منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   (((غرام مجهول))) قصة حب للكاتب الأمريكي أو هنري (https://www.liilas.com/vb3/t94757.html)

قبلة 29-09-08 09:55 PM

(((غرام مجهول))) قصة حب للكاتب الأمريكي أو هنري
 
هذة القصة قصة رقيقة رومانسية قرأتها منذ فترة وأعجبتني جدا أتمنى تعجبكم ولا تنسوني في الردود


غرام مجهول "

للكاتب الأمريكي أو. هنري
ترجمة حصه العمار
مكتبة العبيكان



بدا أول النجوم بزوغا باهتا واهنا وهو يرقب الكون تحته من عليائه ، فيما شمخت جبال الألب معانقة عنان السماء وقد تدثرت قممها بثلوج كثيفه ، واتشحت سفوحها بسمرة تزداد كلما دنت من الأرض .

وشرع شاب قوي الجسم ، واثق الخطوة ، يصعد الطريق مرتديا زي صياد ظباء .. وبدا محياه الوسيم وقد لوحته الشمس بسمرة محببه . وكان رشيق الخطوات ينطق ناظره بالصراحه والصدق وسلامة الطوية , وكان يدندن بمقاطع من أغنية صيد " بافاريه " ، فيما كانت يده تطبق على زهرة برية بيضاء اقتطفها من حافة الوادي ، وفجأه تسمر في مكانه وماتت على شفتيه حروف الأغنيه حينما عبرت الطريق أمامه فتاة في زي فلاحة سويسريه . كانت تحمل دلو ماء صغير ملأته من النبع القريب لتوها . كان شعرها الكثيف منسكبا على كتفيها كشلال تبر انساب في دعة حتى عبر خط خصرها الرقيق ، ولمعت عيناها ببريق الشفق المتغلغل في قنوات السماء ، فيما تسللت من بين شفتها نصف المفتوحتين ابتسامة كشفت عن أسنان تاصعة البياض ، وكأنما جذبتها قوى غامضة ، تسمر كل منهما في مكانه لا يحيد عن الآخر بنظره ، على أن الصياد تقدم بشجاعة منها قبل أن يلمس في رقة ريش قبعته وينحني لها إحتراما محييا إياها ببضع كلمات ألمانيه ، وردت الفاتنه تحيته بصوت أرعش خجلى نبراته ، على أن بابا فتح لكوخ بين الأشجار لم يكن من قبل واضحا للعيان ، وارتفعت على إثره أصوات شتى اصطبغ في أعقابها خدا الفتاة بحمرة قانيه ، وخطت عائدة من حيث أتت .. لكنها إلتفتت إليه فجأه فرمقته بنظرة طويله ثابته وكأنما لتختزن صورته في فؤادها العمر كله ، فتحظنه داخل أجفانها ، وشعرت وهي ترنو إليه بأنها تعرفه منذ أمد بعيد بعيد .. وتقدم هو منها بضع خطوات ثم أشار إليها بيده في توسل أن لا ترحلي ، إلا أنها نظرت بوجد إليه ثم أخرجت من صدرها بضع زهرات ( جنتانيا ) الزرقاء فرمت بها إليه ، والتقطها بخفة قبل أن تقع ، ثم تقدم بدوره صوبها ووضع في يدها زهراته البريه فدستها بسرعه في صدر فستانها قريبا من قلبها ، وعدت عائدة كظبي رشيق .. إلى مصدر الأصوات المختلطه . وظل الصياد في مكانه .. لا يبرحه لوهلة ، ثم أسرع في إستئناف سيره صاعدا النهر ببطء أكثر ، وبدا كمن فقد عزيزا ، فماتت على شفتيه أهازيج أغنيته النشوى آنفا ، المفعمة بأريج السعادة والمرح وخلو البال ، وكان وهو يسير يضغط بأزاهيرها على شفتيه بين الفينة والأخرى .

أعُدت العده لزواج القرن .. وكان كل ساكن يحلم بأن تصله دعوة لحضوره .. كان العريس ينتمي إلى أكثر العائلات وجاهة .. آل (فان وينكلر) ويتسنم منصبا مرموقا ، وأما العروس فساحرة الحسن مكتملة الجمال .. وبمهر بلغ خمسة ملايين دولار وكانت ترتيبات الزواج قد جرت فيما يشبه الصفقة التجارية ، ما كان للعاطفة والحب أي دور فيها مقايضة محضة وطلب سريع رضيت به دون جم اكتراث .

وتذكرت كيف التقت عائلتاهما قبل عام في أحد منتجعات سويسرا ... وبالأحرى كيف تم الإندماج بين عائلة آل (فان وينكر) وثروة آل ( فانس ) . كان مقررا أن تقام مراسم الزواج بعد العصر .

وأمر العريس ( بيلام فان وينكر ) بأن توقد نار في مدفأته العتيقة رغم الدفء الغامر ، وما إن تم له ذلك حتى جلس على حافة منضدة الكتابة وشرع يلقي في النار بخطابات قديمة لف بعضها بأشرطة وردية ، وكان يبسم هازئا من آن لآخر وهو يشاهد ألسنة اللهب تزدرد ماتبقى من حواف كل خطاب ، أو يلمح وردة قديمة جافة بين طيات الرسائل ، وقد يجد قفازا معطرا أو خصلة شعر مذعورة . أما آخر ماقدمه للنار المتأججه أمامه فكان ضمة جافة من زهرات ( جنتيانا ) الزرقاء ، وتنهد ( فان وينكلر ) وزايلت الإبتسامة محياه ، ومر شريط الذكريات بباله فتذكر كيف كان العام المنصرم في ثلة من صحبه ... والشفق يطرز منحدرات جبال الألب ... كانوا في قمة السعادة والنشوة ... لاهين عابثين غير عابئين بشيء ... وكان يرتدي زي صياد ضباء ... ثم أطلت من خياله كالغيث في مهامه البيداء العطشى ، صورة تلك الصبية الفلاحه بعينين جذبتاه فسمرتاه ، وسحرتاه فأطارتا عنه لذيذ النوم ردحا من الزمن ... كيف رنت إليه ثم رمت له بباقة من زهر ( الجنتيانا ) الزرقاء ، لو أنه لم يكن ينتمي لآل ( وينكلر ) بكل مايحمله هذا اللقب من تبعات " قال لنفسه " لتبعها وخطبها لنفسه فتزوجها ، إذ أن طيفها لم يفارق ناظريه وفؤاده مذ رآها تلك الليله الشفقيه إلا أن قيود العائلة والمجتمع قد حرمت عليه الزواج منها وبينهما ذلك الفرق الشاسع ... على أن زواجه سيتم بعد العصر " ذكّر نفسه " من ابنة تاجر الحديد المليونير . وألقى ( بيلام فان وينكلر ) بباقة الزهرات الزرقاء في النار ثم دق الجرس مستدعيا خادمه الخاص .
هربت العروس آنسه ( أوغستا فانس ) من جمهرة قريباتها بعد أن سئمت ضجيجهن وصراخهن المزعج فاحتمت بمخدعها الهادئ ولم يكن لها رسائل تحرقها أو ماض تدفنه ، فأما والدتها أم العروسه فكانت في أوج سعادتها إذ أن ملايين العائلة قد بوأتهم مكان الصدارة باقترانهم بعائلة آل ( وينكلر ) .
كانت مراسم حفل زواجها من ( بيلام وينكلر ) ستقام بعد عصر ذلك اليوم ، وغابت في لجة أحلام اليقضه فتذكرت رحلة قامت بها مع عائلتها قبل عام إلى أوروبا . ثم توقف تفكيرها عند جزء من تلك الرحله الماتعه حين أمضوا اسبوعا في كوخ متسلق جبال سويسري على أعتاب جبال الألب .. واسترجعت بسعادة يشوبها الحزن ذلك الحلم حين عبأت دلوها من نبع قريب وكرت راجعة ، وكانت يومها ترتدي على سبيل الدعابة زي فلاحة استعارته من ابنة صاحب الكوخ ، وعكست لها مرآة خيالها صورتها ذلك اليوم وكيف بدت ساحرة الجمال فيه ، وقد انساب شعرها شلال تبر غطى كتفيها وتجاوز خصرها الرقيق ، وكيف صادفت في طريقها إبان قفولها عائدة شابا قويا وشته سمرة جذابة ، وكان يرتدي زي صياد ضباء .. كيف التقت عيناهما فتسمرت نظرات كل منهما على الآخر . ثم لاحت من ذاكرتها التفاتة إلى باب كوخهم الذي فتح فجأة فتعالت منه أصوات شتى تناديها ، ولم تستطع تجاهل ذلك ، فخفت راجعة إلى مصدر الصوت بعد أن قطعت باقة من أزهار ( الجنتيانا ) الزرقاء كانت معلقة على صدرها فرمت بها إليه ، وسارع هو بالتقاطها قبل أن تلامس الأرض ، ثم دس بدوره في يدها زهرة برية كان قد اقتطفها من حافة الوادي . من يومها " اعترفت لنفسها " مابرحت صورته خيالها ، لقد شاء الله أن يلتقيا على أنها وهي الثرية ذات المهر الذي بلغ خمسة ملايين دولار ماكانت لترتكب حماقة بزواجها من أحد صيادي جبال الألب العاديين .

ونهضت الآنسة ( فانس ) ففتحت علية مجوهرات ذهبية كانت فوق منضدة العطور ، وأخرجت منها زهرة برية جافة سحقتها بين أصابعها حتى استحالت فتاتا ، ثم دقت الجرس مستدعية خادمتها فيما كان ناقوس الزواج يدق مؤذنا ببدء مراسم حفل الزفاف المنتظر .
__________________
أتمنى تكونوا استمتعتوا وشكرا لكم

عاطفة 02-10-08 12:48 PM

ميرسي كتير اخت قبلة علي حسن اختيارك لهذه القصة القصيرة

ويسعدني ان اكون اول من تعلق علي القصة

الحقيقة القصة جميلة جداااا وعصرية جداااا ومن واقع الحياة ايضا

ومع الاسف انا لم اجد فيها اي رومانسية ابداااا

اين هي الرومانسية؟؟؟؟؟؟؟

فتي وفتاة تقابلوا بمحض الصدفة اعجبا ببعضهما من النظرة الاولي لكن تشاء الصدف ان تفرق بينهم

في نفس اللحظة بالرغم من ان كلا منهما اعطي الاخر تذكار للذكري في صمت

ولكن لان الحياة المادية طغت علي كل ما فينا من مشاعر الا شعورنا المادي الملموس فلقد كان من

السهل جدا التخلص من تذكارات الحب القصير بمساعدة النيران لتلتهمه او لتسحقه الانامل وكأن شيء

لم يكن

اجمل ما فيها هو النهاية التي ستجمعهم مرة اخري وبطريق المصادفة ايضا

واخيرا لكي مني تحية طيبة وكل عام وانتي بخير وفي سعادة دائمة ان شاء الله

وتقبلي مروري المتواضع

قبلة 02-10-08 04:09 PM

حبيبتي عاطفة أنا أكثر سعادة لأنك أول من علق على هذة القصة وتعليقك كمان أعجبني جدا ومرورك نورني والله وأتمنى إنك دائما تنيري صفحتي وشكرا جزيلا لك

عاطفة 03-10-08 11:58 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قبلة (المشاركة 1670655)
حبيبتي عاطفة أنا أكثر سعادة لأنك أول من علق على هذة القصة وتعليقك كمان أعجبني جدا ومرورك نورني والله وأتمنى إنك دائما تنيري صفحتي وشكرا جزيلا لك



لا شكر علي واجب اختي قبلة
لقد تعبتي في كتابة ونقل هذه القصة
واقل واجب علي هذا هو ان ارد لكي جميلك بان اعلق عليها ولا امر مرور الكرام كما يفعل البعض
اتمني حقا ان اري لكي في هذا القسم وبقية الاقسام موضوعات جميلة ومميزة مثل هذا واكثر
ودمتي بكل ود وخير دائما ان شاء الله

قبلة 03-10-08 05:00 PM

يا سلام حبيبتي عاطفة يا ريت كل الإعضاء مثلك ومثل ذوووقك وعلى فكرة بزعل كتير لما تلاقي مشاهدت الموضوع عدد كبير والذي يرد واحد أو إثنين فقط أتمنى من الجميع أن يقرأ كلماتك ويستفيد منها وشكرا ليكي حبيبتي وأنا ليا مواضيع في قسم القصص القصيرة وإن شاء الله راح يكون في كتيييييييييير من المواضيع ويارب تنيري صفحتي دائما بمرورك


الساعة الآن 08:58 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية