهذا من حقك 0
غادرت بريندا الغرفة دون أن تقول شيء وجلست قرب الهاتف في مكتبها دون التقاط السماعة 00نباً! كم كانت شفافة خلال المقابلة ! كانت تعلم أن الحواس الأربعة المتبقية لمن يفقد البصر تزيد حدة وتصبح أكثر فعالية لكن المركيز يستطيع قراءة أي إحساس ، كل تأثر في الكلام ، كل تنهيدة أو ابتسامة!
لم تكن بيتي في الوكالة 00وبدا أنها لن تعود إلا قبل الغد ، تنهدت وأعادت السماعة لمكانها 00كان غضبها قد تلاشى ، فعلى أي حال لقد حصلت على العمل وهي تقوم الآن بعمل جيد 0
لم يكن في مكتبها مدفأة نار ، لكن كان فيه سخاناً لتدفئة مركزية ، والأرض مكسوة ببساط صوفي سميك بلون صدئي يعطي الغرفة الحياة 00ولاحظت أن فيها آلة طباعة وبجانبها كومة من أوراق مطبوعة ، الصفحات الأولى من الفصل الأول لرواية المركيز 00أو رواية سكوت ستيفن0
عند عودتها إلى المكتبة 00تابع الوقت تقدمه بشكل مرض ، إلى أن ارتكبت بريندا أول غلطة 00حين توقف المركيز عن الإملاء سألته :
- أين يمكن أن تجد مخطوطتي آخر كتابين لك ، فأنا أرغب في قراءتهما0
أجابها بصوت لطيف :
- إنهما في الدرج الأعلى من خزانة الملفات 00لكن أطلبي من غريفز نسخاً مطبوعة ستكون أسهل عليك 0
ساعتها تخلت عن حذرها وسألته :
- هل مضى عليك زمن طويل وأنت تكتب 00سيد لو مركيز ؟
مرت ظلال على وجهه وغاب الهدوء المعتاد من صوته :
- كنت أكتب قبل أن تبلغي عهد المراهقة بكثير 0
شدت بريندا على قبضتيها وانغرست أظافرها في راحتيها 00ماذا من المفترض أن يكون هذا ؟ امتحان لقابليتها على تحمل الصدمات ؟ حسناً جداً 00لن ترد 0 لن تعطيه الرضا بسماع ردة فعلها ! إنها لم تقصد الإشارة إلى ماضيه ، بل كانت تتسأل فقط كم مضى عليه من وقت وهو يكتب باسم سكوت ستيفن 0 وتأكدت من شيء واحد 00لن تسأله بعد الآن أي سؤال يمكن تفسيره ولو من بعيد على أنه أمر شخصي0

موني الاردن 09-10-08 12:53 PM

الرواية حلوه كتير يسلموا و بانتظار التكملة

روح العبدلي 09-10-08 01:52 PM

شكراا :)
وممكن التكمله > ذربه :o

niso 10-10-08 08:28 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
يعطيكي الف عافيه وانتظار تكملتك

bobo doll 11-10-08 12:10 PM

الف الف مبروووووك على رجعت الدوام والقرف ... وعشان دي المناسبه الحلوه مره نزلت فصل كمان


4/ تذوب كالماء



تركت الأيام الأولى في ( سيلينا هاوس ) بريندا في حالة ارتباك 00
كانت مقتنعة أن المركيز رجل وحيد 00أختار أن يعيش بعيداً عن أي مكان ليحمي شخصيته الحقيقية 00كان يرتدي الأسود ولا يبتسم أبداً ، يكتب كتباً مليئة بالعنف 00مع ذلك يعيش في منزل مليء بالألوان ، والجمال والرومانس 0
منتديات ليلاس
على جدار الدرج ، وفي ردهة الطابق الأول حيث جناحها ، رأت لوحتين أخريتين من لوحات مارك 00وتذكرت بوضوح محتويات غرفة الجلوس 00هنا وهناك ، أشياء ثمينة وجميلة 00هناك أشياء كثيرة تسعد العين 0
كل هذا 00في منزل سكوت ستيفن ؟ كل هذا 00في منزل رجل لا يبصر ؟ لمن كل هذه المباهج البصرية ؟
خلال أربعة أيام ، حسب عملها ، لم يأت زائر واحد ، ولا حتى مخابرة هاتفية 0
أين هي زوجته ؟ هل سافرت إلى مكان أكثر دفئاً لتمضية الشتاء ؟ ربما تكون مجنونة لتفكر بأن تتركه يتم كتابه لوحده ؟ لكن المركيز قال أنه يعيش وحده 00ربما تركته نهائياً ؟
وجدت بريندا من الصعب التوافق معه 00فهل هو فعلاً صعب المراس ؟
كان الثلج لا زال يغطي الأرض ، ويحاول منع الربيع من الظهور 00لكن 00الربيع قادم لا محالة 00
أضاءت المصابيح وعادت للجلوس تتمتع بغرفة جلوسها ، مع أنها تشعر برغبة في الخلاص منها 00ربما السبب أنها تشعر بالوحدة 00ربما لأن هذا المنزل موحش كأمسياتها في لندن 00لكنها كانت تعرف هذا 00عللا الأقل ، المناظر حولها أفضل بكثير مما تراه من شقتها في بادنتغتون0
لقد عرفت لماذا أعطاها المركيز الوظيفة بعد رفضه لأربع سكرتيرات من الوكالة ، بالرغم من إشارتها الخرقاء لماضيه 00لأنها أظهرت أنها لم تضطرب لعماه ولا أحرجها أبداً ، فهو لا يتحمل أحداً لايستطيع التعاطي مع إعاقته كما يتعاطى معها هو 00بينهما على الأقل في هذه المسألة ، كان هناك تفاهم غير ملفوظ 00لكن لماذا تشعر بالحاجة للتواصل معه ؟00
كانت محاولاتها للحديث ، تصد بجملة قصيرة، لا تترك لديه أي شك أن لا يرغب في المزيد من التفاهم 0
دق غريفز عللا بابها بعد الثامنة بقليل ، وتقبلت منه العشاء مبتسمة 00وقالت له :
- طعامك دائماً رائع غريفز 00أين تعلمت الطبخ جيداً هكذا ؟
تابع تحضير المائدة على الطاولة الصغيرة أمامها ، وهو يقول :
- تعلمت ؟ لا أذكر حقاً00أظن هذا أمر طبيعي 00هل ستتناولين القهوة في ما بعد آنسة ؟
- لا 00شكراً00هل يتم إيصال كل شيء إلى المنزل ؟ أعني الخضار والسمانة و00
- أجل 00كل الخدمات العادية آنسة 00سأذهب إلى القرية غداً 0 هل هناك شيء تريدينه ؟
تنهدت : لا00لا00أنا فقط 00
كان غريفز مثله مثل المركيز ، لديه طريقة متفوقة في تحويل الحديث إلى موضوع آخر 00مع ذلك اغتنمت الفرصة لتسأله سؤال مباشر :
- لماذا يعيش المركيز في انكلترا ؟ أنا 00أذكر أنني قرأت في مكان ما أنه نصف إنكليزي ، في الواقع 00لكنني أذكر كذلك أن المقال قال أن منزله في باريس ؟
لم يتغير تعبير وجه غريفز وقال وهو يتحرك نحو الباب :
- كنت أعتقد أن الجواب واضح آنسة 0 لاشك أنه يحب المقام هنا 00عمت مساء 00آنسة0
التقطت بريندا الشوكة مقطبة 00ألم يكن غريفز الغامض ظريفاً الآن ؟ كيف يمكن للمركيز أن يحب الحياة هنا وهو يعيش كناسك ولا يمكنه أن يتمتع حتى بمناظر الريف الانكليزي ؟!
كانت الأمسية لا زالت أمامها ، وتسألت ماذا ستفعل بها 00لأول مرة لم تشعر برغبة في القراءة 00ربما ستجلس طويلاً في المغطس ، ثم تشاهد التلفزيون قليلاً 00لكن أولاً ستتصل بدان ، إنه يتوقعها في نهاية هذا الأسبوع ، لكنه لا يعرف بعد أنها ستعمل أيام السبت ولن تصل إلى ( سواري ) حتى بعد الظهر0
حياها دان بحرارة 00أكثر من المعتاد :
- بريندا ، أحمد الله على اتصالك 00كنت سأحاول الاتصال هذا المساء ، لكنني لم أجد رقم هاتف السيد غريفز ، هل هو رقم خارج الدليل أم ماذا ؟
ضحكت بريندا :
- بإمكانك قول هذا 00لكم ما الخطب ؟ كان بإمكانك الاتصال بمكتب بورك لتحصل على الرقم 0
- كنت سأفعل هذا غداً ، على أي حال لا شيء خاطئ سوى أنني كنت سأستبقيك بعيدة هذا الأسبوع ، فكلنا مصابون برشح مزعج 0
غاص قلب بريندا :
- أوه 00أنت تعلم أنني لا ألتقط الرشح بسرعة 00وسأجيء على أي حال 00أظنك ستكون مسروراً ليد تساعدك إذا لم يكن الولدان على ما يرام0
- لا تكوني عنيدة 00لا داعي للمخاطرة وأنت تبدئين عملاً جديداً0
وعطس كأنما يبرهن كلامه :
- لكنك بحاجة إلى مساعدة ، دان 00يمكنني على الأقل أن أطهو 00
قال أخوها بصوت حازم :
- لا00لاتفعلي 00والدة سالي قادمة غداً 00وستبقى معنا بضعة أيام 00وسنكون بخير 0
- وهل هي قادمة من ( ثاونتون ) ؟
كما كانت سالي الأم شخصية لطيفة جداً ، لكنها لم تكن ممن يتحملون طقس الربيع ، ومن الظلم المجيء بها من ( سومر ست ) لتعتني بثلاثة مرضى 0
وتوقع دان سؤالها :
- أعرف 00أعرف 00أنا لم أرسل في طلبها إذا كان هذا ما تفكرين فيه 00حدث أنها اتصلت وكلمها دايفد أولاً وقال لها بمرح إنه لم يذهب إلى المدرسة 00بعد ذلك لم أستطيع أن أبعدها 0
- هه 00هل أعلنت عن طلب مدبرة منزل ؟ أنا واثقة أنكم لا تتناولون طعاماً جيداً 00وعلى الأرجح أنكم التقطتم الرشح لأنكم بحاجة إلى الفيتامينات المناسبة0
ضحك دان :
- هذا ممكن 00لقد نشرت الإعلان في الصحف المحلية يوم الثلاثاء ، والأمس ،

بإمكاني طلب التزكية من ابنته0
ارتفع حاجبي بريندا قليلاً:
- وهل قلت لها أن هذا المنزل يحتوي على أربعة غرف نوم فقط لكن هناك ولدان للرعاية ؟
- طبعاً ؟
تركت بريندا منزل أخيها بعد الظهر واتجهت لتأخذ ملابس من شقتها ، 00ثم ذهبت لمنزل كاثلين 00كانت لا تزال متحمسة للحصول على رأي آخر حول المركيز 00ورأي كاثلين سوف تقدره 00تعرف أنها تستطيع التحدث إليها بثقة ، ومن المهم الاستماع لرأي امرأة 0
فتحت كاثلين الباب وابتسامة عريضة على وجهها :
- هاي ! ادخلي بريندا 00ادخلي ! مضى زمن طويل لم أرك فيه ! أنا مسرورة لأنك هنا 00فسيعطيني وجودك عذراً للتوقف عن التنظيف !
- لقد اتصلت بك عدة مرات في الأسبوع الفائت 0
ملأت كاثلين إبريق الماء ، وأخرجت فنجاني قهوة 0
- آه 00حسناً 00لدي أخبار لك ! كنت في ( ليدز ) وسأعود لهناك نهاية الأسبوع المقبل 00سأنتقل أنا وجون إلى ليدز بعد زواجنا ! لقد عرضت عليه وظيفة في المكتب الرئيسي 00وظيفة مكتبية ! أليس هذا عظيماً ؟ هذا يعني أنه لن يسافر كثيراً الآن 00وسيعود للمنزل كل ليلة 0
ابتسمت بريندا :
- إنها أخبار جيدة ! ماعدا أنني سأكون آسفة لفقدانك 00سأشتاق إليك 00إذن ستسافران عدة مرات إلى هناك إلى أن تجدا منزلاً ، أليس كذلك ؟
- أجل 00أوه 00هل تحبين تناول سندويش ؟
- لا 00شكراً 00وستنتقلان مباشرة بعد الزواج في نهاية شهر تموز ؟
مضت النصف ساعة التالية بحديث كاثلين عن خططها ، حفلة العرس , خاتم الزواج 00وغيرها 00أخيراً غيرت كاثلين الموضوع ن مدركة إنها تكلمت كثيراً عن نفسها 00
مالت إلى الأمام تربت على يد صديقتها :
- آسفة بريندا 00أنت لم تتفوهي بكلمة ، لقد اشتقت لرؤيتك وهذه هي المشكلة أعرف أنني كنت مقتصدة جداً بعد الخروج معك ، لكننا نحاول توفير كل بنس 00
- لا بأس في هذا 00أفهم0
- قصي علي أخبارك إذن 00سمعت أنك تعملين لسكوت ستيفن ! أمر مثير 00هه ؟ وسمعت كذلك أنه غريب الأطوار 0
لم تندهش بريندا لقيل وقال الوكالة الذي وصل كاثلين ، لكنها انزعجت للوصف المهين لسكوت ستيفن 00فضاقت عيناها مفكرة :
- إلى من كنت تتكلمين ؟ هل قالت لك بيني هذا ؟
- لا 00لكنني 00كنت أعمل مع أليكس ماديستون هذا الأسبوع وكان قد أجرى مقابلة مع سكوت ستيفن 0
تنهدت بريندا ، أليكس ماديستون انضم إلى وكالة بورك منذ ستة أشهر ، وهو على الأرجح أسرع مختزل 0صحيح أنه جذاب لكن لا عمق لشخصيته 00خرجت معه بريندا مرة واحدة وأحست بالضجر ، قالت لكاثلين :
- مع كل مظهره الجذاب فهو أسوأ رجل قابلته ، ولا يمكنه أن يفهم رجل مثل سكوت ستيفن 00لا استطيع أن أتصور لماذا أرسلته بيني للمقابلة !
- لا أعرف السبب 00لكنني سمعت أن عدة أشخاص أرسلوا إلى هناك 00وسأل اليكس على من حطت المهمة رحالها 00فقلت أنك بدأت العمل فعلاً قبل أسبوعين 00أوه 00لقد أخبرني أليكس كذلك أن السيد ستيفن أعمى00هل هذا صحيح ؟
- هذا صحيح جداً 00لكنه ليس غريب الأطوار ، أؤكد لك 00أنه غامض قليلاً 00هل سمعت شيء آخر عنه ؟
- لا 00لا شيء 0
إذن ما من أحد من الذين قابله عرف أن سكوت ستيفن هو مارك الرسام 0
- اسمعي كاثلين ، لا أريد لهذا أن تنتشر ، لكن سكوت ستيفن 00كان 00يعرف باسم آخر 0
- إذن سكوت ستيفن هو اسم مستعار 00خمنت هذا 0
- لا 00أعني بلى 00إنه 00ولست أدري أن كان هذا يعني لك شيء ، أنه جان مارك 00مارك اسم الشهرة0
ارتفع حاجبا كاثلين دهشة :
- الرسام ! ذلك الذي فقد بصره ! أجل 00بالطبع أعرفه 00وأنت لديك لوحة له 00أليس كذلك ؟
- إنها نسخة طبق الأصل 00أجل 00في الواقع اسمه الكامل لو ماركيز جان مارك دوبافندال00
أصغت كاثلين بهدوء بينما مضت بريندا تقص عليها كل شيء عن المركيز وأسلوب حياته 00أخيراً قالت بريندا :
- على أي حال 00لا أستطيع تقييمه 00هل لديك أفكار ما ؟
صمتت كاثلين برهة 00ثم :
- لا بد من وجود امرأة متورطة في كل هذا , فهل هو متزوج ؟
ابتسمت بريندا :
- ابحثي عن المرأة 00كان لدي فكرة مماثلة 00لكنه في الواقع مطلق 00ويبدو أن زوجته هربت مع ممثل 00نشرت القصة في الصحف 0
- هكذا إذن 00يبدو هذا غريباً 00أليس كذلك ؟ أعني أنه جميل المظهر 00وكل شيء لصالحه 00أستطيع أن أرى سبب انجذابك إليه 0غريب كيف أنه عزل نفسه عن الحياة تماماً 00لا يبدو أن عماه يشكل مشكلة كبيرة له 00ومما قلته لي 00فهو يتصرف جيداً 00أتسأل 00
- ماذا ؟
- 00لو كان لا زال يحب زوجته ؟ يشتاق إليها ؟
- إليان ؟ لا00لاأظن 00لا 00أعتقد أن هذا ممكن 0
قالت كاثلين بحزم :
- بل ممكن جداً 00يبدو لي هذا منطقياً 00ويبين سبب ماهو عليه الآن 00هل ترغبين في المزيد من القهوة ؟
- لا 00شكراً 00من الأفضل أن أذهب 00لا أريد أن أعود في الظلام 00فهناك خطر أن أضيع 00اسمعي ، سأعطيك رقم هاتفي 00لكن أرجوك لا تتصلي قبل الحادية عشرة 0
سجلت كاثلين رقم الهاتف ووعدت بريندا أن تتصل 00
بعد التفكير طوال طريق العودة ، صرفت بريندا النظرة عن فكرة كاثلين 00جان لا يزال يحب زوجته السابقة ؟ لا 00لا يبدو صحيحاً 00لكنها لم تتوقف لتسأل نفسها لم كل هذا التصميم ؟ ولم كل هذا الاهتمام ؟!
في الوقت الراهن هناك عمل ينتظرها ، ومغامرات وايلي ستلهها عن أفكارها 00أوقفت سيارتها في المرآب وذهبت فوراً للعمل 0
حين وصلت للردهة بعد أن أنهت طباعتها ، رأت المركيز يدخل عبر باب في نهاية الرواق 00 توقف واستدار بعد أن سمع وقع قدميها بالرغم من وجود السجادة السميكة :
قال :- مساء الخير بريندا 0
ثم رحل !!
لم يسألها كيف حالها ، ولا ما إذا كانت قد لاحقت ما تأخر عليها من عمل 00لا شيء 00دخلت غرفتها ورمت نفسها متعبة على السرير 00تتذكر تمتعه بالطريقة السخيفة التي وصفت بها دان !! لقد فهمها جان فوراً 00لكن هذا كان حديثهما الوحيد حتى اليوم 00
لن يسمح بأن يدفعها هذا لأن تكون منسحبة متحفظة مثله ، ! هكذا 00كانت تخبره متى سنحت لها الفرصة عن الأشياء اللطيفة التي كانت تحدث خلال سيرها في الأراضي المحيطة بالمنزل ، مثل الزهور الزعفرانية التي كانت تشق الأرض والنرجس البري بمحاولاته الشجاعة للبقاء بعد ثلج الشهر المنصرم 00أو كانت تخبره إذا خرجت للتفرج على واجهات المحلات ، أو أنها حضرت ندوة قراءة شعر 00أو عن الكتب التي استعارتها من مكتبته 00وبالطبع لم تكن تحصل على رد 00لكنها مع ذلك كانت تستمر في الثرثرة في وقت استراحة القهوة مصممة على أن لا تصدها تصرفاته ، مصممة أن تستمر في أن تكون نفسها 0
بعد حوالي الشهر من انتقالها للسكن في سيلينا هاوس 0حدث لقاء قصير خارج ساعات العمل جعلها تدرك أنها تصل للمركيز طوال الوقت ولو بطريقة محدودة 0كانت الساعة تكاد تصل للتاسعة مساءً حين خرجت إلى الحديقة 00كانت السماء سوداء مرصعة بالنجوم 00والقمر بدراً فضياً 00التقطت رائحة سيكار جان قبل أن تستقر عيناها عليه 00كانت ساقاه الطويلتان ممدودتين أمامه ، يداه داخل جيبيه ، يجلس دون حراك ضائعاً في أفكاره 00
كانت قد رأته هكذا أكثر من مرة ، في المكتبة عند الصباح ، يفكر 00يحدق نحو الظلمة التي تخصه وحده 00كانت تعلم في تلك اللحظات أنه لا يفكر في كتابه ، لأن عينيه تكون كليلتين ، رماديتين ، وتمر ثوان طويلة قبل أن يحس بوجودها 0
هكذا كان الآن 00جلست لإلى جانبه بصمت ، تحس بحزنه قبل أن يتكلم :
- السماء جميلة جداً اليوم 0
للحظات لم يرد 00لم يتحرك 00ثم أدار رأسه إليها :
- صحيح بريندا ؟
أكمل بصوت هادئ جداً :
- ارسميها لي إذن بالكلمات 00
بالكلمات 00؟! أحست بالرعب ، لأنها لا تريد أن تخذله ، غير واثقة مما يتوقعه منها :
- هيا بريندا 00لا تفكري في الأمر 00لاتحاولي أن تختاري الكلمات 00تكلمي فقط ، لديك أجمل طريقة في وصف الأشياء ، أتعرفين هذا ؟ أنها موهبة ! يجب أن تحاولي أن تكتبي عن نفسك ، وأعني ما أقول 00أرجوك ارسمي لي المنظر الآن 0
وفعلت 000تدفق الكلام منها بسهولة دون وعي 0رسمت السكون ، الصمت ، الأشجار وظلالها ، القمر ، النجوم ، حددت معالم البيوت والأنوار المشعة منها التي تستطيع أن تراها براقة غير متحركة 0
في تلك الدقائق القليلة 00أحست أنها سعيدة بشكل لا يصدق 00ما أروع أن تتمكن من إعطاء البهجة بمثل هذه السهولة والبساطة 00وما أروع أن سألها أن تفعل !
كان بإمكانها الاستمرار في الرسم إلى الأبد 00أرادت أن تسير معه في الأراضي كلها حول المنزل ، حول العالم ، وتصف له كل شيء تراه 0
لكن اللحظة السعيدة انتهت بسرعة 00فجأة وقف وتحرك مبتعداً عنها :
- أرجو أن تعذريني الآن 0
- جان 00؟
- يجب أن أفكر بعمل الغد 00تصبحين على خير 0
كان هذا كصفعة على وجهها ، وتدفقت الدموع من عينيها 00راقبته يسير مبتعداً وحزنه ملتف حوله كالعباءة 00كان حديثاً ممتعاً ، ولا شك أن مارك الفنان كان يتفجع على لحظات كهذه 0
صدمها إدراكها هذا فدفنت وجهها بين يديها التي أصبحتا باردتين 0جان مارك لا زال يلبس أثوان الحزن 00
أفلتت منها صيحة صغيرة بعد أن بدا لها كل شيء ، 00ووجدت نفسها فجأة مع أعماق جان مارك 00
فكرت بكل التناقضات في حياته ، في المنزل المليء بالفن والألوان 00وتصورته يتحرك في المكتبة ويداه تمران بمحبة فوق التماثيل 00إنه حزين على فنه 00ذلك الذي لن يتمكن بعد اليوم أن يبدعه طالما هو حي 00ولا أن يشهد هذا المنزل والجمال الذي فيه واللوحات المعلقة به 00لقد وضع جان الماضي خلفه وقاطع الجميع وكل شيء ما 00عدا فنه 00ماعدا الجمال 00هذه الأشياء لا يتحمل العيش بدونها 0
إنه يعرف كل أنش في منزله ! يعرفه حقاً 00إنه قادر على رؤية الجمال المحيط بوضوح يماثل وضوح رؤية بريندا بل أفضل بكثير00
في عتمة نهاية الليل كانت بريندا لا تزار تفكر والدموع تتدفق من عينيها 00دموع ليست من أجل جان 00بل لأجل نفسها 0استطاعت سماع كلمات دان 00ودوى اتهامه في رأسها 00أنت تقعين في حب هذا الرجل ، أليس كذلك ؟! وصاحت لنفسها عالياً معترفة : - أجل 00أحبه 00أحبه ! و لا آبه بشيء البته !
إنها تعرف أن هذا لن يأتيها سوى بتحطيم قلبها لأن جان مارك لن يشعر بشيء نحوها 0
كانت تعرف أن هذا سيحدث 00منذ البداية عرفت 00ذلك الإحساس الغامض المختلط بالتململ0
ابتسمت بحزن ، تفتح صفحات مذكراتها 00يالها من تعبيرات ملطفة ، وتبريرات ، تلك التي استخدمتها خلال أسابيع في جهد لإخفاء مشاعرها الحقيقية نحوه ، وياله من أمر سخيف تفعله ، تحاول أن تخدع نفسها هكذا !00لماذا لم تعترف أنها بدأت تحبه منذ البداية 00وأن هذا أخافها حتى الموت ؟
كونها تحب جان هذا أمر حتمي لا يمكنها تجنبه ، مثله مثل الأم الذي جاء مع الحب 00الاثنان لا يمكن فصلهما لأنها تعرف أن حبها لا طائل منه ، محكوم عليه بالاحتراق من أجل رجل لن يحس أبداً بحرارته 00
كانت العزلة ، والبرودة ، والتعاسة في داخل جان بعيدة عن الملمس 00لم يكن دفئه الظاهر وحساسيته والمرح حقيقة 00كانت مجرد طبقات سمح لها بأن تلمح بعضها لأنها حاولت جاهدة لتحصل على هذه الميزة ، لكن هذه الطبقات لم تخدعها 00فمن خلفها رجل تخلى عن الحياة بكل بساطة 00رجل لايهتم بشيء 00أوه 00رجل تجمد قلبه منذ خمس سنوات0
كيف يمكن أن تأمل لفتاة مثلها في إذابة ذلك القلب حتى لو تمكنت من أن تجد طريقاً يقودها إليه ؟ لن تستطيع 00
صحيح أنها في الفترات التي يتحدث فيها إليها تحس بأن هناك تفاهم وألفة بينهما 00إلا أنه يتراجع بعده فوراً وكأنه يحس أنه خذل نفسه 00أنه لا يريد الناس لا يريدهم أن يشهدوا طريقة حياته ، انعزاله عن العالم 00جان مارك بكل بساطة ، ليس في حاجة للناس 0
لقد فقد بصره ، قدرته على الرسم ، وهاهو الآن غارق في حزنه 00كانت غبية إذ اعتقدت أنه تكيف ! لا شيء لا أحد يمكنه تقديم العزاء لمثل هذا النوع من الفجيعة 00و لا عجب من وجود أوقات تستطيع فيها أن تشعر بحزنه وكأنه ملموس 0
نظرت إلى مذكراتها 00لم تستطع الاعتراف بكل هذه الأفكار على الورق 00إضافة إلى هذا 00ما تشعر به نحو جان هش جداً ومعرض للخطر 00وثمين أكثر من أن تصفه بالكلمات 00إذاً ستترك في الصفحة جملة واحدة فقط لن تخاطر فيها بأي تشويه للمشاعر ، للألم أو اليأس ، إذا بقيت ملتزمة برموز اختزالها 0 وكتبت بسرعة لوني اليوم هو الأزرق 0

ema82 12-10-08 01:12 PM

القصة جميلة جدا تسلم ايديك
:)

bobo doll 14-10-08 10:04 AM


7/ ليلة بلون الورد0



حين التقته في غرفة الجلوس , تلاشى بعض من ارتباكها ، كان جان يقف قرب المدفئة ، يرتدي ثياب سهرة ، ويبدو فائق الأناقة في سترة من المخمل بلون أحمر داكن وقميص أبيض مزركش 00بدت كل ذرة فيه ارستقراطية 00ومع لمسات الفضة في شعره ، بدا مميزاً ووقوراً جداً 0
ما أن رأته بريندا حتى أحست بانقباض في حلقها 0كم تحبه 00وسيم ، موهوب ، بعيــــــــــــــــــــــــــد المنال
عند سماعه لها ، استدار فوراً يتقدم إليها :
- بريندا 00تشرفني صحبتك 0
ضحكت بخجل :
- أظن أن الشرف لي ! هل ترتدي دائماً بمثل هذه الروعة للعشاء ؟
- آه 00لا ! أغير دائماً بالطبع 0 لكنني لا أبالغ هكذا عادة 0
- إذن ، لم الليلة ؟
- الليلة مميزة ، اليوم أول أيام شهر أيار 0
- وماذا 00؟
- إنه يوم مولدك00أليس كذلك ؟
أحست بالسعادة وخيبة الأمل معاً 00سرها أنه تذكر يوم مولدها 0 وخاب أملها لأن دعوته لها كانت بداعي الواجب وليس رغبة في صحبتها 0
تمنى لها السعادة ، ثم كانت هناك خطبة قصيرة بالفرنسية مرت دون أن تفهمها 0
ضحكت بريندا :
- أوه 00يا إلهي ! أنا لا أفهم ماذا تقول لكني واثقة أنه قول لطيف 0
- أنا أتمنى لك الصحة الجيدة مع إكمالك الرابعة والعشرين ، وأتمنى لك سنوات عديدة قادمة 0
أشار نحو الأريكة الأقرب إلى النار وجلس بجانبها :
- لا بد أنك تعلمت الفرنسية في المدرسة 00أخبريني 00كم هي جيدة فرنسيتك ؟
اختارت ردها بدقة ، تتذكر جيدا الجملة الافتتاحية في مقابلتها الأولى 0
- متوسطة0
فهم ما تعني على الفور ، وضحك بصوت مرتفع :
- أوه بريندا ! لا تكوني متوسطة أبداً 00إذا أردت فعل شيء 00أي شيء 00يجب أن يكون كاملاً !
- فكرة جيدة ! لكن عزيزي جان ، لسنا كلنا موهوبين مثلك 0
قال وهو لا يزال يضحك :
- هناك طريقة وحيدة لتعلم الفرنسية 00الذهاب لفرنسا ! أخبريني هل زرت يوماً باريس ؟
- لا00ام أذهب أبداً إلى فرنسا 0
وضع يده على قلبه وكأنه جرحته :
- هذا رهيب ! رهيب ! ويجب أن نفعل شيئاً 00
انتقل مرحه إليها ، فاسترخت سعيدة 00وماهي إلا لحظات ، حتى دفعها جان لتتكلم عن نفسها مجدداً 0
- قلت لي مرة إن والديك فكرا أن يوجهاك ‘لى المسرح وأنت صغيرة 00فماذا حدث ؟
- لا شيء 00كبرت 00وهذا كل شيء ! وبدا من الواضح ساعتها أن ليس لدي الجمال ولا الموهبة لعالم الأضواء 00وكما قلت لك ، أنا لست ذلك الجمال الذي تفكر به0
كان المهم أن تؤكد له هذا ن فهي لا تريده أن يتوهم شيء حولها 0
رد بصوت هادئ ومنخفض وجاد :
- وأنا قلت لك ، الجمال يأتي من النفس 0
أسرتها ملاحظته بالطبع ، لأنها تعرف أنه صادق 0عدا عن هذا ، كان يحاول أن يجعل ذكرى ميلادها سعيدة 0
- وماذا عن دروس البيانو ؟
- فشلت في النهاية 00مع أنها استمرت أطول من صفوف البالية والرقص الإيقاعي 0
- وهل أخذت دروس في الغناء ؟
نظرت بدهشة إليه :
- أجل 00لكن كيف عرفت ؟
- لقد سمعتك 0
- آسفة ؟
- سمعتك تغنين في الحمام 00وكان الغناء لطيفاً جداً 0
- أوه 00لا! لا يمكن أن تسمعني ! الجدران هنا سميكة جداً 00
ضج بالضحك :
- هدئي من روعك ما شيري بريندا 00أستطيع أن أسمع العشب وهو ينمو ! يجب ان تكوني عرفت هذا الآن 00تعالي 0
- إلى أين ؟
- إلى البيانو طبعاً 00ستغنين مقابل عشائك 0
- لن أفعل !
- إذن 00ستغنين لي0
- لن أفعل بالتأكيد !
لكنها وقفت مكملة :
- على أي حال سأنضم إليك في أغنية ثنائية 0
جلسا على مقعد البيانو ونظر جان إليها مترقباً:
- حسناً 00ماذا ستغنين ؟
قالت أول شيء خطر في بالها :
- ( أنت ضوء القمر ) أتعرفها ظ
ضحك :
- أعرفها 00لكنها تناسب ما بعد العشاء 00أما الآن فنريد شيئاً صاخباً !
فكر لحظة :
- حسناً جداً 00أعطني نغمة ( بوغي ) من الدرجة الثامنة للسلم الموسيقي 0
شهقت ك
- لا نستطيع لعب ( بوغي ووغي ) على أساس النغمة الثامنة !
- ولم لا ؟ الآلة هنا لمتعتنا 00أعزفي يا امرأة 00أعزفي !
وعزفت خمس دقائق وكانت منطلقة بأعلى صوتها بالأغنية المناسبة 00إلى أن خطر ببالها صورة غريفز في المطبخ والنظرة التي على وجهه 00فانهارت ضاحكة بهستريا 00حين تمكنت من أخبار جان عما تفكر به ، رعد ضاحكاً بدوره 0
تفوق غريفز على نفسه 00فكان العشاء ممتازاً ، وفي منتصف العشاء كانت بريندا تقارب النشوة في سعادتها ، ولم يكن هذا بسبب العشاء الفاخر وحده 0
حين أعطاها جان علبة صغيرة ملفوفة بشكل جميل ، نظرت إليه باتزان :
- لي أنا ؟ أوه 00جان 00ما كان يجب 00!
- بالطبع يجب 0 إنها مجرد إشارة صغيرة على افتتاني 00افتحيها !
كانت قلادة فضية على شكل فراشة معلقة في سلسلة ناعمة 00كانت رائعة جداً 00فتأثرت بريندا جداً 0
- إنها جميلة ! أنا 00أشكرك جان 0
- ماذا ترتدين الليلة ؟ فستان ؟
- أجل ، إنه كحلي بلون منتصف الليل ، بياقة مفتوحة والقلادة ستزينه بجمال 0
وضعت القلادة حول عنقها وهي تشعر بتأثر 0
وكان لدى غريفز مساهمة في يوم مولدها 0حين جاء بالحلوى ، قدم لها علبة كبيرة من الشوكولا المصنوعة يدوياً :
- سنوات سعيدة عديدة آنسة ! و لا تقولي لي إنك لن تجرؤي على أكلها ً
قفزت دموع سخيفة إلى عينيها وهي تشكره بحرارة 0لا بد أن غريفز هو الذي أختار القلادة بالنيابة عن المركيز 00
لم يلعبا البيانو بعد العشاء 00فقد تغير المزاج ، وعادا إلى غرفة الجلوس يتحدثا وهما يتناولان القهوة 0
- هل كان هناك شيء خاطئ هذا الصباح ؟ اعني ، تلك المخابرة من الناشر ، هل كان يسأل متى سينتهي الكتاب ؟
- لا 00لا0روس العجوز كان مهتاجاً في الواقع 00لقد اتصلت به شركة سينمائية أمريكية 00يريدون إنتاج آخر كتاب لي كفيلم 0
- حقاً ؟ يا إلهي ! هذا مثير جداً ! أليس كذلك ؟
- بالفعل ؟
نظرت إليه بدهشة :
- طبعاً أمر مثير ! وسيكون هذا رائع لمحبيك 0
بدا وكأنها لا يعرف عما تتكلم :
- محبين ؟
قراؤك 00يا سخيف ! أنا متأكدة أنهم سيسارعون لمشاهدة النسخة السينمائية لقصصك 0
أخذ يفكر بالأمر ك
- أجل 00أعتقد أن هذه إحدى الطرق للنظر إلى المسائلة 0
- وأنا أعتقد هذا 0ثم أنت مدين لهم بذلك ، أعني أن لا ترفض0
- لم أرفض 0الأمر عائد لروس 00سيجني كثيراً من المال 0
ابتسمت لنفسها 00جان في موقف لا يفكر فيه بالمال الذي سيجنيه هو 00وأكمل يؤكد لها :
- لن أمانع 00لكن قيل لي أن الأمر سيحتاج إلى بعض الوقت في 00استشارات بسيطة مع المؤلف 00بإمكانهم المجيء هنا 0
أنهى التفكير مع نفسه بصوت مرتفع ، ونظرت بريندا إليه بارتياب 00هل يفكر بأن يربك كل روتين حياته ؟
إذن المسألة هي كما فكرت فيها تماماً 00! جان لا يهتم أبداً لسكوت ستيفن 00كتاباته كانت مجرد تنفيس ، وسيلة لإعطاء مخرج للطبقة الأعمق من نفسه 00واستعادة ذكرى ما كشفه لها غريفز ، طريقة فقدانه لبصره في جهد لإنقاذ رجل ميت 00يا الله 00لا عجب أن يكون بحاجة إلى متنفس !
وضعت بسمة في صوتها :
- أتعرف 00سألتك يوماً منذ متى وأنت تكتب ولقد أعطيتني 00رداً غير لطيف ! وكان ذلك سؤالا بريئاً 00كنت فقط أتساءل كم مضى وأنت تكتب باسم سكوت ستيفن 0
تحولت عيناه إلى لون بني متوهج ، مليء بالمرح :
- أذكر هذا 00والرد على سؤالك الحالي هو نعم ، كنت أكتب قبل أن أصاب بالعمى 00ولمجرد التسلية 0 وكنت أكتب الشعر 00هل اكتفيت الآن ؟
لم تقلق بريندا 00مع كل يوم يمر ، كانت تعرف المزيد والمزيد عن جان 00لكنها لن تتركه يعرف كم عرفت 00ليس بعد 00في يوم ما ستستخدم كل ما عرفته لتهز هذا الرجل حتى أعماقه 00ستعيده إلى الحياة , حتى لو اضطرت إلى جرحه بشدة 00لكن عليها أن تأخذ وقتها 00في هذه اللحظات ليس لديها ما يكفي من قوة لتؤثر عليه 0
منتديات ليلاس
- عزيزي جان 00يجب أن أتمنى لك الآن ليلة سعيدة 00وشكراً على الأمسية الرائعة 0
أعطاها تلك الابتسامة التي تجعلها تحس كأن الشمس أشرقت 00
- تصبحين على خير يا بريندا 00وشكراص لك ، لقد تمتعت بالأمسية أيضاً 0
- حقاً ؟ أتعرف 00أنت لغز محير 00أجدك مضيفاً رائعاً 00لكنك جعلتني أنتظر طويلاً لأنال حظوة قضاء المساء معك 00وأنت لم تدعني هذا المساء إلا لأنه عيد ميلادي 0
- لا 00هذا غير صحيح 00عيد ميلادك عذر جيد ، هذا كل شيء 0مجرد عذر للتطفل على خلوتك 0
- لست أنا من يحتاج إلى خلوة جان 00لو كنت أنت راغباً فأنا على استعداد لتناول العشاء معك كل ليلة 0
- عزيزتي بريندا 00أنت لطيفة جداً0
- لا دخل للطف في هذا 00لقد كنت فعلاً أنانياً 00وتعرف هذا 0
اعتذرت لتصرفك المعادي للاجتماعات ثم انسحبت تماماً ! أنا لدي احتياجات أيضاً 00وظننتك تلاحظ هذا 0 إذا أردتني أن أكون سعيدة حقاً هنا ن يجب أن تعطيني المزيد من صحبتك 0
انضم حاجباه في عبوس شديد ك
- أهذا ما تريدينه حقاً ؟
- أجل 00هذا ما أريد 00هذا ما أحتاج إليه 0
ابتسم وبدا سعيداً ، لكنه لا زال مرتاباً قليلاً 0
- حتى مساء الغد إذن 0
- - حتى مساء الغد جان 0
تركته بريندا في غرفة الجلوس 00صعدت السلم إلى غرفتها كل درجتين بخطوة واحدة ، وهي تعرف أنها حطمت الحاجز 00كانت مهتاجة 00ومع أنفاسها المتثاقلة كانت تغني :
- لوني اليوم وردي 00وردي 00وردي 00وردي !!

karamila 14-10-08 04:19 PM

الروايه روعة بوبو ننتظر التكملة بليززززززززززززز بسرعة

bobo doll 14-10-08 05:04 PM

انشالله ياقلبي احاول اخلصها بسرعه

bobo doll 16-10-08 06:04 PM

8/ ابقي بعيدة




منذ ذلك اليوم لم يفترقا ، كانا يعملان كرئيس وسكرتيرته ، ويتغديان ويتعشيان كصديقين 0كانا يلعبان البيانو دائماً مع أن بريندا كانت تفضل الجلوس والاستماع بدلاً من المشاركة 00جان كان طيباً ، حقاً طيباً 0 لكن يجب أن يكون هكذا ، فهو رجل موهوب جداً ، أي شيء يضع ذهنه فيه سيكون سيده 00وسيبرز فيه !
تحدثا وقت الغذاء عن الفن ، 00تحدثا في الموسيقى ، في السياسة ن والتاريخ ، وكان جان معيناً لا ينضب من المعلومات ، وازدادت معرفة بريندا وتحسنت أذواقها في أشياء كثيرة 0
سارا معاً حول أرض المنزل الواسعة تحت المطر أو الشمس ، وحين تراجع أيار أمام حزيران أصبحت الورود مكتملة 00لكن بريندا لم ترسم حديقة الورود له بالكلمات كما خططت ، بل قام جان لها بذلك 00وما كانت مندهشة 00فليس من المبالغة القول إن جان يعرف كل إنش من الحدائق كما يعرف المنزل من الداخل 00أتم الجنائنيون تشذيبها وقاموا بعمل رائع في المحافظة على المرجة وكأنها بساط أخضر 0ومع تحرك حزيران ليفسح المجال لتموز ، كان كل شيء في الحدائق رائعاً 00وقطعت بريندا الورود لتضعها في كل غرفة من الطابق الأسفل ، مما اضطر غريفز للخروج وشراء آنية جديدة 00لكنه كان سعيداً فقد أصبح من الواضح الآن أنه معجب جداً ببريندا 00وأعجب جان بالورود في المنزل 00وكان يسأل دائماً أين توجد بالضبط وفي أي نوع من الآنية هي 0
منتديات ليلاس
لم تعد بريندا تزور أخاها كما كانت تفعل بانتظام 0في الواقع كان دان متفقاً جداً مع مدبرة منزله ولم يعد بحاجة إليها 00وأصبحت زياراتها إلى سواري زيارات واجب لتسأل عن الولدين 00وكان جان يسألها دائما عنهما ، ويهتم بما يفعلانه 00أكثر من مرة , دعته بريندا للانضمام إليها حين كانت تخرج معهما لكنه لم يقبل أبداً 0
لكن الكتاب لم يسر مثلما يجب 00في بعض الأيام كان جان يتخلى عن العمل تماماً ، ويتناولان الفطور في الخارج فوق المرجة قرب بركة السباحة ، يتنعمان بشمس الصباح وبريندا تقرأ له الصحف 0 كانت بريندا راضية عن تقدم الكتاب ببطء 00فبالنسبة لها يمكن لجان أن يأخذ خمس سنوات لإكماله 0
كانت سعيدة بشكل محموم ، ماعدا معرفتها أن هذا الوقت الجميل سينتهي يوماً 00لكن مع انطواء الأيام أصبحت أكثر أملاً 00جان كان يتمتع وكانت واثقة من هذا 00ولو ظلت كتاباته تسير ببطء ، فلربما أبقاها معه دائماً00ولم تكن تأمل بشيء أكثر من هذا ، فمن الواضح المؤلم أن جان لم يكن يهتم بها جسدياً أو رومانسيا 0في الواقع ، وصلت علاقتهما إلى مرحلة لم يعودا يتلامسان 0وأي محاولة من الإمساك بيده أو ذراعه كان يقابلها بالصد ، لكن بطريقة لطيفة 00ولم يكن يقال شيء ما ، كان فقط يتجنب لمستها وتطبق الستائر فوق وجهه 00
بالنسبة لبريندا ، كان هذا مؤلماً ، لكنها تقبلت هذا ولن تحاول تغيير الأمور بأية طريقة ، فهي لا تريد أن تخاطر بأي نوع من الانسحاب في هذه المرحلة 0
أحبته إلى درجة الدمار ، إلى درجة لم تعد قادرة على السماح لنفسها بالتفكير باليوم الذي يجب أن تغادر فيه المنزل 00لكن كل الآمال التي احتضنتها في أن يوظفها جان بشكل دائم ، تشتت حين زاره الناشر روس 00وأمضى الرجلان بعد الظهر في المكتبة ، ولم يدعوا بريندا للجلوس معهما ولا حتى لتسجيل الملاحظات 00وكان واضحاً ، بهذا ، أن أية خطط كان يضعها جان للمستقبل لا يشملها ***رتيرة 0
لكن معرفتها هذه لم تخفف من اشتياقها لقضاء بقية حياتها مع الرجل الذي تحبه 00ولم تكن بريندا تريد أن يحصل هذا ولكنه حصل 00
أما جان 00حسناً 00من الصعب القول كم حقتت من تقدم بالنسبة لمشروعها الخاص 00بكل تأكيد ، بدا جان أكثر سعادة هذه الأيام 0000لكن لم يسمح لها بأن تعرف ماذا يجول برأسه : كيف يحس حقاً حول الحياة ؟ حديثهما لم يذهب أعمق من المواضيع العامة 00كان وكأنما هناك جزء من نفسه يرفض مشاركته أحد 0كان لا زال غامضاً جداً0
كان اليوم هو ثاني يوم سبت في شهر تموز 0خرجت بريندا للتسوق ولشراء زي تحضر به عرس كاتلين 00التقت الفتاتان باكراً بعد الظهر 00قالت كاتلين :
- كان يجب أن نفعل هذا في وقت مبكر 00بدلاً من تركه إلى ما قبل الزفاف !
لم تعلق بريندا 00كلن يجب أن تشتري ثوبها منذ أسابيع مضت 00لكن كاتلين كانت راغبة في مساعدتها على الاختيار ، وهي كانت في ( ليدز ) في نهايات الأسبوع التي سبقت ، وقامت بريندا بجهد لإسعاد صديقتها 0
- لا بأس 00نحن في منتصف الطريق ولم يبق لدينا أكثر من مئة متجر لنفتش فيها قبل أن نصاب بارهاق !
كانت الساعة قد وصلت للخامسة قبل أن تجدا الشيء المناسب ، نظرت الفتاتان إلى بعضهما في مزيج من الإرهاق والتعب والرضا 00وضحكت كاتلين :
- عظيم 00هل نطعم أنفسنا الآن ؟
- أكاد يغمى علي من الجوع !
بعد ذلك ، كانتا جالستين في زاوية مطعم إيطالي صغير 00قالت كاتلين :
- أتسأل إذا كان الأمر يستحق كل هذا العناء ! أعني كنت سأرضى تماماً بمراسم صغيرة في مكتب تسجيل الزواج 0لكن أهل جون أصروا على زفاف كنسي كبير ، أتصدقين هذا ؟ إنهم راغبون ( في الأفضل ) لابنهم الوحيد0
ضحكت بريندا ، غير مقتنعة بحجج صديقتها :
- وأنت أردت هذا كذلك ، هيا الآن ن أنا سعيدة جداً لك ، وأتمنى لك حظ سعيد 0
رفع شيء ما في صوت بريندا رأس كاتلين إليها بحدة 0أحست بالذنب ، لقد تركت طوال بعد الظهر دون أن تسأل بريندا عن حالها 00ولم يعد من الصعب الآن رؤية أن هناك شيئاً خاطئاً :
- بريندا 00بم كنت تفكرين 00إنه جان 00أليس كذلك ؟ ماذا 00كيف حالك معه ؟
- جيدة جداً 0
وأخبرت صديقتها عن الطريقة الرائعة التي نمت فيها علاقتها مع جان 00وكيف أنه دعاها للعشاء معه يوم عيد ميلادها ، وكيف أنهما منذ ذلك الوقت لا يفترقان 00لكن وهي تتكلم ، تمكنت حتى هي من سماع مرحها المزيف في صوتها 00وعرفت أنها لا تخدع كاثلين 00فتلاشى صوتها 00وقد صدمها تهديد الدموع ، حين وجدت صوتها ثانية ، أكملت ترفع يدها احتجاجاً :
- أعرف ماذا ستقولين ، كان يجب أن أترك منزله منذ أسابيع ، وما كان يجب أن 00أنا من خارج وسطه ، أعرف هذا 00في الأساس نحن من عالمين متباعدين ، وهذه هي المشكلة 00وأنا 00
جعلتها النظرة في وجه كاثلين تتوقف 00كاثلين فتاة ذكية ، وتعرف بريندا منذ وقت ، هكذا لم يكن من الصعب أن تعرف الحقيقة :
- لكن 00هذا لن يكون له فارق أبداً 00لو أنه مهتم بي 00أعرف هذا 00لكن 00أنا 00الأمرفقط 00
- أوه بريندا ! أكره أن أراك تتألمين هكذا 00أليس هناك أية مشاعر من ناحية جان ؟
تأرجح السؤال معلقاً في الهواء 00وهزت بريندا رأسها ك
- نحن صديقان ، وهذا كل ما في الأمر بالنسبة له 0
وصبت بريندا مافي قلبها لأذنين عطوفتين دون أي حرج 00ودون الأمل بشيء 00كاتلين صديقة طيبة وأكثر صدقاً من أن تعرض عليها أملاً ، في وقت يعرف كلاهما أن ليس هناك أمل 0
قالت كاتلين :
- كان يجب أن أرى هذا قادماً 00أول مرة أخبرتني فيها عنه ، كان يجب أن أرى كل هذا آتياً 00عرفت أنك معجبة به ، لكن 00أوه بريندا، يجب أن أقولها : الأمر ميؤس منه ! اقطعي كل ارتباطاتك واخرجي من هناك !
- لكن 00لكن 00ألا تظنين أنه مع الوقت قد 00
ولم تستطع إنهاء السؤال 00إنها تعرف الرد مسبقاً 00
- كاتلين 00لقد قلت لك وجهات نظري حول الطريقة التي قطع فيها نفسه عن الحياة 00الطريقة التي يشتاق فيها إلى الرسم 00إنني أحاول أن أظهر له أن هناك أشياء أخرى يستطيع أن يعيش لأجلها 00السعادة في مجرد العيش يوم بيوم 00وأعرف أنني تقدمت كثيراً 00هكذا ن ألا تظنين 00
بالغم منها عاد السؤال مرة أخرى ، فجاء صوت كاتلين لطيفاً وصارماً :
- لا 00لا أظن أنه سيقع في حبك مع الوقت 00ولو كنت في ذات وضعك ن كنت سآمل بهذا 00لكن ألا ترين أن فكرتي الأولى كانت محقة ؟ إنه لا يزال يحب زوجته ألا ترين ذلك ؟ إنه لم يقطع نفسه عن الحياة فقط بل عن المشاعر كذلك ، وهنا الحاجز الحقيقي 00بريندا 00إذا كان أحد قد تمكن من اختراق هذا الرجل ، فهو أنت 0وأنا واثقة أنه معجب بك كثيراً 00لكن 00
لم تنه جملتها ، لا تحتاج لأن تنهيها فقد أنهتها بريندا بنفسها 00
_ لكن طوال هذا الوقت ، لم يعط دليلاً على إعجابه 00
وأكملت كاتلين :
- أظنك تخدعين نفسك بأنه حزين على رسمه 00لقد خسر زوجته لرجل آخر ، وهذا ما لن يستطيع التغلب عليه 0
هزت كتفيها تنظر لبريندا بعجز وحزن :
- أنا آسفة ، لكنني أعتقد من الحكمة أن تغادري سيلينا هاوس بأسرع وقت ممكن 0
قالت بريندا بهدوء :
- لا بأس في هذا 0
لم تكن واثقة من صحة نظرية كاتلين ، لكن النصيحة جيدة ، ولا يهم من منهما على حق ، فالواقع يبقى أن جان لا يحبها مهما طال يقاءها معه 00
قالت وهي تودع كاتلين :
- سأشتاق إليك عندما تنتقليت شمالاً 0
- هاي ! لا تبعد ليدز مليون ميل! ستأتين لقضاء نهاية الأسبوع معنا من وقت لآخر 00ألن تفعلي ؟
- طبعا سأفعل 00إلى اللقاء 00أراك الأسبوع المقبل 00في الكنيسة 0
لم تضحك كاثلين 00ففي تلك اللحظة بدت تعيسة :
-أنا آسفة لأن الأمور انقلبت هكذا بالنسبة إليك بريندا ، في وقت أنا 0000
وصمتت مدركة كم أن الكلمات غير لبقة :
- أوه بريندا 00لطالما كنت صعبة الإرضاء بالنسبة للرجال ! ولقد وقفت الآن أمام رجل 00هو 00
أنهت بريندا كلامها :
- غير مكترث 00أجل ولا يمكن الوصول إليه 00أنت محقة 00أنت محقة 0
لامست ابتسامة حزينة شفتي كاثلين :
- هل ستغادرين ، وتفتشين عن عمل آخر ؟ لا 00لن تفعلي 00هذا ما ظننته !
هزت كتفيها 00وقالت بريدنا بصوت منخفض :
- أنا أوذي نفسي 00أعرف هذا 00لكن ما بيدي حيلة 00أنا 00سأضطر إلى تركه في القريب العاجل على أي حال 00لكنني لن أرحل قبل دقيقة من اضطراري للرحيل !0

bobo doll 16-10-08 06:06 PM

9/ لأجلها فقط 0




كون جان لا يزال يحب زوجته السابقة ، فكرة لم تعطها بريندا مصداقية في البداية ، أما الآن فقد جعلها الحديث مع كاثلين تعود مجدداً 00أيمكن أن تكون هذه الحالة ؟
هناك طريقة واحدة لمعرفة الحقيقة ، لكن بريندا انكمشت لمجرد التفكير فيها 00بإمكانها سؤالها عن ماضيه ، جعله يتحدث عن حياته يوم أن كان مارك 0لا داعي لأن تتكلم عن زوجته ، لكن بمجرد جعله يتكلم عن حياته كرسام ، ستتمكن أن تعرف ماهي مشاعره الآن حول رسمه 00بعدها ستعرف بالتأكيد ما إذا كانت نظرياتها صحيحة 00ما إذا كان حقاً فقدانه القدرة على الرسم ، هو ما يمنعه من أن يكون حياً 0
منتديات ليلاس
لكن فكرة طرق الموضوع أخافتها 00لم تتحدث معه يوماً عن مارك 00كان مفهوما ً من البداية أنه لا يريد هذا 0عدا عن هذا كانت تخشى أن ينقلب غضبه العميق عليها لو لامست مثل هذا الموضوع المتأزم 0هناك اعتبارات أخرى 00فلو اكتشفت أنها كانت تعمل على أساس خاطئ طوال هذه الأشهر ، فستضطر إلى مواجهة واقع أن لا جدوى من البقاء هناك أبداً0
لم تكن ترغب أن يتضح لها أن لا شيء تستطيع فعله لجان 00وطالما لديها العذر للبقاء ، فلحياتها معنى 0
مرت الأيام دون رحمة 00زفاف كاثلين جاء ومضى 0تابعت الحياة في منزل جان سيرها كما كانت طوال فترة الصيف الجميل 00تشارك جان وبريندا أياماً رائعة وأمسيات طويلة متكاسلة ، كصديقين 00طوال الوقت كانت بريندا تتعلق بيأس بالعذر الواهي ، إنها باقية لأجل جان 00واستطاعت تجاوز معرفتها بأنها تحضر لتحطيم قلبها لا محالة يوماً بعد يوم 00لأن حبها يوماً بعد يوم كان يزداد عمقاً 0
يا للأسف لو أن كتاب سكوت ستيفن جرت كتابته بالسرعة الطبيعية لكانت ستغادر سيلينا هاوس في أيلول 00فحجز خدمتها كان لستة أشهر ، أكثر أو أقل بأسبوعين 00لكن الكتاب لا يكاد يصل إلى نصفه 0 ولم يذكر لها جان أي شيء عن استمرارية توظيفها 00وهذا موضوع آخر كانت تخاف الخوض فيه 0
كانت قد أمضت طوال بعد الظهر في السرير مصابة بصداع ، وكان جان يعرف سبب مرضها 00لكنه هذه المرة لم يحاول تخفيف التوتر 0وهذا أفضل ، فهي الآن لن تتحمل اهتمامه دون ردة فعل ، دون الانهيار ، دون أن تخبره كم تحبه 00وهذا آخر ما ترغب أن تفعله 0
الليلة 000الليلة ستكلم جان 00لأجلها ولأجل جان معاً 00يجب أن تعرض هذا الموضوع بشكل حاسم 0لقد آن الوقت لمحاولة جعله يتكلم عن ماضيه 00وستعرف ساعتها أين هو موقفها 0
انتظرت إلى ما بعد العشاء , إلى أن جلسا في غرفة الجلوس 00كانا يجلسان بهدوء ، ويشربان القهوة 00بريندا مكورة على الأريكة تتمتع برؤية جان في مقعده المريح ، كانت تفكر بالمرة الأولى التي رأت فيها غرفة الجلوس 00هذه الفكرة أعطتها وسيلة رائعة كبداية لحديث :
- أتعلم أنني أحب هذه الغرفة حقاً ؟
ابتسم جان :
- أجل 00فلها جو نابض بالحياة 00أليس كذلك ؟ لقد كان هذا المنزل مكاناً سعيداً جداً في الماضي 0
- أتعلم 00أحب غرفة الطعام كذلك بكسوة جدرانها البيضاء والزرقاء 00ديكور المنزل كله رائع 00من صممه ؟
- صممته مؤسسة ديكور في لندن ، لكنني اخترت الألوان بنفسي بمساعدة غريفز طبعاً !
حين لم يتلق رداً على ما قال ، ابتسم :
- ألست مندهشة ؟ أم أنك أدركت حتى الآن أن لاشيء خاطئ في مخيلتي أو ذاكرتي للألوان ؟
- حدث هذا منذ زمن 00ماذا عن الأثاث ؟ أكان لأمك أم أنك جئت به من 00من باريس ؟
- بعضه لي 00لقد جئت معي بقطعي المفضلة 00مثل طاولة خشب الأطلس ، المرآة الأثرية هناك ، واللوحة فوق المدفأة 0
كانت بريندا تراقبه بحذر ، ومعدتها تتقلص :
- ولوحاتك ؟
رفع رأسه نحوها بسرعة ، بدهشة ، وكأنما خاب أمله فيها 00ثم تصلب وجهه وأصبحت نظراته محترسة 0
قال ببطء :
- حسناً جداً بريندا 00ما الذي تريدين قوله عن مارك ؟
- لا شيء بالتحديد 0 أنت من يقلقني0
بدا مسروراً لاعترافها 00لكن صوته كان متوتراً وهو يتكلم :
- وبعد ؟
أخذت نفساً عميقاً ، خائفة أن يفقد أعصابه 00
- حسناً 00لقد استبقيت لك أربعة لوحات لمارك 00ويبدو 00ويبدو هذا لي غير مناسب 0يجب أن تكون في معرض عام 00يجب أن تعطى للعالم 00وخاصة أن عددها لن يزيد أبداً 0
لقد بدأت 00وحضرت نفسها للموجهة 00مرت لحظة طويلة لم يتكلم 00وحين تكلم استخدم ذلك الصوت الهادئ الذي يحجب مشاعره :
- أليس لي حقوق ؟ ألا يحق لي الاحتفاظ بأربعة منها ؟
فكرت بالأمر جيداً :
- ربما لك الحق ، لكن 00لكنك تستبقيها بأعذار خاطئة 0
صمتت لحظة ، أصابعها مكورة بشدة ، حتى أن أظافرها كادت تقطع راحة يديها :
- أعتقد أنك تحتفظ بهذه اللوحات لأنك لا تستطيع ترك الماضي وشأنه 0
وحصلت على ردة فعل 00رحبت بها بريندا وخافت منها في نفس الوقت 00فقد وقف عن مقعده وأخذ يسير في الغرفة بخفة الفهد :
- أيتها الحمقاء ! لقد أمضيت خمس سنوات أفعل هذا بالضبط ! لقد تركت الماضي وشأنه ! والآن أتسمحين بأن تسحبي كلامك ؟ آرس لونغا 00فيتا بريفاز !
- أنا 00لا أعرف ماذا تعني !
- أعني أن الفن طويل ، والحياة قصيرة ، هل فهمت الآن ؟
- لا0
فجأة ودون توقع منها 00هدأ :
- حسناً جداً بريندا 00دعيني أشرح لك 00الفن يعيش طويلاً 0فإذا كان جيداً حقاً ن يعيش باستمرار في وقت يموت فيه أجيال من الناس 00وأنا فخور ومبتهج لأنني تمكنت من إنتاج هذا العمل ! وأشكر الله على الموهبة التي أعطنيها للعديد من السنوات ، لكنها ذهبت الآن وتقبلت هذا ، كل ما أتمناه أن يتقبله الآخرون 00سأبقى أعمى لما تبقى من حياتي 00وهذا شيء أعرفه 00اللوحات الأربعة في هذا المنزل هي لسعادتي 00صدقيني أستطيع أن أراها أكثر مما ترينها أنت ، وماذا يستطيع المرء أن يطلب أكثر من اللذة التي يعطيها الفن ؟ حين أموت هذه اللوحات ستمر إلى أيد أخرى تقدّرها 00ولا يهمني ما إذا كانت ستعرض للناس أو لشخص واحد 00طالما تعطي السعادة فكل شيء على ما يرام 0أنا لا أفكر على أساس امتلاكها 00بل أفكر على أساس أنها عندي كقرض 00موقتاً هي هنا لإعطائي السعادة 00وهذا لا علاقة له بترك الماضي وشأنه 0
كانت الخطبة رائعة 00إنه يقول الحقيقة وهي متأكدة من ذلك ، ويعني كل كلمة قالها :
- إذن 00أنت فعلاً تكيفت مع واقع أنك لن ترسم مجدداً ؟
- أجل 00لقد تكيفت 0
كل هذه الشهور وهي تحمل أفكار خاطئة 000خاطئة !
- تقول أنك ممتن لما أنعم الله عليك من موهبة والقدرة على إنتاج الجمال الذي سيستمر في الوجود عبر الأجيال 00وقلبك 00ألا يحن أبداً للعودة ؟
- عودة القدرة على الرسم ؟ لا لم يعد قلبي يشعر بشيء0
استدار عنها ، فأطرقت برأسها وعيناها تحرقهما الدموع 00هذا كل شيء 00لقد أصبحت أيامها معدودة 0 لم يعد هناك ما تستطيع القيام به لمساعدته ، ما عدا 00ربما 00
قالت بصوت لا يكاد يصل الهمس :
- فهمت 00لكن قل لي لماذا تبقى سجيناً هنا ؟ لماذا لا تخرج معي ولو لمرة واحدة ؟
استدار بسرعة :
- سجين ؟عم تتحدثين ؟ هناك فرق كبير بين السجين والناسك !ّ أنا أبقى هنا لأنني اخترت البقاء ، وليس لأنني مضطر! أحب الهدوء والخلوة 00هذا كل شيء 0
قالت تتحداه :
- حسناً جداً 00أثبت هذا لي 00أخرج معي هذا الأسبوع 0
كتمت أنفاسها 00أنها تريد هذا بشده له كما لها 00تريد ولو مرة واحدة أن تخرجه من المنزل 00أن تقضي أمسية جميلة معه ، تستطع أن تحتفظ في ذاكرتها بها بعد أن تتركه0
قال :
- لست مضطراً لأثبت شيئاً لأي كان بريندا 00لقد خيبت أملي 00لماذا أخرج بحق الله ؟
قالت ببساطة ، تدعو الله أن يكون مهتماً لأن يفعل هذا الأمر الصغير لجلها :
- لأنني أطلب منك هذا 00فسيعطيني هذا الكثير من السعادة 00جان 0
عادت إلى فراشها 00لكن لتقضي ليلة بلا نوم 00إذن جان ليس حزيناً لفقدانه لقدراته0الآن لم يعد هناك أمامه سوى خيار مواجهة ما يتعذر عليها الهرب منه 0لقد كانت مخطئة 00وكاثلين محقة !
في الأسبوع التالي ستغادره 00سيكون الآن أفضل منه لاحقاً 00ستقول له بعد أن يقضيا الأمسية في الخارج معاً 00ستحصل على هذا أولاً 00صحيح أنها رغبة سخيفة وتعرف هذا !! إلا أنها تريد أن تقضي أمسية معه بالخارج 00مجرد أمسية واحدة يقضيانها وكأنهما شخصان عاديان يتمتعان بموعدهما 0
ليس كثيراً أن تطلب هذا !
مضى يومان على هذا ن كانا يجلسان في المكتبة وقد عاد وايلي إلى نشاطه مرة أخرى 00لكن العمل لم يكن يجري جيداً ، واختارت بريندا لحظة سيئة لتقول لجان عن خطتها :
- هل اشتريت لنا بطاقتين للأوبرا؟ بريندا 00هذه فكرة سخيفة 00أنسها !
- هل ستتراجع عن وعدك ؟
- أنا لم أعدك بشيء 00أنت تفترضين الكثير !
لم تستطع أن تغضب منه ، إنه محق فهو فعلاً لم يعدها بشيء 0
- ولماذا هي فكرة سخيفة ؟ لو أنني دعوتك إلى البالية لفهمت وجهة نظرك 00لكن هذه موسيقى جان 00ولا تحتاج إلى عينين لتتمتع بالموسيقى الجيدة 00وأنت تتمتع بالموسيقى ، ولا تستطيع أن تقول لي العكس 0
كان صعباً عليها الظهور بمظهر طبيعي 00لكنها أكملت ك
- ظننت أنها ستكون أمسية جميلة لنا 00وستكون بكل تأكيد تغيير بالنسبة لي 0
ها قد طارت كبرياؤها من النافذة 0لكنها لم تتوقف :
- أنا 00حجزت مقصورة خاصة كي لا يزعجنا أحد لو وصفت لك المنظر وأخبرتك ماذا يرتدي الجميع 00أرجوك جان 00أفعل هذا لأجلي 0
تنهد مارك داخلياً 00أفعل هذا لأجلها ؟ يا إلهي ! سيفعل أي شيء في العالم لأجل هذه الفتاة 00أي شيء ! 00لقد حاول طويلاً مقاومتها من البداية 00لكن مقاومتها كانت كمحاولة السباحة في الرمال المتحركة 0
لقد أصبح يعرف بريندا أكثر مما تعرف نفسها 00إنها تفعل هذا متعمدة 00لكن ليس من المفترض أن يعرف هو بهذا 00آه 00يالها من طفلة حلوة ثمينة ! لقد تمشت معه ، عملت معه ، تحاربت معه ، تحدثت وأصغت إليه 00كانت عيناه ، وسمحت له بعض الأحيان أن يكون عينيها 0
فعلت كل هذا لأنها اللطف بعينه 00ولأنها بحاجة ماسة لأن يحتاجها أحد 00
لقد سمح بلطفها وتقبله لأن التقبل عطاء 00لقد أراد كثيراً أن يعطيها ، أن يجعلها سعيدة 0وهي سعيدة الآن 00ليبارك الله قلبها ، وستترك المنزل وهي تعلم أنها حركت جان مارك ليعيش من جديد 00وهو فهم هذا 0
كان إخراجه من عزلته هو هدفها الرئيسي الآن ، وما من شك أنه هدفها الأخير 00أنه شيء تمهد له منذ شهر 00وسيذهب 00سيعطيها الأمسية التي ستذكرها دوماً ، وسيظهر أنه يقضي أجمل أمسية في حياته 00لأجلها ؟أجل 00سيفعل هذا لأجلها !
رأت بريندا وجهه ينفرج بابتسامة ، وطار قلبها فرحاً 00لقد ربحت ! ربحت !
- هل ستخرج معي ؟ ستخرج ؟ كنت تمازحني ، أليس كذلك ؟ التذكريتين ليوم الجمعة ، أيناسبك هذا ؟ هاي 00سأذهب لأجد غريفز 00فكر فقط أنه سيتمكن من أخذ أمسية كاملة من الراحة !
ضحك جان :
- أنا سأقول له 00لقد فكرت لتوي بأمر ما 00النظرة التي ستكون على وجهه حين يعرف أنني سأخرج 00لن تتمكني من تحملها 00لذلك سأقول أنا له !
وكانت أمسية للذكرى 00مرة حلوة، نظرت إليها بريندا كخطوة هائلة إلى الأمام لمصلحة جان 00وكنهاية لفصل جميل جداً من حياتها 0
ارتديا أفضل ما لديهما ، وقادت بريندا سيارة جان الجاغوار إلى قلب لندن 00كانت تعرف أنها لا يمكن أن تحبه أكثر من هذا ، ولكنها كانت تحس بتقارب أكبر بينهما هذا المساء ، ليس فقط لأن جان مضطر للإمساك بذراعها ، بل كذلك لأنها أحست أنه يتمتع بوقت رائع 0
جلسا خلال الأوبرا يحضران عرضاً مفضلاً لكليهما 00من وقت لآخر ، كانت تهمس له ، ترسم بالكلمات المشاهد والديكور والأزياء وضحكا معاً لسخافة الحبكة المسرحية ، وبقيا صامتين والمؤدون يغنون من كل قلوبهم 0
مع انتهاء العرض أعلن جان أنه سيأخذها إلى العشاء في فندق ( السافوي )00
كانت قد أدارت المحرك لتوها ، وأصيبت بصدمة :
- السافوي ؟ أوه 00لقد ظننت 00
كان لديها أفكار خاصة حول عما سيفعلان فيما تبقى من السهرة 0
نظر إليها جان بحيرة :
- تشعرين بخيبة أمل 00لماذا ؟
- لا لست هكذا 00هل حجزت ؟
- لا 00ليس الحجز ضرورياً في مثل هذه الساعة من الليل 00بريندا هل من خطب ما ؟
- أبداً ! الأمر فقط أنني فكرت أن نذهب في نزهة بالسيارة 00إنها ليلة دافئة جميلة 00فكرت أن نجلس على تل مرتفع قرب المنزل 00تل يشرف على الأضواء اللامعة في البلدة الجديدة 0
ابتسم :
- آه 00! لنعود شباباً 00! يا لهذا الطيش ! لكن ماذا سنفعل بخصوص الطعام ؟
ثارت حماستها لأنه وافق على خططها :
- هناك محل يبيع سمك ورقاقات البطاطس خارج مطعم السنونو 00
ولم تكمل حديثها فقد كان يضحك بشدة :
- ماذا بك ؟ ماذا قلت ؟
فجأة أخذت تضحك بدورها لأن ضحكته معدية ، ومضت برهة طويلة قبل أن يتمكن من الكلام ، بينما بريندا تنطلق بالسيارة :
- بريندا لا أصدق هذا 00ها أنا أعرض عليك عشاء فاخر في فندق سافوي ، وأنت تريدين الجلوس فوق تلة وأكل السمك ورقائق البطاطس 00لا أظن أنني قادر على تحمل هذا !
قالت بصوت معاتب :
- جان مارك ! لا تقل لي أنك عشت حياة الطبقة الراقية حتى إنك لم تذق الطعام الانكليزي الشعبي ؟
- لا تكوني سخيفة 00لقد عشت على أشياء مماثلة أيام الدراسة أو ما يماثلها في فرنسا 0
- إذن لماذا تضحك كثيرا ؟
كانت نصف آسفة لسؤالها هذا ، لأنه تجهم فجأة وأحست بعينيه على وجهها :
- أنت لا تأبهين البته لثرائي 00أليس كذلك ؟
ردت بجدية مماثلة :
- لست أدري ما تعني 00أتعني الثراء المادي ؟
كانت ضحكته جوفاء :
- وما غيره ؟ أنا في الواقع مليونير ياحلوتي 00خلال أيام حياتي ، صرفت قدراً كبيراً من المال كذلك 00وها أنت تشترين تذاكر الأوبرا وتعرضين شراء العشاء لي !
جعلتها لهجته تشعر بارتباك بسيط 00ما الذي يدور في دماغه ؟! لم تستطيع فهمه أبداً 00فقد أخذ الحديث منحنى غريب بالنسبة إليها ، وقامت بجهد لإعادة الضحك :
- هاي 00مهلك قليلاً 00! أنا لم أقل شيئاً عن دفع ثمن السمك والبطاطس 00
ونجحت 00على الأقل في الوقت الحاضر 00فقد عاد جان إلى طبيعته لكنها في ما بعد لاحظت أنه أصبح هدئ ومحترس 0
كانا يجلسان على التلة ، يتمتعان بالمنظر كل بطريقته حين أحست بريندا بدافع لتسأله ماذا به ! لكنها لم تسأل ، أبقت فضولها مكبوتاً، لأنها خافت بيأس أن يفسد شيء عليهما الأمسية 0
كان جان في الواقع يبعد أميالاً ، سنوات عديدة في أفكاره 00يا الهي ! لماذا يفكر بإليان الآن ؟لماذا الآن في وقت كل شيء يريده هو الإحساس بقرب بريندا ؟ جسدياً كان يحس بوجودها 00كان عطرها الوردي الرائحة يختلط بهواء الليل النقي يغزو أنفه وأحاسيسه 00كانت تجلس قريبة جداً منه حتى يكاد يحس بكل حركة لرأسها ، ويرى تقريباً عينيها تشربان بعطش من المنظر الذي أمامها ، كم تتمتع بالأشياء البسيطة ! يا لها من طفلة 00بريندا !
لقد بدا يحبها منذ زمن بعيد 00يوماً بعد يوم ، كان ذلك الحب يزداد عمقاً 0لكنه لم يكن واهماً في حبه 00ويعرف أن لاشيء سينتج عنه 00لا شيء أبداً 00لقد تأخر الوقت كثيراً 0
عما قريب سترحل ، ولن تعرف أبداً أنها رمته مباشرة إلى عذاب أسوأ بكثير مما كانت عليه حياته من قبل 00وكيف يمكنه أن يستمر في العيش دونها ؟وذكر نفسه أنه أستطاع من قبل أن يتكيف ، لكن هذا لن ينفع الآن 00فالأمر مختلف 00مختلف جداً 00
لقد دخل في كل هذا وعيناه مفتوحتان واعيتان 00كما يقال 0 ولا مجال للوم أحد ماعدا نفسه 00لكن أيمكن أن يلوم نفسه لأنه إنسان ؟
أجل خاصة أنه علاف ما ستكون عليه النتيجة 00فمع حبه لبريندا الذي يتعاظم كل يوم ، كانت قوته تخونه 00لقد أراد المستحيل : أراد أن يمضي كل دقيقة لما تبقى من حياته معها ن أرادها بكل ما تعني كلمة حب من معنى 00لا يجرؤ على هذا ببساطة لا يستطيع الوثوق بنفسه ، وحبه لها هو إطلاق لعنان نفسه وهذا الذي سيجعل حياته المستقبلية جحيماً لا يطاق 0
تحركت بريندا إلى جانبه ، تقول شيئاً لم يسمعه 00بالرغم منه عاد يفكر بإليان 00التوى فمه بانزعاج وهو يبعد الفكرة عنه 0إنه لا يريد التفكير بها الآن 00ليس الليلة 00
- تعالي بريندا 00يجب أن نذهب ، لقد أصبح الجو بارداً 0
جاء صوته بحدة أكثر مما كان ينوي 00فنظرت بريندا إليه بدهشة 00أين كان مستغرقاً في أفكاره لتوه ؟ لماذا ازداد تجهمه طوال المساء ؟
- ماذا 00ماذا بك جان ؟ ما الخطب ؟
لم يرد 00وهي تصعد للسيارة أحست بالغثيان من شدة القلق ، نظرت إليه مرتبكة 00بدا مجهداً ، فانتظرت إلى أن دخل المنزل لتسأله مرة أخرى ما خطبه 00فحتى هذه اللحظة لم يكن لديها خيار سوى إعادة السؤال مرة أخرى ، جان لم يتكلم أبدا خلال رحلتهما ، وازداد ذعرها لفكرة أنها قد تكون ارتبكت غلطة مريعة في إقناعه بالخروج من المنزل 00أيمكن إن تكون أخطأت الليلة في سعيها لتظهر له أن الحياة لا زالت تتقدم ظ هل نجحت فقط في تذكيره كم ينقصه ؟
- جان 00أنت لم تتمتع بهذه الأمسية 00صحيح ؟
كادت تموت للتعبير المؤلم الذي مر سريعاً على وجهه 0
- كانت أروع أمسية أمضيتها منذ زمن طويل 00وأتمنى لو أنني فعلت هذا من قبل الآن ، شكراً لك 0
أحست بقلبها يخفق ويديها ترتجفان ، لماذا يكذب عليها ؟ ما الذي حدث هذه الأمسية ليجعله يتغير بهذا القدر ؟
دون تفكير مدت يدها تلامس يده 00أجفل قليلاً وأطبقت عيناه ، فسارعت إلى إبعاد يدها 00عرفت لحظتها أن الأمسية كانت غلطة شنيعة , وعرفت كذلك ما الذي يجري في رأسه 0
- الليلة 00ذكرتك بشيء ما 00أليس كذلك ؟ كنت 00كنت تفكر بماضيك ؟
لم ينكر جان هذا ولم يقل شيء 00بل هز كتفيه 0
غضت بريندا شفتها السفلى بقسوة ، ممتنة لأول مرة أنه لا يستطيع رؤيتها ، رؤية وجهها ، والألم فيه ، الدموع الصامتة التي أخذت تلمع في عينيها 00لو كانت راغبة في إثبات أن كاثلين على حق ، فقد حصلت عليه الآن 0لقد كان جان يفكر باليان الليلة :
- أنت 00كنت 00تفكر بزوجتك 00أليس كذلك ؟
نظر إليها بحدة وفضول 00وشدت بريندا من عزيمتها تحارب لتسيطر على النحيب المتصاعد إلى حنجرتها 00قال بنعومة :
- أجل 00في الواقع كنت أفكر فيها 00تعالي ، لنتناول شيئاً ساخناً قبل أن ننام 00أنا بحاجة إلى شيء 0
لم تتحرك 00فقد لزمها كل ذرة من قوة إرادتها لتسيطر على الهستريا المتصاعدة داخلها 00ولتجبر صوتها على الخروج بما يشبه الوقار :
- لا 00شكراً 00سأنسحب إذا كنت لا تمانع 00فأنا متعبة0
استدار جان وهي تصعد السلم ، وعيناه ضيقتان قليلاً :
- كما تشائين 00هل هناك شيء خاطئ بريندا ؟
تمسكت بريندا بدرابزين السلم لدعم نفسها 00أحست أن ساقيها تكادان تنهاران تحتها 00يجب أن تقول 00الآن 00ومع أن قلبها وروحها كانا يصيحان أن لا 00يجب أن تقول له أنها راحلة :
لا 00لكن كنت أفكر مؤخراً 00أن عملي 00الستة أشهر تكاد تنتهي 00أعرف أنني وعدتك أن أبقى إلى حين انتهاء كتابك لكن 00يجب أن نبحث الأمر في وقت ما 00نظراً إلى أنك لم تصل بعد لمنتصف القصة 00
جعلها التعبير الذي احتل وجهه ، تصمت 00هل هذه خيبة أمل ، حيرة أم ماذا ؟ لكن حين تكلم اتضح لها بألم أنه لم يكن خائباً :
- أجل 00يجب أن نبحث الأمر 00اتفاقنا كان فقط لستة أشهر 0 ولا يمكنك البقاء هنا لأجل غير مسمى 00ربما نتحدث بالأمر غداً ؟
- لا 00فأنا ذاهبة إلى حفلة عيد ميلاد ابنة أخي غداً 00ولن أعود قبل يوم الأحد 0
أصبح متصلباً معها :
- حسناً جداً 00سنتكلم يوم الأحد 00ليلة سعيدة 0
ما إن أغلق باب غرفة الجلوس وراءه ، حتى ركضت بريندا ما تبقى من السلم والدموع تتدفق على وجهها 0
رمت نفسها على السرير ، وذراعاها تلتفان بشدة على معدتها ، وكأنما هذا يمنع الألم في داخلها 00هذا كثير على مثل هذه الأمسية الجميلة ! وستكون فعلاً 00للذكرى 000هل ستتمكن يوماً أن تنسى أن المرة الوحيدة التي خرجت فيها مع جان ، أمضى فيها نصف الأمسية يفكر بزوجته التي فقدها لرجل آخر ؟ الزوجة التي لا زال يحبها !!


وانشالله الباقي قريييييييب

صمت مزعج 16-10-08 08:10 PM

انا نسخت القصة للمفكرة عشان انقلها للجوال واقراها قبل النوم ^_^

يعطيك العافية ياعسولة .. وبإنتظار التكملة

مودتي


: )

bobo doll 16-10-08 11:10 PM

شكرا يا صمت مزعج ( حلو الاسم )

وخلاص انشالله لك مني اكملها كلها وانزلها مره وحده عشان تكون متواصله


بس استنى شويا

أميرة & القلوب 20-10-08 06:23 AM

التكملة وينها امانه كمليها:(

karamila 20-10-08 07:40 PM

انتظر التكملة زمانى قادرة اصبر
استعجلى بليييييييييييييييييييييييييييييييز

bobo doll 21-10-08 11:36 AM

خلاص باقي اخر فصل اكتبو وبعدين انزلهم كلهم مع بعض

يعني انشالله بكره تلاقوها كامله

جوريا 22-10-08 12:39 PM

في انتظارك
 
السلام عليكم

لكي من اجمل باقة ورد بس فين باقي الروايه

وشكرا

bobo doll 23-10-08 03:27 PM

10/ خذي حبك وارحلي !





أزعجت محاولات التصرف بشكل طبيعي في حفلة ميلاد ابنة أخيها ، بريندا إلى أقصى الحدود 00وتهربت من منزل أخيها صباح الأحد الباكر ، وعادت بسرعة أكبر مما يجب إلى سيلينا هاوس 0
لكن ما إن وصلت إلى البوابات الطويلة الحديدية حتى أوقفت السيارة 00ثم تراجعت قليلاً ، لا تريد جذب اهتمام الكلبين 00إنها بحاجة إلى بعض الوقت لتفكر قبل مواجهة جان 0
أفلتت منها ضحكة جوفاء 00وقت للتفكير ؟ هذا كل ما كانت تفعله في الأسابيع العديدة الماضية ، ومع ذلك لا يزال تفكيرها مشوش 00ولأجل سلامة عقلها يجب أن تترك العمل لجان في أسرع وقت ممكن 00لكن لو أرادها أن تبقى حتى نهاية مدتها 00أربعة أو خمسة أسابيع أخرى 00فستفعل 0لقد وافقت على الاتفاق من البداية 00عدا عن هذا لن تستطيع رفض أي طلب له ، مهما سبب لها القبول من ألم 00
مدت يدها تدير المحرك ثم أطفأته على الفور 00ياإلهي!! ألن يتوقف دماغي عن الدوران في حلقات ؟ يا لضعفها وترددها 000!
دفنت وجهها بين يديها ، تحس بتعرق جبهتها 00كان داخل السيارة كالفرن وكانت تشعر بخفة في رأسها 00ماذا ستقول لو طلب منها البقاء ستة أشهر أخرى إلى أن ينهي كتابه ؟ ماهو العذر الذي ستعطيه للرفض ؟ هناك إمكانية كبيرة أن يسألها هذا 00فهي على كل الأحوال بارعة في عملها 00لكن كيف يمكنها البقاء ستة أشهر وهي تحبه وتريده00وتعرف إنه يريد امرأة أخرى ؟!!
كان دماغها يدور 00فأجبرت نفسها على الانطلاق بالسيارة وهي لا تزال عالقة في عذاب التردد 0
منتديات ليلاس
فتح لها غريفز البوابة 00ودخلت المنزل بالمفتاح الذي معها 00لم يكن هناك أثر لجان في غرفة الجلوس أو المكتبة 00في المطبخ رأت البخار يتصاعد من غلاية الماء ، وافترضت أن غريفز أخذ القهوة إلى غرفة جان 00لكن هذا غريب 0لماذا هو في غرفته في يوم جميل كهذا ؟
صعدت إلى جناحها 00وما إن انتهت من ارتداء ملابسها ، حتى قرع غريفز الباب 00ودخل يبدو عليه الاضطراب والحيرة 0
- ما الأمر غريفز ؟
- لست أدري حقاً آنسة ، مسيو مارك كان مكتئباً جداً اليوم 0لقد امضي الكثير من الوقت على الهاتف 0و00سهر كثيراً ليلة أمس 0
- لا شك أنه يفكر بكتابه 00إنه لا يسير على ما يرام 0
- على أي حال آنسة ، عرف بعودتك 0وطلب مني أن أسألك الذهاب إليه 00إنه في غرفة الجلوس الآن 0
- سأنزل حالاً 00شعري مبلول 00سأمشطه قليلاً 0
انكمشت معدتها 00إذن جان يريد التكلم معها مباشرة ! سيطلب منها أن تبقى ، أن تنتظر لحين انتهاء عمله ؟!
لم يكن جان في غرفة الجلوس 00كان يجلس خلف منضدته في المكتبة 00وتذكرت بريندا أول مقابلة لهما 00كان يرتدي الأسود كما كان يفعل في الأيام الأولى ، وتسألت عن مزاجه الآن 0
لم تكن المنضدة هي الحاجز الوحيد بينهما 0كان متباعداً جداً 00
- جان 00.
لم يحاول الالتفاف حول الموضوع :
-بريندا ، لدي أخبار جيدة لك ، أخبار تناسبك 00لقد اتصل بي روس بالأمس ويريدني السفر إلى أمريكا معه يوم الجمعة 00سنستقل الطائرة بعد الظهر إلى كاليفورنيا 00وسنبقى هناك بضعة أسابيع لنجري نقاشاً مع كاتب السيناريو ، ومخرج الفيلم 00وبالطبع ، أنا لا أطلب منك مغادرة المنزل فورا منتصف الأسبوع يناسبك أكثر 00لكن هذا وضع نهاية لنقاش كان سيجري بيننا 00أليس كذلك ؟
مهما طالت حياتها، لن تنسى بريندا صدمة كلاماته 00ترك المنزل وسط الأسبوع ؟ وسط الأسبوع !!؟ ارتفعت يدها إلى فمها ، وكل ما استطاعت أن تفكر به في تلك اللحظة هو انحراف النفس البشرية 00أفلت القرار من يدها 00وقال لها عقلها إن هذا أفضل 00لكن قلبها بدا إن له إرادة بنفسه 00إنها ليست مستعدة لهذا بعد! ويجب أن تواجه الحقيقة الآن 00كانت تعتمد على البقاء معه شهر على الأقل 00
- بريندا ؟
حاولت السيطرة على نفسها 00كان كل شيء من حولها يتحطم إلى شظايا صغيرة 00
- أنا 00ألا يمكن 00أن أجيء معك ؟ أعني 00أنا لا أفكر بالمغادرة فوراً و00ستحتاج إلى سكرتيرة 00
لوح بذراعه دلالة صرف نظر :
- لا 00روس سيأخذ سكرتيرته الشخصية 00آسفلهذا 00لكنني أعرف أنك لن تواجهي مشكلة في إيجاد عمل جديد 00
نظرت إليه عبر ستارة من دموع والغصة في حلقها تجعل من الكلام مستحيلاً 00كيف تمكن من إبلاغها هذا ، هكذا ؟ كيف يمكنه أن يتحدث كرجل أعمال ؟ كل ما يشعر به شيء من الإحراج لأن فترة الإنذار بترك العمل قصيرة 00ولهذا هو متباعد ! ألا يهتم بها ؟أليس لديه فكرة كم يجرح مشاعرها ببروده هذا ؟ وبعد خمسة أشهر من الصداقة !!
لم ترغب في قول شيء من هذا 00لكن حاجتها تغلبت على منطقها وعلى كرامتها :
- لا 00فهذا وداع كما أخشى ، لكنني أود أن أقول 00
- لكن يمكنني انتظارك ! أستطيع البقاء مع غريفز 00
- لا تكوني سخيفة 00أينما أذهب ، يذهب معي غريفز 00
- وماذا عن الكتاب ؟ لم نكد نتجاوز منتصفه ؟
وكادت تضحك على خداعها لنفسها :
كان صوته هادئاً كعادته :
- تعرفين كما أعرف أن الكتاب كله أخطاء 00يجب أن أعيد التفكير به لأبدأ من جديد 00ولا أستطيع أن أقول متى سأعاود كتابته 00احتاج إلى راحة لبضعة أسابيع 00لا احتاج للعمل بنفس السرعة التي كنت أعمل بها 00وتعرفين بالضبط ما أعني بهذا 00أليس كذلك ؟
أوه 00بلى تعرف تماماً ما يعني بكلامه 00هذه الأيام ليس غاضباً جداً ، لذا لا يحتاج إلى التنفيس عبر الكتابة 00ليس غاضباً لكنه لا زال غارقاً في ذكريات إليان !!
أخذ رأس بريندا يدور 00أحست أنها قريبة من الإغماء 00كانت يداها ترتجفان فأمسكتهما بشدة معاً وكأنها تصلي ك
- أنا 00لا أفهم لماذا أنت ذاهب إلى أمريكا 00لقد قلت إن باستطاعة هؤلاء الناس أن يأتوا إلى هنا 0
ابتسم فخوراً بنفسه :
- أعرف 00والشكر في كل هذا لك 0أخرج من المنزل في أسبوع ، وأغادر البلاد في التالي !
أرادت بريندا أن تضحك لهذه السخرية 00إذن لقد أعادت جان إلى العالم الخارجي 00وسيغادر البلاد ويتركها 00
لو أنها تستطيع الذهاب الآن محتفظة بوقارها 0لو أنها فقط تستطيع إيقاف هذه الدموع وتصافحه وتتمنى له الخير 00بكل تأكيد هذا أفضل 00والأفضل أن لا تراه مجدداً 00أبداً! من الأفضل أن تحرم من بضعة أسابيع أخرى معه 00أسابيع ستكون مرة حلوة كتلك التي مرت
لكن المنطق لا دور له هنا ، وانهارت 00تنتحب بهدوء وعجز محطمة :
- بريندا 00أرجوك 00
كان في صوته شيء من الدهشة 00ومد يده ببرود إلى جيبه ليعطيها منديله :
- بريندا 00لماذا تكدرت بالله ؟ أنا ممتن لك وتعرفين هذا ، كنت لطيفة جداً معي في الأشهر الأخيرة 00ولن أنسى 00
قاطعته بغضب :
- لطيفة !! لطيفة ! جان 00أنا أحبك أتسمعني ؟ أحبك 00ولقد أحببتك منذ زمن طويل !
هيمن الصمت في الهواء بينهما 00لقد قالتها 00ولا يمكن أن تسحبها 00والأهم ، أنها لم تهتم بشيء أبداً 0لا تهتم كم أنها غبية كبيرة 00الآن ظهرت 0
لثوان طويلة بقى جان مارك دون حرك 0ثم تقدم إليها ، وعيناه مغمضتان بحيث لم تستطع قراءة أفكاره 0
- بريندا 00عزيزتي بريندا 00هل يتسع لطفك إلى درجة أن تقولي لي هذا ؟ يا طفلتي العزيزة !
دفعت يده عنها ، تكره منه محاولة إظهار العطف عليها :
- لا تتهمني جان بهذا 00لقد قلت لي كم أنا لطيفة عشرات المرات 00وأنت الآن تتهمني بذلك 00أنا أحبك 00أحبك أكثر من أي شيء في العالم 00وهذا أمر لا علاقة للطف فيه 0
تلاشى صوتها 00لا جدوى من كل هذا 00إنه لا يريد أن يصدقها ، أو أنه يرفض أن يصدقها ، وهذه طريقته بالبقاء من عزلاً لإبقائها على مسافة منه ، لأنه لا يستطيع بأية طريقة التجاوب 00لاشيء عنده يعطيه ، لاشيء يمكنه يعطيه لها 0
- بريندا 00إصغي إلي 00أشعر بالغرور لكلامك هذا 00لكن إحساسك ليس حقيقياً 00مع الوقت ، سترين أنه امتداد للطفك ، لطبيعتك اللطيفة ألا ترين هذا ؟ لديك قدرة عطاء كبيرة 00وهذا من الأمور الأولى التي عرفتها عنك 0 لقد أخبرتني عن طريقة عنايتك بوالديك قبل أن يموتا 00ثم حين التقط دان وولديه الرشح ، أول ما أردت عمله هو الإسراع إليهم 00حتى أنك أردت التخلي عن شقتك , وعملك كي تعتني به وبولديه 00فعلت كل هذا دون التفكير بنفسك 00وما كنت تفكيرين بحياتك الخاصة ، تدعين أنك واقعية ، لكنك رومانسية لأقصى الحدود 0وقد قلت لك هذا مئة مرة 00جئت إلى هنا ورأيت فيّ رجل عزل نفسه عن الحياة ، وقمت بجهد عنيد كي تتواصلي معي ، كي تظهري لي أن الحياة لا زال لديها أشياء تقدمها لي 00حسناً 00لقد نجحت وسأبقى إلى الأبد ممتناً لك لأجل هذا 0
تضاعف الألم في قلبها 00إنه يتكلم عن الامتنان وهذا آخر شيء تريده منه 00لم تقل سيء لا داعي لأن تقول شيء 00وأكمل :
- صمتك يخبرني الكثير 00أفهم مشاعرك 00تعتقدين أنني مخطئ ، تعتقدين أنك تحبينني 00صدقيني ، سترين الأشياء مختلفة جداً بعد مضي بضعة أسابيع 00عزيزتي ، أنا عشت أكثر منك وسرعان ما ستعرفين أنني محق ، ستعدين النظر في فترة إقامتك هنا ، وستكون ذكرى مبهجة كما أرجو 00لكنها لن تكون أكثر من ذلك 00مع الوقت ، ستلتقين بشخص ما وستحبينه حقاً ، وأرجو الله أن يكون شخصاً يستطيع تقديم حياة طبيعية لك و يستحقك 00
- جان 00أريد الذهاب الآن 00أشعر فعلاً أن الأفضل لي أن أترك الآن 00في الحال 0
نظرت لعينيه كانتا كئيبتين كما كانتا مرات عديدة فيما مضى 00إذن فهو يشعر بشيء نحوها ! ليس كثيراً ، لكن بما يكفي لكي لا يتمكن من إخفاء عطفه عليها 00ولم يكن هذا محتملاً لكليهما 0
قال :
- أجل 00ربما أنت على حق 00سيكون هذا الأفضل 0
تجرك مبتعداً فاتجهت مسرعة نحو الباب :
- دعيني أعرف متى كنت مستعدة 0
- لا ! لا تأت لوداعي ! إذا أردت أن تسهل علي ّ هذا قليلاً فابق حيث أنت 00أرجوك 0
هز رأسه ببطء وابتسامة متشنجة تشد أطراف فمه :
- وداعاً بريندا 0
- وداعاً جان
بقيت معظم ثيابها دون توضيب ورمتها في السيارة دون اعتناء 00كانت تتحرك كرجل آلي 00وكان غريفز يراقبها متكدراً :
- هذا كل شيء آنسة ، لم يبق شيء في غرفتك 00أنا 00لست أدري ماذا يجري لكنني آسف جداً لرؤيتك هكذا 0
أجبرت نفسها على الابتسام 00
- ستذهبان لأمريكا يوم الجمعة 00هذا ما يجري 0بعد خمسة أيام ، ستكون مع سيدك في كاليفورنيا المشمسة 00أوه 00غريفز 00لا تنظر إلى هكذا ! سيشرح لك كل شيء 0
- لكنك ستعودين 00ألن تفعلي ؟ حين نعود ؟
-
لا 00جان لن ينهي كتابه 00على الأقل ليس الآن 00إنه 00وداعاً غريفز 00اعتن بنفسك !
صعدت وراء المقود وأنزلن زجاج نافذتها :
- غريفز 00لديك عنواني 00إذا كان هناك 00إذا ظننت يوماً أنني قد 00أعني 00إذا كان المركيز 00
ولم تعرف ماذا تريد أن تقول 00لكن غريفز فهم :
- سأفعل آنسة 00أعرف مشاعرك 0
وراقبها وهي تبتعد 00مرتبكاً لانقلاب الأحداث المفاجئ 00ثم دخل متصلباً ليكلم سيده 00متلهفاً لكي يعرف ماذا يجري حقاً0
************************************************** ********** *****

عند منتصف الليل ، كانت بريندا لا تزال تلبس البنطلون والتي شيرت وتجلس في مطبخ شقتها ، تمسك بين يديها فنجان قهوة ومنذ زمن طويل 00لم تذكر أنها صنعته 00لا تذكر أنها قادت سيارتها من ( باكنغهامشاير ) إلى ( بادنغتون ) 00لكنها تتذكر كل كلمة مرت بينها وبين جان ، بعد ظهر هذا اليوم 00حتى آخر كلمة 0
لم يكن إحساسها يضاهي أي إحساس خبرته في حياتها 00الرجل الذي سمح لها أن تدخل عالمه بالقليل القليل من المشاعر ، تركها مع قلب يتألم بحبه 00وبالاضافة إلى هذا عرفان بالجميل 00كيق يمكنه أن يرجع حبها له إلى اللطف ؟ كيف يمكنه أن يخلط بين الاثنين ؟ 00ربما كانت هذه طريقته لتجنب المزيد من الإحراج 0كانت الساعة الثالثة صباحاً حين ذهبت للفراش أخيراً ، ولم تكتب شيء في مفكرتها 00وماذا يمكنها أن تكتب ؟!
استيقظت بريندا في الساعة الخامسة 00فبعد ستة أشهر من الاستيقاظ مبكراً ، تكيفت على هذا وسيطول أمد عودتها إلى طبيعتها 00ما هي إلا ثوان حتى امتلأ تفكيرها المشوش بالتساؤل :
ما الذي ارتكبته من غلط جعله لا يطلب منها البقاء ؟ سيغيب في كاليفورنيا أسبوعين فقط كما قال !! فلماذا لم يسألها متابعة الإقامة أو العودة بعد أن يعود ؟ لا يتعلق الأمر بخوفه من أن تحرجه 00فهي في تلك المرحلة لم تكن قد باحت له بمشاعرها بعد 0
كل ما فعلته أنها قالت لجان أنها تريد أن تناقش معه مسألة العمل 00لو أنها لم تقل هذا لم تقل شيئاً عن رحيلها 00لربما كان أبقاها معه 00ولربما كانت معه الآن 00
خرجت من السرير تشعر بالتعب 00مع حلول ساعة الغداء استحمت وارتدت روبها لتعود وتجلس مجدداً تحدق في الفراغ 00
ما كان يؤلمها هو الإحساس بالنبذ00لن تتغلب على الطريقة التي صرفها بها جان ببرود تام 00كل تعاليمها الأخلاقية وعقلها السليم لم يحضراها لمثل هذا أبداً 0
من كانت تخدع طوال تلك الأشهر ؟ يمكن للمرء أن يخدع نفسه فترة قصيرة إذا استطاع 00بالطبع كانت تأمل بمستقبل مع جان 00بالرغم من كل شيء استمرت بالأمل 00إنها من البشر 00وكيف لبشري أن يحب بمثل هذا العمق دون أمل أن يعود له ولو القليل من حبه ؟ القليل 00القليل فقط 0
قدم يوم الأربعاء وهي تجلس على الأريكة 00كانت تعيش على التوست والشاي فقط 00لا تزال ثيابها ملقية على الأرض 00لم يتصل بها أحد ولم تتصل هي بالعالم الخارجي 00حتى الوكالة 00فالعمل سيكون مستحيلاً لها الآن 00كل ما تريده أن تتكور في مكانها وتموت 00صحيح أن حياتها كانت فارغة قبل أن تلتقي بجان لكنها الآن قاحلة عقيمة ! بالنسبة لها لن يكون هناك سواه أو أحد مثله 00أنه كل شيء أرادته واحترمته في رجل 00
كانت لا تزال غير قادرة على النوم 00بعد منتصف الليل بقليل ، قامت بشيء لم تفعله من قبل ، خرجت من شقتها تسير في الشوارع لمدة ساعتين 00كانت تحاول أن تهدئ تفكيرها ، أن توقفه عن الدوران في حلقات فارغة 00أن توقف نفسها عن القول : لو أنني فقط 00 لو أنني فقط 00
صباح الجمعة أخرجها رنين الهاتف الحاد من غفوتها 00وسارعت لتجيب قد يكون جان !!ولكن 00قبل أن تصل للهاتف أنبت نفسها 00لن يكون هذا جان 00فحتى لو أراد 00لن يطلب عودتها الآن وقد بدت حمقاء أمامه وأحرجته بإعلانها حبها 00وكأنها مراهقة مهووسة 0
وكن دان :
- بريندا ، ما الذي يجري ؟ اتصلت بمنزل المركيز ليلة أمس وقال رجل لي ذو صوت أجش أنك لم تعودي تعملين هناك 00ماذا حصل 00هل أنهى كتابه ؟
- أجل 00أنتهى ، وانتهت الوظيفة 0
فيما بعد ستخبر دان الحقيقة 00لكنه لن يعرف أبداً ما حصل فعلاً 00لم تقل كلمة لدان 00بل بقيت هادئة وتركته يثرثر وهي تصغي 00لمحت نفسها في المرآة 00أنها تبدو كالشبح ، تحت عينيها دوائر سوداء 00شعرها غير مغسول غير مسرح 00وتبدو سقيمة 00
قال دان :
- أريد رؤيتك نهاية الأسبوع 0
- ماذا ؟ أوه 00لا 00لن آتي هذا الأسبوع 00أنا لست على ما يرام 00لا استطيع تتحمل الولدين 0
- لا أريد أن أراك أختي 00سأجيء لأراك 00هناك 00هناك شيء أريد أن أقوله لك 0
نظرت بريندا مستغربة لسماعة التلفون :
- حسناً جداً 00أعني بالطبع تستطيع المجيء 0
يا إلهي 00يجب أن تتماسك 00كيف تستطيع أن تخفي عن دان أن عالمها أنهار إلى قطع متناثرة ؟
- غداً بعد الظهر ؟
- أجل 00أجل دان 00في أي وقت تشاء 0
بعد أن وضعت السماعة أجبرت نفسها على أن ترتب نفسها وبيتها قليلاً 00لا تريد أن يجدها أخوها كالميتة والشقة في فوضى 00منذ اتهمها بأنها تقع في حب جان تجنبت أن تذكر المركيز أمامه إلا بصورة عفوية0
قبل الظهر خرجت لتشتري القهوة والخبز 00وفيما بعد ذهبت للتنزه في حديقة عامة صغيرة00وأخذت تتذكر أرض سيلينا هاوس 00
وهي تستدير عائدة لشقتها ، رأت سيارة تاكسي متوقفة أمام مدخل المبنى 0ولم يخطر ببالها أن شخص ما يزورها ، لذا لم تستعجل 00حتى وصلت للباب الرئيسي ، رأت لفافة ضخمة تستند إلى الجدار ، وسائق التاكسي يضع أصبعه على جرس بابها 00ومضت ثوان قبل أن تجد صوتها :
- هل 00هل هذا لي ؟
بدا الارتياح على وجه السائق :
- أنت الآنسة توماسون ؟ أجل 00وهذه أيضاً 00
وضع في يدها لفافة صغيرة وحمل اللفافة الكبيرة للداخل 0
- أجل 00أنا أسكن الطابق الأول 00
كانت تعرف ما بداخل اللفافة كما 0كانت ملفوفة بشكل جيد لكن الشكل لا يمكن إخفاؤه ،أسندها السائق على جدار غرفة الجلوس 00وأعطته بريندا إكراميته وشكرته 00ثم وقفت تنظر للوحة بلا تصديق 00
لماذا ؟ لماذا فعل جان هذا ؟ بماذا فكر وهو يرسل لها لوحة أصلية قيمتها آلاف الجنيهات ؟ هل هذا دليل آخر على العرفان بالجميل ؟ الجميل الذي لا تريده ؟
ركعت على ركبتيها وانتزعت اللصوق الصغير فوق الورق الأسمر 00تحت الورق كان هناك كرتون مضلع للحماية ، وضعت ثقباً فيه لترضي فضولها برؤية أي لوحة هي 00لا تنوي فتحها أو استبقاءها 00لن تستطيع هذا 0
كانت اللوحة التي تحتل مكانها فوق المدفأة في المكتبة 00تلك التي أثارت ذكرياتها لأول مرة يوم تعرفت على المركيز 0
نظرت لساعتها 00يجب أن يكون هناك تفسير لهذا 00لقد قدم لها جان العذر المناسب لتتصل به 0
لكن الوقت متأخر جداً 00لم يكن هناك أحد بالمنزل 00لا شك أن ساكنيه متجهان الآن لأمريكا 00لقد وقت التسليم في هذا الوقت عن قصد لعلمه أنه لن يكون موجوداً مع وصول سائق التاكسي للندن 0 إنه لا يريد أن يتحدث إليها 00وهذه اللوحة مجرد هدية ولا يجب أن تقهم أي شيء منها 0
على أي حال ، هناك شيء أهم من هذا 00فقد تذكرت اللفافة الصغيرة الأخرى ، وفتحتها دونما اهتمام 0
كانت اللفافة شريط مسجل 00فتحركت كالبرق لتجلب مسجلتها بيدين مرتجفتين 00
كان صوت جان الهادئ يتحدث إليها بوضوح وكأنه يجلس قربها :
( مرحباً بريندا 00أرسل لك هذه اللوحة لأنني أعرف كم تحبينها 00إنها لك 00وأرجو أن تعتبرينها ضيفة في منزلك كما كنت أفعل ، وضبت اللوحات الثلاث الأخرى وأرسلتها إلى المعرض الذي عرض أولى لوحاتي في انكلترا فأنا مستعد للتخلي عنها 00وأعرف أن هذا سيسعدك )
ساد صمت قصير 00حين تكلم ثانية ، كانت الكلمات أكثر بطئاً :
( ستدركين الآن أنني أهتممت بملاحظاتك حين ناقشنا أول مرة أمر مارك 00كان لدي إحساس أنل لم تصدقيني حين قلت أنني تركت الماضي وشأنه 00وهذا هو الدليل 00هناك أشياء كثيرة أخرى في الحياة أحصل منها على سعادتي ن وأشكرك لك 00وداعاً بريندا 00واذكريني من وقت لآخر )
لأول مرة منذ تركته ، بكت بريندا 00سيطرت شهقات متشنجة عليها وتركت جسدها خاليا من الطاقة 0إذن جان فعلاً رجل أكثر سعادة هذه الأيام 00على الأقل ذاب جليد قلبه بما يكفي ليزعج نفسه بإرسال هدية لها 0
جلست على الأرض ، تكرر سماع الشريط مرات ومرات 0لقد جاء دورها الآن لتتكيف 00عليها كذلك أن تواجه المستقبل 00مستقبل دون جان 0لم يعد يحتاج إليها ويجب أن تترك الماضي وعواطفه ن يجب أن لا تفكر بنفسها أو بألم قلبها 00يجب أن تكون ممتنة لأنها تمكنت من القيام بشيء ما 00مهما كان صغيرا 00لجان مارك 00
وربما بعد قليل من الوقت ، سيتمكن من نسيان إليان !!

bobo doll 23-10-08 03:28 PM

11/ الحب يعمى أيضاً




في الساعات الأولى من الصباح التالي استيقظت بريندا لتجد نفسها مبللة بالعرق بعد أن شاهدت حلماً مثير للاضطراب 00فقد استمرت ترى جان في مختلف أحواله ، يجلس إلى البيانو معها ، يضحك وهي تغني 00ثم رأته يجلس تحيط به هالة باردة من الوحدة في الحديقة 00ثم رأت أنها تجلس معه في المكتبة تتلقى الإملاء ، وفي اللحظة التالية أحست بلمسة يده على يدها حين كان ينظر إليها لأول مرة 0
منتديات ليلاس
تركها الحلم خائفة ومنزعجة 00
أمضت الصباح وهي تنظف وتعمل بشكل محموم ، وكأنها بهذا تطرد كل ذكرى لكل لحظة قضتها في سيلينا هاوس 00
وصل دان بعد الظهر 00لو تمكنت من تجنب أخيها لأسبوعين فقط ، لربما تمكنت من استعادة رباطة جأشها 00لكن الجرح لا زال طازجاً 00وكل ما تريد أن تخفيه عنه كان محفور بوضوح على وجهها 0
- ياإلهي ! تبدين مريعة !
هذه تحية جان لها حين فتحت له الباب ، فابتسمت له :
- إنه مجرد رشح 00يقال أن الرشح في الصيف أسوأ من حد السيف ، أليس كذلك ؟
- لكنك فقدت الكثير من وزنك بريندا 0 هل كنت حقاً مريضة ؟ لماذا لم تبلغيني ؟ ظننتك تتمارضين نهاية الأسبوع المنصرم 00كنت هادئة جداً 0
أجبرت نفسها على الابتسام :
- لا تفتعل ضجة 00إذا كنت قد فقدت من وزني فهذا أفضل لي 0 شاي أم قهوة ؟
- ماهذه اللفافة في غرفة الجلوس ؟ أوه 00قهوة من فضلك 0!
استدارت تعد القهوة :
- لا يفوتك شيء 00أليس كذلك ؟ إنها نوع من الإكرامية للعمل الذي قمت به 00من مارك 0
- أتعنين أنها أحدى لوحاته ؟ يالله ، إنها تساوي ثروة ! لا يمكنك قبولها بريندا 0
- أعرف هذا 00جيء بالصينية معك ، أتسمح ؟ وغير الموضوع ! أنت هنا لتقول لي أخبارك 00ألا تذكر ؟
- لكنني لا أفهم إكرامية ؟ لا يعطي المرء إكرامية تساوي آلاف الجنيهات ، مهما كنت كفؤة ! ما الداعي ؟
لم تعرف بماذا ترد عليه !!
- ربما للمركيز مال أكثر مما له عقل 00لكنني بالتأكيد سأعيدها 0
لم يقل دان شيء آخر مع أنه لم يكتف بردها 00بل نظر إليها بقسوة مطولاً 00كأنها أهانته في ذكائه 00لكنه لم يضغط عليها للمزيد 00
ابتسمت مع انفراج وجهه بابتسامة :
- إذن ماذا لديك لتقول لي ؟
لم تكن قد شاهدته مسترخياً منذ زمن بعيد 00
- ألا يمكنك أن تخمني ؟
- بدأت لتوي أفهم شيئاً 00أيمكن أن يكون لهذا دخل بك وبداغمار ؟
ابتسم دان ورمي سترته على ظهر كرسي ك
- سألتها أن تتزوجني 0
- أوه 00دان ! 00إنها مفاجأة ! أليس كذلك ؟
- لا 00! إنها معي منذ خمسة أشهر 00ويمكنك معرفة شخص ما خلال خمسة أشهر 00خاصة حين تعيشين معه تحت سقف واحد 0
خمسة أشهر , بالطبع خمسة أشهر
! كيف طار الوقت !! ثم نعم يجب أن يعرف المرء شخصاً بشكل جيد إذا عاش معه خمسة أشهر 00يجب 00
تابع دان :
- لقد حدث هذا فجأة أختي 00أعجبت بها منذ البداية وتعرفين هذا ن ولن تصدقي كم نحن متفقان 00كم نحن منسجمان ! والولدان يحبانها كثيراً 00هل أنت سعيدة لأجلي بريندا ؟ أرجوك قولي نعم !
- أوه 00حبيبي 00بالطبع أنا سعيدة ! وأتمنى لك كل السعادة 00وتعرف هذا 00إنها أخبار رائعة ! سأتصل بداغمار في ما بعد لأهنئها 00أنا مبتهجة دان 0
كانت سعيدة جداً 00تقدم دان واحتضنها :
- أوع 00بريندا 00أنت إنسانة لطيفة 0
على الفور ، أخذت الدموع تتجمع في عينيها 00ياله من كلام يقوله 00وهو آخر ما تريد سماعة :
_ سئمت سماع هذا 00منك و00من الآخرين00ثم لا داعي لذلك الكلام وهو سخيف 00وما هو رد الفعل الذي توقعته مني غير هذا ؟!
عاد إلى مقعده ، وتجنب النظر إليها :
- عرفت أن هذا سيسرك 00كان لديك فرصة مناسبة للانتقام مني لردة فعلي الحمقاء السخيفة يوم قلت لي أنك وقعت في حب المركيز 00لكنك لم تستغلي ذلك 00ولهذا أنت لطيفة 0
- أنا لم أقل لك أبداً أنني أحب المركيز 0
التقى بعينيها :
- لم تكوني بحاجة لتقولي 00كما لست بحاجة لتقولي الآن أن شيئاً رهيباً حدث 00مع أنني أرجو أن تقولي لي 00شاركيني سرك بريندا 00لا تقولي لي المزيد من الهراء عن أنك مصابة برشح صيفي 0
بدأت بريندا تبكي مع بدئها بالكلام 00لم تتوقع منه أن يفهم مع أن الحب داخل حياته , لم تقل له كل شيء 00واصغى إليها دان باهتمام 00لم يقاطعها إلى أن غلبها البكاء 00ثم أعلن رأيه بالقضية 00وكان رأياً صدمها حتى الأعماق :
- لا أستطيع اتهامك بالغباء بريندا 00لأنك لست غبية 0 الأمر ببساطة أنك قريبة جداً من المسألة بحيث لا تستطيعين النظر إليها بموضوعية رأيي أن جان مارك لا يشعر فقط بما تشعرين به 00لكنه يحبك كثيراً بحيث أنه قام بتضحية مثالية 00تركك ترحلين 0
مر جزء من الثانية صدقته فيها ، لأنها أرادت أن تصدقه 00ولأن دان يقول هذا ، ودان متعقل ومنطقي 00لكن تفكيرها السليم عاد إليها بسرعة :
- عم تتكلم ؟ كيف وصلت إلى هذا الاستنتاج ؟
ارتفع صوتها إلى وتيرة مرتفعة جداً 00لكن دان رد بهدوء ، وكأنما كل شيء واضح :
- من عشرات الأشياء التي قلتها لي 00المركيز وثق بك واحترمك 00وهذا بالتأكيد ما ترينه بنفسك 00نمت علاقتكما ببطء ، بالرغم من أنه كان يقاوم 00ألا ترين لماذا المقاومة ؟ ألا ترين الآن لماذا أبعدك عن حياته ؟
- دان 00هناك شيء لا تفهمه 00
- لأنه أعمي بريندا 00أنه أعمى !
وقفت بريندا 00غاضبة 00خائبة الأمل :
- هذا كلام سخيف تماماً ! أنت تترك لتحيزك أن يلون تفكيرك ! لا يهمني كونه أعمى ! وهو يعرف هذا 00لقد أتفقنا على هذا من اليوم الأول !
مال دان إلى الخلف بطريقة تشعل السخط :
- الآن أعتقد فعلاً أنك غبية 0
- أريدك أن تذهب الآن دان 00أنا متعبة جداً 00وبصراحة أنت آخر شخص يمكنه فهم الموقف هذا 0
وقف فجأة يدفعها إلى الوراء لتعود إلى الأريكة :
- أجلسي وأخرسي !
- في حال لم تفهمي ما قلته من قبل 00لقد اعتذرت لملاحظاتي حول إعاقة جان 00أعرن الآن أنك حين تقعين في حب شخص ما ، لا تتوقفين لتفحص عيوبه 00داغمار تكبرني بخمس سنوات 00وهي من بيئة مختلفة جداً عني 00غير متعلمة 00لكن هل تعتقدين لدقيقة واحدة أن هذا يجعلني أحس بشيء مختلف نحوها ؟ وأنني كنت سأغير رأيي لأن ماضيها لا يخلو من عيوب ؟ أنا أحب ما هي عليه 00كما تحبين أنت جان 00بنظر أو بغير نظر 00أنا أتعلم 00أترين ؟ أنا لست المتوحش الذي لإحساس له كما تعتقدين 00أعرف أن عمى جان لا أهمية له عندك , ولكن له أهمية عنده 0
نظرت إليه بريندا بذهول 00لا بد أن داغمار أثرت عليه أكثر مما ظنت ، ومات غضبها 00دان يحاول أن يفهم وهي ممتنة له 00لكن هناك شيء يفهمه خطأ :
- هناك شيء لا تفهمه 00أنا 00جان وأنا ، كنا صديقين ، وهذا كل شيء 00أترى 00إنه 00لا يزال يحب زوجته 0
نظر إليها دان وكأنها تهذي :
- هل هذا ما قاله لك ؟ وابتلعت الطعم ؟ ألا ترين أنه يحاول 00
لوحت بيديها بنفاذ صبر :
- لا 00لا، لم يقل لي 00لم يكن بحاجة لأن يقول ، إنها الحقيقة دان 00كان يجب أن أرى الحقيقة منذ زمن طويل ، منذ مدة قالت لي كاثلين هذا 00لكنني توصلت إلى قناعتي بنفسي وأنا 00
قطب :
- كاثلين ؟ هل هذا هو رأي كاثلين ؟
- حسناً 00اولاً 00أجل 00لكنه أمر واضح إذا فكرت فيه 00ألا ترى ؟ أود دان 00هناك أشياء كثيرة لا تعرفها 0
- أخبريني أياها إذن 00لدي كل الوقت ، ولسوف أحل هذه المشكلة بريندا 00هيا 00بالتأكيد يمكنك الثقة بأخيك ؟
حين لم ترد ، ضغط عليها أكثر :
- أرجوك ثقي بي أختي 00سأفهم ، وستعرفين هذا 00أخبريني كل شيء 00أخبريني التفاصيل 0
تكلمت بريندا أكثر من ساعتين 00وأخبرته بكل شيء وكل الاستنتاجات التي توصلت إليها عن جان وعن فنه وحزنه ، وكيف اقنعها أنها مخطئة 00كل شيء :
حين انتهت رفعت رأسها لتجد دان يبتسم لها بصبر :
- الأمر بوضوح الأنف في وجهك عزيزتي 00المشكلة أنك لا تستطيعين الرؤية بوضوح 00فكري بالأمر الآن ! فكري بالفرق بين الرجل الذي وصفته لتوك والرجل الذي أخبرتني عنه في البداية 00أنظري إلى الفرق ! ألا ترين كم أثرت على حياته ؟
- أجل 00لكن 00كاثلين 00
- كاثلين مخطئة 00كما أنت الآن مخطئة0
- لكن ليلة ذهابنا للأوبرا 00اعترف جان أنه كان يفكر بزوجته 0
ضحك ضحكة جوفاء :
- وماذا في هذا ؟ هذا أمر يحدث من وقت لآخر 0يمكن أن يكون أي شيء ولو صغيراً جداً ذكره بها ، ربما عطر امرأة أخرى ، أو شيء قلته أنت له ، أو ربما الموسيقى 000أشياء كهذه تحدث من وقت لآخر ، أتظنين أن يوماً يمر دون أن أتذكر سالي ؟ ثم ليس لديك دليل يظهر أن جان كان يتمتع بذكرياته 0لقد قلت أنه أصبح مكتئباً 0
- أجل 00لكن 00بالتأكيد 00
- اسمعي بريندا 00لقد أبعدك جان عنه لأنه أعمى 00أقول لك هذا ، فكري بالأمر بعقلانية 00إنه أكبر منك بسنوات 00ثم هناك اعتبار الأولاد 00كيف سيتمكن من التعامل معهم ؟ ألا ترين إنه خائف لأن هناك أشياء كثيرة لن يتمكن من مشاركتها معك ؟ لقد تركك ترحلين لصالحك أنت !
لم تجرؤ على السماح لنفسها بالتفكير أن هناك بعض الحقيقة في كل هذا أو بعض أمل :
- لا 00لا 00أنت مخطئ 00! لقد قلت لك كم هو كفؤ ، وسيتمكن من التعامل مع الأولاد 00حتى لو 00ولو كان يحبني 00فهو لا يؤمن أنني أحبه ! يجب أن نواجه الحقائق !
نظر إليها دان بمزيج من الشفقة ونفاذ الصبر 00وبكثير من الحب :
- مشكلتك الرئيسية أنك لا تصدقين كم من السهل الوقوع في حبك ، وكم أنت مميزة 0أنت لا تصدقين أن جان يمكن أن يحب ما تزعمين أنها فتاة قبيحة مثلك 00لكنه يحبك 00وبما أننا نتعامل مع الحقائق أخيراً بدل النظريات ، فكري بهذا : لطفك أمر واقعي 00وجان يعرف هذا كما أعرفه أنا 00ألا ترين أنه لا يستطيع أن يطلب منك البقاء معه أو العودة إليه في ما بعد 00في وقت يظن أنك قد توافقين بداعي اللطف ؟
أخذت أفكار بريندا تدور وتدور بارتباك :
- لكنه يعرف أن عماه لا يهمني !
سألها دان وهو يقف على قدميه :
- أيعرف حقاً ؟ أيعرف ؟ أنا ذاهب الآن 00سأتركك تفكرين بهذا 00لا تبدئي بالبكاء مرة أخرى !
ضحك ساخراً لأنه أراد أن يوضح وجهة نظره :
- تتكلمين عن الآلفة الجميلة بينك وبينه 00هاه ! يبدو لي أنكما أمضيتما وقتاً أطول مما يجب تلعبان البيانو وتتمشيان تحت ضوء القمر 00ولم تصلا إلى التواصل الحقيقي 00عودي إلى سيلينا هاوس بريندا 00وتواصلي معه 00وحاولي استخدام كلمات جيدة وقديمة 00فلن يحدث بينكما تخاطر روحي !!
عند الباب وضع يده على كتفها :
- يعجبني ما بدا من جان مارك 00وكلما أسرعت في العودة إلى تعقلك ، كلما أسرعت في الترحيب به كصهر 00
- ماذا 00ماذا تعني ؟
رفع نظرته إلى فوق ،وعلق سترته على كتفه :
- سأقول هذا فقط : حين قلت لداغمار أنني أحبها ن ابتسمت بحزن 00وطلبت مني أن لا أخلط الحب بالامتنان نحوها لكل ما تفعله لي ولولدي 00فهل عرضت عليها ال
الوظيفة لخمس سنوات لأبرهن لها عن حبي ؟ لا 00لقد برهنت لها بالطريقة الوحيدة التي أستطيعها 00ولقد سمعت بها اليوم 0
نظر إليها مبتسم وخرج 0
ومع مرور الأيام ، كانت بريندا تتقلب ما بين تصديق أخيها وبين الظن أنه متفائل أبله ، فكل شيء في حياته أصبح وردياً وهو يظن أن عالمها يمكن أن يكون مثله 00لقد ارتفع دان في نظرها 00فقد أصغى إليها وفهم 00مع ذلك لم تصل لنتيجة !!
صحيح أنه ليس لديها دليل عن إليان 00ما عدا أن جان لم يذكرها قبل ليلة الأوبرا 0!
أما عماه 00فتعاملها العفوي معه هو الذي أمن لها العمل في الدرجة الأولى !
أخيراً يس هناك شيء يظهر أن جان مارك أحبها 00و لاشيء 00لكنها تصرفت حسب نصيحة أخيها دان وذهبت لتكلم جان 00
فهي ليست من النوم الانهزامي 00لكن كيف تعود لمنزل جان ؟
مضى على سفر جان أكثر من أسبوع فبل أن تفك بريندا اللفافة عن اللوحة 00أوه 00إنها لا تزال تنوي إعادتها لمارك 00لكنها فتحتها على أمل أن تعطيها ولو قليل من المواساة 00
كانت قطعة ورق وحيدة ما بين الكرتون واللوحة 0وكان بالإمكان أن تمزقها دون تفكير لولا أنها وقعت على الأرض 00نظرت إليها بغباء ، ودون إدراك 00كان عليها جملتان بخط غريفز البارز : ( آنسة 00نحن لن نذهب إلى أمريكا 00بل إلى سويسرا )
سويسرا ؟ إلى أخصائي العيون ؟ جان ذهب لمقابلة البروفسور ؟ ( إنه يفعل ذلك لأجلك آنسة 00ولأجلك فقط 00غريفز )
فغرت بريندا فمها تحدق بآخر جملة 00وجسدها كله يرتجف 00يا إلهي 00دان محق ! إنه محق !! كم كانت غبية 00كم هي غبية بشكل لا يصدق !! لقد كانت مشغولة جداً حتى أنها لم تر ما هو واضح بشك صريح !
لكنه كان واضح لدان 00جان يحبها ! ( إنه يفعل ذلك لأجلك آنسة ) 00
أنه يحبها بقدر ما تحبه هي 00وعرف ذلك غريفز !! وكانت هي آخر من يدرك هذا !!
ضمت الرسالة إلى صدرها وقلبها يغني فرحاً 00
وتمكنت من رؤية كل شيء لأول مرة بوضوح 00هناك دلائل كثيرة توضح أن جان كان يعيقه عماه 00ليس لأنه لم يعد يستطيع الرسم 00بل لأنه ظن نفسه غير قادر على الحب أو تقبل الحب 00هناك أشياء كثيرة سمعتها لكن فشلت في فهمها !!
تستطيع سماع صوت جان الآن ، حين كان يرد على أسئلتها يوم تحدثا عن مارك 00قال : ( لم يعد قلبي يتألم أو يتشوق للقدرة على الرسم ) يومها لم تفكر بالطريقة التي صاغ بها الرد 00فقد قال : ( لقد ذهب كل هذا الآن واتقبله تماماً 00كل ما أتمناه أن يتقبله الآخرون أيضاً )
اجتاحتها موجة خجل وهي تفكر بالجملة الأخيرة له ، وهي تنظر للموقف كله من وجهة نظر جان ، كان يعرف أنها مصممة على تغييره 00أمضت خمسة أشهر تفعل ذلك ، ولا عجب أنه ظن أنها لم تتقبله كما هو !
اتصلت برقم سيلنا هاوس لكن 00لم يكن هناك رد طبعاً 00فلم يمض على سفره أكثر من أسبوع 00والله وحده يعلم كم سيبقى في سويسرا 0
كان النوم مستحيلاً تلك الليلة 00كلما كانت تقترب من النوم ، كانت ترى ذكرى آخر لحظات معه تعود لتطاردها: ( مع الوقت ستقابلين شخصاً تحبينه حقاً ، ويستطيع تقديم حياة طبيعية لك )
حياة طبيعية 00لن يكون هناك أي سؤال عن اللطف لو قبلت فتاة عرض الزواج من رجل يمكنه تقديم حياة طبيعية 00هذه الرحلة إلى سويسرا هي آخر خندق دفاع لجان ن آخر محاولة يائسة لتحقيق ذلك ، قد لا تنجح العملية 00وهو يعرف هذا 00غريفز قال أن المستشفى في لندن أعلنت له أن لا أمل 00وقال إن هذا أمر يعرفه في أعماقه ، وأنه سيبقى أعمى ما تبقى من حياته 00
فهمت بريندا هذا وهي تحترم هذا النوع من الحاسة السادسة 00لا 00قد لا يتمكن البروفسور من استعادة بصر جان 00وجان لن يأتي إليها أبداً وهو أعمى 00فلا عجب أنه أنهى علاقته بها كما فعل دون وعد 00فالزيارة للبروفسور شيء عليه أن يجربه 00مع أنه يعرف أنه لن ينجح 00لا بد أنه الآن يشعر بيأس مريع 00
مرت سبعة عشرة يوماً قبل أن تحصل بريندا على رد من سيلينا هاوس 00لا شك أن البروفسور أجرى لجان الجراحة فلا شيء يبقيه هناك طويلاً 0
حين رد غريفز على الهاتف في الصباح الباكر 00أعادت بريندا السماعة بلطف دون أن تتكلم 00يجب أن لا يعرف جان مسبقاً بزيارتها 00وإلا فلن يدعها تدخل 00
استحمت وارتدت ثيابها بعناية فائقة , هل ستتمكن من التواصل مع جان ؟ كم دفعته تجربته في سويسرا إلى أعماق نفسه مجدداً ؟ وقبل كل شيء 00يجب أن تكون حذرة وأن لا تتركه يعرف أنها عرفت أين كان وإلا سيظنها عادت إليه بدافع الشفقة 0
كان الكلبان هناك 00والأشجار تبدو جميلة 00
كا
كان غريفز يتوقعها 00فهو ليس بغبي ! رد عليها على الهاتف الداخلي بصوت أقرب للهمس ، وفهمت أن جان موجود في المنزل 0
وجدت الباب مفتوح وغريفز ينتظر داخل الردهة 00نظر غريفز لوجهها وهز رأسه :
- لو أن الأمور كانت مختلفة آنسة 00لجاء هو إليك 0
همست :
- أعرف 00شكراً لك غريفز 00شكراً لكل شيء 0
نظر غريفز بسرعة نحو باب غرفة الجلوس 0 وقال :
- يجب أن أعلن عن وصولك 0
لكنه بقي حيث هو ، وتركها تشق طريقها بنفسها 00عند الباب توقفت ، واستدارت لتنظر بعجز إليه 00فابتسم وهز رأسه بنفس الطريقة التي فعلها دان قبل ثلاثة أسابيع 0
أخذت نفسأ عميقاً 00ثم بلطف دفعت باب غرفة الجلوس و000دخلت 000
00

bobo doll 23-10-08 03:29 PM

12/ ساعدني كي أغلبك !!





كانت الغرفة باردة 00بالرغم من النار المشتعلة في المدفأة 00
كان جان يجلس في مقعده المعتاد ، مغمض العينين ، رأسه يستريح على أحد جناحي المقعد 00أصابعه النحيلة مكورة في قبضة 00كان يرتدي الملابس التي كان يرتديها يوم الوداع ، وانقبض قلب بريندا لمنظره 00بدا شعره أكثر بياضاً على جانبيه ، فمه رفيع الشفتين ، مشدود بقسوة 00قسوة أضافت عليها الكثير دون إرادة منها 00للحظة لم تستطع الحراك أو التكلم 00بدا أكثر نحولاً معتل الصحة 00ومنعزلاً تماماً 00
تنفس جان بعمق 00أصبح هذا العطر يلاحقه باستمرار ! كم مرة تصور وجودها ، سمع صوت ضحكتها يوم أثر يوم 00كانت هناك في قلبه 00وتفكيره 00
منتديات ليلاس
- ماذا هناك غريفز ؟ لماذا أنت واقف هنا ؟
قالت بنعومة :
- أنا أقف هنا لأنني لا أعرف ما إذا كنت ترحب بي أم لا 0
للحظة فقد السيطرة على نفسه 00ورأت بريندا الألم والسعادة والارتباك على وجهه ، ورأت تصلب جسده وهو يجلس مستقيماً في مقعده 0
- بريندا ؟ ماذا 00لماذا أنت هنا ؟
ثم بصوت لا يشبه أبداً صوته الهادئ سأل :
- ما الذي تريدينه بحق الله ؟
تحركت نحوه ببطء ، لم تخدعها قسوته 0إذن هكذا سيكون الأمر 00كل الدفاعات انطلقت ضدها 00هل هو غبي ليعتقد أنه قد يخيفها لتهرب ؟
- كان يجب أن أراك 00نحن صديقان على أي حال 00أرجوك اسمعني جيداً جان 00فلدي مشكلة 0
أمسكت أنفاسها ترى المعركة الدائرة داخله :
- جان 00أرجوك !
- حسناً جداً 00أجلسي 00سأساعدك دائماً لو استطعت 00ما الذي يزعجك ؟
الكلمات لا بأس بها لكن الطريقة حازمة 00جلست على مقعد منخفض ، وتحركت قريباً منه متوترة :
- المكان بارد هنا 00لكن الخريف وصل ، فماذا تتوقع ؟ الحديقة تبدو جميلة 00كل الأشجار بدأت في 00
أغمض عينيه :
- ادخلي صلب الموضوع بريندا 00ماذا تريدين ؟
هناك الكثير تريد قوله 00راجعت في عقلها مليون مرة كل شيء خلال السبعة عشر يوماً المريعة 00لكنها انتظرت طويلاً , وهو انتظر طويلاً أيضاً 00الآن كل ما تريده هو أن تتوسل إله أن 00يتزوجها!!
قال بصوت شرير :
- قلت 00ماذا تريدين ؟
خرجت أنفاسها بشهقة ، وهي تدرك أنه كان يحارب للسيطرة على نفسه ، قالت بهدوء :
- أريدك أنت ، لكنك تعرف هذا 0رأيك كان خاطئ 00حين قلت لك إنني أحبك 00قلت إن علي الانتظار بضعة أسابيع ، حتى أرى كم تختلف مشاعري 00لقد انتظرت ولا أشعر بأي اختلاف 00كوني بعيدة عنك جعلني أحبك أكثر إذا كان هذا ممكناً 00أريدك أنت جان ، ولا أستطيع العيش من دونك 00أحببتك من البداية 00وأحبك الآن 00وسأحبك إلى الأبد0
رأت أصابعه تشتد على ذراع المقعد ، وفمه يتلوى وكأنه يتألم :
- إلى الأبد 00؟ أوه بريندا 00لا يجب على الناس أن يتجرؤوا على مثل هذا الكلام 00فنحن لن نتمكن 00
- أنا هنا لأطلب منك أن تتزوجني جان 0
بدا مصدوماً حتى الأعماق 00وفتح فمه ثم أغلقه دون خروج كلمات منه 00تقدمت منه أكثر ، تضع يدها في يده ، لا تحاول كبت دموعها المنبثقة من عينيها :
- جان 00أرجوك 00أعرف أنك تحبني 00أعرف 00أرجوك 00تزوجني 00لا أستطيع الاستمرار من دونك 0
- أوه بريندا ، أوه حبيبتي 00أحبك 00أحبك أكثر مما أحببت شيئاً أو أحد 00أحبك كثيراً حتى أنني 00
ضحك ضحكة جوفاء :
- أحبك كثيراً حتى أنني لا أستطيع الزواج بك 0
صاحت منتحبة :
- لكن لماذا ؟ لماذا تريد طمس السعادة التي يستطيع تقديمها لنا المستقبل ،؟ أنا مجنونة بك وأظنك تعرف هذا 00لقد انتظرتك طويلاً ، وأنت كل ما أريده في رجل 00وأنت 00حبيبي 00وأعتقد أننا لو التقينا في مكان مختلف وزمان مختلف لما تحاببنا 00لكننا هنا الآن ، نحتاج بعضنا بعضاً 00كل ما مررت به جعلك الرجل الذي أنت عليه اليوم 00الرجل الذي أحب 00فيك القليل من سكوت ستيفن ن والكثير من مارك 00حساسية مارك 00لكن أساساً أنت أنت نفسك ، جان ، وهذا هو من أحبه 0لو التقيت بك وأنت مارك ما كنت أحببتك 00لو التقيتك بعد عشر سنوات وأنت سكوت ستيفن الملئ بالمرارة والغضب لما أحببتك 00لكن نحن هنا الآن والمستقبل أمامنا لنكبر ونتغير معاً بالطريقة المناسبة
رد بهدوء :
- لا 00هنا بالضبط أنت مخطئة 00أنت تحبين مارك 00
صاحت :
- لا !هذا ظلم !
وتمسك غضب مفاجئ بقلبها 00وخوف من نوع جديد وليد إدراك مفاجئ :
- بمن تقارنني ؟ بزوجتك السابقة ؟ هل هذا هو الأمر جان ؟ هل هذا هو ؟ أنا 00أعرف عن ذلك الرجل الآخر 0 ما الذي حدث ؟ أنت لم تتكلم أبداً عن الأمر 00أرجوك أخبرني ! أرجوك قل لي الآن !
أبعدها بلطف عنه 00وانتظرت بريندا تعرف أن ما سيقوله له أهمية قصوى :
- ليس هناك الكثير ! أنا 00هي 00إليان كانت تعمل ( موديل ) رسم لي 00واحدة من عدة نساء 0كانت جميلة بشكل لا يصدق ، وكنت شاباً مقتنعاً أن الجمال هو جمال الشكل فقط 00وجدتها فاتنة تتفجر حيوية 00كانت من عائلة فقيرة 00كانت ذكية لكن جمالها كان ميزتها الوحيدة ، وتعرف هذا 0 أسرفت في ملاطفتي في البداية وجننت بها بعد ذلك ، حين تزوجنا تغيرت بين ليلة وضحاها 00ساعتها فقط رأيتها على حقيقتها 00كانت تحب المال ، اللقب الذي أحرزته بعد زواجنا ، وأنا لم أحب يوما أن أكون وسط الأضواء 00طالما أحببت العيش بهدوء ، طالما فضلت البقاء خلف الستار 00اهتم فقط بعملي 00لكن إليان لم يعجبها هذا 00كانت دائماً تتحدث للصحافة ، إلى الناس في عالم الفن00ترتب الحفلات والمعارض 00معارض لم أكن احتاجها حقاً 00ولا أردتها 0أنا 00ما كنت لـ00
وتلاشى صوته 00واستند إلى الجدار ن وكأنما تلك الذكريات أرهقته عاطفياً :
- أكنت تحبها يوم طلقتها ؟
- نعم و لا 0لقد فهمتها على الدوام وتجاوزت ما هي عليه 00وما كان لهذا أن يدوم ، كانت المسألة مسألة وقت قبل أن ينتهي بي الأمر إلى كراهيتها 0بريندا ، أجد صعوبة في الكلام عن إليان لك 00أنها لاتصلح لتمسح حذائك حبيبتي 00وأنا أخجل من التفكير 00ما أحسست به نحوها لم يكن حقيقياً 00لم يكن حباً 0لم أكن أعرف ما هو الحب في تلك الأيام 00
- لكن ماذا حدث ؟ ما سبب الطلاق إذا كنت لا زلت تشعر بشيء نحوها ظ هل كان ذلك بسبب الرجل الآخر ؟
- لا 00لم تكن قد قابلته بعد 00كلفت إليان محامي لترتيب أوراق الطلاق بعد أسبوعين من حادثة تحطم الطائرة 00لم تنتظر حتى إلى أن أغادر المستشفى لتبلغني قرارها 00أوضحت تماماً أنها لن تتمكن من العيش مع رجل أعمى 0
غضت بريندا على شفتيها محاولة خنق شهقة الرعب 0التفكير بأن جان استعاد وعيه ليكتشف أنه أعمى وأنه لن يتمكن من الرسم مجدداً 00ثم 00ثم تظهر له زوجته أنه أصبح لا قيمة له 00ياله من توقيت !! ويا لها من قسوة شريرة !
أكمل جان :
- تركتني على الفور 00وما هي إلا أشهر حتى اتفقت مع ذلك الممثل الإيطالي 00ولم أعتقد للحظة أنها تحبه 00لكنه قادر على أن يوفر لها نوع الحياة التي تريدها 00حفلات مستمرة ، دعاية ، ذكر اسمها الدائم في مقالات المجتمع 00
راقبته بريندا وصوته يتلاشى 00إذن كانت كاثلين على حق 00زوجته السابقة هي العقبة 00و لا تزال 00وهو يخذلها 00وتدفع ثمن الضرر الذي سببته امرأة أخرى !
- لكن جان 00أنا لست إليان ! ألا ترى أنني مختلفة ؟
- مختلفة ؟
تقدم إليها بسرعة :
- أوه 00أجل حبيبتي 00أنت مختلفة !
- إذن لماذا نبذتني ؟
- أوه بريدا ، لم يكن نبذاً بريندا 00لا تقولي هذا 00أعرف معنى الشعور بالنبذ 00
- لقد كان نبذاً 00حين 00حين أبعدتني ، جعلتني أشعر أن لا قيمة لي ، لا أنفع لشيء أو لأحد 00لماذا جعلتني أدفع ثمن ما فعلته هي ؟ إليان لم تحبك يوماً كرجل 00لكنني أحبك ! أحبك كما أنت ! لماذا 00لماذا ترفضني ؟
- لأنني أعمى 00وهذا شيء لا نستطيع تغييره 00أنا أعمى وسأبقى أعمى ما تبقى من حياتي 0
- أعرف هذا 00لكن ما الفرق ؟
- كيف تقولين هذا ؟
- لأنه أمر صحيح ! لا فرق عندي 00ولم يكن عندي فرق ولن يكون مستقبلاً00جان ن هناك شيء أريد أن أوضحه لك 00أنا 00كما كنت معك خلال تلك الأشهر 00لم أكن أحاول تغييرك لأني لم أكن راضية بك 00لقد أحببتك قبل أن تبدأ بالتغيير 00لقد فعلت ذلك لأجلك جان 00لا 00هذا غير صحيح 00بل فعلته لأجلي أنا كذلك 0عرفت أنك رجل قادر على التمتع بالسعادة 00عرفت هذا لأنك مررت بألم كبير 00والسعادة والألم يأتيان من مصدر واحد 00لك قدرة هائلة على الحب ، على الفهم ، والحياة وفعلت كل هذا لأنني أحبك 00والحب يأتي بالدرجة الأولى 00اجبني جان ! افهمني ! عش معي وأنا زوجتك 00تقبلني وسأجعلك سعيداً 00أعرف أنني قادرة على هذا 0
تنهد مستديراً عنها ، وكأنه قادر على رؤية التعاسة التي يعرف أنها مرسومة في عينيها :
- بريندا00يبدو أنك لم تفهمي 00أوه 00لقد تعاملت مع عماي جيدا لبضعة أشهر 0لكن الأمر سيكون مختلف على المدى البعيد 00أنت شابة وترغبين في حياة طبيعية ن وزوج يستطيع مشاركتك كل شيء 00
- لكنك تستطيع هذا 00تستطيع ! لقد أثبتنا هذا!
- حبيبتي 00هناك شيء أريدك أن تعرفيه 00أنا لم أذهب إلى أمريكا 00
- لكن 00ألم تسافر ؟ أتعني 00
- كتن مجرد فرصة بأن يساعدني الطب 00كان أملاً ضعيفاً لكنني قبلي به 00كان علي أن أجرب 00كنت يائساً حين تكلمت عن الرحيل ، حين فكرت انني على وشك أن أخسرك للأبد 00ولو نجحت التجربة ، صدقيني ، كنت سأهرع إلي بابك أتوسل إليك أن تتزوجيني 00لكنها لم تنجح 00لقد 00قابلت ذلك الرجل في سويسرا 00إنه أخصائي عيون ، صديق قديم للعائلة 00لقد اتصل بي وطلب أن يفحصني 0لم يعطني وعداً لكنني فكرت أن هناك تقنية جديدة 00تقدم جديد في السنوات المنصرمة 00وربما 00
- ذهبت لمقابلة البروفسور ؟
لم يكن الاستغراب في صوتها زائفاً تماماً ، لقد أدهشها جان بقوله هذا لها 00واتخذت القرار في لمح البصر 00هنا الآن ، فرصتها الأخيرة لاختراق دفاعاته 00إنها تقاتل لأجل حياتها :
رفع رأسه بحدة :
- البروفسور ؟ أكنت تعلمين بأمره ؟
- طبعاً 00عرفت منذ زمن بعيد 00سألت عريفز ما الذي حدث للوحة ( البستان في فرساي ) الأصلية 00وأنت تعرف أنني أفضلها فأخبرني أين هي وكيف أرسلتها بعد الاتصال مع صديق العائلة 00لكن ماذا في هذا ؟
كانت عيناه تنظران إليها دونما تصديق :
- أتعنين أنك عرفت أن هناك فرصة و00لم تذكري هذا أبداً ؟ لم تذكري هذا مرة واحدة ؟ كان هناك فرصة ، ولم تذكريها 00! لماذا ؟ لماذا ؟!
تهلل قلبها فرحاً 00فقد عرفت أن النصر أصبح لها ، كل ما عليها أن تعطه الرد المناسب :
- قلت لي مرة أنك تعرف بأنك ستبقى أعمى ما تبقى من حياتك ، وتقبلت هذا 00وتفهمته ، واحترمت هذه القناعة الداخلية 0 هل فهمت حبيبي ؟ عماك لم يكن له أي فارق أبداً عندي 00الآن هل تتزوجني ؟
- بريندا !!
لم تستطع قول المزيد ، لم يكن يريد قول أكثر من هذا 00وقال دون كلمات كم يحبها 00وأخيراً عاد يقول :
- أوه حبيبتي 00لو تعرفين كم أردتك ! كيف قاومت لأحتفظ 00
ابتسمت :
- أعرف لأنني مررت بذات الإحساس 0
أمسكت يده تضعها على قلبها :
- وسيكون هذا عالماً جديداً تفتحه لي 00شيء آخر ستعرفني عليه وسيكون جميل جداً 0
راح يضحك بنعومة 00لقد وجد الإنسانة التي انتظرها طويلاً وليس فقط لخمس سنوات ، بل العمر كله 0
- هذا كله غلط 00وتعرفين هذا 00أنا الذي يجب أن أجثو على ركبتي أتوسل إليك أن تتزوجيني 0
ضحكت :
- حسناً 00يجب أن أقول إن كل فتاة تتمنى أن يجيء طلب الزواج من الرجل الذي تحبه 00بدلاً من العكس 00فما هو رأيك ؟
- بريندا 00حبيبتي 00هل تتزوجيني ؟
ضحكت بطيش :
- همم هناك مشكلة صغيرة 0
0 أوه 00حقاً ؟ ما هي ؟
- غريفز 00كيف سنقول له إننا سنتزوج ؟ لن أتحمل النظرة على وجهه !
رمى جان رأسه إلى الوراء يضحك بابتهاج صرف :
-
سأقول له أنا 00سأقول له أنا !!

bobo doll 23-10-08 03:31 PM

تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت

الحمد لله ومعليش عالتاخير بس المهم انو نزلتها في الاخر

وادوني رايكم ^.^

صمت مزعج 29-10-08 01:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bobo doll (المشاركة 1686864)
شكرا يا صمت مزعج ( حلو الاسم )

وخلاص انشالله لك مني اكملها كلها وانزلها مره وحده عشان تكون متواصله


بس استنى شويا



من ذوقك يا عسل ..

وشكرا لك عالتكملة

الرواية بالمرة روووعة ..

تسلمي

moura_baby 03-11-08 05:13 AM

:55:
تسلم ايدك يا قمر

,,pink,, 09-11-08 08:05 AM

روووووووووعه
بس احس في أجزاء ناقصه ... الجزء 5 و6 ماطلعوا عندي عشان كذا الاحداث ناقصه
ومع ذلك بذلتي مجهود تشكرين عليه
ويعطيك الف عافيه

bobo doll 10-11-08 03:43 PM

وي وي وي والله ماادري كيف ماانتبهت

معليش صح كلامك في فصل ناقص

بس اليوم ماني فاضيه عندي تكليف اسلمو انشالله بكره انزلها

ومررررررره سوري عالغلط

niso 28-11-08 01:20 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
الرووووواية كتير حلوة

بنوته نايس 26-12-08 01:55 AM

يسلموووووووووو

ملاك الاحزان 28-02-09 03:40 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

القمورة 01-03-09 02:38 AM

تسلمي ع لرواية الحلوة
و تقبلي مروري

نوووور2010 02-03-09 02:51 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

هدى القلب 05-03-09 12:21 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

sall 14-03-09 12:33 PM

يسلمو اختي على الراوية وعلى تعبك

moura_baby 18-06-09 09:40 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الجبل الاخضر 06-08-09 10:43 PM

واااااااااااااااااااااااااوروعه روعه روعه تتتتتتتتتتتتسلمين الله يديمك كاتبه متالقه دائمن وابداوشكرلك عل المجهود الرائع

Midnight 07-08-09 03:51 PM

روايه عجيبه

يعطيج العافيه

حسن الخلق 07-08-09 10:43 PM

روايه راااائعه و تسلمين على هذا المجهود الجبار لكى جزيل الشكر و فى انتظار روايه اخرى

noنor 15-01-10 04:33 PM

:);)[LIST][/LIST]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلِّ على محمد وآل محمد شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

بياض الثلج 26-01-10 12:44 AM

يسلمووو ع الرواية يا عسل
والله يعطيك العافية

الهيفاء 26-01-10 06:31 PM

رواية في منتهى الروعة والرقة، سلمت يداك...

قماري طيبة 03-03-10 06:34 PM

رواية جدا جميلة سلمت يداك عليها. بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه... موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

سفيرة الاحزان 19-04-10 04:12 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سفيرة الاحزان 20-04-10 03:35 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

jung79 02-06-10 10:13 PM

يعطيك العافية رواية رائعة

رواياتي 08-06-10 06:16 PM

يعطيك العافية وشكراا ..

جوريات111 17-09-10 04:27 PM

أعجبتني موفقه يالغالية

وردة بغداد 29-10-10 08:27 AM

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

زهرة منسية 14-01-11 01:07 PM

:rdd17ns5::rdd17ns5::rdd12tf: الروايه حلوه كتير كتير كتييييييييييييييييييييييييييييرؤ يسلم ايدكى

كشخه زود 14-01-11 06:08 PM

واااو

حللللوة الروايه وايد

تسلم يدينج عزيزتي ^.^

شووقهـ 07-03-11 03:42 AM

يعطيك العافية ياعسل راااائعة جدااا

مودتي لكِ

naitlatifa 07-03-11 04:37 PM

waw geniel

(غموض) 07-03-11 05:46 PM

اختيارج حلو حبوبه

تسلم ايدج

تمنياتي لك بحياة سعيدة

غموض

ندى ندى 22-12-11 08:07 PM

جميله جدا جدا جدا

حنان محمد ابراهيم 25-12-11 02:54 AM

رواية جميلة جدا شكرا لك

ملك فارس 26-05-12 03:15 AM

روايه مميزه جدا جداا وشيقه واستمتعت بها وبشخصيه البطله القويه التى لا تهزم وحب جان لها رغم عدم رؤيته لها لان الجمال جمال الروح وليس الشكل شكرا على الروايه ومميزه جدا
مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووره

سومه كاتمة الاسرار 03-06-12 11:13 PM

الروايه روووووووعه ياقمر تسلمين
:8_4_134:

نور صبحي 05-06-12 03:46 PM

جميلة جدا شكرا ليك :peace::dancingmonkeyff8:

doctor.dodo 28-11-12 04:32 PM

رد: 160- الشمس العمياء - كلوديا جيمسون ( كامله)
 
:55::party0033::55::party0033::55:

غنجة بيا 06-02-14 02:17 PM

رد: 160- الشمس العمياء - كلوديا جيمسون ( كامله)
 
جدا رائعة مشكورة

شلمت اناملك

:55::55::55:

منى على سيد 23-08-15 11:29 PM

رد: 160 - الشمس العمياء - كلوديا جيمسون ( كاملة )
 
الرواية تحفة بجد تسلم ايديك

yassra 04-09-15 01:33 AM

شكررررررا على الروايه


الساعة الآن 01:57 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية