منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   133 - قريبا يا ملاكي - آن هامبسون - عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t93591.html)

safsaf313 18-09-08 02:14 PM

133 - قريبا يا ملاكي - آن هامبسون - عبير القديمة ( كاملة )
 
قريبا ياملاكي
لا يأتي الحب على أجنحة من حرير.. بل يجئ كدفق صاخب يجتاح القلب و يأسره و في
شباك الأسر قلما يفكر المحبوب في الخلاص من قيود أقوى من الفولاذ
و عندما قامت ( لين) برحلتها الى ايرلندا..لتنفض أرهاقات العمل الطويل بين
الربوع و البحيرات و الجبال لم تكن لتصدق ان رحلتها ستتحول إلى كابوس
مرعب...و سجن حقيقي مؤلم.
فقد تصادف ان تعطلت سيارتها بقرب من مخيم للغجر..و أفلتت بمعجزة من الغجري
المتشرد القذر..لكنه طاردها في الغابة و سجنها داخل عربه قذرة ..و اجبرها على
الزواج على طريقة الغجر.. و باتت الفتاه الرقيقة الجميلة أسيرة السجن و
المعاناة و الألم لكن الحب تسلل إلى قلبها المحزون...و لم تفلح في
مقاومته..!!منتديات ليلاس

safsaf313 18-09-08 02:15 PM

غابة الغجر

كانت السيارة تسير على مهل الطريق الساحلي تجلس خلف مقودها فتاة جميلة تتأمل
روعة المشهد الطبيعي هضاب خضراء تمتزج أطرافها برمال الخليج الصغير الذهبية و
تحجب قسما منها أشجار عالية مورقة.
منتديات ليلاس
كانت لين سلدن تنوي قضاء العطلة في ايرلندا الجنوبية برفقة صديقة لها لكن
صديقتها اعتذرت عن المجئ فقررت لين المضي في رحلتها وحدها. انتقلت من انجلترا
إلى ايرلندا بحرا وبذلك تمكنت من شحن سيارتها على الباخرة نفسها.

أمضت الفتاه إلى الأن عشرة أيام رائعة تتنقل في ارجاء ايرلندا الخضراء
الساحرة . جمال الطبيعة انساها وحدتها فلم تكن تتذكر ذلك الا عند رجوعها في
المساء إلى الفندق لتخلد إلى النوم. وبعد ان امضت لين يومها في مدينة دونيغال
استعدت للعودة على الفندق الواقع في اطراف المدينة لتتوجه في الصباح الباكر
جنوبا نحو دانليرى حيث ستستقل الباخرة بعد ايام عائدة على انجلترا.

اوقفت السيارة إلى جانب الطريف و اخرجت من حقيبتها خريطة المنطقة عيناها
تحدقان في الخريطة في حين ان فكرها شارد في امور اخرى و خاصة في عرض الزواج
الذي تلقته قبل اسبوعين من زميلها في العمل توماس انه شاب لطيف و مهذب لكنه
لا يتمتع بأية جاذبيه لا بل هو كما وصفته احدى زميلاتها بليد و مثير للضجر
وعدته لين بالتفكير جديا في الامر لانها بدات تشعر بالملل من العيش وحيدة فلا
باس بفكرة الاستقرار مع رجل طيب رقيق لبناء عائلة صالحة.

الى جانب ذلك هناك سبب اخر يجعل لين تأخذ في الاعتبار عرض الزواج و هو شعورها
بالأسف نحو توماس الذي فجع خيانة زوجته له و انفصالهما بالطلاق وجدت الفتاه
معاناة قواسم مشتركه مع ما تعرضت له حياتها العائلية تمتعت ليت بطفولة سعيدة
بين والدين محبين و في منزل وافر الامان لكن والديها انفصلا عن بعضهما و هي
لم تتجاوز بعد السبعة عشر ربيعا بعد ما وجدا ان طريق كل منهما يختلف عن طريق
الاخر و خلال ثلاث اعوام تزوجت امها من رجل امريكي و هاجرت معه الى امريكا
كما ان والدها تزوج من سيدة اقنعته بالهجرة الى استراليا و هكذا اصبحت
لين وحيدة و هي في العشرين و تعيش دون عائلة لذلك قررت ان تجد الرجل الذي
ينتشلها من عذابها و يقاسمها حياة هنيئة.

ايكون هذا الرجل توماس؟؟ سؤال لم تجد له بعد جوابا شافيا تنهدت و هي تقود
السيارة و في طريق فرعي ضيق محاط بالاشجار العالية بعد ان توغلت بضعة كيلو
مترات وصلت الى غابة كثيفة تقع في وسطها بحيرة جميلة يقوم قربها مخيم للغجر
وجود جماعات الغجر في ايرلندا امر مألوف اكثر من وجودهم في انجلترا غريب ام
هؤلاء القوم يتنقلون من مكان الى اخر لا يحبون الاستقرار كبقية البشر يبحثون
عما لا يجدون فيستمرون في التجوال.

فجاة اذ تجاوزت السيارة اولى عربات الغجر اصدر المحرك صوتا قويا ثم توقف
ترجلت لين من السيارة و التف حولها عدد من الاطفال الفضوليين ثم تقدمت منها
غجريتان فيما هي منهمكة بالنظر على المحرك تحاول عبثا معرفة سبب العطل و برز
من بين الجميع شاب اسمر اللون عارضا المساعدة رفعت لين عينيها لترى شاب طويل
مفتول العضلات اسود العينين اجعد الشعر نظراته ثاقبه ارعبتها فبلعت ريقها من
الخوف.
قالت له اخيرا:-
- تعطل محرك سيارتي.
- هل نفذ منها الوقود؟؟
اومات لين بالنفي و اجابت:
- الوقود فيها اكثر من كاف00
وجدت الفتاة نفسها تحدق لاحظت تعاليا و غطرسة في هذه الملامح يجعلانه مختلفا
عن بقية قومه فالغجر عادة اناس بسطاء متواضعون علمهم الفقر ان الخضوع هو
الوسيلة الوحيدة لكسب ارزاقهم.
- بما ان الوقود متوافر لا اعلم سبب الداء. نحن نستعمل الجياد لا السيارات
لذلك خبرتي في محركات ضعيفة جدا كل ما يمكنني فعله هو ارسال احد على المدينة
لاحضار ميكانيكيا.
هذا لطف كبير منك , لكنني سأتدبر الأمر وحدي فلا داع للأزعاج0
هز الرجل كتفيه علامة عدم الأكتراث , لكن لين كانت تدرك انه كاذب من خلال
نظراته الشغوفه و الفاحصة. و لانها لمحت شابا يتوجه على حصانه نحو المدينة
ليحضر ميكانيكيا0

شعرت بالحرج و هي واقفة بين هؤلاء الغجر0 فبدأت تتمشى حتى ابتعدت عن المخيم
في طريق موحش تحيط بجانبيه خضرة عذراء تبدو من خلالها مياه البحيرة مرآه
تنعكس على صفحتها بفرح أشعة الشمس الذهبية.

و بينما هي تتأمل شاعرية المكان و سحر وجوه الغامض سمعت وقع خطى تتقدم منها
على مهل فارتعدت علمت انه الغجري الاسمر تراءت لها اشياء كثيرة مرعبة اذ رأته
يقترب منها بكل ثقة و خانتها شجاعتها حتى كادت تصاب بالاغماء.
تحدث الشاب بنبره آمره:
- انت انجليزية اليس كذلك؟؟ ظننت في البدء انك اميركية.
توقف عن الكلام و اقترب من الفتاه عضلاته القوية يبرزها قميصه الاسود الضيق و
(( غجريته)) يدل عليها الشال الاحمر القذر الملفوف حول عنقه لو اراد فنان رسم
متشرد لوجد فيه النموذج الامثل ارتجفت لين لتراودها فكرة الفرار و لكن الغجري
لم يدع لها الفرصة لتجد منفذا تقدم منها بغته و اطبق على ذراعها دافعا اياها
الى مكان كثيف الاشجار خلال ثوان صارت بين ذراعيه القويتين.
صرخت بأعلا صوتها:
- ايها الوحش!!
لم يابه الرجل لكلماتها بل طوقها ضاحكا و كان مقاومتها تزيد لعبته اثارة و
بينما هم يهم بطرحها ارضا داس احدهم على غصن يابس فسمع صوت انكساره عاليا
التفت الرجل و هو يزمجر غضبا لتظهر فتاه غجرية جميلة يتطاير الشرر من
عينيها:-
- الم تشبع من افعالك القبيحة بعد؟؟ دع الفتاه و شانها ايها الوقح!!
ذهلت لين لاطاعة الرجل الشرير اوامر الغجرية من دون نقاش و ما كاد يحرر يدها
المليئة بالخدوش حتى اطلقت ساقيها للريح.

جلست لين تفكر في كيفية افلاتها من قبضة الغجري الاسمر و لحسن حظها وجدت
اتوبيسا اقلها على الفندق في المدينة و من هناك اتصلت هاتفيا بجراج للسيارات
فتكفل الميكانيكي باصلاح السيارة و جلبها في اليوم التالي بعد ان تبين ان
العطل كان بسيطا للغاية.

سارعت لين بعد ذلك على مغادرة المنطقة و ساهم انتقالها بين الطرقات الجميلة
على نسيان الحادثة الاليمة فاستعادت روحها المرحة و رغبتها في اكتشاف المزيد
من ايرلندا.

safsaf313 18-09-08 02:17 PM

وصلت على منطقة تدعى لاف كوريب حيث وجدت المشاهد رائعة تحبس الانفاس الجبال
المراعي الواسعة البحيرات الغابات ..كلها مناظر خلابة تسحر الالباب تمتع
العين و النفس و ترحب بانسان المدينة التعب لينفث في رحابها الهموم وصلت على
واد اخضر تبحث عن مكان تمضي فيه ليلتها ووفقت في العثور على المكان الملائم
مزرعة صغيرة يستقبل اصحابها النزلاء في جناح خاص مقابل مبلغ القليل من المال.

اوصلتها المراه صاحبه المزرعة الى غرفتها البسيطة النظيفة و اطللت لين من
النافذة لتشاهد المنظر الجميل و الجبال تكسوها الغابات الكثيفة ثم لاحظت
مدخنة بعيدة في وسط جبل اخضر.
سالت لين المراة و هي تشير الى المدخنة:-
- هذا بيت في الجبل؟؟ اظن اني رأيت مدخنة.
- نعم هذا قصر السيد دوغى.
لاحظت الفتاة تغير في نبرة المرأه التي تابعت تقول:
- السيد دوغى هو مالك كل هذه الاراضي و قد ورثها عن والده الذي كان الحاكم
الاقطاعى للمنطقة بناء فخم تحيط به حدائق رائقة.
- هل يسمح للجمهور بزيارة الحدائق؟؟
- نعم الابواب تفتح للزوار يومي الثلاثاء وو السبت.
- اود لو سمحت يا سيدتي ان احجز هذه الغرفة ليومين.
- امرك انسة سلدن بامكانك حجزها المدة التي تريدين هنالك اشياء كثيرة يمكنك
القيام بها في هذه المنطقة باستطاعتك مثلا اذا كنت تجيدين ركوب الخيل استئجار
جواد من مدرسة الفروسية و التوجه الى الغابات.
اعجبت لين بهذه الفكرة فهي لا تزال تجيد الفروسية التي تعلمتها ايام الطفولة.
انطلقت لين ظهر السبت صوب الحدائق قصر دوغي و بعد ان سلكت بسيارتها طريقا
منحدرا وصلت الى سفح التلة التي يقوم عليها القصر و بدات بالصعود نحوه الى ان
بلغت سورا كبيرا في وسطه بوابه مفتوحة يقف بجانبها حارس يرتدي ثيابا انيقة.

دخلت الى موقف مخصص لسيارات الزوار بعد ان دفعت مبلغا صغيرا يذهب الى الاعمال
الخيرية.

اخيرا وجدت لين نفسها تتجول في هذه الجنة اينما نظرت وجدت جمالا و بهاء ممرات
تظللها اشجار سخية برك ماء صغيرة تغطيها الزنابق جداول تتدحرج بين الصخور
تعلوها جسور خشبية صغيرة مكسوة بالنبات المتسلق تماثيل بديعة وسط نوافير
المياه و تشكيلات من اجمل الزهور و ازهاها توقفت لين مرارا لتقرا اسماء
الاشجار و الازهار النادرة فتحت كل مجموعة وضعت لوحة صغيرة فيها شروحات موجزة
عن النوع كما قرات على احدى اللوحات ان شرفات الجهة الجنوبية من القصر صممتها
السيدة موريل زوجة الكونت دوغى حاكم المنطقة في القرن التاسع عشر.

وصلت لين خلال تجوالها غالى حديقة مليئة باشجار الزيزفون و شجيرات اخرى
اجنبية مستوردة من القارة الأميركيه 0حديقة اقل ما يقال فيها انها فاتنه جعلت
الفتاه تنسى كل شي و تعتبر ان العالم تقلص كثيرا ليصبح هذا المكان الخلاب
الذي لا موطئ قدم فيه الحزن او لهم لم تتمكن من كتم شعور بالحسد تجاه مالكى
القصر و تمنت لو تكون مكانهم.

حان وقت العودة الى الفندق و تساءلت لين: كيف يتمكن سكان القصر من حبس انفسهم
في الداخل عندما تفتح الابواب للزوار.

فيما هي متوجهه الى البوابة الرئيسية لاحظت لين مجموعة من الزوار ملتفين حول
نافذة من نوافذ القصر تقدمت منهم يدفعها فضول الاكتشاف فسمعت الحوار الدائر
بينهم.
قالت السدة المتوسطة العمر:
- هذه اللوحة تمثل والدته.
علقت السيدة الاخرى:
- لقد كانت رائعة الجمال.
- من المؤسف انها اقدمت على هذا العمل!
- يقال ان علما اسود رفع على شرفات القصر بعد الحادث.
- و ما معنى ذلك؟؟
- معناه انها اعتبرت ميته بالنسبة لعائلتها بعد العار الذي سببته لهم.
- قيل انها ماتت بعد ذلك بوقت قصير اليس كذلك؟؟
- ماتت و هي تضع طفلها.
- و هل تعهد اهلها الطفل؟؟
- البعض يؤكد ذلك
- لكنه اصبح مالك القصر و سيد الأراضي الان رغم كل ما حدث
- السيد دوغى عثر على هذه اللوحة و امر بوضعها هنا ليعيد الاعتبار الى والدته
المنبوذة
- يا لها من قصة محزنة! كم يبلغ دوغى من العمر؟
- اعتقد انه اصبح في الثلاثين.
- هل هو متزوج؟
- لا هناك اشاعات كثيرة عن علاقة تربطه بممثلة سينمائية كبيرة لكنها اخبار
ملفقة لا تمت الى الحقيقة بصلة يقال عنه انه يؤمن بالحب من اول نظره و عندما
يجد ضالته المنشودة سيتزوج فورا
- اتمنى لو استطيع رؤيته لانه كما سمعت شاب باهر الجمال
- ما يميز غيره من الرجال هو قصته الحزينة
- ما هي القصة الحقيقية التي وقعت لامه.. انا لا اعرفها كاملة
- يقال انها هربت مع....

لم تسمع لين من القصة اكثر من ذالك لان المجموعة ابتعدت عنها باتجاه قسم اخر
من الحديقة نظرت من النافذة داخل القصر حيث علقت اللوحة المعنية فرات رسم
امراه رائعة الجمال ترتدي فستانا من الحرير الازرق و على بساطته لا يخفي
وجهها نظرات ارستقراطية واضحة في العينين الزرقاوين شفتاها الورديتان ترسمان
ابتسامة السعادة و البراءة من المحزن انها ماتت عند الولادة

خرجت لين من الحدائق و هي تفكر بهذه القصة التي لم تتمكن من معرفة كل فصولها
شعرت بفضول كبير لمعرفة الحقيقة و للتعرف الى صاحب القصر الذي انقذ لوحة
والدته لينقذ شرفها الضائع.

safsaf313 18-09-08 02:18 PM

في الصباح التالي استعدت لين للرحيل بعد ان سددت الفاتورة ووعدت بالعودة الى
المزرعة في رحلتها المقبلة الى ايرلندا توجهت الى مدرسة الفروسية حيث تركت
السيارة في موقف خاص و ترجلت لتستاجر حصانا قررت ان تقوم بنزهه صغيرة على
الحصان في ذهابها الى منطقة جديدة ووقع اختيارها على فرس قوي
- هل هذا الحصان هادئ؟؟
اجابت الفتاه المسؤولة عن الاسطبل:
- فونيلا افضل حصان عندنا و انا واثقة من انك ستفتقدينه كثيرا عندنا تنتهين
من جولتك.

حدقت الفتاة في لين جيدا و تاملت الوجه الرقيق و الشعر الاسود الطويل المعقود
بشريط ابيض كما اعجبت بالقامة الرشيقة و خصوصا بالساقين الطويلتين و الخصر
الضامر لاشك في ان لين فتاه جميلة تجذب الرجال و تدير رؤوسهم...

بعد قليل كانت الفتاه الانجليزية تمتطي جوادها في الغابة التي ارشدتها اليها
فتاه الاسطبل حيث يمكنها التجول بحرية و حيث لا خطر بان تتوه لان اللافتات
منتشره في الغابة خصيصا لارشاد المتنزهين.

كانت اشعة الشمس الساطعة تنفذ من بين اوراق الكثيفة بحياء مضفية على الجو
الداكن اشراقه من السحر وومضة من الغموض
- يا الهي! كانني بالجنة!
ضحكت لين مسرورة لأنها تتمكن من الكلام و التفكير بحرية مطلقة في هذا المكان
كان العالم اصبح ملكها لا ينازعها فيه احد.
- حسنا يا حصاني الجميل لنرتح قليلا هنا.
ربطت الحصان الى شجرة ووقفت تتأمله يلتهم العشب الطري بنهم.

اجفلت لين عندما سمعت صوتا غريبا و اخذت تحدق حولها لترى مصدر الجلبة و شعرت
بان احدا يراقبها في هذه الغابة الموحشة تلفتت فلم تسمع الا خفقة ورقة صفراء
يحملها النسيم.

فجاة سمعت صهيل حصان فاقتربت من فرسها و حلت الحبل بيدين مرتجفتين و قبل ان
تستطيع الانطلاق بالفرس و الابتعاد اقترب منها حصان يمتطيه......الغجري
الاسمر

تجمد الدم في عروقها لما رات الغجري امامها....كيف استطاع الوصول الى هنا من
مخيمه البعيد بهذه السرعة لا يعقل ان يكون جاء على حصانه لان المسافة بعيدة
الى حد يجعل مستحيلا لابد انه استعمل وسيلة اخرى ثم من أين اتى بهذا الحصان
الاصيل الذي لا يمكن ان يملكه غجري فقير؟؟

رفعت عينيها الى وجهه لاحظت اشياء لم تلحظها فيه عندما حاول الاعتداء عليها
بعد تعطل سيارتها قرب المخيم رأت الى جانب وسامته مسحة ارستقراطية نبيلة و
شيئا من اللباقة و الاستعلاء يده الممسكة باللجام بدت انعم تدل على انه لم
يقم بعمل يدوي في حياته حتى ثيابه تبدلت لم يتخل عن قميصه الاسود لكن الشال
الاحمر المتسخ اختفى لحل مكانه شال اخر نظيف السروال الممزق تغير ليصبح
سروالا انيقا...لا شك انه سرق الحصان و الثياب و لكن كيف تبدلت يداه من يدي
متشرد الى يدي ارستقراطي نبيل وقف الغجري يحدق فيها باستغراب كانه فوجئ
بوجودها.

حطم جدار الصمت و اخيرا يقوله:
- صباح الخير.
اخذت لين تحسب فرص الهرب و جسمها الرقيق يرتعش خوفا و غضبا نظرت الى الممر
القريب الذي يوصلها الى مدرسة الفروسية و بخفة لم تعهدها في نفسها من قبل
قفزت الى الحصان و السوط في يدها انطلقت بسرعة وكي تعاقب الغجري على فعلته و
لتؤخر اللحاق بها ضربته بالسوط على وجهه و ضع الرجل يده على خده الدامي و قد
ارتسم على وجهه ذهول كبير.
- تستحق اكثر من ذلك ايها الغجري المتشرد! كيف تجرؤ على التحدث الي؟؟ عد الى
قومك ولا تتحرش بالناس المتمدنين!

قالت لين كلماتها هذه وهي منطلقة على حصانها تحثه بضربات خفيفة من قدميها على
الاسرع في العدو اخذت تخترق الغابة بسرعة عمياء و خوفها يتعاظم مع اقتراب
حوافر جياده منها اذا تمكن من اللحاق بها سيقتلها و يرميها في الغابة! ازداد
هلعها لهذه الفكرة و لم تعد تدري ما تفعل لتخرج من الورطة المميته فهذا
الحصان يقترب منها اكثر فاكثر و صاح فيها الرجل:
- توقفي!
استمرت لين في العدو باسرع ما يمكنها لكنها ضلت الطريق بسبب ذعرها الشديد و
لم تجد ممر الخروج من الغابة فصارت تصرخ بأعلى صوتها:
- النجدة!! النجدة!!
دب التعب في حصانها فخفت سرعته في حين ان حصان الغجري الجبار ما انفك يدنو
منها.
- توقفي و الا اوقعتك عن الفرس.
تجاهلت الفتاه اوامره باحثه دون جدوى عن وسيلة للافلات.
- دعني و شاني! ارحل عني سابلغ رجال الشرطة.
توسلات و تهديدات لن تجدي نفعا مع هذا الرجل الشرير و اخيرا صار الغجري
بمحاذاتها فبذلت المستحيل للصمود فوق فرسها المتعبه0 مال الرجل و خطف من يدها
اللجام اجبر الفرس على التوقف ثم نزل عن حصانه و انزل لين عن حصانها شعرت
انها سجينة نظراته الغاضبة ووقفت عاجزة عن الحراك.

رفع الغجري يده الى خده الدامي يتحسس الجرح العميق الذي سببته ضربه السوط
- هل هو حصانك.
- لا استاجرته من مدرسة الفروسية.
هز الرجل راسه و كانه يعرف المدرسة ثم اخذ يحدق في الفتاة لثوان مرث ثقيلة
كأنها الدهر قبل ان يقول:
- لا خوف على الحصان انه يعرف طريق العودة الى الاسطبل
و ضرب فونيلا ضربتين خفيفتين فبدا بالعدو حتى اختفى عن نظر لين بعد قليل.
- من أين انت؟؟
- انا انجليزية و جئت الى ايرلندا لامضي اجازتي السنوية...انزل في مزرعة
قديمة من هنا.
هز الرجل راسه كانه يعرف المزرعة كذلك.
- قلت انك في اجازة فهل يعني هذا انك بمفردك؟
- تمام انا اجوب البلاد بسيارتي التي تركتها في موقف قريب من الاسطبل.
واصل الرجل طرح الاسئلة وواصلت لين دون ان تدري مدى خطأها في اعطاء معلومات
يجب ان لا تطلعه عليها و لم تعي ذلك الا عندما سمعته يقول:
- انت وحدك هنا...
و عندما سالها لما ضربته بالسوط اجابت لي وفي صوتها نبرة الازدراء:
- لأنك و جنسك حثالة المجتمع و رعاع القوم!
سرعان ما ندمت لتهورها و طيشها اذ رات في عيني الرجل عاصفة من الغضب و نية
على ارتكاب عمل شرير اقترب منها و زمجر:
- حثالة المجتمع و رعاع القوم؟ ستدفعين ثمن كلماتك غاليا.
و بسرعة حملها في قوة و رمى بها على ظهر الحصان ثم قفز خلفها و انطلق مسرعا
نحو عمق الغابة

**أميرة الحب** 18-09-08 02:45 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . كنت أبحث عن الرواية في عبير المكتوبة شكرا ع المجهوذ حبيبتي

شموخ الشرقية 18-09-08 07:23 PM

مشكووووووووووور ربي يعطيك العافية

وننتظر التكملة

تحياتي

safsaf313 19-09-08 12:34 PM

شكرا على كلامك الجميل وتوقيعك الاجمل يا ريهام ياعسل

safsaf313 19-09-08 12:38 PM

العفو يا شموخ دا من زوقك وحاضر ابقى اكملها فى القريب العاجل ان شاء الله وكل سنه وانتى طيبه

majedana 20-09-08 09:15 PM

رواية روووووووعة

انا قراتها مصورة ..... بتجنن

لا تشوقي البنات كمليها بسرعة ههههههههههههه

safsaf313 20-09-08 10:54 PM

حاضر يا ماجى وادى جزء علشان خاطر عيونك

safsaf313 20-09-08 11:03 PM

تساءلت لين عما ينوي الغجري فعله بها و لكنها لم تفلح في تصور مصيرها يعزز
ذلك الغضب اقرب الى الجنون يسيطر على خاطفها

ازداد الحصان توغلا في الغابة و لين تكاد تصاب بالاغماء و الرجل ملتصق بها
تحس بنفسه يلفح عنقها و هو يقود الحصان بسرعة كبيرة اخذت ترتعد كورقة خريفية
و هي تسال نفسها عما فعلته لتستحق هذه النهاية السوداء اخيرا قرر الرجل
التنازل عن صمته فأعلن:
- نحن ذاهبان الى المخيم
- المخيم... اي مخيم هذا.
قهقة الغجري عاليا يتلذذ يخوفها و اجاب:
- الا تعلمين ان الغجر يعيشون في مخيمات؟
- ستندم ايها الحقير على عملك لان رجال الشرطة سوف يرمون بك في السجن!

كانت تعلم في قرار نفسها ان كلامها لا يرهب الرجل فالغجر (( محترفون)) في
الخروج على القانون ولا يهابون السلطة القانون الوحيد الذي يحترمونه هو ان
الغاية تبرر الوسيلة و ان مصلحة القبيلة يجب ان تكون الاهم بغض النظر عن أي
اعتبار واصلت لين بالرغم من ذلك تهديدها لعلها تنج في العثور على نقطة ضعف في
الغجري:
- تكون احمق اذا اعتقدت ان بامكان الافلات من قبضة العدالة الاختطاف جريمة
يعاقب عليها القانون بشدة!.

لم يعلق الرجل بشئ وظلا صامتين حتى وصلا الى المخيم حيث انتشرت عربات كثيرة
نظرت الى الوجوه التي تنظر اليها فلم تتعرف الى احد من الذين راتهم عندما
تعطلت سيارتها كما لم تجد تلك الفتاه التي انقذتها يومها من الغجري لعلها
تعيد الكرة الان.

تعالت الصيحات الترحيب للغجري:
- اهلا بك يا رادولف!
- ما هذه الغيبة الطويلة؟؟
- اخيرا عدت الينا.

نشأ لدى لين انطباع بأن الغجري لا ينتمي الى مخيم معين خصوصا ان هذا المكان
ليس المكان نفسه الذي شاهدته
تقدم من الغجري رجل كهل قال:
- رادولف ليس من عادتك...
اسكته رادولف باشارة من يده و لكن الكهل تابع:
- ما حدث لوجهك؟؟ الدماء تسيل منه بغزارة!

عندما رأت لين الجميع يلتفون حول رادولف و علامات التعجب بادية على وجوههم
سمعت بعض الكلمات الانجليزية لكن معظم الكلام باللغة الغجرية التي تجهلها
اوضح رادولف الامر لقومه بلغتهم و نظراته مليئة بالحقد تصب نارها على الفتاة
المصابة بالذهول مطبق 0
امسك الغجري بخصرها و انزلها عن الحصان فتعالت ضحكات من حولها و كان القوم
يستعدون لمرح أت ولاثارة توفرها لهم ضحية جديدة يتسلون بها..

زادت الدماء المتجمد على وجه رادولف من رهبة شكله وجعلته يبدو مجرما اكثر و
اكثر ايمكن ان تتوقع رحمة من انسان كهذا لا يهتم الا بارضاء غرائزه لا يعرف
المثل و المبادئ التي تؤمن بها المجتمعات المتحضرة حاوت الفتاة الا تفكر بما
ينتظرها لكن الرؤى السوداء كانت تغلف ذهنها كغمامة داكنه تمنت لو انها تموت!
فالموت ارحم من العذاب القابع وراء الساعات المقبلة...تمنت لو ان يدي رادولف
الجبارتين تلتفان حول عنقها الغض و تعصران منه اخر نقطة حيا...

انصرف رادولف الى الحديث طويل مع الرجل الكهل سمعتهما لين يتلفظان ببعض
الاسماء اولا بوريل وو غيرها و فهمت ان الكهل هو اولاف و انه و رادولف
يتحدقان عن بوريل و لكنها لا تعلم ما اذا كان بوريل اسما لامراه او لرجل حدقت
الفتاه في وجه رادولف لتجد الاضطراب و القلق الشديدين باديين عليه في حين كان
اولاف يتنهد من وقت الى اخر و يزم شفتيه بامتعاض ما هو الحديث المهم الدائر
بين الرجلين؟؟ سؤال لا يمكنها ان تجيب عليه قبل ان تفهم هؤلاء القوم.

بعد ذلك بدا القوم يوجهون الاسئلة الى رادولف فيجيب عليها باقتضاب و الاولاد
الحفاة ذو الثياب البالية يحملقون في ثيابه النظيفة و الانيقة بانبهار.

نظر رادولف الى لين فعاد الى عينية لمعان الشر و بلمح البصر حملها بين يديه
وسط ضحكات الجميع الى عربه ارشده اليها اولاف
صاحت لين في الغجر:
- هذا الرجل خطفني!! ستحاكمون جميعكم ان لم تساعدوني!

نظرت حولها تبحث عن احدهم يتعاطف معها فلم تقع الا على وجوه ضاحكة و نظرات
ساخرة لا امل اذن بان يساعدها احدهم فالجميع وحده متماسكة و الافراد يتعاونون
حتى على اعمال الشر0
ادخلها رادولف إلى العربة ثم خرج بسرعة بعد ان اغلق الباب بعنف. في هذه
العربة لن يتدخل احد لانقاذها. عليها ان تواجه وحدها الرجل الذي يبدو زعيما
او ملكا على قومه يذعنون لمشيئته بدون نقاش اغرورقت عيناها بالدموع فساعة
العقاب حلت شرعت تبحث في العربة عن وسيلة للخروج من سجنها الصغير مكان قذز
فيه اريكة و طاولة مستديرة مع بعض الكراسي العتيقة في الطرف الاخر سرير ضيق و
على الخزانة كتب قديمة ووضع مصباح زيتي يغطيه غبار سميك كأن احدا لم يشغل هذه
العربة منذ وقت طويل فالقذارة المنتشرة في ارضها و على محتوياتها لا توصف.
في خلدها تدور اسئلة كثيرة من هو رادولف بالحقيقة؟؟ من هو بوريل الذي تحدث
رادولف و اولاف عنه بكثير من الجدية؟؟ لكن السؤال الاكثر اهمية و الحاحا
يبقى: ماذا سيكون مصيرها؟؟

2 - امرأة في شرك

دخلت لين الى زاوية صغيرة في العربة يفترض انها مطبخ كانت فيه مغسلة قذرة و
فرن صدئ يعمل على الغاز لم تتمكن الفتاه من تحمل الرائحة التي تدعو الى
الغثيان و لما همت بالخروج سمعت اصواتا قريبة في الخارج اطلت من النافذة
الضيقة فرات رادولف و اولاف يتحدثان وحيدين بالانجليزية فربضت لين تحت
النافذة من دون ان تدع راسها يطل و اخذت تسترق السمع.

- اعرف ان الامر يقلقك يا رادولف لكنه حر في اختيار طريق حياته
- لا تقنعني انه محق في سلوك هذا الطريق!!
- اوافق معك و الدليل اني بحثت عنه كثيرا كما طلبت مني لكنه مراوغ كبير و لا
يهدا في مكان.
- اعلم ذلك يا اولاف والا لما كنت رايتني هنا فقد اخبرني ايفور انه في هذا
المخيم.
- كنت قادما هنا اذن عندما خطفت الفتاه
- بالطبع و الا لما...
- مذا تنوي ان تفعل بها يا رادولف؟؟
- ساجعلها تدفع الثمن غاليا لضربي بالسوط و لوصفها اياي بالغجري المتشرد
حثالة المجتمع.
- اعذرها يا رادولف فالناس يملكون افكارا خاطئة عن الغجر
- انا لا اعذر احدا يجرؤ على اهانتي!!
- لكنها تبدو فتاه طيبة فلا تحطم حياتها
تكلم الغجري الشاب بكل صميم و جدية:
- اسمع يا صديقي انا انوي ان انال منها التعويض المناسب عن اهانتي فاذا لم
تتمكن من تحمل ذلك لن يكون الذنب ذنبي0

ادركت لين من لهجته القاسية ان الرجل ليس مستعدا للعودة عن قراره و انه ينصاع
لغرائزه ضاربا عرض الحائط كل الاعتبارات حاول اولاف من جديد ان يثنيه عن
عزمه:
- انت تعلم ان الاختطاف جريمة خطيرة يعاقب عليها القانون بصرامة عليك ان تفكر
بوضعك الخاص يا صديقي فنحن بغنى عن المشاكل ظننت ان الايام كنت كفيلة بتهدئة
طباعك الحادة بعض الشي و بتعليمك كيف تكبح جماح اعصابك.

تساءلت لين عن الوضع الخاص الذي تكلم عنه الغجري الكهل ايعني به ان رادولف هو
(( ملك)) الغجر في كل ايرلندا؟؟ تفسير معقول قد يوضح كلمة الوضع الخاص و
الاحترام الذي اظهره هؤلاء القوم للرجل كما يوضح عدم استقراره في مخيم واحد و
تنقله المستمر من منطقة الى اخرة.
- اتعتقد اني خائف من العقاب يا اولاف.. الا تعلم اني لا احسب حساب النتائج
عندما اقرر الاقدام على خطوة انا مقتنع بها..

فهمت الفتاة من كلماته انه معتاد على هذه الاعمال و ان خبرته فيها طويلة بحيث
لا يخاف الوقوع في ايدي العدالة لكن اولاف ما يزال قلقا و لم يشارك صديقه
مرحه اذ قال بكل جدية:
- احس بنفسي مسؤولا لاني كنت اعلم منذ البدء...

قاطعه رادولف مطيبا خاطره:
- اشكر تفهمك
صمت الكهل قليلا ثم واصل محاولا اقناع صديقه الشاب:
- ولكني اسف للفتاه المسكينة
- لا داعي للاسف لانها اوصلت نفسها الى هنا بحماقتها!!!
- هي انجليزية اليس كذلك؟؟
- تماما
- اذن لابد ان يكون احدا ما قد بدا البحث عنها عائلتها ربما...
- غير ممكن يا اولاف الفتاة وحيدة هنا.
- من قال ذلك؟؟
- قالت لي بانها تمضي اجازتها في ايرلندا و تجوب البلاد وحيدة بسيارتها
- اسمع يا رادولف تبريراتك لا تقنعني بصحة عملك.
- لن اتراجع عن خطوتي ابدا!!
- ولكنك ستوقع نفسك في مشكلة كبيرة
- لا تقلق يا صديقي لن يبحث عنها احد اذ يفترض انها تركت الفندق الذي كانت
تقيم فيه و اتجهت الى منطقة جديدة
- و لكن اين السيارة التي تكلمت عنها؟؟
اخبره رادولف بكل التفاصيل و بان السيارة مفتوحة و المفاتيح ما تزال بداخلها
عندها فقط ادركت لين انها اخطات عندها صرحت للرجل بحماقة لا مثيل لها بكل ما
يسهل له اتمام جريمته
ابتعد الرجلان قليلا فلم تعد الفتاه تتمكن من سماع بقية الحديث ولكنها
استطاعت التقاط جوهره
- عليك احضار سيارتها باسرع ما يمكن يا رادولف كي لا تبدا الشكوك تحوم حول
وجودها في الموقف
- لا ارتاح لعملك يا صديقي هذا ليس من طبيعتك بل...
تلاشت الاصوات اذ ابتعدا كثيرا عن النافذة ففشلت لين من جديد في اكتشاف اللغز
الذي بدات تشعر بوجوده في حياة هذا الغجري الذي ظهر من العدم ليقلب حياتها.

ماذا سيفعل الان بالسيارة لكم كانت غبية عندما اطلعته على كل شي لو لم تفعل
لكان احدهم لاحظ بقاءها الطويل في الموقف و لابلغ الشرطة بالامر و لكن لا
يمكن ان تضيع اثار لين لمدة طويلة فمن المحتم ان يفتقدها زملاؤها عندما تنتهي
اجازتها و تقتضي عودتها الى العمل كان يفتقدها صاحب البيت عن استحقاق ايجار
شقتها الشهري سياتي من ينقذها من قبضة الغجري عاجلا ام اجلا لكن المقلق ان
هذا الرجل يملك ثقة كبيرة بنفسه تجعلها تخاف من ان يتدبر الامر بشكل محكم
ينجو فيه من أي عقاب على جريمته النكراء

أي هو الان؟؟ غيابه يريد من قلقها و توترها كم يمارس هذا الرجل لعبة الحرب
النفسية ببراعه!! اه لو يستطيع اولاف من اقناعه بالافراج عنها!! امنية بددتها
اصوات ثرثرة في الخارج باللغة الغجرية شعرت لين من دون ان تفهم شيئا انها
موجهه اليها بدا قلبها يخفق بقوة و احست بان جسمها مشلول و عقلها لا يفكر صار
كل كيانها كنصبا على اللحظات الزاحفة ببطء تحمل في كل ثانية جبالا من القلق و
الخوف متى سياتي رادولف؟؟ و ماذا سيفعل عندها؟؟ كم كانت متهورة عندما ضربته
بالسوط!! لكن الطريقة الهادئة التي حياها بها في الغابة و كانه يراها للمرة
الاولى اججت في صدرها نار الغضب كيف استطاع مواجهتها بكل هذا الهدوء بعد
الحادثة الاولى قرب المخيم؟؟ استحق الضرب و ان تكن النتيجة وجودها هنا سجينة
رجل شرير ينوي ايذائها و بين اناس لم يسمعوا بالشفقة ووخز الضمير من سينقذها
من المصير الذي اعده و يعده لها خاطفها؟؟

جن جنونها بعد تحليلها للموقف فحاولت فتح الباب ثم اخذت تدق بيديها عليه و هي
تعلم ان عملها لن يجدي نفعا لكن احساس دفعها الى هذه المحاولة الفاشلة انهارت
و سقطت على الارض تجهش بالبكاء في حين تعالت في الخارج قهقهات الغجر
المتلذذين بعذابها و معاناتها

اخذت لين تدور في الغرفة تقيسها طولا وو عرضا تجلس على كنبة تنهض لترتمي على
السرير...تسمرت السجينة في مكانها اذ سمعت وقع خطوات قريبة استقرت عيناها على
مقبض الباب تنتظر في هلع ادير المفتاح في القفل و دخل رادولف رماها نظرة عدم
اكتراث و اقفل الباب وراءه.
- حسنا يا صغيرتي وصلنا الان الى ختام المسرحية.

ابتسم هازئا و تحسس الجرح في خده ارتجفت لين عندما رات عمق الجرح الذي سببته
للرجل لانها لم تؤذ احدا في حياتها من قبل لكن وقاحة الغجري دفعتها الى
اللجوء الى العنف معه.
اصبحت لهجة رادولف امره عندما تكلم من جديد:
- تعالي الى هنا لتنفذي العقاب على وصفك بحثالة المجتمع
و صاح فيها بعنف:-
- تعالي الى هنا!!

زاد الجرح احمرارا بسبب الغضب و لم تجد لين بدا من الاذعان لمشيئته خوفا من
بطشه امسك بمعصمها و شدها اليه بقوه بالغة حتى كاد ان يحطم عظامها لم تستسلم
الفتاة له بل اخذت تقاوم بكل ما اوتيت من قوه فيما هو يقهقه عاليا ساخرا من
مقاومتها صرخت لين من الالم عندما اطبق بيده الفولاذية على شعرها و ارغمها
على رفع وجهها الى عينيه الغامضتين و بوحشية فائقة اخذ رادولف يهزها بقوه في
غضب فيما الدموع تنهمر من عينيها سيولا حتى انها عندما نظرت اليه رات الصورة
مشوشة كانها امام شبح لا امام انسان من لحم و دم و مما زادها حيرة و تعجبا
اخراجه منديلا من جيبه ليمسح دموعها بكل رقة و حنان!!
- لقد اصبحت الان اكثر وداعة و اقل اهانة و وحشية.

نظرت الى الرجل بارتباك وجه جامد كانه محفور في الصخر نظرات باردة لا تنم على
أي احساس ماذا يدور في خلده؟؟ ماذا وراء هذه الملامح الهادئة؟؟
- اعندك شي تقولينه قبل ان انفذ انتقامي منك كاملا؟؟ كنت انوي ان استعمل
السلاح نفسه0


اشار رادولف الى السوط المرمي على الارض و تابع:
- لكن اثار الجروح تفسد جمال وجهك لذلك طرحت فكرة جلدك جانبا و استعضت عنها
بطريقة انتقامية اخرة ممتعة0

رات لين في ابتسامته سخرية لا متناهية و في عينية علامة الانتصار وفي الوقت
نفسه ادركت انه اخطات عندما اهانته و انه لم يغفر لها ذلك لقد وصف الغجر
بحثالة المجتمع و رعاع القوم و رادولف مصمم على جعلها تدفع ثمن ذلك غاليا
كرر الغجري سؤاله:
- اعندك شي تقولينه قبل ان انفذ انتقامي كاملا؟؟
منتديات ليلاس
وجدت الفتاة صعوبة في نطق الكلمات:
- اتريدني ان اطلب الرحمة؟؟
- مع الاسف الشديد لن يجدي استجداؤك نفعا لاني لست ذلك الشخص المتسامح
ابتعدت لين الى الوراء و نظرت من النافذة فرات اولاف يبتعد على الحصان و معه
يتلاشى املها في المساعدة... قالت لمختطفها بصوت متهدج تخنقه الدموع:
- لن تنجو بفعلتك عندما اخرج من هنا ساذهب فورا الى الشرطة
علق رادولف و هو ينظر الى وجج المجروح في المرآه:
- الحديث عن الخروج سابق لاوانه يا عزيزتي فانت جميلة جدا و لن اتركك تفلتين0
تبسم هازئا و اضاف:
- ربما لن تخرجي من هنا ابدا.
لم تتمكن لين من استيعاب هذه الفكرة و تصورت نفسها سجينة هذه العربة بقية
حياتها...
- ماذا.... ماذا تنوي ان تفعل لي؟؟
رفع حاجبيه و اجاب:
- لا تتظاهري بالبراءه و تدعي انك لا تعلمين ماذا سافعل بك!!!
علت حمرة وجه الفتاة خجلا فاوضحت:
- اعني ماذا ستفعل بعد ان تنتقم مني كما تريد؟؟
توقف ووضعت يدها على قلبها الخافق بشدة ثم اضافت بهلع:
- هل تنوي ان تقتلني؟؟
هز رادولف راسه ضاحكا:
- اقتلك؟؟ خسارة ان يموت الجمال لا لن اقتلك لاني لا اريدك جثة هامدة بل
امراة تضج بالحياة.
انساها الغضب خوفا فانفجرت:
- اسمع يا حضرة الغجري قد اكون تحت رحمتك و لكن لا تتوقع مني أي سكوت لانك لا
تستطيع امتلاك روحي!!
- سنرى يا عزيزتي فلندع ذلك للوقت
اخذ يداعب شعرها فانتفضت و انشبت اظافرها على وجسهه مسببة به نزيفا جديدا من
الجرح
و لكنها ما لبثت ان ندمت على ذلك لان الغضب اعماه فكاد يخنقها:
- ساعلمك الان كيف يعامل رعاع القوم نساءه ايتها السيدة الانجليزية المتحضرة.
توسلت اليه و هي تحاول للملمة قميصها الممزق:
- ارجوك ارحمني!! اعتذر
اكمل رادولف على ما تبقى من قميصها ووقف يحدق فيها بعيني شقي شرير
- الاعتذار لا ينفع يا حلوتي اما الدرس الذي سالقنك اياه الان فنافع جدا!!
حملها بين يديه كدمية حاولت لين ان توقظ الرافه فلم تجد الا الرغبة في
الانتقام

رادولف المنتصر في هذه المعركة المنتقم الساخط الذي سيغلب على اية محاولة
تبديها للمقاومة اخذ يضحك و هو ينظر الى البقية الباقية من ملابسها فحاولت
ستر نفسها بغطاء السرير غشاها الخزي و العار و تمنت لو ان يد الموت تمتد
لتنقذها من مرارة هذه اللحظات المشينة
- ما رايك يا حلوتي بهذا التعذيب البطئ!! اعتقد انك لم تتوقعي ذلك ابدا عندما
ضربتني بالسوط على وجهي اليس كذلك؟؟
- اكرهك اكرهك............ساقتلك يوما
- ستكرهينني اكثر يا حلوتي ستكرهين الغجري المتشرد سوف تستجدين منه الرحمة!!!

استشفت لين من صوته مرارة الى جانب الغضب كان الرجل يغار كثيرا على سمعه بني
قومه و لا يتحمل ايه اهانة توجه اليهم
- ان الوان يا حلوتي ليبدا الانتقام الممتع

اغمضت لين عينيها و بكت بمرارة مستسلمة لقدرها المحتوم

safsaf313 20-09-08 11:13 PM

3- اللعب بالنار


تزايد الضجيج في الخارج و طرق احدهم الباب افاقت لين من ذهولها ولاح لها امل
جديد

و قبل ان يفتح الباب سمع الرجال في الخارج يرددون اغنية غجرية فانفجر ضاحكا
تقدمت امراتان من مدخل العربة فغرقت لين في اغطية السرير محاولة اخفاء نفسها
و الخجل يغمرها تبادل رادولف بعض الكلمات مع المراتين و رمى احد الملتفين الى
لين فستانا زاهيا توقف رادولف يفكر و ينظر الى الفستان بينما كانت الفتاة
تحاول جاهدة فهم ما يجري ماذا يخطط هؤلاء القوم؟؟؟؟

الا يكفيها شر خاطفها وحده لتتحمل الان شرور الاخرين؟؟
اخيرا نطق رادولف:
- ولم لا؟؟
سالته الفتاة و الخوف يعصر قلبها و يمحو بقية الامل الذي لمحته بعد ان سمعت
الطرق على الباب:
- ما الامر؟؟
و اردفت بنبرة شبة هستيرية:
- قل لي ما الامر!!
- القوم يطالبوني بالزواج اليس مضحكا ان فردا من حثالة المجتمع يتزوج فتاة من
نخبة المجتمع!! وجدت انهم على حق فقد ان الاوان لاتخذ لنفسي امراة.
ثم اضاف بعد ان نظر الى الفستان:
- احضرو لك فستان العرس ارتديه!
امتقع وجه لين و صاحت في غضب باكية:
- لا ! لا يمكن لاحد ان يجبرني على الزواج
امسكت بالفستان و رمته في وجه الواقفين على الباب ثم صرخت:
- ارحلوا عني و خذوا هذه القذارة معكم!
انحنى رادولف ليلتقط الفستان و باشارة واحدة من يده ابعد قومه الملتفين و
نوايا الشر في اعينهم بعد ان اهانتهم العروس العنيدة اغلق الباب بعنف و اقترب
من السرير مهددا متوعدا
- ارتدي الفستان
مررت لين لسانها على شفتيها الجافتين و شرعت في محاولة تضليل للتهرب من شرك
الزواج
- ولو انني كنت متزوجة
نظر الى يدها اليسرى ليرى ما اذا كان في اصبعها خاتم زواج
- لا اعتقد انك متزوجة ارتدي الفستان و الا اذا كنت تريدين ان افعل ذلك بنفسي

اخذ عقل الفتاة يعمل بسرعة فوجدت ان في الاذعان لمشيئته و الخروج من هذه
الغرفة فرصة للحصول على مساعدة احد و الخلاص من قبضة خاطفها فقال له وعلى
حبينها علامة الرضوخ:
- حسنا لا خيار لي الا بقبول الزواج و على أي حال يظل الزواج افضل من.....
اكمل الغجري الجملة ضاحكا:
- افضل انتقامي البشع؟؟
- هلا تفضلت بالخروج لاغير ملابسي؟؟
- و لماذا تخجلين من زوجك؟؟
- انت لم تصبح زوجي
كان عقلها ما يزال يفتش عن وسيلة للخلاص كم هي مسافة بين المخيم وو الطريق
العام؟؟
و هل يسمعها احد اذا صرخت مستغثية؟؟
نفذ صبر رادولف من الانتظار فقال:
- لقد نفذ صبري فلا داع للخجل!! انهضي من السرير و ارتدي ثوب العرس
نهض الرجل من كرسيه غاضبا فقالت باذعان و خوف:
- ارجوك عد الى كرسيك فسانفذ مشيئتك

جلس الغجري في حين انها وجدت صعوبة بالغة في التحرك هذا الرجل الخبيث الوقح
الذي سبب لها اذلالا ما بعده اذلال و على الرغم من صعوبة الموقف لمحت الفتاة
في عيني خاطفها بريقا مختلفا عن الشر و السوء رات ما يشبه بالاعجاب!!

كان الفستان طويلا و لحسن الحظ نظيفا وقفت لين اما رادولف الذي امسك بيدها و
قال:
- ما رايك ....اليس الفستان جميلا؟؟
ثم انتبه الى امر تافه بالنسبة اليه فسالها:
- على فكرة ما اسمك؟؟
وجدت لين في غرابة الموقف ما يضحك العريس يسال عن اسم عروسه قبل دقائق من
الزواج!!
- اسمي....لين
- اسم جميل لين ماذا؟؟
- لين سلدون
- تعرفين اسمي على ما اعتقد
- لست بحاجة الى ان اعرفه لاني لن اناديك على الاطلاق
- اول امر على المراه الغجرية ان تعلمه هو الطاعة العمياء لزوجها ستعتادين
على ذلك تدريجا اما الان فهيا لان القوم بانتظارنا
في الخارج نظرت لين الى الطريق فتنفست الصعداء لانه ليس بعيدا جدا عن المخيم
لربما تمكنت من الافلات او لفت انتباه احد بسيارته فياتي لانقاذها لكن رادولف
و قومه كانوا يعلمون نواياها لذلك وجدتهم يحيطون بها بشكل لا يدع مجالا لاية
محاولة للفرار

بدا الرجل المختص باتمام المراسم الشكلية الخاصة بالزواج عند الغجر و التي لم
تفهم منها لين شيئا وقفت تراقب بصمت المشاهد الغريبة التي تمر امامها كانها
مجرد متفرج لا علاقة لها بما يجري هل زواجها شرعي؟؟ ولكن امر الزواج لم عد
مهما ازاء تصميمها النهائي على الفرار مهما كانت الصعاب و مهما كلفها ذلك من
تضحيات زادها تصميمها شجاعة و ايمانا بالخلاص.

صحت فجاة من شرودها على صوت زوجها الغجري رادولف:
- تعالي يا زوجتي سيصطحبنا المحتفلون الان الى عشنا الزوجي
اخذ الرجل يضحك بينما كانت لين تبكي وضعت يدها خلف ظهرها عندما حاول زوجها
وضع يدها في يده مما اثار ضحك الجميع لكن الغريب في الامر ان خوفها تحول الى
غضب بارد و تصميم على الانتقام

امسك رادولف بيدها وصفعها عليها بنعومة كانه يمازحها ثم رافقهما الجميع الى
العربة و كان البعض يرقصون و يغنون احتفالا (( بالمناسبة السعيدة)) فقد تخلى
الزعيم اخيرا عن العزوبية

افاقت لين على اشعة الشمس المتسللة من بين الستائر تداعب عينينها تدافعت
الصور في مخيلتها صور الاهانة و الاذلال تمنت لو انها لو تقاوم بشراسة و تنعت
زوجها بالغجري القذر فلربما كان عاملها شكل اقل شراسة مما فعل لقد سببت
بتصرفها الاخرق غضبه فكان عليها تحمل النتائج.

كان رادولف مصمما على اذلالها فلماذا حاولت ايقافه و هي تعلم ان ما قامت به
عقيم لا يفيد مع هذا الشخص لكن عدم استسلامها اعطاها قدرا من الثقة بالنفس
سوف يجعلها تصمد امام ما ينتظرها من صعوبات و مشاق.

جلست تنظر الى الرجل النائم الى جنبها عيناه المغمضتان كعيني طفل برئ ينام في
هناء بين احضان امه يا لتناقض وحشيته مع هذه القسمات الهادئة!! رغبت لين
بصفعه لكونه يتمكن من النوم هكذا بعد كل ما سبب لها البارحة من اذلال تحرك
الرجل اخيرا و فتح عينيه يحدق حوله كانه لا يعرف أين هو و مع من
- صباح الخير يا زوجتي العزيزة ارجو ان تكوني قد نمت جيدا
لم تنتظر لين طويلا حتى بادرته بالسؤال:
- قل لي ما سنفعل الان هل ستبقيني هنا لاعيش مع هؤلاء القوم
- و اين تريدين العيش؟؟ الزوجات يسكن عادة مع ازواجهن
- لكنني لن اجد شيئا افعله هنا
- في الوقت الحاضر تهتمين بزوجك
- ماذا تعني بالوقت الحاضر؟؟
- اعني حتى نبدا بانجاب الاولاد و الغجر ينجبونهم بكثر كما لاحظت
امقتع وجه لين و هي تحلل الفكرة الجديدة التي ان تحققت ستتعقد امور حياتها
الى الابد
- اتمنى ان لا انجب أي ولد منك
تكلم رادولف بنبرة فاجاة زوجته لما غلفها من الم و حسرة:
- ستنجبين اولادا لاني ككل الرجال ارغب بوجود وريث لي
- وريث؟؟ و ماذا تملك لتعطي وريثتك هذه العربة القذرة؟؟
- دعيني اقدم ك نصيحة غالية الثمن يا لين لا تغضبيني بعد الان والا ندمت على
ذلك حيث لا ينفع الندم و احذرك انك لم تري الاسوا بعد!!
تمتمت الزوجة البائسة:
- كان الله في عوني...
رمقها الغجري بنظرة ثاقبة و قال:
- تمام و خلافا لما تعتقدين انا امتلك الكثير لاقدمه لوريثي
- طبعا فانت تملك هذه العربة القذرة و سعمتك السيئة...
لم تتمكن لين من المتابعة اذا اخرسها الالم عندما اطبق رادولف بقبضته
الحديدية على ذراعها
- لا تعتبري مسالة فقري مسلما بها ولا تحاولي تخمين ممتلكاتي
زاد من شدة قبضته و اضاف:
- يبدو ان علي تاديبك يا امراة....
تحررت لين من قبضته و حاولت النهوض من السرير لكن رادولف كان اسرع منها فشدها
اليه بعنف و استسلمت بعد مقاومة يائسة لاصراره.......

بعد حوالي ساعة جلسا الى طاولة لتناول الطعام الفطور لم يكن رادولف مهتما
بالاكل بقدر ما صب اهتمامه على مراقبة زوجته متلذذا بمعاناتها

سالها و هو يتحسس الجرح في خده
- هل ندمت على فعلتك هذه؟؟
- استحقيت الضرب و انت تعلم ذلك
- استحقيته؟؟
بدا رادولف مذهولا فتساءلت لين ما اذا كان قد نسي انه هاجمها عندما تعطلت
سيارتها قرب المخيم
- انسيت عندما حاول الغجري...
لم يدعها رادولف تكمل اذ قلب المائدة و هب من كرسيه يعميه الغضب فتراجعت لين
خائفة حتى التصقت بحائط العربة و هي تلوم لسانها الطويل الذي اثار اعصابه
تقدم منها الرجل مزمجرا:
- ستعتذرين على هذه الاهانة!! و ستعتذرين بكل تذلل وضعة
حدقت لين مشدوهة في هذا الوجة الشرير و هي لا تكاد تصدق ان كل هذا الحقد يمكن
ان يتجمع في انسان واحد لما وجدها ساكنة جذبها الغجري اليه و اخذ يهزها بقوة
كدمية صغيرة حتى كادت تصاب بالاغماء...اخيرا قال و هو يعض على اسنانه:
- انا انتظر الاعتذار!!
- لم تدع لين الفرصة تفلت من يدها فقال في هلع و ذل:
- اعتذر على ما فعلته...
توقفت فجاة تخنق صوتها الدموع المنهمرة من عينيها بغزارة الرجل كان يستحق
الضرب و الا لما فعلت لين ذلك و على الرغم من صواب موقفها فقد اجبرها على
الاعتذار صاغرة على اشياء قالتها عن اقتناع تام

ورفعت عينيها الى وجهه القاتم الى الملامح المتعالية التي تكسبه تفوقا و
مهابة من يراه يظنه احد النبلاء و لايمكن ان يشك بانه غجري شرير غجري يبدو
ارستقراطي متعجرف... امر محير فعلا
- اظهرت تعقلا في الاعتذار يا حلوتي لان ايه كلمة مهينة كانت ستكلفك شهر
نقاهة!!
حرر كتفيها و نظر الى الطاولة المقلوبة و الى الاطعمة و الصحون المتناثرة على
الارض اقشعر بدن لين تقززا من القذارة الطاغية في هذه العربة امرها رادولف
بالتقاط كل ما تناثر على الارض فلم تجد بدا من الاذعان له فيما هو جالس على
الاريكة يراقب ما تفعل
بعد قليل ابلغها رادولف انه سيغيب طوال النهار
- الى اين ستذهب؟؟
- هذا ليس من شانك كما احب ان اذكرك بالا تحاولي الفرار لان العربة ستكون
مراقبة من جميع الجهات
و نظر حوله:
- اريد ان اجد كل شي نظيفا و مرتبا عدنما اعود الا اذا احببت ان اذيقك طعم
العنف!!

كانت لين تعلم انه لا يمزح و انه على استعداد لضربها فلم تجب على تهديداته
لم يكن عملها بسيطا البته فالعربة قذرة فعلا و تحتاج الى ايام لتصبح نظيفة
بدات اولا بتنظيف الاثاث و القطع بقطعة قماش وجدتها في الدولاب القذر المرحلة
الثانية كانت تنظيف الارض و الاوساخ المتجمعة منذ سنوات على ما يبدو شكلت في
بعض المواضع تلالا صغيرة اضطرت لين لاستعمال السكين لنزعها

الا يكفيها انها تعيش مع زوج وضيع ليزيد الطينة بلة وجودها في هذا المكان
القذر؟؟ حتى رادولف اظهر بعض القرف من القذارة و كانه ليس معتادا على هذه
المشاهد

جلست لين على الاريكة تستريح وتفكر في زوجها بدا غريبا في بعض اقواله و
تصرفاته قبل كل شي في صوته نبرة رقيقة لا يملكها الا دمثو الاخلاق و المهذبون
لا يصبح قاسيا الا في ساعات الغضب 000والغجرية))...حاولت ولم تستطع تذكر
نبرته في لقائها الاول فهو لم يسالها الا عن السيارة و بعد ذلك انصرف الى
الحركة لا الى الكلام.. ثم هناك الحصان الاصيل الذي كان يمتطيه عند لقائهما
الثاني من اين يمكن لغجري فقير الحصول على مثل هذا الحصان الرائع؟؟ و الاكثر
غرابة تمكنه من الوصول الى هذه المنطقة بسرعة بينما امضت لين ساعات لبلوغها
بالسيارة!! هذا يعني انه استعمل وسيلة اسرع من الحصان بكثير

اطلقت زفرة الفشل و قررت اخيرا فتح النافذة و ما ان فعلت حتى ظهر امامها ((
حارس)) شاب لا يتجاوز العشرين من عمره
قالت له على امل ان يكون يفهم الانكليزية:
- اريد نفض هذه السجادات
- سافعل ذلك بنفسي
ابتسمت للشاب بأدب و هو يتناول منها السجادات فظهرت اسنان لم تر انصع بياضا
منها من قبل
- شكرا لك
لم تنتبة المراة الشابة لنظرات الشاب الغجري الهائمة بوجهها الجميل و لم يخطر
لها بالطبع انه لم يكف عن التفكير بها منذ ان احضرها رادولف الى المخيم
سالته عندما اعاد السجادة الاولى:
- هل كلفك رادولف بمراقبة العربة خلال غيابه؟؟
اوما بالايجاب ثم تمتم بصوت هادئ لطيف:
- اسف لقيامي بهذه المهمة
وجدت لين في موقفه فرصة ذهبية فاختارت كلماتها بدقة:
- لا عليك فانت مضطر لاطاعة اوامره اليس كذلك
- الجميع يطيعون اوامر رادولف
- هل هو ملك الغجر؟؟
- لا تطرحي علي اسئلة لا يمكنني الاجابة عليها يا سيدتي
فيما كان الشاب ينهي نفض السجادتين الباقيتين رات لين عينين تراقبان المشهد
من نافذة عربة اخرى حارس اخر ناولها الشاب السجادتين و قال:
- علي الذهاب الان ارجوك اغلقي النافذة
- لا تذهب قبل ان اعرف اسمك على الاقل
نظر الشاب حوله و تكلم بسرعة:
- ادعى كونيل علي الذهاب الان و الا عرف رادولف باني اتحدث اليك
وجدت لين في هذا الشاب نقطة ضعف اذا عرفت استغلالها قد تساعدها على الهرب
بعد قليل اقتربت من النافذة لترى اذا كان احد يراقبها
و عندما لم تجد احدا فتحتها بهدوء فاطل كونيل
- هلا احضرت لي بعض الماء يا كونيل
و ضعت المراة في صوتها كل ما لديها من نعومة و رقة و عرفت مفعولهما عندما
اعاد الشاب الدلو مليئا بالماء و ناولها اياه بيدين مرتعشتين
- شكرا جزيلا
و اضافت بعد ان تاكدت من عدم وجود متطفلين:
- ماذا يحل بك اذا تمكنت من الفرار
- سأقع في مشكلة كبيرة اذا حدث ذلك
- مع زوجي؟؟
- نعم فهو قد كلفني بحراسة العربة
- ايدفع لك شيئا مقابل ذلك؟؟
احمر وجه الشاب حرجا من اسئلتها و قال بخجل:
- في الحقيقة انا بحاجة ماسة الى المال اتريدين المزيد من الماء؟؟
- نعم سأفرغ الدلو اولا
ناولته لين الدلو و ما ان غاب حتى اخذت تفتش في الخزانة العربة عن قلم فلم
تجد شيئا
سالته و هي تناوله الدلو:
- ايمكن ان تحضر لي قلما لاكتب رسالة صغيرة
- لا...
لم تدعه لين يكمل كلامه فتوسلت:
- انا بحاجة الى المساعدة يا كونيل انت تعلم اني سجينة هنا و اريد الفرار باي
ثمن!!
هز الشاب راسه و ابتعد بسرعة بعد ان اغلق النافذة
ظلت لين قرب النافذة تراقب كونيل الجاس على مدخل احدى العربات تحاول ان تلفت
انتباهه لكنه تحاشى النظر اليها فقررت اخيرا الانسحاب كي لا يلاحظها احد و
يخبر زوجها بالامر

جلست تفكر في طريقة كفيلة بكسب الشاب الى جانبها قد يكون المال وسيلة صالحة
لذلك لكنها تركت حقيبة اليد التي تحوي مبلغا محترما في صندوق السيارة هل يقبل
كونيل بمجرد وعد باعطائه المبلغ بعد هروبها؟؟ ولكن كيف يصدقها و كيف تصل اليه
لتعطيه المال؟؟
منتديات ليلاس
خطة محكوم عليها بالفشل
تنهدت لين وقالت لنفسها:
- لا فائدة من كل هذا التخطيط سيسجنني هذا الشرير هنا حتى يمل مني و يشعر
بحاجة الى التغيير
كانت واثقة من ان هذا الملل لن يحل قريبا فعليها ان تتاقلم نفسيا لتتحمل
الايام الطويلة الاتية رادولف معجب بها كثيرا و هي لا تنكر انه وسيم جدا برغم
قسوته

اين ذهب؟؟ اين يغيب كل هذه الساعات؟؟ هي لا تتصور زوجها كغيره من الغجر يتنقل
من باب الى باب عارضا اصلاح مقلاه او غلاية فطبعه المتغطرس يمنع عليه ذلك

مر الوقت ببطء مزعج ولين جالسة في العربة لا تجد شيئا تفعله بعد ان انتهت من
تنظيف و حضرت العشاء لزوجها اخذت تقيس العربة عرضا و طولا كانها قطة سجينة في
قفص الى متى يمكنها ان تحمل هذه المعاناة؟؟ اعصابها المحطمة لن تساعدها على
اجتياز الامتحان الصعب يا ليتها لم تستعمل السوط في تلك اللحظة المشؤومة!!!
بلى حسنا فعلت لانه يستحق الضرب و لان أي فتاة غيرها كانت فعلت الشي نفسه مع
شخص حاول الاعتداء عليها.....

لم تعد لين تحتمل الوحدة حتى انها شعرت بالارتياح عندما عاد رادولف في المساء
منهوك القوى لكن الملاحظة التي ابداها فور وصوله اعادت توترها و غضبها
- يا للنظافة !! يبدو انك قررت ان تصبحي زوجة مطيعة قرار حكيم
نظر رادولف الى وجهها ولاحظ ان عينيها باكيتان ثم قال:
- لا تحزني على حالتك لانني قد اجعلها اسوأ
صاحت فيه غير ابهه بالعواقب:
- اسوا و هل هناك اسوا من هذا؟؟
نظر اليها و على شفتيه ابتسامة ماكرة قبل ان يجيب:
- بامكاني مثلا ان اضربك يوميا
امقتع وجهها واطبقت قبضتيها غضبا ثم قالت بصوت شبه هستيري:
هذا قد يزيل رتابة العيش هنا على الأقل !
ضحك رادولف من كل قلبه فساهم في جعل وسامته تزيد امام عينيها الحزينتين 0
اتريدين ان اتمم معروفي اذا ؟
- اكرهك لابد ان انتقم منك يوما ايها ال....
قاطعها الغجري بضحكته فاكملت:
- ساقتلك اذا استطعت!!
- انا واثق انك ستسرين كثيرا لو رايتني ممدا على الارض اسبح في بحر من
الدماء00
دخل الغجري لى المطبخ ليرى ما فعلته زوجته لتغير واقع الحال هناك 0 هز رأسه
راضيا وقال :
لا بأس , وان كان بأمكانك ان تفعلي احسن من ذلك بكثير 0
ثم اردف بعد ان عاد الى الغرفة الرئيسية :
- اجلسي و اخبريني عن ظروف حياتك عن وظيفتك مثلا
- كنت اعمل في شركة و على فكرة سيبدا زملائي بالتحري عني قريبا
- ساعالج هذا الامر يا عزيزتي اما الان اخبريني عن نفسك
نظرت اليه باستغراب فلماذا يهتم لمعرفة خصوصياتها؟؟ على أي حال هدا غضبها و
شعرت بالسرور لوجود احد قربها لتتبادل معه الحديث و ان يكن هذا (( الاحد))
شخصا تكرهه حتى الموت
- اسكن في شقة صغيرة في لندن
استفسر الغجري و هو يتفحص اظافره الانيقة التي يحرص على نظافتها:
- تسكنين وحدك؟؟
كانت لين قد اخبرته ان لا اقارب لها الا ابن عم لم تر له وجها منذ ست سنوات 0

- نعم اسكن وحدي0
ارادت ان تخترع له اكاذيب لكن طبيعتها الطيبة لا تسمح لها بذلك0 وان كان
الهدف من الكذب شريفا 0 اضافة الى ذلك لا يمكنها ان تمرر شيئا على هذا الغجري
ذي العينين الماكرتين والنظرات النافذة القادرة على قرأءة افكارها- اخبرته عن
اصدقائها الذين لابد سيقلقون عليها وسيأتون لانقاذها كما قالت 0 لكن ذلك لم
يؤثر في رادولف اطلاقا بل تابع العناية بأظافره وكأنه يقوم بمهمة دقيقة
للغاية0
- انت لست مخطوبة الى احد على ما اعتقد و الا لما جئت الى هذه البلاد وحدك0
كانت فعلا حمقاء عندما اطلعته على هذه الاشياء في الغابة لكن رعبها كان شديدا
الى درجة افقدتها السيطرة على لسانها
تابع رادولف استجوابه:
- ماذا كنت تعملين في الشركة؟؟
اطلعته لين على التفاصيل و عيناها تراقبان ثيابه لقد ابدلها بثياب جديدة كما
ان شعره يبدو مغسولا اين امضى النهار ومن اين اتى بالثياب ؟؟ لربما يملك بيتا
في الغابة حيث التقته او في أي مكان اخر
- سنحضر سيارتك الى هنا يا عزيزتي فهي قد تفيدنا
- ايها اللص!! لا اشك في انك سرقت الحصان ايضا
- حذار اللعب بالنار!! الزوجة الغجرية لا تكلم زوجها بهذه الطريقة لانها
تعتبره دائما السيد المطاع
- اما انا ايها الغجري الساقط فاعتبرك وقومك اناس منحطين!!
هب رادولف من مقعده كلمح البصر وامسك شعرها مسبباا لها الما فظيعا لقد اوقعها
لسانها في ورطة جديدة كانت بغنى عنها و من حسن الحظ ان طلبه اقتصر على
الاعتذار فكان له ما اراد تمكنت بذلك من التخلص من الضرب
فلم تجد سبيلا الى حبس دموعها و ايقاف ارتعاشها
اخيرا ابتعد عنها الغجري ووقف وسط العربة صامتا ساد الجو سكوت مطبق انهاه
رادولف قبل ان يقول بصوت رقيق
- لين لماذا تدفعينني الى معاملتك هذه الطريقة؟؟
ذهلت المراة لهذا التبدل العجيب فاخذت تحدق في وجهه دون ان تفهم مراده بعد
ذلك عاد الرجل الى طبيعته نادما على ما بدر منه من رقه فامرها:
- حضري طعام العشاء!!
جلسا يتناولان العشاء بصمت قبل ان يفجر رادولف القنبلة الجديدة
- ستكتبين الى الشركة لتبلغي زملائك انك قررت الزواج....
قاطعته لين قائلة:
- اكتب!! هل تظن ان بامكانك اجباري على الكتابة هكذا بكل بساطة؟
تمالك رادولف نفسه وحذرها:
- حاولي الا تقاطعيني يا امراة ستكتبين الرسالة بدون نقاش
تناول الشوكة و تاكد من نظافتها قبل ان يستعملها ثم اضاف:
- كما ستوجهين ايضا رسائل الى جميع اصدقائك لتعلميهم بالامر
اسكتها باشارة من يده اذ حاولت التعليق
- لا تحاولي الاعتراض ستنفذين اوامري بحذافيرها
- ليس بوسعك ان تجبرني على ذلك!!

ادركت لين ان في صوتها ضعفا لانها كانت تعلم ان الطاعة هي السبيل الوحيد
لتفادي العنف وان رادولف لا يقبل اقل من الرضوخ و الاستسلام و الدليل على ذلك
انه ناولها بعض الاوراق و قلما فجلست الزوجة تكتب كما امرها زوجها و الغصة في
حلقها تكاد تخنقها
سيستغرب زملاؤها و اصدقاؤها امر الزواج لكنهم لن يجدوا سببا لعدم تصديقه و
سيكفون عن البحث عنها بعد ان انتهت خرج رادولف ليبعث بالرسائل في البريد

بعد خروجه سمعت طرقا خفيفا على النافذه نظرت لترى من الطارق ففوجئت لما رات
وجه كونيل وركضت لتفتح له

قال الشاب بصوت لاهث:
- احضرن لك القلم يا سيدتي
- لا اعرف كيف اشكرك!! عد عندما تستطيع لاسلمك الرسالة
اقفلت لين النافذة بسرعة و خبأت القلم و هي تامل ان يكون كونيل جادا مخلصا و
اخذت تصلي لئلا يكشف زوجها اللعبة

غاب رادولف ساعتين قبل ان يعود محملا حقيبتيها بعد ان جلب السيارة من الموقف
كما وعد
- افتحي الحقيبة الكبيرة
- لماذا؟؟
- لابد ان لديك ملابس جميلة
رمقها بنظرته الخبيثة و اضاف باللهجة الحادة التي تكرهها لين:
- افتحي الحقيبة!!
اطاعت لين مرغمة و شرع رادولف في غربلة ملابسها الى ان وقع اختياره على فستان
قطني احمر
- هذا ما سترتدينه الليلة
ناولها الفستان لكنها رمته في وجهه فقال ساخرا:
- اعتبر عملك دعوة لالبسك اياه بنفسي
ضحك الغجري طويلا وهو يتفرج على زوجته تحمر خجلا لكن لين لم تجد هذه المرة في
نظراته ما يخيف او ينفر بل تنامى في داخلها شعور مبهم تجاه هذا الرجل القاسي
المتلذذ بعذابها
اعد القميص فأنا لن ارتديه مهما فعلت0
- لا يازوجتي العزيزه , ستنفذين رغبتي صاغرة0
اقترب رادولف منها فشعرت بحرارة عواطفه وحاولت دون جدوى الأفلات من رغباته0

safsaf313 20-09-08 11:14 PM

4- مع ملك الغجر

منتديات ليلاس
في اليوم التالي خرج رادولف باكرا ليجلب لزوجته بعض الماء كي تغسل شعرها0
عندما رجع قال لها بنبرته المتعالية :
هيا اغسلي شعرك فالماء وفير 0
نهرته ونفسها تجيش بالغضب :
لا تكلمني بهذه الطريقة وكأني عبدة !
وجدت الكلمة الصحيحة 0 انت عبدتي 0
لاتعتبر نفسك سيدي ! من تكون في أي حال ؟ ربما كنت ملك الغجر لتعامل الناس
بهذه الطريقة ؟
أجاب ضاحكا :
حسنا انا ملك الغجر!
ياله من مخلوق سادي لا يترك فرصة للهزء منها0
كلامك يعني بوضوح اني مخطئه 0
مالذي يجعلك تظنين اني ملك الغجر ؟
ترددت لين في الأجابة لأنها لا تريد الأعتراف له بأنه يملك سطوة وجلالال0
- انت مختلف بعض الشئ عن باقي قومك0
- مختلف ؟
عاد الى ذاكرة لين , عندما تكلم رادولف , المشهد الذي جرحت فيه شعوره بكلمة
قالتها 0 لا شك انه يحس بالشئ نفسه الآن ولكن لماذا , ايخجل من كونه غجريا؟
- نعم مختلف 0
تحاشت لين جرح الرجل مع انها تكرهه ولكنه يبقى انسانا كغيره يجب احترام
شعوره0
- كيف يمكنك ان تقارني بيني وبين قومي وانت لم تتعرفي الى احد منهم جيدا ؟
- خلال اليومين الماضيين راقبتهم من النافذه وسمعتهم يتكلمون 0
- أتعتبرين اليومين كافيين ؟
- أشعر كأني أمضيت سنتين هنا لا يومين !
ابتسم رادولف فتساءلت لين اذا كان نسي الاهانه التي لاحظتها في صوته 0 لكنه
من النوع الذي يستطيع كتم مشاعره بسهولة 0
- ألن تسخني الماء لتغسلي شعرك ؟
- لن استطيع غسل شعري في هذه المغسلة الصغيرة0
قطب رادولف جبينه وبدا مهتما للامر0
- ماذا تقترحين اذن ؟
- هل بأمكانك ان تحضر وعاء أكبر ؟
- سأبحث عن واحد 0
لاتعلم لين ماالذي دفعها الى طرح هذا السؤال المفاجئ على زوجها :
- هل صحيح ان الغجر يهددون الناس بحلول اللعنة عليهم اذا لم يعطوهم ما
يريدون؟
لم ينزعج رادولف للسؤال خلافا لتوقعها 0
- اتؤمنين حقا بذلك؟
- لا0 لكني اعرف كثيرين يخافون من لعنة الغجر0
وفيما هي تبحث في حقيبتها عن الشامبو أوقعت شيئا على الارض 0 التقط رادولف
الكتيب وفي عينيه اهتمام كبير لم تعلم المرأة سببه0
- من اين حصلت على هذا الكتيب ؟
- من قصر السيد دوغي الذي زرته يوم التقيتك 0
تكلمت لين عن ذلك اليوم كأن دهورا مرت منذ ان تجولت في تلك الحدائق الرائعه0
لاحظت ان زوجها لم يكتف فتابعت :
- حدائق القصر تفتح للزوار في بعض الايام خلال فصل الصيف 0لابد ان مالك القصر
مليونير 0
غرقت لين في حلم أعاد اليها اللحظات السعيدة التي نعمت بها في ذلك اليوم
وقارنت بينها وبين ماهي عليه الأن , هناك الحرية المطلقة وهنا السجن الرهيب0
تنهدت المرأة وزوجها مايزال يحدق فيها بفضول0
- متى قمت بهذه الزيارة الممتعة؟
كان سؤال الغجري ملحا الى درجة كبيرة 0 اذ يبدو ان معرفة موعد الزيارة أمر
حيوي بالنسبة اليه 0 فأجابت لين وعيناها سارحتان في الحدائق الساحرة:
- يوم السبت الماضي 0
قادتها ذكرى الحدائق الى التفكير وتذكرت ان سبلها الوحيد الى الخلاص هو المال
الموجود في حقيبتها والذي ستغري به كونيل ليساعدها على الافلات من قبضة
خاطفها 0
حاول رادولف استعادة تفاصيل ذل اليوم وهو يتمتم :
- السبت الماضي000
أوضحت له لين :
- قبل ان تقوم باختطافي بيوم واحد0
هز رأسه وهو يفكر عميقا ثم سألها :
- ما رأيك بالحدائق؟
لم تفهم المرأة سبب سؤاله فاستوضحته :
- لماذا تسألني ؟ هل تعرف الحدائق لتطلب رأيي فيها؟
بدا الغجري مستمتعا بهذا الحديث فأجاب :
- نعم , زرتها عدة مرات 0
- مرة اخرى زل لسانها اذ قالت مستغربة :
- كيف سمحوا لك بالدخول ؟
وضعت لين يدها على فمها لتمنع خروج المزيد من الكلمات الجارحة 0 ورأت عيني
الغجري تلمعان سخطا 0
اقترب منها الرجل مهددا :
- اوضحي سؤالك 0 اتعنين ان مستواي الوضيع لايليق بمقام زوار تلك الحدائق ؟
حاولت المرأة ان تخرج من المأزق فقالت :
- آسفه , اعتقدت ان000
- ان ماذا ؟
مدت لين ذراعيها متوسلة ومحاولة ايقاف غضبه0
- انا حقا آسفه 0 ارجوك ان تنسي الموضوع 0
انتظرت المرأة الشابة ردا عنيفا من زوجها لكنه لم ينبس ببنت شفة0 متى ينفجر
ويعطي سجينته نصيبها من العقاب الذي تستحقه على هذه الاهانة ؟ لكن كل ما فعله
الرجل انه رمى الكتيب في الحقيبة وخرج من العربة 0
راقبت لين مشيته المتوازنة وجسمه الرشيق 0 لماذا لم تلاحظ فيه هذه الأشياء
عندما قابلته المرة الاولى ؟ لا شك ان الخطر الذي كان محدقا بها آنذاك لم
يسمح بذلك 0 فجل ما صبت اليه كان الافلات من قبضته , الأمر الذي تحقق بفضل
الفتاة الغجرية 0 من هي هذه الفتاة التي اطاعها رادولف فورا , لابد ان لها
مكانة كبيرة في حياته كي ينفذ أوامرها وهو الرجل الصلب العنيد 0 لو لم تر
المشهد بأم عينها لما صدقت ان رادولف ينصاع لأمرأة غجرية كالحمل الوديع 0
ربما كانت الغجرية تعرف سرا لو فضحته لأوقعته في ورطة كبيرة 0 لكن هذه الفكرة
مستبعدة لأنها لو صحت لما تجرأ رادولف على خذل فتاته والزواج من غيرها 0
ارادت لين ان تعرف حقيقة العلاقه بين زوجها والغجرية0 لكنها تخاف من اثارة
ذكرى اللقاء الاول كي لا يغضب رادولف وتسبب لنفسها ما لا تحمد عقباه 0 فلو
كان الرجل يرغب في التحدث عن اللقاء لكان فعل ذلك بنفسه 0 لابد انه يتناساه
لأنه يخجل فعلا من فعلته الدنيئة 0 عاد رادولف حاملا وعاء اصفر كبيرا0
- هل يكفيك هذا ؟
- بالطبع ولكن من المستغرب ان تزعج نفسك من اجلي 0
- قلت لك يالين انك لم تري الجانب الأسوأ مني بعد0 وأقول الآن انك لم تري
الجانب الحسن كذلك0
ادركت لين انه يجب عليها اكتشاف حقيقة هذا الرجل والتعرف الى شخصيته الغامضة
اكثر 0 مع ذلك هزت كتفيها بعدم اكتراث لأن رغبتها في الفرار ربما تفوق فضولها
في اكتشاف حسنات رادولف 0
غسلت شعرها في المطبخ وعندما عادت الى " غرفة الجلوس " في العربة تخلى رادولف
عن قراءة مجلة وقام يتولى مهمة تجفيف شعرها 0
شعرت لين بالدفء يغمرها لوجودها قرب زوجها الذي رمى المنشفة اخيرا وأخذ وجهها
بيديه القويتين محدقا في عينيها الزرقاوين0
ارتعشت شفتاها وكادت ان تبدأ بالبكاء وهي تتذكر زياراتها الى صالون التزيين
حيث كانت تمضى اوقاتا فرحة تتحدث الى صديقتها000لحظات بعيدة كأنها تنتمي الى
ازمنة غابرة لن ترى لين لها وجها بعد اليوم0
انتشلها صوت رادولف الرقيق من تأملاتها:
- كم انت جميلة يا لين 0
طوقها بذراعيه وطبع على وجنتها قبلة طويلة 0 لم تقاومه لين لكنها وجدت الدموع
تترقرق في عينيها 0
- ارجوك ! لم اعد اتحمل اكثر !
- عناقي ؟
- كل شئ ! الا تفهم اني لايمكن ان اعيش سجينة طيلة حياتي ؟
ابتعدت لين عنه وشعرها ينسدل بفوضى على كتفيها ودموعها ترسم خطوطا بيضاء على
وجهها الناعم 0
اضافت بتوسل آملة في ان يرق الغجري لحالها:
- دعني اذهب 0 لايمكن ان تحبسني في هذه العربة الى الأبد 0 انت تعلم ان ذلك
مستحيل 0
اطرق رادولف يفكر فظنت لين انها نجحت في اثارة مشاعره الانسانية الراقدة في
اعناق شخصيته الشريرة 0في أي حال هو قال انها لم تر الجانب الأحسن بعد0 فربما
رأت هذا الجانب الآن0 تهاوت أحلامها عندما هز الرجل رأسه وأكد:
- انت زوجتي ومكانك معي 0 تزوجتني بارادتك00
- بارادتي ! كيف تستطيع ان تقول ذلك ؟
- لماذا تظهري أي اعتراض خلال اتمام مراسيم الزواج؟
رمقها بنظرة ماكرة وأجاب على سؤاله بنفسه:
- لأنك كنت تأملين بالفرار لوجودك خارج العربة , اليس كذلك ؟
- بالطبع كنت آمل في الفرار , وهل تلومني على ذلك ؟
- وهذه الامال مازالت موجودة على ما اعتقد 0
تذكرت لين الشاب كنيل الذي أحضر لها قلما 0 كما تذكرت المال في حقيبتها وعرفت
ان عليها اخفاؤه لئلا يكتشف زوجها خطئها وتضيع جهودها ادراج الرياح 0

majedana 21-09-08 03:18 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة safsaf313 (المشاركة 1655525)
حاضر يا ماجى وادى جزء علشان خاطر عيونك

يسلم خاطرك يا عسل

هو انتي عرفتي اسم الشهرة هههههههههههههههههه


safsaf313 21-09-08 04:04 PM

انتى دايما مشهوره بكل خير يا عسل وزوقك حلو باختيارك لكاظم السااااااااااهر

شموخ الشرقية 21-09-08 08:35 PM

وانتي طيبه :flowers2: شوووكراًاًاً وننتظر التكمله لاتتأخري علينا ....;)

موني الاردن 22-09-08 09:41 AM

انتظار تكملة الرواية اكتر من رائعة

hinata 22-09-08 02:14 PM

الروايه رائعة مشكورة يقلبي على المجهود ويعطيك العافيه

nuhasweet 22-09-08 02:26 PM


شكرا لجهودك ونتنتظر التكمله بفاااااااارغ الصبر

safsaf313 22-09-08 03:34 PM

شموخ الشرقيه و مونى الاردن وهيناتا ونهاسويت شكرا على مروركم وحاضر احاول اكملها قريب علشان عيونكم

safsaf313 22-09-08 03:41 PM

اعترفت له بصراحه:
- انا انتظر الفرصة المناسبة للهرب 0 واعتقد ان من يكون في موقعي يفعل الشئ
نفسه 0
تنهد رادولف طويلا معترفا بصحة موقفها 0 نظرت اليه زوجته بذهول 0 هناك شئ
عجيب في هذا الرجل وفي هذه القصة كلها 0 لربما استطاع كونيل ان يساعدها على
حل اللغز المستعصي 0
اقترب رادولف منها ووضع يده على كتفها محاولا تهدئتها ومسح دموعها0
- ارجوك دعني000
ضمها الى صدره بحنان فأخذت ترتعش بقوة حتى تركها اخيرا دون ان تبدر منه اية
حركة عنيفة0 جل مافعله كان اطلاق تنهيدة محملة بالهموم0
- سرحي شعرك قبل ان ينشف0
خبير حتى في امور النساء الغجريات 0 فهؤلا لا يكترثن لأمور التجميل فيتركن
شعرهن على طبيعته فيزيد من مظهرهن بدائية ووحشية0
لاشك ان رادولف يعرف اكثر مما يتوجب عليه كغجري لايهتم لما يجري في العالم
المتحضر 0 فالغجرعادة يكونون متقوقعين على انفسهم مكتفين ذاتيا في عالمهم
الخاص 0
سرحت لين شعرها تحت نظر زوجها وتساءلت عما يدور في خلده هذه اللحظات0 ماذا
يخبئ خلف هذه الملامح الوسيمة الغامضة ؟ ما هي النوايا الحقيقية لهاتين
العينين السوداوين الامعتين ؟ أهو لمعان الذكاء او الشر ؟ ام لمعان الأثنين
معا ؟
فجأة بدأت لين تبحث في ذاكرتها عن نقطة معينة غير واضحة تماما 0 نظرت في
المرآه الى فمه وأدركت ان قبلاته صارت مختلفه عما كانت عليه في لقائهما الأول
0 كانت قبلاته مهينة بوقاحتها اما الآن فاصبحت رغم حرارتها , اكثر احساسا
وانسانية ! لماذا غابت الأمارات النبيلة عن وجهه في ذلك اللقاء 000يبقى
التفسير الوحيد لتبدل رادولف منذ ان حاول الأعتداء عليها هو انها كانت ساعتها
في حالة رعب شديد جعل رؤيتها للرجل مشوشة وزاد خيالها في تصور شره وعدائيته0
قطع صوت رادولف حبل افكارها :
- بماذا تفكرين ؟ ارى على وجهك مشكلة مزعجة 0
- تماما , مشكلة الهرب !
جزم الغجري ببرود :
- مشكلة لن تجدي لها حلا 0 ولكني ارى شيئا آخر في عينيك فما هو ؟
اتخبره لين بأنها تجده الآن مختلفا , وبالتالي تذكره بالحادثة الأولى التي لا
يحب الخوض فيها ؟ هزت كتفيها وكأن لاشئ يشغل بالها وتابعت تسريح شعرها 0
كرر رادولف سؤاله :
- ما الأمر ؟
- - وهل انا مجبرة على الأجابة ؟
- بالطبع والا لما وجهت اليك السؤال 0
نظرت اليه بتردد وقالت :
- قد لايكون جوابي صادقا 0
- انا اعرف بسهولة متى تكذبين علي 0
ربما كان صحيحا ان الغجر يملكون حاسة سادسة ويسبرون أغوار النفس البشرية كما
يدعون 0
- كنت في الحقيقة استعيد ذكرى لقائنا الاول 0
واخيرا تجرأت على ذكر ما يتعلق بالحادثة الاولى 0 وكما توقعت تجهم وجه زوجها
بسبب ذلك 0
- من الأفضل ان تنسي اللقاء الاول0
لم تفهم لماذا يعتبر زوجها حادث السيارة تافها ويركز على الحادث الثاني في
الغابة 0 ولاتفهم كذلك لماذا يغضب لذكر الحادثة الأولى مع ان لين هي الطرف
المهان والمجروح0
قررت لين ان تكمل المشوار الذي بدأته :
- ولماذا انساه ؟
- لأنني احاول ان انساه واذا تحقق ذلك تحققت مصلحتك 0
ملأتها كلماته حيرة وذهولا فقالت :
- لا اعتقد اني فهمت قصدك 0
- لنغير الموضوع يا لين !
من يسمع لهجته الآمرة يظنه سيدا يكلم خادمته مع ان الحقيقة قد تكون العكس في
معظم الأحيان 0 فالغجر هم عادة الخدام وهم الوضعاء 0
لم تأخذ لين بنصيحته واصرت على اكمال الحديث :
- تريد نسيان الحادثة لأنك تخجل من نفسك !
- اخجل من نفسي ؟
رفع حاجبيه تعجبا واضاف :
انت من يجب ان يخجل من نفسه 0
- ولكن00
- اخرسي ولا تجادلي !
خرست بالفعل واستأنفت تسريح شعرها دون ان تفهم موقف زوجها 0 قررت اخيرا صرف
النظر عن مناقشة الموضوع لأن ذلك لن يفيدها بشئ 0
- اريد ان اجفف شعري 0
- ما رأيك بالخروج الى الشمس ؟
- اتمنى ذلك0
نهض رادولف من اريكته بكسل وعلى وجهه علامات الضجر0
غريب احتفاظه بالرشاقه رغم كسله وبطالته0
اتجها الى الغابة تراقبها النساء الغجريات الفضولية , لكن رادولف تفهم الموقف
ولم يدع مجالا لاختلاط زوجته ببقية قومه0
- اشعة الشمس قليلة هنا بسبب تشابك الأغصان 0 هلا اتجهنا صوب الطريق المكشوفة
للشمس ؟
ابتسم رادولف وقال :
- لا ياعزيزتي لن نتجه صوب الطريق0
- اتخشى محاولتي الفرار ؟
- قد تقومين بمحاولة حمقاء 0
- اعترف انك مصيب لأني سأحاول الهرب 0
- انت صريحة على الأقل0
- ماذا تعني بعلى الأقل ؟
- أعني ان غطرستك وغرورك مثلا يجعلانك تحتقرين الناس000
قاطعته لين :
- اذا كنت متغطرسة فماذا تكون انت ؟
اجابها برقة كوالد يؤنب طفله المشاغب :
- انا اعاملك بالمثل ليس الا 0
مرة جديدة سامحها رادولف على كلامها القاسي فشكرت ربها لأنها تفادت غضبه0
تابعا سيرهما بصمت تستغل لين فرصة وجودها خارج العربة لتشبع رئتيها هواء نقيا
وعينيها خضرة حالمة 0 كانت من وقت الى آخر تسترق النظر الى زوجها فترى
التناقض بين ملامحه الراقية وكونه غجريا 0 مشيته تجعله يبدو نبيلا وشعره
المشعث المتراخي بفوضى يرده الى طبيعته الغجريه 0
اختار رادولف لهذه االنزهة واديا صغيرا تحفه الأشجار لا امل فيه لزوجته بأن
تلتقي احدا يساعدها على الهرب0
قال رادولف وهو ينظر الى شعرها :
- ياستطاعتنا العودة الآن0
اخذ خصلة ووضعها على خده قائلا :
- يا للضفائر الجميلة !
لم تنفع معارضه لين لحركته بل زادت من حدة عناق رادولف 0
- عليك ان تفهمي شيئا يا لين 0 كوني طيعة معي تصبح حياتك ممتعه 0
- انا لا اتصور اية متعة في العيش الى جانبك !
كانت لين تتمنى لو انه يمل منها ومن صدها فيتركها تعود الى بلادها0
عادا الى العربة فأمرها رادولف بتحضير الطعام 0 وقفت لين ترمقه بنظرة تحد وهي
تغلي من الغضب لمعاملته اياها كخادمه 0
- لا اريد توجيه الامر اليك مرتين لأنك تعرفين نتيجة ذلك يا حلوتي !
دخلت لين الى المطبخ دامعة لتحضر الطعام الذي قد تكون السرقة طريقة حصول
زوجها عليه 0
- بالله عليك يا لين ! انزعي حلة الحزن هذه عنك لئلا احولها الى حلة دائمة!
على الرغم من الغيظ الذي غلف نبرته وجدت لين في كلامه نوعا من السأم والتعب
من هذا الوضع0
لم تحضر لين الا طبقا واحدا فسألها زوجها :
- أين طعامك ؟
- لست جائعة 0
- مع ذلك ستأكلين أكراما لي 0 لأني لا احب الجلوس الى المائدة لوحدي 0
- من تظن نفسك حتى ترغمني على الأكل ؟ اشعر كأنك سيد اقطاعي يفعل باتباعه ما
يشاء !
- تخلت لين عن المجادلة في النهاية فأحضرت طبقا وجلست تأكل رغم انفها 0
- ارى ان دروسي في تعليمك الطاعة بدأت تثمر يا حلوتي !
قالت لين بمرارة :
- السلطة والسيطرة توفران لك الرضى والسرور اليس كذلك ؟
- أصبت , اذ ان كل ما يذلك يمتعني 0 وأعدك بأن هذا العقاب البطئ لن ينتهي
قريبا 0
- النهاية ؟ تكلمت عن نهاية العذاب !
- بالطبع فأنا لا انوي ان اطيل العذاب اربعين او خمسين سنة0
ارتعدت لين للفكرة وتصورت نفسها تمضي حياتها في هذه العربة0
- اتمنى ان اموت قبل ذلك بكثير 0
زال المرح والعبث من عيني رادولف وقال :
- طفلة رائعة مثلك يجب ان تتمتع بالحياة لا ان تتكلم عن الموت 0
تخلت لين عن حذرها وانفجرت غاضبة :
- لا تتكلم كالأبله فأنت تدرك ان حياتي هنا جحيم مستمر !
وافق رادولف وقال ملمحا الى شئ تجهله زوجته :
- حاليا فقط 0
- حاليا وأبدا اذا استمريت في سجني0
- فلنغير الموضوع يا لين 0 اخبريني عنك فأنا لا اعلم كم تبلغين من العمر مثلا
! تصوري ان زوجك لا يعرف عمرك0
- انا في الرابعة والعشرين, وانت ؟
- تخطيت الثلاثين ببضعة شهر 0 اخبريني المزيد عنك , اخبريني فأنا احب سماع
صوتك 0
- لا اعتقد انك تحب سماعه دائما 0
- من المؤسف انك تفسدين حلاوة صوتك احيانا بتصرفاتك الرعناء0
استرسلت لين في الحديث واستمتع رادولف بالاطلاع على تفاصيل حياتها 0
- يبدو ان توماس هذا ممل بعض الشئ 0
- كيف عرفت ذلك؟
- من خلال حديثك عنه0 نحن الغجر اذكياء ياعزيزتي !
- انا لم اقصد اظهاره مملا 0
- توماس ليس الرجل المناسب لك يا جميلتي 0
- انت مخطئ في حكمك على توماس0
- توقعت ان تنكري ذلك0 يالك من شخصية شفافة يا لين اقرأها بكل سهولة0
صبت المرأة اهتمامها على طبقها لتفادي نظراته الأسره فأكمل الغجري الكلام :
- من المؤسف ان تكوني مصابة بعقدة التفوق حتى لا اقول جنون العظمة 0 يجب ان
تتعلمي ان جميع الناس سواسية وان المجتمع الغجري ليس فاسدا لانه يختلف عن
مجتمعك 0 لايجدر بك احتقار الناس لمجرد انتمائهم 0 المجرم وحده حري بالأحتقار
والنبذ0
كان صوته مختلفا هذه المرة حتى ان لين وجدت فيه رنة موسيقية كاللهجة
الأيرلنديه 0 برغم انه يكون احيانا قاسيا فأن لهجته تختلف عن لهجة بقية الغجر
0 لم تفهم لين لماذا او لم يعد يهمها ان تفهم ما دام هدفها واضحا : الهرب 0
- لم يتهمني احد من قبل بهذه العقد التي تتحدث عنها 0
- لكنك اظهرت عقدتك تجاهي 0
تبع ذلك صمت بارد وتشنج الجو بينهما 0أحست لين بأن الغجري يكاد ينفجر غضبا
وبالفعل قال لها بفظاظة :
- اذا اخطأت بعد اليوم سأملا جسمك بقعا زرقاء !
اشاحت المرأة وجهها لئلا تواجه عينيه القادحتين شررا 0
بعد قليل خرج رادولف فعادت لين الى وحدتها المملة برغم انها لا تستسيغ صحبة
زوجها , لكن وجوده أفضل من لاشئ 0
استغلت فرصة غيابه لتخرج المال من حقيبتها وتخبئه وراء بعض المعلبات في خزانة
المطبخ 0 ثم انصرفت لكتابة رسالة قصيرة الى الشاب الغجري كونيل تعده فيها
بمكافأة مالية فورية واخرى ترسلها له بعد فرارها على عنوان يحدده لها0 قررت
لين ان تمنحه كل ما ادخرته خلال عملها فهي مستعدة للتضحية بكل شئ لقاء خروجها
من هذا النفق المظلم 0 لن يستطيع كونيل مقاومة اغراء العرض وسيتدبر طريقة
لتهريبها في اول فرصة تسنح له0
بعد الانتهاء من الكتابة جلست المرأة الشابة على طرف السرير تمضي الساعات في
التفكير بمتاعبها وتتخيل نفسها حرة طليقة الى ان غلبها النعاس اخيرا وتسلل
النوم الى عينيها0
5- الحلم يموت في مهده

منتديات ليلاس

أفاقت لين , والظلام الدامس يلف العربة , على صوت الغجر يغنون ويرقصون حول
نار كبيرة اشعلت في وسط المخيم , ولم تستطع الا ان تستعيد ذكريات حياتها
الهادئة في انكلترا ووظيفتها المحترمة في شركة الهندسة الزراعية 0 ساهم ذلك
في زيادة توترها الى درجة خافت معها ان تفقد صوابها يوما اذا استمرت على هذه
الحال 0 ماذا سيجني رادولف من وجود امرأة مجنونه معه ؟ لو يدرك ويعلم ان
كليهما خاسران لأطلق سراحها فورا 0
فجأة سمعت طرقا خفيفا على النافذة فهبت من سريرها وأزاحت الستار بسرعة 0
- كونيل!
تكلم الشاب بصوت هامس :
-اخفضي صوتك لئلا يسمعنا احد !
لكن الأثارة والقلق جرداها من كل خوف وحذر 0
- لا تقلق 0 الكل مشغولون عني الأن 0
- هل كتبت الرسالة ؟
هرعت لين واحضرت له الورقة 0
- ارجوك انتبه ياكونيل ولا تدع احدا يراك 0
- علي الذهاب الآن 0طابت ليلتك 0
- شكرا جزيلا يا كونيل على ماتفعله من أجلي0
قال الشاب قبل ان يختفي في الظلام :
- لا اعلم ما اذا كنت قادرا على مساعدتك , لكني سأبذل جهدي 0
خافت لين من ان يكون احد شاهد كونيل يتحدث اليها خصوصا وان النار تسللت الى
العربة تضئ لونها الرمادي الحزين ببريق قرمزي 0أجالت نظرها في الخارج لترى ما
اذا كان زوجها يراقب المشهد ويستعد للأنقضاض من جديد على فريسته الضعيفه 0لكن
كل شئ كان هادئا ولم يبد أثر لأنسان حول العربة0
بعد نصف ساعة عاد رادولف الى "المنزل الزوجي" من دون ان تظهر على وجهه علامات
تفيد انه علم بما حصل 0 اضاء المصباح العتيق بعد ان رأى زوجته غير نائمة 0
- لماذا تجلسين في الظلام ؟ اتحبين ان تعذبي نفسك ؟
- ولماذا تحفل بعذابي ؟
- في الحقيقة انا لا احفل بعذابك 0
وأضاف بنبرته الخشنة :
- ماذا فعلت في غيابي ؟
- لاشئ !
توجه رادولف نحو المطبخ وسأل زوجته :
-اتريدين بعض الشاي ؟
- كلا 0
- لابد انك شربت فنجانا اذن ؟
-لا 0
سمعته لين يتنهد تعبا وهو يعد الشاي وتساءلت لماذا لم يطلب منها ان تحضره
بنفسها 0
عاد بعد قليل يحمل فنجانه فسألته باصرار:
-أين كنت طوال هذا الوقت؟
توقعت لين جوابا قاسيا يشعل مشادة جديدة 0لكنها فوجئت بزوجها يرمقها بنظرة
ناعمة مليئة بالحنان 0 هي قصدت من سؤالها اشعال غضبه لتعذبه لكنه خيب املها
بهدوئه0
جلس على كنبة يحتسي شرابه الساخن ويراقب زوجته بنظرة لا مبالية 0
- اريد ان اراك غدا بثياب جديدة0
افرغت لين دفعة واحدة كل الغضب الذي جمعته في وحدتها وقالت :
- سأرتدي ما يحلو لي 0
- لاتحاولي الظهور بمظهر المرأة الشريرة 0 سترتدين شيئا مما احضرت معك لتمضية
العطلة الممتعة 0 تاهت عيناها في حقيبتيها المقفلتين على بعض من ذكريات ,
قريبة كالوقت بعيدة كالحلم 0 كيف تضع ثيابها الانيقة في خزانة العربة القذرة
0
- ليس من المعقول ان تكون هذه العربة ملكا لرادولف فهو يبدو محبا للنظافة
والترتيب 0 ثم انه لايحتفظ فيها بثيابه او بممتلكات اخرى 0 تحفظه حول
خصوصياته يحيرها كثيرا ولكنها لا ترغب في الاطلاع على خفايا حياته لأن قواها
منصبة الان على هدف وحيد :الفرار0
قالت لزوجها بعد تردد:
- لا ارى معنى لارتدائي ثيابا جميلة وبقائي سجينة هذه الزنزانه !
- لن تبقي هنا لأننا سننتقل غدا بسيارتك الى مكان آخر 0
أحست لين ان قلبها توقف عن الخفقان لأن الآمال التي علقتها على مساعدة كونيل
انهارت بلحظة 0
- الن يرحل الباقون ؟
- لا0 نحن فقط 0
كادت لين بعفويتها تفضح كل شئ 0
- لا اريد ان اغادر المخيم 0
صعق رادولف لملاحظتها واخذ ينظر اليها دون ان يفهم 0
- وهل تستسيغين البقاء هنا الى هذا الحد ؟ مع انك لم تكفي عن التذمر من
الضجر0
عضت لين على شفتها تحاول ايجاد جواب لا يفضحها 0 واستطاعت بعد جهد ان تقول :
المكان الذي سنذهب اليه لن يكون احسن من هنا0
وانا لا انوي تمضية وقتي بالتنقل الدائم كالغجر المشردين0
لم تأبه المرأة لغضب زوجها من كلامها لأن عقلها كان مشغولا بفرصة الهرب
الضائعه 0 ظنت ان الفرج سيأتيها اخيرا على يد كونيل لكنها وجدت نفسها كالقابض
على الماء تعود الى نقطة الصفر0
برغم كل شئ حافظ الغجري على هدوئه ولم يظهر انفعاله لنعت زوجته قومه
بالمتشردين0
- لاتحاولي الاعتراض لأني مضطر لمغادرة المخيم 0
تساءلت لين عما يمكن ان يكون سبب هذا الاضطرار 0
- ولماذا تكون مضطرا للرحيل ؟
- لا ضرورة لأن تعرفي 0
- وهل سنجد عربة شاغرة في المخيم الذي سنقصده ؟
- بالطبع0 الست ملك الغجر كما قلت ياعزيزتي ؟ والرعية لن تدخر جهدا لتوفر
مكان اقامة مريحا لملكها 0
اخذت لين تجوب العربه وهي تفكر بالمخيم الجديد والعربة الجديدة القذرة ,
وبمزيد من هؤلا الناس السمر الفضوليين 0 سجن جديد وحراس جدد يرصدون تحركاتها
عندما يكون زوجها غائبا 0
وفجأة انهارت اعصابها وصرخت :
- لا استطيع تحمل المزيد ! لا استطيع البقاء سجينة 0 سيقتلني الضجر !
وأضافت وهي تحدق في رادولف :
- كيف تستطيعون تمضية أيامكم بكسل ؟ الا تملون من عدم الحراك ؟
وضع الغجري فنجانه على الطاولة ونهض من كرسيه دون ان يظهر عليه أي انفعال مما
زاد من حيرة لين التي قالت :
- هناك لغز في حياتك! هناك شئ مخبأ ! الى اين تذهب كل يوم فأنت ولا شك لا
تبقى في المخيم ؟
أزاح الغجري وجهه وكأن ملاحظاتها احرجته فاستغلت لين الفرصة وتابعت بألحاح
شديد:
- اريد ان اعرف كل شئ ! انت تذكرني باستمرار اني زوجتك ففي هذه الحال يحق لي
ان اعرف اين وكيف يمضي زوجي اوقاته ؟
لم تفهم لين سبب اصرارها وتشوقها لمعرفة المزيد عن هذا الغجري الغامض 0 ربما
كان شعورها بالفراغ سبب هذا الفضول الكبير او انها بحاجة الى شئ يشغلها
ويجعلها " تشترك" بشكل او بآخر في حياة مجتمعها الجديد0 لكن رادولف لم يشبع
فضولها اذ اكتفى بالقول :
- انت لم تعتبري نفسك زوجتي حتى الآن 0 فعندما تعتبرين اننا متساويان ستعرفين
كل شئ 0 لكن ما دمت تعتقدين انك متفوقة علي لأنني غجري فلن اطلعك على الحقيقة
0
كل شئ في هذا الرجل يزيد من اللغز غموضا : جسمه الرشيق , مشيته المتعالية ,
كبرياءوه وسطوته , ثقته المفرطة بنفسه 0 ومرة جديدة قالت لين في نفسها : لو
لم اكن اعلم انه غجري لما صدقت ابدا انه كذلك 0عندها فكرت بأولاف وبحديثه عن
وضع رادولف الخاص , فتلك الكلمة انطبعت في مخيلة لين وجعلتها تظن ان زوجها هو
ملك الغجر0 هو ليس بالطبع ملك الغجر لكنه يتميز عنهم بشئ ما000
لما نظر اليها رأت المرأة في عينيه مرارة كبيرة كأنه يطلب منها ان تتفهمه
وتساعده على تخطي مشكلة لم تستطع بعد ادراكها ومعرفة القصد منها 0
اجابت لين اخيرا على اقتراح رادولف باعتبار نفسها في مستواه:
- لن اعتبر نفسي ابدا في مستواك 0
أعوز كلماتها الثقة والتصميم لأنها لم ترد التسبب في المزيد من الأهانة لهذا
الرجل 0 ولأنها لم ترد توسيع شقة الخلاف بينهما اكثر 0وهو قادر في جميع
الاحوال على تقليص هذا الفارق " الطبقي " بينهما عندما يتشاطران بعد قليل
السرير نفسه حيث يمارس سلطاته المطلقة بدون ان تحاول المرأة المسكينة ابداء
أدنى اعتراض 0
هز الغجري رأسه وقال :
- في هذه الحالة لن تعرفي عني أكثر مما تعرفين 0
" انقلب السحر على الساحر وشعرت لين انها ذليلة عاجزة امام نبرته المتغطرسة 0
فتمنت لو تستطيع ايجاد الكلمات الملائمة لترد له الاهانة لكنها فشلت 0
- الى اين سنذهب ؟ اعني اين يقع المخيم الذي تحدثت عنه ؟
اكتفى الرجل بالقول :
- في مكان بعيد جدا 0
- ولكن ماذا سنفعل بالحصان ؟ لايمكنك اصطحابه اذا كنا سنستعمل السيارة 0
كان رد رادولف هادئا وعاديا جدا :
- بما اني سرقته سأعمل على رده الى اصحابه 0
- لا ضرورة لأن تستغل كل فرصة تسنح لك لتسخر مني 0
- ولكنك افترضت اني سرقته , اليس كذلك ؟
- ولماذا لا تقول لي من اين حصلت عليه ؟ فأنت توافق معي على انك لست قادرا
ماديا على امتلاك مثل هذا الحيوان الرائع0
كل كلمة , كل حركة , كل دقيقة تمر كانت تزيد من غموض اللغز وصعوبته بالنسبة
الى المرأة 0 ما السبيل الى اكتشاف الحقيقة وازاحة الستار عن الجوانب الخفية
في حياة الغجري ؟ قد يكون الوقت كفيلا بذلك00وقد لا يكون0
استوضح رادولف زوجته :
- لم افهم تماما معنى كلامك 0
- بصراحة , اعني ان مظهرك لا يوحي بأن هذا الحصان الأصيل ملك لك 0
كانت الأهانة الجديدة أقوى من ان يتحملها الرجل 0 فعندما تكلم بدا فاقدا
تماما سيطرته على اعصابه , يعميه الحقد 0
- لابد ان يقودك لسانك يوما الى مهلك لانجاة منه 0
وجدت لين نفسها تعتذر على الفور منه وحاولت تغيير وجهة الحديث 0
- آسفة لأني اسأت التعبير 0 الن تخبرني من اين حصلت على الحصان ؟ انه حصان
أصيل ان لم اكن مخطئة0
- من اين لك هذه المعلومات عن الجياد ؟
- انا لا اعرف الشئ الكثير لكني رأيت مثله عندما كنت امارس الفروسية لبضع
سنوات خلت 0
بدل ان يجيب على تساؤلها حمل رادولف فنجانه الى المطبخ ولما عاد بدأ بخلع
ملابسه 0
- حان وقت النوم لاننا سننهض باكرا في الغد 0
سارعت لين الى تبديل ملابسها فيما زوجها منشغل بالبحث عن صحيفة أحضرها ,
والقرأءة ليست بالطبع عادة غجرية , حتى لا تضطر الى فعل ذلك امام عينيه
الفضوليتين والساعيتين الى التمتع بجمال قدها 0
انصرف رادولف بعدان وجد صحيفته الى التفتيش في حقيبة زوجته حتى وجد فستانا
قطنيا ازرق مفتوحا عند الصدر 0
- سترتدين هذا الفستان غدا لأنه يبرز جمالك بسخاء 0
نشلت المرأة الفستان من يد زوجها ورمت به على الارض رافضة فكرة فرضه ارتداء
الملابس عليها 0 ولكن رادولف لم يتسامح هذه المرة 0 بل امسك بشعرها وصفعها
على وجهها بعنف حتى كاد يرميها ارضا0 ولم يتوقف عن ضربها حتى تعب وروى غليله
منها 0 وقفت المرأة أمامه ترتعش والدموع تختلط مع الخصلات السوداء المترامية
على وجهها المتورم 0 هذه اول مرة تمد يد اليها وتعامل بمثل هذه القسوة 0 فهي
لم تتعرض في حياتها لتجربة مع جلاد كالغجري رادولف0
- التقطي الثوب!
اطاعت لين أمره ودفنت وجهها في الثوب تحوله مجرى لدموعها الغزيرة 0 ثم صرخت
بصوت مخنوق :
- لن استطيع المتابعة ! لن استطيع الصمود 000سأنتحر !
فوجئ الرجل لهذا التهديد ووقف يحدق في زوجته لحظات طويلة قبل ان يضمها بحنان
الى صدره ويقول بكل ما لديه من رقة :
- لماذا تغضبينني يا عزيزتي على استعمال العنف ؟
اضاف وهو يتحسس بيده القوية وجنتيها اللاهبتين :
- لو كنت تتصرفين بروية 00
توقف محاولا تهدئة جسمها المنتفض الما وحزنا ثم تابع :
- على المرء ان يكون حذرا عندما يتعامل مع غجري 0
تمتم عدة كلمات اخرى خيل للين ان من بينها : الجانب الأسوأ مني 000الصقت
رأسها بصدره العريض المضياف تودعه همومها واحزانها وتصغي الى دقات قلبه
المطمئنة ورتابة تنفسه العميق 0 بدأ اضطرابها يزول وهدأت بعد ان اطلقت تنهيدة
طويلة وسمعت زوجها يهمس :
-هذا افضل بكثير ياحلوتي 0 لا أريد بعد الآن ان ارى الدموع على وجهك الجميل 0
تمكنت المرأة اخيرا من رفع عينيها الرطبتين الى وجه زوجها وتمتمت بعد ان علمت
انها ترتاح كثيرا الى الوجود بين ذراعيه القويتين , وتمنت لو يبقيان هكذا الى
الأبد:
- انت مختلف 000ياليتك تظل كما كنت الآن00
أمر لا يصدق ! كيف تسر لين لوجودها في أحضان هذا الرجل الذي لا تكف ثانية عن
التفكير في كيفية الافلات من يده ؟ لماذا لم تنفر هذه المره من لمساته ؟
لماذا لم تخف من تحمل قبلاته ؟
أضافت والكلمات تسبقها :
- لماذا انت مختلف ؟
بدارادولف كأنه يقبل بهذه الحقيقة ولكنه لا يقوى على ان يصرح بالسبب لأن هناك
أمر خطير يمنعه من ذلك, لربما كان أمرا يتعلق بالماضي ويمد تأثيره على
المستقبل 0
- لا أستطيع يا عزيزتي ان اشرح لك الحقيقة 00
ابتعد عنها وزاد :
- هيا الى النوم ياحلوتي 0
وقفت لين مشدوهة وهي تشاهد زوجها يتوجه الى المطبخ ليحضر بعض الماء 0
واستغربت التبدل العميق الذي احدثه تهديدها بالأنتحار في هذا الغجري الغريب 0
لم تعد تأبه بالألم الذي سببه لها بل انحصر تفكيرها في التوصل الى كنه وكشف
حقيقته 0
عندما عاد رادولف الى الغرفة أخذ يحدق بلين واقفة بقميص نومها الأحمر ويتأمل
جمالها الصارخ من رأسها حتى اخمص قدميها , ولاحظت الزوجة الحائرة العروق في
عنقه تنبض بعصبية وصدره المغطى بشعر أسود كثيف يسرع في الصعود والهبوط 0
يا لتناسق لون عينيه مع لون بشرته ولون شعره ! ان رادولف في الحقيقة ينضح
رجولة تجعله حلم كل امرأة 000بشرط ان تنتفى منه واحدة : كونه غجريا 0
وعندما انتقلت عينا الغجري الى وجهها حيث ما زالت آثار الصفعات واضحة , ظهر
عليه الأسف والندم الشديدان على استعماله العنف , تماما كما ندمت لين على
استعمالها الطريقة نفسها في الغابة 0 اقترب منها وأخذ رأسها بكلتا يديه
محاولا الأعتذار لأنه ولا بد مدرك انه اخطأ بصفعها بينما هي لا تشاطره الشعور
ذاته , لأنها لا تزال مصرة في نفسها على انها كانت محقة في استعمال السوط
لتدرأ خطر الأعتداء عنها0 غفت لين بين ذراعيه ورأسها غارق في صدره الوسيع
تذوق للمرة الولى طعم الراحة في فترة " راحتها " القسرية هذه 0 وتحس بقلبها
خاليا من الحقد والمرارة 0 أيكون العنف جردها من مشاعرها وأضحت دمية نكرة
لاتنفعل ولا تشعر ؟ أم تكون العادة سلبتها طعم الحياة فلم تعد تهتم لما
يصيبها ؟ أم هو الأستسلام غلبها وأقنعها بأن المقاومة لن تحقق الا المزيد من
العذاب والقساوة من رادولف ؟ الشئ الوحيد الذي تدركه في هذه اللحظة هو
الأرتياح لأن كل شئ بسلام او يشبه السلام 000وذلك بفضل تفهم رادولف لوضعها
ولأكتفائه بطبع قبلة خاطفة على جبينها 0
أمضى الزوجان الشابان معظم النهار في السياره يتجهان الى حيث تجهل لين 0
تمتعا بالطقس الجميل ساهمت الشمس الدافئة بأزالة حاجز العداء بين لين وزوجها
كما سرت المرأة لوجودها بعيدة في سيارتها عن أي من مظاهر الحياة الغجرية التي
كرهتها والتي اسقط واقعها المر احلاما شاعرية بنتها لها قصص الأدباء وعمرتها
أخيلة الشعراء0
لا تستطيع المرأة الأنكليزيه المعتادة على صخب الحياة ان تحيا هكذا وبدون هدف
كنبته طفيلية تعيش على جهد غيرها 0 لابد لها من هدف واضح في حياتها تصبو اليه
وتعمل على تحقيقه0 فالطريق ان لم يفض الى مكان ليس طريقا 0 وقطار الحياة ان
لم يقصد محطة ما يصير خردة معطلة 0
هدف لين في الحياة ليس معجزا , فجل ما تريده ان يكون لها منزل هادئ تعيش فيه
بطمأنينة مع عائلة يسود وشائجها الحب ويجمع أفرادها الحنان 0 والحياة مع
رادولف في عربة قذرة انكسار لحلمها وسحق للطموح 0
كم كان كونيل مهما بالنسبة اليها وكم أحست بالخيبة لأنها ابتعدت عنه ! كان
حلما خرج من العدم ليخصب أرضا جدباء0 فاذا بيد رادولف تمتد لتخنق الحلم وهو
في المهد ولترمي بلين في مكان جديد لا تعلم ماذا ينتظرها فيه سوى مزيد من
الوحدة والملل 0 لكن ما أبقى في نفسها اثرا من امل هو تلميح رادولف الى
امكانية العودة الى المخيم نفسه في يوم قد لايكون بعيدا0
لاحظت لين 0 الغارقة في المقعد الوثير 0 ان رادولف لا يلاقي أية صعوبة في
القيادة مع ان الغجر لا يحسنون عادة قيادة السيارات مفضلين وسيلتهم القديمة
للتنقل : الحصان0
انتبه رادولف ان زوجته لم تكف عن مراقبته طوال الطريق فنظر اليها وسأل :
- بماذا تفكرين ؟ اراك شاردة في امر مهم 0
- في الحقيقة كنت اراقب طريقة قيادتك فأنت سائق ماهر على ما ارى 0
- العادة كفيلة بتعليم المرء كل شئ 0
- صحيح لكني اعرف انك معتاد على ركوب الخيل خصوصا وانك قلت مرة انك تستعمل
الجياد لا السيارات 0
كانت لين تشير بكلامها الى جملة قالها رادولف عندما التقيا للمرة الأولى قرب
سيارتها المعطلة 0 حاول الغجري ان يتذكر ذلك ثم هز رأسه نافيا 0
- لابد انك واهمة فأنا لم أقل شيئا من هذا القبيل 0
- أنسيت ما قلته في لقائنا الاول ؟
- نحن لم نتبادل كلاما يذكر في لقائنا الاول 0 يبدو ان مخيلتك واسعة ياعزيزتي
!
انبأها حدسها ان رادولف يتحدث عن اللقاء الثاني عندما اختطفها على اثر ضربة
السوط 0 أثار حنقها عدم اكتراثه الدائم بالحادثة الاولى وتركيزه على الثانية
وكأن لين ارتكبت يومها جريمة لا تغتفر محت آثار فعلته البشعة0
بعد ما جرى في الامس تحول رادولف بسرعة من رجل شرس الطباع , عصبي المزاج الى
هادئ لاتثور اعصابه لمجرد سماعه كلمة كما كان يفعل في السابق 0 تذكرت المرأة
ما قاله البارحة خصوصا الجملة التي تمتمها ولم تفهم منها سوى : الجانب الاسوأ
مني00لاشك في ان لهذه الكلمات أهمية قصوى لأن الغجري كان صادقا عندما تفوه
بها كأنه يدلي باعترافات خطيرة يحاول جاهدا ابقاءها دفينة أعماقه , لاعبا دور
الرجل الشرير الساخر من القيم 000أهو مصاب بانفصام في شخصيته يتصارع فيها
الخير والشر بعنف يجعله متلونا من ساعة الى اخرى ؟ أيحاول الجانب الخير
الأنتصار على الجانب الشرير والافلات من براثن الغرائز البدائية ؟ ان هذا
الصراع ينعكس على لين بشكل دراماتيكي يجعلها رهينة مزاج زوجها المتقلب 000ما
حدث البارحة يعزز اعتقاد لين 0 فرادولف هدأ بعد ان انفجر بشدة وطغى عليه
جانبه الحسن بعد ان بدا نادما على ما فعله بها 0 حاول التكفير عن ذنبه
بملاطفتها وتطييب خاطرها وعندما أفاق في الصباح نظف الفستان الذي رمته لين
على الارض ثم احضره لها والبسها اياه بكل رقة ونعومة 0
مراع خضراء على امتداد النظر رافقتهما في تجوالهما 0 " تحرسهما " هضاب واسعة
مغطاة بأشجار خضراء عالية تهمس في اذن السماء الصافية اشعارا والحانا 0 أوقف
رادولف السيارة في مكان أخضر فسيح في منطقة تدعى كيلارني 0 وسار العروسان الى
بقعة منعزلة فيها بحيرة جميلة تقع على سفح جبل عال0
كادت الدهشة تعقد لسان لين فأخذت تجيا الطرف في هذه الجنة الرائعة تغرف من
جمالها وبراءتها فيفيض البهاء في نفسها عذوبة وصفاء0
- ما اجمل هذا المكان ! كيف تعرفت اليه ؟
أجاب رادولف :
- انا اعرف ايرلندا كلها 0
شع في عيني المرأة الشابة بريق وارتسمت على شفتيها ابتسامة وأحست بنفسها تسبح
في بحر من الأحلام 0 شعرت بالدفء يغمرها عندما طوقها رادولف بذراعيه 000ليته
يكرر كلمات الأمس بوضوح لتعرف المزيد عنه ترتاح 000
- تعالي , علينا الا نضيع المزيد من الوقت !
نظرت اليه بحيرة وقالت :
- قل على الأقل الى اين 0
- ستعرفين عندما نصل 0
- لن اعرف شيئا فأنا ضائعة 0
ضحك رادولف وقال :
- نحن في كيلارني وهذا الجبل يدعى الجبل القرمزي 0
- لم يفدني شرحك كثيرا 0
- أيهمك الى هذا الحد الاطلاع على التفاصيل الجغرافية ؟
- في الحقيقة ,لا0
عاد رادولف بسرعة الى السيارة وجلب سلة مليئة بالطعام 0 وأبلغ زوجته كالعادة
انه سرق السلة ومحتوياتها من احد المتاجر 0 لكن المرأة لم تقتنع بكلامه 0
- انت لم تسرق شيئا !
- اتحاولين تبرئة نفسك من وجودك مع زوج لص لا يعرف الا السرقة وسيلة لكسب
الرزق ؟
اصاب رادولف بسؤاله لأن لين كانت تكره فكرة كونه لصا 0
أرادته رجلا شريفا يحصل على لقمة عيشه بعرق جبينه 00ولكن لماذا تجد نفسها
مهتمة بسلوكه ؟ ما الفارق في ان يكون رادولف لصا او رجلا شريفا ما دامت ستهرب
منه يوما وتسترجع حريتها الغالية؟
الى اللقاء مع الفصل القادم السجن الجديد

hinata 22-09-08 05:46 PM

سلمت الايادي مشكورة يقلبي


:Thanx:

nuhasweet 22-09-08 07:41 PM

يعطيكي ألف عااافيه

safsaf313 23-09-08 10:18 AM

العفو يا هيناتا ويعطيكى كمان يا نها

موني الاردن 23-09-08 10:57 AM

تسم ايديك على الرواية ابنتظار التكملة بترقب

**أميرة الحب** 23-09-08 05:46 PM

من بين أروع القصص التي قرأتها بالعربية هي هاته الرواية شكرا على المجهوذ الله ينور طريقة فكرتني في ذكريات قديمة

nuhasweet 24-09-08 07:27 PM

ننتظر التكملة

safsaf313 25-09-08 11:58 AM

العفو يا قمرات المنتدى
مونى
وريهام
ونها
وادى التكمله علشان خاطر عيونكم الحلوه

safsaf313 25-09-08 12:00 PM

6- السجن الجديد

منتديات ليلاس
أخذت لين تتساءل ما اذا كان ممكنا الا يكون رادولف قد سرق كل هذه الأغراض ,
فمن اين اتى بالصحون والسكاكين والملاعق خصوصا وانها من الصنف الغالي ؟ لابد
انه يتعاطي سرقة مثل هذه الأشياء لأعادة بيعها الى تاجر شريك بأسعار زهيدة 0
سألته فيما هو مشغول بتحضير الموقد :
- بماذا يمكنني مساعدتك؟
- هلا احضرت الاطباق ووضعتها على الشرشف ؟
- حسنا 0
تابعت لين وهي ترى الأطعمة المختلفة في السلة :
- من اين جلبت كل هذا ؟
جاء جوابه ساخرا كما توقعت :
- السرقة وسيلتي المفضلة لا بل الوحيدة !
تنهدت المرأة وأقرت بأن استمرارها في طرح هذه الأسئلة يعني استمرار تلقيها
مثل هذه الأجوبة 0 لكنها لم تترك كلماته تمر دون تعليق فقالت :
- توقعت ان تكون فعلت ذلك ولكن من أين سرقت هذه الأغراض ؟
عندما ضحك الغجري وبانت أسنانه الناصعة , شعرت لين بقلبها يخفق بقوة 0 وحاولت
ان تكتم اعجابها المتزايد بزوجها الوسيم 0
- أغرت في الليل على مطعم قريب من المخيم , لقد كانت مهمة غاية في السهولة !
- لا تختلق الأكاذيب 0 لا يوجد أي مطعم بالقرب من المخيم !
- انت مخطئة ياعزيزتي لانك لاتعرفين المنطقة كما اعرفها 0
برغم دقة الموضع ساد الحوار جو لطيف 0 وكان الزوجان كأي عروسين سعيدين
يتبادلان أطراف حديث عذب ومرح 0 وحرصت لين جاهدة على عدم اثارة رادولف لئلا
يعود الى مزاجه الشرس ويفسد هذا اليوم الجميل 0
سألته بصوتها الرقيق :
- هل سرقت المقلاة كذلك ؟
ابتسم رادولف وهو يشعل النار ثم اجاب :
- نعم ولكن سرقتها كانت صعبة وكادت تؤديبي الى السجن , فقد اوقعتها على قدمي
ولم اتمكن من العدو بسرعة حتى كاد رجل الشرطة يلحق بي 000لكن حيلتي كانت اقوى
واستطعت الافلات بعد ان اختبأت وراء سور عال 0
أضاف وهو يضع شرائح لحم العجل في المقلاة :
- أفعل أي شئ كي لا اعود الى السجن لأن من يجربه مرة يبذل المستحيل لئلا يعيد
الكرة 0
لم تعلق لين على كلام زوجها لأنها كانت محتارة في تصديقه او لا , بل انصرفت
الى المساعدة في اعداد الطعام 0 وعندما اكتشفت علبة مليئة بمختلف انواع
الفاكهة قالت :
- لا استطيع ان اتصور كيف جلبت كل هذا!000لا , لا تقل شيئا عن السرقة 0 لقد
توصلت الى واقعة ثابته وهي ان في تصرفاتك وطريقة عيشك اشيئا لا علاقة لها
بانتمائك الغجري 0 انت 000انت مختلف 0 تردد رادولف طويلا قبل ان يتحسس جرحه
ويتكلم :
- ولكنك قلت اني غجري متشرد , حثالة المجتمع0
مد يده السمراء القوية وأضاف :
- الا ترين سمرتي الغجرية ؟ ولماذا تهتمين بأموري ما دمت مصممة على الهرب ؟
رمقها بنظرة تحمل الف معنى ومعنى وأكمل :
- لو كنت تودين مشاطرتي الحياة لكانت الأمور بيننا مختلفة 0
لم تفهم المرأة سبب اهتمامها البالغ بأسرار حياة هذا الرجل 0
ولكنها أدركت الآن بشكل لايقبل الجدل ان رادولف يرغب ببقائها معه الى الأبد !
لماذا تعتقد ان رادولف سيسأم منها يوما ويطلق سراحها ؟ لماذا ظنت انه كغيره
من الغجر لايستقر مع امرأة واحدة بل يبحث دائما عن صبية تؤمن له دفء الحب
وحرارة العاطفة ؟ فهذا النوع من الرجال لا يرى في المرأة الا جانب المتعة
والعبث دون ان يفكر في الأمور الاخرى السامية كبناء العائلة وتربية
الاولاد000
غريب كم ان رادولف مختلف بجانب من طباعه عن عوائد الرجال من قومه !
بادر الغجري الى السؤال :
- اما زلت مصممة على الفرار ؟
أجابت المرأة بكل عزم :
- بالطبع , وماذا تتوقع مني غير ذلك ؟
أشاح رادولف بوجهه كي لاتظهر انفعالاته وصرح بصوت مرتجف بعض الشئ :
- برغم البداية السيئة يمكننا ان نعيش معا حياة جميلة 0
توقف ليستجمع افكاره ثم اضاف :
- اليوم مثلا سار كل شئ على ما يرام 0
- لا اعتقد ان يوما واحدا من التفاهم يكفي لبناء حياة مشتركة 0
- كل طريق تبدأ بالخطوة الاولى , فلنعتبر اليوم خطوة اولى ومثالا نحتذيه في
تصرفاتنا 0
لم تصدق لين ان هذا الرجل الذي يتكلم هو رادولف 00 اين التعالي والغطرسة في
صوته ؟ أين نظراته الساخرة ونبرته المتهكمة ؟
من عادة رادولف اعطاء الاوامر ورؤيتها تنفذ , لكنه الآن يطلب من زوجته العيش
معه لا بل هو يتوسل اليها !
- اسمع يا رادولف , انا لا انوي ان امضي حياتي متنقلة من مكان الى آخر لأني
احب الأستقرار 0 أضف الى ذلك اني لست مغرمة بك وتبعا لذلك يغدو طلبك غير قابل
للأستجابة 0
لم يعلق الغجري على رفضها بشئ بل غير الموضوع وانصرف الى الأكل بعد ان ملأ
طبقا لزوجته وصب لها بعض الشاي 0جلس الزوجان بعد الأكل يتأملان مياه البحيرة
الرقراقة والشمس تغمر المكان بدفئها وطنين النحل يملأ الجو بهجة وفرحا 0
ماذا يطلب الانسان أكثر من ذلك ليكون مسرورا ؟ ماذا ينشد ليشعر بالأمان
والسلام ؟ وهذا ما شعرت به لين فتداعت جدران الحقد الفاصلة بينها وبين زوجها
0 وشعرت بأن هذا الرجل قريب منها ولم يعد ذلك الشخص الشرير الذي كرهته الى حد
لايوصف 0
نظرت الى وجهه فلم تستطع انكار جماله الباهر وملامحه النبيلة المتناقضة مع
انتمائه الغجري 0 يزيده هذا التناقض غرابة وفرادة لايملكها غيره من الرجال 0
جعله ذلك أميرا في ثوب فقير , نبيلا في ملامح رجل اسمر عانى شظف العيش وخبر
مصاعب الحياة 0
لم تر لين في حياتها أحجية بهذا الغموض , وسامة متعالية في رجل فقير ينتمي
الى قوم يفتشون عن اللقمة ليسدوا رمقهم , يعيشون متشردين بلا وطن ولا هدف 0
التفت رادولف اليها فوجدت صعوبة في ازاحة نظراتها المأسوره ببريق عينيه
السوداوين 0
- متى سنصل مقصدنا ؟
- أمامنا الكثير من الأميال بعد 0
لم تقنع لين بهذا الكلام فقالت :
- هذا ليس بجواب , الا تستطيع ان تكون أكثر وضوحا ؟
تناول رادولف الفاكهة وأجاب :
- أعتقد انه علينا اجتياز حوالي الخمسين ميلا 0
ناولها تفاحة حمراء سائلا :
- اتريدين تفاحة ؟
- بكل سرور 0
- على الرحب والسعة ياعزيزتي 0 ما رأيك بمزيد من الشاي ؟
استغربت لين كل هذا الانتباه وكل هذه الرعاية من زوجها , لاسيما انها خذلته
باعلانها عن رغبتها في عدم العيش معه واصرارها على الفرار 0
- لا , شكرا 0
- فلنجمع اغراضنا أذن لنكمل الرحلة 0
تنهدت المرأة وتمتمت شاكية :
- اود لو اعرف سبب رحلتنا 0
- كوني على ثقة بأن السبب وجيه جدا 0
أخذ رادولف يجمع الاغراض في حين توجهت لين الى البحيرة لترمي ي مياهها بقية
الشاي وذكرى ساعات بديعة أمضتها في هذا المكان حيث لم تفكر مرة واحدة , خلافا
للسابق , بايجاد طريقة للفرار !
في السيارة شاركها رادولف تساؤلها عندما قال :
- ارى انك لم تحاولي الهرب اليوم !
- لم اجد فائدة في ذلك لأنك بدون شك أسرع مني في العدو , فلو حاولت شيئا
لأمسكتني بسهولة 0
- هذا صحيح ولكن مع ذلك لاحت لك عدة فرص للأفلات خصوصا عندما كنت احضر الطعام
من السيارة 0
- لقد وزنت جميع هذه الفرص ووجدتها خاسرة لأنني كنت سألقي عقابا شديدا على
فعلتي !
لاحظت لين انه انفعل لما سمع وان لم يعلق على الكلام بشئ 0
ظل رادولف صامتا حتى وصلا أخيرا الى طريق ضيق مقطوع يقوم في نهايته مخيم
للغجر 0
- سنتوقف هنا ياحلوتي 0
- أهذا هو المكان الذي نقصده ؟
- كلا 0 هذه مجرد محطة قصيرة في رحلتنا 0
أوقف السيارة قرب احدى العربات وأضاف :
- ابقي هنا فلن أغيب أكثر من بضع دقائق 0
وأخيرا وجدت لين فرصة ذهبية لتفلت من قبضة خاطفها فهزت برأسها موافقة وغرقت
في مقعدها تنتظر ابتعاد زوجها عن السيارة 0
تقدم منه بعض الرجال السمر وغرق الجميع في محادثة هامة لم تسمع لين منها شيئا
لأنها كانت بعيدة عن موضوعها0 ثم تحسست مقبض باب السيارة وأدارته على مهل ,
ونظرت الى زوجها الذي ادار نظره لها 0 بعد ذلك لمحت الرجال يرمونها , بين
لحظة وأخرى , بنظرات فضولية فتوترت أعصابها وصارت خائفة من الأقدام على خطوة
الفرار 0 شيئا فشيئا فترت همتها ورأت ان لا فائدة من المحاولة لأن الجميع في
المخيم سيكونون على أعقابها ويعيدونها سجينة 0 لذلك أعادت اقفال الباب كما
فتحته بهدؤ وفتحت زجاج النافذة لتسترق السمع 0 فأصيبت بالخيبة لأن الحديث كان
دائرا باللغة الغجرية 0 لا بد ان لما يدور بين هؤلا الرجال أهمية قصوى
بالنسبة لزوجها وبالنسبة لها 0 عندها أطل رجل عجوز انضم الى الرجال وتحدث
بالأنكليزية فتمكنت من سماع ما قال :
- انه لم يأت يارادولف 0 اتعظ ودعه وشأنه لأنك تعذب نفسك بدون جدوى 0 لقد
نصحتك مرات عدة 000قاطعه رادولف فنظر العجوز الى السيارة وأكمل كلامه بلغة
أهل قومه حتى لاتفهم لين شيئا 0
بعد قليل عاد رادولف الى السيارة غاضبا وفي الوقت نفسه عاقدا العزم على
الوصول الى هدفه السري 0
انطلق بالسيارة دون ان يكلف نفسه مشقة الالتفات الى زوجته ولم يحرك ساكنا الا
عندما انتبه الى ان السيارة تحتاج الى الوقود 0فقد استنفذت الرحلة محتويات
الخزان الذي ملأه رادولف في الليلة الماضية 0 عاد الغجري أدراجه الى المخيم
وأشار الى أحد الرجال كي يأخذ السيارة ويملأ خزانها بالوقود0
ترجلت لين وهي تتحسر على فرصة أخرى ضائعة للأفلات 0 اذ انها خططت للأقلاع
بالسيارة فيما رادولف منشغل في المحطة بتعبئة الوقود ودفع المال 0 اما الآن
فها هي معه في المخيم ويدها حبيسة يده على سبيل الاحتراز ومنعا لأية محاولة
فاشلة تبدر منها 0
عندما أخرج رادولف المحفظة من جيبه ليعطي المال للغجري لاحظت لين ان فيها
مبلغا محترما , فقالت :
يبدو ان لديك الكثير من المال 000
غابت رنة المزاح من صوت رادولف هذه المره عندما أكمل :
-المسروق 0
كان بلا شك منشغل الفكر بما اخبره هؤلا الرجال فلم ينصرف الى المزاح والمرح
كعادته 0 من الواضح انه يتنقل من مكان الى آخر بحثا عن أحد فهذا ما استنتجته
لين بسهولة من كلام اولاف وكلام الرجل العجوز0
0ولكن هذا لا يفسر اللغز كاملا بل يطرح سؤالا جديدا : من هو الشخص الذي يبحث
عنه رادولف ؟ وهذا السؤال يستتبع أسئلة كثيرة منها : لماذا يبحث زوجها عنه
وماذا سيفعل عندما يجده 000ومن الجلي ايضا انه ليس من السهل العثور على هذا
الشخص كما انه ليس من السهل ان يستسلم رادولف ويكف عن البحث عنه0 فهو مستعد
لأن يجوب ايرلندا عرضا وطولا ليصل الى ضالته المنشودة 0 وما زاد الامر غرابة
كون رادولف يملك المال الكافي ليغطي نفقات رحلاته المكلفة000ولكن ما يبعث
الرجاء في نفس لين هو ان الفرصة المؤاتية للفرار لابد آتيه في احدى هذه
الرحلات 0لأن حراسة زوجها مهما كانت دقيقة لن تستطيع منعها من الهرب 0
كانت الشمس قد بدأت بالأفول عندما وصل الزوجان الى المخيم المقصود , وبريق
النجوم شرع ينفذ من بين آغصان الاشجار الكثيفة 0 أقيم المخيم في اطار طبيعي
خلاب في حضن سهل فسيح محاط بجبال عالية ومروي ببحيرات متناثرة هنا وهناك
تتجمع فيها مياه الشتاء المتدحرجة من القمم الشاهقة 0
كالعادة , هجم الرجال والنسوة والأطفال لملاقاة رادولف مرحبين به اشد ترحيب
بلغتهم الغجرية 0 تكلم رادولف فنظر الجميع باعجاب الى لين وهم يطلقون عبارات
الدهشة والفرح0 ففهمت المرأة انه شرح لهم انها زوجته 0 بعد ذلك توجه واياها
الى احدى العربات الخالية وكأن رادولف منتظرا هنا وأعدت العدة لاستقباله
بعد ان اصبحا في الداخل طرحت لين السؤال الذي يقلقها :
- الى متى سنبقى هنا ؟ أحس وكأني سلعة يتفرج عليها الجميع في معرض !
- سيعتادون عليك ويعتبرون وجودك طبيعيا مع الوقت 0
- ألم يفاجئهم أمر زواجك ؟
ابتسم رادولف مجيبا :
- لم يفاجئهم بل ادهشهم 0
- أيدهشهم ذلك لأنك كنت معروفا باصرارك على عدم الزواج ؟
- تماما 0
- من المؤسف انك رجعت عن مبادئك وتخليت عن اصرارك !
امتلأت نفس لين بالحزن والخيبة من جديد 0 فاليوم الممتع الذي مر أصبح جزءا من
الماضي والذكريات , وها هي الآن تعود الى الوحدة والضجر 0 أعادت اليها العربة
الجديدة دور السجينة الذي لعبته منذ اختطفها رادولف في ذلك اليوم المشؤوم
وأجبرها على ان تصبح زوجته 0 لكن ما يخفف من وطأة المرارة هو كون العربة
الجديدة في حالة أفضل بكثير من العربة السابقة , فالجديدة أحدث وأنظف 0
لاحظ رادولف حزنها فسأل بقساوة :
- ما بك الآن ؟ انا لم أر في حياتي انساا متقلب المزاج مثلك !
- وماذا عن مزاجك؟ اليس حادا وقاسيا كمزاج وحش مفترس ؟
- لم اقل ان طباعك حادة بل متقلبة فحسب , ساعة اراك فرحة وساعة حزينة !
أجال طرفه في العربه وأضاف :
- انظري حولك , الا تجدين ان العربة نظيفة ومريحة ؟ سأجلب حقيبتك من السيارة
لتضعي ثيابك في الخزانة0 أ حضر رادولف حقيبتي زوجته وحقيبة ثالثة وضع فيها
ثيابه 0 جلست لين تراقبه بانبهار يخرج ثيابا أنيقة من حقيبته لايملكها الا
الأثرياء وأصحاب الذوق الرفيع0
أدرك الغجري ان زوجته فوجئت بما يملك فقال :
- تركتك نائمة البارحة وسرقت كل هذه00
قاطعته لين بحدة غير آبهة بالنتائج :
- لاتحاول تفسير أي شئ فأنا لست مهتمة ابدا بمصدر هذه الملابس !
ابتعدت عنه ووقفت تحدق في قمم الجبال المختبئة وراء حمرةالشفق00 تمنت لو تكوت
هذه اللحظة جالسة هناك حيث الهدؤ والبعد عن الضجيج وكذب حضارة العالم 0 تجمعت
دموع الغضب في عينيها , غضب أثارة فشلها وخيبتها المرة0
- انصحك يا لين بألا تثيري أعصابي , فالنتائج معلومة0
استدارت المرأة حانقة ويداها على خصرها قائلة :
- اتهددني من جديد ؟ هيا افعل ما فعلته في الأمس !فهذا افضل ما يتوقع من
000من متشرد حقير !
توقف رادولف عن توضيب ثيابه ونظر اليها والشرر يتطاير من عينيه 0
- الن تكفي عن التحقير بي ؟ أتحاولين ارغامي على استعمال العنف معك ؟
تقدم منه وأمسك بكتفيها وقال :
- تعلمي لجم لسانك الطويل فأنا لست مستعدا لتحمل الاهانة تلو الاهانة !
هزها بعنف ولكنه لم يتماد كما فعل في الليلة الماضية بل ضبط اعصابه وسرعان ما
تركها 0 تحسست لين آثار يديه القويتين على كتفيها وتساءلت كم من الآلام
ستتحمل قبل ان تفلت من قبضته 0
من الأفضل ان تضعي ملابسك في الخزانة لأننا قد نبقى هنا بضعة ايام 0
- والى اين نذهب بعد ذلك ؟
تنهد رادولف وأجاب :
- لا اعلم 0
ياله من تبدل ! من غجري عنيف الى رجل هادئ تعب ومثبط العزيمة 0 انتقت لين
كلماتها بدقة عندما تكلمت :
- اتبحث عن شخص معين ؟
لم يكن رادولف على علم انها سمعت كلام العجوز وسمعت قبل ذلك كلام اولاف 0
فرمقها بنظرة متسائلة :
- مالذي يجعلك تظنين اني أفعل ؟
- انه التفسير الوحيد الذي وجدته لهذا التجوال المستمر 0
- فهمت00سأخرج بعد حوالي الساعة وأطمئنك بأن العربة محروسة جيدا فلا تحاولي
الهرب0

قال رادولف ذلك بلهجة عادية كأن الموضوع ليس ذا اهمية مما أثار لين فصرخت :
- وكم ستغيب ؟ لا استطيع تحمل الوحدة ! سأفتح النافذة وأملأ الدنيا صراخا !
لا لن استطيع الصمود00
- لاتكوني مأساوية بهذا الشكل المسرحي فلن اغيب عنك طويلا 0
زادت ثورة المرأة وهددت:
-سأحطم النوافذ , سأحطم كل شئ !
اطلق الغجري زفرة عميقة فأدركت لين ان في ذهنه ما يشغله كفاية ويجعله بغنى عن
مشكلة جديدة تسببها له امرأة , فاستنتجت انها اذا زادت الامر صعوبة وتعقيدا
تخلى عنها وأطلق سراحها لينصرف الى حل مشكلته الاساسية 0
هو بالطبع مشغول بالعثور على الرجل "الخفي" فأذا مارست لين اللعب بأعصابه
واثارته كلما سنحت لها الفرصة , ينفد صبره ويتخلى عنها 0 لاشك انها ستدفع ثمن
اغاظته كدمات وجروحا ولكن ذلك لايقاس بالبقاء في سجن الحياة الغجرية الى
الأبد 0
- لقد قلت لك انني لن اتأخر 0
وجد رادولف صعوبة في الكلام بسبب الارهاق الشديد , الذي لم تسببه ساعات
القيادة الطويلة لأن بنيته القوية تجعله بمأمن من الارهاق الجسمي , بل مشكلته
مستعصيه تشغل روحه وعقله 0
وجهت لين اليه سؤالا ليس في محله بل يهدف الى تأخير خروجه فقط :
- الن تتناول طعاما على الأقل ؟
- ليس قبل ان اعود 0
لم تكن المرأة جائعه بل حاولت بسؤالها ان تعيق ذهابه , لكنها أذعنت للأمر
وجلست على كنبة تنتظر خروجه 0
بدا رادولف مترددا في الذهاب 0 هل هو قلق عليها ؟ فشعوره بالقلق واضح على
وجهه 0 عندما فتح الباب ليخرج أعطاها نصيحة أخيره :
- لاتحاولي شيئا سخيفا يا لين لأنك لن تنجحي في الفرار 0
- سأنجح يوما 0
لما نظر اليها بعينيه الماكرتين علمت لين انه يخطط لما سيفعله بها عند عودته
وتأكدت من نياته عندما سألها بخبث :
-أواثقة انت من النجاح ؟ سنرى مدى صلابتك عندما اعود !
- نعم 0 سأخرج من سجنك وسأحمل معي أبشع الذكريات !
أدركت لين ان لعبتها ناجحة عندما رأت زوجها يعض على شفته السفلى ويده تشد على
مقبض الباب 0 ستواصل حملتها على اعصابه في الغد لتصل الى غايتها 0
عاد رادولف الى العربة في العاشرة فوجد لين نائمة على كنبة عريضة 0 استسلمت
المرأة بسرعة الى النوم بعد ان وزعت ملابسها في الخزانة والقت نظرة فاحصة على
العربة الواسعة والنظيفة 0 دخلت الى المطبخ المرتب وحضرت بعض الشاي ثم جلست
تحتسي فنجانا في غرفة الجلوس قبل ان تدخل الى غرفة النوم بعد ان تأكدت من
وجود الحراس اليقظين في الخارج يرصدون تحركاتها 0 لابد انهم يتلقون المال من
زوجها لقاء خدماتهم , مال وفير لاتعرف مصدره 00
وقف رادولف يتأمل شعرها المتدلي كوشاح حريري على الكتف الغض وأحس بالألم يعصر
قلبه و ثم تمتم في نفسه :
غجري متشرد , حثالة المجتمع 000
توجه الرجل الى المرآة ينظر الى بشرته الداكنة وشعره الأسود القاتم المتشعث
كنسيمات الجبال الصباحية 0 استدار لما سمع زوجته تتحرك في كنبتها وتفتح
عينيها لتشاهده أمامها 0
عرف من اقفالها عينيها ومن الدموع المنحبسة وراء الجفنين انها شاهدت الرجل
المتوحش , البدائي 0
- عدت اخيرا 0
أقترب الغجري منها وسألها بحنان :
- أتفضلين وجودي على البقاء وحيدة؟
كذبت لين كي تجرحه امعانا في ممارسة لعبة حرق الاعصاب 0
- بالطبع لا ! وجود شخص غير مرغوب فيه لا يشتهيه أحد !
أمسك بيدها وأجبرها على الوقوف ثم ضمها اليه بقوة 0
- أنت تفقدينني أعصابي !
قاومته لين بعنف وهي ماتزال شبه نائمة , وفجأة تراجعت عندما لامست وجنتها
الجرح في خده 0
- أتخافين من جرح بسيط كهذا ؟
تناول يدها ومررها على جرحه وأضاف :
- ستنالين قريبا من الدواء نفسه لأني احب معاملة الناس بالمثل 0
أتستمر لين في توتير أعصابه ؟ لا , لن يجدي ذلك نفعا معه 0 عليها الرضوخ
لمشيئته والاذعان لاوامره لتخفف من وطأة نار هذا الجحيم 0
عندما رفع رأسها الى عينيه رأت من جديد الحنان يملأ نظراته , رأت رادولف
الخير يطغي على رادولف الشر ويتغلب عليه مؤقتا في الصراع العنيف الدائر في
نفسه 0 وأحست من واجبها مساعدة هذا الرجل كي يصل الى الأمان وتستقر شخصيته ,
ولكن ما السبيل الى مساعدته ؟ لربما كان تجاوبها مع عناقه كفيلا بحل المشكلة
وجعله يشعر بأنه موضع اهتمام 0
وأخيرا جاءت اللحظة الحاسمة فقد جذبها رادولف اليه ليقبلها 0
أتقدم على خطوة التقارب أم تحجم عنها ؟
وللأسف تغلبت غرائز لين على ارادتها وابتعدت عن زواجها الذي لم يرض بالهزيمة
وجعلها تسدد الفاتورة بطريقة فظة000
بعد ان انقشعت غيوم المهانة والذل تمتمت لين بين الشهقات المتتالية :
- أكرهك وسأجعلك تدفع ثمن كل شئ غاليا في يوم من الايام0
لم تؤثر كلماتها في رادولف بشئ لأنها كانت موجهة الى الجانب السئ الذي تحدث عنه0
حملها بخفة الى السرير ليكمل انتقامه وينهش من جمالها المستسلم نهشا0
7- منزل على الشاطئ الذهبي
دام تنقل رادولف ولين من مخيم الى آخر مدة اسبوعين جابا خلالهما أنحاء واسعة
من ايرلندا 0 قطعا الجبال والسهول , والبحيرات والأنهار , والوديان والمراعي
0000, ولو لم يكن هاجس الفرار ماثلا في ذهنها لاعتبرت لين نفسها سعيدة الى
درجة لا توصف 0
لم يقترب رادولف منها منذ ان صفعها المرة الأخيرة , حتى انه كان ينام على
كنبة ويترك لها السرير لتأخذ حريتها 0 صار يعاملها بكل لطف وعناية وان لم يخل
الأمر أحيانا من كلمات جارحة تأتي ردا على زلات لسان تبدر من لين 0 لكن
القضية لم تتعد الكلام لحسن الحظ0
حاول الغجري ان يظهر الجانب الحسن وبالتالي سحق شخصيته الشريرة المرعبة 0 وقد
نجح لا في ازالة خوف لين فحسب , بل بانشاء علاقة ود بين الأثنين 0 فأضحت قوته
خالية من البطش وسطوته بعيدة من الظلم0 كما غاب عن لين الشعور بالأسى
والمرارة اللذين رافقاها كظلها في ايام اختطافها الأولى 0 ولكنها لم تكف مع
ذلك عن الكلام على الهرب في اول فرصة تلوح لها 0
وفي الحقيقة صارت لين مقتنعة تقريبا بحياتها كزوجة لغجري متجول 0 لاسيما وان
رادولف
لا يترك مناسبة الا ويذكرها بأن مكان المرأة هو الى جانب زوجها 0 لكن ذلك
لايعني شعورا بالاستقرار بل كانت المرأة الشابة في حالة انتظار وتوقع دائمين
معتبرة ان عثور زوجها على من يبحث عنه سيغير مسار حياتها 0
لم يحط الزوجان حتى الان رحالهما في مكان معين بل استمرا في الطواف من مطرح
الى مطرح , يشغلان العربة الشاغرة , ويحلان ضيفين على قوم الزوج كأن من عادات
الغجر ابقاء عربة مخصصة لضيوف غير متوقعين يأتون على حين غرة كما يفعل رادولف
0 لكن لين مخطئة في تصورها لأن رادولف كان منتظرا أينما حل وكانت تخلي له
عربة خصيصا قبل وصوله بساعات قليلة 0 ويعود اليها سكانها الأصليون فور رحيله
0
سألت لين زوجها يوما وهما في طريق العودة الى كيلارني بعد ان زارا ثلاثة
مخيمات مكثا في احدها يومين وفي الآخرين بضع ساعات 0
-الى متى سنظل ننتقل هكذا ؟
- أعتقد اننا سنكون في بيتنا بعد حوالي اسبوعين0
أوقف رادولف السيارة الى جانب الطريق وأخرج قنينة شراب البرتقال من صندوق
السيارة ليتناولا كوبين منعشين , في حين كان تفكير لين يعمل جاهدا لاستيعاب
كلمة " بيتنا " 0 عن أي بيت يتكلم زوجها ؟
- اتعني اننا سنستقر في مخيم معين ؟
قالت لين ذلك وهي تهز رأسها وتفكر بوجودها في مخيم للغجر وبالحياة المتعبة
التي تنتظرها 0 وبرغم ذلك فهي تقر أنها لا تتصور نفسها تعيش بدون رادولف من
دون ان تعلم السبب 0 صارت الامور مشوشة في ذهنها فمنزلها ومجتمعها الحقيقيان
يقومان في وطنها انكلترا حيث تحلم بالعيش في منزل صغير لتبني عائلة صالحة
يشاركها في طموحها رجل تحبه او على الاقل ترتاح له وتعيش وادعة مطمئنة 0
طالما عادت صورة توماس الى ذهنها في الايام الماضية لكن رادولف كان مصيبا
عندما قال ان توماس لا يناسبها , فهو رجل طيب لكنه ليس خلاقا مما يساهم في
زيادة الرتابة والروتين في حياتها التي علمت من خلال تجربتها الجديدة مدى
سخافتها , وانسيابها المجرد من أي نكهة ومعنى 0
قطع رادولف حبل افكارها بقوله:
- لابد ان ننتهي من الطواف ونستقر 0
اعترضت لين بلهجة ناعمة قريبة من التوسل :
- لا استسيغ فكرة العيش في مخيم , الا نستطيع السكن في مكان آخر ؟
رماها زوجها بنظرة ملؤها الحيرة والتردد كأنه يخاف من البوح لها بأشياء
يكتمها في نفسه على مضض 0 لذلك اختار كلماته بدقة وقال بتمهل :
- أفهم من كلامك انك أصبحت مقتنعة بالعيش معي ؟
هربت لين من نظراته وأخذت تفكر لماذا لم تعترض على ذلك بشدة كما كانت تفعل في
السابق 0 وبعد أن وزنت الأمور في رأسها وتراءت لها حياتها المقبلة وما يمكن
ان تعانيه في المجتمع الغجري من عبودية تصيب المرأة وتذلها , صاحت بأعلى
صوتها :
- لا ! لم اقتنع بذلك ! سأستمر في محاولة الفرار وسأنجح في ذلك ! انت
لاتستطيع مراقبتي الى الأبد , لاتستطيع ان تراقب تحركاتي لسنوات وسنوات حتى 0
نصبح عجوزين هرمين !
ارتفعت حدة نبرة لين حتى جفل رادولف منها وزادت :
- أرجوك دعني أمضي في سبيلي , أرجوك دعني أعود الى بيتي !
بكت المرأة بمرارة وغشى كيانها اضطراب كبير فأخذت ترتعش حتى اوقعت كوب العصير
على ثوبها0
تناول الغجري الكوب من يدها وانتظر حتى هدأت , وبالفعل عادت لين الى هدؤها
السابق وتكلمت بكل واقعية :
- لنعقد اتفاقا مثمرا لنا نحن الاثنين 0 تعطيني حريتي مقابل سكوتي عن حادث
الاختطاف وتعهدي بألا اطلع احدا على ما جرى 0
بلعت لين ريقها لتزيل الثقل القابع في حلقها وأعصابها الثائرة تجعل منطقها
مغلوطا , وفكرها شاردا ومشوشا 0 لم يعد شئ في ذهنها واضحا 0 وأحست برغبة في
الصراخ عندما مرت أمامها الصور متدافعة , صور الحرية والعودة الى الوطن 0صور
رادولف الطاغية وسطوته القاسية تطردها صور طيبته ولطفه اللا متناهي 0 ودار في
خلدها صراع قاس بين الحياة مع رادولف والحياة بدونه , فالأولى رحلة لا تنتهي
بين المخيمات حيث شظف العيش , والثانية حلقة مفرغة تبحث فيها عن سعادة تائهة0
برزت الحقائق من بين غيوم عقلها المنقشعة 0 وعجزت لين عن الاختيار فلم تجد
الا صرخة صادقة تطلقها من اعماقها :
- ساعدني يا الله !
- لين ما بك ياعزيزتي ؟ بالله عليك لاتفعلي هكذا بنفسك ! 0
لمتنبس المرأة ببنت شفه بل نظرت الى الغجري لاتصدق ان ما يختلج في قلبها
حقيقة 0 همست في نفسها :
- لا , هذا ليس صحيحا , لايمكن ان يكون صحيحا 000
تكلم رادولف ثانية لكنها لم تسمع شيئا لانشغالها بالحقائق الجديدة 0 سرت في
جسمها رعشة قوية وارتجفت بشدة ثم سقطت بين يدي زوجها 0
- لين , ما بك؟ هل انت مريضة ؟
كان صوته ناعما ينم عن قلق عميق 0 لكن لين ليست مريضة بل هي في حالة أخطر من
ذلك 0 رفعت رأسها وكأنها تخرج من الغيبوبة , ثم حدقت في الرجل وتساءلت عما
يمكن ان تكون ردة فعله لو اطلعته على ما اكتشفت لتوها 0 أيستقبل الخبر بفرح
ام يقول متشفيا : لقد وقعت في غرام غجري متشرد اذن ! وهكذا لن تتركيني بعد
الآن يا امرأة لأن حبك لي يجعلك أمة خاضعة !
لن تخبره بذلك ابدا ! ولن يغير الوضع الجديد من تصميمها على الهرب لأنها
لاتنوي قضاء حياتها مع غجري برغم حبها القاتل لرادولف 0 لن تستطيع رؤية
أطفالها يترعرعون في مخيم وسط القذارة وبعيدا عن المدرسة الصالحة والبيئة
الصالحة 0 ستجعل العقل يسيطر على العاطفة وتحكم المنطق ليسحق الحب 0
لما عادت الى التفكير برادولف من جديد عاد التشوش والبلبلة الى ذهنها 0 لقد
استنتجت في السابق انه يملك شخصية مزدوجة وقالت انها لو استطاعت ابقاء جانبه
السئ بعيدا لاستطاعت تمضية أيام حلوة معه 0 وفي الحقيقة أنه كان انسانا رائعا
خلال الأسبوعين الفائيتين فهو عاملها بكل رقة ولطف , حتى أنه لم يحاول
تقبيلها مرة000
لقد كبح جماح غرائزه لا سعادها وقدم مصلحتها على مصلحته دون أي انانية أو حب
للذات 0
أي رجل هو هذا ؟ لا تستطيع لين تحمل العيش مع رجل غامض الى هذا الحد 0 وان
تكن تصرفاتها الاخرى مقبولة ولائقة0
نفذ صوت رادولف من خلال أفكارها كالنور يتسلل بخجل من بين طيات الضباب :
- سألتك اذا كنت مريضة 0
- انا بخير الآن 0
قالت لين الحقيقة لأنها بدأت تشعر بالتحسن مع ان افكارها ما تزال مبلبلة 0
نظرت الى وجهه فكادت تقسم أنه ليس غجريا , لا يمكن ان تكون هذه الوسامة
الراقية في غجري000

أن هذا المكان ليس لغجري وظنت أن رادولف ليس صديقا لمالكه كما ادعى , بل هو
يدخل اليه خلسة عندما يعلم أن أصحابه غائبون 0 ولكن من أين أتى بالمفتاح ؟
الجواب على ذلك ليس مستعصيا لأن هناك نوعا من المفاتيح الخاصة يناسب جميع
الاقفال 0 والغجر مرشحون اكثر من غيرهم لأقتنائهم هذا النوع 0
أعادها صوت رادولف الى الواقع عندما بادرها بالسؤال :
- بماذا تفكرين؟
- كنت أفكر بكل هذا المال المهدور على بيت شبه مهجور 0
لم يقنع جواب لين زوجها الماكر فصحح قولها :
- لا ياعزيزتي , كنت تقولين في نفسك كيف يمكن لغجري حقير أن يتعرف الى أصدقاء
أثرياء كصاحب هذا المنزل ؟
مرة جديدة عادت مسحة المرارة الى صوت رادولف 0 ولكن لين لم تشعر بالشماته
لذلك بل انزعجت وحاولت تغيير وجهة الحديث 0
- أهناك حمام في هذا المنزل ؟
- وهل يعقل الا يكون هناك حمام ؟ تعالي لأدلك اليه 0
بعد ذلك أراها غرف النوم المرتبة والنظيفة كما دخلا الى المطبخ الواسع
والمجهز بأحدث الوسائل وأغلاها 0
- لابد أن أحدا يأتي الى هنا باستمرار ليبقى المنزل نظيفا 0
هز رادولف برأسه موافقا وهو يشير الى بقعة خضراء لاتبعد كثيرا عن البيت 0
- هناك مزرعة صغيرة خلف تلك الاشجار تملكها أرملة في الخمسين كلفها صديقي
المجئ يوميا للأهتمام بالمنزل 0
- يوميا ؟
- ستأتي في الصباح الباكر وهكذا ستتأكدين من اني لست متسللا اليس هذا ما يشغل
بالك ؟
احمر وجه لين لملاحظاته الجارحة والصائبة لكنها رأت في مجئ هذه المرأة عملا
يحتمل أن يساعدها على الهرب 0
- لا تبني آمالا كاذبة فالسيدة وايت تحبني كثيرا وتنفذ مشيئتي 0
- يبدو أن لديك الكثير من المحبين 0
تجاهل الغجري ملاحظة زوجته وقال :
- المياة ساخنه الآن اذا كنت ترغبين في أخذ حمام 0 لقد أنبأت السيدة وايت
بمجيئنا وأمرتها بتسخين الماء 0
حدقت لين فيه بذهول مطبق 0
- انبأت السيدة00ولكن متى وكيف فعلت ذلك ؟
ضحك رادولف وأجاب :
- طلبت الى احدهم في آخر مخيم توقفنا فيه أن يتصل بها هاتفيا 0
- فهمت 0
تظاهرت لين بالفهم لأنها مهتمة الآن بالدخول الى الحمام والأستلقاء في المياه
الساخنة لترتاح وتنعم بهذا الترف الذي حرمت منه منذ مدة طويلة 0 ولما همت
بدخول الحمام لتخلع ثيابها وجدت الباب مقفلا0
- ستخلعين ثيابك في غرفة النوم قبل أن اعطيك مفتاح الحمام 0
- لماذا هذا التعقيد ؟
- لأني أود مساعدتك في ذلك يا حبيبتي 0
- أنت تفكر في كل شئ 0
- علي أن أفكر في كل شئ والا أفلت زمام من الأمور من يدي 0
أمضت لين وقتا طويلا في غمرة المياه الساخنة 0 ولما عادت الى غرفة النوم كانت
هادئة ومرتاحة الأعصاب 0
جلس رادولف على السرير يتأمل جمال زوجته في قميص النوم الذي أخرجه لها من
احدى الخزانات 0 نظر الى ساعة كبيرة معلقة على الحائط وقال :
- يظهر أنك تمتعت كثيرا بالماء لأنك أمضيت ما يقارب نصف الساعة في الحمام 0
علقت لين بجدية :
- أنا حقا آسفة لتأخري 0
- لا عليك يا طفلتي فأنا كنت مشغولا باجراء بعض المكالمات الهاتفية 0
مخابرات هاتفية 000هذا يعني أن ثمة هاتفا في المنزل 0 حاولت المرأة أن تتكلم
بلهجة عادية حتى لايتنبه زوجها لحيلتها 0
- الا يمانع صديقك استعمالك لهاتفه ؟
- لا ابدا 0
دخل رادولف بدوره الى الحمام تحت أنظار زوجته المتسائلة عن ماهية مكالماته
التي ليست بالطبع موجهة الى مخيم غجري, لأن هذه الامكنه لا تعرف الهاتف 0
انتظرت بضع دقائق حتى سمعت صوت المياه وتأكدت من أن زوجها لا يراقبها , ثم
خرجت من الغرفة على رؤؤس أصابعها وشرعت تبحث عن مكان الهاتف دون جدوى 0 لاعجب
في أن يخفيه رادولف الداهية لأنه مدرك أن زوجته لن تكون غبية وتدع فرصة
استعمال الهاتف تفلت من يده وتضيع هباء 0
تخلت لين عن البحث وجلست على طرف السرير تفكر في طريقة حديث زوجها عن الهاتف
, وكأنه يتعمد خلق مواقف تجعل زوجته تطرح على نفسها المزيد من الأسئلة حول
حقيقته 0 تمنت لو تجد سبيلا كي تقنعه بالأجابة على التساؤلات الدائرة في
ذهنها والتي تسبب لها حيرة وشكا عظيمين 0
بماذا تشك المرأة ؟ ماهو التفسير الشافي لكل الغموض الذي يحيط بزوجها؟ من
المسلم به أن رادولف غجري ومع ذلك لا يمكنها انكار بعض الصفات التي تجعل منه
شبيها بأي رجل مثقف لا بل أرستقراطي نبيل , ان في حديثه أم في تصرفاته 0 وفي
الفترة الاخيره بالذات , أي عندما جالا في البلاد ’انتفت عنه كل علامة تشير
الى أنه غجري 0 حتى بدت متغيرة خصوصا وانه صار يرتدي ثيابا عادية مختلفة عن
الزي شبه " الفولكلوري " الذي كان غالبا على هندامه في السابق 0
والسؤال المحير يبقى لماذا هذا التبدل أو لماذا عمد رادولف في بداية تعارفهما
الى كسب عدائها ؟ لماذا !000لماذا!أسئلة لاتنتهي ! يضافاليها هذا المنزل
الفخم قطعة جديدة في الأحجية 0 مادام من غير المعقول أن يكون لغجري صديق حميم
بهذا الثراء يعهد اليه بمفاتيح بيته ويعطيه حرية التصرف المطلقة , سيما وان
رادولف بدا معتادا على المجئ الى المكان من خلال معرفته كل التفاصيل المتعلقة
بالأثاث وبتاريخ المنزل وظروف تشييده 000يضاف الى ذلك السلطة التي يستطيع
بموجبها أن يأمر الأرملة بتحضير البيت وتنظيفه استعدادا لحضوره

غيرت لين الموضوع فجأة وسألته عن هوية الشخص الذي يبحث عنه 0 جفل رادولف
لسؤالها وقال :
- الم تقولي سابقا أني أبحث عن شخص وبررت استنتاجك هذا ؟
- قلت ان هذا هو التفسير الوحيد لتنقلك الدائم 0
أطرقت لين قليلا وزادت :
- سأكون صريحة معك هذه المرة 0
- تفضلي 0
- سمعت الرجل العجوز يتحدث اليك عن رجل لم يأت الى المخيم وينصحك بألا تكمل
البحث عنه 0
فكرت لين بأن تذكر كلمات اولاف أيضا لكنها عدلت لأن ذلك ليس ضروريا 0
- لم تخبريني بذلك في المرة السابقة 0
- تعني عندما قلت لك انك تبحث عن أحد ما ؟ لا فقد ظننت أنك تتضايق لو عرفت
أني كنت أسترق السمع 0
حاول رادولف ان يبتسم وقال بعد أن غير وجهة الحديث :
- أطلعتني الآن على شئ يضايقني 0 الم تخافي من أثارة غضبي ؟
- لم أعد أخاف منك 0
- قولي بصراحة يا لين , هل انت أسعد الآن مما كنت عليه 000
توقف فجأة محاولا ايجاد الكلمات المناسبة لأنهاء السؤال , لكن دفعة من
الشجاعة أتت لين فأكملت عنه:
- مما كنت عليه عندما كنت ترغمني على مشاطرتك السرير ؟
فوجئ الغجري لصراحة زوجته ولكنه كتم شعوره بذكاء 0
- أحسنت فهذا ما كنت سأقوله0
- لست سعيدة بل راضية 0
ان تردد لين وعدم ثقتها بما تقول يضرب بهما المثل 0 فلماذا تنكر انها طالما
نظرت الى يديه القويتين خلال الأسبوعين الفائتين وتذكرت مداعباتهما ولمساتهما
الجذابة وتمنت لو يعيد الكرة ؟ أهي ترغب فيه ؟ ولم لا فهي تحبه0
الحب000احتقرت نفسها لأنها وقعت في حبائله لمجرد انه كان ودودا معها في
الأيام الماضية , كرهت ضعفها وسرعة ذوبانها في بحر العاطفة0
ولكن هل صحيح ان شعور الحب لم يبدأ الا منذ وقت قصير ؟
خصوصا وان لين تعترف أنها وجدت الغجري جذابا منذ رأته000
- وهل يرضيك عيشنا بهذه الطريقة حتى نصبح عجوزين هرمين ؟
- سؤالك غير مجد فأنا لا انوي قضاء حياتي معك 0
سمعت لين زوجها يتنهد بدل أن يغضب كالعادة وتساءلت اذا كان سلم بالأمر الواقع
واقتنع بأن المشاركه في الحياة الزوجية تأتي نتيجة الرضى المتبادل لا القهر
والاكراه0
بعد دقائق انطلق رادولف بالسيارة صامتا وملامحه قاسية كالحجر , ينظر أمامه
كأن عينيه متجمدتان لا حياة فيهما 0 وغرقت لين بدورها في التفكير بمشاكلها
وبالحل الأنسب الذي يخرجها من هذا المأزق من دون ان تسبب أي الم أو أذى
لزوجها0
توقف الغجري في احد المخيمات لكنه لم يمكث هناك سوى بضع دقائق 0 وأبلغ زوجته
بعد ذلك أنهما سيمضيان الليل في منزل يملكه صديق له يقع على شاطئ البحر 0
- ومن هو هذا الصديق ؟
- لا ضرورة لأن تعرفي 0
- انه ليس غجريا بالطبع 0
- لي أصدقاء كثيرون من غير الغجر يا عزيزتي 0
- أهناك أحد في المنزل ؟
أجاب رادولف بنبرة ناعمة وفي صوته تلك الرنة الموسيقية القريبة من اللهجة
الايرلنديه :
- المنزل خال فهو مخصص لقضاء العطلة الصيفية 0 أنا واثق من أنه سيعجبك كثيرا
فهو مجهز بكل شئ برغم بعده عن أي تجمع سكني 0
- أتعني أن المنزل منعزل ؟
- يبدو أنك فكرت بالهرب ياحلوتي ! لم أكن لأصطحبك الى هناك لو لم يكن المنزل
منعزلا عن بقية العالم0
- أيستعمل المنزل لأغراض سياحية ؟ فالبعض يحب تمضية وقت فراغه بعيدا عن الناس
0
ضحك رادولف وعلق :
- استعملت ديباجة بارعة لأخفاء خيبتك 0
- ماذا تعني ؟
- لاتدعي الغباء يا لين 0ظننت أن وجودك في منزل على شاطئ البحر سيسهل الفرار
, ففي المخيمات هناك من يراقبك ليلا نهارا0
- الفرار من مخيم للغجر هو في الحقيقة مستحيل , أما بالنسبة لاستنتاجاتك
الاخرى فانك مخطئ لأني صرت أعرفك كفاية كي أدرك أنك حاضر أبدا لاحباط اية
محاولة أقوم بها للأفلات 0 جل ما في الامر أني استغرب وجود منزل مخصص للعطلة
في مكان منعزل كما فهمت من كلامك 0
- لقد بنى صديقي هذا المنزل منذ اربع سنوات حتى يهرب من همومه ويرتاح هناك من
عناء أعماله المتراكمة 0
عجبت لين لكلام زوجها فكيف يتوصل غجري الى مصادقة شخص ثري يبني منزلا لمجرد
حبه الاختلاء بنفسه !
- لابد أن صديقك ثري جدا ! انا 000لم أعد أفهم شيئا 0آه لو تخبرني المزيد عن
نفسك فلربما صارت الامور بيننا مختلفة 0
ضغط رادولف على المكابح حتى كاد رأس لين يرتطم بالزجاج الأمامي 0 نظر اليها
بدهشة وسألها :
- ماذا تعنين بمختلفة ؟
هزت المرأة رأسها عاجزة :
- لا أستطيع التفسير 0
وبالفعل لم تكن تستطيع التوضيح لأنها هي نفسها لا تعلم ماذا تقصد تماما من
كلامها0
انطلق الغجري بالسيارة , وقاد لساعات في طرق منعزلة تتعرج بين الهضاب الخضراء
حتى انعطف أخيرا في زقاق ضيق لا يعرفه أحد وليس موجودا على الخريطة كما أبلغ
زوجته 0
كادت لين تلهث عندما رأت جمال الطبيعة حولها , صخور الشاطئ ورماله الذهبية
المترامية كأنها لا تنتهي 00لايزورها سوى طيور النورس تبحث عن رزقها بعيدا عن
فضول الانسان 0
استمر سيرهما في هذا المكان النائي حتى وصلا الى طريق صخرية لم تعرف طعم
الأسفلت , فأخذت السيارة تثب على الحجارة وراكباها يعانيان صعوبة المسلك حتى
بلغا أخيرا بوابة عتيقة منحوتة في الحجر تدل على أن المنزل بني على أنقاض
بناء قديم 0 وخلف البوابة والسور المحيط بالأرض نمت أشجار خضراء من مختلف
الأنواع , وتوزعت أزهار وورود زاهية هنا وهناك تضفي على الجو رونقا وضياء 0
كانت أشعة الشمس ما تزال ساطعة ترسل ألوانها على المنزل الأبيض المحاط ببساط
من العشب الأخضر وسجادة من الأزهار 0 انعقد لسان لين من الدهشة وصعقت لجمال
هذه البقعة الطاهرة التي لم تدنس عذريتها أرجل الأنسان الشره0
قالت وهي تترجل من السيارة :
- آه ما أروع هذا المكان !
أجالت طرفها بين الجبال الشاهقة والبحر المترامي الأطراف في زرقة يخالطها
بياض الزبد 0 عجيبة هي طبيعة ايرلندا في جمعها سمو الجبال ووداعة البحر في
لوحة واحدة 0
- كيف وصل صديقك الى مكان كهذا ؟
مرت لحظات تردد قبل أن يجيب زوجها :
- أن عائلته تملك الأرض منذ عدة أجيال وقد أقامت فيها مزرعة كبيرة 0
أشار بيده الى بقايا البناء المتهدم وقال :
- كان هذا بيتا لعمال المزرعة 0 وجد صديقي
المكان مناسبا ليناء منزل يرتاح فيه عندما يحتاج الى الابتعاد عن عالم
الاعمال والضجيج0
- وماذا يعمل صديقك ؟
- لديه أملاك كثيرة0
جاء جواب الغجري مقتضبا يحذر لين من التمادي في طرح الأسئلة , ويعلمها بأنه
ما عاد يرغب في التوغل في الموضوع أكثر 0
دخل الزوجان الى المنزل الفخم حيث الاثاث الوثير والسجاد العجمي والستائر
الحريرية الفاخرة 0 وأعجبت لين بالثريات والكريستال والآنية الفضية وتماثيل
العاج والبرونز 0
كما لفت نظرها الديكور الذواق الذي نظمت على أساسه غرفة الجلوس , ثم هزت
رأسها مدركة
0في هذه اللحظة دخل رادولف الى غرفة النوم مرتديا لباس نوم أنيقا يتناقض مع
شعره غير المسرح , ويعطيه شكلا فريدا جامعا بين الظاهر الانيق والطبيعة
البدائية 000لايقال عن رادولف الا أنه طائر يغرد خارج سربه !
عرف الغجري ما أثاره مظهره في نفس زوجته فقال معتذرا:
- لآسف لمظهري , ولكني سأتحسن مع الوقت اذا اهتممت أكثر بالتفاصيل 0
- لا ضرورة للتهكم 0 أتسمح الآن بأن أرتدي ملابسي فالجو ليس دافئا كفاية هنا
؟
لم يحتج رادولف لسماع المزيد فسارع الى تشغيل جهاز التدفئة المركزية 0 وعلى
الفور غمر المنزل دفء عارم 0 بعد ذلك عاد رادولف الى غرفة النوم وفتح خزانة
الثياب 0
- ستجدين ثيابك وحقيبتك هنا 0
أستدار وأكمل:
-أظن أني رأيت بين ملابسك فستانا طويلا 0
تأخرت لين في الأجابة لأنها كانت تراقب بتعجب اللباس الذي يرتديه زوجها
والمناسب له تماما مما يدل على أن قياسه معادل تماما لقياس صديقه , حتى
الكمان يناسبان ذراعي زوجها المتميزتين بطولهما 0
- ماذا عن الفستان ؟
- أريدك ان ترتديه الليلة 0
مرر نظراته الشغوفة على جسمها وأكمل :
- سنتناول العشاء بكامل أناقتنا كأناس متمدنين 0
- عدلت المرأة عن الأعتراض لأن فكرة ارتداء ثوب أنيق والجلوس الى طاولة
لتناول الطعام محبذة بعد كل هذه الفترة البوهيمية , حيث تخلت مرغمة عن
مبادئها المتعلقة بالنظافة والشكليات 0 وفي الواقع وجدت لين نفسها تبتسم وهي
تتصور المائدة المغطاة بشرشف مزركش بالزهور والمزين بآنية فيها ورود مقطوفة
من الحديقة المحيطة بالمنزل 0
منحها رادولف احدى ابتساماته النادرة وهو يتناول الفرشاة ليسرح شعره قبل أن
يقول :
-أرى أن اقتراحي اعجبك 0 أخرجي الفستان المعني لأراه0
فعلت لين كما امرها وأخذت تتمشى أمامه في الثوب الأصفر الطويل دون ان تشعر
بأي حرج 0 بل على العكس قالت بعد أن أحضرت فستانا آخر ذا لون أرجواني :
- ما رأيك بهذا ؟
أقترب الغجري من زوجته فأحست بالرعشة تعتريها وكأن في الرجل قوة مغناطيسية
غريبة يزيد منها طبعه المتكبر 0 أحمرت وجنتا المرأة وثقل تنفسها وفي ذهنها
فكرة واحدة : حبها لرادولف 0 مع اقتراب رادولف منها أكثر زادت دقات قلبها
أكثر فأكثر وعلمت أنه لو أراد ضمها الى صدره لما أحجمت بل لرحبت بذلك بكل
جوارحها 0 لكن زوجها خيب آمالها واكتفى بطبع قبلة ناعمة على جبينها0

safsaf313 25-09-08 12:01 PM

8- اشراقة في القلب



جلس رادولف ولين متقابلين الى مائدة مضاءة بالشموع في شمعدان فضي , ومزينة
بمزهرية مليئة بورود حمراء 0 وعلى طرف المائدة وضع اناء طافح بمختلف أنواع
الفاكهة 0 أما الشرشف فأبيض كالثلج تضيئه السكاكين والشوك الفضية0
جلست لين في فستانها الاصفر سعيدة كما لم تكن يوما منذ أن التقت رادولف , وهي
تعلم أن هذه السعادة لن تعمر طويلا 0
فالأمسية ليست الا واحة صغيرة في صحراء حياتها مع زوجها , والتي تنوي الخروج
منها برغم كل الاعتبارات الأخرى وأهمها 00حبها للغجري0
تمكن رادولف بطريقة ما من الدخول الى هذا المنزل الذي يحوي في ما يحويه ,
حوضا للسباحة في قاعة مقفلة مكيفة و وملعبا لكرة المضرب في القاعة نفسها ,
كما أقيمت في الجهة الخلفية بحيرة اصطناعية صغيرة لاكمال اللوحة الفنية خصوصا
وانها تطل على الهضاب الخضراء الحالمة 0
قررت المرأة الشابة نسيان شكوكها لتمضي وقتا ممتعا في هذا المكان الذي
اعتبرته أكثر شاعرية من كل ما أبصرت عيناها 0 فلم تستغل الفرصة وتتذوق حلاوة
كل دقيقة تمر هنا بدل أن تشغل فكرها في ما لن تستطيع توضيحه؟
من جهته ارتدى رادولف بزة رسمية سوداء وتحتها قميص أبيض يزيده اشراقا لون
بشرته السمراء , لكنه لم يبد منزعجا من لباسه هذا أو غير معتاد عليه0
تدخل صوته معلقا بعذوبة :
- أنت هادئة كثيرا يا عزيزتي 0
- اني اتمتع بهذه الامسية اللطيفة 0
أكمل رادولف مازحا :
- وتريدين بالطبع أن تطرحي الكثير من الأسئلة 0 أنت اكبر امرأة متحفظة رأيتها
في حياتي 0
- وهل تريدني ان أضع كل ثقتي بك؟ ماذا تفعل لو كنت مكاني ؟
تجاهل رادولف سؤالها وأهتم بصب الكافيار الفاخر الذي وجد في خزانة مليئة
بالمعلبات على اختلافها 0 وبعد ان انتهى قال :
- لماذا لا تطرحين علي بعضا من تلك الأسئلة المقلقة ؟
- ومن قال اني قلقة ؟
- ذلك يقرأ على وجهك يا عزيزتي 0 فلنقل أنك محتارة لا قلقة وسبب الحيرة أشياء
كثيرة حدثت في الفترة الأخيرة 0
- أشياء لاتحصى ولاتعد0
توقفت لين لتتذوق بعض الكافيار ثم أضافت :
- أتعني أنك مستعد للأجابة على الأسئلة , فأنت لم تخرج عن تكتمك حتى الآن ؟
- ليس في الامر تكتم بل عدم ضرورة للبوح بكل الاسرار0
وما أكثر هذه الاسرار ومنها أن البزة , وهي بالطبع ملك لصديقه , تناسب جسمه
تماما 0 أمن الممكن أن يكون في الامر مصادفة ؟
- ماذا تعني بعد الضرورة ؟
رفعت لين عينيها الى وجهه فوجدته منقطعا عن الأكل يحدق فيها ووهج نار الشموع
يزيد من سحر وجهها وجماله 0 أعدت اليها نظراته ذكرى لقائهما الثاني في الغابة
عند ما جاء على حصانه وبدا مسحورا بجمالها 0 كان في الحقيقة مختلفا وقتها عما
رأته فيه في اللقء الأول حيث أعمته الرغبة فحاول الأعتداء عليها 0 في الغابة
ظهر مهذبا وحياها بكل بساطة كأنه يقابلها للمرة الأولى , ويسعى للتعرف اليها
ومصادقتها دون الالتفات الى الحادثة السابقة 0 حبذا لو أن تلك الحادثة لم
تحصل وكان اللقاء في الغابة هو الأول , لكانت الامور بينهما مختلفة الآن0!
قالت لين أخيرا بعد أن انتهت من تساؤلها :
- وهذه الضرورة أصبحت متوافرة الآن !
وجف قلبها أذ أدركت بحدس ما انها على وشك اكتشاف أمر خطير كفيل بجلب السعادة
الدائمة 0 اختلج في نفسها شعور غريب تلاعب بانفعالاتها وجعلها في نفس الوقت
تقتنع بأنها لو عرفت كيف تعالج الوضع الجديد الذي سيخلقه رادولف لما عاد
زواجها منه تلك المأساة التي بدأت عند اختطافها وارغامها على عقد زواج غجري
لا تؤمن كثيرا بصحته 0
أجاب رادولف على سؤالها وكادت تتولى المهمة عنه عيناه الحزينتان :
- من المفيد لنا نحن الاثنين ان اوضح لك بعض الامور التي اوقعتك في مغالطات
جمة0
لاحظت المرأة الحزن في عيني زوجها وتمنت لو تستطيع فعل أي شئ لتمحو هذه
المسحة الأليمة من نفس من تحب 0 أزاء سكوتها أكمل الغجري :
- بالرغم من ذلك أفضل يا عزيزتي الا تطرحي أسئلتك الآن بل لندع الامور تتوضح
تلقائيا , وذلك بات قريبا 0
هز رادولف رأسه وتجهم وجهه وبدت عليه علامات القلق والتردد عندما قال بصوت
خافت :
- نما في داخلي احساس بأن نظرتك الي تغيرت يا لين , ولكني لست أكيدا000لا ,
لا أجرؤ000نفذت كلماته كالسهام الى اعماق لين واختلطت عليها الامور اذ لم
تفهم ما قاله زوجها 0 ليس أكيدا 00وبالتالي لا يجرؤ على مصارحتها بما يريدها
أن تعلم عنه 0أحست ليس بأن فرصة العثور على السعادة بدأت تضيع وبأنها لم تخلق
لتعيش مع هذا الرجل تحت سقف واحد 0 ولكن هل هي واثقة تماما من رغبتها في
العيش معه ؟ مرة جديدة رأت مستقبلها قاتما وفارغا اذا تخلت عن رادولف 0 ومن
جهة أخرى هي لا تستوعب فكرة الحياة غير المستقرة التي يعيشها الغجر 0 نظرت
الى زوجها متوسلة وتمتمت :
- أرجوك يا رادولف , أطلعني على الخبايا , فانا زوجتك ويحق لي أن أعرف شيئا
عنك 0
هز الغجري برأسه موافقا بدون أن يبدر منه ما يرضي فضول زوجته بل قال :
- لنركز اهتمامنا الآن على وجبة العشاء سيما وأنها الأولى لنا في مثل هذا
المكان الرائع 0 لم تجد ابتسامة رادولف في أزالة خيبة زوجته لأنه تهرب من
الموضوع 0 والألم أصبح الآن أشد وقعا منه في الماضي كونها صارت أسيرة حب هذا
الرجل , وأضحت متحرقة لكشف حقيقته 0
- بعد الكافيار جاء دور شرائح اللحم المشوي التي حضرها الزوجان في المطبخ
الكبير بعد أن جلباها من الثلاجة الكبيرة المحتوية على الكثير من اللحوم
وأنواع الطيور الشهية 0 وقد برر رادولف وجود هذه الاطعمه بوجود السيدة وايت
الأرملة الطيبة التي تهتم بشؤون المنزل 0
- أنت تتعب السيدة وايت بطلباتك المتعددة يا رادولف 0
- السيدة وايت راضية فهي تجد في الأمر تسلية تنسيها وحدتها 0كما أننا بحاجة
لهذا الترف بعد طول التنقل من مخيم الى آخر 0
- ولكنك تحب حياة الغجر , أليس كذلك؟
- العادة تسهل كل شئ وتجعل المستحيل معقولا 0 ولا أخفي عليك سرا اذا قلت أني
أحب التمتع بالحرية التي توفرها حياتنا الغجرية 0
- ولكن حياتكم مضجرة اذ لا عمل فيها ولا نشاط0
- ليس كل الغجر بالضرورة عاطلين عن العمل 0 فهم يصنعون بعض أدوات الطبخ
ويتعاطون التنجيم وما الى ذلك 0
علقت المرأة على كلام زوجها بسخرية :
- ماذا يفعل قومك سوى شحذ خناجرهم وتلميعها؟
لم يستطع رادولف الاجابة على هذا السؤال المحرج , بل أهتم بصب الطعام وأحضار
عصير البرتقال 0 ولين خائبة تتحين فرصة أخرى لاستجوابه 0
أنتهى الزوجان من تناول الطعام فسأل الغجري :
- هل أعجبك الطعام ؟
- كان رائعا , شكرا 0
طغى على الجو مسحة من السحر والود0 ولم تفكر لين بالمشاكل التي تفسد عليها
روعة الساعة بل طرحتها جانبا لتنعم بهنيهات فرح نادرة0

منتديات ليلاس

safsaf313 25-09-08 12:03 PM

هممممممممم ايه رأيكم فى الجزء ده

**أميرة الحب** 25-09-08 01:30 PM

يا حياتي انت قمر المنتدى الله يخليك يا رب وخلي أهل مصر كلهم...

hinata 25-09-08 05:52 PM

يعطيك الف عافية على المجهود الرائع ياعسل



:55::55::55:

nuhasweet 26-09-08 07:15 AM

أنتظرك على أحرررر من الجمر والله

gagui 26-09-08 06:14 PM

salimat ayadiki ya habouba allah ykhalliki 3ala hik rywaya

gagui 26-09-08 11:53 PM

yalla natra al bakya allah ma3ik

safsaf313 27-09-08 12:41 PM

الله يخليكى ليا يا جوجى تسلمى لردودك الحلوه دى تسلميلى ياقمر

safsaf313 27-09-08 12:45 PM

ويشكروا اللى متابعين معايا من اول الروايه
ريهام
هيناتا
نهاسويت

safsaf313 27-09-08 12:50 PM

ولكل بسبوسات وكنافات وحلويات المنتدى جوجى وريهام وهيناتا ونهاسويت آدى التكمله هههههه

safsaf313 27-09-08 12:53 PM

بعد العشاء تناولا القهوة في غرفة الجلوس ثم أقترح رادولف أن يخرجا لتنشق
الهواء المنعش 0 وافقت لين على الفكرة وان اعتراها على الأثر بعض الخجل :
- ولم لا نخرج يا رادولف فالجو جميل 0
- أنظري الى القمر المشع فوق البحر والى النجوم 000هناك الملايين منها 0
سحرت لين بجمال الطبيعة وبا بتسامة رادولف السخية 0 الآن أدركت مدى وسامته
وانها صارت تنظر اليه كرجل مهذب لا كغجري متشرد مثلما اعتبرته في السابق 0 في
هذه الليلة حصلت لين على مملكة رسمتها في خيالها , مملكة تعيش فيها مع فارس
أحلامها وفي مكان لا تحققه الا الأحلام 0000ولكن حلول الغد سينهي هذا
الحلم0000لا بأس فالغد بعيد جدا0
تنزها في الحديقة والمراعي المحيطة بالمنزل والمغمورة بنور القمر , يداعبهما
نسيم منعش يحمل معه رائحة البحر مجبولة بعطر الازهار الملونة بألف لون ولون 0
تنشقت لين الهواء بنهم وأفكارها محاطة بالضباب بفعل الجو الغامض وهي مسرورة
بذلك لأنه يحملها بعيدا عن همومها في سمفونية عذبة الالحان0
سألها رادولف كي تخرج عن صمتها :
- هل أنت دافئة ؟
- نعم0
- البحر هادئ الليلة ويشجع على السباحة0
- أنت تسبح أذن0
أجاب رادولف متعجبا لسؤالها :
- بالطبع 0
لم تسأله لين هذه المرة كيف يجيد السباحة مع أن الغجر لا يجيدونها عادة 0 بل
تجاوزت فضولها كي لا تفسد النزهة الليلة 0
- ما رأيك ياعزيزتي بالصعود نحو التلال ؟
- أتعرف الطريق جيدا ؟
- لا تقلقي فأنا معتاد على المنطقة وأستطيع السير في مسالكها مغمض العينين 0
أتبدأ لين بطرح الاسئلة حول سبب معرفته التامة بالمكان ؟ لا , فلا حاجة
لافساد السهرة الرائعة حتى وان كان انسجامها مصطنعا بعض الشئ اذ يتغاضى
كلاهما عن الحقيقة0
اتجها نحو التلال في طريق مغطاة بالعشب الطري0 والقمر بدأ يختبئ خلف بعض
الغيوم فصار مصحوبا بظلال رقراقة تتراقص على البساط الاخضر الفسيح0
وضع رادولف يد زوجته في يده فغمر الدفء جسمها ونسيت أن في العالم احزانا
ومصائب , وأصبح كل شي جميلا هذا الحلم المجنون 0 حبذا لو ينقلب الحلم حقيقة
ويصبح فرح هذه اللحظات سعادة دائمة0
تفرقت الغيوم فعاد القمر الى وجود عطائه يرمي أنواره على قمم التلال وسفوحها
فتنعكس على حبيبات الندى التي تكلل رؤوس الاشجار وتخالط وريقات العشب 0
والنسيم الملئ بالشذى يشترك مع الطيور الليلية في أداء أجمل الالحان وأروعها
0
بعد ساعة من المشي قرر رادولف العودة 0في الطريق تساءلت لين ما اذا كانت
الحاجة التي تحثها على البقاء الى جانبه هي وليدة ساعتها وستزول متى انفصلت 0
والأكيد الآن انها ترغب في الأرتماء بين ذراعيه تدفئ قلبها بحرارة اللهفة
والهوى 0
وصلا الى المنزل ورنين الهاتف يملأ أرجاءه0 فهرع رادولف ليجيب 0 بقيت لين في
الخارج تتأمل الهضاب الواسعة والبحر الرحب تتكسر أمواجه على الشاطئ وتتطاير
حبات الماء لألئ تستحم بنور القمر 0 وفجأة أدركت أن في وسعها الهرب وأيجاد
أكثر من مخبأ في هذه المنطقة الشاسعة بحيث يستحيل على الغجري أن يجدها في
الظلام0 معطفها معها وكذلك المال , فما عليها الا ان تركض وتنال حريتها
0000الحرية أصبحت قاب قوسين أو أدنى منها0 فماذا تفعل ؟
مازال رادولف يتكلم على الهاتف ويبدو أنه لن ينتهي من المكالمة بسرعة 0 من
على الطرف الآخر من الخط؟
لو كانت المكالمة موجهة لصاحب المنزل لانتهت بسرعة كون الغجري سيبلغ السائل
أنها ليس موجودا هنا 0 المكالمة لرادولف أذن 0
أصغت المرأة بأنتباه ولكنها لم تتمكن من الفهم لأن زوجها كان يتحدث بصوت
منخفض 0 كيف ارتكب مثل هذه الغلطة وترك زوجته حرة بدون حراسة وقدم بذلك فرصة
الفرار على طبق من فضة !
وقفت لين كالبلهاء مشدوهة لا تدري ماذا تفعل 0 الرحيل مفتوح أمامها على
مصراعيه فلماذا لا تستغل الفرصة ؟ لماذا التردد ؟
أخيرا ابتسمت والتمعت عيناها وعلمت أن هذه الليلة الشاعرية يجب أن تستمر حتى
آخر فصولها لأن فيها بعد الكثير من السعادة 0 ألقت نظرة على العالم في الخارج
ثم دخلت وأقفلت الباب بهدؤ0
استدارت لين لتجد زوجها واقفا يحدق فيها وعلى وجهه علامات الاستغراب والدهشة
0 وقفت المرأة جامدة لا تقوى على الحراك اذ علمت نوايا زوجها 0 ولكنها لا
تأبه بها لأنها مصممة على خوض غمار كل ما تقدمه هذه الليلة " الاستثنائية " 0
وقفا ينظران الى بعضهما متمتعين بالسكوت لأن الكلام مهما كان بليغا عاجز عن
التعبير عما يختلج في النفس ويفيض في القلب 0 أخير استطاع الرجل أن يتلفظ
بكلمة :
- يا حلوتي000
مد يده الى زوجته وامارات الفرح تقفز من عينيه وتهذب من قساوة ملامحه
البدائية ذات الجمال الوحشي الخام 0
تجاوبت لين لدعوته بابتسامة رقيقة كفيلة باذابة الصخر وأكثر القلوب تحجرا0
ومدت يدها بخجل الى يد زوجها 0
- كان بوسعك الهرب بسهولة 000ولو فعلت لما تمكنت من العثور عليك أبدا 0
قال رادولف ذلك وهو يكاد لايصدق أن لين أضاعت هذه الفرصة السانحة وفضلت
البقاء معه على استعادة حريتها 0 وأدركت المرأة عندها أنها لو رحلت لما غضب
زوجها بل لأحس بالفراغ بعد ضياع شئ ثمين 0
تحولت عبارات الدهشة في عينيه الى حنان فائض وملأ قلبها شعور واحد : الحب 0
حب حملها بعيدا عن الهموم الأرضية , وأحاسيس رفعتها من مستوى المادة الى
مستوى الشعور0 حملها رادولف كالريشة بين ذراعيه واتجه الى غرفة النوم0
-لين000ما سبب الذي يجري بيننا الآن ؟
وأضاف متراجعا :
- لا أهمية لذلك فحسبنا ان ما يجري رائع 000
قاطعه رنين الهاتف فوقف مترددا أيجيب أم يستجيب لرغبته بالبقاء قرب زوجته ؟
كرهت لين صوت الهاتف وتمنت لو يخرس حتى لا يسلبها رادولف 0 وكم كان سرورها
عظيما عندما قرر الغجري تركه يرن والبقاء معها 0
- فليذهب الهاتف الى الجحيم لأني لست مستعدا لمغادرتك الآن يا حلوتي 0
تنفست المرأة الصعداء وزادها قراره ثقة بنفسها وبمكانتها عند زوجها 0
هل فهم رادولف أنها غارقة في حبه حتى أذنيها ؟ هل أدرك أن سلطته عليها لم يعد
سببها السطوة بقدر ما صار الحب ؟
- رادولف 000اسمك غريب ولكنه يعجبني 0
- اسمي ايرلندي قديم جدا0
- أليس اسما غجريا ؟
- لا0
تردد الرجل طويلا قبل أن يكمل :
- في الحقيقة هو أسم يطلقه نبلاء ايرلندا على اولادهم 0
- وكيف أتفق أن غجريا حصل على اسم ايرلندي يعود الى النبلاء ؟
- لا اعتقد أن في ذلك جريمة0
دفعها الفضول الى المزيد من الأسئلة 0
- وهل هناك الكثير من الرجال الغجريين يحملون نفس الأسم ؟
- أظن اني الوحيد الذي يحمله 0
- لم تذكر لي شيئا عن والديك يا رادولف 0
قال وفي صوته حزن عميق :
- كلاهما ميتان 0
غرقت لين في ذراعيه أكثر ووضعت يدها الناعمة على خده 0
-أخبرني عن والدتك 0
- ماتت وهي تضعني 0
- آه ! ان هذا الامر مؤسف حقا 0
لم ينجح رادولف عندما علق على كلامها في أخفاء الاسى من نبرته 0
- ان موتها المبكر لم يشعرني بفراغ لفقدانها 0 فلو ماتت وأنا فتى يافع مثلا
لكنت أصبت بحزن أكبر0
- أنت وحيد في هذه الدنيا أذن 0
- ولماذا استنتجت أني وحيد في هذه الدنيا ؟
- ألديك اخوة أو أخوات ؟
لم يجب الغجري على سؤالها مباشرة بل اكتفى بالقول :
- كنت اعتبر نفسي وحيدا حتى تزوجت 0
- لم تجب على سؤالي 0
- حسنا يا عزيزتي , لي أخ واحد0
- اني أحسدك على ذلك 0 أين يعيش أخوك ؟
- في احد المخيمات 0
- الا تراه أبدا ؟
أجاب رادولف بحدة وكأن الموضوع بات مزعجا :
- لم أره منذ مدة طويلة0 كفانا كلاما ولنخلد الى النوم0
- لا أشعر برغبة في النوم 0
- لماذا ؟
لاتقوى لين على البوح بالسبب الحقيقي الذي يجعلها تتمنى لو تمتد هذه السهرة
الى الأبد 0 والوقت الرائع هذا هو في الواقع أثمن من أن يهدر بالنوم 0
- لست تعبة 0
قالت ذلك وأكملت بسرعة حتى تمنعه من التعليق :
- للأسماء القديمة معان فما معنى رادولف ؟
- أخشى أن لايعجبك معناه فكلمة رادولف تعني الذئب السريع 0
لقد كان الغجري بالفعل ذئبا سريعا لما لحقها على حصانه وأختطفها 0 نظرت لين
الى الجرح فرأت أثره واضحا على خده وخشيت الا يزول أبدا 0
- أعتقد أن اسمك مخيفا قليلا 0
- لا أنوي أخافتك الآن لأني أريد أن أغفو 0
طبع قبلة ناعمة على جبينها وأطفأ النور ضاما أياها بين ذراعيه 0

وما كادت تمر دقيقة حتى غط في سبات هانئ وعميق 0
أفاق الزوجان باكرا وجلسا على الشرفة الواسعة يتناولان طعام الفطور 0 وبعد
قليل رن جرس الهاتف 0 هب رادولف من كرسيه معلقا :
- لاشك انها المكالمة التي كان يجب ان أجيب عليها بالأمس0 أكملي فطورك يا
عزيزتي فلن أغيب كثيرا 0
عاد رادولف بعد قليل متجهم الوجه كأن ويلا كبيرا قد حصل فسألته زوجته قلقة :
- ما الأمر ؟ هل هناك ما يقلق ؟
- لاشئ يهمك يا لين 0
- ولكن كيف تتلقى مكالمات الى هذا المنزل ولا أحد يعلم بوجودنا هنا ؟
- أنت مخطئة في تكهناتك والدليل على ذلك اني تلقيت مخابرة البارحة 0
- مخابرة من الأشباح على ما أظن ! لماذا تحيط نفسك بهذه الهالة من الغموض
وبهذا الحجاب من الاسرار ؟ أشعر بنفسي حيال ذلك انسانة غريبة لا زوجة !
لم تلحظ المرأة ان عيني زوجها الغاضبتين تدلان على عدم رغبته في الكلام وعلى
مزاجه المعكر0 بل دفعها قلقها عليه الى المزيد من الالحاح فقال الغجري بحدة :
- ألن تكفي عن الأسئلة السخيفة؟
بدأت الافكار السوداء تلعب في رأسها من جديد 0 أيكون سبب تكتمه الشديد حيال
اتصالاته نشاطات غير مشروعة يقوم بها ؟ وقد تكون هذه النشاطات مصدر المال
الوفير الذي يملكه والذي يخوله القيام برحلات طويلة والانفاق على الثياب
الانيقة 0 كما هناك الحصان الاصيل الذي امتطاه في الغابة , ووجوده في هذه
الدار الفخمة 000أمن المعقول أن يكون المنزل ملكا له وهو مجرد غجري ! أسئلة
لا تعرف لها جوابا واحدا00
كانت غارقة في أفكارها فانتشلها صوت زوجها :
- أنا مضطر للخروج يا لين 0أتعدينني بأنك لن ترحلي ؟
ضربت لين الارض بقدمها وقالت مصرة :
- سأرافقك !
سكتت فجأة بعد أن رأت الرفض القاطع في عينيه 0 ثم هدأت بعد أن خطرت لها من
جديد فكرة الفرار 0 برغم الساعات اللذيذة التي امضتها وبرغم بزوغ فجر الحب في
قلبها , فهي امرأة تنتمي الى محيط اجتماعي مختلف تماما عن البيئة الغجرية 0
فالحب مهما قوي وعمق لايستطيع أن يغير من واقع الحال شيئا ويجعلها تندمج في
حياة رادولف وقومه , فجذوته لابد ستخبو مع الوقت ومع اصطدامها بمرارة الواقع
والحياة اليومية 0
احتاجت لين الى شجاعة فائقة لتحبس دموعها 0 ولكن شجاعتها خانتها عندما أعاد
عليها زوجها السؤال نفسه 0
-أتعدينني بأنك لن ترحلي ؟
أمام ترددها لم يجد الغجري حلا سوى حملها الى غرفة النوم وحبسها هناك 0 وفي
الوقت الذي سمعت فيه لين صوت المفتاح يدور في القفل نظرت صوب النافذة 0 غلطة
جديدة ارتكبها رادولف بسيي انشغاله وقلقه الشديدين 0 ما عليها الآن سوى
انتظار رحيله لتخرج بكل سهولة من النافذة , فالبيت أرضي ولا خطر من التسلل
عبرها ولكن لين لم تترو وتنتظر ذهاب زوجها فسرعان ما أرتدت معطفها وأخذت
حقيبة يدها ثم فتحت النافذة وأصبحت في الخارج0
كانت أشعة الشمس ساطعة والبحر ساكنا والطبيعة هادئة 0 ولم تستطع لين محو ذكرى
التفاصيل الحلوة التي تسربت في الليل الفائت اتضئ ظلام حياتها 0 عاد كل شئ
الآن الى سابق عهده 0 وها هي تنفذ عملية الفرار التي غابت عن فكرها في ساعات
السعادة الماضية 0
آه لو كان رادولف رجلا عاديا كغيره من الرجال ! رجل يشغل وظيفة محترمة ويهتم
بتأمين الرعاية والحنان لزوجته وأولاده0000
انهمرت الدموع من عينيها وكادت انفعالاتها تقودها الى العدول عن الهرب
والمغامرة في البقاء زوجة للغجري قانعة بمصيرها , لكن الغلبة كانت في النهاية
للعقل والمنطق 0 فتابعت المرأة طريقها بين شجيرات الحديقة لتجد منفذا يقودها
الى الطريق العام 0 وبينما هي تختبئ بين الشجيرات سمعت رنين الهاتف في المنزل
ووقع قدمي رادولف يهرع للاجابة 0 عندها دفعها حدسها للعودة الى المنزل فجلست
القرفصاء تحت نافذة غرفة الجلوس لتستمع الى الحديث0
-000أحسنت يا أولاف وستنال مكافأة عظيمة مقابل ذلك0
أقلت انه آن الى هنا ؟ أخيرا سأتمكن من0000لم تستطع لين فهم بقية الجملة بل
سمعت :
- كنت يائسا يا صديقي ومتأكد من أن الامر سينتهي به في السجن 0 لو أستطيع
التحدث واقناعه 0000
وضاعت الكلمات من جديد فجنت لين من الغضب 0 كادت تتوصل الى معرفة الحقيقة
لولا حظها السئ 0 وفجأة سمعت صوت زوجها يقول لأولاف :
- لا حاجة لتحركي من هنا الان 0 لقد اتصل بي راؤؤل منذ بضع دقائق وأبلغني أن
بوريل كان في مخيم روجنتري في السهل المجاور , فقررت الذهاب لملاقاته هناك 0
أما الأن وقد اخبرتني انه آت الى هنا فسأنتظره وأفاجئه0
توقف رادولف مفسحا المجال لصديقه بالكلام 0 وتمنت لين لو تسمع ما يقوله
الغجري الكهل لزوجها الذي عاد الى الكلام بصوت منخفض فلم تتمكن المرأة الا
سماع جمل غير مترابطة 0
- أرجو الا يعلم بوجودي هنا 000جاء مرة مع فتاته 00صحيح والا لما عرفت 000لا
أعرف كيف أرد لك الجميل يا اولاف 0
تساءلت لين عن معنى هذا الكلام وهي تنتظرزوجها ليعاود الحديث 0 لكنها تأكدت
من أمر واحد وهو أنها ستبقى حتى يأتي المدعو بوريل علها تشبع فضولها ويصدق
الحدس الذي أنبأها بأن مصيرها ومستقبلها يتعلقان بقدوم هذا الرجل 0
- 0000كان علي الأخذ بنصائحك يا أولاف والكف عن مطاردته , خصوصا بعد أن أصبحت
مثقلا بالمسؤوليات 0 خفق قلب لين بشدة اذ فهمت أنه يعنيها بالكلام على "
المسؤوليات "
- ولكنك تعلم يا أولاف أني لا اقبل الهزيمة 0 وأنا متفائل بأني اذا تمكنت من
لقاء بوريل والتحدث اليه فسأسوي الامور وأضع كل شئ في نصابه 0
أقفل الغجري الخط بعد قليل فقررت لين العودة الى غرفتها قبل أن يكتشف زوجها
غيابها 0 ولكن الحظ أبى الا ان يوقعها في مشكلة جديدة 0 فما كادت تخطو حتى
تعثرت بغصن شجيرة وسقطت بقوة فارتطم رأسها بالارض وصاحت من الالم 0 لم تمر
ثانية على سقوطها حتى كان رادولف الى جانبها فحملها الى المنزل على جناح
السرعة 0
-آه , رأسي !
أحست لين بالدنيا تدور فيها وبكل شئ أمامها يتراقص ومع ذلك لمحت في عيني
زوجها مزيجا من الغضب والاسى 0 لقد خذلته بعد ما تأكد منأنها لن تحاول الفرار
بفعل الانسجام التام الذي ساد بينهما في الليلة الفائتة0 أخذت المرأة تتوقع
الرد القاسي على عملها لكن الغجري ضبط أعصابه واهتم بأسعافها 0
- كدمة لا بأس بها على الأطلاق , سأحضر شيئا يريحك 0
نظر اليها وأضاف :
- لاريب أنك مصابة بصداع من جراء الصدمة 0
- نعم يا رادولف 0
- لماذا فعلت ذلك ؟
- لا تعتقد أني كنت أنوي الفرار 0 على العكس 00
لم ينتظر الغجري سماع المزيد فقاطعها حانقا :
- لاتكذبي ! ماذا عن حقيبة اليد هذه ؟
فتح الحقيبة وتفحص محتوياتها رامقا زوجته بنظرات شريرة 0
كيف تفسر له ما حدث وهي في الحقيقة كانت تنوي الفرار لو لم تسمعه يتكلم
بواسطة الهاتف مع أولاف 000
قالت بصوت ضعيف والألم في رأسها لا يكاد يطاق :
- حبذا لو استطيع أن أشرح لك ما حدث !
- من الواضح أنك لست على استعداد لشق طريق الحياة برفقة غجري من حثالة
المجتمع 0
أخذ رادولف يقول بشبه همس :
- كان علي أن أعلم أن المسألة ستصل الى طريق مسدود لا محالة 0
- ما الأمر يا رادولف , أخبرني 0
أخفت نبرة التوسل في صوتها الحب الجارف الذي يكنه قلبها لهذا الرجل الغامض
الواقف أمامها والمرارة تكاد تحطمه على رغم جبروته وسطوته 0
- مالفائدة من اطلاعك على الحقيقة ما دمت تحتقرينني وتعتبرينني غير أهل
بالعيش وأياك؟
أين التعالي الذي قابلها به في السابق ؟ أين الغطرسة والكبرياء ؟ تحول غضبه
الى ذل وصلفه الى مهانة 0 ولما حاولت لين , مدفوعة بشعور الذنب , تطييب خاطره
أسكتها بأشارة من رأسه 0
-لا تحاولي أصلاح ما فسد 0سأعرض عليك خطة أرجو أن توافقي عليها ولكن بعد أن
تتناولي هذه الحبوب وتنامي قليلا 0
نهضت لين من الكنبة وأسرعت نحو غرفة النوم حانقة وهي ترغب برمي زوجها الغمض
بأحد التماثيل لعله يخرج عن صمته المطبق 0
- ما بك يا لين ؟
- بالله عليك ! أطلعني على الحقيقة فهذا من حقي 0
- أي حق هذا ؟
- أنا زوجتك ولي الحق 000
قاطعها بضحكة ساخرة تخالطها اللوعة :
- لا أستطيع أن أفضي اليك بأسراري مادمت لا تعتبرين نفسك زوجتي 0
- ولكنك كنت على وشك البوح بها البارحة0
- كدت أفعل لأني كونت فكرة خاطئة عنك0 شعرت أن نظرتك الي تغيرت وان كرهك لي
خف وأننا قد نستطيع000
توقف فجأة وناولها الدواء قائلا :
- دعينا من هذا الموضوع وتناولي الدواء ليخف الألم0
- لا تخف علي فلن أموت 0
- هيا الى السرير فأنت متعبة0
- لا أريد أن انام !
هددها بلهجة آمرة :
- لاتجبريني على حملك اليه بالقوة !
تناولت المرأة الدواء وتوجهت الى سريرها كي لا تفعل ذلك مكرهة وقبل أن يخرج
من الغرفة سألته :
- لماذا لاتبوح لي بكل شئ ؟
- لأن نظرتك الي لم تتغير مع الأسف 0 والدليل على ذلك انك حاولت الفرار 0
فلنكن صريحين ونعترف بأنني لست مؤهلا لأكون زوجا لك , على الرغم أنك معجبة بي
0
لم ترض لين بهذه الحقيقة فصاحت معترضة :
- معجبة بك؟ يا لك من مغرور !
- فوجئت المرأة بأن زوجها لم يغضب بل قال لها بهدؤ جعلها تخجل من كذبها :
- أؤكد لك أنك معجبة بي وترتاحين لوجودي معك 0 ولكنك غير قادرة على التأقلم
في حياتي الاجتماعية وعلى التخلص من عقدة التفوق 0
- حسنا , اعترف بأني أشعر نحوك بالتفوق اذا كان هذا يرضيك 0
- اعتراف غير مقنع تماما 0 سنجد فرصة أخرى للتصارح أما الأن فالى النوم !
توجه الى النافذة وأخرج من جيبه قفلا ركزه عليها بطريقة لم يعد ممكنا معها
فتحها بدون نزع القفل 0
- آسف يا حلوتي ولكني مضطر لفعل ذلك 0
- أمن العدل أن تجعلني سجينة هذه الغرفة ؟
تابعت متوسلة :
- أعدك بأنني لن أهرب 0
- لن أعود عن قراري فالتجارب السابقة لا تشجعني على الثقة بك0
خرج رادولف من الغرفة وترك زوجته وحيدة في سريرها تنتظر المجهول 0 لكن الألم
والتعب تعاونا عليها فأغمضت عينيها ونامت 0



الى اللقاء مع الفصل القادم الغريب

gagui 27-09-08 05:34 PM

yallah ya habouba kamliha w kana allah fi 3ounik

hinata 27-09-08 08:01 PM

يسلمووووووووووووووووو حبيبتي على المجهود والتعب
الف شكر






:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:
:flowers2::flowers2::flowers2:
:flowers2::flowers2:
:flowers2:

دينا راغب 28-09-08 05:40 AM

رواية فى منتهى الروعة .. بجد الله يعينك على كتابتها

Dodda 28-09-08 08:10 AM

روايه اكتر من روعه بس التكمله امتي شوقتينا

موني الاردن 28-09-08 10:51 AM

بانتظار التكملة على احر من الجمر

safsaf313 28-09-08 12:20 PM

لو عايزين تعرفوا امتى اكملها هى فيها فصلين الاخير وما قبل الاخير بس سيبولى اسبوعين تلاته افكر فيهم

zina hassan 29-09-08 01:49 AM

feeeeeeeeeeeeeeen 2l ba2yyyyyyyy

gagui 29-09-08 01:53 AM

bi rahtikhabouba w ida badik asa3dik aba3tili 3a khass ok? bye

بنت العزيزية 29-09-08 08:32 AM

يسلموووووووو والله حلوه بس تكفى بليز رجاءا :( الله يخليكي عجلي بالباقي لاتخليني معلقه لاطايله سما ولا ارض:p حاولي بالتوفيق مشكووووووووووره على الاختيار ياعسل .. ;)
بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

موني الاردن 29-09-08 09:03 AM

بلييييييييييييز حياتي كمليها لانها رائعة

safsaf313 29-09-08 02:35 PM

شكرا لكل الحلوات اللى مشجعينى على الروايه الحلوه دى واستنوا الفصل القادم مع الجميله جوجى هى هاتتفضل مشكوره بمساعدتى

gagui 29-09-08 11:31 PM

:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:
9-انا سمحت لنفسي اني اعرض المساعدة على الحلوة صفصف و هي لانها كبيرة نفس و كريمة و معطاءة سمحتلي بهبك و اليكم الفصل 9 من بعد ازنها
الغريب
أفاقت لين مذعورة على صرير باب غرفتها يفتح ورأت رادولف يطل برأسه فسارعت الى
القول :
- أدخل فأنا بخير ولم أعد بحاجة الى النوم كم الساعة الآن ؟
- الواحدة ظهرا كيف تشعرين ؟
دخل رادولف فعلمت لين من ملامح وجهه أن بوريل لم يأت بعد
- صرت أحسن بكثير فالصداع زال والحمد لله
- أتستطعين تناول الطعام ؟
استوت المرأة في سريرها وتلاقت نظراتها ونظرات زوجها ولم تمانع في أن يتأمل
الغجري مفاتنها بحرية
- أعتقد أن فكرة الأكل صائبة جدا ماذا لدينا اليوم ؟
- لدينا بعض السمك المشوي
- أعتقد أنك تعد لائحة بما نستعمله لتسدد ثمنه لصديقك , اليس كذلك ؟
أجاب الغجري مبتسما :
- لا , ما علي سوى سرقة هذه الاغراض فصديقي لا يعرف ماذا يملك لكثرة غناه0
- ألن تستطيع التخلي عن عادة السخرية والتهكم ؟
- ألن تستطيعي التخلي عن عادة طرح الأسئلة ما دمت تعلمين طريقة أجابتي عليها
؟
عقدت لين حاجبيها متذمرة :
- يالك من لغز محير! أكتشفت انك ذو شخصية مزدوجة0
- بالله عليك أخبريني عن هذا الاكتشاف العظيم!
- أنت تتحول مثلا من حمل وديع الى وحش مفترس !
رفع رادولف يده الى الجرح الذي ما تزاتلآثاره بادية في وجنته وقال :
- وحش مفترس ! لقد قدتني بتصرفاتك الخرقاء الى أفعال ما كنت أتصور اني
سأرتكبها يوما0
ارتبكت لين لأنها لاتستطيع كتم شعور بالذنب كلما رأت ذلك الجرح في وجه رادولف
, وان يكن ذلك الشعور لا يعني أن الغجري لم يستحق الضربة 000لا بل كان يستحق
أكثر ! انه رجل غريب الاطوار فلما تبعها بعد تعطل سيارتها لم يخطر ببالها انه
سيحاول الاعتداء عليها ولكنه فعل ! ولم يحبط محاولته سوى تدخل صديقته الغجرية
التي اختفت منذ ذلك اليوم ولم تر لين وجهها في أي من المخيمات التي زارتها
مرغمة في المدة الاخيرة0 لاشك ان رادولف تخلى عن صديقته بسهولة , رغم أنه
أظهر طاعة عمياء تجاه أوامرها القاضية بالابتعاد عن لين المسكينه 0
ذكرها رادولف بأن الغداء جاهز 0
- سأحضر الطعام الى هنا اذا كنت تفضلين ذلك 0
أومأت لين بالنفي وأسرعت بالنهوض لأنها لاتريد تفويت فرصة لقاء الرجل المنتظر
: بوريل000اذا سمح لها زوجها بذلك0
كان الزوجان الشابان جالسين الى المائدة لما سألت لين :
- أتريد مناقشة الخطة التي تحدثت عنها ؟
لم يجب الغجري على الفور بل نظر الى ساعة الحائط قلقا من تأخر بوريل في
الوصول 0
- سنبحثها لاحقا بعد أن تستقر أوضاعنا 0
أيقنت لين أن لاجدوى من متابعة الموضوع ما دام رادولف لا يرغب في أطلاعها على
شئ 0 ماذا عني باستقرار أوضاعهما ؟ تنهدت معلنة فشلها في حل جزء ولو صغير من
اللغز الكبير الذي يحيط بالغجري ذي الشخصية الغريبة0
عاد رادولف الى الكلام وفي صوته نبرة تؤذن بالقلق :
- لا اعتقد أنك تمانعين بقاءنا ليلة أخرى هنا 0
- أفضل ذلك على وجودي في مخيم غجري 0
هز رادولف برأسه موافقا كأنه يعتبر كلامها صحيحا ويشاطرها كرهها للمخيمات 0
- وهكذا سنتمكن مرة أخرى من تناول العشاء كأناس متمدنين 0
- أحيانا عندما تتكلم , لا أراك غجري يا رادولف0!
- ومع ذلك أنا غجري ابن غجري 0
تفحصت لين لونه الاسمر , شعره المتجعد , عينيه السوداوين اللتين تعلمت قراءة
ما فيهما من أحاسيس : الغضب والرغبة , الهوى الجامح الذي تلظت بناره لما
أجبرها على الزواج منه وأمضت معه " شهر عسل " مرا في تلك العربة المقيته 0
ومؤخرا تعلمت قراءة الطيبة , الندم , الأسف والحزن العميق في عينيه السوداوين
0 أما في هذه اللحظات بالذات فتقرأ فيهما تحديا كن رادولف ينتظر منها أن
تحاول انكار كونه غجري انه يعلم ما يدور في خلدها من أسئلة محيرة 0 لكن لين
تجاوزت التحدي وقالت :
- ما سبب مكوثنا هنا ليلة أخرى ؟
كانت تعلم أن السبب هو رغبة رادولف بلقاء بوريل , اذا لم يحضر اليوم 0
وبالفعل لم يخيب زوجها ظنها عندما أجاب :
- أنا انتظر شخصا هنا 0
تظاهرت لين بعدم معرفتها بذلك فتعجبت معلقة :
- تنتظر رجلا ام امرأة ؟
لم يستعجل رادولف بالأجابة بل صرف وقتا طويلا في تذوق لحم السمك الشهي:
- أنتظر رجلا 0
- من المستغرب أن تستضيف زوارار في هذا المكان !
قالت لين ذلك وعيناها تنظران الى الأرض مخافة أن تفضحاها ويكتشف رادولف أنها
تعلم أكثر مما يجب0
- لا يفاجئني ذلك ياعزيزتي فهناك الكثير من الأمور التي تعتبرينها مستغربة
ومستهجنة , و أعدك بأنها ستتوضح عندما أطلعك على خطتي 0
ماذا حدث لصوت رادولف الآمر ؟ لماذا هذا الأرتجاف الذي يخفي خوفا من ان ترفض
لين الخطة المذكورة؟
- ما تفعله مجرد تسكين للألم وتأجيل للمشكلة , فأنا ضقت ذرعا بهذه الاسرار !
- الخطأ خطأك 000لو لم تعتبرينني حثالة المجتمع لما حصل كل ذلك 0
لم تعرف لين كل هذه المرارة والحسرة في صوته قبل الآن , ولم تر شفتيه
مرتعشتين ويديه ترتجفان 0 ثقته الكبيرة بنفسه لم تفلح في أخفاء توتره
وانفعاله وكأن مستقبله معلق على ما سيحدث في الساعات القليلة المقبلة 0
من جهتها حافظت لين على هدوئها وتكلمت يدفعها الحب المسيطر على جميع تصرفاتها
وأقوالها :
- ألم يخطر لك أني غيرت رأيي فيك ؟ لقد قلت ذلك تحت تأثير الصدمة والهلع ! أي
انسان يقول أشياء ثم يندم , كما يفعل أشياء ثم يندم 0
كانت تشير بكلامها الى غلطتهما المشتركة , غلطتها في نعته بحثالة المجتمع ,
وغلطته في ضربها وارعابها 0 لا ريب في أن رادولف نادم على استعماله العنف
وأنه لن ينسى ما فعلت يداه بسهولة 0
أكملت المرأة حديثها والغجري يحدق فيها باستفهام :
- راجعت ضميري مرارا بشأنك 0 أقر بأن عندك ازدواجية في الشخصية وان فيك جانبا
سيئا ذكرته مرة ولكنك تملك جانبا حسنا لا انكر اعجابي به0
تبع ذلك سكوت تام , سكوت دهشة بحث خلاله رادولف عن عيني زوجته ليفهم أكثر 0
ولكنها هربت من نظراته وتكاد لا تصدق ما تفوهت به 0 كانت على وشك الاعتراف
بحبها لل بل هي فعلت بطريقة غير مباشرة 0 اذ لا مفر من كون رادولف فهم ذلك من
قولها هذا وتصرفاتها في المدة الاخيرة0
أحست لين بالانكسار لانها لم تستطع مقاومة الحب الذي نما في داخلها تجاه هذا
الرجل0 والذي بدأ كشعور بالنجذاب نحوه منذ ان رأته رغم أن لقاءها به حفل
بالذعر والخوف 0 ورغم أنها تأبى فكرة العيش زوجة لغجري 0 جماله البدائي
وطبيعته العفوية المتسلطة سيطرا على كيانها كالقدر المحتوم 0 ولم تنجح في
الافلات من قبضتهما ومن نزعتهما الامتلاكية0
عندما نظرت اليه أخيرا ووجدت ما وجدت في عينيه , علمت ان الامر قد فصل وانها
مستعدة للمتابعة حتى النهاية ولتسليمه الدفه لقيادتها الى حيث يشاء 0 قبلت
بالعيش مع الغجر مهما كان رادولف ومهما فعل وأدركت أن ارتباطها به ليس آنيا
كما تصورت 0 بل نهائيا0
أخذ الغجري يهز رأسه غير مصدق ما سمعت أذناه 0
- اذا صح ما تقولين يالين فهناك أمل كبير لنا !
ظهر للين جليا أن عبئا كبيرا نزل عن كاهله لما تكلم , وان آفاقا جديدة فتحت
امام عينيه0 أيحبها رادولف ؟ أيمكن ان يتخلى عن مجتمعه وأهله من أجل حبها ؟
أمن الممكن ان يعيشا حياة طبيعية في منزل صغير ويتخذ رادولف مهنة شريفة
يرتزقان منها ويربيان أولادهما تربية صالحة ؟ عسى الا تكون هذه الافكار سرابا
واضغاث أحلام 00
- لين , أتعنين ما قلت ؟ ألن تحاولي الفرر والرحيل عني ؟
لم يدم ترددها طويلا وسرعان ما منت عليه بأحلى ابتسامة وقالت بصوتها الحنون :
- أعني كل حرف خرج من فمي 0 لن أتركك ابدا 0
توقف الكلام عند هذا الحد 0 وأظهر الزوجان ارتياحا عارما بعد أن لاحت بشائر
الأمل بحياة سعيدة مديدة وان يكن الأمر بحاجة لبعض التفاصيل البسيطة000
كانت عقارب الساعة تشير الى الرابعة بعد الظهر لما رن جرس الهاتف 0 ترك
رادولف الرسائل التي كان يكتبها وأسرع ليجيب على المكالمة 0
رأت المرأة زوجها ينفعل , يتجهم , ويمتلئ غضبا أبيض 0 ثم يقول بصوت مخنوق :
- وهل ماتت ؟ لم تمت ولكنها بحالة خطرة ؟ يجب أن أعثر عليه قبل رجال الشرطة 0
يا الهي لماذا لم يأت الى هنا كما كان ينوي !
تملكها خوف شديد لا تعلم سببه وهي تراقب زوجها يستمع الى محدثه بقلق عميق 0
وعلمت ما سيقوله بعد ان يقفل الخط 0
- علي الخروج لبضع ساعات يا عزيزتي 0 ارجوك لا تطرحي علي أسئلة لأن الوقت لا
يعمل لصالحي 0
لا خوف عليك من البقاء هنا واذا شئت أرسل لك السيدة وايت لتعني بك في غيابي 0
-أأستطيع مرافقتك ؟
- لا يا لين فأنا لا اريد اقحامك في هذه المشكلة 0
اقتنعت المرأة وقالت انها ستكون بخير وبانتظار عودته على أحر من الجمر 0
- أرجو أن أتمكن من العودة خلال الليل 0 وفي أي حال سأكون هنا صباح الغد كحد
أدنى 0
طبع قبلة ناعمة على جبينها وأضاف :
- سيكون كل شئ على ما يرام بيننا قريبا يا ملاكي 0
بعد ثوان معدودة أقلع بالسيارة بسرعة فنهبت الارض نهبا مرسلة سحابة من الغبار
في الفضاء
جلست لين وحيدة تحدق في البحر الازرق الهادئ المتلألئ تحت قرص الشمس الاحمر
وليس لديها سوى أفكارها وتسأولاتها تؤنس وحدتها 0 من يكون بوريل هذا ؟ لا ريب
في أنه شخص مهم بالنسبة الى رادولف وانه ارتكب عملا خطيرا يعرضه لملاحقة
العدالة000
تنهدت بعد أن تعبت من التفكير وقالت بصوت عال :
- لماذا اتعب رأسي بهذه الأمور ما دمت لا أملك وسيلة ناجحة لمعرفة الحقيقة ؟
تدريجيا بدأ الغسق يلف الدنيا ملونا البحر بستار رمادي والجبال بوشاح قرمزي
ناعم 0 قررت لين ان تقوم بنزهة بعد العشاء الخفيف الذي تناولته 0 وبعد عودتها
تمددت على كنبة مريحة في غرفة الجلوس المضاءة بنور شاحب يضفي عليها جوا
شاعريا يحتاج الى وجود رادولف ليكتمل ! تمنت أن يكون لها يوما بيت كهذا تعيش
فيه مع من تحب , ولربما تحققت أمنيتها متى تدبر رادولف وظيفة محترمة 0
شغلت المرأة نفسها بقراءة بعض المجلات حتى لا تشعر ببطء الوقت وثقل الوحدة 0
كما استمعت الى موسيقى ناعمة تبث يواسطة مكبرات للصوت منتشرة في جميع غرف
المنزل 0
منتديات ليلاس
في حوالي العاشرة أوت الى فراشها بعد ان استبعدت عودة رادولف وما لبثت ان غفت
على صوت حفيف الاوراق تتصادم بفعل النسيم العليل 0
أفاقت لين من غفوتها مرتعدة على ضجة خفيفة فجلست في سريرها صامتة , تاركة
النور مطفأ0 ولما لم تتكرر الضجة غفت من جديد ولكن لدقائق قليلة فقط اذ سرعان
ما فتحت عينيها على صوت جرار يفتح 0 ربما عاد رادولف ولم يشأ ازعاجها فدخل
لينام في غرفة أخرى 0 همت لين بالنهوض لملاقاة زوجها ولكنها عدلت كي لا تزعجه
اذ لاشك في أنه مرهق جدا , ومحتاج للوحدة لاستجماع أفكاره والتقاط أنفاسه 0
بامكانها انتظار طلوع النهار حتى تطلع منه على الحقيقة التي وعد بكشفها حالما
ينتهي من مهمة العثور على بوريل 0
أ ضاءت لين المصباح الكهربائي الموضوع قرب سريرها ونظرت الى الساعة : الثالثة
فجرا 0لو كان معها كتاب تطالعه لأضاعت الوقت حتى تبدأ الشمس بالنهوض وتطرد
ظلام الليل الدامس 0أتذهب الى غرفة الجلوس وتحضر كتابا من تلك الكتب المرصوفة
على أمتداد الجدران ؟ تخلت المرأة عن هذه الفكرة مخافة اوعاج زوجها , فأطفأت
النور وعادت الى النوم0
أفاقت لين في الخامسة وقررت الانتظار ساعة حتى تنهض لأن رادولف أوى الى سريره
متأخرا 0 فلا ضرورة لايقاظه في هذا الوقت الباكر 0 بعد ساعة دخلت الى الحمام
وأمضت وقتا طويلا تحت الماء الساخن تنعش جسمها بعد حادث وقوعها في اليوم
الماضي 0بعد ذلك جلست أمام المرآة تتبرج استعدادا للقاء رادولف على أمل ان
تكون مهمته انتهت على خير وتبدأ صفحة جديدة في حياتهما 0 بعد أن تأملت وجهها
جيدا في المرآة ووجدته مرضيا أرتدت برنسا ابيض وخرجت الى الممشى تبحث عن
الغرفة التي يحتلها رادولف 0
في تلك اللحظة فتح باب احدى الغرف فاستدارت لين مبتسمة000ولكن الابتسامة لم
تطل لما رأت المرأة وجه الغجري 0ماذا حل به ؟ عادت الى وجه امارات الفظاظة
والوحشية التي طالعها بها في ذلك اليوم الذي لا ينسى حين حاول الأعتداء عليها
000
همست لين مذهولة :
- رادولف 00000ماذا000
صمتت عندما رأت القميص مفتوحا على صدره يغطيه شعر أسود كثيف 0 أكثف مما عهدته
فيه! رفعت عينيها الى وجهه ووضعت يدها على فمها لهول المفاجأة : من أين أتى
بهذه النظرات الرهيبة كشخص ظهرت امامه رؤيا أسطورية !
- رادولف أنت تخيفني 000
كان مظهره كمجنون خطر وظنت لين ان الجانب الشرير طغى مرة أخرى على الشخصية
المزدوجة وان رادولف الذي يقف أمامها ليس رادولف الذي تعرفه 0000ولكنها ما
لبثت ان ابتعدت اكثر من ذلك وأدركت أن هذا الرجل ليس زوجها !
توضحت الصورة امام عيني المرأة بسرعة البرق 0 فهذا الرجل هو بوريل الذي يبحث
عنه رادولف , وهو بالطبع الشقيق الذي حدثها عنه زوجها وان يكن قد أغفل ان
يذكر انهما توأمان !
تكلم الرجل أخيرا :
-مالذي أتى بك الى هنا ؟
تراجعت لين خائفة تفتش عن باب غرفتها لتقفل على نفسها هربا من هذا الغجري
الشرير 0 وكان هلعها شديدا فانعقد لسانها ولم تستطع التفوه ولو بكلمة واحدة0
كرر الرجل سؤاله وهو يقترب منها ببطء 0 ولسوء حظها وجدت نفسها تصطدم بالجدار
بدل ان تقودها قدماها المرتجفتان الى الغرفة 0فجحظت عيناها وفغرت فاها عاجزة
عن الحراك0
- رادولف000يبحث عنك 000
ارتسم على شفتي الرجل ما ظنته لين ابتسامة وقال بخبث :
- سمعت ان أخي تزوج فأنت ولا شك الزوجة المحظوظة 0
- أصبت 0
- ياللصدفة ! وأنا كدت أنال منك في الغابة لولا تدخل هذه الحقيرة ماندا
لانقاذك !
أطلق بوريل ضحكة شريرة وأضاف 0
- يا لسخرية القدر كدت اعتدي على زوجة أخي !
مرر أنامله الطويلة في شعره الأسود الكثيف فزاد شكله غرابة واقترابا من العته
0
عاد الى الكلام والرغبة تخنق صوته :
- لكن ماندا لن تستطيع انقاذك الآن ومنعي من التمتع بجمالك 0
سأصيب عصفورين بحجر واحد , ألهو قليلا وانتقم من أخي المحترم بعد كل ما فعله
معي 0
بدا بوريل مستعدا للأنقضاض على فريسته الضعيفة ولين عاجزة عن الحراك بعد ان
خانتها شجاعتها ولم تعد تقوى على الصراخ 0
مرت في مخيلتها صور كثيرة ففهمت تقريبا كل ما حدث 0 حدقت في وجه الغجري جيدا
وأيقنت ان الرجل الذي هاجمها عند تعطل سيارتها ليس نفسه الذي قابلتهفي الغابة
على الجواد !سيما وان بوريل يحمل أثر جرح عميق في مفرق شعره بان واضحا عندما
مرر يده فيه 0 آه لو انها انتبهت لهذا الجرح لكانت وفرت على نفسها وعلى زوجها
الكثير من الألام والأحزان ! وفهمت من الآن لماذا كان رادولف يشير الى
الحادثة الثانية لما كانت تكلمه عن الأولى ! فكيف يذكر الاولى وهو لم يكن
طرفا فيها !
أمر بوريل بلهجة مفزعة :
- اقتربي مني يا أمرأة ! تعالي لأرى ماذا تحت هذا البرنس الجميل 0 لابد ان
شقيقي المليونير يقدم لك ما ترغبين من الثياب , أما أنا فلا أملك سوى نفسي
أقدمها !
تبع ذلك ضحكة هستيرية ملأت أرجاء المنزل وأشعرت لين ان أذنيها ستنفجرا 0
- لنأمل يا حلوتي ان يطول غياب رادولف حتى اتمكن من الاسترسال بما انوي فعله :liilase::liilase::liilase:

hinata 30-09-08 09:30 AM

يسلمو يقلبي gagui و جزاك الله الف خير على التكمله و يعطيك العافية


عيدكم مبارك

:Thanx:

safsaf313 30-09-08 12:52 PM

شكرا خالص على التكمله يا جوجى معلش تعبتك يا قمر وكل سنه وانت طيبه وشكرا خالص ليكى على مرورك يا هيناتا وكل سنه وانتى طيبه يا قمر وآدى التكمله علشان خاطر عيونكم

safsaf313 30-09-08 12:55 PM

مد يده السمراء نحو لين فصارت المرأة على حافة الأغماء 0 ولما انقض عليها
بدأت بمقاومته بكل ما أوتيت من قوة 0 كان لبوريل قوة ثور هائج , لكن يأس لين
دفعها الى الصمود وهي تنتظر حلول معجزة ومجئ زوجها لينتشلها من براثن شقيقه
المتوحش 0 ولكن زمن المعجزات ولى وشيئا فشيئا بدأت قواها تخور وعزمها على
المقاومة يضعف الى ان هدأت تماما وتمددت مستسلمة على الأرض 0 حملها بوريل الى
كنبة في غرفة الجلوس ولما هم باتمام فعلته الحقيرة , دبت فيها قوة مفاجئة
فرفسته على معدته وسقط على الأرض مغشيا عليه بعد أن ارتطم رأسه بحافة الموقد
كان هذا آخر مشهد رأته لين مشوشا وفقدت الوعي يعد ذلك 000

10- رادولف والحب الكبير


لما عادت لين الى وعيها وجدت ان بوريل ما يزال ممدا على الأرض والدما تنزف من
رأسه 0
- ماذا فعلت ؟ هل قتلته ؟
تغلبت المرأة على خوفها واقتربت تنصت الى قلبه تتحسس فيه الحياة 0 كم كان
ارتياحها كبيرا عندما رأت ان قلبه لم يتوقف عن الخفقان 0 وعلى الفور شرعت
تفتش عن رقم طبيب تتصل به هاتفيا ليأتي ويعتني ببوريل 0 ولكنها ترددت بعد ان
تساءلت عن رغبة زوجها بحضور طبيب ليعالج اخاه الفار من وجه العدالة 0
فوجئت لين بهدوء اعصابها وكأن الطبيعة اعادت اليها توازنها لما فقدت وعيها 0
رأت الموقف امامها واضحا وتمكنت من اختيار الحل الأنسب لهذا الموقف الحرج0
وهكذا , هرعت الى المطبخ واحضرت حبلا واوثقت به يدي الغجري لتأمن شره اذا
افاق 0 ثم تفحصت الجرح وتبين لها انه سطحي ولا يشكل أي خطر على حياته 0
فتح الرجل عينيه فجأة وحدق فيها باستغراب :
- من أنت ؟ اين انا ؟
شعرت لين نحوه بالشفقة ولم تستطع ان تكرهه رغم ما سببه لها حتى الآن من مصائب
وويلات 0
- انا زوجة اخيك يا بوريل 0
تخبط الرجل محاولا تحرير يديه ثم صاح :
- من اوثق يدي ؟
- الا تذكر انك هاجمتني فرفستك واوقعتك ارضا فاصطدم رأسك بحافة الموقد ؟ ولكن
لا تقلق فقد داويت الجرح البسيط وسيلتئم بسرعة 0
ظل الغجري صامتا لبرهة حتى استوعبت ما سمع 0
- فشلت مرة اخرى في النيل من زوجة اخي 0 لو نجحت لكان انتصارا باهرا000
توقف بعد ان داهمه الألم ثم سأل :
- أين رادولف ؟
- انه يبحث عنك كما ابلغتك سابقا 0
قال بصوت قلق :
-هل سيعود الى هنا ؟ لا يجب ان يجدني بأي ثمن , حلي وثاقي والا جعلتك تندمين
على فعلك حيث لا ينفع الندم !
حاول بوريل النهوض لكنه تعثر ووقع على وجهه , فنظرت لين اليه متأسفة على حاله
0 حزنت لرؤية رجل بهذه القوة والوسامة مطروحا على الأرض اسير حبل واسير
غرائزه الشريرة0
- ارجوك , حلي وثاقي !
كادت لين ان تذعن لتوسله ولكن عقلها سيطر على انفعالات قلبها الرقيق 0 فجلست
على الكنبة تحدق فيه وتنتظر مجئ زوجها ليتولى حل معضلة اخيه 0
ما اكثر الفوارق بين رادولف وبوريل , هذه الفوارق لم تلاحظها لين في السابق 0
الأول يهتم بأناقته ونظافته اما الثاني فقذر لا يعرف للنظافة معنى0 كان يكفي
لين ان تنبه لأظافر بوريل حتى تفرقه عن اخيه , ولكنها لاتلام لأنها كانت
تتصرف مدفوعة بالخوف والرعب 0
شخصت عينا بوريل بوجه لين فتذكرت كلمات اولاف عنه وعن الحياة التي اختارها
والتي لا يحبذها رادولف العامل على مساعدته للتخلص من عاداته القبيحة 0
- رادولف يريد ان يتحدث اليك في امور هامة0
- ماذا يريد مني اخي المحب الا يكفيه انه سلب اموالي ونال التركة بكاملها على
رغم كوني اكبر منه ؟ كان محظوظا لما اخذه جدانا وتعهدا بتربيته وتعليمه في
حين بقيت شريدا في الطرقات 0 تصوري انهما منحاه اسم العائلة الكريمة !
سألته لين اذا كان يريد دواء مسكنا فرفض وتابع تظلمه :
- لقد نزعاه من مخيم الغجر عندما كان في السادسة عشرة وترعرع كارستقراطي
توافرت امامه سبل العيش الواسعة ! ولماذا حصل ذلك؟ لأن جدي العزيزين شعرا
بتأنيب الضمير لما لقيته امنا من ذل وهوان على يديهما بعد ان نبذاها لأنها
فرت مع رجل غجري وقعت في غرامه0 ولم يكفهما طردها بل اعتبراها ميتة ورفعا
علما أسودا على قبة القصر للدلالة على ذلك 0 وبعد موتها ارادا التعويض عن
غلطتهما تجاهها فاستفاد من ذلك اخي العزيز0
تمتمت لين بعد ان سمعت القصة وعرفت حقيقة زوجها :
- رفعا علما أسودا000عن أي قصر تتكلم ؟
- قصر آل دوغي بالطبع ! لست بحاجة لأن اعلمك بأنك متزوجة من سيد احد اكبر
القصور ورأس احدى انبل العائلات في ايرلندا ! وهذا المركز من حقي لا من حق
رادولف !
- اهدأ يا بوريل 0
نصحته لين بالهدوء وهي ترتعد بدورها غير قادرة على استيعاب الحقيقة الصاعقة 0
اللوحة التي رأتها في قصر دوغي كانت لوالدة رادولف 0 رادولف هو السيد دوغي
صاحب القصر وسيد الأراضي ! وهو اعاد الاعتبار الى امه المنبوذة واعاد تعليق
اللوحة في القصر 0 ولكن لماذا اختاره جداه دون اخيه بوريل الذي بقى مشردا في
المخيمات ؟
تكلم بوريل بعد قليل بصوت منخفض وحزين :
- علي الذهاب قبل مجئ رادولف فأنا تحاشيته لمدة طويلة ولا ارغب في لقائه الآن
! قصدت ان اسبب له الكثير من المشاكل والعار , وتوجت افعالي المشرفة بمحاولة
قتل ماندا ولكن اللعينة لاتموت ! آه كم اردت في تلك اللحظة ان الصق برادولف
نعت شقيق القاتل الغجري الخطير بوريل !
توقف بوريل فجأة ونظر الى النافذة بينما هبت لين من مقعدها بعد ان سمعت صوت
السيارة , لتلاقي زوجها 0 نظرة واحدة الى وجهه كانت كافية لترى خيبة الأمل
وفشله في اتمام مهمته , ولكن الزوجة سارعت الى الأعلان :
- عزيزي رادولف , بوريل هنا !
- بوريل ؟ اين هو ؟
دخل رادولف البيت راكضا غير قادر على الأنتظار لحظة اخرى ليبت الأمور مع
شقيقه0
وعلى الفور سمع صوت بوريل يصيح من الداخل:
- لعن الله هذه المرأة فلولاها لكنت الآن اسرح على هواي في التلال الواسعة
!اهلا يا شقيقي المحترم ! ماذا في جعبتك الآن وقد امسكت بي ؟ قل ما عندك
ودعني ارحل لأني لا ارغب في البقاء معك ثانية واحدة!
- من حقك ان تبقى هنا وان تبقى في القصر ما شئت 0
توقف رادولف عن الكلام عندما دخل الى الغرفة ورأى اخاه ممدا على الأرض 0
- ماذا حا برأسك وبيديك ؟
وقفت لين تنتظر ماذا سيقول بوريل الذي اخذ يضحك كالمجنون وبريق الأثارة والشر
في عينيه 0
- لقد اخفت عروسك الناعمة يا شقيقي العزيز , ولو لم يخني الحظ لكنت تمتعت
معها بوقت جميل 0
رأت المرأة زوجها يمتلئ غضبا ويستعد لمعاقبة بوريل على ما فعله بأقسى طريقة 0
- ماذا حدث يالين ؟ هل اصابك بوريل بأي أذى ؟
لم يدع بوريل لين تجيب على السؤال فتولى المهمة عنها :
- لا تخف فالوقت لم يسمح لي بالذهاب معها حتى النهاية 0 اضعت الفرصة لما
رفستني وطرحتني ارضا !
وثب رادولف على أخيه والشرر يتطاير من عينيه فخشيت المرأة ان يقع ما لا تحمد
عقباه 0 وهرعت تمسك بيد زوجها متوسلة :
- ارجوك يا رادولف , لا تفعل شيئا 0 اخوك يحتاج الى الشفقة لا الى المعاقبة 0
رق رادولف لكلام زوجته وهدأ غضبه بعد ان نظر الى عينيها المليئتين بالرأفة
والرحمة 0
وبذلك تحاشى استعمال العنف مع اخيه المذنب فاكتفى بالقول :
- لنشكر الله يا لين على انك لم تصابي بأذى رغم انه ولابد سبب لك بعض الخوف 0
نظر رادولف الى أخيه واكمل بحدة :
- الفتاة مصابة بجروح بليغة !
- كنت آمل في موتها لما جئت هنا هربا من الشرطة , ولكن سوء الطالع جعلني
التقي بك في هذا المكان اللعين 0
- ابلغني اولاف انك آت 0 متى وصلت ؟
لما ذكر بوريل ساعة حضوره نظر رادولف الى زوجته مستفهما 0
- سمعت ضجة في الليل ولكني ظننت انك وصلت ولم تشأ ازعاجي يا عزيزي 0
هز رادولف رأسه بتفهم وقال :
- لاشك انك اعتقدت اني شغلت غرفة اخرى للسبب نفسه0
- تماما 0
لم تزد لين ولكن بوريل , بعد ان اقنع شقيقه بحل وثاقه , تكفل بسرد كل ما حصل
الليلة الماضية وحتى الساعة 0 في ذلك الوقت كانت لين تراقب زوجها ينفعل ويعض
على اسنانه ضابطا نفسه حتى لا يهجم على بوريل ويسحقه 0
بعد ان استمع الى سرد اخيه التفت الى زوجته وقال :
- كونت فكرة صغيرة عني الآن , اليس كذلك؟
ساهم الشعور بالذنب ودقة الموقف في دفع الدماء الى وجهها فاصطبغت وجنتاها
بحمرة زادتها سحرا 0
- اعذرني يا رادولف فتصرفاتي معك كانت مخجلة 0
- لا اعتقد يا حلوتي ان تصرفاتي كانت افضل 0
القت لين نظرة خاطفة على الجرح في وجه زوجها وقالت :
- سأنسحب الى المطبخ لأحضر طعام الغداء فلا بد ان لديكما الكثير لتقولانه 0
- ابقي يا عزيزتي فوجدك هنا يوفر علي الكثير من الشرح الكلام 0
- ولكنها مسألة خاصة لا علاقة لي بها 0
- انت زوجتي ولن اكتم عنك شيئا فمن حقك الاطلاع على الحقيقة 0
امتلأ قلب لين بالسعادة لثقة زوجها بها و في حين كان بوريل يستمع اليهما
مطأطأ الرأس مهيض الجناح , تخفي عيناه دموع الندم والأسف على حياته الضائعة 0
جلست لين على كنبة قرب النافذة تستمع الى " محضر الجلسة " بين التوأمين
الغجريين00
بدأ رادولف الكلام بصوته الراقي ونبرته المتعالية :
- حسنا يا بوريل مالئ الدنيا وشاغل الناس ! جبت البلاد طولا وعرضا بحثا عنك ,
ولكن لننس الماضي لأن ما فات مات 0 ولا اطلب منك الآن سوى قبول نصف التركة 0
- لا !لن آخذ شيئا فأنت سرقتني !
لم يستطع بوريل هذه المرة كبت دموعه فانهمرت من عينيه بغزارة ادمت قلب لين0
توجه رادولف الى لين شارحا كيف ورث وحده ثروة عائلة دوغي كلها : هربت والدته
, وهي صبية يافعة بعد , مع شاب غجري وسيم كان مخيما مع عشيرته في مكان قريب
من القصر 0 وهكذا نبذها اهلها ولم يلتفتوا اليها رغم رسائلها المتكررة والتي
ابلغتهم في احداها انها حامل 0 ولم تكن تعلم بالطبع ان في احشائها طفلين !
اسند رادولف ظهره الى حائط الموقد واكمل سرد الحكاية المحزنة :
- ماتت امي خلال الوضع بعد ان كان والدي قد هجرها لأنه ملها , ومع الأسف
الشديد عهد بتربيتنا الى عائلتين مختلفتين فافترقنا ونحن طفلان 0
تمتمت لين والدموع تطفر من عينيها لهذه القصة المحزنة :
-آه ما اقسى القدر !
علق بوريل على كلامها بحدة :
- ما اقساه تجاهي لا تجاهه ! فقد وضعت في عهدة رجل وامرأة شريرين لم يكلفا
نفسهما مشقة تربيتي 0 بينما قاد الحظ رادولف الى امرأة طيبة رعته احسن رعاية
واطلقت عليه اسم رادولف تيمنا بنبلاء البلاد 0 ولم تكتف بذلك بل أخذت تشيع
انه ولد قبلي مع ان العكس هو صحيح !
- لم يستطع احد اثبات من هو الأكبر0 وفي أي حال ,الفرق بين ولادة تؤام وولادة
آخر لاتتعدى الثواني0
- لا تحاول اخفاء الحقيقة يا سيد رادولف 0 والزوجان اللذان ربياني ,تريزا
وأوستن اكدا لي اني اكبر منك 0
- لا استطيع مناقشة قولك يا بوريل لأني لم أكن واعيا ومدركا عندها !
لم يقتنع بوريل بل أصر على قوله :
- انا اكبر منك !
تجاهل رادولف كلمات اخيه واكمل يسرد القصة قائلا ان اولاف كان يعلم منذ
البدابة هوية ام الطفلين الحقيقية , لكنه لم يطلع احد على ذلك سوى من تعهد
بتربيتهما 0 وذلك لاقتناعه بان الجدين لن يلتفتا اليهما بسبب العار الذي
سببته الوالدة للعائلة 0
هنا تدخا بوريل مقاطعا :
- سمعت ان اولاف عاد عن رأيه واتصل بجدينا ليعلمهما بأن رادولف هو حفيدهما
مهملا اياي 0 وسبب ذلك اعتقاده ان رادولف يحمل من طباع ونبل والدته الكثير
ليجعله لا يستحق حياة المخيمات القاسية 0

اكمل رادولف مصححا ادعاءات اخيه :
- لم يتصل اولاف بجدي لأنه لم يشأ ان يسبب أي الم للسيدة التي ربتني , وانا
مسرور لأنه فعل ذلك 0 اعجبت لين بشهامة زوجها الذي يهتم بمشاعر سيدة غجرية
رعته اكثر من التنعم بالجاه والثروة , كما تذكرت كلماته لاولاف والتي قال
فيها انه لكان فعل الشئ نفسه لو كان في مو قعه 0
اكمل الرجل :
- لو تركتها باكرا لصارت حياتها فارغة 0 وانا احببتها فعلا لأنها كانت امرأة
طيبة علمتني القراءة والكتابة , زودتني بالكتب لأبني ثقافة معقولة 0 انفقت
المال الوفير لتؤمن لي العيش الكريم0
توقف رادولف قليلا وزاد بكل جدية :
- لكن حياة الغجر وبيئتهم اثرتا في شخصيتي بالطبع فلم اكن ذلك الشاب المحترم
واوقعتني طباعي الشرسة التي ورثتها عن والدي في مشاكل عديدة0
مررت لين ملاحظة ملطفة :
- ولكنك ورثت الطيبة والنبل عن والدتك0
تدخل بوريل محدقا في الزوجين :
-كيف تعرفتما الى بعضكما وتزوجتما بهذه السرعة ؟ انت لم تقابلي رادولف قبل
لقائنا في المخيم لما تعطلت سيارتك , اليس كذلك ؟
نظر رادولف الى زوجته مستغربا :
- تعطلت سيارتك ؟ عم يتكلم بوريل ؟
اطلق بوريل ضحكة عالية وقال :
- الا تعلم اني كدت انالها في المرة الأولى !
لم تكن لين راغبة في سماع بوريل يتكلم عن الموضوع ويضع القصة في قالبه الخاص
فأمرته بالسكوت :
- اصمت ! دعني افهمك ما حدث يا رادولف 0
- تفضلي لأن القضية اصبحت معقدة فأنت لم تذكري لي شيئا عن معرفتك ببوريل0
اطلعته المرأة على كل ما حصل بتفاصيله من دون ان تهمل شيئا 0
ولما انتهت كانت علامة الاجرام بادية في عيني رادولف الناظر الى اخيه البكر0
- ايها الشرير ! علي ان اخنقك بيدي لا ان اعرض عليك المساعدة !
كان من الطبيعي ان يتراجع رادولف عن مساعدة اخيه بعد اطلاعه على ما حدث وعلى
تعرض شرف زوجته وسلامتها للخطر لولا تدخل ماندا0 لكن لين تدخلت وتمنت على
زوجها ان ينسى الموضوع ويساعد اخاه وعفا الله عما مضى !
وبالفعل رضخ رادولف لمشيئة زوجته واعرب عن استعداده لمعاونة بوريل ليحظى
بحياة شريفة
وعوض عن ان يظهر بوريل الامتنان لأخيه قال ساخرا :
- لكنك لن تسامحني بالطبع 0
- كيف اسامحك بعد ما حدث بيني وبين لين من اخطاء بسببك !
هز بوريل كتفيه علامة عدم الاكتراث قائلا :
- لايهمني ما حصل بينكما ولكن ما يحيرني هو عدم استطاعة زوجتك التفرقة بيني
وبينك الا هذا الصباح !
ضحك بوريل واكمل :
- آه لو انها لم تتعرف الي وسمحت لي 000
لم يدعه رادولف يكمل اذ قفز اليه وهم بضربه لولا تدخل لين في اللحظة الأخيرة
وفصلها بين الرجلين0
- لا يارادواف , لاتضربه لأنه يحتاج الى من يشفق عليه لا من يلومه ! قدر وضعه
التعس وقارنه بما حظيت 0 ارجوك تفهم حالته وساعده !
ترقرقت الدموع في عينيها ورمقت زوجها بنظرة رقيقة :
- بوريل يبقى شقيقك الوحيد على رغم تفريق القدر بينكما 0 عليك ان تشركه في
مصيرك , فاما ان تكونا ثريين واما ان تكونا فقيرين 0
ارتسمت علامات الدهشة والتعجب على وجه كل من الرجلين0
- اتستطيعين مسامحة اخي يا لين ؟
قال رادولف ذلك بينما تمتم شقيقه :
- انها امرأة 000مختلفة 0 لم أر في حياتي مثل هذه النعومة ومثل هذا التسامح 0
ياليتني قابلت واحدة مثلها , لا مثل ماندا المفترسة 000
طمأنته لين بصوتها الحنون :
- ستجد من يعتني بك ويحبك يا بوريل فلكل رجل امرأة تناسبه 0
عنت لين ما تقول لأن بوريل ليس شريرا بطبيعته , بل هو عاش في بيئة غير صالحة
وترعرع في محيط يؤمن بالقوة وبالخروج على القانون وسيلة للتفوق والفوز 0
تكلمت لين محاولة تخفيف وطأة التوتر السائد بين الغجريين :
- اكمل القصة يا رادولف 0 كنت تخبرنا عن المرأة التي ربتك وثقفتك 0
بعد موت مربية رادولف مورين , بعث اولاف برسالة الى جدي رادولف يطلعهما على
الوضع ويرجوهما تعهد رادولف وقبوله للعيش معهما في القصر 0 رحب العجوزان
الثريان بالفكرة لأنهما كانا وحيدين لا وريث لهما سوى قريب بعيد يعيش في
امريكا 0
قاطع بوريل شقيقه معترضا :
- انت تهمل جزءا من القصة وهو ان اولاف لم يكلف نفسه مشقة البحث عني 0
- ربما لا تعرف يا بوريل ان اولاف سمع ان العربة التي كنت تعيش فيها مع
الزوجين احترقت ومات من فيها 0
- كان عليه التأكد من ذلك لا تصديق الأخبار بسرعة , فأنا نجوت من الحريق ولم
اصب الا ببعض الحروق البسيطة 0
ازاح بوريل الشعرات السود واراهما اثر الجرح في مفرقه ثم تابع :
- لنفترض ان اولاف لم يعرف بوجودي حيا الا منذ سنتين , فلماذا انتظر اسابيع
عدة ليطلعك على الأمر ؟ ربما خشي من معرفتك ان لك اخا شريرا 000
- لا ادري ما الذي شغله عن اطلاعي على وجودك 0
- لم يرد افساد حياة رجل محترم باقحام اخ شرير ومتشرد فيها 0فأنت نشأت في
احسن البيوت وارقاها بينما اضطررت لشق طريقي وحيدا منذ ان كنت في العاشرة 0
والله وحده يعلم كم واجهت من الصعوبات لأستطيع الصمود0
ارتجفت شفتا بوريل فظنت لين انه سيعود الى البكاء سيما وانها هي لم تكن بحاجة
الى تشجيع لتنهمر دموعها 0 حاول رادولف تبرير موقفه وتصحيحه :
- دعوتك مرات ومرات لتأتي وتعيش معي في القصر حيث تبدأ بتحصيل العلم والثقافة
وتعاشر من يجب ان تعاشرهم من الناس 0 رفضت ذلك مع العلم انه من حقك التمتع
بنصف الأموال 0
اكمل رادولف بكل أسى :
- اعتبرت ان في الأمر تصدقا ولكنك مخطئ 0 لأنني لم اعرض عليك الا حقك , وكن
على ثقة اني ما زلت عند عرضي ومستعد لنصبح صديقين نتكاتف في مواجهة مشاق
الحياة وقساوتها 0
تساءلت لين عما يمكن ان يكون اكثر عدالة من هذا العرض , وحبها لزوجها يتضاعف
لما خبرته فيه من نبل وشهامة 0 نظرت اليه مبتسمة فرد الأبتسامة بأنعم منها
وقلبها يخفق طربا بالحب الكبير 0
فكر بوريل مليا بالأمر واعلن :
- رفضت دعواتك السابقة لأني كنت مقتنعا اني اكبر منك سنا , واني خدعت وحرمت
من المال والتربية 0اردت واريد ان اصبح رجلا محترما ولكن تغيري صعب وقد بلغت
الثلاثين 0 كنت محظوظا يا رادولف لأنك تركتحياة الغجر وانت بعد فتى يافع ,
اما ان تبدأ عملية تحول تنقلك من ضفة الى ضفة وانت في الثلاثين فرابع
المستحيلات 0 تفهم رادولف رأي أخيه معترفا انه , على رغم كونه في السادسة
عشرة , زجد صعوبةقصوى في التخلص من عاداته الغجرية والتأقلم في نمط الحياة
الارستقراطية المعقدة0
- لا مجال للمقارنة يا لين بين تعقيدات وشكليات حياة القصور وحرية وفلتان
حياة الغجر 0 ولا انكر اني عقدت العزم مرارا على الفرار والعودة الى المخيم
لأعيش بين قومي واصحابي 0
قدرت لين لما سمعت ذلك مدى شجاعة زوجها وقوة ارادته اللتين جعلتاه يصمد ويبقى
في القصر مع جدين عجوزين متعجرفين , ولا عجب في كونهم كذلك , شأن كل اصحاب
الثروات الطائلة والألقاب النبيلة 0 لاريب في ان رادولف بذل مجهودا جبارا
ليعتاد على متطلبات حياة القصور ويتخلى عن اللامبالاة التي طبع عليها في
حياته الغجرية 0
علق بوريل على كلام اخيه :
- لو هربت من القصر لربما كنت انا مكانك الآن0
- ربما 0
قطبت لين حاجبيها غير قادرة على تصور بوريل المتشرد في ثياب ارستقراطي عريق ,
فهو كان سيفشل حتما في اعتياد حياة القصور 0ولا شك ان بوريل مدرك لهذه
الحقيقة ويتصرف , وان ليسظاهريا , على اساسها 0 اعاد رادولف سؤاله :
- ما اريد ان استوضحه منك يا بوريل هو هل تقبل بعرضي طاردا من ذهنك فكرة
التصدق والحسنة ؟
- اتعرض علي السكن في القصر ؟
- اعتذر اذا قلت ان هذا مستحيل لأنك ارعبت زوجتي مرتين وهي ستنزعج من وجودك
فيه 0
- هذا يعني انك غير مؤمن بامكانية عودتي الى الطريق الصواب 0
أضاف بوريل قبل ان يتمكن اخوه من التعليق 0
- لن استطيع يا رادولف معرفة سبب انشغالك بي وبحثك الدائم عني 0 جبت مخيمات
البلاد كلها مرتديا ثيابا لا تليق بمقامك حتى لا تشعر الغجر بأي نقص , وشاغلا
عربات قذرة لا تصلح لأن تكون مكانا لرمي النفايات في قصرك000والله لو كنت
مكانك لتخليت عن البحث مرسلا اياك الى الجحيم !
اكتفى رادولف بابتسامة خفيفة وبوريل ينظر اليه مقارنا بين طريقة حياة رادولف
وتشرده الدائم 0 ثم وضع الثاني رأسه بين يديه وقال يائسا :
- اتعجب لماذا انبأك اولاف بوجودي مع ان سلوكي كان يسبب له القرف ! انا لص ,
محتال , قاطع طريق000حتى الغجر لا يرضون بوجودي بينهم 000لا حل لي الا
بالأختفاء عن انظار الناس !
لكم صار بوريل بعد اعترافه هذا مختلفا عن مظهر الرجل الشرير 0 هو يكره نفسه
لأنه انساق وراء غرائزه وميوله الهدامة 0 ولكنه تسلح بالشجاعة وانهار معترفا
بأخطائه , من دون ان يجد علا لها سوى التواري 0
نظرت لين الى زوجها فرأته يفكر بعمق عن مخرج لمشكلة بوريل , وارادت ان تتكلم
لكن زوجها سبقها :
- لا أحد يكرهك يا بوريل فأنت عدو نفسك الوحيد0 لماذا لا تطوي صفحة الماضي
وتبدأ حياة جديدة ؟ اخبرني اولاف مرة انك بحاجة الى رأسمال صغير لتهاجر الى
استراليا وتؤسس مصنعا للخشب مع شريك , فهل ما يزال المشروع قائما ؟
- لا اعلم 000فالرجل سافر الى استراليا وسمعت انه 00يجد صعوبة في تسيير العمل
بسبب ضائقة مالية 0
- المال ليس مشكلة فمتى قررت العمل امدك بما يلزم 0
- انا مصمم على ذلك ومستعد للسفر الى استراليا يا رادولف 0
تنفس رادولف الصعداء ونظر الى زوجته مبتسما لأن نهاية الأزمة قد اقتربت 0
- وهل تقبل بنصف اموال التركة ؟
- ولكن المال موصى به لك ؟
- اموال عائلة دوغي يا بوريل حق مشترك علينا تقاسمه بالتساوي 0
- لا اجرؤ على اخذ نصف الأموال في الوقت الحاضر ! لأنني لا أجد نفسي قادرا
على ادارتها0 اعطني ما يلزم لأنشاء المصنع واحفظ الباقي , فأن احتجت الى شئ
آتي اليك 0
- كما تريد يا بوريل 0 سأعمل على مدك باللازم في اقرب وقت000
قاطعه رنين الهاتف فهرع ورفع السماعة خائفا من ان يكون في الأمر سوء , لكنه
ما لبث ان انفرجت اساريره وابلغ زوجته وشقيقه :
- ماندا بحالة جيدة ولن تتقدم بشكوى الى النيابة 0
اكتفى بوريل بالقول :
- يسرني سماع ذلك0
- تعلم يا بوريل ان كونيل اوقع نفسه في مشاكل عديدة وهو خائف ويريد السفر
ليسوي اوضاعه ويبني مستقبله 0 ما رأيك باصطحابه الى استراليا فأنا وعدته
بالمساعدة ؟
نظر رادولف الى زوجته وقال ضاحكا :
- لا تظني ان كونيل كان ينوي مساعدتك على الفرار فقد اعترف لي بكل شئ 0 الست
مسرورة يا عزيزتي لأنه لم يساعدك ؟
- نحن لم نعد الى المخيم لأعلم حقيقة نواياه 0
- صحيح يا لين ولكنه كان موجود في احد المخيمات التي مررنا بها 0
استوضح بوريل شقيقه :
- ماذا عن كونيل والهرب ؟
لم يجب رادولف بل وعد :
- سنطلعك على ما حصل في المستقبل عندما تأتي لزيارتنا 0
وافق بوريل مدركا في قرارة نفسه انه متى غادر هذا المكان لن يعود ابدا0
- لنعد الى موضوع كونيل يا بوريل 0 انه شاب ذكي ويستحق ان يتمتع باكثر مما
تقدمه حياة الغجر 0 واعتقد بانه سيكون لك عونا كبيرا في اعمالك 0
- لا مانع عندي في اصطحابه0
- اتمنى لك وله التوفيق وآمل بأن تتوصل الى تحقيق طموحاتك بالعزم وقوة
الأرادة 0
وقف بوريل على قدمين مرتجفين واخذ يبحث عن الكلمات ليعتذر عما حصل , لكن
شقيقه لم يود احراجه فسارع الى القول :
يجب ان ترتاح الأن وتتناول حبوبا مزيلة للصداع 0
- فكرة حسنة 0 اريد ان اسألك شيئا أخيرا يا رادولف , هل تهتم بالترتيبات
القانونية لسفري ؟
- لا تشغل فكرك بهذه الأمور واتكل علي 0 اما الآن فادخل الى غرفة النوم وخذ
قسطا من الراحة 0
بعد عشر دقائق جلس الزوجان وحيدين على الشرفة يتأملان زرقة البحر الهادئ 0
- اخيرا يا حبيبتي الغالية لم يعد هناك ما يعكر صفو حياتنا , اليس كذلك ؟
- اعتقد ان مشكلة بوريل انتهت0
- اشكر الله على ذلك 0
اخذ يداعب شعرها بحنان واضاف :
- كنت شهمة جدا تجاهه يا حلوتي على رغم ما فعله معك 0 آه كم سبب الكلام على
اللقاء الاول لبسا وغموضا , ولهذا كنت استغرب موقفك مني 0
- لو تحدثت مرة عن تعطل سيارتي000
- في أي حال اصبحت هذه الأمور جزءا من الماضي بالنسبة الي 0
- وهو كذلك0
- كنا ضحية ظروف معاكسة ولكننا خرجنا سالمين 0
فكر رادولف قليلا قبل ان يزيد :
- اتؤمنين بالحب من اول نظرة ؟
- ربما 0
- منذ ان رأيتك في الغابة علمت انك الفتاة التي ابحث عنها 0 غرقت في غرامك
حتى اذني وتعذبت كثيرا لاحتقارك اياي ولتعجرفك 0
- الم تتساءل يوما لماذا ضربتك بالسوط ؟ اظننت اني فعلت ذلك بدون سبب ؟
- حدث كل شئ بسرعة لم تدع لي مجالا لأفكر , فأنا اعاني من مركب نقص كوني
غجريا , فأنا اخاف من ان تكون تصرفاتي نابعة من ماضي ومن انتمائي الاجتماعي
وانت زدت الطين بلة عندما صنفتني غجريا متشردا حقيرا0
- انت مخطئ يا حبيبي , فجل ما في الأمر اني كنت خائفة من اعتدائك علي دون ان
يخطر لي ان الشخصين مختلفان 0 لاتتصور كم كانت المفاجأة كبيرة عندما رأيتك في
الغابة فظننت انك لحقت بي من المخيم حيث تعطلت السيارة حتى تكمل ما بدأته
هناك0
- من عجائب الصدف ان تلتقي ببوريل ثم بي في الغابة , ولكن القدر لعب لعبته
لجمعنا 0
رمقته بنظرة حنان ووضعت يدها على الجرح ثم همست :
- اتعتقد ان اثره سيزول ؟
- بالطبع سيزول 0
- ان لم يحصل ذلك لن اغفر لنفسي ابدا0
ضحك رادولف وقبلها بحنان على جبينها :
سنذهب غدا الى بيتنا حيث نبدأ برسم طريق حياتنا الصحيح 0
- فكرة رائعة ياحبيبي 0
كانت فرحة لين كبيرة الى درجة لا توصف 0 فالأمور تسارعت بشكل مثير في
الأسابيع الأخيرة , ووجدت نفسها في عالم آخر لم تكن تحلم انها ستصبح جزءا منه
لما كانت تدفن اوقاتها وراء مكتبها وبين جدران شقتها الموحشة 0
- اصحيح انك امضيت سنتين في البحث عن شقيقك ؟
- نعم , ولكن ذلك لم يمنعني من الأهتمام بادارة اعمالي 0 تنقلت بين المخيمات
بسيارتي 0 الاعندما التقيتك فقد كنت ذاهبا الى المخيم على الحصان لأنه قريب
نسبيا من القصر 0
- ولماذا تظاهرت بكونك غجريا فظا ؟
- الن ننتهي من الاستجواب ؟ حسنا , لأنك جرحت شعوري واردت ان ارد لك الكيل
كيلين 0 كدت , في مرات عديدة , اعترف لك بالحقيقة ولكن عنادي منعني 0
دفنت لين رأسها في صدره وهمست :
- بذلك تعلمت ان احبك لذاتك دون النظر الى انتمائك , وانا سعيدة لأنك تعرف
اني احبك من قبل اطلاعي على هويتك الحقيقية 0
- اظن انك اكتشفت حقيقة مشاعري نحوك يوم كنا في السيارة 0
- هذا صحيح يا رادولف 0 وان حاولت مقاومة هذا الحب لأن الحياة الغجرية لايمكن
ان تناسبني 0
- ولكن مقاومتك كانت فاشلة !
- اعترف بذلك واني كنت مستعدة لمتابعة الرحلة معك حتى النهاية 0
- الا تريدين الاطلاع على الخطة التي تحدثنا عنها ؟
- بالطبع 0
- لم اكن استطيع تصور نفسي اعيش بدونك يا لين 0 ففكرت ان ابتاع لك بيتا خاصا
تعيشين فيه بحرية , مقابل سماحك لي برؤيتك مرتين يوميا 0 وبذلك تتخلين عن
فكرة الفرار 0
- اتريد معرفة رأيي الحقيقي في خطتك يا رادولف ؟
- نعم 0
- انها اغبى خطة رأيتها في حياتي
- ولماذا ؟
- لأنك تعلم انك لن تستطيع التقيد بها وانك ستجبرني بعد مدة على 000على 000
احمر وجهها خجلا فيما رادولف يطلق ضحكة عالية تعبر عن الأرتياح والسعادة 0
منتديات ليلاس
تـــــمت

safsaf313 30-09-08 01:04 PM

كل سنه والجميييييع بخير للاعضاء والزوار وكل الاحباب اللى شجعونى ولو بقراءه الموضوع جوجى ريهام ماجى هيناتا مونى الاردن نهاسويت دينا راغب شموخ الشرقيه بنت العزيزيه دووووودا زينب حسن كل سنه وانتوا بخير وصحه وسلامه والسلام عليكم

suze 30-09-08 08:20 PM

هى عندى بس انا حبيتها منك جدااااااااا
كل سن وانت طيبة

karamila 01-10-08 04:09 AM

عجبتنى مررررررررررررررررة حلوة ومشكورة
وكل عام وانت بخير

gagui 01-10-08 03:22 PM

allah yissalime al jami3 w hada wajib bass ashoukr killou la safsaf w ana ma 3amalit shi illa al wajib

**أميرة الحب** 01-10-08 04:10 PM

أنا مغرومة فيكي يا عسل يا قمر الله يعطيكي الصحة يا رب ويحقق ليك كل ما تمنيتي يا عسل

hinata 02-10-08 12:55 AM

[مشكور ة......................... .....................مشكو ر.ة...........
....مشكوةر... ......مشكورة.ة............. .........مشكور.ة........مشكورة.....
..مشكورة..... ..........مشكورة.......... .....مشكورة............... مشكورة.....
..مشكور.ة.... .......................مشكورة ......................... .....مشكورة.....
....مشكورة... ......................... ............................ .....مشكورة.......
......مشكورة. ......................... ............................ ...مشكورة.....
.........مشكورة....................... ............................ مشكورة.......
............ مشكور.ة................... .......................مشكورة ......
............ ...مشكورة................. ...................مشكور.ة... ....
............ ......مشكورة.............. ...............مشكورة....
............ .........مشكورة........... ..........مشكورة...........
............ ............مشكورة...............مشكور.ة.......... .. ...
............ ........................مشكورة .......................

شوق المملكة 02-10-08 06:07 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ......................

رائعه

majedana 03-10-08 08:44 PM

الله يعطيكي الف عافية صف صف انتي و جوجي

انا قريتها مصورة وحسيتها مشفرة

اذا مو مشفرة قولولي خليني اقراها تاني

يسلمووووووووووو

**أميرة الحب** 04-10-08 01:12 AM

فينك حبيبتي والله ليك وحشة..;)

majedana 04-10-08 02:09 AM

تسلمي ريهام ... وانتي كمان

بس علشان العيد ما بفوت كتير


nawalbnz 06-10-08 12:24 AM

هاي الرواية كانت أول وحدة أقراها من سنين.. كنت أخدتها من صاحبتي..
وكنت عم دور عليها مشان عيد قرايتها لأنو حبيتها كتير بس مالقيتها..
وهي سبب تعلقي بروايات عبيـــــــــر الحبيبة
عن جد ألف شكر.. لك مني أجمل تحية .

http://iraqnaa.com/ico/image/073.gif

hamesha 19-01-09 12:08 AM

rewaya 7olwa chokran laki o5ti

Rehana 01-02-09 12:10 PM

كتير الرواية حلوة و رومنسية

شكرا لجهدكما ..صفية..جوجي في كتابة هذه القصة المشوقة



http://www.liillas.com/up2//uploads/...fb22a7f274.jpg

posy220 06-02-09 07:59 AM

:55:رررررررررررررررروووووووووووووووووووووععععععععععععععععععع ععه

nanamicho 19-03-09 09:08 AM

[IMG]masrawey.com[/IMG] شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

اسماء88 21-05-09 11:06 PM

بارك الله فيك , يعطيك الف عافيه موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

وردة الزيزفون 28-06-09 09:56 AM

شكرا على الرواية الجميلة

نور ^_^ سوريا 30-06-09 05:22 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على الرواية الرائعة.....دمتي بود
أختك نور الوجود

safsaf313 22-09-09 08:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة الزيزفون (المشاركة 1996121)
شكرا على الرواية الجميلة

شكرا لمرورك يا ورده

safsaf313 22-09-09 08:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسماء88 (المشاركة 1960740)
بارك الله فيك , يعطيك الف عافيه موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

الله يعافيكى يا سمسم

safsaf313 22-09-09 08:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الوجود (المشاركة 1997804)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً على الرواية الرائعة.....دمتي بود
أختك نور الوجود

اهلا بيكى يا نور الوجود:flowers2:
العفو يا غاليه

safsaf313 22-09-09 08:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة posy220 (المشاركة 1849631)
:55:رررررررررررررررروووووووووووووووووووووععععععععععععععععععع ععه

ميرسيييييييي يا بوسيييييييييي :flowers2:

safsaf313 22-09-09 08:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nawalbnz (المشاركة 1673868)
هاي الرواية كانت أول وحدة أقراها من سنين.. كنت أخدتها من صاحبتي..
وكنت عم دور عليها مشان عيد قرايتها لأنو حبيتها كتير بس مالقيتها..
وهي سبب تعلقي بروايات عبيـــــــــر الحبيبة
عن جد ألف شكر.. لك مني أجمل تحية .

http://iraqnaa.com/ico/image/073.gif

العفو يا غاليه والحمد لله انك لقتيها فى منتدانا الرائع وشكرا جزيلا على الورود:flowers2:

safsaf313 22-09-09 08:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hamesha (المشاركة 1827374)
rewaya 7olwa chokran laki o5ti

العفو يا هاميشا

safsaf313 22-09-09 08:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nanamicho (المشاركة 1904034)
[IMG]masrawey.com[/IMG] شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

العفو يا نانا

safsaf313 22-09-09 08:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمــر الليل (المشاركة 1843411)
كتير الرواية حلوة و رومنسية

شكرا لجهدكما ..صفية..جوجي في كتابة هذه القصة المشوقة



http://www.liillas.com/up2//uploads/...fb22a7f274.jpg

اهلا قمررررررررر حبى اهلا بالغاليه دا اقل واجب للمنتدى:flowers2:

safsaf313 22-09-09 08:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة majedana (المشاركة 1671648)
الله يعطيكي الف عافية صف صف انتي و جوجي

انا قريتها مصورة وحسيتها مشفرة

اذا مو مشفرة قولولي خليني اقراها تاني

يسلمووووووووووو

هههه لا مش مشفره هيا زى ما هيا شكرا لمرورك العطر يا ماجى:flowers2:

safsaf313 22-09-09 08:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوق المملكة (المشاركة 1670444)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ......................

رائعه

العفو يا شوق منوره:flowers2:

safsaf313 22-09-09 08:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hinata (المشاركة 1670290)
[مشكور ة......................... .....................مشكو ر.ة...........
....مشكوةر... ......مشكورة.ة............. .........مشكور.ة........مشكورة.....
..مشكورة..... ..........مشكورة.......... .....مشكورة............... مشكورة.....
..مشكور.ة.... .......................مشكورة ......................... .....مشكورة.....
....مشكورة... ......................... ............................ .....مشكورة.......
......مشكورة. ......................... ............................ ...مشكورة.....
.........مشكورة....................... ............................ مشكورة.......
............ مشكور.ة................... .......................مشكورة ......
............ ...مشكورة................. ...................مشكور.ة... ....
............ ......مشكورة.............. ...............مشكورة....
............ .........مشكورة........... ..........مشكورة...........
............ ............مشكورة...............مشكور.ة.......... .. ...
............ ........................مشكورة .......................



العفو ........ العفو......... الخ.....
هههههههههه :lol:

safsaf313 22-09-09 08:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة suze (المشاركة 1669412)
هى عندى بس انا حبيتها منك جدااااااااا
كل سن وانت طيبة

الله يخليكى يا سوزى يا قمر دا من زووئك
وانتى طيبه يا عسل:flowers2:

safsaf313 22-09-09 08:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rihame2006 (المشاركة 1670030)
أنا مغرومة فيكي يا عسل يا قمر الله يعطيكي الصحة يا رب ويحقق ليك كل ما تمنيتي يا عسل

يا رى رى يا عمرى ليكى وحشه والله يا قمر
:friends::friends::friends:
:friends::friends:
:friends:
:flowers2:
:flowers2::flowers2:
:flowers2::flowers2::flowers2:

safsaf313 22-09-09 08:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة karamila (المشاركة 1669727)
عجبتنى مررررررررررررررررة حلوة ومشكورة
وكل عام وانت بخير

وانتى بخير يا كرمللللله يا قمر

safsaf313 22-09-09 09:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gagui (المشاركة 1670008)
allah yissalime al jami3 w hada wajib bass ashoukr killou la safsaf w ana ma 3amalit shi illa al wajib

يا عمرى يا جوجى انتى منتهى التواضع انا مكنتش كملت الروايه من غيرك انتى اللى ساعدتينى شكرا ليكى يا قمر وشرفنى مساعدتك ليا
:55::55::55:
:55::55:
:55:
:rfb04470::rfb04470::rfb04470::rfb04470:
:rfb04470::rfb04470:
:rfb04470:

زهرة الماس 28-11-09 07:55 PM

يسلمووووووووووووووووووو00000000000تحياتي لكي

قماري طيبة 29-12-09 03:16 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

aym youssef 27-01-10 01:42 PM

القصة بجد حلوة
سلمت يداك

الدمعة الماسية 28-01-10 10:06 PM

القصة روعة وحلوة جدا شكرا لك

سفيرة الاحزان 11-05-10 06:03 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

yousefomar40 17-05-10 03:42 PM

شكرااااااااااااااااااااااا

moura_baby 21-05-10 11:21 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الجبل الاخضر 25-05-10 07:36 PM

تسلمين وشكرالك على المجهود والاختيار الرائع وننتظر جديك

sadeka 26-05-10 12:28 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سمسمة الحب 26-05-10 02:20 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .ولكن أين بقية الرواية

بنوتهـ عسل 29-08-10 03:10 PM

رووووعه ،،

تسلم إيدينك ع الذووووق الجوناااان ،،

:flowers2:

زهرة العواطف 30-08-10 09:30 PM

الف شكر
على المجهود المميز
روايه جميله
ماننحرم

نيو فراولة 31-08-10 10:43 PM

هذه من الروايات الجميلة

شاهد 02-09-10 08:50 PM

روووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة مشكورة

asmaa_amr 09-09-10 12:35 AM

روووووووووووعه كتيرررررررررررر شكرا وعيد مبارك

انا دانا انا دندن 10-09-10 02:47 AM

مشكوره لكن وين الباقي

انا دانا انا دندن 10-09-10 10:13 PM

يسلمو رجعتيني الى احلى فتره في حياتي عندما كنت اقرا هذه القصه

elyess 14-09-10 10:03 AM

inaha by monetaha jamale kisa mokhetalifa jida auslobe rawe3a vraiment c'est le top merci beaucoup

البلونة البنفسجية 15-09-10 09:01 AM

الله يعطيك العااااااااااااااافيه ^^

البلونة البنفسجية 26-09-10 05:32 PM

safsaf313

ميرسي والله يعطيك العافيه على القصه الحلوة

sad heart 26-09-10 11:30 PM

سلمت الايادي جميله جددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددا

موني مون 08-10-10 11:16 PM

شكرا كتير كتير لاني وجدت عندكم هذه الرواية
:flowers2::flowers2:
و نلتقي مجددا
سلامات

روفـــي 08-10-10 11:32 PM

كنت نزلت الرواية PDF بس ما كانت واضحة ابداً:Taj52:
ميرسي كتييييييييييييييييييير عالمجهود
عن جد أحلى ناس

hoob 02-01-11 09:45 PM

بصراحه حلوه كتير مع انها مكتوبه من زمان بس تجنن

طيف السما 10-01-11 05:37 AM

شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا على الروايه وعلى مجهودك :8_4_134::band1:

زهرة منسية 01-03-11 09:08 PM

مبين انها حلوه انا اول مره اقرأقصه بطلها غجرى يسلموا مقدمآ

دلوعة فلسطينيه 02-03-11 11:43 PM

روووووووووووووووعه ولا احلا
يعطيكي العافيه حبيبتي
وبانتظار الفصل ع احر من الجمر

wedad r 19-08-11 12:17 AM

رائعه جدا يسلموووو

lily12 08-09-11 08:37 PM

THANK YOUUUUUUUUUUUUUUUUU

عصافير الجنة 20-09-11 11:38 PM

القصة تحفة حلوةاوووووووى
تسلم ايديك عليها
:8_4_134:

اربيلا 21-09-11 01:25 AM

بيدي اقول الرواية

حلوة من بدايتها

شكرا ليكي يا قمر

ندى ندى 21-09-11 03:49 AM

رووووووووووووووووووووووووووعه

اربيلا 21-09-11 04:00 AM

:55:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gagui (المشاركة 1670008)
allah yissalime al jami3 w hada wajib bass ashoukr killou la safsaf w ana ma 3amalit shi illa al wajib

ررررررررررررررررررائعة

:55::55::55::55::55::55:

ششششششششششكرا

اربيلا 21-09-11 08:44 PM

:55::55::55::55:

الرواية روعة صحيح قديمة بس

كييييييييييرحلوة

يسسسيمو الايادي

Hanooda-Aden 16-08-12 09:09 PM

احلى روايه قريتها من روايات عبير والله خلتني اتمني اصير غجريه:lol:

black star 14-09-12 10:18 PM

روايه رائعه بحبها اوى شكرا ع المجهود

زهراء الحلوة 27-02-14 05:00 PM

رد: 133- قريبا يا ملاكى - آن هامبسون - عبير القديمة (كاملة)
 
:lol::lol:

مَلوكههْ 31-08-14 10:01 PM

رد: 133 - قريبا يا ملاكى - آن هامبسون - عبير القديمة ( كاملة )
 
:55::55::55: تسلمي على الروايه الرووووووعه :55::55::55:

سيدة العواصف 31-10-16 02:03 AM

رد: 133 - قريبا يا ملاكى - آن هامبسون - عبير القديمة ( كاملة )
 
:8_4_134::8_4_134::8_4_134:

ريماكو 02-11-16 10:37 PM

رد: 133 - قريبا يا ملاكى - آن هامبسون - عبير القديمة ( كاملة )
 
شكرا لك على الروايه الرائعه

فرحــــــــــة 22-11-16 12:03 AM

رد: 133 - قريبا يا ملاكي - آن هامبسون - عبير القديمة ( كاملة )
 
غاليتى
safsaf313
سلمت يداكى على القصة الجميلة
وحسن الانتقاء
لكِ منى كل الشكر والتقدير
دمتى بكل الخير
فيض ودى

نجلاء عبد الوهاب 03-03-17 06:16 PM

رد: 133 - قريبا يا ملاكي - آن هامبسون - عبير القديمة ( كاملة )
 
:55::55::55::55:
:wookie::wookie::wookie:
:liilas::liilas:

Moubel 27-07-20 08:25 AM

رد: 133 - قريبا يا ملاكي - آن هامبسون - عبير القديمة ( كاملة )
 
هذه الرواية قرأتها هنا بعناوين مختلفة 🙄🙄🙄

imy l 31-08-20 03:57 PM

لا اله الا انت سبحانك انى كنت م الظالمين

ميرو مورا 21-05-21 04:15 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

هتونا 11-08-22 12:54 AM

رد: 133 - قريبا يا ملاكي - آن هامبسون - عبير القديمة ( كاملة )
 
حلوة احلا تحية واحلا شكر


الساعة الآن 11:50 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية