منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   من عيون الشعر العربي والعالمي (https://www.liilas.com/vb3/f289/)
-   -   مكتبة اشعار فاروق جويدة (https://www.liilas.com/vb3/t90195.html)

dr_e 21-09-08 11:44 PM

مكابرة........نزار قباني
 
تراني أحبك لا أعلم
سؤال يحيط به المبهم
وإن كان حبي لك افتراضا.لماذا؟
إذا لحت طاش برأسي الدم
وحار الجواب بحنجرتي
وجف النداء ..ومات الفم
وفر وراء ردائك قلبي
ليلثم منك الذي يلثم
تراني أحبك؟لا لا محا ل
أنا لا أحب ولا أغرم
وفي الليل تبكي الوسادة تحتي
وتطفو على مضجعي الأنجم
وأسأل قلبي .أتعرفها؟
فيضحك مني ولا أفهم
تراني أحبك؟لا لا محا ل
أنا لا أحب ولا أغرم
وإن كنت لست أحب تراه
لمن كل هذا الذي أنظم؟
وتلك القصائد أشدو بها
أما خلفها امرأة تلهم؟
تراني أحبك؟لا لا محا ل
أنا لا أحب ولا أغرم
إلى أن يضيق فؤادي بسري
ألح وأرجو وأستفهم
فيهمس لي:أنت تعبدها
لماذا تكابر؟ أو تكتم ؟

reem99sh 25-09-08 04:52 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سجينة الذكريات 30-09-08 02:04 AM

راااااااائـــــعـه
اختيار موووفق

يسلموو ^_^


..

dr_e 01-10-08 01:10 AM

46-الزمن الحزين

وأتيت يا ولدي.. مع الزمن الحزين

فالعطر بالأحزان مات.. على حنايا الياسمين

أطيارنا رحلت.. و أضناها الحنين

أيامنا.. كسحابة الصيف الحزين

ودماؤنا صارت شراب العابثين

تتبعثر الأحلام في أعمارنا

تتساقط الأفراح من أيامنا

صرنا عرايا..؟!

كل من في الأرض جاء

حتى يمزق.. جرحنا

صرنا عرايا..؟!

كل من في الأرض جاء

حتى يمزق.. عرضنا..

قالوا لنا:

أنتم حصون المجد.. أنتم عزنا

قتلوا الصباح بأرضنا.. قتلوا المنى

* * *

من أجل من يقتات أبنائي التراب؟

من أجل من نحيا عبيدا للعذاب؟

حزن.. وإذلال.. وشكوى واغتراب

يا سادتي.. قلبي يموت من العذاب

لمن العتاب؟

لمن الحساب؟

من أجل من تتغرب الأطيار في بلدي وتنتحر الزهور؟

من أجل من تتحطم الكلمات في صدري وتختنق السطور؟

من أجل من يغتالنا قدر جسور

يا سادتي.. عندي سؤال واحد

من أجل من يتمزق الغد في بلادي؟

من أجل من يجني الأسى أولادي؟

* * *

قد علموني الخوف يا ولدي

وقالوا.. إن في الخوف النجاة

إن الصلاة.. هي الصلاة

إن السؤال جريمة لا تعصي يا ولدي((الإله))

عشرون عاما يا بني دفنتها

وكأنها شبح توارى في المساء

ضاعت سنين العمر يا ولدي هباء

والعمر علمني الكثير

أن أدفن الآهات في صدري و أمضي.. كالضرير..

ألا أفكر في المصير

قل ما بدا لك يا بني و لا تخف

فالخوف مقبرة الحياة..

من أجل صبح تشرق الأيام في أرجائه

من أجل عمر ماتت الأحلام في أحشائه

قل ما بدا لك يا بني

حتى يعود الحب يملأ بيتنا

حتى نلملم بالأمان جراحنا

لا تتركوا الغد في فؤادي يحترق

لا تجعلوا صوت الأماني يختنق


************************
47-حتى الحجارة .. أعلنت عصيانها ..

حجر عتيق فوق صدر النيلِ

يصرخُ في العراء ..

يبكي في أسى

ويدور في فزع

ويشكو حزنهُ للماء ..

كانت رياح العري تلفحهُ فيحني رأسهُ

ويئنُ في ألمٍ وينظرُ للوراء ..

يتذكرُ المسكينُ أمجادَ السنينِ العابراتِ

على ضفافٍ من ضياء ..

يبكي على زمنٍ تولَّى

كانت الأحجارُ تيجاناً وأوسمةً

تزيِّنُ قامةَ الشرفاء ..

يدنو قليلاً من مياهِ النهرِ يلمَسُها

تعانقُ بؤسَهُ

يترنَّحُ المسكينُ بين الخوفِ والإعياء ..

ويعودُ يسألُ

فالسماءُ الآن في عينيهِ ما عادت سماء ..

أين العصافيرُ التي رحلَت

وكانت كلما هاجت بها الذكرى

تحِنُّ الى الغناء ..

أين النخيلُ يعانقُ السُّحبَ البعيدةَ

كلما عبَرتْ على وجهِ الفضاء ..

أين الشراعُ على جناحِ الضوءِ

والسفر الطويل .. ووحشة الغرَباء ..

أين الدموعُ تطلُّ من بين المآقي

والربيعُ يودع الأزهارَ

يتركها لأحزانِ الشتاء ..

أين المواويلُ الجميلةُ

فوق وجهِ النيلِ تشهد عُرسَهُ

والكون يرسمُ للضفاف ثيابها الخضراء ..

حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يبكي في العراء ..

حجرٌ ولكن من جمودِ الصَّخرِ ينبتُ كبرياء ..

حجرٌ ولكن في سوادِ الصَّخرِ قنديلٌ أضاء ..

حجرٌ يعلمنا مع الأيامِ درساً في الوفاء ..

النهرُ يعرفُ حزنَ هذا الصامت المهموم

في زمنِ البلادةِ .. والتنطُّعِ .. والغباء ..

* * *

حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يصرخُ في العراء ..

قد جاءَ من أسوان يوماً

كان يحملُ سرَّها

كالنورِ يمشي فوق شطِّ النيلِ

يحكي قصَّةَ الآباءِ للأبناء ..

في قلبهِ وهجٌ وفي جنبيهِ حلمٌ واثقٌ

وعلى الضفافِ يسيرُ في خُيلاء ..

ما زالَ يذكرُ لونهُ الطيني

في ركبِ الملوكِ وخلفَهُ

يجري الزمانُ وتركعُ الأشياء ..

حجرٌ من الزَّمنِ القديم

على ضفافِ النيلِ يجلسُ في بهاء ..

لمحوهُ عندَ السدِّ يحرسُ ماءهُ

وجدوهُ في الهرمِ الكبيرِ

يطلُّ في شممٍ وينظرُ في إباء ..

لمحوهُ يوماً

كان يدعو للصلاةِ على قبابِ القدسِ

كان يُقيمُ مئذنةً تُكَبِّرُ

فوقَ سد الأولياء ..

لمحوهُ في القدس ِ السجينةِ

يرجُمُ السفهاء ..

قد كانَ يركضُ خلفَهم مثل الجوادِ

يطاردُ الزمن الردئَ يصيحُ فوق القدسِ

يا اللهُ .. أنتَ الحقُّ .. أنتَ العدلُ

أنتَ الأمنُ فينا والرجاء ..

لا شئَ غيركَ يوقفُ الطوفان

هانت في أيادي الرجسِ أرضُ الأنبياء ..

حجرٌ عتيقٌ في زمانِ النُّبلِ

يلعنُ كلَّ من باعوا شموخَ النهرِ

في سوقِ البغاء ..

وقفَ الحزينُ على ضفافِ النهرِ يرقُبُ ماءَهُ

فرأى على النهرِ المُعذَّبِ

لوعةً .. ودموعَ ماء ..

وتساءَلَ الحجرُ العتيقُ

وقالَ للنهرِ الحزينِ أراكَ تبكي

كيفَ للنهرِ البكاء ..

فأجابهُ النهرُ الكسيرُ

على ضفافي يصرخُ البؤساء ..

وفوقَ صدري يعبثُ الجهلاء ..

والآن ألعَنُ كلَّ من شربوا دماءَ الأبرياء ..

حتى الدموعُ تحجَّرت فوقَ المآقي

صارت الأحزانُ خبزَ الأشقياء ..

صوتُ المَعاولِ يشطُرُ الحجرَ العنيدَ

فيرتمي في الطينِ تنزفُ من مآقيهِ الدماء ..

ويظلُّ يصرُخُ والمعاولُ فوقَهُ

والنيلُ يكتمُ صرخةً خرساء ..

* * *

حجرٌ عتيقٌ فوق صدرِ النيلِ يبكي في ألمْ ..

قد عاشَ يحفظُ كلَّ تاريخِ الجدودِ وكم رأى

مجدَ الليالي فوقَ هاماتِ الهرمْ ..

يبكي من الزَّمنِ القبيحِ

ويشتكي عجزَ الهِمَم ..

يترنَّحُ المسكينُ والأطلالُ تدمي حولَهُ

ويغوصُ في صمتِ الترابِ

وفي جوانحهِ سأم ..

زمن بنى منهُ الخلود وآخَرٌ

لم يبْقَ منهُ سوى المهانةُ والندم ..

كيفَ انتهَى الزَّمنُ الجميلُ

الى فراغٍ .. كالعَدَمْ ..

* * *

حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يصرخُ

بعدَ أنْ سَئِمَ السكوتْ ..

حتى الحجارةُ أعلنَت عِصيانَها

قامَت على الطرُقاتِ وانتفضَت

ودارت فوقَ أشلاءِ البيوت ..

في نبضِنا شئٌ يموت ..

في عزمِنا شئٌ يموت ..

في كلِّ حجَرٍ على ضفافِ النهرِ

يرتَعُ عنكبوت ..

في كلِّ يومٍ في الرُّ بوعِ

الخُضرِ يولَدُ ألفُ حوت ..

في كلِّ عُشٍّ فوقَ صدرِ النيلِ

عصفورٌ يموت ..

* * *

حجرٌ عتيقٌ

لم يزلْ في الليلِ يبكي كالصغارِ

على ضفافِ النيلْ ..

ما زالَ يسألُ عن رفاق ٍ

شاركوهُ العمرَ والزَّمنَ الجميل ..

قد كانت الشطآنُ في يوم ٍ

تُداوي الجرحَ تشدو أغنياتِ الطيرِ

يطربُها من الخيلِ الصهيل ..

كانت مياهُ النيلِ تَعشقُ

عطرَ أنفاسِ النخيل ..

هذي الضفافُ الخُضرُ

كم عاشَت تُغَنّي للهوى شمسَ الأصيل ..

النهرُ يمشي خائراً

يتسكَّعُ المسكينُ في الطُرُقاتِ

بالجسَدِ العليل ..

قد علَّموهُ الصَّمتَ والنسيانَ

في الزمنِ الذّليل ..

قد علَّموا النهرَ المُكابرَ

كيفَ يأنسُ للخُنوعِ

وكيفَ يركَعُ بين أيدي المستحيلْ ..

* * *

حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يصرخُ في المدى ..

الآن يلقيني السماسرةُ الكبارُ الى الرَّدى ..

فأموتُ حزناً

لا وداعَ .. ولا دُموعَ .. ولا صَدى ..

فلتسألوا التاريخَ عنِّي

كلُّ مجدٍ تحت أقدامي ابتدا ..

أنا صانعُ المجدِ العريقِ ولم أزل

في كلِّ رُكنٍ في الوجودِ مُخلَّدا ..

أنا صحوةُ الانسانِ في ركبِ الخُلودِ

فكيفَ ضاعَت كلُّ أمجادي سُدَى ..

زالت شعوبٌ وانطوَتْ أخبارُها

وبقيتُ في الزَّمنِ المكابِرِ سيِّدا ..

كم طافَ هذا الكونُ حولي

كنتُ قُدّاساً .. وكنتُ المَعبدا ..

حتى أطَلَّ ضياءُ خيرِ الخَلقِ

فانتفَضَت ربوعي خشيةً

وغدوتُ للحقِّ المثابرِ مسجدا ..

يا أيُّها الزَّمنُ المشوَّهُ

لن تراني بعدَ هذا اليومِ وجهاً جامِدا ..

قولوا لهُم

إنَّ الحجارةَ أعلنَت عِصيانَها

والصامِتُ المهمومُ

في القيدِ الثقيلِ تمرَّدا ..

سأعودُ فوقَ مياهِ هذا النَّهرِ طيراً مُنشِدا ..

سأعودُ يوماً حينَ يغتسلُ الصباحُ

البكرُ في عينِ النَّدى ..

قولوا لهُم

بينَ الحجارةِ عاشقٌ

عرِفَ اليقينَ على ضفافِ النيلِ يوماً فاهتدى ..

وأحبَّهُ حتى تَلاشَى فيهِ

لم يعرِف لهذا الحبِّ عُمراً أو مدى ..

فأحبَّهُ في كلِّ شئ ٍ

في ليالي الفرحِ في طعمِ الرَّدَى ..

مَن كانَ مثلي لا يموتُ وإنْ تغيَّرَ حالُهُ

وبدا عليهِ .. ما بدا ..

بعضُ الحجارةِ كالشموس ِ

يَغيبُ حيناً ضوؤُها

حتى إذا سَقَطَت قِلاعُ الليلِ وانكسرَ الدُّجى

جاءَ الضياءُ مغرِّدا ..

سيظلُّ شئٌ في ضميرِ الكونِ يُشعِرُني

بأنَّ الصُّبحَ آتٍ .. أنَّ موعِدهُ غدا ..

ليَعودَ فجرُ النيلِ من حيثُ ابتدا ..

ليَعودَ فجرُ النيلِ من حيثُ ابتدا ..

* * * * **********
48-هذي بلاد لم تعد كبلادي...

كم عشت أسأل .. أين وجه بلادي
أين النخيل .. و أين دفء الوادي
لا شيء يبدو في السماء أمامنا
غير الظلام .. وصورة الجلاد
هو لايغيب عن العيون كأنه قدر
كيوم البعث و الميلاد
قد عشت أصرخ بينكم و أنادي
أبني قصورا من تلال رماد
أهفو لأرض لا تساوم فرحتي
لا تستبيح كرامتي .. و عنادي
أشتاق أطفالاً كحبات الندى
يتراقصون مع الصباح النادي
أهفو لأيام توارى سحرها
صخب الجياد .. و فرحة الأعياد
اشتقت يوماً أن تعود بلادي
غابت و غبنا .. و انتهت ببعادِ
في كل نجم ضل حلم ضائع
و سحابة لبست ثياب حدادِ
و على المدى اسراب طير راحل
نسي الغناء .. فصار سرب جرادِ
هذي بلاد تاجرت في أرضها
و تفرقت شيعـًا بكل مزاد
لم يبق من صخب الجياد سوى الأسى
تاريخ هذى الأرض بعض جيادِ
في كل ركن من ربوع بلادي
تبدو أمامي .. صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع أرضها
حملت سفاحا .. فاستباح الوادي
لم يبق غير صراخ أمس راحل
و مقابر سئمت من الأجداد
و عصابة سرقت .. نزيف عيوننا
بالقهر و التدليس و الأحقاد
ما عاد فيها ضوء نجم شارد
ما عاد فيها صوت طير شادِ
تمضى بنا الأحزان ساخرة بنا
و تزورنا دوما .. بلا ميعادِ
شيء تكسر في عيوني بعدما
ضاق الزمان بثورتي و عنادي
أحببتها .. حتى الثمالة بينما
باعت صباها الغض للأوغادِ
لم يبق فيها غير صبح كاذب
و صراخ أرض في لظى استعبادِ
لا تسألوني عن دموع بلادي
عن حزنها .. في لحظة استشهادي
في كل شبر من ثراها صرخة
كانت تهرول خلفنا و تنادي
الأفق يصغر و السماء كئيبة
خلف الغيوم أرى جبال سوادِ
تتلاطم الأمواج فوق رؤسنا
و الريح تلقى للصخور عتادِ
نامت على الأفق البعيد ملامح
و تجمدت بين الصقيع أيادِ
و رفعت كفى .. قد يراني عابر
فرأيت أمي .. في ثياب حدادِ
أجسادنا كانت تعانق بعضها
كوداع أحبابٍ .. بلا ميعاد ِ
البحر لم يرحم براءة عمرنا
تتزاحم الأجساد في الأجسادِ
حتى الشهادة راوغتني لحظة
واستيقظت فجرا .. أضاء فؤادي
هذا قميصى فيه وجه بنيتي
و دعاء أمي .. كيس ملح زادي
ردوا إلى أمي القميص فقد رأت
ما لا أرى .. من غربتي و مرادي
وطن بخيل باعني في غفلة
حين اشترته عصابة الإفساد
شاهدت من خلف الحدود مواكبا
للجوع تصرخ في حمى الأسياد
كانت حشود الموت تمرح حولنا
و العمر يبكي .. و الحنين ينادي
ما بين عمر .. فر مني هاربا
و حكاية .. يزهو بها أولادي
عن عاشق هجر البلاد و أهلها
و مضى وراء المال .. و الأمجادِ
كل الحكاية أنها ضاقت بنا
و استسلمت للص و القواد
في لحظة .. سكن الوجود
تناثرت حولي مرايا الموت و الميلادِ
قد كان آخر ما لمحت على المدى
و النبض يخبو .. صورة الجلاد
قد كان يضحك .. و العصابة حوله
وعلى امتداد النهر .. يبكى الوادي
و صرخت و الكلمات تهرب من فمي
هذي بلاد .. لم تعد كبلادي

vueleve 03-10-08 01:59 PM

الله يعطيك العافية يا إسراء على المجهود الكبير

ما ننحرمش منك

و هذه مشاركة مني

بعتقد مش موجودة من ضمن القصائد




49-كيف تغضب؟

اغضب فإن الله لم يخلق شعوباً تستكين

اغضب فإن الأرض تـُحنى رأسها للغاضبين

اغضب ستلقىَ الأرض بركاناً ويغدو صوتك الدامي نشيد المُتعبين

اغضب

فالأرض تحزن حين ترتجف النسور

ويحتويها الخوف والحزن الدفين

الأرض تحزن حين يسترخى الرجال

مع النهاية .. عاجزين

اغضب

فإن العار يسكـُنـُنا

ويسرق من عيون الناس .. لون الفرح

يقتـُل في جوانحنا الحنين

ارفض زمان العهر

والمجد المدنس تحت أقدام الطغاة المعتدين

اغضب

فإنك إن ركعت اليوم

سوف تظل تركع بعد آلاف السنين

اغضب

فإن الناس حولك نائمون

وكاذبون

وعاهرون

ومنتشون بسكرة العجز المهين

اغضب

إذا صليت .. أو عانقت كعبتك الشريفة .. مثل كُل المؤمنين

اغضب

فإن الله لا يرضى الهوان لأمةٍ

كانت - وربُ الناسِ- خير العالمين

فالله لم يخلق شعوباً تستكين

اغضب

إذا لاحت أمامك

صورة الكهان يبتسمون

والدنيا خرابٌ والمدى وطنٌ حزين

ابصـُق على الشاشات

إن لاحت أمامك صورة المُتـنطعين

اغضب

إذا لملمت وجهك بين أشلاء الشظايا

وانتزعت الحلم كي يبقى على وجه الرجال الصامدين

اغضب

إذا ارتعدت عيونك

والدماء السود تجرى في مآقي الجائعين

إذا لاحت أمامك أمة مقهورة خرجت من التاريخ

باعت كل شئٍ

كل أرضٍ

كل عِرضٍ

كل دين

ولا تترُك رُفاتك جيفةً سوداء كفنها عويل مُودعِـين

اجعل من الجسد النحيل قذيفة ترتج أركان الضلال

ويُـشرق الحق المبين

اغضب

ولا تُسمع احد

فإنك إن تركت الأرض عارية

يُـضاجعها المقامر .. والمخنث .. والعميل

سترى زمان العُـهر يغتصب الصغار ويـُـفسد الأجيال

جيلا ً.. بعد جيل

وترى النهاية أمة . مغلوبة . مابين ليل البطش . والقهر الطويل

ابصق على وجه الرجال فقد تراخى عزمُهم

واستبدلوا عز الشعوب بوصمة العجز الذليل

كيف استباح الشرُ أرضك ؟

واستباح العُهر عرضك ؟

واستباح الذئبُ قبرك ؟

واستباحك فى الورى

ظلمُ الطـُغاةِ الطامعين ؟؟؟

اغضب

إذا شاهدت كـُهَّان العروبة كل محتال تـَخـفـَّى في نفق

ورأيت عاصمة الرشيد رماد ماضٍ يحترق

وتزاحم الكـُهَّان فى الشاشات تجمعهم سيوف من ورق

اغضب

كـَـكـُـلِّ السَّاخطين

اغضب

فإن مدائن الموتى تـَضجُّ الآن بالأحياء .. ماتوا

عندما سقطت خيول الحـُـلم وانسحقت أمام المعتدين

إذا لاحت أمامك صورة الأطفال في بغداد

ماتوا جائعين

فالأرض لا تنسى صهيل خيولها

حتى ولو غابت سنين

الأرض تـُـنكر كـُـلَّ فرع عاجز

تـُـلقيهِ في صمت تـُـكـفـِّـنـُـه الرياح بلا دموعٍ أو أنين

الأرض تكره كل قلبٍ جاحدٍ

وتحب عـُـشاق الحياة

وكل عزمٍ لا يلين

فالأرض تركع تحت أقدام الشهيد وتنحني

وتـُـقبِّـل الدم الجسور وقد تساقط كالندى

وتسابق الضوءان

ضوء القبر .. في ضوء الجبين

وغداً يكون لنا الخلاص

يكون نصر الله بـُشرى المؤمنين

اغضب

فإن جحافل الشر القديم تـُـطل من خلف السنين

اغضب

ولا تسمع سماسرة الشعوب وباعة الأوهام .. والمتآمركين

اغضب

فإن بداية الأشياء .. أولها الغضب

ونهاية الأشياء .. آخرها الغضب

والأرض أولى بالغضب

سافرت في كل العصور

وما رأيت .. سوى العجب

شاهدت أقدار الشعوب سيوف عارٍ من خشب

ورأيت حربا بالكلام .. وبالأغاني .. والخـُطب

ورأيت من سرق الشعوب .. ومن تواطأ .. من نهب

ورأيت من باع الضمير .. ومن تآمر .. أو هرب

ورأيت كـُهانا بنوا أمجادهم بين العمالة والكذب

ورأيت من جعلوا الخيانة قـُدس أقداسِ العرب

ورأيت تيجان الصفيح تفوق تيجان الذهب

ورأيت نور محمد يخبو أمام أبى لهب

فاغضب فإن الأرض يـُحييها الغضب

اغضب

ولا تُسمع أحد

قالوا بأن الأرض شاخت .. أجدبت

منذ استراح العجز في أحشائها .. نامت ولم تُنجب ولد

قالوا بأن الله خاصمها

وأن رجالها خانوا الأمانة

واستباحوا كل عهد

الأرض تحمل .. فاتركوها الآن غاضبة

ففي أحشائها .. سُخط تجاوز كل حد

تـُخفى آساها عن عيون الناس تـُنكر عجزها

لا تأمنن لسخط بركان خمد لو أجهضوها ألف عامٍ

سوف يولد من ثراها كل يومٍ ألف غد

اغضب

ولا تُسمع أحد

أ سمع أنين الأرض حين تضم في أحشائها عطر الجسد

أ سمع ضميرك حين يطويك الظلام .. وكل شئ في الجوانح قد همد

والنائمون على العروش فحيح طاغوت تجبّر .. واستبد

لم يبق غير الموت

إما أن تموت فداء أرضك

أو تـُباع لأي وغد

مت في ثراها

إن للأوطان سراً ليس يعرفه أحد


الساعة الآن 11:03 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية