منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   رجل المستحيل (https://www.liilas.com/vb3/f156/)
-   -   (رواية) 28 - قلب العاصفة (مكتوبة) (https://www.liilas.com/vb3/t89311.html)

awad200 13-09-08 11:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eng.eses (المشاركة 1638528)
مجهود مذهل يا عوض ...

بجد تسلم إيديك...

إلى الأمام يا بطل

نورت يااسلام وشكرا على تشجيعك

awad200 13-09-08 11:55 PM

11- الاقتحام
تارجح الحبل السميك الذى ادلى له ادهم على جانب الباخرة فى قوة اثر الرياح القوية والامواج الشديده التى ترتطم بجانب الباخرة فى قسوة وغلظه وتؤرجحها فوق سطح البحر كاللعبة
وقال القبطان ايهاب وهو يتشبث بحاجز الباخرة فى قوة ويضم سترته خشية ان تلقى به الرياح فى اعماق البحر الثائر :
- مازلت اصر على انك تلقى بنفسك فى فم الموت ايها العقيد
تجاهل ادهم عباره القبطان وقال وهو يمسك الحبل فى قوة ويدلى ساقيه خارج حاجز الباخرة :
- لم تعد امامنا سوى خمس دقائق ايها القبطان وسوف اهبط هلى الفور تمن لى التوفيق .
وقبل ان يفتح القبطان فمه بكلمه واحده كان ادهم قد انزلق متشيثا بالحبل على جانب الباخرة فغمغم القبطان فى مزيج من الدهشه والاسف والاعجاب :
- ياله من رجل ان الموت نفسه ليستحى ان ياخذه على غره
لم يسمع ادهم عبارة القبطان اذ كان يتشبث بالحبل بكلتا قبضتيه وهو ينزلق فى بطء معتمدا بقدميه على جانب الباخرة على حين ترتطم به الامواج فى اصرار تحاول دفعه ليرتطم بالباخرة وتحاول الرياح جاهده انتزاعه من مكانه والتطويح به فى قاع البحر وهو يقاوم هذا وذاك فى قوة حديدية واراده فولاذيه
كان جسده يعجز فى بعض اللحظات عن تحدى الرياح فيجد نفسه يبتعد عن الباخرة ثم لا تلبث الامواج ان تلطمه فيعود الى موضعه الاول وهنا تعاود الرياح دفعه وهكذا دواليك حتى بدا وكانه يقفز فوق جانب الباخرة كحيوان كنجارو فوق سطح راسى وشعر بالام شديده فى كفيه وساعديه ولكنه لم يشا ان يتخلى عن معركته ولم يكن لديه بديل عن النصر...ولكن كيف ؟
وبرغم خطورة الموقف وشده العاصفه الا ان ادهم ارخى قبضتيه قليلا وترك جسده ينزلق فى سرعة تمثل خطورة قصوى وهو يقترب من النوافذ الثمانى لردهه الطعام والتى تطل على البحر الثائر ..
وفى مهارة مذهلة وسط العاصفة المرعبه انزلق ادهم بين نافذتين متجاورتين وبذل مجهودا رهيبا ليتشبث فى اطار احداهما ويتطلع خلسه من خلال الثانية ...
راى ادهم من النافذه وجوها شتى يكسوها الرعب والفزع وراى بيريز واسحق ونافون وشعر بمقت شديد يملا نفسه قوة عندما راى هذا الاخير يجذب امراة من شعرها وهو يضحك فى جنون ويرفع صمام الامان من مسدسه والمراه المسكينه تصرخ فى رعب وهلع وتتوسل فى بكاء ونحيب دون ان تبدو ادنى ملامح الشفقه على وجه نافون المتحجر.......
شعر ادهم بكراهية شديده تملا كيانه حتى انه لم يشعر كيف تخلى عن الحبل السميك باحدى قبضتيه وانتزع مسدسه وسط الرياح القوية والامواج العتيه ثم دفع جانب الباخرة بقدميه فى قوة فابتعد عنها ثم عاد يندفع فى قوة نحو احدى النوافذ الزجاجيه وقد امتلات ملامحه بكراهيه لم يعهدها فى نفسه طيله حياته الحافله
*********
نظر نافون فى ساعته بعصبيه ثم صاح فى توتر وشراسه :
- حان وقت الضحية الثالثه ايها الساده ان حكومتكم لم تستجب لمطالبنا بعد وسيقع عبء دمائكم على راسها
ارتفع الصراخ والبكاء وتعالت التوسلات وكل من الركاب يرتعد فرقا خشيه ان يكون هو الضحية التاليه
وقال اسحق فى قلق :
- كفى يانافون لقد اسلت الكثير من الدماء واخشى ان يثير هذا غضب المصريين ف ...
قاطعه نافون صائحا فى قسوة :
-لن يفعلوا شيئا ياصديقى .. لن يفعلوا شيئا ..
ثم قفز نحو سيده فى ازائل الثلاثينات فجذبها من شعرها وانتزعها من مقعدها فى قسوه وهى تصرخ وتتوسل فى رعب وهو يطلق ضحكات ساخرة عاليه ويصرخ فى لهجه اقرب الى الجنون :
- لا فائده ياجميلتى لن ينقذك شىء من انتقامى مالم تستسلم حكومتك لمطالبى
صرخت السيده فى ضراعه :
- ارحم اولادى انا ام
قهقه نافون ضاحكا وجذب المسكينه من شعرها وهو يلصق فوهه المسدس براسها ويرفع صمام الامان به صارخا :
- الشيطان وحده قادر على انقاذك ياجميلتى لو انه يرفض موتك فليات بنفسه ويطلب منى الابقاء على حياتك هيا دعى الشيطان ياتى الى هنا هيا
ولم يكد نافون يتم عبارته حتى بدا وكان الجحيم قد استجاب لندائه اذ اندفع الشيطان نفسه وسط عاصفه من الزجاج المهشم داخل ردهه الطعام
***********
لو اراد فنان مغمور ان يصوغ بريشته لوحه تدفع به لارتقاء عالم الشهرة وتعبر عن مزيج من اعجب المشاعر البشريه فى اطار واحد لاختار تلك اللقطه التى اندفع فيها جسد ادهم صبرى كاقذيقه عبر النافذه الى داخل ردهه الطعام وسط دوى شديد واشترك فى صنعه تحطم الزجاج وارتطام الامواج وصفير الرياح فى ان واحد
فقد تفجر ذهول فى وجوه الارهابيين الثلاثه وانطلقت صيحات رعب من حناجر بعض الركاب وسقط البعض الاخر ارضا فى انهيار ووجم الباقون وقد تصوروا ان هجوم ادهم طليعه لاقتحام قوات الصاعقه المصريه مما قد ينشا عنه مصرع بعضهم كل هذا اصاب الجميع فى الثانيه الاولى من اقتحام ادهم لردهه الطعام ..
وقبل ان يتبخر الذهول ويذوب الرعب ويختفى الوجوم قفز ادهم صبرى فى رشاقه غزال ووقف على قدميه فى خفه فهد وتحركت ذراعه فى سرعه وانطلقت من مسدسه رصاصه اطاحت بمسدس نافون على بعد سته امتار من معصمه ثم دار ادهم على عقبيه وسط مجموعه من صيحات الرعب انطلقت من حناجر البعض واطلق رصاصته الثانيه لتخترق راس اسحق
بين عينيه تماما فيهوى كتمثال من حجر دون ان يخرج من بين شفتيه حرف واحد فى نفس اللحظه التى انطلقت فيها رصاصه من مسدس بيريز واصابت الارض بين قدمى ادهم تماما
وقفز ادهم جانبا والقى جيده على الارض واطلق رصاصاه ثالثه مرقت من عنق بيريز فى منتصف حنجرته تماما وخرجت من فمه حشرجه مؤلمه وهو يضرب عنقه بكفيه وكانما يحاول سد الثقب الذى حطم جهازه التنفسى ثم انهار متكوما على ارضيه رده الطعام جثه هامده ..
واستدر ادهم مرة اخرى مصوبا مسدسه الى نافون ولكنه جذب المراه الى صدره وصنه منها درعا تقيه رصاصه ادهم الاخيرة وهو يصرخ :
- حاول ايها المصرى ولتكن رصاصاتك هى رسول الموت لهذه السيده المصرية
نهض ادهم قائلا فى صوت يفيض بالكراهيع :
- دع هذه السيده ايها السفاح .. الم يكفيك ماسفكت من دماء ؟
قهقه نافون فى جنون وصاح :
- اطلق النار اذن ولتكن انت قاتل مواطنتك
تجمع الركاب فى ركن الردهه الفسيحه فى رعب يطالعون الموقف وارتسم الفزع والياس باجلى صورهما على وجه الاسيره على حين قال ادهم فى صرامه :
- حسنا ايها الوغد احتفظ باسيرتك ولكننى لن اسمح لك بالافلات حيا .....ساقتلك
صاح نافون فى تردد يشوبه الجزع :
- انك لن تجرؤ
رفع ادهم مسدسه وصوبه نحو نافون والسيده قائلا فى برود :
- هل تظن ذلك ؟ لنر اذن
وفجاه دفع نافون المراه بعيدا وهو يصرخ :
- اذهبى عليك اللعنه
وفوجىء به الجميع يرفع القنبله الحارقه منزوعه الفتيل ويصرخ فى جنون :
- خذ ايها المصرى هذه هديه من شياطين الجحيم

awad200 13-09-08 11:56 PM

12-الختام
قال ركاب الباخرة حرية فى احاديثهم الصحفيه التى تلت النجاه من حادث الاختطاف البشع
ان الفضل الاول فى انهاء الموقف للضابط المصرى الذى كان يتحرك بسرعه ومهاره مذهلتين ..
فلم يكد نافون يرفع القنبله فوق راسه استعدادا لالقائها على ادهم صبرى حتى انحنى هذا الاخير فى ثبات عجيب وسرعه خرافيه ورفع مسدسه فى جراه وقوه واطلق رصاصته الاخيرة نحو القنبله ..
انفجرت قنبله النابالم الحارقه قبل ان تفارق كف نافون الذى صرخ حينما اصابت شظاياها جسده ثم لم يلبث صراخه ان تحول الى بركان من الرعب والالم امام اعين الجميع
فقد سقطت ماده النابلم فوق جسده الذى اشتعل دفعه واحده وتحول الى كتله من النيران واخذ يصرخ فى مزيج من رعب شديد والم هائل وهو يتلوى يخبط كفيه محاولا النجاه وارتفعت من جسده رائحة شواء مقززة ..
ولكن عجيبه هى هذه الكراهية فبرغم وجود اكثر من انبوبه اطفاء فى الردهه وبرغم طبيعه ادهم التى تضم الشهامه المصريه والاقدام العربى وبرغم صيحات الالم والتوسل التى اطلقها نافون الا ان احدا لم يتقدم خطوة واحده فى محاوله لانقاذه بدا وكان تبلدا شديدا قد اصاب مشاعر الجميع ..
ظل وجه ادهم جامدا هادئا تلوح فيه امارات الكراهية والبغض وهو يتطلع بعينين باردتين الى الرجل الذى يحترق امامه دون ان يحاول انقاذه
كان يشعر ان هذا هو جزاؤه العادل بعد ان قتل بلا رحمه فتاه فى ريعان شبابها وطفلا بريئا مسكينا
اما ركاب الباخرة فقد شعروا بمزيج من الشماته واللامبالاه لم يكن نافون بالنسبه لهم رجلا يحترق بل مجرد شيطان عادت نيران الجحيم لتضمه اليها كما تضم الام وليدها كانوا يرون انها نهايته الطبيعيه لان الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل...
واخيرا سقط نافون وسكن جسده الى الابد وتوقفت صرخات الالم من فمه هنا فقط توجه ادهم فى هدوء الى انبوبه الاطفاء ودفع الماده الرغوية لتطفىء النيران
***********
نظر القبطان ايهاب رضوان ف ىساعته وقال فى راحه :
- انها الثالثه تماما وها نحن اولاء فى طريقنا الى الاسكندرية لقد اطلقنا العنان لمحركات الباخرة
تمتم ادهم ف ىشرود :
- هذا عظيم
عاد القبطان يقول :
- لا ريب انك تشعر بالفخر بعد ان تحدث اليك السيد رئيس الجمهوريه نفسه عبر لاسلكى الباخرة ..
اراهن انه سيمنحك وساما وانت تستحقه فى الواقع
ابتسم ادهم واوما براسه دون ان ينطق فاستطرد القبطان :
- من العجيب اننى لم اعرف اسمك بعد هل هو سر ؟
قال ادهم فى هدوء :
- تقريبا
اوما القبطان براسه متفهما وقال :
- لن يدهشنى ذلك لاريب انك رجل من نوع خاص انك رجل قادر على فعل المستحيل
وفى تلك اللحظه ارتفع صفير اللاسلكى فتناول القبطان سماعته واستمع الى محدثه فى هدوء ثم ناول السماعه الى ادهم وهو يقول فى ابتسامه حانيه :
- انها رساله خاصه لك ياسيادة العقيد
تناول ادهم السماعه فى هدوء ووضعها فوق اذنه متسائلا :
- من المتحدث ؟
ولم يكد يسمع صوت النتحدث حتى انفجرت اساريره وارتسمت على وجهه علامات ارتياح بالغ وحنان عجيب وهو يهمس فى صوت متهدج :
- كم اشتقت لسماع صوتك ياعزيزتى كيف حالك ؟
جاءه صوت منى توفيق عبر موجات الاثير تقول فى رقه وسعاده :
- بل كيف حالك انت ياسيادة العقيد ؟ نحن جميعا فى انتظارك الادارة باكملها تتحدث عن النجاح المبهر الذى حققته
انت عظيم كعهدى بك
ضحك وهو يقول :
- ولكننى كنت افتقدك ياعزيزتى انها المرة الاولى التى اعمل فيها وحيدا منذ بدانا عملنا معا لقد افتقدتك بشده ..
ولو استطاع رؤيه وجهها فى هذه اللحظه لانفجر ضاحكا لشده ماتخضب بحمرة الخجل ولكنه شعر بذلك فى صوتها الرقيق الذى اختلج وهى تقول :
- اننى لم اعد لمنزلى بعد فانا اتابع اخبارك فى الادارة منذ رحيلك وحدك
سالها مداعبا :
- هل شعرت بالخوف ؟
اجابته فى حنان :
- بعض الشىء ولكننى كنت واثقه من انتصارك الست رجل المستحيل ...
ابتسم القبطان ايهاب رضوان وهو يتطلع الى وجه ادهم الذى تحول الى الحنان البالغ واشاح القبطان بوجهه ليخفى دمعه سعيده انحدرت من عينيه فقال بصوت مرتفع محاولا مداراه مشاعرة :
- هيا ايها الرجال ..فلننطلق باقصى سرعه ..اريد ان نبتعد بقدر الامكان عن هذا المكان عن قلب العاصفه
*********
} تمت بحمد الله {

awad200 14-09-08 12:03 AM

رابط الرواية كامله على هيئة word

http://www.liillas.com/up2/uploads/f...c987de99f0.rar

رابط الرواية على هيئة pdf


http://www.liillas.com/up2/uploads/f...e7f92e6028.pdf


الساعة الآن 07:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية