منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   رجل المستحيل (https://www.liilas.com/vb3/f156/)
-   -   (رواية) 28 - قلب العاصفة (مكتوبة) (https://www.liilas.com/vb3/t89311.html)

awad200 06-09-08 03:10 PM

اسف على التاخير ياجماعه بس فعلا كان عندى مشكله فى النت والحمد لله تم تصليحها

3- الخدعه الاولى
اغلق ادهم صبرى ازرار زى الغطس المطاطى واحكم رباط انبوب الاكسجين المعلق فوق ظهره عندما قال قائد الهليكوبتر التى تقله :
- ها قد بدت الباخره على بعد كيلومتر واحد ياسياده العقيد ؟
القى ادهم نظره سريعه على ساعته فوجد انها تشير الى الثامنه والربع مساءا وقال وهو يفتح باب الهليكوبتر ويشعر بالهواء البارد يرتطم بوجهه:
- اخبرنى حينما تصبح على بعد نصف كيلومتر فقط
ساله الطيار فى قلق :
- هل تريد ان اهبط قليلا ؟ لقد بدات الامواج فى الارتفاع و...
قاطعه ادهم قائلا فى سخريه :
- استمر فى ارتفاعك ياصديقى اننى اهوى القفز من عل.
زوى الطيار مابين حاجبيه وقال فى قلق :
- ولكننا ننطلق على ارتفاع ثلاثمائه كيلومتر و ...
قاطعه ادهم فى لهجه امره :
- اين نحن الان ؟
قال الطيار وقد تخلى عن قلقه وعادت اليه الروح القتاليه :
- على بعد نصف كيلومتر تماما
وضع ادهم منظار الغوص فوق عينيه وقال فى لهجه اقرب الى المرح :
- الى اللقاء ياصديقى موعدنا على الشاطىء او فى الجنه
وقبل ان يرد الطيار تحيته كان ادهم قد القى بنفسه فى الهواء وسبح جسده طويلا وهو يهبط بسرعه رهيبه نحو مياه البحر التى ارتفعت امواجها وتلاطمت ولكنه لم يلبث ان غاص وسطها كالحجر واندفع كثيرا نحو الاعماق قبل ان تدفعه حركه يديه وقدميه ويساعده دفع الماء على الارتفاع مره اخرى
وفى الهليكوبتر هز الطيار راسه فى دهشه وغمم محدثا نفسه:
- ياله من رجل لقد قفز دون ان يتردد لحظه واحده انه حقا رجل من نوع خاص
ثم اردف وهو يندفع ليدور حول الباخره :
- حسنا فلندعه لعمله ولاقم انا بعملى
*********
وقف القبطان ايهاب رضوان بقامته الفارهه ووجهه الطفولى يتطلع الى مياه البحر محاولا اختراق الظلمات وقد بدا القلق واضحا على ملامحه حيث زوى حاجبيه الرفيعين وزم شفتيه الصغيرتين وضاقت عيناه الواسعتان وهو يقول فى ضيق واضح مدثا احد المختطفين اللذين يحتلان كابينه القياده :
- لو اردت نصيحتى فهذه العمليه فاشله تماما :
ابتسم اكبر المختطفين حجما وقال فى سخريه :
- يمكنك ان توفر نصائحك وتدعنا لعملنا ايها القبطان .
هز القبطان ايهاب راسه فى حنق وقال فى حده :
- انك لاتقدر عواقب الامور..ان خبرتى الطويله ونتائج اجهزه وعدادات الباخره تقول اننا سنتعرض جميعا لعاصفه عاتيه بعد ساعه ونصف ساعه على الاكثر.
ابتس المختطف وقال :
- هل تخشى العواصف ايها القبطان ؟
مط القبطان شفتيه ولاذ بالصمت على حين قال المهندس الاول :
- القبطان يعنى انه مالم نتحرك مبتعدين عن هذه النقطه فان العاصفه ستدمرنا تمام
اطلق المختطف ضحكه ساخره عاليه وقال :
- هذا صحيح ايها المهندس نحن ايضا نعلم بامر هذه العاصفه انها تماما ما نحتاج اليه
نظر اليه القبطان فى دهشه وكذلك فعل المهندس الاول على حين استطرد فى تهكم :
- لاريب ان خبرائكم وقادتكم ويعلمون ايضا بامر هذه العاصفه العاتيه كما يعلمون ان الحد الاقصى لابتعادنا عن قلبها حيث يزداد الخطر هو الثالثه والنصف صباحا وهذا مفيد للغايه ياصديقى
اولا: لن يمكن اقتحام الباخره منذ بداية العاصفه وحتى نهايتها
ثانيا: سيظن قادتكم اننا نجهل الخطر الذى تتعرض اليه الباخره بدليل اننا منحناهم مهله طويله ستتحطم الباخره قبلها بكثير لو ظلت هنا وبالتالى ستزداد الضغوط عليهم لتنفيذ مطلبنا خوفا على حياه الركاب.
ثالثا : ستصيب العاصفه معظم الركاب بدوار البحر بحيث تتم السيطره عليهم بصوره اسلس هل رايت كيف خططنا للامر بعنايه؟
ظهر الاشمئزاز على وجه القبطان وعاد يتطلع الى ظلمات البحر موليا المختطفين ظهره وهو يقول فى ضيق :
- ايا كان ما خططتم له فلا ريب ان العاصفه ستهاجمنا بضراره وسواء نجحت خطتكم ام فشلت فستتحطم الباخره تمام حتى يصبح من الصعب تمييز اسمها فوق بقايها .
وفجاه قفز المختطف من مقعده وصاح فى قسوه :
- فليصمت الجميع هناك هليكوبتر تقترب
لمع بريق الامل فى عينى القبطان وحاول مداراه الامر قائلا:
- انه صوت الامواج فالعاصفه تقترب
صاح المختطف فى شراسه:
- صه ايها القبطان اللعين انه صوت طائرة لا يمكنك ان تخدع محترفا مثلى
ثم اشار الى بقعه ضوئيه تدور حول الباخره وصاح فى قسوه وغضب :
- هاهى ذى اقسم ان اقتلكم جميعا لو انها تحمل رجال انقاذ اقسم على ذلك
***********
تخلص ادهم من انبوب الاكوسجين وتركه يغوص الى الاعماق ثم صعد الى سطح البحر بجوار جسم الباخره تمام وسبح فى هدوء حتى وصل الى الجنزير المعدنى الذى يربط الهلب بالباخره واسره يتسلقه فى مهاره وسرعه ثم انتظر قليلا حتى سمع صوت الهليكوبتر تدور حول الباخره من الجانب الاخر فتحرك فى خفه وواصل تسلقه ثم قفز داخل غرفع الماكينات بالباخره من خلال فتحه انزال الهلب ظل ادهم ثابتا كالتمثال فتره طويله ثم غمغم فى سخريه
- من الواضح ان صديقنا الطيار قد قام بعمله على اكمل وجه لقد جذب انتباههم تماما الى الجانب الاخر بحيث سمح لى بالدخول دون ان يلمحنى احد
وفى الحال بدا ينزع حله الغوص فى خفه وكان يرتدى تحتها زى ضابط بحريه برتبه مقدم ولم يكد ينتهى من نزع الثوب المطاطى حتى شعر بقطعه من المعدن البارد تلتصق بجنبه وسمع صوتا هادئا يقول :
- افصح عن هويتك ياصديقى واسرع فانا لا اتميز بالصبر ورصاصات مسدسى قلقه تريد ان تنطلق مخترقه ثوبك التنكرى الزائف هذا.
*******************
4- أمواج الخطر
لم يضيع ادهم صبرى وقتا طويلا فى محاوله معرفه شخصيه مهاجمه بل قرر تاجيل ذلك لما بعد وتحرك فى سرعه مذهله فما جانبا وغاص الى اسفل ثم دار حول نفسه كراقص باليه وقبض على معصم الرجل الذى يهدده بمسدسه ثم تحركت قبضته الاخرى ف ىسرعه لتغوص فى معده الرجل ثم ترتفع الى ذقنه فى لكمه قويه القته ارضا وافلت مسدسه من يده وقبل ان يعاود الرجل النهوض التقط ادهم مسدسه وصوبه اليه قائلا فى سخريه :
- والان ياصديقى ها قد تبدلت الادوار وانا الذى اطالبك بالافصاح عن هويتك
كان المهاجم شابا فى اواخر العشرينات من عمره مستطيل الوجه وسيما له انف مستقيم وعينان واسعتان ووجه حليق وفم صغير رفيع الشفتين ويميز ذقنه العريضه طابع الحسن الغائر فى منتصفها وكان فى هذه اللحظه يحدق فى وجه ادهم بذهول ويغمغم:
- انك تتحدث العربيه وباللهجه المصريه هل انت؟ هل انت ؟
اكمل ادهم سؤاله مجيبا ايه قائلا :
- نعم ياصديقى انا ضابط مصرى فى مهمه خاصه لمحاوله انقاذ الباخره من المختطفين
تهلل وجه الساب وهو ينهض فى سرعه ويمد يده مصافحا ادهم وقائلا فى لهفه :
- كنت اعلم انهم لن يتركونا لا ريب انك عرفت رتبتى من زيى الرسمى انا الملازم بحرى شوقى فاضل
ابتسم ادهم وقال وهو يعيد اليه المسدس :
- لو اننا تقابلنا فى ظروف مختلفه لقلت لك اننى سعيد بهذا اللقاء ياشوقى اما الان فانا اريد منك ان تمدنى ببعض المعلومات عن المختطفين واخبرنى اولا لماذا ترك الفنيون غرفه المحركات خاليه ؟
قال شوقى فى أسف :
- ليس هناك داع لوجودهم مادام هؤلاء الاوغاد يصرون على ايقاف الباخره وسط البحر هكذا
ورفع راسه الى ادهم مستطردا :
- الادهى انه هناك عاصفه عاتيه فى طريقها الينا وقد تتحطم الباخره تماما لو لم ...
قاطعه ادهم قائلا :
- أعلم امر العاصفه ايها الملازم دعك منها الان واخبرنى كم عدد المختطفين ؟ واين يتوزعون بالضبط ؟
قال شوقى على الفور :
- حسبما اعلم فهم خمسه اشخاص يحتل ثلاثه منهم ردهه الطعام ويسيطرون على ركاب الباخره تماما على حين يحتل الباقون كابينه القياده حيث يعتقلان القبطان والمهندس الاول للباخره ولقد وضعوا خطتهم فى مهاره وسيطروا بذلك على الباخره تماما
صمت ادهم قليلا ثم ساله :
- هل هناك اتصال بين الجانبين ؟ اعنى هل يتصل محتلو ردهه الطعام بزميليهما فى كابينه القياده والعكس بالعكس ؟
هز شوقى كتفيه وقال :
- لم يحدث شىء من هذا حتى الان ولكن وسيله الاتصال موجوده فكابينه القياده تتصل بكل مكان فى الباخره
اخذ ادهم يفكر قليلا ثم فال :
- حسنا اعتقد ان لدى خطه صالحه اذن وسوف ابدا بتنفيذها فور حدوث العاصفه
ثم نظر الى ساعته وقال مبتسما :
- اى بعد ساعه واحده من الان
***********
نظر القبطان ايهاب رضوان الى جهاز الرادار الخاص بكابينه القياده وزوى مابين عينيه قلقا فقد كان من الواضح مما ارتسم عليه ان هناك زورقا بحري ضخما يقترب من الباخره
شعر القبطان بالامل والخوف فى ان واحد صور لخ الامل ان هذا الزورق البخارى الضخم يضم فريق كوماندوز خاص قدم لانقاذ الباخره والقضاء على المختطفين وملاه الخوف من ان يؤدى ذلك الى اصابه ركاب الباخره بسوء وخشى ايضا ان يلحظ المختطف الذى يجلس فى مواجهته قدوم الزورق البخارى فاولى الرادار ظهره وحاول ان يحجبه عن المختطف ثم ازدرد لعابه وساله فى محاوله لشغل انتباهه:
-ماذا تتوقع اذا ماوافقت الحكومه المصريه على تسليمك يعقوب زافان ؟
ضحك المختطف وقال :
- لن تسلمنى حكومتكم اياه بل سترسله فى طائرة خاصه الى سويسرا وفور مغادرته اراضيكم ساتلقى اشاره سريه خاصه تشير الى نجاح العمليه
ساله القبطان مستمرا فى محاوله مشاغلته :
- وكيف تتوقع نجاتك انت بعد ذلك ؟
فتح المختطف فمه وهم بالرد على سؤال القبطان عندما ارتفع ازير متقطع من جهاز اللاسلكى اعقبه صوت اجش يقول بالانجليزيه :
- من شمونا الى عسرا نحن نقترب امازال الحال على مايرام ؟
اتسعت عينا القبطان والمهندس الاول ذهولا على حين تنهد المختطف الضئيل فى راحه وقفز الضخم من مقعده وهو يقول فى مرح:
- ها قد وصل الرفاق الم ترهم على شاشه رادارك اللعين هذا ايها القبطان ؟
استدار القبطان يتطلع فى دهشه مره ثانيه الى الزورق البخارى الضخم الذى يقترب ثم غمغم وقد نم صوته عن تحطم امله :
- اهذا الزورق تابع لكم ؟
اسرع المختطف يلتقط سماعه جهاز اللاسلكى وهو يقول فى سخريه :
- الم اقل لك اننا لا نعرف لفشل طريقا ايها القبطان الاحمق ؟
ثم اردف فى قسوه:
- مر رجالك بعدم التعرض لرفاقنا حينما يصعدون الى سطح باخرتك ايها القبطان والا تعرضوا لنيران مدافعهم الرشاشه
***********
ارتفع حاجبا ادهم فى دهشه وشعر الملازم شوقى برغبه شديده فى البكاء حينما ارتفع صوت القبطان ايهاب فى مكبرات الصوت المنتشره يحذر رجاله من اعتراض طريق القراصنه السبعه الذين صعدوا من زورقهم البخارى الضخم وقفزوا الى سطح الباخره وهم يحملون المدافع الرشاشه وفوق شفاه كل منهم ابتسامات ساخره شامته
كانوا يصوبون مدافعهم الى بحاره الباخره ويامرونهم فى قسوه ان يتراصوا فى صفوف منتظمه وسمع ادهم من مخبئه احدهم يقول فى سخريه :
- ها قد ارتفعت الامواج ان العاصفه على وشك الهبوب اننا اخر من يصعد الى السطح يارفاق
ثم اطلق ضحكه ساخره عاليه قبل ان يردف :
- انه درس يعلم المصريين كيف انهم لا يصلحون لمنافستنا
قال الملازم شوقى فى غيظ :
- كم اود ان احطم عنق هذا الوغد الذى يسخر منا ى شماته
اجابه ادهم فى هدوء :
- من يضحك اخيرا يضحك كثيرا ايها الملازم
قال شوقى ف ىياس :
- ولكن وصول هؤلاء القراصنه يعنى فشل الخطه التى وضعتها ياسياده العقيد
ابتسم ادهم فى سخريه وقال :
- من قال هذا ياصديقى ؟
ثم اردف وهو يتطلع خلسه الى القراصنه السبعه وقد انتشروا على سطح الباخره :
- كل مافى الامر ان عدد المختطفين قد ارتفع من خمسه الى اثنى عشر وان الامر قد تحول الى حرب عصابات وعاد يبتسم فى سخريه وهو يستطرد متهكما :
- وانا افضل هذا النوع من الحروب فى الواقع
********

awad200 07-09-08 10:06 PM

5- عمليه طرح
سحب احد القراصنه نفسا عميقا من سيجاته وقال وهو يضم ياقه معطف المطر السميك الذى يرتديه ويتفث الدخان الكثيف فى قوة :
- ها قد بدأت العاصفه يا راؤل يقولون انها ستصل الى ذروتها فى الرابعه صباحا الم يستجب هؤلاء المصرين الى مطالبنا بعد ؟
هز رفيقه راسه نفيا وقال :
- كلا ياباهول يبدو انهم يتميزون بالعناد ايضا
عاد باهول يضم ياقه معطفه ويسحب الدخان من سيجاته وهو يقول فى حنق :
- ياللعاصفه اللعينه لقد ارتفعت الامواج بشده والباخره تتارجح على سطح الماء ككره تنس الطاوله ويقولون اننا فى البدايه
اوما راؤل براسه موافقا وقال :
- هذا صحيح فالساعه لم تتجاوز الحاديه عشرة بعد
مط باهول شفتيه ونفث دخان سيجارته فى عصبيه قائلا :
- هل تعلم انه تراودنى فكره اطلاق النار على ركاب الباخره جميعهم والانصراف من هنا ؟
وفجاه سقطت السيجاره من فم باهول واتسعت عيناه ذعرا ودهشه على حين ارتجف راؤل فى شده حينما ارتفع وسط ضجيج العاصفه ومن خلفهما تماما صوت قاس بارد ساخر يقول فى هدوء وتهكم :
- اعتقد ان تحطيم انفيكما يعد فكره افضل ايها الوغدان
رفع كلاهما فوهه مدفعه الرشاش واستدار فى سرعه خاطفه ولكن المدفع الرشاش الذى كان يمسك به باهول طار فجاه بعيدا اثر ركله قويه مسدده فى احكام من قدم ادهم وسقط المدفع الرشاش الخاص براؤل حينما هوى ادهم بيده فى قوة على معصمه
وهكذا فى اقل من الثانيه الواحده اصبح ادهم يواجه رجلين اعزلين من السلاح
وبرغم الفزع الشديد الذى ملاء قلب راؤول الا انه طوح قبضته فى محاوله لتسديد لكمه ناجحه ال ىفك ادهم الذى انحنى جانبا فى مهاره وتفادى اللكمه ثم تحركت قبضتاه فى ان واحد كقذيفتى مدفع فغاصت يسراه فى معده راؤل واندفعت يمناه محطمه فك باهول ثم واصلت طريقها لتهبط على انف راؤل محطمه اياه فى صوت مسموع
وقبل ان يتاوه هذا الاخير جذبه ادهم من معطفه وكال له لكمه ساحقه تهشمت لها اسنانه ثم حمله والقى به فوق باهول وحينما حاول هذا الاخير النهوض سقطت قبضه ادهم فوق فكه كالصاعقه فارتجف جسده ثم همد تماما
جذب ادهم جسد باهول الى حجرة صغيره قريبه والقاه جانبا فى لامبالاه ثم عاد وجذب راؤل فى نفس الوقت الذى سمع فيه صوت الملازم شوقى يقول فى توتر :
- لقد حطمتهما تماما لقد تهشم فك احدهما و .......
قاطعه ادهم قائلا فى سخريه :
- انه ليس قتال ايها الملازم انها ف ىالواقع عمليه طرح
نظر اليه شوقى فى دهشه وغمغم مرددا :
- عمليه طرح ؟! ماذا تعنى بهذا المصطلح ؟
ابتسم ادهم فى تهكم واجاب :
- اعنى اننا بهذا العمل طرحنا اثنين من عدد القراصنه المختطفين فاصبحنا نواجه عشره فقط
ساله شوقى فى تردد:
- وهل تعتقد ان الاستمرار على هذا المنوال قادر على تحقيق نصر ما ياسيادة العقيد ؟
صمت ادهم قليلا وهو يقيد الرجلين ويكمم فميهما فى احكام ثم اجاب فى هدوء :
- التخلص من القراصنه المنتشرين على السطح لا يمثل خطرا ايها الملازم الا اذا تنبه لذلك هؤلاء الاوغاد الذين يسيطرون على ركاب الباخره وكابينه القياده هنا فقط يكون الخطر مميتا
***********
تحرك القبطان ايهاب فى توتر وقال وهو يقرا ماسجلته عدادات الباخره :
- ان العاصفه تزداد شده باكثر مما هو متوقع ستصل الى ذروتها فى الثانيه والنصف على الاكثر
هز المختطف ضخم الجثه كتفيه فى استهتار وقال :
- دعها تزدادا عنفا ايها المصلح الاجتماعى فهذا يعجل بالاستجابه لمطلبنا
وفى تلك اللحظه دق احدهم الباب فهب المختطف الضخم صائحا :
- من بالباب ؟
اجابه صوت غليظ :
- انه انا ياشيلوك انا جوزيف
احتقن وجه شيلوك وقال وهو يختلس النظر الى القبطان :
- ادخل ايها الغبى
دخل رجل متين البنيان يحمل مدفعا رشاشا ويقول فى غضب :
- لم تنعتنى بالغباء ياشيلوك ؟ الم نتلق اوامرنا بان ...
قاطعه شيلوك فجاه بان هوى على وجهه بصفعه قويه اخرسته وقال وهو فى غضب واضح :
- هل تنوى ان تقص عليهم كل شىء : الم يكفيك ان نطقت باسمائنا الفعليه وكشفت هويتنا ؟
تحول غضب جوزيف الى خجل شديد وهو يغمغم:
- لقد افلت ذلك على الرغم منى ياسيدى النقيب اننى.....
هوت فجاه صفعه اخرى قويه على وجه جوزيف وصاح شيلوك فى غضب عارم :
- ايها الغبى الاحمق لا تنطق بكلمه واحده انك اغبى رجل من رجالى على الاطلاق
شعر جوزيف بارتباك شديد وهمهم ببضع كلمات غير مفهومه ثم مسح مكان الصفع وهو يقول :
- لقد اتيت لاخبرك انى ابحث منذ نصف ساعه عن راؤل وباهول دون ان اجد لايهما ادنى اثر
ظهر الاهتمام فجاه على وجه شيلوك وقال :
- لاتجدهما؟! اين ذهب هذان الوغدن ؟ الم امر بالا يغادر احدكم موقعه ؟
اوما جوزيف براسه موافقا وقال:
- هذا صحيح ياسيدى لقد حبسنا كل طاقم الباخره فى حجراتهم ولا يوجد رجل واحد منهم على السطح
صاح شيلوك فى غضب :
- واصل البحث عن هذين الحقيرين يا جوزيف اراهن انك ستجدهما يجرعان الخمر فى مكان ما واذا ما حاول احد رجال الطاقم التسلل الى السطح اطلقوا عليه الرصاص دون تردد
***********
همس الملازم شوقى فى اذن ادهم وهو يشير من طرف خفى الى ثلاثه من القراصنه يتبادلون الحديث على سطح الباخره وسط العاصفه :
- لن يمكنك التغلب عليهم هذه المره ياسيدى انهم ثلاثه رجال
ابتسم ادهم فى سخريه وقال :
- دعنى احاول على الاقل ايها الملازم
قال شوقى فى اصرار :
- سنهاجم معا هذه المرة ياسيدى لن اتركك وحدك
اوما ادهم براسه موافقا وقال :
- كما تشاء ايها الملازم المهم ان تتحرك بسرعه حينما اعطيك الاشاره فهم ينظرون الى الجانب الاخر ولابد من مباغتتهم
ارهف شوقى انتباهه حتى سمع ادهم يقول :
- الان ايها الملازم
اندفع الاثنانا فجاه من مخبايهما نحو الرجال الثلاثه واكن احدهم استدار فجاه وهو يواصل حديثه فوقعت عيناه على ادهم وشوقى فصرخ فى ذعر :
- هجوم احترسوا يارفاق ..هج....
وقبل ان يتم عبارته كان ادهم قد قفز قفزه رشيقه مرنه فاصبح امامه وركل مدفعه الرشاش بعيدا ثم هشم فكه بلكمه ساحقه ماحقه وفى نفس اللحظه اندفع شوقى نحو رجل اخر ولكن الرجل رفع فوهه مدفعه الرشاش واطلق النار
اخترقت الرصاصات القاتله جسد الملازم البحرى الشجاع فجحظت عيناه ولوح بكفيه فى الهواء ثم سقط جثه هامده وسجل اسمه كاول ضحيه لهؤلاء القتله القراصنه
شعر ادهم صبرى بغضب هائل يسرى فى عروقه فاستدار فى سرعه مزهله وحطم انف القاتل بلكمه كالقنبله ثم دار على عقبيه فى رشاقه مواجها الرجل الثالث ورفع قدمه ليركل مدفعه الرشاش حينما حدث شىء مفاجىء لم يتوقعه احد ارتطمت موجه عاليه قويه بجانب الباخره فارتجت ومالت بشكل مفاجىء وشعر ادهم برياح العاصفه القويه ترتطم بجسده وتدفعه الى حاجز الباخره وقبل ان يستعيد توازنه اطلق الرجل الثالث رصاصات مدفعه الرشاش فانحنى ادهم بصوره غريزيه محاولا تفادى الرصاص الا انه ارتطم بالحاجز واختل توازنه ووجد نفسه يهوى من فوق الباخره الى البحر الثائر وسط عاصفه لم ير لها البحر المتوسط لها مثيلا.
**************

awad200 08-09-08 10:07 PM

6- فى أعماق الموت
لم تكد اصوات الرصاصات تخترق دوى العاصفه وتصل الى مسامع شيلوك حتى قفز من مقعده متوترا وجذب صمام الامان بمسدسه وهو يلوح به صائحا فى عصبيه واضحه :
- لو انه اقتحام فساطلق عليكما النار انت ومهندسك الاول ايها القبطان هل تسمعنى؟ ساقتلكما فى الحال
هز القبطان كتفيه فى لامبالاه وقال:
- دع عنك ذعرك هذا ايها اللعين لا ريب انه احد رجالك وقد صور له الخمر هجوما وهميا
ثم اشار الى الامواج المتلاطمه فى البحر وهو يستطرد:
- حتى الاسماك تعجز عن السباحه فى مثل هذا الجو العاصف فمابالك بفريق من الكوماندوز داخل زورق صغير
نظر اليه شيلوك فى شك ثم رفع مسدسه وصوبه اليه قائلا :
- لو انك تحاول خداعى ايها الوغد فسا.......
قاطعه صوت طرقات عاليه على باب كابينه القياده فصاح فى توتر :
- من بالباب ؟
جاءه صوت جوزيف يقول فى انفعال :
- انه انا ايها القائد لقد حاول اثنان من رجال الطاقم مهاجمه رجالنا فقتلناهما
تهللت اسارير شيلوك وصاح فى مرح وهو يفتح الباب لجوزيف :
- هل قتلتماهما ؟ هذا عظيم ولكن كيف تسللا من محبسهما ؟
هز جوزيف كتفيه وقال :
- انهما لم يتسللا يبدو انهما يختبئان منذ البدايه عموما لقد القينا جثه الملازم فى المخزن اما الاخر فقد سقط فى البحر
اطلق شيلوك ضحكه انتصار عاليه وقال :
- فى البحر ؟! ياللهول!! اعتقد ان ذلك الذى لقى حتفه على السطح اكثر حظا فالسقوط فى البحر يشبه احتضان شيطان من الجحيم فى مثل هذا الجو العاصف اننى اعد الرجل الثانى دون شك فى عداد الاموات ويالها من ميته مفزعه !!
********
حاول ادهم ان يتشبث بحافه الباخره حينما اختل توازنه ولكنه عجز عن ذلك بسبب الارتجاج الشديد الذى اصابها ووجد نفسه عاجزا عن تفادى السقوط فى مياه البحر فى قلب العاصفه وارتجف جسده فى قوه حينما ارتطم بسطح الماء وغاص وسط المياه الثائره التى تتقلب وكان البحر المتوسط باكمله يغلى ويفور فى قوه
شعر ادهم بجسده كاللعبه وسط الامواج المتلاطمه وعجز عن رؤيه ماحوله وسط ظلام الليل والمياه الهائجه ولكنه اخذ يضرب بساعديه القويتين فى عنف واصرار وهو يشعر بالهواء المحتبس فى صدره يختزل ويقل حتى كاد يختنق ولكن ارادته القويه وعضلاته الفولاذيه اتحدا ليساعداه على الصعود الى سطح الماء ولم يكد يستنشق دفقه من الهواء النقى حتى دفعته موجه قويه ليرتطم بجسم الباخره
شعر ادهم بدوار شديد من جراء الارتطام ولكنه استجمع قوته وضرب الماء بساعديه فى محاوله يائسه للنجاه وفى اعماقه شعر بانها النهايه وان حياته الحافله بالمغامرات قد شارفت على النهايه
وفجاه ارتطمت يده بالجنزير الحديدى القوى المرتبط بالهلب وفى الحال استعاد جسده نشاطه وتشبث بالجنزير فى قوه ثم اسرع يتسلق متحديا الرياح القويه التى حاولت جاهده القاءه فى الماء والامواج المتلاطمه التى دفعته اكثر من مره بغضب
وبعث الامل فى نفسه قوه عاتيه فواصل صعوده حتى نافذه غرفه المحركات فاستجمع مابقى له من قوه وقفز داخل غرفه المحركات ثم ترك جسده يهوى فوق ارضها واخذ يلهث بعض الوقت وكانما شعر اخيرا بالمجهود الخرافى الذى بذله ثم لم تلبث انفاسه ان استعادت هدؤها وجلس متملكا نفسه ثم ابتسم فى سخريه وهو يقول :
- يالسؤ حظكم ايها المختطفون !! ان المعركه لم تنته بعد
**********
ساد الصمت التام داخل حجره القياده بالباخره الا من صفير المختطف الذى اخذ يغنى لحنا عالميا معروفا وهو يهز ساقيه فى هدوء ويصوب مسدسه الى القبطان ايهاب الذى جلس واجما وقد عقد اصابع كفيه امام وحهه وبدا التفكير مختلطا بالقلق على ملامحه
وفى الجانب الاخر من الحجرة جلس المهندس الاول منتبها يتابع ببصره حركه ساقى شيلوك ويختلس النظر بين لحظه واخرى الى المختطف الاخر ضئيل الجسد الذى استند الى جهاز كشف الاعماق وسقط جفناه فوق عينيه فى مظهر يبعث النعاث فى الاجسام
كان هناك صراع عنيف يدور فى عقل المهندس الاول
كان يشعر فى قراره نفسه انه قادر على ركل المسدس الذى يمسك به المختطف الضئيل والقفز ثم الاشتباك مع شيلوك ولكنه لم يكن يعلم او يستطيع استنتاج نتيجه هذا الصراع ولكنه يشعر بضرورة حدوثه
ويبدو انه قد حسم تردده فجاه اذ مد يده فى حذر والتقط الميكرفون المعدنى الثقيل من فوق المنضده المقابله له دون ان يرفع عينيه عن شيلوك ولم يكد يتاكد من عدم ملاحظته لما حدث حتى بدا الصراع فجاه فى جرأه رائعه
قفز المهندس الاول من مقعده فجاه وركل المسدس الذى يمسك به المختطف الضئيل ثم القى الميكرفون بكل مايملك من قوه ليصيب المسدس الذى يمسك به شيلوك ويطيح به بعيدا ثم استدار فى سرعه ولكم الضئيل لكمه قويه اعقبها باخرى دفعت المختطف ليرتطم بالحائط فى دوى مرتفع
تحرك القبطان ايهاب فى محاوله لمعاونه مهندس الباخره ولكن شيلوك قفز فى مرونه والتقط مسدسه ثم اطلق من فوهته ثلاث رصاصات فى عصبيه وتوتر شديدين وهو يصرخ :
- ايها الاوغاد ايها الحمقى !!
تسمر القبطان فى مكانه وشعر باسى وياس شديدين اختلطا بحزن عميق وغثيان حينما اخترقت رصاصات شيلوك الثلاثه جسد المهندس الشجاع وترنح جسد البطل واندفعت دماؤه من عنقه وصدره ثم سقط جثه هامده
ادار شيلوك مسدسه نحو القبطان وهو يصرخ فى غضب وجنون :
- ساقتلكم ساقتلكم جميعا اذا ماحاولت محاوله ثانيه
شعر القبطان بجفاف شديد فى حلقه ووجد صعوبه فى التحدث حتى ان صوته خرج من حنجرته متحشرجا للغايه وهو يغمغم :
- لقد قتلت اثنين من رجالى حتى الان ياشيلوك لن تفلت بفعلتك القذرة هذه ابدا
صرخ شيلوك فى قسوة وغضب :
- بل ركابك هم الذين سيلقون حتفهم اذا ماحاولت اداء حماقه اخرى ايها القبطان هل تسمع ساقتلهم جميعا .
*****************

Eman 08-09-08 11:41 PM

رائع ياعوض..
مجهود مذهل...
استمر الله يوفقك..

كونان دويل 10-09-08 12:14 AM

الله يعطيك العافيه اخي //

مجهوود جباار ما شاء الله عليك //

:55: :55: :55: :55:

تقبل مني فائق إحترامي و تقديري //


الساعة الآن 04:10 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية