منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   رجل المستحيل (https://www.liilas.com/vb3/f156/)
-   -   (رواية) 28 - قلب العاصفة (مكتوبة) (https://www.liilas.com/vb3/t89311.html)

awad200 01-09-08 10:57 PM

28 - قلب العاصفة (مكتوبة)
 
السلام عليكم ورحمه الله
اعتذر لانى دى تانى مره ارفع القصه دى بس انا مصمم اعرضها لانها مميزه جدا
والمره دى بصوره مختلفه
والروايه مميزه لانها تعتبر الوحيده التى تجرى احداثها جميعا فى مكان واحد وكنوع من التذكير بضحايا العباره المصرية واللى طبعا مش ممكن تتنسى

وشكرا

awad200 01-09-08 10:59 PM

1-اختطاف
انطلقت الباخره المصرية حرية تمخر عباب البحر المتوسط فى طريقها من ميناء برشلونه باسبانيا الى ميناء الاسكندرية وكانت قد وصلت الى منتصف الطريق تقريبا وركابها يلهون فوق سطحها ويسبح بعضهم فى حوض السباحه الضخم على حين يمارس البعض الاخر رياضات مختلفه كالجرى والبلياردو وتنس الطاوله ويعمد الباقون الى الراحه والاسترخاء فى مقاعدهم فوق السطح مستمتعين باشعه الشمس الدافئه فى ذلك الوقت من العام حيث تمتلىء معظم بلدان العالم بالامطار الغزيره والثلوج والرياح البارده .
وكانت وجوه الركاب تحمل ملامح مختلف الجنسيات من الاوربيين والاسيويين وسكان الامريكتين وافريقيا وكانت الاصوات تختلط فى مزيج عجيب ما بين ضحكات وصياح ومحادثات حينما ارتفع صوت جرس مميز...
لم يكد صوت رنين الجرس يخفت حتى كان ركاب الباخرة الضخمه قد اتخذوا هدفا واحدا فترك كل منهم ما يشغله وتوجهوا جميعا الى ردهه الطعام لتناول الغداء دون ان يخفت ذلك الضجيج الذى يحدثه اختلاط اصواتهم..
ولك يكد يستقر بهم المقام داخلها حتى بدات اصواتهم فى التلاشى وحلت محلها اصوات الملاعق والشوكات والسكاكين وهى تقطع وتلتقط الطعام من الاطباق ..
وفى الوقت الذى انهمك فيه الجميع فى تناول طعامهم لم يلاحظ احدهم ثلاثه رجال انتهوا من تناول طعامهم باسرع من المعتاد ثم نهضوا مغادرين منضدتهم وتحرك كل منهم فى اتجاه بحيث سار اولهم فى خطوات هادئه نحو باب ردهه الطعام فاغلقه وارتكن اليه بظهره على حين توجه الثانى فى عصبيه الى الباب الموصل مابين الردهه والمطبخ فاتخذ وضعا متوسطا بينهما وهو يتلفت حوله فى توتر واضح اما الثالث فقد صعد الى حيث تجلس الفرق الموسيقيه فى المساء ...
وفى ان واحد اخرج كل من الثلاثه مسدسا ضخما وصوصبه الى ركاب الباخره وفى هدوء قال ذلك الذى يشغل مكان الفرقه الموسيقيه :
- من الافضل الا يتحرك احدكم من مقعده .. هذه الباخرة مختطفه
ساد الصمت التام واكتست وجوه الركاب بمزيج من الدهشه والخوف ثم لم تلبث صرخات الفزع والرعب ان انطلقت من حناجر النساء وبعض الرجال اسرع الاطفال يتعلقون بابائهم وامهاتهم فى رعب على حين عاد الرجل يكرر فى هدوء مثير :
- كما قلت انه اختطاف
ثم ابتسم ابتسامه اقرب الى السخريه وهو يردف :
- وسنطلق النار على اول من يحاول المقاومه منكم .
**********
حينما توجه الركاب الى ردهه الطعام انفصل عنهم رجلان توجها فى هدوء الى كابينه القياده حيث يجلس قبطان الباخرة ايهاب رضوان وكان هذا الاخير يراجع بعض الخرائط الملاحية عندما شاهد الرجلين يدخلان الكابينه دون استئذان فقال فى استياء وهو يقطب حاجبيه:
- ليس هذا مكان للعامه ايها السيدان يؤسفنى ان اطلب منكما الانصراف..
لم يبال احد الجلين بقوله بل اغلق احدهما باب الكابينه واستند اليه على حين تحرك الاخر واتخذ مكانه خلف مهندس الباخرة الاول فتحولت لهجه القبطان ايهاب الى الحده وهو يكرر :
- ارجو ان تنصرفا فى هدوء والا...
قاطعه الرجل الذى يستند الى باب الكابينه حينما اخرج مسدسه الضخم وصوبه اليه قائلا فى برود :
- اننا لاننوى الانصراف ايها القبطان فلا تضيع وقتك فى طلب ذلك وبالمناسبه هذه الباخرة مخطوفه .
حاول المهندس الاول ان يتحرك فى حده ولكنه شعر بمسدس الرجل الثانى يلتصق بجبهته وسمع صوت القبطان يقول للرجل الاول :
- انه تصرف احمق من المستحيل ان ينجح هذا الاختطاف
ابتسم الرجل فى سخرية وقال :
- دعنا نحاول على الاقل .
ثم اشار الى جهاز الاتصال اللاسلكى وقال :
- سنبدأ بان نوجه رسال هخاصه الى حكومتك سنطلب منهم مطلبا واحدا فاما ينفذوه او تتحول هذه الباخرة الظريفه الى مقبره بحريه جماعية ..هيا..ابدا الاتصال
**********

awad200 01-09-08 11:01 PM

2- مهمه خاصه
توقفت سيارة العقيد ادهم صبرى امام مقر رئاسه الوزاره المصرية وهبط منها وهو يتسائل عن سبب استدعائه الى هذا المكان الذى لم يطاءه بقدمه مطلقا من قبل كان يخمن ان السبب هام وعاجل جدا بلا شك .
زاد من شعوره هذا ان ضابط الامن اسرع يقوده الى غرفه اجتماع مجلس الوزراء فور تحققه من شخصيته وسمع ادهم ضابط الامن يقول فى احترام واهتمام :
- لقد وصل العقيد ادهم صبرى ياساده الرئيس
اتسعت عينا ادهم دهشه حينما سمع صوتا رصينا عميقا مميزا يقول :
- ادخله على الفور ايها الضابط ولا تسمح لاحد بالدخول بعد ذلك .
اسرع ادهم يخطو داخل الحجره ثم توقف امام صاحب الصوت الرصين ورفع يده بالتحية العسكرية فى احترام وهو يقول فى صوت هادىء:
- العقيد ادهم صبرى فى خدمتك ياسياده الرئيس .
لم يكن صاحب الصوت الرصين سوى رئيس الجمهوريه نفسه مما دفع من نفس ادهم بقايا الشك فى مدى خطوره المهمه ودار ببصره فى لمحه سريعه تاكد بعدها من ان الحجره تضم رئيس الوزراء ومدير المخابرات المصريه ايضا ولكن رئيس الجمهوريه هو الذى تحدث وهو يشير اليه بالجلوس قائلا :
- انك تبدو اصغر سنا من الرتبه التى تحملها ايها العقيد انها ترقيه استثنائيه اليس كذلك ؟
ابتسم ادهم لفطنه رئيس الجمهوريه وقال :
- بلى انها كذلك ياسيدى الرئيس.
اوما رئيس الجمهوريه براسه وبدا بعرض الامر مباشره قائلا دون مقدمات:
- لقد خطف بعضهم احدى بواخرنا يا ن-1 هذا رمزك الكودى اليس كذلك ؟
قال ادهم فى اهتمام :
- بلى ياسيدى
عاد رئيس الجمهورية يستطرد فى هدوء ورصانه:
- لم يعلن المختطفون عن هويتهم ولكنهم حددوا مطالبهم او مطلبهم الاوحد على وجه الدقه انهم يطلبون الافراج عن يعقوب زافان الجاسوس الذى تم القبض عليه منذ عشر ايام بتهمه تصوير بعض المطارات السريه المصريه ان مطلبهم هذا قد حدد هويتهم بالطبع فنحن نعتقد اهم رجال الموساد
ردد ادهم فى بطء وكانه يحاول استيعاب المعلومه :
- الموساد ؟!!!
تابع رئيس الجمهورية فى هدوء:
- انها المرة الاولى التى يلجئون فيها الى هذا الاسلوب ولكن يبدو ان هذا الجاسوس يمثل بالنسبه لهم اهميه بالغه والا فما خاطرو بهذا الشكل
صمت رئيس الجمهورية لحظه ثم عاد يقول :
- لقد امهلنا المختطفون اربعا وعشرين ساعه لتنفيذ مطلبهم والا فسينسفون الباخره بكل من عليها وسيكون هذا فى الساعه الثانيه والنصف من ظهر الغد
نظر ادهم فى تلقائيه الى ساعه يده ولاحظ انها تشير الى السادسه مساءا بما يعنى ان المهله قد اختصرت الى عشرين ساعه ونصف الساعه فقط وعاد ينصت الى رئيس الجمهوريه الذى تابع :
- ولن اخفى اننا نحاول بكل طاقتنا عدم الاستسلام للمختطفين يا ن-1 او على الاقل بذل كل ما يمكننا من المحاولات قبل ان نضطر لذلك ولقد تحدثت طويلا مع مجلس الوزراء وبحثنا هذا الامر من كل النقاط ثم استقر راينا على ضروره القيام بمحاوله لاستردادالباخره ولقد فكرنا فى البدايه فى الاستعانه بفرق الصاعقه المدربه على مكافحه الارهاب ثم اقترح مدير المخابرات الاستعانه بك
عاد رئيس الجمهوريه الى صمته لحظات ثم اردف :
- من الواجهه العمليه فان الاستعانه برجل واحد افضل دائما من ارسال فريق عسكرى كامل هذا لو ان هذا الرجل يمكنه القيام بعمل الفريق طبعا .
تمتم مدير المخابرات فى ثقه :
- انه قادر على ذلك ياسادة الرئيس
مط رئيس الجمهوريه شفتيه وقال بعد برهه من التفكير :
- انهم يقصون عنك اقاصيص تشبه الاساطير ايها العقيد حتى انهم نجحوا فى ان يجعلونا نراهن بك فى مقابل العمليه كلها
قال ادهم فى صوت حازم قوى :
- سابذل قصارى جهدى ياسيدى
حرك رئيس الجمهوريه راسه وقال :
- اقصى مايهمنى هو الا يتعرض راكب واحد للقتل يا ن-1 لو انك شعرت باحتمال فشل المهمه فلا تلجا للمخاطرات غير المدروسه وللمره الثانية احذرك اقصى مايهمنى هو حياه ركاب الباخره .
عاد ادهم يكرر :
سافعل اقصى مااستطيع ياسيدى
تنهد رئيس الجمهوريه وقال :
- هناك مشكله اخرى ستواجهك يا ن-1 اتعشم الا تؤثر على كفائتك فى مواجهه الموقف
نظر ادهم الى رئيس الجمهوريه فى تساؤل فتابع قائلا
- ان المختطفين يحتفظون بالباخرة حريه فى خط طول 17 وخط عرض 35 وستتعرض هذه النقطه البحريه فى تمام العاشره الى عاصفه بحريه عاتيه الى درجه يخشى معها الخبراء ان تتحطم الباخره تمام لو انها لم تغادر المنطقه فى الثالثه والنصف بعد منتصف الليل على اقصى تقدير وهذا يعنى للاسف ان المهله الممنوحه لك قد انتقصت مره اخرى الى تسع ساعات لاغير هل تجد نفسك قادرا على اداء المهمه ؟
فكر ادهم قليلا ثم ابتسموهويواجه رئيس الجمهورية قاءلا فى ثقه وحزم :
- بكل تاكيد ياسياده الرئيس
*************

ainshtin 03-09-08 03:19 AM

مشكوووووووووووووور ، قصة روعة.

لكن فين التكملة.

Eman 03-09-08 04:42 PM

الله معك..
متابعتك ياعوض..
مجهود مميز ورائع..
يسلمو ايديك..والله يعطيك الف عافية..

awad200 06-09-08 03:10 PM

اسف على التاخير ياجماعه بس فعلا كان عندى مشكله فى النت والحمد لله تم تصليحها

3- الخدعه الاولى
اغلق ادهم صبرى ازرار زى الغطس المطاطى واحكم رباط انبوب الاكسجين المعلق فوق ظهره عندما قال قائد الهليكوبتر التى تقله :
- ها قد بدت الباخره على بعد كيلومتر واحد ياسياده العقيد ؟
القى ادهم نظره سريعه على ساعته فوجد انها تشير الى الثامنه والربع مساءا وقال وهو يفتح باب الهليكوبتر ويشعر بالهواء البارد يرتطم بوجهه:
- اخبرنى حينما تصبح على بعد نصف كيلومتر فقط
ساله الطيار فى قلق :
- هل تريد ان اهبط قليلا ؟ لقد بدات الامواج فى الارتفاع و...
قاطعه ادهم قائلا فى سخريه :
- استمر فى ارتفاعك ياصديقى اننى اهوى القفز من عل.
زوى الطيار مابين حاجبيه وقال فى قلق :
- ولكننا ننطلق على ارتفاع ثلاثمائه كيلومتر و ...
قاطعه ادهم فى لهجه امره :
- اين نحن الان ؟
قال الطيار وقد تخلى عن قلقه وعادت اليه الروح القتاليه :
- على بعد نصف كيلومتر تماما
وضع ادهم منظار الغوص فوق عينيه وقال فى لهجه اقرب الى المرح :
- الى اللقاء ياصديقى موعدنا على الشاطىء او فى الجنه
وقبل ان يرد الطيار تحيته كان ادهم قد القى بنفسه فى الهواء وسبح جسده طويلا وهو يهبط بسرعه رهيبه نحو مياه البحر التى ارتفعت امواجها وتلاطمت ولكنه لم يلبث ان غاص وسطها كالحجر واندفع كثيرا نحو الاعماق قبل ان تدفعه حركه يديه وقدميه ويساعده دفع الماء على الارتفاع مره اخرى
وفى الهليكوبتر هز الطيار راسه فى دهشه وغمم محدثا نفسه:
- ياله من رجل لقد قفز دون ان يتردد لحظه واحده انه حقا رجل من نوع خاص
ثم اردف وهو يندفع ليدور حول الباخره :
- حسنا فلندعه لعمله ولاقم انا بعملى
*********
وقف القبطان ايهاب رضوان بقامته الفارهه ووجهه الطفولى يتطلع الى مياه البحر محاولا اختراق الظلمات وقد بدا القلق واضحا على ملامحه حيث زوى حاجبيه الرفيعين وزم شفتيه الصغيرتين وضاقت عيناه الواسعتان وهو يقول فى ضيق واضح مدثا احد المختطفين اللذين يحتلان كابينه القياده :
- لو اردت نصيحتى فهذه العمليه فاشله تماما :
ابتسم اكبر المختطفين حجما وقال فى سخريه :
- يمكنك ان توفر نصائحك وتدعنا لعملنا ايها القبطان .
هز القبطان ايهاب راسه فى حنق وقال فى حده :
- انك لاتقدر عواقب الامور..ان خبرتى الطويله ونتائج اجهزه وعدادات الباخره تقول اننا سنتعرض جميعا لعاصفه عاتيه بعد ساعه ونصف ساعه على الاكثر.
ابتس المختطف وقال :
- هل تخشى العواصف ايها القبطان ؟
مط القبطان شفتيه ولاذ بالصمت على حين قال المهندس الاول :
- القبطان يعنى انه مالم نتحرك مبتعدين عن هذه النقطه فان العاصفه ستدمرنا تمام
اطلق المختطف ضحكه ساخره عاليه وقال :
- هذا صحيح ايها المهندس نحن ايضا نعلم بامر هذه العاصفه انها تماما ما نحتاج اليه
نظر اليه القبطان فى دهشه وكذلك فعل المهندس الاول على حين استطرد فى تهكم :
- لاريب ان خبرائكم وقادتكم ويعلمون ايضا بامر هذه العاصفه العاتيه كما يعلمون ان الحد الاقصى لابتعادنا عن قلبها حيث يزداد الخطر هو الثالثه والنصف صباحا وهذا مفيد للغايه ياصديقى
اولا: لن يمكن اقتحام الباخره منذ بداية العاصفه وحتى نهايتها
ثانيا: سيظن قادتكم اننا نجهل الخطر الذى تتعرض اليه الباخره بدليل اننا منحناهم مهله طويله ستتحطم الباخره قبلها بكثير لو ظلت هنا وبالتالى ستزداد الضغوط عليهم لتنفيذ مطلبنا خوفا على حياه الركاب.
ثالثا : ستصيب العاصفه معظم الركاب بدوار البحر بحيث تتم السيطره عليهم بصوره اسلس هل رايت كيف خططنا للامر بعنايه؟
ظهر الاشمئزاز على وجه القبطان وعاد يتطلع الى ظلمات البحر موليا المختطفين ظهره وهو يقول فى ضيق :
- ايا كان ما خططتم له فلا ريب ان العاصفه ستهاجمنا بضراره وسواء نجحت خطتكم ام فشلت فستتحطم الباخره تمام حتى يصبح من الصعب تمييز اسمها فوق بقايها .
وفجاه قفز المختطف من مقعده وصاح فى قسوه :
- فليصمت الجميع هناك هليكوبتر تقترب
لمع بريق الامل فى عينى القبطان وحاول مداراه الامر قائلا:
- انه صوت الامواج فالعاصفه تقترب
صاح المختطف فى شراسه:
- صه ايها القبطان اللعين انه صوت طائرة لا يمكنك ان تخدع محترفا مثلى
ثم اشار الى بقعه ضوئيه تدور حول الباخره وصاح فى قسوه وغضب :
- هاهى ذى اقسم ان اقتلكم جميعا لو انها تحمل رجال انقاذ اقسم على ذلك
***********
تخلص ادهم من انبوب الاكوسجين وتركه يغوص الى الاعماق ثم صعد الى سطح البحر بجوار جسم الباخره تمام وسبح فى هدوء حتى وصل الى الجنزير المعدنى الذى يربط الهلب بالباخره واسره يتسلقه فى مهاره وسرعه ثم انتظر قليلا حتى سمع صوت الهليكوبتر تدور حول الباخره من الجانب الاخر فتحرك فى خفه وواصل تسلقه ثم قفز داخل غرفع الماكينات بالباخره من خلال فتحه انزال الهلب ظل ادهم ثابتا كالتمثال فتره طويله ثم غمغم فى سخريه
- من الواضح ان صديقنا الطيار قد قام بعمله على اكمل وجه لقد جذب انتباههم تماما الى الجانب الاخر بحيث سمح لى بالدخول دون ان يلمحنى احد
وفى الحال بدا ينزع حله الغوص فى خفه وكان يرتدى تحتها زى ضابط بحريه برتبه مقدم ولم يكد ينتهى من نزع الثوب المطاطى حتى شعر بقطعه من المعدن البارد تلتصق بجنبه وسمع صوتا هادئا يقول :
- افصح عن هويتك ياصديقى واسرع فانا لا اتميز بالصبر ورصاصات مسدسى قلقه تريد ان تنطلق مخترقه ثوبك التنكرى الزائف هذا.
*******************
4- أمواج الخطر
لم يضيع ادهم صبرى وقتا طويلا فى محاوله معرفه شخصيه مهاجمه بل قرر تاجيل ذلك لما بعد وتحرك فى سرعه مذهله فما جانبا وغاص الى اسفل ثم دار حول نفسه كراقص باليه وقبض على معصم الرجل الذى يهدده بمسدسه ثم تحركت قبضته الاخرى ف ىسرعه لتغوص فى معده الرجل ثم ترتفع الى ذقنه فى لكمه قويه القته ارضا وافلت مسدسه من يده وقبل ان يعاود الرجل النهوض التقط ادهم مسدسه وصوبه اليه قائلا فى سخريه :
- والان ياصديقى ها قد تبدلت الادوار وانا الذى اطالبك بالافصاح عن هويتك
كان المهاجم شابا فى اواخر العشرينات من عمره مستطيل الوجه وسيما له انف مستقيم وعينان واسعتان ووجه حليق وفم صغير رفيع الشفتين ويميز ذقنه العريضه طابع الحسن الغائر فى منتصفها وكان فى هذه اللحظه يحدق فى وجه ادهم بذهول ويغمغم:
- انك تتحدث العربيه وباللهجه المصريه هل انت؟ هل انت ؟
اكمل ادهم سؤاله مجيبا ايه قائلا :
- نعم ياصديقى انا ضابط مصرى فى مهمه خاصه لمحاوله انقاذ الباخره من المختطفين
تهلل وجه الساب وهو ينهض فى سرعه ويمد يده مصافحا ادهم وقائلا فى لهفه :
- كنت اعلم انهم لن يتركونا لا ريب انك عرفت رتبتى من زيى الرسمى انا الملازم بحرى شوقى فاضل
ابتسم ادهم وقال وهو يعيد اليه المسدس :
- لو اننا تقابلنا فى ظروف مختلفه لقلت لك اننى سعيد بهذا اللقاء ياشوقى اما الان فانا اريد منك ان تمدنى ببعض المعلومات عن المختطفين واخبرنى اولا لماذا ترك الفنيون غرفه المحركات خاليه ؟
قال شوقى فى أسف :
- ليس هناك داع لوجودهم مادام هؤلاء الاوغاد يصرون على ايقاف الباخره وسط البحر هكذا
ورفع راسه الى ادهم مستطردا :
- الادهى انه هناك عاصفه عاتيه فى طريقها الينا وقد تتحطم الباخره تماما لو لم ...
قاطعه ادهم قائلا :
- أعلم امر العاصفه ايها الملازم دعك منها الان واخبرنى كم عدد المختطفين ؟ واين يتوزعون بالضبط ؟
قال شوقى على الفور :
- حسبما اعلم فهم خمسه اشخاص يحتل ثلاثه منهم ردهه الطعام ويسيطرون على ركاب الباخره تماما على حين يحتل الباقون كابينه القياده حيث يعتقلان القبطان والمهندس الاول للباخره ولقد وضعوا خطتهم فى مهاره وسيطروا بذلك على الباخره تماما
صمت ادهم قليلا ثم ساله :
- هل هناك اتصال بين الجانبين ؟ اعنى هل يتصل محتلو ردهه الطعام بزميليهما فى كابينه القياده والعكس بالعكس ؟
هز شوقى كتفيه وقال :
- لم يحدث شىء من هذا حتى الان ولكن وسيله الاتصال موجوده فكابينه القياده تتصل بكل مكان فى الباخره
اخذ ادهم يفكر قليلا ثم فال :
- حسنا اعتقد ان لدى خطه صالحه اذن وسوف ابدا بتنفيذها فور حدوث العاصفه
ثم نظر الى ساعته وقال مبتسما :
- اى بعد ساعه واحده من الان
***********
نظر القبطان ايهاب رضوان الى جهاز الرادار الخاص بكابينه القياده وزوى مابين عينيه قلقا فقد كان من الواضح مما ارتسم عليه ان هناك زورقا بحري ضخما يقترب من الباخره
شعر القبطان بالامل والخوف فى ان واحد صور لخ الامل ان هذا الزورق البخارى الضخم يضم فريق كوماندوز خاص قدم لانقاذ الباخره والقضاء على المختطفين وملاه الخوف من ان يؤدى ذلك الى اصابه ركاب الباخره بسوء وخشى ايضا ان يلحظ المختطف الذى يجلس فى مواجهته قدوم الزورق البخارى فاولى الرادار ظهره وحاول ان يحجبه عن المختطف ثم ازدرد لعابه وساله فى محاوله لشغل انتباهه:
-ماذا تتوقع اذا ماوافقت الحكومه المصريه على تسليمك يعقوب زافان ؟
ضحك المختطف وقال :
- لن تسلمنى حكومتكم اياه بل سترسله فى طائرة خاصه الى سويسرا وفور مغادرته اراضيكم ساتلقى اشاره سريه خاصه تشير الى نجاح العمليه
ساله القبطان مستمرا فى محاوله مشاغلته :
- وكيف تتوقع نجاتك انت بعد ذلك ؟
فتح المختطف فمه وهم بالرد على سؤال القبطان عندما ارتفع ازير متقطع من جهاز اللاسلكى اعقبه صوت اجش يقول بالانجليزيه :
- من شمونا الى عسرا نحن نقترب امازال الحال على مايرام ؟
اتسعت عينا القبطان والمهندس الاول ذهولا على حين تنهد المختطف الضئيل فى راحه وقفز الضخم من مقعده وهو يقول فى مرح:
- ها قد وصل الرفاق الم ترهم على شاشه رادارك اللعين هذا ايها القبطان ؟
استدار القبطان يتطلع فى دهشه مره ثانيه الى الزورق البخارى الضخم الذى يقترب ثم غمغم وقد نم صوته عن تحطم امله :
- اهذا الزورق تابع لكم ؟
اسرع المختطف يلتقط سماعه جهاز اللاسلكى وهو يقول فى سخريه :
- الم اقل لك اننا لا نعرف لفشل طريقا ايها القبطان الاحمق ؟
ثم اردف فى قسوه:
- مر رجالك بعدم التعرض لرفاقنا حينما يصعدون الى سطح باخرتك ايها القبطان والا تعرضوا لنيران مدافعهم الرشاشه
***********
ارتفع حاجبا ادهم فى دهشه وشعر الملازم شوقى برغبه شديده فى البكاء حينما ارتفع صوت القبطان ايهاب فى مكبرات الصوت المنتشره يحذر رجاله من اعتراض طريق القراصنه السبعه الذين صعدوا من زورقهم البخارى الضخم وقفزوا الى سطح الباخره وهم يحملون المدافع الرشاشه وفوق شفاه كل منهم ابتسامات ساخره شامته
كانوا يصوبون مدافعهم الى بحاره الباخره ويامرونهم فى قسوه ان يتراصوا فى صفوف منتظمه وسمع ادهم من مخبئه احدهم يقول فى سخريه :
- ها قد ارتفعت الامواج ان العاصفه على وشك الهبوب اننا اخر من يصعد الى السطح يارفاق
ثم اطلق ضحكه ساخره عاليه قبل ان يردف :
- انه درس يعلم المصريين كيف انهم لا يصلحون لمنافستنا
قال الملازم شوقى فى غيظ :
- كم اود ان احطم عنق هذا الوغد الذى يسخر منا ى شماته
اجابه ادهم فى هدوء :
- من يضحك اخيرا يضحك كثيرا ايها الملازم
قال شوقى ف ىياس :
- ولكن وصول هؤلاء القراصنه يعنى فشل الخطه التى وضعتها ياسياده العقيد
ابتسم ادهم فى سخريه وقال :
- من قال هذا ياصديقى ؟
ثم اردف وهو يتطلع خلسه الى القراصنه السبعه وقد انتشروا على سطح الباخره :
- كل مافى الامر ان عدد المختطفين قد ارتفع من خمسه الى اثنى عشر وان الامر قد تحول الى حرب عصابات وعاد يبتسم فى سخريه وهو يستطرد متهكما :
- وانا افضل هذا النوع من الحروب فى الواقع
********

awad200 07-09-08 10:06 PM

5- عمليه طرح
سحب احد القراصنه نفسا عميقا من سيجاته وقال وهو يضم ياقه معطف المطر السميك الذى يرتديه ويتفث الدخان الكثيف فى قوة :
- ها قد بدأت العاصفه يا راؤل يقولون انها ستصل الى ذروتها فى الرابعه صباحا الم يستجب هؤلاء المصرين الى مطالبنا بعد ؟
هز رفيقه راسه نفيا وقال :
- كلا ياباهول يبدو انهم يتميزون بالعناد ايضا
عاد باهول يضم ياقه معطفه ويسحب الدخان من سيجاته وهو يقول فى حنق :
- ياللعاصفه اللعينه لقد ارتفعت الامواج بشده والباخره تتارجح على سطح الماء ككره تنس الطاوله ويقولون اننا فى البدايه
اوما راؤل براسه موافقا وقال :
- هذا صحيح فالساعه لم تتجاوز الحاديه عشرة بعد
مط باهول شفتيه ونفث دخان سيجارته فى عصبيه قائلا :
- هل تعلم انه تراودنى فكره اطلاق النار على ركاب الباخره جميعهم والانصراف من هنا ؟
وفجاه سقطت السيجاره من فم باهول واتسعت عيناه ذعرا ودهشه على حين ارتجف راؤل فى شده حينما ارتفع وسط ضجيج العاصفه ومن خلفهما تماما صوت قاس بارد ساخر يقول فى هدوء وتهكم :
- اعتقد ان تحطيم انفيكما يعد فكره افضل ايها الوغدان
رفع كلاهما فوهه مدفعه الرشاش واستدار فى سرعه خاطفه ولكن المدفع الرشاش الذى كان يمسك به باهول طار فجاه بعيدا اثر ركله قويه مسدده فى احكام من قدم ادهم وسقط المدفع الرشاش الخاص براؤل حينما هوى ادهم بيده فى قوة على معصمه
وهكذا فى اقل من الثانيه الواحده اصبح ادهم يواجه رجلين اعزلين من السلاح
وبرغم الفزع الشديد الذى ملاء قلب راؤول الا انه طوح قبضته فى محاوله لتسديد لكمه ناجحه ال ىفك ادهم الذى انحنى جانبا فى مهاره وتفادى اللكمه ثم تحركت قبضتاه فى ان واحد كقذيفتى مدفع فغاصت يسراه فى معده راؤل واندفعت يمناه محطمه فك باهول ثم واصلت طريقها لتهبط على انف راؤل محطمه اياه فى صوت مسموع
وقبل ان يتاوه هذا الاخير جذبه ادهم من معطفه وكال له لكمه ساحقه تهشمت لها اسنانه ثم حمله والقى به فوق باهول وحينما حاول هذا الاخير النهوض سقطت قبضه ادهم فوق فكه كالصاعقه فارتجف جسده ثم همد تماما
جذب ادهم جسد باهول الى حجرة صغيره قريبه والقاه جانبا فى لامبالاه ثم عاد وجذب راؤل فى نفس الوقت الذى سمع فيه صوت الملازم شوقى يقول فى توتر :
- لقد حطمتهما تماما لقد تهشم فك احدهما و .......
قاطعه ادهم قائلا فى سخريه :
- انه ليس قتال ايها الملازم انها ف ىالواقع عمليه طرح
نظر اليه شوقى فى دهشه وغمغم مرددا :
- عمليه طرح ؟! ماذا تعنى بهذا المصطلح ؟
ابتسم ادهم فى تهكم واجاب :
- اعنى اننا بهذا العمل طرحنا اثنين من عدد القراصنه المختطفين فاصبحنا نواجه عشره فقط
ساله شوقى فى تردد:
- وهل تعتقد ان الاستمرار على هذا المنوال قادر على تحقيق نصر ما ياسيادة العقيد ؟
صمت ادهم قليلا وهو يقيد الرجلين ويكمم فميهما فى احكام ثم اجاب فى هدوء :
- التخلص من القراصنه المنتشرين على السطح لا يمثل خطرا ايها الملازم الا اذا تنبه لذلك هؤلاء الاوغاد الذين يسيطرون على ركاب الباخره وكابينه القياده هنا فقط يكون الخطر مميتا
***********
تحرك القبطان ايهاب فى توتر وقال وهو يقرا ماسجلته عدادات الباخره :
- ان العاصفه تزداد شده باكثر مما هو متوقع ستصل الى ذروتها فى الثانيه والنصف على الاكثر
هز المختطف ضخم الجثه كتفيه فى استهتار وقال :
- دعها تزدادا عنفا ايها المصلح الاجتماعى فهذا يعجل بالاستجابه لمطلبنا
وفى تلك اللحظه دق احدهم الباب فهب المختطف الضخم صائحا :
- من بالباب ؟
اجابه صوت غليظ :
- انه انا ياشيلوك انا جوزيف
احتقن وجه شيلوك وقال وهو يختلس النظر الى القبطان :
- ادخل ايها الغبى
دخل رجل متين البنيان يحمل مدفعا رشاشا ويقول فى غضب :
- لم تنعتنى بالغباء ياشيلوك ؟ الم نتلق اوامرنا بان ...
قاطعه شيلوك فجاه بان هوى على وجهه بصفعه قويه اخرسته وقال وهو فى غضب واضح :
- هل تنوى ان تقص عليهم كل شىء : الم يكفيك ان نطقت باسمائنا الفعليه وكشفت هويتنا ؟
تحول غضب جوزيف الى خجل شديد وهو يغمغم:
- لقد افلت ذلك على الرغم منى ياسيدى النقيب اننى.....
هوت فجاه صفعه اخرى قويه على وجه جوزيف وصاح شيلوك فى غضب عارم :
- ايها الغبى الاحمق لا تنطق بكلمه واحده انك اغبى رجل من رجالى على الاطلاق
شعر جوزيف بارتباك شديد وهمهم ببضع كلمات غير مفهومه ثم مسح مكان الصفع وهو يقول :
- لقد اتيت لاخبرك انى ابحث منذ نصف ساعه عن راؤل وباهول دون ان اجد لايهما ادنى اثر
ظهر الاهتمام فجاه على وجه شيلوك وقال :
- لاتجدهما؟! اين ذهب هذان الوغدن ؟ الم امر بالا يغادر احدكم موقعه ؟
اوما جوزيف براسه موافقا وقال:
- هذا صحيح ياسيدى لقد حبسنا كل طاقم الباخره فى حجراتهم ولا يوجد رجل واحد منهم على السطح
صاح شيلوك فى غضب :
- واصل البحث عن هذين الحقيرين يا جوزيف اراهن انك ستجدهما يجرعان الخمر فى مكان ما واذا ما حاول احد رجال الطاقم التسلل الى السطح اطلقوا عليه الرصاص دون تردد
***********
همس الملازم شوقى فى اذن ادهم وهو يشير من طرف خفى الى ثلاثه من القراصنه يتبادلون الحديث على سطح الباخره وسط العاصفه :
- لن يمكنك التغلب عليهم هذه المره ياسيدى انهم ثلاثه رجال
ابتسم ادهم فى سخريه وقال :
- دعنى احاول على الاقل ايها الملازم
قال شوقى فى اصرار :
- سنهاجم معا هذه المرة ياسيدى لن اتركك وحدك
اوما ادهم براسه موافقا وقال :
- كما تشاء ايها الملازم المهم ان تتحرك بسرعه حينما اعطيك الاشاره فهم ينظرون الى الجانب الاخر ولابد من مباغتتهم
ارهف شوقى انتباهه حتى سمع ادهم يقول :
- الان ايها الملازم
اندفع الاثنانا فجاه من مخبايهما نحو الرجال الثلاثه واكن احدهم استدار فجاه وهو يواصل حديثه فوقعت عيناه على ادهم وشوقى فصرخ فى ذعر :
- هجوم احترسوا يارفاق ..هج....
وقبل ان يتم عبارته كان ادهم قد قفز قفزه رشيقه مرنه فاصبح امامه وركل مدفعه الرشاش بعيدا ثم هشم فكه بلكمه ساحقه ماحقه وفى نفس اللحظه اندفع شوقى نحو رجل اخر ولكن الرجل رفع فوهه مدفعه الرشاش واطلق النار
اخترقت الرصاصات القاتله جسد الملازم البحرى الشجاع فجحظت عيناه ولوح بكفيه فى الهواء ثم سقط جثه هامده وسجل اسمه كاول ضحيه لهؤلاء القتله القراصنه
شعر ادهم صبرى بغضب هائل يسرى فى عروقه فاستدار فى سرعه مزهله وحطم انف القاتل بلكمه كالقنبله ثم دار على عقبيه فى رشاقه مواجها الرجل الثالث ورفع قدمه ليركل مدفعه الرشاش حينما حدث شىء مفاجىء لم يتوقعه احد ارتطمت موجه عاليه قويه بجانب الباخره فارتجت ومالت بشكل مفاجىء وشعر ادهم برياح العاصفه القويه ترتطم بجسده وتدفعه الى حاجز الباخره وقبل ان يستعيد توازنه اطلق الرجل الثالث رصاصات مدفعه الرشاش فانحنى ادهم بصوره غريزيه محاولا تفادى الرصاص الا انه ارتطم بالحاجز واختل توازنه ووجد نفسه يهوى من فوق الباخره الى البحر الثائر وسط عاصفه لم ير لها البحر المتوسط لها مثيلا.
**************

awad200 08-09-08 10:07 PM

6- فى أعماق الموت
لم تكد اصوات الرصاصات تخترق دوى العاصفه وتصل الى مسامع شيلوك حتى قفز من مقعده متوترا وجذب صمام الامان بمسدسه وهو يلوح به صائحا فى عصبيه واضحه :
- لو انه اقتحام فساطلق عليكما النار انت ومهندسك الاول ايها القبطان هل تسمعنى؟ ساقتلكما فى الحال
هز القبطان كتفيه فى لامبالاه وقال:
- دع عنك ذعرك هذا ايها اللعين لا ريب انه احد رجالك وقد صور له الخمر هجوما وهميا
ثم اشار الى الامواج المتلاطمه فى البحر وهو يستطرد:
- حتى الاسماك تعجز عن السباحه فى مثل هذا الجو العاصف فمابالك بفريق من الكوماندوز داخل زورق صغير
نظر اليه شيلوك فى شك ثم رفع مسدسه وصوبه اليه قائلا :
- لو انك تحاول خداعى ايها الوغد فسا.......
قاطعه صوت طرقات عاليه على باب كابينه القياده فصاح فى توتر :
- من بالباب ؟
جاءه صوت جوزيف يقول فى انفعال :
- انه انا ايها القائد لقد حاول اثنان من رجال الطاقم مهاجمه رجالنا فقتلناهما
تهللت اسارير شيلوك وصاح فى مرح وهو يفتح الباب لجوزيف :
- هل قتلتماهما ؟ هذا عظيم ولكن كيف تسللا من محبسهما ؟
هز جوزيف كتفيه وقال :
- انهما لم يتسللا يبدو انهما يختبئان منذ البدايه عموما لقد القينا جثه الملازم فى المخزن اما الاخر فقد سقط فى البحر
اطلق شيلوك ضحكه انتصار عاليه وقال :
- فى البحر ؟! ياللهول!! اعتقد ان ذلك الذى لقى حتفه على السطح اكثر حظا فالسقوط فى البحر يشبه احتضان شيطان من الجحيم فى مثل هذا الجو العاصف اننى اعد الرجل الثانى دون شك فى عداد الاموات ويالها من ميته مفزعه !!
********
حاول ادهم ان يتشبث بحافه الباخره حينما اختل توازنه ولكنه عجز عن ذلك بسبب الارتجاج الشديد الذى اصابها ووجد نفسه عاجزا عن تفادى السقوط فى مياه البحر فى قلب العاصفه وارتجف جسده فى قوه حينما ارتطم بسطح الماء وغاص وسط المياه الثائره التى تتقلب وكان البحر المتوسط باكمله يغلى ويفور فى قوه
شعر ادهم بجسده كاللعبه وسط الامواج المتلاطمه وعجز عن رؤيه ماحوله وسط ظلام الليل والمياه الهائجه ولكنه اخذ يضرب بساعديه القويتين فى عنف واصرار وهو يشعر بالهواء المحتبس فى صدره يختزل ويقل حتى كاد يختنق ولكن ارادته القويه وعضلاته الفولاذيه اتحدا ليساعداه على الصعود الى سطح الماء ولم يكد يستنشق دفقه من الهواء النقى حتى دفعته موجه قويه ليرتطم بجسم الباخره
شعر ادهم بدوار شديد من جراء الارتطام ولكنه استجمع قوته وضرب الماء بساعديه فى محاوله يائسه للنجاه وفى اعماقه شعر بانها النهايه وان حياته الحافله بالمغامرات قد شارفت على النهايه
وفجاه ارتطمت يده بالجنزير الحديدى القوى المرتبط بالهلب وفى الحال استعاد جسده نشاطه وتشبث بالجنزير فى قوه ثم اسرع يتسلق متحديا الرياح القويه التى حاولت جاهده القاءه فى الماء والامواج المتلاطمه التى دفعته اكثر من مره بغضب
وبعث الامل فى نفسه قوه عاتيه فواصل صعوده حتى نافذه غرفه المحركات فاستجمع مابقى له من قوه وقفز داخل غرفه المحركات ثم ترك جسده يهوى فوق ارضها واخذ يلهث بعض الوقت وكانما شعر اخيرا بالمجهود الخرافى الذى بذله ثم لم تلبث انفاسه ان استعادت هدؤها وجلس متملكا نفسه ثم ابتسم فى سخريه وهو يقول :
- يالسؤ حظكم ايها المختطفون !! ان المعركه لم تنته بعد
**********
ساد الصمت التام داخل حجره القياده بالباخره الا من صفير المختطف الذى اخذ يغنى لحنا عالميا معروفا وهو يهز ساقيه فى هدوء ويصوب مسدسه الى القبطان ايهاب الذى جلس واجما وقد عقد اصابع كفيه امام وحهه وبدا التفكير مختلطا بالقلق على ملامحه
وفى الجانب الاخر من الحجرة جلس المهندس الاول منتبها يتابع ببصره حركه ساقى شيلوك ويختلس النظر بين لحظه واخرى الى المختطف الاخر ضئيل الجسد الذى استند الى جهاز كشف الاعماق وسقط جفناه فوق عينيه فى مظهر يبعث النعاث فى الاجسام
كان هناك صراع عنيف يدور فى عقل المهندس الاول
كان يشعر فى قراره نفسه انه قادر على ركل المسدس الذى يمسك به المختطف الضئيل والقفز ثم الاشتباك مع شيلوك ولكنه لم يكن يعلم او يستطيع استنتاج نتيجه هذا الصراع ولكنه يشعر بضرورة حدوثه
ويبدو انه قد حسم تردده فجاه اذ مد يده فى حذر والتقط الميكرفون المعدنى الثقيل من فوق المنضده المقابله له دون ان يرفع عينيه عن شيلوك ولم يكد يتاكد من عدم ملاحظته لما حدث حتى بدا الصراع فجاه فى جرأه رائعه
قفز المهندس الاول من مقعده فجاه وركل المسدس الذى يمسك به المختطف الضئيل ثم القى الميكرفون بكل مايملك من قوه ليصيب المسدس الذى يمسك به شيلوك ويطيح به بعيدا ثم استدار فى سرعه ولكم الضئيل لكمه قويه اعقبها باخرى دفعت المختطف ليرتطم بالحائط فى دوى مرتفع
تحرك القبطان ايهاب فى محاوله لمعاونه مهندس الباخره ولكن شيلوك قفز فى مرونه والتقط مسدسه ثم اطلق من فوهته ثلاث رصاصات فى عصبيه وتوتر شديدين وهو يصرخ :
- ايها الاوغاد ايها الحمقى !!
تسمر القبطان فى مكانه وشعر باسى وياس شديدين اختلطا بحزن عميق وغثيان حينما اخترقت رصاصات شيلوك الثلاثه جسد المهندس الشجاع وترنح جسد البطل واندفعت دماؤه من عنقه وصدره ثم سقط جثه هامده
ادار شيلوك مسدسه نحو القبطان وهو يصرخ فى غضب وجنون :
- ساقتلكم ساقتلكم جميعا اذا ماحاولت محاوله ثانيه
شعر القبطان بجفاف شديد فى حلقه ووجد صعوبه فى التحدث حتى ان صوته خرج من حنجرته متحشرجا للغايه وهو يغمغم :
- لقد قتلت اثنين من رجالى حتى الان ياشيلوك لن تفلت بفعلتك القذرة هذه ابدا
صرخ شيلوك فى قسوة وغضب :
- بل ركابك هم الذين سيلقون حتفهم اذا ماحاولت اداء حماقه اخرى ايها القبطان هل تسمع ساقتلهم جميعا .
*****************

Eman 08-09-08 11:41 PM

رائع ياعوض..
مجهود مذهل...
استمر الله يوفقك..

كونان دويل 10-09-08 12:14 AM

الله يعطيك العافيه اخي //

مجهوود جباار ما شاء الله عليك //

:55: :55: :55: :55:

تقبل مني فائق إحترامي و تقديري //

awad200 10-09-08 05:32 PM

شكرا يايمان وياكونان واتمنى تكون القصه عاجباكم

awad200 10-09-08 05:33 PM

7- الصراع
اشارت عقارب الساعه الى الثانيه عشرة والنصف بعد منتصف الليل حينما اخذت الباخره حريه تتارجح وسط مياه البحر الثائرة وتقاوم الرياح كريشه فى مهب الريح وارتفعت الامواج الى حد مخيف واصيب معظم الركاب بالدوار والغثيان والقىء وفقد بعضهم وعيه ...
وعلى السطح وقف ثلاثه من القراصنه يتحدثون كان احدهم يقول فى غلظه :
- لماذا يصر شيلوك على بقائنا فوق السطح فى هذا الجو المزعج ؟ الم يكن من الافضل ان نختبىء فى احد الحجرات ؟ اننى اخشى ان تجرفنا تلك الامواج العاتيه الى قاع البحر
اجابه اخرفى حنق :
- انه لا يشعر بذلك لانه يجلس فى كابينه القياده المكيفه بعيدا عن البرد والرياح والقلق
قال الثالث فى حسره :
- هل تعلمون اننى احسد بيريز و نافون و اسحق فهم يختبئون داخل ردهه الطعام بعيدا عن كل هذا ؟
اجابه الاول وكانما يحاول اقناع نفسه :
- لا تنس انهم اكثرنا تعرضا للخطر انهم يحاولون السيطره على سبعمائه راكب دفعه واحده
اطلق الثالث ضحكه ساخره وقال :
- ولا تنس انهم مدربون على مواجهه مثل هذا الجو العاصف وانهم يسيطرون على سبعمائه راكب مصابين بدوار البحر
قاطعهم صوت هادىء يقول فى لهجه بدت لهم شديده السخريه :
- هناك انواع اشد وطأه من دوار البحر هذا
استدار الثلاثه فى مزيج من الدهشه والذعر وتحركت مدافعهم الرشاشه استعدادا لتبادل اطلاق النار او القضاء على هذا الدخيل المفاجىء
ولكن اولهم تلقى لكمه اقل ماتوصف به انها ساحقه فترنح فى قوه وافلت مدفعه الرشاش من يده على الرغم منه وحينما حاول التشبث بشىء ما انزلق فوق سطح الباخره الذى بللته مياه الامواج الثائرة وارتطم بالحاجز القصير ووجد نفسه يهوى الى المياه العميقه الغائرة واختفت صرخه الرعب واليائسه التى انطلقت من حنجرته وسط دوى موجه قويه ابتلعته داخل اليم
اما الثانى والثالث فقد فقدا مدفعيهما الرشاشين فى الثانيه الاولى من الصراع اثر ركلتين فنيتين رائعتين من قدمى ادهم دفعه واحده وقبل ان يستعيد كا منهما رشده تلقى احدهما لكمه فى معدته انثنى لها جسده ثم ثانيه فى فكه اجبرته على الاعتدال واعقبتها ثالثه كلمح البصر هوت على مؤخره عنقه كالقنبله اظلمت بعدها الدنيا او ازدادت ظلمه امام ناظريه
اما الاخر فقد خيل له ان العاصفه العاتيه قد تحولت كلها الى اعصار واحد هبط فوقه تماما واذ تحطم انفه بلكمه ساحقه وتهشمت اسنانه باخرى ثم تهشم ضلعان من ضلوعه تحت ضغط قبضه فولاذيه وغاب عن الوعى حين هوت صاعقه على شكل لكمه مذهله خلف اذنه تماما
ابتسم ادهم فى سخريه وقال وهو يبتعد مسرعا :
- هذا عظيم لو اننا اضفنا ذلك الوغد الذى كسرت عنقه منذ خمس دقائق لكان عدد من طرحناهم خارج العمليه سته اشخاص على وجه الدقه
************
الصق شيلوك وجهه بزجاج النافذه الزجاجيه الكبيره لغرفه القياده وقد حول القلق ملامحه الى تركيب مشوه عجيب تشمئز له الانفس وخرج صوت القبطان ايهاب باردا يفيض بالكراهيه وهو يقول :
- انما العاصفه هى التى خدعتك انها تزداد حده كل لحظه حتى لاخشى ان تباغتنا بصعود مفاجىء يحطم الباخره ونذهب جميعا ضحايا لها
اشار اليه شيلوك فى حده ان يصمت وقال فى عصبيه :
- صه ايها المافون لا يمكن ان تكون اذنى خادعه لقد ميزت صرخه رعب انطلقت من مكان قريب واكاد اقسم انها بصوت احد رجالى
ضحك القبطان فى سخريه مريرة وهو يقول فى حنق :
- بل خو الرعب الذى صور لك ذلك
استدار شيلوك نحوه فى غضب وصاح فى حده وهو يصوب مسدسه اليه :
- عباره اخرى مشابهه وارسل بك الى الجحيم خلف مهندسك الاول ايها القبطان اللعين
شعر القبطان بغضب عارم وفتح فمه ليقول عباره غاضبه ولكنه اثر السلامه واغلق شفتيه لائذا بالصمت وعاد شيلوك ينظر فى قلق محاولا فهم سبب هذه الصرخه الملتاعه التى خيل اليه انه سمعها فى وضوح وبينما هو يحاول ارتفع صوت طرقات عصبيه على باب كابينه القياده قاستدار فى توتر مصوبا مسدسه الى الباب وصائحا فى انفعال :
- من الطارق ؟
اتاه صوت جوزيف قلقا عصبيا هو الاخر يقول :
- انه انا ايها القائد هناك امور عجيبه تحدث هنا فتح شيلوك باب الكابينه فاندفع الى الداخل وهو يقول متوترا :
- هناك من يهاجم رجالنا ايها القائد هناك عدو خفى على ظهر الباخره
توترت اصابع شيلوك الممسكه بالمسدس وساله فى عصبيه :
- ماذا تعنى يارجل ؟ افصح بحق الشيطان
قال جوزيف دون ان يفارقه توتره :
- لقد قمت بجوله على ظهر الباخره ولم اجد شاؤل ولا حام ولا دافيد فى اماكنهم وبينما كنت ابحث عنهم عثرت على موشى محطم العنق داخل احد الحجرات الفارغه ولم اجد مسدسه معه
ظل شيلوك صامتا يحدق فى وجه جوزيف ببلاهه بعض الوقت ثم صرخ فى عصبيه :
- انهم يتصيدوننا واحد بعد الاخر انهم يقتلون رجالنا لقد صعدوا الى سطح الباخره دون ان نشعر ياجوزيف
ثم استدار واسرع يتناول ميكرفون الاتصالات الداخيه وهو يصرخ :
- ولكننى لن اسمح لهم بالانتصار سامر رجالنا بقتل كل الركاب فى ردهه الطعام وساحول العمليه كلها الى مذبحه مادام المصريون قد بدؤا التحدى
*************
8- شيطان البحر
ربما كان افضل سرد للحظات التى تلت عباره شيلوك الغاضبه هذه هو ماجاء فى تقرير القبطان ايهاب رضوان فقد قال انه كان يقف على بعد مترين من شيلوك ويواجه نافذه الكابينه الزجاجيه وانه شعر بغضب شديد حينما اصر هذا الاخير على قتل الركاب جميعهم ولكن غضبه لم يلبث ان تحول الى مزيج من الخوف والذهول حينما خيل اليه انه يرى رجلا فى زى ضابط بحرى يندفع نحو النافذه الزجاجيه فى جساره مذهله وانا النافذه تحطمت تحت ثقله فى دوى شديد وتناثر زجاجها حتى انه اى القبطان قد اضطر لحمايه عينيه ووجهه بساعده خشيه اصابتهما بشظايا الزجاج ولكن راى فى وضوح رجلا قوى البنيان وسيم الطلعه عريض المنكبين ينقض على المختطفين كالشيطان مستغلا حاله الذهول التى اصابت ثلاثتهم فركل المسدس الذى يمسك به شيلوك وهو بحافه يده على معصم جوزيف فاطار مسدسه هو الاخر بعيدا ثم استدار فى لمح البصر واطلق من مسدس يمسكه بيسراه رصاصه واحده اطاحت بمسدس الرجل الضئيل ..
وقبل ان يفيق احدهم من ذهوله حطم انف جوزيف بلكمه ساحقه خرج لها صوت كفرقعه الاخشاب وهى تتكسر ثم غاص بقبضته اليمنى فى معده شيلوك الذى جحظت عيناه وتاوه اهه عاليه مزعجه ولكن الشيطان كتم اهته بلكمه اخرى اندفعت بعدها الدماء عزيرة من فم شيلوك وسقطت بعض اسنانه وفى هذه الاثناء كان الضئيل قد استعاد مسدسه واطلق النار محاولا اصابه الرجل الذى يرتدى زى ضابط بحرى الا ان الرصاصه اخطات طريقها واخترقت مؤخره عنق شيلوك فاردته قتيلا على الفور وحاول الضئيل اطلاق رصرصه ثانيه ولكن الضابط البحرى عاجله برصاصه صائبه مرقت بين عينيه فسقط قتيلا على التو وبعدها جذب الشيطان جوزيف من سترته والصق مسدسه بجبهته فصرخ هذا الخير والدماء النازفه من انفه المحطم تغطى فمه وشفتيه :
- الرحمه !! الرحمه !! اننى استسلم سافعل ماتريد الرحمه !!
الى هنا ينتهى تقرير القبطان فى واقعه اقتحام ادهم صبرى لكابينه القياده وحتى تكتمل الصوره امام القارىء نعود الى نفس النقطه انتابع الاحداث
ابتسم ادهم ابتسامه ساخره وقال وهو ينظر فى عينى جوزيف بقسوه :
- ستخبرنى بكل ماريد معرفته ايها الوغد اليس كذلك ؟
اوما جوزيف براسه ايجابا وهو يقول متوسلا:
- نعم ايها السيد اقسم لك ان افعل سلنى عما تريد اجبك بكل امانه
اسرع القبطان الى ادهم وساله فى لهفه :
- فى اى جانب انت ؟
اجابه ادهم وهو يدفع جوزيف فوق احد المقاعد :
- اطمئن ايها القبطان انا ضابط مصرى اسندت الى مهمه انقاذ الباخره والقضاء على كل هؤلاء الاوغاد
تهللت اسارير القبطان وفاضت ملامحه بالامل وهو يصيح فى سعاده :
- حمدا لله اين باقى الكوماندوز ؟ اين هم ؟
ابتسم ادهم قائلا فى تهكم :
- هاهم اولاء جميعا امامك ايها القبطان ستضطر مع الاسف الى قبول الموجود
نظر اليه القبطان فى ذهول وغمغم:
- رجل واحد هل ارسلوا رجلا واحدا ؟
ابتسم ادهم فى سخريه وقال :
- هذا افضل من لاشىء اليس كذلك ؟
صاح القبطان وقد بدا امله يخبو:
- ولكن هذا مستحيل هناك اثنا عشر رجلا من المختطفين على ظهر الباخره ولن يمكن مطلقا لرجل واحد ان ....
قاطعه ادهم قائلا :
- معذره ايها القبطان ولكننى احب تصحيح معلوماتك فلم يبق على ظهر الباخره سوى ثلاثه رجال فقط يمكننا ان نخشاهم وهم اولئك الذين يحتلون ردهه الطعام ويهددون الركاب اما الباقون فقد توليت امرهم
نظر اليه القبطان وجوزيف فى ذهول وقال الاول :
- هل هل قضيت وحدك على تسعه رجال ؟
هز ادهم كتفيه فى لامبالاه وقال :
- دعنا من هذه التوافه ايها القبطان ولنركز اهتمامنا فيما يفيد
ثم جذب جوزيف فى قسوة وساله :
- من من الاوغاد يحتل ردهه الطعام ؟
صاح جوزيف وهو يرتجف رعبا :
- بيريز ونافون واسحق
ساله ادهم فى لهجه هادئه :
- ما الاوامر التى تلقوها بالضبط؟
ظهر التردد والخوف على وجه جوزيف ولكن ادهم ساله فى حسم :
- اجب اذا اردت الاحتفاظ بجمجمتك خاليه من الثقوب ايها الوغد
قال جوزيف وهو يمسح الدماء التى تتدفق من انفه :
- لقد اسندت اليهم مهمه احتلال ردهه الطعام والسيطره على الركاب السبعمائه حتى الثانيه صباحا
قاطعه ادهم متسائلا فى صرامه :
- ولكنكم منحتمونا مهله حتى الثانيه والنصف ظهرا
اوما جوزيف براسه مؤمنا ثم قال وهو يرتعد خوفا من نظرات ادهم القاسيه :
- هذا صحيح ولكنهم يعلمون ان العاصفه ستصل الى ذروتها فى الثالثه والنصف ومالم تذعنوا لمطلبنا حتى ذلك الحين فلن يكون باستطاعتنا السيطره على الباخره لاكثر من ذلك
صمت ادهم قليلا ثم ساله فى صرامه :
- انت من الموساد اليس كذلك ؟
تردد جوزيف وبدا الرعب على ملامحه ولكن ادهم جذبه من سترته فى قوه وساله فى صوت يجمد له الدم :
- اليس كذلك ايها الوغد ؟
قال جوزيف فى توسل لن يمكننى ياسيدى اقسم لك لن يمكننى الافصاح عن ذلك
جذب ادهم ابره المسدس قائلا فى هدوء :
- هل تفضل الافصاح به لزبانيه الجحيم اذا حيث ارسلك ؟
تردد جوزيف لحظه ثم اطرق براسه وقال فى صوت هامس كسير :
- بلى ياسيدى اننى كذلك كلنا كذلك
ثم رفع راسه وقال فى ضراعه :
- ولكن دولتنا لن تعترف بذلك مطلقا حتى لو اعترفنا نحن اننا فريق خاص ليس لنا حتى سجلات هناك
تدخل القبطان فجاه وساله :
- مهلا ايها الوغد انك تقول ان اوامركم تقضى بسيطرتكم على ركاب الباخره حتى الثانيه صباحا ماذا يحدث بعدئذ ؟
ازدرد جوزيف لعابه ونظر الى ادهم فى توسل قائلا :
- لست انا الذى يصدر الاوامر ياسيدى انا انفذها فقط انت تعلم هذا اليس كذلك ؟
جذبه ادهم من سترته وساله فى حده :
- لم لا تجيب على الاسئله الموجهه اليك فقط بدلا من المحاوره والمداوره طوال الوقت ؟
شحب وجه جوزيف وقال متلعثما :
- ان الاوامر تقضى بالسيطره على الركاب حتى الثانيه ثم ....ثم قتل راكب واحد كل نصف ساعه بعد ذلك حتى يجاب مطلبنا
جرت دماء الغضب فى وجه ادهم وهو يغمغم فى كراهيه :
- ايها القتله السفاكون ..
اسرع جوزيف يحمى وجهه بكفيه صائحا :
- لقد قلت لك ايها السيد اننى لا القى الاوامر .. رحماك!!
شعر ادهم بتوتر شديد وهو ينظر فى ساعته وكذلك فعل القبطان ثم لم يلبث ان صاح فى جزع :
- يالهى لن يمكننا ان ننقذ ضحيتهم الاولى انها الثانيه الا الربع فقط ستبدا المزبحه الدمويه بعد ربع ساعه من الان .
**********

awad200 11-09-08 10:31 PM

9- دماء على الباخرة
رفع مدير المخابرات المصرية يده بالتحية العسكرية فى قوة امام رئيس الجمهورية الذى ساله فى اهتمام بالغ :
- هل وصلت رسائل من رجلك ن-1 ؟
اوما مدير المخابرات براسه ايجابا وقال وهو يناول رئيس الجمهورية برقيه مطوية :
- نعم ياسيادة الرئيس لقد تلقيت اجهزتنا برقيه من الباخرة اوضحت ان ادهم نجح فى تحقيق الجزء الاول من الخطه
فض رئيس الجمهمورية البرقيه فى اهتمام وقراها بسرعه ثم هز راسه وقال :
- عجيب هذا الرجل انه معجزه كما تقول تماما ايها اللواء لقد نجح فى التخلص من كل الارهابيين الذين يحتلون سطح الباخرة وكذلك كابينه القياده على حين لم يشعر الثلاثه الاخرون داخل ردهة الطعام بشىء من ذلك الامور تسير على مايرام حتى هذة اللحظه
ابتسم مدير المخابرات وقال :
- لقد قرر بالاتفاق مع القبطان ان تبدا الباخرة سيرها فى محاوله للخروج من قلب العاصفه ببطء شديد حتى لا يشعر المختطفون بذلك حتى يتسنى له القضاء على الباقين منهم
مط رئيس الجمهورية شفتيه وقال :
- امامه الان اخطر جزء من المهمه انقاذ حياة الرهائن والقضاء على الارهابيين الثلاثه فى نفس الوقت هل تعتقد انه سينجح ؟
عبرت ابتسامه مدير المخابرات عن ثقته الشديده فى ادهم وهو يقول :
- لو ان سيادتك تعرفه مثلى ما سالت هذا السؤال ياسياده الرئيس
قطب رئيس الجمهورية حاجبيه وهز راسه وكانه يفكر فى امر ما ثم قال :
- ولكنه يقول ان الارهابيين سيقتلون راكبا كل نصف ساعه اعتبارا من الثانية وهذا امر بالغ الخطورة هل سيلجئون الى هذه الطريقه الوحشيه بالفعل ؟
نظر مدير المخابرات فى ساعته وقال فى قلق :
- الله ( سبحانه وتعالى ) وحده يعلم مدى مايمكن ان يقدم عليه هؤلاء الوحوش ياسيادة الرئيس ولكن لو انهم سيفعلون فهذا يعنى ان الضحية الاولى قد سقطت بالفعل فساعتى تشير الى الثانية والربع والا اذا كان ن-1 قد احسن التصرف كما ارجو
***************
اشار عقربا ساعه ادهم الى الثانية الا خمس دقائق عندما قال لقبطان الباخرة :
- لقد خرج رجال الطاقم جميعهم ياسيدى القبطان دون ان يشعر بهم هؤلاء الاوغاد الثلاثه فى ردهة الطعام وعليك ان تبدا فى تحريك الباخرة والابتعاد عن قلب العاصفه بسرعه
قال القبطان :
- لقد اتخذت كل الاستعدادات اللازمه لذلك ياسيادة العقيد كن مطمئنا
استدار ادهم الى جوزيف وساله فى صرامه :
باى لغه يتم تبادل الاوامر ؟ ابالعبريه ام بالانجليزيه ؟
اجاب جوزيف باستسلام :
- بالانجليزية ياسيدى حتى لا ينكشف امرنا
قال ادهم للقبطان :
- صلنى بردهه الطعام ايها القبطان ساتحدث الى هؤلاء المختطفين الاوغاد
اسرع القبطان يطيع الامر ولم يكد مصباح الجهاز يعلن حدوث الاتصال حتى اتسعت عينا جوزيف والقبطان دهشه فقد خرج صوت ادهم شبيها بصوت جوزيف فى مرونه صوتية عجيبه وسمعوه يقول بالانجليزيه ذات النبرات العبريه :
- هنا قائد العملية انصتوا يارفاق لقد انتهى كل شىء هل تسمعون ؟ لقد وافق المصريون على تنفيذ مطلبنا لم يعد هناك مبرر لقتل الرهائن
*************
جلجل صوت ادهم فى ردهة الطعام عبر اجهزه الاتصال المختلفه فاطلقت مشاعر شتى اذا انخرط بعض الركاب فى البكاء غير مصدقين ان الامر قد انتهى وصرخ اخرون فى سعاده وتنهد الباقون ارتياحا اما رجال الموساد الثلاثه فقد تبادلوا نظرات الشك والتساؤل ثم صاح اسحق فى الركاب :
- فليلزم كل منكم الصمت والا اخرستكم رصاصات مسدسى
عاد الصمت والقلق يسيطران على الركاب وهم يتطلعون الى اسحق فى مزيج من الخوف والدهشه على حين اقترب نافون من جهاز الاتصال وساله فى لهجه تنم عن الشك :
- من انت ايها الرجل ؟ وماذا تعنى بقولك ان كل شىء قد انتهى ؟
تظاهر ادهم بالمرح وهو يقول بنفس الصوت واللهجه :
- ايهم انت ؟ بيريز ام اسحق ام نافون الم تعرف صوتى يارجل انا جوزيف
قطب نافون حاجبيه فى شك وقال :
- جوزيف من ؟
وضع ادهم يده فوق الميكرفون والتفت الى جوزيف وقال فى غضب :
- هل خدعتنا ايها الوغد ؟
صاح جوزيف فى هلع :
- لا ياسيدى اقسم لك انهم فقط لا يتوقعون ان اجيبهم انا
نظر اليه ادهم شذرا ثم عاد يقول بنفس اللهجه المرحه الملفقه :
-الا تعرفنى ياصديقى ؟ انا زميلكم جوزيف
ساله نافون :
- لماذا لم يتحدث الينا شيلوك كالمفروض ؟
اجابه ادهم فى هدوء :
- لقد ذهب ليتاكد من وجود كل رجالنا فى موقعه و.......
قاطعته ضحكه ساخره اطلقها نافون وسمع صوته الاجش الشرس يقول :
- اخطات ايها الرجل ان الاوامر تقضى بالا يغادر شيلوك موقعه ايا كانت الاسباب واذا مااضطر الى ذلك فلابد ان ينبهنا اولا ثم انه هناك كلمه سر متفق عليها فى بدء الحديث انت مخادع لقد اقتحمتم الباخرة وقتلتم رفاقنا وسنرد لكم الكيل كيلين
قال ادهم فى قلق :
- انت مخطىء ياصديقى اننا جميعا بخير كل مافى الامر ان ....
قاطعه نافون صائحا :
- صه ايها المصرى المخادع لقد تجاوزت الساعه الثانية وسنرسل لكم الهدية الاولى
صرخ ادهم متخليا عن محاولته :
- ساقتلك لو انك مسست راكبا واحدا هل تسمعنى ؟
- سامزقك اربا لو انك حاولت
سمع ادهم جواب نافون على هيئه قهقه عاليه ساخره وسمعه يصيح فى بيريز
- احضر احد الركاب يابيريز لا دع هذا الرجل واحضر لى تلك الشابه الجميله
سمع ادهم فى الم صراخ فتاه ينم صوتها عن انها لم تتجاوز العشرين كان صراخها يعبر عن رعب شديد واختلط بضحكات جنونية اطلقتها حناجر الوحوش الثلاثه وسمع ادهم صوت نافون يقول فى سخريه وحشية :
- اسمع جيدا ايها المصرى لتعلم اننا لا نتراجع عن تنفيذ تهديداتنا
وفى ردهه الطعام جذب نافون الفتاه الاسبانية المذعورة التى لم تتجاوز عامها العشرينبعد والصق فوهه مسدسه بصدغها غير مبال بصراخها وتوسلاتها ولا بدموعها الغزيرة التى انهمرت من عينيها الجميلتين فى رعب ...
وفى هدوء وحشى ضغط زناد مسدسه واخترقت الرصاصه راس الفتاه المسكينه وتناثرت دماؤها فى ردهه الطعام
*****************

awad200 12-09-08 11:04 PM

10- ثورة الشيطان
اغلق ادهم صبرى عينيه فى الم واشمئزاز حينما وصل الى مسامعه صوت طلقه الرصاص التى اختلطت بصراخ الرعب من افواه الركاب وضحكات الارهابيين الوحشيه ووضع الميكرفون قاطعا الاتصال فى قوة وهو يغمغم :
- الاوغاد..لن اغفر لهم وحيشتهم هذه لن اغفرها لهم ابدا
شعر القبطان برغبه شديده فى القىء ودار راسه من شعوره بالغثيان على حين شحب وجه جوزيف وصاح :
- لست مسءلا عن ذلك لست مسؤلا عما فعلوه
نظر اليه ادهم فى اشمئزاز ثم جذبه من سترته فى عنف وساله فى قسوه :
- مانوع الاسلحه التى يحملها رفاقك ؟
صاح جوزيف فى رعب :
- مسدسات فقط من نوع الموريس ذى الماسورة الدواره التى تحمل ثمانيه رصاصات فقط
عاد ادهم يساله فى حده :
- هل يحملون ذخيرة اضافيه ؟
اجابه :
- نعم كل منهم يحمل قنبله من نوع النابلم الحارقه
دفعه ادهم فى قوة وقال :
- كنت اود قتلك مقابل عدم اخبارى بامر العباره السريه التى تبدا بها المحادثه ولكننى لست مثلكم فنحن نكره قتل العزل
ثم استدار الى القبطان وساله :
- هل يوجد مدخل اخر لردهه الطعام ؟
هز القبطان راسه نفيا وقال :
- كلا للاسف ولكن توجد عشر نوافذ على الاقل تطل اثنتان منها على سطح السفينه والثمانيه الاخرى على البحر
اطرق ادهم مفكرا ثم قال :
- وهل يمكن تحديد موقع كل من الارهابيين الثلاثه على وجه الدقه ؟
قال القبطان :
- بلا شك .. ان احدهم يقف خلف الباب والاخر بين ردهه المطبخ وردهه الطعام والثالث فوق منصه فريق الموسيقى لقد اخبرنى شيلوك هذا بنفسه من خلال شرحه كيف انه من المستحيل هزيمتهم
ساله ادهم :
- هل لديك خريطه توضح موقع كل نقطه فى لدهه الطعام بما فى ذلك النوافذ العشره ؟
اجابه القبطان فى قلق :
- نعم ولكن الام تهدف بالضبط ؟
اخرج ادهم مسدسه واخذ يتاكد من حشوه فى هدوء وهو يقول دون ان ينظر الى القبطان :
- ياله من سؤال سخيف ايها القبطان !!اننى انوى اقتحام ردهه الطعام وقتل هؤلاء الاوغاد الثلاثه بالطبع
***********
انكمش ركاب الباخره فى رعب وجحظت عيونهم وقد تضاعف فزعهم الاف المرات بعد ان حطم نافون راس الفتاه المسكينه برصاص مسدسه وبدت من بعضهم حركات تشير الى قرب حدوث تمرد فنزع نافون فتيل قنبله النابلم الحارقه التى يحملها وصاح فى قسوة :
- فليحاول احدكم قتالنا واقسم ان اجعله يحترق كفتيل من القطن مغموس فى الزيت حتى اخره
ازدادت حاله الرعب بعد هذا التصريح واخذ العديدون يبكون فى شبه انهار على حين اقترب بيريز من نافون وساله فى قلق :
- هل يعنى ماحدث ان المصريين اقتحموا الباخرة وقتلوا رفاقنا حقا يانافون ؟ وماذا يكون مصيرنا اذن ؟
زجره نافون فى حده وقال :
- لن يوقعوا بنا يا بيريز حتى لو اضطررت لقتل هؤلاء الركاب واحدا بعد الاخر
ساله بيريز :
- وماذا عن العاصفه ؟ انها الثانيه والنصف الان ولقد اصابنى الدوار من كثرة ما تتارجح هذه الباخرة اللعينه وكانها مركب من ورق على سطح وعاء وبه طفل اخرق
زوى نافون من بين حاجبيه وقال فى حده :
- ساضطرهم لتركنا.....ساضطرهم الى ذلك
ثم قفز فى عصبيه وجذب طفلا صغيرا من صدر امه وصعد به الى منصه الغرفه الموسيقيه وجذب ميكرفون الاتصال بينه وبين كابينه القياده وصاح فى شراسه جنونيه :
- فليستمع الى الجميع على السطح لقد قررنا قتل راكب كل ربع ساعه فقط مالم يتم نقلنا الى زورقنا البخارى هل سمعتم ؟ راكب كل ربع ساعه
وبين يدى الان طفل فى السابعه من عمره
وفى غمره شراسته وضع مسدسه على راس الطفل
واطلق النار
صرخت ام الطفل فى هلع وسقطت فاقدة الرشد وتقيا بعض الركاب من فرط الاشمئزاز وفقدت بعض الراكبات وعيهن على حين دو صوت ادهم عبر اجهزه الاتصال صائحا :
- ساقتلك ايها الوغد ... ساقتلك حتى لو كان هذا اخر عمل فى حياتى
****************
- هل انت مجنون ؟ ان ماتقوله مستحيل تماما بكل المقاييس
صاح القبطان بهذه العباره وهو يحدق فى وجه ادهم بدهشه على حين هز الاخير كتفيه وقال :
- ليس هناك سوى ذلك ايها القبطان لقد فقد هؤلاء الاوغاد رشدهم وسيقتلون الركاب بلا رحمه وانا افضل قتلهم هم بالطبع ودون تردد
ضرب القبطان منضدته بقبضته صائحا :
- هل تعلم ماذا يعنى اقتحام ردهه الطعام يعنى ان تكون مضطرا لقتل ثلاثه رجال فى اقل من ثانيتين والا نزقتك رصاصاتهم هذا بالاضافه الى احتمال ان يلقى عليك احدهم قنبله حارقه ويقتلك محترقا ثم انهم يتوقعون محاوله الاقتحام وستفقد عنصر المفاجاه
مط ادهم شفتيه وقال :
- يمكننى ان احتفظ بعنصر المفاجاه لو اننى هاجمتهم من مكان لا يتوقعونه مطلقا
صاح القبطان :
- اى مكان هذا ؟
قال ادهم فى هدوء :
- احد النوافذ المطله على البحر
بهت القبطان واتسعت عيناه وهو يحدق فى وجه ادهم مذهولا ثم غمغم:
- هل تدرى معنى ماتقوله ؟ ان معناه ان تتعلق خارج الباخره وسط عاصفه لم ار لها مثيلا منذ عملى فى البحريه التجاريه من ثلاثين عاما ستقتلعك الرياح والامواج كما تقتلع نفخه قويه ذرة من الرمال من فوق سطح املس
مال ادهم الى الامام وقال فى صوت بارد يحمل فى طياته ثوره مكبوته:
- لا تحاول ايها القبطان سانفذ هذا الاقتحام مهما كانت درجه المخاطره سافعل المستحيل للقضاء على هؤلاء الاوغاد الثلاثه قبل ان تسقط قطره دم واحده اخرى من الركاب
شعر القبطان بثوره ادهم العارمه فقال فى صوت خافت :
- ليكن ايها العقيد افعل مايحلو لك
نظر ادهم الى ساعته وقال :
- اعتقد انه من الافضل ان ابدا على الفور فسيقتل هؤلاء الاوغاد ضحيه بريئه اخرى فى خلال عشر دقائق وانا انوى منع ذلك
ساله القبطان وهو يسرع الى السطح :
- هل لديك ذخيره كافيه ان مسدسك لا يحوى سوى اربع رصاصات بعد ان اطلقت اثنتين على المختطف الضئيل و...
قاطعه ادهم قائلا فى لهجه جافه :
- لست بحاجه لاكثر من ثلاث رصاصات حينما يتعلق الامر بثلاث اوغاد ايها القبطان ....وهذا لا يعنى اننى انوى ترك احدهم حيا
*****************

eng.eses 13-09-08 03:07 AM

مجهود مذهل يا عوض ...

بجد تسلم إيديك...

إلى الأمام يا بطل

awad200 13-09-08 11:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eng.eses (المشاركة 1638528)
مجهود مذهل يا عوض ...

بجد تسلم إيديك...

إلى الأمام يا بطل

نورت يااسلام وشكرا على تشجيعك

awad200 13-09-08 11:55 PM

11- الاقتحام
تارجح الحبل السميك الذى ادلى له ادهم على جانب الباخرة فى قوة اثر الرياح القوية والامواج الشديده التى ترتطم بجانب الباخرة فى قسوة وغلظه وتؤرجحها فوق سطح البحر كاللعبة
وقال القبطان ايهاب وهو يتشبث بحاجز الباخرة فى قوة ويضم سترته خشية ان تلقى به الرياح فى اعماق البحر الثائر :
- مازلت اصر على انك تلقى بنفسك فى فم الموت ايها العقيد
تجاهل ادهم عباره القبطان وقال وهو يمسك الحبل فى قوة ويدلى ساقيه خارج حاجز الباخرة :
- لم تعد امامنا سوى خمس دقائق ايها القبطان وسوف اهبط هلى الفور تمن لى التوفيق .
وقبل ان يفتح القبطان فمه بكلمه واحده كان ادهم قد انزلق متشيثا بالحبل على جانب الباخرة فغمغم القبطان فى مزيج من الدهشه والاسف والاعجاب :
- ياله من رجل ان الموت نفسه ليستحى ان ياخذه على غره
لم يسمع ادهم عبارة القبطان اذ كان يتشبث بالحبل بكلتا قبضتيه وهو ينزلق فى بطء معتمدا بقدميه على جانب الباخرة على حين ترتطم به الامواج فى اصرار تحاول دفعه ليرتطم بالباخرة وتحاول الرياح جاهده انتزاعه من مكانه والتطويح به فى قاع البحر وهو يقاوم هذا وذاك فى قوة حديدية واراده فولاذيه
كان جسده يعجز فى بعض اللحظات عن تحدى الرياح فيجد نفسه يبتعد عن الباخرة ثم لا تلبث الامواج ان تلطمه فيعود الى موضعه الاول وهنا تعاود الرياح دفعه وهكذا دواليك حتى بدا وكانه يقفز فوق جانب الباخرة كحيوان كنجارو فوق سطح راسى وشعر بالام شديده فى كفيه وساعديه ولكنه لم يشا ان يتخلى عن معركته ولم يكن لديه بديل عن النصر...ولكن كيف ؟
وبرغم خطورة الموقف وشده العاصفه الا ان ادهم ارخى قبضتيه قليلا وترك جسده ينزلق فى سرعة تمثل خطورة قصوى وهو يقترب من النوافذ الثمانى لردهه الطعام والتى تطل على البحر الثائر ..
وفى مهارة مذهلة وسط العاصفة المرعبه انزلق ادهم بين نافذتين متجاورتين وبذل مجهودا رهيبا ليتشبث فى اطار احداهما ويتطلع خلسه من خلال الثانية ...
راى ادهم من النافذه وجوها شتى يكسوها الرعب والفزع وراى بيريز واسحق ونافون وشعر بمقت شديد يملا نفسه قوة عندما راى هذا الاخير يجذب امراة من شعرها وهو يضحك فى جنون ويرفع صمام الامان من مسدسه والمراه المسكينه تصرخ فى رعب وهلع وتتوسل فى بكاء ونحيب دون ان تبدو ادنى ملامح الشفقه على وجه نافون المتحجر.......
شعر ادهم بكراهية شديده تملا كيانه حتى انه لم يشعر كيف تخلى عن الحبل السميك باحدى قبضتيه وانتزع مسدسه وسط الرياح القوية والامواج العتيه ثم دفع جانب الباخرة بقدميه فى قوة فابتعد عنها ثم عاد يندفع فى قوة نحو احدى النوافذ الزجاجيه وقد امتلات ملامحه بكراهيه لم يعهدها فى نفسه طيله حياته الحافله
*********
نظر نافون فى ساعته بعصبيه ثم صاح فى توتر وشراسه :
- حان وقت الضحية الثالثه ايها الساده ان حكومتكم لم تستجب لمطالبنا بعد وسيقع عبء دمائكم على راسها
ارتفع الصراخ والبكاء وتعالت التوسلات وكل من الركاب يرتعد فرقا خشيه ان يكون هو الضحية التاليه
وقال اسحق فى قلق :
- كفى يانافون لقد اسلت الكثير من الدماء واخشى ان يثير هذا غضب المصريين ف ...
قاطعه نافون صائحا فى قسوة :
-لن يفعلوا شيئا ياصديقى .. لن يفعلوا شيئا ..
ثم قفز نحو سيده فى ازائل الثلاثينات فجذبها من شعرها وانتزعها من مقعدها فى قسوه وهى تصرخ وتتوسل فى رعب وهو يطلق ضحكات ساخرة عاليه ويصرخ فى لهجه اقرب الى الجنون :
- لا فائده ياجميلتى لن ينقذك شىء من انتقامى مالم تستسلم حكومتك لمطالبى
صرخت السيده فى ضراعه :
- ارحم اولادى انا ام
قهقه نافون ضاحكا وجذب المسكينه من شعرها وهو يلصق فوهه المسدس براسها ويرفع صمام الامان به صارخا :
- الشيطان وحده قادر على انقاذك ياجميلتى لو انه يرفض موتك فليات بنفسه ويطلب منى الابقاء على حياتك هيا دعى الشيطان ياتى الى هنا هيا
ولم يكد نافون يتم عبارته حتى بدا وكان الجحيم قد استجاب لندائه اذ اندفع الشيطان نفسه وسط عاصفه من الزجاج المهشم داخل ردهه الطعام
***********
لو اراد فنان مغمور ان يصوغ بريشته لوحه تدفع به لارتقاء عالم الشهرة وتعبر عن مزيج من اعجب المشاعر البشريه فى اطار واحد لاختار تلك اللقطه التى اندفع فيها جسد ادهم صبرى كاقذيقه عبر النافذه الى داخل ردهه الطعام وسط دوى شديد واشترك فى صنعه تحطم الزجاج وارتطام الامواج وصفير الرياح فى ان واحد
فقد تفجر ذهول فى وجوه الارهابيين الثلاثه وانطلقت صيحات رعب من حناجر بعض الركاب وسقط البعض الاخر ارضا فى انهيار ووجم الباقون وقد تصوروا ان هجوم ادهم طليعه لاقتحام قوات الصاعقه المصريه مما قد ينشا عنه مصرع بعضهم كل هذا اصاب الجميع فى الثانيه الاولى من اقتحام ادهم لردهه الطعام ..
وقبل ان يتبخر الذهول ويذوب الرعب ويختفى الوجوم قفز ادهم صبرى فى رشاقه غزال ووقف على قدميه فى خفه فهد وتحركت ذراعه فى سرعه وانطلقت من مسدسه رصاصه اطاحت بمسدس نافون على بعد سته امتار من معصمه ثم دار ادهم على عقبيه وسط مجموعه من صيحات الرعب انطلقت من حناجر البعض واطلق رصاصته الثانيه لتخترق راس اسحق
بين عينيه تماما فيهوى كتمثال من حجر دون ان يخرج من بين شفتيه حرف واحد فى نفس اللحظه التى انطلقت فيها رصاصه من مسدس بيريز واصابت الارض بين قدمى ادهم تماما
وقفز ادهم جانبا والقى جيده على الارض واطلق رصاصاه ثالثه مرقت من عنق بيريز فى منتصف حنجرته تماما وخرجت من فمه حشرجه مؤلمه وهو يضرب عنقه بكفيه وكانما يحاول سد الثقب الذى حطم جهازه التنفسى ثم انهار متكوما على ارضيه رده الطعام جثه هامده ..
واستدر ادهم مرة اخرى مصوبا مسدسه الى نافون ولكنه جذب المراه الى صدره وصنه منها درعا تقيه رصاصه ادهم الاخيرة وهو يصرخ :
- حاول ايها المصرى ولتكن رصاصاتك هى رسول الموت لهذه السيده المصرية
نهض ادهم قائلا فى صوت يفيض بالكراهيع :
- دع هذه السيده ايها السفاح .. الم يكفيك ماسفكت من دماء ؟
قهقه نافون فى جنون وصاح :
- اطلق النار اذن ولتكن انت قاتل مواطنتك
تجمع الركاب فى ركن الردهه الفسيحه فى رعب يطالعون الموقف وارتسم الفزع والياس باجلى صورهما على وجه الاسيره على حين قال ادهم فى صرامه :
- حسنا ايها الوغد احتفظ باسيرتك ولكننى لن اسمح لك بالافلات حيا .....ساقتلك
صاح نافون فى تردد يشوبه الجزع :
- انك لن تجرؤ
رفع ادهم مسدسه وصوبه نحو نافون والسيده قائلا فى برود :
- هل تظن ذلك ؟ لنر اذن
وفجاه دفع نافون المراه بعيدا وهو يصرخ :
- اذهبى عليك اللعنه
وفوجىء به الجميع يرفع القنبله الحارقه منزوعه الفتيل ويصرخ فى جنون :
- خذ ايها المصرى هذه هديه من شياطين الجحيم

awad200 13-09-08 11:56 PM

12-الختام
قال ركاب الباخرة حرية فى احاديثهم الصحفيه التى تلت النجاه من حادث الاختطاف البشع
ان الفضل الاول فى انهاء الموقف للضابط المصرى الذى كان يتحرك بسرعه ومهاره مذهلتين ..
فلم يكد نافون يرفع القنبله فوق راسه استعدادا لالقائها على ادهم صبرى حتى انحنى هذا الاخير فى ثبات عجيب وسرعه خرافيه ورفع مسدسه فى جراه وقوه واطلق رصاصته الاخيرة نحو القنبله ..
انفجرت قنبله النابالم الحارقه قبل ان تفارق كف نافون الذى صرخ حينما اصابت شظاياها جسده ثم لم يلبث صراخه ان تحول الى بركان من الرعب والالم امام اعين الجميع
فقد سقطت ماده النابلم فوق جسده الذى اشتعل دفعه واحده وتحول الى كتله من النيران واخذ يصرخ فى مزيج من رعب شديد والم هائل وهو يتلوى يخبط كفيه محاولا النجاه وارتفعت من جسده رائحة شواء مقززة ..
ولكن عجيبه هى هذه الكراهية فبرغم وجود اكثر من انبوبه اطفاء فى الردهه وبرغم طبيعه ادهم التى تضم الشهامه المصريه والاقدام العربى وبرغم صيحات الالم والتوسل التى اطلقها نافون الا ان احدا لم يتقدم خطوة واحده فى محاوله لانقاذه بدا وكان تبلدا شديدا قد اصاب مشاعر الجميع ..
ظل وجه ادهم جامدا هادئا تلوح فيه امارات الكراهية والبغض وهو يتطلع بعينين باردتين الى الرجل الذى يحترق امامه دون ان يحاول انقاذه
كان يشعر ان هذا هو جزاؤه العادل بعد ان قتل بلا رحمه فتاه فى ريعان شبابها وطفلا بريئا مسكينا
اما ركاب الباخرة فقد شعروا بمزيج من الشماته واللامبالاه لم يكن نافون بالنسبه لهم رجلا يحترق بل مجرد شيطان عادت نيران الجحيم لتضمه اليها كما تضم الام وليدها كانوا يرون انها نهايته الطبيعيه لان الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل...
واخيرا سقط نافون وسكن جسده الى الابد وتوقفت صرخات الالم من فمه هنا فقط توجه ادهم فى هدوء الى انبوبه الاطفاء ودفع الماده الرغوية لتطفىء النيران
***********
نظر القبطان ايهاب رضوان ف ىساعته وقال فى راحه :
- انها الثالثه تماما وها نحن اولاء فى طريقنا الى الاسكندرية لقد اطلقنا العنان لمحركات الباخرة
تمتم ادهم ف ىشرود :
- هذا عظيم
عاد القبطان يقول :
- لا ريب انك تشعر بالفخر بعد ان تحدث اليك السيد رئيس الجمهوريه نفسه عبر لاسلكى الباخرة ..
اراهن انه سيمنحك وساما وانت تستحقه فى الواقع
ابتسم ادهم واوما براسه دون ان ينطق فاستطرد القبطان :
- من العجيب اننى لم اعرف اسمك بعد هل هو سر ؟
قال ادهم فى هدوء :
- تقريبا
اوما القبطان براسه متفهما وقال :
- لن يدهشنى ذلك لاريب انك رجل من نوع خاص انك رجل قادر على فعل المستحيل
وفى تلك اللحظه ارتفع صفير اللاسلكى فتناول القبطان سماعته واستمع الى محدثه فى هدوء ثم ناول السماعه الى ادهم وهو يقول فى ابتسامه حانيه :
- انها رساله خاصه لك ياسيادة العقيد
تناول ادهم السماعه فى هدوء ووضعها فوق اذنه متسائلا :
- من المتحدث ؟
ولم يكد يسمع صوت النتحدث حتى انفجرت اساريره وارتسمت على وجهه علامات ارتياح بالغ وحنان عجيب وهو يهمس فى صوت متهدج :
- كم اشتقت لسماع صوتك ياعزيزتى كيف حالك ؟
جاءه صوت منى توفيق عبر موجات الاثير تقول فى رقه وسعاده :
- بل كيف حالك انت ياسيادة العقيد ؟ نحن جميعا فى انتظارك الادارة باكملها تتحدث عن النجاح المبهر الذى حققته
انت عظيم كعهدى بك
ضحك وهو يقول :
- ولكننى كنت افتقدك ياعزيزتى انها المرة الاولى التى اعمل فيها وحيدا منذ بدانا عملنا معا لقد افتقدتك بشده ..
ولو استطاع رؤيه وجهها فى هذه اللحظه لانفجر ضاحكا لشده ماتخضب بحمرة الخجل ولكنه شعر بذلك فى صوتها الرقيق الذى اختلج وهى تقول :
- اننى لم اعد لمنزلى بعد فانا اتابع اخبارك فى الادارة منذ رحيلك وحدك
سالها مداعبا :
- هل شعرت بالخوف ؟
اجابته فى حنان :
- بعض الشىء ولكننى كنت واثقه من انتصارك الست رجل المستحيل ...
ابتسم القبطان ايهاب رضوان وهو يتطلع الى وجه ادهم الذى تحول الى الحنان البالغ واشاح القبطان بوجهه ليخفى دمعه سعيده انحدرت من عينيه فقال بصوت مرتفع محاولا مداراه مشاعرة :
- هيا ايها الرجال ..فلننطلق باقصى سرعه ..اريد ان نبتعد بقدر الامكان عن هذا المكان عن قلب العاصفه
*********
} تمت بحمد الله {

awad200 14-09-08 12:03 AM

رابط الرواية كامله على هيئة word

http://www.liillas.com/up2/uploads/f...c987de99f0.rar

رابط الرواية على هيئة pdf


http://www.liillas.com/up2/uploads/f...e7f92e6028.pdf


الساعة الآن 07:13 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية