منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   ضياع نبضة (https://www.liilas.com/vb3/t88944.html)

ضياع نبضة 29-08-08 02:39 PM

ضياع نبضة
 
|~|

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

|~|


أول محاولة لي في عالم الروايات … عل وعسى تكون نجمة تستحق اللمعان ..

هي لوحة أبسطها امامكم .. ألوانها ما زالت طرية لم تجف .. لكم أن تمحوها ببساطة ..

ولكم أن تجففونها لتبقى صامدة ..

و تحلق بين بقية اللوحات الادبية كفراشة وجدت لها مكانا في حديقة أذواقكم …

و أسلمكم الريشـــــة … فتمتعوا بخليط الالوان الحرفية :flowers2:

~~~

تنبيـــ ـهـ :

قصتي تدور أحداثها في بلداً أجنبي لابطالها العرب ... لم احبذ ان احدد أيها تكون .. فلكم حرية التخيل :)

|~|




v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة الأولــى ~----~ v~~√”^√V’~-√V



ومضة :
أحياناً في مساحات الحياة يرتسم الأمل بأشكال شتى , ليضيء نوراً من قلب اليأس . فهكذا ولدت جبال من الأمل في قلب غطس مراراً بالألم .. “



السماء كانت صافية و رائعة هذا الصباح خلافاً للايام القليلة الماضية ...
فتحت النافذة وهي تبتسم, فهاجمت أشعة الشمس الدافئة جسدها النحيل, ابتسمت بحور
وهمست" الحمدلله الذي عافاني في جسدي ورد لي روحي وأذن لي بذكره “.
أستنشقت الهواء بجوع كبير , وبعدها قضت نصف ساعة تجهز نفسها لدوامها ..

دخلت الغرفة الباردة المجاورة لغرفتها , وتوجهت رأساً الى النافذة لتبعد الستار وهي تنادي بحنان
" تالاااا .. تامر يالله حبايبي قوموا الدنيا نورت “
جائتها تمتمات الاستهجان الناعسة ما جعلها تضحك : “ الحين اذا ما قمتوا باعمل حالة استنفار “
ولا حياة لمن تنادي ...
همست بتوعد طريف : طيــــــــــــب بتشوفوا .
ثم غابت لحظات لتدخل بعدها الى الغرفة حاملة بيد ملعقة طبخ كبيرة وبالاخرى صينية حديدية وبدأت في الازعاج والطرق العالي وهيا تنشد
: أقبل الصبااااااااااح ,, تراارااراا .. والشمس مشرقـــــة … مشرقـــة .. مشرقـــة . ترااراارااا .. هيا جميــــ … “
قاطعها الصغيران وهما يقومان و الامتعاض على وجهيهما ..
فنطقت تالا :" خلاص شفااا , بنقوم والله .. بس اسكتي بليــز “
تامر وهو يقوم ويسحب شرشفه وراءه " بروح انام بالخزانة “
ركضت شفا اليه و حملته لترميه على سرير اخته تالا و تقوم بدغدغتهما معاً ..
غرقوا جميعاً بالضحك , واستسلم الصغيران أخيراً لها ..
قالت شفا " انا بجهز لكم الفطور , خلصوا و يالله لا تتأخروا عن المدرسة الساعة صارت 7:30 “
قالا بصوت واحد " اووووووكي “

كانت هذة الصورة الصباحية اليومية
لشفا وأخويها التؤامان , حياتهم اقتصرت منذ خمس سنوات عليهم الثلاثة فقط ..
منذ رحيل والدتهم عن الحياة ومن قبلها والدهم .. فقهوا انهم لا يملكون غير بعضهم البعض , فلهذا هم كالروح الواحدة في ثلاثة اجساد تميزت تجسيدا و ... صحة

عندما خرجوا من منزلهم الصغير , كانت جارتهم الانجليزية ترش حديقتها بالماء , فأبتسمت لرؤيتهم وردوا لها الابتسام ..
قالت بلكنتها الانجليزية الحلوة “ Good morning Shefa , Tala and Tamer “
ردوا لها بابتسامة أكبر “ Good morning Ms. Smith. Have a nice day “
ارسلت لهم قبلة هوائية “ you too babies “
و انطلقوا في الساحة الخضراء أمامهم .. وهم يحيون جيرانهم التحية الصباحية المعتادة .
لكنها تحية قلبية مفعمة بالخير , حيث انهم جميعاً أناس اجتمعوا هنا لظروف معينة , اشتركوا الاماً موحدة و مشاعر متشابهة ..
كان المجمع السكني اسمه “ The hope of life “ هو جزء و تابع للمستشفى التي تعمل فيها شفا كممرضة لقسم الاطفال ..
كان المجمع السكني يضم خمسين منزلا متشابه التصميم و الالوان , الاختلاف الوحيد كان في الحياة التي تنبض في كل منزل ..
ولكن الطبيعة والحب الذي خلقه الناس فيه هو ما يجعل الامل في الحياة يسري في عروق المكان …

بعدما اوصلت شفا اخويها للمدرسة المخصصة لأطفال أهالي السكن , اكملت مسيرتها للمستشفى الذي يبعد 10 دقائق سيراً عن المجمع ..

دخلت القسم مبتسمة فقابلت أمامها صديقتها اللطيفة كاثرين “ Good morning Kathy .How are you today ? “ ( صباح الخير كاثي , كيف حالك ؟)
نظرت اليها كاثي وابتسمت “ Hi . I’m fine honey .Pleas tell me if there any good news ?? “
( مرحبا . انا بخير عزيزتي , اروكِ اخبريني ان هناك اخباراً حسنة .؟؟ )
خبت ابتسامة شفا و هي تتذكر ما بها من خطب ... هزت رأسها نفياً , فأتت كاثي تضمها بقوة
و اخذت تواسيها بلطف “ Dont warry Sheshe . I believe that some day .. “
( لا تقلقي شيشي , انا مؤمنة انه يوماً ما ...)
قاطعتها شفا بابتسامة “ It’s o.k Kathy . My hope will never disappear “
( لا بأس كاثي .. املي لن يخبت ابداً )
اخذت كاثي تمط وجنتا شفا بدعابة “ This is my girl “
( هذة هيّ فتاتي )
وبعدها بدأت كلاً منها مناوبتها الصباحية بحماس .
كانت شفا تعشق عملها وتعشق الاطفال كثيراً , كل ابتسامة منهم تعطيها أملاً جديداً كل يوم , وتشعرها أنها حققت شيئاً في الحياة ..
دخلت لغرف من الغرف تحوي على 4 اطفال صغار تتراوح اعماهم ما بين الثالثة والثامنة , منذ اللحظة التي رأوها تدخل صرخوا ابتهاجاً وفرحاً .. فضحكت لمعرفتها انه ستبدأ الهجمات على الحلوى …




v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة الثانيـة ~----~ v~~√”^√V’~-√V

ومضة :
" life gives us a lot , but takes more .. "


~الجــ 1 ــزء~



تذوقت شفا الحساء المغلي بحذر .. ومع ذلك أحرقت لسانها : " آآي ,, شوربة غبية "
و أخذت تشير بالملعقة الى القدر الذي يحوي الحساء بتهديد ..
: " والله ترى لأحرقك الحين مثل ما حرقت لساني " .
سمعت ضحكة مجلجة خلفها فألتفتت في فزع الى مصدر الصوت لترى احدى صديقاتها في الدراسة
حاملة أكياس ورقية تضم الكثير من الاغراض , وضعت الاكياس فوق منضدة الطعام وهي تستطرد
" هههههـ يالخبلة بتحرقيها و بعدين ايش بياكلوا أخوانك ؟ "
التفتت لتطفيء الموقد :" هلا زينة , يالغبية انتي الثانية ادخلي سلمي , خوفتيني "
و رجعت تواجهها و تخلع مريلة الطعام لتسلم على زينة ...
زينة تضمها :" حبيبة قلبيي آسفة والله , بس دقيت الباب كم مرة وماحد رد "
ابتعدت شفا لتفرغ الاغراض في ادراج المطبخ بمساعدة زينة
:" يعني مو سامعة صوت البلاي ستيشن هذا تامر ما يتوووب كم مرة اقوله يوطي الصوت لكن من يسمع "
زينة :" اي , ارتفع ضغطي وانا اناديهم وما يردوا ... الموووووووهم حزري فزري ايش بيصير ؟؟ "
شفا وهي تبحث عن شيء ما بداخل الكيس
" يا ربيييي زيووون لا يكون نسيتي قروون اللوبيا !!! "
زينة وهي تضم اليها قنينه من المربى وبفرحة متجاهلة قول شفا :" اخوووي و زوجته وعيااله جايين يزوروني بهالفتررررة تخيلي !!! "
نظرت اليها شفا بتبلد :" هااه ... وين قرون اللوبيا ؟ "
زينة بحنق :" اي قرووون!! قرون لما تنطحك , اقوول لك اخيــــــرا احد بيجي يقعد عندي والله طفششششششت هنا لوحدي "
واستطردت وهي تضم يديها كالحالمة :" يا سلاااااام متحمسة استقبلهم مررة .. بسوي حفلة كبيرة .. لازم تكوني معايا "
ثم نظرت الى شفا لتنطفأ ابتسامتها الواسعة :" هيييييي شفووووي سامعتني ؟؟ "
شفا كانت منشغلة بالبحث في الاكياس عن ضالتها واخذت تعدد وهي تبحث
:" عسل , كرفس ,
اوراق زيتون مجففة , تمر , زعتر , وخرشوف . لكن وين قروون اللوبيااا .. مو لاقيتها زيووون "
زينة ببلاهة :" اي قروون ؟؟ اااااه قرووون اللوبيا !!!! "
شفا بتوتر :" اي قرون اللوبيا , زينة لا تكوني نسيتيها ؟؟ "
ضربت زينة جبهتها بباطن كفها :" اااي والله نسيييييت سوري "
وعندما رأت تبدل ملامح شفا تتغير بشكل غير مطمئن
اضافت :" بس ما يهمك حبيبتي الحيــن والله طيراااان على اقرب سوبرماركت وأجيب لك درزززن "
نظرت اليها شفا وهي تقول بصوت منخفض
:" لا خلاص مافي داعي تتعبين روحك اكثر . الحين بدق على سوبرماركت السكن واخليه يرسل كمية منه " واضافت ابتسامة صغيرة الى شفتيها لرؤية القلق على وجه صديقتها ..
" بس معليش زيون ممكن تجهزي المائدة عبل ما اتصل والصغار يغسلون اياديهم "
و قبل ان تنهي جملتها كانت زينة ترص الاطباق فوق المائدة الرباعية ..

دخل الصغيران يتسابقان الى المطبخ وبصراخهما المعتاد الذي ملأ الاجواء ..
زينة تقف في طريقيهما :" stooooooop. Here is the strict inspection”
( توقفااااا ... هنا نقطة تفتيش )
تأففا الصغيران و بسطا ايديهما بقلة صبر , تامر بلكنة رائعة " So Dear Inspector, Are we contrary or committed the laws ? “
( حسناً سيدي المفتش , هل نحن مخالفان ام ملتزمان بالقوانين ؟ )
“You’re verrry committed, good boy “جاوبته زينة بعدما فصفصت يديهما
( انتما جداً ملتزمان .. صبي جيد )
“With very very very long Tongue!!! “ واخذت تهمس لنفسها بغيظ
( ذو لسانٍ طويلٍ جداً جداً )

جلس الجميع حول المائدة بانتظار شفا حتى تنهي مكالمتها وتنضم اليهم ..
عندما امتدت يدا تامر الى سلة الخبز , زئرت زينة :" تاااامر , والله ترى من زمان ما اكلت اطفال "
توسعت عينا الصغيران واخذا يتبادلان النظرات ..
بعدها همست تالا " تامر , صح كلامك طلعت نمنم تاكل اطفال!!"
انفجررررت زينة بالضحك ما جعل الصغيران يجفلان حقاً حتى ان تالا قفزت مذعورة من مقعدها الى خلف مقعد أخيها الذي اخذ يضحك هو الاخر
:" تالا , don’t be silly انا معك راح احميكِ واقتل هذة المخلوقة "( لا تكوني سخيفة )
و في سرعة وقف ممسكاً شوكته وهو يلوح بها في وجه زينة التي وقعت من كرسيها ارضاً وهي تضحك .

فدخلت شفا المطبخ على هذا المنظر , صديقتها متمددة في الارض الخشبية و فمها مفتوح لدرجة ان من الممكن ان يدخل ضفدعاً الى بطنها وهي لا تدري , واخيها واختها في وضع دفاعي وتامر يحمل شوكة بيده وبالاخرى غطاء القدر !!!!!!!
تسألت بوجه مستغرب :" خيــر ايش صاير هنا ؟؟ "
ركضت اليها تالا وهي تقول بخوف :" شفا .. Your friend طلعت بعبع... تاكل الاطفال"
شفا :" هاه !!!!!!! "
ركض تامر هو الآخر اليهما واخذ يدفعهما الى خارج المطبخ
:" تحركوا تحركوا شكلها بتتحول يالله اتخبوا وانا سأقضي عليها بالضربة القاضية "
وقتها قامت زينة بوقفة مهتزة :" ههههههههـ والله يا شفوووي أخوانك سواااالف "
ضحكت شفا فظهرت غمازتيها الجذابتين :" والله معهم حق انك بعبع شوفي خشتك كيف !! "
شخرت زينة بهزء :" والله مو منهم , شوفوا اختهم الكبيرة .. اذا عرف السبب بطل العجب "
أكملت وهي تعود الى مقعدها :" ههههـ تعالوا تعالوا بس لا أكلكم الاكل كله "
عادا الصغيران وهم يضعانها تحت مجهر نظراتهما الخارقة و شفا خلفهما
هموا جميعاً بالاكل .. شفا:" ها حبايبي ايش تقولوا ؟"
تالا وتامر كانا ينظران بتقزز الى زينة التي بدأت تلتهم الحساء والخبز بشراهة
انتبهت لهم الاخيرة وتحدثت وفمها مليء بالطعام :" بل شفووي طالعي اخوانك بيعطوني عيـ "
ولم تكمل حديثها الا وهي تشرق الطعام وتكح بشدة ...
وقفت شفا لتذهب خلفها تعطيها كوباً من الماء
:" بسم الله عليك زيوون .. سمي بالله .. خذي .. ايش فيك ؟؟؟ "
ضحك الصغيران , وقال تامر يحدث مرآته :" did you see هذي آثار الاشعة الخارقة من عيني "
تالا :" تمووري .. علمني بليـــز "
الا و قامت زينة بعد ما شربت الماء لتقول لهما :" بللللل عليك عيونك حااارة منك لها "
ردت عليها شفا :" انتي بعد مشفوحة .. كلي شوي شوي ولا الاكل مو طاير "
زينة وهي تمسح فمها :" ما عليه الشر مو عليك عليا انا اللي طايحة عندكم يومياً "
عادت شفا تجلس :" سكتي بس هو انتي تقدرين تستغني عناااا "
ابتسمت زينة وهي تمط خد تالا التي تجلس بقربها :" لاااااااااا "
و انخرطوا مرة اخرى يأكلوا مبسملين بالله ...
و بصمت مع بعض التعليقات المرحة التي تلقيها زينة ويرد عليها تامر
بعدما انتهوا من العشاء , صعد الصغيران الى فراشهما ..
و ككل ليلة أمضت شفا وقت قصيراً لتسرد عليهما قصة ما قبل النوم ..
في حين نظفت زينة المطبخ و باشرت بغسل الصحون حين اتت شفا تساعدها ..
لاحظت زينة صمت صديقتها فتذكرت شيئاً وسألتها :" الا شفووي , ليش اتأخر البقٌال ؟"
ردت شفا بهدوء :" يقول مو متوفر عندهم الحين "
زينة :" اهااا عشان كده مبوووزة ولا يهمك يا قلبي .
الحين انط لك واجيب لك قرون اللوبيا وقرون الثوور لو تبيييين .. والله غالي والطلب رخيص "
ابتسمت شفا ابتسامة جانبية :" انتي بس شااطرة في الكلام "
فتحت زينة فغرها مصدومة , فضحكت شفا على منظرها :" امزح معاك , الا انا من غيرك مدري ايش اعمل "
فحضنتها زينة بيديها الممتلئتان برغوة مسحوق الغسيل :" يا حبــــــي لك "
انتفضت شفا :" زيوووون يالدبه بللتيني .. بعدييييي عني "
تجاهلتها زينة و اخذت تمد شفتاها و الاخرى تبعد وجهها عن مرامي قبلات زينة مدت يدها لتمسك بكسارة الثلج الملقية في صندوق الملاعق ...
شفا بضحك :" زيوووووون يالحماااارة شيلي براطمك لا افقعهم لك بهذي "
زينة وهي تمد شفتاها اكثر :" اي فقعيييهم لي تريحينييي منهم سببوا لي فتنـــة مع طاقم العمل .."
شفا تخلص نفسها من جثة زينة الطويلة :" هههههـ يماما خلاص اهجدي "
غسلت زينة يديها واخذت تجففهما ثم تبحث عن حقيبة يدها
:" اي زين بروح اشتري لك قرون وحوافر وكرش اللوبيا ورااااجعة "
لحقت بها شفا وامسكتها :" هييي يالخبلة تعالي ,طالعي الساعة كم الحين 9:25 م لا خلاص مو لازم "
تكلمت زينة و ارتسمت على ملامحها الجدية
:" شوفي شفا... بقولك شي مرة مهم ."
خافت شفا من الجدية المفاجئة التي نزلت على صديقتها ..
فبلعت ريقها لتسمع الاخرى تقول :" من عرفتك ليومك هذا ناديتيني 53797965 مرة بخبلة ترى والله حراااام نفسيتي أتأزمت تهيء تهيء ..
وعندما ههههههههههه طالعي طالعي شلون وجهك راح مثل التميس المشوه ههههههههه "
ضربتها شفا على كتفها :" وجـــــع فجعتيني على بالي في شيء خطير .. من جد خبلة "
الا رجعت ملامح زينة الجدية :" شفتي شفتي هذي المرة الـ خمسة ثلاثة سبعة تسعة سبعة تسعة ستة ستة اللي تقولين خبلة "
ضحكت شفا :" هههههههههه انتي ايش تقووولي !!! "
زينة :" ايش اسوي اذا ماعندي المخ الكافي عشان اقرأ الرقم عدل "
شفا تدفها لبره المطبخ وتغلق الاضاءة :" هههههههه يقولون الذكاء مو المخ .. يا مخ انتي "
زينة و تجر شفا وراها :" اي تعالي اقفلي الباب من وراي .. ادري السراقين يكثروا هالوقت "
شفا :" هههههـ زينة انتي شفيك اليوم خبلة .. نحن بسكن محروس وبعدين انتي فين رايحة مافي روحة الليلة باتي عندي "
ضربت زينة يدها على صدرها وبتعابير مفجوعة :" وه يا ندااااامة انام عندك وانتي في بيتك رجال غريب "
ارتسم الاستغراب على شفا :" اي رجال ؟!!! "
زينة بحيا :" تامر بيك ما غيره "
ضحكت شفا :" هههههههههههـ الله يقلع ابليسك والله انتي تهاويييل , انتي تنامين هنا اكثر من سكن الممرضات , و بعدين تلاقي الحارس قافل باب المبني .. يعني بيشوف خشتك وتجيك الرفسة طايرة "
زينة بتفكير :" اي والله على قولك , بعدين حتى لو دخلني الحارس تلاقي جينفر الدجاجة نايمة وهي نومها ثقيـــل و انا طبعاَ ... "
قاطعتها شفا :" ناسية المفتاااح مثل كل مرررة "
زينة :" يب .. يالله راجعة لك بعد نص ساعة "
و مازالت شفا ممسكة بذراع زينة :" زيووون هيييي على وين ؟"
زينة بطفش وهي تنفض يد شفا و تفتح معطفها
:"اوووه شفووي خلاااص شفوي هاه هاه فتشيني فتشيني والله ما سرقت الا ملعقة الصلصة ام مسكة الخنفسانة " وهي تتكلم ولدهشت شفا اخرجت زينة الملعقة من جيب معطفها ...
زينة وهي تمد يدها بالملعقة و شفاتها السفلى بأسف (( اونها ندمانة )) :" أثفة ما اثويها ثاني بث عاجبتني هالخنفوثة "... " يالله بروح اجيب القرون تنطحـيهـ .. اقصد تشربيها "
شفا تضحك وتضمها :" ههههـ يا ربي شقد احبك يالخبلة .. مافي داعي عندي كمية بتظل لاسبوع كمان .."
زينة ترفع حاجبً واحداً :" كان قلتي من اول , وما خليتيني امثل دور النبل من البداية " .


في الحمام " اعزكم الله " اخذت زينة تفرش اسنانها وهي تتحدث :" ما قلت لك ثفووي ... ثفاااا "
اتى صوت شفا من غرفة الملابس :" لا تتكلمي وانتي تفرشيييي تامر صار يسوي مثلك "
افرغت زينة الرغوة في المغسلة وارتشفت الماء واخذت تغرغره ...
اتتها شفا واطلت براسها لداخل الحمام :" لا حووووول زيوون ترى تمور من جد صار ياخذ عاداتك الغريبة "
غسلت زينة وجهها :" انا ايش ذنبي اذا اخوكي دايب في دباديبي "
فأتتها منشفة طائرة لتسقط على وجهها بقوة :" اااح يا دفشة "
شفا :" احسسسن , والله ما مخرب اخواني غيرك " و ذهبت لغرفتهما المشتركة ..
لحقت بها زينة :" هاه .. انتي بس اتركيهم علي اربيهم لك و اطلعهم رؤوساااء دول "
قالتها بعفوية قاصدة المرح , ولكن تأثير جملتها أتت عكسية على شفا التي ارخت رأسها ..
ثم همست :" زينة , من بعدي ما أقدر ءاتمن على اخواني الا عليك .. زينة ما اوصيـكِ ... ترى "
قاطعتها زينة و هي تضربها كفاً خفيفاً على وجنتها :" لا تقولي هالكلام , ترى ازعل منك شفوي "
رفعت شفا عينيها لصديقة عمرها :" انا مو متشائمة زينة , والله كلي أمل . لكن بقولك في حال اني "
زينة بشدة :" هااه شفووي شكلك تبيني ارجع سكني بأنصاص الليالي "
شفا وهي تتنهد :" روحي طيب , هي حذفه حصى وتوصلي "
زينة تشهق :" هاااه , لا يمه ما صدقتي تطرديني بقعد على راسك هنا "
شفا تبتسم :" ادري بك خوافة .."
استلقت على سريرها لتأخذ الحبوب التي أعتادت عليها كشيء ضروري لحياتها , ثم وضعت رأسها على الوسادة وهي تذكر أدعية النوم ..
طالعتها زينة وهي تبتسم وفعلت مثلها ...
أخذت زينة تحدث نفسها:
" كم أنت رقيقة يا شفا , رغم صعوبة حياتك و المصائب التي حلت عليك .
وحالتك الصحية هذة , الا انك ما زلتي متمسكة بالله و تحاربين الغير لأجل دينك , وتقفين امام المرض لاجل أخويك ..
آآآه يا شفا أتمنى لو أستطيع أن أفعل لكِ شيئاً "
شفا :" هيييييي زيوون ايش فيك متنحة ؟؟ "
زينة بانتباه :" هاه شفا .. قلتي شيء ؟؟ "
شفا كانت تقف عند الباب وهي تطفيء ضوء الغرفة
عادت لسريرها :" مو قلتي اخوك واهله جايين يزوركِ ؟"
زينة وهي تتذكر الموضوع :" ايييييييي والله صح , الله يسامحك نسيتيني .. جايين بعد اسبوعيـــن تخيلي "
اتكأت شفا على جانبها لتقابل سرير زينة ...
وافلتت شعرها الكستنائي القصير الذي يصل الى ما تحت كتفيها و اخذت تلف خصلة وهي تتحدث
:" حلوو .. وناوية تسوين لهم حفلة استقبال ؟ "
زينة تحمست للموضوع جلست متربعه واخذت تسرد خططها
:" ايي انا افكر اسوي حفلة وعيد ميلاد تامر وتالا بنفس الوقت ايش رايك ؟؟ والله فكرررة جناااان "
شفا تستلقي على ظهرها وهي تتنهد :" لا زيون بلاها "
زينة :" شنوو بلاها لا تقولين عودتيهم يا زينة على اعياد الميلاد ..
حرام عليكي شفووي هذول يتمى خلينا نفرحهم شووي "
شفا اعطتها ظهرها وهي تتذكر والديها واخذت الغصة تهاجمها ..
فقالت بصوتٍ جعلته طبيعياً :" سوي مثل ما تبين زينة ما راح اخالفك .. انا تعبانة بنام .. تصبحين على خير ".
زينة ترد عليها :" تلاقي الخير "
وكانت من الانشغال بخططها بحيث لم تلاحظ الحزن الذي احاط بصديقتها .


|~|


~الجــ 2 ــزء~

قال بصوته القوي :" What you mean there are no hope ??? "
( ما الذي تعنيه بأن لا امل هناك ؟؟؟ )
بدى الدكتور الضئيل الحجم امامه متوتراً فأخذ يمسح عرقه و هو يقول بصوت متردد
" The situation of your sister, Mr. Jasser is very Serious
we can not do anything for her"
( حالة اختك سيد جاسر خطيرة جداً .. لا نستطيع فعل اي شيء لها )
تنهد جاسر بعنف :" Then what do you suggest me to do "
( اذن ما الذي تقترح علي فعله ؟)
قال الدكتور بعد تفكير :
"But there is a hospital in ((imagine)) attached to a special section of the state of your sister you can take her there, it may be treatable available. Who knows??”
( هناك مستشفى مزود بقسمٍ خاص لمثل حالات اختك , ربما هناك تستطيع ان تجد لها علاجاً متوفراً )
اطلق جاسر زفرة يائسة وقال :" اااااه يا ربي عونك .. "
ثم أستطرد :"
Well, I want you to do all actions that my sister transferred to that hospital as soon as possible “
( حسناً , اريد منك ان تقوم بكل ما يجب لنقل اختي الى هناك وبأقرب وقتٍ ممكن )
ثم اعطا الطبيب ظهره و خرج .
توجهت خطاه الى احدى الاجنحة البيضاء في ذلك المستشفى الضخم ..
جدراناً رأى مثلها الكثير خلال الثلاث سنوات الماضية .
طرق الباب واتاه صوت الممرضة تسمح له بالدخول , فدخل و رآها نائمة ووجهها الملائكي يعلوه الشحوب .. قبض يديه بشدة .. انه يفقدها و لا يستطع عمل شيء لاجلها ...
مالذي يفعله مالذي يستطيع ..
ليته فقط قادر على ان يمنحها عمره , اهم شيء ان لا تغيب لؤلؤة مثلها عن الدنيا ...
تحدثت الممرضة له ببضع كلمات لم يصغي اليها ثم خرجت تاركة اياه معها ..
اقترب منها وجلس على مقعد بجانب سريرها ..
شيعتها نظراته المتأملة و المتألمة بكل تفصيلة فيها ..
امتدت يداه لتعانق يديها في احتياج فطري ..
وهمس وهو يطبع قبلة رقيقة على اناملها البيضاء :" حبيبتي , اصمدي لا تخليني "
وكأنها كانت تسمعه في اعماق نومها الذي سببه سريان محلول الدواء في عروقها , فقد ازدادت قبضتها في يده رداً على رجاءه ..
مسح على وجنتاها بلطف وهمس
:" جود , اوعدك بإذن الله بتطيبي وبشوف ضحكتك ثاني تملي حياتي "
وقف وطبع قبلة حنونة على جبينها , وذهب ..


~~~

سألت شفا :" من هذا ؟ "
كانت تجلس في مقابلة زينة في الكوفي المخصص بفريق عمل المستشفى , كانتا تشغران مكانا على الاطلالة الرائعة لحديقة المستشفى ولكن من احتل الطاولة خلفهما بمواجهة شفا كان شاباً ينظر اليها في كل لحظة نظرات غريبة .
اختلست زينة النظر خلفها للمرة العاشرة :" والله ما ادري .. شفيه يطالعنا بهالطريقة ؟"
تجاهلته شفا و رجعت تكمل وجبتها :" تركك منه , المهم ايش قررتي تسوي الحفلة "
اجابتها زينة التي ما زالت تنظر كل لحظة واخرى خلفها :" والله ان ما شال عينه بأفقع وجهه اللي مثل فطيرة التفاح "
ضحكت شفا وهيا تغرز الشوكة في سلطتها :" شعلييكِ منه , تكلمي ترى ما بقى الا 10 دقايق على استراحتنا "
زينة وهي تفتح غطا وجبتها :" والله شفوي انتي لازم تتلثمين , ترى وجهك جايب لنا الشبهات "
شفا بعين مفتوووحة :" هههههه يالخبلة انتي اللي جايبة لنا شبهات ببرطمك الفوشي هذا , ممرضة وتحط فوشي فين رايحة انتي .. حفلة ؟ "
زينة وتاكل بطريقتها المعتادة .. حيث تخلط كل المقادير معاً وتاكلها مرة واحدة
:" وييي لا تعيبي على برطمي , كافي مني ماشية وراكِ ولابسة طرحة "
شفا بنص عين :" اجل ايش تبغى تكشفي شعرك .. والله ما تستحين "
زينة :" اسكتي بس . لو شعري حريري مثل شعرك كان من زماااااااان انا مطلقة سراحه ..
لكن الله عطاني سلك النحاس هذا ايش اسوي "
شفا بحنق وهي تمص بقايا العصير :" احمدي ربك يا جرادة غيرك ماعنده هالنعم "
زينة تمضغ اكلها :" اي افلحي انتي ...
لان الزين كله عندك ما شاء الله جسم و بشرة ولا اصفى ولا العيووون الرمااادية ....
انا ما قد عمري قلت لك عيونك تهبل يا بنت ما شاء الله عليكِ والله يا شفوووي ليتني بجمالك "
خلصت شفا عصيرها :" الحمدلله الذي سقاني هذا واطعمني هذا من غير حول مني ولا قوة ..
زيوون بلا قرقرة زايدة ترى ورانا شغل قومي ومصع "
زينة وهي تعود للاكل بطريقة غريبة , تستدعي لمن يأكل معها ان يستفرغ كل ما بجعبته .
لكن شفا اعتادت على طباع صديقتها و هذة هي الصداقة الحقة ان تتقبل صديقك بكل عيوبه ومزاياه ..
:" بخلص اكلي بالاول .. اشوفك العصر ان شاء الله اوكي .."
تنهدت شفا وهي تقف :" اوكي براحتك .. صحة وعافية .. اشوفك العصر "
وذهبت لترمي نفايات وجبتها ..
وحين التفتت لتخرج وقعت عينيها على عينا ذلك الشاب الذي يبدو من محياه ملامح عربية متأصلة ..
اشاحت بنظرها وبلعت ريقها ثم اكملت طريقها شامخة الرأس ..
انها تواجه مثل هذة النظرات منذ ان بلغت الخامسة عشر من عمرها
وقتها كانت تتضجر وجنتاها خجلاً و يتلبسها التوتر والخوف ..
ولكن الان وهي على بوابة العشرون وبعدما مرت بكل صعوبات حياتها ..
اصبحت قادرة على ان تواجه كل شيء ..
لم تنتبه في طريقها حيث كانت هنالك قهوة مسكوبة ارضاً رميت عليها قطع محارم حتى تمتص القهوة , فداست على احدى تلك المحارم التي سببت في انزلاقها ..
كانت لحظة واحدة لم تستطع فيها الا ان تصيح مذعورة..
ولحسن حظها كانت قريبة من طاولة ذلك الشاب ,الذي تيقظ لما يحدث و ببراعة وسرعة امسك بها قبل ان تهوي ارضاً ...
كانت ضربات قلبها تصم اذنيها و صدرها يعلو ويهبط في سرعة , فتحت عينيها ببطء مرعوبة من الذي حدث لها ... هل ماتت يا ترى ؟
ولكن كان الوجه القريب منها ينطق بإبتسامة مطمئنة ..
رأت الشفتان تتحركان والاصوات تقرع كالطبول مختلطة بصوت نبضاتها ..
امسك بها الشاب و اوقفها واخذ يهزها برقة :" انتي بخير ؟ صار فيكِ شيء "
وحالما غطى صوته الحنون زئير من الخلف وانقضت عليه فتاة اشبة بالنمر الجائع
:" يالمجرررررم .. تبي تقتل اختييي والله لا ادوووس ببطنك .. اصبر اصبر "
اخذت زينة ترفع اكمام معطفها الابيض وهي تستعد لتوجيه اللكمات
:" تحسب اني ما اعرف توكيندوو والله اعرف بس اصبر علييييي "
استوعبت شفا ما يحدث و رأت نفسها بين يدا ذلك الشاب الغريب , فشهقت واسرعت بالابتعاد ما استرعى انتباهه عن زينة وحركاتها المتهورة ..
رأى ملامح شفا المرتعبة فقال بقلق :" آسف اختي , بس كنتِ بتطيحين و .."
ولم يكمل كلامه فقد اختنقت حنجرته بين يدا زينه .. " وبعد تتحرش فيها .. بموووتك اليوم بمووتك .."
كان جمعاً من الممرضين والاطباء متجمهراً ينظرون بإستمتاع الى الحدث المضحك المتمثل امامهم ..
تقريباً أغلبهم يعرفون زينة فهي ممرضة متدربة قد مرت بكل الاقسام وتعرفت على اغلبهم بسبب طبيعتها الاجتماعية ..
حطت شفا يدها على صدرها تخفف النبضات , تنفست ببطء ثم رأت صديقتها تحاول خنق ذلك الشاب ..
ولكن كان منظرها مضحكاً فهي قصيرة القامة والشاب فارع الطول ..
كانت وكأنها ارنب يهدد بقتل زرافه .. مضحكة هذة الفتاة !!!
ذهبت لتسحبها :" زينة تركي الرجال ما سوا شيء هو ساعدني وبس "
التفت لها زينة وهي تسأل بإهتمام :" شفووي صار فيكي شيء؟ اشوف اشوف دوري وريني .. "
واخذت تمسك راس شفا ثم تنظر الى قدميها :" اشووف راسك موجود .. رجلك بعد .. اصابع رجلك ..
خلعي البوت خليني اشوف "
شفا وهي فعلاً ليست بمزاج لرفيقتها :" زينة بسسسس "
التفتت لذلك الشاب وقالت بنبرة شاكرة :" شكرا لك اخوي .. واعذرنا عالازعاج "
بالطبع كانت تقصد تصرف زينة المخزي ..
ثم التفتت لتخرج من الكوفي وفي اعقابها زينة التي ارسلت نظرات تهديدية للشاب ...
لحقت بشفا التي اتخذت رواقاً جانبياً ومنه الى دورة المياة النسائية " وانتن بكرامة " ..
رأت صديقتها تبتلع قرصاً من دوائها وتتنفس بعمق ..
سألتها بقلق :" شفا .. انتي بخير ؟ صار لك شيء ؟ هالجربوع اللي هناك ضايقك بشيء ؟ "
رفعت شفا انظارها :" لا زينة مافيا شيء .. بس خفت شوي "
ربتت زينة على ظهرها بخفة :" مافيك الا العافية ان شاء الله "
ابتسمت شفا :" ان شاء الله جدتي زينة "
زينة وهي ترى جهازها يرن :" اوووووه الدكتور حساام .. ياللهوي حيقطعني قطععع اتأخرت "
شفا:" هههه تستاهلي حد قالك تضيعي وقتك وانتي تخنقين ذاك الرجال "
زينة وهي تضرب قبضة يدها في باطن الاخرى
:" يا حسافة فلت مني هالمرة لكن المرة الجاية اوعدك ما راح يفلت .."
شفا و هي تضحك :" بعدين تعالي ايش هذي التوكنودو !!!
فضحتينا .. اسمها تيكوندو و أشك اذا تعرفيها اصلا "
زينة باصرار :" لا تخافي بأتعلمها لك هي والكونغ فوو والكاراتيه ... هيييع هااع وااع "
واخذت تلوح يديها بالهواء كالمصارع ..
شفا حركت رأسها بيأس :" يا ربييي هالخبلة متى بتعقل ؟؟"
الا و جهازها هي الاخرى يطن ..
فركضت كلتيهما وهما تضحكان كلاً الى مكان عملها .


:flowers2:

|~|

بإنتظار تفاعلكم معي .... و كل عام وانتم الى الله اقرب

رمضان كريم ..

دمتم بـ ود

BENT EL-Q8 29-08-08 03:49 PM

عنوانـ لفـتـ نظريـ منـ بينـ العنواينـ
و
اسلوبـ رائعـ
و
قصهـ اروعـ
و
فكرهـ مميزهـ

شفا
متحملهـ مسؤليهـ اخوانهـا وصايرهـ الكلـ لهمـ
هذا غيـر مرضهـا واليـ مادريـ شنو اهو
بسـ المهمـ انهـ مرضـ خطيـر
مادريـ ليشـ احسـ انهـ "القلبـ"
اللهـ يعينهـا
جاسر
مادريـ ليشـ احسـ انهـ اهو اليـ كانـ يطالعـ شفا واهو اليـ شالهـا قبلـ لا تطيحـ
جود ومرضهـا شنو مادريـ
الله يشفيـهـا
زينهـ
خبلهـ هالبنتـ
لكـنـ صديقهـ وفيهـ
اللهـ يخليهـا لشفا واخوانهـا
آخر شيـ
تسلمـ ايدجـ عالبارتينـ
واعتبرينيـ منت متابعينجـ
تقبليـ مروريـ

بسمة طفله 29-08-08 04:42 PM






القصـــة مرااا حلوو،،،



مبين من بدايتها ،،،



سجليني من المتابعين ــ




مذهلة الخليج 29-08-08 04:51 PM


هلا بيج بينا في ليلاس
القصة انا اشوفهامره مميزه واذا تعمقنا اكثر في اكتشاف الشخصياات راح نعرفهم ونعيش معهم
ونتعمق في فهمهم
اسلوبج سلس وسردج لي الاحداث مره حلو
وفي انتظار الجزء الجديد عشان نعرف القصة ونفهمها وبدايه موفقه
مذهلة

همس الروايا 29-08-08 07:07 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

===

هلا نبوووضة ... يا مرحبا بج هنا

انا وراج وراج من مكان لمكان ههههههههـ

يالله من هني اتابعها من بدايتها اللي فاتتني ...

روووعة نبووض تابعي وانا معاج

احبــج في الله

ضياع نبضة 29-08-08 07:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 (المشاركة 1615285)
عنوانـ لفـتـ نظريـ منـ بينـ العنواينـ
و
اسلوبـ رائعـ
و
قصهـ اروعـ
و
فكرهـ مميزهـ

شفا
متحملهـ مسؤليهـ اخوانهـا وصايرهـ الكلـ لهمـ
هذا غيـر مرضهـا واليـ مادريـ شنو اهو
بسـ المهمـ انهـ مرضـ خطيـر
مادريـ ليشـ احسـ انهـ "القلبـ"
اللهـ يعينهـا
جاسر
مادريـ ليشـ احسـ انهـ اهو اليـ كانـ يطالعـ شفا واهو اليـ شالهـا قبلـ لا تطيحـ
جود ومرضهـا شنو مادريـ
الله يشفيـهـا
زينهـ
خبلهـ هالبنتـ
لكـنـ صديقهـ وفيهـ
اللهـ يخليهـا لشفا واخوانهـا
آخر شيـ
تسلمـ ايدجـ عالبارتينـ
واعتبرينيـ منت متابعينجـ
تقبليـ مروريـ

~ بنت الكويت ~

مرحباً بكِ أختي في صفحتي المتواضعة ..

اسعدتني شهادتك .. وكم اعتزُ بها .. فـ شكراً ..

~~~

توقعاتكِ بعضها صائب وبعضها الآخر غير ذلك ..

ستعرفين اجابات تساؤلاتكِ مع النبضات القادمة :)

امتناني لوجودكِ .. فلا تغيبي

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 29-08-08 07:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسمة طفله (المشاركة 1615344)

القصـــة مرااا حلوو،،
مبين من بدايتها ،،،
سجليني من المتابعين ــ


~ بسمة طفلة ~

يشرفني وجودك و حضوركِ ..

بإنتظار اطلالتك الدائمة ..

اسعدني ردكِ ..

باقة ودٍ لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 29-08-08 07:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مذهلة الخليج (المشاركة 1615351)

هلا بيج بينا في ليلاس
القصة انا اشوفهامره مميزه واذا تعمقنا اكثر في اكتشاف الشخصياات راح نعرفهم ونعيش معهم
ونتعمق في فهمهم
اسلوبج سلس وسردج لي الاحداث مره حلو
وفي انتظار الجزء الجديد عشان نعرف القصة ونفهمها وبدايه موفقه
مذهلة

~ مذهلة الخليج ~

مرحباً بكِ ايضاً .. وسلمتِ غاليتي ..

شكراً على شهادتكِ كم أعتزُ بها ..

وانا ايضاً في انتظاركِ بعد كل نبضة ..

امتناني لوجودكِ فلا تغيبي ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 29-08-08 07:43 PM

v~√"^√V'~-√V'^~----- ~ النبضـة الثالثـة ~----~ v~~√"^√V'~-√V

ومضة :

" لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة "


~ الجـ 1 ـزء ~


قامت فزعة من نومها .. واخذت تلهث ذاكرة الله ..
امتدت يداها في الظلام الدامس لتشعل الضوء بجانب سريرها ..
ومن ثم تصب كأساً من الماء و تشربه جرعه واحده ..
تنهدت متحجرشة :" الحمدلله "

نظرت أمامها الى الكأس الفارغ لتتابع عيناها قطرة تسيل ببطء من حافته
وتصل الى القاع ...
لم تكن سوى دمعة وقعت بلا رادع من رماد عينيها !!

ابعدت الفراش عنها .. وقادتها قدماها الى تلك الخزانة ..
لتخرج من اعلاها صندوق مغلق ..
يحوي بداخله كنزها .. ذكرياتها و ماضيها بحلاوته .

كان الليل ساكناً في صمته .. وكل الاجفان مغلقة بسلام حولها ..
بسطت محتويات الصندوق امامها .. وجثت على الارض المكسوة فروا ناعماً ..
لا يسمع في صدى الغرفة الا دقات عقارب الساعة التي تشير الى الثالثة صباحاً .

عشرون عاما أحستها ثمانون ,وهي تتصفح بذلك الألبوم..
تلك الصور التي تخص والديها .
اغرورقت عيناها تشكي الحزن الدفين .. الذي لا يفتئ أن يخمد نيرانه في جوفها
لكن عليها أن تكابر وتصبح أقوى من أجل ما خالفه لها القدر ..
اخوة يحتاجون منها حنانا فقدته وهي على مشارف المراهقة
هل تستطيع أن تهديهما إياه وهي تفقده ؟؟

وكيف لها أن تقدم .. وتضحي !!!
والمرض يهاجم بحوارينه وخطواته الكبيرة أعماقها,
قلبها , دمها .. وجسدها النحيل ...

كانت وستكون أما وأبا وأختا , من مسؤولياتها أن ترعى اخويها الصغيران ..
ولا تجعلهما يلتمسان حاجتهما ويتمهما , ولو أن في ذلك تحدي وصعوبة كبيرة .
شفا وما لم يعلمه أحد , هي أقوى من كل ظروفها وما تحملته من معاناة وألم
فرصيد إيمانها بالله وقضائها وقدرها
كفيل لأن يجعلها صبورة ومبتسمة دائما أمام الشمس حينما تشرق كل يوم ,
لتعلن ولادة يتيم آخر من أمثالها واخوتها ..

لم تشعر يوماً بهذا القدر من القوة , الا عندما سكنها الضعف
غريبُ حالها و عجيب أملها المتفائل ..
تعي أن بينها وبين الموت خيط اذا انقطع هوت معه ..
ومع ذلك ما زالت تقف شامخة بخطوات واثقة تخطو فوق خيوط حياتها ..
فهي تملك .. سبباً للحياة .!!

جفت دموعها وهي تطبع قبلة على صورة والديها ..
ذلك الرجل الذي طالما عهدته قوياً , صامداً و محباً ..
و تلك المرأة التي تجسدت فيها معالم الحنان كله ..
رغم الرحيل الذي أستبقهم ..
الا انهما يعيشان في داخلها و يبثان أملها كلما خبا ..

وقفت تعيد كنزها لمخبأة ..
و تحولت لتناجي ربها وتشكيه ...
انه وقت الـ " سحر " وقت نزوله تعالى من عرشه الى السماء الدنيا..
الوقت الذي ينادي فيه عباده ..
فـ فوزاً لمن اغتنمه في عبادته ..
و نعيماً لمن قاد قدميه لمساجده حينها ..
و طوبا لمن قامه تعبداً ..
فكم من الناس خسروه و اجفانهم تائهة في متاهات الاحلام ,,
وكم منهم سهروه عصياناً والعياذ بالله ..

أخذ صوتها يرتعش بالدعاء ..
:" اللهم اني امتك , اتيتك ادعوك وارجوك
فمن يُرجى غيرك .. ومن يُطلب الاك
اللهم انك تعلم ما بي ..
فألهمني الصبر على ما بلوتني به
واكتب لي اجراً فيه
اللهم اني أسألك خير رزقك
وأسألك ان تجنبني شر الامور
الهي .. ادعوك فلا تردني خائبة
اللهم اهدني لما فيه صلاحي وصلاح اخوتي
اللهم لا تجعلني من القانطين
و اخلق الامل و الايمان في قلبي ..
و اشفني انك على كل شيء قدير "
نفثت بكفها و مسحت جسدها به ..
:" الحمدلله الذي فضلني عن عبادة بكثير من النعم
وكتبني من المسلمين ..
اللهم ثبت قلبي على دينك .. وثبتني يوم الدين
واكتبني ووالداي واخوتي و اهلي وجميع المسلمين من اهل النعيم ..
آميـــن ".


~~~~~~~~

كان تامر وتالا عائدان الى منزليهما , مشيا في الطريق الحجري
القابع وسط حديقة خضراء رائعة ..
مرا بجانب عربة ملونة تبيع فيها شابة المثلجات .. وحولها تجمع صغير من الاطفال
فوقفت تالا وعيناها متعلقة ببراءة في فتاة تتناول نصيبها منه بتلذذ ..
نظر تامر الى اخته .. وتابع نظراتها .
فأبتسم وهو يناديها .. واشار الى العربة ..
تامر :" Tala , do you want some ? "
( تالا هل تريدين بعضاً منها ؟ )
اشرق وجهها وهي تهز رأسها بسرعة :" يس تمور .. I want”
ابتعا واحداً بالشوكلاة وآخر بالفروالة ..
و اكملا طريقيهما ..
سألت تالا وهي تستمتع بطعم بوضة الفراولة
:" Tamer, our 7th birthday is next week "
( تامر عيد ميلادنا السابع سيكون الاسبوع القادم )
أجابها بهدوء:
:" I know,سمعت شفا و الكائنة الفضائية يخططوا لحفلة "
صرخت تالا بإبتهاج طفولي
:" وااااااااااو يعني بياخذونا لمدينة الالعاب "
ضحك تامر :" لا تحلمي نروح , شفا ما نقدر تاخذنا لهناك "
مدت تالا بوزها :“ Why not? “
( و لماذا لا ؟ )
:” Because you’re Coward & Shefa cannot play like us “
( لأنك جبانة و شفا لا تستطيع اللعب مثلنا )
أخذت تالا تفكر بهدوء .. وشعرها القصير يطير مع النسمات برقة ..
امتلأ رأس تلك الصغيرة بالتساؤلات ..
مالخطب يا ترى ؟؟
:" تامر ليش شفا ممنوعة من اشياء كثيرة مو مثلنا ؟ "
أمسك تامر بيديها لكي يعبرا الى الجهة الاخرى من الطريق ..
:" انتي صغيرة ما تفهمين ان اختك مريضة "
تالا باستنكار مضحك :" بس نحن وصلنا الدنيا بنفس الوقت "
تابع اخيها الذي سبق عقله سنه بكثير :" لا غلط .. انا جيت قبلك بـ5 دقايق "
فأتسعت عينا تالا بدهشة وهي تسأل :" يعني انت اكبر مني !! "
ضحك اخيها وهو يسابقها الى المنزل :" اي , و بأكون الاول اللي يوصل البيت "
فصرخت الصغيرة واخذت تجاريه ركضاً الى منزلهم القريب .

~~~~~~~~

" وضعك جيد , و ما اظن ان الخطر كبير عليكِ. "
قامت من سرير الفحص و عيناها تلمعان و بفرحة :" حقيقي د. أحمد ؟؟ "
عاد الاخير الى مكتبه وهو يحمل بيده الورقة ويقرأها :" اي وتفضلي اقري النتيجة "
أمسكت شفا بالورقة لتتابع تراقص الخطوط المستقيمة علواً و هبوطاً ..
فأبتسمت بإرتياح :" الحمدلله "
أثنى عليها الدكتور :" بفضل الله هذا كله..
اتباعك لروتينك الغذائي , و تجنبك كل المؤثرات السلبية هو ساعد .."
ابتسم و اكمل :" خليكِ على طول على هالمنوال شفا "
ردت له بحبور :" اكيـــد يا دكتور أحمد بإذن الله "
قام الدكتور من مقعده ووقف خلفها ليربت على كتفها بحنان
:" تذكريني بوالدك يا شفا .. الله يحفظك و يسعدك يا بنتي "
تنهدت شفا لمرور طيف ذلك الغالي امامها ..
فأحنت رأسها :" الله يرحمه , كان محظوظ بانه لقى صديق مثلك يا دكتور "
جلس الدكتور احمد بالمقعد المقابل لها :" هاه شفا شي ناقص عليكِ انتي واخوانك ؟"
هزت رأسها نافية :" لا والله . الحمدلله حالنا ممتاز .. وانت ما قصرت دكتور "
اشار اليها :" شفا مو تخبي علي , انا في مكانة الوالد وانتي مثل بنتي "
ابتسمت له :" الله يخليك .. واكيد ما اخبي عليك .. لكن الحمدلله نحن تمام "
وقف الدكتور :" الحمدلله يا بنتي .. يالله انا بروح اشوف المرضى
, لا تنسي موعدك يوم السبت الجاي "
وقفت هي الاخرى لتذهب الى الباب ملوحة له :" ان شاء الله , مع السلامة "

خرجت وكلها فرحة و أملاً .. ربما سيأتي ذلك اليوم
الذي ستتحرر فيه من قيد المرض
و تعيش بلا خوف من الغد ..
ربما .. ولما اليأس .!!


~ الجـ 2 ـزء ~

أخذت تتمتم ساخطة :" يا ربـــي يعني مافي غيري يحممه هالمتين والله حاله "
ودخلت الغرفة التي تحوي أربعة أسرةٍ أحدها ُشغر برجلاٍ ضخم
كان قد استعد لأخذ حمامه بمساعدة ممرضته ..
طالعته بتفكير .." يا الله يعني مو شايفيني صغنونة ما يحطوا لي الا هالجثة "
نظر اليها الرجل الزنجي بتساؤل ..؟؟
فأبتسمت ابتسامة صفراء :" Can you wait just a minute I will call
For assistant “
( هل بإمكانك الانتظار لدقيقة ؟ سأذهب لطلب المساعدة )
ولم تنتظر رده .. فخرجت مسرعة الى ناحية غرفة الممرضات ..
دخلتها ولم تجد الا ممرضة واحدة ..
:" اااااه ما القى الا انتي .. الحين بأتفشل يا ربيييي "
انها الممرضة التي تتجادل دوماً معها .. ستذل نفسها ان طلبت منها المساعدة
ستذلها حتماً .. ولكن هذا حلها الوحيد والا ستواجه خطورة سقوط ذلك الحوت فوقها
وتموت مطبوعة في ارضِ الحمام ..
>> يالأفكاركِ يا زينة <<
تشجعت :" Nichol can I ask you’re help ? “
( نيكول هل بإمكانك مساعدتي ؟)
لم تكلف تلك الاخيرة عناء رفع رأسها وألقت الجواب فوراً :" No “
يااااااا للهووول .. اذلال في اقل من ثانية ... احمر وجه زينة غيظاً
واخذت تتمتم بالعربية :" يالبقرة من زينك عاد .. باحتاج مساعدتك "
رفعت نيكول رأسها عن الكتاب :" What did you say ?”
( ماذا قلتِ ؟ )
كشرت زينة في وجهها :" سلامتك يالضفدعة "
وخرجت صافقة الباب ورائها ولم ترى تكن ترى امامها ..
فمع اندفاعها اصطدمت بجسد صلب ووقعت ارضاً ..
أمسكت بجبهتها تفركها وهي تصرخ :" اااح يالعميااان طالعوا قدامكم .."
وأمتدت يد تساعدها على الوقوف .. فـ أمسكت بها لتقف
ولكنها غرست أظافرها غرساً في تلك اليد الخشنة عمداً ..
:" وجع يوجع العدو يالاعمى .."
وفوراً سقطت عيناها على ذلك الوجه المألوف ..
تصلبت يدها في يده و فغرت فاها كالبلهاء أمامه ..
لم تستطع ان تنبس ببنت شفة ..
تأملها قليلاً ثم ضحك :" انتِ دوِمك محاربة الناس "
ولكن لم تتحرك زينة وكأنها حُنطت في هيئتها المضحكة ..
حرك الشاب يده الحرة أمام وجهها :" هيييي .. نحنُ هنا "
طرفت بعينيها و مازالت على حالها ..
همست بعدم تصديق :" انت !!!! "
ابتسم لها :" اي انا " 
سألت بإنفعال :" انت ليييش جاي هناااا "
اجابها وهو ينظر الى يده المسجونة بين أظافرها الطويلة ..
:" جاي اتمشى .. لكن واضح اني دخلت حديقة حيوانات بالغلط "
لم فهمت زينة قصده ..
فنظرت الى حيث ينظر .. و انصدمت لمرآى يديهما ..
فكأنه يعاني من مرض جلدي انتفضت بعيدة عنه ..
فصرخت :" هييييييي انت .. جاي مدور علي عشان تهزئني "

وعلى صريخها العالي .. أتت المشرفة على ممرضات قسمها ..
فأخذت تهزئها أمام ذلك الشاب ..
أطرقت برأسها ارضاً , ووجهها محمراً من الغيظ ..
حدثت نفسها :" الله يقلعك يالعجوووز ما لقيتي تهزيئني الا قدام هالمخلووق "
ضحك الشاب فألتفتت اليه كليهما ..
واحدة بنظرات دهشة , والاخرى بنظرات قااااااتلة ..
تحدثت المرأة :" And you are ? “
( وانت تكون ؟ )
مد الشاب يده ليصافحها وقال بصوت رخيم :" Mr. Fares “
فجأة تغيرت ملامح المرأة و أخذت تصافحه بترحاب وتنهال عليه بالمديح
ما جعل ملامح زينة تنقلب في فضول و دهشة!!!
من هو لتقوم مشرفتها بترحيبه بهذا الشكل ؟؟
تحدثا ومرا من امامها وكأنها علاقة ملابس لا أهمية لها ..
فدخلا اول غرفة أمامهما ..

و لسوء حظ زينة ... كان مريضها ينظر بداخلها ..
ياللهوول .. ستكتشف المشرفة ..
ولم تلتقط زينة افكارها حتى .. الا وسمعت صوت المشرفة يزئر بإسمها ..
ركضت وبداخلها :" جااااك الموت يا تارك الصلااااة "

كانت مشرفتها تقف ووجهها ينطق بالشر , وخلفها ذلك الشاب
الذي يدعوا نفسه .. مستر فارس
ضحكت زينة في نفسها :" والله انك راعي غنم مو فارس خخ "
قالت المشرفة بصوت متوعد :" Why is you patient waiting his bath ?”
( لما مريضكِ ينتظر حمّامه ؟ )
بلعت ريقها واجابت بصوت منخفض :" I was looking for assistant “
( كنت ابحث عن مساعدة )
ألقت المشرفة نظرة شديدة عليها :" This is not an excuse"
( هذا ليس بـ عذر )
تأسفت زينة وهي تتمنى ان تقتلع عينا هذة الشمطاء ..
والامر والادهى ان الشاب فارس اخذ ينظر اليها بإستخفاف
ما بال هذا الابله لا يزال واقفاً هنا .!!
أليس لديه عملاً يقوم به في مكان آخر ؟؟

ألتفتت اليه المشرفة لتعتذر عن هذا الانطباع الاولي الخاطيء
واخذت تصف له ان اهتمام ممرضاتها لا يقل عن الامتياز
لكن تقصير واحدة من الممرضات لا يعني تقصيرهن جميعاً
هنا فارت أعصاب زينة ..
" هالعجوووز تستخف فيني .. وانا هني قدامها ..
ولا لميـــــــــن ؟؟
لهالتعيـــــس .. أبو عين نايمة ..
والله لا اوريكِ يالجربووعة "
أوشكت زينة على ان تنقض على مشرفتها بلكمات لا نهاية لها
الا ان تلك التفتت اليها لتسبقها بإلقاء القنبلة ..
:" Miss. Zenah this is Mr. Fares
Our General supervisor he will stayed in our
Word for next two months... “
( آنسة زينة اقدم لكِ السيد فارس مشرفنا العام .. سيبقى هنا للإشراف للشهران القادمان )
ولم تسمع زينة ما تبقى من الكلام وقد فغرت فاها مرة اخرى ..
ما هذا اليوم .. حظها عكرررر ..
هذا ...!!!
هذا .. يكون مديرهاااااااا !!!!!!

~~~~~

" عطشانة ابي ماي .. عطشانة ابي ماي "
واخذت تكرر لاهثة وهي تنظر حولها بنظرات تائهة ..
كان هو نائماً .. بشكل متعب على كرسيٍ غير مريح بجانب سريرها ..

اخذت تنادي ببحه :" جاسر .. جاسر .. عطشانة .. عطشانة "
تغلغلت همساتها الى مسامعه وحركت خلايا عقله ..
التي ترجمت الصوت وفقهته ..
ففتح عينيه فوراً .. ليراها تنظر اليه ..
قام بسرعة و منظره الرث قد زاده جاذبية ..
سأل :" هاه حبيبتي .. تبين شيء ؟ "
همست :" ماي .. ماي عطشانة "
لم يتوقف جاسر ليفكر .. فندائها حركه .. ولو طلبت الدنيا لجلبها اليها ..
صب لها الماء واخذ يسقيها بحذر ..
ولم تكد تكمل اطفاء رمقها حتى سعلت بشدة ..
وسعلت وسعلت .. فسكنه الخوف واخذ يمسح جبينها ..
بقلق ضغط على زر نداء الممرضة
:" جوود .. حبيبتي ايش فيك ؟ "
لم تجبه واخذت تسعل بحده .. وجسدها النحيل يهتز ..
فدخلت الممرضة في سرعة لتراها ..
صرخت :" What happened to her ?”
( ما الذي حدث لها ؟ )
اجاب جاسر بتشتت :" I don’t know .. She felt thirst and ...”
( لا اعرف , احست بالعطش و .. )
قاطعته الممرضة .. :" Don’t tell me that you give her water “
( لا تخبرني انك اعطيتها الماء .. )
وبدأت تدخل انبوب بلاستيكي بداخل حلق جود ..
لم تكن تنتظر اجابته .. فالكأس الذي بيده قد اعطاها الجواب ..
اخذت تذكره بالخطأ الذي ارتكبه ..
فما زالت جود تتلقى المحلول الوريدي .. و تناولها اي شيء سيؤثر عليها ..

وقع الكأس من يده .. و اعطاهما ظهره ..
كان منظر جود يقطع القلب .. ترتجف و يديها تعصران الغطاء الابيض متألمة ..
صوت غرغرتها اصم اذنه .. فلم يتحمل ذلك
خرج فوراً من الغرفة وهو يشتم نفسه ..
ما الذي فعلته !!!

dew 30-08-08 01:56 AM

جميل جدا نبضة ,,,أسلوب جميل ومشوق ,,وفكرة جديدة ,,خيوط القصة لازالت غامضة ,,لكن إن شاء الله ستتوضح في الأجزاء القادمة ,,

شفا ,,أليس لها أقرباء يساعدونها ؟؟,,هذا غريب وماهو المرض الذي تعاني منه ؟

جاسر وأخته جود ,,وقصته الحزينة مع مرض أخته لكن مانوعه هذا المرض ,,هل هو مرض مناعي أم أنه ورم غير قابل للشفاء ,,

الحوار جميل جدا وسلس ,,استمري وننتظرك في الأجزاء القادمة

BENT EL-Q8 30-08-08 08:07 AM

بارتـ مايقلـ روعهـ عنـ البارتـ اليـ قبلهـ
تسلمـ ايدجـ عليهـ
شفا
الحمد للهـ فيـ تحسنـ*_^
خلجـ جذيـ قويهـ وكلـ ما تضايقتيـ لجئيـ لربجـ
عجبتنيـ قوتهـا وصمودهـا وشلونـ اهيـ الكلـ بالكلـ لاخوانهـا
اللهـ يخليها لهمـ
جاسر
عيلـ طلعـ مو اهو اليـ دعمهـا*_^
اللهـ يعينهـ صعبـ يشوفـ جود تعانـيـ ولا يقدر يسويلهـا شيـ
اللهـ يشفيهـا
زينهـ
خخخخخخخخخخخخخخخ
هبلهـ هالبنتـ
تامر&تالا
البراءهـ والطفولهـ
اللهـ يخليهمـ لشفا
و
لا يحرمهـا منهمـ
سوريـ عالتأخير
تقبليـ مروريـ

ضياع نبضة 30-08-08 08:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الروايا (المشاركة 1615499)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

===

هلا نبوووضة ... يا مرحبا بج هنا

انا وراج وراج من مكان لمكان ههههههههـ

يالله من هني اتابعها من بدايتها اللي فاتتني ...

روووعة نبووض تابعي وانا معاج

احبــج في الله

هلا وغلا بـ :[ همووس ]:

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

سامحيني دبووه البارحة ما انتبهت على ردك ..

:friends: ويا زين اللي وراي كخخ

احببك الله الذي احببتني فيه

تسلمي يالغلااا

دمتي بود :flowers2:

ضياع نبضة 30-08-08 08:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew (المشاركة 1616380)
جميل جدا نبضة ,,,أسلوب جميل ومشوق ,,وفكرة جديدة ,,خيوط القصة لازالت غامضة ,,لكن إن شاء الله ستتوضح في الأجزاء القادمة ,,

شفا ,,أليس لها أقرباء يساعدونها ؟؟,,هذا غريب وماهو المرض الذي تعاني منه ؟

جاسر وأخته جود ,,وقصته الحزينة مع مرض أخته لكن مانوعه هذا المرض ,,هل هو مرض مناعي أم أنه ورم غير قابل للشفاء ,,

الحوار جميل جدا وسلس ,,استمري وننتظرك في الأجزاء القادمة

مرحباً بتفتح زهرتك يا :[ dew ]:..

الأجمل هو شهادتكِ لي .. فـ كم اعتز بها ..

ستجدين كل الاجابات مع النبضآآت الآتية ..:)

شكراً غاليتي لتشجيعكِ لي ..

لا فضّ فوكِ .. ولا حُرمتُ وجودكِ ..

لكِ باقة ود :flowers2:

ضياع نبضة 30-08-08 08:52 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 (المشاركة 1616842)
بارتـ مايقلـ روعهـ عنـ البارتـ اليـ قبلهـ
تسلمـ ايدجـ عليهـ
شفا
الحمد للهـ فيـ تحسنـ*_^
خلجـ جذيـ قويهـ وكلـ ما تضايقتيـ لجئيـ لربجـ
عجبتنيـ قوتهـا وصمودهـا وشلونـ اهيـ الكلـ بالكلـ لاخوانهـا
اللهـ يخليها لهمـ
جاسر
عيلـ طلعـ مو اهو اليـ دعمهـا*_^
اللهـ يعينهـ صعبـ يشوفـ جود تعانـيـ ولا يقدر يسويلهـا شيـ
اللهـ يشفيهـا
زينهـ
خخخخخخخخخخخخخخخ
هبلهـ هالبنتـ
تامر&تالا
البراءهـ والطفولهـ
اللهـ يخليهمـ لشفا
و
لا يحرمهـا منهمـ
سوريـ عالتأخير
تقبليـ مروريـ

أهلا بكِ مرة أخرى أختي ..:[ بنت الكويت ]:..

سلمت اناملكِ على هذا الرد الرقيق :)

و يسعدني اعجابك بالنبضة ..

وجودكِ اضفى على لوحتي طعماً لا غنى عنه ..

فلا تغيبي و تحرميني طلتك ..

امتناني لشخصكِ ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 30-08-08 09:03 AM

v~√"^√V'~-√V'^~----- ~ النبضـة الرابـعة ~----~ v~~√"^√V'~-√V


تنبيه :

كل حزمة من الكلمات قد جُمعت بين قوسين ((---))
هو رأيُ خاص بي لعدة امور*
دمجته في باطن الاحداث لأوصل رسالة من قلبي اليكم ..

" إعتــذآآآر غالياتي "
اعذرنني على استخدام شتائم " بهيميه " في الحوآآآر ..
وكم أشعر بالخجل وأنا اضعها ..
لكن للأسف الكثيـر أصبحوا يفعلونها على أرض الحقيقة ..
وضعتها ليس لأني أوافقها .. ولكنها من بطن واقع تعامل كثيرٍ منا ..
أتمنى مع الوقت تلاحظـون حكمـها و تأثيرها على المجتمع .



ومضة :
" المستقبل يُبنى إما على قصور الماضي أو ... على أنقاضها "

~ الجـ 1 ـزء ~

" الى اللقاء أحبابي , سأشتاق اليكم كثيراً "
فأرتفعت أصوات البكاء في ارجاء الغرفة معلنة رفض هذا الوداع
قال احد الاطفال :" شفا لا تذهبي ارجوووكِ "
ابتسمت شفا بأسف و ذهبت لتربت على رأسه بحنان :" حبيبي يجب علي الذهاب فقد اتممت فترة تدريبي في هذا القسم "
لم يعر احد هذا العذر واخذوا يبكون حتى وصلت اصواتهم للرواق ..
أخذت شفا تهدئهم بيأس ولكن لم يسمحوا لها بالذهاب ..
تعلقت فتاة صغيرة بمعطفها تشده اليها و اخذت تنتحب ..
نزلت شفا الى مستواها وبرقة ابعدت خصلة من شعر الصغيرة عن وجهها ..
همست شفا :" شيدوري حبيبتي سأزوركم كلما سنحت لي الفرصة .. اعدكِ"
هزت الفتاة اليابانية رأسها نفياً :" لا نحن نريدك معنا دوماً "
قبلها شفا على وجنتها :" حبيبتي .. لن أذهب بعيداً .. فقط في القسم الشرقي هنا "
اخذ فتى اسمر يتمتم غير راضياً :" ستذهبين لاولئك الاطفال .. ستحبينم وتنسين امرنا "
وقفت شفا متنهدة ..: ياربي الحين اعمل ايش معاهم ؟
نظرت اليهم جميعاً ورفعت يديها عالياً ليصمتوا
:" ايها الاطفاااال هدووء , ماذا قلت لكم عن حب الخير للغير ؟ "
اوطأ الاطفال رؤوسهم و قالوا بصوت منخفض و بنبرة واحدة
:" حب لأخيك كما تحب لنفسك " ..
ابتسمت ورسمت على وجهها ملامح الرضا ..
قالت :" تماماً , وانا سأحبهم مثلكم .. كلكم اعزاء عندي .. صدقوني سأزوركم دوماً"
اخيراً رضخ الاطفال لها واخذوا يقبلونها مودعين ..
و خرجت لتقابل مشرفتها ..
قالت المرأة ذات الشعر الرمادي :" اتمنى لكِ التوفيق في قسم الـ مخ والاعصاب عزيزتي "
شكرتها شفا و اخذت الملفات اللازمة منها ..
ثم ذهبت لتقوم بآخر واجباتها في هذا قسم اطفال باطنية .. لترتحل و تترك اثرها هنا
و تبدأ في رسم صورة لوجودها في قسم المخ والاعصاب ..
تسائلت شفا في سرها :
ما الذي ينتظرها هناك ؟


~~~~~

~ الساعة الـ 1:24 مساءً ~

كانت زينة تجلس في احد اركان غرفة استراحة الممرضات, تقضم طعامها بغضب ..
واخذت تتمتم بأسنانٍ مشدودة :" غبـــي , ابله عسااااه البلى "
غصت بالطعام فأخذت تسعل .. شربت بعض الماء ونظرت بغضب الى طعامها
:" حتى انت يالسندوتش معاااه .. عماااااا "
تذكرت الموقف السابق الذي جرى صباح هذا اليوم ..
و زاد غيظها ... :" يا ربيييي انا خبلة خبلة خبلة بالثلاثة "
ثم لاحظت ظل شخص ما يقع فوقها ..
رفعت عينيها و رأت وجهه الباسم قد ملأه الغرور ..
:" اخت زينة , اعتقد انه الحين وقت شغلك مو البريك "
اعادت انظارها الى علبة فطارها و قالت بصوت غليظ :" بدلت مع ممرضة ثانية "
اشرف عليها بقامته و امسك علبه طعامها يغلقها
و بصوت هاديء خطير :" انا المشرف على كل امور هالقسم , دام التبديل صار من غير موافقتي .."
كانت زينة تنظر اليه مذهولة .. كيف يجرأ على لمس طعامها ..؟
واكمل وهو يرسم بسمة خاطفة وعيناه تنطقان بالتحدي :" فالتبديل مرفووض "
فاااض الحال بزينة فهبت واقفة في سرعة لتصرخ
:" ابيييييي اعرفففف انت مين مسلطك عليااااا .؟؟ ما تقول هااااه ؟؟؟"
كانت تصل الى كتفيه .. بشكل يضعف قوتها امامه ..
وبشكل يدعو الى السخط نظر اليها من رأسها الى اخمص قدميها ..
وقد حملت نظراته معنى التصغير ..
فقال وهو يستدير :" نحن في عمل مو معركة .. ارجعي لشغلك يالله "
و خرج من الغرفة حتى قبل ان يتسنى لها ان ترد عليه ...
شدت زينة قبضتيها و رفعت جزء من طرحتها لتعضها مقهورة ..
:" يا ربــــــــي لو يصير القتل حلال .. افففففف "
و جمعت اغراضها , لتخرج من الغرفة غاضبة ..
وتفاجأت به يقف على مقربة هناك ... يتكلم مع الممرضة الاخرى : نيكول ..
كانا يضحكان على شيء ما ..
ضيقت زينة عيناها .. مؤكد مؤكـــد انهما يسخران منها ..
ستقتلهماااا .. تقطعهما ارباً اربا..
في تلك اللحظة التفت " فارس" لتحرقه نظرات عيناها ..
فرسم ابتسامة جانبية ... يهزء بها ..
و دنا منها ليعطيها مدونة عملها اليومي .. اخذت منه المدونة بشدة
و نظرت اليها .. كانوا يتبعون خطة عمل جديدة تحت اشرافه , حيث ان كل ممرضة لها اسبوع لعمل ما
لجميع مرضى القسم ..
و ياللهوول كان عملها في اول اسبوع لهذة الخطة ان تحمم المرضى ..
صاحت :" انت حاااااط لي هالعمل متعـمــــد "
رد فارس بصوت جاد :" اخت زينة , اول تقصير شفته منك هنا هو تحميم المرضى "
وكالطفلة ضربت بقدم واحدة على الارض :" لكـــن انا كنت بطلب مساعدة اظن انـ .."
قاطعها ويده تلوح امام وجهها :" ما ابي كلام .. طبقي و اثبتي جدارتك "
ثم صمتا لتبدأ معركة من نوع آخر ,, زوج من العيون تقدح شرراً
والاخرى تتحدى الجليد في برودته ...
فارس بجدية :" باينك مطولة كذا .. لا يكون عاجبتك الوقفة !! "
افاقت زينة على نفسها .. و احمر وجهها من تعليقه ..
ثم اعطته ظهرها وقالت بجرأة :" مغــرور واحد "
ولم تبتعد حتى سمعت ضحكته الساخرة .. و كلمة اوصلتها الى قمه القهر
:" والله اكون مغرور احسن من اكون اخبل "
استدارت لكي ترد عليه و تنتف شعر حاجبه ولكنه كان قد اختفى في احد الاروقة ..
:" اااااااااااااااااااااه حماااار "

~~~~

غابت الشمس و طارت العصافير الى اعشاشها ...
اصبحت السماء لوحة تمتزج بها الوان الغروب من لون البرتقالة الى لون وردة البنفسج الجميلة
طرقات المسكن كانت خالية الا من بعض الكلاب المنزلية تجري هنا وهناك خلف قطة مذعورة ..
مرت رياح خفيفة لتطير في حضنها اوراق الشجر الجافة , و تسبح في الاجواء ...
وتمر بتلك المنازل ذات الطابع الامريكي بطابقيها و حدائقها الصغيرة ..
و في ذلك المنزل الصغير ذا اللون السكري , تعالت الاصوات الضاحكة ..
في الداخل تجمعت الصديقتان و التوأم في الغرفة الدافئة حول مدفأة المنزل المطفأة ...
تامر كان يمسك بيد البلايستيشن و يحرك رأسه يميناً ويساراً مع حركة السيارة التي يقودها بسرعة جنونية بداخل شاشة التلفاز
و تالا كانت تجلس ارضاً ممسكة بلبتعها الـ ( باربي ) تسرح شعرها ومن فوقها على الكنبة كانت شفا تظفر لها شعرها وتضحك على كلام زينة و شكاويها ...
زينة كانت تقف بوسط المكان ممسكة بين يديها بإحدى وسائد المجلس ...
كانت ترتدي برمودة حمراء و قميصاً ابيض ملتصق بها .. و شعرها مربوطاً كـ ذيل حصان ..
نظرت الى شفا و صرخت بغيض وهي تشد الوسادة بين يديها متخيلة انها شخص ما ..
:" شفووي .. راااافع لي ضغطيييييي .. نفسي انتفه و اقتله واقطعه كدا كدا كدا "
واخذت تتنزع الحبال الجانبية للوسااادة بكل غضب .
شفا وهي تضحك :" هههههههههههه يالخبلة ايش فيك خربتي المخدة "
ألقت زينة الوسادة بعيداً ورمت بنفسها على الكنبة الطويلة وهي تتنهد بتعب ..
:" ااااااه شفوووي انا راح اموووت قهر من هالانسان "
تامر الذي كان منسجماً مع لعبته :" هههههـ أخيراً احد ياخذ ثارنا منك "
نطت عليه شفا تدغدغه :" هييييي تموووور ترى انتفك بداله "
اخذ الصغير يضحك وهو يتلوى بين يديها محاولاً الافلات ...
شفا :" يالدبه تركي اخوي لا يموت بين يدك "
ولكن زينة زادت جرعة الدغدغة اكثر فأخذ تامر يصرخ بالنجدة
قامت تالا في سرعة و اخذت تسحب زينة :" قوومي اتركي اخووويا يا شريرة يا مجرمة "
وباشرت بضربها على رأسها بعروستها وهي توشك على البكاء لمنظر تامر ..
شفا قاامت من مكانها واختفت في المطبخ ضاحكة لتخرج جالبة معها بخاخ الماء وتقوم برش زينة ..
انتفضت زينة من المياة و ابتعدت وهي تضحك ..
قام تامر وهو يتنفس بصعوبة من كثرة الضحك :" يا فضائية انا اوريكي "
وركض الى السلالم ليصعد الى غرفته .. تالا جلست مادة بوزها وعينيها ترسل السهام الى زينة ..
بعدما مسحت الاخيرة وجهها بالمحارم نظرت الى تالا :" بسم الله .. شفا طالعي اختك "
شفا كانت تعيد ترتيب الوسائد فرأت نظرات تالا وضحكت :" من فعااايلك يالخبلة "
حبت زينة على قدميها الى مواجهة تالا الـ ( مبرطمة ) و اخذت تقوم بحركات غبية بملامح وجهها
تمط شفتيها و تشحط عينيها و تنفخ وجنتاهاا حتى انطلقت الضحكة من شفاة تالا ..
حينها اتى تامر راكضاً وعلى غفلة منها ناداها :" زيـــنة طالعي "
نظرت زينة ولم تعي نفسها الا وهي غارقة في غيمة من الثلج الصناعي ...
صرخت :" لاااااااااااااااااااااا يالدبـــــــــ "
واخذت تالا وشفا تضحكان و زينة تحاول امساك تامر الذي اخذ يقفز هنا وهناك كالقطة و يبخ عليها الثلج
في كل مرة تقترب منه ...
بعد فترة قام الجميع ليصلوا صلاة المغرب حسب توقيتهم المحلي ..
تامر في المقدمة يأمهم والثلاثة الفتيات خلفه ..
كان ترتيل تامر رائعاً وصوته الصغير يصدح بأيات من الكتاب الكريم ..
كانت وجوههم منيرة و اعينهم تتلألأ فرحة ..
لانهم بين يدا العزيز العظيم ..
حمدوا ربهم على هذة النعمة .. نعمة الاسلام ونعمة الصلاة ..
(( فـ كثير من المسلمين لا يفقهون معنى الصلاة ..
ولا يتفكرون فيها بتأمل عميق ..
حسبوا انها مجرد حركات و تناسوا السكنات
اعتادوا عليها فأصبحت عادة وليس عبادة ..
اصبحت روتيناً يومي يؤدونها برتابة و بلا روحانية ..
ربما تأخذ منهم 5 دقائق وربما أقل ..
و مع ذلك تكون على صدورهم ثقيل الوطأة ..و فقط لانها واجب .. قاموا بها
لم يعرفوا انها لقاء عظيم .. تتلاقى فيه الارواح قبل الاجساد بخالقها ..
لقاء تسكنه ِحواراتِ من كتاب الله عز وجل ..
لقاء لا يٌنعم بها الا القليل ..
هدانا الله واياكم وجعل الصلاة نوراً تنار به وجوهنا وصدورنا ..
اللهم اجعل صلواتنا لك حجة لنا لا علينا ..
وتقبلها منا بقبولٍ حسن
..))

سلم تامر على جنبيه ..
:" السلام عليكم ورحمه الله ... السلام عليكم ورحمه الله "
رفعت شفا يديها تدعوا وتحمد الله ..
:" اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام "
شدت تالا القابعة بين شفا و زينة وخلف تامر شرشف صلاة اختها الكبرى
:" شفاا .. ايش اول دعوة من ادعية الصباح والمساء "
ضمتها شفا :" حبيبتي قولي ورايا ... امسينا وامسى الملك لله والحمد لله , لا اله الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , ولا حول ولا قوة الا بالله ..
اللهم اني اسألك خير مافي هذا الليلة وخير ما بعدها واعوذ بك من شر ما فيها وش ما بعدها ,
رب اعوذ بك من الكسل و سوء الكبر , رب اعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر "
واخذت شفا تقول الاذكار و البقية يرددوا ورائها ..
قال الجميع :" آميــــــن يارب العالميـــن "

ثم بعدها صعد الطفلان ليستذكرا دروسهما ... و دخلت الفتاتان الى المطبخ لتجهيز العشاء ..
ارتدت زينة مريلة الطبخ .. واخذت تجمع الخضار وتقوم بتقطيعها ..
اما شفا كانت تسخن شرابها ثم تصبه في الكأس ... نظرت اليها زينة وهي تتأمل شكل الشراب
نادت على شفا وهي تشير بالسكين ناحية الكأس :" ايش هـ الخليط بالضبط والله شكله ما يأهل ينشرب "
كان لونه و مزيجه غريباً ولكن رائحته صحية .. رفعت شفا الكأس الى انفها واستنشقت الرائحة بتلذذ
:" شراب الكرفس البري بالعسل و قطع الثوم المطحون مغلاه في الماء "
اوقعت زينة السكين على قطاعه الخضار وفتحت فمها مصدومة :" انتِ من جدك تشربينه ؟! "
تجرعت شفا جرعة مبسلمة :" ايي لذيـــذ .." و قربت الكأس الى زينة :" تبين ؟"
حملت زينة السكين مرة اخرى واخذت تلوح به امام شفا :" اذا بايعة عمرك قربي انتِ وعصيرك هذا "
شفا وهي تبتعد :" هههههههه يـ ماما مجرمة "
رجعت زينة تقطع الخضار :" الله يعينك شفووي , والله اكلك غريب جداً "
فتحت الثلاجة لتخرج علبة الجبنة :" الحمدلله بفضل الله , ثم اكلي هذا .. حالتي في تحسن "
تركت زينة الاغراض من يديها و ذهبت لتضم شفا من خلفها
:" يا قلبووو ربي يكتب لك الشفاااااء العاجل يا شفا يا بنت راشد "
شفا مبتسمة :" آمين يارب , من بؤك لباب السماء ان شاء الله "
و اضافت :" يالله نجهز العشا بس لا نحصل لنا هجوم بعدين "
وهما يعملان اخذا يتحدثان عن التجهيز للحفلة , كانت زينة متحمسة كثيراً للأمر واخذت تعطي خياراتٍ لموقع احياء الحفلة ..
زينة بحماس بعدما انتهت من وضع حساء الخضار على النار :" شرايك نسويه بالحديقة العامة القريبة من .."
قاطعتها شفا تهز رأسها نفياً : امم نوو "
وضعا الاطباق معاً على المائدة و اقترحت زينة :" طيب ايش رايك هنا ؟ .. اممم لا لالا نبي تجديد "
قالت شفا بهدوء :" افكر اخذهم للملاهي "
نظرت اليها زينة نظرة جانبية و تمتمت :" ووين تلاقين ملاهي قريب من هنا ؟"
انتهت من ترتيب المائدة وذهبت تجلب بقية الاطباق :" بأخذهم لمدينة العاب ميكي ماوس "
دهشت زينة ولكنها اعترضت :" بس هذي تبعد عالاقل 11 ميل عن هنا !! "
شفا تهز رأسها :" ادري "
زينة :" شفوووي انتِ بعقلك ولا كيف ؟ "
جلست شفا على الكرسي و زينة بمقابلها :" زيون , الدكتور احمد قال ان حالتي احسن و يوم واحد اطلع فيه
ما راح يأثر ان شاء الله , داك اليوم وانا مارة من غرفة تالا وتامر سمعتهم يتكلموا .. نفسهم يروحوا الملاهي
بس ساكتين عشاني ... ما قد اخذتهم لمكان و مشيتهم مثل كل العالم ما تسوي مع اطفالها .. "
وطأت برأسها لتنظر الى يديها وبصوت منخفض اكملت ...
:" من توفت امي وعدت نفسي اكون ام و اب وكل حاجة لهم ... ما اخليهم يحتاجوا لـ شيء الا واجيبه لهم
قبل لا يطلبوه ... انا ابى استغل كل لحظة وانا فيه بينهم واعطيهم كل اللي اقدر عليه .. زينة انا .. هم .."
واخذ صوتها يخبو والدموع تبلل عينها ... وضعت زينة يدها على يد شفا مواسية لكنها لم تحاول اصماتها
تريد ان تخرج شفا كل ما في جعبتها فهي عانت الكثير ولم تشتكي ابداً ..
اكملت شفا و هي تقوي نفسها :" زينة راح يجي اليوم اللي ما بكون فيه بينهم , ما ادري متى
الحين اليوم او بكره ..الله اعلم , لكن انا باشتغل و بأعمل كل اللي اقدر عليه عشان ابني مستقبلهم
ما اريد اتركهم تايهين في الدنيا ... انا اخر من لهم و هم اخر من لي "
زينة بزعل :" وانا وين رحت ؟ "
ابتسمت :" انتِ , انتِ الخير كله ... الله لا يحرمني منكِ "
زينة بحبور :" ولا منكِ يا احلى اخت بالعالم "
وقتها سمعا اصوات خطوات تطرق ارضية المطبخ الخشبية , التفتتا لتريا التوأم قادمان
فمسحت شفا دموعها بشكل خاطف حتى لا ينتبه الصغيران ..
تالا :" شفاا im hungry "
تامر بفم مفتوح :" انا جوعااااااااااااااااااااااان "
زينة :" يابسم الله لا تأكلنا هههههـ يالله تعال انت وهي ... بسسسس اولاً "
تامر يتعداها و ياخذ مكانه بالمائدة :" خلاص غسلنا غسلنا ارتاحي يا نقطة تفتيش "
زينة :" احسسسسسن ريحتوا حلقي من الصراخ "
و تجمعوا على المائدة ليتناولوا الطعام في جو عائلي جميل ..



~ الجـ 2 ـزء ~



في جزء آخر من الكرة الارضية , و في باطن مستشفى آخر ..
كانت الغرفة مظلمة , وعلى السرير استلقت هناك نائمة بسلام ..
وجهها شاحب لكنه لا يحمل اشارة للألم
و بعيد عنها بأمتار عند الشرفة المفتوحة .. كان يقف حاملاً هاتفه الخليوي ..
" هلا عمي ... أي بننقلها لمستشفى ثاني .... لا ما اظن .. بكرة الليل ان شاء الله مسافرين
.... اكيد عمي بخبرك بكل شيء ... ولا يهمك ... طيب سلم على الاهل ... في امان الله "
اغلق الهاتف و تنهد وهو ينظر للسماء الصافية , التي تتلألأ النجوم فيها معطية لليل حياة لامعة
وأملاً لمن ينبض قلبه بالأمل ..
مر شهاباً ساقط في بطن السماء , فعادت ذاكرته الى الخلف ست سنوات , عندما كانت جود في العاشرة من عمرها
كانا في رحلة الى البحر مع عائلة عمه ..
عندها لم تكن تفارقه لحظة , تتبعه كظله في كل مكان , حتى انها ترفض ان تنام الا بقربه ...
فلم يكن هناك احد غيره بقربها ... والدهما رجل اعمال كبير نادراً ما يريانه ..
اما والدتهما ...؟؟؟؟؟
عندها كان جاسر في الثالثة والعشرين من عمره و لكنه كان رجلاً ليس ككل شباب هذا الزمن ..
كان متمدداً حينها على الرمال ينظر ويتأملها ..
فجأة قفزت عليه فتاة صغيرة جميلة و مفعمة بالحياة ...
جود بدلع :" جسوور ايش تسووي ؟ "
جاسر مبتسم :" هلا حبيبتي .. تعالي تفرجي .. قاعد اطالع النجوم "
جود وهي تتمدد بجانبه :" البارحة انا و فتوون بنت عمي قعدنا نتفرج ننتظر شهاب يمر "
التفت اليها :" وليش تنتظرينه ؟ "
جود تلعب بشعرها :" المعلمة قالت لنا اذا شفنا شهاب وتمنينا شيء بيتحقق "
ضحك جاسر :" ايش هـ التخاريف .. لا تصدقي هذي الأشياء حبيبتي "
قامت جود بحماس :" بس صحبتي نورة قالت صححح الكلام ,هي كانت تبغى لعبة فلة جديدة بس ابوها
ما رضى يشتري لها , في يوم شافت شهاب وتمنت يكون عندها اللعبة , اليوم الثاني خالتها زارتهم وهي شارية لها الهديــــة .. والله " واخذت ترفع اصبعها كتأكيد ..
هز جاسر رأسه :" ههههههههههـ وربي انكم ... ههههههـ طيب يا ستي ايش حلمك "
نظرت جود الى أفق البحر وبـ عينان تبرقان :" اتمنى اشوف امي "
تصلب جاسر بمكانه و ضخت عروقه الدم الى عقله لتفور أعصابه , ولكنه امسك نفسه بصعوبة حتى لا يخرج عن طوره ..
و بصوت مكتوم :" جود , قلت لك كم مرة نحن ما عندنا ام "
جود بعناد الاطفال :" بس انا عندي ام , عندي ام ... هدى قالت لي انها ما ماتت "
جاسر يمسك بكتفيها وينظر الى عينها :" حبيبتي جود .. انا ما اكفيك ؟ "
جود ببراءة :" الا , بس جسور ابي يصير لي ام ... "
تنهد جاسر و ارخى راسه للرمل .. واخذ يكلم نفسه بحسرة ..
: امك تركتنا يا جود .. تخلت عـنا .. تخلت عـنا ... حسااافة بس "

ثم تلاشت الذكريات ليفيق على صوتها هي تكح ... التفت اليها ليراها تنظر اليه ..
حاولت بصعوبة ان تبتسم .. فأسرعت خطواته تأخذه اليها ...
سأل بإهتمام :" تحسي بألم حبيبتي ؟ "
هزت رأسها :" لا جاسر انا بخير الحمدلله "
ابتسم وجلس بجانبها :" حبيبة اخوها ايش تتمنى ؟ "
طرفت عينا جود :" نفسي اشوفك سعيد و مرتاح "
للحظة شعر جاسر ان الراحة و السعادة بعيدة عنه كل البعد ... و لكنه كما العادة يتمسك بالامل
فهو يمد القوة الى اخته , هو سندها وهي ترى فيه المنقذ .. ( بعد قدرة الله )
مسح على رأسها بطيبة :" بكون مرتاح يوم اسمع ضحكتك مرة ثانية "
حاولت جود ان تضحك , لكن ضحكتها خرجت باهتة لا حياة فيها .. تماماً كـ الهالة التي حولها ..
سألته :" بنروح مكان ثاني بعد ؟"
لا بد انها سمعته وهو يتحدث مع عمه ... مسكينة انت يا اختي منذ ذلك اليوم المشئوم وانتِ في صراع دائم
مع المرض ... يا رب اكتب لها العافية واشفها انك على كل شيء قدير ..
رفع يدها الرقيقة بين يديه :" أي حبيبتي .. ان شاء الله بيكون علاجك هناك "
اغمضت جود عينيها ... لقد تعبت .. تعبت كثيراً .. تتمنى ان ترتاح , ولكنها لا تريد ان تموت ..
لا تريد ان تموت هكذا وهنا .. منذ صغرها قد بنٌت احلام كثيرة هي واخيها ..
كم حلمت بأن تصبح معلمة ادب , كم تمنت ان تفعل شيئاً يجعل من حياتها ذا معنى ..
تمنت ان تكبر و تمنح اخيها ولو على الاقل نصف ما منحه لها ..
تمنت ان تختار له عروسه كما وعدته في صغرها .. و يزفها هي الى عريسها ..
تمنت الكثير الكثير ... و لكن ذلك الحادث ... ذلك الخبر ... و تلك الصدمة حطمت احلامها على صخرة الواقع.
اغمضت عينيها بشدة و هي تتذكر مصيبتها التي بدأت منذ ثلاث سنوات ...

جود : فتووون روحي عني ما ابي اروح المدرسة
فاتن : جود هبلوووه اليوم حفلة .. قومي ونااااااسة عن كل ايام المدرسة
سحبت جود الفراش لتغطي نفسها تماماً ..: ماااا ابي اتركيني انام ..
صعدت فاتن فوق سريرها واخذت تقفز لتزعجها .. صرخت عليها جود : انقلعييييييييي ما ابي اقوم ما تفهمين.
فاتن : عسى عمرك ما رحتي , بننبسط هناك وانتِ انقعي نفسك هنا .
ثم خرجت مخلفة ورائها مراهقة قد اكتوت اعماقها ... اليوم في المدرسة هو حفل الامهات , وكل الفتيات ستكون أمهاتهن هناك .. وهي ... هي لا تملك اماً ...
كم هي صعبة هذه المواقف على امثالها ... الناس لا يعرفون ما االذي يشعر به اليتيم في اوقات كهذه ..
اوقات يكون فيها بأشد الحاجة الى الأبوين او احدهما ... و لا يجد حتى طيفهما .
(( الحمدلله على نعمة الوالدين .. رب يحفظ لكم أمهاتكم وآباءكم .. و يغفر لهما ويرحمهما ..
و من لم يملك والديه او احدهما ... اعانكم الله و كتب لكم بهما لقاء في الجنة ...
احمدوا الله على كل نعمة عوضكم بها لغيابهما .. فـ الله هو الرحيم الرزاق .. لا يظلم عباده وهم يظلمون
))
بعد دقائق دخلت هدى ابنه عمها الكبرى ... هدى كانت رقيقة و حنونة معها
جلست على السرير :" جود .. عمري قومي روحي المدرسة "
لم ترد عليها وكتمت صوت شهقاتها فهي لا تريد ان يعرف احد بمعاناتها او يشعر بالشفقة .
هدى :" ادري انك صاحية , قومي غسلي دموعك و ابتسمي للدنيا "
قامت جود مشيحة بوجهها للجهة الاخرى :" هدى الله يخليكِ اتركيني مابي اروح "
ابتسمت هدى و امسكت بدقن جود لتدير وجهها :" عشان خاطري "
جود :" تعبانة صدقيني "
جاء صوت شاب من خلف هدى :" ولا عشان خاطري انا ؟؟ "
نظرت كلتيهما الى الباب ... كان هناك شاباً طويل القامة يقف مائلاً ومتكأً على الباب ..
قد شبك ذراعيه و رسم بسمة لطيفة وعيناه تطوفان على جود ..
صاحت هدى :" علي ... انت ايش جايبك هنا ؟ روح ما وراك جامعة انت ؟ "
علي ما زال واقفاً وعيناه على ابنه عمه :" هاه جود ما جاوبتيني ؟ "
ارخت جود وجهها و قد طارت همومها بعيداً ... واخذ قلبها يسابق الوقت في سرعته ..
انه ابن عمها ... و ... زاد احمرار وجهها عندما طرأت تلك الفكرة برأسها ..
انها مراااهقة ساذجة ... ما هذا الذي تفكر به ..
هدى :" عليي .. روح يالله دوامك .. فارق .. "
علي اخيرا حول نظراته الى اخته الاصغر منه بسنة واحدة :" اولاً يا آنسة هدى الحين الساعة 6
و دوامي مثل ما تدرين الساعة 8 , و ثانياً .... "
قاطعته هدى وهي تقف لكي تدفعه خلفاً :" انت اصلاً تطلع 6:30 من البيت , لانك تاخذ وقت توصل البنات و توصلني " ..
ضحك علي وهو يضع يده على الباب لكي لا تغلقه :" ثاااانياً انت قلتيها .. اوصلكم .. فأنا انتظر حضرتك تجهزي انتِ واخواتك .. و .. جود "
نطق اسمها بطريقة موسيقية , جعلت من الاخيرة تتحول الى كتلة من الخجل ...
علي التفت ليذهب ولكنه قال :" انتظر سيارتي تنور بوجودكـ ...ـم "
هدى :" طيب طيب يالله روح افطر ونحن نلحقكم "
كان يقصدها ... تعرف جود انه كان يقصدها هو بالذات .. لكنها لم تتعمق في التفكير
فستطير حينها الى السحاب من السعادة ولا تعود ثانية ..
التفتت هدى بعدما اغلقت الباب وراءها لتحاول اقناع جود بالذهاب :" يالله جوو .."
و انقطعت كلماتها عندما لم ترى جود على السرير ... بل كانت في الحمام ( وانتن بكرامة ) تجهز نفسها ..
بعد نصف ساعة استعدت و نزلت الى الاسفل ...
كانت في منتصف السلالم عندما سمعت اصوات بنات عمها وامهن من الصالة ...
ذلك الحوار الذي اوقفها مكانها بصعقة كهربائية ...
فاتن :" انا مدري ليش تتدلع وما تبي تروح "
هدى :" يعني انتِ ما تحسي , اليوم عيد الامهات .. و هي .. عارفة ايش "
فاتن بصوت تشربه الدلع :" وانا ايش اسوي لها اذا امها تركتها و شردت "
هدى صرخت :" يا زفتتتتة وطي صوتك لا تسمع ... بعدين انتِ ايش عرفك ما تقووولي لي هاه "
ام علي :" يمه البارحة و انا اكلم ام فضل الا ذكرنا سيرتها .. اختك كانت تتسمع "
هدى :" انتِ دووومكِ كدا ما تتوبي ايش سمعتي يا مصيبة "
فاتن :" آآآي تركي شعري ... عماااا .. سمعت كل شيء .. انه ام جود ما ماتت مثل ما نحن نحسب ..
امها تركتها هي و جاسر لما جود كان عمرها 3 سنوات .. تركتهم وشردت بعد طلاقها من عمي لبره
و سمعتوا انها شردت عشان رجال ثاني لـ ... "
شهقت جود وغطت شفتها المرتجفة بيديها غير مصدقة ... ما الذي تسمعه .. مستحيل ..
لا مستحيــــل ... هزت رأسها رافضة ما سمعته ...
صفعة من هدى اسكتت فاتن :" والله ان درت جوود بشيء من هذا لتشوفي ...."
لم تكمل هدى كلامها لان جود ركضت ومرت بجانبهن الى باب الفلة تخرج باكية و هي تصرخ بـ
:" لااااااااااا ... كذب .. كذب ما اصدددددق ... لااااااااااااا "
لحقت بها هدى تناديها, وكان علي جالساً ينتظرهن في سيارته , عندما رآها تنطلق كالعاصفة الى الشارع بتهور و هي تصرخ و تصيح كالمجنونة ...
كانت لحظات تتابعت كأنها صور امام أعينهم جميعاً ... هدى المذعورة .. وعلي التائه في قلب الحدث
و جود الغارقة في صدمتها ...
علي بصرخة هزت المكان :" جوووووووووووووووود ... انتبهييييييي "
لم يستطع ركضه المتأخر اليها ... او صرخت هدى الخائفة ... او حتى فرامل تلك الشاحنة الكبيرة ان توقف المكتوب .. وحدث ما هز قلوبهم وسكن ذاكرتهم الى الابد ..

جاسر عندما رأى جبينها ينكمش ضيقاً " جود .. حبيبتي شيء يعورك ؟؟ تبيني انادي لك الممرضة تشوفك ؟ "
تنبهت جود من ذكرياتها الاليمة .. و تذكرت حاضرها الواقعي ... المـؤلم ..
جود :" لا ما يألمني شيء ... بس جاسر "
جاسر :" هلا ... امري "
جود تضغط على يده :" هذي اخر مرة انقل لمستشفى ثاني ... تعبت .. الله يخليك "
تنهد جاسر لكنه ابتسم وقبل جبينها :" طيب ولا يهمك "
جود بفرحة خفيفة :" يعني اخر مرة اروح لمستشفى ثاني ... وعد "
هز رأسه ايجاباً :" وعد " ... فابتسمت و ضمت يده الى حجرها ..
جود :" الله لا يحرمني منك "
جاسر :" ولا منكِ " ..
فهل سـ يكتب الله لدعوتهما القبول ... لا احد يدري غيره عز وجل
فهو القادر و المقتدر ... يقول كُن فيكون .

~~~~

مر يومان على وجود شفا في قسمها الجديد ... احبت العمل فيه كـ كل مكان قبله ..
وخاصة ان الدكتور احمد جزء من فريق اطباء هذا القسم .. فهي تشعر بالاحترام الكبير له ..
لانه صورة لأبيها الراحل ...
عندما دخلت الى الغرفة وجدت مريضها مستلقياً مغمض العينين ..
اخذت تقيس ضغطه و تتابع تخطيط ترددات دماغه .. عندما دخلت زوجة المريض حاملة كوباً من القهوة
يبدو انها ذهبت تواً لتجلبها من الكوفي الملحق بالمستشفى ..
ابتسمت لها شفا ملاطفة فردت السيدة لها الابتسام ..:" مرحباً "
اجابتها السيدة بلطف :" مرحباً عزيزتي ... هل أزعجك في عملك ؟؟ هل تريدين مني ان اذهب واعود لاحقاً ؟"
شفا بابتسامة وهي تكمل عملها :" لا لا داعٍ لذلك .. ابقي هنا فمؤكد ان زوجك بحاجة اليك اكثر من حاجته لقياس ضغطه .."
مدت السيدة يدها لتصافحها :" انا ليندا فيشر , لم اركِ هنا من قبل ؟ "
صافحتها شفا بود :" اني الممرضة الجديدة هنا , ادعى شفا "
قطبت ليندا جبينها ..:" ما معنى شفا ؟؟ "
كانت تنطق الاسم بشكل غريب وبلكنة انجليزية جيدة .. اجابتها :" معناه في لغتكم " cure"
اصدرت ليندا صوت الاعجاب :" راائع اسمك شفا وانتِ ممرضة بفضلك يُشفى الاخرين "
استغفرت شفا ربها .." لا انا فقط اقوم بعملي والله هو من يشفي "
تضغن وجه ليندا الابيض :" الله !!! ءأنت مسلمة ؟ "
كادت شفا ان تضحك ... الا ترى تحجبها ام انها تتجاهله ..
اجابتها شفا :" نعم .. انا كذلك "
(( الحجاب ليس رمزاً للإسلام في عصرنا هذا للأسف ,,,
فـ" بعض" فتياتنا قد اوصلن رسالة خاطئة للحجاب للغير ..
ظناً منهن ان وضع الغطاء على شعورهن فقط قد حقق لهم لقب " محجبة "
او لبس عباءة مخصرة ومزينة بألوان القوس قد ارسلت للغير تمسكهن بالحجاب ..
فتياتٍ اخذن يمارسن حياتهن كما تهوى انفسهن ..
و تصرفن كـ تصرفات فتاة لا تهمها اوامر الله عز وجل
ولا صلة بالحلال والحرام بهذا وذاك ... انهن يخترن اقل الاوامر متماشية مع اذواقهن ..
ويتجاهلن ما لا يرغبن به من اوامر الشرع .. كما الامر في الشباب و الجميع ..
لم يدرين هولاء ان الحجاب ...
ينبع اولاً من داخل الروح .. ليخترق الجسد و يكون هالة العفاف والحشمة حول الفتاة ...
لتشع فعلاً و تظهر لؤلؤة غالية ... لا يحق لاي كان ان ينظر اليها
الا من قدرها حق قدرها .. و اقسم امام الله عز وجل والناس بأن يصونها ..

للأسف أحوال بعض وليس كل المسلمين الحالية ... في هذا الزمن ..
قد جعلت من الغير ينظر للإسلام ... نظرة خاطئة ..
الله يهدي فتيات وشباب المسلمين جميعاً ... آمين
))

عندما انتهت شفا من عملها استأذنت المرأة بلطف ... و ذهبت الى مريض آخر
لتؤدي عملها بإخلاص .. موجهة اياه لوجه الله وراغبة في الأجر والثواب .
سلمت ملفات المرضى لمشرفة القسم واعطتها كل المعلومات اللازمة عن حالاتهم ..
و انهت فترة دوامها لهذا اليوم ..
ذهبت لتقف بجانب المصعد بنية رجوعها الى المنزل , فمؤكد ان تالا و تامر قد عادا الى المنزل ..
و المربية تنتظر قدومها .. عندما فُتح المصعد انتظرت خروج من فيه من ممرضات و اطباء وبعض الزوار ..
دخلت ومعها عائلة وطبيب ضغط الطبيب رقم الطابق السابع ثم نظر اليها ..
فنظرت اليه وقالت بهدوء وبسمة :" الطابق الارضي اذا سمحت "
ابتسم لها وضغط عليه قائلاً :" للأسف " ... واخذ ينظر جانبياً اليها ..
همس اب الاسرة للطبيب:" انها جميلة جداً ... اليس كذلك ؟" ..
ولم يجب الطبيب الذي يبدو عليه ملامح ارستقراطية يونانية ... ولكن الرجل الاخر صرخ متألماً
عندما ضربته زوجته على جنبه عقاباً على كلامه ...
فجأة رن هاتف شفا ... فـ كانت " صديقة في كل دقيقة "
ردت :" هلا "
زينة :" شفوووي سلام .. فينك ؟"
شفا تتجنب نظرات الطبيب و تبتعد اكبر مسافة عنه في هذا المصعد :" وعليكم السلام ورحمه الله .. راجعة البيت "
زينة :" لااااا لا تروحين تعالي عندي "
شفا بإنزعاج من نظرات الطبيب :" وين اجي زينة بروح تالا وتـ "
زينة :" يووه شفا بس دقايق اطلعي بسرعة .. انا شاردة من الشغل تعالي قبل ما يجي ابو ذقن منعوجة "
واغلقت الخط , لم تعطها حتى فرصة ان تقبل ام ترفض ...
ابو ذقن منعوجة !! لابد انها تقصد مشرفها المغرور ..
اعادت شفا هاتفها الى حقيبتها الصغيرة و قررت ان تصعد الى زينة لدقائق قليلة ..
نظرت الى لوحة الاعداد وتذكرت ... زينة تعمل في الدور السابع ..
اخذت تحدث نفسها :" اوووه يا ربي الحين هذا يحسب عشان وجهه "
وقف المصعد في الطابق الارضي وخرج الرجل مع زوجته وابنهما ..
نظر الطبيب اليها :" ألن تخرجي ؟ "
لم تنظر اليه :" بل عندي عملاً ما في الطابق السابع "
ابتسم :" لحسن الحظ "
تمنت ان يدخل احداً الى المصعد .. ولكن الباب اغلق وبقيا وحديهما ...
لم يتجاوز المصعد الطابق الثاني حتى التفت اليها الطبيب ماداً يده ليصافحها ..
بصوت قوي :" انا الطبيب غريغ .. اني طبيب امراض باطنية وانتِ ؟"
ترددت شفا وهي تنظر الى يده الممدودة ... فضحك الرجل ليقول وهو يبسط يديه
:" لا تخافي لقد عقمت يداي , لست واحداً من اولئك الاطباء المهملين "
بصوت منخفض اجابت :" لم اظن ذلك "
غريغ :" لم اركِ من قبل هنا .. هل تقبلين بأن نخرج للعشاء .. "
وهو يتحدث اخذت شفا تدعوا الله ان يتوقف المصعد ...
وكأنه استجاب دعوتها توقف في الطابق الرابع ..
وفتح ليدخل اليه بضع من الاشخاص بينهم دكتور منغمساً في قراءة الملف التي بين يديه..
حمدت ربها لذلك ..
ولكن عندما اغلق الباب لم يصمت المدعو غريغ .. بل اخذ يكمل طلبه ..
تجنبت نظراته المتسائلة :" انا اسفة .. لا يمكنني ذلك "
تسائل مرة اخرى :" لا يمكنك ايعني انك لا تريدين ام لا تستطيعين ؟؟ "
جاء صوت من خلفه :" اعتقد انها عبرت بوضوح عن رأيها "
التفت الاثنان اليه .. وكاان شخصاً لم تنسى شفا عينيه ...
تلك النظرة التي سكنت عينيها ذلك اليوم ..
تلك النظرة التي دارت فيها معاني غامضة لم تفهمها شفا !!!
انه من امسكها في ذلك اليوم ... يا الهي انه مشرف زينة ... ما اسمه ؟؟
نعم ... فارس !!!!
اخذ غريغ يتسائل بتحقير :" و من تحدث اليك اصلا ؟ "
اجابه فارس بغرور :" عندما تكلمها , يعني انك تكلمني انا "
كان الرجلان يتنافسان في طولهما و قوتهما , صوتيهما يدل على قوة و رجولة ..
نظراتهما لبعضهما البعض تنبأ عن مشكلة على وشك الحدوث ..
نظرت شفا بقلق الى الاعلى انه الطابق السادس ... طابق اخر وينتهي الامر ..
ارجووك يا مصعد اسرع ..
ضحك غريغ ووقف في مواجهته :" حقاً .. ومن تكون انت ؟ "
فارس بصوت واثق :" انا خطيبها "
تصلبت شفا مكانها وعينيها تجولان في وجهه !!!!!!
تراجع غريغ الى الخلف ... و نظر الى شفا .. ثم اليه بشك ؟!
لم ينبس احد بكلمة عندما فُتح الباب و خرج غريغ متأسفاً بإشارة عشوائية من يده في الهواء ..
نظر اليها فارس :" ااام .. هذا دوري .. " وخرج ..
افاقت شفا لنفسها ثم بسرعة وقبل ان يُغلق باب المصعد خرجت على اثره ..
نظر اليها فارس وابتسم :" انا آسف اختي , كنت اقصد اخلصك منه ..لانـ "
قاطعته شفا بخجل :" لا عادي , حصل خير "
وقف فارس مرتبكاً قليلاً :" ادري تماديت شوي لكن .."
شفا وهي تتمنى ان تنشق الارض وتبلعها بدلاً من هذا الموقف المحرج :" لا عادي "
اشار فارس الى المصعد :" تبيني اقفه لك , عطلتك عن .."
قاطعته واخذت تمسح باطن يديها :" لا ابي اروح لوحدة بهالدور "
فارس بإبتسامة :" ااه .. اوكي "

في حينها كانت زينة تنتظر شفا امام قسمها وعندما تأخرت عنها قررت ان تذهب الى اقرب وقفة مصاعد اليها
فأخذت تهرول في الرواق الى الجناح الغربي ... وعندما اقتربت رأت شفا من على بعد امتار تقف هناك , وبمقابلها رجلاً ما ... كان ظهر الرجل الى زينة فلم تعرفه ..
تساءلت زينة من هذا ؟؟ وماذا يريد من شفا ؟؟ هل يتحرش بها ؟؟؟
يا الهي ... ربما يتحرش بها ؟؟
فأسرعت في هرولتها تركض اليهما ... :" شفاااااا لا تخافي جايتك احمييييكِ "
و بثواني وقفت بجانب شفا وتنظر الى الرجل بغضب :" What do u .."
ثم انقطعت انفاسها لترى فارس قد تبدلت ملامحه من اللطف الى الجدية المرعبة ..
زينة بدهشة وهي تبلع ريقها :" انت !! "
شفا كانت مفزوعة من ظهور زينة الفجائي و الفريـــد كما العادة ..
فارس بنظرة سريعة لساعته :" آنسة زينة , ممكن اعرف ليش مو في شغلك ؟"
فتحت زينة فمها .. لتفسر ..ثم اغلقته .. لتفتحه مرة اخرى ولكن لا عذر مقنع يسعفها الان ..
نظرت الى شفا تلتمس منها عذراً , لكن الاخرى اخذت تنظر بتوتر الى صديقتها ..
فارس بصوت جدي :" انتظر تفسيرك .. و الافضل يكون مقنع "
تورطت زينة , سيقرعها الان امام شفا ... يا الهييي ساعدها ..
فنظرت الى شفا وومضت فكرة في رأسها فقالت في سرعة :" صحبتي شفا عندها موضوع مستعجل جداً
ما ياخذ دقايق , و اتصلت فيا اقابلها هنا ... مشكلتها مستعجلة مرة مرررة "
نظرت لرفيقتها بنظراتٍ رجاء :" موو شفا ؟؟ "
فغرت شفا فاهها :" ااا اا " اليوم الجميع يصفعها بالكلام المفاجيء .. ما الذي ستقوله ؟
نظر اليها فارس ثم ابتسم .. ثم عاد بنظرة باردة الى زينة :" مدام الآنسة شفا تحتاجك , خذوا راحتكم .."
و اكمل وهو ينظر الى شفا مرة اخرى :" واذا تحتاجوا أي مساعدة , اعتبروني اخ ولا تخجلوا تطلبوا مني "
ثم استأذن منهم والتفت مبتعداً ..
وقفت زينة تنظر الى ظهره فاتحاً فمها ... أهكذا .. بكل بساطة؟؟
لا تقريع ولا تصغير ولا استهزاء ... حتى ولا (( تفشيل ))
نظرت وهي تطرف بعينيها الى شفا :" انتِ شفتي اللي انتِ شفتيه ؟؟ "
>> ههههههـ هذه الجملة تضحكني من فيلم " غبي منو فيه " على ما اذكر ..
شفا :" أي ... يالخبلة فشلتيينييي "
زينة :" والله مو مصدقة هذا هو نفسه فارس مشرفي ؟؟ "
شفا :" مدري عنك ... خبلـة زيووون ليش ألفتي عليه يا ..."
قاطعتها زينة :" والله انه وراااااه إنُ ... هاللطافة مو لله ... انا اوريه "
تأففت شفا و اخذت تخنق صديقتها :" انتِ تنادينييي ., الحين ايش تبييي يا مفشلتني "
زينة :" ههههههـ خلاص طيب طيب تعالي معي "
و ذهبتا معاً ..الى داخل القسم .

~~~

و هنا تسكن ريشتي عن الرسم ...

آمله أن ما رسمته الى الان قد أثبت وجوده في دنيا الادب ..

و منتظرة بفارغ الصبر ردودكن و تشجيعكن .. او حتى انتقاداتكن لي و للوحتي ...

لكنُ كل الود .. و المحبة ..

ان احببتن ان اكمل لوحتي ... فيسعدني ذلك

والى اللقاء في النبضة القادمة ..

:flowers2:


دمتن بخير ..

زارا 30-08-08 12:07 PM

السلاام عليكم..

مرحبااا ملااااااااااااييييييين وماايسدن بنبضه.. حيااتس الله في ليلااس.. وصدقيني باذن الله بترتااحين معناا..

طبعا انا للحين ماقريت القصه بس شفتس موجووده قلت لاازم ارحب فيتس..

مرحباا فيتس مره ثانيه..

اكيد ماعرفتيني؟؟ اختس / ظبية الشرقيه.

dew 30-08-08 10:53 PM

جزء جميل ,,كان فيه بعض الخيوط التي توضحت الآن ,,

جود / قصتها حزينة جدا وأرجو لها الشفاء
جاسر / مثال الأخ المثالي ,,هو الأب والأخ والأم لهذه الفتاة الصغيرة ,,أعجبت فيه جدا

فارس / أظنه يحب شفا ,أحببته جدا . شخصيته قوية وحازمة

بطلتنا الجميلة الحساسة /شفا / انسانة روحها طيبة ورائعة جدا في اهتمامها بإخوتها
أنتظر الجزء القادم بشوق

ضياع نبضة 31-08-08 04:48 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زارا (المشاركة 1617119)
السلاام عليكم..

مرحبااا ملااااااااااااييييييين وماايسدن بنبضه.. حيااتس الله في ليلااس.. وصدقيني باذن الله بترتااحين معناا..

طبعا انا للحين ماقريت القصه بس شفتس موجووده قلت لاازم ارحب فيتس..

مرحباا فيتس مره ثانيه..

اكيد ماعرفتيني؟؟ اختس / ظبية الشرقيه.

هلا وغلا بـ :[ ظوظو ]: :dancingmonkeyff8:

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

مراحب فيكِ أكثر :)

اكيــد بأرتاح في وجودكــم .. :friends:

حياكِ الله بأي وقت يالغلا ..

تسلمي على ردك العسوول

وبإنتظارك ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 31-08-08 04:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew (المشاركة 1617698)
جزء جميل ,,كان فيه بعض الخيوط التي توضحت الآن ,,

جود / قصتها حزينة جدا وأرجو لها الشفاء
جاسر / مثال الأخ المثالي ,,هو الأب والأخ والأم لهذه الفتاة الصغيرة ,,أعجبت فيه جدا

فارس / أظنه يحب شفا ,أحببته جدا . شخصيته قوية وحازمة

بطلتنا الجميلة الحساسة /شفا / انسانة روحها طيبة ورائعة جدا في اهتمامها بإخوتها
أنتظر الجزء القادم بشوق

اهلاً وسهلاً بـ :[ dew ]:

اطلالتك هي الجميلة غاليتي ..

فلا تحرميني منها ..

توقعاتك و تعليقاتك رقيقة مثلك .. ولكن هل ستتغير مع الوقت ؟؟

شكراً عزيزتي على وجودكِ ..

باقة ودِ لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 31-08-08 05:04 AM

v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة الخامســة ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :
" الصحة نعمة ... لا يقدرها الا من لا يملكها .. "

~ الجـ 1 ـزء ~

انها الساعة السابعة , أفطرت شفا واخويها ثم ودعتهما ليذهبا الى المدرسة ..
بعدها صعدت الى غرفتها لتستحم و ترتدي لبساً رياضياً كحلي اللون و معه غطاءً للرأس بلون القشدة
حملت اغراضها الضرورية في حقيبه ظهر صغيرة و خرجت من المنزل .
كان الجو صحواً و منعش , تنشقت الهواء بعمق وهي تسير متهادية للمستشفى من الجهة الخلفية
حيث تكمن مواقف السيارات و مراكز العلاجات الطبيعية والفزيائية و ايضاً صالات الرياضة ..
ابتسمت شفا وهي تعبر ممر المشاة المحاط بالشجيرات القصيرة الخضراء ..
و المرمرم بحجيرات رمادية و بيضاوية الشكل , والتي حفظت عددها حجرة حجرة بسبب كثرة مرورها بهذا المكان ...
اخذت شفا تنشد و تدمدم لحن انشودة كانت تحبها منذ صغرها ..
:" اممممم لاااا لا لا قلبي دليلي و يعرف افكاري ...
ينبض بشعوري بـ ليلي و نهاري
يبحث عن معنى حياة الانسان .. ان لم يعشها بمحبة وامان ...
بالحب تعيش الحيااااة ترارا
بالحب نرى كل الجمااااال ..
جمال النفوس وجمال السماء وجمال لا يوصف قطرات الماء .."
كانت شفا تغني بصوت ناعم و مريح للأعصاب وتمشي بتناغم مع اللحن ..
تؤرجح حقيبتها للخلف وللأمام ..
و كأنها تخلو من هموم الدنيا ولا مخاوف لها ..
كأنها طفلة لا تحمل من المسؤوليات شيئاً وتعيش خالية البال ..
عبرت طريق المواقف لتصل الى الحافة الاخرى من المستشفى حيث صالات الرياضة ..
و عندما بلغت بوابة الجيم انفتح الباب على غفلة وفي سرعة جعلت الهواء يلطش وجهها ..
فقدت شفا توازنها وكادت تقع خلفاً الا ان الشخص الاخر الذي كان مستعجلاً قد تمكن من امساك معطفها من الامام ومنعها من السقوط على ظهرها ...
شدها الشخص اليه لتقف ثم تركها و اخذ يتأسف بعفوية ... :" أنا آسف , انني على عجلة من .."
ثم عندما لمح وجهها توقفت عروقه و الجمه الصمت ...
بعدما استعادت شفا توازنها و ابتعدت عنه مسافة رسمية نظرت اليه لتتوسع عيناها ..
قال :" آنسة شفا !!! .. امم مم صباح الخير .."
ابتلعت شفا ريقها بصعوبة و بدأ تنفسها يصبح ثقيلاً :" صباح الخير دكتور فارس "
و كأن فارس قد نسى ما كان به من عجلة .:" اكيد خير .. دام شفتك "
ثم صمت متفاجأً من كلماته .. ونفس الحال بـ شفا .. : ما الذي يقوله هذا !!!
اخذ فارس يحك شعره و يعتذر :" آسف , شكلي فاطر باذنجان فاسد .."
لم تكبت شفا ضحكتها الصغيرة و تنهدت براحه :" لا عادي دكتور "
نظر الى الملف بيده و حقيبته :" امم بلاها دكتور .. انا مثل اخوك "
ضمت قدميها متوازيان و رفعت حقيبتها الى حضنها وكأنها طالبة مدرسة :" اتشرف "
صمتا للحظة عندما مرت فتاتان لتدخلان الى مبني الجيم ... فشعرت شفا بغرابة وضعهما ..
فـ بتردد اشارت الى بوابة المبنى :" ااه .. امم .. انا .. بدخل "
ياللغبااء يا شفا ما هذة الكلمات المتشتتة .. ما بك .. اذهبي حالاً ولا تحرجي نفسك اكثر ..
التفت فارس الى الباب برأسه ثم :" ااه عندك مريض تتابعين حالته هنا ؟"
توترت شفا وكادت تقول نعم ولكنها لا تعرف الكذب فهزت رأسها نفياً :" لا .. عندي موعد "
قطب فارس حاجبه .. لماذا لديها موعد ؟؟ مؤكد انها لا تحتاج لعلاج طبيعي او .. انها تحتاج ؟؟
هل هي مريضة !!!
اراد ان يستفسر اكثر عن الموضوع الا ان شفا قد اعتذرت منه
و استأذنت حتى لا تتأخر عن موعدها ...
ابتسم لها :" لا ما ابي ءأخرك .. اشوفك وقت ثاني آنسة شفا "
هزت رأسها بهدوء وابتسمت ثم اخذتها خطواتها للداخل ..
تابعها فارس بعيناه الغامضتان و قد بقي فيه فضول لا منتهي عن هذة الفتاة ...
فجأة رن هاتفه المحمول .. نظر الى المتصل ثم تأوه ..
يا الهي لقد نسيت امركِ يا دلال
تابع سيره وهو يتنهد ... شفا أنتِ متاهة ...
متاهة اشعر برغبة في ان اضيع فيها ..
ثم ركب سيارته و نظرة تلمع في عينيه .

~~~~~

بعدما عادت من المستشفى الى غرفتها بالسكن ..
اخذت ترقص فرحاً لخبر سفر فارس المفاجيء
:" آآآآآآآآه احسن فكهـــــــ منه .. بأعيش في سلام يومين "
غيرت ملابسها و ارتدت بجامتها المفضلة .. بجامة مخططة زرقاء .. تشبه بجامة الرجال ..
لكن زينة لم تهتم .. فهي حريرية ومريحة جداً لها ..
رمت نفسها على السرير خلفها , ثم امسكت بجهاز التفاز ..
و اخذت تتابع القنوات بملل واضح
:" ايش ذااا .. ملــــل مافي شي عدل ينعرض هنا ؟؟؟ "
جلست واخذت تفكر في نوع الهدايا التي ستهديها الى الصغيران ..
فكرت ان تذهب الى السوق هذا المساء ..
ولكن لا تستطيع شفا الذهاب معها فدوامها اليوم مسائي ..
اذا تذهب مع من ؟؟ و هي تفكر دخلت رفيقتها في الغرفة جينيفر و قد انهت للتو دوامها هي الاخرى
فصاحت :" جيني لقد اتيتِ في الوقت المناسب "
القت جيني اغراضها فوق السرير الاخر وتساءلت تعبه :" ماذا هناك ؟"
وقفت زينة بحماس :" ما رأيك ان نذهب الى التسوق ؟"
هزت جيني رأسها :" لا استطيع , فلدي موعد مع فرانك "
تحولت ملامحها بضجر :" يا الهي , كل ليلة تخرجان معاً "
وقبل ان تدخل المغتسل اشارت لها :" لا استطيع الذهاب معك .. Sorry “
:" افففففف مملة .. حسناً سأذهب وحدي "
و جهزت نفسها لتخرج , كانت الساعة تشير الى الخامسة والنصف عندما غادرت محيط السكن الى شوارع المدينة ..
اختارت ان تتمشى في مول قريب و تنتقي ما قد يعجبها من الهدايا ..
تمشت بين المحلات وحدها و ابتاعت اغراض عدة .. كانت مارة بمكان ولفتت انظارها كلمات العرض
" هدايا استثنائية لمن تكــره "
اول ما فكرت زينة فيه ... هو فارس ...:" ههههـ بأشوف عاد ايش وراي "
دخلت المحل ووجدت هدايا غريبة جداً , بعضها كخدع يدوية او مقالب والاخرى تبدو هدايا رائعة
لكن السر فيها انها تهدى لمن يكره هذة الاشياء ... فمثلاً ... هنا كتاب عنوانه " كيف تكون محبوباً حتى و لو كنت غليظاً " ..
ضحكت بجنون .. انه حتماً النوع الذي يحتاجه فارس من الكتب ..
عرض عليها البائع بعض الخدع ..
ابتاعت العديد منها وهي تنوي لفارس الكثير من المقالب ..
:" والله لا اطلع لك قرووونك ... انت اصبر علي بس "
و في طريق عودتها اخذت تفكر في اخيها و عائلته .. بقي يومان و يصلان ..
اين سيستأجر اخيها ليسكنوا ؟؟ ... قررت ان تتصل به و تسأل ..
بعد عدة رنات اجاب :" آلو "
بنبرتها المحبة :" هلااااا بحبيبي زيوود "
لانت نبرته :" هلا زينة .. اخبارك ؟"
وضعت الاكياس على الارض وجلست على مقعد خشبي في ساحة المول الوسيعة ..
:" انا الحمدلله زينة على اسمي "
بطرافة :" وانا نحوول "
ضحكت :" اوووه زيوود صرت تنكت .. حركااات "
:" الفضل لكِ طبعاً "
:" احم والنعم فيني .. هاه كيفك وكيف زوجتك وعيالك ؟"
رد عليها :" ان شاء الله طيبين ووصلوا بالسلامة "
قطبت زينة حاجبيها :" كيف ؟؟ ليش سافرتوا خلاص ؟"
اجاب :" اي هم سافروا البارحة لوحدهم وانا ظليت .. لحظة زينة "
ثم تحدث بصوت مكتوم لشخص ما ... واخذت تتسأل سافروا !!! اذا لماذا لم يصلوا ؟ ولماذا لم يأتي زيد ايضاً؟
بعد ثواني عاد اليها الصوت :" زينة آسف انا مشغول عندي اجتماع ادق عليكِ بعدين و اقولك السالفة "
زينة بسرعة :" لحظة زيد .. كيـ "
ولم تسمع الا انغلاق الخط على وجهها ... :" زييييود خبل تقفل بوجهي "
اتصلت مرة اخرى ولكنها وجدت الخط مغلق .. وعادت ثم طلبت رقم زوجته وكان هو الاخر مغلقاً ..
وقفت وحملت اغراضها وعادت ادراجها الى السكن .. لماذا لم يأتي زيد ؟؟
و كيف ستدبر زوجته امرها مع اطفالها هنا ؟؟ انها لا تعرف كيف تتعامل مع هذة المواقف ..
لما لم تتصل بها .. مؤكد ان هناك خطب مما حصل لهم ..
اذا هم قد سافروا البارحة فبالتأكيد وصلوا الى المطار ... ان المطار في المدينة المجاورة ..
وهيا تبعد 245 كيلومتراً عن هنا ...
سيستغرقها الامر عدة ساعات لتصل هناك و تأخذ طريق المطار ثم تنتظرهم وتستفسر عن رحلتهم التي لا تعرف حتى رقمها ...
ذلك سيأخذ منها يوماً كاملاً .. وفي الغد هناك عمل لديها ..
اقل شيء تستطيع فعله الان هو الاتصال بالمطار والسؤال ..
عادت الى السكن في سرعة ثم استخدمت الهاتف اللاسلكي للاتصال بالمطار ..
ردت عليها الموظفة :" استقبال مطار ؟؟؟ هل بإمكاني خدمتكِ"
:" نعم , اذا سمحتِ اريد ان أسأل عن اشخاص على متن طائرة قادمة من الـ؟؟؟ "
ردت عليها الموظفة :" بالطبع سيدتي , ما هو رقم الرحلة ؟"
كشرت زينة وحاولت :" امم بصدق لقد نسيت الرقم .. لكن هل بإمكانك ان تطلعي على رحلات اليوم ؟"
اجابتها :" حسناً سيدتي , هل بإمكانك اعطائي اسم الحجز ؟ "
ردت :" بالطبع , ان الحجز بإسم زيد الـ ... على الدرجة الثانية .."
:" حسناً , انتظري دقيقة من فضلك .." عادت بعد لحظة :" لقد بُدل الحجز لشخص آخر سيدتي "
:" حسناً ماذا عن حجز بإسم دلال الـ ... , تولين و بسام زيد .."
عادت الموظفة بعد فترة قصيرة :" نعم , هناك حجز بهذة الاسماء و كما أرى قد وصلت طائرتهم هذا الصباح
عند الساعة الـ 11:24 وقد ختم بقدومهم "
استعجبت زينة .. لقد أتوا ..!! اذاً لماذا لم يخبرنها اويتصلوا بها ؟؟
سألت :" هل انتِ متأكدة ؟ "
اجابتها الموظفة بفروغ صبر :" نعم سيدتي , هل هناك شيئاً آخر اخدمك به ؟"
وبغباء سألت :" اذاً اين تظنين انهم ذهبوا ؟"
صمت قصير ثم :" اخشى انني لا املك ادنى فكرة سيدتي "
شكرتها زينة و اقفلت الخط ... ما هذا ؟؟ دلال و ابنيها اتوا ولكن لم يتصلوا بها ..
لربما ان زيد قد استأجر لهم في فندق ما هناك ..
و سائق يوصلهم لفندق آخر في هذة المدينة .. ولكن مع ذلك دلال لا تعرف كيفية التصرف
انها تعتمد على زوجها في اصغر الامور ..
عادت واتصلت بها ولكن جاءها الرد نفسه ..
نظرت الى الساعة المعلقة على الحائط .. انها السابعة مساءً ..
لا يمكنها الذهاب الآن الى البلدة الاخرى .. ستنتظر الى الصباح وتذهب لأخذ اجازة اضطرارية من قسمها ..
وبعدها ستبحث في أمر زوجة أخيها ...
اتصلت بشفا التي كانت تضع هاتفها على الصامت ...
فقد كانت مشغولة بقياس ضغط مرضاها ..
عندما لم تجبها ارسلت لها رسالة قصيرة ..
و اخذت تفتح الاكياس و تغلف الهدايا آملة ان يُعجب الصغار بها ..
نظرت الى القلم الذهبي ... و ابتسمت .. سأهديك هيا بمناسبة تعينك مشرفاً على قسمنا ..
وعندما ضغطت عليه انتشر السائل الازرق في الهواء ..
ضحكت .. :" تستاهـــل اعظم من كدا .. يا ابو عيون نايمة "
انتظر .. لقد بدأت الحرب لتوها ...!


~~~~

في السماء حلقت تلك الطائرة عالياً .. بداخلها 350 شخص من شتى الاماكن ..
اغراضهم مختلفة و اسباب سفرهم تعددت ... لكن جهتهم كانت واحدة ..
و في الدرجة الاولى .. كانت المظيفات الانيقات يخدمن ركابها بكل وسائل الراحة ..
حملت مظيفة وسادة بيضاء صغيرة الى الكرسي المجاور للنافذة في أخر رواق الجناح ..
نظرت الى الفتاة الشاحبة اللون , ثم ابتسمت للرجل الساكن جانبها ..
:" تفضلي هذة الوسادة آنستي "
شكراها واخذ منها الوسادة ليضعها تحت رأس اخته ...
:" نامي الحين حبيبتي ... باقي لنا ساعات طويلة لين نوصل "
ارتاحت جود و نظرت من النافذة الى السحب :" جاسر , تظن اني بأشفى هناك ؟"
ضم يدها :" بإذن الله جود .. بتشفين ان شاء الله "
همست :" واذا ما شفيت .. و مت "
اسرع يقول وهو يضغط يدها بإصرار :" لا تقولي كذا جود , الله يطول بعمرك ويحفظك لي "
اخفضت عينيها الى حضنها :" جاسر .. اذا كان مالي أمل .. و "
قاطعها اخيها بشدة :" جووود .. لا تتشائمي .. خلي أملك بالله كبير "
جود ترفع عينها اليه وبنظرات رجاء :" أنا سمعت من الدكتور انه احتمال اموت دمـ ..."
:" جوود ارجوكِ ..."
اضطربت جود و توترت :" لا ارجوك انت جاسر ... لو صار .. اتركني اموت "
نظر جاسر اليها بحزن , و لم يرد ان يستمر بهذا النقاش الذي يسبب لها اضطرابات ولربما يؤثر فيها ..
ضمها اليه و مسح على رأسها :" خلاص حبيبتي .. ارتاحي الحين "
اخذت تتنفس بعمق وهي مغمضة عيناها ... :" جاسر احبك اخوي "
قبل رأسها بحنان :" وانا احبك بعد .. " ...
ثم صمتا ... لكن اعماقهما لم تصمت , كلاً منهما يفكر ..
وتغرقه الافكار في متاهاتها ..
بعد فترة نامت جود .. وجهها كان يوحي بالتعب ..
تأملها جاسر بحنين عميق , انها تشبه أمه كثيراً , دوماً ينظر اليها ويرى امه ...
أغمض عينيه بألم ..
أمه الرقيقة , الطيبة .. كانت .. كانت كل شيء في حياته ..
لم يكن والده النموذج المثالي للأبوة يوماً .. لم يكونا هو وامه يرونه الا نادراً ..
و لم يكونا يرغبان حتى برؤيته .. لانه كان دائم القسوة عليه وعلى امه
لقد رآءه كثيراً يضرب امه .. و يشتمها و كأنها جارية لديه ..
اباه .. كان رمزاً للقسوة .. وامه كانت العكس تماماً ..
كانت صغيرة عندما تزوجت رجل الاعمال الكبير فيصل الـ ... وكانت حلوة جداً
و طموحة جداً .. تزوجت و كانت تظن ان زواجها برجل غني سيحقق لها كل احلامها ..
ولكن الواقع أقسى من ان يعطينا ما نريد بقلبِ بارد ..
حرمها والده من اكمال دراستها , وحرمها من والديها الوحيدان اللذان توفيا ولم ترهما ..
كانت مقطوعة من شجرة .. و لم يكن لها الا ابنها ..
هو جاسر الذي عاشت و تحملت الجور لأجله
وبعد سنوات أتت أخته جود .. لتنضم اليهما في المعاناه ..
ولتأخذ من حبهما الكثير ..
ولكن تبخر كل السلام في حياته هو و اخته منذ طلق ابوهما امهما ...
طلقها وبدأت الحرب على حضانة الطفلين ..
ابيهما فيصل كان شخص غني وله نفوذه .. فبسهولة كسب كل القضايا ..
و ابعدها عنهما .. حاربت امهما لكي تستعديهما ولكنها في النهاية استسلمت ..
استسلمت ورحلت بعيداً .. تاركة ولديها في غابة الحياة ..
رحلت و معها رحلت براءة ذلك المراهق الصغير ..
ذو الـ15 سنة .. ليتحول الى رجل .. عليه مسؤوليات عديده ..
تعلم من صغره ان الحياة الاشخاص الذي يحبهم في حياته هم الاهم ..
ومع ذلك وجودهم فيها دوماً ليس مضموناً البته ..
عليه ان يحارب لكي لا يخسرهم .. وان يضحي بأغلى ما لديه ليكسبهم ..
كبِر جاسر الرجل هو واخته في بيت عمه .. لان اباه لم يكن في الجوار ..كان دوماً مسافراً ..
وكانت جود ما زالت في الـ 3 من عمرها , فكيف لولدٍ في سنه يعتني بها ..
عاشا بين عائلة عمه .. حتى وصل الى الـ 22 من عمره وقتها توفي والده ..
و ورث هو واخته كل الاملاك ..
أول أمرٍ تبادر الى ذهن فارس حينها ان يبحث عن امه ..
لكن جل ما صدمه ان وصية والده تقول بوضوح ..
:" كل الاملاك لولدي جاسر و ابنتي جود ...بشرط ان لا يبحثا عن امهما ."
كانت قسوة ابيه قد تشعبت في حياتهما , حتى بعد موته .. أيعقل أن تقسو قلوب البشر بهذا الشكل؟!
لا ينكر ان حياتهما قد تحسنت كثيراً بعد ذلك .. حتى ذلك اليوم ..
====
كان يومها في المكتب و في اجتماع مع رؤوساء فروع شركته ..
عمه كان المدير العام ..اما هو المشرف العام ..
وفي انسجامه ببنود العقد .. اقتحم سكرتيره القاعة و ناداه ..
ثم همس له بتوتر:" اتصال مستعجل من علي ولد عمك "
انقبض قلب جاسر و استأذن من الاجتماع تحت نظرات عمه المتسائلة ..
اخذ الهاتف وسمع ابشع خبر واجهه ..
علي بصوت مبحوح :" جاسر .. جود ... في المستشفى .. بتموووووت "
بعدها بساعات طويلة .. كان يقف بجانب سريرها في المستشفى ..
كانت اول مرة تنام فيها على سرير مشابه ولم تكن الاخيرة ابداً
حمد ربه انه حماها .. وكتب لها عمراً جديداً ..
ولكن مع معاناة جديدة ايضاً ..
ترك الحادث جود في حالة سيئة .. ارتجاج في مخها ..
سبب لها غيبوبة طويلة استمرت لـ 8 شهور ..
ثم بعدما افاقت من الغيبوبة نست كل شيء عن الحادث وعن سببه ..
لم يقل لها احداً شيئاً .. كل ما تعرفه انه حادث عرضي .. وامراً مقدر لها .
بعدها خضعت جود للكثير من العلاجات ..
و لحكمة ارادها الله لا يعلمها الا هو عالم كل شيء .. كُتب ان تصاب جود بمضاعفاتٍ في قشرة المخ
وبعدها بورم خطير .. اُستأُصل بعمليات متتالية في 5 أشهر ..
فكر جاسر بقلب مقهور ... لقد عانت اخته الكثير ..
عانت و سيفعل اي شيء لتشفى ..
او لـ ... ارخى رأسه متألماً .. وتنهد ..
او لـ ترتاح بسلام ..

~~~~

في اليوم التالي مر الصباح بشكل هاديء .. ذهبت زينة لتأخذ اجازة
لكن المشرفة رفضت تبعاً لأوامر فارس .. غضبت من ذلك الامر وتوعدته بالانتقام ..
في فترة استراحة الغداء تلاقت هي وشفا في حديقة المستشفى ..
وجلسا على طاولة في المطعم الملحق به ...
:" ما ادري والله , ايش رأيك أروح ؟"
اخذت شفا تنظر اليها بتفكير .. :" والله ما ادري زينة .. طيب حاولي تتصلي عليهم "
اخذت زينة تلعب بالمعكرونة في طبقها :" والله حاولت , بس كل شوي يعطيني مغلق "
شفا التي كانت تتلذ بشطيرتها :" شوفي انا انصحك تنتظري شوي بعد .. يمكن تتصل زوجة اخوكِ ولا اخوكِ "
كشرت زينة :" زيووود هذا الدب .. لاطعني للحين وما دق .. بأنتظر اتصاله او اتصال مرت اخوي .. واذا ما اتصلوا بأتصرف "
شفا :" انزين اليوم المساء بروح اشتري هدايا للصغار .. ايش رايكِ؟"
زينة :" هاهااي بدري عليكِ .. انا رحت امس و اشتريت "
شفا ( تبرطم ) :" خيااانة والله ... كان انتظرتيني مالت عليكِ "
زينة تضحك :" خلاص لا تبرطمي .. بروح معاكِ .. عالساعة 5 العصر نحرك اوكي ؟"
ابتسمت شفا راضية :" اوكــي "




~ الجـ 2 ـزء ~

أنهت شفا دوامها اليومي , بعد أن ألقت النظرة الاخيرة على مرضاها وسلمت ملفاتهم لصاحبة الشفت التالي
و ذهبت لتوقع عند المشرفة .. طرقت الباب مرتان قبل ان تدخل ..
رأت مشرفتها على مكتبها و هناك بمقابلها جلس شخصاً ما ..
لا ترى الا ظهره و شعره الفاحم ..
ابتسمت لها المشرفة واعتذرت شفا :" أنا آسفة لازعاجكم .. ولكني أنهيت للتو فترتي "
المشرفة :" حسناً آنسة , تفضلي هنا وقعي "
أقتربت شفا .. ولكن هناك شيئاً ما لا تعلمه جعل حواسها تتيقض ..
لم تنظر تجاهه و هو ايضاً لم يفعل .. لكنها بشكل ما وفي المتر الفاصل بينهما شعرت بضيق غريب
اكملت المشرفة كلامها مع الشخص الآخر :" حسناً سيدي , اليوم سنجهز لها الجناح الخاص "
قال بصوت رخيم و هاديء :" جيد "
اخذت شفا تبحث عن قلمها في جيبها متوترة وبخجل :" لا ادري اين قلمي ..!! "
مدت لها المشرفة بالقلم فأخذته بيد مرتعشة ..
فسقط وتدحرج ثم توقف عند قدم ذلك الشخص ..
انحنت شفا لتلتقطه و بنفس الوقت انحنى الرجل لامساكه ..
التقت ايديهما .. فكأنه ضربها تياراً كهربائياً ابعدت يدها بسرعة ..
نظرت اليه .. كان يمد لها يده بالقلم .. ولكن عيناه كانت مركزتان على المشرفة ..
اُحرجت شفا ... اخذت القلم بتمتمة شكر ..
اجابها ولم يتطلع اليها حتى :" شكراً .. حسناً هل هناك شيء آخر ؟" سأل المشرفة ..
أجابته المشرفة بأنهم سيعتنوا بالمريضة كل الاعتناء ..
وقعت شفا وارجعت القلم .. عندها هب الرجل واقفاً .. استرعى ذلك انتباه شفا الكلي ..
فنظرت مدهوشة اليه .. الى طوله .. وعرضه .. هناك شيئاً ما حوله ..
هيبة ما .. تشعرها مألوفة .. او ... لا تدري كيف ..!!
تحركت مسرعة وهي تستأذنهم ..
سمعته من خلفها يحدث المشرفة :" شكراً للطفك سيدتي "
خرجت وخطواتها تتوسع أكثر , نظرت الى الساعة ..
.. انها الساعة 4:45 .. ستتأخر على زينة ان لم تجهز نفسها وتترك اخويها في عهدة المربية ..
مشت مهرولة للمصعد قبل ان يغلق .. ولكنها لم تلحق به ..
ضغطت على الزر .. وانتظرت .. تجمع معها شخصين ينتظران ..
فُتح المصعد ودخلت ..
وقبل ان يُغلق .. آتى ذلك الرجل و دخل ..
تراجعت شفا الى الخلف .. ووقفت شبه ملتصقة بالجدار ..
كان الرجل يشعرها بأن المصعد اضيق مما كان قبلاً ..
نظرت اليه .. كان ظهره صلباً ووقفته توحي بالثقة الشديدة بالنفس ..
يرتدى معطفاً أسود ..وشعره أسود
و يبدو وكأنه بطلاً من ابطال افلام العنف والأكشن ..
استغفر ربها .. وحدثت نفسها :" استغفر الله .. شيلي عينك يا شفاا لا تنغزي فيها الحين "
غضت بصرها و استغربت من نفسها .. لا تدري ما الذي هناك بهذا الرجل ..؟
ولكنها تشعر ان شيئاً ما سيأتي منه ... انها تشعر بالتيقظ كما لم تشعر من قبل .
وقف المصعد و خرج الجميع في الطابق الارضي ..
ابتعد الرجل .. وتنهدت شفا .. لا بد انها تتهيأ الاشياء فقط ..
غادرت المستشفى و اخذت الطريق الفرعي لتدخل بوابة السكن الواسعة ..
في هذا الوقت يكون الجميع في بيوتهم .. يبحثوا عن الراحة والهدوء
بالعكس من زينة ..
التي حالما فتحت شفا الباب انقضت عليها ..:" هيييي انتِ وينكِ ؟ يالله لا نتأخر "
شفا تدخل المنزل :" اصبري طيب بأبدل ملابسي واشوف تامر وتالا "
تبعتها زينة التي كانت ترتدي معطفاً بنفسجي اللون وبنطالاً وشالاً على رأسها بلون الخشب ..
:" روحي بدلي بسرعة .. اخوانكِ غديتهم و راحوا يأخذوا غفوة .. و المربية كلاريتا موجودة هنا لا تتأخريييي "
صعدت شفا الدرجات القليلة الى الطابق الاضافي :" يه طيب لا تدفييي "
دخلت غرفتها و اخذت تسرع وتبدل ملابسها ارتدت بنطالاً من الجنز و معطفاً اسود اللون ..
واخذت حقيبتها .. وبعضاً من حاجياتها الضرورية ..
ذهبت لغرفة تالا وتامر و كانا نائمين .. قبلتهما ووصت المربية بالاعتناء بهما جيداً لحين عودتها ..
ثم نزلت لتلاقي زينة .. خرجا و انطلقا الى الاسواق القريبة من المستشفى ..

~~~~

في احدى الفنادق الفخمة ... قبعت في ذلك الجناح تنتظر وهي تنظر الى منظر الشوارع
كانت الاطلالة رائعة من هذة الشرفة .. تأملت كل حركة تحدث هناك ..
كان كل شيء ينبض بالحياة .. و بالنشاط ..
لم تكن يوماً تتخيل انها ستجد السكون .. كـ الموت ..
كـ الرصاصة التي تقتلها ببطء و بلا رحمه ..
ضمت يديها الى صدرها .. واغمضت عينيها بتعب ..
:" آآآآه يا ربي .. تعبت ".
جلست على احدى الكراسي الساكنة في الشرفة .. واراحت نفسها ..
هناك في داخلها ... يكمن فراغً مؤلم ..
حياة مقتولة ..
لا تدري جود لماذا حدث كل هذا لها..؟
لها من بين كل الناس ..
انها الآن في الـ 16 من عمرها .. ولكنها تشعر بأنها أكبر بـ خمسين سنة ..
لم يكن المرض وحده من فتك بها وبمستقبلها ..
بل هناك في قلبها .. ظلمة و فراغ قد سرقا أحلامها ..
لم تعد تذكر حتى كيف كانت قبلاً ..
كل ما تراه الآن صورة سوداء ... لفتاة كانت الالوان تغزو عالمها
مدت يدها الى دفتر وضعته فوق الطاولة ..
فتحته .. واخذت تخط ما يخالجها .. كـ كل الاوقات ..
آمنت جود انها سترحل يوماً ولن يبقى لها الا آثار خطوات ..
فـ قررت أن تترك حروفها لتعيش زماناً لم يُكتب لها هي ..

" نبضاتـ على المحكـ "

تنبض , تنبض , تنبض وتنبض ..
× نبضات شتى ×
تتلاشى ... تضمحل .. و
...[:تنقرض :]...
ثم تُعلن الحياة رحيلها ..
فـ كيف لحياة تبقى بلا قلب !!!!
و كيف لـ قلبٍ يعيش بـ لا
(( نبض ))
و كيف لـ نبضٍ يغدو بـ لا
:: حـ×××ـب ::

توقف قلمها عند مر طيفه على بالها ... دمعت و تأوهت ..
انه معها دوماً .. ليش تجسيداً انما كـ احساس ..
كم مرة حلمت باليوم الذي تكبر فيه لأجله ..
الآن .. أصبحا الاثنان يعيشا بـ انتظار لحظة النهاية ..
نهاية معاناتها وبداية سعادتهما ..
او نهاية حياتها وبداية تعاسته ..
قامت وذهبت الى الداخل .. فتشت بين حقيبتها عن تلك الرسالة ..
وجدتها .. شمت رائحتها التي ما تزال تحارب للبقاء ..
تأملتها .. رائعــة زهرية كما كانت هي ..
فتحتها و اخذت تعيد قراءة تلك الكلمات المحفورة بـ قلبها ..
---
:[ زهرية الوجنتين ]:

حياتي البيضاء أزهرت حينما أتيتِ لتنيريها ..
" زهرية الوجنتين "
سرقتِ من عيوني نومها ..
قتلتِ احزاني و سهامها ..
اشرقتِ دنياي وأيامها ..
" زهرية الوجنتين "
أتقبلين جذوري لتمد في بقائك و بقائي ؟؟
أتأخذين بيدي لتزيلين شقائي ..؟
فـ أعلمي انكِ لجروحي دوائي ..
" زهرية الوجنتين "
لو غابت بتلاتكِ عن ندى عيني ..
فأين يتوه الندى ..؟
لو انسلت بسماتكِ عن سما نظري ..
فلماذا يكون النظر ..؟
" زهرية الوجنتين "
كلمـــة تبوح بها دواخلي ..
و تخجل شفاهي من قولهــا ..
سأرسم لك الطلاسم لتفهميها .." زهرية الوجنتين "
( أ ) نا ... (حـ) ياتي .. (بـ) قائي .. (كـ) ياني
جمعتها لكِ .. فأجمعيها بـ قلبكِ ..
زهرية .. أزهري دوماً
فـ مشاعري لزهرك
لم تخبت يوماً ..

بهمس " غريب النظرات "
---
ضحكت أو ربما بكت ..
زهرية الوجنتين قد ذبلت .. و غريب النظرات قد غاد .. الـ غ ر ي ب ..
و القصة قبل ان تبدأ قد ... انتهت ...
همست بحزن :" علي ... أعذرني قتلت حبنا و بعتك "
اخفت الرسالة في حقيبتها ..
وذهبت لتغسل وجهها , سيأتي جاسر في اي لحظة ..
لا تريده ان يرى دموعها .. فهو يتعذب لعذابها أكثر مما تتعذب هي ..
نظرت الى نفسها بالمرآة ..
عينان مظلمتان .. وجهه شاحب
وبقايا ملامح مجهولة ..
أشاحت عن انعكاسهاا .. الذي كرهته .. لقد باتت نظرتها مغلفة بالشؤم ..
كل شيء في عينها مظلم .. مظلم ..
حتى ان طعم المرارة اصبح نكهتها اليومية ..
هكذا كانت جود .. وهكذا هو عالمها .

ثم سمعت صوت جاسر في الغرفة يناديها ..
خرجت له .. :" انا هنا جاسر "
ابتسم و اقترب منها :" انتِ بخير حبيبتي ؟"
هزت رأسها :" اي "
رافقها الى احدى الكنبات المركونة في تلك الغرفة الكبيرة ..
:" تعالي اجلسي .. اليوم رحت المستشفى و الليلة ان شاء الله تروحيها "
نظرت بعيداً :" اامم .. طيب "
لف وجهها اليه :" جود .. لا تخافي ان شاء الله تشفي هنا "
تبسمت :" ان شاء الله "
قبل رأسها ووقف :" الحين بقوم اجهز اغراضك "
وقفت هي الاخرى :" لا .. انا بأجهزها "
كاد يعترض ولكن رنة هاتفه تعالت .. اخرجه ونظر الى المتصل ..
رد :" هلا علي ... وعليكم السلام "
زاد نبض جود فجأة و تغيرت ملامحها ..
فأعطت جاسر ظهرها و ذهبت للداخل متمته له بشيء عن الاغراض.
اقفلت الباب واتكأت عليه ...
كبحت شهقة كادت ان تخرج منها .. و كتمت انفاسها بيديها
واخذت تنوح بلا صوت ..
و في الخارج .. قطب جاسر حاجباه ..
:" انت متأكد يا علي ؟"
رد عليه :" اي يا جاسر , الحالة مرة سيئة .. السنتين اللي راحوا بدأت احوال الشركة تتدهور
والحين صرنا عالمحك .. لازم تجي بنفسك وتصلح الامور ."
جاسر :" اففف يا علي يعني ما انت عارف حالي هنا "
صمت علي .. واخذ يحدث نفسه ..: كلنا نتعذب مو بس انت يا جاسر .. عالأقل انت معها .. قريب منها
و تعرف انها تحبك وتبيك قربها .. اما انا ... انا ضايع هنا بروحي ..
اكمل جاسر :" ما اقدر اترك جود هنا لوحدها .. علي تصرف .. عمي وينه ؟"
علي بصوت مكتوم :" انا بحاول .. ابوي مسافر دبي بيفض شراكتنا مع شركة مقاولات بو محمد .. جاسر .."
صمت قليلاً .. و تابع بخفوت :" كيف الحين حال جود ؟"
تنهدت جاسر :" والله ما ادري يا علي .. ادعي لها ربي يعافيها "
... من قلبي وكل لحظة بدعي لها ... هذي دنيتي اللي لو راحت انا اروح معها ..
لكنه قال :" الله يشفيها عن قريب "
جاسر :" الله يسمع منك .. خلاص علي كل مستجد خبرني فيه .. انا اثق فيك يا ولد عمي "
علي :" تسلم .. ان شاء الله الامور تتحسن "
جاسر :" ان شاء الله ... تامرني شي ؟"
علي بلع ريقه :" سلامتك .. و ..سلم لي على جود "
جاسر ببساطة :" يوصل .. وانت سلم عالأهل .. في امان الله "
اغلق الخط .. وذهب ليطرق الباب على اخته ..
:" جود ... ناقصك شيء حبيبتي ؟؟ "
لم يأته الجواب .. فعاد وطرق :" جود .. تبيني أساعدك بشيء ؟ "
لم يسمع اي صوت .. فتلبسه القلق .. طرق و ناداها :" جود .. جووود "
فتح الباب ولكنه علق بسبب شيئاً ما يعيقه .. دفع الباب قليلاً و رآها ملقية على الارض و مغشياً عليها ..
صرخ بخوف :" جوووووود .. جووووووود "
حملها بسرعة و خرج ..


~~~

في احدى الاسواق .. و تحديداً في مطعمِ مكشوف ذي طاولاتٍ منتشرة على منظر بحري رائع
جلست فتاتان تأكلان بجوع .. وبجانب طاولتهما تراكمت اكياس المشتريات ..
زينة :" اممممم يالذيـــذ والله هالستيك مرة خطير "
نظرت شفا الى طبقها الخفيف .. الخالي من الدهون والسعرات :" زيون كلي وانتِ ساكتة لا تحريني "
زينة انتبهت :" اووه .. سوري دبه والله من اللذة نسيت "
شفا تأكل بشهية :" عادي عادي كلي .. واتمتعي ..هناء وعافية "
زينة :" تسلمي قلبوو .. بس تدري انا زدت خمس كيلو زيادة والله شكلي بصير كورة "
ضحكت :" حرام عليكِ مو للدرجة انتِ دبدوبه "
زينة تقضم اللحم بشهية :" والله دبه وزني الحين 59 على طولي هذا رايحة فيها "
شفا:" احمدي ربك يا بت .. غيرك مو لاقي النعمة .بعدين طولك حلو .. انا اقصر منك ."
زينة :" بس انتِ جسمك مرة ماشي على طولك .. جسمك ولا جينفر آنستون "
شفا :" الله يخليكِ لا تلوعيني .. ولا ابغا اكون مثلها .. الحمدلله على نعمة الاسلام بس "
شربت الماء :" اي الحمدلله والله ... الا خليني ادق على اخوي اشوف ايش الاخبار "
اتصلت زينة على هاتف اخيها وتلقت الرد ...
القت بالشوكة في الصحن واخذت تتحدث :" هاه زيوود انت فينك من امس ؟؟
... لا والله ما اتصلت ... طيب ما قالت شيء .. ترى انا خايفة عليهم .. كيف يعني ؟
لا تحاول انا ادق عليها ومغلق ... هاه غيرته .. متى غيرته ؟؟ ..
طيب هات الجديد .. كم؟ ... لحظة ... " نظرت الى شفا :" شفا سجلي هالرقم عندك "
وعادت الى اخيها :" هاه زيود كم .؟ ... "
زيد من الجهة الآخرى :" صفر .. صفر .."
زينة وهي تملي الرقم على شفا ..:" اي وبعدين ؟ "
زيد بطرافة :" والباقي ما تغير ..هههـ "
زينة عصبت :" زيووووود هذا وقت مزحك الحين ... طيب هات .. كم ؟ "
اخذت الرقم من اخيها و ودعته ..
:" هاه شفووي هاتي الرقم خليني أدق على دلوول هالدبه "
شفا :" خذي 00 والباقي ما تغير ههههههـ"
زينة بصدمة :" هههـ وجع توه زيود قالي نفس الكلام "
شفا :" صدق!! .. مو منا .. الا من معاشرتكِ والله "
زينة بغرور :" تحمدووون الله علي .. والله شفووي لو اخوي ما كان متزوج كان ما خليته ياخذ غيرك "
شفا كحت ثم شربت القليل من الماء :" اسكتي بس لا تسمعكِ مرت اخوكِ "
زينة وقد سكنت الفكرة رأسها :" اووه شفوي تخيلي تصيري زوجة اخووي .. فلللله "
اخذت تلف المعكرونة ببطء :" ومن قالكِ اني بتزوج بيوم "
زينة تنظر اليها ...!!
رأت شفا نظرات صديقتها المتسائلة :" يعني ما تعرفين حالتي .. ما تسمح .. وبعدين انا بعيش لأخواني "
زينة بحنان :" شفوي بتشفين .. ياربي يكتب لك متبرع .. "
نظرت شفا الى البحيرة .. رغم انها تنتظر ذلك اليوم الذي تجد فيه فرصتها للعيش ثانية ..
الا انها لا تريد ان تحيا من جديد .. على انقاض حياة شخص آخر ..
لا تريد ان تكسب لحظات .. مسروقة من لحظات الآخر ..
لكنها مع ذلك تتمنى .. ان تجد متبرع .. وتبدأ للعيش كباقي الناس ..
ليس من اجلها .. انما من اجل اخويها ..

زينة تصرخ :" يووووه .. هذا وقتك الحين انت ؟؟ "
نظرت اليها :" خير ؟؟ ايش فيكِ ؟"
زينة وهي تضرب هاتفها على الطاولة :" البطارية خلصت وقفل الجوال .. ما انتبهت له "
مدت شفا هاتفها :" طيب خذي جوالي , اتصلي بيه "
زينة وهي تنهي شرابها :" الحمدلله .. لا خلاص قومي نروح تأخر الوقت .. في البيت بدق عليها "
شفا :" اوكي يالله "
قامتا و حملتا الاكياس ... وقفت شفا عند نهاية المطعم لكي تدفع الحساب
واخذت زينة تنتظرها وهي تنظر حولها حتى وقعت عيناها عليه ...
فارس ....!
لم يكن وحده بل كانت معه امرأة محجبة ... تضحك سعيدة ..
توسعت عيناها وفغرت فاها ..
نادتها شفا لتخرجا ولكن زينة تحولت الى تنين يخرج النار من انفه .. احمرت عيناها و اخذت تطرق الارض بقدمها ذاهبة اليهما ...
تابعت شفا نظراتها وهي مفزوعة من حالة صديقتها .. ثم رأته ..
لحقت بها تمسك بذراعها :" زينـــة تعالي وين رايحة ؟؟؟ "
زينة بغضب الدنيا :" اتركيني شفااااا .. بأكسر رأسهمممم "
جرتها شفا بقوة :" زيوون .. انتِ ايش دخلك ؟؟ الرجال و وحدة .. لا تحشري رأسك بينهم "
زينة معصبة :" شفووووووووي اتركينيييي "
لم تتركها شفا ... :" زينة يا بت .. يمكنها زوجته "
زينة تلتفت اليها بنظرات حارقة :" مستحيــــل "
شفا بخوف واستغراب :" وليش ان شاء الله مستحيل "
حررت زينة ذراعها من يد شفا وانطلقت اليهم وهيا تعوي :" لانها زوووجة اخووووي "
فغرت شفا فاهها ... زوجة اخوكِ !!!!!
مو فاهمة شي ؟؟؟؟؟؟
و رأت زينة تنطلق كالأسد الجائع اليهما ..
همست بخوف :" الله يستر .. الليلة احد بيموت "
ما الذي سيحدث يا ترى ؟

~~~~~

هنا تتوقف النبضة الخامسة .. أتمنى أن تعجبكم الاحداث

انتظروني مع النبضة المقبلة ..

تحيتي و مودتي للجميع ..

ضياع نبضة ..:flowers2:

لــولــي 31-08-08 06:15 AM

يعطيك العافيه اختي

القصه قليل عليها كلمه روووعه

وانا متابعتك في المنتدى الثاني

بس ماحصل لي الشرف اني ارد عليك

بس زي ماقالو كل تأخيره فيها خيره

وسجليني من المتابعين لك هنا وهناك

تقبلي مروري

ضياع نبضة 31-08-08 07:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لــولــي (المشاركة 1618274)
يعطيك العافيه اختي

القصه قليل عليها كلمه روووعه

وانا متابعتك في المنتدى الثاني

بس ماحصل لي الشرف اني ارد عليك

بس زي ماقالو كل تأخيره فيها خيره

وسجليني من المتابعين لك هنا وهناك

تقبلي مروري

هلا وغلا :[ لولي ]:

الله يعافيكِ و يسعد غاليكِ ..

تسلمي يالغلا .. أعتز برأيك جداً ..

ههههـ تدري اول ما شفت اسمك استغربت ..

كنت متأكدة أنك نفسها اللي هناك .. :lol:بس بدون الـ * *

على قولتك كل تأخيرة فيها خيرة .. اهم شيء طليتي علي بـ ردك :)

لا تحرميني من تشجيعك ..

باقة ود لكِ :flowers2:

BENT EL-Q8 31-08-08 09:15 AM

بارتـ يهبــــل مثلجـ
تسلمـ ايدجـ عليهـ
شفا
اللهـ يعينهـا
وانـ شاء اللهـ تلقىـ متبرعـ
بسـ متبرعـ شنو مادريـ!!
شعورهـا تجاهـ جاسر
مادريـ ليشـ حسيـتـ انهـ اخوهـا منـ امهـا<<لا تضحكينـ*_^
او احد منـ اقاربهـا
جود
اللهـ يعينهـا
ذبلتـ واهيـ بعز شبابهـا
عانتـ وذاقتـ المر
وانـ شاء اللهـ تلقىـ جزاء صبرهـا
زينهـ
خخخخخخخخخخخخـ
هبلهـ هالبنتـ
اتخيلـ شكلـ فارسـ لا فتحـ القلمـ خخخخخخخخ
بيطردهـا
فارسـ
انجذبـ لشفا
ورحـ يظلـ وراها لينـ يكتشفـ غموضهـا
اما عنـ علاقتهـ بدلالـ!!
ممكنـ يكونـ احد منـ اقريبائها!!
جاسر
الله يعينهـ
يشوفـ ختهـ تذبلـ جدامهـ واهو مو قادر يسويلها شيـ
والحينـ ظروفـ الشركهـ
كملتـ
سوريـ عالتأخيـر
تقبليـ مروريـ

ضياع نبضة 31-08-08 10:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 (المشاركة 1618360)
بارتـ يهبــــل مثلجـ
تسلمـ ايدجـ عليهـ
شفا
اللهـ يعينهـا
وانـ شاء اللهـ تلقىـ متبرعـ
بسـ متبرعـ شنو مادريـ!!
شعورهـا تجاهـ جاسر
مادريـ ليشـ حسيـتـ انهـ اخوهـا منـ امهـا<<لا تضحكينـ*_^
او احد منـ اقاربهـا
جود
اللهـ يعينهـا
ذبلتـ واهيـ بعز شبابهـا
عانتـ وذاقتـ المر
وانـ شاء اللهـ تلقىـ جزاء صبرهـا
زينهـ
خخخخخخخخخخخخـ
هبلهـ هالبنتـ
اتخيلـ شكلـ فارسـ لا فتحـ القلمـ خخخخخخخخ
بيطردهـا
فارسـ
انجذبـ لشفا
ورحـ يظلـ وراها لينـ يكتشفـ غموضهـا
اما عنـ علاقتهـ بدلالـ!!
ممكنـ يكونـ احد منـ اقريبائها!!
جاسر
الله يعينهـ
يشوفـ ختهـ تذبلـ جدامهـ واهو مو قادر يسويلها شيـ
والحينـ ظروفـ الشركهـ
كملتـ
سوريـ عالتأخيـر
تقبليـ مروريـ

هلا وغلا :[ بنت الكويت ]:

رد أثلج صدري .. و اسعدني حتماً ..

سلمت أناملكِ على خطّها ..

ولما أضحك فكل توقّع جائز حتى يثبُت صوابه او خطأه ..:)

رآآئع تعليقكِ على كل بذرة في لوحتي ..

ولا تتأسفي مرة أخرى غاليتي .. صفحتي مشرّعة ابوابها للجميع .. بأي وقت ..

لا تحرميني اطلالتكِ المميـزة ..

لأجلك النبضة السادسة بعد قليل ..

باقة ودِ لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 31-08-08 10:13 AM

v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة السادســة ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :
" من لا يشكر العبد .. لا يشكر الله .. "

~ الجـ 1 ـزء ~

في ذلك المطعم المطل على بحيرةٍ بلون الفيروز الصافي ..
جلس على طاولة ثنائية .. شخصان انسجما في حوارٍ ممتع ..
كان يضحك بسعادة ويده تضم يدها :" هههههههههـ والله من زمان عنكِ "
:" فارس ما تدري .. والله عندي كلام كثيــر بقوله لك "
فارس بإبتسامة كبيرة :" ااااه يا دلال انا اللي نفسي .. "
قُوطع فارس بصوت عالي وغاضب .. :" نفسك في اييييييييييييش ..؟؟ "
ثم بأكياس تقع عليه في ضربات متتاليه .. وقع فارس أرضاً بكرسيه في صورة تعوزها اللباقة ..
و أخذت زينة تخرج ما يخالجها من غضب .. انها غااااضبة غاااضبة جداً جداً ..
ستقتله .. ستشرب من دمه ... سـ تدمرررره .. اخذت تهوي بالاكياس عليه بغضب ..
شفا كانت تقف على بعد امتارٍ قليلة مدهوشة من ردة فعل صديقتها .. هامسه :" زينة !!! "
وقعت الاكياس من يدها و لم تعرف أتذهب لتمنع زينة ام تقف متفرجة تماماً كجميع من في المطعم ..
قامت دلال فزعة من هذة الفتاة التي انقضت هكذا عليهما ؟؟
اخذت تصرخ وهي تنظر الى ظهر الفتاة :" يااا متوحشة اتركييييه اتركيييييه "
أحس فارس في البداية بعدم الفهم .. وكأن ما يحدث له يحدث لشخص آخر ..
من هذة التي هجمت عليه بهذا الشكل ... ؟
كان صراخهاا يطن على مسامعه ... صوتها العالي .. وكأنه أزيز نحل ينخر في طبله اذنيه ..
أخذ يتلقى الضرب الذي لم يكن مؤذياً بقدر ما كان مذلاً ..
بعد ثلاث ضربات .. تمكن من ان يوازن نفسه ويقف ليبعدها عنه ..
زينة بصراخ :" انا اورييييك .. نفسك في ايييش هاااه هااه والله لا اوكلك ضرررب "
ببساطة وقف فارس ووضع يده على مقدمة راسها يبعدها عنه بقدر استطاعته ..
واخذ يصلح من هندامه باليد الاخرى ..
كانت زينة تمد يديها بغيه ان تخدشه .. لكن ذراعه الطويلة ابعدتها عن الوصول اليه ..
كان شكلها مضحكاً ومخجلاً في الوقت نفسه ..
دلال تلك التي كانت تحمل حقيبة يدها وتصيح فزعة فغرت فاها عندما توضحت لها الشخصية ..
وبصدمة :" زينة ..!!!! "
زينة لم تكن الا وحشاً ضارياً لا يرى امامه سوى هدفاً واحداً يجب القضاء عليه ..
لم تسمع نداء زوجة أخيها او حتى التمتمات المنبعثة من زبائن المطعم ..
عندما استوعب فارس هويتها و ما فعلته به .. انقلبت ملامحه بعصبيه باردة ..
كانا على وضعيهما السخيف نوعاً ما ..
عندما أتى شخصاً متهندماً بأناقة من الواضح انه مدير المطعم ..
وقف مسافة بعيدة قليلاً مخافة ان يتلقى هجوماً مباغتاً من زينة ..
ثم تسائل بقلق :" سيدي هل هناك خطباً ما ؟؟ "
ارخى فارس يده الممسكة برأسها وهز رأسه نفياً فقالا بنفس الوقت ..
فارس :" لا "
زينة بزئير كالأسد :" نعم "
نظرا الى بعضيهما بشررر .. واحتار الرجل في امره .. لم يعر زينة التفاتة فأخذ يسأل فارس ..
:" سيدي هل تعرفها ؟؟ هل هي ... " اخذ يشير بإصبعه بشكل دائري على رأسه ..
معتقداً انها وحدها لن تفهم ماذا يقصد ..
حركته سببت ردات فعل مختلفة ... أخذ فارس يضحك بطريقة هادئة لكن توحي بأنه يؤيد الامر ..
اما دلال فلم تفهم شيئاً بل جلست منهارة على الكرسي و قد لبسها التعجب لما يحدث ..!!!
شفا عندما رأت حركة الرجل ..
شهقت واجبرت نفسها على التحرك والذهاب لـ زينة عالمة بأنها ستخرج
جنونها على هذا الرجل .. لقد جنى على نفسه بالموت قتلاً المسكين..!
زينة .. وما أدراك ما زينة ... توسعت عيناها ..ثم ضاقت بوحشية ..
همست للرجل بصوت كـ فحيح الافاعي :" أنا مـ ج نـ و ن ـة ..! "
ابتلع الاخير ريقه في فزع .. و ظهرت قطرات العرق على صدغيه ..
أخذ يشير في الهواء بحركات مبهمة ..
وهو يحاول النطق بجملة مفهومة .. لكن منظر زينة شل اطرافه و جمد الدم في عروقه ..
و انفجرت زينة بغضب وهي تمشي ناحيته :" أنا بوريييك الجنوووون كيف يا ابو كرررش "
كادت ان تمسك بالمسكين المتحجر مكانه الا ان شفا امسكت بها :" زينة هدي هدي بليز "
زينة تصرخ وتحاول ابعاد شفا :" شفوووي يقول علي مجنوونة والله لا اوريه شغلــه "
لم تبتعد شفا و قد نظرت الى ما خلف زينة .. كان فارس يقف هناك متفرجاً و تبدو عليه ملامح التسلية ..
و دلال جالسةً تشاهد ما يحدث امامها بعدم تصديق وكأنها تتابع برنامج " مشاهد مثيرة "
أخذ الرجل يعتذر وهو مرتعب :" أنا آسف سيدتي .. لم لم اكن .. اعني لا لم اقصد .."
اخذت زينة تمد يديها الى ملابسه و لكن شفا تمنعها
الرجل :" سيدتي أنا اعتذر ... لقد حصل سوء فهم فقط "
زينة بشدة :" سوووف اريك كيف يكون سوء الفهم "
الرجل :" اااه .. سيدتي .. انا ... يا الهي "
شفا بنفس فاض بها الامر :" زينــة بس بلا جنان "
ضمت زينة رأسها بيديها وارجلها تضرب الارض :" آآآآآآآآآآآه شفوووي اتركينيييي"
أوقف هذة المهزلة انفجار ضحكة شديدة .. و كبيرة ...
كانت ضحكة تنبع من القلب .. ضحكة أطلقها فارس وهو يهوي على كرسيه ..
كان صوت ضحكته الصوت الوحيد المسموع ..وسط دهشة الجميع ... ثم وبعد لحظة صمت
تبعته ضحكات الآخرين .. رجالاً ونساءً ..
وقفت زينة كالبلهاء في منتصف المطعم وشفا ممسكة بها ..
زينة بغضب :" يضحك علي الجاموس .. اوريه ."
لكن شفا امسكت بها :" زييينة .. ومصع اذكري الله .. انهبلتي انتِ ؟"
زينة :" شفوووي ودي أقتله خلاني مهزله والكل يضحك علي "
شفا صفعتها بخفة :" والله انتِ اللي خليتي روحك مهزلة .. اتعوذي من ابليس "
زينة تنفست بعمق :" اعوووووووذ بالله من الشيطان الرجيم "
ثم تطلعت الى ما حولها لتقلب ملامحها الى هزل للجميع ..
ابعدت شفا واخذت تنحني بحركات مسرحية ..
:" شكراً شكراً لكم جميعاً .. لا داعي لا داعي للتصفيق .. اتمنى ان تكون المسرحية قد اعجبتكم ..
ان أردتم معرفة النهاية .. تجمعوا غداً في مقبرة المدينة .. لان هذا الشخص القابع خلفي .."
اشارت الى فارس الذي تحولت قهقهاته الى ضحكات متقطعة ..
واستطردت :" سيكون ضيفاً جديداً على أهل المقبرة .. وشكراً " ..
ضحك الجميع على خاتمتها ..
ثم أخذوا يعودون الى طاولاتهم هازين رؤوسهم بطرافة , ويستأنفون ما كانوا يفعلونه ..
أما مدير المطعم أعتذر مرة اخرى لزينة واقترب بتردد معطياً اياها قسيمة تخفيض شهرية للوجبات..
ثم ذهب .
زينة بفرحة و كأنه لم يحدث شيء :" وناااااااسة والله , شفوي طالعي تخفيض شهري "
شفا نظرت اليها ببلاهة :" زيوون وربي انك انهبلتي هههههههههههـ "
تنهدت بقوة :" شفووووي احس نفسي تعبت فجأة "
شفا تفرص لها وجنتها :" الفيلم الهندي اللي سويتيه قضى على كل طاقاتك .. امشي نروح بس "
رد عليها صوت من الخلف :" اظن ان الآنسة زينة مدينة لي بتفسير واعتذار "
لم تلتفت زينة اليه واخذت تضغط على اسنانها :" هذا اللي بشرب من دمه الحين "
شفا بابتسامه مترددة :" ااا اهلا دكتور فارس "
ابتسم فارس لها ورد تحيتها بصوت مشرق .. أتت من خلفه دلال وهي تتسائل ..
دلال :" زينة .. ايش فيكِ ؟؟ ليش عمـ .."
قاطعتها زينة وهي ما تزال معطيتاً لهما ظهرها .. :" دلاااال مالي خلق احكي معاكِ الحين "
دلال :" كيف يعـ .. "
وللمرة الثانية قاطعتها :" ممكن تفسري لي وجودكِ مع هالمغرور .؟ وليش .."
هذة المرة فارس هو من قاطعها :" أولاً أنا لي اسم .. ثانياً من الذوق انك تواجهي الناس لما تكلميهم يا .."
التفتت اليه بسرعة وهمست :" انا كلامي مو معك انت .. كلامي مع دلال اللي هي زوجة اخوي يا .. محترم "
شفا أخذت تهدئها :" زينة اذكري الله .. اعتقد انه في سوء فهم هنا "
فارس وعينيه مركزتان على زينة :" لحظة آنسة شفا .. ايش قصدك يا آنسة زينة بهالنبرة ؟؟"
دلال اقتربت منه وامسكت ذراعه :" فارس .. زينة ما تعرف "
زينة بهجوم متهور :" اي اييي ما اعرف عمايلك يا ست دلال .. ليش انتِ هنا لوحدك معاه .. وفين عيالك ..؟ "
فارس رفع يده في الهواء يلوحها :" زينة .. انتبهي لا تغلطي .."
زينة بتيقض :" لا يا شيييخ يعني انك بتكفخني هاااه .. دلاااال ما عندك شي تقوليييييه ولاااا .."
قاطعتها شفا :" زيييينة انتِ ايش تقولي ؟؟؟ "
دلال تقدمت الى زينة و امسكت بكتفيها تهزها :" هيييي زينة لا تاخذك افكارك بعيد انا بقولك انه .."
زينة بقهر :" انه ايييش ؟؟ .. دلاااال انتِ جنيتيييي يا زوجة اخوي تطلعي مع رجال غريب "
فارس من خلف دلال :" انا ما قد شفت وحدة مثل هذي ترفع الضغط .. "
زينة :" هييي انت .. ايش تفكر نفسك .. "
ثم من خلفهم اتى صغيران يركضان وضحكاتهما تعلوا المكان .. ركض الفتى مباشرة الى فارس ..
و اخذ يقفز فرحاً ويصيح :" خالووو خالووو فارس .. شووف السمكة اللي لقيناها "
اما الطفلة فقد وقفت عند امها ترفع كيساً يحوي سمكة ذهبية :" ماما .. ثووفي ثمكة "
زينة بصدمة ... لم..؟؟ .. كيف ؟؟ .. و متى ؟؟
شفا نظرت اليها بدهشة .. ولكن دهشة زينة لم تكن تضاهيها دهشة ..
خالو فارس ..!!!!
تكررت الجملة في ذهن زينة مراراً ولم تفهمها في أي مرة ..
"خالهم ؟؟ .. من وين طلع هذا ؟؟"..
تراجعت الى الخلف وشفا واقفة بجانبهاا .. ينظران الى فارس يجثو على ركبته ويتحدث بلطف مع الفتى ..
رأت الفتاة الصغيرة زينة فصاحت بفرح :" عمتووووووووو ..!!!"
ثم ركضت اليها تحضن قدميها .. سمعها أخيها والتفت ليصيح مثلها وينطلق الى زينة ..
وقفت متصنمة ويداها تحضنا الصغيران ولكن عقلها متوقف عن العمل ..
نظراتها تروح وتجيء بين دلال و فارس ..
رسمت دلال بسمة تفهم على شفتيها .. اما فارس فكانت ملامحه باردة ..
اشاح بوجهه بعيداً .. والضيق ظهر على عينيه ..
همست زينة لدلال :" كيف !! .. بس .. بس انتِ ما عندك أخوان..!"
دلال بضحكة .:" اي ما عندي ... الا واحد وهو فارس "
هزت زينة رأسها بنفي :" مو فاهمة كيف ومن متى ؟.!"
دلال :" بشرح لك حبيبتي .. لكن خلينا نروح البيت "
و ذهبت لتأخذ اغراضها من على الطاولة .. و تنضم اليهم ..
كانت زينة كالإنسان الآلي تمشي بلا ادراك ..
دعاهم فارس الى توصيلهم بسيارته .. فلم تجب زينة السارحة ..
فإضطرت شفا بخجل ان تجيب :" لا مافي داعي تتعب نفـ "
فارس :" لا تعب ولا شي آنسة شفا .. تفضلوا مع دلال للسيارة .. وانا بأدفع الحساب "
ذهبوا جميعاً ليركبوا سيارة فارس العائلية ..
في الامام استكانت دلال وهي سعيدة برؤيتها لـ زينة ..و بجعبتها جلست ابنتها تولين ذات الـ 5 سنوات
وفي المقعد الخلفي جلست زينة صامته .. بجانبها الفتى "بسام" الذي اخذ يضم عمته اليه فرحاً
ثم بعدها شفا خلف مقعد السائق ..
اخذت دلال تضحك :" ههههـ آسفة سامحيني يا شفا اللي صار اشغلني اسلم عليكِ "
ابتسمت شفا بود وهي تمد يدها لتصافح يد الاخرى :" لا عادي .. حصل خير "
ضحكت دلال مرة اخرى :" اي خييير .. بركة من ربي ان زينة ما قتلتنا انا وفارس ههههـ"
وقتها فتح فارس بابه وركب .. اشاحت زينة وجهها لتنظر الى الخارج ..
وهي تشعر فجـأة بالضيق ..
دلال :" ههههـ فارس بالله كان جبنا معانا آلة التصوير والله ذكرى فااتت .. كان لازم تتصور "
ابتسم فارس ولم يعلقّ .. رفع يده ليصلح المرآة الامامية ..
وبالصدفة تلاقت عيناه بعينا شفا .. غضت بصرها في سرعة وتلون وجهها بشفافية الزهر..
زفر ببطء وهو يشغل السيارة ..
رقتها ازالت عنه جزءً من غمامه الضيق التي احاطت به ...
( رقه شفا ) تلوّن يومه بجمال صامت, وفي الطرف الاخر ( دفاشة زينة ) تعكره ..
تحرك واخذ الطريق العام .. كان يقود بسرعة متوسطة .. وطريقة قيادته هادئة تماماً كـ هيبته
سأل بسام :" عمتوو جاية معانا بيت خالوو؟؟ "
زينة بجفاء :" لأ " ..
صمت الجميع و اخذ فارس يشد قبضته على مقود السيارة وفي نفسه يتمنى ان يطردها خارج سيارته ..
رغبت شفا ان تخفف من جفاف زينة :" امم انا آسفة بس لازم ارجع البيت اخواني ينتظروني "
دلال :" ما شاء الله أهلكِ عايشين هنا ؟؟ "
كان السؤال نفسه يتراود في ذهن فارس .. وهو يختلس النظر اليها من المرآة
شفا بنظرات تائهة :" امم لا .. ماما و بابا توفوا.. انا واخواني التوأم بس عايشين سوا "
صدرت من دلال حجرشة تأسف :" ااه آسفة ماكنت اعرف "
حاولت شفا الابتسام :" معذورة "
كانت تظهر على ملامحها شتى التعابير .. الغير مقروءة ..
لكن فارس اخذ يفكر انه عازم على قرائتها ..
زينة بصوت غير معبّر :" انا برجع السكن .. "
دلال تلتفت الى الخلف لتراها :" لا زينة .. تعالي معنا .. انا والعيال مشتاقين لكِ,عندنا .."
زينة :" بس تعبانة و عندي شغل بكره "
فارس بهدوء :" بكره ما عندك دوام .. اجازتك ولا نسيتي "
زينة بصوت مكتوم :" لا يكون عارف قصة حياتي بعد "
وضعت شفا يدها على يد صديقتها .. لتصمت ..
صك فارس بأسنانه :" اعرف كل شي عملي عن الموظفين اللي تحت اشرافي يا آنسة زينة
والمعلومات الغير مهمة ما في داعي انبش فيها "
زينة وبدأت عصبيتها تعود :" ايش تقصد حياتي مو مهمة .. ترى ... "
شفا .:" زيــنة !!"
بسام :" عمتوو .. ليش عصبتي ؟؟"
نظرت زينة الى ابن اخيها .. ثم رأت القلق بوجهه فشتمت نفسها .. انه لا مبرر لعصبيتها اطلاقاً ..
لكن .. هذا الـ فارس .. يتقن طرق اخراجها من طورها ..!!
دلال تخفف الوضع .. لأن السيارة امتلأت بشحنات التوتر :" طيب اجل بكره تعالي شقة فارس انتظرك "
فارس اضاف :" وانا وقتها عندي اجتماع فـ خذوا راحتكم "
زينة بهمس :" فكـهـ .. " .. سمعها فارس ولم يعلق .. لن ينزل عقله بعقل مختلة ..
شغل المذياع واخذت اصوات الموسيقى تتردد بين صمت الجميع .

~~~~~~

" آآخ .. جلطة دماغية ..!!! "
أخذ جاسر يفكر بحزن و قهر ... ارخى رأسه و تنهد بضيق ..
وضع الدكتور يده على كتف جاسر :" لا بأس سيد جاسر .. لم يكن خطيراً .. يجب ان تكن ممتناً "
ضحك جاسر في نفسه .. ممتناً ..!
اكون ممتناً ...؟؟!!!
تركه الطبيب و اخذ يلقي على الممرضة المناوبة كل التعليمات اللازمة و خرج ..
دخل جاسر الى الغرفة .. ووقف ينظر من الباب اليها ..
اسلاك تحيط بها .. انابيب تقتحم جوفها و اصوات طنين الاجهزة يثير التوتر ..
يكن ممتناً ..! .. ممتناً لهذا المنظر امامه ..
لرؤيه اخته الوحيدة بهذا الشكل ...
ربما قصد الدكتور ان يكون ممتناً لما يملكه ..
انه في احدى اكبر مستشفيات العالم تطوراً .. و في ارقى اجنحة الاقسام فيه ..
اخته تتلاقى العناية التامة و التي ربما لن يجدها في مكان آخر ..
وذلك وبحمد الله لانه منعم بالمال ..
أيكون ممتناً ...!
تنهد وهو يسند ظهره على الباب :" يارب خذ كل شيء .. كل شيء .. بس انعم اختي بالصحة يااا رب "
واخذ يلهث بالدعاء .. و أبت جفونه ان ترتاح ..

((و هكذا حالنا .. ليت البشر يدركون أهمية الصحة ... ليتنا نعرف قدر هذة النعمة ..
المال و الجاه والسلطان .. ربما كانت اشياء مهمة
ولكنها ليست الاهم ..
هناك أُناسٌ يفنون حياتهم في العمل والعمل .. و يهملون صحتهم ..
الم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم ..
:" .... ولجسدك عليك حقا .."
هناك أُناسٌ يعرضون صحتهم للهلاك .. يتناولون ما يضر بصحتهم ويفتك بها
ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم ..
:" لا ضرر ولا ضرار " .
هناك أُناسٌ فقدوا انعم كثيرة ..
ولكن يملكون الصحة و مازالوا غير قنوعين ..
هناك أُناسٌ منّهم الله بأنعم كثيرة ..
ولكن فقدوا الصحة وما زالوا ناقصين ..
انها حكمة من الله ..
فـ أتركوا ما لدى غيركم و ادعوا الله بالعوض ..
و تفكروا بما لديكم واشكروا الله عليه
فشكر الله وحمده سبباً لبقاء النعم ..
الحمدلله والشكر له على كل نعمة صغيرة انعمنا بها ..
الكلام نعمة .. الطعام نعمة .. الملبس نعمة .. التفكير نعمة
الشعور نعمة .. النبضة نعمة ..
دبيب النمل و اصغر اشياء الكون .. نعمٌ و نعم ..
وان تعدوا نعم الله لا تحصوها ..
سبحانه الكريم الرزاق .. جلت عظمته وكبر عطاءه ...
صغُر قدرُنا و قل شكرنا ..
وما زال يرزقنا من حيث لا نحتسب ..
اللهم اغفر تقصيرنا وجحودنا..
اللهم اكتب لنا نعمة التأمل والتفكر ..
واكتب لنا نعمة الصحة دوماً وابداً ..
سبحانك انا كنا من الجاحدين ..
فأرحمنا وأغفر لنا و اكتبنا من الشاكرين ..
آميــــــــــن
))

~~~~~

كانت في المطبخ تحضر معكرونة اللازانيا ... التي تحبها كثيراً ..
اخذت تقلب عصي المعكرونة في الماء المغلي وهي تدندن بإحدى اغانيها المفضلة ...
قطع انسجامها صوتاً لا تطيقه يأتي من خلفها ..
:" ابي اعرف .. ايش تظني نفسك تسوي ؟؟"
التفتت الى مصدر الصوت ورأت فارس يقف هناك مرتدياً ملابس رسميه وفي يده حقيبة دبلوماسية ..
يبدو انه قد عاد لتوه من الاجتماع .. كان يبدو جذاباً بشكل لا يطاق ..
عضت شفتها السفلى بغيض :" وانت ايش دخلك ..؟ اسوي اللي يعجبني .."
دخل فارس الى داخل المطبخ ووضع حقيبته فوق الطاولة ..
:" والله يا آنسة زينة هذي شقتي على ما اذكر "
تقدم ووقف امامها بتعجرف ثم قال وهو يرفع غطاء القدر :" ايش تطبخي لي ؟"
فتحت فمها بغيه الصراخ عليه وعلى جرأته .. الا ان ملامحه اشمئزت ..
وهو يقول :" ثلج ِوسخ ...!!! .. انتِ تطبخي ولا تلعبي "
ابعدته بغضب و كانت تريد ان ترجع الغطاء للقدر ولكن حركتها العنيفة تسببت في سقوط القدر ارضاً ..
انسكب الخليط وكانت حرارته تلسعها و فجأة اشتعل الماء المسكوب ناراً ...
صرخت زينة و فزع فارس ... وهو يصيح :" نااار .. حرقتي بيتي يا مجنوونة "
اخذت زينة تصرخ وتركض بعيداً خرجت من المطبخ ومن الشقة ..
ثم سمعت اصوات الانذار تنطلق ..
اخذ صوته يعلو بإزعاج .. متغلغلاً الى حلمها حتى قامت فزعه ..
لم يكن صوت انذار الحريق .. بل كان صوت المنبه يعلن عن قدوم يومٍ جديد ..
وكان كل ذلك مجرد حلم مزعج ..
زينة وهي تمسح وجهها بظهر كفيها :" بسم الله على هالكابوس "
اخذت دقيقتين وهي مستلقيه على فراشها تتذكر الحلم ...
في البداية ضحكت :" احسسسن خلي بيته يتحرق المغرور "
و لكنها بعد ذلك بساعة وهي ترتدي ملابسها وتستعد للخروج .. بدأت تقلق ..
ما هو تفسير حلمها يا ترى ؟؟؟
لم تستطع ان تمسك نفسها فأتصلت بشفا ...
ردت شفا :" السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .. اهلين زيونة "
:" وعليكم السلام شفوووي بسرعة فسري لي هالحلم ."
شفا :" بسم الله .. الناس تصبح أول وهذي .."
زينة بعجلة و هي تمشط شعرها :" اقولك حلمت حلم اهبل بس شوي اقلقني .."
شفا :" اااااه طيب يا ستي , ايش حلمتي ؟؟"
زينة بتردد :" بس شفووي لا تضحكي علي .."
شفا :" هههههههههـ طيب ما راح اضحك "
زينة ترمي المشط على التسريحة وتقوم لترتدي معطفها :" شفتي ضحكتي حتى قبل لا اقوله "
شفا :" هههـ يووه زينة يالله اتكلمي لا اتأخر على الدوام "
زينة :" طيب , اسمعي ...." واخذت زينة تسرد لها الحلم بالتفصيل الممل ..
وهي تنهي تجهيز نفسها وتباشر بمغادرة الغرفة ..
بعدما انتهت من السرد ..:" هاه ايش تفسريه ؟ تظني انه اضغاث ؟"
شفا بتفكير :" مممم والله يا زيون ما ادري اذا كان اضغاث .. بس تفسير الحريق انه حتصير تغييرات
في مستقبلك و تكون نافعة لمشاريعك و سعادتك "
زينة بفرح :" الله .. يا بختي انا "
شفا :" ههههههـ طيب اصبري .. ايش قلتي كمان ثلج معدووم اممم .. لحظة والله ناسية ."
دخلت زينة المصعد و ضغطت على الطابق الارضي :" طيب شفوي لما توصلي المستشفى سوي ريسيرش سريع عالنت ولما تطلع لك النتيجة ارسلي لي رسالة عالجوال "
شفا :" هههههـ فاضيتلك انا .. عندي شغل يا ماما "
زينة :" شفوووي ما تاخذ منك دقيقة .."
شفا :" يالطيف .. ياربي منك انتِ .. خلاص طيب يالله دحين سلام لا اتأخر "
زينة :" اوكي لا تنسي انتظر رسالتك "
شفا :" ان شاء الله ... مع السلامة "
زينة :" مع السلامة "
بعدها غادرت المسكن الى الشارع لتقف هناك و تنتظر سيارة الاجرة التي طلبتها ..
كانت تحمل هدايا بسيطة لأبناء اخيها .. و بيدها ورقة مدونٌ عليها عنوان شقة فارس ..
بعد دقيقتان وصلت السيارة وركبتها .. ثم انطلقت ..
في الطريق رن هاتفها المحمول برنة رسالة .. فتحتها و قرأت ..
(( سلام عليكم زيوون ..
شوفي تفسير الثلح الملوث يدل على أنه في من راح ينال من كبريائك...
وكمان راح تسعي إلى المصالحة مع ناس أسأتِ لهم...
ههههـ زيون شكلك راح تعتذري من فارس ..
قوود لك دبوه
))

اغلقت زينة هاتفها بعصبيه ..:" والله عااال آخر عمري اعتذر لواحد مثله ..."
اعادت هاتفها الى الحقيبة وترآى لها خياله ..
ضحكت و همست :"والله مع نفسه ".

~ الجـ 2 ـزء ~



كانت شفا تغسل يديها بصابون التعقيم عندما أتت ممرضة تصاحبها في العمل..
ولكن في القسم الخاص للـ مخ والاعصاب ...
قالت لها :" شفا هل انتِ مشغولة ؟"
جففت يديها واخذت تراجع جدولها :" ممم لا انا الآن حرة .. "
ابتسمت الاخرى :" جميل , هل بإمكانك مساعدتي قليلاً ؟"
ردت لها الابتسام :" بالطبع ويلما "
ثم ذهبتا سوياً الى احدى الممرات في ذلك الجزء من المستشفى ..
في طريقهما تسائلت شفا
عن ماهية الخدمة التي تحتاجها ويلما .؟
اجابت ويلما وهي تسلمها ملف المريضة :" انها فتاة عربية , أتت البارحة و قد اصيبت بجلطة
في الدماغ ... لحسن الحظ لم تكن الجلطة خطيرة .. انها الآن ما زالت نائمة ...
أردت اعطائها حقنتها الوريدية ولكن مساعدتي شيري ذهبت فجأة لأن ابنتها تعرضت لعضة كلب ."
شفا :" اووه يا الهي وهل ستكون ابنتها بخير ؟"
ويلما :" لا ادري ... ستجلبها الى هنا و تفحصها "
وصلا الى جناح مخصص للعناية التامة ... كانت الممرات خالية الا من شخصان او ثلاثة
الا ان الجو يوحي بالفخامة و الهيبة ...
شفا :" هل العمل هنا مختلف عن القسم العام ؟"
ويلما :" اعتقد ذلك .. اننا هنا نتبع نظام العمل الدائم .. لا تأخذ كل ممرضة الا مريضاً او اثنين على الاكثر ..
وتكون المناوبة واحدة لجميع ايام الاسبوع او مناوبتين لثلاثة ايامٍ فقط .. "
دخلتا احدى الاجنحة و كانت الغرفة واسعة و مؤثثة بشكل مختلف عن باقي غرف المستشفى ..
استطردت ويلما :" انا احب العمل هنا .. و أظن انك ستحبينه .."
شفا ببسمة :" لا ادري اذا كنت سأختار العمل في قسم كهذا "
اشارت لها ويلما لتدخل الى الداخل :" انتظريني قليلاً شفا سأذهب واحضر واحدة من اوراق التسجيل "
طأطأت شفا برأسها بتفهم ثم غابت ويلما لخارج الجناح ..
اخذت شفا تخطو الى الداخل وعيناها تقرئان ملف المريضة ..

(( الاسم : جود فيصل الـ
الجنس : أنثى ..
الحالة الاجتماعية : عازبة ..
العمر : 16 سنة ...))
تأوهت شفا ...: اااه يا ربي صغيرة .. الله يعينها ويعين اهلها..
ثم أخذت تطّلع على تاريخها الطبي :..
((.. غيبوبة جراء تلف في قشرة المخ ..
استئصال ورم في الفص الأيمن ...
جلطات تتابعية في قراءات حيوية المخ ...الخ ..))..: ..مسكينة انتِ ..!! .. الله يشفيكِ ..
ويعافيكِ يا رب ..

عندما اشرفت على سرير المريضة رفعت عيناها عن الملف ..
ثم ببطء اخذت نظراتها تلتقط ذبذبات المنظر
شرشف ابيض ووسادة بيضاء حول وجهٍ شاحب قرمزي ..
تقدمت شفا اكثر لتقف الى الجانب الايمن من سرير الفتاة ... تأملت ذلك الوجه الهادئ في منامه ..
احياناً في حياتنا نلتقي بأشخاص هم والمجهول صورة واحدة بالنسبة الينا ..
ولكن منذ اللحظة التي تتلاقى فيه محاورنا الشخصية .. اللاحسية ..
نشعر بالتقارب الروحي .. او بخيط خفي يربط بيننا وبينهم بلا تفسير ..
تماماً كما شعرت شفا وهي ترى ذلك الوجه البيضاوي ..
امتدت يدها ببطء لتلامس الشعر الأسود المتناثر على تلك الوسادة بغير ترتيب ..
في تلك اللحظة بالذات ..
تحركت خفون الفتاة بإرتعاش بسيط ثم فتحت عيناها ..
كانت تشعر بالتشوش ... دارت عيناها للحظتين حولها ثم ارتفعت لتتلاقى نظراتهما ..
لم ترفع شفا يدها بل اخذت تحركها في حنان على شعر الفتاة ..
ابتسمت برقة :" صباح الخير جود "
لم تنطق الفتاة .. بل اخذت نظراتها الضعيفة تحاول التقاط شيئاً مألوف في وجه شفا ..
سألت :" هل تشعرين بتحسن الآن ؟"
اغمضت جود عينيها قليلاً :" أنا عطشة .."
تحركت شفا لتفتح البراد الملحق بالجناح و تصب كأساً من الماء ..
ثم اقتربت مجدداً الى جود و رفعت سريرها مقداراً كافياً .. ثم اخذت تسقيها وهي تبسمل ..
انتهت جود من شربها .. وتنهدت ..
شفا نبرة ودودة :" فين الحمدلله ؟؟"
جود بصوت خفيض :" الحمدلله ... مين انتِ ؟"
رجعت شفا لتعيد الكأس مكانه .. :" انا شفا .. وانا ممرضة "
نظرت اليها جود .. ورأت منظرها المحتشم و حجابها ..
عادت شفا لتجلس بكرسي يوازي السرير ..
:" ممرضتك راحت والحين تجي .. انا بساعدها شوي .. "
جود رغم الطاقة المنخفضة التي تعانيها الا انها شعرت بالاستغراب وهي ترى شفا تتحدث بالعربية مثلها ..
:" انتِ تتكمي عربي .. ومتحجبة ..!! "
دهشت شفا لما قالته ثم ضحكت بخفة :" ايه .. ليش الغرابة ؟"
جود :" انتِ أمريكية صح ..؟ "
ابتسمت شفا ووقفت لتصلح من غطاء جود وتعدل لها الوسادة ...
لم تعد تستغرب هذا الانطباع الذي يعتقده الاخرين فيها لأول وهله ...
فهي تملك ملامح غربية ممتزجة بالعربية ..
لا تدري كيف لها ذلك .. ولكن انه امر اعتادت عليه ..
اجابتها :" تقدري تقولي .. انا عندي الجنسية الامريكية .. لكني بالأصل عربية خااالصة "
ضحكت جود ضحكة اقرب للابتسامة .. :" شيء حلو "
نظرت اليها شفا والى ابتسامتها فومض شيء مألوف جداً في ذاكرتها ..
ولكنه حالما غاب خلف غيوم الذكريات ..
حينها دخلت ويلما و قد حملت معها الحقنة و ورقة تسجيل تطبيقات الممرضة .. فأخذت تلقي التحية
عندما رأت جود مستيقظة .. عرّفتها عن نفسها ثم باشرت بإعطائها الحقنة مع اشراف شفا ..
كانت جود مستسلمة للأمر ولم تبدي أية مخاوف .. لقد اعتادت الحقن ..
بعد لحظات من النقاش الثلاثي انصرفت ويلما .. وكذلك كانت شفا ..
:" يالله جود .. الله يكتب لكِ الشفا .. فرحت لشوفتك "
وقبل ان تخرج سألتها جود :" بكره راح أشوفك ثاني ؟"
التفتت اليها شفا بملامح أسف :" آآه , للأسف انا مو ممرضتك جود ... اذا قدرت راح ازورك ان شاء الله "
جود بحزن :" بس انا ارتحت لك "
ابتسمت شفا بود و ذهبت لتمسك يدها بإمتنان :"ااه وانا بعد جوود .. اوعدك ازورك كل ما اقدر.. تمام ؟"
هزت جود رأسها موافقة .. و ودعتها شفا وخرجت ..
اغمضت جود عينيها ثانية ... وقد طرأت على بالها فكرة جيدة ..
هذة " شفا " قد ارتاحت لها .. و تظن انها ستساعدها كثيراً ..
وجهها محب و مشع يشعرها بالراحة كلما نظرت اليها .. ثم انها عربية ..
ستتحدث معها دوماً و لن تمل ..
كلما غاب جاسر عن التواجد لأشغاله , ستجد هناك شفا بجانبها ..
فتحت عينيها وهمست :" أي راح أخبر جاسر عنها "
ثم ببطء تسلل النعاس الى عينيها ..
وغابت في دنيا الاحلام ..


~~~~

في احدى المباني العريقة .. قبعت شقة كبيرة و فخمة ..
دل اثاثها على عصرية رجولية .. لا راحة فيها ولا لمسة انثوية ..
اختلط الاثاث ما بين اللون الاسود والأبيض .. وتوزعت هناك بعض النباتات الخضراء
واللوحات الزيتية القاتمة ..
غُطت الارض بالبورسلين الابيض اللامع و وُزعت عليها بضع سجادات من الصوف الناعم بتدرجات العشب ..
كانت الشقة رائعة تطل على منظر البحر الممتد الى الافق ..
وفي الشرفة .. تراصت مقاعد خشبية من الخشب الماهغوني المصقول ..
و جلست عليه دلال و زينة يتبادلان النقاش ..
على الارض امامهما ..جلس الطفلين تلين وبسام يلعبان سعيدان بالهدايا التي حصلا عليها من زينة ...
كانت دلال مستلقية على مقعدها وشعرها مرفوع بشكل انيق في تسريحة عملية ..
مدت قدميها في ذلك المقعد الطويل واخذت تأكل من صحن الـ ( مكسرات )
اما زينة فقد جلست ضامة يديها و عينيها تجولان في البحر ..
دلال :" يا بنتي كم مرة اقولك افتحي طرحتك مافي احد "
زينة :" ايش يدريك يمكن الاخ مركّب كاميرا مراقبة "
دلال :" ههههههـ فين تروح افكارك بعيد انتِ ... افتحي افتحي بس "
ومدت يدها لتسحب الشال ببساطة من رأس زينة ..
زينة :" آآي .. اصبري شعري لا يتقطع "
فتحت زينة غطاء رأسها و اخذت تزيل الربطة ثم تغلغل اصابعها بين الخصلات السوداء ..
زينة وهي تحرك رأسها :" اتنفس يا شعري اتنفس "
دلال بإعجاب :" ماشاء الله زينة شعرك طول عن آخر مرة بكثير .. صاير جنان "
زينة :" أكيد بيطول سنة كاملة ما شفتيني "
دلال تتنهد :" أي والله ... اووه يا رأسي .. والله امس ما قدرت انام من كثر ما اتذكر اللي صار واموت ضحك "
زينة بقهر رفعت كأس الماء واخذت ترش بأصابعها على زوجة اخيها ..
:" اضحكي مالت عليك .. انا شيعرفني انه عندك اخ بالرضاعة ... ومين يطلع فارس ما غيره "
دلال تمسح وجهها لتزيل قطرات الماء :" ههههههـ والله انكم نكتة .. ابي اعرف ليش ما تطيقون بعض "
زينة تشرب الماء بقهر :" والله اخوكِ انسان ما ينطاق .. وفوق كل هذا مشرف علي ويتحكم فيا "
دلال :" والله ان فارس رجّال ولا كل الرجال لكن انتِ ظالمته "
زينة بهزء :" لا يكون بتخطبيني له بس .. "
ضحكت دلال :" هههههههـ يا ليت "
زينة بعينان مفتوحة :" وعععع الله لا يقول .. يا بسم الله علي .. كان ذبحته من اول يوم "
دلال :" هههههههـ وليش ؟ بالعكس فارس ما ينعاب .. ويا حظها اللي بتأخذه والله لا يسعدها "
زينة وقفت مسرعة لتذهب وتستند على الشرفة ... واخذت تستمتع بجمال المكان
:" واااه يا نيلة حظها اللي بتاخذه .. بعدين لا تجيبي سيرة الزواج , وععع ما ابي اتزوج "
دلال :" وليش ما تبي عمرك الحين 22 وفي سن زواج "
زينة تنهدت :" حتى لو بيصير عمري 65 ما ابي اتزوج "
دلال تنهدت و قامت لتقف بجانب زينة :" زينة .. ليش ؟"
اخذت زينة تتذكر ذلك اليوم ... عندما كانت صغيرة لم تكمل الـ 11 من عمرها ..
رأت بعينيها شجاراً فضيعاً يشب بين والديها ..
انتهى بالطلاق والانفصال التام .. تفرقت بعدها بين ثلاثة بيوت ..
بيت والدها وزوجته الجديدة .. التي كانت تتلذذ في تعذيبها ..
و بيت امها اللاهية بحياة الترف .. نابذة ابنتها ..
و بيت اخيها الوحيد زيد .. الذي كان حينها قد تزوج حديثاً من دلال ..
فكان من الصعب البقاء معه دوماً ..
كانت تجربتها الشخصية في الحياة العائلية متضعضعة ..
ذلك بنى في داخلها مخاوف من الخضوع لنفس تجربتها القاسية ..
فـ كرهت ان تفكر حتى بتجربة الزواج وبناء اسرة لها ..
لا تريد ان يصيبها و يصيب اولادها ان كان لها .. ما حدث سابقاً ..
لقد قاست معاناة طلاق الوالدين والتشتت ..
ولا تريد ان يُكتب يوماً لها نفس المصير ..
هزتها دلال :" زينة تفكري في الماضي ؟"
نفت زينة برأسها ذلك الامر :" لا .. بس افكر في شفا .. انا وهيا متفقات نتزوج بنفس اليوم بس .."
بعد صمت ..:" بس حالتها الصحية ما تسمح .."
قطبت دلال حاجبيها .:" ليش ؟؟"
زينة بهمس :" شفا مريضة ... عندها قصور وتلف شديد في القلب "
شهقت دلال فزعة ... وابكمها عدم التصديق ..
واخذت زينة تكمل بحزن :" شفا مرت من سبع سنين بمآسي كبيرة ...
ابوها كان دكتور في المستشفى اللي نشتغل فيه ومدرس جامعي كبير .. وامها كانت ربة منزل ..
عاشوا هنا تقريباً كل عمرهم .. قبل 7 سنوات .. ابوها اتوفى بحادث ..
كان ما يعرف يسبح .. مثلي تماماً .. في يوم لقوه غرقان في مسبح فلتهم ..
ام شفا وقتها كانت حامل في شهرها السابع , الصدمة كانت كبيرة عليها فولدت ..
لكن جاتها مضاعفات شديدة .. خلتها تعاني كثير
لان بنفس الوقت تعرضت شفا فيها لأول مرضة بجلطة قلبية ...
بنت عمرها 13 سنة و تجيها جلطة ..!!
احتاجت لعمليات مكلفة هي وامها .. فأضطرت امها تبيع الفلة واملاكهم القليلة ..
اشتغلت امها بوظائف كثيرة .. معاش ابوهم ارمزي ماكان يكفيهم ..
بعدها بسنتين .. يعني قبل 5 سنوات, توفت ام شفا .."
دلال :" يا الله مسكينة ... الله يرحمهم "
هزت زينة رأسها واكملت :" آمين ... بعد موتها .. صابت شفا الجلطة الثانية
اللي كانت بتقضي على حياتها ... لكن الحمدلله ستر ..
سبحان الله .. ما ترك اليتامى تالا وتامر للدنيا .. رجّع لهم اختهم ..
شفا وقتها كان قلبها ضعيف و تتعالج مجاناً من المستشفى ..
لكنها كانت قوية بعزيمتها .. قوية لانها سند الصغار ..
اختارت تعيش عشانهم وحاربت مرضها ..
خرجت من المدرسة و كملت دراستها في الجامعة اللي درّس ابوها فيها ..
ربي سهلّها كل امورها ..
درست واتعالجت على حساب المستشفى .. تقدير لافضال ابوها و لحالتها الاستثنائية ..
مع الوقت اتحسنت حالتها .. لكن قلبها رغم استمراره للحين الا انه اضعف من انه يكمل ..
هي تحاول كل جهدها انها تمشي على اوامر الاطباء و تتبع كل شيء يساعدها ..
و ما شاء الله .. شفا علاقتها بـ الله قوية ..
وانا حاسة ان الله ما بيتركها لوحدها وبيحفظها ..لانها ما قد يأست منه ."
انزلت رأسها بهمس :" الحين تحتاج متبرع بـ قلب عشان تقدر تعيش مثلنا .. و تتزوج ."
تراجعت دلال الى المقاعد وانهارت عليها .:" يا الله والله قصتها محزنة مرة ..
خسارة من شفتها وانا اتمنيت فارس يأخذها "
رفعت زينة رأسها بشدة و نبضت عروقها ... وصرخت :" الله لا يكتب "
فزعت دلال :" بسم الله ... انا قلت شي غلط "
ضمت زينة يدها .. شاعرة بأحاسيس تتدافع الى كل جسدها ... تخيلت فارس و شفا معاً
فـ زاد غيظها ...:" أي غلط ... مستحيل فارس يتزوج شفا "
دلال بعدم فهم .:" وليش ؟.. يارب يكتب لها متبرع وتشفى .. ووقتها بتقدر هي و فارس .. "
زينة هزت رأسها و الحرارة أخذت تملأ رأسها قاطعتها ..:" دلاااال .. خلاااص اسكتي والله ما يأخذ اختي "
دلال بعدما رأت ملامح زينة المذعورة .. ابتسمت بغييظ :" اهااا لا يكون تبيه لكِ "
فاااض الكيل بـ زينة وقد احمر وجهها وشعرت به كجمرة تلسعها ..
مشت لتأخذ غطاء رأسها وحقيبتها وتقول :" يووووووه انتي الهرجة معكِ مالها فـ .."
ضحكت دلال واخذت تسحبها لتجلس :" هههههههـ امزح زينة .. خلاص تووبة ما اعيدها "
جلست زينة مادة شفتاها الى الامام .. وقد ارتجف جسدها بلا سبب ..
صورة فارس وشفا معاً ... اشعلت فيها ناراً ..
ستحرق فارس به ..
دلال :" ههههـ سماح والله ... خلاص خلينا من هالموضوع ايش قلتي عن روحة للملاهي ؟"
زينة بذهن شارد :" بكره .. نروحها مع شفا واخوانها .."
دلال تنظر الى طفليها وتسألهما :" حبااايب ماما عمتوو بكره بتأخذنا للملاهي .."
قفز الصغيران فرحاً مهللين :" هييييييييي هيييييييي "
ثم هجما على عمتهما منهالين بالاحضان والقُبل ..
ومخرجينها من سرحانها و مشاعرها المتضاربة ..
أخذت زينة تدغدهم ولكن فكرة كانت تجول برأسها :.
"يا هل ترى ما الذي يحدث لي ...!!!"

~~~~

" طيب ليش هيا بالذات ؟"
اخذت جود تنظر الى الكتاب بين يديها :" ارتحت لها مررة يا جاسر .. وشكلها حبوبة "
جاسر اخذ يفكر ثم نظر اليها مرة اخرى :" انتي متأكدة تبيها تصير ممرضتك الخاصة ؟"
هزت جود رأسها بتأكيد ..
استغرب جاسر من الأمر .. خلال الثلاث سنوات الماضية لم تعر جود امراً كهذا أي اهتمام..
كانت تكره المستشفيات بكل ما و من فيها ...
كانت في الحقيقة لا تطيق أي احداً يكن بجانبها الا هو .. كانت تنبذ الجميع ..
والآن ... ترغب بواحدة من الممرضات بعينها لتكون ممرضة لها ..
هذا تقدم عجيب .. و يدعوا للتساؤل ..
جاسر :" و ليش يعني هي ؟ "
جود :" ما ادري دخلت قلبي كدا ... وهي عربية محجبة يعني منا وفينا "
استغرب جاسر ولكنه ابتسم :" و ايش اسمها ؟"
جود ببسمة :" شفا "
طرق الاسم في عقل جاسر ... انه اسم فريد ومميز .. غير معتاد البتة
ولكنه بشكل غريب مر عليه بألفه ..
وكأنها ليست المرة الاولى التي يسمعه فيها ...
جاسر :" شفا وبس ؟"
هزت رأسها :" ما اعرف ايش اسمها الكامل .. بس هي تشتغل في هالقسم .. بس العام منه "
وقف جاسر و تقدم اليها و طبع قبلة على جبينها ..
:" ولا يهمك حبيبتي .. راح اسأل عنها .. واطلب يعينوها تشرف على حالتك "
و لأول مرة منذ مدة طويلة رآى الفرحة في عينا اخته ..
:" صدق جسووور ؟.!"
ضحك جاسر :" هههههـ من زمان عن هذا الاسم ... أي صدق حبيبي "
قامت وحضنت اخيها بشدة :" شكراااا شكرااا جسوري "
ضمها هو الاخر بسعادة ..
وهو يفكر بهذة الـ شفا التي جعلت اخته بهذة الفرحة بمجرد لقاء واحد ..
اقسم انه سيجلبها لها ..
و يدفع كل ما يستطيع ليبقيها معها , طالما ترسم الاشراق على وجه اخته ..
شكر الله و شكر تلك الشفا .. متأملاً ان يكون شفاء اخته على يدها بتوفيق العزيز ..
وقال لنفسه .." شفا , سألقاكِ و أشكرك بنفسي "
و غداً يأتي يوماً آخر ..
يوماً لا نعرف ما الذي سيحمل في جعبته ..


~~~~~

هنا تتوقف النبضة السادسة ..

آملة انها نالت استحسانكنّ ... شكراً جزيلاً لكل من يمر ..

و امتناناً صادقاً لكل من تركت بصمتها ..

ألقاكم في النبضة القادمة ...

دمتنّ بحفظ الرحمن ..

أختكن في الله ..:

ضياع نبضة

:flowers2:

BENT EL-Q8 31-08-08 05:20 PM

مارحـ اقولـ انـ النبضهـ حلوهـ
لانهـا مو حلوهـ ابدا
اهيـ احلا منـ الحلا نفسهـ*_^
تسلمـ ايدجـ عليهـا
شفا
عيلـ معاها القلبـ
زينـ واللهـ توقعـي ما خابـ*_^
يعجبنيـ فيهـا تمسكهـا بالحياهـ
وانهـا تحبـ ترسمـ البهجهـ على وجوهـ غيرهـا
ماالومـ جود يومـ ارتاحتـ لهـا
جود
الحمد للهـ علىـ سلامتجـ
وانـ شاء اللهـ ينكتبـ لجـ الشفاء علىـ ايد شفا
زينهـ
خخخخخخخخخخخ حلمـهـا عجيبـ
بسـ صجـ يمكنـ ينقلبـ كرههـا لفارسـ لحبـ!!
ويقللـ منـ كبرياءهـا
ماندريـ!!
اللهـ يعينهـا شكلهـا متعقدهـ حيـلـ منـ الزواجـ
اللهـ يرزقهـا بواحد يغير تفكيرها
بانتظار النبضهـ القادمهـ بكلـ شوووووووووووقـ
تقبليـ مروريـ

لــولــي 31-08-08 07:13 PM

باااارت روووعه

شفا وجود اسأل الله لكما الشفاء

وزينه تعجبني بس لو تترك شوي اندفاعها

يعطيك العافيه ووننتظر المزيد من ابداعك


عندي طلب ممكن انقل قصتك اذا ماكان عندك مانع

طبعا مع ذكر اسمك ككاتبه:c8T05285:

ضياع نبضة 31-08-08 07:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 (المشاركة 1618872)
مارحـ اقولـ انـ النبضهـ حلوهـ
لانهـا مو حلوهـ ابدا
اهيـ احلا منـ الحلا نفسهـ*_^
تسلمـ ايدجـ عليهـا
شفا
عيلـ معاها القلبـ
زينـ واللهـ توقعـي ما خابـ*_^
يعجبنيـ فيهـا تمسكهـا بالحياهـ
وانهـا تحبـ ترسمـ البهجهـ على وجوهـ غيرهـا
ماالومـ جود يومـ ارتاحتـ لهـا
جود
الحمد للهـ علىـ سلامتجـ
وانـ شاء اللهـ ينكتبـ لجـ الشفاء علىـ ايد شفا
زينهـ
خخخخخخخخخخخ حلمـهـا عجيبـ
بسـ صجـ يمكنـ ينقلبـ كرههـا لفارسـ لحبـ!!
ويقللـ منـ كبرياءهـا
ماندريـ!!
اللهـ يعينهـا شكلهـا متعقدهـ حيـلـ منـ الزواجـ
اللهـ يرزقهـا بواحد يغير تفكيرها
بانتظار النبضهـ القادمهـ بكلـ شوووووووووووقـ
تقبليـ مروريـ

هلا وغلا ..:[ بنت الكويت ]:..

:asd:

>> على بالي البآآرت ما عجبكِ :ekS05142:

الحمدلله انه عجبك .. وتسلمي كلك ذوق :)

الله يسلمك ويسعدك يارب ..

الله يعين كل الشخصيات :ydJ05010:

امتناني لوجودك وتشجيعك الدآآئم ..

لا تغيبي ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 31-08-08 07:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لــولــي (المشاركة 1619031)
باااارت روووعه

شفا وجود اسأل الله لكما الشفاء

وزينه تعجبني بس لو تترك شوي اندفاعها

يعطيك العافيه ووننتظر المزيد من ابداعك


عندي طلب ممكن انقل قصتك اذا ماكان عندك مانع

طبعا مع ذكر اسمك ككاتبه:c8T05285:

هلا وغلا :[ لولـي ]:..

الله يعافيكِ يالغلا .. تسلمي على وجودكِ :)

--

لا مو ممكن :8Pp04714:










:ekS05142:

امزح معك دبووه .. أكيد ممكن خذي راحتك :friends:

ويغبطني انه عجبك ..

تابعيني .. ولا تغيبي

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 31-08-08 07:55 PM

شكراً غالياتي لردودكن ..

ونبضة اخرى في طريقها الى هنا ..


>>> بعد دقائق .

ضياع نبضة 31-08-08 08:05 PM

v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة السابعــة ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :
" بضع كلمات .. كافية لأن تسعد قلوب البشر أو تحطمها "

~ الجـ 1 ـزء ~

غابت شمس ذلك اليوم على جميع من في هذة المدينة ..
و آوت السناجب الى جحورها في قلب الاشجار .. وقف سنجاب صغير على احدى الفروع ..
اخذ يحرك رأسه بطرافة .. وهو ينظر الى تلك النافذة العالية ..
التي تنبعث منها الانوار .. وبالداخل فتاة تقص القصص على اخويها ..
..سمع اصوات ضحكتهم جميعاً .. فأصدر صوتاً فرحاً ودخل هو الآخر الى جحره ..
في داخل تلك الغرفة ذات الانوار الخافتة ..
شفا :" و بكدا فاز السلحفاة على الارنب .. فأيش تتعلموا من هذة القصة ؟"
اخذت تالا تقول بحماس :" ما نستهزء بالغير وما نستخف بيــــهم "
قفزت شفا اليها وقبلتها :" صـــح يا قمري "
تامر :" شفا .. ليش زينة ما جات الليلة ؟"
ضحكت شفا و قامت من سرير تالا لتذهب و تجلس بجانبه :" عشان كدا تموري زعلان "
تامر :" مو زعلان .. بس اليوم ماكان في احد ارفع ضغطه "
فرصت شفا وجنتاه :" هاااه تموري .. ايش قلت عن هالعادة بطلها .."
تامر وهو يبعد يدها :" آآي شفا .. والله ما اسوي كدا الا مع زينة "
قبلته على جبهته :" زيونة تتعشا عند زوجة اخوها واولادها .. بكره ان شاء الله تقابلوهم "
تالا بصوتها الرقيق :" همّ قدنا شفا ؟"
هزت شفا رأسها :" يعني .. بسام عمره 10 سنوات .. وتولين عمرها 5 سنوات "
تامر :" حلووو .. يعني ينفع يلعب معاي بلايستيشن "
ضحكت شفا .. هذا كل اللي هامه ..:" ايوه يقدر يا بطلي "
ثم وقفت وهي تقول :" يالله قولوا معاي اذكار النوم "
تالا رفعت يدها وكأنها في المدرسة ..:" شفا .. سؤال ؟"
شفا ابتسمت وهي تميل برأسها على اليمين وكأنها طفلة صغيرة ..:" ايش حبيبتي ؟"
سألت تالا بخجل :" بكره فين بتأخذينا ؟"
ضحكت شفا وقالت بعينين واسعتين :" مفاااااجأة "
نظر الطفلان الي بعضيهما بنظرات تساؤل ... فلم تستطع شفا ان تكتم اكثر من ذلك
فقالت بصوت درامي :" بأخذكم ملاااااااااااهي ميكي ماااااااااااوس "
فتح الصغيران اعينهما على وسعها واخذا يقفزان فرحين على سريريهما ..
تالا :" وااااااااااااااااااو .. ملاهييي .. الملااااااهييي "
تامر بحركات وقفزات بهلوانية :" يوبيييي ... وااااااويييه .."
ضحكت شفا بسعادة وهي تقول :" الحين شيرقدكم بالله "
واخذت الاخرى تقفز معهما على السرير ..
كانوا فرحين .. وهذة الفرحة لا تزورهم دوماً ..
فهل ستبقى الآن .. والى الابد..
ام انها زيارة واحدة لا مثيل لها ؟؟.
من يعلم .. الايام سترينا ..


~~~~


كانت الساعة تشير الى السابعة مساءً عندما عاد فارس الى شقته ..
فتح الباب فهاجمت انفاسه الرائحة الشهية ..
همس مغلقاً عينيه و متأوهاً بتلذذ :" مممم .. روعة من زمان عن الاكل المنزلي "
فتح معطفه ثم علقه على العلاقة بجانب باب الشقة ..
قادته قدماه فوراً الى المطبخ حيث تفوح الرائحة
دخل بخطواته الرشيقة و رآى دلال معطيه اياه ظهرها وهي تحرك محتويات القدر ..
كانت ترتدي مريلة المطبخ فوق ملابسها و شعرها معقود في حركة غريبة ..
ابتسم وذهب اليها ووقف خلف ظهرها مغمضً عينيه وهو يشم الرائحة بتلذذ..
كانت تتذوق طعم الشوربة عندما شعرت بحركه خلفها فظنت انها دلال ..
رشفت قليلاً ومدت يدها بالملعقة الى الخلف :" يالله هاتي رأيك "
فتح فارس عينيه ووقعت نظراته على الملقعة .. فبلا انتظار ارتشف ما فيها ..
ابتسمت زينة ولفت وجهها .. لتصعــــــــــق ....!!!!!!!
لم تكن ترى الا عملاقاً يشرف عليها بقامته ..
فأطلقت صيحتها بتهور :" وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه"
بهت فارس متفاجئاً ... ثم فجأة لم يعي الا والقدر يهوي على رأسه ..
ولم يشعر بعدها بشيء ..

دخلت دلال المطبخ على اثر الصرخة التي سمعتها ..
كانت لتوها خارجةً من الحمام ( وانتنّ بكرامة ) لافة المنشفة حول شعرها ..
تبعها الصغير بسام .. وقد تلبسه الفزع ..
نظرت دلال لما أمامها .. و اخذت تجاهد لاصدار صوتٍ معبر ولم تستطع ..!
كان اخيها فارس مستلقياً ارضاً , ومغشياً عليه ..
و زينه تقف هناك تنظر اليه مصعوقة .. و بيدها قدراً كبير ..
همست دلال برعب :" ايش سويتي يا زينة .؟!!"
نظرت زينة اليها بعينان واسعتان .. و همست بعدم تصديق :" قتلته ..!!!"
وضعت دلال يدها على فمها تمنع صرخة فزعة كادت ان تفلت منها ..
تقدمها ابنها و ذهب ليجثو جانب خاله :" خالوو خالوو ايش فيك ؟"
وقع القدر من يدا زينة محدثاً صوتاً مجلجلاً و انهارت ارضاً ..
هازةً رأسها بتحسف ..:" هذي نهايتك يا زيوون .. قتالة قُتلاااااا "
اقتربت دلال اكثر وهي تولول :" ايششش عملتي في اخويا يا زينة ؟؟ ايش عملتييي ؟؟"
همست زينة وهي على وشك البكاء :" حسبته حرامي .. رقعت القدر على رأسه "
بسام بلا هواده انفجر ضحكاً لجملة عمته :" ههههههههههههههههههههههههـ "
وقعت دلال بجانب فارس تتحسسه وهي الآخرى على مشارف البكاء ..
زينة تصرخ فيه :" انت غبيييييييي تضحك..!!! "
ابتلع بسام ضحكته وعيناه قد ضاقتا فجأة من ردة فعل عمته ..
وعندها دخلت تولين المطبخ تجر عروستها خلفها و تفرك عيناها باليد الاخرى
كانت نائمة و الازعاج ايقظها .. اخذت تتمتم بضيق :" ماما انا ثحيت "
نظرت اليها دلال وقامت تركض اليها ..:" حبيبي تولين ليش قمتي ارجعي نامي "
حينها تحركت زينة الى قرب فارس .. تنظر الى عينيه المغمضتين ..
انهما ترمشان .. لم يمت اذاً ...!!
جست نبضه وتأكدت .. لقد غاب فقط عن الوعي .. آآآه ياللراحة ..!
رفعت عيناها لدلال وقالت :" اخوكِ بـ سبعة أرواح ما مات "
بسام :" هههههههههههههههههههههههـ "
دلال بعصبيه :" وحضرتك تنتظريه يموووت .. انتي ممرضة شوفيه عالجيه ولا اعملي اي شيء "
اخذت تولين تنظر بفضول لهم وتسأل :" ايث في ؟"
حملتها دلال ومسحت على رأسها :" مافي شي حبيبي امشي نامي "
ثم ذهبت لتدخلها الغرفة ...
بقيت زينة هي وبسام في المطبخ ينظران الى فارس بغباء ..
نظر اليها بسام :" ايش نسوي عمتو ؟"
اخذت زينة تكشف على رأسه .. و ترى مكان الضربة .. لا نزيف ذلك جيد
ولكن لا تستبعد اصابته بإرتجاج فقد ضربته بكل قوتها ..
مسكين يا فارس ...!!
اشارت الى خارج المطبخ :" اول روح جيب غطا شعري اخاف يقوم على غفلة .. تلقاه فوق الكنبة "
بسام وهو يقوم في سرعة :" حاااضر "
جست نبضه و رأته طبيعياً ... عاد بسام كالصاروخ ماداً لها شالها ..
شكرته واخذت تلف الشال حول رأسها ..ثم وقفت و تحركت الى خلف رأسه ..
امرت بسام :" يالله سومي ساعدني نشيلة لغرفة المعيشة ... شيله من رجلينه "
بسام وهو يقف ويحمل قدما خاله :" طيب... يالله شيييييل "
ضحكت زينة لنبرة صوته :" هههههههـ يا غبي شايفنا فين؟؟ .. في سووق سمك نحنا .. شيل بشويش "
بسام :" ههههههـ طيب عمتوو يالله "
بكل قوتها رفعت زينة فارس من تحت كتفيه .. :" وه يا ربي ثقيييييل "
لم تستطع ان ترفعه الى الاعلى فأخذت تمشي للخلف منحنيه الظهر و رأس فارس اخذ يتدلى جانبياً ..
بسام :" عمتووو كيف راح نصحيه ؟؟"
زينة تمشي بجهد :" بنرش عليه ماي .."
كان المطبخ كبيراً و تتوسطه طاولة المجلى ...فأخذا يمشيان ببطء و ثقل فارس يكسر ظهريهما ..
لم تكن زينة ترى خلفها .. فأخذت تعتمد على توجيهات بسام ..
بسام وهو ينظر خلفها :" عمتوو .. يميين ..لالالا مو يمين يساار "
زينة وقد احمر وجهها :" سووومي وجع .. ترى نفّسي انقطع خالك حوووت شهالثقل اللي عليه "
بسام :" هههههـ طيب لُفي شوي ورا .... ايوواا الباب على طول وراكي يالله حركي "
عندما رجعت الى الوراء بسرعة .. اصطدم رأس فارس على حافة الباب ..
فصدرت منه آآه ألم ..
صرخت زينة :" يااا غبييي سومي .. شكلنا راح نقتله قبل لا نوصل الكنبة "
ضحك بسام ورفع قدمي خاله اكثر :" هياا اجري على ورا بسرررعة "
واخذ يدفع خاله و زينة تندفع الى االوراء وهيا تصرخ ..
حتى فجأة وقعت على الكنبة و على جعبتها استكان نصف جسد فارس ....
صرخت زينة :" يا حمااااااار سومي لا اقرمعك .. شيله عني "
ضحك بسام وهو يغيب في المطبخ ....
اخذت زينة تشتمه و هي تحاول رفع ثقل فارس عنها ... يا الهي ما اثقله ..
مع انه ليس ضخماً .. بل يُعتبر نحيفاً في نظرها ..
اخذت تحدث رأسه المتدلى بجانبها :" وجع عليك من طول .. مثقلك "
الا وبسام يأتي راكضاً من داخل المطبخ وهو يحمل كوباً من الماء ..
نظرت اليه زينة :" ايش بتسوي بالماي ؟"
ابتسم بسام وهو يقترب :" بأصحيه "
فزعت زينة :" لا سومي مو كدا .. لاااااااااااا يا غبييييي "
ثم بـ ماء يُرش عليهما الاثنان ... صرخت بحقد :" سووووووووومييييييي ..!!"
افااق فارس مذعوراً وهو يشهق بشدة ..ويتنفس بقوة ..
شعر برأسه يؤلمه .. و كأنه قد تضخم مئات المرات عن حجمه الطبيعي ..
مسح وجهه ونظر امامه ليرى ابن اخته يقف هناك وبيده كوباً فارغاً ..
ثم بحركة من خلفه تدفعه على ظهره ليقف .. التفت ببطء ورآها تمسح نفسها و تبربر ..
زينة :" قووووووم .. واااه .. قوووم عساك القوومة قوووم "
قطب فارس حاجبه .. ولاحظ ان جزءه العلوي يستلقي عليها ..
فمد يده الى بسام الذي اسرع يساعد خاله في الوقوف ..:" آآخ يا رأسي "
بسام :" هههههههههههههههههـ بيوجعك خالو اكيد عشان عمتوو .."
قفزت زينة لتمسك بإبن اخيها و تكتم على فمه الثرثار ..
نظر فارس اليهما بإستغراب وسأل :" انتي ليش ما رجعتي بيتك ؟"
توسعت عيناها .. شوف البقر .. يطردنييي..!!!
هذا وانا اللي متعبه نفسي عشان عشاه ..
صدق ما يستاهل الا الكفوووف ..
زينة بجفاء :" أسأل اختك .. ما خلتني و لزمت عليا اتعشى وبعدين ارجع "
فارس ينظر اليها من قدميها الى رأسها وهو يرى مريلة الطبخ :" لا يكون كنتِ تطبخي ؟"
زينة توترت فجأة :" هاه .. كنت .. أ .. أساعد دلال .. بس "
ضاقت عيناه .. ونظر الى بسام :" ليش ماسكة الولد كدا .. اتركيه لا يموت مخنوق "
تركت بسام .. و اخذت تدفعه وهو يضحك ..بهزء :" تعرف تنكت "
دفعت بسام الى الامام و اكملت :" ءأنا .. رايحة .. انادي دلال "
اخذ فارس يتبعها بنظراته .. وهو يرفع يده الى رأسه ..
همس لنفسه :" آآآخ رأسي .. صدق مجرمة .. عليها ضربة ولا ستيف اوستن .."
ثم ضحك .. التفتت اليه بنظرة خاطفة ..
ثم غابت بداخل الممر المؤدي الى غرف الشقة ..
جلس فارس على الصوفة خلفه واخذ يضحك وهو سمد رأسه
لم يصاب بأذى , ولكنه سيريها .. لقد فاض كيله منها ..
كم مرة عاملها كإنسانة ولكنها لا تفتأ تعامله بهمجية .. سيعاملها بالمثل
فهي بنظره .. همس... :" مجنونة فعلاً "

بعد فترة ..كان أربعتهم على المائدة .. وقد فرغت الاطباق ..
تنهد فارس ونظر الى دلال .:" الحمدلله .. تسلم يدك دلال من زمااان ما أكلت أكل لذيذ "
نظرت دلال الى زينة و اشارت اليها :" اشكر زينة هي اللي طبخت مو انا "
رفعت زينة رأسها بحرج وتلونت وجنتاها .. :" احمدي ربك اريحك من التعب "
نظر اليها فارس و قال قاصداً اغاظتها :" وانا اقول ليش مو مطبوخ عدل .. اذا عُرف السبب بطُل العجب "
دلال بضحك :" زيووون كلمتك المعتادة "
وبالفعل اغتاظت زينة :" والله محد قال لك تأكل "
دلال :" ههههههـ خلاص بسكم .. يالله قومي زيون رفّعي معاي "
زينة تنظر الى ساعة يدها :" رفّعي لوحدك .. كفاية سويت لك العشاء .. بروح الحين اتأخرت "
قام فارس ليغسل يديه .. وسمعها تقول :" بأدق على تاكسي يجي يأخذني "
بسام وهو ما زال يأكل :" عمتوو بكره لا تتأخري تعالي خذينا بدري "
زينة وهي تتذكر :" اي صح دلال لا تنسي اتجهزوا من بدري الساعة خمسة اجي اخذكم "
دلال :" اوكي .. بس كيف راجعة طالعي الساعة 8 .. ما تخافي "
زينة تهز رأسها :" لا ليش اخاف "
أتى فارس وهو يجفف يديه بالمنشفة :" مافي داعي تخافي , لاني انا اللي بوصلك "
فزعت زينة و رفضت فوراً :" لا .. مابي بأتصل على تاكسي "
رمى فارس المنشفة على المائدة :" مافي تاكسي بلا كلام فارغ يالله جهزي نفسك ننزل "
اعطته زينه ظهرها و ذهبت لتبحث عن حقيبتها ..
دلال :" انتبه في السواقة فارس .. ولا تتأخر "
ضحك فارس الذي لم يكن معتاداً الامر :" ان شاء الله امي .."
وجدت زينة حقيبتها فأخرجت هاتفها المحمول واخذت تضغط على الارقام ..
نظر فارس اليها :" على مين تتصلي ؟"
تجاهلته و اخذت تكمل اتصالها وتتنظر من يرفع ..
دلال :" زينة تتصلي في مين ؟"
اجابتها بسرعة :" بأطلب تاكسي "
فارس بوجه متجهم :" انتي تستهبلي .. اقولك انا موصلك .."
زينة :" مو محتاجة منك توصلني .. الله يخلي المواصلات "
تقدم فارس اليها وبجرأة سحب هاتفها ليغلق الخط ثم يقفل الهاتف ويضعه في جيب بنطاله الخلفي ..
فتحت زينة ثغرها مدهوشة ...أي يالــ ..
لم تجد كلمه تصفه وتصف جرأته في ما فعله ...:" هيييي انت مين سمح لك تاخذ جوالي ؟؟"
فارس بجمود :" انا سمحت لنفسي .. يالله جيبي اغراضك "
مدت زينة يدها وبغضب :" هاااااات جوالي "
ابتسم فارس :" اذا تقدري .. خذيه بنفسك "
ضمت زينة يديها بعصبيه و صرخت :" مغروووووووووووور هااااته لا اوريك "
اخذت دلال تنظر لما يحدث بدهشة ومتعة ... لم تر من قبل زينة بهذة الهزيمة ..
هههههههـ اخيراً وجدت غريمها ومن يكسر انفها ..
تجاهلها فارس وتقدم الى ناحية الباب ليتناول معطفه ويرتديه .." يالله بلا تأخر زايد "
صرخت زينة :" والله ما اروح معاك.. الا اذا دلال جات معانا"
نظرت دلال اليها معتذرة :" اسفة زينة .. بس تولين نايمة وما اقدر اخليها لوحدها "
بسام وهو يأكل :" عمتوو انا بأكل لا تطالعي فيا .. روحي يالله "
ضربت زينة قدمها ارضاً :" يالددددددب .. قووووووم "
فزع بسام ووقف مسرعاً ليغسل يداه وفمه .. وسط ضحكات امه و خاله ..
بعدم رضا ارتدت زينة معطفها و حملت حقيبتها لتتقدم وبجانبها بسام الى حيث يقف فارس ..
ودعتهم دلال متنمية وصولهم بالسلامة .. واغلقت الباب من خلفهم ..

في السيارة جلس فارس و بجانبه بسام .. وفي المقعد الخلفي زينة وهي تمد( بوزها )
قبل ان تتحرك السيارة ..:" هااات جوالي "
فارس وهو يقود :" لما نوصل اعطيكِ اياه "
زينة :" اوووووووف منك "
بسام :" ههههههههههههـ "
زينة بصراخ :" انت انبكم .. وجــع "
صمت بسام و ابتسم فارس :" انتِ دايماً اخلاقكِ مقفلة كدا ؟ "
زينة بحقد وهي تنظر الى قفا رأسه :" بس لما تكون قريب "
دخل الى الشارع العام .. وكانت الشوراع فارغة الا من افراد قليلة ..
رفع فارس حاجباه وليغيظها :" والله يا ليتني اكون بعيد عنك , لكن حظي التعيس كتب اشوفكِ يومياً "
زينة بغضب :" من زينك عاد انا اللي مبسوطة فيكِ "
ضحك فارس ضحكة يائسة .. :" والله انتي مافي أمل منكِ "
زينة بعصبية :" هييي ما اسمح لك "
نظر فارس من المرآة الامامية اليها :" شوفي ان ما سكتي الحين بأنزلك هنا ترجعي لوحدك "
زينة :" لااااا يا شيييخ خوفتني مررررة .. نزلني يالله ..فكة منك "
وبالفعل اوقف فارس سيارته في جانب الطريق ..
بلعت زينة ريقها وهي تنظر الى مجموعة من الشبان المخيفين .. يستكينون داخل احد الممرات القريبة ..
فارس بملل :" يالله انزلي .."
بصوت متردد :" هات جوالي "
فارس :" مافي جوالك ... انزلي يالله مو بتفتكي مني "
زينة بصوت بان عليه الخوف :" هااات جوالي اول ... ولا والله مو نازلة لو تجبرني "
ضحك فارس ثم حرك سيارته لينطلق :" صدق فار ويتفرعن "
زينة :" فااار لما يعضعض اذنك قول آمين "
بسام :" هههههههههـ مو آمين "
تحولت نبرة فارس الى الجدية :" ترى ما فات الاوان .. انزلك هنا اذا تبغي ؟"
نظرت زينة حولها .. و بقله حيلة اقفلت فمها و سكتت .. ضحك فارس واكملوا الطريق صامتين ..
عندما وصلوا الى سكنها .. مد يده بهاتفها ..
وبصوت جدي :" بكره لا تتأخري عن عملك آنسة زينة "
نظرت اليه بجرم :" اصلك واحد يقهـــــــــر ... اففف منك "
ثم خرجت مسرعة ، وقد وقعت من حقيبتها بداخل السيارة ميداليه على شكل دب يحمل قلب
كتب عليه.:
°•.° i loღe you °•.°
ومنه يتدلى حرف الـ ( Z )
لم تشعر بها في خضم غضبها الشديد من فارس ..
دخلت المبنى و نظرت خلفها لتراه ما زال واقفاً هناك .. عندما رآها تلتفت أخذ يلوح لها ..
كل ما فعلته هو ان مدت لسانها بعصبية ..
رأته يضحك ثم يحرك رأسه بخفة .. و كأنه يقول لها ..:" الله يهديكِ "
صعدت الدرجات بسرعة وعندما وصلت الى المصعد و اغُلق الباب
صرخت بكل قوتها :" اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااه "
تمنت ان يكوون فارس هنا ..
لكانت امسكت برأسه وحشرته بين بابي المصعد ..
.. حسناً ربما ربح معركة اليوم ..
لكن انا سأفوز بالحرب .
سأريك ايها المغرور فقط انتظر ...


~~~~


كانت الغرفة غارقة في الظلام .. وبرودة جهاز التكييف قد أحالت المكان الى قطب متجمد
وكان الهدوء يعم المكان .. حتى اخترقه صوت صفير مزعج ..
رن منبه الهاتف بإلحاح , منتظراً منه الاستيقاظ ..
مد يده بإنزعاج ليصمت ذلك الصوت ..
رفع رأسه عن الوسادة بتعب .. ونظر الى ساعة يده الملقيه فوق المنضدة ..
انها الساعة الثامنة صباحاً .. أي انه لم ينم سوى 4 ساعات ..
شعر بالتعب الشديد والارهاق ..
قرر العودة الى النوم .. ولكنه تذكر وعده لأخته ..
آآآه يجب ان يكلم مشرفة القسم اليوم ..
تنهد بتعب و أجبر نفسه على الاستيقاظ ..
وقف بترنح واخذ يمشي بغير توازن الى النافذة العريضة ..
ازاح الستائلا جانباً .. فأنتشرت أشعة الشمس لتضيء الغرفة بترحاب ..
اغمض عينيه واخذ يرفرف بهما قليلاً ..
ثم بعد ان ضاقت بؤبؤتاه بالقدر الكافي لتلقي هذا الكم من الاشعة الضوئية
فتحهما على وسعهما .. واخذ ينظر من طابقه الثلاثين الى الاسفل ..
كان المستشفى على مرمى نظره ..
مستشفى واسع و ضخم .. اخذ مساحة كبيرة بأبنيته و ملحقاته ..
هناك في غرفة ما .. تجلس اخته ..
ربما هي الآن بإنتظاره ..
ابتسم و تراجع الى الوراء ليجهز نفسه ويذهب اليها ..
بعد ربع ساعة كان يغلق باب جناحه ..

عندما وصل الى المستشفى اخذ يسير بخطوات منتظمة ..
مشى بـ هيبته المعتاده .. ملفتاً من حوله بتعجب .!!
كان مرتدياً بنطالاً أسود .. مع قميصاً باللون الكاكي متقن الكوي ..
واضعاً على عينيه نظارة شمسية ..
لم يتسنى له الوقت أن يحلق .. فأعطاه اندماج مظهر الترتيب بالفوضى جاذبية مضاعفة ..
مشى واخذت بعض الفتيات يطالعنه بإعجاب ..
اخذت واحدة تهمس لرفيقتها :" هل هو نجم مجهول من نجوم هوليوود ؟"
همست الاخرى بحماس :" اظن انه مغني صااعد "
>> للأسف..هذا حال بعض فتياتنا الغافلات .. هدانا الله وإياهنّ <<
صعد الى الطابق الرابع .. وتوجه رأساً الى القسم العام للـ دماغ والاعصاب ..
خطت قدماه الى هناك بلا تردد ..
ودخل ذلك الممر الطويل .. كانت الممرضات هنا وهناك ..
واحدة تحمل صندوق مليئاً بالادوية لتعطيه المرضى .. واخرى بداخل احدى الغرف تمسح على رأس مريضة
و هنا اخرى تشجع هذا المريض على الصمود .. وتلك تحاول جاهدة لكي تساعد الغير ..
انهنّ ممرضات .. و لكنهنّ في الحقيقة ..
..(( ملائكة الرحمة ))..
هكذا يُطلق عليهنّ .. و أنا أظن انهنّ كذلك ..
ربما ليس جميعهن .. ولكن بالتأكيد بعضهن يمثلن ذلك اللقب قلباً وقالباً ..
>>حتى لو كان الاسم مختلفاً في حكمه .. فأتجرد من تخصيص الحرف واختار معناه <<
عندما اقترب من الممر الفرعي .. ألتفّ اليه وكاد ان يصتدم بـ ممرضة مسرعة
نظرت اليه بأسف ..:" آسفة سيدي "
ثم اكملت طريقها لتصرخ وهي تنادي شخصاً ما ..:" آنسة شفااااا انتظري "
وقف جاسر مكانه .. و كأن صقعة كهرربائية ضربته ..
اخذ الاسم يأز في أذنيه كرنين مُلح ..
انها هي .. ذلك الاسم ... شفا ... لا بد انها هي ..!!
نظر الى الخلف .. حيث تلك الممرضة تركض ..
ومن ثم تقف عند واحدة أخرى ..
كانت معطية اياه ظهرها ..و تتحدث الى امرأة ما ..
لم يكن يرى الا خيالها الخلفي .. معطفها الابيض و حذائها الابيض ..
غطاء رأسها الابيض .. كل ما رآه كان بياضاً فقط ..
ثم اختفت في احدى الغرف ..
شيئاً ما اوقف جاسر مكانه .. و هو ينظر الى تلك النقطة الخالية
حيث كانت تقف ...
هل سـ تغير شيئاً في حياة اخته تلك الممرضة ؟؟..
هل سـ تكون نقطة تحول لها .. وله ..؟؟
لا يعلم ... ولكن هناك احساس داخلي يقول له انها ستحدث انقلاب في حياتهما ..
تحركت شفتاه هامساً :" ذات الخيال الابيض "
ثم اجبر نفسه على اكمال طريقه الى غرفة المشرفة ..
سوف يخطوا هذة الخطوة ..
و سـ يسمح لها بدخول عالمهما ..
انه مستعد لما سوف يأتي منها ..
بـ حلوه و مره ..!

~ الجـ 2 ـزء ~


استأذنت شفا في فترة الغداء لكي تؤدي صلاة الظهر ..
دخلت غرفة استراحة الممرضات ووجدت ممرضتاة هناك واحدة آسيوية
والاخرى من امريكا الجنوبية .. ابتسمت لهما فردا الابتسامة ..
ذهبت لتتوضأ .. ثم اخرجت سجادتها من خزانتها المخصصة ..
فرشتها .. تحت استغراب الممرضتان ..
بدأت تصلي و قد نست كل من حولها ..
كانت الهالة حولها توحي بالسلام والطمأنينة ..
توقفت الممرضتان عن الثرثرة واخذتا تتابعان حركان شفا ..
كأنها حركات مدروسة ولكن بتطبيق عفوي ..
اعجبتا بما تفعل .. رغم عدم فهمها للأمر ..
همست واحدة للأخرى :" ماذا تظنين انها تفعل ؟"
ردت عليها الاخرى :" لا ادري .. ولكن يعجبني ذلك .. اظن انه نوع من التمارين الرياضية .."
قالت الاولى :" ربما كذلك .. هل نسألها يا فرونيكا .؟"
فرونيكا بهمس :" انتظري يان .. اظن انها لم تنتهي بعد "
يان بهدوء :" حسناً "..
بعدما انتهت شفا من صلاتها رفعت يداها تدعوا .. بصوت ناعم و هادئ
نفثت على يديها ومسحت جسدها به ..
عندما وقفت لتعيد سجادتها الى الخزانة .. انتبهت لنظرات التعجب من الاثنتان ..
ابتسمت لهما ..:" مرحباً ..كيف الحال ؟"
يان و فرونيكا بود :" بخير وانتي ؟ "
ردت عليهما :" انا بخير شكراً .."
يان :" اممم هل بإمكاننا سؤالك شيئاً ؟"
هزت رأسها ايجاباً :" بالطبع تفضلا "
فرونيكا بتردد :" اممم .. ما الذي كنتِ تفعلينه قبل قليل ؟ "
اضافت يان :" هل هو تمرين رياضي .. او شيئاً من اليوغا وما شابه ؟؟"
ابتسمت شفا ..:" لا .. انها عبادة .. هكذا نصلي لله في ديانتنا .."
يان بإنبهار :" اوووه .. وماهي ديانتكِ ؟؟"
شفا بفخر و هي تحمدالله في سرها :" ديانتي الاسلام "
فرونيكا :" اذاً انتِ مسلمة ..! .. منذ متى وانتِ معتنقه الاسلام ؟"
ضحكت شفا بخفة :" منذ نعومة اظافري "
نظرا كلتيهما الى بعضيهما البعض بإستغراب ثم الى شفا ..
يان بطريقة مضحكة :"و هل اسلافكِ مسلمون من العرب ؟"
ابتسمت شفا .. يا الهي لماذا دوماً تضطر لتوضيح هذا الامر للجميع ..
:" في الحقيقة , انا عربية الاصل من والداي و اجدادي "
نظرتا مرة اخرى الى بعضهما البعض بغرابة ..!!!
فرونيكا :" اذاً كيف هو دينكم ؟"
باشرت شفا لشرح ذلك لها بكل طيبة خاطر ... لكن جهازها اخذ يرن ..
نظرت اليه و رأت رقم مشرفتها يظهر على الشاشة ..
اعتذرت خائبة لـ الممرضتان و اتفقوا جميعاً على الالتقاء في وقت آخر ..
خرجت لتتوجه رأساً لغرفة المشرفة ..
عندما وصلت طرقت الباب بخفة .. فأتاها الاذن للدخول ..
دخلت ثم اشارت لها المشرفة بالجلوس .. لم تكن وحدها بل كانت ويلما تجلس بمقابلها
والابتسامة مرسومة على شفتيها ..
وقدمت المرشفة لها ملفاً خاصاً .. وهي تتحدث :" ايتها الممرضة شفا ..
لقد تم نقلك للقسم الخاص .. هذا ملف مريضتك الخاصة اطّلعي عليه اليوم .."
نظرت شفا بتبلد الى الملف في يدها .. ولم تستوعب ما قيل لها ..!!
نُقلت ..!! و الى القسم الخاص ..!! نظرت الى ويلما بعدم فهم ..؟
وااه عجباه .. كيف ذلك ..؟ ولماذا ...؟؟
اخذت المشرفة تكمل ..:" غداً سـ يكون يوم اجازتك لذلك بعد غد ستبدأين عملك هناك ..
اذا احتجت لأي امر .. فالممرضة ويلما ستساعدك .. ستتعاونان معاً ..
ولكنكِ ستكونين الممرضة المباشرة للمريضة ..
اتمنى لكِ التوفيق .. وابذلي جهدك فهذة المريضة مهمة .."
ثم شكرتهما و طلبت منهما الانصراف ..
خرجت شفا وقد غشاها التعجب .. تطلّعت اليها ويلما واخذت تضحك ..
ويلما .:" ماذا بكِ ؟؟ الستِ فرحة ؟؟"
شفا بذهول :" بصراحة لا ادري ..!! "
ويلما .:" افرحي فذلك يدل على مهارتك و تميزك في العمل "
شفا تهز رأسها :" هذا ما يفاجئني .. فأنا لست بذلك الـ .."
قاطعتها ويلما وهي تضمها جانبياً .:" بلى انتِ كذلك .. وهيا بنا .. انهي كل واجباتك هنا "
ابتسمت شفا :" حسناً .. اراكِ لاحقاً "
لوحت لها ويلما وهي تبتعد :" كوني متأكدة من ذلك "
ثم ضحكتا معاً ..

~~~~~

" جد جاسر ؟؟ جد ؟؟؟"
بإبتسامة :" اي .. اجل اكذب "
اخذت جود تضم يدها الى حلقها :" لا .. بس مو مصدقة "
وقف ومشى الى حيث رُكنت فازة مليئة بالزهور .. فسحب منها زهرة نرجسية ..
:" صدقي جود .. اسوي اي شيء تبيه .. ولا ُتشكي بهالشيء ؟"
توسعت ابتسامتها :" ابداً ما اشك .. الله لا يحرمني منك "
جلس بجانبها ووضع الزهرة خلف اذنها ..:" ولا منكِ "
.. اخذ جاسر ينظر اليها ..
كانت في السابق تنضح نضارة وبهاءً .. تنافس النرجس في اشراقتها ..
ولكن الآن .. تبدو ذابلة و النرجس يسند نفسه عليها ..
انها تفقد كل يوم شعاع من بريق عينيها ..
انها تتلاشى ببطء .. يستطيع رؤية ذلك ..
تتلاشى كأنها حبيبات طلع في مهب الرياح ..
" جاسر .. جاسر .. جاااسر ..!! "
كانت تناديه .. استفاق لنفسه و قال :" هاه .. ايش قلتي ؟"
ببسمة خفيفة :" ايش فيك سرحان ؟"
ضحك :" ولا شيء .."
باشر بأن يقف لكنها امسكت بيديه .. :" لحظة جسور "
اخذ يتسائل :" خير جود ؟ "
نظرت الى يديها واخذت تلعب بالفراش .:" امم .. تدري انك راح تكمل الـ 29 بعد اسبوعين "
قطب ثم تذكر .. لقد نسي .. و كعادتها اخته .. تذكره ..
:" اي وبعدين ..؟"
بتردد :" تتذكر مرة كنا نلعب لعبة الامنيات مع اولاد عمي حسن "
اخذ يعصر ذكرياته ولكنه لم يتوصل الى اي ذكرى تقصد :" انتي ذكريني "
صمتت قليلاً :" اممم وقتها انا اتمنيت تتزوج من اختياري "
ضحك جاسر :" ايي اتذكرت و بعدين ؟"
نظرت جود اليه :" انت قلت وقتها اذا كملت الـ 25 وما خطبت .. بعدها انا حره اختار لك اللي تتزوجها
و راح تنفذ طلبي بدون نقاش صح ولا لا ؟؟"
اخذ جاسر يفكر .. الى اين تريد ان تصل ..:" صح "
ابتسمت .:" طيب .. هات وعد منك راح تنفذ وقت ما اقولك تخطب "
لف جاسر و اعطاها جانبه وتنهد :" جود .. في هالظروف صعب "
جود وهي تناشده :" لا مو صعب جسوور .. الله يخليك .. ابي ارد لك ولو شيء واحد من جمايلك "
جاسر بضيق :" جود انا اخوكِ ما انتظر منكِ اي شيء .. "
جود برجاء :" جاسر ارجوك خليني احس اني سويت لك شيء بحياتك .. ارجووك "
وقف جاسر :" آآه جود .. انتي طيبي و بس هذا كل اللي ابيه منك "
ارخت جود رأسها .. و هزت رأسها بحسرة ..
غضب جاسر من نفسه ..
ماذا لو يجاريها في ما تقول .. انه وعد لن يكلفه شيئاً ..
بل سـ يسعدها وعده ..
لن يطبقه على أي حال .. فما الداعي لان يرفض ..
كم انت انانياً يا جاسر ..!!
اعطها الوعد .. و فقط ..
وضع يده على رأسها وقال بحنان :" خلاص .. اوعدك "
رفعت رأسها بسرعة :" جد ؟؟"
ابتسم و بإيماءه :" اي جد اوعدك حبيبتي "
رمت نفسها عليه وضمته ..:" تسلم جسوووري .. تسلم "
مسح رأسها و تنهد ..
كم جميل ان بضع كلمات تدب السعادة في قلوب الآخرين
فقط ... الامر كُل الامر ..
بضع كلمات ..!

~~~~~



دقت عقارب الساعة لتنبأ بحلول الخامسة ..كان منزل شفا يضج بالجنون
صيحات فرحة الصغار من جهة و صراخ زينة من جهة اخرى..
زينة :" يالله امشوووا .. و لا تتركوا ايادي بعض فاهمين "
الصغار بصوت واحد :" فاهميييييييييييييين "
أتت دلال من الداخل وهي تحمل سلة ضمت وجبات خفيفة وعدة مشروبات
:" هاه جاهزين ؟؟"
نظرت اليها شفا ورفعت يدها بإستلام ..:" أسألي الريس "
كانت تقصد زينة التي اخذت ترص الاطفال بالطول .. وتسكتهم ..
دلال :" ههههـ زينة شكلنا حنتأخر بسببك يالله فارس ينتظرنا "
قالتا زينة وشفا معاً .:" فاااارس !!!! "
دلال :" اي فارس .. اجل من بيأخذنا .. ايش فيكم مستغربات ؟"
زينة بملامح غير راضية :" وهو من عزمه ابي اعرف ؟؟"
دلال :" قالي وين رايحين وقلت له .. فقال خلاص انا بوصلكم "
زينة :" مسوي لي جنتل مان بوجهه واليوم مهزئني قدام الممرضات ومصع "
شفا :" ههههـ لا تسرقي كلمتي ومصع "
اخذت دلال تدفع الصغار الى خارج المنزل :" احمدي ربك بيكون معانا ولا كان ضعنا "
زينة :" والله من سوء حظي بس "
اقفلت شفا باب المنزل و خرجوا جميعاً الى الساحة.. انتظروا في حديقة المنزل لدقائق ..
حينها أتت جارتهم و هي سعيدة ..
رأتهم ولمحت شفا من بينهم .. ثم ناداتها بفرح ..
السيدة سميث :" شفاااا .. لن تصدقي هذا الخبر المفرح "
شفا بفرح :" ماذا هناك سيدة سميث ؟"
اخذت العجوز تضم يديها بحبور :" لقد وجدنا متبرع لأبني ادوارد ..
لقد خرج تواً من غرفة العمليات .. انا سعيدة
انه الآن بخير .. واخيراً سيعيش براحة "
فرحت شفا من قلبها :" حقاً ... خبر رائع جداً سيدة سميث ..
مبارك عليكِ .. اتمنى له حياة سعيدة منذ الآن فصاعداً "
صاحت العجوز :" شكراً لكِ صغيرتي .. بالتوفيق لكِ انت ايضاً
اتمنى ان تجدي متبرعاً في القريب العاجل .. عن اذنكم سأذهب الآن "
ثم لوحت لهم مودعة وهي تركض الى جهة المستشفى ..
همست شفا بسعادة :" آآه الحمدلله .. فرحها .."
قالت دلال التي كانت تتابع المشهد :" عقبالكِ شفا "
نظرت اليها شفا بهدوء .. وابتسمت :" ان شاء الله "
دلال :" زينة قالت لي ..اتمنى ما يضايقك هالشيء ؟"
هزت رأسها نفياً :" لا عادي .. انتي مثل أختي "
امسكت دلال بذراعها :" الله يسعدكِ .. والله اني حبيتك مثل اختي "
عندها صرخ بسام و تولين :" خالووو جا خالوو جا "
واخذت تالا تقلدهما .. مع ضحكة تامر عليها .
انحشر الجميع في السيارة العائلية ..
جلست دلال بجانب فارس ومعها ابنتها تولين ..
في المقعد الوسطي .. زينة وشفا معهما تالا ..
و في الخلف اخذ تامر وبسام يلعبان بالـ gameboy
فارس بصوته الهاديء :" اهلا آنسة شفا .. كيف حالك؟"
بخجل اجابت :" الحمدلله .. شكراً "
فارس وهي ينظر من المرآة :" وانتي يا حلوة كيفك ؟"
زينة بعصبية :" يا قليل الادب .. لا اغز عينك .. شايـ "
قاطعها فارس ببرود :" انا اكلم تالا .. انتي من هرجك اصلاً ؟"
تفشلت زينة و احمر وجهها غيضاً ..
اخذت شفا و دلال تكبحان ضحكتهما .. ولكن منظر زينة لم يشجعهما ..
فأنفجرا ضحكاً و شاركهما الصغار ..
شغل فارس الاذاعة لتصدح بأغنية للأطفال ..
كانت اغنية الديناصور الفوشي بارني ..
صفق الصغار واخذوا يغنوا معها .. اشتركت زينة في الغناء
ثم فارس .. فصمتت زينة بتجهم ..
حتى في الاغنية مو مريحني ... وجــع ..
اخذ الطريق منهم تقريباً ساعة .. نام الاطفال خلالها ..
و عم السيارة الهدوء الا من نقاشات بين الاربعة ..
دلال :" اهاا يعني يا شفا انتي عايشة طول عمرك هنا ؟"
شفا :" اي .. انا انولدت هنا وبعدين عشت 3 سنوات في الوطن ..
وبعدها رجعت هنا وكملنا .. تقريباً 16 سنة من حياتي عشتها هنا "
دلال :" ليه كم عمرك الحين ؟"
شفا بحرج لوجود فارس :" 20 سنة "
دلال :" واااااي صغيرة .. ما شاء الله عليكِ .. جد قد المسؤلية "
شاركهم فارس الحديث :" بالفعل .. في ناس اكبر من كدا وما يتحملوا اي مسؤولية "
رفعت زينة رأسها لتقع عيناها على عينيه في المرآة , انه يقصدها حتماً ..
دلال :" الحياة تجارب واللي يعيش يتعلم منها "
زينة :" بس في ناس كبروا وتعلموا بس اشك انهم عقلوا "
فارس بتلقائية :" رحم الله امرءٍ عرِف قدر نفسه "
زينة :" ايش قصدك ... تقصدني انا ؟؟؟؟؟؟"
فارس بضحكة :" اللبيب بالاشارة يفهمُ "
زينة قفزت مكانها واصطدم رأسها بسقف السيارة ..
دلال وشفا وفارس :"هههههههههههههههههـ "
زينة بعصبيه وهي تحك رأسها :" عمى يعمي سيارتك .. شريرة مثلك "
دلال بقهقهه :" والله دواااكي .. ربي ردها لكِ على ضربة امس "
وغرقت في الضحك ... لم تفهم شفا شيئاً
ونظرت الى زينة بتساؤل ..
فتحت زينة عينها :" دلاااال .. يمدحووا الصمت "
دلال :" ههههههههـ لما تسكتي انتي انا اسكت شفا اسمعي ايش صار "
واخذت تروي ما حدث ثم تنفجر ضاحكة ..
اخذت شفا تضحك بنعومة .. و زينة تشعر بوجهها يصغر ويصغر حتى يصبح بحجم البيضة ..
اما فارس فأخذ يتوعد لها بالمرصاد ..
لن تمر هذة الرحلة على خير يا زينة ..
سـ ترين ..


~~~~~

و هنا تقف النبضة السابعة ..

ما الذي سيحدث مع ابطالنا ..؟؟ انتظروني ..

اتمنى ان تنال هذة الاحداث استحسانكنّ ..

و بشوقي لتعليقاتكنّ على اللوحة ..

تحيتي لكنّ ..

والى الملتقى مع النبضة القادمة ..

دمتنّ بحفظ الرحمان ..

اختكنّ ... ضياع نبضة

:flowers2:

BENT EL-Q8 01-09-08 04:27 AM

ما يحتاجـ امدحـ النبضهـ لانهـا تمدحـ نفسـهـا بنفسهـا*_^
جود
الحمد للهـ اليـ فرحتـ بالخبـر
مادريـ ليشـ احسـ انها تبيـ جاسـر ياخذ شفا
زينهـ
خخخخخخخخخ تحققـ الحلمـ
واللهـ يعينهـا عاليايـ
شفا
انـ شاء اللهـ دومـ الفرحـ
وانـ شاء للهـ تلقىـ متبرعـ
جاسر
انـ شاء اللهـ يكونـ شعورهـ صحـ
فارسـ
اللهـ يستر منهـ
بيننـ زينهـ بهالرحلهـ
تقبليـ مروريـ

لــولــي 01-09-08 08:39 PM

يعطيك الف عافيه

استمتعت بقراءه النبضه السابعه

وبانتظار النبضه الثامنه

شفا اتمنى لها الشفاء وان يلقو لها متبرع

وفارس الصراحه كاسر خاطري الله يعينه على خبال زينه



تقبلي مروري

:flowers2:

dew 02-09-08 02:52 AM

أجزاء رائعة جدا وعرفتنا على الشخصيات بشكل شامل ,, يمتاز أسلوبك بالبساطة والرقة والسلاسة وهذا ما يجعل القصة أحلى وأحلى ,,

زينة /
فتاة مرحة سريعة الغضب ,,أعجبتني شخصيتها لكنها في بعض الأحيان تبدو غبية كالأطفال ,,

فارس/
شخصيته الساخرة لها نكهة خاصة وأعجبتني طريقته في السخرية من زينة ,,أظن أن أحاسيسه التي نحو شفا ستتحول الى زينة لكن هذا مالاأعرفه ,,وأتمنى أن أعرفه

جود /
روح طيبة وحساسة ,,أحسست بالشفقة عليها لمرضها وأرجو أن تشفى منه ,,

جاسر/
مثال الأخ الحنون ,,أحببته جدا وأحببت عطفه على أخته ,,شفا سوف تكون محطة تغير في حياته وأتمنى هذا من كل قلبي

شفا/
البطلة من جميع النواحي ,,أحب محبتها لاخوتها وحرصها عليهم وتعقلها الدائم وأتمنى أن تسعد في حياتها ,,

نبضات في قمة الروعة وننتظر النبضة القادمة بشوق

ضياع نبضة 02-09-08 02:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 (المشاركة 1619773)
ما يحتاجـ امدحـ النبضهـ لانهـا تمدحـ نفسـهـا بنفسهـا*_^
جود
الحمد للهـ اليـ فرحتـ بالخبـر
مادريـ ليشـ احسـ انها تبيـ جاسـر ياخذ شفا
زينهـ
خخخخخخخخخ تحققـ الحلمـ
واللهـ يعينهـا عاليايـ
شفا
انـ شاء اللهـ دومـ الفرحـ
وانـ شاء للهـ تلقىـ متبرعـ
جاسر
انـ شاء اللهـ يكونـ شعورهـ صحـ
فارسـ
اللهـ يستر منهـ
بيننـ زينهـ بهالرحلهـ
تقبليـ مروريـ

هلا وغلا :[ بنت الكويت ]:

:) تسلمي والله ..

احساسك ممكن يكون بمحله .. النبضآآت القادمة راح توضح ..

وان شاء الله يصير اللي تبيه ..

شكراً لوجودك الدائم دبووه ..

ولا تحرميني منه ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 02-09-08 02:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لــولــي (المشاركة 1620366)
يعطيك الف عافيه

استمتعت بقراءه النبضه السابعه

وبانتظار النبضه الثامنه

شفا اتمنى لها الشفاء وان يلقو لها متبرع

وفارس الصراحه كاسر خاطري الله يعينه على خبال زينه



تقبلي مروري

:flowers2:

هلا وغلا :[ لولـي ]:

الله يعافيكِ .. ويسعد غاليك ..

وانا استمتعت بقرءاءة تعقيبك :)

الآن حاضرة بنبضتين ..

شكراً لمرورك الغالي .. فلا تغيبي ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 02-09-08 02:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew (المشاركة 1620824)
أجزاء رائعة جدا وعرفتنا على الشخصيات بشكل شامل ,, يمتاز أسلوبك بالبساطة والرقة والسلاسة وهذا ما يجعل القصة أحلى وأحلى ,,

زينة /
فتاة مرحة سريعة الغضب ,,أعجبتني شخصيتها لكنها في بعض الأحيان تبدو غبية كالأطفال ,,

فارس/
شخصيته الساخرة لها نكهة خاصة وأعجبتني طريقته في السخرية من زينة ,,أظن أن أحاسيسه التي نحو شفا ستتحول الى زينة لكن هذا مالاأعرفه ,,وأتمنى أن أعرفه

جود /
روح طيبة وحساسة ,,أحسست بالشفقة عليها لمرضها وأرجو أن تشفى منه ,,

جاسر/
مثال الأخ الحنون ,,أحببته جدا وأحببت عطفه على أخته ,,شفا سوف تكون محطة تغير في حياته وأتمنى هذا من كل قلبي

شفا/
البطلة من جميع النواحي ,,أحب محبتها لاخوتها وحرصها عليهم وتعقلها الدائم وأتمنى أن تسعد في حياتها ,,

نبضات في قمة الروعة وننتظر النبضة القادمة بشوق

أهلاً وسهلاً :[ dew ]:

شكراً غاليتي كم اعتزُ بشهادتكِ ..

تعليقاتك ممتازة و واقعية جداً .. لا تحرميني منها ..

رد في قمة الروعة ..

وبإنتظارك دوماً في صفحاتي ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 02-09-08 02:45 PM

v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة الثامنــــة ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :
" المشاعر دوامة نتلاطم بين امواجها حائرين "

~ الجـ 1 ـزء ~


صاحت زينة بفرحة :" وصلناااااااااااااااااااا "
قام الصغار من غفوتهم .. و اخذوا يصيحون بحماس ..
.. كانت السيارات تملأ مواقف مدينة الالعاب ..
احتاج فارس 10 دقائق حتى وجد موقف لسيارته
عندما خرجوا من السيارة اخذوا يسيرون الى الساحة الممتدة ..
وقفوا مبهورين بضخامة الملاهي .. امتدت ابراجه عالياً وقد رفرفت الاعلام فوقها
دخلوا المدينة و نظرات الاعجاب و الاندهاش تبدو عليهم ..
في المقدمة مشى الصغار في صف واحد بجانبهم زينة وقد تحمست لتجريب جميع الالعاب الخطرة
وخلفهم شفا و دلال .. ثم فارس وهو يحمل اغراضهم ...
أُناسٌ من جميع الاعمار منتشرين في كل مكان ..
صغاراً و كباراً ... بشتى الالوان والاشكال ..
وفي كل الاركان وقفت عربات الأطعمة .. وبيع الالعاب والدمى ..
بالونات بأشكال الحيوانات ... و بهلواني يرتدي ملابس مرقعة , توسطت وجهه كورة حمراء ..
العاب كهربائية كبيرة ... افعوانة خطيرة تكمن في احد الجهات
وهناك يروا بيت الوحوش حيث تراصّ المراهقين ... وهنا جمعاً من الناس وقفوا مصفقين لاستعراض ما
و في منتصف المدينة قبعت لعبة العجلة الضخمة تتحرك ببطء وفي اعلاها أفرادٌ يلوحون لمن في الاسفل ..
مشوا حتى وجدوا مكاناً شاغراً على احدى الطاولات ..
فـ جلسوا .. لكن الصغار اخذوا يقفزون مرحاً يريدون اللعب ..
اخذت زينة تعطي تعليماتها لهم .. وهي تلوح بإصبعها امام وجوههم
:" امسكوا ايادي بعض ..و لا تروحوا بعيد ابداً .. اذا ضعتوا خليكم مكانكم
يااااااااااااا وييييلكم يا سوااااد ليلكم اذا اختفيتوا عن عيون دلال و شفا .. فاهميييين "
الاطفال :" فااااااهميـــن "
فرشت دلال الطاولة بما حملوه من اطعمة ..
:" طيب اول شيء تعالوا كلوا شيء "
الاطفال :" ما نبغااااا "
فارس الذي كان يأخذ مكانه في طرف الكرسي بمقابل شفا :" اولاااد .. ما تاكلوا مافي لِعب "
صدرت اصوات استهجان من الاولاد .. زينة بحنق :" ما نبغى نأكل هو غصب !!"
فارس تجاهلها :"يالله اجلسوا "
ثم جلس الاطفال بسخط و بعدهم زينة .. واخذوا يأكلون وجبه الغداء المتأخرة ..
كانت للطاولة كرسيان طويلان متقابلان شغرت شفا , زينة , تالا و تامر احدهما ..
والبقية شغروا الاخرى ..
دلال بتعجب :" والله ملاهيهم حلوة مررة .. مو مثل ملاهينا "
زينة :" ههههههـ اسكتي تقارني سمكة ذهبية بـ سمكة ناشفة "
ضحك الجميع على تشبيهها ..
اخذ تامر و بسام يتفقان اي الالعاب يركبان .. و زينة تسخر منهم على تفاهة اختياراتهم
بسام :" عمتوو نتحدااك تدخلي معانا بيت الوحوش "
زينة بحماس وهي تضرب الطاولة بيدها :" اي اتحداااكم ليش خايفة انا ..!!"
تامر :" ههههـ لا راح تخوفي اللي بالداخل "
ضحك الكل ..
زينة وهي تغز الشوكه في خده :" هييي تموور شكلك تبغاني اقرمعك "
ابعد يدها و أخذ يفعل بوجهه حركات ليغيظها ..
بسام :" عمة اركبي معاي عشان تهرب الوحوش منّا خخخ "
وقفت زينة لكي تجره من شعره :" يالله قوووم انا بوريك ."
بسام بعين متوسعة :" آآآآآآي عمتووو امززززح "
دلال :" زينة .. حرام عليكي قطعتي شعره "
سحبت تامر الآخر من ياقة ملابسه :" خليييهم اوريهم الحين .. يالله امشووا نلعب "
واخذت تجرهم واحدٌ من شعِره والاخر من قميصِه وهما يصرخان ..
ضحكت شفا على مرآهم وهم يذهبون تجاه الالعاب .. ثم لفت وجهها لترى فارس ينظر اليها بطريقة تأمليه ..
توترت فجأة و ابتلعت ريقها .. و ابتسم هو ثم حمل ابنه اخته يؤكلها بعض البطاطا
دلال :" ههههـ والله زينة ما عقلت ابداً "
شفا بنبرة متغيرة :" ولا راح تعقل .."
دلال :" هو انتوا كيف اتعرفتوا ؟"
اخذت شفا تمسح فمها وهي تحمد الله على نعمته .. :" قبل ثلاث سنوات اتقابلنا اول مرة ..
كنت انا وقتها رئيسة دفعتي .. لكن لما جات زينة .. بحكم تفوقها بامتياز ما شاء الله ..
صارت هي رئيسة الدفعة .. ههههـ اتذكر وقتها كل دفعتي كانوا يغتاظوا منها .. وهي ما قصرت ..
بصراحة رفعت ضغط الكل .. انا في البداية ما كنت مستحملتها لكن مع ... "
و هي تتحدث لدلال ... كان فارس ينظر اليها ..
اخذ يرى يدها تلوح مع كلامها .. فأبتسم ..
شيئاً ما فيها يشعره بإحساس غريب ... و هذا ما فاجأه في البداية ..
فـ منذ مدة طويلة فقدّ اهتماماته كلها بالآخرين ...
و الآن لأول مرة بحياته يشعر بهذا الاحساس الناعم ..
كلما تتلاقى عيناه بها تدب في اطرافه دغدغه خفيفه .. و يجول في بحرها بعمق
احساسه بوجودها يغلفه الأمان و الانتماء ..
احساس حالِم .. هاديء وعفوي ..
لم يكن ابداً من اولئك الرجال .. الذين ينجذبون الى الجمال كأنه مغناطيس يجرهم ..
ولكن .. ذلك اليوم عندما رفع عيناه عن كوب قهوته ورآها ..
لم يستطع ان يبعد نظراته عنها .. شعر كأنها كُتبت ان تدخل حياته لسبب ما ..
لا يدري لماذا .. لكنها هنا الآن امامه تتحدث بطريقتها المميزة
طريقة تعجبه .. فكل الانوثة تنبع في حركاتها
انه محتار ..!
لا يستطيع تحديد كنهه مشاعره ولا تسميتها ..
فـ هو رغم ماضيه المليء بالاحداث والذي كسر اشياء كثيرة في شخصه ...
الا انه لا يعرف ما هو الحب ولا كيف هو ..
ولم يكن يهتم ... لم يكن يهتم حتى بها .. مرّ على باله طيفٌ باسم ..
فأزاحه عنه .. لن يقارن تلك بشفا .. لن يقارن لوحة زائفة بـ
شفا .. انها .. مختلفة بكل الاوجة عن الجميع ..
كزهرة الجوري يراها .. رقيقة .. جميلة و بريئة ..
حولها هالة تشع بـ الصفاء
يرى النقاء في نظرات عينيها .. يرى الطيبة تمتزج مع كل بسمة منها ..
:" صح يا فارس ؟؟ "
كانت دلال تسأله رأيه في شيء ما .. نظر اليها ببلادة ..
خشي ان يُحرج نفسه امام شفا التي كانت تبتسم بهدوء وهي تنظر اليه بخجل ..
فهز رأسه ايجاباً بفم مغلق ... ثم ابتسم ..
نظرت دلال بإستغراب الى شفا ثم اليه ..:" ايش هو اللي اي اي .؟ "
فتح فمه و نظر الى الطفلتان :" ااااممم ... ايش رايكم العّبكم يا تالا و تولين ؟؟ "
مدت الصغرى يدها الى خالها :" ايوه حالي حالوو بلعب "
ابتسم و حملها بيد واحدة ثم مد يده الى تالا :" يالله تالا تعالي "
نظرت تالا الى اختها :" اروح شفا ؟"
ببسمة :" روحي حبيبتي "
فقفزت تالا بسرعة من الكرسي و امسكت بيد فارس ..
ذهب ثلاثتهم الى الالعاب القريبة و بقيت شفا و دلال يتحادثان ..
دلال ببسمة مواساة :" الله يعينك يا شفا ... صدق مسؤولياتك كبيرة "
هزت شفا رأسها :" الحمدلله ربي معاي وما تخلا عني .. كل اللي اتمناه اني اتطمن على اخواني وءأمن لهم مستقبلهم بفضل الله "
دلال :" ربي يكتب لك على قد نياتك .."
شفا بتنهد وهي تنظر الى عائلة مرت بجانبهم :" آمين "
عندما رأت نظرات شفا تلمع بحزن .. سألتها :" مشتاقة لهم شفا ..؟"
ارسلت لها الاخيرة نظرة تساؤل فوضحت دلال :" والديكِ .. ؟"
اخفضت عينها الى يديها فوق الطاولة .. مشتاقة ..!!
لا احد يعرف مقدار الاشتياق الذي يفور بقلبها .. لو كان نار الشوق حقيقة
لأحترق العالم كله .. من شوقها لوالديها ..
وضعت دلال يدها على يدا شفا :" آسفة شفا اذا فتحت الجرح "
رفعت شفا رأسها :" لا يهمك دلال .."
دلال بإهتمام :" طيب .. كيف حالتكِ الحين ؟ .. ان شاء الله احسن "
اومأت :" اي الحمدلله احسن "
دلال :" ايش نوع المرض اللي عندك بالضبط ؟"
كانت شفا ستجيب الا ان بسام و تامر أتيا وهما يركضان ..
سألتهم دلال :" وين زينة عنكم ؟؟ "
بسام وهو يتنفس بصعوبة :" اللعبة كانت زحمة .. طابوووور عشان نركب تعبنا ننتظر في النهاية الرجال قالنا ممنوع دخولكم ..."
تامر بعصبية الاولاد :" شايفنا صغار عنده .. والله اننا ارجل منه "
دلال :" هههههههـ يا عيني عالرجّال "
نظرت شفا الى اخيها بإستغراب .. لم يكن يتحدث هكذا من قبل .. يبدو ان تأثير بسام سريع المفعول ..
اخذ تامر يشرب الماء وعندما لم يرى اخته :" شفا وين تالا ؟"
اشارت له لموقعهم .. فـ ركض اليهم وبسام يتبعه ..

وصلوا الى حيث يقف فارس ملوحاً للفتاتان بداخل لعبة الفراشات ..
بسام :" خالي بنلعب لعبة سيارات الصدام .."
نظر اليهم فارس .. ثم الى الطاولة ... فلم يرى غير شفا و دلال ..
قطب حاجبه و سأل الولدان :" وين زينة ؟"
تامر :" عالقة بوسط الشباب "
صرخ فارس :" كيــــــــف ..؟ "
فزع تامر و تلعثم .:" هناك في .. في الزحمة تنتظر دورها "
انقلبت ملامح فارس بضيق .. و نظر اليهما بجدية ..
:" وانتوا ليش تركتوها لوحدها ؟؟ "
بسام يفسر لخاله :" خالوو .. ممنوع ركوب الاطفال في الافعوانة .. فطردنا الرجال قبل لا ندخل طابور الانتظار
وعمتو قالت لنا نرجع .. ودخلت الطابور اللي كله شباب وبنات "
عصب فارس :" هذي كيف تروح لوحدها .. خليكم هنا و طالعوا للبنات لا تتحركوا "
بإستسلام تامر و بسام :" طيب "
مشى فارس الى حيث الجالستان .. ونظر الى اخته :" دلال , طالعي للبنات انا رايح اشوف زينة "
دلال :" ليش في شيء !!! "
فارس بنبره جافة :" رايحة لوحدها .. على بالها انها في بيت ابوها .. مسوية نفسها شجاعة وهي خوافة ..
لما تضيع علينا وقتها تعرف كيف "
شفا بضيق لطريقة كلامه عن صديقتها :" ليش تضيع ..!! هي مو صغيرة وتعرف تهتم بنفسها "
نظر اليها فارس بعجب ..!! .. ان فيها من لسان صاحبتها اكثر مما كان يظُن ..
دلال :" يعني فين بتضيع انت الثاني .."
لم يرغب فارس بأن يطيل الحوار ... فضيق شفا منه ظهر جلياً على ملامحها ..
وذلك عكرّ مزاجه .. :" انا بروح ادورها .. انتبهوا على الصغار "
اعطاهم ظهره وتحرك نحو لعبة الافعوانة ..
اخذ يتمتم :" كله منك يا زينة .. حتى وانتي مو موجودة مسوية لي مشاكل .. يا الله ليش دَخلت هالمجنونة حياتي .. "
وصل الى الافعوانة و رآى الازدحام الشديد .. كانت هناك ممرات بحدائد قصيرة
تجعل التدافع صعباً .. فأخذ يدخل بين الناس و عيناه تبحث عنها ..
كما يذكر كانت ترتدي معطفاً زهري و شالاً بنيّ اللون .. اخذ يتعمق في الدخول
وهو يعصر جسده بين الفراغات البسيطة .. وسط صيحات الاستهجان والشتم ..
لم يلتفت الى اي شخص واخذ ينادي بإسمها ..
تمكن من الوصول الى الصفوف الاولى .. ولكن الازدحام كان اشد .. فتوقف مكانه واخذ يمد رأسه عالياً
عله يراها قريبة .. و بالفعل رآى رأس فتاة ملتفاً بشال بني ..
صرخ بين اصوات الناس ..:" زيــنة ... زيـــنة "
لم تلتفت اليه واخذت تصيح .. معها صاح الشبان والشابات لأن الافعوانة قد وصلت وبدأ من فيها بالنزول ..
ذلك يعني انه حان دور الدفعة التالية .. و زينة قريبة من باب اللعبة ..ما يعني انها ستركب ..
اجبر فارس نفسه بأن يدفع الناس جانباً .. و يغوص بينهم ..
طوله ساعده في المرور والوصول الى مقربة منها ..
أخذ يناديها لكن اصوات الحماس قد غطت على صوته ...
بدأ الجمع يدخل و زينة معهم .. اخذ فارس يسرع ليلحق بها ..
كانت زينة متحمسة للدخول و الرجل كاد ان يغلقّ الباب ليمنع دخول المزيد ..
فتمكنت من عصرّ نفسها و عبرت البوابة قبل ان يغلقها ..
وصل فارس ورائها و ناداها .. :" زيـــنة يالصــنجة..( الصماء ) " لكنه لم يدخل لان الرجل منعه
ابعده الرجل :" يا سيدي ارجوا منك انتظار الدور التالي "
اخيراً التفتت زينة ورأته :" ايييش تسوي انت هنا ؟؟ "
سألها الرجل :" اهذا رفيقك ؟"
نظرت زينة اليه و ابتسمت بخبث :" لا .. ولا يسعدني مرافقته "
فارس بصوت منخفض :" زينة .. تعالي لا تركبي لوحدك "
كان من يشغل اللعبة ينتظر ركوبها .. :" هيا آنستي اذهبي الى أخر عربة "
التفتت زينة .. :" حسناً .." ثم ركضت لتصعد الدرجات القليلة وتغيب للخلف ..
فارس بصراخ :" زيــــــنة يالخبلة "
نظر اليه مُشغل اللعبة .. :" هل انت معها ؟؟"
أومأ فارس .. فقال الرجل .:" حسناً ادخل فهناك بجانبها مكان شاغر "
فتح له الاخر الباب .. ثم عبَرَ وهو يبتسم .. :" والله لا اوريكِ يا زينة "

ركبت زينة العربة التي تتسع لشخصين وهي تضحك :" مسكين فشلته ياااي "
ولم تكن تصلح من جلستها حتى رأته صاعداً و هو يتوجه اليها ..
عندما وصل .. و وضع رجله على العربة ..صرخت :" هيييي من سمح لك تركب معاي "
فارس وهو يجلس قريباً منها :" انا حُرّ "
كان لأول مرة بهذا القرب .. حتى انها استطاعت ان ترى ندبه خفيفة على رقبته ..
اخذت تدفعه خارج العربه صارخة :" حُرررر في بيتك مو هناا .. انقللللع يالله "
بكل هدوء ابعد يدها عن ذراعه :" لا تحطِي يدك علي .. تراني مستحم "
توسعت عيناها :" ليش شايففف فيا الجدري ولا العنكززز "
فارس هز رأسه :" لا .. ظلمتيهم بتشبيهك لهم "
احمر وجه زينة غضباً :" انقلللللللللللللللللللللللع "
و دفعته بعصبيه لكنه لم يتحرك ..:" شوفي ان ما هجدتي الحين بأرميكِ من فوق اللعبة "
فغرت فمها ... :" ترى انا ما اخاف منك .. لا تحسبني جبانة .. يالله قوم .."
بعد ان انهت كلامها شُغلت اللعبة .. و تحركت الاحزمة الحديدية من فوق رؤوس الركاب ..
صاحت زينة صيحة قصيرة بفزع عندما ثبتها الحزام مكانها ..
ضحك فارس :" من بدايتها ...!!"
اشاحت بوجهها للجهة الاخرى بعصبيه وقد بدأت انفاسها تثقل .. و صدرها يضيق ..
زينة تحب ان تجرب كل جديد وبتهور .. ولكنها غالباً ما تخاف وتجبن ..
بدأت العربات بالتحرك .. وقد ارتفعت الايادي والصيحات المتحمسة ..
ارتفعت العربات بزاوية حادة الى الاعلى ..
نظرت حولها .. انهم يبتعدون عن الارض و تجمعات الناس تصيبها بالخوف اكثر ..
امسكت زينة المثبت المحيط بها بشدة .. حتى ابيضت اناملها ..!
نظر فارس اليها جانبياً .. وضحك ..
زينة بحنق :" لا تستهزء بيا وجـااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه "
انطلقت صرختها عندما سرعت فجأة حركة العربات ..
انطلقوا بسرعة كبيرة .. يرتفعون وينخفضون ثم يلتفوون في سكك حلزونية ..
اخذت زينة كبقية الركاب .. تصرخ بكل قوتها ..
اما فارس لم يستطع ان يقول كلمة بل اخذ يضحك ويصرخ هو الآخر ..
زينة بخوف وصعوبة :" يااااااااااااااااااا زفت وقفففففففف وقففففففففففففف "
ضحك فارس ولم يستطع الرد عليها من الضغط والسرعة ..
زينة وقد بدأت دموعها تنزل :" ياا حمااااااااااااار لا اعلم علييييك وقفففففففففففف اللعباااااا آآآآه "
فارس بضحكات مخنوقة :" ااا زينــــه هههههههههههـ "
صرخت زينة وهي مغمضة عينيها :" وااااااااااااااااه فااارس خللللهم يوقفوووووا وااااااااااااااااه "
فارس :" ههههههههههههههههههههههههـ ااااه "
ثم فجأة بطأت العربات .. كانت تتقدم ببطء لتشرف على هاوية شديدة من السكك ..
زينة وهي مغمضة عينيها برجاء :" فااارس .. وقفنا ؟؟"
ضحك وهمس :" ههههـ لا ... زينة اتشهدي في نزلة قوية "
صاحت زينة بصوت باكي :" يمامااااااااااا .. كله منك انت .. كله منك "
واخذت تضربه بيدها اليسرى القريبة منه ..
ضحك فارس وامسك بيدها لتتوقف عن ضربه :" انا اللي قلت لك اركبي ؟"
زينة :" وااااه يا ربيييي .. كللللله منككك .. منك لله .. منككك لله "
فارس وهو يغرق ضحكاً :" اقوول اتشهدييي راح نطييير "
زينة :" واااااااع ياربي مابغا امووووت ... لا اله الااااا الله .. واااااااا"
ثم هوت العربات بسرعة كبيرة في ذلك المنحنى الخطير ..
صرخت زينة بشدة ويدها تخدش يد فارس ..
ثم بعدها بفترة لم تشعر الا بالتوقف ..
خافت من الهدوء المفاجيء .. وتسألت .. هل متنا ؟؟
همست دون ان تفتح عينيها :" فارس .. انت حي ؟؟"
فارس :" هههههههههههههـ زينة حمدلله عالسلامة "
فتحت عينيها ووجدت انهم وصلوا لنقطة النهاية ..
تنهدت براحة ..:" اااااه يارب لك الحمد ما اخذت روحي هالوقت "
ضحك على حركاتها .. ثم فُتحت المثبتات .. ليخرج الجميع وقد هدّ الصراخ طاقاتهم ..
خرج فارس من العربة ثم نظر اليها ..
ضحك :" ههههـ زينة يالله نطلع وصلنا "
مد لها يده ليساعدها على الصعود .. كانت تريد تجاهل يده
لكن الدوار الخفيف اجبرها على ان تقبل مساعدته ..
وقفت وخرجت وقد دار رأسها وترنحت قليلاً .. اسندها فارس ثم نظر اليها بقلق
:" انتِ بخير زينة ؟؟"
نظرت اليه بتشويش .. ثم هزت رأسها بإيجاب ..:" اي .. شايفني خوافة "
ابتسم وهو يبتعد :" لا ماشاء الله شجاعة "
دفعها لتنزل امامه و قد ارتسمت على ملامحه المتعة والرضا ..
مشت زينة مستسلمه لدفعه لها .. ربما هي تحت تأثير الدوار
فقد تدافعت الدماء الى وجهها و زادت نبضاتها من جراء ابتسامته ..
نظرت اليه من اعلى كتفيها .. بسبب الزحام كان تقريباً ملتصقا بها ..
فأنتبه لنظرتها وابتسم ..
لفت وجهها الى الامام وهي تمشي صامته ..
ما باله الابله يبتسم لي هكذا ...؟!
هل جنّ ؟؟ .. مرة يبتسم ومرة يصرخ ومرة يكشر ... لا افهمه ..
شخصيته متقلبة و مزاجه غريب ... غريب انت يا فارس .. غريب جداً ..!
عندما تمكنا من الخروج اخيراً الى الساحة ..
اخذ فارس يضحك بخفة .. وهي تنظر اليه بإستغراب ...
ما الذي يضحكه الآن ..؟؟
فارس بإبتسامة هادئة .:" آنسة زينة ... اكتشفت انك طفلة "
قالت بنبرة ساخطة :" طفلة في عينك .. ما اسمح لك "
تحولت ملامح فارس بشكل سريع الى البرودة .. وعيناه تشع بنظرات جادة ..
.:" انا مو صغير عندك عشان تكلميني بهالطريقة ... وبعدين ايش الاهمال اللي عليكِ هذا .. من قالك تروحي لوحدك و ترسلي الاولاد ..؟؟"
بهتت لإنقلابه وقالت بتردد :" اا مم .. انا كبيرة ..و انت .. و مالك خص انت "
فارس :" والله تصرفك ينم عن بزرنة .. امشي يالله "
زينة :" ما اسمححح لك "
فارس بنبرة مخيفة :" تسمحي لي ولا ما تسمحي لي .. حركي رجلك ويالله "
زينة بغيظ :" والله لما اكون في العمل تأمرني .. هنا انا مو معزة عندك تجرني وراك "
صمت فارس وتركزت عيناه عليها .. ثم
:" ههههههههـ طيب يا آنسة زينة .. تفضلي لو سمحتِ "
رمشت زينة وهي تنظر اليه بعجب ... لقد جُنّ حتماً ... هذا الكائن امامها .. اصابه خلل ..
مشت امامه وقد سكنتها التساؤلات ...
هذا الشخص الواقف خلفها .. لا تفهمه .. انه يثير حفيظتها كثيراً ..
ولكنه أيضاً يشعل فضولها ..
لا تفهمه أبداً .. تعترف انها لا تفهمه ..
لكنها ...
تريد ذلك ...!!!


~~~


في المستشفى .. كان القسم الخاص خالياً ..
غالباً ما يكون هكذا في هذة الساعة من المساء ..
لم تكن هناك الا ثلاث ممرضات مناوبات .. واحدة امريكية اسمها شيري
و اخرى عربية الاصل تدعي وسن و الثالثة هي ويلما ..
اخذت شيري تقول بسخط :" كيف ينقلونني للقسم العام ؟؟ لا يحق لهم ذلك .."
اجابتها وسن بنبرة متكبرة :" انك مهملة يا شيري .. فكثيراً ما تستأذني قبل انتهاء الدوام "
دافعت الاخرى عن نفسها :" عندما تكون لكِ عائلة مكونة من 6 افراد تحدثي "
رفعت وسن يدها في الهواء :" أياً يكن .. لما لا تستقيلي و تتفرغي لعائلتك "
ضغطت شيري على اسنانها :" لما لا تصمتي "
ضحكت وسن بطريقة استفزازية .. .:" أتدرين سيكون أفضل لنا جميعاً نقلك من هنا "
ثم اعطتهما ظهرها لتذهب داخل احدى الغرف ..
نظرت شيري على أثرها :" معكِ حق .. سيكون أفضل .. لاني سأخلص منكِ عالاقل "
كانت ويلما صامته منذ البداية وهي ترتب ملفات مرضاها ..
ويلما :" قلتُ لكِ من البداية شيري تجاهليها فقط "
همست شيري :" انها تثير اعصابي .. اكره العرب بسببها "
ويلما بنظرة رافضة :" شيري !!.. ليس كل العرب هكذا ماذا بكِ .؟؟ .اننا بشر و في كل مكان هناك السيء والجيد
..ثم انكِ لم تعرفي الا وسن .. انتظري لتقابلي شفا و تعرفي مقدار طيبه الكثير منهم "
سألت شيري :" ومن هيا شفا ؟؟"
ويلما بابتسامة :" انها من ستحلّ محلك هنا "
ضحكت شيري بإستخفاف :" هه اذاً بالتأكيد انا لن احبها .."
عندها عادت وسن مرة اخرى بخطواتها المتعجرفة لتسأل بأنف واقف :" ويلما اين وضعتِ الـ
kidney dish ??”
اشارت ويلما الى الجناح الرئيسي :" انها في غرفة المريضة جود .."
اشمئزت ملامح وسن والتفت عنهما و قد تطايرت خصلات شعرها على جانبيها ..
همست شيري لويلما بغضب :" شريرة .. ليتها ليست بهذا الجمال "
ضحكت ويلما :" غالباً ما يكونون كذلك "

دخلت وسن الى الجناح ولم تطرق الباب .. كان صوت كعبها يطرق على المسامع..
للتو نامت جود بصعوبة .. وهذا الصوت سيزعجها حتماً ..
رفع جاسر عيناه عن حاسوبه الشخصي .. و رآى فتاة ترتدي ملابس ضيقة بيضاء ..
قد غطت المساحيق وجهها .. حتى لم تعد ملامحها ظاهرة ..
لم تنتبه اليه واخذت تمشي وهي تبحث عن شيء ما في الادراج الملحقة بالجناح ..
صوت كعبها ازعجه فنظر الى جود ..
لم تستيقظ لكن عدم الراحة يطل من قطبه جبينها ..
قال :" عفواً ايتها الممرضة "
رفعت وسن رأسها .. نظرت اليه للحظة .. ثم ابتسمت ابتسامة غريبة
سأل جاسر :" هل هناك امراً ما ؟"
تحمحمت وسن و هي تقف بطريقة مائلة :" اممم لا .. فقط ابحث عن شيء ما "
ونظرت اليه من قدمه الى رأسه ..
ضاقت عينا جاسر لحركاتها ثم وقف واضعاً حاسوبه جانباً ..
سأل بجدية :" وهل وجدتي ضالتكِ ؟"
نظرت اليه وسن وكأنها تدرسه جيداً ... فأعجبها ..
انه جذاب للغاية ...!!!
هذة اول مرة تراه هنا .. ويبدو عليه الغنا و الرفاهية .. انه تماماً النوع الذي يستهويها ..
قالت بنبرة مبطنة :" يبدو انني كذلك "
تنحنح جاسر من مكانه .. ولم تعجبه نظراتها السافرة له ..
فأستأذن ودخل دورة المياة .. ( وانتنّ بكرامة )
وجدت وسن ما تريده ثم خرجت لترى ويلما ما زالت في غرفة الاستقبال الصغيرة ..
أتت لتسألها :" ويلما لقد رأت للتو رجلاً رائع .. انه في غرفة مريضتك .. أتعرفينه ؟"
أومأت ويلما بلا مبالاة :" انه السيد جاسر .. اخ المريضة "
رفعت وسن حاجبها الدقيقان .:" آآه , انه عربيٌ اذاً .. هل هو دائماً هنا "
قالت ويلما بملل وهي تحمل الملفات لتذهب :" نعم "
اتكأت وسن بمرفقها على البنش .. وقد ابتسمت بإغراء ..
:" اممم .. جاسر .. انت عاجبني .. ولما يعجبني شيء .. يكون ملكي ههااي "
ثم تنهدت بدلع .. وهي تمشي بتمايل ..
وسن .. فتاة عربية الاصل .. ولكنها متحررة جداً
مع الوقت سنعرفها أكثر ..

~~~~~

في مدينة الالعاب ما زال الاطفال يستمتعون باللعب ..
وقف فارس وقال :" يالله يا اولاد .. آخر لعبة الساعة صارت 9 لازم نرجع "
بسام :" لااااا خالووو .. بعدنا ما شبعنا "
دلال وقد غلبها التعب :" اي خلاص آخر لعبة الطريق بعد بيأخذ وقت "
تامر :" خسااارة .. يالله نلعب لعبة التصادم "
كانت شفا وزينة يمشيان بالخلف .. ظهرت آثار التعب على شفا و قد بدأت تتنفس بثقل
همست زينة وهي تمسك بها :" شفوي .. تعبانة ؟"
ابتلعت ريقها :" لا زينة .. انا بخير بس احتاج شوية اكسجين "
اخذت زينة تلوح بيدها امام وجه شفا لتصفي الهواء :" اخذتِ الدواء ؟"
شفا :" اي اخذته .. ههههـ بسك خلاص بتطيري لي وجهي "
عندها نادتهم دلال :" زينة ..شفا .. يالله بيلعبوا ِصدام قبل لا نرجع "
قفزت زينة بحماس :" وااااه من غيرررري يلعبوا .. لاااا استنوووا "
ثم ركضت لتلحق بالاولاد .. مرت بجانب فارس مسرعة
فنظرت اليه :" تعال .. راح اكسر رأسك "
ضحك فارس وعلقت دلال :" هذي ولد ولا بنت ..؟ "
هز فارس رأسه لا يدري ... ثم نظر الى شفا و سألها :" شفا تركبي ؟"
هزت رأسها برفض :" لا شكراً "
فارس :" بس انتي ما ركبتي ولا شيء "
رفعت رأسها الى ارشادات اللعبة .. هناك في احد البنود تراصت الحروف بشكل واضح
(( ممنوع ركوب من يعاني من امراض القلب ))
ابتسمت بأسى .. كم كانت تتمنى دوماً ان تجرب هذة الالعاب ..
لكن حتى اللعب ... غير مسموح لها ..
اجابت عنها دلال :" خلاص فارس رووح .. انا وشفا نلعب تالا وتولين آخر لعبة ونتقابل "
رفع فارس كتفاه باستسلام ثم دخل الى حلبه السيارات ..
ركب تامر و بسام في سيارة واحدة معاً .. اما فارس وزينة كلاً منهما في سيارة ..
انطلقت صافرة البداية ..
وبدأ الجميع يقودون السيارات ويتصادمون ..
اخذت زينة تصدم بسام و تامر .. و فارس يكيل لها الصدمات ..
كانوا يضحكون و يصرخون .. لفتّ زينة لترد الصدمة لفارس عندما حشرها في الزاوية
فصدمت بدون قصد سيارة شاباً أشقر , ازرق العينين ..
نظر اليها ثم ابتسم .. فأبتعدت بسيارتها عنه ولكنه أخذ يلاحقها بسيارته ويصدمها ..
لاحظ فارس ذلك .. فذهب بجانب سيارة الولدان ..
فارس بجمود وعيناه على زينة :" بسام .. خلك جنب عمتك "
بسام الذي كان يقود :" طيب خالو "
قاد بسام السيارة الى جانب زينة واخذ يلتصق بسيارتها ..
زينة بصراخ :" وجججع بسام حشرتني مو قادرة اتحرك .. بعّد عنييي "
اخذ الولدان يضحكان ..تامر :" نحن الشرطة .. فين رخصتك يا بنغالي "
زينة تمد يدها وتحاول الامساك به :" شرطة هاااه .. تعااال راح ادوووسك تحت سيارتي .. ان ما فطستك انت وهو "
بسام وهو يبتعد عن سيارتها :" كااااي .. روح طلع اقامة اول يا بنغالي "
زينة بصراخ :" يا حماااااار .. اوريك ... آآآآي "
وكادت ان تطير من خارج السيارة لولا ان الحزام ثبتها مكانها
جائتها صدمة من الجهة الاخرى .. فنظرت بغضب لترى فارس .. وقد ابتعد ضاحكاً ..
نوت ان ترد له الصدمة لكن صافرة انتهاء اللعب قد انطلقت ..
وتوقفت السيارات .. خرجوا جميعاً بضحكات .. فسبقتهم زينة في الخروج ..
اخذت تلتفت يميناً ويساراً بحثاً عن شفا ودلال و الطفلتين ..
فسمعت صوت شخصاً بجانبها :" أيتها الجميلة "
تطلعت اليه و كان ذلك الشاب الاشقر :" عفواً أتحدثني أنا ؟"
اقترب كثيراً ..:" نعم انتِ وهل ترين فتاة بهذة العينان غيركِ ؟"
كشرت في وجهه وابتعدت :" اذهب للجحيم "
امسك الرجل بيدها .:" ليس بهذة السرعة حبيبتي "
صرخت عليه :" حبككككك بُـــرص اترك يدي يا بقرررر "
ضحك وشدها اليه :" ما الذي تقولينه يا حلوتي لا افهمك ... هل .."
لم يكمل جملته لان قبضة فارس قد غُرست في وجهه واطاحت به أرضاً ..
وقفت زينة فزعة الى الرجل المستلقي تحت قدميها .. والى الرجل الغاضب أمامها ..
صرخ فارس بغضب :" اياك ان تضع يداك القذرتان عليها "
وقف الرجل بصعوبة وقطرة دم تسيل من جانب فمه .. نظر الى فارس
ثم ايقن انه ليس بالرجل الذي يرغب احد الشجار معه ..
فضحك بسخرية ثم ابتعد مسرعاً ..
تلعثمت زينة :" امم .. كـ .. انا ... "
نظر فارس اليها بغضب .. وصرخ :" انت غبية .. ما تنتظرينا .. كم مرة أقولك لا تروحي وحدك افهمييي "
لم تستطع النطق بشيء وقد سكنها الخوف ..
انه مخيف وهو غاضب .. ونظراته .. يا للهووول مرررعب ..
كان تامر وبسام يقفان متجاورين و قد اخافهما صراخ فارس ..
ضم فارس قبضتاه و الغضب اعماه عن كل شيء ..
هذة الغبية .. ألا تفهم ...؟؟
دوماً تثير غضبه او غيظه .. حتى بعد تلك اللحظات الممتعة معها .. لم تتم على ذلك
ها هو الآن قد فقد اعصابه ..
و نادراً ما يفقد اعصابه .. ان دمه بارداً ..
لكن زينة ... يا الهي كم تفور دمائه بسهولة عند وجودها ..
صرخ و هو يشير لها بالتقدم امامه :" اتفضلي قدامي .. وانتوا بعد "
مشى تامر وبسام خائفان .. بسام بهمس :" نحن ايش ذنبنا ؟"
تامر :" كله منها زينة ام المشاكل "
سمعتهما زينة وهي تمشي خلفهما :" والله ما غيركم يا ضفادع "
فارس من ورائها :" تعرفي تمشي وانتي ساكتة "
ابتلعوا الثلاثة ألسنتهم وهم يمشون ..

ثم أتتهم دلال وهي تركض بملامح مذعورة ..
:" فاااارس .. ألحق تالا ضاااعت "
ضاعت ..!!!



~ الجـ 2 ـزء ~


ركضوا جميعاً حيث تقف شفا وقد ضمت يداها و اخذت تبكي ..
وقفت زينة عندها .. فضمتها شفا وببكاء :" زيــنة .. تـا .. تالااا .. مدري .. فينها "
مسحت زينة على رأسها :" هش هشش شفوي الحين بنلاقيها اهدي "
اخذ الناس يلتفتون اليهم .. وهم ينادون على تالا ..
بقيت دلال مع شفا والصغار .. و افترقا فارس و زينة ليبحثان في الاماكن القريبة ..
اخذت شفا تتخيل الاخطار التي ربما تعرضت اليها تالا
فكان ذلك لسوء حظها ضاراً عليها ..
انهارت ارضاً و صرخ الولدان .. فزعت دلال و اخذت تهز شفا ..
تجمع الناس حولهم ..
فصرخت دلال :" بعدووووا خلوا الاكسجين يدخل .. بعدووا .. ليش ما تسمعوا "
وقف تامر بذعر :" اذا سمحتم .. ابتعدوا انها تحتاج الى الاكسجين "
ابتعد الجمع الى الخلف .. فقالت دلال :" بساام روح انت وتامر ونادوا فارس بسرررعة "
ركض الوالدان بسرعة الي حيث ذهب فارس ..
وجداه واخبراه بوقوع شفا ..
عاد الثلاثة ادراجهم ... اقترب فارس وجثا أرضاً حيث تمددت شفا وهي شبه غائبة عن الوعي
وضع على رسغها واخذ يحسب نبضاتها .. شعرّ بعدم انتظام ضربات قلبها ..
فـ أخذ يكلمها :" شفااا .. شفااا طالعيني .. تحسي بإيش .؟"
كانت في شبه اغماءة وهي تتنفس بصعوبة همست :" تالا .. اختي "
فارس :" بنلاقيها لا تخافي .. شفا انت معاي ؟ خذي كفايتك من الاكسجين .. اتنفسي "
وقف الولدان ينظران بقلق .. ودلال تحمل ابنتها وهي قلقة على شفا
هل من الممكن انها اصيبت بأزمة قلبيه .؟؟
هزت رأسها ببطء ثم اخذت تطبق تمرين التنفس العميق ..شهيق زفير .. شهيق زفير ..
فارس بعينان مشتتان على وجهها :" شفا انتِ مريضة .؟"
اجاب عنها اخيها ..:" اي .. شفا عندها القلب "
ضاعت نظرات فارس بين شفا وتامر بصدمة
... عندها القلب ....!!!!
ثم سألها بصوت مبحوح ..:" ايش .. ايش عندكِ ؟"
همست شفا وهي تشعر بتحسن :" قصور و فشل ايسر "
تصلب فارس مكانه وعيناه عليها ... كيف ..؟ و ولما لم يعلم من قبل ..؟
شفا ..!!!
لا يستطيع التصديق .. أهي تعاني من هذة الامراض .. وهي بهذا العمر..!!!
هز رأسه رافضاً ان يستوعب .. و يتقبل ما عرفه ..
لا يمكن ..لا يريد ان يصدق .. لا يريد ..
عندها آتى صوت زينة وهي تدخل من بين الجمع ..
:" ابتعدووا .. ابتعدوووا .. شفااا لقيت تالا "
نظرت شفا اليهما و مدت يدها ناحية اختها .. ركضت تالا الى حضن اختها وهي الاخرى تبكي ..
تالا بشهقات متقطعة :" انا آسفة شفا .. دورت و ما شفتك .. سامحيني "
حضنتها بقوة وهي تشعر براحة كبيرة ..
شفا بتنهد :" خلاص حبيبتي .. الحمدلله .. يارب لك الحمد"
تأثر الجمع بهذا المشهد وأخذوا يصفقون بفرح لتجمع الاختين ..
>> مدري ليش عندهم كده كل ما صار موقف مشابة يصفقوا .. على بالهم مسرحية خخ <<
تدخلت زينة وقفزت لتحضنهما هي الاخرى :" يا دببه خوفتووني عليكم "
ثم فعل تامر مثلهم .. وعندما شاهدت تولين ذلك ..
افلتت من يدي امها لتجري وترمي نفسها معهم :" وانا تمانة حفت "
فأنقلب المشهد المبكي الى ضحك ..
الا فارس الذي وقف بوجه لا تعابير فيه .. :" يالله نقوم "
وقفوا ولم تفلت شفا أختها .. سألتها دلال :" شفا انتِ بخير؟؟ مو لازم .."
ابتسمت لها شفا :" لا تخافي .. بس جاني اغماءة و ارهاق مفاجيء "
زينة تحضنها :" شفووي .. وين جهاز منظم الضربات ؟"
شفا :" ما جبته معاي .. نسيت .."
صفعتها زينة بخفة :" يا حمارة مرة ثانية لا تنسي "
ضحكت شفا :" انتي ولسانك هذا .. ما يتوب من هالالفاظ "
دلال :" مو منها .. من اخوها الله يسعده "
زينة وهي تغمز لزوجة اخيها :" هاااه باين ان الشووق عامل عمايله "
دلال :" هههههههـ وااااه من الشووق "
شفا :" ههههـ عيب ترى معانا صغار "
زينة :" خلهم يتعلموا ... تامر اتعلم عشان تغازلني لما نتزوج خخ"
نظر تامر الى الوراء اليهم :" بسسسم الله علي ..انا اتزوج كائنة فضائية "
ضحكوا .. و بسام :" انت الصادق بنغالية هاربة من بيت كفيلها "
زينة وهي تضرب رأسيهما :" وجع ان شاء الله .. لاقرمعكم طول الطريق صبراً علي "
ضحكت دلال :" والله انه يوم .. عجيــــب "
بسام :" دمااار .. خاصة لما خالوو.... "
ابكمته زينة بيديها :" اقولك امشي وانت ساكت "
شفا و دلال :" هههههههههـ اكيد مسوية فضايح "
اخرجت زينة لهما لسانها .. ثم نظرت الى الامام حيث يتقدمهم فارس
كان صامتاً .. ومنكس الرأس ..
حدثت نفسها .:.
ماذا أصابه ؟؟... الابله انه لا يرسَى على حال ..
تشك بأنه مجنون .. فمزاجه متقلب .. في لحظة سعيد وفي الآخرى مهموم ..
سأجنّ اذا حاولت فهمك ..
كان كل ما اعرفه عنك هو الغرور .. لكن اليوم اكتشفت ان في اعماقك تملك طيبة مدفونة ..
لكن لماذا هذا الغموض حولك ..؟؟ لماذا .. هل هناك اسرار في حياتك .؟
يا ترى ماهي قصتك يا فارس ؟؟

~~~~~

في اليوم التالي ..
عند الساعة الـ 10 صباحاً ..
كانت جود تجلس بجانب النافذة تنظر الى الشمس ..
تضم بين يديها دفتر مذكراتها المزخرف ..والذي لا يرافقها ابداً ..
أخذت تتأمل المنظر امامها .. تحاول ان تلقط شعاع يدب فيها الامل ..
لكن لا شيء .. حتى الضوء تراه مظلم ..
أمسكت بالقلم وأخذت تخط يأسها ...

## تكسرات أشعةٍ سوداء ##

بدأت اللحظة ولم تنتهي ..
تجتاح أوصالي دوماً نغزات الموت ..
لحظة تدفع اللحظة .. فأعيش ..
أعيش يومي لأنتظر آخر انفاسي ترحل عن ميناء شفتاي
ولكن تدفع اللحظة .. أخرى
لأصُدم .. وانا اباعد بين جفوني بأبطأ من زحف حلزونة كسولة ..
هذا شعاع أسود يخترقني ..
شعاع الحياة .. اذاً
انه يوم آخر من العذاب .. من انكسار ذات ميته
تجول في دنيا الاحياء ..
ضائعة انا في فاصل الزمن ..
لستُ من البشر و لست من الأطياف
فـ ماذا أنا ..؟؟
أرى في المرآة انعكاساتي .. نفس التفاصيل
لكن بتعابير مظلمة ..
ءأنا((نيجاتف)) لـ صورتي الماضية ..؟؟
لحظة .. و ما زالت اللحظات تتدافع
لا تريد الانتهاء ..
كم لحظة تريدني ان اتجرع موتها ..؟
كم جرعة ..
====
:" احم ..السلام عليكم "
سمعت صوت اوقف قلمها عن التحرك .. رفعت بصرها لترى ممرضة باسمة تنظر اليها
ترددت في البداية و همست :" وعليكم السلام "
تحركت الممرضة ووضعت صينيه الطعام امام جود ..
ابتسمت لها :" ممكن اجلس جنبك ؟"
هزت جود رأسها ايجاباً .. لكنها لم تتعرف لهذة الممرضة ..
اول مرة تراها ..كان مظهرها انيق ومرتب .. تفوح منها رائحة عطر راقي
و تبدو عليها الثقة بالنفس .. ربما يعود ذلك لـ جمالها الصارخ كما اخذت جود تحدث نفسها ..
مدت الممرضة يدها الجميلة :" انا وسن .. وانتي جود صح "
صافحتها جود وهي تومأ ..:" اي "
ضحكت وسن بصوت رفيع و رقيق ولكنها رقة حادة تؤلم الاذان :" انتي ما تعرفيني .. لكني اعرفك .. واعرف اخوكِ جاسر "
جود بغرابة :" جاسر ..!! .. امم "
ابتسمت وسن :" ممكن تعتبريني صديقة لكِ .. واذا احتجت اي شيء خبريني وانا اساعدك "
لا تدري لماذا شعرت جود بالصدّ لها .. لكنها ردت لها الابتسامة وهز تطأطأ ..
مدت وسن يدها الى علبه الطعام :" يالله جوود انا بساعدك في الاكل "
جود :" شكراً آنسة وسن .."
قاطعتها وسن :" مو قلنا اصدقاء .. وسن وبس "
ابتسمت :" امم .. و سن .. عادي اكل لوحدي "
وسن وهي تتنهد في سرها .. احسن بعد ..:" مم طيب على راحتك "
نظرت الى الدفتر في يد جود ..:" ايش تكتبي ؟؟"
اغلقت جود دفترها ثم وضعته جانباً :" ولا شيء .. بس مذكرات "
وسن .. يااي مسوية مثقفة ..:" طيب حبي اتركك الحين .. بس جايه لك وقت ثاني " .. لما يشرف اخوكِ طبعاً
جود :" ممم طيب .."
وقفت وسن و ابتعدت عنها مبتسمة .. وعندما التفتت اخذت تكشر بملامحها الجميلة ..
..:" وع كيف مستحملة نفسها هالبنت .. ؟؟ .. وجهها ميت والهالات بعينها .. يااي بنت عزّ لكن وجهها فقر "
خرجت من الجناح متأففة .. يجب ان تحاول جعل جود مريضتها الخاصة ..
ذلك يسهل عليها التقرب من جاسر ..
ستحدث ابيها بهذا الامر .. وهو سينقلها بكل سهولة ..
ضحكت وسن بغرور ..:" آآه يا وسن طوول عمرك ذكية "
مشت بكبرياء الى الممر العام ..
واخذت نظرات الاعجاب تمسحها .. وهي تضحك راضية .

~~~~

دخلت مكتبه بخفاء .. لم يكن يجلس هناك .. ذلك أفضل ..
في الحقيقة هي لم تره اليوم الا مرتين .. وفي كلا المرتين لم تستطع التحدث اليه
فمزاجه اليوم معكر .. حتى انه لم يطل عليها ليتابع عملها ويمسك اي تقصير ..
ابتسمت زينة .. لقد اعتادت تهزيئه وسخريته عليها ..
ويوم يمر بدونهما .. لا طعم له
وضعت الهدية على وسط مكتبه .. و خرجت مسرعة حتى لا يأتي ويتفاجئ بوجودها ..
اقفلت الباب وركضت بعيداً ..
دخلت غرفة الممرضات و وجدت نيكول .. تجلس هناك وهي تمسح عيناها
استغربت الامر وهمست ..:" نيكول انتِ تبكي مثل الاوادم !!!!!"
سمعتها نيكول فرفعت رأسها :" ماذا تقولين ؟"
ذهبت زينة اليها ولأول مرة لا يتشاجران .. :" ماذا بكِ ؟ لماذا تبكين ؟"
همست :" انه مستر فارس "
تفاجئت زينة :" فااارس !! .. ماذا به هل حصل له شيئاً ما ؟؟"
ووقفت قلقة .. لكن نيكول نفت ذلك :" لا ادري .. لكنه هزأني امام مريضي "
سقط فك زينة بذهول .. :" فااارس .. هزأكِ ..فااارس .. يهزء غيرييي !!!! "
وعندها دخل ممرض الغرفة و اغلق بابها بعصبيه ..
زينة بنظرة جانبيه :" فكتوور لما لا تخلع الباب ايضاً "
جلس فكتور بضيق :" اريد خلع عينيه هو وليس خلع الباب ؟؟"
سألت نيكول :" خلع عين من ؟"
فكتور بحنق :" المشرف فااارس .. انه يخرجنا عن طورنا اليوم .. لا ادري ما به "
نيكول بدهشة :" هل قام بتهزئتك ؟؟"
فيكتور :" وصرخ علي وطردني من غرفة تدريب العمليات .. اصبح لا يطاق "
زينة لم تعد تفهم ... فارس يهزء الجميع .. !!!
لحسن حظها لم يهزأها اليوم .. لكن لماذا يفعل ذلك .. هل هناك شيئاً ما يضايقه ؟؟
نظرا نيكول و فكتور اليها :" هل اخذتِ نصيبك اليومي منه يا زينة "
هزت رأسها نافيه .. ثم ضحكت .. ثم قطبت .. ثم قلقت ..
هناك شيئاً بـ فارس .. يجب ان تعرف ماذا به ..
خرجت من الغرفة .. و رأته يقف هناك وهو يتحدث مع احد رفقاءه الاطباء
اقتربت منهما وانتظرت حتى رحل الاخر ..
كان منظر فارس رثّ .. و ذقنه لم تحلق .. شعره مشعث ..
يبدو عليه انه سهر ولم ينم .. فعيناه تعبتان ..
تقدمت اليه :" دكتور فارس ممكن اكلمك ؟؟"
نظر اليها بنفاذ صبر :" ما عندي وقت "
زينة :" بس انا .."
بعينان غشاهما الغيم :" نعم .. عندك دقيقة .. تفضلي "
صده العنيف فاجأها فقالت بصوت خافت :" ايش فيك فارس ؟"
بصوت جليدي :" لو سمحتِ آنسة زينة نحن في دوام عملي .. محاورات شخصية ممنوعة ..
الحين ممكن تروحي تشوفي عملك .."
واعطاها ظهره ليتجه الى مكتبه .. نظرت اليه وهو يبتعد ..
لم يحدثها بهذة النبرة والطريقة من قبل ..ماذا به .. انه قطعاً في حالة نفسية سيئة ..
كيف لها ان تساعده ..؟
لحظة انه متوجهٌ الى مكتبه ... سوف يرى الهدية بهذة الحال
لا تدري ماذا سيفعلُ بها عندما يراها ..يا الهي .. سيرمي الهدية في وجهها .. !!
ويهزئها ... لاااا
يجب ان تمنعه من الدخول .. كيف كيف ؟؟ ماذا تفعل ..
دارت حول نفسها كالبلهاء .. سيدخل مكتبه .. يا الهيييييي ...
صاحت :" فاااااااااارس ... لازم اروووح لشفااا "
التفت فارس بسرعة .. وملامحه قد ارتسمت عليها القلق ...
هل حدث شيئاً ما لشفااا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا يريد ان يسمع شيئاً سيء
كفاه ما عرفه الى الان ..
كفى ..

ضياع نبضة 02-09-08 02:54 PM

v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة التاسعــة ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :
" القرآن دواء لعللِ القلوب "

~ الجـ 1 ـزء ~


في ذلك الممر الطويل وبين مسافة 7 اقدام وقفا ينظران الى بعضيهما ..
مرت لحظات بطيئة .. وهما على حالهما كأنهما في فيلمٍ قد جُمد على هذة اللقطة ..
اخذت انفاس زينة تتباطئ وهي ترى نظرات فارس كأنها تخترق عظامها ..
لم تكن نظراته تحمل اي رسالة اليها .. لكنها كانت غريبة .. فيها لمعان و خوف ..
فيها ... ما جعل زينة تغيب عن العالم ..
لم تعد تشعر بأي شيء حولها .. لم تعد تسمع اصوات عجلات الأسرة وتحركات الاخرين ..
اختفى كل ما في محيط رؤيتها ..
ولم يتبقى الا ذلك الرجل .. يقف على بعد خطواتٍ منها ..
ومع ذلك يبعد الاف الاميال بفكره ..
همس فارس :" شفا فيها شيء ؟"
رأت شفتاه تتحركان لكنها لم تفقه ما قال .. لم تفقه وسط ضياع احاسيسها الا لشعورها الغريب
كانت ملامحها تائهة .. ما جعل فارس يتوقع الأسوء ...
مشى بخطوات ثقيلة تجاهها مبتعداً عن مكتبه ..
اقترب اكثر واكثر منها .. فأحست زينة و كأن شي يتعاظم بداخلها مع كل خطوة تقّربه منها ..
فخافت من هذا المجهول .. شيء لم تعرفه من قبل ولا تريد معرفته ..
تراجعت للخلف .. فارس :" زينة .. ايش فيها شفا ؟؟ قولي لي "
هزت رأسها بحيرة .. هناك شيئاً ما اصابهما الاثنان ..
شيء واضح على صفحة وجهه وشيء متجسداً فيها ..
لا تفهم لماذا اصبح كل شيء بهذا الثقل على صدرها ..
بلعت ريقها :" ما .. مافيها شيء ..!"
وقف فارس امامها :" زينة لا تخافي .. ارجوكِ قولي ايش فيها؟؟ "
هزت رأسها وقد زادت انفاسها حده ..: لِما لا يبتعد .. لِما هذا الشعور في داخلي ...!!
صاحت فجأة وهي تتراجع بسرعة :" ما ادري ما ادري ... مافيها شيء .. روووح عني "
ثم لفتّ و ركضت بعيداً لخارج القسم ..
فزع فارس لما اصابها ... ردة فعلها تعني ان هناك مكروه ما اصاب شفا ..
تبعها الى باب القسم وهو يناديها .. لكنها لم ترد وابتعدت عن عينيه ..
وقف لا يدري ماذا يفعل .. ثم فكر قليلاً ..
و استدار عائداً الى مكتبه .. دخل ورأساً ذهب ليفتح ادراج المكتب باحثاً عن هاتفه ..
وجده وضغط على رقم ما ..
انهار على الكرسي وهو يتنهد متمنياً ان لا تكون توقعاته صحيحة ..
ثم وقعت عيناه على علبة زرقاء ملفوفة بشريطٍ ابيض , تتوسط مكتبه ..
ما هذا ؟؟؟؟؟؟
مد يده ليأخذ العلبة ...لكن شخصاً على الخط الآخر اجابه ..
:" آلو .. هلا فارس "
فارس بصوت جعله طبيعياً :" هلا دلال .. كيفكم ؟"
شعرت دلال بصوته مخنوقاً :" طيبين .. خير فارس ايش فيك ؟"
تنهد .. لقد أحست ..:" لا مافي شيء .. بس .. امم .. ااا"
دلال بخوف :" فارس في شيء صار لا قدر الله "
ازاح يده عن العلبة ..
واخذ يمسد نونته بضيق :" لا ان شاء الله مافي الا الخير .. بس .. ابيكِ تتصلي بزينة "
دلال :" خير .؟؟ ايش فيها ؟؟"
فارس :" ما ادري دلال .. قالت لي بتروح عند شفا .. سألتها ليش .. هربت "
دلال بصوت مستغرب :" هربت ..!!! .. شكلك مهاوشها صح ؟"
هز رأسه وكأنها تراه :" لا .. انا اظن ان شفا فيها شيء .. ما ادري دلال اتصلي بزينة وأسأليها "
دلال :" اممم طيب .. يالله "
فارس بسرعة :" و دلال ... طمنيني بعد ما تكلميها .. "
صمت قليل ثم :" ههههـ طيب فارس .. يا حظها زيوون ايش هالاهتمام فيها هاه "
قطب حاجباه .. ماذا ..؟ .. اهتمامي بزينة ..!! ما الذي تقصده ..؟
فارس :" انتي ايش تقولي؟؟ ... دلال المهم طمنيني .. انتظرك "
بصوت مداعب :" ان شاااء الله ولا يهمك "
... اقفل الهاتف .. ثم ركز نظره مرة اخرى على الهدية .. حملها ونظر اليها ..:.
لمن هذة الهدية ..؟ و لماذا توجد على مكتبي .؟
لا يعقل ان تكون لي ..!! ..واذا كانت اذاً مِن مَن تكون ؟؟
قرع الباب حينها .. فبسرعة فتح احد الادراج و رمى الهدية فيها ..
:" ادخل "
دخل احد الاشخاص وكان اباً لمريض ما ..


~~~~

غسلت وجهها مرة اخرى .. ثم رفعت نظراتها الى المرآة ..
تطلعت الى عينيها .. لا تفهم ..!
ما الذي حدث لها ..؟؟
سحبت محارم ورقية وجففت نفسها بعصبيه .. ثم استندت الى الحائط ..
تشعر بثُقلٍ حول قلبها .. ليس ضيقاً .. لكن احساس يخنق انفاسها ..
يمتد من قلبها ليصل الى قمه حنجرتها ..
يمنعها من التنفس بحرية .. كأنه قيدٌ يقيدُها ..
و كله بسببه .. هو ..:" هو الذي يسبب لي هذا الشعور "..
هزات متتابعة عليها افزعتها ... شهقت .. ثم بعد لحظة استوعبت انه هاتفها ..
بيد مرتجفة بحثت عنه في جيب معطفها واخرجته ..
نظرت الى الاسم ... انها ام بسام .. ماذا تريد يا ترى ..؟
تركت الهاتف يهز مراراً .. لا تستطيع االرد الآن .. انها حتى لا تستطيع الكلام
تحتاج الى هوااء نقي .. ينعشها ويردها الى طبيعتها أولاً
بعدها تستطيع ان تواجه اي شخص ..
خرجت من دورة المياة النسائية ..( وانتنّ بكرامة )
ثم مشت بوجه صامت الى المصعد .. ركبت و لم تتحدث ..
كان هناك ممرضاً يعرفها حياها بمرح ... وردت على تحيته بجمود ..
حدثها فلم تتجاوب معه .. سكت الاخر متعجباً .. مابها زينة ..؟
خرجت بخطوات هائمة الى خارج المستشفى ..
كانت واجهته واسعة امتدت على اطرافه الاعشاب ..
و كثير من الناس والمرضى قد انتشروا بين جنباتها ..
مشت عبر الممر الذي يتوسط الحديقة .. و اخذت تتنشق الهواء بثقل ..
اخذت تفكر .. فهام وجهه على صفحة افكارها .. شتمت ثم هزت رأسها بعصبيه ..
:" اوووووف منك ... ريحنييي عمااااا "
هزات مُلحة تُحرك معطفها .. اخرجت هاتفها .. انها دلال ..
لما هذا الالحاح .. ماذا تريد منها الآن ..
اخذت تنظر الى شاشته وهي ترسل نظرات غاضبة
اصِمت .. اصِمت الآن هيا اصِمت ..
لم يكن ليستسلم حتى تظهر قرونٌ من رأسها .. فصاحت وهي ترفع عينيها الى السماء
:" الوووووووو نعم نعم ايش فيي ؟؟ "
دلال بفزع :" يابسم الله ... الناس ترد بـ هلا وهذي تنافخ .. ايش فيكِ يا بنتي ؟"
( برطمت ) زينة :" نعم دلوو .. ايش تبي ؟"
دلال :" ما ابي شي .. بس اتطمن عليكِ وعلى شفا "
عقدت زينة حاجباها :" شفوي بخير وانا انازع .. ليش ؟"
دلال :" ههههههـ لا تفاولي على نفسك ومصع "
زينة :" هاااه .. يا خراب بيتك من شفا لو تدري انك سرقتي كلمتها .. ومصع حقها وحقوق النشر محفوظة "
دلال :" هههههههههههـ ايش اسوي من عاشر قوماً .."
زينة :" اقول لا تخرفي .. توك الا يومين عارفتها "
دلال :" بس حبيتها من قلبي "
زينة بعينان شبة مغلقتان :" طيب .. ايش تبي ؟"
دلال :" ما ابي شي .. بس فارس اقلقني يبي يتطمن عليكِ "
زادت نبضات زينة .. وجف حلقها .. ما الذي يريده منها .. الا يتركها وشأنها لثواني فقط ..
دلال :" آلوو .. زينة انتي معي ؟؟"
تحجرش صوتها :" اي .. دلال .. انا بخير اكلمك بعدين "
ثم اغلقت الهاتف ... ابتلعت ريقها .. فارس يريد ان يطمئنّ عليها ..!!
زفرت زفرة طويلة وهي تحاول ان تهدأ نفسها ..: اوووه يا الهي ماذا اصابني ..؟
انها عطشة عطشة جداً ...
ذهبت لتروي عطشها .. و ابتاعت بعض من عصير التفاح في المقهى الارضي ..
جلست على احدى الكراسي وفتحت ِغطاء العصير ثم شربته دفعت واحدة ..
فأتاها صوت قريباً منها :" ياااي .. طول عمرك بهالقرف ما تتغيرين انتي ؟"
نظرت نظرة جانبيه الى ذلك الصوت الرفيع ..
ورأتها .. بهندامها و جمالها الصارخ .. كشرت زينة واعطتها ظهرها ..
:" وسن .!!! ..انتي من وين طالعة لي ؟؟ "
ضحكت وسن بطريقتها المتعالية :" تدري يا شينة .. ايش اللي محيرني فيكِ ؟"
ضغطت زينة على اسنانها .. تكرهها .. تكرهها وتكره الاسم الذي اطلقته عليها ..
زينة بهمس حاد :" تعرفي ان ما انقلعتي الحين شنو بيصير لكِ .."
وقفت وسن بعيدة عنها :" يااي .. شو هالالفاظ السوقية .. شينة انتي عمرك ما راح تصيري بنت "
صرخت زينة :" انقلللللللللعي "
تغضنت ملامح وسن بفزع .. ثم تحركت بكعبها العالي لتخرج من المقهى مسرعة ..
تكاد تصطدم بالاشخاص امامها ..
ردت زينة بوجهها الى الامام :" اوووف .. يا كرهي لها هالغولة "

زينة و وسن وشفا كانوا جميعاً يدرسون بنفس الدفعة .. عندما اتت زينة لأول مرة الى هنا
كانت تشعر بالغربة .. و ما زاد الطينة بله هو مواجهتها لـ وسن التي اخذت تكيل لها المكائد ..
لكن شفا ساعدت زينة في مواقف عدة .. لم تنسها ..
منذ تلك الايام اصبحتا صديقتان و روحً واحدة في جسدان ..
اما وسن لم تحبهما يوماً... واعتبرتهما عدواً لها .. وخاصة لم تحب زينة ابداً... لانها تعاديها بالمثل ..
بعد التخرج والعمل في المستشفى .. لم تعودا ترياها الا نادراً .. وذلك من حسن الحظ ..

~~~~

في تلك الغرفة .. جلست جود تشعر بالصداع ..
لما لم يأتي اخيها بعد ؟؟
ان وجودها وحيدة يجعلها تفكر كثيراً ..
ولم تكن تحب التفكير فهو يتعبها و يضعف من رغبتها في الحياة ..
قطبت جبينها و تطلعت الى تلك النافذة خارجاً ..
ثم بدون تحكمٍ منها فكرت به .. واخذت تحدث نفسها :..
ما الذي يفعله الآن ..؟
الدنيا عنده مظلمة في هذا الوقت ... لكني لا اعتقد انه نائم ..
هل .. "اغمضت عينيها" .. هل مازال يفكر بي كما أفعل انا ؟؟
ألا زلت ازور احلامه كما في الماضي ..؟
أم انه نسي أمري و محاني عن باله وحياته ...؟!!!
شعرت بخديها يبردان ..انها دموع تسيل ببطء كما حياتها ..
دموعٌ ترثي قصتها الموؤدة في مهد قلبها ..
رفعت يداها وغطت وجهها لتنوح بصمت ..
وبين شهقاتها خرج اسمه يتجرع الموت في كل حرف :" عليي .. علي .. سامحني ..يا علي "
---
عادت ذاكرتها عند نقطة محددة .. عند لحظة النهاية ..
يومها .. كانت سـ تسافر للمعالجة .. فقضت جُل وقتها بين بنات عمها لتودعهم ..
قضوا سهرة طويلة ..متعبة .. نامت فاتن وهدى بعدها...
لكن جودا لم يغمض لها جفن وهي تفكر بـ فراقها الآتي مع علي ..
وجدت قدماها تأخذانها الى حديقة المنزل .. وهناك كان يقبع فارسها متأملاً القمر ..
وقفت خلف احد اعمده الحديقة تختلس اليه النظر بقلب نابض ..
و كأن النبضات حواراً تشكل بين قلبيهما فقد قال :" جوود .. هذي آخر ليلة ..!!"
بُهتت .. كيف شعر بها ..؟
لم تُجبه الا بهمسه مترددة .. وهي متصنمة بمكانها ..
علي :" جود .. وعد مني .. راح انتظرك للنهاية "
توسعت عيناها لكلماته .. و اهتز كُل كيانها .. بدأت دموعها تسيل بلا صوت ..
و طأطأت برأسها الى الارض .. لتغرس فيه أول جروحها :" لا تِنتَظِر .. مو راجعة "
لم يلتفت علي .. لانه يفقه تماماً صعوبة موقفهما .. فـ كيف اذا تلاقت النظرات ..
علي بإصرار :" بترجعي .. بترجعي .. كل يوم بأدعي ربي يرجعك لنا .."
هزت رأسها رافضة ..و همست :" علي .. انا جثة تنتظر يوم دفنها "
و بصوت مخنوق :" جود .. ارحمي هالقلب .. لا تشيبيه بهالكلام .. خلي املك كبير "
ببكاء :" خلاااص علي .. اعتبرني ميتة .. وكمل حياتك .. نحن انتهينا "
ثم ركضت مخلفة ورائها .. شظايا قلب مكسور ..
---

عندها دخل جاسر الغرفة وهو يتحدث على الهاتف ..
:" أي علي انا متابع معاك كل شيء عالإيميل .. انت بس .."
و صمت عندما رآى اخته بتلك الحالة .. جرى ناحيتها و جلس بجانبها ..
ملقياً هاتفه على السرير عند قدميها.
امسك بيديها وابعدهما :" جوود ..؟؟"
كانت دموعها تسيل كـ نهر جارف يخدش حياء وجنتاها ..
سألها بقلق :" جوود .. ايش فيكِ حبيبتي ؟"
لم تستطع ان تقل اي كلمة في سيل نياحها .. فـ رمت بنفسها على صدره
و أخذت شهقاتها ترتفع أكثر .. حاول تهدئتها :" بس جود .. بسم الله عليكِ .. خلاص اهدي "
و لم يفلح الا بزيادة معيار بكائها .. جاهدت :" جـ جا .. جاسـ ـ ر "
مسح على رأسها بمواساة :" حبيبي انا معاكِ .. اووش .. بس خلاص "
جود بصوت متألم :" انا تعبت .. تعبت خلاص .. بموووت جاسر .. بمووت .. بأرتاح .. تـ عبت "
اغمض عينيه بألم .. ضمها اكثر .. وهو يشعر بنفسه تتمزق اشلاءً
وكأنها وردة قد حُدت أشواكها .. كلما تمسك بها اكثر .. آلمته .
جود وجاسر .. منذ ولادتها كُتب عليهما ان يتجرعا من كل كؤوس الحياة سوياً ..
يضحكان معاً , يبكيان معاً , يفرحان معاً و يتألمان معاً .
الشيء الوحيد الذي اختلفا فيه .. هو ذرف الدموع ..
فـ جاسر منذ حمل جود على عاتقه .. قد أقفل على دموعه و حبسها بشكلٍ مؤبد في داخله
فقط لأجلها .. فدموعه ستكون الضعف الذي يكسر قوته ..
قوته .. وقوتها .. كبت دموعه 14 سنة .. لتكون قوته سنداً لها ..
و لكن في ظل هذة الظروف .. أصبح الامر على جاسر صعباً .. لم يعد يملك القوة للصمود ..
فـ صعبٌ ذلك الاحساس ..
أن تخفي دموعك .. و تداوم على مسحِ دموع الغير ..
كم من الدموع قد تراكمت على قلبك يا جاسر ؟.. وكم تستطيع التحمل وحدك ؟

~~~~

لم يكن جاسر و جود وحدهما من يتجرع ألم هذة اللحظات ..
فهناك في مكان يبعد آلاف الغيوم ..ومئات البحيرات و البحار ..
على ارضِ وقوفٍ أخرى .. كان يقف ..
وبيده الشيء الوحيد الذي يصله بها .. ارتجفت يداه و ارتعشت انفاسه بداخل رئتيه ..
و بلورة وحيدة هوت من مغارة عينيه ..
نادا بيأس :" جاسر .. آلوو .. جاسر .. جود .. رد علي .. آلوو " ..
ثم انهار ليجلس على سريره .. يتنفس بشدة ..
صوتها .. كلماتها .. العذاب المطل في حروفها .. كل ذلك شرارات احرقته ..
غطى وجهه بألم ..:" جوود .. ليتني أموت وتاخذين حياتي .. ليتني اقدر أفديكِ بيها ..آآآه ياربي صبرنا . يارب أشفيها ورجعها لي .. يا ربــــ "
و بجانب الغرفة مرّ طيفِ أُخته .. التي سمعت صيحات مكبوته تصدر من غرفته ..
اصابها القلق .. فطرقت على بابه :" علي .. علي ايش فيك ؟؟"
لم يجيبها ولكن صوته ما زال يصل الى مسامعها ..
خوفها عليه حركها .. فـ فتحت الباب قليلاً .. ثم أطلت برأسها للداخل وهي تناديه :" علي"
رأته جالساً على سريره وقد نكس رأسه .. وصدرت عنه تمتمة غير مفهومة ..
دخلت واغلقت الباب ورائها .. ثم تقدمت ببطء وعيناها تمسحانه ..
بصوت متفاجئ عندما رأت دموعه :" علي .. انت تبكي ؟؟"
اشاح بوجهه للناحية الاخرى .. و بتحجرش :" ايش تبغي يا هدى ؟"
وقفت امامه بيدين مضمومتين الى صدرها :" ايش فيك علي ؟ قول لي "
تنهد ومسح وجهه :" ما فيا شيء .."
نظرت اليه بآسى .. انها تعلم ما به .. لانها تشعر بشيء مشابه لمشاعره ..
تقدمت وجلست بجانبه .. وضعت يدها على كتفه ..
همست :" علي .. مشتاق لـ جود .؟" كان تصريحاً منها أكثر منه سؤالاً ..
عندما نطقت بإسمها .. أفلتت منه آهه متعذبه ..سكن قليلاً ثم اخفض رأسه ليريحه على قدميها ..
علي :" هدى ... نفسي اكون معها .. نفسي اداويها و اساندها .. مو قادر اصبر اكثر ..
اشتقت لها .. وغير مرضها بُعدها .. بُعدها قاتلني ..آآه"
حزنت عليه .. : اعلم كيف شعورك .. اعلم يا اخي كيف شوقك .. فهو يعتمل بقلبي ايضاً ..
مسحت على رأسه .. انها تعرف مقدار ما عانى اخيها ...
تعرف منذ البداية بما يختلج قلبه من حب تجاه جود ..
لقد عاشت و هي ترى حبهما يكبر ويكبر ببراءة و طُهر ..
و كانت متأكدة بأنهما يوماً ما سـ يضمهما عشٌ ملؤه السعادة والأمان ..
لكن ..! .. لم يكن ما حدث في حسبتهم .. لم تعرف ان للقدر دوماً كلمة أخرى ..
و للمولى خُطط لنا لا نعلمها .. تُسيرُنا ولسنا بـ مخيرين ..!!
ثم اضطرت لترى حب أخيها يذوي مع اعاصير الزمن و صعوباته ..
مثله .. مثل حبها الصامت ..
حبها الذي سكنّ قلبها وعاش فيه دهراَ ..
حبها الذي لم يرَ النور ولا تدري ان كان سيأتي اليوم الذي تتفتح فيه براعين ذلك الحب العذري ..
الذي رافقها منذ طفولتها لمراهقتها .. ومازال لهذة اللحظة يمدّ قلبها بالنبضات ..
همست هدى :" علي .. يا اخوي اذكر الله "
خبأ علي وجهه .. يريد ان يُخرج كل ما بأعماقه .. يريد ان يرتاح .. و هدى هي أقرب شخصٍ له
من بعد جود :" هدى .. ريحيني يا اختي "
ابتسمت هدى .. كلما شعر اخيها بالضيق يأتي و يطلب منها هذا الطلب ..
و دوماً يكون صوتها بلسماً لجروحه ..
بصوتٍ ناعم تخشع له حنايا النفوس اخذت ترتلُ بآياتٍ عظيمه من القرآن الكريم ..
مسحت رأسه و اكملت ترتيلها بخشوع ..
بدأ علي تدريجياً يشعر بالسكينة تتسلل الى نفسه .. ثم دون ان يشعر غاب في سباتٍ مريح ..
ابتسمت هدى ورفعت يدها للسماء :" يارب ريّح قلب اخوي وقلب جود .. يا رب اشفيها ورجعها لنا ..
يارب .. اعين جاسر على مصيبته وقويه " ..
ومع صمتها .. صمتت جزئيات الوجود .. لتبقى النبضات وحدها صامدة .

(( صدق الذي قال .. ان القرآن راحة للنفوس ..
فعلاً ترتاح القلوب به و تزول الآم بقرائته ..
انه اعظم كتاب في الوجود .. يحمل بجعبته كلام الجليل العزيز
يضم كل حلول البشر .. همومهم ومشاكلهم .. حلول حتى لاصغر الاشياء
ولكن أين هو الآن بيننا ؟؟
اين موقعه بين كتبنا ؟؟ ..
نجده في رفوف المنازل قد اصبح زينة .. طال عليه الزمن وتجمعت الاغبرة على غلافيه
" الا من رحم ربي "
كم اهملناه .. وكم تجاهلنا وجوده ..
انغمسنا في التعلم والتزود في ثقافات اخرى ..
يشير الناس بالبنان .. هذا انسان مثقف ومطّلع على شتى العلوم ..
وعندما تسأله أتحفظ كتاب الله ... يجيب نافياً ..
يفكر معظمنا " وانا اولكم " بـحبنا الشديد للقراءة .. نعم انا مثقفة
وعائلتي فخورة بوجود مثقفة مثلي بينهم .. احب القراءة و نهش الكتب
لأكن صادقة .. احب فقط الكتب الادبية .. وخاصة الروايات والقصص ..
اذاً كم جميل وجود هذة الموهبة والهواية لديكِ ..
فهل تعطين قبساً من هذا الاهتمام لقرآنك ؟؟؟
" لست هنا لأحاسب حتماً .. ولكن لأذّكركنّ حبيباتي في الله "
اقرئي ماشئت من العلم المحمود ..
ولكن ضعي في اولوياتك دوماً .. القراءة الدائمة للقرآن الكريم ..
حتى لا يظلم قلبكِ غاليتي ..
لا تتركيه .. فتكوني من هاجري القرآن ..
لا احد منا يحب ان يوسم بهذا اللقب .. فلما لا ننمح انفسنا حتى لو القليل من الوقت لله ولكتابه
تفكروا يوماً سـ يأتي وتختفي صفحاته الغالية لتصبح بيضاء
حينها من يبحث فـ ليبحث .. لن نجد القرآن وقتها الا في قلوب حفظته ..
فداومي على قرائته .. و حاولي حفظه ..
جعلني الله واياكنّ من حفظته .. اللهم سهل علينا حفظ كتابك وتطبيقه ..
آميــــن يارب العالميــن
))

~ الجـ 2 ـزء ~

في وسط المدينة كانت السيارات مكتظة و خاصة في ذلك الشارع عند تقاطع الاشارات الرباعي ..
وقف بسيارته المستأجره في قلب الزحام الشديد ..
كلهم في استعدادٍ للضوء الاخضر الذي يطلق سراحهم من الانتظار المذموم ..
تأفف وهو ينظر في كُل الاتجاهات .. مدّ يده ليشّغل المذياع ..
قلبّ في محطاته ولم يشده اي شيء ..
اقفله .. ثم نظر الى هاتفه .. لِما لا يتصل بـ زينة ..؟
طوال الامس أخذت تتجنبه .. و دلال طمأنته بأن لا مكروه حصل لا لـ شفا ولا لـ زينة
رغم ذلك بات ليلته في يقظة لتلقي اي خبر ..
امم .. فكِر .. فكِر .. ما الذي يجب فعله يا فارس ؟؟
ثم طرأت على باله تلك الفكرة .. نعم .. سيذهب بنفسه ويطمئن عليها ..
هذا ما يجب ان يفعله ..؟
لما لا تتحرك السيارات .. هياااا .. في هذا الوقت وكُل الناس تتوجه الى عملها
تُصبح الطرقات العامة .. كابوساً لا بد منه ..
تأفف مرة اخرى .. هيا انا على عجلة من أمري لما لا تطير السيارات ؟؟
طرأت على باله فكرة أخرى .. نعم .. يجب ان يفعلها فوراً ..
اتصل بأخته :" آلو .. سلام عليكم .. دلال اسمعي .. لا تسوي غدا .. لالا انا عازمكم اليوم عالغدا ..
اي و بأكلم زينة وشفا تجيب اخوانها بعد .. اكيد .. عالساعة 3 اتجهزي انتي والاولاد ... لالا
راح اخذهم اول وبعدين اجيكم .. المكان .. ممم مفاجأة .. يالله سلام "
ثم بحث مرة اخرى في قائمة ارقامه وتوقف عند اسم ..:" تجنن بلد "
و بعد تردد اتصل .. رن الهاتف عدة مرات ولم تُجب .. اتصل مرة اُخرى ولم يتلقى اي رد ..
همس :" فين راحت هذي ..؟ "
وحاول للمرة الاخيرة فأجابت :" نعم من ؟؟"
ابتسم واسند رأسه :" السلام عليكم "
كانت زينة لتوها انهت حماماً سريع .. عندما خرجت لترى رقماً غريب يتصل بها ..
تجاهلته لكن اتصاله مرتين جعلها ترُد علّ الامر هام ومستعجل .. من يدري ؟؟
سمعت صوتً مألوف ولكن لم تميزه :" وعليكم السلام .. مين معاي ؟"
كان يريد ان يكون جاداً او يغيظها.. لكن ذلك سيضائل فُرص موافقتها على الغداء :" هذا أنا فارس "
شعرت زينة فجأة بقدماها تأبيان حملها .. فهوت على كرسيٍ كان خلفها ..
زينة ببرودة عكس ما بداخلها من نيران :" من اعطاك رقمي ؟"
فارس :" اخذته من دلال .. زينة اتصلت عشان اعزمك على الغدا "
توسعت عيناها بدهشة ...!!!!!!!!!!
يدعوها لتناول الغداء .. ما باله هذا الابله ايظنها مثل هؤلاء الامريكيات ؟؟
هل جُن ؟؟؟؟.. يبدوو ان مكوثه هنا افقده عقله وانساه تقاليده ..
صاحت :" نخرج في موعد !!!!!!! .. تخبلت انت !!!!!!!!"
كان فارس مستعداً لأي رد فعل منها .. متوقعاً دائماً الاسوء ..
ولكن هذا الشيء الوحيد الذي لم يتوقعه ..
اطلق ضحكة كبيرة .. ما هذا الهراء الذي تقوله ..؟؟
انها بلهاء حتماً .. وهو لا يقوى على بلاهتها التي باتت تزيد يوماً بعد يوم ..
ضحك :" هههههـ اووه يؤسفني اخيب ظنك لكن .."
قاطعته بحنق :" ومن قالك اني ابغىىىى اصلاً اخرج معاك .. انت اخر واحد ممكن افكر فيه بالدنيا "
اخيراً انطلقت السيارات فأنطلق هو الآخر :" ما عليه .. وانتي بعد آخر وحدة ممكن افكر بيها "
كلامه بشكل او بآخر أثر فيها .. فصرخت :" اجل فااااااااارق "
ثم اغلقت هاتفها بعصبيه ورمته على السرير .. :" البقررر .. البقررر يعني انا ميته عليه .. وجــع "
ووقفت مغتاظة لتخرج كل غضبها في جيني التي كانت نائمة ..
مؤخراً فاض الأمر بـ جينفر لتصرفات رفيقتها العصبية ..فطلبت ان تُنقل زينة لشقة آخرى ..
ان علمت زينة بذلك .. فـ >> وداعاً يا جيني <<
نظر فارس الى هاتفه .. :" اووف .. خسرت الفرصة .. يالله بحاول عشان خاطر شفا "
وابتسم وهو يفكر فيها ..

~~~~

فتحت عيناها ببطء .. ثم نظرت حولها بنظرات فارغة .. و ميتة
بدأت تستوعب شيئاً فشيئاً .. من هي .. و أين توجد ..
اغمضت جفونها بعنف .. يا الهي لِم لا تموت وترتاح .. لِم يجب ان تذوق مراره هذة اللحظة كل يوم ..
جاءها صوتٌ مرح :" اخيراً صحيتي .. صباح الخير "
فتحت عيناها لتقعان على وجهٍ طلتّ من عينيه الطيبة والحنان ..
همست بدهشة :" آنسة شفا ..؟؟!!!!"
ابتسمت شفا وهي تقترب حامله معها صينيه الافطار :" شفا وبس .. كيفك جود ؟"
رفرفت جود بعينيها وما زالت غير مستوعبة وجود شفا هنا ..معها ..!!
جود :" متى جيتي ؟؟"
ضحكت شفا :" اممم من ساعة تقريباً .. ايش رأيك بهذة المفاجئة ؟؟"
قامت جود لتجلس وتواجهها :" يااه ما تتصوري قد ايش انا فرحانة بوجودك هنا .. الله .. يعني جاسر بالفعل حقق لي اللي ابغاه "
وضعت شفا الصينيه جانباً وبدأت تبعد الشراشف عن جود :" جاسر ..! مين جاسر ؟"
جود ببسمة :" جاسر اخوي .. راح تقابليه اليوم .. دايماً يجي الساعة 9 ونصف "
اومأت شفا برأسها :" اها .. طيب يالله قومي غسلي وجهك واتوضي .. فاتك الفجر صح ؟"
جود بتساؤل :" الفجر ؟؟ .. اممم انا .. لا ما صليته "
لكزتها شفا بدعابه على خدها :" معذورة .. بس لا عاد تعيديها .. انا ما بخليكِ "
ابتسمت جود ووقفت لتذهب الى الحمام ( وانتنّ بكرامة ) بمساعدة شفا ..
غسلت وجهها واخذت تتوضأ ..
شاعرة بإنتعاش و نشاط غاب عنها منذ مدة ليست قصيرة ..
خرجت بعد فترة لترى جود قد غيرت لها ملاأت سريرها و جهزت لها سجادة بجانب جهة الضيوف ..
نظرت اليها شفا وابتسمت :" جبت لكِ هدية بسيطة اتمنى تكون بمقاسك "
واشارت بإصبعها الى السجادة وشرشف الصلاة المرافق له ..
مشت جود و الغرابة تتلبسها .. لم تكن يوماً بهذا الاهتمام للصلاة او ما يتعلق به ..
لكن وهي تتلمس الشرشف بين يديها شعرت وكأنها لم تتلقى هدية بهذا الجمال في حياتها ..
التفتت لشفا .. وقالت بصدق :" شكراً .. احلى هدية جاتني "
بانت السعادة على وجه شفا الجميل .. وتقدمت بقرب جود لتحضنها ..
تصلبت جود لثانية .. وقد غشت مشاعرها .. فرحة عجيبة .. وكأن فرحتها متفاجئه من نفسها ..
بادلتها الحضن .. ثم ابتعدت .. لتنظر الى شفا بعجب ..
شفا :" هذي القبلة جهزت السجادةا لكِ .. ادعي لي معاكِ جوود .. ولا ما استاهل ؟"
جود بشعورٍ لا يُفسر :" اكيد .."
ساعدتها شفا في ارتداء شرشف الصلاة ثم :" انا راح اتركك تصلي براحتك .. راح ارجع بعد ربع ساعة تمام ؟"
اجابتها بهزة رأس .. ثم خرجت شفا من الجناح ..
نظرت جود الى الشرشف عليها .. ثم الى السجادة .. وقفت .. و غمرها احساسٌ فظيع بالأمان ..
منذ متى لم تصلي بهذة الوضعيه يا ترى ؟؟
منذ متى لم تلمس جبهتها ارض السجدة ؟؟ .. كانت فقط تصلي نائمة .. وبالاشارت ..
والآن .. شيئاً تجدد فيها .. انها تريد ان تصلي ..
و كأنها وعت للشوق الكبير الذي يكمن في مقابر نفسها للقاء الله ..
يااااه لِم لم تشعر من قبل بهذا الشوق ؟؟. لما فقط الآن ..؟
صلّت و قد ارتعشت اطرافها و غشا الدمع عينيها .. يا الله ..
كنت قد نسيتُك ولم تنساني ..
يا الله ..

عندما عادت شفا وجدت جود ما تزال على وضعيتها جالسة هناك ..
اقتربت منها وسمعت نحيبها المنخفض .. فجثت ارضاً بجانبها ..:" جود ..؟"
رفعت جود رأسها .. و نظرت الى شفا ..
ثم انقضت عليها تضمها بفرحة " شفاا .. شكراً لك .. شكراً مرررة "
شفا بعجب :" على ايش جود ؟"
ابتعدت جود عنها لتشير بعجز لنفسها و لسجادتها :" على هذا .. على هالاحساس .. شفا شكراً "
ببسمة :" لا تشكريني .." ورفعت اصبعاً للأعلى :" اشكري اللي فوقنا واللي عمره ما نسينا "
طأطأت جود مؤيدة وهي تحمد الله ..:" ياااا رب لك الحمد والشكر "
شفا :" الحمدلله .. تقبل الله صلاتك "
احتارت جود ماذا ترد .. فسألت :" ايش يردوا ؟"
ضحكت شفا :" قولي آمين .. منا ومنكم صالح الاعمال "
فرددت جود ما قالته شفا لتوها ... وقامت لتخلع الشرشف وتطبقه ..
ثم جلست على احدى المقاعد ..
شفا :" جود ما تبغي تفطري ؟"
جود :" الا ابي .. بس تمللت من السرير ابي افطر هنا .. ممكن ؟"
ابتسمت وتحركت لتجلب الصينية :" اكيـد .. بالعكس افضل لك "
ووضعت الصينية امامها .. :" هاه قلتي اذكار ما بعد الصلاة .. واذكار الصباح ؟"
احمر وجه جود خجلاً و أسفاً ثم بصراحة :" مو حافظتهم "
شفا :" ولا يهمك .. قولي وراي الحين .. وبكره ان شاء الله اجيب لك حصن المسلم .. اوكي ؟"
جود بفرحة :" اوكي "
ثم اخذتا ترددان معاً الاذكار .. وبعدها تناولت جود افطارها بشهية ليس مجبرة ككل مرة ..
بعدما انتهت اخذت تتحدث مع شفا التي تقيس مستوى معدلات اشارات جسدها الحيوية ..
جود :" انا فرحانة مرة انك ممرضتي الخاصة .. كنت اظن ان جاسر ما يقدر ينقلك لـ هنا .."
قطبت شفا حاجباها وهي تسجل القراءآت :" ينقلني هنا ..؟"
جود بنية طيبة :" امم .. انا طلبت من اخوي جاسر يطلب نقلك لـ هنا .. والحمدلله انتي معايا "
صدم كلامها شفا .. لكنها لم تُظهر اي أثر على ملامحها بل سألت بشكل عادي
:" يعني اخوكِ طلب نقلي لـ هنا ؟"
هزت جود رأسها مبتسمة .. ما اشعر شفا بشيء من الضيق ..
ذلك يعني انها لم تُنقل لقدراتها و لجدارتها بالعمل .. بل نُقلت تحت طلبٍ خاص ..
انها لا تستحق ان تكون هنا .. لا تريد اخذ مكان غيرها ظلماً .. ذلك ليس عدلاً ..
جود :" اخوي مررة طيب .. اي شيء اتمناه يحقق لي هو .. صدقيني شفا لما تقابليه راح تحبيه "
استنكرت شفا ما سمعته .. :" جوود ..!"
نظرت جود اليها ..
ثم استوعبت الملاحظة الاخيرة التي القتها :" آآ .. آسفة .. بس قصدي .. يعني انه ينحب "
هزت شفا رأسها .. ثم عندما شاهدت الآسى قد ظهر على جود
ابتسمت :" اكيد .. مدام ان اخته جود "
ضحكت جود وشعرت بالراحة .. :" خفت زعلتي مني "
شفا :" انا ابداً ما ازعل من اخواتي "
جود بـ ود :" الله .. انا اختك ..؟؟ ... شكراً .. شكراً "
شفا :" هههههـ ومصع لا عاد تشكريني مرة ثانية ولا على قوله زينة لا اقرمعكِ ههههـ "
جود :" ههههـ اسفة .. ايش يعني ومصع ؟؟ .. ومن هيا زينة ؟"
اخذت شفا تعيد اجهزة القياس الى الحقيبة :" يا ستي ومصع يعني باللي يمصع رقبتج على قوله اخواننا الاماراتيين اما زينة هذي .. صديقة عمري .. ان شاء الله بتتعرفي عليها "
جود :" يعني هيا مثلك حلوة و طيبة ؟"
ابتسمت شفا :" الله يسعدك قولي آمين .. وهيا حلوووة مرة و عسل واطيب منها ما شفت "
جود :" آمين .. بس انا شفت اطيب منها "
شفا ببراءة الاطفال :" لاااا .. من بتكون اطيب من زيوون ؟"
جود بابتسامة كالحرير :" انتي "
شفا وضمتها جانبياً ..:" والله انتي اللي طيبة يا جوود "
ضحكا معاً ثم صاحت جود فجأة بفرح :" جااسر انت هنا ؟؟؟"
رفعت شفا عيناها لتصدما بالرجل الواقف عند باب الجناح
وقد تسمّر مكانه وكأنه صنم .

~~~~

هذة المرة هو من آتى متأخراً .. فكرت وهي تنظر اليه من ثقب باب استراحة الممرضات ..
همست :" فين كنت يا فاقد الحيا؟؟ .. وجع انا لما اتأخر تهزء فيا .. انت عااادي ولا كأنه صار شيء اووف "
لمسة على كتفها افزعتها .. فصرخت بصوت منخفض ..
نظرت للاعلى خلفها .. :" نيكوول .. كدتِ تصيبيني بسكتة قلبية "
نيكول بإستغراب :" ما الذي تفعلينه عندكِ يا زينة ؟"
توترت زينة ووقفت لتذهب عند خزانتها :" لا شيء .. ماذا ترينني افعل .. لا شيء طبعاً "
نيكول بنظرة جانبيه :" هل تتلصصِّين على احدٍ ما؟ "
تلعثمت زينة :" ماذا ؟؟ لا لا بالطبع ومن تظنين انني اتلصصُّ عليه .. ههههـ هل فقدتي عقلكِ "
فتحت نيكول الباب ثم نظرت للخارج وردت تقول :" اهاا .. هل هناك شيئاً ما يتعلق بالمشرف فارس "
اوقعت زينة نوتتها من يدها .. ثم انحنت لتلتقطه :" بالطبع لا "
نيكول بنبرة متهمة :" زينة .. انتِ تحاولين ايقاعه في شباككِ .."
اوقعت زينة النوتة مرة اخرى :" ماذا!!!!!!!!!"
اقتربت نيكول منها وهي تهز رأسها :" نعم .. انتِ معجبة به .. وتريدين ايقاعه في شباكك كي يكون تحت تصرفك .. وبالتالي يقيمُكِ .."
قاطعتها زينة بهستيرية :" أجننتِ لترمي مثل هذا الكلام في وجهي .. اسحبي ما قُلتِه الآن هيااا "
رغم فزع نيكول الا انها تكتفت بيديها وقالت ببرود :" لن اسحب ما قلته لانه صحيح "
صرخت زينة وهي تقرّب وجهها انشاً لوجه نيكول :" لاااا انه غير صحيح "
بقرف مسحت نيكول وجهها :" انه صحيح .. وابعدي فمك الضخم عني .. لعابك غطى وجهي "
زادت عصبيه زينة فصرخت :" نيكول ان لم تختفي من امامي الآن فسـ .."
قطع كلامها انفتاح باب الغرفة .. فنظرت كليهما اليه لتريا فارس وقد وقف بتجهم منتظراً تفسيراً لهذا الصراخ.
فارس :" ما الذي يحدث هنا ؟"
زينة بإجابة فورية :" لا شيء "
رفع فارس حاجباً واحداً .. :" أتعنين ان صوتكِ الواصل لآخر الرواق كان يرتفع بدون سبب ؟"
زينة :" قلت لك مافي شيء ... امور خاصة بيني وبين نيكول "
نيكول :" لا تتحدثي بالعربية .. ماالذي يدريني ربما تلبسين لي جريمة ما وتضعين اللوم عليّ دون ان اعرف"
زينة وهي تحول نظراتها اليها :" اصلاً انتي بكبرك جريمة "
كادت ضحكة تفلت من فارس .. لكنه امسكها ..وقال بجدية :" احم .. ما زلت انتظر تفسيراً "
نيكول بنظرة تحدى لزينة :" سأخبرك بالحقيقة دكتور فارس "
توسعت عينا زينة ... ما الذي ستقوله هذة الحمقاء .. ستفضحها ..
فسارعت بالقول :" دكتور فارس .. لقد قبضتُ على نيكول تتلصصُّ عليك بالجرم المشهود "
فغرت نيكول فمها بدهشة وبإستنكار :" انها تكذب .. انا من رأيتها على ذلك الحال دكتور "
زينة بنظرة تأنيب لنيكول :" افااا عليكِ .." ثم بالانجليزية :" اوه لا تكذبي يا نيكول "
ثم اكملت بالعربية :" مو هذا العشم فيكِ يا بنت الانجليز "
ضحك فارس لحركاتها .. : والله هالبنت خبلة ..
نظرت نيكول الى فارس ورفعت يدها :" دكتور ارجوك دعني اشرح لك "
فقفزت زينة بالمنتصف :" أرأيت انها تعترف وهذا شاهدٌ عليها .." ثم اشارت بيدها الى الباب ..
نظر فارس بغرابة الى الباب وسأل :" كيف يكون شاهداً ؟"
فأقتربت زينة من الباب وامسكت به :" تلصصّت من خلال ثقبه .. أليس كذلك يا ايها الباب "
وحركته :" هيي تكلم لا تفشلنا " ...
انبله فارس وهو يتطلع الى زينة .. :" هالبنت خبلة و بمرتبة الشرف بعد ..
نيكول :" دكتور فارس صدقني صدقني انها تكذب .. هيّ من كانت تتلصصّ عليك "
اخذ فارس ينقل نظراته بينهما .. فتأففت زينة و اخذت تراقص حاجباها للأعلى والاسفل
وتقول :" هاه فارس ..انا بنت ديرتك .. صدقني احسن لك "
..:. هالبنت خبلة مع مرتبة الشرف وبجدااااارة ..
ضحك فارس وهز رأسه باستسلام :" حسناً كلاكما كفى كلاماً وشجاراً .. هيا الى عملكما "
انصاعت نيكول الى اوامره وخرجت .. اما زينة فقد عادت الى خزانتها لتخرج اغراضها ..
فارس وهو ينظر الى ظهرها :" آنسة زينة عملك ينتظرك "
ردت عليه دون ان تلتفت :" بأخذ اغراضي أول"
وقف ثم قرر ان يحاول مرة اخرى :" امم اليوم عازم دلال عالغدا بره .. وقالت لي اعزمك انتِ وشفا واخوانها .. فأيش رايك ؟"
بهدوء حلّ عليها :" آسفة .. اِعتذر لدلال عني "
فارس :" وليش لا ؟"
تنهدت زينة .. اخرج واذهب بعيداً .. قربك يضايقني :" بدون سبب "
فارس :" يعني رافضة عشان العزيمة مني .. طيب ايش ذنبها دلال ؟"
اغلقت زينة خزانتها ثم قالت :" مو بسبب شيء .. مالي مزاج اطلع .. روحوا لوحدكم "
فارس :" زينة اعتقد اذا ما جيتي .. الآنسة شفا ما راح تجي "
مشت زينة لتخرج :" اكيد "
لكن فارس وقف في طريقها ينظر اليها نظرة قوية ممتزجة بذرة رجاء
وقوفه هكذا قريباً منها أشعرها بالاختناق .. والضعف .
فارس :" مو عشاني يا زينة .. عشان الصغار يفرحوا .. ممكن ؟"
كانت عيناه تترجاها بطريقة صامته ..
فكأنها فقدت الوعي للحظات ونُومت مغناطسياً همست :" طيب"
ابتسم فارس وشكرها ثم التفت وابتعد ..
تبعته نظراتها وهي تشعر انه كل لحظة يخطف شيئاً منها ..
كل لحظة تفقد جزءً .. يملكه فارس..
وما زالت لا تفهم .. ما الامر .


~~~~~

وهنا تقف الريشة عن رسم النبضة التاسعة

آملة انها نالت اعجابكنّ ... لا تحرموا لوحتي اطلالتكنّ الفريدة ..

شكري وامتناني لدعمكنّ

بإنتظار تعليقاتكنّ بشوق ..


دمتنّ بحفظ المولى

ضياع نبضة .

BENT EL-Q8 02-09-08 06:41 PM

كالعادهـ نبضهـ اكثـــر منـ رائعهـ
تسلمـ ايدجـ عليـهـا
سبحانـ اللهـ
ناسـ منـ اولـ ما نشوفهمـ نرتاحـ لهمـ وناسـ منـ اولـ ما نشوفهمـ وبدونـ ما يسونـ لنـا شيـ ما نرتاحـ لهمـ ومهمـا حاولو يتقربونـ منــا نصدهمـ
هذا حالـ "جود "
حيلـ فرحتـ لفرحتهـا بوجود شفـا معاهـا
وانـ شاء اللهـ دومـ الفرحهـ
وسنـ
شكلهـا مو سهلهـ ابدا واذا عجبهـا شيـ تعتبرهـ نتـ ممتلكاتهـا وتسويـ كلـ اليـ تقدر عليهـ عشانـ توصلهـ
ويا ويلهـ اليـ يقربـ على شيـ تعتبرهـ لهـا
زينهـ
هلـ مشاعرهـا وتلخبطهـا لما تشوفـ فارسـ حبـ!!
اللهـ يستـر
شفا
الحمد للهـ انـ عدتـ الاغماءهـ على خيـــر
اللهـ يشفيهـا
فارسـ
لهدرجهـ يحبهـا!!
عليـ
يا جذيـ الحبـ يا لا
اللهـ يشفيـ جود ويردهـا لهـ سالمهـ
تقبليـ مروريـ

لــولــي 02-09-08 09:53 PM

مساء الخير

يسلموو على هالاجزاء الروعه

يعطيك الف عاافيه

همس الروايا 03-09-08 08:19 PM

السلام عليكم ورحمه الله

ههههههههههههههه وربي جني اول مرة اقراها

خخخخخ زيووون الخبلة متى بتعقل ..

تدري نبووضة ماشاء الله قصتج حدها ممتعة حيييييييل

يعني قد ما اعيد واكرر بقرايتها ما اشبع وما اوقف ضحك ..

هههههههههههههههههههه اختي دشت علي تقول لي هووو شفيج تخبلتي

وطرااااااااق راسي في الدريشة من زووود الضحك ..

اقولها تعالي اقري وياي .. مع انها موبفاهمة شنو السالفة الا انها ماااتت ضحك على زيوون

خخخخخخخخ لو تدري شنو بيصير عقب جي لا تييها جلطة >> بعيد الشر عنها هع

تابعي غنااااتي وانا وياج ..

تسلمييييين ..

(( نبووووضة متى تنزلين البارت ال18 كلنا على نااااااااااااار ))

احبج في الله ..

سلامي

ضياع نبضة 03-09-08 10:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 (المشاركة 1621595)
كالعادهـ نبضهـ اكثـــر منـ رائعهـ
تسلمـ ايدجـ عليـهـا
سبحانـ اللهـ
ناسـ منـ اولـ ما نشوفهمـ نرتاحـ لهمـ وناسـ منـ اولـ ما نشوفهمـ وبدونـ ما يسونـ لنـا شيـ ما نرتاحـ لهمـ ومهمـا حاولو يتقربونـ منــا نصدهمـ
هذا حالـ "جود "
حيلـ فرحتـ لفرحتهـا بوجود شفـا معاهـا
وانـ شاء اللهـ دومـ الفرحهـ
وسنـ
شكلهـا مو سهلهـ ابدا واذا عجبهـا شيـ تعتبرهـ نتـ ممتلكاتهـا وتسويـ كلـ اليـ تقدر عليهـ عشانـ توصلهـ
ويا ويلهـ اليـ يقربـ على شيـ تعتبرهـ لهـا
زينهـ
هلـ مشاعرهـا وتلخبطهـا لما تشوفـ فارسـ حبـ!!
اللهـ يستـر
شفا
الحمد للهـ انـ عدتـ الاغماءهـ على خيـــر
اللهـ يشفيهـا
فارسـ
لهدرجهـ يحبهـا!!
عليـ
يا جذيـ الحبـ يا لا
اللهـ يشفيـ جود ويردهـا لهـ سالمهـ
تقبليـ مروريـ

هلا وغلا :[ بنت الكويت ]:

يسعدلي هالطلة :friends:

الله يسلمك يالغلا .. وكلامك فعلاً صحيح ..

تعليقاتك على شخصياتي اطربتني ..

وانتظري القادم سيفاجئك ..

لا تحرميني من طلتك الرائعة .. ممتنة لأنكِ هنا ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 03-09-08 10:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لــولــي (المشاركة 1621835)
مساء الخير

يسلموو على هالاجزاء الروعه

يعطيك الف عاافيه

هلا وغلا :[ لولي ]:

مسآآء الانوآآر يالغلا ..

الله يسلمك ويسعد قلبك :)

لا تحرميني من طلتك الحلوة ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 03-09-08 10:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الروايا (المشاركة 1623356)
السلام عليكم ورحمه الله

ههههههههههههههه وربي جني اول مرة اقراها

خخخخخ زيووون الخبلة متى بتعقل ..

تدري نبووضة ماشاء الله قصتج حدها ممتعة حيييييييل

يعني قد ما اعيد واكرر بقرايتها ما اشبع وما اوقف ضحك ..

هههههههههههههههههههه اختي دشت علي تقول لي هووو شفيج تخبلتي

وطرااااااااق راسي في الدريشة من زووود الضحك ..

اقولها تعالي اقري وياي .. مع انها موبفاهمة شنو السالفة الا انها ماااتت ضحك على زيوون

خخخخخخخخ لو تدري شنو بيصير عقب جي لا تييها جلطة >> بعيد الشر عنها هع

تابعي غنااااتي وانا وياج ..

تسلمييييين ..

(( نبووووضة متى تنزلين البارت ال18 كلنا على نااااااااااااار ))

احبج في الله ..

سلامي

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

هلا وغلا :[ همووس ]:

مشجعتي هنا وهناك :dancingmonkeyff8:

الله لايحرمني من طلتك الغالية ..

:rfb04470: الحمـــدلله فرحتيني .. وان شاء الله دوم ضحكة هنا وفرح ..

بس لا تكثري الضحك لانه يميت القلب :(

الله يسعد قلبك دبوووه .. و احااااااول قدر جهدي اني انزلها بأقرب وقت :)

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 03-09-08 10:44 PM

v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة العاشـرة ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :
" للماضي أشباح و أطياف تسكُنُ حاضرنا "

~ الجـ 1 ـزء ~

تأخر اليوم عن اخته بسبب الزحام .. لكنه أخيراً وصل الى المستشفى ..
كان يعلم انه اول يوم تداوم تلك الممرضة شفا على جود
وكان منتظراً كيف ستجرى الامور .. لكن عندما وصل الى جناح اخته .. وسمع قهقهاتها ..
لم يصدق اذنه .. هل فعلاً جود تضحك بهذة السعادة ؟؟
دخل بهدوء للغرفة .. ورآها هناك .. جالسةً تضحك وبجانبها فتاة ..
تركزت في البداية نظراته على جود .. مندهشاً لرؤية وجهها يشع .. والفرحة مرتسمة عليه ..
ثم بعد ذلك حول نظراته بتردد الى الفتاة جانبها ..
ورآها ... ذات الخيال الابيض ..
انقطعت انفاسه فجأة .. ووقف ينظر اليها ... انها .. انها .. مألوفة بشكل كبير له
ربما ليش مظهرها ما أوحى له بذلك .. لكن شيئاً ما في روحها ..
وكأنه رآها في حياة أخرى .. لكن لا يعرف أين ..؟؟
و كأنه يعرفها منذ زمن بعيد .. لكن لا يذكر متى ؟؟
انها .. انها .. لا يدري ماذا .. لكنها تعني شيئاً له ..
افاق من افكاره عندما سمع اخته تصرخ :" جااسر انت هنا ؟؟؟"
رفعت الفتاة عينيها هي الآخرى لتنظر اليه .. وكانت نظراته هو مركزة عليها ..
عندما رآها تغص بصرها و تقف حامله حقيبه اجهزة ما .. اشاح بنظره الى اخته ..
و رغم ابتسامه على شفته :" السلام عليكم .. آسف ما كنت ادري ان في احد كان دقيت الباب "
ردت جود و شفا السلام .. واستأذنت شفا لتذهب لكن جود اوقفتها ..
امسكت ذراعها بفرح وكانت جود بطول شفا .. وكأنهما بنفس العمر حتى ملامح شفا الطفولية لم تميز عمرها.
وبنبرة سعيدة :" جسوور .. هذي هي الممرضة شفا .. " ثم نظرت الى شفا :" شفا .. هذا اخوي جاسر "
ابتسمت لها شفا وخطفت نظرة تجاة جاسر هامسة :" تشرفنا"
نسى جاسر ما يجب عليه ان يقول وهو يرى الخجل المرتسم على صفحة وجهها ..
جود بإبتسامة :" الشرف ليااا انا واخوي شفا .."
تنحنح جاسر وهو يقول :" اذا مشغولة في شيء .. انا ممكن ارجع وقت ثاني "
كان يوجهه حديثه لـ جود .. لكن شفا اجابت :" لا مافي شيء .. تفضل .. انا استأذن و اذا احتجتِ اي شي جود اضغطي على الزر اللي جنب السرير .. "
جود :" اكيد شفا "
مشت شفا بخطوات منتظمة وعيناها قد تركزت على الارض ..مرت بجانب جاسر لكن بمسافة كافية تفصل بينهما ..
كان جاسر ينظر بعيداً احتراماً لها ... فكان واضح عليها انها فتاة محافظة و محترمة ..
عندما مرت بجانبه .. احس بألفه كبيرة .. ولكن بغرابة ايضاً ..
ركضت جود وحضنته :" جسوري شكراً شكراً شكراً حبيبيييي .. احبك اخووي .. مررة شكراً "
ضحك والفرحة تملؤة لمرآها :" انا ما سويت شيء .. بس انا بعد احبك "
سحبته من ذراعه ليجلس على المقعد وجلست بمقابله :" شفتها .. جسوور ايش رايك ؟؟ مررة طيبة مو؟"
ابتسم :" اهم شيء انك مبسوطة حبيبتي "
قفزت جود بنشاط :" مررة مبسوطة .. شوف شوف جابت لي هدية .. "واخذت تريه شرشف صلاتها المعطر بريح المسك ..
جاسر ببسمة :" حلو .. ماشاء الله من وين جابت المسك هنا "
جود :" ما ادري .. جسوور ابي ارد لها هدية .. بس مو عارفة ايييش اشتري لها .. بليييز ساعدني "
ضحك جاسر .. وهو يرى اخته بهذا الحماس و الفرحة ..
مر وقت طويل لم يرها بهذا الشكل .. يبدو ان شفا ستحمل تغييراً لحياتها ..
ويبدو ان وجودها بات احتياج فطري .. لها .. وربما له ..
اخذ يتفقان ما نوع الهدية التي من الممكن ان تعجبُ شفا ..

~~~~

في الخارج كانت شفا تقف حائرة ..
انه هو ..!!
ذلك الشخص الذي رأيته من قبل .. هو اخَ جود ..!!
هو من نقلني الى هنا ..؟!!
شعرت شفا بالقلق .. منذ ذلك اليوم الذي رأته فيه تيقظت حواسها ..
وعلمت ان هناك شيء ما سيأتي من وراءه ..
( راجعوا النبضة الخامسة الجزء 2 >> مسوية يعني انو مجلة قصصية خخ )
حسناً مهما كان لن تقبل بهذا الوضع .. طالما تمّ تحت طلبٍ خاص ..
أثرت فيها رغبة جود بوجودها .. لكن هذا الـ جاسر ..
لا تدري انها تشعر بأنه من الافضل ان تكون بعيده عنه بُعد قناة النيل ..
سمعت احداً ما يناديها فتطلعت ورأتها ويلما ..:" شفا تعالي مكالمة لكِ من قسم الامراض الباطنية"
تعجبت شفا .. لا بُد انها زينة .. ولكن لما لا تتصل على هاتفها الخاص بدل هاتف القسم .!!!
اخذت السماعة شاكرة ويلما :" هلا زيوون ايش فيكِ؟"
جاءها صوت فارس :" السلام عليكم .. انا فارس آنسة شفا "
تفاجئت لبرهة ثم بصوت مدهوش :" آآ .. اهلا دكتور فارس . وعليكم السلام والرحمه."
فارس :" امم آسف اني عطلتك على شغلك .. و طلبتك على غفلة "
لم تعرف ماذا ترد فبقيت صامتة والاستغراب يتلبسها .. لماذا يتصل بها فارس ؟
اكمل فارس :" اعتذر لكن بغيت اقولك ان دلال عازمتك انتِ واخوانك اليوم على الغدا بره "
تفاجئت شفا مرة اخرى :" آآ.. غدا .. اممم "
فارس ليحثها على الموافقة :" وزينة معنا بعد .. تشرفينا آنسة شفا ؟"
ترددت شفا لا تعرف ماذا تجيب هل ترفض ام تقبل ..
فارس لآخر محاولة :" بسام وتولين يبغوا يشوفوا اخوانك .. هذة فرصة الصغار يتجمعوا وينبسطوا "
صمتت .. ولكنها اخيراً قالت بتردد :" امم .. طيب "
تنهد فارس في سره براااحة ..:" تمام .. يصير الساعة 3 امر عليكم انتي واخوانك وزينة .. طيب ؟"
هزت رأسها :" طيب "
شكرها فارس وقبل ان يقفل :" و آنسة شفا .. ناديني فارس "
ثم اغلق الخط .. نظرت شفا الى السماعة بيدها و قد غمرتها الدهشة …!!
ما بال الدكتور فارس ..؟؟
و لماذا دوماً اشعر به يتصرف بغرابة معي ..؟
:" احم .. آنسة شفا ممكن اكلمك ؟"
التفتت شفا لتتصلب مكانها .. انه .. انه هو .. ماذا يريد ..؟
كانت تريد ان تعيد السماعة مكانها فبإضطراب وقعت ارضاً .. اعتذرت باسمة ..
وانحنت لتعيد السماعة .. :" امم تفضل سيد جاسر "
كانت ويلما على مقربة منهما فرآته :" مرحباً سيد جاسر .. كيف حالك .؟"
رد جاسر بصوتٍ رجولي :" بخير شكراً لكِ "
لوحت لهما ويلما وحملت بعض الاغراض لتذهب .. وتتركهما وحديهما ..
امتد الصمت لدقيقة .. لم يعرف كيف يبدأ جاسر فيها بالكلام وكأن الكلمات علقت في حلقه
وفقد قدرة التعبير ..
احست شفا بتردده .. فنظرت اليه ..ثم اشاحت :" امم هل هناك شيء ما سيد جاسر ؟"
اجاب بجسارة :" اردت فقط شُكرك لما فعلتي مع اختي "
شفا بحيرة :" لم افعل شيئاً يستحق الشكر .. هذي مهمتي"
لم تقل واجبي .. ولا عملي ولا وظيفتي .. ولا أمرٌ يحتمُ علي فعله .. بل قالت مهمتي
وكأن كُل همها في الحياة مساعدة الناس .. كان الامر كذلك فعلاً فالصدق ارتسم في حروفها ..
اعجب جاسر بالتواضع الصادق في كلماتها :" لم ارى جود منذ زمن طويل تضحك هكذا .. شكراً لكِ "
ابتلعت شفا ريقها ثم اخذت تحرك يدها بعصبيه وتحدثت بالعربية .:" امم سيد جاسر .. انت طلبت نقلي لهنا ؟"
استغرب جاسر تطّرقها لهذا الموضوع فأجاب بإختصار :" اي "
سحبت شفا نفساً عميقاً وتكلمت بسرعة وهي تنظر الى باب احدى الغرف :" سيد جاسر انا اعتذر عن قبولي بالاستمرار ..ما ارضى اكون بمكان ما استحق اتواجد فيه وغيري يستحقه .. اعذرني بس لازم اعتذر عن مهمتي في العناية بـ .."
جاسر عندما سمعها تبدأ حديثها قاطعها :" لكن يا آنسة .. انا قبل لا اطلب قبولك اطّلعت على ملفك المهني .."
بعين تتوسع :" كيف؟!!!"
سكت جاسر .. عندما رآى ملامحها تتغير بضيق ..
اخذت شفا تفكر ..: كيف سمح لنفسه بالاطلاع على ملفي السري .. هذا امرُ غير مسموح ..
لم تعد تطيق الوقوف والتحدث معه فقالت بصوت متضايق :" عن اذنك سيد جاسر "
والتفتت لتبتعد .. ولكنه استوقفها :" آنسة شفا .. ممكن تسمعيني ارجوكِ "
ترددت شفا لكنها وقفت مكانها ولم تلتفت اليه ..
بدأ جاسر يتحدث :" قبل ثلاث ايام اختي جود طلبت مني شيء عمرها ما طلبته من قبل ..
ثلاثة سنوات وهي تتعالج ومن مستشفى للثاني .. لدرجة انها كرهت كل شيء يتعلق بالاطباء وبالعلاجات ..
لكن صدمتني لما طلبت مني اطلب نقلك وتصيري ممرضتها الخاصة ..
اول مرة اشوفها تضحك وتفرح بهالشكل من فترة طويلة .. واليوم لما دخلت عندها
حسيت شيء فيها يتفتح .. كأنها رجعت تبغى تعيش ثاني ..
فـ ارجوكِ آنسة شفا لا تحرميها من هالشيء
لا ترجعي تخليها تذبل من جديد .. اترجاكِ "
وقفت شفا و ذبذبات كلماته تتردد بصداها على مسامعها .. كل كلمة قالها فاقمت شعورٌ ما لديها ..
و خاتمته البسيطة أثرت فيها كثيراً .. وخاصة .." اترجاكِ"
لم تشعر بحاجة شخص لها بهذا القدر من قبل ..
كلمة حروفها قليلة .. لكن معناها يمتد في كل الاتجاهات حتى لا يعد اي محيط قادر على ضم مقدارها ..
اكمل جاسر :" انا آسف آنسة شفا على تصرفي الغير لائق .. لكن صدقيني كانت نيتي حسنة ..
يعني لو شفت ان لك تقصير في اي شيء ما كنت طلبت نقلك .. لكن ما شاء الله سيرتك ممتازة
و شهادة الكل عليكِ طيبة .. فأنا مسلّم اختي تحت عنايتك وواثق انها في ايدي امينة "
لم تعرف شفا ماذا تقول فقد ابكمتها كلماته ..سمعته يعتذر مرة اخرى
:" انا اكرر اسفي .. و اتمنى تفكري في أختي قبل لا تنفذي قرارك .. وشاكر لك تفهمك "
ثم طرقت قداماه الارض بخطوات مبتعدة ..
اخذت شفا تفكر في كل ما قاله .. وبشكل غريب اقتنعت به .. وباعذاره ..
نعم .. ما ذنب جود ان تركتها وعادت لحيث كانت تعمل .؟
منذ رأت جود لأول مرة .. شعرت برباطاً خفي يربطهما سوياً ..
و عرفت ما الذي يجول بهذة الفتاة بنظرتها المطفأة و حماسها الخامد ..
تعرف شفا انه بإمكانها بتوفيق الله ان تخرج جود من حالتها..
ثم انها متأكدة انه لن يتم الموافقة على طلب نقلها ان لم تكن تتمتع بالامكانية المطلوبة منها ..
تنهدت و التفتت لترى الفراغ خلفها ..ذهب لكن ما زال عطره يجول في جزيئات الهواء ..
ستبقى هنا .. لأجل جود ..

~~~~

عند الساعة الثانية كانت زينة تساعد شفا لتجهيز اخويها ..
في الغرفة الصغيرة قبِع اربعتهم يتحادثون .. شفا تُخرج لبساً مناسباً لـ تالا
وتامر ينتقى حذاءٍ رياضياً مناسباً لما سـ يرتدي ..
وزينة تمشط شعر تالا و تعقصه في حركاتٍ غريبة لكن مميزة ..
شفا وهي ترفع تنورة زهرية :" تالا تعجبكِ هذي التنورة ؟"
أومأت اختها موافقة .. ثم اكملت شفا :" زينة ايش تعتقدي المناسبة من هذي العزيمة ؟"
زينة ترفع كتفيها :" والله علمي عِلمك شفوي "
شفا:" طيب ما كلمتي دلال و سألتيها ؟"
هزت زينة رأسها نفياً .. استغربت شفا من هدوء زينة ..
فأخذت تكوي ملابس اخويها :" زيون ايش فيك ؟"
انهت زينة تمشيط شعر تالا ..:" مافيا شي .. ليش فيا شيء؟"
شفا تتأملها .:" اي فيكِ شيء .. هادية زيادة عن اللزوم هاليومين .."
ضحكت زينة :" ههههـ قررت اجرب الرزانة يمكن تعجبني "
تامر وهو منشغل بتجريب احذيته :" هه عشم ابليس في الجنة "
زينة بوجه متبلد :" تامر ترى ماعندي قراميع اليوم .. فحلّ عني "
ضحكت شفا :" ههههـ انت ايش عرفك بهذا المثل ؟؟"
اجابت زينة عنه :" حضرة الاخ بسام .. احياناً يتفلسف شوي "
شفا :" اهااا .. يالله خذ تموور البس بنطلونك .. وبلوزتك "
مدت له يدها بعلاقة فيها ملابسه .. اخذها وغاب داخل غرفة التبديل ..
وقفت زينة لتفرد شعرها وتمشطه امام المرآة :" الا قولي لي .. كيف العمل في القسم الخاص ؟."
شفا :" آآه زيوون .. مرة حلو ومريح .. و جود حتحبيها لما تقابليها.. انا حبيتها "
تالا بزعل :" شفا .. تحبيها اكثر مني ؟"
اقتربت منها شفا وهي تحمل ملابسها الصغيرة :" يا قلبوو وهو انا اقدر احب احد اكثر ِمنك "
فجاء صوت تامر من داخل الخزانة :" يا سلاااااااام وانا وين رحت "
ضحكوا جميعاً .. فأجابت زينة :" انت يا حبيب قوليبي .. انا اللي احبك اكثر شيء "
تامر :" واااع … خلاص بطلت احد يحبني .."
ضحك الجميع ..زينة :" واااه تموور لا اقرمععععك "

~ بعد نصف ساعة ~

كانوا جميعاً يركبون سيارة فارس .. رغم ان زينة ارادت ان يستقلوا سيارة اجرة
لكن فارس لم يرضى .. ووقف الصغار بصفه فأضطرت شفا للرضوخ وبالتالي زينة ..
جلس تامر بجانب فارس .. والبقية في الخلف ..
فارس :" هلا تامر كيفك ؟"
تامر :" الحمدلله خالي فارس انت كيفك ؟"
فارس يتنهد في سره .. الحين صرت بخير ..:" الحمدلله تبسطك احوالي "
ثم نظر من المرآة امامه :" كيفك آنسة شفا .. وانتي تالا ؟"
شفا ببسمة :" الحمدلله بخير " .. وكررت اختها ما قالته .
فارس بنبرة ناعمة :" ان شاء الله دوم " .. ولا يدري لما احس بالحزن وهو يرى وجهها الطفولي ..
زينة كانت صامته تنظر الى خارج النافذة .. شعرت بالغثيان لنبرته ..
كانت تنتظر ان يسألها عن احوالها لكنه أخذ يتحدث مع تامر .. فشعرت بالغضب
لكنها صمتت .. لا تريد ان تتحدث معه... ولا تريده ان يحدثها ..
كأنه سمع افكارها وأراد اغاظتها :" آنسة زينة .. جات معاكم ولا كيف ؟"
ضحك تامر .. و رفعت زينة رأسها بحنق ..
تامر :" شوفها جالسة وراك "
فارس بخفه :" متأكد تامر .. مو سامع حسها .. غريبة !!"
زينة بتأفف :" انا مصدعة .. اسكتوا عني "
ضحكا معاً .. وقد زاد غيظ زينة لكنها لم تنبس بحرف ..
كانت شفا تراقبها .. شاعرة ان هناك خُطب ما فيها ..
انها تعرف صديقتها .. ولم ترها من قبل في هذة الحالة من الهدوء ..
فكرت انهما بعد ان يعودا ستحدثها بالامر .

~~~

في احدى المطاعم البحرية , حجز فارس طاولة عائلية كبيرة
وكان المكان جميلاً جداً .. ينقسم الى جزء داخلي وآخر خارجي مكشوف على المحيط
الجزء الداخلي احاط به ديكور اعماق البحار .. فكانت جدرانه عبارة عن احواضً ضخمة مليئة بالأسماك
وفي كل طاولة تتوسط اعشاب الطحالب والمراجين الصخرية المجسمة ..
جلس الجميع على احدى الطاولات الدائرية .. و تراص الاطفال بجانب بعضهم ..
تولين , بسام , تامر , تالا ثم شفا ..فـ زينة بعدها فارس .. وثم دلال بجانب ابنتها ..
دلال :" الله فاارس .. ذوقك حلوو .. المطعم جنااان مرة "
فارس :" افتتحوه قبل اسبوعين .. وقلت نجربه "
دلال بشهقة :" على كدا اسعاره نار "
ابتسم فارس ونظر خلسة الى شفا :" قليل عليكم .. تستاهلوا "
فكرت زينة بداخلها .. : "اصبر ان ما فقّرتك ما اكون زينة" ..
بسام وهو ينظر الى الحوض وراءه :" ياسلاااام .. تامر شوف شوف سمكة ابو نفيخة "
نظر تامر الى وراءه :" وااااو .. عظيم انها رائعة "
بسام يتمتم :" هييي لا تهرج عنقريزي انا ما افهم "
ضحكت دلال وفارس وشفا عليهما .. زينة :" ترى يقولك السمكة شبه وجهك "
تالا :" لالا .. يقولك قريت هيا واندرفول " فضحكوا مرة اخرى
زينة بعينان مشدودتان :" يا شيييخة .. يعني انك فهمتييه .. بدال لا تكحليها عميتيها "
تجاهلتها تالا وهي تترك كرسيها تمثلاً بـ تامر وبسام اللذان ذهبا الى الاحواض يشاهدان الاسماك ..
دلال تحدّث شفا :" شفا .. ماشاء الله اخوانك رهيبين "
تردّ عليها ببسمة :" تسلمي .. تراهم نص تربيتي ونص تربية زينة "
فارس بصوت رخيم :" ماشاء الله .. الله يحفظهم لكِ ويحفظك لهم "
شفا :" اللهم آمين "
نبرة صوته كانت تظهره بالرجل النبيل ... نظرت زينة جانبياً اليه وقد اسخطها تمثيله
..: يعني انك عاقل وفاهم .. يا شيخ رووح اتنيل انا عارفتك مغروووووور ..
التقط فارس نظرتها فقال يحدثها :" خير آنسة زينة في شيء مو عاجبك في المكان ؟"
بعين قوية :" اي .. انت .." .. ابتسم ليغيظها فكشرت في وجهه ..
دلال :" ههههـ لا احسن قومي اطعنيه بالسكين بعد "
امسكت زينة بالشوكة امامها بطريقة اوضحت رغبتها في حشر الشوكة داخل عينيه ..
فارس :" هههههـ خلاص اعتبريني مو موجود"
تكلمت تولين وهي تنظر الى الصغار خلفها :" ماما ثيبيني بلوح عدّهم "
ردت عليها زينة :" حبيبي انتي لوحي بث انتبي تاكلك الثمكة "
اخذ فارس ينظر اليها بطريقة غبية :" الحين انتي قاعدة تساعديها انها تظل لدغة "
زينة تنفخ :" وانت ايش لك دخل .. بنت اخوي وانا حرة فيها "
فارس بإستمتاع :" بنت اختي وانا ابغاها تصلح كلامها "
رفعت دلال يدها ولوحت بها :" ههههـ خلاااص بسكم بنتي وانا اربيها .. روحي حبيبي "
وتركتها تذهب لتنضم للبقية ..
شفا بتلقائية :" اي صح .. ترى الدراسات اثبتت ان معاملتنا للصغار هي اللي تحدد تطور قدراتهم او تراجعها "
ابتسم فارس :" معاكِ حق شـفا .. آآ ممكن عادي اقولك شفا ؟"
توترت شفا قليلاً وخاصة ان زينة تنظر لها بطريقة غريبة .. وكأنها تريد ضربها ..
دلال :" ايه .. اتركوا الرسميات للشغل .. هنا كلنا أخوان صح "
هزت شفا رأسها بهدوء وبإبتسامة :" طبعاً .. عادي دكتور فـ .."
فارس :" ءءء .. فارس وبس "
تدخلت زينة وقد زاد الضيق بها فصرخت :" جرسووووووووووون " .. ما جعل الجميع يفزع بمكانه ..
رأتهم ينظرون اليها وعلى وجوههم تساؤل فأبتسمت بمرح :" جوعانة "
دلال :" هههههههههههـ زينة .. الله يعقلك بس .. طيحتي قلبي "
فارس بتأنيب :" ما كان في داعي تصرخي .. كل اللي في المطعم يطالعوا علينا "
زينة بإبتسامة لتغيظه :" انا مجنونة .. اذا عندك مانع ليش عزمتني ؟؟؟"
عندها آتى النادل مسرعً وبيده المنيوو ليسلمهم اياه .. كان فارس يريد تقريعها ولكنه سكت عنها ..
فارس :" هاه ايش تحبوا تطلبوا ؟"
دلال :" انا ابي جمبري معايا توتو .. وبسام يحب اسكالوب "
فارس ينظر الى شفا :" وانتي شفا ؟؟ اخوانك ايش يحبوا ؟"
شفا دون ان تفتح المنيو :" أعشاب البحر .. و هُما جمبري بعد "
تدخلت زينة دون ان يسألها ..:" انا ابغى ممم " و
اخذت تنظر بحيره الى المنيو ..:" استاكوزة .. رز بشرائح السمك المدخنة .. شوربة الكالماري .. محار البحر بصلصة الكاري .. ستيك السمك .."
واخذت تعدد كل ما تقع عيناها عليه .. والثلاثة ينظرون اليها بتبلد ..
كان فارس ينظر ببلادة اليها .. فقاطعها :" انتي بتاكلي هذا كله ؟؟"
رفعت بصرها اليه .. ثم بإبتسامة حمقاء :" لا بس قاعدة اقرأ "
دلال وشفا :" ههههههههههـ "
ارتسمت بسمة على فارس رغم رغبته بخنقها :" طيب .. ايش طلبك ؟"
ردت تنظر الى القائمة بتفكير ثم :" كل اللي قلته قبل شوي "
ضغط على اسنانه :" من جدك ؟"
اقفلت المنيو واتكأت بظهرها على الكرسي :" لا من عمي "
دلال :" يالله زينة .. الرجال واقف .. قولي ايش تبي بلا استهبال ؟"
ابتسمت :" من قال استهبل .. ابغى كلللل اللي قلته "
همست لها شفا :" ما راح تأكليه .. حرام النعمة تترمي "
اجابتها :" لا تخافي شفووي .. انا جوعانة بأكلها "
دلال :" بتفقري اخوي على كدا "
نظرت زينة الى فارس مبتسمة وهي تحرك حاجباها :" مو هو عزمني .. يتحمل طلباتي "
ضم فارس يده بشدة .. ثم بإستسلام أخذ يردد طلباتها ليدونها النادل ..
قاطعته شفا وهي تقرص زينة من تحت الطاولة :" دكتـ .. امم فارس .. اطلب لها محار بالكاري وبس ما راح تأكل الباقي اعرفها .. "
زينة :" آآآي .. شفووي يعور يالدبه .. ومن قالك ما أكل .. "
اكملت وهي تنظر الى زينة :" ما راح تأكل الا المحار .. و اسكتي زيون ومصع "
ابتسم فارس لها .. انها اعقل من زينة ..:" هاه زينة .. بس تبي المحار ؟"
مدت زينة شفتها السفلى وهي ترى نظرة شفا المؤنبة :" اووف خلاص لا تطالعي لي كدا .. اوكي "
بعدما انتهي النادل من اخذ الطلبات .. اخذوا يتحدثون معاً في انتظار الطعام ..
اخذت دلال تحدثهم بأنها اخبرت زوجها بالموقف السابق الذي حدث في ذلك المطعم عندما تقابلوا وهجمت زينة عليهم ...
دلال :" هههههههههههـ والله لما قلت لـ زيد فرط ضحك عليكِ "
اغتاظت زينة :" وانتي ليش تقولي له .. وجع الحين يمسكها على زيوود "
دلال :" كيف افوتها وما اقوله ... تدري زعل عشان فات عليه الموقف هههههـ "
شفا بإستغراب وقد اخذت تعتاد على وجود فارس :" انا اللي مستغربته هو كيف زينة ما تعرف ان عندك اخ "
زينة :" اييييييي يعني الحين 11 سنة اعرفكِ ولا قد مرة عرفت بهالشيء "
دلال تشرح لها :" عشان فارس اخوي بالرضاعة و فين فيــن نتقابل "
اكمل عنها فارس :" نحن كنا سوا بس ونحن صغار .. لما اتزوجت دلال انا انتقلت هنا .. بس قبل 4 سنوات رجعت البلد .. وزرت دلال مرة .. بعدها صرنا نتواصل لكن مو دايم "
شفا بإستيعاب :" اهاا يعني لما زينة جات هنا "
زينة بغضب خفيف :" طيب ليش اول مرة اتقابلنا ما قلت لي انك اخوها؟؟ "
فارس :" اصلاً انا ما عرفت انك اخت زيد الا ذاك اليوم في المطعم وانا اكلم دلال "
دلال :" اي .. سألته كدا عنك قلت يمكن يعرفك دامه يشتغل بنفس المستشفى "
سألت شفا بفضول :" يعني انت ما عندك اخوات ؟"
ابتسم فارس لأهتمامها :" لا .. بس هي دلال اختي بالرضاعة .. انا وحيد والديني "
زينة :" عشان كدا مغروووور "
ضحك فارس ولم يرد عليها .. سألت شفا :" يعني انت ودلال بنفس العمر ؟"
اجابت دلال :" لا انا اكبر منه بسنة .. عمري 31 "
زينة :" طيب انت فين اهلك .. ليه كدا رامينك ؟؟"
سؤالها كان فقط لاغاظته .. لكن ملامح فارس الباسمة تحولت بجمود ..
فقال بصوت بارد :" انا ماعندي اهل "
ثم أستأذنهم ذاهباً ليغسل يديه .. عندما غاب عن انظارهم ..
صرخت دلال :" يالخبـــلة يا زييينة .. ايش عملتي ؟"
نظرت زينة الى شفا ثم دلال .. وبتعجب :" ايش سويت ؟؟ انا قلت شي غلط ؟"
كانت شفا ايضاً مستغربة من ردة فعله :" انتي كلامك خبل زيك ومصع "
زينة :" اوووه ما يسوى علي امزح طيب "
دلال انتقلت لتجلس على كرسي فارس بجانب زينة :" لا تجيبوا سيرة اهله قدامه "
زينة بهمس مماثل :" ليش دلوول ؟؟ لا يكون لقيط ؟؟"
ضربتها دلال على رأسها :" لقيط في عينك يالخبلة "
زينة :" آآآآي .. والله ما صرت خبلة الا من كثر ما ضربتيني على رأسي من صغري وجع "
ضحكت شفا وسألت :" طيب ليش دلال ؟"
همست دلال :" فارس ليش جا عاش هنا .. الا عشان يهرب من اهله "
زينة و شفا بفضول كبير :" طيب لييييش ؟"
دلال :" القصة طويلة ما ينفع اقولها هنا .. ايش رايكم تزوروني بكره ؟"
شفا :" لا لا .. اول الزيارة عندي .. تعالي بكره اتعشي مع بسام وتولين "
دلال :" خلاص اتفقنا .. جا فارس .. لا تقولوا شيء قدامه "
الاثنتان بهمس :" اوكي " ثم عادت دلال الى مقعدها ..
اقترب فارس ثم جلس ليرى ثلاثتهم يبتسمون له
نظر الى زينة لان نظرتها كانت معبرة :" خير ايش فيكم ؟"
زينة بإبتسامة :" معجبة " ثم صمتت مصدومة من كلمتها ..!!!!!!!!!
تطلعت لها شفا فاغرة فمها .. أحقاً ما قالته ؟؟؟
دلال :" ههههههههههههههههههههههههـ كشفناااااكِ "
احمر وجه زينة بشدة .. و كذلك فارس الذي شعر بالحرج .. ثم قال :" لا شكراً مستغني "
تنفست زينة بعنف :" مو قصديييي طلعت كدا .. عااااد من زينك بتعجبني "
ضحكت شفا ودلال ..واجاب هو وقد بدأ صدره يعلو ويهبط :" احسن بعد "
دلال :" زيووون .. لمي بقايا ماء وجهك واسكتي هههههههـ "
تأففت زينة ثم وقفت بعصبية قائلة انها تريد غسل يدها ثم ذهبت مسرعة ..
ابتسمت شفا واعتذرت بالنيابة عنها لفارس :" ترى ما تقصد زينة قلبها ابيض .. بس شوي لسانها .."
دلال تقاطعها :" هههههـ عادي شفا .. اللي يعيش مع زينة يوم واحد بس يعرفها على طبيعتها .."
فارس بهدوء :" لا تقولوا لي .. زينة حافظها صمّ "
ضربت اخته ذراعة مداعبة :" هااه .. ايش معنى زينة اللي حافظها .. هاه ما تقولي "
بان التوتر على فارس .. ثم نظر الى الاطفال هناك ..
وقال بصوت متوتر :" اروح اشوف الصغار ايش يعملوا "
ودون ان ينتظر ردهما وقف مبتعداً ..
ضحكت دلال وساسرت لشفا :" شفااا .. ما انتي شامة ريحة شي يصير في الخفاء ؟؟"
قطبت شفا حاجباها :" انا حاسة ان في شيء .. بس الله اعلم ايش ؟"
همست دلال بضحكة :" بكره انا وانتي نمسك زيون ونستنطقها "
وببسمة مؤامرة :" اي راح نخليها تعترف "
وضحكتا معاً ..



~ الجـ 2 ـزء ~

:" السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .. صباح الخيـ .. "
وانقطعت انفاسها عندما وجدت جود نائمة .. وبجانبها على الكرسي كان جاسر يعمل على حاسوبه ..
رفع رأسه ورآها ... ثم ابتسم وعيناه اضائتا ..
وضع حاسوبه جانباً ووقف .. بلعت ريقها ثم تقدمت بتردد الى ناحية سرير جود ..
جاسر بأدب :" وعليكم السلام والرحمه .. صباح الخير آنسة شفا "
ردت عليه ونظراتها على الورقة بيدها :" صباح الخير .. سيد جاسر "
وقف مكانه وعيناه تطوفان على السقف .:" امم شكراً انك بقيتِ "
هزت رأسها :" هذي مهمتي سيد جاسر ...ممم كيفها جود ؟ "
ابتسم ونظر الى اخته النائمة :" بخير .. بتفرح لما تصحى وتلاقيكِ "
طأطأت صامته .. ثم اخذت تقرأ ما سُجل من نشاطات الممرضة الليلية ..
عاد جاسر الى مقعده واخذ ينظر الى شاشه حاسوبه ..
كانت الارقام تتقافز امام ناظريه .. لكنه اضاع التركيز .. ولم يعد يفقه معناها ..
كان يشعر بتحركاتها وهي تعمل حتى دون ان ينظر تجاهها ..
اعجبه الصمت بينهما .. فـ تعجب .. لم يشعر من قبل بصمت بهذة اللذة ..أوجودها ما افتعل هذا الشعور ؟
مرتّ فترة بسيطة بعدها سمع شفا تقول :" كيف صار لها كل هذا ؟"
رفع بصره اليها ورآها ما زالت تقرأ ما بيدها .. فنظر حوله ...هل تحدثه ام تحدث جود ؟
تطّلع الى جود ما زالت مغمضةً عيناها .. اذاً تحدث من .؟؟
لم تتلقى الجواب .. فرفعت عيناها بنظرة خاطفة اليه .. ومع ذلك تلاقت نظراتهما ..
ارتجفت يدها و كحت ..
جاسر :" عفواً آنسة شفا .. سألتيني شيء ؟"
ترددت شفا لكنها اعادت سؤالها :" كيف .. كيف بدأ كل شيء .؟"
احتار جاسر كيف يبدأ سرد معاناة اخته .. فعاد ببصره الى الحاسوب يفكر ..
طال صمته فنظرت اليه لتراه يركز بنظره على حاسوبه .. ظنت انه لن يجيبها .. فأستدارت لتخرج
الا انها سمعت ..:" قبل 3 سنوات صار لها حادث .. صدمتها شاحنة .."
شهقت شفا بخفة وهي تستدير مغطيه فمها بيدها اليمنى ..
اكمل جاسر بصوت منخفض .. وكأنه يرى كل ما مرّ عليهما امام عينه .. كصورٍ تتراكم فوق بعضها البعض .
:" ورى التسبب بالحادث .. سبب احمد ربي انها ما تتذكره الحين .. بعد الحادث دخلت في غيبوبة طويلة ..
8 شهور وانا انتظرها تصحى وترجع لي جود القديمة .. والحمدلله رجعت لكن بـ جود ثانية ..
اول شهر ما اتذكرت اي شيء .. كنت ازورها يومياً و اتحمل نظراتها الخايفة ..
اشوف عينها تطالعني بخوف .. بجهل .. كأني انسان غريب لها .. وانا الوحيد اللي باقي لها وهي الوحيدة اللي باقية لي ..
لما بدأت تتذكرني و تتذكر عمي واهله .. فرحت .. وقلت الحمدلله .. ربي رحمها .. لكن ما اكتملت فرحتنا
الا و انهارت جود .. وصابها ورم خطير ..
سافرنا من بلد لبلد .. ندور علاج لها .. و من حالة لحالة .. مرة تطيب ومرة تنتكس .."
رفع نظره اليها وعيناه غائمتان .. فتلاقت نظرتهما ..
همس :" جود و انا تعبنا كثير ... اكثر من ما تتصوري "
رأت شفا في عيناه ألم و غربة .. ألم مشابه لما في داخلها .. حتى وجهه ارتسمت عليه المعاناة
معاناة ذاقت مثلها .. فـ شعرت بالحزن عليهما ... ليش الشفقة لكن حزن صادق ..
لأنها تفهم ما معنى ان ترى شخصاً تحبه يعاني و لا تستطيع مداواته ..
سقطت من عينيها دمعة حزينة .. التمعت في عينا جاسر ..
حينها كان جاسر ينظر بمناشدة الى شفا .. شاعراً بـ حاجته الى ان يشكي آلاماً ( ابشمته )
يشعر الآن برغبة شديدة لأن يخرج ما بجعبته من شكوى لها .. لها هي ..!!
وكانت الغصة تخنقه .. والكلمات منتظرة التدافع من فمه ..
عندها سمعا معاً صوت تنهد جود .. ثم بعد تحركها بضيق , فتحت عينيها ..
اشاح جاسر بوجهه للجهة الاخرى حتى لا تراه اخته بهذة التعابير ..
و لكن شفا لم تتحرك او تفعل شيئاً ..
عندما رأتها جود فرحت :" شفـااااا انتي جيتي ..؟"
ثم خبت فرحتها عندما رأت ملامح شفا الحزينة وآثر دمعة على وجنتها ..
جود بشهقة :" شفااا انتي تبكي ؟؟؟ ليش ؟؟"
جمعت شفا شتات نفسها ..ثم بلعت ريقها وهي تمسح وجهها :" اممم .. مافي شيء "
اقتربت من جود ببسمة :" كيفك اليوم ؟"
امسكت جود بـ يد شفا :" شفاا .. قولي ايش فيكي ؟؟"
لم تعرف شفا ماذا تقول .. ولكنها وهي تنظر الى عينا جود .. تذكرت امها ..
بـ همس :" بس تذكرت امي .."
تصلب ظهر جاسر عندما نطقت جود بذلك الاسم .. لا يريد اي سيرة عن الام تُفتح امام اخته ..
فألتفت بسرعة ..
سألت جود بقلق :" ايش بها امك ؟"
اجابتها شفا وهي تكابد دموعها :" تركتنا انا واخواني "
وقف جاسر و الدهشة مرسومة على وجهه .. حتى هيّ قد تركتها امها .. مثله ؟؟
عندما وقف جذب انتباههما .. فنظرتا اليه ..
سأل بدهشة :" تركتـ كم ؟؟؟"
هزت شفا بـ رأسها وهي تخفضه :" ربي أخذ امانته .. الله يرحمها "
حزنت جود و تقوست اطراف شفتاها الى الاسفل :" مثل ماما .. ماتت وانا صغيرة مرة .. ماعرفتها حتى "
تأوهت شفا .. ثم بدأت جود تبكي ..كان جاسر سيحضن اخته ويواسيها ..
لكن شفا سبقته واخذت تهمس في اذن جود :" آسفة جود ما كنت ادري .. الله يرحمهم جميعاً "
واخذت تمسح على شعرها بحنان .. و جاسر ينظر متصلباً الى ظهرها ..
صدر صوت جود مكتوماً من حضن شفا :" نفسي اعرف كيف كانت "
شفا بـ همس وهي تبعد جود عنها لتنظر الى عينيها :" جود .. مامتك كانت تشبهك كثير "
جود بتساؤل ودموعها تلمع كالبلورات :" جد ؟؟"
اخذت شفا تبتسم وهي تصف لها خيال امها ..
لا تعرف كيف هي ام جود لكن لا يضرّ ان اسعدتها بوصف امها
ابعدت شعر جود الى ما خلف اذنيها :" اي .. كانت حلوة مثلك .. وتحب تبتسم دايماً ..
بسمتها كلها حياة وفرح .. كانت تحب تنشد لك قبل لا تنامي .. و تحب تعلمّ الصح من الغلط ..
كانت مثل الحور .. جميلة و روحها صافية "
جود بنظرة تلمع نظرت لأخيها لتسأله :" صح جاسر كانت كدا ؟"
وقف هناك وكأن صاعقة اصابته .. لم يستطع ان ينطق بكلمة لكنه اومأ مؤيداً ..
ابتسمت جود بسعادة ثم القت بنفسها على حضن شفا وهي تشكرها ..
نظرت شفا الى جاسر تريد شكره لمساعدته لها .. لكنها رأت نظرة مصدومة على وجهه ..
نظرة اوحت بأكثر من الدهشة والصدمة .. نظرة فيها خوف وربما شكّ .

~~~~

بداخل احدى الغرف كانت زينة تعطي مريضها ابره وريديه ..
و قد رفع ضغطها بتحركاته الكثيرة ..
تأففت :" سيد توماس , ارجوك ان لم ترغب في ان تُكسر الابرة بداخل جسدك فلا تتحرك "
اجابها العجوز :" حسناً " ثم اخذ ينظر اليها بإعجاب ..
رمت زينة الابرة المستعملة وفتحت غيرها .. اخذت تسحب القدر المطلوب من المحلول ..
سأل توماس الرجل ذو الـ 74 عاماً :" هل أنتِ مرتبطة ؟"
نظرت اليه من خلال يديها المرفوعتان فأرتسمت شفتاها في خط مشدود :" لا شأن لك بذلك "
توماس :" اذاً انتِ مرتبطة .. هل تعرفين فتاة جميلة مثلك غير مرتبطة؟ "
ربطت ذراعه بحزام الشد :" لا أعرف .. أتعرف كم عمرك ياسيد توماس ؟"
أجابها وهو يبتسم والتجاعيد تكرمش وجهه :" ما زلت في عمر الشباب "
ضحكت زينة وقالت بالعربية :" اذاً انت الحين شاب اجل كيف لما تصير شايب ههههـ"
قال توماس بضيق وهو يشعر بوغزة الابره :" آآي ماذا تقولين .؟ هل تستهزئين بي ؟؟"
نفت ذلك :" لا فقط كنت أقول كم أنت مفعمٌ بالشباب سيد توماس "
عندها دخلت نيكول الغرفة .. فرأتها زينة جانبياً .. ثم اشارت اليها ..
:" هههـ ان كنت مصّر سيد توماس .. فـ نيكول شاغرة "
نظر العجوز اليها :" لا اظن ذلك .. فـ حبيبها مرسلاً اليها باقة زهور "
رفعت زينة حاجباها ثم التفتت لترى نيكول تحمل باقة رائعة :" نيكول .. اعترفي يا فتاة "
تطّلعت لها نيكول :" اعترف بماذا يا غريبة الاطوار " ثم خرجت من الغرفة الى الممر ..
انهت زينة عملها مع السيد توماس ثم خرجت مسرعة لتلحق بنيكول ..
رأتها تدخل غرفة الاستراحة فتبعتها الى هناك ..
عندما دخلت كانت نيكول تضع الباقة بجانب خزانتها .. فذهبت لتجلس وتحدثها ..
زينة :" هيا نيكول اعترفي لي من هو المعجب السريّ ؟؟"
نيكول بلا اهتمام :" اي معجبٍ سريّ ؟"
حركت حاجباها :" نيكوول .. منذ اتيتُ لهذا القسم .. و انا ارآكِ شهرياً تستلمين باقة زهور .. هيا اعترفي "
اشارت نيكول الى الباقة :" هذة ..؟ ... ههههههـ انتِ مخطئة انها لا تُرسل لأجلي "
بإستغراب :" لمن اذاً ؟"
اخذت نيكول تبدل معطفها بآخر نظيف :" انها للسيد فارس .. تعرفين لقد كُنت اعمل في قسم قبل هذا
وكان الدكتور فارس يعملُ فيه كـ طبيب وليش كمشرف .. وانا كنت ممرضته المساعدة ..
كانت تأتيه دوماً بطائق معطرة وباقات زهور .. فأمرني كلما اتت له هذة الاشياء ان القيها بعيداً واحرق البطاقات .. نفذت طلبه في باديء الامر .. لكن كانت الباقات جميلة ولم استطع ان القيها ..
فطلبت منه ان آخذها ووافق .. اصبحت احرق البطائق وآخذ الباقات "
أثار الفضول زينة فسألت :" و مِن مَن ترسل ؟؟"
بحركة لا مبالية :" كلها من شخص واحد .. لا ادري نسيت الاسم "
اشارت زينة الى الباقة :" ومتى استلمتِ هذة الباقة .؟"
نيكول :" لقد اتت هذا الصباح .. ومازالت البطاقة عليها "
توسعت عينا زينة :" حقاً؟؟؟" ثم قفزت مسرعة لتنهش الباقة باحثةً عن البطاقة ..
وجدت بطاقة صغيرة ... كُتب عليها ..
“Forgive me,I am still waiting you for the end
Romi “

صُدمت زينة و اخذت تمزق البطاقة غاضبة ..
من هذة المدعوة " رومي " وماذا تريد من فارس ؟؟؟؟
يجب ان تعرف .. يجب ان تعرف .





||~~~||


وهنا تتوقف ريشتي عن الرسم ..

هل أعجبتكنّ النبضة يا ترى ...؟

لن أعرف الا اذا اخبرتموني

شكراً لوجودكنّ .. كُل الامتنان اقدمه في كلماتي ..

والى الملتقى مع النبضة القادمة ..

مع حبي وودي ..

أختكنّ ... ضياع نبضة :flowers2:

BENT EL-Q8 03-09-08 11:20 PM

نبضهـ كلمهـ"روعهـ"قليلهـ عليهــا
يسلمووووو
شفا
ما شاء اللهـ عليـهـا بيومـ واحد ردتـ لهـا فرحتـهـا
كلامهــا عنـ امـ جود وجنهــا تعرفهـا
معقولهـ بسـ كلامـ ولا احساسهــا انـ فيـ شيـ يربطهمـ خلاهـا تقولـ جذيـ!!
زينهـ
اللهـ يستر منـ ردهـ فعلهـا
فارسـ
عندهـ ماضيـ كئيبـ ومحزنـ تشوقتـ اعرفهـ!!
روميـ منـ تكونـ
وهلـ اهيـ الطيفـ اليـ كانـ يقارنـ شفا فيهـ!!
جاسر
حرااامـ كســر خاطريـ واهو يترجى شفــا
كلـ هذا عشانـ اختهـ
اللهـ يخليهـ لهــا
جوود
الحمد للهـ وينـ كنـا و وينـ صرنــا
اللهـ يشفيهــا
تقبليـ مروريــ

اقدار 04-09-08 05:59 AM




كاتبة متميزة بلغة وحبكة وصياغة واسلوب متفرد وأكثر من رائع ..


وقصة تسرقنا لعمقها وأحداثها والعيش بين ابطالها ..



ماشاء الله تبارك الله ..








تثبت القصة وتميَّز



مبارك التميز ياضياع نبضة



عسى ان يكون حافزاً لكِ للتقدم نحو الابداع اكثر ..

ضياع نبضة 04-09-08 07:19 AM

الســلام عليـــكم ورحمـــه الله وبــركـــاته

~~~

@_@

بصـــراحـــة ما صدقت عيــني ..!!!!

دورت على القصــة هنا وهنآآآآك لأجل أنزل النبضة الجديدة وما لقيتهآآآآ

وبس أنتبهت انها قآآآبعة فووق .. عيوني طلعت من مكآآآآآآنها ..!!

ألـــف شكــــــر على هالتـميــز من قبلكم ..:rfb04470:

:dancingmonkeyff8:

غمرتونـــي بلطفكــم .. ويسعد قريحتي اعجابكم للروآآية ..

~~~

:flowers2:

دمتم بـ ود

ضياع نبضة 04-09-08 07:22 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 (المشاركة 1623514)
نبضهـ كلمهـ"روعهـ"قليلهـ عليهــا
يسلمووووو
شفا
ما شاء اللهـ عليـهـا بيومـ واحد ردتـ لهـا فرحتـهـا
كلامهــا عنـ امـ جود وجنهــا تعرفهـا
معقولهـ بسـ كلامـ ولا احساسهــا انـ فيـ شيـ يربطهمـ خلاهـا تقولـ جذيـ!!
زينهـ
اللهـ يستر منـ ردهـ فعلهـا
فارسـ
عندهـ ماضيـ كئيبـ ومحزنـ تشوقتـ اعرفهـ!!
روميـ منـ تكونـ
وهلـ اهيـ الطيفـ اليـ كانـ يقارنـ شفا فيهـ!!
جاسر
حرااامـ كســر خاطريـ واهو يترجى شفــا
كلـ هذا عشانـ اختهـ
اللهـ يخليهـ لهــا
جوود
الحمد للهـ وينـ كنـا و وينـ صرنــا
اللهـ يشفيهــا
تقبليـ مروريــ

:dancingmonkeyff8:

هلا وغلا :[ بنت الكويت ]:

يسلموو يالغلااا .. مرة شكراً لتشجيعك لي ..

الاروع وجودك معاي خطوة خطوة :)

كل اللي تبي تعرفيه جآآي مع النبضآآآت القادمة بإذن الله ..

وبمناسبة تثبيت القصة رآآح أطرح نبضتين :f63:

لا تحرميني من طلتك بنوتة ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 04-09-08 07:29 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اقدار (المشاركة 1624006)


كاتبة متميزة بلغة وحبكة وصياغة واسلوب متفرد وأكثر من رائع ..

وقصة تسرقنا لعمقها وأحداثها والعيش بين ابطالها ..

ماشاء الله تبارك الله ..


تثبت القصة وتميَّز


مبارك التميز ياضياع نبضة

عسى ان يكون حافزاً لكِ للتقدم نحو الابداع اكثر ..

:dancingmonkeyff8:

أهلاً وسهلاً بـ الكاتبة المتميزة :[ أقدآآر ]:

أولاً .. شكراً لـ ردّك هنا كم اغبطني وجودُ قلماً هائل مثلك في صفحتي (( تبارك الرحمان ))

ثانياً .. لكم أنا ممتنة لهذا التكريم من قِبلكِ .. أعتزّ بشهادتك في قلمي ..
و شكراً عدد ما حفّ السماء من نجووم ..

ثالثاً .. سيكون هذا دفعة لي للبذل والعطآآء لما هو أفضل و أكثر إفادة لي وللغير ..:)

لكِ تحيتي العميقة .. و امتناني الصآآدق ..

حفّك الله بالتوفيق والخير دوماً و أبداً ..

دمتِ بخير :flowers2:

ضياع نبضة 04-09-08 07:39 AM

v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة الحـادية عشـر ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة
:
" من يرى مصيبه غيره تهون عليه مصيبته "

~ الجـ 1 ـزء ~

دخلت الغرفة و رأت جود هناك لوحدها كانت غارقة في تدوين مذكراتها .. ابتسمت وخطّت ناحيتها ..
شفا :" يالله جود .. اشوفك بكره على خير ان شاء الله "
رفعت جود رأسها :" لاااا .. فين رايحة شفا ؟"
ابتسمت ووقفت على جانب السرير :" خلصت مناوبتي ولازم ارجع الحين "
القت جود بدفترها جانباً :" لااا شفا بليــز قعدي معاي .. جاسر راح و شكله بيتأخر .. الليلة بجلس لوحدي؟"
نفت :" لا جود .. حتكون معاكِ الممرضة المناوبة .. ويلما "
قطبت حاجبها :" ليش يكون عندي ممرضة ثانية .. شفا ليش ما تقعدي معاي صباح ومساء ؟"
مالت برأسها على يمينها وشرحت :" جود .. ما اقدر على مناوبتين .. اولاً عشان اخواني وثانياً عشان صحتي"
جود :" كيف يعني صحتك .؟"
جلست بجانبها وامسكت بالدفتر تنظر الى غلافه :" امم قصة طويلة "
جود :" ايش هيا ..؟ شفا قوولي "
ضحكت شفا .. و فرحت لهذا القرب الذي نما بينهما :" اوعدك اقولك بس الحين وقتي ضيق "
اخذت جود الدفتر منها :" طيب براحتك .."
نظرت شفا اليها .. وعرفت انها تضايقت :" زعلتي مني ؟"
هزت جود نافية .. و عادت تفتح الدفتر لتدونّ ما يختلجها ..
ابتسمت شفا ولم تقوى على الذهاب تاركة جود بإستيائها .. تأملتها و تذكرت والدتها ..
شفا بنبرة هادئة :" تحبي الكتابة .؟"
اومأت الاخرى بصمت ولم ترفع عينيها ..
همست بحنين :" ماما كانت تحب الكتابة بعد "
رمقتها جود ..:" صدق ؟؟"
طأطأت شفا ..:" مثلك .. " ثم تأملتها بغرابة .. كانت تشعر بإحساس غريب بالانتماء
مع كل يومٍ يمر .. ترى في جود شيئاً يذكرها بأمها ..
رغم ملامحها الذابلة .. تستطع التقاط شبهٍ مدفون في حنايا هذا الوجه الصغير ..
شيء مألوف لأنظارها ..
انتشلتها جود من افكارها :" كلميني عنها .. وعن اخوانك"
تنهدت ثم نظرت الى ساعة يدها :" آآه .. الحين لازم اروح جود .. بكره بقولك كللل شي اوكي ؟"
ترددت جود وهي تدير عينيها الغائرتان بين يديها :" امم .. طيب "
وقفت شفا لتباشر بالرحيل :" يالله جود .. اشوفك على خير "
نادتها جود .. فألتفتت اليها ..
بتردد :" امم شفا .. امم عندي شيء اعطيلك هو "
ببسمة فرحة :" جد..؟ ايش ..؟ "
اشارت جود الى احدى الخزائن في ناحية استقبال الزوار ..:" ممكن تفتحي الدولاب ..؟"
قادتها قدماها الى حيث اشارت و بحماس فتحت الدرج لترى صندوقً صغير مزين بشرائط زهرية ..
رفعت الصندوق بيدها ثم توجهت به الى حيث جود ..
بخجل قالت جود :" امم .. حبيت اهديكِ شيء بسيط لانك اهديتيني السجادة "
تأوهت شفا :" جوود .. يا بنتي والله ماله داعي .. انا ما اهديتك عشان ترديها لي "
هزت رأسها :" اعرف .. بس انا حبيت اهديكِ .. الله يخليكِ لا ترفضيها "
فكرت شفا قليلاً .. ان اخذ المنح من المرضى يعدُّ سلوكاً مرفوض من قبل اخلاقيات الممرض
لكن لا تستطيع ان ترفض امام نظرة جود المتوسلة ..
يا الهي ما الذي ستفعله ..؟
عندما لاحظت جود تردد شفا :" شفا .. بليز اقبليها .. شيء بسيط مني ومن جاسر "
اهتزت يدا شفا .. من جاسر !!!!!
لا تظن الآن ان بإمكانها ان تقبل بهذة الهدية ..
شفا بأسف :" امم جود .. انا ما ابغى اردك .. لكن .."
جود ..:" لا ترفضيها شفا .. ترى ازعل منك "
رفعت شفا يدها بعجز ..:" مو بيدي جود .. بس قوانين المستشفى .."
قاطعها صوتٌ من خلفها :" ما اظن هدية مثل هذي تعّد اختراق للقوانين .. "
التفتت شفا وقد بهتت لظهوره المفاجيء .. دخل جاسر بهيبته الى الجناح حاملاً حقيبة دوبلماسية ..
و تعداها ليسلم على اخته ..
جود بـ فرح :" جسوور .. ما عندك اشغال ..؟"
ابتسم :" حبيبتي .. مافي شيء اهم منك .. الاشغال لاحقة "
ردت له الابتسامة :" يا حبيبييي يا اخوووي .. فرحتنييي .."
وقفت شفا هناك متصنمة وهي تنظر اليهما .. ممسكة بالصندوق بيدها ..
رمقتها جود بـ ( زعل ) :" بس شفا تبغى تزعلني .. وترد هديتي "
لم ينظر اليها جاسر ولكنه قال لأخته :" جود .. رسولنا صلى الله عليه وسلم ايش قال عن الهدايا ؟"
نظرت اليه جود وبدى عليها انها لا تملك ادنى فكرة عن الامر ..
وجدت شفا شفتاها تقول بعفوية :" تهادوا تحـ " بترت كلامها عندما توجهت انظاره اليها ..
نظرت الى قدمها وهي تبلع ريقها .. تشعر بنفسها كالبلهاء بوقوفها هكذا ..
اكمل جاسر لاخته :" آنسة شفا قالتها .. وبعدين لا يرد الكريم الا .."
صاحت جوود :" بس شفااا مو لئيـــمة..!! "
ابتسم جاسر بهدوء وقال بصوته العميق :" بالضبط "
هنا .. قد حُسم الامر .. اعترفت شفا لنفسها .. رفعت عينيها الى جود :" اوكي .. شكراً جود"
ظهرت اسنان جود في ابتسامة واسعة :" انا ماسويت شيء .. جاسر هو اللي اشتراها على ذوقه "
زادت وتيرة تنفس شفا و حولت عيناها اليه .. و بهمس :" شكراً سيد جاسر "
رمقها بنظرة لا تحمل اي معنى :" الشكر لك آنسة شفا "
بلعت ريقها :" امم .. طيب استأذنكم الحين " ..
جود وجاسر :" الله معك "
ثم خرجت شبه مهروله ووجهها مشتعل بـ حرارة ...
ضحكت جود عليها و سألت اخيها :" جسوور ايش رايك بشفا .. مررة حبوبة صح .؟"
ابتسم :" هاه .. كيف حالك الحين .؟"
تنهدت وهي تكتف ذراعيها :" تمام .. ولا تتهرب من الموضوع .. ايش رايك في شفا .؟"
وقف جاسر و خلع معطفه ملقياً اياه على الكرسي خلفه ..:" خلوقة "
رفعت حاجبها :" خلوقة وبس ...؟"
هز جاسر رأسه :" يعني ايش تبغيني اقول .؟ "
ابتسمت بطريقة مرحه :" شيء مثل .. حلوة .. و تهبل .."
ضحك جاسر و جلس على الكرسي وكرر كلماتها :" حلوة وتهبل "
ضمت جود يديها بفرح :" صددددق .. يعني عاجبتك ..؟؟"
حمل حقيبته بحضنه وفتحها ليفرغ محتوياتها على الطاولة بجانبه .." اهم شي انك مرتاحة معاها "
جود :" مررررة مرتاااحة .. جسوور .. احسها مثل اختي الكبيرة "
ابتسم و نظر الى اوراقه ... انه لا يشعر ناحية شفا بالاتجاة ذاته .. :" شيء حلو "
جود بحماس :" نفسي اعرف عنها كل شيء .. جاسر بليز "
رفع انظاره عن الورقة :" نعم .؟"
جود ببسمة :" ممم سوي بحث عن كل المعلومات عنها "
فغر فاهه لوهلة .. ثم بعدها ضحك .:" جود ..اعقلي "
جود :" جسوور .. ايش فيها ..؟"
هز رأسه و عاد لأوراقه كاد يقول شيئاً لكنه احجم عن ذلك :" اقول عمي واهله يسلموا عليكِ "
صمتت جود .. و قالت بصوت عادي :" الله يسلمهم " .. تركته يعمل على اوراقه
وعادت هي الى دفترها .. تلبستها المراره عندما تذكرته ..
خطت اسمه على هامش الصفحة .. و ضغطت على نفسها لكي تمنع الدموع من التدافع ..
اغلقت دفترها ووضعته تحت الوسادة .. ثم اراحت رأسها وهي تنظر الى اخيها الغارق في عمله ..
لن تفكر في علي .. يجب ان تتحاشى صورته المطبوعة في عقلها ..
هنا اخيها و هو من يجب ان تفكر فيه .. و في حياته ..
تأملته .. انه اخً رائع .. و رجلٌ نبيل ..
دوماً ما كان يغبطها امتلاك اخٍ مثله .. بشخصيته و مظهره الجذاب..
انه في نظرها كامل (( والكمال لله وحده )) ..
ولكن ينقصه شيء ليكمل حياته .. زحفت بسمة خفيفة على شفتاها ..
وفكرت ..: تنقصه شفا ..!!

~~~~

اخذت تسرع في مشيها .. تحمل حقيبة عملها على كتفها , وفي يدها استكان الصندوق الزهري
نظرت اليه باسمة .. رغم خجلها في قبوله .. الا انها فرحت لتلقي هذة الهدية ..
لم تكن متحمسة لماهية محتواها .. لكن يكفيها انها من جـ ..!!!!!!
توسعت عيناها بصدمة .. ما هذا الذي تفكر فيه !!..
يجب ان تزيح هذة الافكار عنها وتسرع الى المنزل
فهناك الكثير من الاشغال التي يجب عملها ..
اخرجت هاتفها من حقيبتها واتصلت بـ زينة ..
بعد عدة رنات وبصوت بان عليه الضيق ..:" نعم ...؟"
شفا :" السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .. هلا زينة كيفك .؟"
زينة :" وعليكم السلام .. هاه شفوي ايش تبي .؟"
شفا :" خير يالدبا من مزعلك .؟"
زينة بتأفف :" امففف شفوي لا تذكريني "
مشت عبر الممر المؤدي لبوابة السكن :" طيب المهم اليوم انتظرك لا تتأخري "
زينة :" ما راح اتأخر ان شاء الله .. انا الحين خارجة من الدوام .. و نص ساعة اوصل "
شفا :" اوكي تمااام .. بس اعطيني رقم دلال ابغى اسألها اذا في شيء محدد تحبه ."
زيون :" خذي .. بس شفووي ..قولي لها لا تجيب سيرة لأبو ذقن معوجة"
ضحكت :" انتي للحينك ملقبته كذا .. طيب خلاص المهم هاتي رقمها "
املتها زينة بالرقم :" واسمعي قولي لها تجيب الهدايا "
وصلت شفا قرب منزلها :" اي هدايا ؟؟"
زينة :" امففف انتي قولي لها وخلاص .. يه "
دخلت المنزل و فتحت انوار غرفة المعيشة :" يا بسم الله .. طيب ومصع .. تبي شيء ثاني ؟"
زينة:" لأ .. يالله سلاااام " ثم اغلقت الخط ..
نظرت شفا الى هاتفها ..:" خير ايش فيها زيون ..؟"
صعدت رأساً الى الطابق الثاني و توجهت الى غرفتها ..
خلعت طرحتها و معطفها ..ثم وضعت الهدية على المنضدة مبتسمة ..

~ بعد ثلث ساعة ~

دُق جرس الباب بإلحاح فصرخت وهي ما تزال في الطابق العلوي تنتقي الثياب لهذة الليلة ..
شفا :" مَـــــنْ عند الباب .؟ "
اتاها صوت زينة العالي ..:" انا زيووون افتحييي بسرعة "
القت شفا منشفة شعرها على السرير .. ثم اسرعت خطواتها لتنزل السلالم القليلة ..
و روب الحمام الزهري يرفرف مع حركاتها الرشيقة ..
عبرت الصالة ووصلت الى الباب ثم فتحت السلسلة ..
دخلت زينة وقد تأرجحت الاكياس من يديها.. حتى ما عادت تستطيع الوقوف ..
مشت و القت بنفسها على اول اريكة قابلتها ..
زينة :" آآآه تعبت وانا امشي مع هالاشياء "
اقفلت شفا الباب ورائها ثم دخلت مستعجبة ..:" ايش هذا كله ؟ جايبة السوق معاكي ؟"
تنفست بعمق :" لأ .. بس اوراق تزيين .. وهدايا اخوانك "
اخذت شفا منها بعض الاكياس وباشرت بتفريغ الاغراض منها :" ليش .؟ "
جلست زينة وهي تخلع غطاء رأسها :" فكرت نسوي عيد ميلادهم مرة وحدة الليلة .. لان في الملاهي ما صار لنا فرصة .."
شفا :" يوووه زيوون الا يعني بتدلعيهم .. الله يهديكِ بس "
قامت و فتحت معطفها لترميه بعدم مبالاة على احدى الارائك :" آمين .. انتي مالك شغل انا راح اسوي كل شي .. انتي بس سوي العشاء وانا اعلق الزينة .. بس تعالي هنا .. متى اخوانك راجعين من الرحلة "
رفعت شفا رأسها ونظرت الى الساعة المعلقة على الحائط :" الساعة 5:30 تقريباً "
زينة بتصفيق :" حلوو .. يعني بيكون عندنا ساعتين ونص .. يكَّفي "
نفضت شفا شعرها المبلل :" انا بطلع استشور شعري .. و بعد اختار لي ملابس "
سبقتها زينة الى الاعلى ركضاً :"وانا بآخذ دش سريييع .. خرِّجي لي الكت الأحمر الجديد مع البرمودة السوده مالحقت اجيب معاي ملابس "
تبعتها شفا :" يووه كل ملابسي الحمرا اخذتيها .. "
دخلت زينة الحمام ( اكرمكنّ الله ) و ردت عليها :" ايش اعمل لوني المفضل .. بعدين انتي اللي قلتي الاحمر حلو على سماري... مو صح .؟"
فتحت شفا خزانة ملابسها و اخذت تبحث بين مقتنياتها :" عشاني خبلة "
سمعت صدى ضحكة صديقتها .. :" طالعة علي هوهاهاها "
ضحكت شفا لسماع ضحكة زينة الساخرة .. تعجبها هذة الضحكة ..
ولكنها ايضاً ترفع الضغط .

عندما انهت زينة دشها خرجت لتجد الغرفة فارغة ..
يبدو ان شفا تعمل في المطبخ .. وجدت الملابس معلقة على باب الخزانة وقد كويت مسبقاً ..
فجلست امام التسريحة لتجفف شعرها بالاستشوار ..
راحت عيناها تمسحان ملامحها بتركيز ... رأت انها تملك وجهاً عاديّ لكن معبّر ربما ليست بذلك الجمال لكنها جذابة .... و عيناها الوسعتان احلى مافيها ..
دوماً ما ينجذب اليها الرجال بسبب نظرتها الساحرة ....( على حد قولهم )..
بعثرت خصلات شعرها الاسود على كتفيها و تنهدت .. انها جميلة لكن بطريقة اخرى ..
فكرت بـ فارس ..
اذاً ما خطبه ذلك الابله لا يحس ..؟؟؟ .. هل هو مختلفٌ عن بقية الرجال ..؟
ثم تألقت النجوم في عينيها.. واعترفت ..:" نعم انه مختلف "
.. مؤخراً بات فارس يسكن افكارها كل لحظة ..حتى انه الزائر الدائم لأحلامها ..
و هذا ما يسبب أرقها .. و سخطها منه .. :" امففف متعبني حتى في نومي "
لكن ما حدث صباح اليوم .. فوق معدل احتمالها ..
من تكون هذة المدعوة " رومي " ؟؟؟؟؟؟
حذفت المشط على الارض بعصبيه و تأففت :" حسافة يا فارس ما تصورتك حق بناات .. امفففففففففف "
انهت بعجلة ارتداء ملابسها .. و تنفست بعمق وهي تبعده عن تفكيرها ..
ثم نزلت الى الطابق الارضي ..

~~~

قال والدها بصوتٍ مضجر :" بصراحة وسن مو عارف ليش تبغي تصيري ممرضتها "
جلست وسن بجانبه و باشرت بممارسة دلعها الدائم :" بابي .. ماقد مرت حالة مثل حالتها عندي .. ابي اتعلم "
قلبّ الصحيفة بلا مبالاة بها :" وسن .. انسي الموضوع "
وقفت غاضبة و شعرها الاشقر مسترسل على ظهرها البرونزي .. ثم اعطته ظهرها و بدأت بتمثيل ضعفها ..
بصوت كسير :" بابي .. حرام عليك ..انا بنتك الوحيدة .. ليش تحرمني من رغباتي "
رفع الدكتور احمد نظره الى ابنته .. هزّ رأسه بأسف وهو يعلم حيّلها هذة ..
حيَّلاً ورثتها من والدتها .. في الحقيقة اصبحت صورة مصغرة عنها ..
اغمض عينيه بحزن .. ابنته وسن ..كانت وردةً صغيرة بريئة ..
برائتها كانت تسحره .. ولكن الآن بعد نضوجها كم تغيرت ..!!
و الذنب .. ذنبه هو و امها .. حدثّ نفسه :" كارلا .. لقد حطمتِ حياتي .. و ستحطمين حياة ابنتكِ "
بصوت متباكي :" بابييي .. كل اللي طلبته منك تكلم المدير يعيَّني ممرضة لها .. ليش ترفض ؟"
تنهد وهو يطبق صحيفته .. يتمنى ولو لمرة واحدة ان يكون حازماً معها و لكن مع ذلك لا يستطيع ان يرد اي طلبٍ من طلباتها .. للأسف مداومته على تلبيه كل ما تريد افسدها .. و لم يعد هناك ما يفعله الا الرضوخ بواقع كونها هكذا .. فهي في النهاية .. ابنته الوحيدة .
د. احمد :" آآه خلاص بكره راح اكلمهم "
التفتت و بسمة انتصار على شفتها .. ركضت لتطبع قبلة على وجنت والدها :" ثانكس بابي .. انت الافضل"
ثم تركته ..و بمشية عارضات الازياء رقّت السلالم الى غرفتها بالطابق الآخر من تلك الفلة الفخمة ..
استلقت على سريرها الواسع وهي تلف خصله من شعرها المصفف .. واتصلت على صديقتها ..
بـ دلع و دلال :" هاي رورو "
رد عليها صوتٌ مشابهة النبرة :" هاي سوسو .. هاو ار يو هوني ؟"
وسن :" ام فااين ."
رورو :" آآه احسن انك اتصلتي ..طفشانة سوسو .. تعالي عندي "
وسن :" نووب روحي اليوم نطلع السينما .."
رورو :" اكيد عندك اخبار حلوة "
وسن :" ههههاي .. بقولك كل اللي صار الليلة "
رورو :" يعني افهم انه صار اللي تبيه ؟"
وسن :" يس صار اللي ابغاه .."
رورو :" نفسي اشوف هذا اللي ماخذ لك عقلك "
وسن :" آآآه رورو ما شفتيه جنااان .. اسمه جاسر .. اسم عتيق يااي لكن انتظري يصير ملكي .. بحرّكة خاتم بإصبعي ..واغيره واغير اسمه .. يجنن رورو و مرة غني شكله .. لما تشوفيه بتعرفي ايش اقصد .."
رورو :" ههههـ شكلك طايحة على كنز .. خلاص قولي لي كل شيء الليلة "
وسن :" اوكي روحي ..ايش هالصوت المزعج عندك "
رورو :" هذا قصيّ مطفشنيي .. يبغى يطلع .. ايش رايك اخذه وذ مي ؟"
جلست وسن واشمئزت :" لالا بلييز خليه مع المربية ما ابي اصدع .. اووف مدري كيف مستحملة ولدك انتي مررة مدلع و عنيد "
رورو :" لما تصيري ام تنجبري تتحملي اطفالك "
وسن بقرف :" .. ياااي لا تفاولي اكره الاطفال .. اووف منهم "
رورو:" اني وي هوني نتقابل الليلة .. بروح اسَّكت هالمزعج "
وسن :" اوكي نتقابل .. تشااااو حياتي "
انتهت المكالمة ووقفت .. خطت الى غرفة ملابسها الواسعة حيث تراصت الملابس على الرفوف و عُلقت بتنظيم
الفخامة و التبذير تجمعا في كُل رُكنٍ من غرفتها ..
اخذت تجرب شتى الازياء .. واستغرقها ذلك ساعة وما نحو ذلك ..
ثم اخيراً استقرت على تنورة قصيرة بيضاء و كتّ بنقشٍ نمري .. مع حزامِ ذهبي و بوتٍ طويلٍ الى الركبة ..
ابتسمت لانعكاسها على المرآة .. وقالت بصوتٍ مغري :" جاسر .. جهزّ نفسك لـ وسن "
ثم اطلقت ضحكة عالية مستمتعة ..

~~~~

~ في منزل شفا ~

كانت الصالة مزينة بالاوراق الملونة .. و الهدايا مرتبة بجانب المدفأة ..
و في المطبخ اخذت الفتاتان تطبخان اصناف مختلفة من كل مالذ وطاب ..
قضت زينة الوقت تعمل صامتة مشغولة البال .. اما شفا اخذت تحدثها عن جود ..
لاحظت شفا هدوء زينة الغريب فألتفتت لتراها تقف بجانب مغسلة الصحون وعيناها متجهتان الى السماء من نافذة المطبخ ..
نادتها :" زيوون .. "
لم تجبها تلك وقد غاصت في اعماق افكارها .. اشتمَّت شفا حينها رائحة شيء محترق ..
ثم توسعت عينيها بإدراك :" زيوون الكيكة لا تكوون انحرقت .؟؟ "
لم تبدر من زينة اي حركة تدل على سماعها لما تقول ..
فصاحت :" زيوووووون الكيييكة ..!!!"
اجفلت زينة لصياح شفا ثم التقطت انفاسها تلك الرائحة .. وصاحت :" لااااا لالالا "
اسرعت لتفتح الفرن .. وانطلقت الادخنة السوداء منها :" كححح كووح كحووح.. وجــع "
اخرجت الصينية المستديرة .. ووضعتها على منضدة المطبخ ..
بإمتعاااض شديد تكتفت و شفتاها مكورتان .. نظرت الى شفا :" امففف بس كذا انحرقت "
ضحكت شفا على منظرها :" هههههـ مو منك من اللي شاغل بالك .. ايش عندك هاااه ؟؟"
رمقتها زينة بحنق :" ماعندي شيء ايش بيكون عندي يعني !!.. الحين مافي مقادير اعمل كيكة ثانية "
شفا :" مو مشكلة .. اشوف " اخرجت الكعكة من صينيتها و درستها ..
ثم اكملت :" شوفي بس الاطراف اتحرقت .. انزعيها واستفيدي من اللبّ "
زينة بإستهزاء وهي تخلع قفازات الطبخ :" هوهاهاها .. تبغيهم يقولوا كيكتي معوقة "
ضحكت شفا :" لا معوقة ولا شي .. سويها مفتته واضيفي لها آيس كريم التوفي تطلع يمي لذيذة "
اتكأت زينة بكوعها على المنضدة :" ومن فين اجيب الحين ايسكريم .."
اشارت شفا الى الثلاجة :" لحسن الحظ .. امس تموري مشتري .. تلاقيه في الفريزر "
خطّت زينة لتجلب الايسكريم .. وعندما فتحت باب الفريزر لفحتها البرودة ..
تمتمت بغضب :" كله من فارس الغبي "
تسألت شفا متعجبة :" وي ايش دخله هو الحين .؟؟ "
وضعت الايسكريم بعنف امامها على المنضدة ..:" ممم .. بس هو كذا مسبب لي المشاكل "
رمقتها شفا بنظرة طويلة ... فلاحظت زينة ذلك :" ايش بك تطالعيني كذا ..؟!!"
رفعت حاجبً واحداً :" زيووون .. ايش بك .؟"
بلعت ريقها و اعطتها ظهرها تبحث عن زبدية في احدى الخزائن :" وي مافيا شيء "
اقفلت مفتاح الموقد و اكملت :" زينة .. من متى تخبي عليا .. هاه .؟"
وضعت زينة الزبدية و بدأت تفتت الكعكة بغضب مكبوت .. :" رومي البقرة "
شفا :" متى تبطلي شتايمك هذي .. ومن هذي رومي ؟"
تأففت زينة بضيق و هي تتخيل فتاةً ذات جمال صارخ تقف بجانب فارس :" ما ادري ما ادري شفووي"
استغربت شفا من الامتعاض الظاهر على صديقتها ..
و رغبت في ان تستنطقها .. لكن جرس الباب قد صدح وبعدها آتى نداء تامر :" شفااا .. افتحي نحن وصلنا"
لم تتحرك شفا وهي ترمق زينة .. عندها بدأت طرقات الباب تعلوا ..
وصل صوت تامر العالي :" شفااااااااا .. نحن جيناااا " .. بعده تالا :" شفااا انا تالا افتحي "
ضحكت زينة :" ههههههـ افتحي لهم لا يكسروا الباب .. الجرس ازعجني "
تنهدت وهي تتحرك لخارج المطبخ ..

~~~~

سارت سيارة عائلية متهادية في باطن احدى الطرقات السريعة المطلة على البحر الزمردي ..
في ذلك المنظر الساحر حيث امتزجت الوان السماء بالغروب .. انسحرت دلال وهي تنظر من النافذة الامامية ..
بحالمية :" الله .. رووعة المنظر "
ابتسم فارس وعيناه مصوبتان امامه :" ما شفتي شيء للحين .. جربي تروحي جزيرة مارينا بتعجبك المناظر هناك "
سألته دلال :" احلى من كذا ..!! .. الله وينها هالجزيرة ؟؟"
اجابها وهو يركز على القيادة :" مو بعيدة .. نقدر نستأجر يخت و نروحها .. تبعد مسافة ساعتين من هنا "
تحمس بسام الذي كان يجلس بالخلف :" اررركب .. خالي الله يعلي مراتبك خذنا لها "
ضحك فارس لكلام ابن اخته .. ونظر بتساؤل الى دلال ..
رفعت كتفيها بإستسلام :" اصحابه .. اولاد حواري ..و للحين ما شفت شيء "
بسام :" امييي .. ايشبهم اصحابي .. فقعانين "
ضحك فارس :" هههههههـ ايش هالمصطلح بالله "
اخذ بسام يفسر له و قد مدّ رأسه في الفراغ بين امه وخاله :" يعني خطيرين خالو "
هز رأسه ضاحكاً ..:" والله هـ الجيل غريب جداً "
دلال بإبتسامة :" عقبال ما اشوف اولادك "
تصلبت يدا فارس على المقود .. واختنق صوته :" لا تتأملي "
قطبت :" ليش ما اتأمل .. كم اخ عندي انا .. لالا ابغى اشوف اولادك وبأقرب وقت بعد "
تحدثت تولين :" حالي .. ابى اثوف اولادت انا تمان "
قفز بسام بحماسٍ في مكانه :" اييي خالي .. ياواد لو يصير عندي اولاد خال .. احلى فله "
اضطرب فارس بداخله ...و اجبر نفسه على التماسك لن يُظهر هستيريته امام اخته ..
فلا احد يجب ان يعرف !!!
فغير الموضوع :" انا اقدر آخذ اجازة هالويكند ليومين .. ايش رايكم وقتها تروحوا جزيرة مارينا .؟ "
صرخ الصغيران بفرح .. وتحمست دلال :" و بعد لو ناخذ زينة و شفا واخوانها بتكمل الرحلة "
بسام :" يا سلاااااام .. بتصير رحلة ....رحلة ... " وصمت مفكراً بوصفٍ مناسبٍ لها ..
فقال فارس و عيناه تنظران الى الخلف من المرآة :" .. فقعانة ؟؟"
ضحكت دلال و ضحك معها فارس ..
بسام :" مزبوووووووووووط " .. و مع حركاته الكثيرة .. ركلت قدمه اليمنى شيئاً ما تحت مقعد امه ..
احنى يده ليتلمس هذا الجماد الـ قماشي ..؟ ..ثم سحبه من المقعد ورآه ..
انها ميدالية على شكل دب بقلبٍ احمر ..
مدها باتجاه خاله :" خالووو طاحت ميداليتك تحت المقعدة "
قطب فارس حاجباه ..:" ميداليتي ؟؟"
تلقتها دلال واعجبت بها :" الله .. حلوة .. عجيب فارس ايش هالرومانسية"
القى نظرة حاطفة عليها :" ايش هذي مو حقتي ؟"
امسكتها تولين تلعبُ بها :" حنوة .. دب حنوو " .. فأخذتها امها لتعلقها على المرآة
فارس بإستغراب :" ما اذكر اني اشتريت هالشيء "
تساءل بسام :" امي ايش مكتوب عليها بالعنقريزي ؟"
ابتسمت دلال وهي تنظر الى فارس نظرة جانبيه :" °•.° i loღe you °•.° "
سأل بسام :" يعني يعور لفلفني يوووه منك .. صح ؟"
ارتسمت تعابير بلهاء على دلال .. و تسألت بغرابة :" كيف تترجم انتَ ؟"
قال بسام :" انتي تقولي مكتوب آي لُف يوه .. و (آي ) يعني آي يعور ..
( لُف) أمر للفعل لفلفني ..
و ( يوه ) زي ما تقولي لما اطفشك يوووووه منك يا بسبس .."
مرتّ ثانيتان تبادلت دلال وفارس فيها نظرات الغباء .. ثم بعدها انفجرا ضحكاً .. و قلدتهما تولين ..
فارس :" هههههههههههههههههههـ قسم بالله انك حريف "
ضحكت دلال بجنون :" ههههههههـ ايش تخررف انت ؟؟ هههههـ "
( برطم ) بسام :" اسرووا بس .. تتريقوا عليا .. الله يسامحكم "
فارس :" هههههههههـ دلوول بأي مدرسة مسجلته انتي ؟"
دلال :" بحارة الورعان ههههـ "
بسام :" ما علي منكم .. واثق الخطوة يمشي ملكاً "
دلال :" ايييش دخل الحين ..؟"
فارس :" هههههههههـ دلال ولدك ورع فقعان "
دلال :" طالع عليك في صغرك "
تابعوا نقاشهم و السيارة تقتطع الطريق الى حيث قبع سكن " The hope of life "
عندما توقفوا عند بوابة السكن سأل فارس :" الساعة كم تبغيني اجي آخذكم .؟"
دلال :" ما ادري .. انا بدق عليك واخبرك "
ابتسم وهو يقبل ابن اخته :" اوكي .. انتبهوا على نفسكم "
اجابه بسام الذي قفز خارجاً من السيارة :" ان شاء الله خالي .. سلاااام"
ثم ركض عبر الممر الى داخل السكن ..
خرجت دلال ممسكة بإبنتها .. فارس :" دلال سلمي على شفا .."
و اضاف عندما رآى استغراب اخته :" و اخوانها "
ابتسمت :" بس ...؟؟ "
قبل ان يشغل سيارته تنهد ..:" و ... زينة " ثم انطلق مخلفاً اغبره اطارات السيارة خلفه ..
اخذ الطريق الرئيسي .. ثم بعد دقائق علِق في الزحام .. اسند رأسه على مسند مقعده بـ تعب
و جذب الماضي تفكيره .. بعد برهه تنهد .. لا يريد ان يتذكر اي شيء عن ماضيه ..
حركة الميدالية المعلقة امامه جذبته ..رمقه بتساؤل .. لـ من هذة الميدالية ..؟
رفع يده يلمسها ..
رآى الجملة .. و ايضاً الحرف المتدلى منها .. حرف الـ ( Z )
فـ ترآى له صورة زينة فوراً ..
زينة ..!!!!
و لماذا تكون زينة ..؟؟؟
انتزعته ابواق السيارات حوله من شروده .. فلوح متأسفاً لهم وانطلق ..

~~~



~ الجـ 2 ـزء ~

بعد ان انتهى الجميع من الاحتفال و تناول الطعام .. رتبت شفا وزينة ومعهما دلال المكان ..
و جلس الاطفال يلعبون و يفتحون الهدايا .. والحماس طافحٌ من اعينهم ..
جلست دلال على احدى الارائك .. وبمقابلها شفا .. اما زينة فأنضمت الى الاطفال على البساط امام المدفأة ..
دلال :" آآآه .. تسلم ايدك شفا .. طبخك يهبل "
ابتسمت شفا :" لا تبالغي دلال .. بس تسلمي "
شاركتهم زينة الحوار و قد اخذت تنظر الى الصغار بتهديد :" بس مافي اطعم من كيكتي .. صح يا بزران ؟"
نظر الاطفال الى بعضهم البعض ... فصاحت زينة :" صــــــح ولا لا ؟؟"
في سرعة صاحوا :" صحححح " .. تولين ..:" ثح عمتو " وقفزت لتجلس على جعبة عمتها ..
تالا :" بسوم شكراً على هديتك .. حلوة "
انشقت الابتسامة في وجهه :" ولا يهمك .. لجل عين تكرم مدينة "
سحبت زينة شعر بسام الجالس بجانبها :" يا واااد .. تغازلها كماااان "
بسام :" آآآآآآي عمتوو .. والله ما سويت شيء .. ليه انتي ظالمة كذا ؟"
توسعت عيناها :" وكماااان تقول ظالمة .." اجلست تولين بجانبها ..:" توتو قومي عني بفقع وجه اخوكِ "
ضحك تامر :" هههههـ تفقعي ايش فيه ؟؟.. مابقي شي وجهه خلقة مفقع "
شفا بتأنيب :" تموور ايش هالكلام عيب " ..
ضرب بسام تامر على رقبته :" افااا .. يا واد وانا مسويك خويي .. افاا بس افاا "
ايدته زينة :" اي والله ترى وجهك رايح مثل الدونات .. منفّخ .. ايش ذا دلال ولدتي انسان ولا استبنه "
( الاستبنه = اطار بلاستيكي اسود مشابه لاطارات السيارة .. يُستخدم غالباً في البحار )
ضحك الجميع .. ووقف بسام مغتاظاً من تعليقاتهم .. سحب اللعبة التي جلبها لـ تامر ووجهها نحو عمته ..
كانت اللعبة عبارة عن مسدسٍ بذخيرة مطاطية.. اطلق الذخيرة بسرعة ..:" خوووذي جزااتك "
فوقعت زينة على ظهرها وقد استقرت القطعة البلاستيكية على جبهتها ...
ضحكوا لمنظرها الغبي .. وقفت وهي تصرخ :" ياحماااااااار يا سوووومي "
ارتسم الرعب على وجه بسام ..
فركض وتامر يتبعه ضاحكاً الى الاعلى :" يمامييييييي الوحشة هاااجت "
ركضت زينة خلفهما و صوتها العالي يغلي كثورٍ غاضب ..
هزت دلال رأسها ضاحكة :" يا ربيييي مدري هذي زيون متى تعقل ..؟"
شفا :" ههههههههـ بالعكس هذا الخبال اللي محليها "
دلال :" صدقتي والله .. الله يسعدها "
من قلبها دعت شفا :" آميــن "
امسكت تالا بيد تولين ونظرت الى شفا :" شفا ممكن آخذ توتو وافرجها على العابي ؟"
ببسمة :" اكيد قمري "
انذرتهما دلال قبل ذهابهما :" بس انتبهوا من الحرب اللي فوق .. لا تنصابوا "
شفا :" هههههههـ الله يهديها بس زيونة هذي "
دلال :" آميـن .. اشك انها راح تعقل الا اذا زوجناها "
وافقتها شفا :" امم صح .." سكتت ثم اكملت بأسف :" لكنها رافضة فكرة الزواج "
وقفت دلال ومشت الى حيث الصور فوق رف المدفئة :" على قولتك ..للحين امها جايبة لها 8 خطّاب ..
رفضتهم كلهم .. حتى صارت حماتي تشتكي ان زينة ما عادت تتواصل معاها .. متجنبة موضوع الزواج"
شفا :" اي .. الله يعين ويصبر خالة جميلة .. آخر مرة اتصلت فيا تسأل عن زينة .. لانها ما ترد عليها"
هزت دلال برأسها .. :" الله يهديها " .. حملت احدى الصور بيدها .. واخذت تتطلع الى الاشخاص ..
شفا :" آمين .. يارب يقرب اليوم اللي افرح فيه لـ زينة واتطمن عليها "
دلال :" ان شاء الله .. هذولا والدينك شفا ؟"
كانت الصورة ملتقطة في مدينة ديزني لاند .. شفا في العاشرة من عمرها مرتدية فستان سنووايت .. وقد رفعها والدها فوق رأسه .. اما امها كانت تقرب بالقرب منهما مبتسمة
اومأت شفا ببسمة .. فقالت دلال وهي تمسح الصورة بحالمية :" امك حلوة "
تنهدت شفا :" امم .. بابا كان يناديها .. وجه الملاك ..كانت .." لاذت بالصمت و ابتسمت بحنين لها ..
تابعت دلال تفرجها على الصور .. و رأت عدة اطارات لـ شفا مع ابويها .. ثم مع اخويها في مراحل عمرية مختلفة ..:" تدري شفا .. اخوانك فيهم شبة كبير من ابوكِ .. لكن .."
لفت اليها واكملت :" لا تزعلي مني شفا .. بس بصراحة ما كأنك اختهم ابداً "
ضحكت شفا بخفة :" ادري .. انا مررة ما اشبه لا بابا ولا ماما الله يرحمهم .. ولا حتى تالا وتمور"
دلال :" اول ما قابلتك حسبتك لابسة عدسات .. بس الليلة اكتشفت انه عينك رمادية صدق .. امك كانت كذا ؟"
نفت شفا :" لا ماما عيونها سودة .. بس اكيد الوراثة لعبت دور "
عادت دلال تجلس بجانبها :" .. يعني اجدادك فيهم جينات العيون الملونة ؟"
شفا :" ممم والله ما ادري .. ماما كانت مقطوعة من شجرة .. وبابا ما نعرف له معارف "
دلال :" اهاا .. عشان كذا انتوا عايشين هنا وما رجعتوا بلدكم الاصلي ؟"
ابعدت شفا خصلة شعرها عن عينها :" امم عملياً هذا بلدنا .. انولدنا انا واخواني وترعرنا فيه .. وبعدين مثل ما قلتي .. مانعرف احد هناك نروح لمين ؟.. و بعد شغلي هنا .. و علاجي .. هالمستشفى من اكثر مستشفيات العالم تطور .. فكل التسهيلات متوفرة لنا .. صعب نهاجر ونروح هناك مع انه نفسي اعيش في ذيك الارض الطاهرة ."
عندها فقهت دلال ظروفها :" طيب انتي واخوانك بس عندكم الجنسية الامريكية .؟"
شفا :" لا اكيد .. عندنا الجنسيتين .. بابا اخذ الجنسية الامريكية لانه عاش هنا فترة طويلة "
قطبت دلال :" غريبة .. انا اعرف انه لازم يتزوج امريكية عشان يأخذ الجنسية !!!"
شفا بتفكير :" ممم ما ادري بس يمكن اول غير "
دلال :" يمكن " .. عندها أتتهم زينة و القت بنفسها على الاريكة متعبة ..
كانت ملابسها مشعثة .. و شعرها انتكش في كل اتجاه .. ووجها مليء بالقطع المطاطية اللاصقة ..
شفا :" هههههـ شكلك تحفة زيوون يبغالك صورة " ووقفت مسرعة لتفتش عن كاميرا التصوير
دلال :" هاه بشري ايش نتائج الحرب ؟؟"
نزعت قطعة من وجنتها :" آآي عمااا تعور .. دلول جهزي قبر ... ولدك انقتل "
دلال :" بسسسم الله على ولدي .. ومصع لا تفاولي عليه "
اتت شفا و التقطت صورة لزينة قبل ان تعارض ..:" هههـ ومصع كلمتي .. لكن فداكِ هيا "
زينة باشمئزاز :" وجع انا ليا سنين معاكِ و تقولي لي لا تسرقيها .. هذي العملاقة ماتعرفيها يومين وفداها هاااه !!"
ضحكا على منظرها .. شفا :" يا ربي بدت الغيرة "
استلقت زينة مرة اخرى على الاريكة :" ترى الاولاد فوق مربطين تربيط عسكري .. ولا بكره ما راح ينفكوا"
شفا :" ههههههههـ حرام عليكِ مجرمة "
نظرت دلال الى الساعة :" يووه مرّ الوقت من غير ما نحس .. لازم اتصل بفارس يجي ياخذنا "
تأففت زينة عندما سمعت اسمه .. الا يكفُّ هذا المغرور من اقتحامِ حياتي..
شفا :" لااا بدري يا دلال "
دلال:" أي بدري ؟؟.. اصلاً عبل ما يوصل يصير 9 وبعدين بكره وراكم دوامات انتوا والاطفال "
زينة :" اممفففف لا تذكريني .. عندكم بدأت الاجازة ونحن نكرف ونشتغل هنا "
دلال :" لا للحينه ما بدأت باقي اسبوعين .. لا تنسي الاختبارات النهائية ..لسه ما خلصوا "
شفا :" ايوه الله يوفقهم .. بس الاجازة الصيفية راح تفرحهم .. اربعة شهور وناسة "
زينة :" ايوه صح دلوول .. متى زيود جاي ؟؟ وكم بتقعدوا هنا ؟"
دلال :" ان شاء الله بعد اسبوعين .. و ماادري قال نقعد شهر وبعدين نسافر ماليزيا "
شفا :" ماشاء الله .. ان شاء الله تنبسطوا "
اخرجت دلال هاتفها من الحقيبة لكي تخابر فارس :" ان شاء الله "
ثم اتصلت ..:" آلو .. هلا فارس .. لا خلصنا ..."
نظرت شفا الى زينة لتراها قد اشاحت بنظرها بعيداً والضيق ارتسم عليها ..
أخذت تتسائل ..:" هل من الممكن ان يكون فارس خلف تغيّر زينة ؟"
انهت دلال المخابرة وابتسمت لهما :" جاي .. يقول مسافة الطريق ويوصل "
بلا تحكم قالت زينة :" عساه ما يجي "
نظرت كلتاهما اليها .. دلال :" الله يقلع لسانك لا يصير في اخوي شي .. زينة لي كذا تكرهيه؟؟ "
تأففت زينة :" امففف هو ما ينطاق "
دلال بشبة عصبية :" والله انتي اللي صرتي ما تنبلعي "
تدخلت شفا :" هوووه هووه اذكروا الله واستعيذوا من الشيطان "
دلال :" اعووذ بالله منك يا ابليس .. زيون هو يقهرك ماقلنا شيء .. بس لا تدعي عليه "
مدت زينة شفتها السفلى و همست :" سوري مو قصدي .. اعوذ بالله من الشيطان "
حبتّ شفا ان تغير الموضوع :" طيب دلال ما قلتي لنا قصة فارس .. مو نحن اتفقنا امس "
دلال :" ايووووووه صح .. ذكرتيني الله يذكرك بالشهادة "
شفا :" آمين " .. باشرت دلال بـ سردُ قصة فارس ..
ادعّت زينة ان الامر لا يهمها و بقيت مستلقية تنظر الى دلال بنظرات لا مبالية ..
لكن في داخلها كان الفضول يشتعل راغباً في كل معلومة عنه كحطبٍ يزيدها بقاء ..
دلال :" اهله كانوا ناس مريشيين ( اغنياء ) ..لان ابوه من هوامير الاسهم ..
كان مدمن على التهور بكل اللي عنده في سوق الاسهم .. وحظه حالفه لوقت مو قصير ..
لكن مو كل مرة تسلم الجرة .. طاحت الاسهم مرة و خسر خسارة كبيرة ..
كل املاكه راحت مثل فص الملح لما يذوب .. و زوجته كانت من الناس الهاي هاي اللي متعودين عالفخفخة
فـ لمن فلّس زوجها طلبت الطلاق وتركته مع ولده .. اللي هو فارس ..
وقتها كان عمره تقريباً 6 اشهر .. وانا توني 5 اشهر مكملة السنة .. ابوه نقل للعمارة اللي ساكنين فيها ..
وكان دايم يطلع بره .. يشتغل يمكن مدري عنه .. بس كان كثير يغيب عن الشقة ..
وكل ما يخرج يحط فارس عندنا .. طبعاً مسكين بعمره يحتاج للرضاعة عشان ينمو .. فبكذا كانت امي ترضعه .. في وقت غاب ابوه فترة طويلة بعدها عرفنا انه في السجن محبوس للمتاجرة في المخدرات "
شهقت شفا عندها .. وقامت زينة فاغرة فمها .. مصعوقات بالذي سمعنه
.. تنهدت دلال واكملت :".. الله يرحمه بس ..
المهم كبر فارس معايا .. عايش عندنا لين ما كمّل الـ 15 سنة .. بعدها ابوه طلع من السجن ..
كان منتف ومو لاقي شغل او احد يساعده .. فدور علينا لين ما حصلنا .. ووصل لـ فارس .."
سكتت دلال وذكرياتها تسحبها للماضي :" كان فارس صبي حبوب ودمه خفيف مررة .. اتذكر خباله اللي مخلي بنات العيلة كلهم طايحين عنده .. " نظرت الى زينة ورمقتها بغرابة :" كان مثلك تمام يا زينة "
ضمت زينة يديها الى حلقها .. محاولة ان تقلل من هذة المشاعر المتفاقمة داخلها ..
لم يخطر ببالها .. ان فارس مرّ بحياةِ قاسية كهذة .. شعرت وكأن قلبها يعتصر في صدرها ..
احست بمراره ماضيه .. الذي هوّن ماضيها عليها ..
(( صدق لي قالوا .. من شاف مصيبة غيره تهون عليه مصيبته .. يارب عونك بس ))
اكملت دلال :" جا و طالب بـ فارس , طبعاً ماقدرنا نمنعه ياخذه ..و فارس كان مشتاق لريحة احد من اهله
فبطيبته ظن ان ابوه تغير .. راح معاه .. لكن ابوه استغله وخلاه وسيلة عشان ينتقم من طليقته ..
الله يرحمه .. كان يكرّه فارس بأمه كل لحظة .. وفي نفس الوقت يحاول يقربه منها ..
في ذاك اليوم .. وصّل فارس لبيت امه اللي ما شافته من هو صغير ..و قاله يقعد عندها مع عائلتها الثانية
طبعاً هيا كانت الزوجة الثانية لواحد من التجار المعروفين .. فمن شافت الفقارة اللي ظاهرة على ولدها
خافت الفضيحة .. فـ طردته .. وقالت له اذا شافت وجهه ثاني لا تتبلى عليه وتدخله السجن "
زينة بقهر انفجرت وهي تضرب قبضتيها على الطاولة :" الحقيــــــــــرة "
دُهشتا لردة فعلها المبالغة .. ونظرتا الى بعضيهما ثم اليها ..
تفاجئت زينة هي الاخرى من ردة فعلها فوقفت بضيق متجهة الى المطبخ لتجلب كوباً من الماء تهدء فيه نفسها
سألت دلال شفا بغرابة :" ايش بها ؟"
شفا بإنسجام لقصة فارس :" مدري ... ايوا كملي "
اكلمت دلال بحزن :" بعد ماطردته امه .. انقهر ابوه .. فتهجم على فلتهم وانحبس في السجن ..
فارس انقلبت حياته من وقتها .. وصار اصحابه في المدرسة والكل يعايره بـ ولد السجين و النذلة ..
نحن كنّا ملجأه الدائم .. فعشان يثبت نفسه قدامنا ويرد جميلنا .. تابع دراسته بجد ..
لين ما الله وفقه واخذ البعثة للخارج .. ليلة سفرته هي نفسها ليلة ملكتي على زيد .. فـ
كانت ليلة فرحة وحزن لي .. لكنه ما قصر جا سلم علي و بارك لي و لـ زيد .. و بعدها سافر
ولا عاد رجع .. الا زيارة من وقت لوقت .. يسلم فيها على اهلي "
سألت شفا :" طيب ايش صار بوالدينه .؟"
دلال :" سمعنا انه اتشابك مع السجناء وواحد طعنه .. مات الله يرحمه "
افلتت من شفا آهه حزينة ..
ودلال :" امه اتطلقت للمرة الثانية وتزوجت واتطلقت .. الحين مانعرف اي شيء عنها "
شفا بحزن :" مسكين .. الله يعوضه خير "
دلال :" آمين "

هناك خلف باب المطبخ .. وقفت و الألم طفح قلبها .. لماذا فارس بالذات .؟
ضغطت اناملها بشدة على حواف الكأس حتى ابيضت .. وهمست بحزن :" فارس !!"
كانت تراه علامة استفهامٍ كبيرة .. والآن تفهم سرّ غموضه ..
لقد مرّ بتجربة قاسية في الحياة هو الآخر ..
فشعرت برغبة طاغية في ان تنسيه تلك الآلام ..
ثم سمعت اصوات خطى الاطفال وهم يركضون الى الصالة ..
فمسحت غيمة الحزن عن وجهها و زفرت لتخرج وتنضم اليهم ..
رآها بسام :" خخخخ عمتوو فكينا اسرنا اررر اررر "
تامر :" اررر اررر يا جراار انتَ يا خطير "
تالا :" انا وتوتو فكينا الحبال يا كذابين .. بلا اررر اررر "
ضحكت شفا :" ههههـ ما ادري ايش يقولوا هدول !!"
زينة بتملل :" اصبر علي انت وهوَّ ان ما وكلتكم هيا سخنة .. ما اكون زينة شيخة المزايين "
دلال :" و احلى شيخة .."
قاطعتها شفا :" رهيبة .."
قفز بسام ليكمل :" عربجية .."
وانهى تامر الجملة :" في الحاااااااارة .."
ثم ضحكوا جميعاً ..
رفعت زينة يدها الى فمها بطريقة ساخرة واخذت تضحك وتحرك كتفيها :" هوهاهاها ضحكتوني وانا مالي نفس اضحك "
لوح تامر يده :" ما يقولوها كذا .. يقولوا حلووووووة بس لا تعيدها ثاني هع "
بسام وهو يراقص حاجباه :" لالالالالا يا واد .. يقولوا حلوووووة بس مخطوبة خخخ"
لم تتحمل زينة غبائهم .. فرقعت رأسيهما .. وسط ضحك الاخرين ..
بسام :" آآآح .. عمتو ترى ما نأخذك معانا للـ مارينا "
زينة :" مارينا ولا كارولينا مررة هددتني "
تحدثت دلال وابنتها تجلس فوقها :" صحح .. بنات ترى هالاسبوع في الويكند فارس مخطط ياخذنا جزيرة المارينا كللللللنا "
تامر وتالا بفرح :" واااااااااااااااو ... وااااو .. وناااااسة .. شفاا بنرووح بنروووح "
شفا بأسف :" اممم .. لا والله ما نقدر "
زينة :" وهذا الخبل لازم يفرد عضلاته قدامنا يعني .. جزيرة المارينا مرة وحدة "
دلال :" امم يقول مرة حلوة .. فقال بآخذكم يومين .. وبيستأجر لنا يخت عشان نروحلها "
قفز الصغار فرحين .. وبحماس اخذ بسام و تامر يخططان :" يا واد جايب صنارة صيد .. بنصيد بيها حوت"
تامر :" انا عندي معدات غوص ما قد استعملتها .. هذي فرصة ذهبية "
زينة :" هششش بلا ازعاج .. شفوي ما تقدر تروح "
تالا :" لالالا شفااا بنرووح " ووقفت امام اختها بعينان تناشدانها .. وانضم اليها تامر وفارس ..
نظرت شفا اليهم بيأس :" يووه لا تطالعوا كذا .. يا الله "
دلال :" شفا يالله عاااد .. بنتونس سوا .. وبعدين بتكونوا في اجازة .. ما وراكم شيء "
تأففت زينة لفهمهم البطيء :" دلال .. شفا ما تقدر تبعد عن المستشفى هالمسافة وهالمدة .. في حالة جا متبرع .. فهمتي "
وضعت دلال يدها على فمها وقد تذكرت حالة شفا ..:"أهاااااا.. آسفة شفا "
ابتسمت لها :" لا عادي .. بس شوفي هـ الاعين تعذبني "
قامت زينة لتجرهم من ياقات ملابسهم .. :" هييي مافي روووحة افهمووا "
تالا و تامر :" بليــــز نبغى نروووح .."
بسام :" والله انا مو رايـــــــح الا معاي خويي تامر .. ولا خلاص بطلت " وجلس متكتفاً
زينة :" احلى ..الولد كبر وصار جحش خخ"
دلال :" ههههههـ مالت "
زينة :" عليكِ .. " ومدت لسانها بصبيانية لها ..
بسام :" طيب خلي تامر وتالا يجوا معانا .. عمتو بتنتبه لهم "
قفز تامر :" اييييييييوه صح .. جبتها يالحبيب "
بسام بأسلوب رجولي :" افااا عليك اعجبك يالطيب "
شفا :" هههههههـ دلال ولدك .. بيعلم تامر الرجولية "
دلال :" ههههـ ولد حواري عاد .. بس اقتراحه حلوو .. خلاص خلي تامر وتالا يجوا معانا .."
شفا بتردد :" ممم .. ما ادري ..ممم "
تامر :" شفاا نوعدك ما نتعبهم " .. وتالا :" يب يب يب .. بصير عاقلة واسمع الكلام "
نظرت شفا الى زينة ..:" زينة تروحي معاهم .؟"
فكرت زينة قليلاً ... :" والله مرررة طفشانة بغير جو .. و عااد المارينا من زمان نفسي اروحها "
دلال :" خلااص اجل مافي كلام .. رايحين اوكي ؟؟"
نظر الجميع الى شفا منتظرين اجابتها .. فأستسلمت :" اووكي "
فقفز الصغار بفرح :" يسسسسسس وااااااو "

~~~~

بعد ساعتان من ذلك .. سكن المنزل وعمه الهدوء التام ..
استلقت شفا على سريرها لتأخذ الدواء ..
تنهدت زينة النائمة في السرير المجاور :" آآه يوم متعب "
وافقتها شفا بهزة من رأسها :" امم .. الحمدلله "
اعادت الكأس الى المنضدة فلمست الصندوق الزهري .. تذكرته وابتسمت ثم تناولته ..
رآتها زينة :" عجيب ايش هالهدية الناايس .. من معطيكِ هيا ؟"
شفا :" جود "
فتحت الصندوق و رأت بداخله ورقة معطرة .. ثم وردة بيضاء ..
جلست زينة امامها تنظر الى الهدية :" يووه شـ هالرقة اللي عليها "
ابتسمت شفا بـ سرها .. يملكُ ذوقاً فريد ..
فتحتَّ الورقة لتقرأ ما فيها ..:
( يا ذات الخيال الابيض .. كم تُهت بحثاً عن شبيهكِ
فـ وجدت ثلج الزهر قد نادى كهمسكِ ..
ودنت بتلاته تضاهي روعة طيبكِ ..
و بجوفه سكن الزمرد .. مثل ما سكن الحنان فؤادكِ ..
J
)
تأثرت بما خُطَّ عنها ؟؟ كم هي رقيقةٌ كلمات جود ..
صاحت زينة باعجاب :" شفوووي طالعييي .. "
نظرت اليها ورأتها تحمل الوردة البيضاء .. عندما قطفت زينة احدى البتلات ..
صرخت شفا :" زيووون .. لا تقطعيها ومصع "
زينة :" مو مقطعتها .. بس بخرج السلسلة من قلبها "
شفا :" اي سلسلة ..؟؟؟"
ابعدت زينة البتلات بحذر .. ثم سحبت قلادة زمردية من باطنها ..
زينة :" وااااااو شفووي تجنن .. طالعي "
امسكت بالقلادة الرقيقة .. و احبتها .. انها جميلة جداً ..
اخذت زينة البطاقة لتقرأها :" والله هذي جود عليها هدايا تخقق .. يبغالي اتعرف عليها هوهاها"
فكرت شفا .. انها ليست جود .. انه هو ..
زينة :" احلىىى .. الكلااام مرررة نايس ومطابق على الهدية .. عجيييب عجييب شفوي ايش هالحركات"
ضحكت شفا وقد زحف الاحمرار الى وجنتيها ..:" احم .. استاهل ولا مو "
زينة بضحك :" موو هوهاهاها "
ثم عادت الى سريرها قائلة :" آآه انا نعست مرررة .. يالله تصبحي على خير "
همست ومازالت القلادة بيديها :" تلاقي الخير "
اعادت كل الاشياء الى الصندوق ووضعته في درج المنضدة ..
ثم استلقت وهي تشعر بروحها خفيفة .. كـ خفة الريش بين نسمات الهواء ..
اغمضت عينيها .. ولم تغب الابتسامة عن شفتها ..

~~~

اتصلت به لكي تعرف المستجد .. :" هلوو .. هاي بابي .. ايش عملت ؟"
د. احمد :" خلاص حبيبتي الليلة بتبتدي دوامك المسائي عليها "
وسن بفرح :" واااو ثااانكس بابي .. يو ار ذا بست "
د. احمد :" المهم كلمي الآنسة شفا وهي بتساعدك في حالة المريضة "
خبت بسمة وسن :" وليش شفا ..؟؟؟؟؟ "
د. احمد :" لانها الممرضة الرئيسية لحالة المريضة .. يالله انا مشغول باي "
وسن :" تشاو بابي "
اقفلت الخط ونظرت الى هاتفها بغضب .. :" اووف .. شفا اقين.. متى تموت ونرتااح منها "
رمت بالهاتف على السرير .. و اخذت تذرع الغرفة ذهاباً واياباً ..
هذة الفتاة ... دوماً ما تأتي في طريقي .. اكرهها .. اكرهها ..اكرههاااااااا
لقد مضيت اسمع مديح ابي الدائم عنها ..
خطفت مني تميزي في الدراسة .. وماذا بعد ..؟
انها ... انها جميلة بشكل يثير الحنق .. فـ هل من الممكن ان تخربّ خطتي مع جاسر ...؟
لا استبعد ذلك .. آآآآآآآه يا الهي كم اكرهها ..
اتمنى فقط ان تمووووووووووووووت ويكف قلبها المهترء عن الخفقان ..
ارتفعت ضحكتها الشريرة :" ههههههههاااي .. شفااا .. لو قلبك ما توقف لوحده .. انا بعرف كيف اوقفه "

~~~


قال جاسر :" لا تظني اني بسمح لكِ "
جود :" لييييييش جاسر بليـــز والله تعبت من القعدة هنا "
رفض جاسر طلبها مرة اخرى :" جوود .. مافي طلعة .. ممكن يكون خطير عليكِ "
دخلت عندها شفا للمرة الثانية .. فسألتها جود :" شفاا جاسر يقولي ممنوع اطلع واتمشى .. بليييز اقنعيه"
ابتسمت شفا و بخجل :" سيد جاسر .. ما بيصير عليها شيء .. بالعكس احسن لها "
لاذ بالصمت وهو ينظر الى شاشة حاسوبه :" طيب اللي يريحكم "
جود بفرح :" شكراااااا شكرا شكرا جسووور شكراااا "
ثم تركت سريرها لتتوجه الى خزانة الملابس .. جاسر :" ايش بك مستعجلة المكان ما بيطير "
ضحكت جود :" ما ابغا اخاف تغير رأيك .. شفااا ساعدينيي بسرعة البس "
تحركت شفا مبتسمة و اخرجت لها الملابس ثم تركتها تذهب لتبدل روب المستشفى ..
عندما اصبحا وحديهما .. قالا بصوت واحد :" شكراً "
رمقا بعضهما ثم اشاحا .. جاسر :" الشكر لك آنسة شفا.. و على ايش تشكريني"
اضطربت قليلاً :" شكراً على .." هل تقول الهدية .. اوه لا ستنهار من الخجل :" على انك جبت جود هنا"
ابتسم ويداه تقرعان على مفاتيح الكيبورد :" و شكراً على انك هنا معها "
هزت برأسها .. و ضاعت منها الكلمات .. لا تدري لما يلفها الخجل والاضطراب عند وجوده ..
جاسر :" آنسة شفا .. ممكن اكلمك بوقت تكوني متفرغة .. بدون وجوها "
توسعت عيناها و نطقت :" ليش ؟؟"
جاسر :" ابغى اعرف حالة اختي منك بالضبط .. لاني واثق انك تقدري تحددي الخطب فيها "
عندها خرجت جود و قد ارتدت بنطالها الابيض و قميصاً اصفر فوقه ..
جود بحماس :" يالله شفوووي .."
امسكتها من ذراعها واخذت تسحبها .. لكن جاسر قال قبل خروجهما :" اشوفك مرة ثانية آنسة شفا "
باضطراب :" ااا .. ان .. ان شاء الله "
في الممر ابتسمت جود لشفا :" هاااه .. ايش مخططين انتي واخوي من ورايا ؟؟"
انكرت شفا بشدة :" مو مخططين شي جووود "
ضحكت جود :" هههههـ امزح شفااا .. ياااه ابغى اشممم هوا معاكِ .. "
شفا :" الحين بالحديقة بيعجبك الجوو .. "
بدأت خطوات جود تسرع :" يااالله مافيا انتظرررر "
شفا :" ههههـ طيب لا تطيري "
واستقلتا المصعد الى الطابق الارضي ومنه الى الحديقة ..
عندما وصلتا الى الارض المخضرة والسماء الصافيه .. مدت جود يديها وهي تستنشق الهواء
:" آآآآآآآآآآآآآآآآآه يا ربي "
ابتسمت شفا لهذا الاشراق الذي بدى على جود ..
انها في طريقها للشفاء ..
يا رب لك الحمد .


~~~~

ضياع نبضة 04-09-08 07:48 AM

v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة الثانـي عشـر ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :

" البشر كحباتِ المطر بدايتهم قطرة و نهايتهم حفرة "

~ الجـ 1 ـزء ~

احتوتها اجواء السلام حولها .. الطيور البيضاء على مشارف الممرات تتلقف حشائش الارض
الاطفال يلعبون فوق العشب .. و بعض كبار السن وقد شغروا مقاعد الحديقة وظهرت السكينة عليهم
استرخت على مقعدها مبتسمة و اغمضت عينيها لتتمتع بأصوات الحياة
نادتها شفا :" جود .. مرتاحة ؟"
انفرجت اجفانها وهي تشعر بزهرة الحياة تتفتح في قلبها مرة اخرى
جود بصوت حالم :" ما عمري كنت مرتاحة مثل هاللحظة "
تنهدت وحمدت الله في سرها ..:" ان شاء الله دوم "
جود :" آمين .." اصلحت من جلستها لتكون مواجهه مرافقتها .:" شفا "
نظرت اليها :" هلا "
جود :" يالله انتي امس وعدتيني تحكيني قصتك .. حكيني الحين "
ضحكت برقة :" ايش اقولك .. طيب انتي أسأليني واجاوبك "
فكرت جود قليلاً ثم القت بأسألتها دفعة واحدة :" اممم كم عدد اخوانك ؟ ومن متى انتي تشتغلي هنا ؟ وكم عمرك لاني حاستك بعمري ؟
ومن فين انتي ؟ متزوجة مخطوبة ولا عازبة ؟ كيف تتكلمي لهجتنا ؟ و ليش .."
قاطعتها شفا ضاحكة :" هووب هووب هووب .. شوي شوي يا بنتي غرقتيني اسأله "
جود ببراءة :" طيب انتي تقولي أسألي "
رفعت شفا يدها لتمسك برأسها :" آآه يا رأسي اسألي سؤال سؤال مو تفجعيني كذا "
جود :" هههـ اوكي .. حكيني متى جيتي انتي واهلك سكنتوا هنا .؟؟"
شفا :" ممم ميلادي كان بهالمدينة .. عشنا انا وبابا و ماما سنة بعدها رحنا السعودية عشان دراسة ماما
وجلسنا هناك لفترة 3 سنوات .. بعدها رجعنا مرة ثانية هنا و استقرينا على طول "
جود :" آآه يعني انتي بنت ديرتي .. عشان كذا تهرجي لهجتنا "
ضحكت شفا :" ايوه يعني لو مو بابا الله يرحمه كنت الحين ما اعرف اهرج مثلكم .. "
جود بأسف :" حتى بابتك مات !!! .. مثلي بابا مات من سنين راحت "
زادت شفا من قبضتها :" الله يرحمهم .. ويكتب لنا لقاء بيهم في الجنة يارب "
جود بهزة خفيفة :" آمين .. طيب كيف اخوانك ؟"
ببسمة :" عندي اخوان توأم تالا وتامر عمرهم 7 سنوات "
جود :" الله .. توأم ..!! .. نفسي اقابلهم "
شفا :" ولا يهمك .. بأجيبهم مرة عشان تشوفيهم "
جود :" حلووو .. بس كيف عايشين كل حياتكم هنا ..؟ ما تحسوا بالغربة ؟"
نظرت شفا حولها :" ممم احياناً احس اني وحيدة و غريبة بهالمكان .. لكن وجود تالا وتامر معاي محسسني اني في موطني "
ارخت جود رأسها لتنظر الى يديها :" انا اشتقت لمدينتي و لبيتي ولاهلي "
قال شفا بثقة:" يإذن الله بترجعيلهم قريب "
بنبرة تغلبها اليأس :" مااظن شفا .. حاسة بأني راح اموت "
بإستهجان رافض :" جوود .. لا تتكلمي كذا .. ان شاء الله بتشفي و بترجعـ "
بترت جود كلامها :" انا فقدت املي بالشفا .. كل مرة اقول راح اتعافى و ارتاح ..
وامنن نفسي عالفاضي
لكن المرض ينهشني و يقتل كل ذرة امل فيا "
شفا :" جود لا تكوني متشائمة كذا .. " و لاذت بالصمت عندما رأت الدموع تتدافع في عينا جود ..
كانت الكلمات متجمعة على شفتيها بإنتظار اطلاق سراحها ..
فتنهدت شفا و ربتت على يدي جود تعطيها اشارة للتحدث ..
فهي تعرف ان كبت المريض لمشاعره هو من اول اسباب تأخر علاجه ..
يجب ان تنفض جود كل آلامها النفسيه .. حتى يسهُل تخلصها من المرض ..
(( ليتك فقط تفعلين الامر نفسه يا شفا >> مداخلة مني خخ ))
جود :" من صغري وانا اتمنى يكون عندي ام اشكي لها مشاكلي و اذوب في احضانها الدافية ..
اتمنيت يكون عندي اخت اشاركها اسراري و تشاركني اسرارها .. و اسمع نصايحها لي "
توقفت برهه لتأخذ نفس عميق ثم نظرت الى شفا بعينان تلمعان :" واليوم حاسة ان ربي رزقني بيك ..
صدقيني شفا ماعمري ارتحت لوحدة بهالطريقة وحسيتها مثل اخت ..
انا اعتبرك اختي عشان كذا نفسي اقولك كل اللي في قلبي "
تأوهت شفا وهي ترى نظرة الصدق تطل من جود ..
فقالت بإمتنان :" تسلمي جود وانا احس نفس الشيء "
ابتسمت جود و بثقة :" ادري .." نفثت ما بصدرها من هواء
و استطردت :" كانت عندي احلام كثيرة .. حلمت اني اكبر و اصير معلمة ادب ..
حلمت يكون لي كتب انشرها بقلمي .. واني اسوي تغيير ولو بسيط للأحسن .. حلمت اني .."
و اوقفتها الغصة المؤلمة العالقة في حلقها ..
شفا وهي تحاول دبّ الامل من جديد في قلبها :" بتشفي ان شاء الله وتحققي احلامك كلها "
برجاء قالت جود :" شفا لا تحاولي تمنيني .. قلبي يقولي ان هذي آخر ايامي .. و "
قاطعتها شفا بحنان :" جووود .. محد يدري متى يومه .. انتي خلي املك بالله كبير و مثل ما قال "
اسكتتها جود بهزات رأسها الرافضة :" ما يهم .. خلاااص احلامي بتبقى مجرد احلام ..لكن الاهم عندي هو جاسر .."
بللت شفتاها بإضطراب ..
وتنهدت بعنف :" جاسر كان دايماً واقف جنبي .. ما تخلا عني في اوقات حاجتي له ..
بكل لحظة كنت الاقيه موجود .. كرّس وضحى بحياته عشاني ..
كان الاخ والاب والام وكل شيء لي ..
حتى في مرضي ما خلاني .. بالعكس مسك بيدي .. وعانى اكثر مني .. جاسر يتألم يا شفا "
رأت شفا ان المشاعر المتدفقة على جود قد سلبت حيويتها السابقة .. وتركت ذبول وجهها يعود ممزوجاً بالالم
جود بأسى :" جاسر عانى من صغره و عانى معاي .. ولاعمره اشتكى ودار ظهره لي .."
رفعت انظارها المبتلة الى شفا لتهمس :" جاسر كتوم جداً .. وما يبين اللي بداخله .. لكنه مرة حساس
مهما قدم احتياجاتي على حاجاته وقوى نفسه .. يظل محتاج حد يواسيه و يوقف معاه "
ارتجفت شفا لنظراتها وكلماتها .. : لماذا تخبرني انا عن هذا الامر ..؟ لماذا تنظر اليّ بهذا الرجاء ؟؟
انا اعترف بأن جاسر قليل الكلام .. لكنه ذلك اليوم لم يكن كتوماً البته ..
فجأة دفنت جود وجهها في حضن شفا لتقول شاهقة :" كل همي راحته .. اكبر حلم لي سعادة جاسر "
اراحت شفا يديها على شعر جود و لم تستطع قول شيء ..
جود :"شفاا نفسي اساعده مثل ما ساعدني .. انا .. انا .." .. ثم انهارت باكية وقد تدفقت احاسيسها كالسيل
صاحت في حضن شفا :" خايفة .. يا شفا .. خايفة من المووت "
كان هناك طفلين يلعبان بالجوار .. فتوقفا عن اللعب ليشاهدا المنظر الحي امامهما ..
قلقت شفا عليها .. ان انفعالها وانهيار اعصابها يهدد بإصابتها بنكسة ..
فحاولت تهدئتها :" جود .. أذكري الله حبيبتي .. أذكري الله "
صدرت أناتها :" ما اقدر اتصور اني بيوم اترك جاسر لوحده بالدنيا .. ما أقدر أفكر اني برحل و أقضي على (علي)
شفاا ليش أنا .. ليش أنا بالذات يصير معاي كذا .. ليه يا ربي انا ليييه ؟؟"
مسحت على رأسها :" هشش جود .. استغفر الله العظيم .. اتعوذي من الشيطان يا جود ..
هدي الله يريح قلبك .. مو طيب الانفعال لحالتك .. "
كتمت شهقاتها وكأنها لم تسمع شيء :" شفا ليش الدنيا كذا تلطّش فيا ؟؟ ابغي افرح واعيش مثل اللي بعمري
ابغى أكمل دراستي واتخرج .. ابغى أصير معلمة اجيال و اخلي اخوي يفتخر فيا ..
ابغى اشوفه عريس .. وانبسط له .. أبغى اشياء كثيرة اسويها .. بس ما ابغى امووت "
بدأت شفا تقرأ عليها بعض السور القرآنية لتهدأ .. و بالفعل بعد دقائق عدة قلتّ شهقات جود ..
خارت قواها ..و ما عادت تستطيع البكاء اكثر فقد اتعبها ذلك حتى النخاع ..
شفا :" يالله جود نرجع غرفتك .. كذا كافي عليك "
اغمضت عينيها بتعب ورأسها يستند على شفا :" مو قادرة اقوم شفا .. احس ماعندي قوة "
اتاهما صوتٌ انثوي تلبسه القلق :" جوود .. ايش فيكِ ؟"
رفعت شفا انظارها لترى وسن تقف عند رأسها وقد تظاهرت بالقلق .. تنهدت في داخلها متضايقة
فهي تعرف ان وسن تكرهها منذ الصغر .. و ماتزال الى الان تكيل لها الكره .. لكن لا تعرف لماذا .؟
بصوت هاديء قالت شفا :" اهلاً وسن .. كيفك ؟"
جثت الاخرى عند جود دون ان تعيرها التفاته :" هذا وقت سؤالك شفا .. ليش جود هنا ؟؟ اهمال منك تتعبيها بالخروج من سريرها .. قومي نرجعها لغرفتها "
لم ترد شفا عليها و اخذت ترفع جود التي اجابت بصوت منخفض :" شفا ما غلطت بشيء انا اللي كنت بطلع"
وسن بملل :" مايهم .. يالله اسنديها شفا و بطلع معاكم "
طبعاً لم تكن وسن مهتمة بإنتكاسه جود او حالتها .. كل ما همها ان تكسب جاسر عن طريق اخته ..
وصلوا الى المصاعد فضغطت وسن على الازرار وهي ترسل لشفا نظرة حاقدة ..
تضايقت شفا من نظرتها وتجاهلتها لتسأل جود :" جود حاسة بوجع شيء ؟"
هزت جود رأسها نافية :" لا .. بس مو قادرة اشيل حيلي "
تدخلت وسن بتأنيب :" هذا بسبب اهمالك يا شفا .. انا اعرف كيف اشتكي المراقب عليك "
اجابتها جود وهي ترفع رأسها عن كتف شفا :" قلت لك شفا مالها ذنب ..انتي ماتفهمي "
فغرت وسن فمها مصدومة ..!! .. لكنها بصعوبة تمالكت نفسها و سكتت عندما فُتح باب المصعد
دخلوا جميعاً ..
وقد اخذت وسن تحدث نفسها :" حشرةً مثلك تصرُخ عليّ يا جود..لم تعرفي بعد مع من تتعاملي "
عندما وصلوا الى الجناح .. كان جاسر مستلقٍ على سرير المرافق .. ينام وقد بان عليه الارهاق ..
دخلت شفا تسند جود تساعدها على الوصول لسريرها ..
اما وسن وقفت هناك تنظر بإعجاب وبنظرات سافرة الى جاسر الغائب عن الادراك ..
طول قامته قد غطت مساحة السرير .. و هدوء ملامحه اضفى عليه جو من الحلم و الجمال..
وضعت شفا جود على السرير وغطتها .. ثم اخذت تقيس ضغطها ..
و شبكت آلة قراءة الموجات الدماغية .. تابعت عيناها القراءات لترى انها طبيعية .. فتنهدت براحة
رفعت بصرها لخيال وسن الواقفة .. و لاحظت انظارها متوجهه لـ جاسر
فنادتها :" وسن .. ممكن تنادي الدكتور دوغلاس "
نظرت وسن اليها بنصف عين :" وليش ما تناديه حضرتك ؟"
قطبت حاجبيها بغرابة :" انا بشوف اشارات جود الحيوية .. لو سمحتي ناديه "
خطت وسن اليها بمشية متمائلة :" اولاً انا ما اشتغل تحت امرتك .. ثانياً انتي روحي ناديه وانا اعتني بامورها"
شفا بهدوء :" جود مريضتي وانا مسؤولة عنها فـ "
قاطعتها ضحكة وسن الهازئة :" وهيا من مسؤوليتي بعد .. حطي هالشيء في رأسك يا شفا "
لم تفهم شفا مقصدها .. فنظرت اليها بتساؤل ..
فتحت جود عينيها بعدما شعرت بالتحسن :" آنسة وسن .. ايش تعني بـ ؟"
توجهت انظار وسن اليها و بنعومة :" انا ممرضتك المسائية يا جود "
تفاجئت شفا وسألت :" لكن وين ويلما ..؟"
ضحكت وسن بصوتها العالي الحاد :" لا تقارني بين مستواي ومستوى هالعجووز "
اغتاظت شفا لتكبر وسن و بتمالك اعصاب :" مافي داعي تغلطي عليها يا وسن .."
وسن بتأفف :" بدال لا تثرثري على راسي .. روحي شوفي لك الدكتور دوغلاس "
عندها سمعوا جميعاً صوت جاسر يفيق من نومه بـ تعب ..
جلس دون ان يرفع بصره .. و احتضن رأسه بين يديه .:" آآخ "
سألت جود بقلق :" جاسر ايش فيك ؟"
اجابها وهو يغمض عينيه بشدة :" لا تخافي .. آآخ بس صداع قوي "
تحركت وسن اليه مسرعة .. وقالت بصوتها الناعم :" جاسر .. خليني اكشف عليك "
رفع جاسر عينه ليراها .. من هذة ..؟؟؟ ثم تذكر ملامحها .. انها تلك الممرضة ..
قال بـ صوت هاديء :" ماله داعي .. بس ابي شيء يطير الصداع "
لمست يده بجرأه متظاهرة بانها لمسة بريئة :" طيب انت ريّح نفسك.. وبروح اجيب لك بندول "
وقامت تمشي مسرعة الى الخارج ..
كان جاسر متفاجئاً من قرب تلك الفتاة .. ولكن الم الصداع شغله عن اي شيء آخر
اسند رأسه للخلف متنهداً .. و غير عالم بالاعين التي تراقبه ..
غضت شفا نظراتها عنه .. وهي تشعر بالاستياء .. ماهذا الذي حدث ..؟
الا تخجل وسن وهي تعامل اهالي المرضى هكذا ..؟ ومن اعطاها الحق لتناديه "جاسر" فقط ..؟
استغفرت ربها و حولت انظارها لجهاز القراءات والضيق يتملكها ..
جود :" جاسر حبيبي ... ايش متعبك ؟"
دخلت وسن وهي تحمل اقراصً وكوب ماء .. واتجهت رأساً الى حيث جاسر ..
نظرت جود اليها و امسكت بيد شفا .. التي تجاهلت الامر كله ..
جلست وسن بقربه :" تفضل جاسر .."
فتح عينه ليرى اليد البيضاء ممتدة امامه .. اخذ القرص وبلعه ثم شرب قليلاً من الماء ..
جاسر :" الحمدلله .. شكراً آنسة "
اخذت وسن الكوب منه مبتسمة :" وسن وبس .. هذا واجبي يا جاسر "
فتح عينيه لتقعان على نظرات شفا المستاءة .. التي حولت عينيها فوراً بعيداً عنه
جود :" جاسر تعال "
وقف جاسر يترنح قليلاً .. فأسندته وسن بترحيب ..
اجفل جاسر ثم انتفض مبتعداً عنها ... :" عفواً آنسة .. "
ثم اعطاها ظهره ومشى الى سرير اخته .. عضت وسن شفتها السفلى بقهر ..
:لماذا ابتعد هكذا .؟ أيظن اني مصابة بجدري ..؟
وقف جاسر من الناحية الاخرى مواجهاً شفا .. التي اعطته جانبها وانشغلت بعملها
حول انظاره بصعوبة عنها الى جود :" هاه جود .. انبسطتي بالجو ؟"
ابتسمت جود وقد عادت قواها :" اي .. قضيت وقت حلو مع شفا "
رد لها ابتسامتها :" الحمدلله "
اتى صوت وسن المستاء :" بصراحة جاسر .. شفا اهملت جود لما طلعتها "
قطب جاسر جبينه وهو يستدير الى وسن :" عفواً آنسة .. سيد جاسر لو سمحتي "
كادت ضحكة تفلت من شفا .. وقد طار بعضً من ضيقها ..
تيبست وسن ولكي تحفظ ماء وجهها اقتربت منهم وهي تقول :" آسفة .. لكني احب انادي الناس بأساميهم ..
امم سيد .. جاسر اسمح لي اقولك شفا ارتكبت غلطة بإنها ..."
قاطعتها جود :" وسن .. انا بخير .. وبالعكس مرررررة ارتحت من الطلعة .."
ثم التفتت الى شفا :" شفا الله يخليكي كل يوم طلعيني زي هالمرة .. بليـــز "
ابتسمت شفا لها وأومأت بصمت ..
سأل جاسر بغرابة :" ايش صار ..؟ و آنسة وسن عفواً للفظاظتي لكن امر جود ما يعنيك "
نظرت جود وشفا الى بعضيهما بدهشة و ضحكة متبادلة ..
بات الامر اقوى من احتمالها فبصوت مخنوق :" جود مريضتي يا جا... سيد جاسر"
جاسر :" كيف يعني ؟"
تقدمت اليه لترفع يدها بغية مصافحته :" انا ممرضتها المسائية "
نظر جاسر الى اليد الممدودة و قال بأدب متجاهلاً يدها :" اهلاً .. يعني عملك يبدأ من العصر لليل ؟"
بإحراج هوت يدها الى جانبها :" طبعاً "
استدار جاسر ليعود الى السرير الزائد وقال :" يعني نشوفك بعد 6 ساعات "
ثم جلس ليريح نفسه ..
كانت طردته واضحة لـ وسن .. التي شعرت بالسخط وبرغبة كبيرة في الصراخ ونهش اظافرها في اي شخص
سمعت ضحكات جود المكتومة .. فنظرت بشرر اليها .. ثم قالت بحده :" عن اذنكم "
و اخذتها خطواتها الى الخارج ..
انطلقت عندها ضحكة جود بلا هوادة وتبعتها شفا بضحكة هادئة ..
فتح جاسر عينيه ينظر اليهما بإستغراب :" ايش في تضحكوا ؟؟"
غطت جود فمها بيدها :" ولا شيء سلامتك .."
ابتسم و اغلق عينيه ثانية :" الله يسلمكم "
شعرت شفا بإحساس جميل بالأمان وهي هنا معهما .. فزحفت ابتسامة سعيدة اليها
جود وجاسر باتا مهمان .. و اصبح لهما في قلبها حيز يكبر و يكبر بلا توقف .!!!

~~~

" آآه .. لقد اُرهقت .. لا استطيع انتظار الاجازة لتأتي "
رفعت زينة انظارها اليها :" نيكول .. اصمتي اني اركز في عملي "
كانتا اثنتيهما تقفان عند مريضة .. و زينة تقوم بتغيير محلولها الوريدي ..
نيكول :" انتهي هيا بسرعة .. اريد الذهاب لأرتاح قليلاً ظهري يؤلمني "
حملقت زينة فيها :" حسناً .. اقفلي فمك الثرثار لكي اُنهي الامر سريعاً "
عندما انتهيا .. خرجتا عبر الممر الى غرفة الاستراحة ..
سألت نيكول :" ما هي خططكِ للإجازة ؟؟"
اجابت بفتور :" سأذهب الى جزيرة مارينا "
توسعت عينا نيكول :" حقاً .. حقاً .. رااائع .. يالحظك السعيد .. انها جزيرة رائعة ولكنها مكلفة جداً .. كم اتمنى الذهاب معكِ "
ضحكت زينة :" لا تحاولي حتى التفكير بالترجي .. فلا اريد رؤية وجهك حولي هناك "
بهزء قالت نيكول :" ومن قال لكِ سأترجاكِ .. كم انتِ مغرورة "
جلست زينة على احدى المقاعد ولتصلح من حبل حذائها ( اكرمكنّ الله ) :" لستُ مغرورة .. المغرور الوحيد هنا هو المشرف فارس "
نيكول :" لذلك هو يعجبكِ بـشدة "
رفعت رأسها بحده :" من قال لكِ انا معجبة به .. انكِ لا تفتأي قول الترهااات يا نيكي .. هل وصلتِ الى مرحلة الخرف و التهيأت ؟"
ضحكت نيكول لإنفعال زينة :" انظري الى نفسك اولاً .. ثم قولي انه لا يعجبك .. ان حرارة وجهك تصل اليّ من هذة المسافة "
وقفت زينة بغضب وهي فعلاً تشعر بنفسها تشتعل :" نيكيييي اسحبي ما قلته والا ستندمين "
بلا مبالاة :" لقد سمعتُ تهديدكِ هذا آلاف المرات ولم تمسي شعراً مني .. انا لا اخشاكِ "
خطت زينة ناحيتها ونظرتها قاتله ... فتراجعت نيكول الى الخلف بنظرة خوف ..
رغم انفعالها الا ان مظهر زميلتها اضحكها :" هوهاهاها انظري الى وجهك المرتعب ثم بعدها قولي لا تخشيني"
هزت نيكول كتفيها :" انك تخيفين اي شخصٍ يملك ذرة عقل "
افلتت زينة ضحكتها :" هههههههههـ تعنين انك تملكين فقط .. ذرة عقل ههههههههـ "
بحده :" انا لم اقصد ذلك "
رفعت زينة اصبعها اليها تغيظها :" بلى قصدتِ ذلك يا صاحبة الذرة عقل "
ضربت قبضتها على خزانتها :" اصمتي يا زينا "
اخذت تعمل حركات غبيه لتغيظها :" هوهاهاهاهاها .. لن اصمت "
صرخت نيكول :" زينااااا .. اصمتيييييييييي "
اخذت زينة ترفع كتفيها بإستمرار و تتحرك بمكانها كأن الامواج تلطمها .. :" هوهاهاها هوهاهاها .. ذرة عقل "
حركت رأسها على الجانبين بطريقة مضحكة ..:" هوهاهاها نيكي نيكي لا تملك عقل هوهاهاها "
نظرت الى نيكول .. التي كانت تقف مبتسمة لها و الهدوء على ملامحها ..
فأستغربت زينة وقوفها هكذا .. ثم سمعت صوتاً خلفها :" أتسائل من الذي لا يملك ذرة عقل هنا حقاً ؟"
تيبست مكانها ثم نظرت الى نيكول بصدمة :" نيكي قولي انني كنت اسمع شبحاً "
ابتسمت نيكول بغيظ :" هل هناك شيئاً استطيع فعله ايها المشرف ؟"
اغمضت زينة عينيها بخجل .. وشعرت برغبة في البكاء او الضحك .. لقد رآها بحركاتها البلهاء
ماذا سيقول عنها الآن .. " كم انا غبية كم انا غبيــــــــة "
قال فارس بهدوء :" لا شكراً آنسة بيكادل .. لقد اتيت اطلب من آنسة زينة الحضور الى مكتبي "
وقبل ان يستدير مبتعداً بصوتٍ غليظ :" حالاً "
استدارت زينة لترى ظهره وقد ابتعد الى ناحية مكتبه ..
التفتت الى نيكول ثم انقضت عليها تمسكها من ياقه معطفها ..:" ايتها الحمقااااء لماذا لم تخبريني بوقوفه عند الباب "
ضحكت نيكول :" هههههـ هذا ما تستحقينه "
عضتها زينة على ذراعها :" ايتها الغبييية .. منذ متى كان يقف هناك ؟؟"
ابتعدت نيكول وهي تمسد مكان العضة :" آآي ايتها المتوحشة .. ليس منذ وقت طويل ..
فقط عندما بدأتي بالرقص بتلك الطريقة البهلوانية ههههههههـ "
انهارت زينة على قدميها بحركة مسرحية واخذت تنوح :" آهاهاها وجـــع ان شاء الله "
لوحت نيكول بيدها :" هههههـ لا اعرف ماذا تقولين .. اذا كنتِ تشتمينني فلك بالمثل "
رفعت رأسها بحده :" اصمتي .. سأذهب لآرى ماذا يريد امففف منكما "
غادرت الغرفة مخلفة ورائها ضحكات نيكول الساخرة ..
عندما وصلت الى باب مكتبه .. سحبت نفساً عميقاً ثم طرقت الباب بخفة ودخلت بعدها ..
كان فارس يجلس على كرسيه بعينين ضيقتان ..
بصوتٍ غليظ :" اتفضلي "
وقفت بالقرب من مكتبه :" نعم سيد فارس .. ايش في ؟"
فارس :" اجلسي "
هزت رأسها وعينيها متجهة الى السقف :" لا شكراً .. افضل اكون واقفة "
تنهد فارس ثم اخرج علبة الهدية الزرقاء ..:" ممكن اعرف ليش هذي ؟"
نظرت زينة الى العلبة ثم بلعت ريقها .. وقالت بتوتر :" مم مدري عنك !!!"
مسح وجهه بيده اليسرى ثم كورها ليسند ذقنه :" تنكري انك اللي جبتيها ؟"
بسرعة :" طبعاً انكر .. مو انا اللي جبتها "
اشار فارس الى قميصه المبقع بحبر القلم :" طالعي كيف فشّ الحبر علي وانا في الاجتماع .. هالقلم او هالهدية بالاصح احرجتني قدام الاطباء "
زينة بتسلية :" طيب هو هذا وظيفته .. وليش اشتريته بالله "
فارس بذكاء :" اهااا يعني تعترفي انه منك "
توسعت عيناها .. يالغباااااءها .. :" هاه .. لا لا .. اصلاً .. وليش اعطيك هدية .. ممم انا ما "
قاطعها وهو يحمل البطاقة المصاحبة للهدية :" بمناسبة تعيينك مشرفاً علينا .. تقبل هديتي"
لم يعد هناك داعٍ للتظاهر فقد كشف امرها :" محد قالك تلبسه .. غلطتك "
رمقها بنظرة اختبارية .. فتوترت مكانها .. طال صمته و نظرته مثبته عليها ..
فلم تعد تحتمل نظراته اخيراً صاحت :" أسفة .. امففف "
هز رأسه ثم ابتسم ..:" اعتذارك مقبول .. بس اتمنى ما تعيدي هالحركات ثاني "
بغيظ :" في شيء ثاني .. ولا اروح لعملي "
وقف و سحب ملفً ما من الخزانة واخذ يطلع عليه وهو يسألها :" دلال قالت لكم عن الرحلة ؟"
ترددت ثم اومأت ً ... متمتمه ايجابا
سأل :" ان شاء الله كلكم جايين ؟؟"
اعادت حركتها .. وهي تجيل بنظرها في انحاء المكتب متحاشية النظر اليه ..
ثم وقعت عيناها على مزهرية ضمت زهور بنفسجية فتذكرت الامر .. وغضبت منه ..
قال ببسمة :" تمام .. خلاص اذنك معك زينة .. شكراً "
افلت منها السؤال بحده :" مِن مين هذة الزهور ؟؟؟" واشارت الى المزهرية ..
رفع فارس بصره ونظر الى حيث تشير ثم سأل بإستغراب :" ايش ؟؟"
اعادت سؤالها و قد بان الغضب في عينيها :" سألت من فين هذي الزهور "
لم يفقه فارس سبب انفعالها هذا واجاب ببطء :" من .. محل الزهور "
نظرت اليه و علمت انه يسخر منها .. فضربت قدميها على الارض وهي تتنهد بعصبيه :" آآه "
ثم استدارت لغادر الغرفة .. ولكن قبل خروجها سمعته يقول :" عليكِ رقص يهوس ضحك هههههـ"
سحبت الباب وصفقته بشدة لتمشي بغضب ..
واخذت تتمتم بإستياء :" غبيييي واحد .. حمااار عشااانك .. وجـــــــــــــع "
كان الممرض فيكتور ماراً بجانبها فسألها بعجب :" زينا هل هناك خطبِ ما ؟"
ولكي تنفس عن غضبها امسكت به من ياقته واخذت ترجه يميناً يساراً .. ثم تشدّ شعره الطويل في كل اتجاه
(( مسكين جابها لنفسه هوهاهاهاها >> هذي انا مو زيون خخ ))
صرخ فيكتور وعيناه تخرجان من محجرهما :" آآآه يا الهيييي شعري شعررري "
بأسنان مطبقة وصوت غاضب متخيلة انه فارس :" تستحق ذلك .. كم مرة طلبت منك قصه .. هاه هاه "
واخذت تلف الشعر حول اصابعها و تحرك رأسه بشكل دائري .. و كأن رأسه مطحنة قمحٍ
وقع فيكتور ارضاً و قد اصابه الصداع :" اووووه .. آآآآي آآآآآي آآآآآآآه .. سأقصه أأي .. اقسم لكِ سأقصه "
خرج عندها ممرضاً آخر ورآى المشهد .. فأبعد زينة عن فكتور بـ ( طلوع الروح )
بإصبع تهديد اخذت تلوح في وجه فكتور :" ان رأيتك لاحقاً بهذا الشعر .. سأنتزعه من فروه رأسك و اجعله مكنسة تنظيف "
امسك فيكتور برأسه وهو يترنح :" سأقصصصصصصصصه " ثم هرب ركضاً ..

~~~

في المقابل .. كان فارس يجلس في مكتبه يتذكر المنظر الذي رآها عليه وهو يقف عند باب غرفة الاستراحة
كانت تتمايل بطريقة غبية .. تشبه طريقة رقص حسان في فيلم الاطفال ( أنا وأخي ) >> ياحبي لهالانمي
ضحك بخفة هازاً رأسه .." كم هيّ مضحكة "
ونظر الى قميصه الذي بدأ لون الحبر يتلاشى من نسيجه ..:" و شقية كالأطفال "
تذكر المرة الاولى التي تقابلا فيها حيث تهجمت عليه و كادت ان تخنق انفاسه ..
فأبتسم لنفسه :" وايضاً متهورة ومتسرعة "
عندها سمع صراخاً ما يأتي من الخارج فقام لكي يستطلع الامر ..
فتح الباب بهدوء .. و رآى زينة تشد شعر فيكتور .. راقب الحدث بذهول ..
ثم عندما لاذ فيكتور بالهرب وغابت زينة داخل غرفة الاستراحة ..
اغلق الباب واستند عليه وهو يضحك بجنوون مفكراً :" وهي حتماً مجنوووونة "
عاد لكرسيه .. يعترف انه منذ التقاها لم يمرّ يوماً مثل سابقه ..
انها تفاجأه دوماً ..
تنهد و اخذ يتسائل بصمت.. :" كيف ستكون الرحلة يا ترى ؟؟ "
لقد رتب امر الرحلة من حرف الالف الى الياء .. استأجر يختاً مناسباً و حجز جناحاً كبيراً في احد فنادق الجزيرة
و اختار برنامجاً سياحياً يناسب الاطفال ..
تأمل يده الخالية من اي خاتم .. و تنهد .. محدثاً نفسه ..
:" الى اين ستصل يا فارس ؟؟ .. ماذا تريد من شفا .. انت تعرف انك لا تريد الزواج ابداً ..
انت لا تثق بالنساء .. ولا تريد ان تعاني مرة اخرى .. اذاً لماذا تفعل كل هذا ؟؟ "
اغمض عينه وهو يتذكر الماضي ..
حياته البائسة ..
لقد حطمه والداه منذ الصغر .. ولكن حب دلال وعائلتها اصلحا ما هُدم في نفسه منهما ..
الفضل لهم من بعد الله .. لكونه هنا متمتعاً بهذة النعم ..
اصبح طبيباً و استشارياً .. و ماذا بعد ..؟
أتاه ذلك الطيف مرة اخرى في خياله فأشتدت اعصابه ..
هي ايضاً .. حطمته ..
هي السبب في رفضه لحياة جديدة ..!!
امه وهي .. حطما فيه الثقة في النساء ..
لن يسامحهما ابداً .. لن يفعل ..!!
ضرب المكتب بقبضته غاضباً .. وهمس بحقد :" اكرهكم "
زفر ليهدأ و تسائل ..:
يا ترى ماهو مصيري مع شفا ... و زينة ..؟


~~~


عاد جاسر الى غرفته في ذلك الفندق .. عندما وصل خلع معطفه ورمى نفسه على السرير متعباً
كم يرهق نفسه بالتنقل من المستشفى الى الشركات ليمشي عمله ..
الامور تتدهور هناك .. في المقرّ الرئيسي لشركاته .. ولا يستطيع العمل مباشرة بها ..
حالة جود .. والمشاكل الادارية ..
تنهد :" آآآآآآآآآآآآآآآه يا ربي عونك "
مد يده الى جيب بنطاله ليخرج هاتفه الخليوي .. ثم يطلب رقم علي ..
انتهت الرنات ولم يجب علي ..!!
استعجب من ذلك .. ثم نظر الى الساعة .. مع فرق التوقيت ما يزال الليل بعيداً عنهم ..
هل هو نائم ..؟؟
اعاد الاتصال مرة اخرى .. ثم بعده مرة .. ولم يتلقى اجابة ..
بدأ القلق عليه .. ثم بحث في القائمة على رقم عمه واتصل .. واتاه نفس الجواب ..
اتصل على رقم المنزل .. واخذ يرن و دقات قلب جاسر تتبع الرنات ..
يئس من ان يجيبه احد فكادت اصابعه ان تضغط اغلاق .. الا انه سمع صوتاً منخفض يجيبه ..
:" آلو "
ابتلع ريقه و تحدث :" السلام عليكم .. مين معي ؟"
جاءه الصوت الانثوي المتعب :" وعليكم السلام .. انت مين .؟"
جاسر بقلق :" انا جاسر .. هذا مو بيت حسن الـ ؟؟"
لاذ الصمت على الطرف الآخر للحظة .. ثم فجأة سمع بكاءً مريراً ..
جاسر بخوف :" آلوو .. مييين معاي ؟"
همست بين بكائها :" انا هدى .. جاااسر "
تذكر جاسر ابنه عمه و سألها بقلق :" هدى ايش فيك ؟؟ ليش تبكي خير ؟؟؟"
صاحت هدى بحجرشة :" جااسر .. ابوي .. ابوي مااااااااات "
ثم غرقت في بكائها .. وسقط الهاتف من يدها ..
تصلبت جاسر والصدمة تلبسته ..
عمي مات..!!!!!!!!!!



~ الجـ 2 ـزء ~


:" شفا امس طول الليل ما نمت "
جلست شفا بجانبها ... كانت جود لتوها قد انهت صلاة الضحى .. التي نصحتها شفا به
فـ صلاة الضحى فضلها كبير .. لقوله صلى الله عليه وسلم :
{ يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة،
وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة،
وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك كله ركعتان يركعهما من الضحى }
[مسلم:720]
سألتها شفا بقلق :" ليش جود .. يألمك شيء؟"
خلعت جود شرشف الصلاة واخذت تطبقه :" لا .. بس هذي وسن دوختني بكلامها عن الازياء "
ابتسمت شفا :" فجعتيني على بالي صار لك شيء "
تنهدت جود وهي تجلس على احد المقاعد :" انا قلقانة جاسر امس الليل ما جا .. واليوم اتأخر"
بنبرة هادئة :" لا تخافي .. ان شاء الله مافيه الا الخير "
هزت بخفة :" ان شاء الله " ثم نظرت الى شفا :" يالله نطلع الحديقة ؟"
شفا بدهشة :" صدق ؟؟ يعني امس ما تعبتي ؟"
ابتسمت جود :" بالعكس .. مررة ارتحت لما فضفضت لك .. ابغى كل يوم يصير كذا "
بحنان :" وانا يسعدني اسمع لك بأي وقت "
اشارت جود الى الدفتر القريب من شفا :" شفا ابغاكِ تحفظي دفتري عندك "
رمقتها شفا بتساؤل ..
فتنهدت جود :" عندي تقريباً درزن من هالدفتر .. ممم ابغاكِ تخليهم عندك يصير لو سمح الله .."
قاطعتها شفا :" جوود .. ما اقدر "
جود بغرابة :" طيب ليش .. هذي الدفاتر مهمة مرة لي .. وما اثق الا .."
قالت شفا :" جود .. اخاف يصير لهم شيء ولا .. الله اعلم لكن انا حياتي ممكن .. مم كيف اقولها لك؟"
حملقت جود فيها وقد ثار فضولها .. هناك قصة تدور حول شفتا شفا ..
تنهدت شفا وقررت ان تخبرها بالامر :" مم خلاص بقولك .. جود انا مم حالتي الصحية مو تمام "
قطبت حاجبيها :" كيف يعني ؟"
سوت شفا من جلستها لتواجه جود وبصوتٍ ثابت :" جود انا عندي فشل ايسر وقصور في عضلات القلب "
رفرفت جود جفونها ولم تفقه ما الذي تقوله شفا ..
شفا :" عشان كذا ما اقدر اشتغل كثير .. لان اكثر من مناوبة ترهقني .. وبعدين احياناً لما اجيكي متأخر
لاني اكون وقتها بالجيم الرياضي .. ببساطة .. انا قلبي ضعيف و مو ضامنة .. يمكن بأي لحظة يتوقف نبضه"
حملقت جود فيها بتبلد فاغرة فاهها .. !!!
ابتسمت شفا :" شايفة .. انا .. انا ما واثقة اني ممكن اعيش لبكره .. لكن آملي بالله كبير
ووجود اخواني .. هو اللي يمدني بالاستمرار .. عشانهم انا ما ضعفت لحظة .. لانه مالهم الا انا من بعد الله "
همست جود :" ما .. مالك علاج ؟"
اسدلت رموشها الكثيفة لترد :" مم الادوية واكلي والتمارين تساعدني ما اضعف بفضل الله .. بس "
اقتربت جود وجلست جانبها لتسأل :" بس ايش ؟"
شفا ببسمة أسف :" علاجي الوحيد هو متبرع بقلب جديد "
جود :" يعني لازم شخص يموت عشان تعيشي بقلب سليم !!!!"
ارتجفت يدا شفا .. هذا الواقع مُرّ .. كمرارة وضعها .. بلعت ريقها وقد سكنتها مشاعر متناقضة ..
كل مرة تفكر في حدوث ذلك .. تخاف وتحزن .. و تفرح ايضاً ..
احساساً لا يوصف عندما تكون سلامة حياتك مقايضة لنهاية حياة اخرى ..!!
بهدوء :" اتمنى انه .. جود اتمنى اني .. لما افكر بأني راح اخطف حياة شخص ثاني اتمنى اموت ولا يصير هالشيء ..
بس .. لما افكر في اني ممكن اموت واترك تالا وتامر وراي .. للدنيا ..ممم .."
زادت ارتجافة يديها و غالبت دموعها لكي لا تسقط .. امسكت جود بيديها وهمست :" لا شفا لا تخافي "
رفعت شفا عينيها التي علقت الدموع فيها تأبى السقوط لتجرح تلك الوجنتان ..
ببسمة رقيقة :" شفا اللي في طيبك .. و ايمانك ربي ما بيتركه لوحده "
بإرتجاف :"آآآه ونعم بالله "
حضنتها جود بـ حب اخوي :" خلاص شفوي انا بأموت وخذي قلبي "
صيحة استهجان اطلقتها شفا :" جووود !!!.. لا تقولي كذا "
ضحكت جود :" امزززح . "
ضربتها شفا بخفة على كتفها :" ومصع لا تمزحي كذا ثاني "
بصدق باحت جود :" شفا .. انا مررة اعزك واحبك "
فرحت كثيراً لسماعها هذا :" احببك الله الذي احببتني فيه .. وانا بعد احبك في الله "
زادت في احتضانتها حتى عصرت شفا :" الله لا يحرمني منك يا احلىىىى اخت "
ضحكت شفا :" ههههـ آآآآي جووود فغصتيني ههههـ "
ابتعدت عنها جود و امسكت بالدفتر .. :" جاني الالهام للكتابة والشكر لك "
ابتسمت شفا :" مم جود .. ممكن يعني "
رفعت نظرتها :" ايش ؟"
بتردد قالت شفا :" مم يعني .. انه ما .. مم ما تقولي لأخوكِ .. باللي .."
ضحكت جود :" لا تقلقي شفاا ما راح اقول شيء .. سرك في بيــر "
شفا بنبرة ممتنة :" شكراً جود "
جود .:" ولا يهمك حبيبتي "
جائهما صوتٌ ثقيل :" السلام عليكم ورحمه الله "
نظرتا الى الباب حيث دخل جاسر بمظهرٍ تعبٍ .. و عينان حلقت حولهما الهالات ..
ردت شفا السلام ووقفت تنظر الى هيئته بـ قلق .. هل هناك شيء اصابه ؟؟
جود بإهتمام :" جسوور ايش بك كذا ؟؟"
تغللت اصابع يده في شعره الفاحم .. و ابتلع ريقه :" مافي شي بس ما نمت البارحة"
اقترب وجلس بجانب اخته راسماً ابتسامة بسيطة على شفتيه ..:" كيفك اليوم ؟"
تحمحمت شفا و استأذنت لتخرج ..
جاسر :" آنسة شفا .. ممكن اكلمك اذا وقتك يسمح "
اضطربت شفا ثم هزت رأسها ايجاباً :" انا بكون بره في الاستراحة .. عن اذنكم "
خرجت و سألته جود :" جسووور ايش صاير ؟"
حاول ان يخفي حالته عنها :" امس .. الاشغال اتدهورت .. فقضيت الوقت سهران وانا اتابع .."
ضربته جود بتأنيب :" جسوور .. انا ماقلت لك لا تتعب نفسك .. "
ابتسم :" ما عليك .. انا جاي اتطمن عليك واروح اريح بعدها في الفندق "
تنهدت جود ..:" طيب .. بس تعال هنا .. ايش تبغى تقول لشفا ؟؟"
وابتسمت ابتسامة ذات مغزى .. فهم قصدها ولم يصحح لها الامر ..
الافضل ان تفهم بطريقتها هذة على ان تشعر بالذي حدث .. فذلك مؤكد سيصيبها بانهيار ..
جاسر بهدوء :" لا يروح فكرك بعيد .. يالله انا بروح تبغي شيء؟"
اتسعت ابتسامتها بغيظ .. :" سلامتك .. وسلم على شفا " ثم ضحكت ..
بعثر شعرها بيده فصاحت ضاحكة ..
ثم قبل رأسها و خطّ خارجاً ..


~~~~

كانت تقف بجانب الاستقبال وقد تعرقت يداها .. و اضطربت انفاسها ..
:" يجب ان اهدء .. انه يريد فقط ان يسأل عن اخته .. ولكن لما هو بهذة الفوضى ..
هناك امر ما قد حدث .. استطيع رؤية الهم يطلّ من عينيه ..
عندما رأته يخرج من الغرفة انقطع نفسها .. و تركزت انظارها على جهاز الحاسوب امامها ..
اقترب ووقف خلف البنش .. بصوت متعب :" آنسة شفا "
بهدوء :" تفضل سيد جاسر .. امم في ايش تبغى تسألني ؟"
ما قاله فاجأها :" آنسة شفا .. انا لازم اسافر الليلة .. ومو عارف كيف اترك جود لوحدها "
رفعت نظرها اليه ثم نظرت بعيداً :" تسافر ؟!!"
تنهد جاسر :" ما ادري ايش اسوي .. عمي .." ارتفعت غصة في حلقه :" عمي توفى "
شهقت شفا وغطت فمها همست :" انا لله وانا اليه راجعون "
بلع جاسر ريقه :" لازم ارجع واوقف مع عيال عمي .. لكن مو عارف كيف اترك جود "
لم تعرف شفا ماذا تقول .. :" عظم الله أجرك "
اخفض نظره و بصعوبة :" اجرنا واجركِ .."
كان مظهره يدل على التعب .. كتفاه قد هبطتا وكأن هموم الدنيا عليها .. فـ حزنت عليه ..
جاسر :" آنسة شفا .. انا ما ابغى جود تعرف لانه .. انتي عارفة .."
اومأت بسرعة :" اكيد سيد جاسر .. مم لا تخاف انا بهتم فيها "
وضع يديه على البنش وقال بصوت عميق :" آنسة جود .. انا اثق فيكِ كثير .. وراح اتطمن طول ما انتي معاها
لكن في المساء ينتهي دوامك .. وقتها بقلق عليها .. فـ "
صمت قليلاً وانتظرت التالي بأعصاب مشدودة ..:" انا .. اطلب اذنك اول قبل لا اكلم المسئولين .. اذا ممكن
.. اذا يصير تجلس جود في بيتك لهاليومين .. الى ان ارجع "
صعقت شفا لطلبه ... في حياتها المهنية كلها .. لم يسبق ان طلب احداً منها هذا الطلب ..
انها حتى لا تعرف اذا كان الامر ممكناً .. ولكن كيف لـ جاسر ان يثق فيها لهذا الحدّ ؟؟؟
انه لا يعرف ان كان لها اخوة كبار .. انه لا يدري ما طبيعة بيتها وبيئتها ..؟؟
هل يثق فيها لدرجة ترك اخته في عهدتها ؟؟!!!
بطريقة ما اثر فيها هذا الادراك .. هذا يعني انها .. شخصاً يعتمد عليه ..
كم هذا لطيف و ... لا تستطيع ان تصف الامر .. انه فقط فخر لها ..
لاحظ صمتها فقال بيأس :" ادري ان طلبي مو معقول .. لكن انا في وضع صعب آنسة شفا ..
وماقدرت اطلع الا بهالحل .. لو في حل ثاني .. قولي لي هو ؟؟"
اخيراً وجدت شفا لسانها :" امم .. سيد جاسر .. انا .. مم انا ما امانع لكن .. "
جاسر :" لا تقلقي .. كل شيء الاحتياجات بوفرها لها .. واذا صعب تعتني بيها في بيتك ..
انا بستأجر لكم شقه جاهـ .."
قاطعته شفا :" لا سيد جاسر .. انا اقصد اذا يمسحوا المدراء .."
هز رأسه :" انا سألتهم عن الموضوع .. وقالوا دام انا موافق واوقع عقد بتحمُلي المسؤولية فمافي اي مانع"
بهدوء :" خلاص سيد جاسر .. لكن كيف حتشرح الموضوع لـ جود "
صمت واخذت نظراته تتوزع في كل جهة .. ثم همس :" راح اقولها بطريقتي .. اهم شيء انتي موافقة ؟"
طأطأت .. :" اكيد سيد جاسر "
وسط شحوب وجهه والفاجعة التي ارتسمت على عينيه ..
ابتسم :" شكراً لك آنسة شفا .. ما راح انساها لك ابداً "
ابتسمت هي الاخرى بإمتنان .. وقالت بنفسها :" الشكر لك .. اسعدتني بثقتك "
استأذن منها و دخل ليخبر اخته بسفره الاضطراري ويزف لها الخبر ..
الذي جعلها تطير فرحاً ..


~~~


اقفلت حقيبتها بعدما تأكدت بأنها حملت كل شيء تحتاجه ليومين ..
و رأت جينفر تخرج من الحمام ( و انتنّ بكرامه ) بعد استحمامها ..
زينة بسخط :" ساعتاااان لتستحمي !!!!"
تأففت جينفر :" لا شأن لكِ بذلك .. وتوقفي عن مضايقتي رجاءً "
حملت منشفتها وملابسها النظيفة :" انتِ تثيرين غيظي ببرودتك .. حمداً لله اني سأقضي الاجازة بعيداً عن هنا"
ثم توارت خلف الباب ..
شتمت جينيفر :" انا من يجب ان يكون ممتناً .. فقط متى يأتيك اشعار اخلاء الغرفة؟"
ثم ذهبت لتخلد الى النوم ..

تساقطت قطرات دش الحمام عليها كالمطر .. وانسدل شعرها الطويل عليها كشلالات سوداء
فتنهدت .. ماذا ينتظرها غداً في الرحلة يا ترى ..؟
نظرت الى يديها حيث تجمعت المياة عندما فاضت عن قبضتها وقعت على قاع الارض ..
ثم تسارعت في دوامات صغيره الى حيث غابت في باطن مجراها الى حيث تذهب ..
هذة القطرات .. تشبه البشر .. بدايتهم قطرة و نهايتهم حفرة ..
يمرون بمراحل الحياة .. تواجههم المصاعب كتلك الدوامات .. واحياناً عوائق يتخطونها ..
كأصابع يدها التي حاولت ان تحتفظ بهم .. ولكن مصيرهم الاستمرار ..
لينتهوا عند آخر المطاف .. المجهول .
انهت حمامها السريع .. ثم ارتدت ملابسها و خرجت الى الغرفة ..
كانت جيني قد غرقت في سباتٍ عميق ..
فجففت شعرها .. ثم اخذت تراجع افكارها ..
:" لماذا اشعر هكذا عند وجود فارس ؟؟
لا افهم معنى هذة المشاعر .. انها جميلة لكن غير مرغوبة بتاتاً ..
هذا الابله .. ما امره معي .. لما هو بفكري هذا ؟؟
لما لا يغادر احلامي ويتركني بسلام ؟؟
لا اطيقه حقاً .. لا يعجبني .. " رد عليها صوتٌ آخر :" بلا يعجبني "
هزت رأسها بحده :" لالالالا لا يعجبنييي انه فقط .. انها نيكول من وضعت هذة الفكرة في رأسي "
تأففت و هي تسلتقي على فراشها :" كيف يعجبني هذا المغرووور ..!!!
انه .. منهزم الاعصاب .. و مغترررر بنفسه .. انه .. انه احمممق .. "
رد عليها صوتها الآخر :" ومع ذلك هو مميز بالنسبة لك "
صاحت وهي تشدّ شعرها :" آآآآآآآآآآآآآآآآه .. اسكتي عمااا امفففف "
و هلعت وهي تسمع رنة هاتفها .. فلوحت بيدها وكأنها ستقضي عليه بحركة من الكونغ فوو ..
:" امففف فجعتني وجـــع " ..
اتاها صوتاً مكتوماً :" زينااااا اصمتي هذا الصووووت "
هلعت مرة اخرى وهي ترى جيني فاتحةً عيناً واحداً ..
زينة بعينين متوسعتان :" يمامييي من شكلك ... سكري عينك وجع تخرعي "
و ردت بسرعة دون ان تنظر الى ماهية المتصل ..
فجائها صوت والدتها :" آلوووو .. زينة ؟؟!!"
فغرت زينة فمها .. وردت بتردد :" هـ هلا امي "
بدأت الاخرى بالبكاء :" زييينة حرااام عليكي .. حارمتني من صوووتك .. اشتقت لك يا بنتي "
شعرت بالذنب :" انا آسفة امي .. وانتي بعد وحشتيني "
تمالكت امها نفسها :" يا بنتي كيفك ؟؟ وكيف اخبارك ؟؟ ايش مسوية معاكِ الدنيا ؟"
زينة :" انا بخير الحمدلله .. واموري تمام .. انتِ كيفك ؟ وكيف عمي وعياله ؟"
ام زيد :" الحمدلله احوالنا تسرك .. عسى بس ما صحيتك وانتي نايمة ؟"
ابتسمت :" لا .. توني كنت بنام .. "
ام زيد :" اسفة حبيبتي .. والله ما ادري كم الساعة عندكم بس نحن الظهر .. وحشتيني "
غطت نفسها جيداً :" عادي يا امي .. وانتي اكثر "
ام زيد :" طيب يا بنتي ما اطول عليكِ كافي اني سمعت صوتكِ وتطمنت عليكِ .. اكيد تعبانة من الشغل "
زينة :" تسلمي امي .. وانا مبسوطة اني سمعت صوتك "
ام زيد :" توصي شيء يا بنتي ؟ اخوكِ قالي بيروح عندك "
زينة :" لا حبيبتي ما ابغى الا سلامتك .. وسلمي لي على الكل معاكِ "
ام زيد :" ان شاء الله يا زينة وانتي سلمي على شفا واخوانها و زوجة اخوكِ والاولاد ..
اهتمي على نفسك يا ضي عيني "
زينة :" ولا يهمك يالغالية... لا اله الا الله .."
ام زيد :" محمد رسول الله .. مع السلامة " ..
اغلقت الهاتف ونظرت اليه بحزن .. كم تشعر بالذنب تجاه امها ..
ابتعدت عنها منذ تطلقا هي ووالدها .. و لامتها على ما حصل .. كانت صغيرة لا تفهم ..
والان فقط تعرف ان والدتها لا تحمل الذنب كله .. رغم ذلك علاقتهما فاترة .. ومتأزمة ..
اصبحت تتهرب منها لشعورها بالتقصير .. و العقوق ..
عبست ورغبتها بالبكاء تزيد .. كم مرة قالت لها شفا ان تصلح الامور بينها وبين امها ..
قالت لها :" زينة الام نعمة ما نحس بها الا لما نفقدها .. لا تخسريها وهيا عايشة "
دفنت وجهها في الوسادة وهي تجهش ببكاء صامت ..
:" آسفة يا امي .. آسفة ظلمتك "

~~~

فتحت باب المنزل و ازاحت لتفتح طريقاً .. لـ جود ..
شفا ببسمة :" اتفضلي في بيتك .. وسمي بالله "
نظرت جود الى الداخل حيث عم الهدوء والسلام في تلك الغرفة الواسعة ..
اخذت جود تبحث عن شيءٍ ما في حقيبتها فسألتها شفا عن ماذا تبحث ..
جود ومازالت تبحث :" بدور على حصن المسلم اللي اعطيتيني هوا .. ما حفظت دعاء دخول المنزل"
ابتسمت بنعومة :" بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا "
رددت جود الدعاء ودخلت برجلها اليمنى .. تنظر بفضول الى انحاء المكان ..
كان البني هو اللون الغالب على غرفة المعيشة .. الارض غطت بالخشب وبعض الابسطة الناعمة
المقاعد الخشبية ارتكزت على الحائط .. وطقمٌ جميل و هاديء التصميم في مركز الصالة ..
استكان المدفأة في احد الجوانب و يقابله التلفاز بالجهة الاخرى ..
مشت متهادية و عيناها تألفان المكان .. هنا درجتان تؤدي لجلسة المدفأة ..
وهناك درجات قليلة تؤدي الى طابقٍ علوي ..
كانت المنزل ببساطة صورة عن بيتٍ ريفي دافئ و بسيط ..
التفتت الى شفا ببسمة :" الله .. البيت روووعة مرة هادي و مريــح "
حملت شفا حقائب جود قائلة :" يالله يا ستي هذا بيتك سوي اللي تبغيه .. انا بطلع اغراضك في غرفتي"
تبعتها جود الى الطابق الآخر :" واااو حنام معاكي ؟؟؟"
ضحكت شفا :" اكيد .. بغرفتي في سريرين .. سرير زايد لزيوون .. بس الحين لازم تنام في الارض اذا جات"
جود بخجل :" يووه .. ما تزعل ؟"
دخلت الغرفة ومن ورائها جود :" هههههـ تزعل ..!! ممم لا بس يمكن تقتلنا ههههـ "
ضحكت جود وهي ترى التصميم الهاديء للغرفة :" الله غرفتك جناان .. مرة هادية "
شفا :" انا احب الهدوء .. هذا سريري و هذا سريرك .. وجنبنا غرفة التوأم "
جلست جود على السرير تتلمس نعومة فراشه الابيض :" حلوو .. الا فينهم مو سامعة لهم حس "
خلعت شفا معطفها وطرحتها :" اوهوووه بدري عليكِ راحوا مع زينة يقضوا الاجازة في جزيرة "
جود ببسمة :" يا حظهم .. ومتى راجعين ؟"
اخذت شفا تتحدث وهي تتنقل من الخزانة الى المنضدة ثم تدخل الحمام وتخرج منه ..
:" يومين وتلاقي البيت يرقص من اصواتهم "
ضحكت جود :" يعني بعد يومين جايين "
هي تتابع شفا بنظراتها .. سبحت ربها على جمال شفا ..
" سبحان الله .. ما شاء الله ابدع في خلقك .. كاملة والكامل الله .. "
تنهدت وهي تبتسم .." اتمنى افرح فيكِ و في جاسر "
شفا :" ان شاء الله "
بهتت جود .. هل سمعت افكارها ؟؟؟ ام انها فكرت بصوتٍ عالٍ
وبلا تصديق :" هاه شفا ايش قلتي ؟!!"
نظرت اليها من المرآءة :" قلت ان شاء الله "
لم تصدق جود .. اتقول ان شاء الله ..ايعني ذلك موافقتها على جاسر !!!
جود بعينان مفتوحتان :" ان شاء الله على ايه ؟؟؟؟؟"
ضحكت شفا لتعابير جود :" انتي قلتي انهم جايين بعد يومين وانا قلت ان شاء الله .. ايش بك ؟"
ضحكت جود بخفة .. وقد خاب املها قليلاً ..
" وانا التي اخذتني افكاري بعيداً .. ههههـ ما اغباني .. ولكن في الحالتين ان شاء الله "
ثم ابتسمت .

~~~

على مرفأ المدينة .. كان الجو صحواً .. والمياة صافية ..
وصل الجميع بإنتظار ظهور فارس مع اليخت الذي سيقلهم الى الجزيرة ..
وقفت دلال ممسكة بالطفلتين .. و بجانبهم زينة تجلس على احدى الخشبات ووجهها متكأً على يدها بملل ..
وامامهم تامر وبسام .. وهما يتحدثان وقد اخذ الحماس منهما مأخذاً ..
امسك بسام صنارة صيده:" يا واااد .. طالع هالصنارة .. فنتاستيكية ..تصيد حوتين في وقت واحد "
نظر اليه تامر بحاجبٍ مرفوع :" بلا بكش بس .. اسري قال حوتين قال .. اتحدا اذا صاد سمكة سلمون ههههـ"
بسام بتحدي :" اقولك بصيدهم وتشووف .. اصبر علي انت بس .."
زينة بملل :" امفففف فين اخوكِ هذا المصدعّ .. ما كفاية انه قايلنا نجي مع سواق كمان يتأخر .. وجع"
دلال :" انتي ايش فيكِ متصربعة ..؟ الحين بيجي "
زينة :" امفففف منه لو خلاني انااام شويتين جايبنا على ملا وجهها من الصباح .. "
ثم رأت تامر يجلس بهدوء وقد ضم رجليه معاً .. :" ايش بك تمور ؟ لا تكون انسخطت معاق فجأة ؟"
ضحك بسام :" هههههـ ايوه صح ايش بك يا واد ؟؟ قوم فزّ خلينا نحمي الطاقة "
تامر :" تحمي ايش في نفسك ؟؟ قيدك محروق "
زينة بإستهزاء :" هوهاهاهاها .. عاشوا تمووور عاشووا زوجي "
تامر ومازال على وضعيته :" وعععععع الله لا يقول .. اتزوج خدامة مثلك "
ضربته ( قرموعة ) على رأسه :" هييي تموور ترى ارميك في البحر "
تدخلت تالا :" تامر و زينة.. بقول لـ شفا على كلامكم .. مو مؤدبين "
ضربت زينة جبهتها بيدها :" آآخ نسينا ان جهاز المراقبة معانا .. آسفيــن يا تالا خانوم "
سألت دلال :" تامر .. ايش بك جالس كذا حبيبي ؟"
بخجل قال تامر :" محصور..!!! "
بسام و زينة نظرا الى بعضيهما ثم ضحكا :" ههههههه" ..زينة :" هوهاهاهاهاها "
دلال بقلة حيلة :" آآه .. فين نوديك الحين ؟؟ "
بسام :" خليييه خليييه .. يسويها في البحر خخخ"
زينة :" عشان يصير تسمم للأسماك و تنقرض الكائنات البحريه هوهاهاهاهاها "
تامر بحده :" اسكت انت وهيا .. بروح الحمامات هناك "
نظرت دلال :" بس حبيبي بعيد و اخاف تضيع ولا تتأخر "
وقفت زينة :" خلاص انا بوديه .. ما راح نتأخر .. يالله تموور اركضض بس انتبه لا تفضي التانكي في طريقنا خخخ"
وقف تامر ومشى امامها :" ها ها ها ما تضحكي "
ذهبا يتسابقان .. وزينة تلقي عليه النكات الهازئة .. ثم بعد 10 دقائق عادا .. ليريا الجميع قد اختفى ..
ركضت زينة ممسكة بتامر :" ياااا بقررر .. شوف تركونا كلللله منك "
تامر وهو يلهث من الجري :" هه وانا ايش هه سويت هه ؟"
تابعت زينة الركض :" 10 دقايق .. وجع مخزّن حق اسبووع انت هوهاها "
تامر بوجه احمر :" اوووه .. يالله نلحقهم بس لا تصدعيني "
عندما وقفا حيث كان الجميع ..
ظهر يخت ابيض من بين اليخوت وقد وقف الكُل بوسطه يلوحون لهم ..
لوح تامر لهم و نادتهم زينة وهم يقتربون ..
كان فارس هو من يقود على ظهر اليخت .. وعندما وصلوا اليهم .. رموا الحبال ليصعدا ..
زينة بعصبية مصطنعة :" انتوووا ما تقدروا تنتظروناا يعني امفففف "
بسام بحماسته :" خالو قال الفكم لفه لحين ما تجووا .. والله فللللله تموور فاااتك السلحفا اللي شفناه"
زينة :" وجهك السلحووف ... فينه هذا ابو ذقن منعوجة ؟"
عندها ظهر فارس من حجرة القيادة مبتسماً :" انا هنا "
وبما ان هذة رحلة استجمامية فقد ارتدى فارس ملابس عادية
هي عبارة عن قميصاً ابيض بلا اذرع .. وبنطالاً فضفاضاً بلون الزيتون ..
ولكن تأثيره على النفس ابعد من ان يكون عادياً ..
بلعت زينة ريقها .. وبدل ان تجادله .. استدارت وجلست على احد مقاعد اليخت صامته ..
سأل فارس :" وين شفا ؟؟"
اجابته تالا :" ما جااااات "
قطب جبينه ثم سأل دلال :" ليش ما جات ؟؟؟؟؟؟"
دلال :" تعرف عاد .. لو جات حالة متبرع ..."
فارس بخيبة امل :" آهاا " لِمَّ لم يفكر بهذا الامر ..؟ لقد فاته ذلك ..
نظر بتأنيب الى ظهر زينة :" في وحدة قالت لي كلكم جايين "
عرفت زينة انه يقصدها فلم تستدير .. فهمت دلال قصده ثم ضحكت ..
رغم خيبه امله .. الا انه رضخ لتخلفها عن الرحلة .. مفكراً :" ربما ذلك افضل لي ولها "
ثم انطلق اليخت شاقاً البحر بسرعة جعلت من الاطفال يصيحون بفرح .


~~~~

وهنا نقول ... " sToP "

أتمنى اعجبكم ما احتوى هذة النبضتين ...

وبإنتظار تعليقاتكنّ عليها .. و انتقاداتكنّ ايضاً ..

سلمت أناملكنّ على الردود مسبقاً ..

و تابعوني الى النبضة القادمة بإذن الله ..

دمتنّ بـ ود ..

ضياع نبضة :flowers2:

BENT EL-Q8 04-09-08 10:53 AM

نبوووووووووووووضـ خفيـ عليــنا شويــ
ما نقدر علىـ كلـ هالابداعـ احنا*_^
شفا
دخلتـ بمتاههـ..
يعنيـ امهـا امريكيهـ مثلا!!
او انهمـ متبنينهــا لانـ الامـ كانتـ ما تييبـ عيالـ او شيـ جذيـ
اللهـ يستر
فارسـ
حرااااااااااااااامـ مسكينـ
كلـ هذا كانـ فيهـ وساكتـ
اللهـ يعينهـ
وسنـ
خخخخخخخخخخخخخخـ طردهـ محترمهـ
بسـ تستاهلهــا
ما اعتقد انهــا تطوفهـا لشفا!!
اللهـ يستـر
جووود
وجودهــا برا المستشفىـ ومـعـ شفـا رحـ يحسنـ نفسيتهــا
بسـ لا درتـ بموتـ عمهــا
اللهـ يستــر
يمكنـ رحـ تشوفـ صورهـ لامـ شفا او ابوهـا وتحسـ بشيـ يربطهمـ!!
جاسـر
مااقولـ غيــر اللهـ يعينهـ
زينهـ
بدتـ تعترفـ لنفسهـا بانهـا تحبـهـ
بسـ لادرتـ انهـ يحبـ شفـا او منجذبـ لهــا!!
آخر شيـ
مبرووووووووووووووووووكـ التثبيتـ تستاهليـــــنهـ
تقبليـ مروريـ

همس الروايا 04-09-08 12:11 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مبرووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووك

الففففففففف الفففففففففففففف مبروووووووووووك عالتميز نبوووووضة

تستاااااااااااهلين غناتي والله تستاهلين

تميز مستحق وان شاء الله دوووم متميزة ...

وااااااااااااااايد فرحت لج .. حييييييل حييييل

مبرووووووووك و دوووم موفقة ياااااا رب

jen 04-09-08 04:50 PM

الاخت العزيزة ضياع نبضة
اعلم ان حضورى جاء متأخرا لكن اعذرينى
اولا الف مبروووووووووووووووووك التثبيت والتميز00اكيد تستاهليه
ثانيا اسجل حضورى بين قرائك
وسأباشر بقراءة قصتك المميزة وبالتأكيد سأعطيكى رأيى المتواضع
http://www.liillas.com/up2//uploads/...513c488546.gif

ارادة الحياة 04-09-08 10:33 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لف الف مبرووووووو ك ضياع نبضة
قلمك مميزة
و نبضه موجود وبقوة
ضياع نبضة قصة اثبتت وجودها في ساحة قصص الانترنيت تابعت اول الاجزاء وشدني الأسلوب
واعدك في تكملتها واعطاء القصة ما تستحق من التعليق
مبروك عليك التميز
ومبروك عليك شهر رمضان اعاده الله عليك بالخير والبركة
وفقك الله

ضياع نبضة 04-09-08 11:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 (المشاركة 1624192)
نبوووووووووووووضـ خفيـ عليــنا شويــ
ما نقدر علىـ كلـ هالابداعـ احنا*_^
شفا
دخلتـ بمتاههـ..
يعنيـ امهـا امريكيهـ مثلا!!
او انهمـ متبنينهــا لانـ الامـ كانتـ ما تييبـ عيالـ او شيـ جذيـ
اللهـ يستر
فارسـ
حرااااااااااااااامـ مسكينـ
كلـ هذا كانـ فيهـ وساكتـ
اللهـ يعينهـ
وسنـ
خخخخخخخخخخخخخخـ طردهـ محترمهـ
بسـ تستاهلهــا
ما اعتقد انهــا تطوفهـا لشفا!!
اللهـ يستـر
جووود
وجودهــا برا المستشفىـ ومـعـ شفـا رحـ يحسنـ نفسيتهــا
بسـ لا درتـ بموتـ عمهــا
اللهـ يستــر
يمكنـ رحـ تشوفـ صورهـ لامـ شفا او ابوهـا وتحسـ بشيـ يربطهمـ!!
جاسـر
مااقولـ غيــر اللهـ يعينهـ
زينهـ
بدتـ تعترفـ لنفسهـا بانهـا تحبـهـ
بسـ لادرتـ انهـ يحبـ شفـا او منجذبـ لهــا!!
آخر شيـ
مبرووووووووووووووووووكـ التثبيتـ تستاهليـــــنهـ
تقبليـ مروريـ

هلا وغلا :[ بنت الكويت ]:

:friends: تسلمي عزيزتي .. تغبطني ردودك دايم

فلا تحرميني منها ...

ممم كل شيء جايز بحالة شفا ..:)

زينة .. ممم ممكن تعرف وممكن يصير شيء ثاني ..

انتي تابعي النبضآآت وتلقي اجاباتك بإذن الله ..

الله يباارك لك يارب ..

شكراً لوقوفك حدي بنووتة ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 04-09-08 11:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الروايا (المشاركة 1624223)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مبرووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووك

الففففففففف الفففففففففففففف مبروووووووووووك عالتميز نبوووووضة

تستاااااااااااهلين غناتي والله تستاهلين

تميز مستحق وان شاء الله دوووم متميزة ...

وااااااااااااااايد فرحت لج .. حييييييل حييييل

مبرووووووووك و دوووم موفقة ياااااا رب

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

هلا وغلا :[ هموووس ]:

يا مرحبآآ ترآآحيب المطر بالغالية :friends:

الله يبآآآرك فيكِ و يحفظك لأهلك ..

تسلمي والله ما تقصري .. الفضل من بعد الله لكِ ..:rfb04470:

الله لا يحرمني منك ابد ..

لا تغيبي هموس ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 04-09-08 11:16 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jenhoud (المشاركة 1624408)
الاخت العزيزة ضياع نبضة
اعلم ان حضورى جاء متأخرا لكن اعذرينى
اولا الف مبروووووووووووووووووك التثبيت والتميز00اكيد تستاهليه
ثانيا اسجل حضورى بين قرائك
وسأباشر بقراءة قصتك المميزة وبالتأكيد سأعطيكى رأيى المتواضع
http://www.liillas.com/up2//uploads/...513c488546.gif

هلا وغلا :[ jenhoud ]:

نورتي المكان بوجودك .. ولوو بأي وقت صفحتي تنتظركم ..

الله يبارك فيكِ ولكِ .. تسلمي على مشاعرك الطيبة ..

وانا يسعدني حضورك ومتابعتك لي :)

وبإنتظارك على احر من الجمر ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 04-09-08 11:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارادة الحياة (المشاركة 1624631)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لف الف مبرووووووو ك ضياع نبضة
قلمك مميزة
و نبضه موجود وبقوة
ضياع نبضة قصة اثبتت وجودها في ساحة قصص الانترنيت تابعت اول الاجزاء وشدني الأسلوب
واعدك في تكملتها واعطاء القصة ما تستحق من التعليق
مبروك عليك التميز
ومبروك عليك شهر رمضان اعاده الله عليك بالخير والبركة
وفقك الله

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

هلااا وغلااا بـ ماما :[ ارادة ]:

:dancingmonkeyff8: مو مصدقة انك هناااا ...

من زمن كان ودي اطلب منك تتابعي قصتي وتنبهيني على الاخطاء اللي فيها بس كنت مستحيه :uJl04657:

والحمدلله انك متواجدة هنا .. مررة احتاج لتوجيه لقلمي .. :cgE05050:

الله يبارك فيكِ يالغالية .. تسلمي :)

شهادتك قلادة اعتز بيها .. وفي انتظآآر عودتك بفارغ الصبر ..

الله يبارك لك في رمضآآن ويبلغك صيامه وقيامه على الوجه اللي يرضاه من عباده .. آمين ..

بإنتظآآرك ..

باقة ود لكِ:
flowers2:

ضياع نبضة 05-09-08 12:11 AM

v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة الثالـثة عشـر ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :
" الحزن و الفرح وجهآآن لعملة وآآحدة "

~ الجـ 1 ـزء ~

على متن ذلك اليخت قبع الجميع والحماس يتآكلهم للوصول الى الـ مارينا
مدّتهم الوان البحر مع لفحات الرياح وهي تلطش بشرتهم باحساس الانتعاااش والحيوية..
انتشت ارواحهم متجددة ... مع كل ذرة تلفح بشرتهم ..
جلس الاناث الاربعة على مقدمة اليخت يشاهدون اعماق سطح البحر بأنفاس مأخوذة ..
دلال :" واااااااااااو .. يا حلووو الهوااا زينة .. روووعة البحر مو ؟"
تناست زينة وجود ذلك الشخص المدّعي دور قبطان اليخت في الحجرة خلفها ..
و استنشقت أكبر حجم من الهواء النقي استطاعت رئتاها احتوائه ..
تنهدت وعيناها مغمضتان :" آآآه .. الهواء يرد الروح "
رفرفت طرحتها بجنون وهي تحاكي منوال سرعة الرياح ..:" والمنظر حلو مرة"
شدّت تولين معطف والدتها وهي تشير الى البحر بعينين واسعتين :" ماما ثوفي ثمت ثمت تتير حنوين "
تطّلعت دلال ثم ضحكت :" هههـ يا قلبي راح تشوفي احلى بعد في الجزيرة بس اصبري"
سألت تالا بغرابة :" زينة توتو ليش تتكلم كذا ما افهمها كثير ؟!!"
بضحكة اجابت زينة :" ما عليكِ منها هذي تكرونية بيضة "
دلال :" هههههـ حرام عليكِ .. يعني لسانها على قدها بعدين تتعلم .."
عبست تولين وهي تنظر لعمتها :" عمتو اتي اني تترونية بيدة "
زينة :" هوهاهاها اتي ولا هلالي كخخ .. بالله دلول لـ متى ؟.. راح تدخل المدرسة ولسانها معوج "
دلال :" للحينها عالمدرسة .. هالسنة ان شاء الله بدخلها الروضة "
انتقلت تالا من مقعدها لتجلس بقرب تولين تشاركها المشاهدة :" سبحان الله "
زينة :" تلوو انتبهي لا تطيحي امسكي الحديدة ولا تدنقي "
تالا بطاعة :" طيب زيون " ثم التصقت بمقعدها و شعرها القصير قد تبعثر مع النسمات
~ بداخل حجرة القيادة ~
وقف فارس يقود ببراعة و الصغيران على جانبيه يمدحان قيادته بطريقة صبيانية..
ابتلعت عينا بسام كل الاجهزة امامه و سأل بأنبهار :" خالوو ايش دا الفن اللي عليك ..والله انك راعي طارة!!!"
ضحك فارس ورد عليه تامر :" ابغى اعرف انتّ ايش تهرج ؟"
بسام :" ههههـ بالله انت رفّع بس ايش عرفك بـ لغة الحواري "
هزّ تامر كتفيه بلا مبالاة :" روقنا اقول ولا بأعرف .. من زينها عاد "
بسام :" مايمديــــك أصلاً "
ضحك فارس عليهما و قال :" اقول بلا ثرثرة زايدة امسكوا تمام بـ لُف اليخت " ..
ثم صاح :" دلاااال .. اتمسكوا بـ لُف لفة جامدة "
دلال :" طيــب " وامسكت بابنتها و بالمقابل امسكت زينة بـ تالا
تمسكّ الجميع الا بسام الذي نفخ صدره وقال بإفتخار :" انا هوقهوقن و يا جبل ما يهزك ريـــ آآآآه ..."
تحول كلامه الى صيحه عندما التفت القارب لجهته فترنح مكانه ووقع ...
ضحك تامر و فارس :" لما اقولك اتمسك نفذ .. مسوي لي عبسي زمانك ههههـ .."
عندما اعتدل وضع القارب واستوى بإتزان .. اتكأ بسام على ركبته ليقف بدوار واضعاً يده على فمه
والاخرى ضاغطاً بها على بطنه ..
تامر بـ خفة :" ههههـ قال هوقهوقن .. يا شيخ شقلب خشتك "
نظر فارس الى بسام الذي انقلب وجهه كـ بالونه حمراء مشدودة ..:" بسام ايش .."
خرج عندها بسام مسرعاً الى ظهر اليخت المكشوف و هوى برأسه الى طرف اليخت وافرغ كل ما بجعبته ..
وقفت دلال واقتربت من ابنها :" بسبس حبيبي ايش بك ..؟؟؟"
زينة :" وععععععع عليك .. سووومي وسخخخخت البحر يا ِعفـن "
مسح بسام فمه بـ كُمِّ قميصه :" كلله من خالوو ..الله يسامحك بس "
ضحك فارس :" لا تقووول يا سبع البورمبة اني ما حذرتك "
تفحصت دلال آثار ما استفرغه بسام على قميصه :"امشي قدامي غيّر ملابسك "
ثم دفعت ابنها الى داخل المقطورة ..
استدارت زينة الى حيث بإمكانها رؤية رأس فارس من زجاج الحجرة ..
فصاحت :" على فكرة التفحيط ممنوع في البحر كمان "
ضحك فارس ونظر الى تامر يهمس :" ايش رايك نفحط و نرميها من اليخت ..؟"
شخر تامر بهزء :" والله ياليت بس زيون جنية , بعدين تطلع لنا اخطبوووط هايج "
فارس بقهقهة :" هههههـ والله صادق .. بس عشان البنات الصغار بنعديها هالمرة "
كانت زينة تتابعهم وتسمع ضحكاتهم ولكن محتوى النقاش وصلها مبهوماً وذلك بسبب اتجاه الرياح عكس مصدر صوتيهما ..
صاحت :" ايش ترطنوووووا انتّ وهوّ ؟؟؟؟؟؟"
ابتسم فارس لها من النافذة .. قائلاً بهزة كتف رافعاً صوته :" ولا شيء "
عبست في وجهه عالمة انه يكذب .. فسألت :" متى ان شاء الله نوصل ؟؟ "
رفع لها اصبعه قاصداً انه بقي ساعة فقط ..
اعطته ظهرها و جلست بين الطفلتين تنظر الى البحر
محدثة نفسها :" عسى الله ما ضيعتنا .. مسوي لي ابو العريف مافي مرافق وياه .. امففف من ذقنه المنعوجة "
نظرت تالا الى زينة وسألت بنعومة :" زينة في مسابح هناك ؟"
اجابتها :" يب اكيد فيه .. ولو مافي بتكون جزيرة ... البحر يا كبرووو قدامك "
تالا :" لا مابغا موية مالحة "
ربتت زينة على شعرها :" ولا يهمك بأعبّي لك سطِل موية حلوة و فرفري فيه على كيف كيفك زي السمك الميت هوهاها "
تالا بعبوس :" زيوووووون لا تضحكي علي "
تحدثت تولين :" انا بثبح معاتي تانا .. عمتو نوحي ما نبعاكي "
زينة بحاجبٍ مرفوع :" حتى الخنفسان صار لو لسان هوهاهاها "
ضحكت تالا :" لا انا ابغى زينة تنتبه لي اخاف اغرق "
مطت زينة خد تالا وتولين بدعابة :" لا حبايبي انا خلوني بعيد .. ما اعرف اسبح انا اللي حنغرق مو انتوا "
حملقت الصغيرتان فيها .. فرفعت يديها بإستسلام :" يووه خلاص بجلس معاكم بس ما اروح الغويييط بعدين اغرق "
طأطأت تالا و تولين بسعادة ..وبراءة الطفولة تُشرق من بسماتهما ..

~~~~

شدت شعرها بغضب .. واخذت تمشي في تلك الصالة الانيقة
وصوت كعبها العالي يُحدثُ طرقاً مزعجاً ..
بصوتٍ مقهور :" آآه آآه يا غرام I’m so angry " ( انا غاضبة جداً )
نطقت غرام المتمددة على اريكتها الأثرية :" حبيبي سوسو ليش مكبرة الموضوع .. take it easy honey "
( خذيها ببساطة عزيزتي )
التفتت لها وسن بصوتٍ مفجوع :" what !!! no way .. مستحيييل اسكت عن اللي صار آآآه"
ابعدت غرام خلصة غرتها عن عينيها البنفسجيتين :" اوكي ايش تقترحي تعملي .. ما بيدك شيء "
تخصرت وسن ومالت بوقفتها :" هه رورو حبيبتي .. يعني انتي ما تعرفي وسن ايش تقدر تعمل !!"
ببسمة خبيثة :" المشكلة اني اعرف .. ولهالشيء اقولك انسي "
ضحكت وسن بإستخفاف :" ما حزرتي رورو .. راح اخلي جاسر و جود الحشرة يعرفوا مين انا "
بإستغراب :" يعني خلاص غضيتي النظر عن جاسر ؟!!"
جلست وسن واضعاً رجلاً فوق الاخرى :" هه لا ياعمري .. انا اعرف كيف اخليه يركع على رجله قدامي "
غرام بفضول :" what are you plans؟؟ ( ما هي مخططاتك ) "
ببسمة تخفي نية سيئة :" افكر اضرب عصفورين بحجر واحد "
قطبت غرام :" كيف يعني ؟"
ازاحت شعرها الى خلف كتفها ثم ضحكت :" اخيراً جا اليوم اللي اخذ حقي من مرض "
غرام بصدمة :" شفا!!! "
وسن بقرف :" اي شفا .. الا هي المرض بعينه .. "
وقفت متجهة الى الشرفة الواسعة امامهم لتنظر الى خارج الفلة ..
و ببسمة منتصرة :" موتك قريب يا مرض .. اتهني بوقتك القصير ههههههاي "
اتتها غرام من خلفها :" سوسو .. ليش تدخليها بالموضوع ؟مالها ذنب "
تأففت وسن و بشدة :"it’s not your business ... انتي بس حطي في مخك كيف تمشي موضوعك المعلق " ( ليس من شأنك ..)
عضتّ غرام شفتها :" سوسو ما اظن انه في فرصة .."
واجهتها وسن ورفعت بأصبعها ذقن غرام :" رورو هذا اللي اكرهه فيك .. انهزامك "
غرام بنظرة مشتته :" سوسو احـ .."
قطع كلامها صوت باب الفلة وهو يغلق .. دخل عندها رجلٌ ضخم البنية الى الصالة
وقد اختلط الشيب مع سواد شعره ..و ظهرت التجاعيد على اطراف عينيه
لمعت عيناه عندما رأهما .. مركزاً نظره على وسن ..
بترحيب :" وسن عندنا .!!! مرحبااا والله "
ثم خطى الى حيث استكانا .. اقتربت غرام من وسن وهمست برعب :" سكري الموضوع "
تجاهلتها وسن لتبتسم بـ ود له :" أهلاً استاذ عادل .. كيفك ؟"
وضع ذلك الضخم حقيبته على الطاولة ثم وقف قربهما :" انا تمام .. وانتي ؟"
ابتسمت بإغراء :" just like you " ( مثلك فقط -او بمعنى آخر- تماماً مثل حالك )
لاحظت غرام النظرات المتضمنة معانٍ خفية بين صديقتها و زوجها فقطعت ذلك وهي تحيط بذراع زوجها
و بدلع و دلال :" حبيبي اليوم جاي مبكر .؟؟"
انتبه عادل الى زوجته الشابة :" هلا غرامي .. اي اخذت رحلة متقدمة لاني اشتقت لك ولـ قصيّ وينه ؟"
دفعته قاصدة الى السلالم لكي يصعد :" في غرفته حياتي ... روح شوفه "
نظر الى زوجته بغرابة :" خليني .. نجلس سوا مع وسن .. "
غرام بنفاذ صبر :" قصيّ ينتظرك كل شوي يسأل عنك .. ووسن رايحة الحين "
تحولت انظاره الى تلك الشقراء الفاتنة وقال :" لااا لازم تتغدي هنا اليوم يا .. وسن "
ضحكت وسن بخفة وهي ترى نظراته تأكلها ثم بخطوات قصيرة الى المقعد اخذت حقيبتها لتقول ..
:" مرة ثانية يا استاذ .. عادل .. عندي اشغال "
ثم قبلت وجنتا صديقتها و همست :" بيننا اتصال .. اوكي "
غرام براحة لمغادرتها :" اوكي .. سلمي على عمو احمد "
ابتسمت وسن وهي تصافح عادل برقة :" بحاول .. نشوفك استاذ عادل "
بنظرة سافرة :" اكيد "
ثم اعطتهما ظهرها لتختال ماشية الى باب الفله و تغلقه خلفها ..
شعرت غرام بثقتها تتزعزع ..
فهي بعيني زوجها العجوز هذا رائعة الجمال .. لكن عند وجود وسن لا تدري ان كان يراها حتى ..!!
امسكت بكتفه :" حبيبي .. تعبان من السفر ؟؟"
عادل بملامح تتصنع التعب :" اي .. رايح اشوف قصيّ "
ثم اعطاها ظهره و ترقى السلالم ..
ارخت وجهها متضايقة .. لماذا يجب عليها تحمل كل هذا و السكوت عليه ..؟؟
واعترفت بأسى :" لانكِ كما قالت وسن .. انهزامية !!!"


~~~


رجالاً بوجوهٍ قاتمة .. تفرقوا في كل بقعة من تلك الساحة امام فلتهم الواسعة ..
يعرف بعضهم ويجهل القلة منهم ..
عُلقت فوق رؤوسهم حبالٌ تتدلى منها الانوار الصفراء مضفيه على الاجواء حزناً مغلفاً بالسواد
يجسدون تراتيل الوداع .. و يشيعون آلامهم مع من ترك بصمته ورحلت روحه ..
منذ اللحظة التي سمِع فيها الخبر الى ركوبه الطائرة ووصوله هنا ..
كان يتمنى لو انه يحلم فقط .. انه في كابوس سيفيق منه في اية لحظة ..
لكن ما يراه متمثلاً امام ناظريه الآن يجعل منه واقعاً كـ جُرحٍ يُصبُ عليه الملح ..
خذلته خطواته وهي تتراجع .. و كأنها تأبى قبول هذة الفاجعة و الخضوع لها ..
علقت الغصة في حلقه .. و طيف عمه يترآئ كـ سرابٍ يصعُب الامساك به ..
عمه .. الذي كان بمثابة والده .. بل الذي كان والده ..
غاب هو الآخر ..!!!!
افلت آهه من حرقه قلبه ... و اغلق جفنيه ليحكم على مياه عينيه بسجنٍ مؤبد ..
فدموعه مكانها هناك في مقابر نفسه ..
لا مكان لها على هامش وجهه .. و لو كان الألم اشبه بجمرٍ يكتويه ..
سمع صوتاً مصدوماً :" جاسر !!!!! "
رفع رأسه و رأى شاباً هزيلاً ... تناقض بياض ثوبه مع سمار بشرته ..
انه ( عزيز ) صديق علي المقرب ..
اقترب منه في سرعة ليقف على بعد قدمين :" جاسر انت جييت ؟!!! "
بـ صوت اجش :" عبدالعزيز .. كيف .. " و تحجرش صوته ..
وضع عبدالعزيز يده على كتف جاسر وقال بصوتٍ حزين ..:"شد حيلك .. حادث سير "
تأوه جاسر متألماً .. لا يستطيع تخيل كيفية الحادث و فظاعته ..
جاسر بحزن :" و .. هو .. هل صار لـ .."
شد عبدالعزيز على ذراع جاسر و بصعوبة :" لا .. الحمدلله ما.. ما عانى .. مات وقتها "
وصمت عندما رآى عينا جاسر تتغضن .. همس :" عظم الله أجرك جاسر "
مع كل حرفٍ قاله انفطرت ذكرياتٍ عاشها تحت جناح عمه :" اجرنا واجرك "
عبدالعزيز :" ادخل داخل يا جاسر .. اوقف في صف العزا "
تنهد بشدة و تحركت قدماه بثقل .. سأل متعباً :" و كيف علي ؟"
عبدالعزيز بأسف و يأس :" ادعي له ربي يقومه بالسلامة "
توسعت عينا جاسر وسأل بحده :" ايش تقصد ؟؟؟؟؟ "
فوجيء عبدالعزيز و ببطء :" علي .. ما تدري ؟؟ .. علي هو كان اللي يسوق "
شعر جاسر اولاً بأن روحه سُلخت منه بقسوة .. ثم تمالك صدمته و تحركت شفتاه ..:" صار له شيء ؟"
تنهد :" الحين بالعناية المركزة .. الله يقومه لنا بالسلامة "
يا الهي .. يا الهي اعنّا على مِحنك .. يا الهي قلوبنا ما تحملت هذا العناء
فحملنا بقدرتك .. و صبرنا بلطفك .. انك اللطيف العليم .
عبدالعزيز بـ حزن :" اهل بيت عمك مالهم احد .. الليلة آخر ليلة عزا .. قوي نفسك يا جاسر "
احكم قبضته و تنهد .. لم يرى وجهه السمح حتى .. :" انا لله وانا اليه راجعون "
مضى بعدها ساعات من جبالٍ تُراكم ثقل وطأتها على انفاسه و اعماقه ..
تقبل عزاء الرجال و هو يردد كالرجل الآلى شُكر سعيهم و وقوفهم وقت الشدة ..
و شعرّ كأن الدهر عالقاً في تلك اللحظات ..
متقصداً ليتجرع ألم كل ثانية مئات المرات .. و يتشرب مرارتها بتركيز حتى يسكُره الحزن
انهكه الصمود فـ أحس انه على حافة الجُرف ..و سيسقط الى الهاوية ..
الا ان يد عبدالعزيز قد افاقته من دوامته .:" جاسر قوم ريّح "
رفع بصره كالضائع .. انه لم يعد يفقه اين هو وماذا يفعل ..
لقد وصل الى ذروة الارهااااق ..
سأله عبدالعزيز بقلق :" جاسر من متى ما نمت ؟؟"
دسّ اصابعه بين شعره :" من اول امس "
عبدالعزيز :" لا حول ولا قوة الا بالله .. قوم ريّح يا اخوي .. العمة جهزت لك غرفتك "
و بهذيان قام جاسر مترنحاً :" بروح اشوف علي "
اسنده عبدالعزيز ليقوده الى باب الفله الداخلي :" ارتاح اليوم وبكره يصير خير "
بدأت الرؤيا تتداخل في بعضها البعض .. و شعر بصداع و دوارٍ يأخذانه في دوامة لا حسية ..
بـ عناد :" لا يا عزيز .. بروح الحيـ .."
ثم اغمى عليه ..

~~~

فُغرت افواههم ووقفوا صفاً امام تلك الروعة الحقيقة ..
جنةٌ من جنان الارض .. وابداعٌ حاكتهُ ايدي بديع الخلائق .. العظيم ذو القدرة و الجلال
امتدت شواطيء الجزيرة برمالها البيضاء الذهبية على طول خط عاجي ..
و تداخلت بين خيوطه الوان الفيروز المائية بدمجٍ الهيّ تخشع له الاعين و الحنايا ..
زعقت طيور النورس البيضاء فوق البساط الأزرق متحينة الفرصة لتنقضّ على فريستها مترجمة بذلك دورة حياة طبيعية قد الهمها الرحمان لمخلوقاتٍ بلا عقول ..
ترامت الاشجار والنخيل الباسقة بخضارها المبدع ورونق تدرجاتها المتناسق في كل مرتع ..
و جرت انهاراً صغيرة .. لنهايات شلالاتٍ في باطن الجزيرة ..
عبروا فوق جسرٍ خشبيٍّ عريض قد مُدّ على احدى الانهار الجارية ..
تعلقت اعينهم على كل التفاصيل بدهشة .. وقد ابكمتهم روعة المكان عن التعبير ..
تالا تتفرج بسعادة وتقول :" سبحان الله .. ماشاء الله " ممسكة بتولين الاخرى التي تقلدها :" ثبهان الله..ما ثاء"
ركض بسام و هو يقفز بمرح :" يا وااااااد ايييش هالمكااااااااااان .. فقعااااااان وربي بطرااان خالي جبتنا هنا "
ضحك فارس الذي كان منجذباً بجمال المكان مثلهم ..
تامر بحماسة ممائلة :" ويهوووووو .. ويهاااااااا ... it’s havean on the earth "
اخذ بسام يضرب صدره بيديه ويصرخ متقلداً دور طرزان :" وااااااواااواوااااااا "
تامر :" ههههههههههـ انهبل "
دلال بإنبهار :" يا الله .. سبحان الله ما قد اتخيلت اني بشوف مكان مثل هذا .. رووعة "
زينة :"جد جد ... وااااه نفسي اصير عنزة واعيش هنا بين الخضرة "
ضحكوا على تعلقيها ثم اكملوا مسيرتهم في طريقٍ خشبي ثم حجري منسق تحفُهُ الاشجار من كلا الناحيتن ..
وصلوا الى الفندق السياحي و رأوا كل الخدمات المقدمة فيه ..
ثم قادهم احدى خدم الفندق بسيارةٍ صغيرة مشابهة لسيارات ملاعب الغولف ..
و اقلهم الى حيث وقع كوخاً خشبي جميل ..
على اعمدته الاربع التي ارتكزت في باطن بحيرة صغيرة ..
دخلوا الكوخ المزود بجميع وسائل الراحة و وُضعت اغراضهم
ثم ودّع فارس العامل ليعود ويراهم قد استطلعوا المكان بفضول و اعجاب ..
بسام بتبليه :" اماااااا .. نحن بنام هنا!!!!!!!! "
بإبتسامة سأل فارس و يداه ترتاحان على خصره :" اي .. ليش ما عجبكم المكان ؟"
نظروا اليه بتبليم .. ثم تحدثوا كلهم في وقت واحد ..
دلال تضم يدها بحالمية :" عجبنااااااااا ... رووووووووعة "
تولين وهي تقفز فوق الاريكة :" حنووو حنووو .. بثبححح بالمووية "
و معها تالا :" ما شااااء الله ... حلوووووو "
بسام وهو ينطلق ليحضن خاله :" اشكررر فنك يا خالي ... والله انك عنتـــر "
تامر :" قرييييت .. وندرفووول .. اتس مور ذان بيتوفل "
زينة والنجوم تقفز من عينيها لم تستطع قول شيء من اعجابها الكبير بالمكان
ضحك فاارس لهجومهم عليه و ضجتهم التي ارتفعت في المكان ..
رفع يديه في الهواء :" ههههههـ بسسسس هدووء "
وعندما صمتوا مبتسمين بسعادة ..
قال :" الدور الارضي فيه غرفتين لي وللاولاد والطابق الثاني غرفتين لكم ياسيداتي "
بصيحات فرح انتشر الجميع لينتقي سريراً يعجبه .. غابت دلال في المطبخ تستكشفه
و بقي فارس يقف مستنداً على باب الكوخ .. وزينة تقف بمقابله في الناحية البعيدة ..
نظر فارس اليها بإبتسامة :" ما قلتي ايش رأيك ؟"
اعطته ظهرها وصعدت اربع درجات قبل ان تلتفت لتقول بغرور :" يجي منو "
ضحك بهدوء هازاً رأسه :" انت ما يعجبك العجب ولا الصيام في رجب "
تجاهلته ثم صعدت الى الاعلى و بيدها حقيبتها .


~ الجـ 2 ـزء ~




بعد ان انتهيا من تناول الغداء .. اجلستها شفا واخذت تقيّم حالة جود ..
انتهت من ذلك و حمداً لله كانت جود تتحسن ..
شفا :" اسمعي من بكره تجي معايا الجيم تتمرني .. حجزت لك معايا "
جود :" وااو ما عمري رحت صالة رياضية .. اكيد بروووح "
اعادت جود الاغراض الى حقيبتها التمريضية .:" ان شاء الله "
جود بأسف :" آسفة شفا خربنالك غرفتك بالاجهزة المستشفى .. راح اطفشك "
شفا ببسمة :" ليه .. بالعكس انا مبسوطة بوجودك هنا .. يعني هاليومين ما راح امل وحدي "
تنهدت جود :" ااه خسارة كان نفسي اشوف تالا وتامر "
وقفت شفا وذهبت لتأخذ بعض اطارات الصور من الرف فوق المدفأة ..
ثم جلبتها الى حيث تجلس جود
جلست امامها واعطتها الاطارات .. :" طالعي هذولا همّ .. تالا وتامر .."
تأملت صورتهما :" الله كيوووت مرة .. لزيزن وربي "
شفا بنعومة :" اكثر من ما تتصوري .. وهنا انا وهمّ وهذي زيون "
ضحكت جود على الصورة .. فقد كانت زينة ترتدي ملابس مهترءة ومتشققة و قد دهنت وجهها بالزيت الاسود
مبتسمة ولكن بعض اسنانها مختفيه وكأنها خلعت من مكانها ..
جود :" ايش بها مبهدلة نفسها كذا ؟؟ "
شفا :" هههههههـ خبلة الا مصرة تجرب عيد الهالووين .. خاصمتها وهزئتها لكنها في النهاية اتنكرت لنفسها"
تراجعت جود على المقعد المريح ضاحكة :" والله شكلها توووووحفة "
ايدتها شفا مقهقهة .. :" هذي انا وهي في اول يوم اشتغلنا فيه هنا "
امسكت جود بالصورة :" الله هنا بانت واضحة .. ما شاء الله عسوولة "
شفا :" اممم .. راح تحبيها .. صح راح تنهبلي من خبالها بس تدخل قلب الواحد بسررعة "
جود ببسمة :" شكلها كذا .. طيب من هذولا ..؟؟"
بحنين :" ماما وبابا "
تأملت جود الصورة شاعرة بالحب يطفو على ملامح الشخصان فيها ..
ابتسمت و قالت :" باين عليهم الحنان والطيبة "
جلست شفا بجانبها لتتأمل الصورة هيا الآخرى .. تمتمت موافقة وهي تلمسها بشوق ..
تركزت بؤبؤتا جود على وجه المرأة .. بحب ونقص خلفه حرمانها من حنان الام ..
همست :" مامتك ... حلوة و تنحب "
شفا برقة ممتزجة بحزن خفيف :" امم .. وانتي كمان اكيد مامتك حلوة وتنحب "
قالت بحزن :" ياليت لو اعرف بس شكلها "
بإهتمام سألتها شفا :" ليش ما شفتي ابداً صورتها ؟؟"
نفت جود برأسها وابتسمت ..:" لا .. ماكان لها اي صورة .. مدري ليه "
مسحت شفا على وجهها بحنية :" يا حبيبتي .. شوفي ماما تخيلي مامتك تشبه مامتي ..
لانك سبحان الخالق عندك ملامح من ماما .. وشعرها مثل شعرك .. فأكيد مامتك تشبهك مو ؟؟"
ضحكت جود لثانيتين .. ثم اخذت تتأمل الصورة بعمق .. حتى التقطت شبهاً حقيقي ..
رفعت بصرها لـ شفا و قالت ممتنة :" مامتنا حلوووة صح ..؟"
شفا :" صححح .. " ثم رن جرسٌ جهازٍ ما ..
قالت بعد سماعه :" آآآه .. اخيراً صلاة العصر .. يالله جود نقوم نصلي "
وقفت معها جود متجهتان الى المغاسل الارضية :" ايش هذا الصوت ؟؟"
شرحت لها شفا وهي تقدمها الى المغسلة للتوضأ :" هذا رنان بالتوقيت المحلي للصلوات "
بدأت جود تتوضأ :" وااو حلوو ... عجبني "
شفا :" امم مررة مفيد للمسلمين هنا .. شاب امريكي مسلم اخترعه الله يثيبه خير الثواب "
وعندما انتهت جود من الوضوء .. سألت شفا :" جوود .. وضوئك ناقص "
بوجه مبلل :" كيف ..؟ انا ما اعرف اتوضأ غير كذا "
ابتسمت لها ثم بدأت تتوضأ هيا :" طالعي حبوبة .. اول شيء تسمي بالله ..
لازم كل حركة من الوضء تعطيها حقها .. وتسبغي الوضوء صح .."
وعندما غسلت قدميها .. :" ولا تنسي الاعقاب مررة مهمة تغسليها ولا لا سمح الله نتعذب من وراها"
جود :" جددد ؟؟؟ "
شفا :" اي جود ..زي ما قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم
( ويلٌ للأعقاب من النار)
رواه مسلم دون البخاري
جود بصدمة :" وي توووني بس اللي اعرف "
ببسمة :" معليه كنتِ ساهية عن المعرفة .. الحين عرفتي لا تهملي هالشيء ..
الله يجيرنا من النار و عذابها "
جود بتمنى صادق :" آميــــــن .. شفا مدري من غيرك ايش يصير لي "
تركتها شفا تتوضأ من جديد :" استغفر الله .. جود كله بفضل الله انا ما بيدي شيء "
جود :" بس انتي .. مدري ايش اقول عنك .. ملااااك "
ضحكت شفا :" يا قلبي .. استغفر الله .. انا فيا مساوئ اكثر من ما تظني .. لكن الله يهديني "
جود :" اذا انتي فيكِ اجل ايش ..."
قاطعتها شفا :" وه وه .. اخلصي خلينا نصلي والثرثرة لاحقات عليه "
ضحكت جود وهيا تنهي وضوئها :" طيب ايش الدعاء بعد الوضوء ؟؟"
شفا :" اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشخد ان محمداً عبده ورسوله ..
اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين .. سبحانك اللهم وبحمدك
اشهد ان لا اله الا انت , استغفرك واتوب اليك "
جود :" اقولها كلها ؟؟"
شفا :" اذا تحبي .. يالله نصلي .. اشتقت اوقف بين يد الله "
جود براحة :" يالله "


~~~~


تسللت الاشعة الضوئية الى جفنيه بسطوعٍ..فـ فتح عينه ببطءٍ شديد
كأنه يخاف من ان يخطف النور بصره ..
بقي مستلقياً يسترجع احداث الليلة الماضية ..
ثم ينغزه قلبه بـ وجع الحرمان .. كـ سمَّ الافعى يتغللُ في عروقه ..
ليترك ذرات الالم على جدرانها .. فيضخ قلبه الدم محملاً بتلك الآلام
التي تتفرع الى اعمق نقطة في جسده .. وتتركه مثكلاً بالاوجاع .
انه يوماً آخر .. و آهه تُحسب على اعمارهم .
سمع صوت صراخٍ يخترقُ كل عائق ليصل الى ابعد مدى ..
صراخ مثقل ببكاءٍ هالك ..
فهب من على سريره ثم الى خارج غرفته ..
رآى في آخر الرواق .. اطيافاً سوداء تتحرك وكأنها تتراقص .. ولكنها في الحقيقة
تتلوى .. والنياح ينشد سمفونيه حزنٍ من اغوارها ..
تحرك الى هناك بهدوء .. ما زال بلبسه الرثّ الغارق في فوضى ..
و ما يزال لا يصدق انه هنا في بيتٍ عاش فيه نصف عمره ..
وقف في نهاية الممر .. لـ يتضح له ان تلك الاطياف ما هيّ الا اجساد متشحة بالسواد
زوجة عمه و بناتها ..تكسوهم العباءات بسواد الحزن ..
كانت احداهن منهارة عند قدم المرأة الكبيرة تنشج بإنكسار :" يمه لاااا لاااا ابوي لا تقولين ماات ما اصدق "
بدت المرأة شامخة بملامحها الصابرة .. و عينها الحزينة تواري خلفها ملايين القطرات المحتبسة ..
اكملت الفتاة تُقبل قدم والدتها :" يمااا .. ابييي ابووي خلوووني اروووح له دخييييلكم .. تكفووون "
سحبتها امها من كتفها لتدس الوجه الباكي على صدرها الحنون ..:" بس يمه بس "
بصوتٍ مكتوم :" يمه ابووي ما مااات ما مااااات "
اتاها صوتٌ متكسر و لكنهـ يجاهد في الظهور :" فاتن .. ما يصير ادعي له "
لم تسمعها اختها واخذت تلطم نفسها برفض تام :" مااااااابييي ماااااابيييي ابوووي موجووود هو يدعي لنفسسسه ابوووي ما مااااااااات "
عادت تقول وقد تهدج صوتها :" فا ..فاتن .. ابوي يطلبك الرحمه .. لا تعذبييييه بهالبكاا حرام عليك "
تمسكت فاتن بطرحه امها تناشدها بوجه غارقٍ في دموعه :" يمه سكتي هدددى .. سكتيهاااا تقول ابووي ماات"
ارتجافة صغيرة ظهرت على طرف شفتا الأم :" بس يمه شيبتي قلبي بصياحك "
جنّت فاتن ووقفت لتحمل كل ما تلمسه يداها و تلقيه ارضاً .. ليتكسر .. كما تكسرت قلوبهم لفقدانه .
تراجع جاسر الى الخلف وقد هاله ما رآه ..
انطلقت هدى تحاول تهدئة اختها دون فائدة .. فاتن بصراخ :" ابوووووي رااجع ابوووي راجع
انتوووووا ما تفهموووون اقوووولكم انه راا ..."
~ .. طرآآآآخ ..~
هوت فاتن ارضاً .. وقد تاهت حروفها بين شظايا الزجاج المكسور ..
و هدى ..
وقعت دمعتها الاولى كـ جليد يتأنى بسقوطه حتى لا يتحول الا اشلاء تجف بلا ذكرى
ويدها التي انتهكت وجنت اختها بإرتجاف طبطبت على نفس الضحية الثائرة
همست برجفة :" قوّي نفسك يا فاتن .. ابونا يبي قوتنا " ثم شدتها الى حضنها ..
انهارت فاتن باكية .. لا بهسيرية بلا قيود ولكن بشجنٍ مخنوق ..
وتلك الصابرة على بلواها .. المكابرة على هذا الكرب العظيم ..
المودعة لرفيق دربٍ طال .. وتكلل بـ الابناء الطوال ..
لم تذرف الدمعة بل بللت لسانها :" اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها "
تراجع جاسر اكثر وقد هزه ذلك المنظر الذي ذاب فيه الالم والتحمل في قالبٍ من قلوبٍ ضعيفة غلفها قوة الايمان..
لم ينتبه ليده التي اصطدمت بـ تحفه واقفه على رفٍ منخفض في وسط الممر ..
فـ صدر صوت انكسارها هيا الاخرى .. استدار اليهم ..
ورأته عمته فنادت :" جاسر يا ولدي انت قمت .؟"
هز رأسه :" اي عمتي "
شهقت هدى من وسط احزانها و بسرعة خاطفة غطتّ وجهها و جاهدت لرفع اختها و حملها الى غرفتهما..
انتظر جاسر حتى سمع صوت اغلاق الباب ..
ثم تقدم متجنباً الشظايا... ووقف امامها .. قبل رأسها احتراماً :" عظم الله اجرك عمتي "
ام علي :" هيييييه .. اجرنا واجرك يا ولدي "
بآسى :" أنا آسف يا عمه "
لوحت يدها :" لا تقول شي يا ولدي .. الله يعينك و يعين عيالي .. انت ليش جيت ؟"
جلس على نفس المقعد بعيداً قليلاً ..:" عمة .. انا مقصر .."
ام علي :" يا جاسر .. اختك اولى بك منا .. ليه تركتها لوحدها ؟؟"
جاسر بألم :" يا عمة .. كيف اكون بعيد .. في هالظرف الـ .." لا توجد كلمه تحدد كبر وقسوة الوضع
ام علي :" يا ولدي اختك من لها .. كان جلست .."
جاسر :"عمة جود تاركها عند ناس اثق فيهم .. عمتي انا موجود هنا .. ما راح اتأخر او اقصر .."
ام علي :" والنعم فيك يا ولدي .. بس اوقف جنب اخوك علي .. "
وقف جاسر :" اكيد .. انا رايح له الحين .. "
هزت رأسها بتعب :" الله يقويك .. ويقومه بالسلامة "
ثم وقفت بثقل لتتوارى خلف احدى الابواب .. تاركة حُطام الصالة علامة لما في نفوس اصحاب المنزل
تنهد جاسر :" آآآآآآه يارب ... صبرنا يا رب "


~~~


على احدى المسابح الرائعة .. وقف بسام يقيس حرارة المياة
وعندما شعر بدفئها .. فرد كرشته و نفض شعره منتظراً تامر ليأتي ويبدأن بالسباحة..
لم يطول انتظاره حتى ظهر تامر وقد ارتدى زعانف الغوص على قدميه .. ما جعله يمشي بغرابة
ونظارة كبيرة بأنبوب تنفس تمركزت في وجهه الصغير ..
ضحك عليه بسام :" مرحبنبك مستر بن .."
تكلم تامر وفمه ملتقصه بأنبوب التنفس فصدر صوته ضخماً وبصدى :" أهلبنبك "
بحاجبان يترراقصان :" كيفنك ؟"
جلس تامر على حافة المسبح يلامس المياة :" حالي يعجبنك .. انت كيف حالتنك ؟"
بسام :" بخيرنك .. والله انك خبلنك "
وقف بجانب بسام :" ليشنك ؟"
فدفعه بسام في المياة الضحلة ليسقط مبتلاً ..:" ههههههـ لاني طيحتنك "
بعدما وقف تامر بداخل الحوض ومستوى الماء يصل الى بطنه :" الله يسامحنك "
بسام :" اقلب وجهنك "
أتت زينة من وراء بسام ودفعته الى المسبح :" هوهاهاها جزاتنك خخ "
تامر :" ههههههههـ تستاهلنك "
وقف بسام ومسح وجهه :" عمتوو يا ورعة "
زينة بحنق :" ورع لما يدعسنك "
بسام :" ههههههـ طيب ولا تزعلي يا وزغة هههههههههههـ "
بدأت زينة تنفخ الدخان من انفها :" سوومي يا حمار لا تخليني انزل لك اغرقك "
سبح بسام الى داخل الحوض اكثر :" هاهاها امل ابليس في الجنة "
زينة وهي تضرب قدميها على الارض :" سووووووووميييي يا استبنه "
سبح بسام الى حيث المياة تزداد عمقاً وهو يلوح لها مودعاً ..
تبعه تامر وهو يقول لها :" زينة .. البنات في الجهة الثانية "
زمت شفتاها وهي تأخذ ممراً حجري لتدور في انحناءة تتخفى خلفها مسبحان بحجمين مختلفين
وصلت الى مسبحٍ صغير تسبح فيه الفتاتان .. ودلال تقوم برشهما بالماء ..
رأت تولين عمتها :" عمتووو ثوووفي حنووو "
جلست زينة بجانب دلال رافعة بنطالها حتى لا يتبلل .. رشتها الصغيرتان
زينة :" لااا تلوو.. توتو .. لا تبللوني "
دلال :" مرره جنان المكاان موو ..؟؟
زينة توافقها :" جنوون الجونااان مو بس جنان .. لكن مستغربة مافي ناس كثير !!! "
ضحكت دلال:" ياخبلة .. هذي المنطقة من الكوخ للمسابح الثلاثة مستأجرها فارس لنا لوحدنا"
زينة بصدمة :" آآآه الخبل .. مبزر فلووسه عالفاضي .. كان يتصدق بيها عليّ هوهاها "
دلال :" ههههـ خبلة .. بس تعالي هنا ايشبك اليوم الصبح ؟؟"
اخذت ترش تولين بالماء :" وي .. ايش بي ؟"
دلال :" ما ادري ..." نظرت اليها :" امك اتصلت بيا امس ... وقالت انها كلمتك "
توقفت يد زينة عن اللعب بالماء .. ثم نظرت بعيداً ..:" اي "
دلال :" زينة امك اتغيرت عن اول .. ليش ما تعطيها فرصة ؟؟ والله تحبك و تبغاكِ جنبها "
عبست زينة :" امفف دلال اعرف هذا كله .. بس ما اقدر ارجع خلاص "
دلال :" زينة .. ما عاد في داعي تهربي .. انتِ ارجعي و وحياتك بتتعدل.. وجودك هنا لوحدك ماعاد لـ .."
بنفس متحطمة :" دلال انا مالي وجه اطالع في امي .. انا قسيت عليها .. و عليكم .. اتحديتكم و .."
واستها دلال :" ذاك ماضي ونسيناه .. شوفي زيد اخوكِ رضخ لتغرّبك ..
و يا زينة نحن نثق فيكِ لكن امك خايفة عليكِ .. دام وصلتي للي تبيه خلاص ارجعي بلدك .."
زينة :" مالي وجه .. دلال بعد اللي سويته بأمي .. حياتي ماصار لها معنى .. عايشة لوحدي هنا ..
و صايرة مررة فرييي .. صح اني ما اتعديت حدودي .. لكني نسيت نفسي وسط هالمجتمع ..
أثر فيا كل شيء .. عندي حرية اختيار و حرية تصرف .. لكني اتمنى اني ما املكهم .."
دلال :" يا زينة .. طيب ارجعي وريحي نفسك .."
تأففت زينة .. لن تفهمي يا دلال ما يجول في قلبي .. لن تفهمي ..
بسام :" اوووووه والله مسبحكم عجييييب "
أتى هو وتامر من بين الاشجار .. ثم انضموا اليهم في المسبح الاوسع ..
تامر :" يا سلااااام المسبح هذا انظففف .. يالله بسام اللي ينط مشقلب هو الفايز "
زينة :" هييي انت وهووا انقلعوا من مكاان ما جيتوا "
وقف بسام وتامر يستعدان للقفزة على حافة المسبح ..
قال لتامر :" تموور اسحب عليها سيفوون ونط "
تامر :" ههههههههههههـ ايش يعني ؟"
بسام :" طنشها ..."
وقفت زينة مغتاظة لتلحق ببسام قبل ان يقفز :" تعااال ياحمااار انا تسحب علي سيفون .. يا فرعون "
وقبل ان تمسك به قفز ومعه تامر الى وسط المياة ..
زينة :" امفففف ... بس لو اعرف اسبح كنت عرفت كيف اغرقك يا حوووووت "
ضحكا عليها واخذا يجوبان المسبح بمهارة ..
عادت الى مكانها لتجلس .. :" وجع تيمون وبومبا .. تامر لوحده كان عاقل هذا طلع ولدك الابليس طلع قرونه"
ضحكت دلال :" انتي كمان تحطي عقلك بعقل صغار "
زينة :" فين اخوكِ هذا ما يأخذهم و يفكنا منهم "
دلال :" راح الفندق بيشوف ايش نشاطات الليلة "
رشتها تولين :" عمتو .. عني لنا عونية "
تالا :" يس يسس يسس زيوون .. غني لنا بليـــز "
تنهدت و اخذت تدندن قبل ان تغني بصوتٍ ناعم .:
" مدينة النخيل كل شيء جميل .. الشروق والغروب والهواء العليل
ضياء القمر في السماء ونجوم المساء .. شمس الصباح والرياح والطريق الطووويل "
اخذت الصغيرتان ترقصان ممسكتان بأيادي بعض .. و دلال تصفق ..
اما تامر وبسام فضحكا عليهم ..
اشارت زينة الى تالا وتولين تغمز لهما وهي تكمل ..:" منااار وتالاا فستـ .."
قاطعتها تولين :" لالالا .. تونيييين "
ضحكتا دلال وزينة التي اكملت :" تولييين وتالا فستق وراما اصدقاااء .. ودائماً يحلو اللقااء "
شاركاها الطفلتان :" في مدينة النخيييل "
بسام :" ههههههههـ قسم انكم مفهييين " ..
تامر :" زينة هذي ولا رشا رزق هههههـ "
اشارت اليهما بغيظ :" بلوووط وعلقم .."
تالا وتولين :" شريرااااااااان "
زينة :" على الاذية متفقااااان .. يحفرون الحفر للآخرين ويقعون فيهااااا "
تالا وتولين .. وايضاً تامر وبسام :" في مديـــــنة النخيل "
زينة باستطراب :" ليلي ليلي ياليل لييلي .. لون الشاطئ لون البحر احلى في مدينة النخيل "
دلال :" ههههههـ يا عيني عليكم يا صغنيين هههههـ "
صدحت اصواتهم .. وطارت الطيور الملونة لتمر على الساحل .. تحمل تباشير الفرح ..


~~~


ربض جسده المتعب على سريرٍ ابيض ..
كانت يده مجبسه و جسده سليماً الا من بعض الرضوض والخدوش ..
و اختلال في احدى رأتيه حيث تلاقى ضربه شديدة فيها ..
اشاراته الحيويه هي ما دلت على وجوده في قبضة الحياة ..
وخلف الزجاج كان يقف جاسر و بجانبه عبدالعزيز ..
عبدالعزيز :" الاطباء قالوا انه حالته ممكن تنتكس عشان كذا مخلينه هنا .. بس الحمدلله الحين مستقر "
رفع جاسر يده على الزجاج :" ما فاق من وقت الحادث ؟؟"
عبدالعزيز :" لا .. بس مافي خطر لغيبوبة .. مثل ما قال الدكتور "
جاسر :" لا حول ولا قوة الا بالله .."
عبدالعزيز :" شد حيلك يا جاسر .. مصيبتك وعلي واهلك .. والشركة يا جاسر لازم .."
جاسر :" مو وقته يا عزيز "
عبدالعزيز :" لكن جاسر .. بتدهور الاعمال .."
جاسر بعصبية طفيفة :" مووو وقته قلت لك "
رضخ عبدالعزيز :" اللي يريحك .. انا اتركك الحين وراجع بعد شوية "
وقف جاسر صامتاً ..
ولكن عقله بدأ احاديث جمة .. و تساؤلات عديدة
كم تفاجأنا الحياة دوماً .. بصعوباتها ..
تلاطمنا بين امواجها ولا تترك لنا مجالاً لأخذ نفسٍ حتى تخنقه من جديد بموجه اقسى ..
اية موجات تنتظرني بعد .؟؟؟


~~~

>> StOoOoOp <<

اتمنى لكم قراءة ممتعة ...

و بإنتظار تعليقاتكنّ و ردودكنّ بـ شوق ..

منتظرة اي تنبه او نقد بقلب واسع

القاكن بإذن الله مع النبضة القادمة ..

ممتنة لوجودكنّ ..

دمتنّ بـ حفظ المولى

ضياع نبضة :flowers2:

dew 05-09-08 01:10 AM

طبعا هذا الرد لايشمل النبضة 11 و 12 لأني لسه ماقرأتها

كانت الأجزاء السابقة أروع مايكون ,,أصبح أسلوبك أكثر تمكنا وشمولا للشخصيات ,,فيه أحاسيس مرهفة لكل شخصية وقد جذبتني جدا ,,

جاسر /

مسكين هذا الرجل كم يحمل من المعاناة في قلبه ,,أعجبني المقطع عندما شاهد شفا ,كان مشهدا شفافيا حقا ,,كالعادة هو رزين وهادئ جدا ,,لاداعي للقول بأني أحببته لأني فعلت

جود /
التغير الذي حصل لها من يوم واحد مع شفا لهو عجائبي ,,أحببت مشاعرها عندما تلقت هدية شفا ,,روح بريئة حقا ,,

زينة /
يالها من مسكينة فقد وقعت في دوامة من المشاعر نحو فارس الذي لايعيرها أي اهتمام وأظنها ستصاب بخيبة أمل عندما تعرف مشاعره تجاه شفا

فارس /

مشاعره نحو شفا حقيقية لكن هل ستبادله شفا هذه المشاعر ؟

شفا /
بطلتنا الحبيبة ,, أظن أن ظهور جاسر في حياتها سيقلب روتين حياتها حتى لاتعرف ماأصابها ,,أنا بصراحة مشتتة المشاعر ,,أريدها في بعض الأحيان أن تحب جاسر وأريدها في الأحيان الأخرى أن تحب فارس ,,لأنهما كلاهما شخصان طيبان ,,لكن ماذا سيحصل لها هذا ما سأعرفه في الأجزاء القادمة

في النهاية مبروك ألف مبروك على التثبيت لتميز القصة وأرجو لكِ دوام التوفيق

dew 05-09-08 03:02 AM

مرحبا مرة ثانية ,,,لسه خلصت قراءة النبضة 11 و 12 و13
ماشاء الله عليك يا نبضة ,,حماس متجدد وإثارة لا تنضب ,, جميلة جدا في منتهى الروعة

جاسر /

ماأصاب أهل عمه كان مأساويا لكن لاسخط على قدر الله ,,أشعر أن هذه الحادثة ستقلب حياة جاسر وتجبره على فعل أشياء لاأحد يتوقعها ,, أعجبتني هديته لشفا كانت في منتهى الرقة والروعة والشفافية ,,رائعة جدا وخصوصا البطاقة التي عندما قرأت ماكتب عليها اقشعر جسمي ,,

جود/

شعور شفا بالألفة نحو هذه الفتاة جعلني أفكر بأن هناك علاقة قرابة بين العائلتين أيعقل أن تكون أم شفا هي أم جود ؟ لكن هذا مستحيل ,, لاأعلم أرجو أن أتبين هذا في الأجزاء القادمة ,,

فارس/

قصته مع والديه كانت قاسية حقا ولم أتوقع أن تكون قصته هكذا ,,أظن أن مشاعره بدأت بالتحول نحو زينة ,,لأنه لم يعد يفكر في شفا وهم في الرحلة ,,

زينة /
مشاعرها مشتتة ,,لكنها حقا قدرت على التمسك بسيطرتها في وجوده ,,أتمنى أن أعرف ماذا سيحصل لها بسرعة ,,

شفا/

لاأدري ماذا أقول عنها ,,مشاعرها واضحة لنا تماما ,,وكل ماأرد معرفته هل ستحظى بزراعة القلب ومن سيكون المتبرع ؟

أجزاء في منتهى الروعة وأتمنى لك المزيد من النجاح إن شاء الله

BENT EL-Q8 05-09-08 04:00 AM

نبوووضـ مادريـ شقولـ عنـ النبضهـ
لاهيـ "رائعهـ"
ولاهي "حلوهـ"
مو "جنانـ"ابدا
اهيـ اكثـــر منـ هذا كلهــ
تسلمـ ايدجـ عليــهــا
زينهـ
خخخخخـ مادريـ هالبنتـ متىـ بتعقلـ
مسكينهـ تبتسمـ وتضحكـ بسـ داخلهـا حزينهـ
مادريـ شسوتـ لامهـا وشلونـ تحدتهمـ كلهمـ
امممممـ
اعتقد بسفرهـا لهنيـ وتركهـا لهمـ!!
وانهــا ماتبيـ ترجعـ
فامممـ يمكنـ مثلـ ما قالتـ عشانـ مالهــا ويهـ تطالعـ امهـا
او
فيـ سبــبـ ثانيــ مثلا فارسـ!!
جاســر
بلاقيهــا منـ وينـ المسكينـ مرضـ اختهـ موتـ عمهـ اوضاعـ الشركهـ و ولد عمهـ اليـ بالمستشفىـ
اللهـ يعينهـ ويصبرهـ
فاتنـ
تذكرتـ كلمتهـا لما قالتـ انهـا شتسويـ اذا جوود ما عندهـا امـ وكاهيـ صارتـ بدونـ ابو
مو شماتهـ
بسـ سبحـانـ اللهـ يومـ ليكـ ويومـ عليكـ<<مادريـ شدخلــها*_^
علىـ كلـ حالـ اللهـ يعينهمـ
جوود
لا الحمد للهـ فيـ تحسنـ
اللهـ يعينهـا لا درتـ
وسنــ
مثلـ ما توقعت*_^
بتنقتمـ منـ شفا وبعدينـ جود وجاســر
جنهمـ ناقصينهـا يعنيـ
بسـ اللهـ يستـر هاذيـ حقودهـ وممكنـ تسويـ ايـ شيـ
اللهـ يهديهـا
شفا
ما اقولـ غيــر
اللهـ يخليهـا لاخوانهـا وجود
ويشفيهــا
آخر شيـ
اقتباس:

مدينة النخيل كل شيء جميل .. الشروق والغروب والهواء العليل
ضياء القمر في السماء ونجوم المساء .. شمس الصباح والرياح والطريق الطووويل

خخخخخخـ ذكرتينيـ بايامـ اولـ لمـا كنتـ اشوفهـا*_^
تقبليـ مروريـ

جووود 05-09-08 05:32 AM

السلااااام عليكم ورحمة الله وبركاااااته
مرحباااااااا..نبضه...حبيت ابارك..لك..التميز والتثبييييييت..
الف الف..الف...مبروووووووووووك...
وبما اني البطله..لازم.. اقراها..واكوون من متابعينك.خخ....بس عااد توصي فيني..خخخخخ
ودي لك.....

شبيهة القمر 05-09-08 02:04 PM

ضياع نبضه ...اضاعت الكلمات من بين ايدينا

وتلاشت العبارات في وصف قصتك الثمينا

لم استطع اكمالها حتى اضع بصمه اعجاب لقصتك الاكثر من رائعه

سلمت يمينك ...اختي الحبيبه ...وزادك الله من فضله ..

اعذريني وقتي لايسمح لي (بشرشحة )قصتك >>هههه اقصد التعليق

ولاكن اعدك بأن تري بصمتي كلما سنحت لي الفرصه ..

واخيرا ألف ألف مبرووووووووك التميز تستاهلينها وبجداره ..

I & U 05-09-08 03:34 PM

السلاااااااااااااااااااااااام عليــــــــــــــكم ورحمــــــة اللــــــه وبركاااته......


ألــــــــــــــــــــــــــــــف مبرووووووووووووك نبضة التمييز......من كم سطر قريته شدتني القصـــة جدااا...ولو ما وراي الفطور و وردي كان قريتها بذي اللحظة.....بس إن شالله أقراها ولي عودة بإذن الله.......


وكـــــــــــــــــل عــــــام وإنتــــي بخير....

ضياع نبضة 05-09-08 04:20 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلاً أهلاً بِكُنّ جميعاً غالياتي ..

كم أسعدتني اطلالتكن الفريدة هنا ..

شاكرة لكن تشجيعكن لي .. ودمتن بأتم خير ..

لي عودة مع التعقيب و النبضة الرابعة عشر .. بإذن الله بعد الافطار (( والترفيع طبعاً :lol: ))

مع مودتي .

ضياع نبضة 05-09-08 06:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew (المشاركة 1624986)
طبعا هذا الرد لايشمل النبضة 11 و 12 لأني لسه ماقرأتها

كانت الأجزاء السابقة أروع مايكون ,,أصبح أسلوبك أكثر تمكنا وشمولا للشخصيات ,,فيه أحاسيس مرهفة لكل شخصية وقد جذبتني جدا ,,

جاسر /

مسكين هذا الرجل كم يحمل من المعاناة في قلبه ,,أعجبني المقطع عندما شاهد شفا ,كان مشهدا شفافيا حقا ,,كالعادة هو رزين وهادئ جدا ,,لاداعي للقول بأني أحببته لأني فعلت

جود /
التغير الذي حصل لها من يوم واحد مع شفا لهو عجائبي ,,أحببت مشاعرها عندما تلقت هدية شفا ,,روح بريئة حقا ,,

زينة /
يالها من مسكينة فقد وقعت في دوامة من المشاعر نحو فارس الذي لايعيرها أي اهتمام وأظنها ستصاب بخيبة أمل عندما تعرف مشاعره تجاه شفا

فارس /

مشاعره نحو شفا حقيقية لكن هل ستبادله شفا هذه المشاعر ؟

شفا /
بطلتنا الحبيبة ,, أظن أن ظهور جاسر في حياتها سيقلب روتين حياتها حتى لاتعرف ماأصابها ,,أنا بصراحة مشتتة المشاعر ,,أريدها في بعض الأحيان أن تحب جاسر وأريدها في الأحيان الأخرى أن تحب فارس ,,لأنهما كلاهما شخصان طيبان ,,لكن ماذا سيحصل لها هذا ما سأعرفه في الأجزاء القادمة

في النهاية مبروك ألف مبروك على التثبيت لتميز القصة وأرجو لكِ دوام التوفيق

هلا وغلا اختي :[ dew ]:

اشتقت لإطلالتك غاليتي .. مرحبا بكِ دوماً ..

وجودك من اروع ما يكون .. و رأيكِ يشجعني كثيراً ويغبطني أكثر ...

يسعدني اعجابكِ بالمشاهد .. واتمنى من كل قلبي استفادتك وتمتعك مع كل حرف ..

شفا ~ زينة ~ فارس ~ جاسر

يا ترى الى أين ؟؟

اطمح لتواجدكِ بعد كل نبضة ..

بارككِ الله و موفقة انتِ ايضاً يارب ..

لا تحرميني ردودك الجميلة ..

باقة ودٍ لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 05-09-08 06:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew (المشاركة 1625193)
مرحبا مرة ثانية ,,,لسه خلصت قراءة النبضة 11 و 12 و13
ماشاء الله عليك يا نبضة ,,حماس متجدد وإثارة لا تنضب ,, جميلة جدا في منتهى الروعة

جاسر /
جود/
فارس/
زينة /
شفا/

أجزاء في منتهى الروعة وأتمنى لك المزيد من النجاح إن شاء الله

هلا وغلا مرة ومرتين وألف مرة بـ :[ dew ]:

شكراً عزيزتي أعتز بشهادتك و اتقلدها فخراً ..

شفا و جود \ فارس و زينة .. لربما كان احساسكِ مصيباً او ربما كان بعيداً عن الحقيقة ..

ستعرفين مع باقي النبضآآت ..

سلمتِ لردودك الرقيقة .. ولكِ كل امتناني ..

باقة ودٍ لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 05-09-08 07:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 (المشاركة 1625333)
نبوووضـ مادريـ شقولـ عنـ النبضهـ
لاهيـ "رائعهـ"
ولاهي "حلوهـ"
مو "جنانـ"ابدا
اهيـ اكثـــر منـ هذا كلهــ
تسلمـ ايدجـ عليــهــا
زينهـ
خخخخخـ مادريـ هالبنتـ متىـ بتعقلـ
مسكينهـ تبتسمـ وتضحكـ بسـ داخلهـا حزينهـ
مادريـ شسوتـ لامهـا وشلونـ تحدتهمـ كلهمـ
امممممـ
اعتقد بسفرهـا لهنيـ وتركهـا لهمـ!!
وانهــا ماتبيـ ترجعـ
فامممـ يمكنـ مثلـ ما قالتـ عشانـ مالهــا ويهـ تطالعـ امهـا
او
فيـ سبــبـ ثانيــ مثلا فارسـ!!
جاســر
بلاقيهــا منـ وينـ المسكينـ مرضـ اختهـ موتـ عمهـ اوضاعـ الشركهـ و ولد عمهـ اليـ بالمستشفىـ
اللهـ يعينهـ ويصبرهـ
فاتنـ
تذكرتـ كلمتهـا لما قالتـ انهـا شتسويـ اذا جوود ما عندهـا امـ وكاهيـ صارتـ بدونـ ابو
مو شماتهـ
بسـ سبحـانـ اللهـ يومـ ليكـ ويومـ عليكـ<<مادريـ شدخلــها*_^
علىـ كلـ حالـ اللهـ يعينهمـ
جوود
لا الحمد للهـ فيـ تحسنـ
اللهـ يعينهـا لا درتـ
وسنــ
مثلـ ما توقعت*_^
بتنقتمـ منـ شفا وبعدينـ جود وجاســر
جنهمـ ناقصينهـا يعنيـ
بسـ اللهـ يستـر هاذيـ حقودهـ وممكنـ تسويـ ايـ شيـ
اللهـ يهديهـا
شفا
ما اقولـ غيــر
اللهـ يخليهـا لاخوانهـا وجود
ويشفيهــا
آخر شيـ

خخخخخخـ ذكرتينيـ بايامـ اولـ لمـا كنتـ اشوفهـا*_^
تقبليـ مروريـ

هلا وغلا :[ بنت الكويت ]:

:c8T05285: والله احرجتيني مااارررة بنوتة ..

الله يسلم قلبك ويسعدك يارب .. قولي آمين :biggrin:

تساؤلاتك كلها ان شاء الله بتلقين اجابات لها ..

شكراً لتعليقاتك و توقعاتك ..

وبالنسبة لمدينة النخيل ..:rfb04470: راح اذكركم بالماضي كثير :AaZ04485:

امتناني لتواجدك فلا تغيبي ..

باقة ودٍ لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 05-09-08 07:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جووود (المشاركة 1625405)
السلااااام عليكم ورحمة الله وبركاااااته
مرحباااااااا..نبضه...حبيت ابارك..لك..التميز والتثبييييييت..
الف الف..الف...مبروووووووووووك...
وبما اني البطله..لازم.. اقراها..واكوون من متابعينك.خخ....بس عااد توصي فيني..خخخخخ
ودي لك.....

هلا و غلا :[ جووود ]:

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

اخلييين وسهلييين منورة يالغلا ..

الله يبارك فيكِ يارب .. وتسلمي ..

هههههـ اوكي ويسعدني متابعتك لي .. ولا يهمك لا توصي ..

بإنتظارك دوماً ..

باقة ودٍ لكِ .. :flowers2:

ضياع نبضة 05-09-08 07:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 1625755)
ضياع نبضه ...اضاعت الكلمات من بين ايدينا

وتلاشت العبارات في وصف قصتك الثمينا

لم استطع اكمالها حتى اضع بصمه اعجاب لقصتك الاكثر من رائعه

سلمت يمينك ...اختي الحبيبه ...وزادك الله من فضله ..

اعذريني وقتي لايسمح لي (بشرشحة )قصتك >>هههه اقصد التعليق

ولاكن اعدك بأن تري بصمتي كلما سنحت لي الفرصه ..

واخيرا ألف ألف مبرووووووووك التميز تستاهلينها وبجداره ..

هلا وغلا :[ شبيهة القمر ]:

مرحباً غاليتي ... :)

ممتنة لرأيك الرقيق .. واعتز به كثيراً ..

آميــن واياكِ بفضله ..

ههههههـ بإنتظار شرشحتك بأي وقت ..

شكراً عزيزتي وبارك الله فيكِ ..

اسعدني مروركِ فلا تغيبي ..

باقة ودٍ لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 05-09-08 07:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة I & U (المشاركة 1625852)
السلاااااااااااااااااااااااام عليــــــــــــــكم ورحمــــــة اللــــــه وبركاااته......


ألــــــــــــــــــــــــــــــف مبرووووووووووووك نبضة التمييز......من كم سطر قريته شدتني القصـــة جدااا...ولو ما وراي الفطور و وردي كان قريتها بذي اللحظة.....بس إن شالله أقراها ولي عودة بإذن الله.......


وكـــــــــــــــــل عــــــام وإنتــــي بخير....

هلا وغلا بـ :[ غدير ]:

وعليكم السلااام ورحمه الله وبركاته

الله يبارك فيكِ دبوووه ..

وجودك كاافي ووافي .. وبإنتظارك دوماً ..

اسعدني مرورك فلا تغيبي ..

وكل عام وانتي الى الله اقرب ..

باقة ودٍ لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 05-09-08 07:21 PM

v~√”^√V’~-√V'^~----- ~ النبضـة الرابـعة عشـر ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :
" قد نندم على غضبنا ويزول الندم ... لكن لن يزول ما دمّرناه من وراءه "

~ الجـ 1 ـزء ~

رشتّ مسحوق البودرة على قمصانهم بشقاوة الاطفال ..
رغم ان لا احد غيرها في الكوخ الا انها حبست ضحكتها الهائجة لكي لا تنفضح ..
بحجة رغبتها بالاستحمام تركتهم منذ دقائق مضت على حوض السباحة يتمتعون و دلال تراقبهم ..
اذاً لن يكتشف احد ما الذي تفعله في غرفة الاولاد ..
بعد ان انتهت من مهمتها بنجاح خرجت مسرعة حتى لا يقبضوا عليها بالجرم المشهود
عندما اقفلت باب غرفتهم و استدارت لتغادر المكان ..
لاحظت ان باب الغرفة المقابلة مفتوح قليلاً ... انها الغرفة التي يشغرها فارس
رمقت الكيس الصغير الذي ما زال في يدها ... و اخذت شياطينها تتلاعب برأسها ..
هل تجرؤ على فعل ذلك به ايضاً ؟؟؟
كتمت ضحكتها وهي تتخيل منظرهم .. هو وبسام وتامر ..
سيكون مقلبٌ رااااااائع ..
خطتّ الى باب الغرفة لتطل برأسها للداخل .. كانت الغرفة فارغة ..
فكرت :" قالت دلال انه ذهب الى الفندق .. حسناً لما لا افعل به ذلك , لقد ابتعت هذة الاغراض لأجله في باديء الامر "
شرعتّ الباب على اتساعه و دخلت برويّة على اصابع قدميها ..
لحيرتها وجدت طقماً من ملابسه قد فُرد على السرير .. بنطال جينز غامق و قميصاً اسود ذو اكمامٍ طويلة
عبست متعجبة .. ثم بعدها ابتسمت بمكر .. وفوراً اخذت ترش المسحوق بداخل قميصه ..
فجأة سمعت صدى صوته آتي من داخل الحمام الملحق بالغرفة ( وانتنّ بكرامة )
تصلبت يداها وبعنين مصدومتين حولت نظراتها الى مقبض بابه الذي تحرك ..
قفزت مسرعة والرعب متلبسها .. ثم اختفت من الغرفة بلمح البصر ..
خرج.. و حملق بأنحاء غرفته .. استعجب لخلوها .. رأى الباب مشّرعاً على وسعه
ذهب ينظر الى الخارج و نادى :" بسام ؟؟ تامر ؟؟ "
لم يرَّ احداً و تملكته الغرابة .. يقسم انه سمع صوتً ما
تنهد ثم عاد للداخل مغلقاً الباب وراءه ..

وقفت تلهث بجانب باب الكوخ وقد التصق ظهرها بالحائط الخشبي ..
انتظرت بحواس مشدودة و قلبٍ وصل الى ذروة خفقاته .. وضمت يديها الى صدرها ..
اخذت تهمس بهلع :" يا خراااب بيتي .. هذا من وين طالع .. ياحسرتييي لا يكون شافني ؟؟!! "
تسحبت مبتعدة و عينيها معلقتان على مقدمة الباب ..
:" ايش بك تتزحفي زي الجواسيس ؟"
صرخت فزعة بمكانها .. ثم رأت بسام وتامر يقفان بجانبها يضحكان ومازالا مبتلان
زينة بحده ويدها على قلبها :" يا حميييير فجعتووووووني "
بسام :" هههههههـ انتي ايش تسوي ؟؟"
خلع تامر نظارة السباحة :" شكلك سرقتي حاجة .. صح ؟"
حاولت تهدئة تنفسها :" وجع "
بسام :" لالالا .. شكل هالبنغالية ناوية تشرد من كفيلينها ..!!"
رمقه تامر :" من هم كفيلينها ؟"
بسام بإبتسامة واسعة :" انا وانت "
ثم ضحكا .. تأففت زينة وهي تتكتف :" اذا ما انبكمت انت واياااه .. لا احشركم الحين في علبة صلصة "
بسام :" من قالك انه يكفيني علبة صلصة "
يوافقه تامر :" من جد انت ولا برميل الوايت يكفيك هههههـ "
بسام بيدين مرتكزتين على خصره الممتليء :" افااا انت خوي انت .. وانت وجهك مقرحف"
تامر بحاجب مرفوع :" ايش هذا مقرحف ؟؟ .."
زينة :" امففف جبتوووووا لي الصمرقععععع .. انتوا ليش جايين ما تتنيلوا وتسبحوا "
( مقرحف= زي العيش الناشف ، الصمرقع = الجنان )
بسام وهو يمشي بخفة بإتجاه باب الكوخ :" امي تقول نتروش ونلبس .. خالو بيودينا الحفلة "
زينة بتعجب :" حفلة ايش ؟"
تبعه تامر واجابها قبل ان يدخلا الكوخ :" حفلة مسائية في الفندق .. انتي كمان جهزي نفسك "
تبعتهما زينة :" وانتوا ايش دراكم بالحفلة ؟"
ركض بسام الى غرفته :" اسألي امييي … تامر انا ح ادخل اتروووش قبلك "
لحق به تامر :" اقووول اسرررري انا قبلك "
تبعتهم الى غرفتهما وهي تسأل بحنق :" تيمووون وبومبااا انا اسألكم حفلة ايييش وجع "
تجاهلها الصغيران وهما يركضان ..و عندما وضع بسام قدمه على ارض الغرفة الملساء ..
بسبب ابتلال قدميه فقد توازنه و تزحلق على مؤخرته الى نهاية الغرفة ..
وقف تامر مكانه وبجانبه زينة ينظران بتبلم الى بسام الذي اصطدم بالحائط ..
ثم انفجرا ضحكاً عليــه :" ههههههههههههههههههههههههههـ "
زينة بشماتة :" هوهاهاهاها .. احسسسسن لما اكلمك تجاوبني "
وقف بسام عابساً وهو يمسد ظهره :" آآآح … وقرينه تقرِنك انتي وهو لا تضحكوا "
تامر :" هههههـ والله شكلك كان فلله .. زي الزلاجة تتزحلق "
زينة بهزء :" هوهاهاها .. كان ركبتنا انا وتامر فوقك واخذتنا لفة كخخ "
مشى بسام الى الحمام ببطء :" اهجدوووا .. الحين ظهري يورّم اووف "
اتى فارس من غرفته وهو يسمعهم :" ايش في ؟"
استدارت زينة بسرعة و توقف قلبها لمنظره .. كان يرتدي ملابسه و ممشطاً شعره الى الخلف في ترتيب
ابتعلت ريقها :" بسم الله انت من فين جيت ؟؟" لم يظهر على وجهه اي دليل على رؤيتها قبل قليل
ببسمة هادئة :" من غرفتي .. انتوا للحين ما تجهزتوا ؟؟"
تامر :" الحييين هوااا " ودخل سابقاً بسام مقفلاً باب الحمام وراءه ( وانتنّ بكرامة )
طرق بسام الباب بقوة :" يا غشااااش تموور اوريك "
اشاحت زينة وفارس نظراتهما عنه ليحملقا ببعضهما .. وبتوتر قالت :" انا بـ بروح .. اجهز "
ابتسم لها بـ ود فغضت بصرها و تقدمت لتخرج .. ابتعد ليفسح الطريق امامها ..
مرت بجانبه و علقت انفاسها ... زادت من خطواتها و ابتعدت ..
قبل ان ترقى السلالم التفتت .. ورأته يستند على الباب وينظر اليها بإبتسامة ..
تعثرت في صعودها ثم سمعت ضحكته الخافتة ..
شتمت نفسها بخفة ثم ركضت للأعلى ..
اتسعت ابتسامته و طيفها يغادر مرآه ..
تنفس بعمق :" زينة يا لغرابتك !!! "

~ بعد نحو ساعة ~

وصل الجميع الى الفندق بتلك السيارة الصغيرة ..
كان الغروب قد اعلن حلوله .. فـ تلونت السماء بإصفرار الموز و احمرار الفراولة واشراقة البرتقال
( صار سلطة فواكه هوهاهاها << هذي زينة مو انا خخ )
تحولت الجزيرة من جنة خلابة الى واقعٍ خيالي .. و كأنها خرجت للتو من لوحةٍ بريشة بيكاسو
أو جسّدت ِشعراً من قلم الأمير عبدالرحمن بن مساعد >> قصائدة جنان:rfb04470:
أو أنها ظهرت من قلب البحار كـ قصة خرافية .. لـ كنزٍ مفقود ..
كانت بكل ما تعنيه ..:: فتنة الطبيعة ::.. سبحان من خلق و أبدع ..
توقفت السيارة عند الجسر المؤدي الى شاطيء البحر ..
حيث أُضيئت الانوار وجُهزت الطاولات وارتدى جميع السياح ملابس مفعمة بالألوان ..
خرجوا جميعهم ووقفوا ينظرون الى الاحتفال ..
دلال بإستغراب :" ايش فيكم ؟؟ جاتكم الحكة على فجأة "
كانت تخصص كلامها لـ فارس وتامر و بسام الذين لم ينفكوا بـ حك أنفسهم منذ غادروا الكوخ
فارس بضيق وهو يحكُ ظهره من فوق قميصه :" ما ادري .. مو مرتاح "
تحدث بسام الذي أخذ يهرش بطنه :" آآآي جسمي يأكلني يا امييي"
وقف تامر بجانب مرآته ورفع قميصه :" تالا حُكي لي ظهري يعورنيييي "
بأعصاب مدمرة تمالكت زينة نفسها لأن لا تفلت ضحكاتها .. واخذت تجول بناظريها لجميع الانحاء
متجنبة النظر الى ضحاياها حتى لا تكشف نفسها بضحكة هستيرية ..
مسحت دلال على ظهر ابنها :" غريبة ايش صابكم الثلاثة .؟؟ لا تكون حشرة .؟"
بسام بعينٍ احولّت :" واااااع ... حشرررة يمه يمممممممه " واخذ يقفزُ حول نفسه كالشمبانزي ..
رفع فارس اكمامه .. واستغرب ان الحكة تأتيه من ظهره فقط .. اما الصغيران فيحكهُما صدرهما ايضاً ..
تقدمت تولين الى ناحية اخيها تمسك بيده وهي على وشك البكاء :" ثوومي لا تدنن "
دلال بقلة حيلة :" فسخوا بلايزكم .. لا تكون براغيث بس "
لم تستطع زينة الاحتمال اكثر من ذلك .. فضحكت مُخفية فمها :" هههههههههههههههههههههههههههـ "
نظروا اليها بتعجب .. ما الذي يضحكها !!!!!!!!!
حملقت بهم وببسمة بريئة :" شكلكم يضحك " ثم اخرجت لسانها بدعابة ..
خلع تامر الكتّ وكذلك بسام .. واخذت دلال تتفحص اي آثار لاحمرار او طفح جلدي عليهم .. ولم تجد
دلال :" مافي شيء ... من ايش تتحكحكوا .؟؟؟"
ضايقه قميصه كثيراً .. فبدأ بفتح الازّرة .. توسعت عينا زينة ثم قلبت وجهها بسرعة ..
هل جُنّ هذا الاحمق سيخلع قميصه هنا في الشاطيء أمام الملأ ..
هناك الكثير من النساااء .. ألا يخجل !!!!!!
خلع قميصه و تفحصه .. كان بسام يحُكّ نفسه ولكنه قال بإعجاب :" عجيييب خالوو تلعب حديد "
تامر بإستهبال :" لا يا واد ... ينمي عضلات "
ضحك فارس وهو يتفرس ببطانه قميصه :" لا ذا ولا ذا ... ايش هذا في آثار بودرة على قميصي !!"
دلال تقطب حاجباها :" بودرة !!! "
بحرارة تصاعدت من حلقها قالت زينة :" يالله يالله نرووح الشاطيء شكلهم بيلعبوا لعبة "
و بدون ان تتوقف امسكت بتالا و تولين تجرهما معها لتعبر الجسر ..
دلال بتعجب :" ايش بها متصربعة هذي ؟؟"
نفضّ فارس قميصه جيداً ثم ارتداه وعيناه الضيقتان مركزتان على زينة .. بشكك !!!
نفضّ الوالدان قميصهما على غرار فارس و ارتدياهما ..
بعدها عبروا هم ايضاً الجسر الى الشاطيء ..

~ بعد ساعتان ~

اندمج الجميع في الحفلة الليلية التي تضمنت العاباً مسلية .. و بوفيهاً مفتوحاً فيه ما لذ وطاب من ثمار البحر
صاحت دلال بمرح :" صفقووا صفقووا تلوو وتوتو "
كانوا يجلسون على كراسٍ متراصة .. كل عائلة تمثلُ فريقاً واحداً ..
يخوضون كلهم في سباقٍ كبير .. يشترك فيه الصغار والكبار من كُل فريق .. يتم مع كل فقرة اقصاء الفريق المهزوم ..
والآن كان دور بسام وتامر ليتنافسا مع باقي الاولاد في لعبة الرقص تحت العصى ..
في بقعتهم الخاصة جلست زينة ثم تالا بعدها دلال فـ ابنتها و اخيراً فارس .. يشجعون والحماسة تتملكهم ..
تالا بفرحة :" ياللله بسوووم ياللله يا بطلللل "
ضحكت زينة ثم نظرت اليها بنصف عين :" تلوو ايش حكايتك هاااه "
لم تسمعها حتى :" هيااا بسوووم هياا تموووري .. هياا هيااا "
وعند اللعبة .. كان دور بسام مع باقي الاولاد .. تنفس بعمق قبل ان تُشغل الموسيقى
ليهزّ جسده و يتحرك منحنياً للخلف و يمرّ تحت العصى دون لمسها ..
عندما نجح و ذهب للجهة الاخرى صفق فريقه .. واطلق فارس صافرة عالياً تشجيعية ..
ضحك بسام ثم اخذ يرقص رقصة الدجاجة فرحاً ..
حيث وضع يديه تحت ابطية واخذ يرفرف ذراعية كالدجاجة :"ترارارا رن ترارارا رن ترا را را رن رن رن رن"
( الرقصة تشابه رقصة الفتى ذو الشعر البرتقالي في فيلم " جيمي فولترن " )
ضحك الجميع على حركاته البلهاااء .. ثم اتى دور تامر النحيل ..
اخفض الرجل العصا لمستوى اقل علواً .. ثم بدأ دور تامر مع باقي الاولاد من الفرق الاخرى ..
زينة بحماااس :" عاشوووا تمووري حبيب قوليبيييي "
صاح تامر قبل بدأ دوره :" اسكتيييي ترى انغلب ولا اصير قوليبك "
بفمٍ فاغر :" يا حوماااار .. اوريك .. العب بسسسس العب "
سمعت ضحكة فارس عليها .. ثم نظرت اليه بشرززز .... ابتسم لها ثم هز رأسه متعجباً منها
فاز تامر بدوره .. و قفزوا فرحين .. ثم اعيدت الكره مع مستوى اخفض .. وهكذا
انتهت اللعبة بفوزهم .. فعادوا الى مقاعدهم فرحين .. واخذوا يصفقون اياديهم ببعض
بسام لـ زينة وهو يرفع يده للأعلى :" عمتووو هاتي كفّك "
رفعت زينة يدها لتصفق يده .. ولكنه هوى بيده قائلاً بإستخفاف :" خُذي ملفك وااك وااك وااك "
فوراً هوت بيدها على رأسه :" خذ هالقرموعة يا بومبا "
وقع بسام ارضاً :" آآآآي .. بل عليكِ هذي يدّ ولا مطرقة "
الجميع :" ههههههههههـ "
قال الرجل :" ايها الافرقة والآن دور فتياتنا الصغيراااااات فتفضلوووا "
دلال بمرح :" تالا .. تولييين .. روحووا يالله "
قفزتا الصغيرتاان بسعادة .. وركضتا الى ساحة المسابقة تنضما الى باقي الفتيات ..
كانت لعبتهم ان يدخلوا بداخل كيسٍ قماشي .. ويقفزان ليصلان الى خطّ النهاية ..
اُطلقت صافرة البداية و انطلقت الصغيرات ..
قفز جميع الاهالي يشجعون بناتهم بحماااس و متعة ..
وصلت تالا ولكن تولين تعثرت وخرجت قدمها من الكيس فأخذت تركض بجسدها القصير الى خط النهاية
ِرجلاً داخل الكيس ورِجلاً خارجها .. و جسدها يترنح كالبطريق ..
ما جعل الجميع يضحكون ووجوههم تستلطف هذي الطفلة الـ ( لزوزة يا ناسو عليها )
اُعجب الحكم بـ ( كيوتة تولين ) واعلن فوزهم هم ايضاً ..
قفزتا فرحتين وهما يركضان الى جعبتا دلال و زينة .. صاحت دلال بفرح للجمع :" هذة ابنتي "
و صاح بسام مقلداً والدته بالانجليزية :" هذة ابنتي " فنظروا اليه بإستغراب ثم ضحكوا ..
بوجهٍ مفتشل همس لتامر :" انا ايش قُلت ؟؟"
تامر بضحكة :" تعيش في عزك ..وتربيها ههههههههـ "
الرجل :" الآن دور السيداااات "
قفزت دلال بفرح :" هييي دوريي دورري .. ادعوولي افووووووز "
ثم انطلقت تهرول الى الساحة وهم يضحكون عليها مع اصوات التشجيع ..
و طبعاً فازت دلال في مسابقه حمل البيضة على ملعقة بالفم دون ان تسقط ..
أتت اليهم :" واااااااو وااااااو فزت فزت فزت "
ضحكت زينة :" هههههههههههـ ياليت كان زيد هنا يشووف خبال مرته كيف "
دلال بسعادة :" يشووف عاااادي المهم فززززت هههههههـ "
صاح الرجل بالمكرفون :" والآن بعد اقصاء من لم يحالفهم الحظ .. تبقى ثلاث افرقة في آخر فقرة ..
و هي لعبتان .. للأزوااااااااااااااج "
فكرت زينة .. أزواج !!! ... من اين لفريقهم بأزوااااج .. يا لـ عدم عدلهم .. الم يروا ..
قطع تفكيرها قيام فارس قائلاً لهم :" دامني الرجال الوحيد بينكم .. فما في غيري يصير الزوج "
بسام :" خالووو لا اوصيييك فقعهممممم تفقييييع "
ضحك فارس :" ههههههههـ هوّ حرب !! " انهى جملته ونظر الى زينة ..
فأشاحت نظرها وقلبها يخفق بقوة ..
امسكت دلال بذراعها :" يالله زيووون قومي ما لعبتيييي "
صاحت بفزع :" ما ابغىىى روحي عني "
ابتسم فارس :" يالله .. مافي غيري انا وانتي ما لعبنا .. وبعدين هي مجرد لعبة "
تامر :" ايوووه زينة خووووووشي في عيووونهم و اهزميهم شرّ هزيمة "
زينة بملامح هازئة :" مسكين مؤثرة عليك افلام الاكشن "
اتاهم صوت صدى الرجل .. منفذّ المسابقة :" ايها الفريق .. هيا فليسرع الزوجين "
التصقت زينة بكرسيها اكثر و قدميها تخوران :" ما بغىىى فارقوني "
دلال بعتب :" زيناااا هيااا لا ننغلب "
تالا وتولين :" هيااااااااااا .. فوزيناااااا "
نظرت الى فارس الذي يقف بإنتظارها .. ثم رمقت دلال قائلة :" مابغااا شكلها لعبة قلة ادب "
ضحكت دلال :" هههههههههـ خبلة وربي "
بسام :" عمتووو قومي ترى جبتي لي الجَرَبْ خخخخخ "
اعطاهم فارس ظهره ليخطوا بإتجاه الرجل و يقف ليسأله بصوتٍ تردد صداه على مسامع الجميع من مكبر الصوت ..
فارس بهدوء :" عذراً سيدي تريد زوجتي معرفة ما اذا كانت اللعبتان تسيئان بالادآب "
ونظر اليها مباشرة من ذلك البُعد واكمل :" فـ زوجتي خجولة "
ضحك جميع من على الشاطيء .. واحمر وجه زينة بشدة من تعليقاته .. ودعوته لها بـ "زوجتي"
ضحك الرجل و اشار لـ زينة بالقدوم :" لا تخافي سيدتي .. انها العابٌ محترمة "
لم تستطع زينة رفع بصرها من الخجل .. لقد اقترف فارس غلطة ..!!
سـ سـ ... تريه .. سـ يُعاقب عليها ..
سحبها بسام وتامر كلاً من ذراع و اوصلاها الى حيث ساحة المسابقة .. بجانب فارس ..
لم تجرؤ على رفع بصرها اليه .. لكنها سمعته يهمس :" آسف "
تجاهلت اعتذراه .. ثم اخذت تستمع الى الرجل يشرح كيفية اللعبة ...
كانت لعبة الزوجات هو فكـّ الازواج من قيودهم بأسرع وقت وأول زوجتين تنتهيان .. تفوزان
جلس فارس على كرسي وبجانبه الرجلان الاخرين ..
ولُفوا بحبالٍ متينه لفاتٍ معقدة .. وقفت الزوجات خلف ازواجهن بعدها بإنتظار صافرة البداية ..
صرخ تامر وتالا :" يالله زيوووووووووون فوووزي "
ثم بسام :" عمتووو عاشوووووا عاشووووووا الوررعة "
ضحك فارس :" زينة اذا ما فزنا راح يقتلوناا "
بعبوس قالت :" انطّم " ثم اُطلقت الصافرة ... و علت اصوات التشجيع ..
انطلقن النساء بفتحِ الحبال بأسرع وقت ... واخذت زينة تفكـ التفافها وتدور حول فارس ببراعة ..
ابتسم :" ماشاء الله .. ممرضة بارعة و متسابقة بارعة بعد "
بحقد ومازالت تدور حوله بسرعة :" اسكت نفسي الف الحبل على رقبتك وامووتك "
ضحك فارس :" يعني انا في الحالتين ميت ميت فزنا ولا خسرنا "
زينة بقهر :" تسكككت ولا اشنقك "
ضحك ثم صمت ...
انتهت احدى الزوجتين من فك حبال زوجها ... فتبقى زينة والاخرى ...
دلال بصراخ :" زيووووون .. زيوووووون الحقيييي لا تغلبك "
تأففت زينة وقد دار رأسها :" امفففف .. احاول "
ولحسن حظها انتهت قبل الاخرى بفارق خمس ثواني ...وفازت ..
فرح فريقها واخذوا يشجعانهما .. وكان دور فارس ..
اللعبة عبارة عن تحملّ الازواج لأكبر عدد من مقابس الغسيل تثبّت في وجههم ..
بعدما انهى منفذّ السباق من شرحه .. انقلب وجه فارس والزوج الآخر الى علامة تعجب !! ..
وسط ضحكة المتفرجين .. وابتسامة زينة والزوجة الاخرى ..
همست زينة لفارس :" احلىىى لعبة والله .. بأبذل كل جهدي يا دكتور فارس "
نظر اليها بتعبيرٍ مرتعب :" وجهي بيروح الضحية "
فضحكت مستمتعة .. :" ياخراب بيتك لو خسرّتنا .. الصغار راح يقتلووك "
وفعلاً صاح بسام :" خالوووووو انت قدها وقدوووووووود "
مسح فارس وجهه بإستسلام وسمع الزوج السمين يقول له :" ما رأيك ان تنسحب وافوز بلا تضحية ههههـ"
ضحك فارس :" لا تحلم حتى بذلك .."
فـ جلسا و امامهما سطلاً ممتلأً بمقابس الغسيل .. نظر اليه فارس بتحسر ..
و رفع بصره لـ زينة :" زينة بالهداوة .. مو مستغني عن وجهي ترى "
زينة بخبث :" هوهاهاها .. انت اللي جبتها لنفسك "
و بجدية :" لا تنسي اني مشرفك و اقدر انتقم "
رفعت حاجبها بعجب ثم بهزء :" هه ... يبقى قابلني هوهاهاها "
كانت نيتها واضحة على صفحة وجهها .. فبلع ريقه بخوف مستعداً لخسارة وجهه ..
و أُطلقت الصافرة ...
بحماسة غير معتادة اخذت زينة تمسك خمس مقابس في كل يد و تغرسهم في بشرة وجهه
حتى امتلائت خداه .. ومع كل قابس يتأوه متألماً ...
همس :" آآخ زينة .. ركبيهم تمام مو بطرفهم .. وجهي يقرصنيييي "
كانت الاصوات تُشجعهم مختلطة بـالضحكااات المستمتعة ..
زينة بمتعة :" ههههههـ ايش اسوي وجهك مشدوود ما يمسك .. شكلك تكويه .؟"
ثم وضعت قابس في جفنه بعد ان امتلأت وجنتاه وذقنه :" آآآخ .. عيوني يالخبلة "
ضحكت :" ما عاد في مكاان .. يصير احط في اذنك ؟؟" ولم تكن تنتظر جواباً ..
فارس :" آآآآآخ ياربي .. بستسلم احس وجهي بيطيح "
زينة :" هههههههههههههههـ "
عندها صرخ الرجل الآخر :" يا الهـــــي .. استســــلم "
و صرخ الجمهووور بحمااااس .. لفوز فارس وزينة ...
آتى المنفذّ ووقف بقرب فارس يتحدث على مكبر الصوت :" وهااا هو فائزناااااا لليلة .. لنرى كم قابساً تحمل ؟"
فارس بصيحة رافضة :" ولسسسسه راح يعددد ..آآآآآآآخ "
فضحكت زينة .. تُسرع في تخليصه من القوابس ..
بعد تفرغها من ذلك ..
ظهر وجه فارس محمراً و مجعداً بآثار القوابس ..
ضحك الجميع بمتعة على روعة السباق ..
فجلب الرجل كأس الفوز ليسلمه فارس و يجعل زينة تمسك بطرفه الآخر ..
ركض الاطفال ودلال ليقفان سعيدين بجانبها .. وقبل ان تُلتقط صورتهم كـ الفريق الأول
نظرا الى بعضيهما وببسمة مشتركة ..
~ شيـــــــــــــــز ~
أُخذت الصورة ذكرى لهم ..
فارس وزينة في المنتصف ينظران الى بعضيهما البعض بإبتسامة صغيرة
و بجانب زينة وقفت دلال باسمة .. وامامهم الاطفال بحركات الفوز .. وايادٍ ترفع اصبعين
و كلمة واحدة تُقرأ من افواههم :" فـــزنــــا " .


~~~~

نفثت الهواء على كفيها .. ثم مسحت به كامل جسدها ..
سألتها جود وهي مستلقية بالسرير المجاور :" كل ما انام اسوي كذا شفا ؟"
بنعومة :" اي حبيبتي .. حتى لو بتأخذي غفوة اتوضي واقري ادعية النوم .. الواحد مو عارف اذا بيصحى ولالا "
ابتسمت جود وهي تجلس :" والله صح كلامك .. يا رب يهديني "
فتحت شفا درج منضدتها لتأخذ علبه الادوية :" آميــن جميعاً يارب "
رأت جود رأس الصندوق الزهري في داخل الدرج فسألت :" عجبتك الهدية شفا ؟"
بلعت الاقراص وارتشفت قليلاً من الماء :" الحمدلله .. اي هدية ؟"
اشارت لها جود .. و استطردت :" أهاا هذي .. مرررررة حبيتها "
جود برأس مائل :" ممكن اشوفها ؟"
بإستغراب اخرجت شفا الهدية تمدها الى جود :" ليش ما شفتيها ؟!!!"
تلقتها جود ثم فتحت الصندوق لترى ما بداخلها :" لا .. جسور ما رضى افتحها يقول يخرب شريط التغليف"
تصلبت شفا .. اذاً كيف كتبت جود البطاقة ووضعتها بالداخل .؟؟؟؟
فأتاها الجواب :" الله .. اخوي يعرف يكتب بعد .. كلامه مرررة رقيق ولايق عليكِ شفا "
اضطربت شفا أهو من كتبها..!!!!
.. ثم ابتسمت بتوتر :" آه .. اي ما شاء الله عليه .."
امسكت بالقلادة وبإعجاب :" الله .. شفااا مررة حلوووة .. البسيهااا "
هزت شفا رأسها :" لا.. خليها لمناسبة مهمة بعدين "
رمقتها جود بنظرة ذات معنى وبإبتسامة سعيدة .. ثم اعادت لها الصندوق
وهي تقول :"طيب .. ماشاء الله جسوور دومه ذووق "
هزت شفا رأسها بصمت ..
استندت جود على ظهرها :" نفسي اعرف اخباره .. بأكلمه شفا "
فكرت شفا بأنه الآن ربما منشغل بالعزا .. او نائم .. فقالت :" امم خليها بكره جود مو احسن ؟؟"
بتردد وافقتها :" .. طيب .. بكره ايش حنسوي ؟"
استلقت بإرتياح لتغييرها للموضوع :" ح نروح الجيم لـ ساعة .. بعدها لازم نروح المستشفى عشان اشعتك ..
وانا كمان عندي فحص عند طبيبي .. وبعدها نسوي اللي يعجبك "
جود بعجلة :" نكلم جاسر "
تنهدت وبرضوخ :" اووكي .."
جود بعلامة تعجب :" شفا ليش تنامي بمخدات كثيرة تحتك .. ما تتضايقي ؟"
شفا :" لا .. اتعودت .. انام كذا عشان لا يجيني ضيق تنفس "
بتفهم :" اهااا .. طيب ايش الجهاز اللي ركبتيه قبل شوي ؟"
ابتسمت :" منظم ضربات القلب .. يالله الحين نامي يا دبه .. تصبحي على خير "
جود ببسمة :" وانتي من اهل الخير "
وقبل ان تنسى سألت شفا :" جود راح اصحى عشان قيام الليل ان شاء الله .. اصحيكِ معايا ؟"
بحماس :" أكيـــد "
ابتسمت بفرح :" الله ينور قلبك و يثبته عالايمان يا جود "
جود :" آمين .. ويسعدك ويشفيكِ قريب "
شفا :" آمين " ثم تنهدت واغمضت عينيها ..:" لا اله الا الله "
و امنيتيهما تجوبان مع نسمات الليل في قلب السماء الى السميع العليم ..
ربنا أجب دعائهما وارزقهما من فضلك ..
انك الرزاق الكريم .

~~~~~

رفعت اللقمة الى فمها .. ثم توقفت عندما سمعت نشيج اختها ..
ارجعت الملعقة الى الصحن بنفسٍ مسدودة ..
بتعب :" فاتن .. كُلي .. صار لك يومين ما اكلتي .. مو طيب عليكِ "
لم ترد عليها .. وقد تكومت في ركن الغرفة ضامة نفسها بخوف ..
حملت الصحن و مشت لتنحني امامها .. مدتّ الصحن لها :" يالله خذي كُلي "
فاتن بهمسِ صوتٍ مبحوح :" مابغى "
تنهدت وأمسكت بالملعقة تغرف قليلاً من الرز وتمده قُرب فم اختها :" سمي بالله وافتـ "
بعنف دفعت فاتن الصحن .. ليُحذف بعيداً و تتناثر محتوياته على ارضية الغرفة ..
فتحت فمها بدهشة .. ثم اغلقته لتنظر في وجه فاتن بحزن ..
شهقت فاتن ذات الـ 17 عاماً :" هدى .. ابوي صار له غايب 5 ايام .. وما اتصل للحين .. ليش ؟"
اغمضت هدى عينيها بألم :" الله يرحمه يا فاتن "
رمقتها فاتن بنظرة غاضبة :" انطمي .. قطع لساانك هذااا .. لا تفاولي على ابووي "
اقتربت هدى منها ورفعت يدها الى شعر فاتن التي ابعدتها غير مرحبة ..
هدى :" فاتن .. اذكري الله وقومي صلي "
هزت فاتن رأسها بعنف :" ما بأصلي لما يجي ابوي "
بعطف :" ما يصير .. حرام عليكِ ما صليتي يومين .. بتغضبي ربك و تعذبي ابوكِ "
قامت فاتن بهستيريا :" روووحي عنييي .. رووووحي عساااكِ تموووتي لا تتكلمي عن ابووي كذا "
ثم ركضت خارج الغرفة .. تاركة بابها مشرعّ ..
حملقت هدى بـ طيف اختها يختفي .. وارتجفت شفتاها ...
الامر صعبٌ عليها ايضاً .. لكنها تصبّر نفسها وتحتسب الاجر والثواب من عند الله ..
اه اصعب من ان تحتمله ..
أخذتها الذكريات الى صباح يوم الحادث ..
===
:" السلام عليكم .. صباح الخير على أحلى والدين " ثم قبلت رأسيهما ..
ام علي :" وعليكم السلام "
ابو علي :" هلا يابنتي وعليكم السلام والرحمه .. الله يحفظك "
جلست متربعة على الارض بجانبهما و سفرة الفطور مفترشة امامهم ..
هدى بحنان :" كيفكم يا الغاليين ؟؟ كيف اشغالك ابوي ؟"
رفع ابوعلي كأس الشاي الى فمه :" الحمدلله يا بنتي .. بس هذي امك مدري ايش فيها ؟"
نظرت الى امها بتساؤل .. ام علي :" يا بنتي مافي شيء بس قلبي ضايق شوي "
حضنتها هدى بحب :" بسم الله على قلبك .. يارب وسع قلب امي و ريحها "
ام علي وابوه :" آميــن "
ابو علي :" هاه هدى كيف اختباراتك يا بنتي ؟؟ ان شاء الله مبيضة الوجه مثل كل مرة ؟"
تنهدت هدى :" الحمدلله ربي موفقني فيها .. امس خلصت آخر يوم .. ان شاء الله هالسنة اتخرج و اشتغل"
ابو علي :" يا رب .. الله يوفقك يا بنتي انتي واختك واخوكِ "
هدى وام علي :" آميــن "
ابوعلي :" الا وينها هي؟؟ ابغى اشوفها وتسلم علي ما شفتها صار اسبوع بسبب اختباراتها "
ام علي :" هي من اسبوع عند بنت اختي..يذاكروا سوا عاد تعرف توجيهي هالسنة والبنات بيساعدوا بعضهم "
ابوعلي :" ماشاء الله ربي يوفقهم .. متى يخلصوا وترد ؟؟"
هدى :" باقي لها يومين .. اليوم وبكره وتخلص "
ابو علي :" الله يوفقها و يهدي اختك تصير مثلك يا هدى "
ام علي :" فاتن ما عليها .. بس انت مدلعها كثير .. عشان كذا متهاونة "
نظر ابوعلي الى هدى :" يا بنتي هذي اختك .. امسكيها سايريها لا تتركيها في حالها ما اوصيكِ "
هدى بهزة رأس :" اكيد ابوي .. معاها معاها .. الله يهديها اهم شيء رضاكم عنّا "
ام علي وابوه :" راضيين عنكم يا بنتي راضين "
ابتسمت برآآحة :" الحمــد لله "
انهى ابو علي افطاره و حمد ربه على النعمة ..
قام ليغسل يده قائلاً لهدى :" يابنتي اتصلي بأخوكِ شوفيه وينه لا أتأخر على الشركة "
قامت لتجلب هاتفها :" ان شاء الله .. تأمر يوبا "
ذهبت الى غرفتها لـ تتصل وعادت بعد عدة دقائق لتقول :" الحين هو جاي في الطريق يوبا"
عندما اتى علي اتصل بها لتخبر والدها بوصوله ..
هدى:" انتبه في السواقه يا علي واهتم بنفسك"
ضحك علي :"ههههههه ولا يهمك ياجدتي...توصي شي ثاني؟"
هدى ببسمه:" سلامتك انت والوالد"
علي:" الله يسلمكِ...في آمان الله"
قبل ان تقفل هدى هاتفها برقه قالت :"مع السلامة "
ثم التفتت لابيها:" ابويا علي وصل"
وقف ابو علي بثقل :" يالله توصوني شي ؟"
ام علي وهي مازالت جالسة:" سلامتك يا حسن وتوصل بالسلامه طمني لما توصل الشركة"
ابو علي :"ان شاء الله لا اوصيكم على انفسكم "
وقفت هدى وتبعت والدها الى باب الفلة ثم قبلّت ناصيته باحترام :" توصل بالسلامه يابوي"
وابتسم وهو يربُت على رأسها بحنان :" الله يسعدك يا بنتي ويوفقك دنيا واخره"
ثم فتح باب الفلة ودخلت اشعة الشمس تسطع لتنير المدخل..
وقفت عند الباب مشرعته قليلاً بحيث لا تظهر للعيان بخارج الفلة ..
رأت والدها يهبط الدرجات القليله وشعرت بإحساس غريب يتملك قلبها فبلا شعور قالت بانفعال :" يوبا احبك "
وقبل أن يغيب خلف الاسوار ابتسم بطريقته المميزة :" وانا احبك يا بنتي "
ثم غاب وركب السيارة حيث كان علي يلوح لها من داخلها .. لوحت له ببسمة و تمتمت :" الله يحفظكم "
عادت الى الصالة لتجد امها تجلس ويدها على قلبها بملامح متضايقة :" خير امي ايش بك ؟"
ام علي :" والله ما ادري يا هدى .. مرة قلبي مقبوض "
حضنتها هدى :" سلامتك يالغالية .. يالله نصلي الضحى وان شاء الله بيريح قلبك "
ابتسمت امها بفخر :" الله يثبتك يا بنتي .. و يقرّب اليوم اللي افرح بيكِ و أشوف اولادك انتي واخوانك "
ابتسمت بخجل .. و ترآءى لها صورته ... فزحف الاحمرار الى وجنتها ..
ام علي :" هدى اتصلي بأبوكِ بعد ساعة .. وطمنيني اذا وصل ولا لا .."
هدى :" ان شاء الله امي "
===
و ليتها لم تقوم بتلك المخابرة التي سرقت منها حنان ابيها ووجوده ...!!
غاب .. غاب ولم يعدّ يسكُن في أي عنوان ..
غطت فمها بشدة .. لن تنووح .. لا لن تسبب لأبيها العذاب بالبكاء ..
وقفت بإرتجاف .. ثم نظفت المكان من ما سببته اختها .. بعدها توضت وارتدت شرشف صلاتها ..
لتستكين عند ركنها المحبوب .. و في بقعتها الغالية ..
سجادتها و لقائها بـ ربها ...
كبّرت من قلبها ..:" الله اكبر "
و صلّت بخشوع ..و بحنايا متيقظة لوجود الله
و ذهنٍ غائبٍ عن واقع الدنيا ..
دعت ربها يُصبرّ أمها واختها .. و يرحم ويغفر لوالدها .. و يرجع اخيها لهم سالماً معافى
سجدت وتلاقت ناصيتها بأرض السجود ..
تنهدت وبرجفة :" سبحان الله ربي الاعلى (3) سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي ولوالدي
سبوح قدوس ربّ الملائكة والروح ... اللهم لك أسلمت وبك آمنت ..
سجد وجهي للذي خلقه ، وشقّ سمعه وبصره ، برحمته وقوته فتبارك الله أحسن الخالقين "
حاولت أن لا تبكي ولكن اغرورقت عينيها رغماً عنها ..
:" اللهم أغفر لأبي حسن بن علي وأرحمه وعافه وأعف عنه .. وأكرم نزله ووسع مدخله
واغسله بالماء والثلج والبرد , و نقه من الخطايا كما نقيت الثوب الابيض من الدَّنس ..
و أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه, وأدخله الجنَّة ..
و أعذه من عذاب القبر و[ عذاب النار ] .."
أخذت تنتحب وهي تعي انّ من تقصده هو والدها .. والدهااا !!!
:" اللهم .. اللهم إن .. حسن بن عـ علي .. في ذمتَّك , وحبل جوارك , فقه من فتنة القبر وعذاب النار
آآه .. و أنت أهل الوفاء والحقَّ .. فأغفر به وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم ..اللهم انه احتاج الى رحمتك ..
و أنت غنيٌ عن عذابه ... يااااا رب إن كااان محسناً فزد في حسناااته .. و إن كان مسيئاً فتجاوز عنه "
ضمت نفسها .. مواسية .. تشعُر بالوحدة القاتلة ..
لقد ذهبت فاتن تدفن احزانها في قلب امها .. وامها يكفيها ما فيها ..فهل تزيد عليها !!!
انها تحتاج الى علي .. ولكنه هو الآخر في عالم آخر ..
لا يعرفون ان كان سـ ينجو .. أو .. أو يلحق بأبيهم ..
رفعت رأسها تناشد ربها :" يا الله قووم أخوي بالسلامة .. يا الله أسألك ان تمدّ في عمره وتحفظه لنا ..
يا رب يا رب أكتب له نجاةً و هداية .. يا رحمان يا كريم اكرمنا بعافيته "
لقد قضت سنين عمرها ذي الـ 21 ربيعاً .. تتذوق من كل كؤوس الدنيا ..
وهذة المرة الأولى على الاطلاق التي تتجرع فيها هذا العلقـــم ..
تحتاج الآن لـ كل ذرة ايمان في قلبها لتتصبّر ..
تحتاج لـ كل ما تملك من قوة و عزيمة .. لكيّ تواجه هذا الامتحان الالهي ..
انها تعلم مدى قربها من الله ..
و لكنها لا تدري ان كانت سـ تعبر هذة المحنة ..
لا تدري ..
ربما فقط ان وجدت من يساندها ..؟؟

~~~~

مشى بذلك الممر الابيض .. و أحس به يطول ويطول دون نهاية
ترّوى قليلاً وهو يرى نساءٌ يتلاطمون بجانب غرفة علي ..
تعجبّ لوجودهنَ .. من يكونوا ؟
عند اقترابه أكثر تمكنّ من تمييز هيئة زوجة عمه ..
انها هيّ وهولاءٍ ابنتيها بالتأكيد ..
ولكن .. لحظة !!!!
لماذا يبكين ؟؟ لماذا ؟؟؟؟
أسرع متجهاً اليهم و اصواتهم تعلو .. ثم وقف فجأة بصدمة و قد ترجم عقله سبب صياحهم !!!
هل من الممكن ان يكون علي .....؟
ظل منتظراً الكلمة .. انتظر .. لكي يخبره أحد بما حدث ..
نظرت عمته اليه بعينٍ دامعة .. وهناك عبدالعزيز يقف في رُكنٍ بعيد مرخياً رأسه
و أصوات الفتاتان .. تصدح بالبكاء المرير ..!!
ليخبره أحداً ما بما حدث .. بحق الله انطقووووا .. قولووا شيء .. أي شيء ..!!
انقبض قلبه بحزن ..
و حدّث نفسه :" لا داعي لأي كلمة .. فقد رسمت وجوههم الجواب "
أخذ يزفر ببطء .. وصدره يضيق ..
لم تندمل جروحهم بفقدان الأب والعم بعد .. وهاهم يفقدون الأخ !!!!!
لا حول ولا قوة الا بالله ..
كم من الأحباب سيفقد ..... هل سيراقبهم يرحلون واحداً تلو الآخر ؟؟!!
هل حُكم عليه بخسارتهم والعيش لتذوّق طعم فقدانهم ..؟؟
بالبداية .. أمه .. ثم والده .. وقبل أيامٍ عمه ..
و الآن علي ... فـ هل سيأتي الدور على أخته ....!!!
همس برفض :" لا لا ما ابغى اعيش اشوفهم يتركوني لالالا يارب "
:" جاسر .. قووم يا جاسر .. قووووم "
فتح عينيه ثم جلس بفزع وهو يتنفس بشدة .. متمتماً بإستعاذة :"أعوذ بالله .. اعووذ بالله .. اعوووذ بالله "
جلس عبدالعزيز امامه بقلق :" بسم الله .. جاسر ايش فيك تصارخ في نومك ؟"
مسح وجهه بضيق ثم نظر حوله .. و الى سرير علي .. كان ما زال هناك ..
و جهاز قراءة النبض يعمل بثبات ..
كان كابوس .. مجرد كابوس ..!!!!
تنهد برآآآآحة :" آآه الحمدلله ..اعوذ بالله من الشيطان .. شفت كابووس "
عبدالعزيز :" الله يهديك .. فجعتني .. قووم بخبّرك خبر حلو "
بعد عودة تنفسه الى المستوى الطبيعي حملق فيه منتظراً ..
عبدالعزيز بإبتسامة :" الدكتور توه كشف على حالة علي .. وقال انه استقر وتعدى مرحلة الخطر "
بعدم تصديق :" صدق ؟؟!!!!!"
توسعت ابتسامته :" اي .. واليوم ننقله للقسم العام "
رفع جاسر يده وتنهد بحمـــد :" يا الله لك الحمد والشكر "
عبدالعزيز :" ايه .. الحمدلله "
تذكر شيئاً :" طيب لازم اقوم اتصل بالأهل واطمنهم "
عبدالعزيز :" ايه .. وسلم على خالتي ام علي "
جاسر بطأطأة :" يوصل ان شاء الله "
ثم تركه عبدالعزيز .. وجلس يراقب علي .. اما هو ذهب ليغسل وجهه
ويطمئن زوجة عمه بحالة علي ..
اتصل برقم منزلهم و بعد دقيقة ردت :" السلام عليكم ورحمه الله وبركاته "
جاسر :" وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .."
:" تفضل ؟"
بدأ جاسر يتعرف على صوتها وبتردد :" آآ .. هدى بنت عمي ؟"
اختفى الصوت الآخر .. ثم تحدثت هدي بهدوء :" اي .. هلا جاسر "
جاسر :" هلا كيفك بنت عمي وكيف عمتي ؟"
هدى بهمس :" الحمدلله على كل حال "
انها فرصة لتعزيتها :" عـ عظم الله أجرك "
لاذت بالصمت للحظتين :" جزاك الله خير "
لم يحب جاسر ان يطيل :" بغيت اطمنكم ان علي عدى مرحلة الخطر "
هدى بفرح ممزوج بغصة :" من جد !! "
ابتسم بتفهم :" اي .. اليوم بننقله لغرفة عامة .. بأقولكم كل اللي يصير .. بس طمني عمتي "
سمع صوت دموعها الصامتة .. فتنحنح ثم قال :" توصي شيء اختي ؟"
تمتمت :" لا "
جاسر بسرعة :" مع السلامة " ثم اغلق الهاتف ..

في الجهة الآخرى ... نظرت هدى الى الهاتف بعـينٍ تتلألأ حمداً ..
و بقلبٍ اُشرق من سماع صوته .. طاحت دمعة ممتنة .. أراحها بصوته كما أراحها بالخبر
همست :" الله يريح قلبك على جود .. مثل ما ريحت قلبي على علي "
تنهدت وقامت لـ تصلي صلاة شكرٍ وحمد ..
و يالها من نعمة هذة الصلاة .. تظهرُ معدن المؤمن ..
و تُرضى المولى عنه ..
فضلها كبير .. و قيمتها عظيمة ..
و كفى بالنعم دليلاً على اهميتها ..

~~~~~

بعد أن صلّت وأرتدت طرحتها جيداً ..
فتحت الباب بهدوء حتى لا تصدّر أي صوت يزعج تالا النائمة
خلعت خفّيها وحملته ثم اخذت تتسحب على أطراف قدميها على الارض الخشيبة ..
عدّت من غرفة دلال وابنتها وكانت الغرفة تغطّ في صمتٍ عميق ما دلّ على نومهم ..
نزلت الدرجات الى الطابق السفلي .. كان الهدوء يعمُّ المكان .. إذاً الكُل نيام ..!!
ذهبت رأساً الى باب الكوخ ..
فتحته و خرجت لتردّه خلفها .. استدارت للمنظر أمامها و وقعت صريعتاً لغرام المكان ..
كان الشروق ... و ياله من شروقٍ سااحر و خلاب ..!!
أرتدت خفّيها و داست على درجات الكوخ القليلة لتعبّر الجسر و تفتح السياج ثم تنطلق الى المسابح المؤديه الى الشاطيء ..
ركضت والسعادة تطفح نفسها .. و تملأ جوفها ..
اخذت الطيور تحلّق عالياً عندما اقتحمت حرمة الغابة الصغيرة التي تفصل حواف منطقتهم عن شاطيء البحر
ومن بين الاشجار تحررت لتحط خطوتها على الرمّل ..
كان منظرها قد أشعثّ وعلقت بها بعض أوراق الشجر ... فنفضت نفسها ..
و ركضت تصرخُ سعيدة ..
انطلقت الى المياة الضحلة على الشاطيء واخذت ترفسها و ترشُ بعض النوارس التي تحلق على سطحها
التفتت حولها ولم يكُن هنالك أي مخلوقٍ بشري غيرها ..
فحررت شعرها الاسود .. رابطتاً طرحتها حول رقبتها كشالٍ يتدلى بحرية ..
جلست على الرمل تتأمل منظر الشروق الرائع ..
كم تتمنى ان تكون شفا هنا معها .. ابتسمت ثم أخرجت هاتفها التي وضعته في جيب معطفها مسبقاً ..
فأتصلت بلا تردد ..

~ على شرفة الكوخ ~

كان فارس مستيقظاً منذ الفجر ..
بعدما صلّى ذهب ليصنع لنفسه كوب نسكافيه بالكوفي مايت >> لزيز ماااررة
ثم صعد الى شرفة الطابق الثاني في الجهة الأخرى بعيداً عن غرفتّي النوم ..
و استلقى على كرسٍ طويل قبع هناك ..
شاهد بدايات الشروق بتأمل و استرخاء .. وسكن للحظات قبل ان تبدأ افكاره بالتدافع ..
قبل قليل وهوّ يجهزّ مشروبه وجدّ كيساً صغيراً في سلة المهملات ..
كان يحوي على بقايا من مسحوق البودرة .. وكُتب على الكيس ..
(( المسحوق السحري ))
ضحك هازاً رأسه .. لا يوجد غيرها يفعل أمراً كـ هذا ..!!
بتنهد :" زينة يا مجنونة "
اغمض عينه و تذكر الليلة السابقة بما حملت من أحداث و ابتسم ..
كم كان غريباً على نفسه حينها ..
لا يتذكر متى آخر مرة كان بهذا الانفتاح والتهور لخوض كل ماهو جديد ..
كل شيء بدأ منذ ألتقاها .. بدأ جنونه يعود اليه تدريجياً ..
و الآن .. يشعر بروحه القديمة تظهر للعلن .. دون خوف او تردد !!!
انها تذكره بنفسه عندما كان صغيراً ..
مرِحاً .. متهوراً .. و أحمقاً .. كما هي بـ ( خبالتها )
عادت أفكاره للبارحة ..
وكم كانت صدمته كبيرة من نفسه عندما قال :" زوجتي "
لم يكن يشعر بنفسه عندما قالها بعفوية .. و هو ينظر اليها ..
كان من المفروض ان يلتصق اللقب بصورة شفا في ذهنه
ولكن لصدمه عمره لم تكُن الا زينة ..
ذلك حيّره .. وشغل باله .. تقلب مراراً في فراشه الليلة الماضية
مفكراً بماهية " زينة " عنده .. ماذا تكون ..؟؟؟
وجد انه منذ لقائهما الاول كانت تعني شيئاً مختلفاً عن شفا .. شيئاً خاف منه و تجاهله!!
شيئاً جعله يفضّل ان ينشغل بـ شفا عنه ..
لا يدري لماذا .. لكن زينة تستطيع اثارة غضبه و ضحكته و عطفه في آنٍ واحد ..
تملك القدرة على أن تنقله من مزاج الى آخر ..
نعم انه يعترف أن لها تأثير كبير عليه ..!!
عندها تيقظت حواسه وهو يرى طيفها يخرج من المنزل ..
اغمض عينيه مراراً علّه يحلم أو يتخيل ..
ولكن لا .. انها هيّ ..
تابعها بنظراته ..وهمس :" فين رايحة ذي ؟؟"
قررّ ان ينزل لها و يلحق بها في الشاطيء ..
ولكن تيبست قدماه و هو يراها تخلع طرحتها .. ضم قبضته وهو يحدث نفسه ..
:" خبلة هذي !! شايفة نفسها في البيت .. انا اوريها "
وولكن كيف سيذهب اليها .. سـ يحرجها و هي بلا حجابها ..
رآئها تخرج شيئاً من جيبها .. ثم تقف وتتمشى ..
كان واضحاً انها تتحدث على الهاتف ..
عندها بدأت اعصابه تفلت منه .. من تحدثّ في هذا الوقت ..؟؟؟؟؟
ولماذا على الشاطيء ؟؟؟؟
هل يمكن ان تكون زينة ... مخطوبة !!!!!
هزّ رأسه رافضاً هذة الفكرة .. لا انها بالتأكيد ليست كذلك .. ولو كانت لـ كان عرف ..
لم يعدّ قادراً على الوقوف مكانه فتحركت قدماه فوراً الى الاسفل ..
دخل غرفة الولدان ..التي كانت غارقة في الظلام و البرودة و اخذ يوقظ ابن اخته ..
فارس بفروغ صبر :" بساام .. بسااام قوم .. بساااام "
تململ الآخر :" آآه خالوو .. ايش بك ؟"
فارس :" بسام قووم أكلمك انا "
قام بسام من فراشه مترنحاً و عيناه مغلقتان .. أمسك فارس بكتفيه يهزه ..
:" بسااام .. ولد .. خالتك مخطوبة ؟؟؟"
لم يكن بسام يفقه اي كلمة :" هاه "
تأفف فارس ثم سحب بسام الى الحمام ( أكرمكنّ الله )
و غسّل وجهه وسط تحجُجَات و تملل ..
بسام :" خالووو .. حرام عليك خليني أناااام "
فارس :" مافي نووم .. أول شيء جاوبني .. خالتك مخطوبة ؟"
هزّ كتفيه :" يمكن .. ايش دراني عنها أسألها "
فارس .. ياربي ما اسأل الا غبي :" بسام .. امك ما جابت سيرة على خطوبتها ولا شيء ؟"
تأفف بسام متعباً :" اووه خالوو والله ما ادري بنااااام "
بغضب فكّر .. اذاً تحدثّ من ؟؟؟
تركه وخرج ..
عاد بسام الى سريره ينام ورأسه بالاسفل وقدميه على مقدمة السرير ..
كان رأس تامر بقرب احدى قدميه .. فأخذ يشتم رائحة غريبة و كريهه ..
فتح عينيه ليُصدم بقدم بسام بجانبه وشرابّه يفوح رائحة ..
صرخ وهو يبعدها :" الله يقرفك ... شيل رجلك ذي .. ول مبيد بشري "
تمتم بسام :" تموور .. انبكم بنام "
حوّل وجهه الى الجهة الاخرى :" اووف منك "
ثم اكملا نومهما ..

~ على الشاطيء ~

زينة بفرح :" هلا شفووووووي ... وحشتينااااااا "
شفا :" والله انتوا اكثررر .. كيفكم ؟؟ كيف تالا وتامر ؟؟ لا يكونوا متعبينكم ؟؟ ان شاء الله مبسوطين "
زينة :" ههههههههههـ وحدة وحدة .. كووولنا بخير الحمدلله .. ومبسوطييين مااااارة "
تنهدت :" آآه الحمدلله اهم شيء .. كيف الجو عندك ؟"
زينة بحالمية :" شفووي .. جناااااااان جناااااااااان ياليتك معاانا شفووي والله رهيب المكان "
شفا بأسف :" ومصع لا تحريني .. المهم صوري لي كل شيء مو تنسي "
قامت تمشي على الشاطيء ..
:" لا تخافي امس مخلصة فيلمين من الصور .. تعالي شوفي المنظر اللي قدامي بس واااو يهبل "
شفا :" ههههـ انبسطي يا ستي .. فين الباقين عنك ؟"
زينة :" نايميــن للحين ... انا شاردة من الكوخ وقاعدة لوحدي عالشاطيء .. فريي مافي احد فاكة الطرحة"
صرخت شفا :" ومصــع يالخبلة تخيلي طلع لك احد .. البسي طرحتك و يالله على الكوخ مالت عليكِ "
ضحكت زينة .. و عادت تجلس على الرمل واصبعها يرسم خطوطاً عليه :" ياشيخة مافي احد .. انتي كيفك ؟"
تنهدت شفا :" الحمدلله بخير .. قاعدة اسوي فطوري "
سمعت زينة عندها احداً يتحدث الى شفا بصوتٍ منخفض .. ثم ضحكت شفا تقول :" اي هذي زينة "
وبإستغراب :" شفوووي من عندك ؟؟!!!!!! "
شفا :" جود "
زاد استغراب زينة ثم نظرت الى ساعتها لتتأكد من الوقت :" شفووي ايش بك مداومة..؟؟ لسه ماجا 8 صباحاً"
ضحكت شفا بهدوء :" ادري .. جود عندي في البيت "
توسعت عيناها و سألت :" كزاااااااابة .. ايش جابها في بيتك ؟؟؟؟؟؟ "
شفا :" جود راح تجلس عندي يومين او ثلاثة .. نايمة بـ سريرك يصير دوري لك على سرير جديد ههههـ "
بتأنيب :" يا حماااااااااارة ولا تقولي لي .. وجع في حواجبك .. من متى هيا عندك ؟"
شفا :" امس الصبح بعد ما رحتوا هيا جات .."
زينة :" افاا بس .. وانا آخر من يعلم .. ماعليه شفووي عقابك عندي .."
ضحكت شفا :" طيب .. المهم الحين بنفطر .. يالله فارقي "
بصدمة شهقت :" تطرديني شفووي !!! .. ما عليه من لقى احبابه نسى اصحابه "
شفا :" ههههههـ والله انك خبلة .. سلمي لي عليهم كلهم وبوسي اخواني ..
و بكره لما ترجعوا ان شاء الله اتصلي بي اوكي ؟"
زينة ( مبوزة ) :" ما ابغى زعلانة منك .. يالله سلمي لي على جود .."
حدثت شفا جود لثانيتن ثم ردتّ :" وهي تسلم عليكِ بعد .. لا اله الا الله .."
زينة :".. محمد رسول الله .. والله يسلمها .. سلام "
اقفلت الهاتف واعادته الى معطفها .. تنهدت وهي تنظر الى ما رسمت اناملها من خطوط ..
ثم تصلبت مصدومة . !!!!!!!!!!!!!!
دون وعي منها وهي تحدث شفا .. كتبت على الرمل ..
[ Zenah ღ Fares ]
فغرت فمها و هي تنظر الى الرمل بصعقة ... ثم بتوتر مسحته مسرعة ..
وقفت مبتعدة والارتباك يتلبسها ...
أخذت تقول لنفسها :" كانت مجرد خربشة .. لا تعني اي شيء ..
نعم مجرد كتابة .."
أحسّت بالحرارة تتصاعد الى وجنتيها ..
فـ حضنت وجهها بشدة .. يا الهي هل جننت ؟؟
:" انا لا ... لالالالالا بالتأكيد لستُ ...
يا لغبااائي يالغبااااائي لهذا التفكير .. بالطبع انه فقط فارس ..
أقصد انه ... "
قطع كلامها رنة الهاتف .. متوترة اخرجته وردّت دون النظر للمتصل ظناً منها انها شفا ..
بصوت مكتوم :" هاه قلبي ايش في ؟؟"
لم يتحدث وزادت عصبيته .. من هذا الذي تدعوه بـ( قلبي ).. سأحطمه اذا عرفته ..
زينة بغرابة :" آلوو ..!! "
أتاها صوته الجليدي :" زينة فينك ؟"
بلعت ريقها ونظرت الى الرقم المجهول :" مين ؟؟!! "
بغلظة :" ارجعي الكوخ يالله .. ومرة ثانية لا تخرجي لوحدك في هالوقت "
لم تستطع قول شيء عندما عرفته ..!!
بنفس الغلظة :" دقيقتين واشوفك في الكوخ .. فاااهمة "
[.. طوط طوط طوط طوط ..]
نظرت الى هاتفها مصدومة .. المغرووور .. كيف يجرؤ على اقفال الخط بوجهي !!!
ويتأمّر ايضاً .!! من يحسبُ نفسه هذا الابله ؟؟؟
سأريه قيمته .. و أُعرفه من هي زينة ..
واخذت تتمشى على طول الشاطيء حتى أنارت السماء و بدأت دورة الحياة عملها ..
لم تعود كما أمرها .. ولا تنوي ذلك الا عندما ترغب هيّ ..
وليفعل ما يستطيع فعله هذا المغرور ..

~ يتبع ~

ضياع نبضة 05-09-08 07:25 PM

~ الجـ 2 ـزء ~

بعدما انتهيتا من التمرّن في الصالة الرياضية ..
انطلقتا الى المستشفى لتقوما بالفحص الدوري .. كان كشف جود يُنبأ عن تحسن كبير ..
فـ كما توقعت شفا .. ان مرض جود أساسه أسباب نفسية لا جسدية ..
وبما أن نفسيتها تتحسن .. فبإذن الله مرضها سيزول قريباً ..
فرحتا معاً للنتيجة ..
شفا :" يا الله يا جود .. ان شاء الله تشفي قريب "
جود بنشوة :" آمين .. هذا بفضلك من بعد الله "
ابتسمت :" انا ماسويت شيء .. الحمد كله لله .. يالله انا رايحة عند الدكتور احمد "
رافقتها جود واستقلا المصعد :" من الدكتور أحمد ؟؟ "
شفا :" طبيبي متخصص قلب و كمان مخ واعصاب ما شاء الله عليه "
جود :" أهاا .. يعني يقدر يعالجنا سوا ؟"
ضحكت شفا :" اي بإذن الله .. وعلى فكرة هوّ من الاطباء المشرفين على حالتك ..يعني تقدري تستشيريه في اي شيء "
جود :" حلوو .. بليز شفا دخليني معاكِ "
شفا :" اوكي .. يالله هذا هو الطابق "
وصلا الى غرفته ووجداه يجلس على مكتبه .. حياهما معاً
شفا :" د.احمد .. هذي مريضتي جود الـ .."
د.احمد بإبتسامة :" أهلاً يا بنتي .. كيفك ؟"
جود بخجل لهيبة هذا الرجل الكبير :" هلا الحمدلله دكتور "
أشار اليها لتجلس وقام هو ليعمل مسح ذري لقلب شفا واخذ يحدثها :" هاه يابنتي جود كيف شفا معاكِ ؟"
جود :" الحمدلله مرتاحة معاها "
ابتسم الدكتور ليقول بحنان :" بنتي شفا الكل يرتاح معها .. الله يحفظك "
بعد لحظات :" وكيف الممرضة وسن معاكِ ؟"
نظرت جود الى يديها .. لماذا تسأل عن هذة المتكبرة ؟؟ ..:" مم عادي "
د. احمد :" عادي ؟؟ يعني مرتاحة معها ولا معذبتك ؟"
ابتسمت شفا وهي تنظر من فوق مقعدها الى جود التي قالت بصراحة :" ما حبيتها .."
ضحك د. احمد :" ما قد سمعت مرضاها يحبوها .. الله يهديها بس "
شفا :" آمين "
بعد ان انتهى .. قال :" شفا .. ما حسيتي بأي اعراض مؤخراً ؟"
تنهدت شفا وهي تجلس بالمقعد المقابل لـ جود :" لا الحمدلله "
هزّ رأسه :" الحمدلله .. وضعك جيد .."
فرحتا مرة اخرى .. شفا :" شكراً دكتور .. الله يعطيك العافية "
عاد الى مقعده :" الله يعافيكم و يشفيكم الاثنين "
قالتا في آنٍ واحد :" آميـــــــــــن "
وقفت شفا لتستأذن .. د أحمد :" لا تنسي موعدك الأحد الجاي "
لوحت له خارجة :" ان شاء الله دكتور.. سلم لي على وسن "
و خرجتا هي وجود لتستقلا المصعد ..
جود بإستغراب :" ليش قلتي له يسلم لك على وسن ؟؟!! "
ضحكت شفا وهي تتذكر جوابها قبل قليل :" لأنه يكون ابوها "
توسعت عيناها :" اييييييييييش ؟؟؟؟؟؟ "
شفا بإيماءة :" اي وسن تكون بنته ههههههـ ايش بك كذا ؟"
جود بفجعة :" وااااااااااه ياربي .. قلت له ما حبيتها وااااااااه .. ايش يقول عني الحين ؟؟"
ضحكت شفا وخرجت عندما فُتح باب المصعد :" ههههـ ما يقول شيء .. د. احمد طيب مرة "
لكزتها جود في ذراعها :" وانتي ليش ما علمتيني .. ايش هذا والله مفتشششلة منه الحين "
شفا :" هههههـ صدقيني ما يقول شيء .. تالا وتموري كانوا دايما يقولوها له "
جود :" ليش يعرفوه ؟"
هزت شفا رأسها وهم يخرجون من المستشفى ليعبروا الممر المؤدي الى السكن ..
:" الدكتور احمد كان صاحب بابا الرووح بالروح .. كبرنا انا ووسن سوا "
بغير تصديق قالت جود :" من جددد ؟؟؟ وسن كانت صحبتك ؟؟"
شفا بتفكير :" ممم ما اقدر اقول اننا صحبات .. لكن اي انا وهي من صغرنا نعرف بعض "
جود :" شفا تدري احسها تكرهك .."
شفا :" لالا ..ما اظن .. ما ادري "
اكدت جود :" الا .. اصلاً تعاملها واضح .. تصدقي مررة ما اطيقها "
تنهدت شفا :" لا تتكلمي عنها كذا جود .. يصير غيـبة "
جود :" آسفة .. مااقصد .. ما علينا .. ايش ناوية تغديني اليوم ؟؟"
ضحكت شفا ..:" اللي تتمنيه بشرط يكون صحي و خالي من الدهون و الاملاح و السعرات و .."
جود :" بس بس بس .. يعني راح تأكليني خضار عرفت "
شفا :" ههههههههـ ويارب لك الحمد "
وصلتا الى المنزل حينها .. فقضيا الوقت في المطبخ ليجهزا طعام الغداء ..
جود :" شفا كذا اقطعه ؟؟"
ابعدت الصينيه من الفرن ونظرت الى جود :" اي تمام كذا "
ابتسمت جود :" اول مرة بحياتي ادخل المطبخ واسوي شيء فيه "
شفا :" هههـ يالله انا بأعلمك تصيري طباخة .. واقولك كل وصفاتي السرية "
ركزت على تقطيع الملفوف :" يا حظي .. لو دري علي ما راح يصدق "
رفعت شفا رأسها .. :" من علي ؟؟ "
توسعت عينا جود ... هل قلتُ علي ؟؟؟؟؟
لاذت بالصمت و تشوش فكرها .. رمقتها شفا بنظرة و تجاهلت الأمر لن تضغط عليها لقول اي شيء
وعملتا بصمت ..
بعد دقيقتان سمعت جود تقول :" هذي أول مرة اتكلم عن الموضوع مع احد "
شفا ببسمة :" اكيد لأنه موضوع خاص وعزيز عليكِ "
لم تنظر جود اليها واخذت تتحدث وعيناها مركزتان امامها :" هوّ سري الكبير .. حتى جاسر ما يعرفه "
اخذت نفساً عميقاً :" علي .. يكون ولد عمي حسن .. مم أكبر عني بـ 8 سنوات .."
تسألت شفا هل هو نفس عمها المتوفي ؟؟ .. :" و بعدين ؟"
احمرت وجنتا جود :" انا و علي .. مم تعرفي .. يعني نحن .. شفا تعرفي .."
نظرت اليها وهزت رأسها :" مم بصراحة ما اعرف !! "
جود :" اووه شفا .. يعني .. نحن .. شفاااااااااا "
ضحكت شفا ثم ذهبت لتضمها :" ما شاء الله .. ومتى زواجكم ان شاء الله ؟؟ "
ارخت جود رأسها وبهدوء :" انا وعلي مالنا مستقبل "
شفا بحده خفيفة :" وليش بالله ؟؟؟"
تأوهت جود :" قلت له يعتبرني ميتة .. ويعيش حياته "
مطت شفا لها خدّها :" ومصع .. بتشفي وترجعي .. وبتلاقيه ينتظرك .. وراح نفرح فيكِ "
رفعت عينان تلمعان :" جد ..؟ ينتظرني ؟"
ببسمة واثقة :" أكيد ... وهو جود احد يفرط فيها "
بإمتنان حضنتها جود :" تسلمي شفا .. والله يفرحني بيكِ قريــــب "
شفا :" هههههـ طيب لا ينحرق الغدا .. خليني اشيله عن النار "

~ بعد ساعة ~

انتهيتا من الصلاة و جلستا تشاهدان التلفاز ..
جود :" شفا تقولي الحين الساعة كم عند جاسر ؟"
نظرت الى ساعتها واخذت تحسب :" مم اعتقد الساعة 8 مساءً "
قفزت عندها :" حلووو .. طيب بليـز شفا .. بأكلمه "
شفا بأسف :" سوري جود .. اليوم لقيت تلفون البيت معطل .. انتظري لبكره لما يرجعوا الحرارة "
جود :" لاااا .. لسه انتظر لبكره .. طيب اتصلي بجوالك "
شفا بحاجب مرفوع :" ما يصير ... تردداته تأثر بالمخ .. وانتي بالذات ضار عليكِ "
جود :" اووه شفاا .. طيب حطيه سبيكر "
هزت رأسها .. و يبدو ان الاعذار لن توقف رغبة جود في التحدث مع اخيها ..
شفا برضوخ :" طيب بس خلي الجوال بعيد عنك .. خذي "
جود :" انتي اتصلي بيه .. خذي الرقم 009665... الخ "
ضغطت شفا الارقام بيدٍ مرتجفة .. ثم تركت الهاتف على الطاولة ووضعت وضع الـ سبيكر ..
أخذت دقات قلبها تزداد مع الرنات .. و حماسة جود ايضاً ..
أتاهما صوته ناعساً :" السلام عليكم .. نعــم "
جود بشوق :" وعليكم السلام جسوووووووور "
ردت شفا السلام بـ سرها و وقفت تشير لجود انها ستصعد الى الاعلى وتركتها تأخذ راحتها في الكلام
كانت في غرفتها عندما قُرع الباب ودخلت جود حاملة هاتفها بعد عدة دقائق ..
جود بإبتسامة دعابة :" شفاا مكالمة لك "
اخذت الهاتف تنظر اليها بإستغراب .. لماذا هذة الابتسامة الغريبة ؟؟
غادرت جود الغرفة وتحدثت شفا على الهاتف ..
كانت تظن انها زينة فـ لا احد يتصلُ بها دائماً الا هيّ
شفا :" السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .. هلا زينة "
اتى صوتٌ رجولي قوي ..:" وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. انا جاسر آنسة شفا "
كاد الهاتف يقعُ من يدها .. فتمالكت نفسها من المفاجأة :" اا نعم سيد جاسر ؟"
جاسر بهدوء :" أنا آسف آنسة اني اكلمك خارج هاتف العمل .. لكن بس ابغى اتطمن على حالة جود منك "
بلعت ريقها :" الحمدلله .. هي بخير .. اليوم الفحص اظهر نتايج تحسن كبير منها "
تنهد جاسر :" الحمدلله .. آنسة شفا .. جود ما عرفت صح ؟"
هزت رأسها وكأنه يراها :" لا .."
جاسر بثقل :" تمام .... شكراً على كل شيء "
شفا :" الشكر لله "
بتردد :" آنسة شفا .. مم ممكن تطول جود عندك لـ كم يوم بعد ؟؟ "
شفا :" طبعاً .. خير سيد جاسر ؟ " استغربت شفا من نفسها فلم يكن الفضول لأمور الغير من شيمها
تنهد :" ولد عمي علي بغيبوبة .. ولازم امشي بعض الامور .. فيمكن اطول اسبوع او اكثر .. آسف انه راح نثقل .."
شعرت شفا بالغثيان وهي تسمع مايقول .. هل هو علي نفسه ؟؟
قاطعته شفا :" سيد جاسر .. جود مرحبّة بأي وقت "
ابتسم براحة ..:" شكراً .. اعتذر على اخذ وقتك .. وشكراً ثاني "
شعرت شفا بالتعب في صوته :" العفو سيد جاسر .. لا تقلق على جود مهتمة فيها .. مع السلامة "
جاسر :" بحفظ الله "
اقفلت بسرعة وهي تلقي هاتفها على السرير .. وتنفست بعمق ..
ما بال قلبها مضطرب هكذا .. لقد اخذت اقراصها بعد الغداء .. اذاً ما هذا ؟؟
قُرع الباب عندها وأطلت جود :" ممكن ادخل ؟"
ابتسمت :" ادخلي ياختي غرفتك ومطرحك "
دخلت جود وجلست على طرف السرير معها :" ايش قالك جسور ؟"
قطبت حاجبيها :" ما قالي شيء "
بحاجبان تتراقصان :" هاه شفاا اعترفيييي "
شفا :" لا ترقّصي حواجبك ومصع .. قومي يالله ننزل أسفل "
اسلتقت جود على السرير :" لا خلينا هنا احلى .. بأتصلقح شويتين "
شفا محاولة ان تجعل نبرتها عادية :" اتصلقحي طيب مع اني مو عارفة ايش معناته "
جود :" يعني انسدح ... هاه قولي ايش قالك جاسر ؟"
شفا بتهرب :" سألني عن حالتك .. طيب انا بآخذ لي دش سريع .. تبغي شي؟"
تنهدت جود :"سلامتك ... بعد ما تخرجي نتكلم "
دخلت شفا خزانتها وسحبت عشوائياً بعض الملابس ثم اختفت خلف الحمام (اكرمكنّ الله)
بقيت جود مستلقيه مغمضه العينين وهي تتمنى ان يحقق الله مافي بالها
:"هل من الممكن ان اشفى و .. و تبقى السعادة متاحة لي و لـ علي ..؟؟
آآه يا الهي كُنت فقدت الأمل .. ولكن شفا اعادت بثّه في قلبي ..
يا رب .. شكراً على تسخيرها في حياتي .. لك الشكر والحمد الكثير ..
كم انا ممتنة لها .. وكُل ما اتمناه ان تشفيها وتكتُب لها نصيباً مع أخي جاسر "
ابتسمت متخيلة شفا في فستانٍ ابيض اسطوري... وبجانبها جاسر متنهدماً في ثوبِ العريس ..
انعشتها هذة الصورة .. وجلست تضحك سعيدة ..
فـ قفزت لتُخرج دفتر مذكراتها من الخزانة حيث وضعت شفا حقيبتها ..
وجدت الحقيبة في قاع الخزانة ثم فتحتها واخذت تبحث فيها ولم تجد الدفتر .. او اي دفتر
كانت تحمل 3 معها .. أين اختفوا ؟؟
اخذت تبحثُ في كُل الأدراج و قضت خمسُ دقائق في البحث دون جدوى ..
تذكرت انها سلمت الدفاتر لـ شفا قائلة :" شفا حطيه بمكان سري محد يقدر يوصله .."
فذهبت تطرق الباب عليها :" شفااا .. فين حطيتي دفاتر مذكراتي ؟؟"
أتاها صدى الصوت :" تلقيه في الخزانة أعلى رف في الدرج اللي على اليمين . ..خذي كرسي التسريحة عشان توصلي له"
جود :" اوكي .. شكراً "
نفذت ما قالته شفا بحذافيره .. ولكن اخطأت وهي تفتح الدرج الأيسر بدل الايمن ..
وجدت في داخله صندوقاً صغير و تحته البوماً و دفتراً ذي أوراق كثيرة ..
كانت سـ تغلق الدرج الا ان الدفتر جذبها فسحبته لتنظر الى غلافه ... فتحته ووقعت منه رسالة على الأرض..
كادت تنزل من الكرسي لتلتقط الرسالة وتعيدها الا ان صوت قفل الباب يفتح ارعبها فأعادت الدفتر سريعاً الى مكانه ..
واغلقت الدرج لتفتح الاخر ...
خرجت شفا من الحمام ( أكرمكنّ الله ) منتعشة وقد لفّت منشفة بيضاء على رأسها ..
نظرت اليها :" آآه انتعشت ... لقيتي دفاترك ؟"
بإبتسامة عصبية رفعت دفترها :" هاه .. اي .. اي شوفيه .."
جلست شفا امام المرآة :" قوود .. بجفف شعري معليش اذا ضايقك الصوت "
اخذت دفترها واغلقت الدرج ثم هبطت من فوق الكرسي تخشى ملاحظة شفا للرسالة :" لا عادي "
انحنت والتقطتها ثم دسّتها في حقيبتها بنية ارجاعها الى مكانها في وقتٍ لا تكون فيه شفا في الجوار ..
عادت الى السرير و اخذت تدّون مذكراتها ..
===
~ تجددّ أمل ~

كان قد حلّ الوداع .. ضارباً بـ قسوة سوطه قلوبنا
فـ تفرقت طُرقُنا .. وتوادعنا ..
لم تكُن هناك سُبلٌ أخرى للبقاء ..
فـ تجلت مشاعرنا كاليل الأسود تشكو القمر ..
لعلّ الليل يسمعها ..؟؟
وجاء الصباح .. بأشعتها تغللت الشـ فا الى أملي
بثّت تسابيح الليالي ..
و بَذلتّ كُل العطاء .. و انولدت بداخلي أمٌل لقاءَ أحبتي ..
علمتني ..
أن لا شيء في الحياة مستحيل ..
فيا ربي أرزقني لقاء أحبائي من جديد
فإن لم تكن بالدنيا .. ففي الجنان نلـتقـي ..

~~~~

بعيداً عن تلك النقطة .. اقفل هاتفه متنهداً ..
لم يكن يرغب بإنهاء المكالمة لكنها اقفلت فور توديعها ..
ابتسم .. لقد ظهرت في حياة اخته من العدم ..
و كم تغيرت جود منذُ التقتها .. مع حزنه الآن الا ان قبسٍ من السعادة تلوح في قلبه ..
اغمض عينيه و هو يسند جبهته على النافذة ..
يفكر في حياته .. كم هي ناقصة رغم تظاهره بإكتمالها ..
انه يحتاج الى من يمسح على جروحه ..
يحتاج لـ من يشكو له .. فـ هل سيجد ؟؟؟
نفضّ افكاره عن نفسه .. فقد اقسم منذ ان حمل جود على عاتقه أن يكرسّ حياته لسعادتها ..
فـ بالتأكيد ليس له ان يفكر في حياته هوّ ..
لقد ثارت الفوضى فيها .. وكل ما يجب عمله اصلاح تلك الفوضى ..
اليوم سـ يذهب الى الشركة فالأحوال تتدهور هناك .. ويجب ان يعيد الامور الى نصابها ..
وبعدها يأتي كُل امراً بدوره ..
استدار واقترب من علي .. أخذ يتأمله ..
انه يشبه عمي حسن .. الله يرحمه ..
علقت الغُصة في حلقه .. فتأوه .. انها تؤلم أكثر من الدموع ..
ليته فقط يقوى أكثر ..
من كل قلبه دعا :" الله يرحمك يا عمي حسن .. الله يرحمك "
همس علي بفاجعة :" أبوي مات !!!!!!!! "
انفرجت جفنا جاسر بصدمة ليرى علي ينظر اليه .. والفاجعة ارتسمت على وجهه
علي بتكرار :" ابوي ماااات يا جاااسر ؟؟؟"
تحرّك جاسر بسرعة الى ناحيته وامسك بيده :" علي اهدى واذكر الله "
تدافعت الدموع عينه و قال هازاً رأسه :" ابووي مااااات .. ابووووي !!!"
ضغط جاسر زر نداء الممرضة .. واخذ يهدء علي :" يا علي اذكر الله "
وبعصبية صاح علي :" انا قتلتــه .. انا المجرررم قتلت أبووي آآآآآآي "
تألم علي عندما جلس .. وضع يده على صده يجاهد في التقاط انفاسه .. وقد اغمض عينيه بعذاب
جاسر :" علي .. اذكر الله ولا تتحرك .. مايصير .."
دخلت عندها الممرضة بعجلة لترى علي في حالة هيجان .. فبسرعة حضّرت حقنة مهدءة له
همس علي عندما تلقاها :" جاسر .. انا قتلته أنا قتلته .. آآه "
امسك جاسر بيده وضغط عليها بقوة :" لا تقول كذا ياولد عمي .. هذا مكتوب "
هزّ علي رأسه قبل ان يغيب عن الوعي :" ما راح اسامح نفـ سـ ـي "
عبس جاسر وهو ينظر الى ملامح ابن عمه ..
و شتم نفسه .. لماذا يجب ان يتحدث بصوتٍ عال ..
ياللقهر ..

~~~~

:" هاه بابي ... how was your day ? " ( كيف كان يومك ؟)
رفع د. احمد عينه عن جريدته :" تمام يابنتي وانتي كيف يومك ؟"
وسن بتنهد :" not bad "( ليس سيئاً )
ابتسم د. أحمد :" شفا و جود يسلموا عليكِ .."
شمقّت وسن :" الله لا يسلمهم "
نظر اليها بتأنيب وبنبرة تحذير :" وســـن .."
وقفت على قدميها لتغادر الغرفة :" اوووووف .. ما قلت شيء "
ثم صعدت الى غرفتها بعصبية .. ثم اتصلت بـ غرام ..
أجابت غرام :" هاي حياتي "
وسن بحده :" رورو انا بمووووت قهر من هذي مرض "
غرام :" What happened ? "( ما الذي حدث )
وسن :" أكرههااااااااا ... بتدمّر خطتي .. اخذت جود عندها وجاسر اختفى "
غرام بتساؤل :" كيف يعني ؟"
جلست وسن على كرسيها الهزاز واخذت تتحرك بعصبية :" جود صارت تتعالج في بيتها وجاسر اختفى "
غرام :" this is strange "( هذا غريب )
وسن بقهر :" ادري .. لكن اوريهم .. راح ادمّرهم وتشوفي يا رورو "
حاولت غرام تهدئة صديقتها :" سوسو حبيبي .. مافي داعي "
وسن بصراخ :" oooh RoRo shut up " ( اووه اغلقي فمكِ )
ثم سدّت الهاتف على وجهها .. ونيتها بالسوء تزداد تجاه شفا ..

~~~~~~

:" أمي تحتاجي شيء يالغالية ؟"
رفعت الأم وجهها عن المصحف بين يديها :" لا يا بنتي .. الله يوفقك "
أقتربت منها وجلست بجانبها وبصوت رقيق :" أمي .. علي تعدى مرحلة الخطر "
اخذت امها تلهث بحمد :" يارب لك الحمد يااا رب لك الحمد والشكر "
امسكت هدى بيدها ودموعها تهدد بالسقوط :" امي الله يصبّر قلبك "
هزت الأم رأسها :" ونعم بالله يا هدى ونعم بالله "
أخذت هدى تمسح على رأس امها بحنان و تقرأ ما تحفظه عن ظهر قلبٍ من آيات القرآن الكريم ..
و لغرابة الوضع .. اخذت ام علي تبكي بهدوء .. وهي تلتمس من ابنتها الصبر والسلوان ..
دوماً كانت هدى القلب الكبير في هذا المنزل ..
القلب الذي يلجأ اليه جميعهم عند الرآآحة من بعد الله تعالى ..
ام علي بنشيج :" الله يرحمه .. الغالي .. الله يرحمه "
هدى بقلبٍ يتمزق :" آمـ ـين "

~~~~

~ في الجزيرة ~

كانت الساعة السادسة مساءً .. والكُل داخل الكوخ ..
رمقته من فوق رأس دلال .. ماذا به ؟.. منذ الصباح ومزاجه عِكر ..
اذا كان بسبب تأخرها لـ ساعة ..
فهو بالتأكيد يتصرّف كالأطفال ..!!!
ناداها بسام :" عمتووو .. انا و تموور نتحداكِ تسوي هالحركة "
بذهن مشغول :" أي حركة ؟؟"
بسام والضحكة على فمه :" تقدري تحكي رأسك وبطنك في نفس الوقت .. اكيييد ما تقدري "
رفعت حاجبها :" اكيد اقدر هاه "
رفعت يداً و حكّت به سطح رأسها وبالأخرى حكّت بطنها ..
ثم انفجّرا تامر و بسام بالضحك ... بسام بإستهزاء :" عمتو زي القرد وااك وااك وااك يالسعدانة ههههههـ "
انصدمت زينة ونظرت الى نفسها ومازالت على نفس وضعها .. انها فعلاً تقلّد القرد ..
وقفت بعصبية :" يا حمااااار يا سووومي .. ما قرد غيييييرك "
واخذت تركض ورائهما في الصالة .. ودلال وتالا وتولين يضحكان عليهم ..
أما فارس جلس على مقعدٍ مرتفع يقرأ في كتابٍ ما .. ووجهه متجهم ..
مرّ الوالدان من جانبه واخذا يدوران حوله .. وأتت زينة لتكمل عليه المتبقي من اعصابه ..
دارت حوله محاولة الامساك بهما .. ثم مدتّ يدها لتمسك رأس بسام ..
فوقع الكتاب من يده وصفحاته تتقلب ..
نظر اليهم بشرز وخاصة الى زينة والقهّر قد غشا بصره .. وصرخ لأول مرة في حياته أمام الصغار
وقف يلوح اصبعه بوجهها :" انتي غبيـــة .. متى بتكبري بالله .. زي الاطفاااال تجري لي هنا وهناك ..
وتسوي اللي برأسك .. ما كأنه احد مسؤول عنك .. ماشية على حلّ شعرك و هواكِ
ترى غبائك وعنادك هذا بيوم راح يجيب لك مصيبة ... فأعقلي وأكبري زي شفااا .. الدنيا مو لعب وبس ..
ارحمينااا وارحمي نفسك ... بسكّ عنااااد اووف "
القى ما بجعبته في وجهها المصدوم ثم اعطاهم ظهره ليخرج كالإعصار من الكوخ ..
خرج وتركّ وراءه الجو صامت ومشحون ..
تصلبّ الأطفال وهم ينظرون الي بعضهم البعض ثم الى زينة التي وقفت في منتصف المكان غارقة في ذهولها
ضمت تولين امها بخوف .. لم ترّ قطّ خالها بهذة العصبية ..
و دلال فتحت فمها محاولة ان تعلّق بشيء .. ولكنها لم تستطع الا النظر الى زينة منتظرة انفجارها هي الأخرى
حتى بسام و تامر .. تراجعا الى الخلف متحينين للحظة صراخ زينة ..
وبخلاف ظنهم جميعاً .. لم تصرخ زينة ولم يكن لـ عنادها مكاناً في هذا الموقف ..
بل تدفقت الدموع لعينها ثم اعطتهم ظهرها و ركضت الى الخارج تغطي وجهها ..
أخذت تبتعد عن الكوخ .. هاربة من كل شيء ..
لقد .. لقد أهانها أمامهم جميعاً .. !!
والأسوء من ذلك .. لقد جرحها ..
كم تشعّر بالمذلة و الألم .. لماذا ألقى تلك الكلمات في وجهها و بوجودهم ؟؟؟
ما الذي فعلته له ..؟؟؟
لا تستطيع تبرير غضبه عليها .. لا تستطيع ايجاد سبباً مقنعاً !!!
لا تستطيـــع مسامحته على ما فعل بها هناك ..


مرّ الوقت ببطء .. وانقضت ساعتان ..
عاد فارس بعد ان هدأت نفسه .. تمشى في حول المكان وقد بدأ الغروب يسدل ستاره على الجزيرة
اخذ يفكر بما فعله .. و شعرّ بالندم الشديــد ..
لقد بالغ في تصرفه .. نعم بالغ و تعدى حدوده كثيراً ..
ليس ذنبها الجنون الذي أصابه منذ ظنّ انها تحدثُ رجلاً ما ..!!!
كان الغضب ما حركّه و جعله يفكر هكذا .. وليس الغضب فقط
بل ماضيه .. ماضيه افقده الثقة بالنساء ..
و زينة واحدة منهم ..
لكنه بأعماقه يؤمن انها ليست مثلهم .. انها مختلفة .. انه يعرف انها مختلفة عنهم ..
ومختلفة بالنسبة له ..
همس بقهر وهو يضرب رأسه :" يالغبـــي يا فارس "
قررّ أن يعود ادراجه .. ويذهب للإعتذار منها ..
سـ يستحق كل ما يأتيه منها .. لن يمانع لو أذلته وصرخت في وجهه
لن يلومها لو هجمت عليه وقذفته بالأغراض على رأسه ..
لن ينطق بأي حرف .. سيدعها تفعل ما تشاء .. حتى ولو قتلته ..
دخل الى الكوخ ليجدهم جميعاً يجلسون واياديهم على خدودهم ..!!
هل ينتظرونه ...؟؟؟
عندما لمحته دلال قامت فزعه :" آآه فارس الحمدلله خفنا عليكم .."
ونظرت خلفه لتسأل :" وين زينة ؟؟"
بان الجهل على وجهه :" زينة ؟؟ "
بدأت دلال تتحدث بسرعة :" من بعد ما صار .. اللي صار .. خرجت وراك تبكي ..
نحن حسبناها راحت تكلمك و تتضارب معاك .. انتظرناكم .. كنّا خايفين صار لكم شيء ..
يعني .. يعني زينة ما كانت معاك ؟؟؟"
ابتلع ريقه و اخذت انفاسه تزداد :" لا مو معي .. ما شفتها "
وقف بسام والتأثر بادٍ عليه :" خالو الله يسامحك ليش زعلت عمتوو "
تولين :" انا زعنانة منت .. لا تتلمني "
فارس وعيناه مركزتان على دلال بـ خوف :" ما اتصلتِ بيها ؟؟"
دلال :" اتصلت بس جوالها هنا .. خايفة عليها يا فارس .. الدنيا ظلام وبره غابات !! "
فارس :" خلاص خلاص .. انا طالع ادور عليها خليكم هنا "
بسام وتامر :" خذنا معاك ندور "
فارس بضياع :" لا لا .. بعدين تضيعوا ... آآه دلال .. اسمعي انا رايح واذا جات دقوا علي طيب "
دلال :" طيب طيب .. " وصاحت عندما ركض للخارج :" وانت بعد دق علينااا اذا لقيتهاااا "
أشار لها بأنه سمعها .. ثم غاب بوسط الجزيرة ..
متسائلاً والرعب سكن قلبه ..
:" ما الذي حدث لكِ يا زينة ؟"



~~~~

StOp

هنا سكنت أناملي عن الرســـم ..

كُلي أمل أن تنال الأحداث الجديدة اعجابكم ..

ربما ليست طويلة .. ولكنها أطول نبضة كتبتها الى الآن

بإنتظار ردوكن وآرائكن وتعليقاتكن ... و انتقاداتكن ..

لا تحرمني من تشجيعكن .. فـ بسببها انا استمر ..

والتوفيق لي ولكن من الله ..

دمتن بكل ود وبحفظ المولى


:flowers2:

BENT EL-Q8 05-09-08 10:15 PM

كالعادهـ نبوضــ
نبضهـ رووعهـ مثلجـ*_^
فارسـ
دوخنيـ*_^
شكلهـ يحبـ زينهـ ومنجذبـ لجمالـ وهدوء شفــا
غيرتهـ وظنهـ انهـا تكلمـ "واحد"
يا انهـ يعتبر روحهـ مسؤولـ عنهـا
او انهـا مثلـ اختهـ
او يحبــــــــهـــا
عدمـ ثقتهـ بالنساء عشانـ "روميـ"خانتهـ جذيـ اعتقد
زينهـ
حراااااااااااامـ
لا تبجينـ زيونـ ماعليجـ منهـ
نبوضـ سويـ شيـ ماحبـ اشوفـ دموعـ زيونـ<<مندمجهـ حيلـ*_^
جوود
الحمد للهـ
وانـ شاء اللهـ تتحسنـ اكثـــر
الرسالهـ اليـ كانتـ بايدهــا
اللهـ يستـر شنو اهيـ!!
هدى
اللهـ يصبرهـا
ويجازيهـا
الطيفـ اليـ مر عليــهـا امممـ اعتقد جاســر
جاســر
ومشاعرهـ تجاهـ شفـا واليـ توهـا انولدتـ
رحـ تنمو ولا رحـ يتقلهـا بمهدهــا!!
وسنـ
اللهـ يسـتر منهـا ومنـ نيتهــا الشينهـ
عليـ
حرامـ مسكينـ
الحينـ بظلـ عايشـ بالذمبـ وتأنيبـ الضميــر وعبالهـ انهـ اهو اليـ قتلـ ابوهـ
امممممممممـ منـ فيـ بعد!!
فاتنـ
اللهـ يعينهـا شكلهـا ليلحينـ مصدومهـ
على فكــر
انا مو بنتـ الكويتـ اليـ بالمـ مثلـ ما تعتقدينـ*_^
تقبليـ مروريـ

ضياع نبضة 05-09-08 11:02 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحباً جميعاً ..

اهلاً بكِ غاليتي بنووتة .. كم يثلج قلبي وجودك الدائم ..

سلمتِ وسأعقب على ردكِ بإذن الله ..

أحببت أن انوه أنني سأطرح المتبقي من الرواية الى النبضة الثامنة عشر واتوقف باقي رمضآآن

بعد رمضآآن ان كتب الله لي عمراً سأكمل رحلة النبضآآت ..

وكلي شكر لكن عزيزاتي لمتابعتي ..

دمتن بـ ود

همس الروايا 06-09-08 11:02 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسلموو نبضووة عالنبضة الروووعة ..

تابعي وموفقة غنااااااتي ..

بإنتظارج بشووق ..

تحيتي .

Emomsa 07-09-08 03:19 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وانتي بخير ....... شكرا على هذه النبضات الرائعة .... اسلوبك ممتع وعمق المشاعر التي تصفي بها احاسيس الشخصيات جميلة ..... والبيئة المحيطة جديدة حيث تكتبين عن شخصيات عربية في المهجر لكن بشكل اخر حيث المعاناة مع المرض .... بجانب ربطهم بالمجتمع العربي وتأثيره على حياتهم .... لكل شخصية حكاية مختلفة ولكن هناك رابط بينهم وهو فقد الوالدين سواء بالافتراق او الموت ........

توقعاتي..........

شفا : ليست اخت تالا وتامر الا من الاب فقط فامهم هي ام جود وجاسر وام شفا هي الزوجة الاولى لابو تامر ولكنها اما ماتت اوانفصلت عنه وتركتها معه وهي صغيرة .......

جود : الرسالة التي وجدتها سيكون مكتوب فيها الحقيقة ..... جود ستموت وتتبرع لشفا بقلبها ..........

جاسر: يحب شفا وسوف يتزوجها وذلك بعد وفاة اخته وتبرعها لشفا تنفيذا لوصيتها ايضا ...........

فارس : اتضح له انه يحب زينة ..... ولكن لان زينة تفكره بنفسه وهو صغير ... كان رد فعله انه وجه مشاعره لشفا ...... سيخرج ليبحث عنها ويجدها ويعترف لها بحبه ومخاوفه .......

زينة : الفتاة المرحة وذات الدم الخفيف .... وقعت في الحب .... ولكن سيكون امامها طريق طويل لاعادة الثقة في النساء مرة اخرى لفارس......

بقية الشخصيات لذيذة وممتعة ...........

تقدمي واستمري فنحن في انتظارك ...........















السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ضياع نبضة 07-09-08 08:25 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 (المشاركة 1626354)
كالعادهـ نبوضــ
نبضهـ رووعهـ مثلجـ*_^
فارسـ
دوخنيـ*_^
شكلهـ يحبـ زينهـ ومنجذبـ لجمالـ وهدوء شفــا
غيرتهـ وظنهـ انهـا تكلمـ "واحد"
يا انهـ يعتبر روحهـ مسؤولـ عنهـا
او انهـا مثلـ اختهـ
او يحبــــــــهـــا
عدمـ ثقتهـ بالنساء عشانـ "روميـ"خانتهـ جذيـ اعتقد
زينهـ
حراااااااااااامـ
لا تبجينـ زيونـ ماعليجـ منهـ
نبوضـ سويـ شيـ ماحبـ اشوفـ دموعـ زيونـ<<مندمجهـ حيلـ*_^
جوود
الحمد للهـ
وانـ شاء اللهـ تتحسنـ اكثـــر
الرسالهـ اليـ كانتـ بايدهــا
اللهـ يستـر شنو اهيـ!!
هدى
اللهـ يصبرهـا
ويجازيهـا
الطيفـ اليـ مر عليــهـا امممـ اعتقد جاســر
جاســر
ومشاعرهـ تجاهـ شفـا واليـ توهـا انولدتـ
رحـ تنمو ولا رحـ يتقلهـا بمهدهــا!!
وسنـ
اللهـ يسـتر منهـا ومنـ نيتهــا الشينهـ
عليـ
حرامـ مسكينـ
الحينـ بظلـ عايشـ بالذمبـ وتأنيبـ الضميــر وعبالهـ انهـ اهو اليـ قتلـ ابوهـ
امممممممممـ منـ فيـ بعد!!
فاتنـ
اللهـ يعينهـا شكلهـا ليلحينـ مصدومهـ
على فكــر
انا مو بنتـ الكويتـ اليـ بالمـ مثلـ ما تعتقدينـ*_^
تقبليـ مروريـ

هلا وغلا :[ بنت الكويت ]:

تسلمي يالغلا الروعة حضورك الدائم :) لا خليت منك ولا من ردودك

توقعاتك كلها منطقية .. وفيها الصايب وفيها الخاطيء

النبضآآت راح تخبرك أكثر ..

امتعتيني بتعليقاتك بنووتة .. فلا تغيبي

يعطيكِ العافية عزيزتي ..

باقة ودٍ لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 07-09-08 08:27 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الروايا (المشاركة 1628355)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسلموو نبضووة عالنبضة الروووعة ..

تابعي وموفقة غنااااااتي ..

بإنتظارج بشووق ..

تحيتي .

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

هلا وغلا :[ همووسة ]:

الله يسلمك يالغالية .. ولا خليت منك ابد :friends:

ممتنة لوجودك معاي دوم ..

باقة ودٍ لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 07-09-08 08:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Emomsa (المشاركة 1628800)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وانتي بخير ....... شكرا على هذه النبضات الرائعة .... اسلوبك ممتع وعمق المشاعر التي تصفي بها احاسيس الشخصيات جميلة ..... والبيئة المحيطة جديدة حيث تكتبين عن شخصيات عربية في المهجر لكن بشكل اخر حيث المعاناة مع المرض .... بجانب ربطهم بالمجتمع العربي وتأثيره على حياتهم .... لكل شخصية حكاية مختلفة ولكن هناك رابط بينهم وهو فقد الوالدين سواء بالافتراق او الموت ........

توقعاتي..........

شفا : ليست اخت تالا وتامر الا من الاب فقط فامهم هي ام جود وجاسر وام شفا هي الزوجة الاولى لابو تامر ولكنها اما ماتت اوانفصلت عنه وتركتها معه وهي صغيرة .......

جود : الرسالة التي وجدتها سيكون مكتوب فيها الحقيقة ..... جود ستموت وتتبرع لشفا بقلبها ..........

جاسر: يحب شفا وسوف يتزوجها وذلك بعد وفاة اخته وتبرعها لشفا تنفيذا لوصيتها ايضا ...........

فارس : اتضح له انه يحب زينة ..... ولكن لان زينة تفكره بنفسه وهو صغير ... كان رد فعله انه وجه مشاعره لشفا ...... سيخرج ليبحث عنها ويجدها ويعترف لها بحبه ومخاوفه .......

زينة : الفتاة المرحة وذات الدم الخفيف .... وقعت في الحب .... ولكن سيكون امامها طريق طويل لاعادة الثقة في النساء مرة اخرى لفارس......

بقية الشخصيات لذيذة وممتعة ...........

تقدمي واستمري فنحن في انتظارك ...........

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

هلا وغلا :[ Emomsa ]:

وكل عام وانتي الى الله اقرب ..

شكراً لكِ جزيل الشكر .. كم اسعدني ردكِ ورأيكِ في قلمي ..

اعتز بشهادتك كثيراً .. و ممتنة لصراحتك اللذيذة كحبات التوت ..

توقعاتكِ اطربتني ..:rfb04470:

ربما تصيب النهاية وربما تُخطأها .. لن تعرفي الا مع باقي النبضآآت

لن اتخلا عن وجودكِ بين صفحاتي فلا تغيبي ..

شكراً لكِ عزيزتي ودمتي بخير ..

بإنتظارك بعد كل نبضة ..

باقة ود لك :flowers2:

ضياع نبضة 07-09-08 08:36 AM

v~√”^√V’~-√V~'^~----- ~ النبضـة الخـامسـة عشـر ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :
" العطاء ينمو وينتكس كـ كل شيء .. و لكنه في النهاية يظل عطـاء "



~ الجـ 1 ـزء ~


جلست القرفصاء أمام المدفأة تتأمل سُحباً غير مرئية , وتحلق في أعالي الخيال ..
عكفت وهي تحتضن القلم في سجنٍ صنعته أناملها .. حائرة كيف تبتكُر أول حرفٍ يقود نسيج الكلام
دوماً ما تُنهكُها البداية .. تنتظر مطولاً لتستلهم فكرتها ثم ان أتت .. تبدأ بعجنها و فردها ..
لتلدّ في النهاية كعكتها الخاصة من مقادير حبرية .. ووصفة حرفية ..
أفلتت ضحكتها الرقيقة .. يضحكُها تفكيرها هذا ..!!
:" يا باااسط .. ضحكينا معاكِ ... اتفضلي"
رفعت أبصارها لترى يد شفا ممتدة اليها تحمل كوباً من الشوكلا الساخنة ..
تلقفتها باسمة :" زاد فضلك .. مافي شيء بس ابي اكتب و مخي مقفل .. أول كلمة مو قادرة تجيني "
جلست شفا على غرارها .. فوق بساط الفرو الناعم و بمواجهة المدفأة المطفأة ..
شفا :" اهاا .. ليش صعبة يعني ؟"
اومأت :" اصعب شيء الكلمة الأولى والأخيرة "
وافقتها شفا :" صح .. كنت دايم اشوف ماما تعاني مع بداية الفكرة ونهايتها .."
ارتكزت جود بظهرها على الاريكة خلفها :" عندك كتاباتها ؟؟ "
اجالت بصرها على السقف :" اي .. كان نفسي اقدر اكتب مثلها .. بس ما اعرف "
جود :" حاولي .." ارتشفت جرعة حارة ولسعت لسانها :" آآح .. سوري اتلسعت .. "
ضحكت شفا :" هههههـ سمي بالله و اصبري تبرد شوي "
لعقت لسانها على سقف فمها لتقلل من الحرقة عليها :" يالله اخذت أجر الحمدلله .."
ابتسمت شفا :" الحمدلله .. سبحان الله مغرقنا نِعم .. و للأسف بعدنا نعصيه "
أطرقت جود رأسها :" الله يغفر ذنوبنا .. " اغلقت دفترها ووضعته جانباً و اردفت :" شفا يالله نلعب ؟"
ببسمة ودودة :" يالله .. بس ايش نلعب ؟"
جود بحماسة :" لعبة الـ صراحــــة .. نسأل بعض اسألة و كل وحدة تجاوب بصراحة "
شفا بحاجب مرفوع :" هاللعبة فيها مخاطر .. بس شكلها مثيرة .. أوكي .. يالله الضوء الأخضر عندك "
أخذت تنقر بسبابتها على شفتيها مفكرة :" امممم بصراحة ايش الامنية اللي تتمني تتحقق لك ؟"
ابتسمت شفا:" ادخل الجنة "
جود :" هذي امنيتنا كلنا شفااا .. ابغى امنتيك الخاصة .. الدنيوية "
مالت برأسها جانباً:" طبعاً ما عليها كلام .. اتطمن على اخواني "
تكتفت وبغرابة :" يعني ما تتمني تشفي وتلاقي لك قلب جديد ؟؟ "
لوحت بإصبعها و بمرح :" خلّص دورك .. سؤال واحد لكل دور بلا غشش .. يالله دوري "
ضحكت جود ومدّت قدميها على طول البساط لتأخذ راحتها أكثر .:"اوكي .. احم القي سؤالك "
وزعت شفا نظرتها على جود وسألت :" بصراحة تحفظي الأسرار ؟"
جود :" جداااا .. انا حافظة أسرار من الدرجة الأولى .."
شفا :" خمسة نجوم على قولة زينة هههههـ الله يحفظها هي والجميع "
برقت فكرة برأس جود ثم حملقت بشفا :" آميــن .. دوري .. اممم عمرك .. حبيتي ؟؟"
شفا ببساطة :" شيء طبيعي .. اكيد "
حينئذٍ ظهرت الدهشة على سمات جود :" جدددد ... حبيتي !!! .. "
فدنت منها أكثر تجلس على ركبتيها ضامة يديها وقد أطلّت نظرة خيبة من عينها :" شفا ..مين ؟"
رفعت اصابعها واخذت تعدد بها :" ربي ورسولي ..ماما وبابا الله يرحمهم . اخوانـي وزيـو.."
قاطعتها جود :" هيييي شفاااا .. أنا ما اقصد كذا .. اقصد تحبي .. تحبي شخص معين ؟"
شربت شفا رشفة أخرى :" الحمدلله ... قلت لك اللي احبهم تبغيني اكمل ؟ "
تنهدت جود وهي تمسك رأسها بيأس .. يجب أن تكون صريحة :" شفا أقصد عمرك حبيتي رجال ؟"
زمّت شفا شفتيها :" الحين ابي اعرف شيء .. ليش لما يتبادر في ذهن الناس موضوع الحب ..
يجي في فكرهم على طوول هالنوع من الحب ؟؟ .. يعني معقولة شعور الحب ما يندرج تحته الا هالمفهوم؟!!"
عادت جود تتكأ على ظهر الأريكة :" ايش قصدك ما فهمتك شفا ؟"
سحبت شفا احدى الوسائد لتضمها اليها وقد ثارت حفيظتها ورغبتها في النقاش ..
فأردفت :" الحب مشاعر ما تقتصر على الحب بين الزوج والزوجة فقط .. ابداً .. دوم لما نسمع كلمة حب ..
نتخيل شخصين هايمين في الهوى و بقية الناس اختفوا من حولهم ..!! طيب ليش الغينا باقي العلاقات ..
وين المفهوم المتسع .. عندك احلى حب وانقى حب واقواهم بعد .. الحب في لله و لله .."
جاشت مشاعرها وهي تعبّر عن آرائها :" حب الله وحده يغني الانسان عن كل حب في الدنيا ..
يعني .. تصوري الله يحبك ..!! .. الله اللي خلقنا وعصيناه .. رزقنا و جحدناه .. وغفرلنا وماشكرناه
الله .. يحبنا رغم كل تقصيرنا !! .."
لوحت يديها بعجز :" حبه لنا شيء فوق الكافي .. انا بس اتمنى اتمنـــى اوصل لحب الله ..
بعدها ما يهمني اي حب في الدنيا .. حب الله كفيل بحب الناس ليا ..فـ ليش اشغل نفسي بحب غيره
و حبه هو البوابة اللي تكسبني حب الغير "
كانت جود تتأمل شفا ... ترى ان كل كلمة نطقتها بإنفعال كان سيالً حسي يمّدها نشوة للتعبير ..
جود ببسمة :" الله .. كلامك مررة صح !! "
شعرت شفا بالاندفاع يغلي احاسيسها فأكملت :" احياناً اقول لنفسي .. نحن ليش نعصيه ..
رغم اننا عارفين نواهيه و عارفين احكام أمورنا الحياتية ..
بس بعناد شيطاني نتمرد على ضمائرنا و نتمادى في عصياننا وعادي نكمل نعيش نضحك ولا كأننا جحدنا
هاللي معطينا كل هالنعم ..اذا هذا ونحن نحبه ..!!! "
اغرورقت دموع شفا دون تحكم ..:" انا .. خجلانة من نفسي مرة قدام الله .. احس اني منافقة "
و تناثرت دمعتان بشرود على خديها .. تظهران ضعفاً و شعور بالخجل والبؤس ..
جود بإستنكار :" لاااا .. ليش تحسي بنفسك كذا .. شفا لا ابدا لالا .. انتي منافقة !! لا مااتخيل "
تسألت شفا بيأس :" طيب ليش .. ليش دايم احط لنفسي اعذرا تبرر تهاوني عن بعض العبادات اللي صعب اطبقها في محيطي ؟؟
ليش آآه .. ليش دايم اقول انه صعب اتحجب حجاب شرعي لأن هالمجتمع يرفض ..
او او ليش اقول جهد علينا نهاجر لبلد مسلم وفي أرض طاهرة ؟؟ .. رغم انه في صعوبات ما انكرها
لكن .. كلها اعذار .. موجودة ولكني اتعذر بيها ..!!! .. هه غريب أمرنا في هالزمن .."
جود بتفسير :" بس انتي معذورة جد .. بالعكس انا فخورة فيكِ ..
طالعي لنفسك انتي طول عمرك عايشة بره
نصف طفولتك ومراهقتك كلها هنا وبعد من غير والدين ومسؤولة عن طفلين .. ومع ذلك ..
أنتي احسن من كثير في ظرفك .. متمسكة بحجابك و بدينك .. لو وحدة غيرك كان عاشت مثل هالغرب ..
عايشين لدنياهم الفانية وبس .. لا تقللي من نفسك يا شفا "
هزت رأسها :" انا ما اقلل .. لكن دين الاسلام دين صالح بكل زمان ومكان ..
لكني وكثير منا نأخذ اللي يتماشى مع ستايل حياتنا منه .. و نتحايل في الامور الثانية!!! ..
الغلط يا جود مو في المكان والزمان .. الغلط فينا نحن البشر"
فكرت جود قليلاً :" صح .. نحن المسلمين شوهنا صورة الاسلام (لا أُعمم بالكُلية)"
شفا :" نفسي اعيش في عندكم واشوف كيف يومكم .. وكيف عباداتكم ..تعاملاتكم .. ياااه نفسي "
ضحكت جود بهزء :" لا تعلقي آمال شفا .. الطالح صار يناطح الصالح .. فين ما رحتي بتشوفي العجب "
شفا بعدم تصديق :" حتى عندكم ؟!! في أطهر بقعة في الأرض ممكن يكون في .."
قاطعتها جود :" اووه .. في كل مكان في الطيب والبطّال .. الله يهدي الجميع بس "
تنهدت شفا وهي تتخيل امر هذا الزمن :" آآه اللي يعيش ياما يشوف .. من جد هالزمان القابض على دينه كالقابض على الجمر ..
الله يعين ويثبت قلوبنا على الدين "
رمقتها جود بنظرة عميقة :" آمين .. تدري شفاا تذكريني ببنت عمي هدى "
ظهر التساؤل على سمات شفا ..
ابتسمت واسهبت في الشرح :" هدى بنت عمي حسن أصغر من علي بسنة .. طريقة تفكيرها مشابهة لتفكيرك
فاتن دلوعة البيت تسميها المعقّدة .. لكن دايم تبهرني بمنطقها مثلك الحين تمام .."
تشوقت شفا و فرحت لوجود من يماثلها في فكرها :" صدق ؟؟ الله نفسي اقابلها "
حملت جود كوبها وثبّت لكي تعيدها الى المطبخ :" ان شاء الله "
تبعتها شفا .. ووضعت الاكواب على المجلى و جود تتكأ على منضدة الطعام تكمل حديثها ..
جود :" هدى .. مررة عقلها كبير و عاقلة ..هادية جداً و طيوبة .. عكسها تماماً فاتن اللي تقريباً بعمري
سبحان الله انهم اختين !! .. اشتقت لهم مرررة "
همست بذلك وهي تريّح رأسها على الطاولة .. متذكرة ذلك البيت الذي ترعرعت فيه ..
متذكرة حنان عمها .. و هدوء زوجته .. طيبة هدى .. ولؤم فاتن .. متذكرة حب علي ..
شفا :" هيييي اللي ماخذ عقلك ..."
انتبهت على نفسها :" هاه قلتي شيء ؟؟"
ضحكت شفا وكانت قد انهت عملها واخذت تجفف يديها :" قلت العافية .. تفكري في مين ؟"
ابتسمت ببطء :" بس في عمي واهله "
توقفت يدا شفا عن التمسيح و ابتلعت ريقها .. يجب ان تتجنب اي موضوع عن عائلة عمها ..
لأن الاضطراب سيبدو جلياً على وجهها .. وعندها سـ تشعر جود بوجود خطبٍ ما ..
أشارت لها لتخرجان من المطبخ واغلقت مفتاح النور :" يالله نكمل اللعبة دوري "
جود :" هههههههـ قيدنا خربناها .. قلبناها نقاش "
ابعدت غُرتها عن عينها :" على قولتك .. طيب يالله نطلع فوق الساعة صارت 9 لازم انام بدري بكره الدببه راجعين "
رقّتا السلالم .. وقالت جود :" شفا ..أقدر أقول عنك أي شيء .. لكنك أكيد مؤكد مانتي من المنافقين "
هزت رأسها :" آآه يارب لا تجعلنا من المنافقين ..او عبادك الغافلين .. آمين"
اضافت جود وهما تدلفان الى الغرفة :" و كمان من حب الناس لكي أكيد ربي يحبك "
شفا بنظرة متأملة :" ما تدري .. كيف تكوني متأكدة ..لكن يارب"
جلست على حافة سريرها :" تتذكري أول يوم ايش قلتي لي ؟؟ ربنا اذا حبّ عبده ابتلاه ..
وشوفي كيف ربي ابتلاكِ في صحتك واغترابك و مسؤولياتك ..
كلها امتحانات و الحمدلله انتي متماسكة .. و أملك بالله ماقد انطفا..
بالعكس احييتي امل في قلبي بعد .. هذا كله اكيد دليل على حب الله لكِ "
سحبت لها بجامةً من الخزانة وهي تتنهد :" ان شاء الله "
أستلقت جود على ظهرها :" اتمنى ما نتفارق ابداً يا شفا ونعيش باقي العمر في بيت واحد "
ضحكت شفا قبل ان تذهب لتفريش أسنانها :" ياليت والله "
في قرارة نفسها :" بس لو تتزوجي انتي وجاسر .. بيتحقق هالشيء "
فكرت ماذا يفعل أخيها الآن .. كم اشتاقت له .. لكن يالحظه السعيد انه بينهم ..
يستطيع ان يرى علي .. يحدثه .. آآآه كم تتمنى لو تكون مع جاسر هناك .. كم اشتاقت اليهم !!
اشتاقت لعمها الحنون وعمتها الطيبة .. هدى ونصائحها .. حتى فاتن مع تعاملها الفظّ اشتاقت اليها ..
وفوقهم جميعاً .. تتوق للقاءه .. توق الأرض الجدباء الى المطر ..
ظهرت شفا من خلف الباب :" يالله جود ..ادخلي .. انا بأتصل شوي بـ زينة اوكي "
وقفت جود لـ تدلف الى الحمام ( أكرمكنّ الله ) ..
أما شفا اتصلت بـ هاتف زينة و هي ترتدي شرشف صلاتها لتصلي ركعتان قبل النوم ..
لم يجبها أحد على الطرف الآخر .. فأستغربت .. لا يمكن ان تكون زينة نائمة في هذة الساعة !!
لـ ربما قد تركت هاتفها بعيداً عن متناولها ومرامي سمعها ..
أعادت الكرّة .. آملة بأيجاد جواب ولكن لم يأتها .. قررت أن تصلي بعدها ستجري مخابرة أخرى ..
ولكنها تذكرت حوزتها على رقم دلال .. فأتصلت بها فوراً ..
ردت دلال من أول رنة وبلهفة :" هاه فارس لقيتها ؟؟ "
شفا بتعجب :" أنا شفا يا دلال .. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته "
اضطربت دلال وجاهدت لتخفي اضطرابها :" وعليكم السلام .. كيفك شفا ؟"
شفا :" الحمدلله بخير .. انتوا كيفكم ؟؟ وكيف البزورة لا يكونوا متعبينكم "
دلال :" لا ولو .. بخير الحمدلله "
ابتسمت شفا :" الحمدلله .. الا فينها زيون الدبه هذي اتصل بيها ما ترد "
دلال بتوتر :" زيـ زينة .. آآه مم مادري عنها .. اا تاركة جوالها بالغرفة "
انمحت ابتسامة شفا :" طيب ممكن دلوول تعطيني هيا شوية بكلمها "
صمتت دلال قليلاً ثم بصوتٍ مخنوق :" هيا .. تستحم الحين .. تبغيني اقولها شيء ؟؟"
شعرت شفا بـ شيءً ما في صوت دلال :" طيب .. في تامر ولا تالا ؟"
دلال :" لحظة بس ..."
ثم نادت تامر وغطت سماعة الهاتف لتقول له :" تموري حبيبي لا تبين لـ شفا ان في شيء خلك طبيعي "
طأطأ تامر و اخذ الهاتف ليقول بصوتٍ مرح :" اهلا شفا .. كيفك ؟"
بحنان :" هلا تموووري وحشتني حبيبي .. انا الحمدلله بخير انت وتالا كيفكم ؟؟"
تامر :" تمام .. عاقلين ما نتعبهم معانا "
خرجت حينها جود .. ونظرت اليها تشير بيدها .. هل هم الصغار ؟؟
اومأت شفا ايجاباً :" شطوور حبيبي .. كيف ناقصكم شيء ؟"
تامر :" لا شفا .. بس مشتاقين لك "
شفا :" ياقلبي عليكم .. تموري فين توتو .؟؟"
تامر :" تالا هناك جالسة مع تولين ..يلعبوا "
اشارت شفا لـ جود لتصلي لان الآخرى اخذت تنتظرها ..:" أها .. طيب سلم لي عليها .. وتموري "
تامر :" نعم ..؟"
شفا :" لما تطلع زيون .. قولها تتصل بيا .. ياليوم يا بكره قبل لا توصلوا هنا .. اوكي حبيبي ؟"
تامر :" اوكي شفا .. احبك .. مع السلامة "
شفا :" وانا بعد .. سلم عليهم ولا تنسي .. مع السلامة "
اغلقت هاتفها .. وهي تحملق فيه بنفسٍ قلقة .. تعوذت بالله من الشيطان ثم صلّت ..
بعد ربع ساعة ..
استلقت والقلق متلبسها .. فسألتها جود :" شفا ايش بك ؟؟ وجهك متغير "
شفا بصوت منخفض :" ما ادري جود .. متضايقة "
جود :" ليش .. لا يكون قلبك ؟؟ "
شفا :" لا لا .. مع ان نبضاته مضطربة .. بس هذا لما اتضايق كذا .. "
تنهدت جود :" لا تحطي في بالك .. و زي ما تقولي لي اذكري الله واتوكلي عليه "
همست :" ونعم بالله .. يالله تصبحي على خير "
جود :" وانتي من اهل الخير "
مرّ الوقت كسلحفاةٍ بطيئة غمرها الكسل ... غطّت جود في النوم بينما شفا مازالت مستيقظة ..
تشعر بالقلق .. لا تدري لماذا .. لكن هناك ما أصاب احداً ما بـ مكروه ..
مسحت وجهها وهي تهمس في الظلام :" يارب لطفك "
ثم اغمضت عينيها آملة بيوم جديد و مشرق بالأفراح .

~ في الجزيرة ~

أقفل تامر الهاتف و سلّمه لـ دلال :" هاه تمور ايش قلت لها ؟"
تامر :" ما قلتها شيء خالة دلال لا تخافي "
ربتت على كتفه بإستحسان :" تمام حبيبي .. شفا لازم ما تعرف عن اي شيء صار "
تامر :" of course "
سأل بسام وهو يروح ويجيء بالصالة :" امي .. اتصلي بخالي شوفيه ايش سوى ؟"
دلال بتأفف :" قبل 5 دقايق دقيت .. لا نخايل خالك .. هو يدق علينا "
قالت تولين بخوف :" ماما انا حايفة "
ذهبت لتضمها اليها :" ياحبيبة ماما لا تخافي ان شاء الله خالو وعمتو بيرجعوا "
نظرت تالا الى تامر ودمعة انحكرت في عينها :" تامر .. زينة بيصير فيها شيء ؟"
تامر :" ما ادري تلوو .. بسام ليش قاعدين ما نروح ندور "
بسام :" بلا زناوة .. ظلام بره و خالو قالنا نستنى "
تامر بضيق :" يووه الى متى ؟؟ من زمان ونحن نستنى "
دلال بصوتٍ قلق :" لا تخافوا يا أولاد .. ان شاء الله راجعين "
اقترح بسام :" طيب امي ليش ما نبلّغ حفر السواحل "
دلال :" انت خبل !! .. نحن في جزيرة مو بوسط البحر "
جلس بسام بقلة حيلة :" هذا كلوو من خالي فارس .. الله يسامحه "
تولين :" انا زعنانة .. مابتلموا "
دلال تمسح وجنتها :" لا حبيبي .. خالو ما كان قاصد .."
تالا :" خالة دلال .. زينة بترجع ؟؟"
طأطأت دلال :" ايوه حبيبتي بترجع بإذن الله "
تامر :" طيب يا خالة ليش ما نروح سوا ندور عليهم ؟؟"
شخر بسام :" سوا ولا موبايلي خخخ "
صرخت دلال والتوتر قد تفاقم داخلها :" هذا وقت مزززحك انت كمان !!!"
فزع بسام من صراخ والدته فأبتلع لسانه و صمِت .
نظرت دلال الى السماء من خلال النافذة المفتوحة .. تتسائل في قرارة نفسها
:" زينة .. فارس .. وينكم ؟؟ "

~~~~

مرّت ساعة آخرى وهي تتوغل في الغابة تائهة والخوف بدأ يأخذ منها مأخذاً ..
لم تكن تحمل معها هاتفها ما زاد الوضع سوءً ..
آلت الشمس الى المغيب منذ فترة والظلام بدأ يطوقها كـ طوق الألم حول اغشية قلبها ..
ترامت أشجار الأثل و القيقب حولها
وعُلّوها الشاهق يضفي على الأجواء ليلاً لمسة الرعب .. وكأن هذة الاشجار تهدد بألتهامها ..
سارت بخطوات متهادية تضم نفسها و نظراتها الزائغة تمسحان المكان ..
أصوات فحيح الاوراق .. وتصادم الفروع بعضها ببعض .. و تساقط شذرات مياة شلالٍ قريب
كلها أختلطت ببعضها كـ سمفونية شاعرية لـ ليلة ظلماء تواكب اعتمال أحزانها ..
همست :" ليش يصير كل هذا فيني ؟؟ "
في خضم آلآمها الضانية لم تشعر بنفسها وهي تتغلل بداخل غابة تبعد عن الكوخ مسافة طويلة ..
لم تكن تفكر بوجهتها ..
كل ما كان يجول خاطرها هو تضاربٍ فكريّ و فوران مشاعر لحظية .. سببها الأول والأخير .. " فارس"
اغمضت عينيها التي جفتّ الدموع فيها .. لماذا يهمها أصلاً ..؟
لا يجب أن تُعذب نفسها لأجله .. فهو لم ولن ولا يكترث بأمرها حتى ..
لقد تعبت منه .. و أنهكها كل ما يتعلق به ..
تحملت الكثير منه .. تعامُله لها وكأنها طفلة .. و تجاهله البغيض لنفسها ..
باقات زهور من : رومي : و الآن .. اهانتها أمام الأطفال ..!!!
كم كانت كلماته لئيمة .. كالسمُّ على مسامعها .. و كالخناجر تطعنُ أحشائها ..
أخذت صدى الكلمات تتردد بعقلها ..
وكان أكثر ما أثّر فيها عندما رمى بوجهها هذة القنابل :" ماشية على حلّ شعرك وهواك .."
و كأنه داس على جرحها القديم ..
نفس الكلمات تلقتها من والدتها قبل سنوات ..
تطابُق رأي ... و فتحَ جروحٍ دفنتها بعنف خلف ستار الماضي ..
وجدت أن انفجار خطيئاتها أعلن انكشافه مذ وطأت قدما فارس حياتها ..
ترددت الكلمات مرة أخرى تأبى الصمت ..
ونظراته هي ما تحرقُ ذرات كيانها .. نظراته التي تشبعت ريبة وشكّ
اختلطت بالغضب و اليأس .. أشعرتها بأنها اقترفت جُرماً فظيعاً ..
نظرات تمقُتها ..
هزت رأسها بعنف وهي تصرخ :" انا مااااا سويت شييييء .. ليييش تعاملنييي كذا "
ركضت تغطي عينيها .. و الحرقة تسري كالدم في عروقها ..
لم تكن ترى .. و لم تعّي اللوحة التي مرت بجانبها .. لوحة كُتب عليها ..
:[ انتباااه خطر الانزلاق منحدر صخري ]:
علت أصوات مياة الشلال على مسامعها ولم تهتم .. تريد فقط الابتعاد ..
خفّت خطواتها عندما هاجمتها شجيراتٌ قصيرة تتمسك فروعها بملابسها ..
كأنها تمنعها من المضّي قُدماً في طريقها ..
صاحت زينة وهي تتقدم بيدان تبعدان الأشجار بعنف :" بعدووووا عنييي "
ماضيها .. طلاق والديها .. موت أبيها .. اغترابها .. الوحدة التي عانتها .. عذاب حبها لـ فارس ..
كلها آلالام أفاقت في آن واحد لتذيقها المرارة والصدمة ..
لحظة ... لحظـــة .. أقالت ..:..
حـ حبـ حبها لـ فارس ..!!!!!
تجمدت عروقها مصعوقة من هذا الاكتشاف الذي باحت به اختلاجاتها النفسية
همست برفض مدهوش :" احبه !!! لا لا لالالالا لااا "
وابعدت فروع الشجيرات بقوة غير آبهة ليديها وهيّ تتجرحان ..
ثم في لمحة بصر .. في جزء من الثانية .. ارتفعت صرختها وهي تهوي على منحدر صخري
ونهاية الشلال يصُب في البحيرة السفلى ..
صرخة مدوية افلتتها شفتيها .. فأنطلقت الطيور من اعشاشها مذعورة ..
و حملت الرياح بقايا صرختها ..
التي ما لبثت أن تلاشت في باطن صمتٍ مخيف .

~~~~

فتح عينيه ببطء .. وشعر بالألم يهاجم صدره بضراوة ..
أحس أن النيران تشتعل في جوفه .. ومع كل شهيق تُضرمُ النارُ بشدة ..
كبح آهاته .. محاولاً أخذ انفاسه بروّية ..
ثم نفثها بنفس الهدوء ..
راودته حينئذ ذكريات الحادث بكل تفاصيله ..
===
:" أفففف ياخي حرّك قدامك الطريق مفتوووح "
وأخذ يضغط بشكل متواصل على مزمار السيارة .. صوتها يصدح مع باقي السيارات
ليثيروا حنق و عصبية الجميع ..
ابو علي :" ياولدي ايش فيك مستعجل كذا .. اصبر مافي شيء طاير "
علي بحنق :" ابوي طالع ذا مسكر الخط في وجهنا .. والسيارات وراي تزمرّ .. ضغطي أرتفع "
ابو علي :" اصبر طيب .. يمكن طفى عليه المحرك "
هز علي رأسه بضيق :" لا حول ولا قوة الا بالله .. انتظره و آمري لله "
كان الخط ضيقاً حيث أخذت التصليحات والحفريات معظم مساحته .. لذلك ضاق الطريق
واقتصر مسار السير على جهة واحدة وصفِّ واحد ..
على مقدمة الطريق وقفت سيارة سوداء تمنع بقية السيارات من العبور بسهولة ..
بعدها تماماً كان يقف علي .. ومن خلفه بضع سيارات صدحت اصوات سائقيها بغضب ..
فاض الأمر بـ علي .. فخرج من السيارة ليرى ما أمر ذلك الرجل لا يتزحزح قيد أنمله ..
وقف عند نافذة السائق المظللة وطرقها ..
فُتحت النافذة و ظهر ولدٌ صغير ..لم يتجاوز السادسة من عمره ..
أستغرب علي وسأله :" وين اللي يسوق .؟"
تحدث الولد :" ابوي طلع يشتري شي من ذيك المحطة .. الحين جاي "
ضرب علي قبضته على سقف السيارة :" من متى ونحن واقفين بالله .. ابوك هذا متى راح "
الولد بنظرة زائغة لعصبية علي :" ما ادري .. الحين يجي "
تأفف علي وعاد ليركب سيارته ..وهو يتحرطم :" ايش هذي الناس مخها مقفل "
ابوعلي :" خير ياعلي ايش فيه ؟"
علي بعصبية :" هالزففت صاحب السيارة موقفها و تارك ولده فيها .. على باله شارع ابوه "
ابوعلي :" الله يهديك ياولدي .. اصبر "
اخذ علي يشير لمن خلفه بالتراجع قليلاً :" انقهر من هالنوع من الناس المستهترة .. طرق خلق الله ويستحلوها
بس والله لو ما وراي شغل كنت روايته شغله .. هذا بعد ما يرجع ريوس .. "
ابوعلي بوقار :" ياعلي الله يهديك .. ايش بتكسب من هالصراخ .. "
تمكن علي من ان يحول مقود السيارة و يخرج من الحيز الذي ربضت فيه سيارته ..
ثم ألتفًّ يميناً حول السيارة السوداء :" يا ابوي هالناس تتمادى وتكثر .. بسببها تصير حوادث ومهاوشات "
نظر ابو علي الى الاشارة التي اخضّرت :" انتبه يا ولدي من اللفة هذي ما تظهر للمارين "
علي وهو ينطلق عندما تمكّن من الخروج :" ماعليك يا ابوي.. هذا خط واحد رايح ماحد يقدر يـجي منه علـ "
لم يكمل علي كلامه وهو يرى شاحنة مسرعة تقتحم سيارته من جهة والده ..
أنقلبت السيارة مراتٍ عديدة حول نفسها .. و صوت احتكاكها بالإسفلت يطّنُ على مسامع كل من كان بذاك الشارع ..
تحولت السيارة الى علبة معدن منكمشة .. ومن يراها يعرف أن لا احد بداخلها سـ ينجو
عاش علي كل لحظة من ذلك الحادث .. وأحس بحواد الحديد تغرس نصلها في صدره ..
رأي بأُم عينه الدنيا تدور من واجهة زجاج السيارة ..
ثم بعد كُل تلك الضجة .. عمّ السكون ..
كانا يتدلان و رأسيهما تلامس السقف والدمَ يقطر من الاعماق ..
صبّ نظراته حينها على والده .. نظرة أخيرة مدركة ..
نظرة مودّعة ألقاها على الوجه السموح المغطا بالدم
همس علي ويده ترتفع مرتعشة الى ناحية ابيه .. :" ابوي "
ثم تشوشت الرؤيا لديه و هوت يده بجانب رأسه بإستسلام ..
====
انبثقت التجربة بذات الألم في دهاليز نفسه .. وأخذت تُدميه بضربات سيوفٍ خفية ..
تُرجِفُ جسده .. و تجردها من كل احساسٍ بالأمان ..
حتى اغرورقت عيناه بدموع الحرمان ..
صاح بـ بؤس :" ابووي .. انا السبب !! "
أفاق جاسر على نحيب ابن عمه .. ورآءه الدمع يجري على مقلتيه بصمت ..
فـ وقف يسانده .. تحرك وجلس بجانبه :" علي .. شد حيلك "
صبت انظاره الى خيال جاسر ولم يصدق وجوده :" جاسر .. جاسر .. ابوي ماات "
تنهد :" الله يرحمه .. ادعي له يا علي .. لا تضعف "
علي :" متى .. خذني له جاسر .. ابغى اشوفه "
اشاح جاسر بنظره بعيداً :" انا ما لحقت اشوفه .. اليوم هو السادس على دفنه "
هز علي رأسه رافضاً :" لا لالا جاسر لالا انا اللي بشيله على كتفي .. انا اللي .." وتدهور صوته ..
جاسر بتصبّر :" هذا يومه يا علي .. أسأل الله يرحمه ويغفر له .."
همس :" يآآآ رب خذنــي أنا بس رد لي أبوي "
جاسر :" علي استغفر ربك .. ايش ذا الكلام .. علي أذكر الله .. الله يرحمنا برحمته "
اغمض عينه بألم .. وصور الماضي تتراكم واحدة تلو الآخرى ..
يشعر بالإختناق الشديد .. وهو يراجع كُل ذلك ..
بالأمس فقط كان والده بقربه ... واليوم يفصل بينهما التراب ..
علي :" آآه يا جاااسر .. ليتني متّ أنا .. أنا السبب أنآآآآآ "
هزّ جاسر له كتفه بخفة :" مو انت يا علي .. هذا المكتوب .. و سايق الشاحنة كان مخالف ..انت مالك ذنب"
تدفقت الدموع من عينه :" الكللللب وينه وينه الكللللب بـأقتله "
جاسر :" آآه .. علي اهدي .. الله أخذ امانته .. الرجال توفى "
علي :" ههههه هههه هه لا اله الا الله .. لا اله الا الله " ثم غطى عيناه و هو يبكي بصمت ..
(( من قال الرجال لا يبكون ؟؟!!!
أيظنون البكاء ضعفاً .. أيظنون الرجل صخراً ؟؟
عجباً لمن يفكرُ هكذا ..
الرجالُ يبكون .. فهم بشر .. كان خير الأنام تدمع عيناه ..
أفنحنُ نقرر ان الرجل لا يبكي !!!
من يكونوا الرجالُ دون رسول الله صلي الله عليه وسلم ..
فخراً بدمعٍ ساقطٍ سقط من عين الرجل ... من خشية الرب العظيم في خلوةٍ من الأجل
خير الدموع .. تلك التي تنهمر من خشية الله ..وكفى بالدمع سبباً لظلِ يوم الحساب ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله..."، وذكر منهم "ورجلا ذكر الله خاليا ففاضت عيناه"
(متفق عليه).
والحديثُ جامعٌ للمؤمنين جميعاً مؤمن ومؤمنة ..مسلمٌ ومسلمة .. ))
صبّ جاسر له كوباً من الماء :" علي .. سمي بالله واشرب "
همس ببحه :" مابغى ماي .. ابغى اختي هدى .. يا جاسر خلها تجيني "
جاسر :" ان شاء الله الصبح اهلك جايين .. الحين أشرب "
علي :" لا ياجاسر .. ابغى هدى .. مابغى اشوف احد ثاني "
تنهد جاسر :" ان شاء الله الضحى بتجيك "
نفثّ الهواء من صدره متألماً :" ابغاها الحين .. جاسر جيبها الحين "
نظر جاسر الى ساعة يده .. حيث اشارت الى الخامسة صباحاً .. كيف يجلبها الآن ؟؟!!
جاسر :" خلاص علي .. أنت حاول تنام وتصحى ان شاء الله بتلاقيها "
أحس علي بحاجته الى وقفتها معه ..:" جود "
لم يفقه جاسر لما همس بأسمها .. ولكنه أجاب :" جود ما جبتها معي تركتها بالمستشفى "
همس علي :" جوود .." ثم اغمض جفنيه بتعب ..
تنهد جاسر وعاد هو الآخر الى فراشه .. يفكر في الحياة .. وغرابتها ..
جافاه النوم .. وهو يتسائل .. ما مصير جود ؟؟
و ماذا سـ يفعل غداً ..


~~~


أشجار خرساء و وحشة ظلام تلفه ..
كالضائع أخذ يتيه وفي نفسه بوصلة تشير الى هدفٍ واحد
>> أن يجدها ويعيدها <<
تفجرت محنجرتهـ وهو يصيح بإسمها ... ولا يسمع الا صفير الرياح تمدّه بأجوبة خاوية
لم يعد يجدي النداء .. فهي لا تسمعه ..!!!
تخبط رأسه والافكار تراوده .. و الكوابيس تصّور له أخطاراً ابتلعت زينة في جوفها ..
ارتعب وهو يتخيل أشخاصاً يهجموا عليها ليبيدوا وجودها ..
فتسارعت خطواته الحائرة .. والخوف يلبسه كجلده ..
صاح فارس :" زيــــنة ... زينــــة .. زينـــة ويــــنك ؟؟ زيـــنة تسمعيـــني ؟"
بلا وجهه تلاطم بين اغصان الشجر .. تاركاً غريزته تقوده الى اللا مكان ..
أخذ يتحاور مع أطيافه ..:" يا ألهي احفظها لي .. أتمنى ان لا يصيبها مكروه ..
ان حدث لها أي شيء .. لن اسامح نفسي أبداً .."
صاح مرة أخرى بإسمها .. ولا مجيب .. :" كله غلطتك يا فارس ..
انك أحمق ..!! كم أنت قاسي بتصرفك الأرعن ذاك ..
حتى لو غضبت منها ما ذنبها هيّ ؟؟ ..
ليش من شأنك أصلاً ان كانت تحدث أحداً ما ..ثمّ ان بعض الظن اثم "
أجابه صوتٌ آخر :" بلى من شأني .. بل لي كل الشأن ..
اني مسؤولاً عنها .. هي أخت زيد .. ما يعني انني في غيابه أكون مسؤولاً عنها "
وقف مكانه بيأس .. يتنفس بصعوبة ..
تنصب انظاره في كل بقعة .. علّه يلمح شيئاً يدلّه عليها ..
دبّ الخوف في اطرافه لامكانية خسارتها ..
فتنهد :" زينة وينك ؟؟ الله يخليكِ دليني عليكِ .. "
لم يرتعب يوماً مثل ما هو الآن في هذا الموقف الصعب عليه .. كان دوماً رمزاً للبرود والصقيع
كانت اعصابه حديديه .. فلذلك نجح في أخطر العمليات تعقيداً ..
وذلك لأنهـ لا يملك أي مخاوف ..
اما الآن فـ أكبر مخاوفه هو فقدانها .. ليس لأنها تعني له شيئاً
انها مهمة بالنسبة اليه .. لا ينكر .. ولكن ...
أرخى رأسه برضوخ وقد نفذت منه الأعذار ..
عاتبته نفسه الضاحكة :" لا تماطل يا فارس .. أنت تعرف مابك ..
و تخشى أن تعترف .. تخشى أن تواجه نفسك بالحقيقة !!
لانك حالما تكشفها .. سـ تنقلب حياتك رأساً على عقب "
حينئذ انطلق صوتُ صريخٍ هادر من بين الاشجار .. فـ طارت الطيور هاربة من خطرها
فتيقظت حواسه .. انه صراخ فتاااة ..!!!
لا بد انها زينة .. انها زينة ..
تحركت قدماه سريعاً .. و صاح :" زينااااااااااااااة ... زيناااااااااااة فيـــنك ؟؟"
ثم تغلل بين الشجيرات محارباً اياها ..لن يستطيع اي شيء أن يحيله عنها ..
حتى ولو كانت هي نفسها ..!!


~ يتبع ~

ضياع نبضة 07-09-08 08:45 AM

~ الجـ 2 ـزء ~




~ على المنحدر ~

تجرحت يداها وهي تتعلق بشدة في فرعٍ مشتاك بخشونة..فـ آلمتها قبضتها والاشواك تغرس نفسها داخل اللحم
نظرت من فوق كتفها الى الأسفل .. فشهقت بشفتان ترتجفان ..
تعلقت بيأس بذلك الفرع المتدلي من احدى عمالقة الأشجار .. و قد تفجرت محاجرها خوفاً
حاولت أن ترتكز بقدميها السابحتان في الفضاء على احدى الصخور ..
و لكن كلما وضعت قدمها على مغارة صغيرة هوت الحصيات منها .. بالتالي هوت هيّ الى الاسفل ..
زينة بضعف :" آآآآه .. يا رب .. آآآخ يدييي "
لم تكن زينة تصدق ما يحدث لها .. هل تحلم ؟؟
أم انها فعلاً على بُعد خطوة من نهايتها ؟؟
لا يمكن أن تكون في احدى المشاهد المثيرة التي طالما رأت مثلها في الافلام .. كانت تظن انها خيال في خيال
وياللمهزلة .. انها تحدث في الحقيقة .. و ها هي بطلة المشهد ..!!!
نظرت الى يديها الداميتان ..:" ياربي .. ما بغى اموت هنا .. ياربي ساعدني "
مرت نسمات خفيفة تتلاعب بأطراف طرحتها الممزقة .. ومعطفها الملوث ببقع الطين ..
فضحكت برجفة وهي تتخيل تعليق بسام وتامر اذا عرفا انها معلقة في جُرف هاوية تزيد عن الـ 10 امتار علواً ..
نهايتها مسقط شلالٍ راكـد ..
همست خائفة :" بساام .. تااامر .. شفااا .. آآه ساعدوووني "
تخيلت وجوههم الباسمة أمامها .. فتسألت هل ستراهم ثانية ؟؟ ام انها لن ترى أحداً بعد الآن ؟؟
هل هذة نهايتها ؟؟ نهاية سببـها فارس !!!
صاحت بغضبٍ متكسر :" فارس كله منك .. كلله منك ..آآآهااهااااااا ياربيييي "
بدأت قبضتها تضعفان .. و يأسها يجبرها على الاستسلام ..
همست بضعف وسط أنّاتها :" فارس .. الوداع "
فسمعته يصــرخ ويناديها .. منبثقاً من بين الأشجار ..
فأنتصبت رقبتها .. بغيـر تصديق ..!!
و أرهفت السمع .. علّها لا تتخيل .. وباالفعل أخذ الصوت يعلو ويقترب ..
فصاحت :" آآآه يارب لك الحمد ... فااااااااارس .. انا هناااااااااا .. فااااااااارس ساااااااعدنييييي "

~ قريباً من هناك ~

قبل برهة رأى لوحة تحذير بوجود منحدر ..
فأخذ يمشي الهويني وهو يناديها .. لا يدري في هذا الظلام الدامس ما الذي سيواجهه ؟؟
كان الأمل بإيجادها يخبو في داخله .. و الألم من المجهول يترصده ..
ومع ذلك أقسم أن لا يعود أدراجه .. الا وهي معه ..
لو كانت قد عادت لخابرته دلال .. ولكنها على الأغلب تنتظرهما مع الصغار والقلق يستبد بهم ..
أخذ ينادي .. غير واثق انه سيتلقى الجواب ..
ولكنه فعل .. وسمع نداءً بعيــد لصوتها .. لم يستطع تحديد مصدره ..
انتشت روحه .. و أضائت نفسه .. انها هنا .. انها بخيـر !!
فناداها :" زيناااة .. وينك ؟؟ اصرخي مو عارف وين انتي ؟؟"
جاءه صدى صوتها مكتوماً :" فااارس .. ساعدنييي مو قااادرة "
أنصتّ جيداً محاولاً تحديد موقعها .. فـ دار حول نفسه كالأبلهـ ..:" زيناااه مو عارف انتي وين ؟"
شعرت زينة بيديها تخوران فصاحت :" الحقنيييييي فارس انا بهاااوية .. بطيييح الله يخلييك الحقنيييي "
ارتعب فارس و ركض منتبهاً في جهات مختلفة .. ثم سمع صوت مصّب مائي ..
فتبعه .. وكلما أقترب زاد وضوح صوت زينة ...
لهث فارس :" زيناااه .. انتي فييين ؟؟؟ "
هزت رأسها و هي تحس ان يدهاسـ تفلتان الفرع بدون تحكمها :" اناااا هناااا يا غبييييي بطيييح آآآه "
واجهته شجيرات معقدة .. فأبعدها و اقتحم باطنها ليشرف فجأة على هاوية هائلة عرضياً
والشلال يقبع في جهةِ قريبة يستطيع رؤيتها ..
تنفس بشدة :" زينااااه فينك ؟؟"
رفعت بصرها للأعلى لتراه يقف هناك .. فأطلقت زفرة طويــلة والراحة تتملكها .. :" أناا هناااا "
شده صوتها فحملق بها متفاجئاً .. ثم جثا على ركبتيه والفزع طلّ من عينيه ..
فارس بدهشة :" انتي كيف وصلتي لـ هنا ؟؟؟؟؟ "
رغم موقفها الا ان سؤاله آثار حنقها :" ركبت هيلكوبتر و جيت .!!. طححححححت بلا غبااااء ...آآه يدي "
لم يتراكب استهزائها مع الموقف الذي هم فيه .. فـ مدّ فارس ذراعه اليها ..
:" زينة حاولي تمسكي يدي "
هزت رأسها رافضة :" لاااا .. راح أطييح .. آآآي فارس يدي تعورنييي "
حاول تهدئة نفسه وهو يدرس المنطقة تحتها .. لم يكن الارتفاع شاهقاً وخطراً ..
و لكن الصخور الحادة شكلّت امكانية دقّ عنقها ان سقطت ..أو على أقل تقدير سـ تكسِرُ قدمها ..
نظر الى مصّب الشلال .. انه يقبع تحتها ولكن في زاوية يصعُب بلوغها من قفزة بسيطة ..
يجب ان تدفع نفسها بعيداً عن الصخور لكي لا تتأذى .. وتقع عندها في البحيرة المائية لتخفف الإصابات .
زينة بتألم :" فااارس .. ساعدنيييي ايش تستنى ؟؟؟"
مدّ يده أكثر اليها وبيده الآخرى تمسك بفرع شجيرة .. :" أفكر كيف انقذك .. هاتي يدك زينة "
زينة بخوف :" ما اوصلّك .. رآآآح اطيييح "
هدأها فارس والجد ظهر على عينيه :" طيب اسمعيني زينة .. زييينة ارفعي رأسك واسمعيني "
رفعت رأسها والدموع ومقلتيها تلمعان .. شاعرة ان قواها ستنهار ..
تنفس فارس بعمق :" ركزي معي زينة .. حاولي تدفعي نفسك بقوة .. برجلك سوي دفع قوي على هالجدار الصخري قدامك ..
و بكذا تقدري تقفزي لبعيد عن الصخور وتطيحي في البحيرة .. اوكي .؟؟"
زينة برفض تام :" لاا ااا ما ابغى اخاااف "
صرخ فارس والخوف من سقوطها يتملكه :" لا تخاافي .. زينة اذا ما نطيتي الحين .. راح تطيحي عالصخور "
بكت :" آآه يدي .. ما ابغى .. أخاااف ما اعرف أسبح .."
مسح فارس على وجهه ..يا الهي ما هذا التعقيد .!!! .. تابع نظره نهاية الفرع المتمسكة به ..
فوجد قدرته على التمسك بطرفه والنزول اليها ..:" طيب اسمعي زينة لا تتحركي بأنزل لك و نقفز سوا "
توسعت عيناها .. أهذا مجنوون ؟؟ ..:" لاااا لا تنزززل .. آآآه بتموتنااا انت .. آآآي "
همس فارس محاولاً ان يحدأ قرعات قلبه :" طيب .. اهدي و هاتي يدك .. حاولي يا زينة "
ابتلعت ريقها .. واغمضت عينها .. لا حل غيره .. يجب أن تحاول ..
والا نزل هذا المتهور عندها و واجه هو الآخر مصير الوقوع الى الهاوية ..
فارس :" يالله زينة .. الفرع ما راح يستحمل أكثر .. راح ينكسر "
عندها صدح رنات هاتفه وأفزعتهما ..:" افف .. هذا وقتك .. زينة بسرعة هاتي يدك "
اجبرت يدها اليمنى على ترك الفرع وقد ضوا الألم في باطنها كالجمر :" آآه فارس "
زاد في تقريب ذراعه منها .. ولكنها كانت تراه بعيداً كـ نجوم السماء والوصول اليه استحالة ..
فارس بصوتٍ مرتجف :" شوي بعد .. يالله زينة .. استحملي "
ركزت قدمها على الصخرة لتعطيها دعماً ولكنها انزلقت صارخة ..:" آآآآآآآآه "
لم يكن هناك وقت للتفكير .. وضربِ أخماساً بأسداس ..
اما الآن .. أو أبداً ..
قفز فارس بنفسه ويده تتلقفان نهاية الفرع .. و انزلق الى حيث أمسك بزينة و ثبتها مكانها ..
كانت ثوانٍ قليلة .. ولكن حواسهما خيّلت ذلك دهور ..
بعد ذلك التهور .. عمّ الصمت .. لم يتبقى الا صوت صفير الرياح ..
و صوت هاتفه يقع متكسراً على الصخور ... يسبقهما الى مصير الموت شظايا ..
في كوامن نفسيهما عرفا انه ..
>> الهدوء الذي يسبق العاصفة <<
فـ همس فارس مغمضاً عينيه :" زينة آسف "
بإرتجاف صدرت حجرشتها :" فارس .. راح نموت "
تمسك بها بكل قوته .. و بقدميه دفع نفسه بعيداً عن الصخور ..
كان من المفترض أن يسقطا رأساً الى البحيرة
ولكن انكسار الفرع قلل الدفع الذي اكتسبه فارس .. وافقده توازنه ..
لينحدرا كـ ورقتا شجرٍ على صخرة حادة..
فارس أخذ معظم الضربات لانه حماها بجسده .. وابعدها عن مرمى السقوط ..
وبعدها غاصا الى اعماق البحيرة ...

~ في باطن الكوخ ~

نظرت دلال الى هاتفها و صاحت :" لييش اعطاني مقفووول ..؟؟ "
نظرت الى الصغار حولها .. فأتصلت مرة أخرى ليأتيها أن الرقم المطلوب مقفلاً ..
ثبت في مكانها وبقلق :" خلااااااص مو قادرة استحممممل .. يالله نرووح ندور لهم "
بسام :" طيب يا امي اصبري سيارة الفندق تجي .. مو اتصلتي بهم .. الحين يجوا "
دلال بإضطراب :" مافياااا اصبرررر .. نحن نرووح لهم .. امشووا يالله "
ركض الأطفال جميعاً لينتعلوا أحذيتهم ( اكرمكنّ الله ) و معاطفهم ..
ثم تقدمتهم دلال لتغلق الكوخ .. و تخرج كلها أمل
همست :" يا رب أحميهم لنا يااا رب "
امسك تامر بيد تالا و بسام بيد تولين .. ثم خطّوا الى خارج السياج..

~~~

:" علي .. حبيبي .. الحمدلله انك بخير "
نظر اليها بحزن وهمس :" هدى سامحيني "
ضمت يديه بحنان :" على ايش اخوي .. ؟؟ مسموح .. مسموح طول العمر "
اغمض عينه بألم :" انتي وصيتيني اسوق و اهتم بنفسي وبأبوي .. بس انا قتلته "
ارتجفت يداها :" لا تقول كذا يا علي .. هذا أمر ربك "
علي :" هدى أنا آآآسف .. أنا السبب .. يتمتك انتي وفاتن .. و حرمتكم من ابووي "
أرخت رأسها تسدل رموشها الكثيفة لتخفي الألم عن مرآه .. :" مالك ذنب .. الله اخذ امانته "
تنهد من عمق قلبه .. ليطفأ ناراً أخذت تحرقه :" آآآآآه هدى ريحيني "
زحفت بسمة صغيرة على شفتيها :" ما طلبت يالغالي .. "
و أخذت تراتيلها تتصاعد .. والدمعة تنحدر ..مع تناجى فؤاديهما الى المولى ..
يرتجيان المغفرة لوالدهما ولهما ..
أرتاح علي قليلاً عندما لامست آيات الله شغاف روحه ..
فـ حمد الله .. و طلبه المغفرة لوالده ...
سأل هدى :" وين جاسر ؟؟ "
بهدوئها الحزين :" راح الشركة .. هو و صاحبك "
همس :" وجود ؟"
قطبت جبينها :" جود !!.. امي تقول جاسر تركها لوحدها "
نظر الى السقف :" كيف يتركها ؟؟ .. هي ما درت عن شيء ؟؟ "
هدى :" لا .. ما أظن يا علي "
حوّل نظراته اليها ..:" أفضل .. لا تخلوها تدري يا هدى "
طأطأت برأسها :" ان شاء الله لا تقلق "
همس والغصة تقف في حنجرته :" كيف حال أمي و فاتن ؟"
صمتت قليلاً ثم قالت :" يارب لك الحمد على كل حال .. أنت عارف امي مؤمنة و صابرة .. لكن فاتن .."
لاذت بالصمت و الحزن يغشيها ..
علي :" ايش فيها ؟؟ "
هدى :" فاتن مو مصدقة .. مصدومة .. و كارهتنا لأننا خبينا عليها يومين .. الين ما خلصت اختبارها "
شعر بالخناجر تغرس نصالها في صدره :" كله مني "
هدى :" لا تعيد هذا الكلام .. ولا ازعل منك يا علي "
تنهــد :" آآآه يارب .. رحمـتــك "
هدى :" آمين .. انا بقوم اصلي الضحى .. وراجعة لك .. طيب "
هز رأسه ايجاباً .. ورآها تتوراي خلف باب دورة المياة ..( وانتنّ بكرامة )
شعرّ بالثقل يعود ليغلف قلبه ..
أضناه الشعور ..وتدفقت المرارة تنهمر كسيلٍ من محجريه ..
اثكلته مقامات الجراح ..
فنادى بصمت جوارحه .. :" أبوي سامحني "

~~~

~ البحيرة ~

غمرتها المياة من كل الجهات ..
حاربت زينة ذرات المياة بجهد لكي تصل الى السطح .. دون جدوى !!!
كانت تحرك أطرافها بعشوائية وعيناها مفتوحتان ترى وجه القمر مضيئاً يتراقص مع تحركات الماء
ولكنها تطفو في مكانها و لا تستطيع الوصول اليه ..و كأن الأعماق تشدها الى القاع ..
شعرت بنفسها وكأنها بداخل آلة الغسيل .. تدور وتدور ولا تجد مخرجاً ..
طمستها المياة .. ثم بدأت انفاسها تزهق .. وكل شيء يتلاشي حولها .. ولم يعد هناك سوى الصمت
اخذ وعيها يتسلل من بين يديها بلا رادع .. فطمرت المياة حلقها ..
عندها أحست بيدٍ قوية تنتشلها و تسحبها الى الأعلى ..
خرج رأسيهما الى سطح الماء ... و اخذا يلتمسا الهواء بشهقاتٍ قوية ..
سبح فارس الى ضفة البحيرة .. و هو يتألم في ضلعيه .. ولكن ذلك لم يوقفه ..
امسك زينة ولف ذراعه اليسرى على رقبتها .. و سبح بما تبقى له من قوة حتى وصلا بعد جهد مضني ..
رفعها الى اليابسة و زحفت هيّ لتخرج نفسها من الماء وهي تسعل مخرجة الماء من جوفها ..
وخرج هو الآخر ليستلقي على ظهره و قد انهكه التعب ..
نظرت الى يديها الداميتان التي علقت بها حبيبات التربة ..
.. ثم رفعت بصرها اليه لتراه ممداً وقد اعياه الذي حدث ..
اكتسحتها برودة الجو عندما لطشت بشرة وجهها المبلتة .. فأرتعشت ..
لا تصدّق انهما الآن بخير .. وكأن الذي كان لم يحدث !!!!
همست بإمتنان :" الحمدلله "
امتنانها عرج الى السماء حيث التمعت النجوم ببريقها .. شاكرة المولى على أن حفّهما بلطفه.
استعاد فارس جزئاً من قوته و جلس ممسكاً بكتفه :" آآخ ... زينة انتي بخير؟"
حملقت فيه بخوف لترى سماته تنطق بالوجع ..:"ايه .. فارس تعورت ؟؟ "
سعل بصعوبة وهو يهمس :" آآخ أحس اضلاعي مو بمكانها .. و كتفي اليمين أنخلع "
وقفت بترنح لتقترب بجانبه .. :" وانت ليش تسبح وكتفك مخلووعة !!! تخيل تمزقت الاربطة !!"
لم يرفع رأسه مخفياً آلمه عنها :" يعني لو غرقتي كان أحسن ؟؟"
صمتت عالمة انهما ما زالا تحت صدمة الحادثة .. لن تجادله .. يجب عليها اعادت كتفه الى وضعها ..
متوترة امسكت اعلى ذراعه بيد وبالأخرى ثبتتها خلف ظهره .. ثم بقوتها الضئيلة أعادت المفصل الى مكانه
صرخ فارس متألماً :" آآآآآآآآآآآخ .. "
ابتعدت لتقف بعيداً عنه وقد أحرقتها يديها .. همست :" مجنوون !! "
كان البلل يتحد من ذرات الهواء الباردة ويرجفهما حتى النخاع ... رفع رأسه اليها بتساؤل ..
فشاهدت الدم يقطر من شقٍ جانبي على طول جبينه .. فشهقت :" رأسك ينزف !!! "
رفع يده الى جبينه و نظر الى الدم بنظرة لا مبالية .. ثم مسحها على قميصه وكأنه لا يهتم ..
ثارت زينة لبرودته :" انت انجنيـــت !!! "
رفع فارس رأسه بنظرة لا تعبير فيها و سأل :" ليش ؟"
صدمتها ردة فعله .. وكأنه ميت لا يحس .. ما هذا الانسان أهو أدميٌ حتى ؟؟
صرخت بوجهه :" كنا راح نموووت الاثنين .. غبييي كنت راح تقتل نفسسسك .. لييش تهورت كذا ؟"
تنهد فارس :" يعني كنتِ تبغيني أتركك و اروح ؟"
تشوشت الرؤيا أمامهما عندما تجمعت دموعها .. واضطربت انفاسها
:" هذا الابلهـ كاد أن يقتل نفسه لأجلي !!"
انه غبي , متهور , مجنون , أحمق و و و .... عزيزٌ على قلبها !!!
لم تتحمل فكرة انه كان بالإمكان أن يُسحق على تلك الصخور ...
ولا تستطيع تخيُل ما الذي سيصيبها ان قُتل
صرخت بحده :" ايووووا .. المرة الجاية لا تتدخل .. اتركني أمووت ..يا غبييييي "
رفع فارس انظاره اليها :" هذا جزاتي اني ساعدتك ؟!! "
اشاحت واعطته ظهرها .. بين دموعها صرخت :" اصلاً انت السبب .. لو متّ كان من تحت رأسك "
نكس برأسه و ارتجف صوته :" أنا آسف "
تجاهلت نبرة صوته .. انها تشعر بآلآم جسدية طفيفة ..
لكن الفاجعة التي غمرت روحها هزّتها وتركتها تائهة لا تعرف كيف تتصرف وماذا تقول ؟؟
قالت :" اذا متّ عليا وقتها فين أودي اسفك ... والحين نحن ضايعييين كيف نرجع ؟؟ "
سمعته يسألها بصوتٍ قلق :" زينة انتي بخير ؟؟ "
ارتجف صوتها :" لا مو بخيييير .. من دخلت حياتي انا ما عدت بخيييير .. الحين قووم تصرف ليش قاعد؟"
تنهد فارس :" ما أقدر أقوم .. رجلي ملتويه "
ضمت قبضتها :" احسسسن تستااااهل .. هذا جزاااتك محد قالك تسوي نفسك رووبن هوود"
اغمض فارس عينه .. انه يستحق ذلك .. يستحق استنكارها و فظاظتها ..
لقد جرحها .. وكم هو نادم .. لا عجب انها تكرهه ..!!
و آلمه هذا الادراك ..
رآها تقترب منه ثم تجثو بملامح عابسة .. وعينان دامعتان ..
صاحت :" بسوي هالشيء مو لخاطر وجهك .. لكن لاني ممرضة وهذا واجبي .. لا تطالع فيا "
اسدل رموشه .. وأخذت هي تنظف جرح رأسه بأدوات بدائية ..
حيث مزقت جزءً من طرف طرحتها و ربطت رأسه بها .. ثم خلعت خفيها و نزعت احدى شرّابيها
لتضمد قدمه الملتويه بمهارة ..
عندما انتهت .. وقفت تبعد عنه بضع خطوات ..
همس لها مبعداً نظراته ..:" شكراً "
بلعت ريقها وبحده :" ما ابغى شكرك .. وفرّه لنفسك .. الحين كيف نرجع ؟؟ "
لا يدري ..؟ أين هاتفه .. بحث عنه .. ولم يجده .. يا الهي لقد وقع منه وتحطم !!
نظر حوله .. ووجد انهما في مكانِ مكشوف ..
و لو استمر بالمشي في اتجاه الشمال .. حتماً سيجد طريقاً ترابي يؤدي الى احدى الفنادق ..
قال لها :" زينة .. امشي من هالطريق على طول ..لين توصلي لفندق .. اتصلي منه على دلال "
صرخت :" واتركك هنا !! .. لالا ما ابغى اروح لحالي .. اخاف يطلع لي حيوان مفترس "
رغم ضيقه صدره و الألم الذي يحاول كبته ابتسم :" لا تخافي هالجزيرة مافيها .."
قاطعته :" انا ماني رايحة .. اما نروح سوا او نقعد سوا "
تنهد :" زينة .. ما اقدر امشي على رجلي "
جلست تستند على شجرة قريبة :" أجل انطمّ .. انا تعبانة و بردانة .. بقعد انتظر "
فارس ضمّ رأسه وقد بدأ التعب يغلبه والصداع يزداد :" تنتظري ايش .. زينة روحي "
صاحت :" فاااارس .. اسكت مو رااايحة "
كان يريد الجدال لولا أن المٌ حاد في رأسه أطاح به أرضاً ليفقد وعيه ..
رأته زينة يسقط على ظهره و قد سكنت حركته ..
ففزعت و هرولت لتجثو عنده صارخة :" فااارس .. فااارس .. "
جستّ نبضه .. و تابعت انفاسه التي بدت طبيعية .. وحدها آثار التعب والجروح التي تثير القلق
نظرت اليه وهو غائب عن وعيه ...
فتجمعت الدموع مرة اخرى في عينيها لتهمس :" غبي .. كنت بتموت عشاني .. مجنوون
مجنوون أنا امووت لو صار لك شيء ..." و سقطعت دمعة منها على الارض ..
لتهمس بكل جوارها :" يا فـارسـي "
عندها تعالت ضجة في السماء .. فرفعت بصرها لترى طائرة مروحية تحلق في الأجواء ..
ضحكت وسط دموعها وأخذت تلّوح له بسعادة ..


~~~~

~ في الشركة ~

:" هذي وصيته ... لازم تتجمعون كلكم وتنقرى عليكم "
تنهد جاسر :" مو وقته يا عبدالعزيز "
رفع عبدالعزيز كتفيه :" ادري يا جاسر .. لكن انا محامي عمي حسن الله يرحمه ..
ومثل ما هو صعب عليكم الأمر بعد صعب عليّ صدقني .."
أخذ يمسد نونته بضيق :" آآه .. عزيز .. خلاص سوي اللي واجب عليك تسويه "
وقف عبدالعزيز وهو يقرأ الورقة :" الله يرحمه .. اشترط لقراءة الوصية وجودك انت وزوجته وعلي وبناته و جود فيصل الـ .. اامم أختك "
رفع رأسه بإستعجاب :" بس جود مو بالبلد و ما أظن تقدر تتواجد في الفترة الحالية "
اغلق عبدالعزيز الملف واعاد الورقة الى حقيبته :" ما نقدر نقرأها الا لازم يتواجد الجميع "
جاسر :" عزيز انا وليها .. ووجدي كافي "
تنهد عبدالعزيز :" يا جاسر لا تصعب علي الامر .. هذا شرط حاطه الله يرحمه .. ومهما تأخر الوقت ما يهم
كان واضح بإشتراطه وجود الجميع .. اعذرني يا جاسر "
هزّ جاسر رأسه .. ما همه بالامر .. ولماذا تكون جود من ضمن الوصية ..
لا هوّ ولا جود لهما حق بدخولها ..!!
جاسر :" خلاص .. المهم الحين ابي كل الملفات المتعلقة بأمور الشركة "
قبل أن يغادر عبدالعزيز :" بقول للسكرتير حقك .. والحين رايح أزور علي توصي شيء ؟"
جاسر :" سلامتك "
وقف ليخطوا الى المنظر أمامه .. و سافر باله الى حيث تكون ..
باتّ الأمر كثيراً عليه .. و الضغوطات تزداد ..
كل يوم يحمل له ألماً في العنق ..
فماذا ينتظره غداً ؟

~~~~~

أقبل الصباح .. و أشرقت الشمس تعلن حلول يومٍ جديد
إستيقظت الفتاتان مبكراً وقضتا وقتاً وهما تفطران .. عندما اشارت عقارب الساعة الى الـ 6:00
قررت شفا أن تخابر زينة :" هذي زيوون ما كأني أقولها تتصل بي وتقول متى جايين ؟"
جود :" يمكنها انشغلت .. ولا نسيت "
شفا بحنق :" نسيت !! .. انا اوريها كيف تنسى "
اتصلت بها ووجدت هاتفها مغلق .. :" يا ربييييي هذي ايشبها مقفلة جوالها ؟؟"
جود :" يمكن مافي شبكة .. وهم في نصّ البحر "
ضحكت شفا :" اعذارك ابداً ما تخلص انتي ؟؟ "
جود :" هههههههـ لا "
امسكت شفا بقرآنها :" طيب هشش هدوء بأقرأ وردي اليومي "
جلست جود بجانبها :" طيب أنا بقرأ كمان .. اعطيني قرآن "
أشارت لها شفا الى خزانة بجانب المدفأة ..:" تلاقي قرآن تالا هناك .. خذيه "
ذهبت جود وأخرجته :" ايش اقرأ شفا ؟"
شفا :" أقرأي من البداية .. يصير تمشي بالترتيب وتختميه "
جود :" اوكي .. لازم أقرأ كل يوم ِورد ؟؟ "
سألتها شفا ببسمة على ثغرها :" تبغي الله ينور قلبك بالقرآن ؟؟"
طأطأت بشدة :" اكيـــد "
شفا :" طيب .. يصير لا تهجرية وداومي عليه "
ابتسمت جود :" ان شاء الله "
ثم اخذت كل واحدة منهما ركناً وفرشت سجادتها لتقرأ متوجهه للقبلة ..

~~~~


هنا نتوقف .. رغم ان النبضة قصيرة الا اني سأعوضها بالآتي بإذن الله ..

أي نقد أوتنبيه لنقطة ترغبون ان تناقشوها معي ..

على الرحب والسعة .. وكلي قلب منشرح لكل الآراء ..

الى اللقاء مع نبضة جديدة تعوض عن هالنبضة ..

ولكم كل مودتي ..



ضياع نبضة :flowers2:

شبيهة القمر 07-09-08 02:23 PM

[SIZE="4"]أهلن نبوضه كيفك ...انا من المتابعين لقصتك الفريده من نوعها

بس الحين ماعاد فيي صبر على القراءه بصمت قلت لازم افجر

الي بخاطري والاانفجرت >> الله يعينك على الشرشحه ههههه

القصه مجملة وتفصيلا قليله عليها روعه الله يحفظك يارب

والي شد انتباهي اللمسه الروحانيه وبيان تعاليم الدين

التي غفلنا عنها>>والي حببتنا فيك ... الله يزيدك من فضله يارب



الشي الي مشغل بالي هي شفـــــــــــــا احس ان في حياتها سر

ويمكن هي ماتعرفه ؟؟علاقتها بجود ..عدم الشبه بينها وبين افراد

عائلتها ..مرضها....حياتها في الغربه ...؟؟؟الشبه بين امها وبين جود

حب جود للكتابه تماما كأم شفا .............الخ كل هالاشياء كونت عندي

فكره وحده ان ام شفا هي ام جود ...وشفا مو بنتها يا انها يتيمه او انها

بنت ابوها من ام ثانيه ....وش رايك انفع المحقق كونان هههههه

هذا الي طلع معي بخصوص شفا



نجي عاد لزينة الحلايا زوينه ...ياحبي لهلمخروشه ههههههه

على كثر ماترفع ضغطي بهبالها على كثر ماأحبها....وكلش كوم

وردها على قيس زمانه كوم احيانا ارحمه مالقى الا هالخبله

يطيح في شباك حبها هههههه بس يستاهل مادواء الرجاجيل الا هي

ياحبيلها توسع صدري بمقالبها الله يوسع صدرك يانبوضه ....ههههههههه

وطبعا مانسيت باقي ابطالنا راح اشرشحهم لك في المره الجايه


يالله اشوفك على خير

وبانتظاااااااار نبضاتك الرائعه يانبوضه ... [/
SIZE]

همس الروايا 08-09-08 11:00 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هلا نبوووضة شحالج غناتي ؟؟

هالنبضة وقفت قلبي من الرهبة .. ماكني قريتها من قبل

اعيد وازيد ما شاء الله عليج ابداع وصفج تخطى التميز بواااايد

يعني حيييل حيييل اوصافج جميلة و مختارتها بعناية ..

تشبيهات حلوة وصياغة تجنن .. اسلوووب رااااائع وايد وااااايد

يعطيج العااافية وبإنتظارج دووووم ..

هموسة

ارادة الحياة 08-09-08 03:01 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضياع نبضة كم شعرت بفخر داخل نفسي عندما اطلقتي عليه لقب ماما ارادة فأنا اعتز وافتخر بأبنة مثلك واتمنى ان يمد الله بعمري لأرى بناتي مثلك وقريبا اذا بلغن عمر اسمح بدخولهن النت سوف اعرفهن عليك
ضياع نضة بصراحة بحثت كثيرا لكي اربط الاسم بمحتوى القصة ماهو الذي سوف يضيع نبضة هل قلب شفى ام قلب زينة عندما استقر حب فارس داخله ام قلب فارس الذي استغل الحب غفلته وغزاه ام قلب جود الذي اعتمر بالايمان واصبح قلب ينبض بالحياة وضاع نبضه السابق ام قلب جاسر الذي بدأ يخفق بشكل خفي ام قلب وسن الذي ضاع نبضه منذ زمن بعيد واصبح كتلة حجر
لا ادري اي نبضة تلك
ام هو نبض الوطن الذي نفقده بالغربة ونحن اليه دائما اتمنى ان نجد النبضة ولاتضيع منا ابدا

اعجبتني القصة بكل محتواها في اول نظرة لي بدات لي القصة وكأن كاتبتها اجنبية مستشرقة لما تحوي من مزيج شرقي غريبي
ثم بدأت تطفو على السطح الهوية العربية الأصيلة في كل نفحة أيمانية تطل علينا في قصتك
فضهرت لي قصة غربية بدفئ شرقي ونفحات اسلامية
رائع اختيارك للبيئة القصصية بدوتي مختلفة بطرحك اعجبني وبشدة توضيحك لأخلاق الناس وان اختلفت الديانات حتى لا نكون مثلهم صورو المسلمين ارهابين بشكل عام
لنصرو الغرب بناءا على اخلاقنا نحن المسلمن بأنهم بشر منهم ذو الاخلاق الجيدة ومنهم ذو الاخلاق السيئة وفقتي وبشدة في بيان العمق الاخلاقي في النفس البشرية وانت اختلفت الديانة
فهذه وسن مسلمة بينما الممرضة الاخرى احنبية ومن ديانة اخرى تلك اخلاقها عالية والاخرى نست دينها وتناست عادتها فبدت مسخا خلقا واخلاقا


شفا ملاك القصة لا ادري لما اشعر بالسكون عندها واشعر بالهدوء يتغلغل داخلي عند ذكر اسمها صعب تلقي انسان محتفظ بهذه الروح الأيمانية رغم كل الامه فهي متمسكة بالحياة بأيمانها برب العالمين ومتمسكة بالحياة من اجل اخوة صغار تحملت المسؤلية ولم تهرب منها وهناك من هم يهربوبون منها وهم رجال اصحاء واشداء وهي الطفلة الصغيرة المريضة تحملتها صدقيني ربما هي قصة ولكن الواقع يحمل اقسى من ذلك
صدقيني شعرت بصغر حجمي امام هذه الشفا فهي مريضة ولم تنسى فرضا ولم تنسى وردا ونحن الاصحاء وبكامل اراتنا نسهو ونتناسى الله يهدي الجميع
وفقت في رسم شخصية رقيقة وقوية مريضة عضويا وسليم روحيا تنير الطريق لكل من حولها فبدت ملاكا رائعا لقصة رائعة
اروع كلام نطقت به شفا هو كلامها عن حب الله سبحانه وتعالى وغفلتنا المتعمدة لهذا الحب الرائع الذي يخجل امام روعته اي حب سوها وينحني اجلالاا لقدسية هذا الحب فبارك الله لكل من وضع هذا الحب نصب عينيه
زينة ربما عرفنا قصة شفا وطريقة اغترابها ولكن زينة بدت مختلفة صعب على المجتمع الشرقي تقبل دراسة البنت خارجارض الوطن وهناك من تمادى ولم يتقبل دراسة البنت داخل وطنها ولكن المسافة ربما بعيدة عن اهلها
ياترى ماهي الضروف خلف دراسة زينة خارج الوطن
هل تعرفين زينة شخصية مركبة ومربكة تحوي العديد من التناقضات طيبة وشريرة تحب وتكره في ان واحد ردود افعالها متهورة وغير مدروسة اعانك الله على كتابة مثل هذه الشخصية اجد قلمك تصيبه حالة من التهور عند كتابة حوار هذه الشخصية
اثرت العديدة من القضيا عبر هذه الشخصية
اولها انفصال الابوين وتشتت الاطفال وعدم تقبلهم للشريك الاخر سواء كان من جهة الام او من جهة الاب وبذا يعيشو معزولين ويكونو فكرة خاطئة عن الزواج ويفضل الانزواء على خوض مثل هذه التجربة التي تبدو بنظرهم فاشلة قبل ان تبدأ اعجبني نقاشك وانتظر كيف سوف تصلين لحل مع هذه الخصية المتهورة فيما يخص نقطة الزواج

ثانيا الحجاب والألتزام به صدقتي بنقطة معينة هناك العديد من الفتيات محجبات وتستغربين تصرفاتهن هن بجهة والحجاب بجهة اخرى ولكن عندما تتعرفي عليهن تكتشفين ان الشعر عبارة عن اسلاك نحاس والافضل ان نخبأه للاسف هناك من اتخذت الحجاب لكي تخفي العيوب
هدى الله الجميع

المسألة الثالثة هي الغربة وتأثيرها علينا هناك من ينغمس بها بأرادته وينسى دينه وعادته وتقاليده وهناك من تجره جرا خفيفيفا نحوها ويبقى متمسك بدينه ولكن لايمكنه ان يرجع الى ارض وطنه لانه اصبح بنظر من هناك متحرر ( فري ) وهو ايضا اصبح لايمكنه ان يعود الى ذلك المجتمع القديم ويتطلب الامر شجاع اذا اراد العودة ويتطلب الأمر ارادة ومكافحة حتى يتعود مرة اخر ى على البيئة التي هجر واذا كانت جذوره عميقة في تربة وطنه سوف يعود ويقاوم رغبته المتحرر وفكره الذي تغير ليعود ابن الوطن البار
وفقت عزيزتي اعجبتني ارائك

هل تعرفين في شخصية زينة بالذات وجدت امراءة تحاول ان تكون طفلة لكي تدفن حزن الطفلة التي داخلها والمراءة التي هي عليها داخلة ضحكت الطفولة وعفوية التصرفات الطفولية

جاسر وجود
تألق هنا الحب الأخوي العميق ذلك الحب الفطري الذي لانعرف متى اكتسبنها ولاكيف نمى داخلنا نبصر النور وهو معنا ونكبر ويكبر معنا
تدفق الحب بعمق وصدق لايمكن ان يشك به احد او يختلف به اثنان
رسمته بريشة مبدعة فكون لوحة صادقة بألوان زرقاء صافية كزرقة السماء بعد انجلاء عاصفة هوجاء ازرقها رائع ورائحة المطر على الارض تزيد من شعورنا بالطمأنانية هذه هي الوحة التي جمعت جاسر بجود
اثرتي نقطة مهمة وهي الجزع عند فقد عزيزة ترين الناس الجهلة يمدحون فلانه لانها شقت ثوبها ونفشت شعرها حزننا على فقيدها ويذمون فلانه لانها سكبت دموعا صامتا وقلبها يدعو بصدق لذلك الفقيد بالرحمة والغفرة
متناسين تماما الايمان الي تغلغل داخل الثانية حتى اصبحت تؤمن بقضاء الله وقدره وان كل نفس ذائقة الموت مهما مد الله بعمرها
اما الأولى ضعف ايمانها فبدت جزعة ومعترضة على حكم الله وهالها امر الفقد ولم ترجع لوعيها لضعف ايمانها

هذه هي حالة فاتن وهدى

فارس رجل عانه القسوة الابوية والاهمال والانكار من قبل الام والخداعة من حبيبة مجهولة فصور المرأءة وحش يجب الابتعاد عنه والحب هو غدر مقنع
اعتقد انه سوف يتغير قريبا
ليس من عادتي ان اتوقع الا ماندر ولكن الان سوف اتكلم عن مسار القصة بشكل عام
تدرجتي بشكل رائع فيما يتعلق بشخصية شفا الى ان وصلتي الى طريقة دمجتي بها حياة جود وشفا بطريقة رائعة ستصلين بها الى ما تريدين
فارس وزينة اتصور مدى تعبك الى ان جعلتي منهما يعترفان من غير وعي منهما بأنهما وقعا بالهوى قبل ان يقعى بالهاوية
وفقت بأدارة ة الحوار بينهما بشكله العفوي الطفولي
الأطفال وعلاقتهم ببعضهم رائعة حياة الطفول وخاصة بسام وتامر حلوة علاقتهم الطفولية بكلمات رجولية مقلدة رائعة فترة الطفولة
علي وجود علاقة عرفنا بدايتها وان بدت نهاية اقرب منها الى الى البداية فهل ستكون النهاية مختلفة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ختاما وفقك الله عزيزتي واتمنى ان ارى نباضاتك القادمة وهي مميزة دائم

BENT EL-Q8 08-09-08 06:05 PM

ابدعـــــتيـ نبوووضـ
وهذا مو شــيـ غريــبـ عليــجـ
زينــــــــهـ
لهدرجهـ تعانيـ المسكينهـ
شكلهــا كانتـ تخفيـ المهــا بضحكهــا وابتسامتهـــا
اللهـ يعينهــا
خخخ حتــى واهــيـ شويـ وتطيحـ ماتخليـ طبعهــا هعـ
فارســ
خاطـــر بحياتهــ وكانـ ممكنـ يموووتـ
كلـ هذا لانهـ يحسـ انهـ مسؤوولـ عنــهــا!!
ما اعتقــد
والشــيـ اليـ يعرفهـ ومايبيـ يعترفـ فيــهـ اهو"حبهـ لهــا"!!
علـــــــيـ
اللهـ يعينهـ
مو سهــلـ ينســى غيـــر جذيـ فكرهـ انهـ اهو قتــلـ ابوهـ مسيطرهـ عليهـ
ومخليتهـ يحسـ بالذنبـ
اللهـ يعينهـ
جووود
الحمد للهـ فيـ تطور ملحوظـ بحالتهــا
وانـ شاء اللهـ ما يخربـ عليــهـا شيـ
جاســـر
اللهـ يعينــهـ
غيــر جذيـ لازمـ تنقرا الوصيهـ وجود موجودهـ
يعنيـ لازمـ تعرفـ انـ عمهــا ماتـ
اللهـ يستــر
وسنـ
غيابهــا هالنبضهـ مو مطمنــيـ*_^
هــدى
ونعمـ الاختـ واللهـ
اللهـ يوفقهــا
تقبليـ مروريـ

ضياع نبضة 09-09-08 12:52 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

~~~

ما تتصوروا قد ايش انا مبسووطة بردودكم الغالية عليا ..

جد جد فرحتووووني .. الله يسعد قلوبكم ..

نفسي اعلق عليها في الوقت الرآآهن لكني للأسف مشغووولة مرررة ..

و بعد شوي رايحة العمرة ان شاء الله .. لا تخافوا راح ادعي لكم معايا :)

والله يدي تاكلني الا اعلق على كل وحدة فيكم ..

(( شبيهة القمر - همس الروايا - ماما ارادة - بنوووتة ))

تسلمووو جداً .. و بإذن الله راح اعلق على مشاركاتكم الحلوة ..

شكراً من قلبي لكم .. وانتي ماما ارادة شرفتيني بإني مثل بنتك ..

راجعة بإذن الله ..

والحين اطرح لكم النبضة الـ 16 ..

و لما ارجع اعقب عليكم يا احلى اخوات ..

وادعوا لي ربي ييسر العمرة ويتقبلها مني ..

~~~

احبكم في الله ..

ضياع نبضة 09-09-08 12:59 AM

v~√”^√V’~-√V~'^~----- ~ النبضـة السـادسـة عشـر ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :
" مهما طآآل الزمآآآن على إخفآآء الحقيقــة ... يأتي وقتاً تُكشفُ فيـهـ الأسرآآر "



~ الجـ 1 ـزء ~


كانت تلك اصعب تجربة مرت في حياتها , حتى بعد مرور 7 ساعات على ما حدث
وعودتهم الى الكوخ بالطائرة المروحية ..
لم تستطع زينة أن تزيل الآثار النفسية التي خلّفها خوف تلك اللحظات ...
لكنها تظاهرت بأنها بخير ..
منذ هبطت الطائرة المروحية و ساعدتهم .. أحست بنفسها وكأنها بداخل فيلمٍ حربي ..
فأخذت تضحك كالمجنونة .. ثم تتذكر ما مر بهما عندما ترى دمّ فارس يلطخ قميصه وتبكي ..
كان المسعف ينظر لها وكأنه أصابها شيء من المسّ ..
أما مشهد استقبالهم كان رائعاً و مضحكاً حيث اختلطت دمعات دلال بثيابهما
و اغرقتهما تساؤلات الصغار الفضولية ..
تلقيا معاينة طبية من شخصين يعملان في الجزيرة و بعدها خلدا الى الرآآحة ..
عندما صعدت الى غرفتها استحمت زينة وابدلت ثيابها ثم طلبت من الجميع تركها لترتاح ..
ولكن هيهات ان يغمض لها جفن وفارس بالأسفل يعاني من عدة اصابات ..
جافاها النوم لطيلة الليلة وهي تعيد شريط ذلك الموقف في ذهنها .. بأعصابٍ مشدودة
أخيراً استوعبت انهما عادا بخير فأمتلأ قلبها حمداً لسلامتهما...
عندما أشارت الساعة الى الـ 05:30 صباحاً نزلت من سريرها
و في الصالة وجدت الصغار قد استيقظوا مبكراً و أعينهم منتفخة ..
عندما لمحوا طيفها ركضوا اليها وأسألتهم تنهال عليها كالحمم البركانية ..
خطّت الى احدى المقاعد لترمي نفسها بتعب والهالات تظهر تحت عينيها ..
جلس بسام عند رأسها :" عمتوو كيف حسيتي لما كنتي بتطيحي من الهاوية ؟"
تامر :" يا حظظظك عشتي أكشششن "
رفعت تالا يد زينة لتنظر الى الضمادات الملتفة :" تعورك زيوون ؟"
تنهدت زينة :" آآآه صدعتووني .. امس قلت لكم كل شيء "
بسام :" والله حمااااااااس .. خالي طلع سبايدر ماااان انقذك "
ضحك تامر :" يا خبل بات مااان يركب على خالك أكثرر "
أتت تولين لتمسح وجه خالتها بلمساتٍ رقيقة :" عمتوو .. نادي ثاعدني يا حليب الثعودية "
ضحك الاطفال عليها وشاركتهم زينة ذلك بـ تعب ..
أتتهم دلال وهي تحمل الحقائب لتركنها عند باب الكوخ :" يا صغاار وين شنطكم جيبوها هنا "
صرخ الاطفال :" طيـــب " ثم انتشروا الى غرفهم ..
سألتها دلال وهي تجلس امامها فوق الطاولة :" زينة .. احسن الحين ؟؟ "
اغمضت جفنيها :" الحمدلله .. كيف .. كيفه ؟"
ابتسمت الاخرى :" تمام .. الحمدلله اللي حفظكم لنا .. ههههـ ما تتصوري قد ايش خفت امس "
جلست زينة مبتسمة هي الأخرى :" انتي ح تقولي .. الله لا يعيده من يوم "
قامت دلال :" آمين .. انا ح أروح اجهز اغراضك .. لاننا بنحرّك الساعة 7 "
رفعت زينة رأسها بإهتمام :" بس فارس ما يقدر يـ .."
قاطعتها دلال :" لا تخافي في رجال راح يبحر بنا .. و انتي يالممرضة ممكن تقومي و تكشفي على المريض شوي لان هالموضوع من اختصاصك "
توترت زينة :" لـ ليش ..؟ ايش فيه ؟ "
كانت دلال ترتقي السلالم :" ما ادري عنكم .. مو لازم تشيّكي عالمريض .. روحي شوفي شغلك عبال ما اخلص"
تابعتها زينة بنظرات مضطربة حتى غابت دلال عن انظارها .. ارخت بصرها الى باب غرفة فارس
و تسألت ..:" هل لديّ الشجاعة لمواجهته الآن ؟؟"
بلعت ريقها ووقفت بخطوات مترددة متوجهة الى الغرفة .. طرقت الباب مرتين ..
ولم يأتيها جوابه .. أعادت الطرق وهي تناديه :" فاارس ؟؟ "
عندها أتاها جوابه .. ففتحت الباب قليلاً لتنظر الى الداخل .. فوجدت الفراش فارغاً
تعجبت و فتحت الباب أكثر لتعيد النداء :" فارس .. انت فينك ؟!! "
اجابها بصوت ذو صدى :" انا هنا في الحمام ... ممكن تنادي بسام يجي يساعدي اقوم "
توسعت عيناها و كادت قدماها ان تأخذانها الى الداخل :" فارس انت طحت ؟؟ "
فارس بآهه :" بس انزلقت على الارضية.. مافي شيء امسك فيه واقوم .. نادي الاولاد "
تراجعت لتنطلق الى الغرفة المقابلة .. وجدت بسام وتامر يُجهزان اغراضهما فسحبتهما خلفها ..
بسام :" آآي عمتوو .. ايش بك لا يكون الضربة طيرت مخك ؟"
تامر من الجهة الآخرى :" آآح اذني يالفضائية .. بسووم شكلها اتلمست هههـ "
زينة :" هشش منك له .. ادخلوا .. روحوا شوفوا فارس ايش فيه ؟"
دخل الصغيرآآن يتحرطمان .. ثم يغيبان بداخل الحمام ( أكرمكنّ الله )
وقفت زينة عند مدخل الغرفة والتوتر متلبسها .. ضمت يديها الى رقبتها وهي تسمع تحاورهم
بسام :" اووب خالوو ايش به جسمك ملون كذا ؟؟ "
سمعت ضحكة فارس :" يا رجال هذي رضوض .. تامر هات معطف الحمام ساعدني البسه "
جلب المعطف وساعده .. تامر :" والله يا خالي فارس انت بطـ .."
قاطعه فارس :" يا ولد لا تحلف في الحمام ..!! "
بسام :" خبل انت تموور .. اسم اللـ .."
وضع فارس يده على فم بسام :" ههههههـ انت الحين بتقوله ..اسم الجلالة لا تقولوه في بيت الخلاء فاهمين "
بسام وتامر بصوت واحد :" فاهميــن "
وقفت زينة على اعصابها و لم تتحمل :" هيييي انتوا جوا .. اطلعوا يالله "
همس فارس لـ بسام :" روح قول لعمتك تطلع من الغرفة .."
استغرب بسام و نظر الى تامر بتساؤل ...
فارس :" رووح يالله "
خرج بسام الى الغرفة لـ يرى زينة تنتظر بفروغ صبر .. رأته :" ايش بكم ؟؟ "
بسام بصوت متضخم :" يقولك خالي انقلعي ههههههـ "
صُدمت زينة لما قاله .. !!
أتاها صوت فارس :" قلت لك تروح .. مو تنقلع يالدب "
شرح بسام :" خالي بلغة الورعان روح يعني انقلع وضف وجهك "
كورت يديها و صرخت :" أصلاً مو هامني لو طاح ولا انفجر .. عساك تنفلق منك له .. "
ثم خرجت مغلقة الباب ورائها بعنف ..
ضحك بسام وتامر .. اما فارس ابتسم و بداخله كيانٌ يهتز ..
في قراره نفسه :" زينة لا اريد رؤيتك .. أخشى ان تصدمني مشاعري اذا تلاقت نظراتنا ..
لا أعرف ان كنت مستعداً لألم آخر .. ولا اعرف ان كُنت أستطيع تحمل ألمكِ ؟؟
و أيضاً لا استحمل نظراتك التي تمقتني .. يكفي ما فيّ "
مدّ يده الى تامر ثم وقف بترنح .. آتى بسام ليساعده للوصول الى سريره
بسام :" خالوو الحين ما راح نرجع .؟ "
فارس :" الا راجعين .. كلمت واحد يرجعنا .. "
تامر :" خالي فارس .. والله انك شجاع .. نطيت وانقذت زيوون "
بسام بحماس :" يا ليييييت كنت هناك واشووفك تعرّض نفسك للخطر عشان تنقذ عمتي "
ضحك تامر :" هههههـ هذا كله من الانمي اللي تشوفه "
تنهد فارس وهو يجلس على السرير وفي نفسه ..
:" أنا أقدم روحي لأجل زينة ... " ثم هزّ رأسه رافضاً هذة الفكرة ..
لا يريد .. لا يريد أن يثق من جديد بهن ..
لا يريد تكرار ما مرّ به من قبل ..
لقد تألم مع أمه ... و مع رومي .. لكنه استطاع ان يصمد ويستمر ..
الآن ..
اذا حطمته زينة .. ستكون نهايته ..!!

~ في الطابق الأعلى ~

دلفت غرفتها بعصبية .. وهي تتمتم غاضبة :" من زينك عاد بتعب نفسي عليك ..امففف "
كانت دلال تفرّغ الخزانة من القطع القليلة بداخلها :" بسم الله .. ايش بك ؟"
رمت بنفسها على السرير :" اخوكِ طردني عمااا "
ضحكت دلال :" والله انا ما شفت اثنين مثلكم .. زي الطباين "
اغمضت زينة عينيها مفكرة .. :" كم أنا مثيرة للشفقة .. لمجرد انقاذه لي بدأت أبني آمالاً من الرمال
يجب ان اغض النظر عن مشاعري .. خوفي عليه لا يعني شيء ..
ربما انا معجبة به .. لكن .. لا لا يصلُ الأمر الى الحب .!! "
ابتسمت بإستهزاء :" وما يُدريني ما هو الحب أصلاً .. لقد فشلت في حبي لأمي وأخي ..
فـ هل سأنجح في حبٍ آخر .. لالا يا الهيي آآآآآه "
دلال :" ايش بك ؟ فين سرحتي ؟ أكلمك أنا "
فرجت جفنيها :" ايش قلتي ؟؟ "
تابعت دلال عملها وهي تتحدث :" أقولك أمس دقت شفا .. صرفتها "
وثبت جالسة تسأل بقلق :" لا تكوني قلتي لها اني ..؟؟ "
طمأنتها دلال :" لا لا تخافي .. خليتها تكلم تامر .. و قفّلت جوالك عشان لا تدق .. قلت لها انك تستحمي"
قفزت زينة لتبحث عن هاتفها في احد الادراج :" يووه تلاقيها قاعدة تدقّ عليا وقلقانة "
دلال :" ما ادري ما عرفت ايش اقولها لو اتصلت .. "
خابرت زينة شفا و طمأنتها عليهم ..
أنبتها شفا بخفة :" ومصع قلقت عليكم .. متى راجعين طيب ؟"
زينة :" ممم قولي كذا الساعة 9:40 او 10 نوصل البيت "
شفا :" ان شاء الله بالسلامة .. امس ليش ما دقيتي ؟؟ تموري ما قلك تتصلي بيا ؟"
توترت زينة :" امم .. الا .. مدري .. ياشيخة كنت مصدعة ونمت على طول "
تنهدت شفا :" سلامتك .. طيب المهم ان شاء الله لما توصلي اتصلي بي "
شعرت زينة برغبة غريبة في البكاء وهي تسمع صوت شفا ... ظنت لوهلة بالأمس انها لن تفعل ثانية ..
بلعت غصتها :" اوكي ... شفا أحبك ماااارة "
أحست شفا بحالتها فبصوت قلق :" وانا بعد .. ايش فيكِ زيوون ؟؟ تعبانة ؟؟؟ "
ضحكت برجفة :" لا ما فيا الا العافية .. الحمدلله .. بس مشتااااقة "
شفا :" الله .. اذا البعد عمايله كذا أجل كل مرة سافري هههههـ "
زينة :" وجــع ما صدقتي على الله .. بتفتكي مني !! "
شفا :" هههههـ ولوو .. انا ما استغني عنك .. لحظة " ... ابعدت السماعة عنها :" هاه جود ..لا حلو كذا "
ثم عادت لـ زينة التي قالت :" هاه الست جود أخذت مكانتي أشووف "
قهقهت شفا :" يوه يوه بدينا الغيرة .. اقولك يالله الحين سكّري .. واتصلي بي لا تنسي "
( برطمت ) زينة :" اوكي .. روحي لـ جود بس .. سلام "
اغلقت الهاتف على ضحكات شفا ..
نظرت الى دلال التي انتهت من حزم الامتعة :" بسسس .. في شيء ثاني نسيتيه ؟؟ "
رفعت زينة كتفيها بجهل :" لا ما اظن .. مدري "
حملت دلال الحقيبتان لتنزلهما :" انتي وفارس أصلاً تدروا عن حاجة !! "
صاحت زينة بإستنكار :" ليش ايش قالوا لك عنا .. عميان ؟؟ "
وقبل ان تخرج دلال من الغرفة التفتت اليها وببسمة غريبة :" لو موعميان كان عرفتوا اللي قاعد يصير "
ثم اعطتها ظهرها و ذهبت ..
سكنت مكانها للحظات والاسئلة تراودها ..
ثم وقفت لتنظر من النافذة الى منظر الشروق الهاديء ..
:" يا ترى ما الذي تقصده دلال بقولها ؟؟ هل .. هل لاحظت انـ انجـ انجذابي لأخيها ؟؟
ام انها تنوه للعداء الظاهري الذي اخفي وراءه مشاعري المضطربة ..!! "
رفعت يديها لتنظر الى الضمادات ..
:" هذة الضمادات بفضل الله تحمي جروحي لتشفى .. لكن .. هل يستطيع عدائي أن يحمي قلبي منه ؟!! "
تنهدت وهي تتسائل ..::
====
لست ادري مالخطب ؟؟ ما الذي اصاب صدري؟
ضاق فجأة اختنق ما الذي صار بأمري ؟
..:[ دينونة الحزن اعتنق ]:..
لست ادري !! لست اعرف !!
ما الذي اصاب عيني لم تفارقها دموعي
ضيقة في الصدر ودمعة في العين
مالذي يحدث مالخطب ؟؟
..(( تخيلت فارس أمامها ))..
ياترى هل تعرف انت السبب؟!!
ان عرفت بالله عليك
بث ماذا يحتويك...بث لي ما يعتريك
اعطيني رموز ضيقي ...اعطيني مفتاح جرحي
فـ لست ادري مالسبب !!
هل تعرف انت السبب؟؟
* من نبضي *
===
رفعت بصرها الى المنظر مرة أخرى ..
وهمست لنفسها :" أعرف السبب .."
ابتسمت و دمعة سقطت من عينها .. هذا المكان حمل لها ذكريات جميلة لن تنساها ..
هذا المكان .. كان مسرح انكشاف مشاعرها لنفسها ..
همست بإقتناع :" انا احبه .. آآه يا ربي .. انا احب فارس !!! هذا هو السبب "
ضحكت ثم بكت ..ثم ضحكت لا تدري فرحة ام حزينة ..
وقد رمتها مشاعرها الجديدة في دوامة من الجنون ..
جنووون سيؤدي بها الى المجهول .


~~~~~

في احدى البيوت العريقة .. كان يجلس رجلان في الصالة وهما يتحدثان ..
:" يا زيد أحسن لك تتصل بـ دلال تسألها "
زيد :" لا ابغى اخليها مفاجأة لهم .. لو سألتها بتطير المفاجأة .."
:" طيب كيف تعرف بيت فارس بالله ؟؟ اتصل فيه "
حكّـ زيد رأسه :" للأسف ما اعرف رقمه الجديد ولا كان دقيت عليه من أول .. ايش نسوي يا عمر ؟"
اقترح عمر :" انا اقولك كلم دلال على اساس بتعرف من بدري .. مو لازم تقولها انك جاي هاليومين "
زيد :" والله انك جبتها يا ابو سراج .."
عمر :" معليش يا زيد .. قربعت لك خططك .. "
ضحك زيد :" لا عادي .. احسن القى مرافق معي .. انت شغلك هناك كم بيأخذ ؟؟"
اخذ عمر يحسب في عقله :" على حسب الشغل .. بس كذا اسبوع او اسبوعين "
ضربه على كتفه بخفة :" أجل بتقضي معانا الوقت .. روح شوف صاحبك ايش مسوي بحياته "
اتكأ عمر على المقعد خلفه :" آآه .. والله زمان عن فارس .. ايش احواله ذا ؟ اتزوج ما اتزوج ؟"
بعفوية قال زيد :" معنس الرجال مثلك .." ولكن حالما تذكر :" اعـ اعذرني بو سراج والله نسيت"
ابتسم عمر بهدوء :" لا ما عليك .. و ايش ناوي تسوي هناك ؟"
زيد :" امشي العيال .. و الوالدة موصيتني احاول في العاصية ترجع لـ هنا "
قطب عمر جبينه .:" من العاصية ؟؟ لا تسمعك دلال و تمشكلك الحين هههههـ "
ضحك زيد :" لا يارجال .. اقصد زينة .."
ظهرت الدهشة على ملامح عمر :" زينة !!! ما شاء الله هيا خلصت دراستها ؟"
زيد :" خلصت و اخذت التخصص بعد .. ما عاد في داعي تجلس هناك .. فلازم اقنعها ترجع "
تذكر عمر هيئة زينة الصبيانية في صغرها :" ههههـ والله زمااان .. تتذكر كيف كانت تكرهني ؟"
ضحك زيد :" اسكت يا شيخ ياما هججتها .. بس لو تدري انها بتشوفك لا تجيها الجلطة هههـ "
تنهد عمر :" آآه الدنيا ماشية ونحن نكبر "
رفع زيد حاجباً واحداً :" اللي يسمعك يقول عجوز .. توك داخل الـ 28 "
ارخى عمر عينه و قال ببسمة أسى :" اللي عشته كبرني 20 سنة .. "
طبطب زيد على كتفه :" ولا يهمك .. بكره الله يعوضك ان شاء الله "
ابتسم عمر له .. لكن في داخله حرقه ..
:" آآآه ايش اللي يعوضني خسارة سندس .. الله يرحمك يالغلا "
ثم نظر اليه :" هي الرحلة متى راح تكون ؟؟"
أجابه زيد :" ان شاء الله بكره الليل .. الساعة 11 تماماً تقلع الطائرة "
ابتسم :" اجل الحين استأذنك .. نتقابل بكره ان شاء الله "
وقف زيد معه :" وين .. اقعد هنا بات معي "
هزّ عمر رأسه رافضاً و هو يخطّ الى باب الشقة :" امي واختي عندهم عزيمة .. بروح اوصلهم "
زيد :" أهاا .. خلاص طيب اتصل بك بكره وننروح عالمطار .. سلم على عمتي "
ودعه عمر :" ان شاء الله يوصل .. مع السلامة "
رد عليه :" بحفظ الله "
اغلق زيد الباب وراءه .. ثم ضرب رأسه ..:" يا زيد الله يهديك لازم تجيب السيرة "
تنهد ثم ذهب ليجهزّ اغراضه للسفر ..
كان من المفروض أن يسافر بعد اقل من اسبوعين ..ولكن عمل عمر كانت فرصة سانحة له لـ تقديم السفر
ضحك وهو ينظر الى صورة عائلته الصغيرة داخل اطارٍ على التسريحة ..
:" جايكم يا حلووين .. انتظروني "


~~~~

~ عصراً عند الساعة الـ 5:24 ~

طرق الباب ثم أطلّ للداخل .. وجد علي يقرأ المصحف ..
ابتسم :" هلا علاوي .. اشوفك أحسن اليوم "
رفع علي بصره و ارتسمت شبح ابتسامة على وجهه :" هلا بو سعود .. حياك "
جلس عبدالعزيز على كرسي قريب منه :" كيفك ؟"
هزّ علي رأسه :" الحمدلله على كل حال .." ثم سمع رنات جوال ترتفع مكتومة ..
سأل عبدالعزيز وهو يلتفت حوله :" ايش دا الصوت ؟؟ " ثم رأى حقيبة نسائية تقبع خلفه ..
التقطها ورفعها لـ علي :" هذي حقتك ؟؟!! "
ضحك علي بخفة :" يا الله هذي حق اختي اصبر " .. صاح لهدى التي كانت بداخل الدورة المائية
:" يا بلسم الروح خليكِ داخل "
كان ذلك اللقب الذي يطلقه علي على هدى ..
عبدالعزيز بحرج :" خلاص انا اقوم .. اجيك وقت ثاني "
اشار له علي بأن يقعد و التقط هو الحقيبة ليخرج الهاتف .. كانت المتصلة والدته ..
رد بهدوء :" هلا بالغالية .. الله يسلمك .. لا تبكي يا امي .. انا الحمدلله بخير ..طيب بتصل بجاسر يجيبك
خلاص يا امي سكّري ولما تشوفيني ابكي .. الله يحفظك انتي بعد "
اقفل الخط ورفع بصره لـ عبدالعزيز :" بوسعود اتصل بجاسر اذا يقدر يجيب امي هنا "
وقف عبدالعزيز :" افاا وانا فين رحت .. الحين اروح اجيبها "
علي :" اقعد يا شيخ "
لم يسمعه عبدالعزيز :" جاسر تلقاه مشغول .. بعدين حرام اختك محبوسه داخل ..يالله سلام "
ضحك علي بخفة .. وقد شعر بتحسن بسيط في نفسيته ..
جاءه صوت هدى :" علي .. راح صاحبك ؟؟ "
ضحك :" اي اطلعي .."
خرجت هدى باسمه :" عاش من سمع هالضحكة الحلوة "
ابتسم :" عاشت ايامك .. امي دقت عليكِ ورديت "
هدى :" صح قالت لي ارسل السواق ياخذهم .. بس هو راح مشوار "
علي :" ولا يهمك .. بوسعود راح ياخذهم "
بإستغراب :" من بوسعود ؟؟"
تنهد :" نفسه عبدالعزيز .. عشان اول مرة اناديه بكنيته مستغربة "
هدى :" اهاا .. ماشاء الله متى تزوج .. ما قلت لي "
نظر اليها بنصف عين :" فين تزوج وقبل كم شهر خاطبك ورفضتيه ؟ "
احمر وجه هدى و همست :" كله قسمة ونصيب "
ابتسم و وضع يده على يدها :" انا اللي تسرعت وحبيته يكون نسيبي .. ولا يهمك هدى ما الومك هذا نصيب "
طأطأت برأسها :" الله يوفقه ويرزقه باللي تسعده "
همس مبتسماً :" وانتي بعد .."
ثم تذكر أمر والده فتلاشت ابتسامته لتحل محلها كآبة و سماتٍ مطفأة ..

~~~~

وصل الى فلتهم .. وأخذ ينتظرهم بالخارج لمدة 10 دقائق ..
خرجت ام علي بعبائتها التي استكانت على رأسها وانسدلت بوقار لتغطي جسدها ..
ابتسم عبدالعزيز عندما رآها .. كم يحترمها ويعتبرها أمً له ..
خرج ليفتح لها الباب الخلفي .. :" هلا عمتي كيفك ؟"
ام علي :" الحمدلله يا ولدي .. انت كيفك ؟"
دخلت السيارة واوصد الباب خلفها .. ثم دلف هو الآخر الى مقعده :" الحمدلله ياعمة "
حركّ مقود السيارة ليرجعها خلفاً .. فأوقفته ام علي ..
ام علي :" لحظة يا ولدي عزيز .. بنتي جاية "
عبدالعزيز بهزة احترام :" ولا يهمك عمتي .. "
انتظرا لخمس دقائق أخرى ..
فقالت ام علي :" الله يهديها مأخرتني عبال ما اقومها والحين تتأخر بعد .. خليني اقوم اناديها"
تدخل عبدالعزيز :" خليكِ عمتي .. اتصلي بها احسن "
ام علي :" يا ولدي ما اعرف للجوالات .. بروح اكلمها من سماعات الباب "
فتح عبدالعزيز بابه :" خلك عمتي انا بقوم "
ام علي :" الله يوفقك يا ولدي .. جمايلك فوق رأسنا "
انطلق عبدالعزيز ليدق الجرس مراراً .. ثم اتاه صوتٌ حاد لفتاة :" نــــعم ؟؟ "
ابتلع ريقه و قال :" نحن .. ننتظرك "
تأففت الفتاة :" خلاااص طيب يا ادريس خااااااارجة اووف "
ثم سمع انغلاق السماعة بقوة .. هذة الفتاة تظنني سائقهم ادريس ..!!!
كادت ضحكته تفلت منه .. و كان سيستدير الى السيارة ..
الا ان انفتاح الباب بقوة امام وجهه قد ارداه ساقطاً على الأرض ..
:" اوووووووه ... مين انت ؟!! "
رفع رأسه وهو يمسك بأنفه بحذر .. لقد كانت على وشك كسر عظمة انفه ولكن لطف الله به
رآى امامه فتاة بعباءة شبة ضيقة .. وقد رمت على وجهها غطاءً شفاف يظهر ملامحها الحاده ..
سألت بلا مبالاة :" انت بخير .؟"
وقف يصلح من شماغه الذي وقع ... وقد ضايقته رائحة العطر النفاثة الفائحة منها ..
اشاح ببصره الى السيارة :" لوسمحتي ادخلي غيري عباتك .. ريحة عطرك طالعة .. ننتظرك "
ثم اعطاها ظهره ليدخل سيارته ..
(( للأسف غالياتي هذا حال كثير من بنات جيلنا ..
تتعطر وتتزين عند خروجها من المنزل , تفكروا هنا
فقد ورد عن النبي صلى اللّه عليه وسلم
: { أيما امرأة خرجت من بيتها متعطرة، ومرت بالرجال لعنتها الملائكة }
جنبني الله واياكن لعنته ولعنة ملائكته... آمين ))
توسعت عينا فاتن بشدة .. من يحسب نفسه هذا المعتوووه ؟؟
يتأمرني هكذا !!!
تجاهلت ما قاله و خطت وراءه الى داخل السيارة ..
ام علي :" سلامتك يا عزيز لا تكون تعورت .. اعذرها يا ولدي فاتن غشيمة "
هز رأسه نافياً :" لا ما عليك عمتي .. ماصار لي شيء "
عندها دخلت فاتن بجانب أمها التي قالت :" ايش بك انتي متحرمصة .. عورتي عزيز "
كشرت فاتن .. اذاً هذا هو عبدالعزيز صديق اخيها الوقور ..!!
بغير اهتمام :" ما كنت ادري احد ورا الباب "
ام علي :" الله يهديكِ بس .. انتبهي على تصرفاتك يابنتي "
تأففت فاتن :" ياامي .. خلاص ولا بأنزل وارجع "
عندما رأيتها ام علي ترتدي ما ترتديه ورائحه عطرها يغزو الهواء :" انتي طالعة كذا!! الله يهديكِ
روحي بدلي وطيري الريحة اللي عليكِ "
بتملل :" امييي خلاص مشيها هالمرة .. لبست اللي قدامي ."
ام علي :" قلت لك انزلي "
فاتن :" اوووه خلاص ماني رايحة .. ولما يسأل علي فيني .. قولوا له طردناها "
ثم خرجت صافقة باب السيارة بقوة .. ومكررة الامر مع باب الفلة ..
ام علي بإعتذار :" الله يهديها .. معليش ياولدي كسرت سيارتك .. خذها على عقلها "
ابتسم :" لا عادي عمتي ..نمشي ؟"
ام علي :" ايه امشي يا ولدي .. في الشغالات معها "
اومأ برأسه وانطلق ..
:" هل هذة اخت علي !!! لا اصدق ذلك .. وهل هيّ من خطبتها ؟؟!!!
اذا كانت هيّ .. حمداً لله على رحمته .. وابعادها عن طريقي .. لا اتصورّ زوجتي بتصرفاتٍ مماثلة !!"
انتبه عبدالعزيز انه يتحدث عن اخت صديقه بالسوء .. فخجل من نفسه واصمت عقله ..
وفي الطريق الى المستشفى عمّ الهدوء .. فأدار مفتاح الراديو ..
ليختار اذاعة قرآنية بصوتِ القارىء أحمد العجمي ..
فصدحت في داخل السيارة تراتيله الجميلة ..
لآياتٍ مهدئة للنفوس ..


~~~~

~ الشركة عند الساعة 7:43 مساءً ~

انتهى من نصف الملفات المتراكمة فوق مكتبه .. ارتشف آخر قطرات القهوة واسند رأسه على المقعد
ما زال امامه عملاً طويلاً ومعقداً .. سيأخذ ذلك منه الكثير من الوقت ..
ولا يجب ان يتوقف .. عليه ان ينهي كل شيء بسرعة حتى تتاح له فرصة العودة الى اخته ..
انتصبت رقبته وهو ينظر من نافذة المكتب الواسعة ..
يا ترى ما الذي تفعله جود مع شفا الآن ..؟؟
فكّر ان يتصل بـ شفا ليكلم جود .. لكنه كان يقفل الخط قبل الرنة الأولى ..
مفكراً اذا اجابت شفا بماذا سيتكلم و يقول ؟؟
تنهد ... وقد عادت امر الوصية الى باله ..
كيف سيجلب جود ؟؟ يجب ان لا تعرف بالذي حصل هنا حتى لا تسوء حالتها ..
أمر معقد .. لا يعرف كيف يحله .!!
مسح وجهه بيده و قرر أن يتشجع ويخابرها ..

~~~

بعدما انتهت جود وشفا من تجهيز الطاولة و ترتيب المكان لإستقبال الاطفال ..صعدت لتأخذ حماماً
اما شفا اخذت تنظف المطبخ من آثار الطبخ .. تنهدت عندما سمعت صوت هاتفها المحمول يرنّ
نظرت الى ساعة يدها فاغزة فمها ..انها الساعة الـ 8:30 صباحاً ..
لم تبدّل ملابسها بعد .. ووصلوا ..!!!
اجابت على الهاتف بسرعة :" زيووون ومصع قلتي بتوصلوا الساعة 9 او 10 "
أتاها صوتٌ قوي من الجهة الآخرى :" آسف آنسة شفا دقيت بوقت غير مناسب .؟"
عرفت صوته فوراً .. فتراجعت لتستند على المنضدة ..:" أ .. أهلاً سيد جاسر ..!! "
جاسر :" السلام عليكم .. كيف اخباركم آنسة شفا ؟"
شفا :" وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. الحمدلله جود بخير .. لحظة اناديها لك "
اردف جاسر مسرعاً :" لا لا آنسة شفا .. بالأول في موضوع بأكلمك فيه "
ابتلعت ريقها ومترددة .:" خـ .. خير ؟"
تنهد جاسر :" عمي الله يرحمه .. تارك وصيه .. ومشترط وجودنا كلنا وقت قرأتها "
لم تفهم شفا ما دخل هذا الأمر بها ..؟؟
فأستطرد جاسر :" لازم جود تتواجد بعد .. وانا مو عارف كيف اجيبها و ما اخبرها عن الموضوع "
حملقت حولها بحيرة .. هل .. هل يريد استشارتها أم ماذا ؟؟
جاسر :" حالة جود تسمح اني اخبرها آنسة شفا ؟؟ دليني كيف اتصرف ؟"
تحمحمت شفا ثم قالت بهدوء :" سيد جاسر انا من رأيي لا تخبي عنها اكثر .. لازم تقولها "
جاسر بإهتمام :" يعني حالتها ما راح تنتكس ؟؟"
شفا :" هذا يعتمد على الطريقة اللي تتلقى بها خبر مثل ذا .. لازم تكون معاها لما تقولها عشان تلتمس منك المواساة "
اغمض عينه واراح نفسه على المقعد :" طيب أنا احتاج يومين بعد .. واكون عندكم ..
ممكن يا آنسة شفا تمهديها لهالخبر القاسي .. انا واثق انك تقدري "
أحست شفا بالحرج و توترت :" احاول .. بناديها لك الحين .."
جاسر :" لحظة آنسة شفا .. آلوو .. آلووو "
لم تكن شفا تضع السماعة على اذنها فقد ركضت للأعلى .. ودلفت غرفتها لتجد جود قد انهت ارتداء ملابسها..
شفا بهدوء :" جود خذي .. اخوكِ "
قفزت جود فرحة تتلقف الهاتف :" جسوووووري وحشتنييييييي "
ضحك جاسر وقد اشتاق اليها :" هلا حبيبي كيف حالك ؟؟"
حضنت جود شفا بفرحة :" مبسوووووطة مرررة "
ابتسم سعيداً :" ان شاء الله على طول .. كيف الآنسة شفا معاكِ "
نظرت اليها :" تهبل يا جسووور .. تهبل .." ثم طبعت قبلة اخوية على وجنت شفا التي تركتها ضاحكة
وغابت خلف باب الحمام ( أكرمكنّ الله )
جاسر :" تمام .. جود ان شاء الله يومين و جاي "
جود :" واااااااي فرحتنييي .. جسوووري .. استنااااااك "
ابتسم :" ما راح اتأخر .. اكلمك ثاني بكره ان شاء الله .. اوكي "
جود :" اوكيييي .. جاسر سلم لي على عمي وعمتي والبناااات وو.. ولد عمي معاك "
خبت ابتسامته عندما ترآئت صورة عمه ..:" ولا يهمك .. انتبهي على نفسك حبيبي "
جود :" وانت بعد .. احبك جسوور .. مع السلامة "
اقفلت الهاتف و قفزت تطرق الباب على شفا :" شفااااا .. جاسر بيجي بعد يومييين واااو "
سمعت ضحكتها من الداخل .. :" يجي بالسلامة "
جود :" آميــــن " .. ثم استدارت مبتسمة :" وعندي له احلى مفاجأة بحياته "
ثم اخذت تدور حول نفسها بـ فرح ..

~~~

~ على المرفأ ~

رسى اليخت منذ دقائق معلناً وصولهم .. نزل الجميع و كلاً منهم محمّلاً بالأغراض
كان تعب الرحلة ظاهراً على خمولهم جميعاً ..
ساعدهم الرجل على نقل أغراضهم الى سيارة فارس التي كانت تقف في مواقف المرفأ الخاصة ..
عندما انتهوا من نقل الاغراض .. و انحشروا في السيارة ..
ركب فارس في المقدمة .. و انتظر الرجل ليركب على مقعد السائق ..
عندما اوصد الرجل الباب نظر الى فارس من النافذة وهو يتكأ بذراعه على سقف السيارة
:" من الذي سيقلكم سيد فارس ؟"
تطّلع اليه فارس :" ماذا تقصد هنري ؟ بالطبع انت !! "
رفع الرجل يداه بإستسلام :" أنا آسف سيدي .. لقد سألت عن أقرب يخت عائداً الى الجزيرة
ووجدت واحداً فقط سينطلق بعد .." نظر الى معصمه " 10 دقائق من الآن .. سيفوتني ان اوصلتكم "
فارس :" هيا هنري .. استقل اليخت القادم "
رفع هنري كتفه :" اليخت القادم سينطلق بعد 8 ساعات .. انه وقت طويل .. آسف سيدي "
تنهد فارس بقلة حيلة :" حسناً هنري لا بأس .. لقد اتعبناك معنا "
ابتسم هنري :" لا تقل ذلك .. يسرني خدمتكم .. الى اللقاء "
ثم لوّح لهم مودعاً .. تنهد فارس و قال :" الحين من بيوصلنا .. مع رجلي ويدي هذي ما اقدر اسوق "
صاح بسام :" أنا اسوووق خالوو .. علمني و اوريك كيف اكون راعي طارة "
تامر :" بالله شقلب هناك .. لا تدخلنا على اقرب شجرة ههههـ "
كانت زينة مشيحة بصرها للخارج .. تسمعهم و شفتاها مزمومتان .. طوال الرحلة لم ترى فارس
او تنظر اليه .. كان هو بداخل المقطورة يأخذ قسطاً من الرآآحة .. وهي على ظهر اليخت ..
أما الآن هو هنا لا يفصل بينهما الا مقعداً .. وكم تشعر بالإضطراب ..
دلال :" ايش راح نسوي طيب ؟"
فارس :" بشوف ادق على احد اصحابي يجي يوصلنا .. بس راح ننتظر "
جرّت تولين كمّ والدتها :" ماما ابا الووح حمام "
دلال :" يوووه هذا وقته !!! "
تحدثت تالا منقذة الموقف :" زينة .. انتي سوقي السيارة "
نظرت اليها زينة بعينان ضيفتان وهمست :" اسكتي بلا فضايح "
صرخ تامر :" ايووون .. زينة سواقة حريفة "
امسك بسام برأس مقعد امه و قال بحماس :" افقققققع عمتووو عندك رخصة قيااادة !!!! "
شعرت زينة برغبتها بخنق تالا وتامر :" اي .. بس .."
قاطعتها دلال متعجبة :" يا حظك .. !!! "
لم يستدير فارس اليهم .. لكنه قال بهدوء :" شيء طبيعي 4 سنوات بالخارج لازم تتعلم السواقة "
نظرت اليه بحنق ... كلاماته كانت مبطنة .. لكنها لم تفهم نوع الرسالة الخفية فيها ..
دلال بإبتسامة :" خلااص انحلت ..زينة انتي سووقي "
بسام :" ايوااا ايوااا عاشوووا عمتوو بتفحط بنا "
تولين :" هييي هييي هييي هييي "
ضحكت دلال على حماسة طفليها .. زينة بعبوس :" من قالكم اني بسوق ؟"
تامر :" يالله زينة ..عالأقل انتي اهون من بسام "
ضربه بسام على رأسه :" ورع .. ترى اسدحك هنا ميت "
تامر :" ههههههههـ روح نام احسن لك "
دلال :" يالله زيووون .. لا تستنذلي .. ترانا تعبانيين مررة "
قال فارس وهو يخرج هاتفه بيده اليسرى :" لا تضغطي عليها دلال .. بتصل على صاحبي عالاقل واثق من سواقته "
رمقته زينة بنظرة حانقة .. سأريه كيف تكون القيادة ..
فتحت بابها وسط صيحات الصغار .. و جلست في مقعد السائق ..
فكرت بتوتر .. انه مقعد فارس .!!
اوصدت الباب و هي تبلع ريقها .. لقد اثارتها كلماته لتتحداه ..
ولكن عندما استكانت بجانبه و تقابلت نظراتهما لأول مرة منذ ما حدث الليلة الماضيه
شعرت بالغثيان يعود اليها .. و الثقل يضغط على قلبها ..
زفرت بشـــدة تخفف من وطأة احاسيسها
فسمعت بسام يصيح من الخلف :" عمتوو شكلك تحضري نفسك لحادث !! "
صاح تامر :" اتشهدووووووووا "
ضحك الجميع .. فنظرت اليهما من المرآة أمامها :" ما تضّحكووا "
ثم فجأة لفتت انتباهها تلك الميدالية المعلقة على المرآة ..
رفعت يدها ببطء تلمسها .. ثم نظرت الى فارس بريبة :" هذي ميداليتي ايش جابها هنا ؟!!"
تدّخل بسام :" لقيتها تحت المقعد عمتووو "
دلال :" اهااا .. وانا استغربت قلت ايشبه فارس حاط حرف الزيد "
حركت تولين رأسها :" الزيد بابا ؟؟ "
ضحكوا على حدود تفكيرها الصغير ...
مدّ فارس يده لينزلها :" شكلها طاحت منك لما وصلتكم .. آسف اتفضلي "
زينة بحده :" ما ابغاها خلاص .. اربطووووا الاحزمة "
وضع فارس الميدالية بجانب ( معشّق ) السيارة لتأخذها لاحقاً ..
وانطلقوا بهدوء ..
وياللعجب .. سواقة زينة كانت هادئة بعكس جنونها الطاغي على تصرفاتها ..
دلال :" أول شيء وصلي تامر وتالا .. وبعدين وصلينا "
زينة :" يا سلام و أنا من يرجعني ؟؟"
اجاب فارس :" بـ اخلّي ناطور العمارة يوصلّك وانا معاكم .."
زمت شفتيها :" بأمر على سكني آخذ كم غرض قبل "
وبعدها عمّ الصمت .. لخلود الصغار الى النوم ..
وصلوا بعد نصف ساعة الى المستشفى وتوقفت زينة بجانب سكن الممرضات لتجلب كم غرضاً من اغراضها
قبل أن تصعد .. رأت في صندوق بريدها طرداً فسحبته ..
وفي طريقها الى الشقة فتحت الطرد لتقرأه ..وصُـــدمت عندما رأته طلباً لاخلاء الشقة !!!!
مشت غاضبة بخطواتٍ تحفرُ الممر الى حيث الشقة ..
ثم طرقت الباب بعنف ..صارخة :" جــيــــنــيـــــفــر "
طرقت وطرقت وطرقت .. حتى تخلخل الباب من الطّرق ..
اخيراً فُتح الباب ولكن كانت السلسلة تعيقها لتشّرعه على نهايته .. كانت جيني تقف خلفه ..
صرخت زينة وهيّ تلوح بالطرد امامها :" جيني ما معنى هذا ؟؟!!!! "
جينفر :" انه امر بتحويلك من السكن "
زينة بحنق :" قرأتُ ذلك .. لكن لماذا ؟؟؟"
تنهدت جينفر :" اسمعي زينة .. لا تغضبي ولكني قدمت شكوى عنكِ "
فغرت زينة فمها ... ليس مجدداً !!!!
زينة :" افتحي الباب ايتهها الحمقاااء .. دعيني ادخل "
بخوف :" لا .. لا يمكنك الدخول لم يعد هذا مكانك "
صرخت زينة بعصبية :" اريـــد أخذ اغراااااااااضي "
تحمحمت جينيفر وهي تدفع الباب حتى لا تكسر زينة القفل :" اغراضك قد حُزمت جميعها و حُولت الى مكتب السكن "
صُعقت زينة و اختفى صوتها .. ففسّرت لها جيني :" ان أمر الاخلاء يعطيكِ يومان فقط .. لذلك قُمت بالأمر عنكِ"
نظرت زينة الى الظرف لترى التاريخ المذلل تحته .. كان قد وصل قبل 3 ايام !!!
بصوتٍ كفحيح الافاعي :" كيف تجرؤين على لمس اغراضي ايتها .. افتحيييي افتحييييييي "
اوصدت جينفر الباب جيداً واستندت عليه بخوف تستمع الى انفجار زينة و شتائمها ..

بعدما يأست من وجودها .. سحبت خطواتها الخاسرة لترحل عن السكن ..
ركبت السيارة برأس منكس .. ملقية الظرف بجانبها بغضب
فسألها فارس بتوجس :" ايش بك زينة ؟"
عبست ولم تجبه .. أدارت المحرك وانطلقت واجمة ..
أوصلت تالا وتامر الى منزلهما .. و لم ترد ان تذهب لترى شفا وجود في حالتها هذة ..
دلال :" زينة ايش بك وجهك قالب ؟؟!! "
تمتمت عابسة :" انطردت من السكن "
دلال " كيـــــــف !!! "
امتدت يدا فارس الى الطرد بلا هواده .. وفتحه ليقرأه ..
زينة :" انطردت .. اعطوني بدل سكن .. يعني لازم ادور لي مكان اسكن فيه امففف "
دلال بعصبية :" مو من حقهــم يطردوووكِ .. !! "
همس فارس وهو يعيد الظرف ..:" الا اذا كانت في خمسة شكاوي مقدمة ضدها "
زينة بحنق :" هيييي من سمح لك تقرا الورقة امفففف "
ضحكت دلال :" خمسة شكاوي !!! .. شكلك شرانية يا زيوون "
لم تشعر برغبة في الجدال .. فقواها خائرة .. ورقبتها تؤلمانها من اعصابها المشدودة ..
فارس :" طيب يالله ناخذ اغراضك من ادارة السكن "
هزت رأسها نافيه :" بكره .. تعبانة الحين "
اشاح بصره عنها متنهداً في سرّه .. ثم انبثقت فكرة جهنمية في رأسه ..
عندما اوصلتهم استيقظ الصغيران وصعد بسام يسبقهم الى الاعلى ..
اما فارس ودلال التي تحمل تولين التي اكملت نومها وقفا مع زينة يحاولان جعلها تصعـــد
دلال :" يالله زيوون اطلعي معانا "
رفضت زينة :" لالا .. مم بروح عند شفا "
فارس بصوته الرخيم :" اتذكرت ان الناطور مسافر لقريته .. مافي احد يوصلّك "
قطبت جبينها ..:" طيب .. طيب بتصل بـ تاكسي "
دلال :" اقولك اطلعي بس عالاقل ريحي و اتغدي بعدين روحي "
كادت ان ترفض الا ان تأوه فارس المتألم اسكتها .. لم تتحرك من مكانها .. فوضعت دلال تولين في جعبتها
وذهبت الى فارس تسنده :" فارس امشي نطلع .." ثمم تحركا مخلفانها ورائهما ..
زينة بضعف :" آآ .. نسيتوا توتو .."
غابا داخل البناية .. فنظرت الى الطفلة النائمة بيدها ..
ثم تنهدت و دخلت تلحق بهم .


~ يتبع ~

ضياع نبضة 09-09-08 01:06 AM

~ الجـ 2 ـزء ~


ضحكت بمتعة :" يا قلبوو والله مرررة لزووزين "
ابتسمت تالا لها :" انتي حلوة .. بس شفووي تحبني اكثر منك "
جود بمزح :" من قالك .. شفا تحبني انا اكثر "
تالا تهزّ رأسها بشدة :" لالالا انا اكثر "
جود :" انا اكثرر "
تالا :" انا اكثر من الاكثر حقتك "
ضحكت جود وهي تضمها بسعادة ..وتطبع قبلة على جبينها ..:" تجنني "
شفا :" ههههههـ لا تجادليها يا جود .. ترى راح تنغلبي "
تدخل تامر مبهوراً بضيفتهم الجديدة :" جوود .. ايش رأيك تلعبي معاي بلاي ستيشن ؟؟"
ابتسمت له :" اكييد تموور .. ايش بتلعبني ؟"
تامر بتحمس :" كراااش الجزء السابع .. والله حمااااس كله سباق تعالي اجلسي "
ذهبت لتجلس بجانبه امام التلفاز .. فأعطاها يداً لتلعب به ..
تامر :" شوفي الحين اختاري اللعيب اللي تبغي .. وبعدين نختار المضمار .. "
واخذ يشرح لها وهي منسجمة معه ..
ابتسمت شفا بفرح .. وهي تحمد ربها على وجود جود بينهم ..
لقد ادخلت السرور الى هذا البيت بقدومها ..
وقفت لتدخل المطبخ قائلة :" لا تطولوا .. باقي ربع ساعة على المغرب .. قبل لا يأذن قفلوا "
لم يجبها احدهما وقد انسجما باللعبة ..
دخلت لتجهزّ لنفسها عصيراً من الخليط الصحي الغريب من نوعه ..
فتبعتها تالا لداخل المطبخ بعد 5 دقائق .. :" هاه تلوو انبسطتوا في الجزيرة ؟؟"
هزت تالا رأسها :" مررررة ... شفنا طيارة امس "
ابتسمت شفا بإهتمام :" ما شاء الله .. طيارة !! .. سويتوا لها مع السلامة ؟"
تالا بعفوية :" ايوه .. وبعدين نزلت منها زينة و خالي فارس "
شفا بتعجب ..:" زينة وفارس !! "
تالا :" يسسسس .. بس مسكين خالو فارس اتعور مررررة "
قطبت شفا جبينها و حملت تالا لتجلسها على المنضدة :" ليه قمري ايش صار له ؟؟"
عندها دخلت جود تضحك ..:" شفاا ههههـ تعالي شوفي اخوكِ "
نظرت اليها :" ايش به ؟؟"
اتاها صوت تامر :" غشااااااشة يا جووود .. طيرتي لي سواااقي تحت البحر .."
ضحكت جود وهزت شفا رأسها :" الله يهديكم بس ههههههـ "
اقتربت جود لتحمل تالا وتديرها في الهواء .. ضحكت شفا ..
وهي تهمس :" الله يديم هالفرحة عليكم .. آمين "

~~~~

:" عمتوو ماما تدوول دومي عثا "
هزات تولين المتتابعة ايقظتها فهمست بهذيان :" حسناً يا جيني سأستيقظ "
تركتها تولين وخرجت مشرعة الباب خلفها ...
قامت زينة مترنحة .. وعينيها مغلقتان .. ووقفت تصطدم بالاشياء امامها ..
صدمت رأسها في الخزانة فتأوهت :" جينييي ايتها الغبية ما الذي جلب هذا هنا ؟؟"
وتحركت خارج الغرفة وكأنها قد سكِرت ..
بعين مغلقة واخرى شبه مفتوحة توقفت على مشرف الصالة
لترى ازواجاً من الأعين تنظر اليها بصدمة ..!!!!
بلا استعياب نظرت اليهم .. رأت دلال .. بسام .. تولين .. و فارس ..
ما الذي يفعلونه في شقتها ؟؟؟؟؟ هل هي تحلم يا ترى ؟؟؟؟
مسدت رأسها مكان الضربة .. آآآخ انه حلمٌ مؤلم كالحقيقة ..
دعكت عينيها بقوة ثم فتحتهم لتنظر مرة اخرى الى من اقتحموا حلمها ..
فرأتهم بنفس التعابير .. الا ان فارس قد ارخى رأسه ..
بدأت تستوعب ببطء انها في اليقظة .. وليست تحلم ..
وان الديكور الذي تراه .. لم يكن مشابهٌ بتاتاً بشقتها .. انه يشبه شقة فارس !!
ثم تذكرت .. انها في شقته .. عندما وصلوا نام الجميع وقررت ان تأخذ غفوة بجانب تالا لمدة دقائق فقط
نظرت الى الساعة على الحائط و توسعت عينيها لترى ان الدقائق تحولت الى 9 ساعات !!!!
اعادت نظرها الى الجالسين وبغضب :" ليش ما صحيتوني ؟؟؟؟؟؟ "
رأت وجه دلال قد شُلّ وكأنها تريد قول شيء ما لها لكنها فقدت قدرتها على الكلام ..
اما بسام فقد اخفى ضحكاته بيأس .. وفارس موطأ رأسه وكأنه متوتر او شيءً من هذا القبيل ؟؟
استغربت من هدوئهم هذا .. :" عاجبكم كذا فاتت علي الصلوات .."
ولم يجبها احد ... ضايقتها خصلة من غرتها فأبعدتها عن وجهها بضيق ..
قالت بحده :" أنا ما اقولكـم ليـ ..."
رفعت يدها بصدمة الى رأسها ... لتتحس عدم وجود غطاء شعرها ..
ففغرت فاهها وعيناها تقعان على فارس .. لقد رآها بلا حجاب !!!
تراجعت الى الغرفة مسرررعة .. و النار تُشعِل وجهها ... يا الهي ما اغبااااااني ..
ضمت نفسها ضائعة .. لا تعرف ما العمل .. ثم شدّت شعرها بغيــظ
وشعرت برغبة شديدة في البكــاء ..
دلفت دلال الى الغرفة :" ههههههـ زيوون شكلك تحفففه "
امسكتها زينة لـ تعضها على كتفها :" يا حوووماااارة .. ليييش لييييش ما قلتوووا لي "
ابتعدت عنها دلال :" آآآآآآي .. هههههههـ وحشة .. ايش نقولك .. انتي للي قولي لنفسك "
زينة بعبوس وبكاء مصطنع :" آهااهاااهااا .. حوومااارة لا تضحكي ... اخوكِ بقررر ليش يطالعني "
جلست دلال على السرير ضاحكة :" من جد ... شر البلية ما يضحكوو "
سحبت زينة ذراعها وعضتها :" اخوكِ شافني كذااااا .. وااااع بأقتلكِ "
جرّت دلال يدها :" آآآي .. قومي اذا جوعانة حطينا العشا ... هههههههههـ والله تضحكي "
زينة بحنق :" مابغا مابغا اطلع .. اتفشلللت مابغااااا "
دلال :" ولا يهمك رآآآح اكلم امي نخطبك له .. وكذا حلينا المشكلة .. والشوفة الشرعية تمت "
عصبت زينة :" على كيفكككك هوووو ..!!! "
ضحكت دلال تغادر الغرفة مغلقة الباب ورائها ...
(( بنآآآت طبعاً الرؤية الشرعية لا تتم كذلك فـ هي كأي نشاط شرعي له ضوابط و شروط
لا تأخذوا تطرقي له في الحوآآر بطريقة جدية لما حدث .. اتفقنا ؟؟
))
جلست زينة تشهق وتزفر بشدة .. تخرج كل شحنات الغضب ..
كانت دلال تمزح بجملتها الأخير بالطبع .. لكن زينة شعرت بقلبها ينقبض
وكأن الامر سيحدث غداً .. زفرت تهدأ نفسها ..
:" اهدأي .. اياكِ ان تأخذي الامر على محمل الجد .. لن يخطبك ايتها البلهاااء .. امففف منك يا دلال
تقذفين كلماتٍ قادرة على تحويلي الى مجسم محنط .. آآآآآه .. لقد رآني هكذا ..
يالغبااائي التام .. لو كنتُ عدتُ ظهراً .. لمَا حدث ما حدث .. امففف منكم امففف"
وقفت واتجهت الى لتصلح من مظهرها و تجهزّ نفسها للذهاب
ولكنها تصلبت عندما رأت صناديق متراكمة فوق بعضها البعض في ركن الغرفة ..
تسألت ما هذة ؟؟؟؟؟؟
كان اسمها مدوناً على كل صندوق .. ففتحت احداها لترى اغراضها ..!!
فكرت :" يا الهي انها اغراضي !! من جلبها من مكتب السكن ؟؟؟ "
أرتدت طرحتها ومعطفها بإحكام هذة المرة .. آلمتها يدها قليلاً .. فوجدت انها تحتاج لتغيير الضمادات
ستغيرها لاحقاً عند شفا .. خرجت لهم ..
سألت تنظر الى فارس بريبة :" من جاب اغراضي لـ هنا ؟؟؟؟ "
رفع فارس رأسه بـ تردد تحسباً لحالة تكرر الأمر ..:" انا اتصلت بصاحبي يجيبهم "
انفجرت زينة :" وانت مييين سمحَ لك ؟؟؟؟؟ "
أطلّت دلال من المطبخ :" انا قلت له .. لوقت ما تلاقي شقة خليكِ هنا معانا "
زينة بإضطراب :" هااااه !!! .. لا لالا انا بقعد عند شفا "
بسام :" ايش فيها عمتوو .. الشقة فيها 5 غرف فاضية .. اجلسي "
زينة بتأفف :" يوووه منكم تتصرفوا على كيف كيفكم انتوا .. وبعدين مين دخل الصناديق ؟؟ "
وعادت تنظر الى فارس بريبة ...
اجاب بسام :" انا و امي .. دخلناه وانتي زي الاموآآآت ما تحسي هههههـ"
تأففت زينة :" امففف دلوول اتصلي على تاكسي يجي يوصلني "
تجاهلتها دلال ودخلت الى المطبخ :" اتصلي بنفسك انا بحط العشا "
نظرت الى بسام :" سوومي اتصل .."
رفع حاجباه :" اتصلي انتي ايش عرفني بالرقم .. بعدين الرجال يتكلم عنقريزي ايش اقول له بالله "
تأففت مرة أخرى وعادت الى غرفتها لتبحث عن هاتفها ولـ سوء حظها البطارية فرِغت ..
صاحت مقهوووورة و عادت تخرج لهم سائلة فارس بفظاظة :" هات شاحن جوالك "
فارس يتابع نشرة الاخبار :" جوالي انكسر اذا تتذكري فرميت شاحنه "
تأففت :" طيب وين تلفون البيت ؟؟"
ركزّ فارس نظرته على التلفاز متظاهراً بعدم المبالاة :" ماعندي "
رفعت عينيها الى السقف :" دلااااال !! "
اتاها صوت دلال :" جوالي استقبااال "
صاحت مغتاظة وبسام وتولين يضحكان عليها ... فغابت لتحمل حقيبتها واتجهت بعدها الى باب الشقة ..
سأل فارس ببرود :" وين رايحة ؟"
صاحت :" مو شغلك .. ايش به الباب مقفول ؟؟!! وين المفتاح ؟؟؟؟"
فارس :" أسألي دلال "
تفجرت حنجرتها :" دلاااااااااال فين مفتااااح الشقة ؟؟؟"
خرجت دلال من الطبخ :" ليش فين رايحة ؟؟"
زينة بأعصاب مشدودة :" برووح اتصل من اي كشك اتصال "
دلال بتفكير :" بسااام انت مو اخذته ؟؟"
بسام بملامح بريئة :" شفت تولين تلعب به "
نظر الجميع الى تولين .. التي ابتسمت لهم .. سألتها زينة بموت :" توتو فين المفاتح ؟"
ضحكت تولين وهي ترفع يديها :" مدلي بح .. دااااع "
انهآآآآرت زينة على قدميها ..:" حرآآآآم عليكم جبتووا لي الضغط "
ضحكت دلال وابنيها على زينة .. اما فارس قال بهدوء :" خلاص نامي الليلة هنا .. وبكره انقلي اغراضك "
ابتلعت ريقها .. ليتك تعرف وجودي معك تحت سقف واحد كم يكلفني !!
زينة :" مابغاااااا ..جننتوووني طلعوا المفتاااح بكره عندي دوآآآم "
فارس بهدوء :" وانا ابغاكِ تقليني معاكِ للدوام اذا ما تمانعي "
نظرت اليه بشرز .. ثم اشاحت واخذت تبحث في الأرض ..
ضحك بسام :" ههههههـ عمتوو ترى في أكل مو لازم تأكلي من حشائش الأرض !!"
صرخت :" انت انطــمّ .. وقوم دوّر على المفتاح معايا "
ضحك و أخذ يبحث هو و تولين معها .. وسط ضحكات دلال ..
و متابعة فارس .. لهم من جانب عينيه ...
تنهد ونفسه تقول له ..:" لقد نجحت فكرتك ..لكن الى اين سيقودك ذلك ..؟؟
آآآه الى ماذا تطمح يا فارس ؟؟ ما عُدت أفهمك !! "

~ بعد ساعتان ~

استسلمت زينة لواقع مكوثها الليلة هنا ...رغم انها تشعر بعدم الارتياح
لكنها في الوقت الرآآهن محبوسة بداخل هذة الشقة الراقية مع سجناء لطفاء ..
بعد ان تناولت عشائها و غيرت ضمادات يديها .. تفقدت حالة فارس بـ مضض ..
ثم تركتهم لتدخل الغرفة وتقفل على نفسها ..صلت فروضها جمعاً ..
وقد أحست بالحقد على شيطان النوم
تعترف انها ليست بذلك التمسك بأمور دينها .. لكن هناك امور غُرست بداخلها لا تحبذ التهاون فيها
ومنها أداء الصلوات في أوقاتها ..
(( لو نتفكر في عقوبة تأخيراو النوم عن الصلاة لهالنا الأمر .. واقشعرت ابداننا له ..
فـ ان كان لكِ عذر غاليتي لتأخيره او النوم عليه لا حرج ..
لقوله عليه الصلاة والسلام :
ليس في النوم تفريط ، إنما التفريط على من لم يُصَلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى ، فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها . رواه مسلم .
ولكن ان كان اهمالٌ او تكاسل .. انتبهي من وسوسة الشيطان .. وعوّدي نفسك ان تصلي فورّ
انتهاء الصلاة او مع اقامتها ..
لا تتهاوني في الصلاة .. فهي أول ما تُسألين عنه من عمل ..
وصانا رسولنا الكريم بها .. كم أرغب بتذليل كل الآيات عن اهميتها ..
لكن لعدم الطالة سأضع رابطاً وافي
>> آملة الا اكون قد اقترفت اي مخالفة في المنتدى وان كُنت فالمعذرة ..
http://www.qadhy.com/category/30/view/15
وكم تطيل الكلمات على أهميتها .. فـ حافظي عليها اختي في الله ..
ثبتك الله واياي وجميع المسلمين على الصلاة الكاملة والحُقة ))

جلست زينة وقتاً طويلاً وهي تفكر وقد اشبعها النوم ...
حتى مع اكتشافها لمشاعرها لا تشعر بأي تحسن في تعاملها مع فارس ..
بالعكس اصبحت اكثر حده و فظاظة ..
هل هذا لكي تخفي عنه ما يعتملها من توتر في حضوره ؟؟
ان انه رد فعل عكسي لما ترغب في اظهاره ؟؟
تنهدت واستلقت على ظهرها .. حتى هو تشعر بتغييره ..
لا تدري ما الذي أصابه ولكنه ... متغير !!!!
هزت رأسها من افكارها الكثيرة وقررت ان تستحم وتبدل ملابسها في الحمام الملحق ( وانتن بكرامة )
فـ غداً هناك دوام ... عليها ان تستعد له .

~~~

:" يارب لك الحمد .. اخوكِ بكره خارج "
ابتسمت هدى :" الحمدلله اللي حفظه لنا "
فاتن بجفاء :" امي .. متى ابوي يرجع من السفر ..؟؟ اشتقت له "
تبادلت هدى وامها نظرات الحزن والشفقة على فاتن التي رفضت كلياً تقبل رحيل والدها ..
خصوصاً انها لم تشهد جنازته و دفنه .. أتت يوماً الى المنزل لترى بيتها قد تلبس بوشاح العزاء
وانهارت في غرفتها غير مصدقة واقعها ... كانت هي دلوعة ابيها ..
فقدانه بهذة الطريقة وبلا أي كلمة .. غيابها عنه لأكثر من اسبوع ..
كل ذلك تفاعل في داخلها .. و جعلها تضع نُصب عينيها فكرة سفره .. مع تذكرة عودة مفتوحة
لا تدري ان والدها قد سافر سفراً بلا عودة ..
همست هدى :" فاتن .. لازم تفهمي ان .."
قاطعتها فاتن :" انتي اسكتي .. ما سألتك .. اصلك صرتي مجنونة .. تخرفي كلام زي وجهك "
ام علي :" يا بنتي .. ارحمي نفسك .. واذكري الله يصبّرك "
صرخت فاتن برفض تااام :" يووووووه القعدة معاكم تسدّ النفس .. استنا ابوي يرجع احسن لي "
تركتهما و ذهبت الى غرفتها غاضبة ..
ارتعشت يدا ام علي وهمست :" الله يصبرها و يعينها "
ضمتها هدى و قلبها يتلوى ألماً :" امي .. مع الوقت بتفهم .. قومي نامي وارتاحي "
ام علي بتنهيدة تخفف ما بها من جلل :" خليني يا هدى .. انتظر جاسر بعده ما رد "
هدى بتساؤل :" ما رجع !! وينه ؟؟؟ "
ام علي :" من الصبح بالشركة .. الله يقويه ويعينه "
همست :" آمين .. امي ما قالك وين ترك جود ؟؟ "
طأطأت :" قالي عند ناس يثق فيهم .. وامس قالي عند وحدة اسمها شفا "
هدى بتعجب :" شفا !!! .. من هي شفا ؟؟"
ام علي :" علمي علمك يابنتي .."
هزت هدى رأسها .. ثم استأذنت امها لتذهب للنوم ..
وجافاها النعاس عندما اخذت تفكر .. من هي هذة شفا .؟؟
ولماذا ترك جاسر جود عندها .؟؟
من تكون ؟؟ وماهي قصتها و معدنها ؟؟
قلقت على جود .. هل من الممكن ان تكون تلك الـ شفا فتاة سيئة ؟؟
لا يجب ان تسكت عن الأمر ..
غداً ستحدث امها لتقوم هي بدورها سؤال جاسر عن الموضوع بالتفصيل .

~~~~

~ في صباح اليوم التالي ~

ركبت زينة السيارة متوترة .. حيزاً صغيراً كهذا يضمهما .. كان أكثر من اللازم ..
لم تنبس ببنت شفه ..
وملامحها أوحت لمن ينظر اليها بأن اي شخص يجرؤ على التحدث اليها سوف يلقى ما لا يحمد عقباه ..
اخذت تقودها بتركيز .. تركيز اكثر مما يجب ..!!
الحوار الوحيد الذي اجريانه منذ الافطار هو ..
فارس :" صباح الخير "
زينة ببرود :" صباح الخير "
فارس :" كيف حالك اليوم ؟"
زينة بصقيع :" زينة "
وبعدها صمتٌ مطبق لفهما .. حتى وصلا الى المستشفى ..
وجدت احدى المواقف شاغرة فـ ركنت السيارة فيها .. ومسرعة امسكت بحقيبتها لتطفأ المحرك ..
خرجت صافقة الباب ورائها و بشق النفس ذهبت لتساعده على الخروج ..
قالت بجفاء :" بوصّلك عند قسم الاشعة واطلع قسمي لا تهزئني مثل كل مرة عالتأخير "
ابتسم :" هالمرة معذورة "
كافأت ابتسامته بعبوس واشمئزاز ..
جعلت تمسك ذراعه وتمشي به .. مخلفة بينهما مسافة لا بأس بها ..
قطب فارس جبينه :" اللي يشوفك الحين يقول فيا مرض معدي لا سمح الله !! "
زينة :" امففف احمد ربك اني قاعدة اساعدك .. لا تكون بس بتتركز عليا !! شايفني عكازة عندك "
ضحك فارس بخفة :" خلاص اتركيني انا امشي لوحدي احسن "
عندما تركت ذراعه .. احذ يقفز على رجلٍ واحدة ومظهره يثير الضحك والشفقة معاً ..
فعادت تساعده على مضض :" لا تفضحنا بس .. امشي "
عبرا ممرات المواقف ثم وصلا مدخل المستشفى الرئيسي ... ثم دلفا من خلاله ..
وقفا هناك ليجدا أمامهما فتاة شقراء قد نطق الغرور من وقفتها المائلة ..
نظرت اليهما من اخمص قدميهما الى منابت الشعر بنظرة متعجبة ومصدومة ..
قالت بصوتٍ مبطن :" well well well look who are here !! “
( حسناً حسناً حسناً انظروا من هنا !! )
عبست زينة وضاقت عيناها .. ثم أحست ان فارس تصلّب في وقفته ..
زينة بغيظ :" نعم ست وسن .. في شيء ؟؟؟ "
وسن تهزّ رأسها :" امم بس أتسأل ايش اللي جمع شينه بـ فارس..!! "
ثم نظرت الي فارس بنظرة ذات معنى ..
فقال بـ توتر :" زينة .. امشي ندخل احس قدمي تألمني من الارتكاز "
همست زينة بغرابة :" فارس !! "
تحرك فارس بترنح حتى يبتعد .. فأُجبرت على ان تمشي معه ..
سألته هامسه :" فارس انت تعرف وسن ؟؟"
لم يجبها .. وقُلبت ملامحه بجمود وكأنها قُدتّ من الصخر ..
سألته بإصرار :" فاارس .. انت تعرفها ؟؟؟؟ "
تنهد فارس واجاب بصوت مكتوم :" معرفة عمل "
التفتت زينة لترى وسن تنظر اليهما بتعابير حادة .. ثم تبتسم لها بهزء ..
وصوتها يعلو على مسامعها :" فارس .. لك سلام خاص من رومي "
كانت كلماتها جديرة بأن توقف زينة بصعقة كهربائية !!
لتنظر الى فارس بعينان متسألتان ..؟؟؟؟؟؟؟
وقف هو الآخر وقد حدث ما خشاه ..
رمقها بنظرة غامضة .. فيها لمعانٌ لا يُفسر ..:" زينة "
همست بألم :" رومي ؟؟! "
اسدل جفناه ببطء .. ثم زفرّ ليستدير مبتعداً ومشاعر لا تُحتمل تتفاقم داخله ..
حملقت زينة الى ظهره .. بصدمة !!
لماذا ذهب بلا تفسير ؟؟
سمعت ضحكة وسن المستمتعة .. فحولت ابصارها اليها ..
وسن بإستحقار :" هه شينة .. انصحك تبعدي عنه "
ثم استدارت هيّ الآخرى مبتعدة في ممرآآت المستشفى الأرضية ..
وقفت زينة بـ منتصف المكان ..
وقد أخذت ريآآح الغيرة تعصِفُ بها ..وتثير برآآكين الغضب بأعماقها ..
ضمت يديها بشدة .. ودمعة تنحدر على وجنتها ..
:" رومي ..رومي .. رومي !!!
من هيّ وما قصتها مع فارس ؟؟؟؟ "


~~~~


هل تعرفنّ أنتنّ ؟؟

ربــما نعرف في النبضة القادمة و ربما في النبضآآت التي تليها ..

هنا أتوقف .. آملة أن ترضيكم النبضة ولو قليلاً ..


مع كل تمنياتي بالخير والمودة ..

دمتنّ بـ حفظ الرحمآآن ..

أختكم في الله ..

ضياع نبضة

:flowers2:

dew 09-09-08 01:34 AM

نبضتين رائعة جدا ,,اعذريني لأني لم أتواجد لأقرأ النبضة السابقة ,,لكن كانت نبضات قوية جدا ,,نبضات عدّاء أولمبي ,ههههه
أحداث جميلة ساخنة لاتجلب الملل أبدا ,,,

فارس / كرهته عندما تلفظ بذلك الكلام عن زينة ,,لايحق له أبدا ,,لكن سامحته قليلا عندما أنقذها وعندما كاد يعترف باهتمامه لها ,,,أرجو أن يكون بخير

جاسر / أموره مبعثرة الآن بسبب موت عمه ولاندري ماذا سيحصل له

شفا وجود / زاد رباط الصداقة ,,وأتمنى أن يدوم

زينة / كانت بطلة القصة في هذه النبضات السابقة ,,أشفقت عليها من تقريع فارس لها ,,وأظن بأنها بعد هذه الحادثة ستتعقل وتترك تصرفاتها الطفولية ,,

أنتظر النبضة القادمة بكل شوق

dew 09-09-08 01:37 AM

راح أبدأ قراءة النبضة 16 ,,بس بغيت أقول لك يعطيك ألف عافية وعمرة مقبولة إن شاء الله

نسايم ليوا 09-09-08 01:56 AM

عمره مقبوله ان شاءالله...حبيت بس ابارك لك وجاني فضول اشوف النبضات بس اوعدج حبيبتي اني اقراها بعد رمضان وارد عليج ووووووووووووووتسلمين يا احلي نبضه

همس الروايا 09-09-08 02:31 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمررررة مقبووولة ان شاء الله يا نبووض ..

وادعي لنا ويااااج ... ربي يبلغنا نعتمرررر مثلج يااااااااااا رب ..

النبضة رووعة مثل اخواتها ... وعشت القهر من وسن من يد ويديد

و منتظرة القادم ..

>> صدق صدق كأني اتابعها لأول مرة .. احس مهما عدت وزدت بقرايتها ما امِل ابد
بالعكس اعصابي تنشد و اتفاجأ مع المواقف .. كأني ما قريتها قبل ..

يعطيج العافية نبوضة .. و تحيتي لج

شبيهة القمر 09-09-08 02:23 PM

السلام عليكم

عمره مقبوله نبوضه تقبل الله منا ومنك صالح الاعمال

تروحين وترجعين بالسلامه ..

BENT EL-Q8 09-09-08 08:16 PM

نبضهـ اكثــر منـ رائعهـ وهذا مو شيـ غريـبـ عليجـ
فاتـــنـ
احتقرهـا واشفقـ عليـهـا
ابوهـا ميتـ وتلبسـ ضيجـ وتتعطر!!
يمكنـ لانهـا متعودهـ
او لانهـا ليلحينـ مو راضيهـ تعترفـ لروحهـا بانـ ابوهــا ماتـ
اللهـ يعينهــا
زينهـ
الحمد للهـ اليـ ما صار فيـهـا شيـ
كلللللوشـ واخيرا اعترفـ لروحهـا بانهـا تحبهـ
بعد ما سمعتـ اليـ قالتهـ وسنـ
شبتسويـ
حرامـ لما اعترفـ لروحهـا واطلقتـ العنانـ لمشاعرهـا
تسمعـ خبـــر خربـ عليهـــا وممكنـ قتلـ مشاعرهـا اليـ توهـا انولدتـ
اللهـ يستـر
وسنـ
سخيفهـ ما تحبـ تشوفـ احد مستانسـ
حسافهـ انـ ابوهـا احمد
هدى
تبيـ تسألـ عنـ شفـا خووفـ على جود ولا لانهـا بتعرفـ منـ هاذيـ اليـ جاســـر وثقـ فيهــا
رفضهــا لعبد العزيز مو معقولهـ بسـ جذيـ!!
يا شافتـ شيـ عليهـ
او
عشانـ احد"جاســر"
جاســـر
امورهـ متخربطهـ ومو عارفـ يبديـ بشنو
بالشركهـ ولا بالوصيهـ ولا يواسيـ ولد عمهـ
وما لقى غيــر شفــا يستشيرهـا
يرتاحـ لهـــا و ودهـ يشكيلهــا
اللهـ يعينهـ
جووود
حديـ فرحانهـ لهـا
انـ شاء اللهـ ما يخربـ عليهــا خبــر مووتـ عمهــا
فارسـ
متعقد منـ الحريمـ
عبالهـ انـ كلهم، نفسـ بعضـ
عشانـ جذيـ مو راضيـ يعترفـ لروحهـ بمشاعرهـ
شرحـ يسـويـ بعد ما درتـ زينهـ عنـ"روميـ"!!
اللهـ يســتر
عمــر
احسـ قصتهـ كبيرهـ
اليـ فهمتهـ انـ مرتهـ"سندس" ماتتـ
آخر شيـ
عمرهـ مقبولهـ نبوضـ
بانتظار النبضهـ على احر منـ الجمــر
تقبليـ مروريـ

ضياع نبضة 10-09-08 02:08 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 1629316)
[SIZE="4"]أهلن نبوضه كيفك ...انا من المتابعين لقصتك الفريده من نوعها

بس الحين ماعاد فيي صبر على القراءه بصمت قلت لازم افجر

الي بخاطري والاانفجرت >> الله يعينك على الشرشحه ههههه

القصه مجملة وتفصيلا قليله عليها روعه الله يحفظك يارب

والي شد انتباهي اللمسه الروحانيه وبيان تعاليم الدين

التي غفلنا عنها>>والي حببتنا فيك ... الله يزيدك من فضله يارب



الشي الي مشغل بالي هي شفـــــــــــــا احس ان في حياتها سر

ويمكن هي ماتعرفه ؟؟علاقتها بجود ..عدم الشبه بينها وبين افراد

عائلتها ..مرضها....حياتها في الغربه ...؟؟؟الشبه بين امها وبين جود

حب جود للكتابه تماما كأم شفا .............الخ كل هالاشياء كونت عندي

فكره وحده ان ام شفا هي ام جود ...وشفا مو بنتها يا انها يتيمه او انها

بنت ابوها من ام ثانيه ....وش رايك انفع المحقق كونان هههههه

هذا الي طلع معي بخصوص شفا



نجي عاد لزينة الحلايا زوينه ...ياحبي لهلمخروشه ههههههه

على كثر ماترفع ضغطي بهبالها على كثر ماأحبها....وكلش كوم

وردها على قيس زمانه كوم احيانا ارحمه مالقى الا هالخبله

يطيح في شباك حبها هههههه بس يستاهل مادواء الرجاجيل الا هي

ياحبيلها توسع صدري بمقالبها الله يوسع صدرك يانبوضه ....ههههههههه

وطبعا مانسيت باقي ابطالنا راح اشرشحهم لك في المره الجايه


يالله اشوفك على خير

وبانتظاااااااار نبضاتك الرائعه يانبوضه ... [/
SIZE]

هلا وغلا :[ شبيهة القمر ]:

انا الحمدلله بخير دبووه انتي كيفك ؟؟

عساكِ بصحة وعافية ان شاء الله ..

نورتي صفحتي بعودتك :) ..

:rfb04470: بسطتيني يا شييخة ربي يسعد قلبك ..

بس لا تنفجري علينا ههههـ وشرشحي زي ما تحبي .. تموووني :)

~~~

الروعة وجودك وتشجيعك لي دبوه ..

آميـــن تسلمي احببك الله الذي احببتني فيه ..

اهم شيء تستفيدوا + تتعلموا + تستمتعوا و مع الاحدآث ..

احساسك في محله .. لكن ايش هو السر ؟؟

النبضآآت راح تخبركم .. لكن انتي غلبتي المحقق كونان يا كونانة هوهاها ..

و زيوون .. معشوقة الجماهير :dancingmonkeyff8: هههـ انا انبسط معاها مااارررة

وآميــن يوسع صدرك بالقرآن يارب العالمين ..

~~~

اسعدني ردك جداً .. وبإنتظاااارك على نار ..

لا تحرميني متابعتك ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 10-09-08 02:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الروايا (المشاركة 1630920)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هلا نبوووضة شحالج غناتي ؟؟

هالنبضة وقفت قلبي من الرهبة .. ماكني قريتها من قبل

اعيد وازيد ما شاء الله عليج ابداع وصفج تخطى التميز بواااايد

يعني حيييل حيييل اوصافج جميلة و مختارتها بعناية ..

تشبيهات حلوة وصياغة تجنن .. اسلوووب رااااائع وايد وااااايد

يعطيج العااافية وبإنتظارج دووووم ..

هموسة

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

هلا وغلا :[ همووس ]:

الحمدلله بخير يالغلا انتي كيفك ..؟ ان شاء الله بأتم خير

:friends:

ياااا ربي يسعد قلبك زي ما تفرحيني بأرائك .. لكن انتي مبالغة في قلمي المتواضع ..

تسلمي وممتنة لك ماااارة ... الله لا يحرمني منك ..

بلغك الله رحمته و غفرانه والعتق من نيرانه ..

احبك في الله ..

باقة ود لكِ :flowers2:

Emomsa 10-09-08 03:14 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمرة مقبولة ان شاء الله ....... منتظرينك بشششششششششششووووووووووقققققققققققق

ضياع نبضة 10-09-08 10:35 AM

:[ ارادة الحياة ]:


:eek::eek::eek:
لقد أذهلني ردُكِ يا ماما ..
سعيـــدة سعيــدة لأنكِ هنا :rfb04470:

اقتباس:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

اقتباس:

ضياع نبضة كم شعرت بفخر داخل نفسي عندما اطلقتي عليه لقب ماما ارادة فأنا اعتز وافتخر بأبنة مثلك واتمنى ان يمد الله بعمري لأرى بناتي مثلك وقريبا اذا بلغن عمر اسمح بدخولهن النت سوف اعرفهن عليك
:EWx04511: أمطرتيني بلطفك ماما ..
كلماتك مسّت شغاف قلبي وملئته تشريفاً ..
يسعدني ان اتعرف عليكِ وعلى بناتكِ ( أخواتي ) ..
علّ الله يكتبها معرفة خير ومودة ..
وان لم نحوز اللقاء هنا .. أطلب الرب ان يجاورني ايكِ في الفردوس الاعلى .. يارب.

اقتباس:

ضياع نبضة بصراحة بحثت كثيرا لكي اربط الاسم بمحتوى القصة ماهو الذي سوف يضيع نبضة هل قلب شفى ام قلب زينة عندما استقر حب فارس داخله ام قلب فارس الذي استغل الحب غفلته وغزاه ام قلب جود الذي اعتمر بالايمان واصبح قلب ينبض بالحياة وضاع نبضه السابق ام قلب جاسر الذي بدأ يخفق بشكل خفي ام قلب وسن الذي ضاع نبضه منذ زمن بعيد واصبح كتلة حجر
لا ادري اي نبضة تلك
ام هو نبض الوطن الذي نفقده بالغربة ونحن اليه دائما اتمنى ان نجد النبضة ولاتضيع منا ابدا
اذهلتني :cgE05050:
غوصكِ في البحث عن الرابط الخفي لم يسبقه غيرك أمآآه
حتى انكِ اخترقتي بعض دفاعاتي و انتقيتي نبضآآت لم اتطرق لها في ذهني ..
كل ذلك تجمع في ضيآآع نبضة .. والنهآآية كانت ستكشف الستآآر
لكن رائعة مثلكِ لا بد لها ان تسلط الضوء على عنوان كل شيء .. ليُعبر المضمون عنه ..
النبضات جمعتها هنا .. فكيف لي أن اسدل بغيرها ؟؟!


اقتباس:

اعجبتني القصة بكل محتواها في اول نظرة لي بدات لي القصة وكأن كاتبتها اجنبية مستشرقة لما تحوي من مزيج شرقي غريبي
ثم بدأت تطفو على السطح الهوية العربية الأصيلة في كل نفحة أيمانية تطل علينا في قصتك
فضهرت لي قصة غربية بدفئ شرقي ونفحات اسلامية
اخبرتك من قبل ماما ارادة ..
عندما سألتني ما اذا كنت اخجل ان تطّلع امي على روايتي ..
واجبتك .. اني لن اخجل .. وهي ستشجعني على ما اقدم عليه
ولكنها سوف تستنكر القالب المطروح حيث المجتمع المنفتح ..
حاولت ان اجمع نكهتين من الحيآة وادمجهما في صفحةٍ واحدة .. حيث اظهر مميزات و مساؤي كل نكهة
علّي وُفقتُ في ذلك ؟؟

اقتباس:

رائع اختيارك للبيئة القصصية بدوتي مختلفة بطرحك اعجبني وبشدة توضيحك لأخلاق الناس وان اختلفت الديانات حتى لا نكون مثلهم صورو المسلمين ارهابين بشكل عام
لنصرو الغرب بناءا على اخلاقنا نحن المسلمن بأنهم بشر منهم ذو الاخلاق الجيدة ومنهم ذو الاخلاق السيئة
وفقتي وبشدة في بيان العمق الاخلاقي في النفس البشرية وان اختلفت الديانة
فهذه وسن مسلمة بينما الممرضة الاخرى احنبية ومن ديانة اخرى تلك اخلاقها عالية والاخرى نست دينها وتناست عادتها فبدت مسخا خلقا واخلاقا

شكراً ماما .. اخجلتيني حقاً ..:c8T05285:
هذا ما اريد ايصاله للآخرين .. ان مشاعر البغض والحب في دواخلهم لا يربطونها بخلفية الانسان
سواءً كان مسلماً ام كافراً .. لا تحكم عليه من هويته ..
بل اجعل ركيزة مشاعرك هيّ الاخلاق .. فكل بشريّ لا بد في داخله شر وخير ..
من يطفح عن الآخر هو ما يحدد ان كان يجب الحكم على هذا الشخص بالسيء او الحسن ..
فالديانة ليست ناصية حقيق الانسان ..
بل الخلق القويم .. وكم من مسلمٍ ضيع اسلامه بسوء الخُلق ..
وكم من غيره ارتفع بحُسنِ خُلقه ..:)

اقتباس:

شفا ملاك القصة لا ادري لما اشعر بالسكون عندها واشعر بالهدوء يتغلغل داخلي عند ذكر اسمها صعب تلقي انسان محتفظ بهذه الروح الأيمانية رغم كل الامه فهي متمسكة بالحياة بأيمانها برب العالمين ومتمسكة بالحياة من اجل اخوة صغار تحملت المسؤلية ولم تهرب منها وهناك من هم يهربوبون منها وهم رجال اصحاء واشداء وهي الطفلة الصغيرة المريضة تحملتها صدقيني ربما هي قصة ولكن الواقع يحمل اقسى من ذلك
في روح شفا شكَّلت هدفي ..
الشخصيه التي اطمحُ لإكتسابِ حسناتها ..
واخبركِ شيئاً .. شفا موجودة في دآآخلِ كلاً منا ..
السر هو كيف ننتزعها من ظلماتِ اعماقنا لترى النور ..؟

اقتباس:

صدقيني شعرت بصغر حجمي امام هذه الشفا فهي مريضة ولم تنسى فرضا ولم تنسى وردا ونحن الاصحاء وبكامل اراتنا نسهو ونتناسى الله يهدي الجميع
وفقت في رسم شخصية رقيقة وقوية مريضة عضويا وسليم روحيا تنير الطريق لكل من حولها فبدت ملاكا رائعا لقصة رائعة
الادهى والأمّر .. عندما نقارن انفسنا الضعيفة بالصحابة رضوان الله عليهم ..
هناك اشعر اني لا شيء .. ويغمرني الخجل لأقابل ربي ..
اين نحنُ من اولئك ؟؟ اين نحنُ من قلوبهم المؤمنة ؟؟ ..
اللهم ثبت قلوبنا على الدين والهمنا الصبر وقوة الايمان ....
وصفُكِ لـ شفا جعل البسمة تزحف شفتاي .. ممتنة لرقة قلبكِ :rolleyes:

اقتباس:

اروع كلام نطقت به شفا هو كلامها عن حب الله سبحانه وتعالى وغفلتنا المتعمدة لهذا الحب الرائع الذي يخجل امام روعته اي حب سوها وينحني اجلالاا لقدسية هذا الحب فبارك الله لكل من وضع هذا الحب نصب عينيه
بلغني الله واياكِ وكل محبينا والمسلمين جميعاً حب الله لنا :f63:

اقتباس:

زينة ربما عرفنا قصة شفا وطريقة اغترابها ولكن زينة بدت مختلفة صعب على المجتمع الشرقي تقبل دراسة البنت خارج ارض الوطن وهناك من تمادى ولم يتقبل دراسة البنت داخل وطنها ولكن المسافة ربما بعيدة عن اهلها
ياترى ماهي الضروف خلف دراسة زينة خارج الوطن
لا تتفاجئي ماما .. فـ لو تعرفين عدد الفتيات المغتربات .. لـ هالك الامر ..
كُنت سأكون واحدة منهن .. لكن الله منّ علي ببقائي في ارضٍ مطهرة ..
أسأل الله ان يحفظ اخواتنا المتغربات هناك في خضم مجتمعاتٍ لا تعرف الاسلام ..

اقتباس:

هل تعرفين زينة شخصية مركبة ومربكة تحوي العديد من التناقضات طيبة وشريرة تحب وتكره في ان واحد ردود افعالها متهورة وغير مدروسة اعانك الله على كتابة مثل هذه الشخصية اجد قلمك تصيبه حالة من التهور عند كتابة حوار هذه الشخصية
نعم .. اعرفها واعرف تهورها وجنونها ..
لأني جزءً من عقليتها وشخصيتها .. احياناً اتعب معها واتيه في الاحداث ..
لكنها حالما تجرد مخرج بأقل الاضرار ..
هيّ كذلك متهورة .. فقلمي يصيبه الجنون عند خيالها ..!!

اقتباس:

اثرت العديدة من القضيا عبر هذه الشخصية
اولها انفصال الابوين وتشتت الاطفال وعدم تقبلهم للشريك الاخر سواء كان من جهة الام او من جهة الاب وبذا يعيشو معزولين ويكونو فكرة خاطئة عن الزواج ويفضل الانزواء على خوض مثل هذه التجربة التي تبدو بنظرهم فاشلة قبل ان تبدأ اعجبني نقاشك وانتظر كيف سوف تصلين لحل مع هذه الشخصية المتهورة فيما يخص نقطة الزواج
:V5N05075:
بالفعل .. كثيرٌ من الاطفال يمرون بتجربة مماثلة ..
بعضهم يتأثرون الى الابد .. والاخر تنحل نفسيتهم مع مرور الوقت ..
احياناً تعجبين من النقل النوعية في مشاعرهم .. بشكل خرافي تزول مخاوفهم
واحياناً تتعبين لتغيري منظورهم لتجربة مرت ولن تتكرر ..
زينة من اي نوعٍ فيهم ؟؟
ستعرفين حتماً ماما :)

اقتباس:

ثانيا الحجاب والألتزام به صدقتي بنقطة معينة هناك العديد من الفتيات محجبات وتستغربين تصرفاتهن هن بجهة والحجاب بجهة اخرى ولكن عندما تتعرفي عليهن تكتشفين ان الشعر عبارة عن اسلاك نحاس والافضل ان نخبأه للاسف هناك من اتخذت الحجاب لكي تخفي العيوب
هدى الله الجميع
للأسف .. ذلك صحيح ..
والعكس حقيقي ايضاً .. نجد فتيات حجابهن لا يقارن بالحجاب الشرعي
لكنهن في منتهى الاخلاق والتربية العالية ..
سبحان الله .. زمنٌ قلبت فيه الموازين !!!

اقتباس:

المسألة الثالثة هي الغربة وتأثيرها علينا هناك من ينغمس بها بأرادته وينسى دينه وعادته وتقاليده وهناك من تجره جرا خفيفيفا نحوها ويبقى متمسك بدينه ولكن لايمكنه ان يرجع الى ارض وطنه لانه اصبح بنظر من هناك متحرر ( فري ) وهو ايضا اصبح لايمكنه ان يعود الى ذلك المجتمع القديم ويتطلب الامر شجاع اذا اراد العودة ويتطلب الأمر ارادة ومكافحة حتى يتعود مرة اخر ى على البيئة التي هجر واذا كانت جذوره عميقة في تربة وطنه سوف يعود ويقاوم رغبته المتحرر وفكره الذي تغير ليعود ابن الوطن البار
بالفعل ماما .. الغربة سلاح ذو حدَّين ..
اما تُغلفنا بمساوئها او نُكيفها بعاداتنا ..
انتقيت نماذج كثيرة لكل منها تأثير مختلف ..
مثلاً ..:
زينة .. تأثرت جزئياً ..لكنها ما زالت باقية على اصولها ..
وسن .. تأثرت كلياً بل وفاقت محيطها بمساوئها الشخصية ..
شفا .. تأثرت لكن قوة عزيمتها حاربت زوال قناعاتها ..
غرام .. اندمجت مع غربتها تماماً ..
فارس .. اعتاد الغربة .. فلا موطن له الا الاغتراب ..!!
ولنرى كيف تقودهم الغربة الى نهاياتهم ؟

اقتباس:

وفقت عزيزتي اعجبتني ارائك
يغبطني ذلك .. اتمنى فقط ان تكون موازية للحق غير مخالفة له ..

اقتباس:

هل تعرفين في شخصية زينة بالذات وجدت امراءة تحاول ان تكون طفلة لكي تدفن حزن الطفلة التي داخلها والمراءة التي هي عليها داخلة ضحكت الطفولة وعفوية التصرفات الطفولية
انه الفراغ العاطفي وتعويض المفقود ..
معظمنا نفعل ذلك .. نتلبس اقنعة ليست لنا .. لانها ما نريده !!


اقتباس:

جاسر وجود
تألق هنا الحب الأخوي العميق ذلك الحب الفطري الذي لانعرف متى اكتسبنها ولاكيف نمى داخلنا نبصر النور وهو معنا ونكبر ويكبر معنا
تدفق الحب بعمق وصدق لايمكن ان يشك به احد او يختلف به اثنان
انه الحب الذي ارتحل عن حياتي برحيل اخي الكبير " رحمه الله "
حب لا يوجد بحلاوة طعمه شيئاً مشابه ..

اقتباس:

رسمته بريشة مبدعة فكون لوحة صادقة بألوان زرقاء صافية كزرقة السماء بعد انجلاء عاصفة هوجاء ازرقها رائع ورائحة المطر على الارض تزيد من شعورنا بالطمأنانية هذه هي الوحة التي جمعت جاسر بجود
:075: وصفك اعتزازٌ لي يا ماما ..

اقتباس:

اثرتي نقطة مهمة وهي الجزع عند فقد عزيزة ترين الناس الجهلة يمدحون فلانه لانها شقت ثوبها ونفشت شعرها حزننا على فقيدها ويذمون فلانه لانها سكبت دموعا صامتا وقلبها يدعو بصدق لذلك الفقيد بالرحمة والغفرة
متناسين تماما الايمان الي تغلغل داخل الثانية حتى اصبحت تؤمن بقضاء الله وقدره وان كل نفس ذائقة الموت مهما مد الله بعمرها
اما الأولى ضعف ايمانها فبدت جزعة ومعترضة على حكم الله وهالها امر الفقد ولم ترجع لوعيها لضعف ايمانها

هذه هي حالة فاتن وهدى
بيت القصيد هو التصبّر هنا ..
فعلاً كما تفضلتي .. احالوا البعض لطم الخدود وشقّ الجيوب لمراسم فقدان العزيز
الم يتفكروا في حكم ذلك الامر حين حرّم الله ذلك !!!
في تلك اللحظات .. عند استكانه الحزن .. يظهر قلب المؤمن القوي والضعيف ..
هنا هدى و نفس المكان فاتن ..
الفرق بينهما الصبر واحتساب الثواب من الله .

اقتباس:

فارس رجل عانه القسوة الابوية والاهمال والانكار من قبل الام والخداعة من حبيبة مجهولة فصور المرأءة وحش يجب الابتعاد عنه والحب هو غدر مقنع
اعتقد انه سوف يتغير قريبا
لا ندري .. رجلٌ تلاطم بين احقادِ النساء ربما لن يشفى
وربما سيفعل ..:biggrin:

اقتباس:

ليس من عادتي ان اتوقع الا ماندر ولكن الان سوف اتكلم عن مسار القصة بشكل عام
تدرجتي بشكل رائع فيما يتعلق بشخصية شفا الى ان وصلتي الى طريقة دمجتي بها حياة جود وشفا بطريقة رائعة ستصلين بها الى ما تريدين
اعتزُّ بشهادتك ماما ..
اتمنى ان اصل الى شاطيءً يرسي فيه قلبيهما بأمان ..

اقتباس:

فارس وزينة اتصور مدى تعبك الى ان جعلتي منهما يعترفان من غير وعي منهما بأنهما وقعا بالهوى قبل ان يقعى بالهاوية
وفقت بأدارة ة الحوار بينهما بشكله العفوي الطفولي
بين فارس وزينة .. هناك رسالة مبطنة ..
واثقة بأنكِ ستلتقطينها عزيزتي .. فالهوى والهاوية الذان ربطهما معاً اوحى لي بـ اقترابك للجوهر هنا ..
بإنتظار وجودكِ للخيط الخفي .. الذي اثق ان لا احد غيرك سيظهره للعلن
قبل اعلاني عنه ..
فـ متشوقة لتخبريني بالمخفي :9jP05261:

اقتباس:

الأطفال وعلاقتهم ببعضهم رائعة حياة الطفول وخاصة بسام وتامر حلوة علاقتهم الطفولية بكلمات رجولية مقلدة رائعة فترة الطفولة
:friends: انهم نموذج لأخي وابناء اعمامي الصغار ..

اقتباس:

علي وجود علاقة عرفنا بدايتها وان بدت نهاية اقرب منها الى الى البداية فهل ستكون النهاية مختلفة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
:brW05215: ربما .. وربما لا ..

اقتباس:

ختاما وفقك الله عزيزتي واتمنى ان ارى نباضاتك القادمة وهي مميزة دائم

محبوبتي ماما .. سلمتِ على ردٍ اثلج صدري ..
بهرني لقرائتك ما بين السطور .. الأمر الذي لم احسب ان هناك من سينتبه اليه ..
لكنك دوماً تشذين عن قاعدة الرتابة لتتميزي .. تبارك الرحمان فيكِ ..
اسعدني مروركِ العزيز .. حقاً غلبتي ثنايا عقلي بسردكِ لكلِ اوراقه ..
ممتنة ومتشوقة لوجودكِ الدائم هنا ..
احبكِ في الله امي

باقة ودٍ لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 10-09-08 10:43 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 (المشاركة 1631475)
ابدعـــــتيـ نبوووضـ
وهذا مو شــيـ غريــبـ عليــجـ
زينــــــــهـ
لهدرجهـ تعانيـ المسكينهـ
شكلهــا كانتـ تخفيـ المهــا بضحكهــا وابتسامتهـــا
اللهـ يعينهــا
خخخ حتــى واهــيـ شويـ وتطيحـ ماتخليـ طبعهــا هعـ
فارســ
خاطـــر بحياتهــ وكانـ ممكنـ يموووتـ
كلـ هذا لانهـ يحسـ انهـ مسؤوولـ عنــهــا!!
ما اعتقــد
والشــيـ اليـ يعرفهـ ومايبيـ يعترفـ فيــهـ اهو"حبهـ لهــا"!!
علـــــــيـ
اللهـ يعينهـ
مو سهــلـ ينســى غيـــر جذيـ فكرهـ انهـ اهو قتــلـ ابوهـ مسيطرهـ عليهـ
ومخليتهـ يحسـ بالذنبـ
اللهـ يعينهـ
جووود
الحمد للهـ فيـ تطور ملحوظـ بحالتهــا
وانـ شاء اللهـ ما يخربـ عليــهـا شيـ
جاســـر
اللهـ يعينــهـ
غيــر جذيـ لازمـ تنقرا الوصيهـ وجود موجودهـ
يعنيـ لازمـ تعرفـ انـ عمهــا ماتـ
اللهـ يستــر
وسنـ
غيابهــا هالنبضهـ مو مطمنــيـ*_^
هــدى
ونعمـ الاختـ واللهـ
اللهـ يوفقهــا
تقبليـ مروريـ

هلا وغلا :[بنوووتة ]:

كيفك دبووه ؟؟ عساكِ بخير وعافية يارب

يسلمو والله اخجلتيني برأيك .. اعتز به وبك ..

زينهـ .." الضاحكون هم اتعس الناس "

فارس .." كل شيء متوقع .. وكلامك صحيح "

علي .." الايام تنسي ..والايمان يصبّر "

جود .. جاسر .." متى الفرج ؟ "

وسن .. " فكـهـ منها يا شيخة كخخ "

هدى .." بالفعل "

تسلمي دبووه لمرورك الرااائع ..

ولا تحرميني وجودك ابدااا ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 10-09-08 10:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew (المشاركة 1632253)
نبضتين رائعة جدا ,,اعذريني لأني لم أتواجد لأقرأ النبضة السابقة ,,لكن كانت نبضات قوية جدا ,,نبضات عدّاء أولمبي ,ههههه
أحداث جميلة ساخنة لاتجلب الملل أبدا ,,,

فارس / كرهته عندما تلفظ بذلك الكلام عن زينة ,,لايحق له أبدا ,,لكن سامحته قليلا عندما أنقذها وعندما كاد يعترف باهتمامه لها ,,,أرجو أن يكون بخير

جاسر / أموره مبعثرة الآن بسبب موت عمه ولاندري ماذا سيحصل له

شفا وجود / زاد رباط الصداقة ,,وأتمنى أن يدوم

زينة / كانت بطلة القصة في هذه النبضات السابقة ,,أشفقت عليها من تقريع فارس لها ,,وأظن بأنها بعد هذه الحادثة ستتعقل وتترك تصرفاتها الطفولية ,,

أنتظر النبضة القادمة بكل شوق

اهلاً :[ ديو ]:

الرائع وجودكِ غاليتي .. و كوني حرُّه بأي وقتٍ انتظركِ :)

ههههههـ اعجبتني عداي اولمبي ..

سلمتِ عزيزتي كم يغطبني رأيك الجميل ..

تعليقاتك لذيذة كحبات التوت ..

كم اتشوق لقراءة قادم ردودكِ ..

ممتنة ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 10-09-08 10:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew (المشاركة 1632263)
راح أبدأ قراءة النبضة 16 ,,بس بغيت أقول لك يعطيك ألف عافية وعمرة مقبولة إن شاء الله

:flowers2:

شكراً عزيزتي ..

الله يعافيكِ ويتقبل من الجميع صالح عمله ..

دمتي بـ ود

ضياع نبضة 10-09-08 10:52 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسايم ليوا (المشاركة 1632327)
عمره مقبوله ان شاءالله...حبيت بس ابارك لك وجاني فضول اشوف النبضات بس اوعدج حبيبتي اني اقراها بعد رمضان وارد عليج ووووووووووووووتسلمين يا احلي نبضه

هلااا وغلااا :[ نسايم ]:

نورتي مطرحج دبووه ..

آمين وكتب الله لج عمرة قريبة يارب ..

الله يبارك فيج ..

ويشرفني متابعتج .. ربي يبلغج العتق من النيرآآن ..

الله يسلمج .. فرحتيني بطلتج نسووم ..

دمتي بخير

ضياع نبضة 10-09-08 10:54 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الروايا (المشاركة 1632452)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمررررة مقبووولة ان شاء الله يا نبووض ..

وادعي لنا ويااااج ... ربي يبلغنا نعتمرررر مثلج يااااااااااا رب ..

النبضة رووعة مثل اخواتها ... وعشت القهر من وسن من يد ويديد

و منتظرة القادم ..

>> صدق صدق كأني اتابعها لأول مرة .. احس مهما عدت وزدت بقرايتها ما امِل ابد
بالعكس اعصابي تنشد و اتفاجأ مع المواقف .. كأني ما قريتها قبل ..

يعطيج العافية نبوضة .. و تحيتي لج

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

هلا وغلا :[ همووس ]:

آمييين يارب العالمين .. ان شاء الله قرييييب يارب ..

:) وردك روعة مثل بقية ردودك ..

:friends:

الله يعافيك ويسعد قلبك ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 10-09-08 10:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 1633194)
السلام عليكم

عمره مقبوله نبوضه تقبل الله منا ومنك صالح الاعمال

تروحين وترجعين بالسلامه ..

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

هلا وغلا :[ قموورة ]:

آميـــــــــــــــــن يارب العالمين ..

تسلمين يالغلا :)

ان شاء الله تعجبك النبضات ..

دمتي بود

ضياع نبضة 10-09-08 11:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 (المشاركة 1633718)
نبضهـ اكثــر منـ رائعهـ وهذا مو شيـ غريـبـ عليجـ
فاتـــنـ
احتقرهـا واشفقـ عليـهـا
ابوهـا ميتـ وتلبسـ ضيجـ وتتعطر!!
يمكنـ لانهـا متعودهـ
او لانهـا ليلحينـ مو راضيهـ تعترفـ لروحهـا بانـ ابوهــا ماتـ
اللهـ يعينهــا
زينهـ
الحمد للهـ اليـ ما صار فيـهـا شيـ
كلللللوشـ واخيرا اعترفـ لروحهـا بانهـا تحبهـ
بعد ما سمعتـ اليـ قالتهـ وسنـ
شبتسويـ
حرامـ لما اعترفـ لروحهـا واطلقتـ العنانـ لمشاعرهـا
تسمعـ خبـــر خربـ عليهـــا وممكنـ قتلـ مشاعرهـا اليـ توهـا انولدتـ
اللهـ يستـر
وسنـ
سخيفهـ ما تحبـ تشوفـ احد مستانسـ
حسافهـ انـ ابوهـا احمد
هدى
تبيـ تسألـ عنـ شفـا خووفـ على جود ولا لانهـا بتعرفـ منـ هاذيـ اليـ جاســـر وثقـ فيهــا
رفضهــا لعبد العزيز مو معقولهـ بسـ جذيـ!!
يا شافتـ شيـ عليهـ
او
عشانـ احد"جاســر"
جاســـر
امورهـ متخربطهـ ومو عارفـ يبديـ بشنو
بالشركهـ ولا بالوصيهـ ولا يواسيـ ولد عمهـ
وما لقى غيــر شفــا يستشيرهـا
يرتاحـ لهـــا و ودهـ يشكيلهــا
اللهـ يعينهـ
جووود
حديـ فرحانهـ لهـا
انـ شاء اللهـ ما يخربـ عليهــا خبــر مووتـ عمهــا
فارسـ
متعقد منـ الحريمـ
عبالهـ انـ كلهم، نفسـ بعضـ
عشانـ جذيـ مو راضيـ يعترفـ لروحهـ بمشاعرهـ
شرحـ يسـويـ بعد ما درتـ زينهـ عنـ"روميـ"!!
اللهـ يســتر
عمــر
احسـ قصتهـ كبيرهـ
اليـ فهمتهـ انـ مرتهـ"سندس" ماتتـ
آخر شيـ
عمرهـ مقبولهـ نبوضـ
بانتظار النبضهـ على احر منـ الجمــر
تقبليـ مروريـ

هلا وغلا :[ بنوووتة ]:

مرحبا باللي تسر القلب :friends:

تسلمين يالغلا .. اعتز بشهادتك ..

فاتن .." اعذرها .. لكن لمتى ؟"

زينه .." ما تدري هالشخصية كيف تكون ردود فعلها ..! "

وسن .." نحن ما نختار اللي حولنا .. ولا ياسلام كانت العيشة احلى "

هدى .." كل شيء جايز "

جاسر .." الله يعينه وبس "

جود .." الله يستر "

فارس .." معذور اللي شافه مو قليل "

عمر .." المخفي راح يظهر "

وتسلمـــي بنوو على الردود العسوله ..

آمييين منا ومن الجميع .. امتناني ..

باقة ود لكِ :flowers2:

سليا 10-09-08 11:04 AM

اهلا بعودتك ضياع نبضة و ان شاء الله عمرة مقبولة

ضياع نبضة 10-09-08 11:06 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Emomsa (المشاركة 1634629)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمرة مقبولة ان شاء الله ....... منتظرينك بشششششششششششووووووووووقققققققققققق

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

هلا وغلا :[Emomsa]:

آمييين دبووه ربي يبلغك العمرة انتي بعد ..

وانا منتظرة تعليقاتك الحلوة بشوق اكبر ..

دمتي بود :flowers2:

ضياع نبضة 10-09-08 11:08 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليا (المشاركة 1635254)
اهلا بعودتك ضياع نبضة و ان شاء الله عمرة مقبولة

اهلاً وسهلاً :[ سليا ]:

سعيدة لرؤيتكِ تنيرين صفحتي ..

آميــــن سلمتِ غاليتي ..كتب الله لك عمرة قريبة

وبإنتظار مشاركتكِ في الاحداث :)

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 10-09-08 11:13 AM

v~√”^√V’~-√V~'^~----- ~ النبضـة السـابعـة عـشـر ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :
" ما كُلُ ما يتمنى المرءُ يدركه .. تجري الرياحُ بما لا تشتهي السُفنُ "


~ الجـ 1 ـزء ~

افاقت من جمودها لتلحق بـ وسن قبل ان تستقل المصعد ..
:" وسن .. لحظة شوي .."
التفتت اليها وسن وبنظرة متعالية :" نعم !! .. ايش تبغي يا شينة ؟"
أقتربت منها زينة بـ مزاج متعكر ..
ثم وقفت على بعد اقدامٍ لتسأل بحدة :" انتي ايش عرفك بـ الدكتور فارس ؟"
ارتفعت حاجب وسن :" عفواً !! وانتي من تكوني عشان تسأليني هالسؤال ؟"
ضربت الارض بقدمها .. :" مو شغلك انا مين .. قولي من هذي رومي ؟؟؟؟؟ "
ضحكت وسن بهزء :" اذا قد كذا مهتمة .. أسألي فارس .."
ثم أعطتها ظهرها وهي تقول :" اذا اصلاً راح يقولك ههههاي "
وابتعدت بخطواتها المختالة داخل المصعد بعيداً عن زينة .. حيث وقفت تتجرع القهر والالم يقبض على قلبها ..
بعد دقائــــق ..
دخلت القسم وهي تجّر خطواتها الثقيلة بإستماتة .. لم يسبق لها قط أن شعرت بهكذا نار تتآكلها !!
بهكذا ألم يمتد من نخاع العظم و ينتشر الى اطراف كيانها ..!!
تتمنى لو تعرف من هذة الـ " رومي " لتنهش لحمها أو تجعل منها وجبة شهية لنمور السيرك ..
لكن كيف تعرف الا ان سألت فارس نفسه ..!!
تأففت ويداها تدفعان باب استراحة الممرضات .. ودلفت للداخل ..
لمحتها نيكول ثم صاحت :" زينــة ها قد عدتي .. كيف كانت رحلتك ؟؟"
تمتمت وهي تتوجه الى خزانتها :" لا بأس بها "
تدخلت ممرضة اخرى كانت متواجدة معهما :" لقد سمعت انكِ ذهبتي مع الدكتور فارس .. هل قضيتما وقتاً ممتعاً؟"
توسعت عينا زينة .. و قفزت نيكول لتتعلق بذراعيها والدهشة بادية على ملامحها ..
نيكول :" هل .. هل ما تقوله فاليري صحيح ؟!!! "
حملقت زينة الى فاليري بحدة :" من قال لكِ ؟؟ "
وقفت فاليري موشكة على المغادرة :" رفيقي ديفيد هو من يملك اليخت .. انه يعرف الدكتور فارس ..
اخبرني انه رآكِ تذهبين معهم "
صاحت نيكول :" اووه يا الهي ما الذي أصاب يديكِ ؟؟"
تجاهلتها زينة لتجيب عن فاليري قبل ذهابها والغضب يتلبسها :" حسناً ألم يخبرك هذا الاحمق ديفيد اننا كنا مع عائلة ..
وان الدكتور فارس يكون أخ زوجة أخي .. واننـ ..."
نيكول بدهشة أكبر :" قريبكِ ؟!!!!! "
رفعت فاليري يديها بوضع دفاعي :" اوهووه هوني عليكِ يا فتاة .. لم أقل شيئاً .. ثم ما دخلي أنا بالأمر ..
لا يهمني ان كان قريباً لكِ أم رفيقاً ..."
صرخت زينة وقد أخذ الغضب يستبد بها :" فاااااااال ... اصمتي حاااالاً "
فتمسكت نيكول بها حتى لا تنقض على فاليري قائلة :" فااال انفذي بجلدكِ هيااااا "
زينة :" نيكي اتركيــــــــــــــــني "
ضحكت فاليري هازة رأسها .. ثم غادرت الغرفــة مسرعة ..
نيكول :" هدئي من روعك يا زينة .. واخبريني ما الذي حدث بالضبط ؟ "
رمقتها زينة بغيظ .. :" الامر كله بدأ بسببك "
فغرت فمها :" أنا !!!!! وما دخلي أنا ؟؟؟"
تنهدت زينة وهي تعطيها ظهرها .. لولا تطّرقك لمشاعري منذ البداية لما كنت الآن أعرف اني ..!!
هزت نيكول كتفها :" زينة هيا حدّثيني .. كيف ان الدكتور فارس يكون قريباً لكِ ولم تخبريني ؟؟
و ما الذي حدث في الرحلة ؟؟ ولماذا يداكِ ملتفتان بالضمادات هكذا ؟؟ وايضاً .."
اقفلت خزانتها بعصبية :" امففف نيكي توقفي عن طرح الاسئلة .. لديّ عملٌ أقوم به "
تبعتها نيكول الى الخارج :" ولكن زينة .. اين الدكتور فارس ؟"
عبرت الممر الى مكتب الاعمال واخذت تبحث عن مهمتها في جدول الورديات المعلق ..
:" انه في قسم الاشعة يكشف على اضلاعه ... "
دونت نيكول ورديتها :" ماذا !!! لماذا ما الذي اصابه ؟؟ "
تأففت زينة واعطتها ظهرها :" نيكول اغربي عن وجهي "
ثم فرّت بعيداً تتجنبها بقدر المستطاع .

اخذت تقوم بأعمالها .. بوجهِ متجهم أكثر من العادة ..
وكلما رأت نيكول ابتعدت عن طريقها ..
لم تكن يوماً بهذا المزاج الأسود ..أو هذة الضيقة التي تكبت صدرها ..
دخلت احدى الغرف لتشرف على مريضتها ووجدت هناك فاليري تغير اغطية الاسرّة
ابتسمت عندما رأتها فعبست زينة ..
فال :" مرحباً مرة أخرى .. هل هدأتِ الآن ؟؟ "
اجابتها بإستهجان :" فال ارجوكِ لا تبدأي .."
ودنت من سرير المريضة تحييها تحية خلت من المرح ..
سألتها فال وظهريهما متقابلان :" ولماذا انتِ غاضبة ؟ لا افهمكِ يا زينة .. ان الدكتور فارس رجلُ جيد "
زمّت زينة شفتيها ولم تجب .. فنظرت اليها المريضة الطاعنة في السن ..
بصوتها المبحوح:" الدكتور فارس !!.. انه رجلٌ راائع حقاً يا ابنتي .. "
عبست زينة متمتة بصوتٍ منخفض :" يا حبيبي .. تكلمت العجيزة "
سألتها المريضة :" ماذا تقولين ؟؟"
هزت زينة رأسها و قامت بـ لفها الى الجهة الآخرى ...
تابعت فاليري تضيف :" اتدري يا زينة .. لقد اشتبهت انا ونيكي منذ زمن بالحب المتبادل بينكمـ .."
قاطعتها زينة بحده :" هييييي من قال اننا ..!! هل جننتما ؟؟؟؟"
بلعت فال ريقها :" حسناً لا تخرجي عن طوركِ .. نحنُ فقط نريد لكما السعادة "
شاركت العجوز :" يا ابنتي افرحي .. ارى انكما مناسبين لبعضكما البعض "
مسحت زينة وجهها تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم :" يا الهي هذا ما كان ينقصني ..!! "
ثم اردفت وهي تشير اليهما :" اسمعا كليكما ... انا والدكتور فارس مجرد .. لسنا كما تعتقدان ..
نحنُ .. هو يكون قريباً لي .. "
ببساطة قالت العجوز :" وماذا في ذلك أنا و زوجي ابناء عم "
تنهدت زينة :" آآه .. انتما لا تفهمان .. لا يمكننا أن نكون رفيقين ... تقاليدنا وعادات مجتمعنا لا تسمح "
قطبت فال :" لماذا ؟؟ ما هذا التعقيد لديكم "
دافعت زينة بضراوة :" بالعكس .. انه يحمينا من بهيمية العلاقات والاختلاط بالانساب .. ان ديننا ارتكز
على مصالحنا كـ بشر .. لا كـ كائنات تعيش على هواها كالبهائم !! "
تكتفت فاليري و بوجهٍ مستاء :" اتراكِ تصفين مجتمعي بالبهائم ؟؟ "
شتمت زينة نفسها ..
وقالت بصوتِ متردد :" لست اخصصكم .. ولكن انظري هذا الانفتاح الذي تعيشونه والعلاقات المتعددة !!
ان هذا الاختلاط الفاضح في غرامياتكم يثير الاشمئزاز .. "
فال :" انظروا من يتحدث !!! .. اذا كان اختلاطنا لا يتماشى مع مبادئك يا آنسة لما انتِ هنا ؟؟"
صاحت زينة :" لو كان الأمر بيدي لما بقيت لـ ثانية ولكني هاربة من .. " ثم صمتت بأعصاب ثائرة ..
تحدثت العجوز :" انتِ هاربة من بلدكِ ومجتمعكِ .. وارى انك اعتدتِ على تحررنا .."
فال :" نعم لو لم تكوني متكيفة مع مجتمعنا لما استمريتِ لهذا الوقت .. ثم انكِ تتعاملين بحرية مع طاقم العمل "
صرخت زينة :" انا مجبرة على ذلك .."
سألتها فال :" دعيني أسألكِ شيئاً .. هل يؤيد دينك مكوثكِ هنا وحيدة وبشكل عام كل تصرفاتك ؟؟"
قبضت يديها بعنف و ملئت رئتيها بالهواء .. تشعر بالإختناق من هذة الحقيقة ..
تحت نظراتهما المنتظرة ستتجردد اخطائها عارية من كل مبدأ دافعت عنه ..
زفرت بشــدة لتقول :" لا .. لا يؤيد افعالي "
قالت العجوز :" يا ابنتي ... لا تقسي على نفسكِ .. انكِ ممزقة بين موجين يجبُ ان تجدي اين ذاتكِ والا ضعتي"
ضحكت فاليري بهزء وهي تعطيها ظهرها :" كم انتِ مثيرة للشفقة "
أحست زينة وكأنها تنسلخ عن روحها .. فأنهت عملها بسرعة لتخرج من تلك الغرفة الخانقة ..
ترقرقت الدموع منها ..
وهي تتذكر قول شفا :" طول ما انتي واثقة من ان اللي تقوليه حق .. مافي داعي تصرخي "
لكم كانت غبية .. وحجتها ضعيفة هناك ..
كل ما فعلته هو خوض جدالِ عقيم .. ظهرت منه مهزوزة ..
ولم تبين لهما مقدار ترفّع قيمها عن تفكيرهما ..
تأففت من نفسها .. وندمت على ما حدث ..
تعرف أن قناعاتها راسخة بداخلها بكل الامور الصحيحة .. ورغبتها بالدفاع عنها حاضرة ...
ولكن ضعف ايمانها هو ما يجعلها تعاند و تتصرف عكس غرائزها ..
كل ما تفعله بنفسها يعود على نفسيتها وحياتها .. فعنادها مع أسرتها أفقدها الآمان ..
و عيشتها المتحررة دون محرم .. جعلها تتهاون اكثر واكثر حتى اصبحت تعامل الغرباء كـ اصدقاء
وذلك كله ابعدها عن الطريق السّوي المستقيم ..
مسحت عينها وهي تمشي منكسة الرأس في ممر قسمها الطويل ..
بإلقاء نظرة على ما مضى من حياتها .. الشيء الوحيد الذي سرّها هو معرفتها بـ شفا
ما عدا ذلك كانت حياتها مفعمة بالمرارة و الأخطاء ..
رفعت بصرها متنهدة لتقع على منظر فارس ..
يقف في آخر الممر ممسكاً بـ عكازة يستند عليها
كان يتحدث مع احد الاطباء ..
تراجعت الى الخلف مخفية نفسها في ممرٍ فرعي لكي لا يراها ..
ضمت يدها الى قلبها .. وهي تتسائل ..:
:" فارس هل أنت خطأ آخر .. أم سرور سيغير حياتي ؟؟"


~~~

جلبت لهما حقيبتا الافطار بكل رحابة :" اتفضلوووا يا حلويـــن "
تلقفت تالا خاصتها :" ثااانكـس جوجو "
جود :" الله !! يا حلوو الدلع منك توتو "
اخذ تامر حقيبة افطاره :" جوود شكراً .. بااااي "
أتت شفا لتقف بقربهم عند باب المطبخ :" هاه تموري كم مرة اقولك لا تقول باي ؟! "
تامر :" اووه سوري نسيت .. سلااام " لوّح لهما وهو يركض الى خارج المنزل
اخذت تالا تلحقه وهي ترسل قبلة هوائية للفتاتان ..
ودعتهما جود بسعادة :" الله يحفظكـم حبايبي " ثم التفتت لـ شفا وهي تردف :" آآه شفا اخوانك وناسة "
ابتسمت لها وهي تطأطأ :" الله يسعدك .. يالله انا بس اجيب معطفي و جاية "
صعدت شفا الى الطابق العلوي .. واخذت جود تغلق الانارة ..
خرجت تنتظرها بالحديقة .. حيث كان الجوّ صحواً و مشمساً ..
أطلّت شفا وهي تغلق الباب :" يالله بسم الله توكلنا على الله ولا حول ولا قوة الا بالله "
أكملت عنها جود بفرحة لحفظ الدعاء :" اللهم انا نعوذ بك ان نضلَّ او نُضل أو نزِّلَّ او نُزلّ
أو نظلِمَّ أو نُظلم أو نجهلّ أو يُجهلّ علينا "
ببسمة قالت شفا :" بارك الله فيكِ .. ربي يثبتك ان شاء الله "
رفعت جود يديها للسماء :" آميـــن .."
واخذتا تسيران في الطريق المؤدي الى خارج السكن ومنه الى المستشفى ..
سألت جود :" شفووي ليش قلتي لتموري لا يقول باي ؟؟"
تنشقت شفا الهواء :" وليش يقول باي وعندنا الافضل .. في احلى من سلامنا ؟"
هزت جود رأسها نافية :" لا .. بس انا حسبته ما يجوز لاني سمعت من زمان وحدة من صحباتي تقول انه يعني في حفظ البابا "
ابتسمت شفا :" آآه .. شوفي يا جود .. بعض الناس من حبهم لدينهم يجتهدوا في البحث عن المصادر ..
وهذا شيء مرررة طيب ومبشر بالخير ..
بس في بعضهم يبالغوا لدرجة انهم يربطوا معلومات صغيرة في بعضها ..حتى انها تكون غير منطقية
عشان يطلعوا احكام لكل شيء "
رفعت جود حاجبها :" يعني كلمة :باي: تجوز ولا ما تجوز ؟"
تمهلت شفا في سيرها لعبورهما تقاطع مواقف المستشفى و بإبتسامة ودودة اجابتها ..
:" انا مو بيدي افتي بحكم اختلف فيه العلماء .. لكن مو اكيد ان باي تعني بحفظ البابا ..
لانه الدارج بمفهوم الانجليز انها تعني : الى اللقاء : والشيء يؤخذ بما درج عنه ..
في النهاية كلها الفاظ ثقافات .. الأوّلى بكل واحد يتوادع باللي ينص عليه شرعه و يعرف معناه صح ولا لا ؟"
زمت جود شفتها :" صح .. لكن ليش انتي ما تخلي اخوانك يقولوه ؟"
ضحكت شفا وامسكت بيد جود لتعبران آخر سكة الى بوابة المستشفى ..
شفا :" لاني ابغاهم يتعودوا على كلام ديننا ...احاول قد ما اقدر اعلمهم عربي مانعتهم بالمرة في البيت يتكلموا انجليزي "
جود :" أهااا .. عشان كذا ما يهرجوا انجليزي "
دخلتا الى حرم المستشفى ... ثم دلفتا الى باطنها هرباً من اشعة الشمس الساطعة..
جود :" ايش راح نسوي ؟؟ "
سارتا الى حيث وقف ثلة من الاشخاص عند المصعد ..
شفا :" اول شيء رآآح نسوي لك كشف و نشوف حالتك .. بعدها نروح متجر الادوية ..
وممم بآخذك تقابلي زيوون "
توسع ثغرها :" وااااو اخيراً بقابل زينة .. ياحظي ههههـ "
قضتا ساعتان في ادوار المستشفى ... تنتقلان من حجرة الى اخرى بغية الاطمئنان على حالتيهما ..
وبعد انتهائهما أتصلت شفا بهاتف زينة والتي لم تجب عليها ..
اعادت هاتفها الى جيب المعطف ونظرت الى جود :" ايش رايك نروح نفاجأها ؟"
تحمست جود :" ياااي يالله ههههـ "
ضحكت شفا على حركاتها :" ايش بك كذا متحمسة ؟؟"
اخفت فمها بيديها والضحكة تتغلغل بدنها :" ما ادري من الحماسة اضحك ههههههـ "
هزت شفا رأسها بعجب ثم توجهت الى حيث تعمل زينة ..

تأملت جود منظر السماء من خلال نوافذ الممر المكشوفة ..
فأبتسمت لهذة النظرة الجديدة التي اكتسبتها نحو الحياة .. ترى الآن الدنيا بمنظور آخر
ليس بنفس التشاؤم الذي احتواها من قبل .. بل بتفاؤل أكبر و أملٍ أقوى ..
بالأمس أو بالأحرى هذا الصباح شعرت بتجدد روحها
وهي تصلي قيام الليل مع شفا و اخويها ..
تجدد لم ينقي اغوارها من قبل ..
عاشت ستة عشر عامٍ تذوي في طرقات الحياة .. متناسية مهمة خلقها ..
مثلها مثل كثيرٍ غيرها .. حيث تراكمت الايام متشابهة تارةً و مختلفة تارةً أخرى ..
تتداخلها الصلوات اليومية في دقائق معدودة .. ثم تضييع في متاهات الساعات
لا يدري العبد هل قُبلت منه أم لا .. ولا يهتم اذا ادّاها على أكمل وجه أم ابخس في اركانها
و كـ كل لحظة ترحل من يومها .. ترحلُ هيَّ .!!
كانت هكذا طوال عمرها .. بين تجرع ضحكة مخطوفة و آههٍ مسموعة ..
الى أن رست خطواتها على مشارف حدود شفا ..
واخذت تنهل في فترة بسيطة .. آفاقً أخرى لتفكيرها .. لم تتوقف على هوامش الحياة
بل تعمقت في أبسط الاشياء في نفسها ..
أكتشفت ان الدنيا بمكنوناتها الهائلة احتوت على خفايا إلهية تخشع لها النفوس ..
كل ما يجب على المرء لمعرفتها .. ان :[ يتفكّر ]: فقط .
نظرت الى شفا بطرف عينها ..
وقالت في قرار نفسها ..:" اتمنى ان يكتبك الله نصيباً لـ جاسر .. لا يهمني ان كان آخر شيء اقوم به
لكني سأعمل على تحقيق هذة الامنية .. بإذن الله "
رمقتها شفا :" جود ايش بك تطالعيني كذا ؟؟ "
ضحكت جود :" لا بس .. قاعدة أفكر ايش رايك في اخوي جاسر ؟"
تغضنت ملامح شفا :" ليش هالسؤال ؟"
جود ببراءة :" ممم بس كذا طرى على بالي "
اشاحت شفا انظارها و مازالت تتابع سيرها .. :" الله لا يحرمك منه "
مدت شفتها للأمام :" آمين .. بس هذا مو جواب يا شفا "
ارادت شفا ان تغير الموضوع فسألت :" ايش رايك بعد ما نشوف زينة نروح نجلس في كافي المستشفى ؟"
تنهدت جود عالمة بتهربها .. فهزت رأسها ايجاباً لكن بـ نية سؤالها لاحقاً ..
استمرتا في السير حتى توقفت شفا امام بابٍ واسع يؤدي الى قسمٍ متفرع امتلأ بالاشخاص ..
شفا :" هنا تشتغل زيووون .. يالله نشوفها "
دلفتا تبحثان عن زينة .. فألتقيتا بـ نيكول ..التي رأت شفا وحيّتها ..
نيكول :" مرحباً شفا كيف حالكِ ؟"
صافحتها شفا باسمة :" مرحباً أنا بخير حمداً لله .. ماذا عنكِ ؟"
رفعت ابهامها وسبابتها في علامة الجودة :" ممتازة ... هل تبحثين عن زينة ؟"
طأطأت شفا .. فأشارت نيكول الى احدى الحجرات .. ثم انتبهت الى جود الواقفة بمحاذاة شفا
ابتسمت لها :" مرحباً .. هل انتي اخت شفا ؟؟"
ردت لها تحيتها :" بإمكانكِ قولُ ذلك .. لكني مريضتها "
نيكول :" سعيدة للقائكِ .." التفتت تقترب من شفا مردفة :" شفا اسمعي زينة ليست على ما يرام "
شفا بقلق :" لماذا ما بها ؟؟"
تطّلعت نيكول حولها لترى ان كانت زينة على مرمى المسامع ام لا ...
ثم همست لـ شفا :" أظن انها واقعة في الحب !! "
لم تفقه شفا ما سمعته و وقفت بمكانها لا تُحرّك الا رمشها مراراً..
هل سمعت للتو أن زينة تُحبّ .!!!!!!!!!!
ضحكت نيكول لـ رفرفة عينا شفا .. وهزت رأسها موافقة :" نعم أمرٌ لا يصدقُ أليس كذلك ؟"
سألتها شفا :" عفواً نيكول .. لكن .. ما الذي اوحى لكِ بهذا الأمر ؟؟؟ "
ابتسمت نيكول مفتخرة وكأنها أكتشفت الذّرة :" لقد وضعت عيني عليها لفترة .. واكتشفت ذلك مؤخراً "
لم ترتح شفا لما قالته نيكول .. فقررت ان تذهب للقاء زينة ..
نظرت الى جود التي كانت تتابع حوارهم بإهتمام ثم اشارت لها بالتقدم ..
شفا :" حسناً نيـ .."
قاطعتها :" انتظري حتى تعرفي من هو سعيد الحظ ... انه الدكتور ... "
:" شفا !!!! "
ألتفت ثلاثتهم الى مصدر الصوت و لمحوا رجلاً يقف مرتكزاً على عكازة و عُلقت ذراعه اليمنى بأربطة لتثبيت كتفه ..
سكنها القلق وهي ترى حالته :" اهلاً دكتور فارس .. سلامتك !! "
فارس بهدوء :" الله يسلمك "
قالت نيكول بنبرة متوترة :" اوه يا ألهي انت ايضاً مصاب .. اممم انا ذاهبة الى عملي .. عذراً"
ثم تركتهم وابتعدت ... شعرت جود بنفسها وسط أمرٍ لا تفهمه فوقفت خلف كتف شفا
همست :" شفاا .. مين هذا ؟؟"
لم تجبها شفا وحدثّت فارس :" خير دكتور فارس .. ايش صابك ؟"
رفع يده بخفة :" حادث بسيط ... كيفك و كيف الصغار ؟"
هزت رأسها وهي تنظر الى جود :" الحمدلله بخير كلنا .. آسفة دكتور فارس لكن ممكن نقابل زينة شوي ما راح نشغلها .."
اومأ ببسمة خفيفة :" اكيد شفا .. عن اذنكم "
ثم ارتحلت خطواته البطيئة ساحة المكان ...
أحست شفا ان هناك أمراً ما في فارس .. غير اصابته الظاهرة للعيان .. كانت ملامحه تنطقّ بشكوى صامته
رجّت جود ذراعها :" هييي شفاا مين هذا ؟؟؟ "
افاقت شفا من سرحانها :" هاه .. هذا .. هذا الدكتور فارس اخو زوجة اخو زينة بالرضاعة "
مثّلت جود بإصابتها بصداع :" آآآه ايش دا التعقيد .. يبغا لي يومين افكـ هاللغز "
ضحكت عليها شفا .. ثم سحبتها لتذهبان الى حيث قبعت زينة في احدى الحجرات ..


طّرقت الباب ورأتها تقف في ركن الغرفة تدون نشاطات مناوبتها ..
انتصبت رقبتها لترى من يقرع الباب .. ثم ابتسمت بحبور :" هلا شفووي "
دلفت شفا وجود تتبعها كـ ذيلٍ لها :" السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .. وين مندسة عني ومصع "
سلمت عليها زينة و ضمتها بقوة :" وعليكم السلام .. وحشتينيييي "
صاحت شفا برقة :" آآه دبووه فغصتيني .. ههههـ زينة ابعدي "
ابتعدت عنها تحمد الله في سرّها بأنه كتب لها عمراً لترى بهجة شفا ..:" وجع اللي يشتاقلك "
ضحكت شفا وهي تقدم جود :" زيوون هذي جود "
ابتسمت جود بخجل :" هلا زينة .. كيفك ؟؟"
وقفت ترمقها بنظرة مدروسة من اعلاها الى اخمص قدميها .. وبتعابير جامدة ..
ثم قالت ببرود :" مو بخير "
لفت ظهرها لهما .. حيث صعقا من تصرفها ..
نظرت جود بحيرة الى شفا والاخرى كذلك .. همست بعدم تصديق :" زينة !! "
استدارت زينة بسرعة وهي تضحك :" صادوووه ... ههههههـ حبيت اغلس عليكِ شوي "
وسحبت جود لتضمها ومازالت تلك تحت تأثير المفاجأة ..
ضحكت شفا :" ياخبلة فجعتي البنت هههههـ "
مطّت زينة وجنتا جود :" سووري .. بس كذا قلت اخلي هاللحظة التاريخية راسخة في مخيخك للأبد خخ "
جود بضحكة رقيقة :" هههههـ اووه خفت والله لا تلطشيني "
ارتفعت ضحكاتهما و طبطبت زينة على جود :" يا حلوك .. بس ترى انا زعلانة منك "
انتفضت جود :" لاه .. ليـــش ؟؟ "
ضربتها زينة بـ خفة :" لانك ما جبتي لي هدية مثل شفووي كخخ "
جود :" ههههـ ولا يهمك اجيب لك اللي تبيه بس رضاكِ علينا .."
شاركتهما شفا :" و رضا الله قبل " عندها انتبهت للضمادات بيدا زينة فشهقت :" زيووون ايش صار لك ؟"
ببسمة متوترة :" مافي شيء .. حادث بسيط "
اراحت شفا يدها على كتف زينة :" حادث بسيط !! .. واعتقد انه فارس بعد صار له هالحادث "
ابتسمت زينة وهي تنظر الى جود :" مو وقته الحين .. نتقابل في وقت الغداء احسن "
شفا بعينان ضيقتان :" زيوون !! "
دفعتهما الى الخارج قائلة :" لا زيوون ولا زيتوون يالله هششش وراي شغل "
جود بـ زعل :" تطرديني ولا ضيفتيني حتى !! "
ضحكت زينة :" شايفة نفسك في مطعم ابو علي ههههـ يالله هشش نتقابل ثاني "
عندما سمعت جود الاسم .. حنّ قلبها الى عمـها .. فأبتسمت ..
شفا :" طيب زيوون .. لما يبدأ وقت استراحتك اتصلي انا وجود بنكون في الكوفي الارضي "
زينة بفروغ صبر :" اوكي .. يالله انتشرووا "
ضحكتا و تركتاها وحدها تتابع عملها ..
وهما تخرجان ..
جود :" ههههـ كأننا برجوون انتشرووا ههههـ .. والله زينة دمها عسسسل مرة .. حبوبة "
شفا بتفكير :" اي .. بس فيها شيء "
تسألت جود :" ايش بها ؟؟"
زفرت الهواء من رئتيها :" راح نعرف ان شاء الله .. يالله عازمتك على وجبة افطار اضافية "
جود :" يالله "
ثم قطعتا المسافة حتى المصاعد ومنها الى الطابق الارضي جناح الأركان الغذائية ..

~~~


أسند رأسه على يديه متنهداً .. وقد آلمته كتفه قليلاً ..
لقد كانت أمله الوحيد لتناقض مشاعره .. عندما رآها أحب أن يكتشف الحيرة في احاسيسه
لكن تلك اللحظات البسيطة لم تغير فيه شيء ..
بل زادته يقيناً بما يعتمل في داخله ..
كبح اعترافه الذاتي و ماطل كثيراً ... و ها قد ظهرت الحقيقة تتجلى امام ناظريه
( شفا ) تظل اعجاباً لا نهائي ..
اكتشف ان هالتها الخلوقة و طيبة قلبها هي ما أثارت الآمان لديه ..
و أيقن انه يريدها بطريقة أخرى ...
يريدها أختاً لا غيــر ..!!!
وهذا ما حوّل مسار تفكيره الى ان زينة تعني له الكثير ..
كان يجب ان يعرف منذ البدء ان الامور ستؤول الى هذة النتيجة ..
فـ لماذا كان يتهرب من زينة خلف ستار شفا .. الا لأنه يخاف من ان يقع في حفرةٍ تدميه بالآلام
تنهـد بعنف وهي يضرب المكتب بيده السليمة ..
مفكراً :" ماكان يجب أن يحدث هذا .. كنتُ مرتاحاً لـ سنوات والآن ..سأبدأ معاناة أخرى !! "
هذة المرة المناسبة أكبر واعظم من تجربته السابقة ..
.." زينة " ..
تمكنت من احتلال عرش قلبه بجنونها و برائتها ..
انها مختلفة كُل الاختلاف عن رومـي ..
زينة بريئة و قلبها طاهر كالأطفال .. متهورة لكن معدنها هش كحبوب القمح ..
زينة .. رقيقة وضعيفة من داخلها ..
وهي قبل كل ذلك تكون قريبة لأخته ..
بالاضافة الى بغضها و مقتها له .. كل ذلك يجعل الامر معقــد ..!!
معقــد وخاصـة بوجود خيال رومي .. لن يستطع التخلص من رواسبها في حياته
فهي ما زالت تناشده للعـودة ..
وهو حتماً لا يرغــب .. لا يرغب في كلا الأمريـن
لا أن يعود لذكرياته مع رومي .. ولا أن يكـوّن ذكريات مع زينة !!!
يريد أن يعيش بـ سلاااام .


~~~~

ترامت الموائد الصغيرة في اطراف الكوفي ..
فأختارت شفا ان تجلسا على واحدة رُكنت في الخلف بعيداً عن الجموع ..
بعد ان طلبتا وجبة خفيفة ..
جود :" آآآه .. من جد حاسة بنفسي فريي هههـ لو تدري هدى "
ابتسمت شفا :" ليش ؟"
اشارت جود الى نفسها :" طالعة كذا بدون عباية ..ولا غطا "
شفا بأسى :" صح .. الله يغفر لنا .. انا نفسي اعيش عندكم و اشوف كيف حياتكم "
وضعت جود كوعيها على الطاولة :" عادي .. بس الحرية طبعاً مو مثل هنا "
شفا :" امم جود .. انتي مرتاحة كذا ؟"
جود :" اي مرتاااااحة مااارة "
اوطت شفا رأسها :" انا اقصد .. بهالتكشف .. بعد ما كنتِ بمكان صان حقوقك في التحجب "
اجابت جود :" بصرآآحة شفا .. انا ماكنت مأخذة الحجاب بشكل جدي ..
كنت عارفة انه واجب و شرع علينا كمسلمات ..
لكني شفته من عاداتنا وتقاليدنا أكثر .. يمكن نظرتي سطحية للأشياء .. لكن احس كل شيء تغير "
اومأت شفا :" سبحان الله كل يوم نتعلم اشياء جديدة توسع مداركنا "
عندها أتت النادلة لتضع لهم طلباتهما :" هل هناك ما يمكنني أن اخدمكما به ؟"
شفا ببسمة :" لا شكراً "
جود :" يميي لذيــذ هالآيس شوكلت .."
شفا :" صحة وعافية ... الا ماقلتي لي عن هدى .. "
بدأت جود تتناول شطيرتها بلذة :" بسم الله اممم .. هدى اكبر منك بسنة .. تدرس شريعة اسلامية
امم اعتقد هالسنة تخرجت .. ما اتذكر .. هدى قلبها كبيــر .. و ايمانها قوي ما شاء الله عليها
يعني ممم لو اجي اقارن بينكم .. انتي وياها كأنكم توأم "
ابتسمت شفا :" الله .. شوقتيني اقابلها "
بلهجة مبطنة قالت جود :" ان شاء الله .. قريـــب بتقابليها "
شفا :" ان شاء الله "
ثم تذكرت الموضوع الذي حدّثها عنه جاسر فقررت مفاتحت جود الآن ..
سألت بتردد وهي تشرب عصيرها :" جود .. كيف عائلة عمك ؟؟ "
وسط انشغالها بالأكل :" انا اعتبرهم اهلي .. لاني تربيت بينهم .. وبعد .. مم عارفة ايش "
وتلونت وجنتاها خجلاً عند تذكرها علي ..
شفا :" طيب .. انتي عارفة ان الاشخاص اللي تحبيهم لا يمكن انك تملكيهم طول عمرك صح ؟"
رفعت جود عينيها بتساؤل ..؟؟؟
استطردت شفا بهدوء :" حتى نفسك ما انتي ضامنة انك ما تفقديها بأي لحظة "
جود بتوجس :" شفا ايش بتقولي .؟؟"
ببسمة جانبية :" اقولك لازم تتحضري إنك بأي وقت ممكن تخسري احبابك ..
يعني ممكن بكره ما تلاقيني موجودة "
اعادت جود بقايا الشطيرة الى الصحن :" شفااا سديتي نفسي عن الأكل .. ليش الكلام هذا الحين ؟"
شفا :" آسفة دبوه .. لكني ابغاكِ تقوي نفسك و تتوقعي ..."
تأففت جود :" اووه شفا .. خلاص اسكتي ما احب هالهرجة "
تنهدت :" آآه .. سوري .. كملي أكلك "
رفعت جود الشطيرة وأخذت تقضمها بدون شهية .. وهي تتخيل لو انها استيقظت يوماً ما
ووجدتْ فقدانها لـ جاسر او علي او شفا ..
أصابتها هذة الفكرة بالصداع .. فألقت بطعامها و ارتكزت على يديها ..
شفا بقلق :" جود ايشبك ؟؟ "
جوود :" مافي شيء .. بس صدّعت "
وقفت شفا بمحاذاتها :" كله مني .. آسفة جوود .. قومي نروح وترتاحي "
سألت بخفة :" بس زينة راح تجي ؟"
اوقفتها شفا و دفعتها لتخرجان :" بأتصل بها .. بعد الدوام تجي البيت "
ثم سارتا بين حدائق المستشفى الى السكن .

~~~~


أنهت من وضع العشاء على السفرة .. فقامت لتنادي والدتها و فاتن ..
قرعت باب حجرة والدتها ودخلت ..
وجدتها تستكين في صلاتها فتسحبت بخفة وغادرت ..
مرّت من الحجرة التي كانت تتشاركانها هي وفاتن قبل ايامٍ قليلة ثم سمعت اصواتاً تخترق الباب الى الخارج
فـ توسعت عيناها ودون ان تستأذن اقتحمت الغرفة لتوصد الباب خلفها ..
بإستنكار قالت :" فاااتن ..!! قفلي المسجل اشووف "
رفعت فاتن انظارها ببرود .. ولم تعرها اهتمام بل مدّت يدها لتزيد من مستوى الصوت
وتعلو الكلمات الغزلية بألحانٍ متماوجة لتشكّل اغنية أطربتها ..
توسعت عينا هدى ثم خطت الى جانب مكتبة اختها و سحبت قابس الكهرباء ..
فاتن بنظرة احتقار :" يالحيواانة من سمح لك تفصلي الفيش ؟؟ "
صاحت هدى لكن بصوتٍ منخفض :" فاتن احترمي نفسك .. ايش اللي قاعدة تسويه انتي ؟!!! "
وضعت سبابتها على جانب رأسها :" انا حرّة باللي اسويه .. يوم كنتي معي بالغرفة اتحكمي فيا لكن الحين اسوي اللي ابيه "
ترقرقت الدموع في عيني هدى :" فاتن .. حرام عليكِ .. لا تحصدي ذنوبك بيدك "
تنهدت فاتن :" انتي ايش دخلك .. ذنوبي وانا اتعاقب عليها .. فكيني يالله "
هدى بيأس :" فاتن .. يعني متهاونة عقاب سماع الاغاني !!! ..كم مرة قلت لك انه عقابهم .."
قاطعتها فاتن :" اففف اففف اففف ياربي بدأت المعقدة .. اقوول روحي اتطوعي على نفسك "
ومدتّ يدها لتشبك القابس لكن هدى منعتها وحملت المسجل لتخرج الشريط منه و تلوح به ..
هدى :" الاغااااني حراااام .. ايش بتستفيييدي بالله منها ؟؟؟ "
وقد روي أنه لما أسري بالرسول صلى اللّه عليه وسلم:
{ رأى أناساً يعذبون ويصب في آذانهم الرصاص الساخن }
فسأل ما بالهم؟ فقالوا: { هؤلاء سامعي المزمار }
( أي أهل الغناء ) فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، نسأل الله من فضله.
زمتّ فاتن شفتها :" الاغاني حراام .. البناطيل حرام .. التعطر بره حرام .. العباية عالكتف ما تجووز اوووووف
انا فين عايشة في دار الامر بالمعروف والنهي عن المنـ ..."
وللمرة الثانية في حياتها تمتد يدها لتصفع فاتن بكل قهر وحرقه .. سقطت دمعتها حااارة
وهي تتمنى أن تصلح أختها .. كم حاولت ولم تفلح ..!
صدق الله تعالى: { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِى مَنْ يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ باِلْمهتَدِين}
سورة القصص: الآية 56
هدى بحرقه :" فاتن .. ارحمي نفسك .. ابوي توه ما .."
صرخت فاتن و هي تبكي :" اسكتــــي لا تقوليها .. أكــرهك أكـرهك "
اجبرت هدى نفسها على طعن اختها ... يجب ان تصحى من غفلتها ..
يجب ان ترضى بما كتب الله ..
:" يا فاتن .. ابوي مات .. ابوي مات ووصانا عليكِ .. قالي .."
قامت فاتن لتضربها ضربات عشوائية و خائرة :" انتوا اللي اخذتوووه منـي .. انتوا اللي حرمتوني اشووفه ..
أكرهـــكم .. أكرهــــــكم .. رجعوووا لي ابوووي .. ابيييييه آهاهاهااااااا "
دخلت عندها ام علي لتتوسع عينيها مما ترى ..
أقتربت منهما لتجرّ فاتن الى حضنها :" بس يا بنتي بس "
ابعدتها فاتن ببغض :" حتى انتي يا أمي .. حتى انتي اشتركتي معاهم .. حرمتوووني أشوووفه ..
أبي اروووح له .. ابووي ما مات .. ما ماااااات "
هدى بنفس متمزقة :" استغفري ربك .. و اترحمي لأبوكِ .. لا تعذبيييه كذا "
أجبرت ام علي فاتن على الهدوء :" يابنتي ..اذا تحبي ابوكِ اترحمي له ..
وادعي ربي يكتب لنا لقاء معه بالجنة"
بكت فاتن وهي تهوي بيديها على صدر امها :" ليش حرمتوني منه بآخر لحظاته .. ليــه "
انهارت تصيح بتعب .. تحركت هدى الى غرفتها الجديدة وأخذت شريط تلاوة ..
ثم أتلفت شريط الاغاني .. وعادت الى حجرة اختها لتشغّل المسجل على صوتِ القرآن ..
خرجت لتقفل الباب ورائها وهي تتلوى ألماً لحالة أختها ..
ذهبت لتغسل وجهها من آثار الدموع .. فلا تريد أن يراها علي بهذة الحالة ..

طرقت بابه و سمعت رده .. دلفت بصمت وهي تلقي السلام
علي :" وعليكم السلام والرحمه .. هلا هدى "
ابتسمت له :" كيفك الحين اخوي ؟ "
هزّ رأسه :" الحمدلله .. خير سامع حسكم .. في شيء..؟؟ "
جلست على كنبةٍ في ركن غرفته :" لا .. بس فاتن ما تبي تأكل "
اشاح بنظره :" ما تبغى تشوفني .. ادري .. ومعها حق "
هدى :" آآه .. علي اصبر عليها كم يوم .. و بعدها بتجيك "
طأطأ :" ما يهم .. انا عاذرها .. وهي بعدها صغيرة ما تفهم "
بعبوس خفيف :" لا يا علي .. فاتن مو صغيرة .. مو كل مرة تغلط وتتمادى نقول عنها صغيرة وماتفهم
بالعكس فاتن كبرت و لازم تتحمل مسؤولية نفسها ..لازم تترك دلعها .. ونحن بنوقف معاها ..
ابوي وصاني عليها قبل لا .. "
اوقفتها الغصة عن الاكمال .. فتحمحمت وثبّت :" بقوم أحط لكم العشاء انت وولد عمي "
غطى على نفسه كلياً بالفراش :" انا مالي نفس .. وجاسر مو موجود "
همست :" ليش وينه ؟"
علي :" آآه عنده شغل مع عزيز .. هدى سكري معاكِ الباب ابغى انام تعبان "
سارت بخطوات متثاقلة للخارج ..
ولكنها تيبست مكانها وهي تسمعه :" هدى لا توجعي قلبك بـ جاسر كافي انا و جود "
استدرات مصعوقة ..: كيف .. كيف عرَف ؟؟
لم يحرك علي ساكناً .. بقي مدفوناً تحت الغطاء لكي يحجب عنها أي انطباع ارتسم عليه ..
فهمس وكأنه لم يلقي تلك الملاحظة السابقة :" تصبحين على خير "
اضطربت انفاسها .. وعادت بخطواتٍ متعثرة الى غرفتها ..
كانت طوال الوقت مكشوفة أمام علي ؟!!
أكان يعرف بخفايا دواخلها دون أن تعبّر عنها بحرفٍ واحد !!!
تناست أمر العشاء ..
فـ على كل حال لا احد يملك الشهية للطعام في ظل هذا الحزن المخيم على البيت
توضأت و قضت وقتها تصلي وتدعي ربها بالمغفرة والهداية لها ولعائلتها ..
متجاهلة ما قاله علي .. و نافضة الامر برمته عن بالها ..
فلا الوقت مناسب ولا الظروف .

~~~

~ الشركة ~

ضوءً واحد ما زال مشتعلاً بداخل ذلك المكتب ..
اشرف عبدالعزيز لداخله :" جاسر !! قوم رد البيت العمل لاحق "
ابتسم جاسر :" انت ما رحت !! "
دنا عبدالعزيز و شغر احدى المقاعد :" كنت رايح .. بس شفت النور قلت اطل عليك "
القى بالملفات على المكتب متعباً :" جيت والله جابك .. بغيتك في موضوع "
جلس عبدالعزيز منتبهاً :" خير ان شاء الله ؟ "
جاسر :" كل الخير .. انا مسافر بكره وبأخذ كم يوم عشان اجيب اختي "
استند على المقعد :" طيب .. انت لا تشغل بالك .. انا بتكفل بكل اشغال الشركة لوقت ما ترجع "
جاسر :" وانت لها .. واثق فيك يا عزيز "
وقف :" تسلم يالغالي .. وبكون عند حسن ظنكم ان شاء الله "
سأله جاسر بفضول :" عزيز ما تدري ايش تحوي الوصية ؟؟ "
عبدالعزيز :" والله يا جاسر علمي علمك .. عمي الله يرحمه غير الوصية واعطاني هي مختومة ..ما ادري ايش فيها "
هزّ رأسه :" طيب .. يالله اشوفك على خير ان شاء الله "
وقف ليسلما على بعضيهما .. وقال عبدالعزيز :" لا تطوّل .. بكره بآخذك المطار ان شاء الله "
جاسر :" لا تتعب نفسك ..طالع عالفجر .. انت بس خلك مع علي والأهل "
عبدالعزيز :" أفاا عليك هذيلا اهلي .. في وداعة الله "
ثم سابق خطواته الى الخارج ..
اتصل جاسر على المطار ليؤكد حجز ورقم رحلته .. وبعدها رتّب الاوراق والمكتب ..
وقد اشغله فحوى الوصية ..
تنهد و أقفل الانوار مغادراً الطابق و الشركة ..


وصل الى فلة عمه التي تكونت من طابقِ يتيم ولكن بإرتفاعٍ كبير حيث جُزئت من الداخل الى حجراتٍ ارضية
وحجراتِ في ارتفاعٍ اعلى بقليل ..
اتصل بـ علي الذي لم يجبه ..
فأضطر الى ان يستخدم مفتاحه الخاص .. و دخل الى باطنها ..
مشى بخطواتٍ خفيفة الى الجناح الايمن حيث كانت غرفته وغرفة علي تقبعان ..
تسّحب و دلف الى غرفته ..
لم تكن أغراضه قد مُست .. كما تركها منذ 3 سنوات بقيت على نفس الحال ..
حزّم امتعة تكفيه و آخذ دشاً سريعاً ..
بعدها خلد الى فراشه معيراً منبه الساعة لوقتٍ مبكر .. حتى يتسنى له الاستيقاظ
وتوديعهم .. ثم اللحاق بالرحلـة ..
قبل ان تغمض اجفانه دعا الله أن يعين جود و يقويها ..
فهو متخوف من انتكاسة تهوي بها الى بئرٍ من العلاجات المؤلمـة
تنهد و سلّم امره لله ..

~~~

ضغطت باصبعها على الجرس بشكل متواصل ..
حتى أخيراً فُتح الباب .. دلفت وهي تنظر الى الخادمة بإحتقار ..
:" هل انتِ صماء ؟؟ لما لم تفتحي الباب فوراً ؟؟"
اجابت الخادمة :" كنتُ أبدلَ ملابس قصيّ "
تأففت ولوّحت بيدها :" اذهبي حالاً و ايقظي السيدة غرام .. اسرعي هيا "
أختفت الخادمة في لمح البصر ..
جلست على احدى المقاعد الوثيرة في تلك الصالة الفارهة ..
وأمتدت يدها لتحمل إطاراً احتوى صورة غرام مع زوجها عادل في شهر عسلهما على ما تظن ..
اقرفتها الصورة فأعادتها بسرعة ..
:" بئساً لأجلك يا غرام .. كيف تتحملين هذا العجوز القبيح !! "
حولت نظراتها الى الفخامة والرفاهية التي اغرقت كل شِبرٍ من الفلة الهائلة ..
فضحكت ..:" لـ ماله نوعً من الجاذبية بالتأكيد "
ثم بإبتسامة خبيثة :" لن تتمتعي لوحدكِ بهذة الثروة يا رورو .. سأعرف كيف أستفيد انا ايضاً "
نزلت الخادمة وقدمت لها الشراب ...
مرّت دقائق أخرى ولم تنزل غرام .. فـ بتأفف صعدت هي للأعلى ..
طرقت باب حجرة النوم ودخلت دون انتظار الجواب ..
بالداخل وقف عادل يجهز نفسه لرحلة ما أو ما شابة .. كان يحاول لفّ ربطة عنقه ..
رآها فأبتسم بسعة :" وسن !! .. اهلاً .."
تظاهرت بالحرج :" آسفة .. كنت أظن غرام لوحدها "
أشار الى بابٍ خلفه :" هي تستحم وتجهز نفسها .. وانا طالع بس اربط الكرفتة .."
نظرت اليه بعينان تبرقان ثم تقدمت ناحيته .. لتقف في مواجهته ..
وسن :" اذا ما تمانع خليني اربط لك "
لم يمانع البتّة بل أخذ يتأملها وهي تلفّ الربطة ببراعة :" شكلك متعودة !! "
ضحكت بصوت رفيع وهي تنهي ربطها :" و الفضل لـ بابي "
ربتت صدره بأناملها الطويلة والمطلية بـ لونٍ حاد لا يناسب الا الحفلات ..
واستدارت لتعطيه ظهرها عالمة بأنوثتها الطاغية ..
التي من المؤكد تغري ضعاف القلوب من الرجال
حدثت نفسها :" بالطبع أستطيع ان اتسلى مع هذا العجوز .. ولما لا يصرّف عليّ ماله ..!!
غرام ليست بأجمل مني .. ههههاي "
خرجت حينئذٍ غرام من الحمام ( أكرمكن الله ) مرتدية معطف الاستحمام ..:" حبيبـ "
بترت كلامها عندما رأت وجود وسن في مخدعها ..
بعثرت انظارها بينهما .. بريبة و شك ..
وسن :" اووف ساعتين انتظرك .. ما صارت !! "
تحمحم عادل وهو يتلقف حقيبته :" انا رايح غرامي .. لا تشتاقي لي كثير "
ابتسمت غرام ابتسامة مصطنعة وودعته بحرارة أمام وسن .. وكأنها عالمة بما تضمر لها تلك الافعى
القى عليهما نظرة اخيرة وابتسامة مبطنة ثم غادر الغرفة ..
وسن بتملل :" يااع بصراحة اثرتي اشمئزازي "
تجاهلتها وسن و غابت خلف الخزانة لترتدي ملابسها :" ليه ما انتظرتيني تحت ؟"
تمشت وسن في الغرفة بحرية :" طفشت .."
واخذت تلعب بأغراض غرام فوق التسريحة .. :" انا جاية اقولك خبر سيء "
غرام :" what else ? " ( ماذا ايضاً ؟)
اتكأت وسن على المنضدة وقالت :" الحقي نفسك .. فارس راح يطير من يدك "
تصلبت غرام .. ومالبثت ان انهت ارتداء باقي ملابسها بسرعة .. لتظهر وتمسك بـ وسن
بقلـق :" what do you mean ? " ( ما الذي تعنينه بقولكِ ؟)
شخرت وسن وبحقد :" مرض ناوية تسرق مني جاسر .. و شينة بتأخذ فارس منك "
وزعت نظراتها على سمات وسن علّها تجدُ مزحة في الأمر :" لاااا .. فارس is mine" ( ملكي )
ضحكت وسن بإستهزاء :" هه .. رورو this morning I saw them & believe me F forget you"
( هذا الصباح رأيتهما معاَ , صدقيني فارس نسي أمركِ تماماَ )
ظهرت اعصاب صدغيها وبلعت ريقها متخيلة ان تكون هناك فتاة أخرى في حياة فارس ..
غرام بعنف :" مستحيل اسمح له يكون لغيري "
وسن :" ههههاي لكنه صار .. واذا ما تحركتِ ممكن كل فرصك معاه باااح "
جلست غرام لتنظر الى انعكاسها :" لالا سوسو بليـز I don’t want to lose him "
( لا أريد أن أخسره )
وقفت وسن بملل واشارت الى صورة عادل المعلقة بالحائط :" what about him ?"
( ماذا عنه ؟ )
تأففت غرام بحركة لا مبالية :" ما يهمني .. please tell me what I’ve to do ?"
( أرجوكِ أخبريني ما الذي علي فعله ؟؟ )
طُرق الباب حينها .. فأنتفضت غرام خوفاً من أن يكون عادل وقد انصتّ لحوارهما ..
دلفت الخادمة للداخل :" سيدتي .. قصيّ يريد أن يراكِ هل أجلبه "
تأففت غرام :" لا .. لست متفرغة له .. اشغليه بأي شيء "
استأذنت و اغلقت الباب .. نظرت غرام الى وسن ورأتها تبتسم بطريقة ماكرة ..
فسألت بتوجس :" ماذا ؟؟ "
وسن بخبث :" I have a great idea .. ورقة زواجك منه و ذكرياتك مع فارس بعدها عندك ؟"
( لديّ فكرة عظيمة )
غرام بثقة عمياء :" sure ما اتخلى عنها ابداً "
تنهدت وسن بإستمتاع وتكتفت :" حلووو ..بالوقت المناسب راح ننفذ اللي في بالي "
غرام بلهفة :" ايش الخطــة ؟؟؟ "
تخيلت صورة زينة أمامها :" بقولك .. أخيراً جا اليوم اللي احطمك فيه يا شينة "
ثم اطلقت ضحكتها العالية في ارجاء المكان .


~~~

~ عصراً ~

في احدى مواقف الابنية العريقة .. وقفا يتجادلان بقرب السيارة ..
وكل من يمّر يتطلع اليهما بفضول وحشرية ..
:" ترى أكسـر السيارة على رأسك "
تنهد فارس :" زينة .. الناس تطالع فينا .. اطلعي الشقة وهناك قولي اللي بتقوليه "
صاحت وهي تقف عنذ باب سيارته :" اقولك هات المفتاح ماني طالعة "
كان فارس قد خبأ المفتاح في جيب بنطاله الخلفي .. غير راغباً في ذهابها..
حاول فارس بهدوء :" زينة ارجوكِ .. أطلعي وين بتروحي وما عندك سكن حالي ؟"
تأففت زينة وهي تشعر بجسدها يرتجف :" مابغى .. بروح عند شفا "
فارس :" طيب أغراضك كلها هنا .. وفي غرف كثيرة في شـ .."
صرخت بوجهه :" ما ابغى اقعد عندك انت مخك مقفل ما تفهههههم !!!"
فاض الأمر بـ فارس :" زينة أطلعي ولا تجبريني اغصبك "
بالبداية صعقت للجدية البادية عليه ثم ضحكت بصوتٍ ضعيف
:" هههههـ تغصبني !! محسب نفسك جاكي شان على غفلة ؟؟ أصلاً اذا فيك حيل تشيل عمرك"
اظلمت ملامحه .. وهمس :" حالتي هذي جاتني عشانك .. لا تنسي "
بلعت ريقها و لكي تخفي الاضطراب الشديد الذي اصابها من تحوّل مزاجه
اخرجت غضبها :" محححححد طلب مساعدتك .. امففف هاااات المفتاح ولا بأرووح بتاكسي "
أمسك فارس نفسه عن الانفجار فأخرج هاتفه ليتصل بـ دلال ..التي كان خطها مشغولاً ..
اقفل الهاتف عندما لمح زينة تتركه وتخرج من المواقف فلحقها بخطوات غير متوازنة ..
ناداها :" زيــنة لا ترووحي "
لا تدري ما الذي اصابها لكنّ اسم رومي بدأ يحوم حول مخيلتها مثيراً غضبها منه ..
تجاهلته وعبرت السكة الى الجهة الاخرى لتتمكن من ايقاف سيارة اجرة ..
أسقط فارس عكازته وهو يركض .. فخافت أن تصدمه سيارة عابرة .. ولكنها تظاهرت بالقسوة ..
لحق بها وهي تلوح للسيارات بالتوقّف ..:" زينة ليش تتصرفي كذا ؟؟ "
بجمود محاولة اخفاء استيائها :" مو عاجبتك اصقع راسك في السكة "
في قرارة نفسه :" ليتكِ لا تعجبيني .. ليتني اجدُ فيكِ ما ينفرني منك "
و بجهورية :" لا تتصرفي مثل الاطفال يا زينة "
أخيراً توقفت سيارة اجرة بالقرب من الرصيف .. فصاحت :" شكل الست رومي مررة رزينة "
رغماً عنها افلتت تلك الكلمات وقد بانت غيرتها .. فتحت الباب لعدم احتمالها على الصمود جامدة ..
فشعر فارس بالنواقيس تطّرق في رأسه ..
وصوتُ مُلح يقول له ..: أخبرها أخبرها .. لا تقف صامتاً هكذا ..
رغبته في توضيح الامر لها حركتـه ..
أمسك بذراعها قبل ان تدخل :" زينة .. رومي ما تعني لي أي شيء صدقيني "
صاحت وهي تنزع ذراعها :" لا تلمسنــــي "
دفعته عنها بخفة ثم دلفت لتقفل باب السيارة .. وتتمتم للسائق بأن ينطلق ..
اختفت السيارة وغبارها يختلط مع صدى ندائه ..
وقف وقد اعياه الركض .. و همس بألم ..:" زينة "
تنهـد بأسى وقلبه يعتصر .. لماذا لم تعطيني فرصة أشرح لها ؟؟
عاد أدراجه ونفسه تقول له ..
:" ولماذا تريد ان تبين لها تفكيرها الخاطيء ؟؟
لماذا تهتم بأنه لا وجود شخصاً ما في حياتك .؟؟
أنت لا تريدها .. و صمتك أفضل .. بغضها لكَ سيبعدها عن طريقك ..
هذا ما تريده بالطبـــع "
أغمض عينيه و هو يدلف الى البناية ليستقل المصعد ..
اتكأ على جداره :" لا لا انت لا تريدها أن تظن بكَ السوء ...
آآآه يا زينة .. لماذا اقتحمتِ حياتي ؟؟
لماذا تغلغلت الى قلبي ..؟
أتمنى فقــط أن تبعدي عني "
افاقه من شروده انفتاح باب المصعد .. فأزاح افكاره جانباً و خرج ..
دلـف الى شقته .. و بادرته فوراً ضربة على بطنه بالكرة ..
بسام بحرج :" اوووه خالووو ما شفتك متعسف متعسف "
تجاهل ذلك و دخل الى الصالة ليجلس على الاريكة وهو يمسد جفناه بتعب :" ايش متعسف ذي ؟"
جلس بسام خلف رأسه ليمسد له :" انا اكبّسك .. متعسف يعني متأسف بس بلغة الحواري خخخ "
فارس بضيق :" ايش الفايدة من هالقلب في الكلام .. صدق متفرغين "
بسام :" بالعكس خالوو فنتكة هرج .. عشان ماحد يفهمنا "
ضحك فارس بلا نفس ثم سأل :" فين أمك و توتو ؟؟ "
بسام :" توتو اتغدت وانخمدت .. وامي .."
عندها ظهرت دلال من ممر الصالة لتراهم :" فارس انت جيت ! "
ابتسم بسام بشقاوة :" هاه ذكرنا القطّ جا ينطّ "
دلال بإستنكار :" يا دب تقول على امك قط .. لا اقطط جغودك هذي ههههـ "
جلست بجانبهم :" ايش بك فارس ؟؟ مصدع ؟"
اومأ ومازال مغمضاً عينيه :" شوي تعبت اليوم .. ايش به جوالك مشغول ؟؟"
دلال :" آآه .. توني كنت اكلم زيد .. سألني عن بيتك بالضبط "
سأل بسام بحماس :" ابوووي جااااي ؟؟"
ابتسمت دلال :" اي جاي بعد 10 أيام ان شاء الله "
فارس بتعجب :" ايش به طيب يسأل .. كان انتظر ليوم يجي عشان لا ينسى او يخربط "
تنهدت دلال :" ما ادري عنه .. الا فين زينة ؟؟"
آلمه صدغه أكثر عندما انذكر اسمها ... فشهق بخفة ووقف ..
تمتم :" راحت عند شفا .. انا بروح اريّح شوي "
استغربت دلال من حالته :" احط لك الغدا ؟؟؟؟ "
غاب في الممر :" لا مالي نفس " ثم سمعا صوت انغلاق بابه ..
نظرت الى ولدها :" ايش به خالك ؟؟ "
رفع بسام يده ليمسك ذقنه ويفكر :" يمكن عوجان "
دلال بإستغراب :" ايش ذي عوجان "
بسام بهزء :" يعني وجعان كخخ "
ضربته دلال ( قرموعة ) على رأسه :" ومصع لا تستهبل "
مسح على رأسه :" آآح امي انا ما افتكـ من عمتوو تجيني انتي "
ضحكت و اعادت له الضربة ..

~ يتبع ~

ضياع نبضة 10-09-08 11:18 AM

~ الجـ 2 ـزء ~

توارت الأصوات خلف الصمت وسمياء وجوههم تبدلّت للدهشة عندما أقتحمت المنزل
وهي تركض الى الاعلى دون الاتفاتِ لمن هم في الصالة ..
تبادلوا النظرات والأسئلة تتقافز حول رؤوسهم ..
رمقت شفا تامر الذي فتح الباب :" تمووري ايش قلت لهاااااااا ؟؟؟ "
رفع يده ببراءة :" والله اني بريء .. فتحت الباب وطيرتني .. ماادري ايش بها !! "
وقفت شفا تاركة ما كانت تقوم به .. قائلة لجود :" سوري جود .. بروح أشوفها "
هزّت الاخرى رأسها بتفهم :" لا عادي ونحن بنظل هنا عشان تأخذورا راحتكم "
طأطأت شفا بإمتنان لها ..
ثم صعدت الى غرفتها حيث وجدت زينة مستلقية على بطنها في السرير
وقد اخفت وجهها في الوسادة .. أوصدت الباب ..
أقتربت منها بتردد ..
ونادتها :" زيوون .. ايش بك حبيبتي ؟"
لم تجبها تلك بل أخذ جسدها يرتجف .. ما دلّ على بكائها الصامت ...
جلست بجانبها وهي تهزّ كتفها بـ لطف :" زينة قولي لي ايش فيكِ ؟"
انبعثت أنات زينة مكتومة من فراغات الوسادة :" ما فيني شيء "
شفا بحنان :" انا اعرف زينة ما تبكي الا من شيء كبير .. تكلمي ولا اجبرك "
لم تعد زينة قادرة على كتّم الأمر في قلبها .. فـ بآآحت بما يخالجها ..
بصوت مرتعش :" شفاا أنا في ورطة "
قطبت حاجبيها و القلق يستبد بها :" زينة أرفعي وجهك .. طالعيني .. خبريني ايش بك ؟"
شعرت بملوحة دموعها :" انا .. فارس .. "
اضطربت واحجم لسانها عن الاكمـال .. فأجبرتها شفا على الجلوس ..
كان الاحمرار يعلو أنفها و شفتيها .. و الحرارة تنبعث من وجنتيها ..
سألت شفا بتوجس ولأول مرة ترى صديقتها بهذة الحالة من الاضطرآآب و الضيآآع ..
شفا :" زينة .. ايش فيه فارس ؟؟ "
ابتلعت غصتها و دمعتها تترقرق ثم غطت وجهها وهي تنوح :" أنآآآ أحبــه "
سقط فكـّ شفا معلقاً من الصدمـــة !!!!!
ولم تجد صوتها الذي هرب من هــول ما قالته زينة ..
هل كانت نيكول تقول الصدق .. !!
لم تعد زينة تهتـم ان قالتها فعلاً .. كل ما تريده أن تريـح قلبها ..
فأردفت تتعثر في كلماتها :" من شفته .. كنت حاسة انه بيصير لي شيء وياه ..
بس .. بس ما كنت أدري اني .. اني ..
مدري كيف صار كل هذا يا شفا .!! .. بس بس لما أفكر بـ هذي رومي ..
أحس اني بنفجـر .. لما كنت بمووت في الجزيرة ما كنت خايفة على نفسي ..
كنت .. كنت خايفة أخسره هو .. "
رفعت بصرها لشفا المتصلبة :" شفااا كنت احس اني لو فقدته .. رآآح أموت ولا يصير لي شيء "
ارخت انظارها الى يديها وأكملت بين شهقاتها ..
:" مدري ايش اسوي .. أنا ضآآيعة .. ماقد حسيت بهذآآ الحرمآآن من قبل ..
فارس شتتني .. شفااا ساعدينــي "
حاولت شفا قول كلمـة .. لكن لسانها عُقــد ..
مسحت دموعها برجفة .. ثم ضحكت بإضطرآآب :" شفا انتي سمعتي اللي قلته ؟"
طأطأت شفا بلا صوت ..
ضربتها زينة بخفة :" شفاااا انطقي .. لا تسكتي .. قولي لي ايش اسوي بعمري ؟"
همست :" انتي تحبيه !!! "
شعرت زينة بوجهها يشتعل وهي تقّر بذلك :" للأســف ايه "
ارتسمت بسمة على شفتي شفا .. أمرٌ لا يصدق !!
قالت :" امم ... كيف عرفتي ؟؟ وايش صار في الجزيرة ؟؟ "
تنهــدت زينة وهي تخلع طرحتها .. شاعرة بأن ثقلاً أُزيــح من صدرها ..
أخذت تسرد وتسهب في السرد عن كل الاحدآآث التي جرت ..
حالما انتهت :" آآآآه شفوووي أنا جنيــت "
ضربتها شفا :" ومصــــع هذا كلــه صار ولا تقولي لي !!!! "
زينة :" آسفة شفا ما حبينا نخوفك ..."
شعرت شفا بنبضآآت قلبها ترتجّ داخل قفصها الصدري ..
فقامت لتبتلع قرصاً ملحقه اياه بجرعة ماء ..
تندمت زينة على اخبارها بحادثة الجزيرة :" شفووي .. آسفة .. شوفيني قدامك مافيني شيء الحمدلله "
قرصتها شفا معاقبة :" الحمدلله انه حفظكم .. لكن انتي اوريكِ "
وقفت زينة و دلفت الحمام ( ) لتغسل وجهها وتنّفس عن نفسـها ..
قالت لها من الداخل :" انا استاهل .. لكـن كاني بخير .. كاملة قدامك ما فقدت لا رأس ولا رجل "
همست لها شفا :" بس فقدتي قلبك "
افلتت تنهيدة من شفتيها وهي تنظر الى انعكاسها في المرآة ..
تحاول ايجاد زينة القديمة فيها .. ولكنها لم ترّ الا ملامح حائرة ..تائهة بلا وِجهة
استندت على اطار الباب ترمق شفا :" شفا أنا غلطت مو ؟ "
رأت شفا في وجهها الحيرة والضياع .. حقاً زينة تغيرت وذلك ظاهراً عليها ..
ابتسمت :" زينة الحب مو غلط .. لكن الغلط اذا اتصرفنا فيه بجنون وبتهور "
تسألت زينة :" كيف ؟ "
اردفت شفا برقة :" الحب لمن ينوجد بالقلب يكون مو بيدنا .. يكون من الله ..
لكن شخصياتنا هي اللي تتلاعب بالحب .. يا تخليه طاهر ونقي ويتكلل بالسعادة ..
يا انها تحوله لقوة تدمرنا و تخرج عن سيطرتنا ..
الحين بعد ما استوعبت اللي قلتيه مو مستغربة حبك لـ فارس ..
لأن من البداية شعلة اهتمام ناحيته ظهرت عليكِ .. واحتكاكك به دايم هو اللي ولّد هالمشاعر وفاقمها"
تركت زينة مكان وقوفها لتعود الى جانب شفا مفكرة بكل كلمة تقولها ..
شفا :" زينة طول ما حبك له ما يجرحكم ولا يزيد الهوة بينكم .. طول ما كان اصعب ..
لانه يظل غريب عليكِ .. وهنا ممكن حبك له يصير غلط
ونفس الشيء لو حبك يجرحك و يبعدك عنه .. فهذا الحب راح يتعبك "
رفعت زينة يديها بحيرة :" شفا يعني ايش بيدي اسوي "
سألتها شفا وهي تشعر بالغرابة ..
لأنها المرة الاولى على الاطلاق التي يناقشان فيها موضوعً كهذا
:" اممم .. زينة هو يحبك ؟"
انعقد لسانها وهي تتسائل .. نعم .. هل يبادلها مشاعرها هو الآخر ؟؟
رفعت كتفيها :" ما ادري شفا .. انا من اشووفه ما ادري عن شيء !! "
ابتسمت :" اسمعي انا ما ابغى امنيكِ بحاجة او اكبرها في رأسك لكن يتهيأ لي انه مهتم فيكِ "
توسعت عينا زينة :" صــدق !! "
رفعت اصبعها :" يتهيأ لي .. لكن مو أكيـد .. بس زينة لا تحطيها في بالك "
أشاحت زينة عنها والهم يتعاظم بداخلها .. ما الذي ستفعله ؟
وضعت شفا يدها على كتف زينة :" زيوون .. خلي عقلك وقلبك يدلوكِ .. لكن لا تتهوري "
ثم وقفت لتتركها وحدها تفكر ..

أستلقت زينة على السرير .. الذي بات الآن لـ جود ..
نعم كما قالت شفا .. لن تتهور في مشاعرها و الا ندمـت في النهاية ..
أصلاً هي لا تدري ان كان فارس يطيقها حتى .. !!
لن تلومه ..فـ معاملتها له لا تشجع نمو المودة من جهته لها .
ثم .. ثم هناك رومي .. كائناً ما كانت ..
فمؤكد أنها تعني شيئاً لـ فارس ..
تأوهت .. تشعر بحاجة مآآآسة للتحدث مع امها ..
الآن أكثر من اي وقتٍ مضــى ..
جلبت هاتفها و بعد تردد خابرت امها ..
أتاها صوتٌ شبة صبياني :" آلووووووو "
:" آلو السلام عليكم .. ميـن ؟"
:" انتي ميــــن انتي اللي متصلة "
زينة :" امفف يا بزر وين أمي "
:" هييي قليلة أدب انتي اللي بزر "
ضحكت زينة وقد عرفت صوت أخيها من امها :" ياهبلولي يا نادر أنا زيزي "
بفرح صآآح نادر :" زيزييييي وحشتينااا .. فينك ارجعي عساكِ المغص "
ضحكت مرة اخرى وبدأ الضيق يطير منها :" لا تدعي وجع .. فين امي اقول "
نادر :" يعني انتي ما تعرفيها .. امي رآآحت السوق و نسيت جوالها .."
زينة :" امففف متى ترجع ؟؟ "
نادر :" ما ادري .. الا اقوول زيزي قولي لـ زيد شكراً على هدية النجاح ما لحقت اشوفه "
قطبت زينة حاجباها :" طيب قله انت لما تشوفه "
نادر :" وين اشوفه وهو عندكم !! "
زينة :" عندنا !! "
نادر :" ايووون .. سافر امس واكيد انه وصل من زمااان "
استغربت زينة .. لماذا لم يخبرها أحد ؟؟
زينة :" طيب بقوله .. يالله الحين بقفل .. سلم علي اخوانك معاك "
نادر بسرعة :" زيزي لا تنسي تجيبي لي هــديـة النجاح لاب توب "
ضحكت عليه :" اذا جيت .. يالله سلاااااام "
نادر :" سلامووولا "
رمت هاتفها بجانبها و فكرت .. اذا كان زيد قد أتى لما لم يتصل بها ؟؟
ستتصل بـ دلال وتسألها ..
لكن ليس الآن .


~ في الصالة ~

سألتها جود :" ايش بها زينة ؟"
شفا :" شوي تعبانة ... الساعة كم الحين ؟"
نظرت جود الى ساعتها :" 5:55 "
وقفت شفا :" بقوم أجهز شراشف الصلاة .. مابقى شيء عالمغرب "
قامت معها جود :" انا بساعدك .."
صاحت شفا :" تموور قفّل اللعبة و قوم اتوضأ "
تامر :" طيـــب "
اردفت :" روح نادي تالا و زينة معاك "
أقفل تامر البلاي ستيشن ثم اعاده الى مكانه المخصص .. وصعد الى الاعلى ..
دخل غرفته و أمر تالا بالنزول ..
ثم طرقّ باب غرفة شفا ..
زينة :" أدخل "
فتح الباب وأطلّ برأسه ليراها تجلس بقرب النافذة وتنظر للسماء الحمراء ..
:" زيووون شفا تقولك انزلي شوي يأذن المغرب "
تمتمت دون الالتفات اليه :" طيب "
دخل واقترب الى حيث ربضت على المقعد :" زينة ايش بك ؟"
تمتمت برتابة :" مشتاقة لأمي "
وقف تامر بمواجهتها :" طيب ليش ما تروحي لها ؟؟ "
ابتسمت بخفة :" ما اقدر ... مدري كيف أقابلها ؟؟ "
جلس بجانبها وقال :" انا مشتاق لـ ماما .. ولو كانت موجودة .. بروح لها حتى لو لأخر الدنيا"
رمقته بحنان وضمته اليها :" وشفا وانا فين رحنا ؟"
ضمها هو الآخر :" انتوا اخواتي .. زينة لا تزعلي من ازعاجي لكِ .. انا اعزك مرة زي شفا "
ضحكت وهي تمط خده :" وأنا احوووووبكم مااااااارة "
سألها تامر :" زيون اذا رجعتي عند أمك ما عاد راح نشوفك ؟"
تأوهت :" لا ما راح ارجع الا وأخذكم معاي "
عبست ملامحه :" قصدك لو ماتت شفا ؟؟ "
صاحت بإستهجان :" بسم الله على شفووي .. تف من بؤك يا حومار "
أخذ تامر كلامها على محمل الجد و بصق خارج النافذة .. ما اضحكها ..
قالت بنبرة هادئة واثقة :" ان شاء الله شفا ما بيصير لها شيء .. بتتعالج و ماراح تترككم "
هزّ تامر رقبته :" ان شاء الله .."
جائهما نداء شفا من الأسفل :" زيووووووون .. تموووووور يالله اذذذذن "
وقف تامر :" بنزل لا تجي تمصعنا "
ضحكت عليه وسبقها هو لكن ..:" زينة أرجعي وقابلي أمك .. أحسن لك ترى "
ثم اختفى وراء الباب .. و كلماته تترك أثيرها في جزيئات الهواء ..
جالت بعينيها في الفراغ ..
نعم .. الى متى الهروب .. أمها هناك .. ومازالت الفرصة موجودة أمامها ..
حملقت بصورة شفا واخويها على المنضدة ..
انها تملك شيئاً فقدوه .. ويتمنون وجوده ..
تملك أماً ..!!
هل ستفرط بهذة النعمة ... هل ستترك الوقت يسرق علاقتها هدراً ..
ستغدوا جاحدة لهذة النعمة ان استمرت هكذا ..
لا تريد ان تكون عاقّة .. بل تريد أمها ..
وقبل أن تذهب للأسفل ..
أخذت تفكّر جدياً بالعودة الى الوطن ..!!


~~~~

~ ظهر اليوم التالي ~

:" أنت ما سألته يا علي ؟"
علي :" لا يمه .. كان مستعجل عشان لا تفوته الرحلة .. يسلم عليكم "
ام علي و هدى :" الله يسلمه "
اضافت ام علي :" احسن بعد .. اخته لوحدها هناك لازم يكون وياها "
علي :" اي .. الله يعافيها "
ام علي :" آمين يارب .. يالله انا بقوم أصلي "
تركتهما في الغرفة و خرجت ..
علي :" آآه ياااا رب .. اشفيها وعافيها "
هدى بهدوء :" آمين "
رفع علي نفسه من الفراش و قام ليتوضأ ..ساعدته هدى على الوصول الى الموضأ
سأل علي :" كيف حال فاتن ؟"
اجابت هدى بأسى :" الله يهديها معاندة .. كل ما دخلت غرفتها طردتني "
علي :" خليها كم يوم .. وبعدها اروح أكلمها "
دخل الموضأ و انتظرته هدى بالخارج .. حينها رنّ جواله ..
هدى :" علي جوالك يدق "
علي :" ممكن تجيبيه لي .؟"
عادت هدى الى وسط الغرفة ووجدت الهاتف على المنضدة .. نظرت ووجدت المتصل "ابوسعود"
هدى :" علي هذا صاحبك عبدالعزيز "
خرج و تلقف هاتفه .. اشارت له هدى انها ستذهب وتعود مرة أخرى ..
اجاب علي وهو يعود ليجلس على طرف سريره :" هلا بوسعود "
عبدالعزيز :" كيفك علاوي ؟"
علي :" الحمدلله احسن .. ايش الطاري ؟"
عبدالعزيز :" أنا الحين طالع من الشركة .. في ملفات مهمة لازم تتوقع .. بمّر عليك توقعها "
تنهد علي :" اوكي ... يوم توصل اتصل .. في آمان الله "
عبدالعزيز :" الله معك "
حذف الهاتف على السرير بإهمال ..
همس :" وينك يوبا .. ضايعيــن من دونـك "
===
يـبا شلونك ؟ يـبا شلونك؟ مـلـل هالكون من دونك
وتمضي رحلة الدنيا بليـا طلعة عـيونك
يـبا شلون الفراق وياك ؟ بعد ما هدك بدنياك
عساها تغمض جفونك؟
تبي تدري عن احبابك؟ عن عـيون تغنى بك
عـن قـلـوب دفـنها الشوق وإذا جاها الغـفا جابك ؟
يبه امي تخيلك دوم...تغني لك مع القمرا..
يبه واللي خذاك بيوم....خذا بنيتك بكرا..
خذا.. وياماخذا.. وياما..خذا ناس يحبونك
اشيلك داخلي جمره ..وبعيون الحزن عبره..تغرقني .. وتحرقني..
اشوفك نجمة تجبر..مراعيها .. يراعيها..
واشوفك للرجوله اسم..اذا شد الزمن تقسى..
واحلم من معاني الحلم..احسك مقبل بكرى..وعيا لايجي بكرى !!
يبه وينك ؟؟ .... ولهت لنظره من عينك ....
يبه وينك ؟؟
. يبه بس تكفى علمني .
وش احلى من طلوع اثنين ؟؟
طلوع الشمس .... و طلوعك
يبه وينك ؟؟ ..
يبه .. ارجوك علمني ...
تشوف اللي انا اشوفه ؟؟
انا اشوفك نهار و ليل ...
في وسط المجلس تصلي .. و تدعي الرب ييسر لي ..
يبه .. ما عاد بي من حيل .. وين الحيل ؟؟
و انا اشوفك نهار و ليل .. مع اني ادري ما ترجع !!
غريبه .. بعدها تدمع .. عيوني من هموم البين !! ....
و ادريبه مكانك وين !! ... مع َ هذا .. ارد و اسأل !!
يبه .... وينك ؟؟
و لا كني اعرفك وين !! شبكت العشر في غيابك ... على راس ٍ كساه الشيب ..
و من وداك ... ما جابك ..
و لا ادري وش يخبي الغيب !! ... و جرح ٍ عذ ّب احبابك .... يبه ..عيّا يخف و يطيب !!
يبه.. كل جرح في الدنيا .. مصيره بالدوا يلتم ... و لكن البلا من جرح ..
نزف فرقاك ... بليّا دم !! ... و هذا الفرق في جرحي ... عجز يلقا الدوا دكتور ..
انا جرحي غريب الطور !!!
ينزف ... بس بليّا دم .. و زاد الهم فوق الهم ... و دام انك يبه غايب ... جروح الغيبه ما تـلتم ..
يبه .. ذكراك تفرحني ....
في نفس الوقت تجرحني !! ... لا من جبت في طاريك ... دموعي غصب تفضحني ....
نحبك يا يبه ... ارجع .. مثل شمس الفجر .. اطلع
حزينه الشمس في غيابك .. و نفس الحزن في احبابك .. واخاف الشمس من حزني ..
تغيب و ما بعد تطلع !! .. يبه ارجع !! ... اذا لي خاطر فـ قلبك ..
تعال و زورنا بس يوم ... مع انه ما يكفينا .. نشوفك يوم .. نبي حضنك يدفينا .. و نشوفك دوم ..
لكن قلّت الحيله ... و يمكن مـ البطا ضاعت ..
و قلنا يوم !!
يبه سامحني بترخّص ... قبل ينشف حبر الأقلام .. كلامي بعده ما خلّص ..
و لكن موعد الأحلام .. حان ..
ولازم اوفي له.. بعد ما ضاعت الحيله .. اشوفك والوعد باكر !!
اذا فكّر يجي باكر ..!! .. و برجع اسألك وينك !!
وتمضي رحلة الدنيا ... بليا طلة عيونك

(( مرثية الشاعر مسفر الدوسري ))
===
مسح دمعته الساقطة .. وقام ليصلي ..
صحيح أن الشخص لا يعرف مقدار والديه .. وعظم قدرهما في نفسه
الا اذا فقدهما .. :" آآآآه يارب لا يذوق احد اللي ذقته "
كم هو صعب أن يكتب الله لأحد هذا الامتحان ..
أن تفقد شخصً تحبه و بيدك ..
أن تعيش وتتجرع ألم الحرمآآن و الشعـور بالنـدم ..
أن تخبرك أنفاسك بأنك قاتل ..
ليت قلمي يستطيع تجسيد تلك المشاعر ..
ولكن .. متى كانت المشاعر تُوصف بدقة !!
انها فقط تنبض بدواخلنا ..


~~~

مشى مترنحاً و صوت الطرقات تعلوا ..
أتت دلال من وراءه بقلق :" فارس من جاي بهالوقت ؟؟ "
أرتكز على الحائط ليصل الى الباب :" ما ادري بشوف الحين "
قلقت دلال ونظرت الى الساعة التي أشارت الى الرابعة صباحاً .. هل حصل سوءٌ ما ؟؟
وقف فارس عند بابه و نظر من خلال العين السحرية .. ليرى رجلان يقفان هناك ..
فأستغرب .. ثم قال الى دلال :" دلال روحي داخل "
هزت رأسها ثم غابت في غرفتها ..
فتح الباب ثم تبشرت أساريره :" زيــد !!! عمــر !!!! "
ضحك الاثنان وسلما عليه ...اخذه عمر بالأحضان ..
عمر بفرح :" ياخي وينك انت ؟؟ سنين وما شفناك !! "
زيد :" ايش صابك ؟؟ ملفلف كذا بالشاش "
أزاح فارس عن الطريق ليدلفا :" ههههـ اتفضلوا .. ايش هالمفاجأة المفجعة "
دخلوا الى الصالة ..وجلسوا ..
زيد :" يا شيخ كان المفروض نوصل قبل ساعات لكن السيارة اتعطلت علينا "
فارس :" طيب كان اتصلتوا بي وانا استقبلكم "
عمر :" انت ايش صاير فيك .. مكسّر كذا ؟؟ "
أتاهم صوت دلال القلق :" فارس .. من معاك ؟ "
ضحكوا جميعاً .. فقام زيد مشيراً لهما ليصمتا ..
همس :" فارس وينها ؟؟ "
فارس ببسمة :" ثالث غرفة بنهاية الممر "
هزّ رأسه ثم اخذ يتسحب بدون صوت .. وقف خلف الباب ثم قلد صوت فارس :" افتحي "
فتحت دلال الباب بتوجس ..:" فـ ..."
غطت فمها ورفرفت عيناها .. هل تتخيل زيد أم انها جُنـّت ..
ضحك زيد و قرص أنفها بدعابة :" كذا تستقبلي زوجك وابو عيالك ؟"
صرخت عندها فرحة .. فأستيقظ الصغيران فزعان ..
لكن حالما لمحا والدهما .. قاما يركضان ليضمانه ...
تولين :" بابااااااااااااااا وحثتنييييي "
سلم بسام على يد والده :" كيفك ابووي ؟؟.. وحشتنا "
بعثر له شعره :" الحمد لله .. هاه يا رجال انتبهت على امك واختك "
نفخ بسام صدره :" افاا عليك اعجبــك ... تربية يدك "
ضحك زيد وحمل ابنته :" كيف حال توتة ؟ "
تولين :" بحير بابا .. احوبت "
قبلها :" وانا بعد ... هاه دلوول أنبسطتوا هنا ؟؟ "
ابتسمت وهي تحاول اصلاح هيئتها :" اي .. بس كنا ناقصينك .. كيف جيت مبكر ؟"
اعاد زيد ابنته الى مخدعها :" عشان عمر عنده عمل هنا .. قلت اجي معاه دام عندي اجازة وافاجئكم "
دلال بتعجب :" عمر ولد عمي هنا ؟!!! "
زيد :" ايه .. جاي معي .. قاعد بره مع فارس "
انطلق بسام الى الخارج :" خالووو عمررر "
ابتسمت دلال وهي تجلس بجانبه :" مفاجأة حلوة "
زيد :" راح اخليها حلوة .. انتظري بس بمشيكم بكل مكان "
همست دلال :" وجودك راح يحليها "
عندها تدخلت تولين :" عييييييب انا هناااا "
فضحكا سوياً ..


~~~

حلقت الطائرة عالياً .. وصدح صوت كابتنها على مسامع الجميع ..
:" أعزائي الركاب .. سنصل بعد 7 ساعات .. تمنياتي لكم برحلة مريحة .. وشكراً "
تنهد و فتح النافذة بجانبه .. تأمل السحب البيضاء ..
وتمنى أن تسود حياته بعضاً من نقائها ..
:" يا رب سهلها علي .. و اعين جود .. "
اغلق عينيه .. متخيلاً لحظة اللقاء ..
اخبارها بالفاجعة .. في لحظة سانحة ..
و مراقبة ردة فعلها ..
فكّر في ان يأخذها دون اخبارها بالسبب ..
لكنّ جود ذكية ولن تنطلي عليها اسبابً واهية ..
سوف يحدث الآنسة شفا أولاً .. وواثق ان بيدها مساعدته ..
انبثق سؤال محيّر من داخله ..
:" يا ترى لما هذة الثقة العمياء فيها ؟؟
ولما أشعر أني أعرفها منذ سنواتٍ طويلة !!"
كلما يراها يشعـر بألفه كبيــرة .. بأمانٍ و رآآحة ..
وكأنها دخلت حياته هو واخته لتحدث التغيير ..
لديه شعور قوي بأنها سـ تترك بصمتها في ايامه ..
لكن كيف ؟؟؟
لا يعلم بعد ..


~~~

توقفت سيارة فارس في مواقف المستشفى ..
فارس بإمتنان :" تسلم يا عمر عالتوصيلة "
عمر :" أفاا عليك .. ارجع لك ديونك يوم كنت توصلني في المتوسطة ههههـ "
ضحك فارس :" ههههههههههـ اوصلك بالدباب .. تتذكر كيف كانت أشكالنا !! "
تذكر عمر أيامهم التي خلت و أكل عليها الدهر وشرب ..
عمر :" آآآه والله كانت ايام ما تتنسى "
هزّ فارس رأسه :" من جد .. يالله ما ءأخرك عن عملك .. لا تنسى تمر عليا الساعة 2 "
عمر :" ولا يهمك .. وتعال انا عازمك عالغدا اليوم "
فارس :" يا شيخ انا اللي مفروض أعزمك .."
لوح عمر يده :" لالالا ..هالمرة انا .. بنقعد نهرج ونتذكر الماضي "
ابتسم فارس وهو يخرج من السيارة :" خلاص تم .. بس زيد و دلال ما راح تقولهم "
عمر :" يا رجّال هذا ذقني اذا شفناهم اليوم .. ماخذ اهله يمشيهم و اكيد بيرجعوا بأنصاص الليالي اعرفه زيد "
ضحك فارس :" على قولك .. يالله اشوفك على خير "
ودعه عمر وانطلق بالسيارة الى عمله ..
ارتكز فارس على قدمه التي بدأت تشفى من التوائها و سار الى داخل المستشفى ..
دخل المصعد مع جمعٍ بسيط ولكن قبل أن يُغلق الباب ..
صاحت فتاة لتوقف المصعد :" انتظروووا "
ثم حشرت نفسها بسرعة .. وانغلق الباب ورائها ..
شتم فارس في سره .. ما الذي اتى بها هذا الوقت ..
حاول ان يقف خلف رجلٍ آخر ليخفي نفسه عنها ..
ولكن هيهات أن يختبأ بطوله الفراغ ..
استدارت لتبتسم بطريقتها المعتادة لمن يستقل المصعد ثم لمحته ..
فنادت :" اووه فارس انت هنا !! "
قلبت ملامحه بجمود :" نعم آنسة وسن "
ابتسمت ثم ابعدت الرجل ووقفت بمحاذاته :" صدفة بوقتها .. حبيت أقولك رسالة من رومي "
برتابة :" ما ابغى اسمع اي شيء عنها "
وسن بخبث :" لكنك راح تسمع يا فارس "
بأسنان مضغوطة :" وسن يا ريت تخبري صحبتك انها انتهت من حياتي .."
وسن :" بس هي بعدها تحبك "
افلتت ضحكة مستهزئة من فارس :" تخدع غيري .. هالكلام ما يمشي علي "
عندها فُتح باب المصعد وخرج .. لحقت به وامسكت ذراعه بجرأة ..
وسن :" فارس اسمعني "
تأفف فارس وهو يبعد يدها عنه :" آنسة وسن .. اعتقد ان غرام اتزوجت .. والحمدلله ربي نجاني منها "
وسن بحاجبٍ مرفوع :" بس هذا ما كان كلامك قبل 8 سنوات "
فارس :" انتي قلتيها .. قبل 8 سنوات .. الحين انا تغيرت "
وسن :" ما يهم .. غرام بعدها تحبك .. ومستعدة تتخلا عن زوجها عشان ترجع لك "
ضحك فارس بشدة :" هههههـ قولي لها لا تتهور وتهدم اللي كسبته "
خطّ لكي يبعد لكنها عادت تمسك به :" معقولة نسيت حياتكم سوى ؟ "
التفت اليها ببغض :" اي حياة ..؟؟ الخداع والخيانة ؟؟ "
وسن بهدوء :" كانت غلطة .. وانت عاقبتها وطلقتها .. ليش تـ.."
قاطعها والحقد طلّ من عينه :" كااااانت زوجتـــي يا وسن .. زوجة .. و خانتني مع هالواطي
في اسوء من كذا بنظرك ؟"
تنهدت بتملل :" انت مرة مكبر اللي صار .. نحن عايشين بمحتمع فري .. يعني اتوقع تكون لزوجتك علاقات"
هزّ رأسه بأسى :" حسافة يا وسن .. انتي اللي ضيعتي غرام .. ما اقول غير الله يمهل ولا يهمل"
تأففت بقرف :" whatever الحين بترجع لها ولا لا ؟؟ "
اعطاها ظهره :" نجوم السما اقرب لها مني "
همست وسن بكره وهي تنظر الى ظهره :" رآآح تندم يا فارس .. اوعدك "

~~~~

اختبئت خلف بوابة القسم لكي لا يراها ..
وحبست انفاسها عند مروره ثم ابتعاده بعدها خرجت ..
ثم استدارت الى جهة المصاعد وهي ترى وسن تبتعد ..
ضغطت بعنف على الملف في يدها ..
ما الحوار الذي دآآآر بينهما ؟؟؟؟؟
كانت زينة عائدة للقسم بعينات الدم الخاصة بمرضاها عندما لمحت فارس يخرج من المصعد وتلحقه وسن
تيبست بمكانها وهي ترى تلك الغولة تمسك به بحرية وكأنه امرُ اعتادت عليه ..
كان يقف مولياً اياها ظهره .. لكنّ حركاته وضحّت انه يضحك ..
لا بد انه مستمتع مع تلك الأفعى !!!
كم رغبت في ان تهجم عليهما .. وتخدش وسن حتى تدميها ..
ثم تضرب فارس الى ان تكسر كل اضلعه ..
ذلك المغرور التاااافه .. كيف يرضى لنفسه ان يحدّث فتاةً مثلها ؟؟
واضح انه يعرفها حقّ المعرفة ..
لقد كذب حين قال :" معرفة عمل "
كذب عليها !!! .. انه يعرف وسن .. و ايضاً رومي ..
انحكرت الدمعة في عينيها ..
و عندما رأته يُقبل الى القسم اختبأت خلف بوابته الكبيرة ..
تنهدت عائدة الى غرفة الممرضات ..
محدثة نفسها :" طالما انك تصاحب وسن ..
فأنت ليست بالرجل الجيد يا فارس ..
وآآ أسفآآآه ..
لا تجعلني أنــدم على حبي لك ..
لا تجبرني .."

حرصت لبقية الدوام أن لا تتقابل معه .. المرة الوحيدة التي التقته كان الدوام على مشارف الانتهاء
رأها تخرج من غرفة احدى المرضى فتوجه اليها مبتسماً ..
فارس :" مساء الخير زينة .. كيفك ؟"
لم تجبه وعبست تتعداه الى غرفة الاستراحة ..
تبعها بخفة :" على فكرة زينة .. زيد وصل اليوم الصبح "
رفعت رأسها واستدرات اليه :" وصل !!! "
اومأ :" فاجأنا بجيته .. هو الحين قاعد عندي في الشقة اذا بتشوفيه تعالي "
هزت رأسها موافقة .. اشتاقت لأخيها وترغب جداً برؤيته ..
بجفاء :" شكراً .. بروح بالتاكسي "
فارس :" وليش .. تعالي معاي مرة وحدة "
دخلت غرفة الممرضات :" لا مستغنية عن توصيلتك "
زفر فارس واجابها :" مو انا اللي بسوق .. بيوصلني .."
قاطعته :" قلت لك روح "
واقفلت الباب في وجهه .. مستندة عليه بضيق ..
أبعد أن رأيته مع وسن .. ما زال قلبي الابله يضطرب لوجوده ..
غبية ان كنت سأستمر في حبه ..
يجب عليّ نسيان هذا الأمر .. نعم بإمكاني ذلك ..
لمّت أغراضها من الخزانة و استعدت للرحيل ..
خرجت من الغرفة لتُفزع بـ فارس يستند على الحائط منتظراً ..
زينة :" انت ما رحت !! "
ابتسم :" انتظرك .. يالله السيارة وصلت "
تجاهلته و سارت للخارج وهو يتبعها يتحدث ..
عندما عبرا مواقف المستشفى :" زينة السيارة هناك "
تمتمت :" من قالك اني رايحة معاك امفف "
اقترب فارس .. وسحب منها حقيبتها :" جاية معاي .. دام انا موجود مافي داعي تروحي بتاكسي "
ومشى بإتجاة السيارة ..
لحقت به غاضبة :" يااااا غبيييي من سمح لك تأخذ شنطتييي هاتها "
سار الى ان وصل السيارة .. لكن زينة لحقت به و رفست قدمه المصابة ..
صآآح متألماً وهو يستند على مقدمة سيارته :" يا مجنوووونة "
صرخت :" تستااااهل .. لا تتصرف معاي كذااا فاااااااااااااهم "
فُتح باب السيارة ليخرج عمر مستغرباً ..
عمر :" فارس .. ايش صاير !!!"
التفتا اليه .. وعندما التقت نظرات زينة بنظراته تجمــدت ..
توقفت الكلمات في حلقه ...
و شعر بشيء يهوي في اعماقه ..
و كأنه يرى روح سندس أمامه .. زادت نبضآآته و سكن العالم حوله ..
همس بصوتٍ لا يُسمع :" سندس!! "
تراجعت زينة خطوة الى الخلف هازة رأسها برفض ..
لا يمكن أن يكون هوّ ..
هذا الكابوس عاش طفولتها .. هل هو هنا ؟؟؟
لكن نفس الهيئة تمثلت في هذا الرجل .. النظارة السوداء ..
عينه الحادة .. سماره المميز ..
و الندبة التي سببتها شطانتها عندما كانت في الثانية عشر ..
هذة الندبة تحت فكه .. سببتها يدها وهي تحذف عليه صخرة بحجمٍ طابة التنس ..
بعينٍ متوسعة :" عمـــر!!!!!!!! "
احتار فارس بينهما .. هذا الصمت والحوار الغير مرئي الذي خُلق بين عمر وزينة امام نظره
أخــافه .. وحين سمعها تشهق بأسمه ..
سأل بريبة :" تعرفووا بعض ؟؟ "
هزّ عمر نافياً .. وهزّت زينة ايجاباً ..
فوقع في دوامة :" عمر تقول ما تعرفها ..؟ زينة ليش .. "
فقاطعه عمر بلا تصديق :" انتــي زيــنة !!!!!!! "
ضربت زينة جبهتها وقد ثارت في نفسها أحاسيس جمّه .. لا تصدق عمر أمامها ..!!
لقد تحول الى رجل .. !!
ابتسمت بغرابة :" ايه زينة .. "
ابتسم هو الآخر .. و قلبه يمتلأ بالفرحة ..
زينة !!!
كم تغيرت .. لقد أصبحت امرأة !!
وقف فارس بوجه متجهم .. :" ما بالهما هذان الاثنان ؟؟"
تحمحم و عرج ليدخل السيارة :" يالله اركبي بنوصلك معانا "
عمر بضحكة :" اتفضلي يا زينة "
و فتح لها الباب الخلفي وراءه .. ترددت في مكانها ..
عمر :" اتفضلي لا تخافي ما راح اسكر الباب على رجلك "
ضحكت وهي تتذكر انها فعلت ذلك مراراً معه ..
فخطت بخطوات بطيئة .. وركبت ..
على كل حال .. حقيبتها مسجونة بيد ذلك المعتوه .

~~~

>> sToOoOoOoP <<

استمتعوا بالنبضة وانتظروا القآآآدم ..

بشوق لـ ردودكن ..:)

دمتم بـ خير

ضيآع نبضة :flowers2:

شبيهة القمر 10-09-08 02:13 PM

للابداع معنــــــــــــى....

وضياع نبضه تجسدت بها كل معاني الابداع

بارك الله فيك ..



ضياع نبضه ....

قصه مازالت تحمل الكثير من الالغاز

ومع كل جزء تزداد رغبتنا في معرفة المزيد...



تناولتي مظاهر الانحراف بكل مصداقيه فنحن بزمن

باتت فيه مزامير الشيطان تصدح بكل مكان

وبناتنا يتوشحن العري بمسمى الحجاب ؟؟؟؟؟

حتى لغتنا العربيه داسوها بمصطلحات غربيه فأصبحنا

لانعرف هويتنا؟؟؟؟


ضياع نبضه...

ليس كل من خط حرفا اصبح كاتبا أليس كذلك ؟؟؟

,
ولاكن ضياع نبضه تعدى مستوى الكتاب ليرتقي لما هو افضل


تميزت بأسلوب الطرح الاكثر من رائع سواء الهدف أو

المعنى أو طريقه السرد المشوقه ...


أهنأك على موهبتك وعلى مستوى ثقافتك بدينك زادك الله من فضله


بانتظااااااارك دائما وبانتظار نبضات قلمك ...



اختك المحبه...

ارادة الحياة 10-09-08 03:58 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمرة مقبولة والحمد الله على السلامة
هل تعرفين ذكرتني بنقاش دار حول بيت من الشعر ونحن في الصف الرابع الاعدادي مع مدرسة اللغة العربية ذكرها الله بالخير
كان بيت الشعر يحوي على كلمة هوى بمعنى سقط وهوى بمعنى حب
عندها علقت المدرسة كلاهما واقع
وهو كلام منطقي هل تعرفين من لايضع الله نصب عينه عندما يقع بالحب فهو بكل تأكيد واقع بالهاوية وحجته الحب ليس حرام اوكي ليس حرام ولكن الخلوة حرام ان تتكلمي عن المشاعر والاحاسيس مع شخص غريب حرام
احلى حب هو ذلك الذي لا حرام فيه هو الحب الذي ينجح اصحابه في الوصول الى بر الأمان ولاينزلقا بالهاوية وبر الامان هو الزواج
بالنسبة لفارس وزينة هل تعرفين كلاهما واقعان في الهاوية هو واقع في عمق الخيانة وهل هناك اقسى من الخيانة الزوجية رباط مقدس من قبل رب العالمين وينتهك بأسم التحرر والحرية
والمجتمع المنفتح بصراحة لا الوم فارس على ردة فعله اتجاه الساء وربما هذه هي الهاوية التي سوف تنتشله منها زينة
زينة واقعة في هاوية اختلاف المجتمعات فلا هي انسانة على حد تعبيرهم المريض منفتحة ومتحرر وتقبل بما موجودة في المجتمع الغربي ولاهي انسانة شرقية تؤمن بعادات وتقاليد مجتمعها تشتت كما تشتت عائلتها ممكن فارس ينتشلها من هذه الهاوية اذا عرف كيف يصل الى روح الزينة المعذبة
عمر شخص دخل في عمق الأحداث انسان عايش على ذكرى الماضي وبرز الماضي امامه على هيئة زينة
واجد فيه قصةحب مراهقة كانت تعيشها زينة
ربما زينة بحاجة لمثل هذا الشخص حتى تحدد مشاعره وترسو الى اين هي تريد ان تذهب
هل تعرفين احلى ما في الأمر هي احتياجها لوالدتها واعترافها انها لا غنى لها عن والدتها فهي الصدر الحنون الذي نلتجأ اليه عندما تتخبط بنا المشاعر فهي اصدق انواع المشاعر اتصور عندما تتحسن علاقة زينة مع امها ربما هذا يسحبها الى تحسين العلاقة بكل من حولها

شفا هل تعرفين عندما ركزت بشخصية شفا وجدت امرا مهما وهو نحن من نحدد كيف يتصرف الأخرون معنا ف زينة وشفا على الرغم من ان شفى عاشت اغلب عمرها في الغربة بينما زينة عاشت اغلب عمرها في وطنها الى اني اجد شفا اكثر اتزان حتى بعلاقاتها مع زملاء العمل فهي تحترمهم وهم يحترموها حتى وسن تكرهها لالتزامها والأحترام الناس لها ولأنها لاتستطيع ان تصل الى ما وصلت اليه
فشفا تفرض الاحترام على من حوالها
بينما زينة عكس ذلك تماما بتصرفاتها الهوجاء تسبب الخوف الممزوج بالسخرية على تصرفاتها لكل من حولها هذه نكي لو كانت شفا بموقف زينة لما تجرأت وعلقت عليها بينما زينة متسرعة الاندفاعات ومن يستفزها يستمتع بتسرعها الله يهديها

جميل ما ذكرتي عن كلمة باي نحن دائما نتدوالها وصدقيني دون شعور منا في بعض الاحيان تنطلق ونقول باي
ربما لسهولتها ليس الا ولكن جميل ان تربي شفا اخوتها على سلام الأسلام وعادته والصلاة رائع ياريت كل الناس المتغربين يملكون روح شفا الائيمانية
هل تعرفين احدى صديقاتي توفى زوجها في احدى الدول الأوربية تفاجئت بها بعد شهر تسافر الى دولة اوربية اخرى عند اخيها عندما سألت اين عدة زوجها المتوفي
هل تعرفين ما الذي اخبرتني به صديقتي الاخرى قالت هل تعتقدين ان العدة في دولة اوربية هي نفسها التي عندنا اجبتها بأستغراب مالفرق وهل تختلف تعاليم الدين بالنسبة للمسلم عندما ينتقل الى اوربا اعتقد انك بشخصية شفا اجبتى بكلمة لا
لاتختلف

غرام ووسن وجهان لعملة واحد حياتهم قذرة الاثنان لاتستطيعان الافتراق عن بعض لان احدهما مكملة للاخرى
كم تقززت عندما تقربت وسن من زوج غرام وكم قرفت عندما ودعت غرام زوجها بتلك الطريقة امام وسن
هنا اسأل هل هن مسلمات , وغرام خانت فارس وسوف تتلقى خيانة مماثلة لتعرف معنى الخيانة وتذوق مرارتها
اسألك اين الدكتور احمد الرجل الملتزم عن ابنته وتصرفاتها حتى كلامها مع فارس بأن لا يتعصب ماذا بها نحن في مجتمع يبح تعدد العلاقات وهل ديننا الذي صان المراءة وحقوقها وصان الرجل وهيبته ونسبه يبح ذلك صانك دينك ونزهك وانتي جعلتي من نفسك حيوانة لاهثة وراء الرغبات والحجة الواهية التي ترتكزين عليها انتي وامثالك التحرر والحرية الشخصية ام الحرية الحيوانية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اعجبني بشدة قول علي ل هدى لاتعذبي نفسك مع جاسر فعلا وهذه نصيحة اقدمها
اعجبت بشدة عندما قال علي ل هدى لاتعذبي نفسك مع جاسر وهذه نصيحة اقدمها
مثلا هدى تقدم لها عبد العزيز وهي رفضت على امل ان يأتي اليوم الذي يتقدم اليها جاسر حب من طرف واحد ودون امل والخاسر الوحيد هي هدى لتفكر كل فتاة حالها مثل حال هدى هذا الذي تحبه في الخفاء بينها وبين نفسها ما الذي يؤخره عن خطبتها
عندها ان فكرت بعقلها سوف تقبل بمن يتقدم لخطبتها ويكون مقبول من قبل اهلها لأخلاقة وسمعته ولتبتعد عن الأوهام ولتعش حياتها الحقيقية
.
جود رائع جدا تطور علاقتها مع عائلة شفا ورائع صفاء الروح الذي غمرها
هل تعرفين عندما نجد الجرئة ونتكلم عن اخطائنا عندها فقط نكون قد تغيرنا وتخطينا هذه الاخطاء وهذه هي حالة جود عندما صارحت شفى عن الحجاب وكيف انها كانت غير ملتزمة به هو مجرد امر تعوت عليه
اعتقد هي الان مقتنعة تمامة انه ليس تعود بل واجب وحصن وصيانة للمراءة المسلمة
هذه الروحانية هي التي سوف تساعدها على تقبل خبر وفاة عمها .
بصراحة قصتك فتحت قريحتي للكلام لما تحوي من امور كثيرة تستحق المناقشة
ختاما
انتظر قدوم جاسر ربما زيارته لبيت شفى تكشف العديد من الاسرار
وانتظر اجتماع عمر وفارس وعائلة زينة هناك الكثير من الامور سوف يكشفها هذا الأجتماع
وانتظر الى أي مدى سوف تنغمس غرام ووسن بالشر

بشوق كبير انتظر كل نبضة تضعينها
وفقك الله عزيزتي

العامريه 11-09-08 01:34 AM

حياك الله يا ضياع نبضة

ويا هلا ومسهلا فيك بينا اخت لنا قبل ما تكونين كاتبه

واتمنى انك تلقين الي يسرك ويرضيك منا ومن جميع اعضاء ليلاس

وتلقين بأذن الله غايتك ومبتغاك هنا

ويا هلا ومرحبا بك مرة ثانية

والقصص مر حلوووو وان شاء الله اكون من اقراء




http://www.liillas.com/up2//uploads/...127caf3ccd.gif


القــــــــــــــــــــــــــــــــــصــــــــــــــــــــــ ــــه




عمرة مقبولة والحمد الله على السلامة

جليد الصيف 11-09-08 01:46 AM

مرحباااااااااااااااا نبوضه
هلا وغلا
عمره مقبول ان شاء الله
قصه بمنتهى الروعه
سوف استمتع بقراءة نبضاتك الجديده
و اشكرك كثير كثير
لقد فتحت نفسي لقراءة بسبب اسلوبك المتميز والفريد من نوعه بجد شكراااا فقد خرجت عن سرب كاتبات القصص المعتاده
أختك جليد الصيف

همس الروايا 11-09-08 02:06 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

----

مثل العادة مبدعة ..
نبضة روعة مفيدة مليئة بالعلم والمعرفة ..
تدرين نبوض من كثر ما اشوف قلمج مميز ما صرت القى كلام وافي ..
يعني بقصتج مو بس قلم اللي يكتب .. لا
قلم وفكر وخلق واحساس ودين .. كلها تندمج وتظهر حروف من اروع ما يكون
اسأل الله يجزيج على كل حرف اجور وحسنات ..

بس تعالي ليش ما تنشرين قصتج بكتاب ؟؟؟
والله اسلوبج الجنان و تفرد قصتج يستاهل يكون له صدى بكل مكان
مو بس على الشبكة العنكبوتية ..

اتمنى اصير مثلج بيوم في اخلاقج وفي موهبتج
الله يحفظج و يسعدج دوم ..

اعتزازي بج أخت وغالية :)

همس

BENT EL-Q8 11-09-08 07:02 AM

نبضهـ وايد عجبتنيـ
واليـ يعجبنيـ اكـثـر
شلونـ تدخلينـ امور دينيهـ بالنبضاتـ
فيـ اشياء وادعيهـ ما كنتـ اعرفهـا وعرفتـهـا منـ النبضاتـ
اللهـ يوفقجـ نبوضـ
وســـنـ
شفتـ ناسـ حقودينـ بسـ لهدرجهـ صراحهـ لا
ماتبيـ الخيــر حقـ احــد
حتى غرامـ واليـ المفروضـ صديقتهـا
اعتقد انهـا بتراويـ عادلـ صور غرامـ معـ فارسـ وبتراويهمـ بعد لزينهـ
وتكونـ "ضربتـ عصفورينـ بحجــر"
اللهـ يهديهـا
فارسـ
محتــار
ليلحينـ علاقتهـ السابقهـ بروميـ وخيانتهـا لهـ حاجــز بينهـ وبينـ زينهـ
ودهـ يقولهـا روميـ ما تعنيلهـ شيـ
واهو يحبهـا بسـ يخافـ تكرر تجربتهـ معـ روميـ
اللهـ يعينهـ
جووود
اذا منـ كلامـ شفـا جذيـ صــار فيهـــا
عيلـ لو درتـ شلونـ
اللهـ يستــر
جاســـر
صجـ اللهـ يعينهـ
عالمهمهـ الصعبهـ
وانـ شاء اللهـ يكونـ قدهــا
هدى
عيــلـ طلعتـ صجـ تحبـ جاســر
ورفضتـ عبد العزيز عشانهـ
بسـ اهو يحبهـا!!
فاتنـ
ليلحينـ منصدمهـ
تدريـ انـ اليـ يقولونهـ صحـ بسـ ما تبيـ تصدقهـ
اللهـ يعينهـا
زينهـ
لما اعترفتـ لروحهـا بانهـا تحبهـ
صار كلـ شيـ ضدهــا
هـلـ رحـ تحاربـ وما تستسلمـ منـ اولـ عقبهـ واجهتهـا
او
لا!!
فكرهـ انهـا ترجعـ لامهــا
بتسويهـا او لا!!
عمر

وعلاقتهـ بزينهـ
اممممـ يمكنـ تكونـ زينهـ اختـ سندنسـ عشانـ جذيـ تشبهـا!!
تقبليـ مروريـ

جليد الصيف 12-09-08 12:57 AM

نبوضه اعجبتني تعليقات على بعض الاحداث ذات الطابع الديني
يسلمووووووووو يا الغلا و لا عدمناك حبوبه

ضياع نبضة 12-09-08 04:22 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 1635488)
للابداع معنــــــــــــى....

وضياع نبضه تجسدت بها كل معاني الابداع

بارك الله فيك ..


جزاك الله خير .. مسرورة لشهادتكِ التي اعتز بها


ضياع نبضه ....

قصه مازالت تحمل الكثير من الالغاز

ومع كل جزء تزداد رغبتنا في معرفة المزيد...

ستخبركم النبضآآآت .. فتابعيها

تناولتي مظاهر الانحراف بكل مصداقيه فنحن بزمن

باتت فيه مزامير الشيطان تصدح بكل مكان

وبناتنا يتوشحن العري بمسمى الحجاب ؟؟؟؟؟

حتى لغتنا العربيه داسوها بمصطلحات غربيه فأصبحنا

لانعرف هويتنا؟؟؟؟


بالفعل .. اجارنا الله فتن هذا الزمان ..:f63:

ضياع نبضه...

ليس كل من خط حرفا اصبح كاتبا أليس كذلك ؟؟؟

,
ولاكن ضياع نبضه تعدى مستوى الكتاب ليرتقي لما هو افضل


تميزت بأسلوب الطرح الاكثر من رائع سواء الهدف أو

المعنى أو طريقه السرد المشوقه ...


*-* حقاً !!!

لا ادري ان كنت استحق ما قلتي فعلاً

لكنكِ حتماً اسعدتي جنبات قلبي


أهنأك على موهبتك وعلى مستوى ثقافتك بدينك زادك الله من فضله


بانتظااااااارك دائما وبانتظار نبضات قلمك ...



اختك المحبه...

مرحبا :[ شبيهة القمر ]:

لا أدري كيف أصِفُ لكِ الغبطة التي تملكتني وانا اتابع حروفكِ

اخجلتِني حقاً .. هل استحق كل هذا التقدير العالي !!!

قلمي المتواضع قد تشربـ حبر السرور لرأيكِ هذا ..

ممتنـة بمساحة بحار الأرض ..

اطمح لرؤية نورك يضيء صفحتي الى آخر رمقٍ من النبضآآت ..

لكِ امنياتي بالخير ..

باقة ود :flowers2:

Emomsa 12-09-08 04:52 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حمدالله على السلامة ...... وعمرة مقبولة .....
كلامك عن الاسلام على لسان شفا في كل النبضات اكثر من رائع واكثر من مقنع ...... واعتقد ان لديكي موهبة القدرة على الاقناع فلما لا تتدخولين مجال الدعاة فانت ( ما شاء الله ) تملكين الفطنة والقدرة على المحاورة والمعلومات الغزيرة عن الاسلام ( ما شاء الله)

جود : الله يعينها على القادم سوف تُصدم بخبر موت عمها وممكن تحصلها انتكاسة ولكنها ستقوم منها ولكن الذي سيؤثر عليها فعلا هي الوصية الغامضة .......

جاسر : الرجل الشهم الحنون ( حمال الآسية ) رجل المصاعب ربنا يعينك على جود وعلى الوصية الغامضة ( اعتقد ان هناك سر سيغير مجرى حياة جاسر وجود وعلى وهدى وفاتن )
شفا : رائعة نموذج رائع وجميل للفتاة المسلمة في كل مكان .......
زينة : ( وقعتي ولا احد سمى عليكي ) انتي وفارس لكن ظهور عمر سيجعل فارس يتحرك ويقول زينة لفارس فقط .

غرام او رومي : مفجأة ان تكون هي رومي وتكون زوجة فارس السابقة ..... لكن الخيانة تجري في دمها فمن خان مرة يخون مرات ......
وسن : ما هي اخرة الشر معكي والانانية وحب الذات ( مع اني اعتقد انكي تكرهين نفسك ) الدلع والرفاهية وعدم وجود الام وقلة اهتمام الاب وضعف الوازع الديني يؤدي الى التهلكة ....... ( اخرتك سيئة )

دلال وزيد : ربنا يزيدهم حب وتفاهم ......

الاطفال : شيكولاتة الرواية لا تحرمينا منها وخاصة بعد الافطار.


بارت رائع ومشوق فلا تزيدينا شوق وتطولي علينا ............

ضياع نبضة 12-09-08 05:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارادة الحياة (المشاركة 1635611)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

عمرة مقبولة والحمد الله على السلامة

آميــن منا ومن جميع المسلمين .. كتب الله لكِ عمرة قريبة يا ماما

هل تعرفين ذكرتني بنقاش دار حول بيت من الشعر ونحن في الصف الرابع الاعدادي مع مدرسة اللغة العربية ذكرها الله بالخير
كان بيت الشعر يحوي على كلمة هوى بمعنى سقط وهوى بمعنى حب

بالفعل كلمة مترادفاتها اختلفت ولكن تراتبت لتتماشيان قلباً وقالبا
فمن هوى اي حب بشكلٍ خاطيء فقد هوي اي سقط في الهاوية ..


عندها علقت المدرسة كلاهما واقع
وهو كلام منطقي هل تعرفين من لايضع الله نصب عينه عندما يقع بالحب فهو بكل تأكيد واقع بالهاوية وحجته الحب ليس حرام اوكي ليس حرام ولكن الخلوة حرام ان تتكلمي عن المشاعر والاحاسيس مع شخص غريب حرام
احلى حب هو ذلك الذي لا حرام فيه هو الحب الذي ينجح اصحابه في الوصول الى بر الأمان ولاينزلقا بالهاوية وبر الامان هو الزواج

لا فضُّ فوكِ امي ..
قلتي حقاً ادام الله عليك قول الحق ..
رزق الله شباب وفتيات المسلمين حفظهـ و صانهم عن الحرام بالحلال ..


بالنسبة لفارس وزينة هل تعرفين كلاهما واقعان في الهاوية هو واقع في عمق الخيانة وهل هناك اقسى من الخيانة الزوجية رباط مقدس من قبل رب العالمين وينتهك بأسم التحرر والحرية
والمجتمع المنفتح بصراحة لا الوم فارس على ردة فعله اتجاه الساء وربما هذه هي الهاوية التي سوف تنتشله منها زينة

نعم .. هما في جرف الهاوية ان لم ينتبها فقد يقعان فيها ..
ومن يعلم هل سيفعلان ؟
فارس ما زالت امورٌ عالقة في نحره لم اتطرق اليها علّي افعلُ ذلك مع بقية النبضات


زينة واقعة في هاوية اختلاف المجتمعات فلا هي انسانة على حد تعبيرهم المريض منفتحة ومتحرر وتقبل بما موجودة في المجتمع الغربي ولاهي انسانة شرقية تؤمن بعادات وتقاليد مجتمعها تشتت كما تشتت عائلتها ممكن فارس ينتشلها من هذه الهاوية اذا عرف كيف يصل الى روح الزينة المعذبة

زينة .. نموذج متشتت بين مجتمعين ..
هاربة من احدهما و تكرهـ الاخر لكنها مجبره على التأقلم عليهـ
من خلالها اردت توضيح التأثير الذي يتركهـ هروب الانسان من واقع مر حياتهـ ليواجههـ مرّ اخر..
وكما يقال " من خرج من داره قل مقداره !!"


عمر شخص دخل في عمق الأحداث انسان عايش على ذكرى الماضي وبرز الماضي امامه على هيئة زينة
واجد فيه قصةحب مراهقة كانت تعيشها زينة
ربما زينة بحاجة لمثل هذا الشخص حتى تحدد مشاعره وترسو الى اين هي تريد ان تذهب

نعم .. احياناً نحتاج الى طرفٍ اخر لنحدد جوهر مشاعرنا الحقيقية ..
مثلاً هل أحبُ صديقتي التي صاحبتها منذ عشر سنينٍ خلت .. بالتأكيد انا افعل
ولكن لنرى ان تدخلت صديقة ثالثة و استحالت على صداقتها .. عندها سأعرف اني حقاً احب صديقتي ..
يقيناً لا امراً مسلماً به ..
فمشاعر الغيرة شيءً من فطرة الاسلام .. والا ما كنا نملك الغيرة على ديننا او اعراضنا ..:)


هل تعرفين احلى ما في الأمر هي احتياجها لوالدتها واعترافها انها لا غنى لها عن والدتها فهي الصدر الحنون الذي نلتجأ اليه عندما تتخبط بنا المشاعر فهي اصدق انواع المشاعر اتصور عندما تتحسن علاقة زينة مع امها ربما هذا يسحبها الى تحسين العلاقة بكل من حولها

مهما عانينا و وجدنا من نشتكي اليه من البشر ..
لا يغني ذلك عن الأم .. لانها منبع الحنان الذي فُطمنا عليه ..
علاقة زينة بأمها متصدعة جداً..
والاسباب كثيرة سأذللها مع الاحدآث .. بإذن الله
هل من الممكن ان يصطلح الامر بينهما ؟؟
هذا ما سوف احاول رسمه ..
فبناء الخير لا يفوت اوانه بتاتاً .. الا اذا طلعت الشمس من مغربها ..


شفا هل تعرفين عندما ركزت بشخصية شفا وجدت امرا مهما وهو نحن من نحدد كيف يتصرف الأخرون معنا ف زينة وشفا على الرغم من ان شفى عاشت اغلب عمرها في الغربة بينما زينة عاشت اغلب عمرها في وطنها الى اني اجد شفا اكثر اتزان حتى بعلاقاتها مع زملاء العمل فهي تحترمهم وهم يحترموها حتى وسن تكرهها لالتزامها والأحترام الناس لها ولأنها لاتستطيع ان تصل الى ما وصلت اليه
فشفا تفرض الاحترام على من حوالها
بينما زينة عكس ذلك تماما بتصرفاتها الهوجاء تسبب الخوف الممزوج بالسخرية على تصرفاتها لكل من حولها هذه نكي لو كانت شفا بموقف زينة لما تجرأت وعلقت عليها بينما زينة متسرعة الاندفاعات ومن يستفزها يستمتع بتسرعها الله يهديها

سبحان الله .. كما قلتي ..
نحن من نحدد تعامل الناس واحترامهم لنا او العكس ..
بيدنا ان نجعلهم يحترموننا حتى ولو لم يحبوننا .. وبيدنا جعلهم يستهترون بقيمتنا ..
كل ذلك يرتكز على تعاملنا الشخصي مع الآخرين ..


جميل ما ذكرتي عن كلمة باي نحن دائما نتدوالها وصدقيني دون شعور منا في بعض الاحيان تنطلق ونقول باي
ربما لسهولتها ليس الا ولكن جميل ان تربي شفا اخوتها على سلام الأسلام وعادته والصلاة رائع ياريت كل الناس المتغربين يملكون روح شفا الائيمانية

هناك قضايا .. ولأقل على وجه التحديد نشاطات صغيرة يومية وروتينيه في حياتنا
لكننا لا نلفت لها بال .. وهذا ما يجعلنا نتهاون بأبسط الاشياء ..
وكلما زاد تهاوننا .. كبر الاستهتار ليتعدى اصغر الامور الى كبائرها ..
فالجبل يُبني من حصى .. ان راكمنا الحصيات دون مبالاة ..
سيأتي يوم ونرى ان ذنوبنا اصبحت جباالاً تهتكُ بأكتافنا الضعيفه:(


هل تعرفين احدى صديقاتي توفى زوجها في احدى الدول الأوربية تفاجئت بها بعد شهر تسافر الى دولة اوربية اخرى عند اخيها عندما سألت اين عدة زوجها المتوفي
هل تعرفين ما الذي اخبرتني به صديقتي الاخرى قالت هل تعتقدين ان العدة في دولة اوربية هي نفسها التي عندنا اجبتها بأستغراب مالفرق وهل تختلف تعاليم الدين بالنسبة للمسلم عندما ينتقل الى اوربا اعتقد انك بشخصية شفا اجبتى بكلمة لا
لاتختلف

عجباً عجباً عجباً ..!!!
شيءٌ محير فعلاً .. اذا كانت تطرقت الى شرائع الارض فلن الومها ..
لان كل مكان له قوانينه واحكامه ..
لكن عندما يتوقف الامر على حدود شريعة الاسلام .. فلا مكان ولا زمان قابل على طمث معالمه وتبديلها
اي نعم هناك استثنائات وتسهيلات تفضل بها علماؤنا .. لان ديننا دين يسر لا عسر ..
قال تعالى : «وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً» (الفتح : ٢٣).
لكن تشكيل الاحكام تبعاً لرغباتنا الشخصية ورغبات مجتمعنا .. هذا ما يسمى العجب بعينه..!!
هدانا الله والهمنا الثبات وحسن النية في العمل .


غرام ووسن وجهان لعملة واحد حياتهم قذرة الاثنان لاتستطيعان الافتراق عن بعض لان احدهما مكملة للاخرى
كم تقززت عندما تقربت وسن من زوج غرام وكم قرفت عندما ودعت غرام زوجها بتلك الطريقة امام وسن
هنا اسأل هل هن مسلمات , وغرام خانت فارس وسوف تتلقى خيانة مماثلة لتعرف معنى الخيانة وتذوق مرارتها
اسألك اين الدكتور احمد الرجل الملتزم عن ابنته وتصرفاتها حتى كلامها مع فارس بأن لا يتعصب ماذا بها نحن في مجتمع يبح تعدد العلاقات وهل ديننا الذي صان المراءة وحقوقها وصان الرجل وهيبته ونسبه يبح ذلك صانك دينك ونزهك وانتي جعلتي من نفسك حيوانة لاهثة وراء الرغبات والحجة الواهية التي ترتكزين عليها انتي وامثالك التحرر والحرية الشخصية ام الحرية الحيوانية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

انفعالك هذا ما يتملكني عندما أرى عربيات اقرب من التغرب الى اصولنا العربية النقيهـ
تصرفاتهن يخجل منها الصغير قبل الكبير .. وعلّي اترفعُ لأن اصفها ..
لست انا من يحدد تحت اي بندٍ من الديانات يندرجن .. لكني اعرف تماماً ان لا مسلمه طاهرة تفعل مثلهن ..
غيرتك على دينك اغبطتني اماه .. دمتي ودام قلبكِ ينبض غيره ..



اعجبت بشدة عندما قال علي ل هدى لاتعذبي نفسك مع جاسر وهذه نصيحة اقدمها
مثلا هدى تقدم لها عبد العزيز وهي رفضت على امل ان يأتي اليوم الذي يتقدم اليها جاسر حب من طرف واحد ودون امل والخاسر الوحيد هي هدى لتفكر كل فتاة حالها مثل حال هدى هذا الذي تحبه في الخفاء بينها وبين نفسها ما الذي يؤخره عن خطبتها
عندها ان فكرت بعقلها سوف تقبل بمن يتقدم لخطبتها ويكون مقبول من قبل اهلها لأخلاقة وسمعته ولتبتعد عن الأوهام ولتعش حياتها الحقيقية
.

لن الومها .. فـ كما قيل الزواج قسمهـ ونصيب ..
لم اذكر التفاصيل في خطبتها بعد .. بإذن الله سأفعل ..
عندها لنا حكمُ آخر ..


جود رائع جدا تطور علاقتها مع عائلة شفا ورائع صفاء الروح الذي غمرها
هل تعرفين عندما نجد الجرئة ونتكلم عن اخطائنا عندها فقط نكون قد تغيرنا وتخطينا هذه الاخطاء وهذه هي حالة جود عندما صارحت شفى عن الحجاب وكيف انها كانت غير ملتزمة به هو مجرد امر تعوت عليه
اعتقد هي الان مقتنعة تمامة انه ليس تعود بل واجب وحصن وصيانة للمراءة المسلمة
هذه الروحانية هي التي سوف تساعدها على تقبل خبر وفاة عمها .

بالفعل .. اكبر شجاعهـ هو الاعتراف بالخطأ بخلاف المجاهرة به ..
شرط ان نغير هذة الاخطاء فينا لا ان نعرفها ونستمر عليها .. وكأننا اكتشفنا مكان الجرح واخذنا نرشُ عليه الملح !!


بصراحة قصتك فتحت قريحتي للكلام لما تحوي من امور كثيرة تستحق المناقشة

:) يسعدني ذلك اماه .. بحثتُ عن من تناقشني في كل حرف
وها قد وجدت .. وخير ما وجدت انتِ ..
حفظكِ الله لنا و لبناتكِ ذخراً وتوجيهاً ..


ختاما
انتظر قدوم جاسر ربما زيارته لبيت شفى تكشف العديد من الاسرار
وانتظر اجتماع عمر وفارس وعائلة زينة هناك الكثير من الامور سوف يكشفها هذا الأجتماع
وانتظر الى أي مدى سوف تنغمس غرام ووسن بالشر

بشوق كبير انتظر كل نبضة تضعينها
وفقك الله عزيزتي

وبشوقِ أكبر ماما لنصحكِ وتوجيهك ..

ممتنة ان رزقني الله لقائكِ .. واسأله ان يرزقني مصاحبتكِ في جنة الخلد ..

احبك في الله ..

باقة ود :flowers2:

ضياع نبضة 12-09-08 05:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العامريه (المشاركة 1635775)
حياك الله يا ضياع نبضة

ويا هلا ومسهلا فيك بينا اخت لنا قبل ما تكونين كاتبه

واتمنى انك تلقين الي يسرك ويرضيك منا ومن جميع اعضاء ليلاس

وتلقين بأذن الله غايتك ومبتغاك هنا

ويا هلا ومرحبا بك مرة ثانية

والقصص مر حلوووو وان شاء الله اكون من اقراء




http://www.liillas.com/up2//uploads/...127caf3ccd.gif


القــــــــــــــــــــــــــــــــــصــــــــــــــــــــــ ــــه




عمرة مقبولة والحمد الله على السلامة

هلا وغلا :[ العامريه ]:

الله يحييكِ تسلمي على الترحيب :)

اكيد لاقية والنعم فيكم خوات ربي لا يحرمني من شوفتكم في الجنهـ

الحلو تواجدك .. ويشرفني متابعتك ..

آمين من الجميع والله يسلمك ..

شكراً لردك الرقييق ..

باقة ود :flowers2:

qlb 12-09-08 05:12 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباح الـ خ ـيرات

بصراحه انا من المتابعات لكـِ في هذا المنتدى ومنتدى الم

احم يمكن تعرفيني نكي ^^ <<<<واثقه

المهم

شدني عنوان القصه

وأعجبني محتواها وربطكـِ بين الاحداث والعبادات

لان اغلب الكاتبات هداهن الله يغفلون عن ذكرها على ان المفروض يذكرونها

ووجدت فيها معلومات دينيه اول مره اسمع عنها أو تنسينها .. أستفدت منها

جزاكـِ الله الجنه

دمتي بـ خ ير

أختكِـ

الصـ م ـت

ضياع نبضة 12-09-08 05:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جليد الصيف (المشاركة 1635787)
مرحباااااااااااااااا نبوضه
هلا وغلا
عمره مقبول ان شاء الله
قصه بمنتهى الروعه
سوف استمتع بقراءة نبضاتك الجديده
و اشكرك كثير كثير
لقد فتحت نفسي لقراءة بسبب اسلوبك المتميز والفريد من نوعه بجد شكراااا فقد خرجت عن سرب كاتبات القصص المعتاده
أختك جليد الصيف

هلا وغلا اختي :[ جليد الصيف ]:

عجبني تناقض اسمك :)

آميـــن يارب منا ومن الجميع ..

ردك الأروع دبووه ..

الشكر مردود لك لتشجيعك لي :)

يسعدني متابعتك للقصة وبشوق لرأيك ومناقشتك كل قضاياها ..

باقة ود :flowers2:

ضياع نبضة 12-09-08 05:16 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عذراً اخواتي .. خروج اضطراري وبعدها لي عوده لإكمال التعقيب بإذن الله ..

سأطرح النبضة الجديدة ... وهي آخر ما وصلت اليه ..

تحيتي

ضياع نبضة 12-09-08 05:22 AM

v~√”^√V’~-√V~'^~----- ~ النبضـة الثـامنـة عشـر ~----~ v~~√”^√V’~-√V

ومضة :
" عجبٌ لـ قلبٍ جمع تناقضيـن !!! "

تنبيه :
" إعتذآآر غالياتي .. احتوت النبضة على شتآئم لا تليق ..
فعفواً لكن .. اللهــم اني صائمة >" للـتي تقرأه في الصبح او المسآء "

~ الجـ 1 ـزء ~

ظهرت شفا مرتديةً ملابس الرياضية تضم خصل شعرها على شكل ذيل حصان ..
:" جود انا كشفت على حالتك مافيكِ شيء الحمدلله .. مولازم تجي وتتعبي نفسك "
جربت قميصها الزهري امام المرآة :" الا رايحة .. التمارين مفيدة وانا حبيتها "
ببسمة :" طيب .. اجل عبل ما تجهزي نفسك أنا نازلة اجهز الغدا لتالا وتامر "
صاحت جود :" شفااا .. اقدر استحم بسرعة قبل لا نروح "
رفعت شفا معصمها تنظر للساعة :" عادي دبوه .. اصلا بروح الساعة 3 "
اومأت جود :" كويس .. انا بستحم وبعدين نازلة اتغدى "
لوحت لها شفا :" اوكي " ثم خرجت من الغرفة حافية الى حجرة اخويها ..
طرقت الباب ثم دخلت باسمة :" سلام عليكم ورحمه الله وبركاته حبايبي .. كيف المذاكرة معاكم ؟"
رفع التوأم رأسيهما من على صفحة كتبيهما ..
ابتسمت تالا :" شفااا اليوم اخذت 10 / 10 في النشااط "
جلست بمحاذاتها :" ما شاء الله .. شطووورة يا قمري .. يارب دايماً تفرحيني كذا "
وقف تامر شاداً ذراعيه ليظهر عضلاته :" وانا بعد شفا .. الاستاذ اختارني كابتن الفريق لاحترافي "
ضحكت على حركاته :" طبعاً مو انت بطلي .. الله يسعدكم ليا يارب "
سألت تالا عندما رأت اختها مرتدية لباس الرياضة :" شفاا رايحة النادي ؟"
اومأت :" يس حبيبتي .. بروح وساعتين ان شاء الله راجعة "
تامر :" طيب مين يجلس معانا ؟"
وقفت شفا :" اتصلت بـ كلاريتا تجي .. بعد ما اغديكم يمكن توصل "
عاد تامر الى مقعده :" وجود جالسة ولا رايحة ؟"
شفا :" رايحة معايا .. يالله خلصوا واجباتكم وبعدها انزلوا عشان الغدا .. اوكي ؟"
تالا وتامر :" اوووووووكي "
تركتهم و نزلت لتجهـزّ المائدة وتسخن الطعام ..
مـرّ الوقت سريعاً .. و تناولوا طعامهم ..
بعد ان انهت التنظيف مع جود .. اتصلت بـ المربية كلاريتا لتستفسرها عن تأخرها ..
ارخت سماعة الهاتف عابسة ..
جود :" ايشبك ؟"
شفا بتنهيدة :" تقول ما تقدر تجي زوجها سخّن وقاعدة تداريه "
ابتسمت جود :" اهاا .. طيب خلاص انتي روحي وانا بلاشي .. اجلس مع الصغار وننتبه على بعضنا "
شفا :" بس انتي حابة تروحي "
قامت جود :" مو تقولي حالتي الحمدلله متحسنة .. مافي داعي اروح .. انتي اهم "
شفا بإمتنان :" شكراً جوود .. مو عارفة كيف اردها لك "
جود :" عادي .. بنقربع البيت فوق تحت .. لما ترجعي حتقتليني ههههـ "
ضحكت :" اووكي .. بس خذي بالك احتمال اتأخر للساعة 6 او7 المساء "
سارت جود لتجلب لها معطفها و شال رأسها :" خذي راحتك .. تعالي وقت ما تخلصي "
تلقفت منها اغراضها وصاحت لأخويها :" تااامر تااالا انا رااايحة وجود قاااعدة معاكم لاااا تجننوووها "
أتاها صوتيهما من الاعلى :" طيييييييب "
ارتدت معطفها واخذت توصي جود :" لا تنسي تصلوا في وقت الصلاة .. ولا تخليهم يدخلوا المطبخ لوحدهم ..
وكمان لو احد دق الباب لا تفـ ..."
دفعتها جود ضاحكة بإتجاة باب المنزل :" ادري ادري .. يالله روحي "
زمت شفا شفتاها :" بللل ما تصدقي بتطرديني و يحلالك البيت هههههههـ "
جود :" ايووه عليكِ نوور .. واتصلي بنا كل شوية "
ارتدت شالها بإحكام :" حااضر .. " ثم شرعّت الباب خارجة :" انتبهي على نفسكم "
جود :" وانتي كمان .. بحفظ الله "
شفا :" مع السلامة " ..
و سارت بخطواتٍ واسعة الى الطريق الحجري لتلحق بمناوبة تدريبها اليومي ..

~~~~

تحت الشمس الساطعة وعند احدى الشواطيء الرملية المأهولة بالسياح
توزعت طاولات غطتها مظلات ملونة .. على احداها جلست عائلة صغيرة ...
:" هذا وبعده الصيف ماجا المكان كذا مليان .. اجل كيف لو صيّفنا !! "
قفز ابنه حاملاً بيده قنينه كولا :" ابووي فاتك الجزيرة اللي رحناهااا فقعاااااانة "
زيد بعد تذكر :" اي صح .. كيف كانت الرحلة ؟؟ "
دلال ببسمة :" الحمدلله انبسطنا هناك "
تدخّل بسام للمرة الثانية :" بس ما شفت الاكشششن .. خالي و عمتوو صار لهم اكـ .."
قاطعته دلال مسرعة بنبرة حادة قليلاً :" بسبس انت ليش ما تروح تلعب بالرمل ؟!! "
مدّ ابنها شفتاه :" امييي ما احب العب لوحدي .. لو جبتوا تموري كنت فليتها "
وخزته بنظرتها الجانبية :" بلا بربرة يالله روح وخذ توتو معاك " و انزلت ابنتها من الكرسي المقابل
اخذ بسام بيد اخته التي تلعق الايس كريم وانطلقا يرفسان حبيبات الرمل في كثبانٍ صغيرة ..
وزّع زيد نظراته بين ابنيه و زوجته ثم سأل بنبرة هادئة :" ايش صار ؟"
بلعت دلال ريقها وهي تشيح عينيها بعيداً ... حتى لو لم تخبره بالأمر فسيقرأ ذلك على محياها!!
كرر زيد سؤاله :" دلال اتكلمي .. ايش صار في الجزيرة ؟ "
تنهدت بقوة وثبتت عينيها عليه :" لو دريّت زيون اني قلت لك راح تقتلني "
ابتسم :" ماراح اسمح لأحد يأذيكِ .. بس قولي "
اغمضت عينيها وقالت بجملٍ متدافعة :" زينة وفارس صار لهم حادث بسيط لكن الحمدلله ربك ستر واصاباتهم جات طفيفة "
خرجت عينا زيد من مقلتيها :" كيـــف ؟؟؟ "
بلعت ريقها واردفت :" صار سوء تفاهم بينهم فطلعت زينة من الكوخ زعلانة وفي الغابة بغت تطيح من هاوية
لكن الله سخّر فارس وقدر يلحقها قبل لا يصير فيها شيء "
رمقها زيد بنظرة ضيق ثم تمتم :" عشان كذا فارس مصاب .. هي ما صار لها شيء ؟"
نفت بحركة من رأسها :" لا الحمدلله .. بس يدها اتجرحت لكن مو شيء خطير "
سألها متنهداً :" الحين هي وينها ؟"
دلال بنية طيبة :" قاعدة عند شفا لأن ادارة السكن امرتها بإخلاء الشقة "
قطب حاجبيه :" كمااان .. من هذي شفا ؟؟ وليش انطردت الاخت ؟؟ "
دلال :" شفا صحبتها .. مدري تقول شكاوي عليها "
تذكر زيد اسم شفا.. طالما رددت امه هذا الاسم على مسامعه .. سأل :" يعني ماعندها سكن الحين ؟"
تنهدت دلال و ارتشفت عصيرها البارد :" لا .. كانت اول امس قاعدة عندنا .. بس امس راحت عند شفا"
زفرّ زيد :" لا حوول .. لله "
(( تنبيــه مهم جداً جداً ))
( كثير من الناس في وقتنا الحالي يختصرون – لاحول ولا قوة الا بالله- بما سبق ..
ربما جهلاً او تناقلاً .. ويقعون في خطأ نفيَّ الحول والقوة عن الله تعالى ..
فـ حبَّذ ان يقولونها كاملة والابتعاد عن مداولتها على الشاكلة التي انتشرت ..
ابعدنا الله واياكم عن جهل القول جهراً )
استطرد وهو ينظر الى ولديه يلعبان بالرمل :" هالمرة لازم ترجع زينة معانا "
رفعت دلال حاجبيها :" لكن زينة ما راح تقبل !! "
زيد بإصرار :" بترجع .. حتى لو غصب عنها .. امي طلبت مني ارجعها وانا وعدتها "
طأطأت دلال برأسها :" الله يهديها وتوافق .. طيب زيود تعرفها زينة عنيدة لا تشد معاها ترى تعاندك "
زيد :" ما عليكِ .. الحين بتصل فيها واقولها اني هنا "
أخرج هاتفه و خابرها .. بعد ثلاثة رنات أتى صوتها الملهوف ولكن المُأنِب ..
همست :" ليش ما قلت لي انك جاي ؟؟"
زيد :" قلت اسويها لكم مفاجأة .. فينك انتي ؟"
بصوتِ منخفض :" بسويلك مفاجأة "
برتابة :" ما احب المفاجأت تعرفيني .. "
تأففت :" امففف منك عادي انت تسوي لنا .. و نحن ما يصير نسويلك !!"
ضحك زيد :" انا كذا الحين قولي وين ارضك ؟"
زينة بهمس :" جاية اشوفك "
قطب :" جاية تشوفيني !! " التفت حوله يرمق الناس علّه يلمحها :" تمزحي معي انتي ؟"
ضحكت بصوتٍ منخفض :" لا والله جاية الحين خمسة دقايق وأوصل الشقة "
ابتسم :" قصدك شقة فارس ..؟؟و ايشبك توشوشي ؟؟"
مازالت تساسره :" ايوه .. عشان لا يسمعوني اللي قدام "
اشار الى دلال بعلامة تعجب :" مين اللي قدام ؟؟ "
تأففت :" انا جاية مع فارس وعمر عالشقة "
زيد :" بعـد !! ومن قالك تركبي معاهم انتي ؟؟"
زينة بتملل :" يووه زيود انجبرت .. المهم دحين واصلين عند اللفة خلاص "
زيد :" .. بس يا خبلة نحن مو بالشقة .. انا ودلال والاولاد طالعين نتغدى عالبحر "
توسعت عيناها :" ايييييش ؟؟؟ يا سلاااام وانا فين اروح الحين ؟؟"
زيد :" محد قالك تسوي لي مفاجأة .. ارجعي عند شفا "
( برطمت ) :" اصلاً وصلنا البناية .. امفف منك يا زيوود ..متى راجعين ؟"
تنهد :" للحين ما تغدينا .. بنتأخر شوي .. قولي لفارس يرجعك لـ شفا "
بحده :" امففف طيب .. سلام "
ثم اغلقت الهاتف ... نظر الى هاتفه هازاً رأسه بأستياء :" هالبنت يبغالها تتأدب "
دلال بصراحة :" اذا انت ما قدرت تمشيها على كلامك من بيقدر ؟"
اعاد هاتفه الى جيبه :" نحن السبب .. انشغلنا عنها في صغرها و دلعناها لين وصلت لهالمواصيل "
دلال :" بس زيد اختك الحمدلله عاقلة وما غلطت بشـ .."
اومأ زيد برأسه :" ادري .. وانا لو ما اثق فيها ما كان رضخت .. لكن صبري خلّص وبرجعها معاي"
صمتت دلال ونظرت الى ابنيها .. آملة الاَّ تحدُث مناوشات وحرب عناد بين الأخوين ..
بعد برهةٍ من الصمت :" سمعتك تقولها نحن مو في الشقة ؟"
طأطأ :" الأخت راحت تفاجأني وجات مع فارس وعمر .. مدري ايش جايبها معاهم "
ضحكت دلال :" اكييد فارس .. هذي عمايله "
زيد :" ايش دخّل اخوكِ في الهرجة ؟"
وقفت دلال باسمة ومدّت يدها له :" قوم نتمشى .. فارس يحب يعاند زينة واكيد هو خلاها تجي "
حاكى خطواتها تاركان بصمات رجليهما تطبعان صفحات الرمل دلالة على مرورهما ..
تنهد زيد :" شكلي قاعد معاها قعدة معتبرة الست زينة ... ومتى انطردت ؟؟"
دلال بنظرات مشتتة على السياح :" ممم لما رجعنا من الجزيرة قبل ثلاثة ايام كذا .. كل اغراضها موجودة بالشقة"
هزّ رأسه :" صح اليوم بروح ادور على شقة قريبة من اخوكِ عشان نقعد فيها "
استنكرت دلال :" وليش .؟؟ ايشبها شقة فارس كبيرة والغرف تكفينا "
زيد :" عشان يا قلبي زينة تجلس معانا .. اصلاً كيف نقعد كلنا عند فارس لا انتي ولا زينة بترتاحوا لان عمر موجود "
دلال بضحكة :" عادي .. عمر ولدعمي وانت عارف اني زي اخته الكبيرة "
اصرّ زيد :" لا حبيبي .. راح ادور على شقة .. زينة اكيد ما حترتاح "
تنهدت دلال وهي تشير لأبنيها كيلا يبتعدا :" اللي يريحك .. بس ما راح تلقى بسرعة .. يأخذ منك وقت ليما تلاقي "
زيد :" مو مشكلة نقعد يومين عند فارس لين ما نحصل .. بعدها ننقل "
عندها ركضا الصغيران الى والديهما .. فتلقف زيد ابنته يرفعها عالياً ويديرها في الهواء ..
فأمتلأت الأجواء بضحكة تولين السعيدة ..
( حيرة تلُفني هنا !!
اجدُ تفكير بعض الناس غريب جداً .. حيث تجتمع التناقضات في شخصٍ واحد ..
لا يرضى على اخته بالكشف او الخلوة مع قريب .. وفي الوقت ذاته لا يقل شيئاً ان تكشفت على غريب!!
كثيراً ما اسمع من البنات حولي هذة المقولات التي تصيبني بصداع الشقيقة ..
هيّ :" عادي يا بنتي خلينا نكشف مافي احد ..
:" يا سلام والهندي اللي يكنس قدامك مو عاجبك ؟؟
هيّ :" ههههـ هذا هندي .. ايش فيها ؟؟
:" يعني مو رجال حاله مثل غيره !!! ويظل اجنبي عنك ما يجوز تتكشفي له ..
هيّ :" اووووه هو يفهم شيء اصلاً ..
دوماً ما يتملكني الذهول عند هذة النقطة :" ليه ربي خالقه بدون عقل !!!!!!!
هيّ : ههههههههههـ ايوا مو هندي ..
:" سبحان الله .. الله يهديكِ انتي بـ تفكيرك بس ..
{ لا فرق بين عربيً او اعجمي الا بالتقوى }
----
هوّ :" اقولك غطي وجهك وما ابغاكِ تتلثمي "
هيّ :" ايش معنى اخواتك ؟؟ ليش ما تمنعهم ؟"
هوّ :" انتي زوجتي .. هما غير وانتي غير "
تدّخُل ثالث :" يا سلام !!! مو كلهم محارمك و انت مسؤول عنهم يوم القيامة .. حتى اخواتك لازم تقولهم هالشيء "
هوّ :" لا يكثر .. غطي وانتي ساكتة ترى اغار "
تدّخُل ثالث :" أي غيرة ؟؟ غيرة المحارم في لله ولا غيرة زوج بدّل غيرة النخوة بـ غيرة الملكية !!"
هيّ :" اووف .. حكم القوي على الضعيف "
تدّخُل ثالث :" زوجك القوي !! .. اجل مو حاسبة مراقبة الله لك بالمرة .. وهو القويّ المنتقم "
هوّ و هيّ :" اقول بلا نصايح زايدة .. عالأقل احسن من غيرنا "
تدّخُل ثالث :" طول ما انتوا تطالعوا في اللي ادنى منكم عمركم ما راح توصلوا للي اعلى منكم مرتبة عند الله "
{ لا تنظر الى من هم دونك .. انظر الى من هم فوقك ونافسهم الى الطاعة }
---
عفواً لتعجبي و تدّخلي في الاحداث ..!!
ولكن غريبٌ أمر تناقضاتهم .. غريبٌ فعلاً )

~~~~

اغلقت هاتفها عابسة وهي تعيده الى الحقيبة بعنف ..
فنظر اليها فارس من المرآة الامامية :" مين كنتِ تكلمي ؟"
رمقته بإستياء وتمتمت :" مو شغلك "
ابتسم عمر .. اما فارس رفع حاجبه :" الا شغلي .. مين اتصل بك ؟؟"
صاحت :" لا يكووون ولي أمري وانا ما ادري "
التفت اليها فارس و بعينان ضيقتان :" زينة .. من كنتِ تكلمي ؟"
عندما رأت نظرته الجدية :" يعني ميين .. زيد امفففف "
أدلى عمر حينها وهو يوقف السيارة :" وصلنا "
فارس:" انزلي .. تلقيهم في الشقة .. انا وعمر طالعين نتغدى "
واعطاها حقيبتها ثم عاد الى وضعه في الجلوس ..
كادت ان تخبره بعدم وجودهم .. لكنها لاذت بالصمت عندما رأت عمر يرمقها بنظرة جانبية ..
لن تطلب منهما ايصالها الى منزل شفا بالتأكيد .. فالمشوار يستغرق وقتاً ..
و ستُحرج أمام عمر لأن من المؤكد سـ يهزئها فارس ..!!
قررت النزول والمكوث لفترة الى عودة اخيها وعائلته .. و في حالة تأخرهم ستعود بسيارة اجرة ..
اجبرت قدميها على الخروج من السيارة .. ثم اغلقت الباب بعنف يخلو من الذوق ..
أطلّ فارس برأسه من النافذة :" هييي كفاية اتكسرت عشانك .. بتكسري سيارتي بعد !! "
عبست بوجهه وبلا كلمة اعطته ظهرها .. ثم توقفت تناديه قبل ان يغادرا ..
أطلّ مرة اخرى :" هلا .. نسيتي شيء ؟"
توقفت على بعد اقدامٍ من السيارة و قالت بعبووس :" هات مفتاح الشقة "
قطب نونته متسائلاً :" ليش ؟؟"
تأففت :" اعطيني هوّ وبس .. امفف "
اللحظة التالية كان قد غادر السيارة متوجهاً اليها .. تراجعت وغصة علقت في حلقها ..
فشعرت بأن قلبها سيخرج من صدرها ..
توقف مسافة مترين عنها وبنبرة هادئة :" ممكن تطلبي المفتاح بأدب ؟"
بلعت ريقها :" هات المفتاح .."
اخرج المفتاح من جيبه ومدّه لها .. رفعت يدها لتتلقفه ولكنه ابعده عنها ..
تململت :" فاااارس انا ما امزح معاااك .. هاات المفتاح "
فارس :" ايش كلمة السـرّ ؟"
سمعا ضحكة عمر تأتي من داخل السيارة :" فارس اعطيها المفتاح ياخي "
لم يحوّل نظراته عنها :" بعدني ما سمعت الكلمة "
تأففت وهي تضغط على قبضتيها :" اممممففف please "
عندها وضع المفتاح على راحة يدها وشبح ابتسامة ترتسم على شفتيه لكن حالما غطت ملامحه البرود
اعطاها ظهره ومشى دون اي كلمة أخرى ..
ركب السيارة وانتظراها تختفي داخل المبنى .. ثم انطلقا ..

استقلت المصعد .. شاعرة وكأن الانفاس اختنقت داخلها..
فكرت :"ما بال ذلك المعتوه ؟؟!!
أيحسبني دمية بيديه ليتلاعب بي هكذا ؟؟
لن أكون لطيفة معه .. وليرمي نفسه في الهلاك مع وسن و تلك الـ رومي ..
تلك الغريبة ذات الاسم غريب .. وكأنها تنحدر من سلالة الديك الرومي "
ضحكت رغم غصتها :" ما أستبعد هالشيء .. كل معارف فارس دجاجات .. الا هذي الغولة "
وعبست تتخيل هيئة وسن المدمرة .. :" اففف الجنية .. وجع خسارة فيها الجمال "
فُتح باب المصعد فغادرته متوجهة الى الشقة ..
..و بالدآآخل ..
عمّ الهدوء .. و أخذ السكون يستّحل المكان بسُلمٍ موسيقي ..
مكونٍ من نوته وحيدة تتكرر مع أزل اللحظات .. ألا وهي الـ ـ صـ مـ ـ ت ..
وما أهدئه من عزفٍ لا روح فيه ..!!
كانت الانوار مطفئة لكن اشعة الشمس المتغللة من الشرفة اضائت المكان واضفت عليه طابع الكلاسيكية
احكمت اغلاق الباب خلفها .. ثم خلعت معطفها وشال رأسها متنهدة ...
توجهت رأساً الى الشرفة و سحبت الباب الزجاجي لتصدم بشرتها ذرات الهواء المنعشة ..
تنشقت اكبر قدرٍ منه ثم زفرته مطلقة معه ما أُسِرَ من النغزات في قلبها ..
عادت الى الداخل ثم اوصلتها خطواتها الى تلك الغرفة التي شغرتها الليلة ماقبل الماضية ..
ما زالت الصناديق على ماهي عليه ولم تُمّس ..
ألقت بأغراضها على السرير .. ثم غابت خلف باب الحمام ( أكرمكنّ الله ) ..

~~~~

:" انت دلني وانا اروح "
فكّر قليلاً بمطعمٍ مناسب :" اممم خلاص خذ هاللفة .. في مطعم مكشوف اكله طيب "
ابتسم عمر :" دام قلت طيب فأكيد بيكون تمااام "
ضحك فارس :" يا شيييخ ايام زمان لما كنت الدب عندكم "
بادله عمر الضحك :" تدري لما شفتك قبل اربعة سنوات ما صدّقت عيني .. الكورة فارس يصير عامود آآخ خيانة"
ضربه فارس بخفة على رقبته :" يعني تبغاني انتظر حضرتك تنحفني .. تذكر لما كنت تقولي بصير مدربك
الخاص و تخسرني 10 كيلو في الاسبوع ؟"
هزّ عمر رأسه مقهقهاً :" ياخي كنت اشجعك بس ولا انت ما شاء الله كنت وقتها جثة استحالة تنحف "
تلاعب بحاجباه :" بس طالع كيف نحفت .. و فزت عليك "
اومأ عمر بتعجب :" وبجدااارة .. اقول خبرني ايش سويت .. عشان انزل الكرش انا كمان "
فارس :" ههههههـ اي كرش انت ووجهك .. وانت مشفوط كذا .. لف يمين "
رفع حاجبه :" هه شف من يتكلم .. هزلت والله ... اروح طولي ؟؟"
ضحك فارس :" ههههـ هو في طريق غيره .. مشي مشي بس "
ابتسم عمر وذاكرته تأخذه للماضي .. عندما كان هو و فارس قريبان جداً ..
شخصيتهما المتقاربة و روح المرح الطفولي كان الشيء المشترك بينهما .. والذي حالما فقداه ..!!
كانت كل اسراره مخبئة في جعبة فارس .. الا سراً او حقيقة واحدة ..
فارس :" هنا بس .. عمر ايش بك .. هنااااااااا "
ضغط على المكابح فزِعاً .. وتوقف على بعدِ انشٍ واحد من السيارة المقابلة لهما ..
تنفس بشدة :" ياخي ايش بك .. جلطتني !! "
ضحك فارس على شكل عمر :" انا داري عنك .. اقولك وقف ولا تسمع .. شوف المطعم قدامك "
حملق عمر حوله ثم رأى مطعماً صغيراً على جانب الطريق ..
اتّسم بالبساطة والهدوء ..:" يا هوو ايش هالذوق اللي عليك .. تفضل يالله "
خرجا يسيران الى حيث قبع هدفهما ..
اخذ فارس يعرج قليلاً .. سأله عمر بقلق :" تعورك رجلك ؟"
فارس :" شوي .. هي تعافت بس هذي زينة .. الله يهديها رفسَتها بالقوة "
ضحك عمر وهو يتذكر المنظر الحيّ الذي عاصره وهو يقّل فارس :" ياخي والله حسبتك سارقها وجاية تقتلك "
قطب فارس عندما آلمه الضغط على قدمه :" آآخ .. ياما اكَلْت منها ضرب لكن تموون "
لم يسأل عمر لماذا .. لكنه ابتسم عندما وصلا الى داخل المطعم ..
دلتّهما النادلة الى طاولة مظللة بمقعدين .. واخذت طلباتهما ثم تركتهما ..
قال عمر :" تصدق ما عرفتها لما شفتها !! .. مررة اتغيرت "
سأل فارس :" مين تقصد ؟"
نطق اسمها بنبرة حالمة :" زينة الشيطونة .."
عادت اليه ريبته فـ بفضول :" انت تعرفها من زمان ؟؟ "
طأطأ عمر :" اوهووه .. تقريباً قبل 11 سنة .. من اتزوجت دلال بـزيد "
بلع ريقه :" يعني من سافرت لـ هنا ؟؟ "
عمر :" اي .. ههههههـ ياخي من رحت انت وانا طفشان بس دخلت زينة حياتي و طار الطفش "
لم تعجبه النبرة التي اخذ عمر يتحدث بها لكن الفضول اشتعل فيه ..
انّ عمر يملك ذكريات طفولة زينة .. بإمكانه معرفة ماهية حياتها منه ..
فارس :" اتحفني بالحكاوي .. كيف كانت زينة ؟"
ابحر عمر في ذكرياته .. ايام مراهقته و شقاوته .. واخذ يسرد له كل المناظر التي تمرّ امام عينيه
:" أول مرة قابلتها كانت في عزيمة كبيرة عمي حامد مسويها ... طبعاً زيد ودلال جوا ومعاهم زينة ..
وقتها اعتقد عمرها 11 او 12 سنة .. شكلها اوحالي انها مررة مدلعة .. وانت تعرفني كيف اكره الدلع ..
و قاصة شعرها زي الاولاد كمان اللي بطّ كبدي منها .. ما بغت تجلس عند الحريم وسنترت جنب زيد في مجلس الرجال ..
عاد انا اشتغلت فيها حشّ و تريقة .. حسبتها راح تبكي لكنها فاجأتني .."
ثم غرق في ضحكه ما اثار جنون فارس :" اييش صار ؟؟ "
بين ضحكاته خرجت هذة الكلمات :" اقولك قامت تتحداني في مصارعة حررة ..ههههههـ "
توسعت عينا فارس :" اكيد تمزح !! "
نفا عمر وسط قهقهاته :" لا .. من جد وعادي زيد ما قال شيء .. انا وقفت وسط المجلس اضحك عليها
مستهزء ببنت بتصارعني .. هههههههههـ بس والله انها فقعت وجهي تفقيييع "
زادت دهشة فارس :" يا شيييخ قول كلام ثاني "
عمر :" هههههههـ من الطيحة اتكسرت نظارتي وقتها .. ياني اتفشلت قدام الرجال "
لم يستوعب فارس ما يسمعه .. هل حقاً يتحدث عن زينة ؟!!
اشار عمر الى اسفل فكه :" شايف هالندبة .. هي اللي علمتني بها "
هزّ فارس رأسه غير مصدقاً .. وتابع عمر حكاياته مع الطفلة زينة ...
:" تتذكر مزرعة جدي الله يرحمه ؟؟"
طأطأ فارس :" ايه كيف انساها .. يوم الخيول و البقر .. ولاااا التيوس ههههههـ "
ضحك عمر :" زينة من راحت المزرعة .. طاحت في حب تيس منهم سمته صدقه هههههههههـ "
ابتسم فارس متعجباً من هذا الذي يسمعه ..
ولكنه اخذ يحدث نفسه :" يا حبيبي .. منافسي يطلع تيس ولاااا اسمه صدقة بعد .. كمُلت "
اردف عمر واساريره منشرحة :" ما كانت تفارقه ولا لحظة من نروح المزرعة .. عاد في يوم حبيت ءاذيها
وصلت مبكر مع العيال .. ورحت خبيت صدقة بأخر المزرعة في صندقة بنيناها ..
لما جات قعدت تدور عليه لين المغرب ... وكل ما تسأل احد يقولها عمر اخذه .. ولما تجيني اقولها ذبحته
وتبكي علي .. ههههههـ في النهاية كسّرت خاطري و رجعته لها ..
على بالي انها بتشكرني ولا تعلن هدنة بيننا .."
عندما صمت ضاحكاً .. سأل فارس مستمتعاً :" ايش سوت ؟"
عمر :" اول صخرة شافتها جنبها رقعتني بيها ... لحسن حظي ما انكسرت النظارة الجديدة هههههههـ"
ضحك فارس والغرابة تغمره .. رغم ذلك لم تتغير نسبياً :" ايش ذا كانت قردة "
وافقه عمر :" واخص .. آآآه لما غطّت علي اشتقت لها موووت "
انمحت الابتسامة من شفته ..وشعر بوخزة تقرصه لهذا الشوق المرتسم على رفيقه ..:" غطّت ..!! "
عمر :" ايه .. اعتقد لما طلعت ثالث متوسط غطّت علينا .. عشان كذا ما عرفتها لما شفتها"
لم يقل فارس شيئاً .. لكن بشكل أو بآخر احس بضرورة توخي الحذر ..!
اقتربت منهما النادلة حاملة بيدها الاطباق :" تفضلا ايها السيدان "
فارس :" شكراً لكِ "
بعد ان ملئت الطاولة بطلاباتهما .. استأذنت ..
تنهد عمر :" يالله سمي بالله و تفضل "
منعه فارس :" ايش بك لحظة تجيب المناشف المعقمة "
قطب عمر جبينه :" اي مناشف ؟؟"
اجابته نادلة اخرى مقتربه حاملة دلوان انيقان تتصاعد الابخرة منه .. فمدته لهما ..
تلقف فارس احدى المناشف الصغيرة واخذ يمسح بها يده ..
و حذى عمر حذوه :" ليش هذا الشيء ؟"
فارس :" معقم يد .. كأنك تغسلهم بالديتول "
عمر بنظرة تفهم :" أهااا .. ايش هالنظافة ما شاء الله "
ابتسم فارس :" لازم .. ولا كيف تحسب انت ؟؟"
ضحك عمر على نظرة الغرور التي ارتسمت على فارس :" تفضل .. وبعد الأكل قولي ايش سويت بحياتك "
رفع حواجبه :" وانت بعد .. اجل بتفصفصني لوحدي .. اعتَرِف لك وتعترف لي "
عمر :" ههههـ طيب ياسيدي .. يالله بسم الله "
وانهمكا في تناول الغداء ..

~~~~

~ شقة فارس ~

بعد حمامها الدافئ و تحضير وجبة خفيفة .. أرتدت ملابس طويلة تحسباً لوصول احداً ما ..
أخذت تجول وتصول في أنحاء الشقة بحشرية ..
تُقّلِّب في المجلات و تبحث بين مقتنياته متسائلة ايَّ الاشياء يحب و ايُّها يكره ؟؟
كانت الصالة العصرية مفتقرة الى اي اكسسوارات زائدة ..بإستثناء مشاتل من الزروع الصغيرة في كل ركن
لم يوحي لها المحيط العام الا على انه منظم جداً ..
فتركتها و دخلت تتفقد بقية الشقة حاملةً صحن معكرونتها معها ..
فتحت باب الحجرة المجاورة لحجرتها و رأت بعض الملابس مرميه على جانب السرير ..
والفراش مبعثر في غير تنظيم .. فضحكت ..
لا بد انها الغرفة التي تشغرها دلال مع ابنيها .. فهناك دمية تولين على المنضدة ..
اغلقت الباب منتقلة الى الرواق الآخر ..
وفي نهايته يتفرَّع ممرين كلاً منهما يؤدي الى غرفه مستقلة ..
ببسمة شيطانية .. تقدمت الى احداها .. فتحتها ولم ترّ الا مكتبـة راقية التصميم ..
وبعض الرفوف الضامة كتباً طبية فوقها .. :" احلى .. مركز ثقافته "
دخلت تتأمل كل شبرٍ من المكتبة .. فوضعت صحنها على رفٍ منخفض احتوى قنينة ماء ..
و تمشت بين قطع الاثاث .. التي تراوحت الوانها ما بين الأبيض والنيلي ..
استدرات الى مقعده الرئيسي .. ثم جلست عليه مبتسمة ..
واخذت تقلده :" آنسة زينة أرى ان مريضك لا يتحسن .. انتظر استفساراً مقنعاً .. ههههههههـ خبل "
سحبت الادراج الفارغة الا من الاساسيات .. كالأوراق و حاجيات المكاتب ..
اما هامش المكتبة خلا الا من مثبت اوراق و مرتكز للأقلام ..
اعادت كل شيء الى مكانه .. ووقفت تشاهد ذائقته في الاطّلاع ..
بنظرة سريعة رأت ان كتبه لا تتعدى حدود المعلومات الطبية .. فغضت النظر عن التفقد أكثر ..
و تسحبت خارجاً متجهة الى الغرفة الاخرى ..
ادارت قبضة الباب ببطئ ثم دفعته لينفتح ..
انقبض قلبها وعيناها تقعان على غرفة نومـه .. التي تراها لأول مرة ..
كانت خطواتها مترددة للدخول ..
وكأنها تعرف حرمة هذة البقعة لخطواتٍ لا تمت لـ فارس ..
شعرت بفداحة ما هي مقدمةً عليه .. ولكن رغبة اقوى منها قد دفعتها للداخل ..
كما توقعت .. غرفته منبع للترتيب و اللمسات الذكورية ..
لا لوحات ولا الوان زاهية .. فقط مرايا صماء و تنظيم مدروس ..
خيّل اليها انه لو وقعت قطعة معدنيه على فراشه لـ أرتدّت محلقة للأعلى من اشتداد اطراف اللحاف عليها
لم تتجرأ على مسّ مقتنياته .. فـ التفرج عليها وحده كان فوق المسموح ..
على تسريحته تراصت زجاجات عطوره المختلفة .. بعضها مسجلة بماركاتٍ تعرفها وبعضها الآخر جهلت نوعه
على طرف المنضدة القريبة استكانت صورة مقلوبة .. كم رغبت بأن تراها ..
لكنها خشيت ان تشتكي زوايا استكانتها لـ فارس .. وتخبره بإنتهاكها المكان ..
فغضت النظر عن رؤية الصورة ..
كل ملم مترٍ مكعب في الغرفة نطقّ بتوقيع فارس عليه .. نعم كلها دلّت على غرورِ صاحبها ..!!
لم تشبع من التفرّج لكن ترنمها في اعماق مملكته الصغيرة قد يجعلها تدمنُ البقاء ..
فضغطت على نفسها حتى لا تتهور و تغوص بين بصماتِ وجوده .. درءً لآلامٍ تهدد قلبها الأعمى ..
فتراجعت تجاهد كيانها و اوصدت الباب متنهدة ...
تركت ذلك الرواق مرتجفة .. وكأن وجودها في محيطه وحده كافياً لجعلها منهمكة في مشاعر غريبة ..
عادت الى غرفتها لترمي نفسها على السرير ..
اغمضت عينيها بشدة من فكرةٍ انبثقت متمردة في خيالها ..
هي و فارس ... وهذة الشقة عشّ زواجهما ..!!!!
صرخت تشدُّ شعرها :" آآآآآآآآآآآآه عماااا عمااااا ايييش هالأفكااااااار "
ياللعجب ..!!
مضت سنواتٍ تُعدُّ على اصابع اليد الواحدة وهي تهرب من واقعٍ يدعى :: الزواج ::
والآن .. ثنايا عقلها الخائن .. يطالبها بهذة الاحلام ..
بالتقبل دون مقاومة .. بكُل بساطة !!
ومع من ..!!
مع فارس .. الذي تضجُّ حياتهـ اطياف فتاةٍ مجهولة تدعى رومي ..
وهناك وســن .. وربمـا ما خفيَّ كان اعظم ..
خنقت الوسادة بين يديها :" ليش فارس ..؟ ليــش هو ؟"
ربما لأنه الوحيد الذي ترتاح معه .. و تشعر بالأمان والثقة تجاهه ..
ربما لأنها تعرف انها وجدت فيه توأم روحها ..
تأففت و أخذت تتسائل .. ان كانت مخاوفها في بناء أسرة قابلة لإعادة النظر ؟؟
نعم لقد عاشت تجربة مريرة في صغرها ..
لكنها حين تنظر لحياة اخيها مع عائلته .. تتوق لحياة مماثلة خاصة بها وملكاً لها ..
تتوق لخوض التجربة .. ولكن تخاف فشلها ..!!
همست :" آآه يا أمي .. نفسي افرحّك فيا .. لكن اخاف امُّر باللي مريتي بيه مع ابوي "

~~~~

مسحت جبهتها من قطرات العرق التي نضحت بغزارة تتصببُّ على جانبي وجهها ..
و ارتشفت بعضاً من قنينة الماء ..
سمعت المدربة تُعلن :" استراحة لمدة خمسُ دقائق "
فتنهدت لتشغر مقعدها تلتمسُ الراحة ..
لهث لسانها بالأذكار ككل وقت فراغٍ تجده لتسُد ثغراته بأسماء العزيز العليّ ..
لأنها تؤمن ان اللحظة التي تذهب لا تعودُ ابداً ..
بل تطويها الصحفُ لتذهب بفائدتها او ضياعها الى يوم الحساب ..
لذلك هي تستغلُ كل ثانية من يومها .. فحالتها على وجه الخصوص تنبهها دوماً بـأنه لا شيء مضمون
سمِعت صوت هاتفها يصيح .. فأبتسمت باحثة عنه بداخل الحقيبة ..
لا بُدّ انها جود .. او ربما زينة ..
انمحت بسمتها عندما رأت مفتاح دولة السعودية على شاشة هاتفها ..
شهقت هامسة :" جاسر !!! "
يا الهي ما هذا الوقت الغير مناسب ..!!
أين تجدُّ له جود الآن ؟؟
مؤكد انهـ يريد التحدُّث مع اختهـ .. وان لم تُجب عليه سـ يقلق ..
ولكنها لا تريد محادثته .. فـ صوته العميق يُرهبها ..
اعادت الهاتف لباطن الحقيبة وقد احالت وضعه الى الـ صامت ..
شاعرة بتأنيبٍ خفيف ولكن براحة أكبـر ..!!
لن يحدث اي مكروه ان انتظر لبضع ساعات فقط ..
على كُل حال ستعود في خلال ساعتين على الاكثر وعندها فـ ليطمئن على جود كما يشاء ..
صاحت المدربة :" هيا يا فتيات الى التمرين "
سارعت الى مكانها بين بقية المتدربات .. و بدأت تؤدي انعكاساً لحركات المدربة ..
حركاتٍ مخصصة لمن هم في حالتها ..

~~~

:" والله منظر الغروب جنآآآن .. سبحان الله "
ابتسم له وهو يتأمل السمآء :" لو كنت عجلت بجيتك اسبوع قبل كنت رحت جزيرة ولا بالأحلام"
سأله عمر :" قصدك الـ مارينا ؟"
تعجب :" ايه .. ايش عرفك ؟؟"
عمر :" في الطيارة قالي زيد انكم رحتوا الجزيرة .. هاه عسى انبسطتوا ؟"
تنهد وهمس :" اكثر مما تتصور "
اجال فارس نظراته الى الغروب المشابه لذآك الآخر على الجزيرة ..
فسبحت احاسيسه لذلك المكآن .. حيث انكشف الغطاء ليُظهر نبضآت قلبهـ تنشد اسمها ..
مع كُل لحظة تمُرّ يتقبل تلك الاحاسيس الساكنة اعماقه ..
ومع كُل لقاءٍ بها يتيقنُّ بأنها هيّ .. المنتظرة ..
ربما حطمته تجاربه السابقة .. لكن الحال مختلف و هيّ مختلفة عن سابقتها ..
يعرف في اعماق اعماقه ان من المستحيل ان تؤذيه .. او تطعنه بخناجر النبذِ او الخيانة ..
لا يمكن لـ زينة أن تؤذي نملة ..
فـ هل ستتعمد أن تدوس قلبه ان قدمه لها ؟؟
انها مجازفة كبيرة .. يجب ان يفكر آلاف المرات قبل أن يُقدم عليها ..
والا سـ يغدو بعدها قلباً مدملاً بالجراح ..
وقد شبِعَ من كل انواعها ..
باح عمر :" كانت تحب هالغروب "
افاقه من شروده نبره عمر الحزينة .. فحملق فيه :" ايش قلت ؟؟"
ركزّ عمر عينيه على الشمس الغاربة وهمس ..:
خذاها الموت و كتب ربك علينا فراق .. وانتهى غروب الشمس بلايا بسمةٍ تضوي
سهيت مجنون ادورها بصفحة الاوراق .. لقيـت حتى انّ الـورق بمـوتهـا يـذوي
وشبت ناااار فيني تحرقني من الاعماق .. بِعِطِرْها حاولت اطّفيها لكنـ وينها تِروي !!
احاول استمر و ابني في عيني الآفاق .. لجل الوعد وياااه من الوعد بِحرّها تكوي ..
رفعت الكفّ للمولى معطي الأرزاق .. نصيبي اكتوي بغيابها وعلّ الصبر يدري .!

( من شخابيطي :) )
===
تنهــد من كل جوانب قلبه .. وانكس رأسه بدمعة تهوي لـ تُخلِد قصة كانت و لا نهاية تنهيها ..
مـدَّ فارس يده الى كتف عمر و بتوجس :" عمر !! "
مسح عينهـ و زفر :" آآه هههـ صاحبك احيانا يصير حسَّاس "
زاد فارس من قبضته :" عمر .. انا قصرت كثير معاك .. ولا صرت اسأل عن اخبارك او اخبار الكل ..
انشغلت بالدنيا .. لكن صدقني ما نسيتك .. تذكر اني حافظ اسرارك .. ومازلت للحين "
اومأ عمر و همس :" يمكن ما تدري .. او يمكن دريت .. اللي صار مرّ عليه خمس سنوات .. "
تذكّر فارس حاالة عمر عندما زارهم قبل 4 سنوات .. كان هادئاً .. منطوياً على ذاته ..
وفي خضم انشغال الكل به .. نسي أن يحتوي احزان صديقه ..
كان قد سأل دلال وقتها ما الامر الذي حلّ بـ عمر ؟؟
فأجابته ان زواجه كان سيأخذ محلاً في نفس السنة لكن لم يكتب الله تحقق حلمه ..
و الآن بدأ يفهم .. هل .. هل ماتت من كان يريد الزواج بها !!!!!!!!
همس فارس :" ايش صار ؟"
أكمل عمر بهدوء تتغلل الغصات كلماته :" كانت اخت صاحبي .. شفتها صدفة ..
قلت لأمي تخطبها لي .. وفعلاً ربي كتبها نصيبي .. تملكنا ..
ومرّ شهرين من احلى ايامي .. حبيتها وبنيت معها احلامي و مستقبلي ..
تحدد زواجنا .. اللي كنت بعزمك عليه ..
لكن جدّها مرض .. فتكنسل كل شيء وقررنا نتزوج بدون عرس ..
قبل الزواج بـ يومين .. ودعتها .. لجل تسافر هي واهلها للشرقية يزورون الجدّ
ما كنت ادري اني مودعها للأبد .. ما كنت ادري انها آخر مرة عيوني تتكحل بشوفتها ..
رآآحت هي وصاحبي واهله كلـهم .. " انقطع صوته فجأة ..
ثم ثبَّ و استدار معطياً اياه ظهره قائلاً بصوتٍ غريب لكل الاصداء :" يالله نرد تأخرنا "
بشفقة و حزن ناداه فارس :" يا عمر !! "
لكن الآخر سابق خطواته ليغيب دآخل السيارة مرتدياً نظارة سوداء تخفي احتضارات محاجره .
همس فارس وهو يتبعه :" الله يعينك يا عمر .. ويعوضك خير "
عرجت دعوة فارس الصآدقة الى السمآء ..
فـ هل ستتحقق ..؟

~~~~

~ الساعة 08: 10 مساءً ~

أوقف السيارة بجانب الطريق .. و بمحاذاة أسوار الفلة ..
خرج منها و رفع هاتفه ليتصل بـ علي ..
:" آلو السلام عليكم .. أنا بره .. ادري والله آسف انشغلت بإجتماع .. كيف ادخل ؟
يعني مافي احد .. الطريق سالك .. من يفتح لي الباب ؟؟ آآه طيب .. سلام "
دلف الى داخل الحديقة و ساار حتى بلغ البوابة ...
و ضرب الجرس ..
بالدآآخل كانت هدى تنظف المكان في الصالة ..
سمعت صووت الجرس ..
فرفعت الانترفون لتسأل من الطارق .. :" مين ؟"
تحمحم عبدالعزيز وبصوته الجهوري :" السلام عليكم .. انا عبدالعزيز ابغى علي "
هدى بنبرة هادئة :" لحظة "
ثم ضغطت زر فتح الباب و غادرت المكان حتى يتسنى لـ عبدالعزيز المرور لحجرة اخيها
انتظر لدقيقة قبل أن يشّرع الباب ويفتحه صائحاً :" السلام عليكم .. طريق يا أهل البيت "
لم يسمع اي اجابة فـ دلف مسرعاً موطيّ الرأس الى غرفة علي ..
طرق مرتان ثم دخل ..
الآخر كان يدّون في مذكراته ..
===
:[ يآ فرآقها ]:
يا فراقها ..!!
توني شعرت بقسوتك في داخلي
يا فراقها ...!!
توني احس اني بديت احن لايام ٍ مضت واشتاقها
بديت احن لشوفها ، واشراقها ، واشواقها
رغم انها اللي روّحت
وبكل عمري طوحت
حتى بكف فراقها ما ودعتني ولوحت
يا فراقها ...!!

:: قصيدة منقولة ::
===
عندما سمع الطرق رفع رأسه ..
ابتسم وهو مستلقي على سريره :" هلا بوسعود .. اعذرني ما قمت لك "
اقترب منه :" لا عادي .. كيفك الحين ؟"
علي :" آآه احسن .. لكن صدري واجعني شوي "
جلس عنده :" سلامتك .. اجر ان شاء الله .."
مدّ له الملفات التي يحملها ..:" اطّلع عليها ووقعها"
تنهد علي .. ثم فتح اول ملف ..

~ في غرفة فاتن ~

تجَهزت فاتن و ارتدت افضل ما لديها .. تزينت بشكل مبالغ فيه .. و اختارت عباءة مزخرفة ..
رشت العطر عليها .. و وضعت آخر اللمسات .. ثم حملت حقيبتها وخرجت ..
هبطت الدرجات القليلة المؤدية الصالة .. و توجهت الى باب الفلة ..
كانت هدى تعمل في المطبخ و تشرف على شغل الخادمات عندما لمحت خيال فاتن يمر ..
اطلّت من المطبخ لتراها ..:" فاتن!! "
نادتها مرة اخرى ولكن لا مجيب.. فلحقت بها قبل ان تخرج من الفلة ..
امسكت بذراعها :" فاتن ويــن رايحة ؟؟؟ "
رمقتها بنظرة رتيبة :" افف انتِ ايش دخلك ؟"
نظرت اليها و تضايقت :" انتِ فين طالعة بهالشكل وهالوقت ؟؟"
جرّت فاتن ذراعها من قبضة هدى :" رايحة عند هند بنروح عند سارة صحبتنا "
عادت هدى تمسكها وبحده :" انتِ من سمح لك تروحي .. و على كيفك .."
قاطعتها فاتن بقوة :" قلت لأمي اليوم بروح عند بنت خالتي .. ووافقت "
هدى :" شكلك ماقلتي لها بروحتك عند صحبتك "
تمللت وحاولت الذهاب لكن هدى لم تتركها في حالها...
:" افففف انتِ ايش دخلك ..صحبتي مسوية عيد ميلادها ولازم نكون معاها "
توسعت عينا هدى :" وعيد ميلاد كمان !! .. انتي كيف تروحي تحتفلي بشيء ما يجووووز ؟؟
هذااا بدعة محدثة .. نحن ما عندنا الا عيدين ... تعرفي انه احتفالك بيه ممكن يخليكِ مرتدة عن الاسـلام "
لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح
: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق عليه …
(من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))
أخرجه مسلم في صحيحه وعلقه البخاري جازما به.
و ليس في الإسلام عيد لأي مناسبة سوى عيد الأضحي، وعيد الفطر بعد رمضان ..
وفي سنن النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما..
فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال
: (( كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد بدلكم الله بهما خيرًا منهما: يوم الفطر ويوم الأضحى)).
ولأن هذا يفتح بابًا إلى البدع مثل أن يقول قائل :
: إذا جاز العيد لمولد المولود فجوازه لرسول الله صلى الله عليه وسلم أولى..
وكل ما فتح بابًا للممنوع كان ممنوعًا. والله الموفق.
===
صرخت فاتن وقد فاض بها الأمر :" بدأت المعقدة ... انتِ في شيء اصلاً يجوز عندك ؟؟ كله محرم .."
اشتطت هدى رغم انها هادئة معظم الوقت :" استحي على دمّك .. سكتّ لك هالايام اللي راحت كثير
بس مو كل مرة بأسكت لك يا فاتن .. لا تصيري عاصية كذا .. ارجعي غرفتـ .."
سحبت فاتن يدها صارخة :" والله لما تكوني ولية أمري اتشرطي .. لكن انا عندي ابووو وهو يحكمني"
ارتجفت هدى وهمست :" ربي اللي يحكمك .. ابوي الله يرحمه "
دفعتها فاتن بعنف وغادرت الفلة .. أخذت هدى تناديها دون جدوى ...
لم تلحق بها لتجردها من الحجاب .. فركضت الى غرفة علي مسرعة ..
ولكن تذكرت وهي تضع يديها على مقبض الباب وجود صديقه عبد العزيز ..
فطرقت الباب قائلة بصوتٍ مبحوح :" علييي ألحق فاتن طلعت لوحدها "

~ يتبع ~

ضياع نبضة 12-09-08 07:50 AM

~ الجـ 2 ـزء ~

~ غرفة علي ~

:" هذا الملف خاص بتمويل شركة دلتا .. وقِّع لفضّ التمويـ .."
حينها انتصب رأسيهما عندما سمعا ترددات صراخٍ بالخارج ..
سأل عبدالعزيز بتوجس :" ايش هذا ؟؟ "
حاول علي الوقوف والاستطلاع الا ان الالم شبّ في صدره :" آآخ .. ما ادري "
منعه عبدالعزيز من الوقوف :" علي لا تتحرك بسرعة الدكتور قال الحركة العنيفة تضرّ بك "
طأطأ علي وهو يريح ظهره على مقدمة سريره :" بشوف ايش قاعد يصير بره "
رمقه عبدالعزيز وهو ينصتّ :" صراخ بنات "
همس علي بإمتعاض :" فاتن "
سمعه عبدالعزيز .. وتذكر تلك الفتاة صاحبة العطر النفاث ..
افزعتهما الطرقة المفاجأة .. وصوتٌ يقول :" علييي الحق فاتن طلعت لوحدها "
وقف عبدالعزيز مستعداً للحاق بها لكنه توقف ونظر الى علي ..
القى بالملفات بجانبه وهو يصرخ :" هدى روحي بنطلع "
هدى :" طيب " ثم ركضت لتعود غرفتها وترتدي عبائتها ..
مدّ علي يده :" عبدالعزيز ساعدني بقوم "
لم يفعل وقال بتوتر :" خليك هنا انا بلحقها قبل لا تطلع من الفلة "
ثم باشر بالرحيل .. الا ان نداء علي جعله يرتدّ ..
وقف علي ضاغطاً على صدره :" عزيز .. امنعها تروح عبل ما الحقك "
ايماءة سريعة و ركض للخارج ..

~ داخل اسوار الفلة ~

وقفت حائرة و غاضبة ..
أين ادريس الأحمق ؟؟ الى اين اخذ السيارة ؟؟ ألم اقل له ان يجهزها .!!
ضربت الارض بكعبها ..:" يالزفت يا ادريسوو وينك ؟"
:" فاااتن "
ارتدتّ للوراء لترى خيال هدى الاسود يغادر الفلة ..
فصاحت :" انقلعي عني " ثم سابقت خطوااتها لتهرب خارج اسوار البوابة ..
حاولت هدى اللحاق بها لكنها نسيت ارتداء خفيها ما جعل الارض المغطاة بالحصى تؤلمها...
نادت بيأس :" فاااتن ارجعــي "
سمعت صوت خطواتٍ سريعه خلفها فأستدرات لترى شاباً بثوبه الابيض يقترب ..
وقف على مقربه منها و نظراته للجهة الاخرى :" انتي فاتن ؟؟ "
هزت رأسها وكأنه يراها ..
وأشارت بإصبعها للخارج تصيح بهدوء :" لا اخوي .. فاتن طلعت تجري لبره الفلة الحقها الله يخليك"
اومأ و ركض للخارج ..
تلفت يميناً ويساراً ثم لمح خيالاً اسود يبتعد على قارعة الطريق ..
تعدى سيارته الواقفة و زاد من تباعد خطواته ليبلغها قبل ان تختفي عن ناظريه في هذا الظلام ..

أخذت فاتن تهرول مسرعة بين ممرات الفلل المجاورة لفلتهم ..
و رغم ان الخوف بدأ يتملك قلبها الا انها تابعت سيرها .. حتى سمعت صوت خطواتٍ تتبعها ..
لفّت رأسها لترى شاباً على بعد امتارٍ قليلة منها ..
فهلعت و هي تزيد من ركضها .. و الغطاء الشفاف ينسّل ليكشف عن وجهها ..
ناداها عبدالعزيز لاهثاً :" وقّفــــي "
صرخت ظناً منها انه شخصاً يريد خطفها :" آآآآآآه ساعدوووني "
وفي ثانيتين بلغها وتوقف امامها ليمنعها من المضي أكثر ..
رفعت يديها بشكل دفاعي خائفة :" الله يخليك لا تأذيني "
تنفس بشدة :" مو مأذيك ارجعي بيتك "
تراجعت بخطوات سريعة .. وهو من ورائها .. فسكن الرعب قلبها مرة أخرى ..
صاحت وهي تنهار على قدميها :" الله يخليك لا تضرني .. خاف الله في عرضك "
بصدر يعلو ويهبط من أثر الركض .. قطب جبينه :" ما بالها هذة .؟؟ "
همس ناظراً اليها بإستياء :" انا صاحب اخوكِ .. برّجعك وبس "
رفعت رأسها اليه .. لترى ملامحه الممتعضة تحت ضوء انارة الشارع الخافته ..
ثم تذكرته .. نعم انه عبدالعزيز ..!!
عندما لمح سيارة تحوي شابين قادمة من رأس الشارع همس :" قومي وغطي وجهك "
دفعت نفسها بيد مرتجفة .. لكن قدميها خانتاها ووقعت مرة اخرى ..
تأفف عبدالعزيز ..ووقف امامها :" قومي يا فاتن "
همست خائفة وهي ترى السيارة تتهادى وهي تمرّ بجانبهم :" طيب اصبر "
صاح عبدالعزيز عندما توقفت السيارة واخذ من فيها ينظر الى فاتن :" حركّوا ايش عندكم واقفين ؟"
تحدث الشاب الذي يقود :" اقول يالحبيب ايش هالحورية اللي طاحت عليك "
وقفت فاتن بترنح ضامّة يدها الى صدرها مرتعبة ..
صرخ عبدالعزيز :" توكل على الله .. لا تشوف شيء ما يسرّك "
ضحك الشاب ومن معه ..
:" سمعت يا مجدي .. يقولك بيكفخنا هههههه"
مجدى :" طلال والله البنت ما تتفوت .. امش " ثم شرعا بابيهما ليخرجا ..
تحدث الآخر وكان مظهره ينمُّ عن شخصٍ لا هدف له في الحياة ..
فقد حوّل شعره الى اشواكِ متطايرة جُمدت بالجل ومثبت الشعر .. و ارتدى ملابسه بغير انتظام ..
بنطاله كان على وشكِ السقوط مظهرةً تحتها ملابسه الداخلية ..
بشكل عام كان مقززاً .. نموذج من نماذج معظم شباب البوب التافهين ..
الذين اخذوا يقلدون الغرب في تفاهة تصرفاتهم ..
مجدي :" هههـ شكلك بتنبسط لوحدك .. عادي ترى ندفع نحن بعد "
ضم عبدالعزيز يده بعنف .. محاولاً ان لا يخرج من طوره :" لمّ لسانك و انقلع انت وهو "
قال طلال وهو ينظر الى فاتن الملتصقة بحائط الشارع :" يا حلوة تجي معانا ؟"
رفعت يدها تغطي فمها .. لكي لا تصرخ ..
صاح عبدالعزيز :" اسكت يا نذل " والتفت اليها :" فااتن غطي وجهك "
قال التافه مجدي :" آآآآآخ يا قلبي .. اسم على مسمى .. تفتن الواحد "
فاض الامر بـ عبدالعزيز فتهجم ليقبض على ياقه قميصه :" انبكم لا ابلّعك لسانك "
استغل طلال انشغال عبدالعزيز .. فأقترب مسرعاً الى فاتن التي صرخت خائفة ..
ارتد عبدالعزيز اليهما .. و حذف بذلك التافة ارضاً ..
عبدالعزيز بغضب :" يالحقير .. اتركهاااااا "
ضحك طلال وهو يجّر فاتن اليه .. وهي بلا حول ولا قوة ..
فأنقضّ عبدالعزيز عليه ليلطمه بقبضة يده ..و صاحت فاتن وهي تقع عند قدميهما ..
دخل الثلاثة في عراكٍ عشوائي .. رغم هزل عبدالعزيز الا انه كان شرساً في ضرباته ..
حتى هلك الاخريّن .. ولكنهما تعاونا عليه ..
بكت فاتن وهي تنظر اليه يتلقى رفساتٍ منهما :" اتركووووووووه .. اتركووه "
تلفتت حولها باحثة عن من يساعد .. ولكن لا احد !!!
هذا من مساؤى الأحياء الراقية ذات الفلل المتباعدة ... أنه لا يتواجد احد في مثل هذة الساعة ..
وتشعر انه لا سُكان في دآخل الفلل .. وكأن الاشبآح تحوم حولها .. >> وحده غيرانة هوهاهاها
صاحت مرة اخرى عندما تلقى عبدالعزيز لكمه اوقعته ارضاً ليصطدم رأسه بالرصيف :" ساعدوووووونا "
بدى ان عبدالعزيز فقد وعيه .. فقد استكان مغمضاً عينيه ..
تحرك الشابان ناحيتها و انتزعاها من مكانها .. صرخت وهي تجاهد للتحرر من قبضتيهما ..
:" اتركووووونيي ... لاااااااا ... الله يخليييييكم اتركوووووني "
فتح طلال الباب بينما امسك بها مجدي لكي لا تهرب ..
صرخت ويداها تبعدان جسدها عن الداخل :" مابغااااااا اتركووووني "
سدّ مجدي فمها :" اسكتييي وادخلي "
حاولت الابتعاد فـ كتّفها مجدي ليجبرها على الدخول ..
الا ان قبضة عبدالعزيز اطاحت به ..واخذ يكيل الضربات للشابين ..
تراجعت فاتن تركض عائدة الى الفلة بكل خوف .. عندما لمحت علي يُقبل تجاههم ..
ركضت فاتن لترتمي في صدر اخيها :" عليييييي الحقنااا "
تأوه متألماً ولكنه مسح رأسها بطمأنه :" ماعليك فاتن .. اوقفي هنا "
مشى الى حيث اخذ الشجار موقعاً و صرخ :" يالحمييير تتفرعنووا على صاحبي .. اوريكم "
تمكن الشاب طلال من الفرار من قبضة عبدالعزيز ..
وركب سيارته :" اووه جا خويّه .. هذا وحده هلكنا .. اركببببب يا مجدييييي "
لم يستطع الآخر الركوب لان عبدالعزيز تمسّك برقبته واخذ يصفعه بقهر ..
فأنطلق ذلك بسيارته مفحطاً اياها واخذ يبتعد بسرعة جنونيـة ..
صاح مجدي :" طلااااااااااال ياكللللب لا تتركنييي ارججججججع ... آآآه خلاص والله توبه ارحمنيييي "
استمر عبدالعزيز بصفعه :" خذذ يالنذل .. يالحقير .. اوريييك "
بدأ مجدي ينهار ووجهه ينزف دماً .. فأمسك علي بـ عبدالعزيز يمنعه من ضربه اكثر
علي :" خلاص عزيز .. خذا كفايته "
عبدالعزيز بحرقه :" مااااا اتركـــه النذل .. بأقتله "
صاح مجدي وبدأ بالبكاء :" توووبة .. توووبة ماعاااد اعيدهااااااا .. اعتقنييي "
امسك علي بذراع عبدالعزيز :" اذكر الله واتركه "
تركه عبدالعزيز بمضض والنار تشتعل في عينه .. :" يالخكري .. لو انك رجال بس كنت قتلتك "
امسك علي بياقه مجدي ليقول بفحيف :" شفت ان وريتني وجهك هنا ثاني .. مايصير لك طيب "
طأطأ مجدي بخوف .. وعندما تركه علي .. فرّ هارباً كالجرذ ..
صاح عبدالعزيز :" ارفع سروالك يالتافة .. يقلعك ان شاء الله "
علي بنظرة قلق :" انت بخير بوسعود ؟؟ "
تنفس و نفث الهواء بعنف :" ليش منعتني .. كان وريته شغله "
علي :" انت بتروح فيها لو اشتكوا بالمغفر .. لا حوول .. رقبتك دم "
رفع عبدالعزيز يده ليلمس مؤخرة رأسه :" انصقعت عالرصيف .. ماعليك انا بخير "
ربت علي كتفه :" امشي نرجع .. و ننظف جرحك "
مشيا ليعودا ... رأى عبدالعزيز فاتن تقف هناك والرعب مرسوماً على ملامحها ..
غضّ بصره مشمئزاً .. مازالت كاشفة وجهها ..
ولن يلوم الشابين .. فتبرجها الصارخ كان دعوة صامته لمن يراها ..
انها تملك ملامح جميلة ... لكنها أحالت جمالها الى نقمة ..
بدل ان تجعل من نفسها دُرَّهـ أحالتها الـى لوحـة معروضة لمن هبَّ و دبْ ..
همست فاتن ودمعة تسبح في عينها :" انا آسفة "
اشار اليها علي لتتغطا وتسبقهما ..
علي :" مشكور بوسعود .." اكمل بغيظ :" لو اني قادر كنت فرشتهم "
عبدالعزيز :" ماسويت شيء .. اختك مثل اختي "
عندما وصلوا الى الفلة ..
كانت هدى تقف قلقة بجانب البوابة .. رأتها فاتن ثم ركضت لتبكي في حضنها ..
هدى بحنان :" بس فتون .. هشش خلاص "
شهقت فاتن والدمع اساح الكحل من عينيها :" هـدى .. كا كانوا بيـ يأخذوني "
رأت علي و عبدالعزيز قادمان .. فساعدت اختها على الدخول ..
همست لها تهدئها :" ما صار شيء فيكِ الحمدلله .. هشش "
قادتها الى غرفتها .. وانهارت فاتن على ركبتيها ..
غابت هدى عنها وعادت بعد لحظات .. جثت جانبها و اعطتها كوباً من الماء
هدى :" فاتن .. سمي بالله واشربي "
رفعت فاتن وجهها و ارتشفت بعضاً من الماء .. ثم عادت تخفي وجهها بيديها ..
قالت بحجرشة :" هدى .. كله من عنادي "
طبطبت هدى على ظهرها :" ولا يهمك .. قومي غسلي وجهك وتوضي .. صلي ركعتين تريحك"
هزت رأسها وقامت ترتعش ..
استدرات :" هدى .. امي ؟؟ "
هدى برقة :" ما عليكِ امي بعد ماصلت العشا اخذت حبة ونامت ما حست بشيء "
اومأت مرتاحة وخرجت من غرفتها الى المغاسل المقابلة ..
تبعتها هدى تنظر اليها .. رفعت يديها ممتنة :" يااا رب لك الحمد حفظت اختي "
(( ومضة :
رفع اليدين في الدعاء العام او دعاء الاستسقاء مستحب ..
لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
:" إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ"
رواه الترمذي (3556) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
ولكن رفعهما في الصلاة بعد الرفع من الركوع او في خطبة الجمعة ليس بمشروع ..
لإنكار الصحابة على بشر بن مروان عندما رفع يده في خطبة الجمعة ..
والله اعلم. ))
ذهبت هدى الى المطبخ .. و بحثت في احدى الخزائن عن علبة الاسعافات الاولية ..
وجدتها واعطتها الخادمة :" سنرتي خذي هذي لغرفة علي .."
طأطأت سنرتي وتلقفت العلبة ..ثم غابت .
عادت هدى الى غرفة فاتن تنتظرها .. اخذت تجيل بصرها في انحاء المكان ..
حيث قلبت فاتن الديكور و ملئت مكتبها بصور مختلفة لنجوم الفن ..
وما هم الا شياطين الانس .. تتعالى نجوم الخالق ان تُشَّبه بها .
هزت رأسها بتأسف ..
:" فاتن تايهة وغافلة .. لكن انا مخطئة بالتعامل معها بشدة ..
يجب ان ادعوها باللين والكلمة الحسنة .."
ثم ابتسمت وهي تدعوا :" يارب وفق عبدالعزيز وارزقه الفضل من عندك"

~ غرفة علي ~

:" آآخ اترك يا علي انا امسح بنفسي "
اعطاه القطن المنقع بالميكروكروم :" تفضل .. آآه ياخي مدري ايش اسوي معها "
تلقف عبدالعزيز القطن و رأى ملامح صديقه تذبل :" خير علاوي .. "
تنهد علي مستنداً الى الوراء :" اختي مو متقبلة وضعنا وصارت تعاند.. وانا مابي اقسى عليها .. متلوم فيها "
قطب عبدالعزيز :" ليش ؟"
تمتم علي بحزن :" كافي حرمتهم من ابوي .. مو عارف كيف اتعامل معها "
مسح عبدالعزيز الدم القليل ولحسن الحظ كان الجرح بسيط فتوقف النزف :" الله يعينك "
بعد ان انتهى من علاج جروحه وقف :" انا راح اخلي الملفات عندك .. وعالصبح اجي أخذهم طيب "
علي :" بوسعود اقعد هنا .. ليش التعب واللفة "
هزّ رأسه :" لا مافي داعي .. بأروح ابدل ملابسي وبكره الدوام "
رفع علي حاجبه :" اقول ارتاح بس .. ملابسي تلقاها في الدولاب .. روح استحم و اطلع تلقى العشا جاهز"
كاد عبدالعزيز ان يرفض لكن علي اعترضه .. ووقف ليدفعه لداخل الحمام ( أكرمكن الله ) ..
علي :" خذ وقتك .. وانا بجهز لك غيار نظيف "
عبدالعزيز بعبوس :" علاوي ما ابغى انام هنا !! "
دفعه علي و اقفل الباب :" طيب عالأقل أتعشى .. انا بحط لك الملابس و رايح اشوف اختي .. خذ راحتك"
تنهد عبدالعزيز وهو يوصد الباب بالقفل ..
مسح وجهه .. وهو ينظر حوله الى البلاط الأزرق ..
استسلم وقرر أخذ حماماً سريع .. بعدها يتناول العشاء ويعود الى منزله حيث الوحده ..
الوحدة التي اعتاد عليها مُذ توفيّ والده ..
كان والد عبدالعزيز يعملُ فراشاً في شركة فيصل و حسن علي الـ ..
ودوماً كان يجلب عزيز معه لكي يعلمه كيفية صُنع المشروبات وخدمة الموظفين ..
لكن العم حسن كما كان يناديه الجميع .. تكفل بدراسة عزيز و مصروفاته جميعها ..
حتى نشأ رفيقاً لـ علي الى يوم تخرجهما وافتراقِ كلاً منهما الى تخصصِ مختلف ..
اختار عبدالعزيز مهنة المحاماة و برع فيها ..
فأتخذّه العم حسن محامياً خاص للشركة ولأغراضه القانونية ..
هذا كله كان فضلاً منّه الله على عزيز لذلك هو يحمل جلّ الاحترام والامتنان من بعد الله لـ عمه حسن ..
بعد رُبع ساعة طُرق الباب عليه ..
علي :" بوسعود .. لا تكون غرقت ؟ "
ابتسم عزيز وفتح الباب يطلٌّ على علي ثم اخذ منه الملابس و غاب مجدداً بالدآخل ..
عندما خرج للغرفة وجد سفرة صغيرة على بساط الارضية وقد فُرشت عليه وجبة دسمة ..
أشار له علي :" تفضل العشاء .."
جلس بجانبه مشمراً عن سواعده :" زاد فضلك .. ماشاء الله زمان عن طبخ عمتي "
ابتسم علي :" هذا مو طبخ امي .. طبخ بلسم الروح "
بدأ عزيز بالأكل متجاهلاً الملعقة ومستخدماً يده اليمنى :" بسم الله .. مين بلسم الروح ؟!! "
اراح علي نفسه متكأً بظهره على طرف سريره .. :" اختي .." ثم صمْت دون ان تمسّ يده السفره ..
فكّر علي .. لا يمكن ان تكون فاتن ..!!
اذاً هي الاخرى .. تلك التي رآها في الخارج ..
او التي رأى سوداها المتشح تحت عباءة لم تُظهر حتى اصبعاً
رغم معرفته لـ علي سنين طويلة .. الا انه لا يعرف اي شيء عن حياته الخاصة مع اهله ..
كان يعلم ان علي يملك اختان لكن من هما .. لم يعرف بعد الا فاتن ..!
ابتلع اللقمة ورفع بصره الى ذاك السارح :" علي ايش فيك ما تأكل ؟"
تنهد وبإنكسار :" مالي نفس ... مالي نفس اي شيء "
نفض عبدالعزيز يده ومسحها قائلاً :" اذا ما اكلت انا مو ماكل بعد .. وانت حُر "
ابتسم علي .. انها الطريقة ذاتها التي نفذّها على عزيز حين تُوفيّ والده قبل سنوات ..
عبدالعزيز :" هاه ايش قلت .. اقوم ؟؟ "
ضحك بخفة :" كمل كمل راح اكل و امري على الله ... بسم الله "
واخذان يأكلان بصمت .. عندما انتهيا ..
علي :" الحمدلله الذي اطعمني هذا وسقاني هذا ورزقني هذا من غير حولٍ لي ولا قوة "
ابتسم عبدالعزيز :" سفرة عامرة وادامها الله عليكم .."
علي :" آمين " ثم أخذ يلعقُ اصابعه تحت نظرات عزيز المتعجبة ..
عبدالعزيز :" علاوي .. دايم نأكل تسوي هالحركة .. انا تعودت عليها بس لو اصحابك شافوك ايش يقولوا؟"
ابتسم علي :" همّ كمان اتعودوا .. الله يخلي بلسم قعدت على رأسي الين ما صرت اسويها "
قطب حاجبه :" طيب ليش ؟؟"
وقف علي متجهاً الى المغاسل :" تقولك ماحد داري وين بركة الاكل .. وطلعت دراسات انه بعد الاكل
الاصباع تفرز مادة مفيدة تساعد على الهضم .. "
هزّ عبدالعزيز رأسه بتعجب .. لم يعرف هذة المعلومات الا وعلي يدلي بها ..
ابتسم .. هذة البلسم .. اسمٌ على مسمى ..!!
( كم احببت وصف آداب الاكل في الاسلام ولكن يطول الكلام والاسهاب رغم معرفتنا جميعاً بها
مع ذلك .. اهديكم موضوعاً قد كفّ و وفّ جامعاً الاحاديث الصحيحة عن آداب تناول الطعام ..
لا تمروا عليه مرور الكرام .. فهو مفيد جداً ..>> نصيحة من اخت ..:friends:
دع الحمية.. وابدأ الحياة )
وقف هو الآخر ليغسل يديه و فمه .. ثم ودّع علي الرافض ليعود الى منزله ..
والى وحدته .. حيث الحياة تمُر بلا تضاريس او تغييرات ..
خرج يصاحبه علي الي حيث اوقف سيارته ..:" يالله امُر عليك بكره قبل لا اروح الشركة "
طأطأ علي :" طيب .. وشكراً بوسعود "
شخر عبدالعزيز :" مافي داعي تشكر ... انت بس لا تتعب نفسك عشان تشفى بسرعة "
اومأ علي باسماً .. اي شفا سيزورني .. وبي جرحٌ لا ينزف دماً بل ندماً ..!!
علي :" على خير .. بحفظ الله "
قبل ان يتحرّك :" سلم لي على عمة .. مع السلامة "
لوّح لـ علي ثم انطلق يجوب الشوارع عائداً الى ملجأه ..

~~~~~

وقف متردداً عند الباب الخشبي للمنزل .. وللمرة العاشرة نظر الى الورقة بيده
ثم الى رقم المنزل .. :" مثلما قالت ويلما البيت رقم 22 "
تنهد وهو ينظر حوله .. ليته يجد طفلاً صغيراً يطرق الباب ويسأل عن جود بدلاً منه ..
لقد اتصل بـ الآنسة شفا ثلاث مراتٍ ولم تُجب .. ما اقلقه بشدّة ..
تململ مكانه منتظراً .. لو فتّحت له الباب .. ما عساه يقول لها ؟؟
حسناً يجبُ ان يُقدم على ذلك والا غابت بقايا اضواء الغروب وهو يقفُ عاجزاً هنا ..
تنهدّ و ضرب الجرس مرتان ..
سمع ركضاً من الداخل و صوت صبيٍ صغير ينادي بالانجليزية :" من بالبااااااااب ؟"
تحمحم جاسر و قال :" انا ادور على بيت الممرضة شفا "
جاءه الصوتُ مرة اخرى :" انا تاااامر اخوهاااا .. انت ميــن ؟؟"
جاسر براحة :" يعني هذا بيتها .؟؟ طيب هيا فينها ؟؟"
فتح تامر الباب لكن السلسلة ثبتته لـ سعة بسيطة حتى لا يُشرع تماماً .. نظر اليه بتساؤل ..
:" انتَ مين ؟؟ وايش تبغى بأختي ؟؟ "
ابتسم و جثا على كعبيه .. :" هلا تامر .. أنا جاسر .. اخو جود اذا تعرفها "
فجأة تحولت اسارير تامر من الجمود الى الدهشة والانبساط :" انتّ جاسر !!.. استنى افتح الباب "
اُغلق الباب لبرهة ثم فُتح ليطل تامر ببسمته المميزة :" هلا .. اتفضل "
صافحه جاسر مبتسماً :" كيفك تامر ؟؟ وكيف جود والآنسة شفا "
تامر :" طيبين تعال " واخذ يسحبه للداخل :" جود راح تفرح لما تشوفك قبل شوية كانت تكلمنا عنك "
دخل جاسر ووقف عند مدخل المنزل بنظرات وقورة منتظراً :" تامر نادي جود "
اشار له تامر للدخول :" طيب ادخل .. واطلع اناديها "
هزّ رافضاً حتى لا يُحرج وجوده الآنسة شفا :" ما عليك .. انت ناديها وانا انتظر هنا "
طأطأ تامر وركض يترقى الدرجات ..
لم تكمل دقيقة واحدة حتى رأى فتاة مفعمة بالحياة تركض والسعادة ملئت وجهها ..
بصيحة فرح :" جسووووووووووووووور انت جييييييييت !! "
ثم القت بنفسها عليه تضمّه بشدة اليها وكأنه سيلوذ هارباً !!
تراجع خطوة للخلف عندما فاجأة الدفع القوي لجسدها :" آه جود هههـ شوي لا تطيحيني "
ابتعدت ضاحكة :" جسوور مو مصدقة انك هناااا .. متىىى وصلت ؟؟ "
مسح على رأسها بحنان :" قبل ساعة .. كيفك الحين ؟؟"
تنهدت وهي تهزّ رأسها بحماس :" بخيييييير ومبسووووطة مررة .. انت كيفك ؟؟؟؟ "
ابتسم سعيداً .. لم تكن مجرد كلمات نطقتها جود ..
فالبريق الذي يلمع في عينيها .. والحياة التي نضحت من ملامحها ..
و الحماسة التي تغلف نبراتها .. كلها قالت انها بأتم خير ..
تعجب لهذا التغيير الطاريء على اخته .. و انشرحت اساريره .. ولكنها حالما خبت ..
هل يجرؤ على اطفاء بسمتها بـ سُمِّ الخبر ؟؟؟
اتى تامر عندها تتبعه فتاة تشبهه والخجل يتلبسها .. صاح تامر :" جاسر هذي اختي تالا "
ابتسم واقترب منهما ثم جثا لتصل عيناه على مستواهما :" هلا تالا .. كيفك ؟"
طأطأت باسمة بهدوء و همست :" الحمدلله "
ضحكت جود :" ههههههههـ توتو لا تستحي هذا اخويا جسوور يعني زي اخوكِ "
رفع يده لمسح على شعرها بـ رقة :" صح كلام جود .. انا اخوكِ جاسر "
قفز تامر مكانه :" احلىىى .. صار عندي اخوو كبيييير ويبيييي "
ضحك جاسر لروح تامر الطفولية .. ثم وقف قائلاً لـ جود :" جود وين الآنسة شفا ؟"
اجابه تامر :" شفا رآآحت النادي .. ما راح ترجع الا بعد المغرب "
ابتسم جاسر :" طيب أنا بآخذ جود نروح مشوآر وارجعها بعد كذا اوكي ؟؟"
صاحت جود :" لا ما نقدر .. بعدين مين يقعد مع توتو وتمور ؟؟ "
قالت تالا :" اجلس هنا "
احسّ بالحرج ان دخل سينتهك مملكتها الصغيرة دون علمها :" اممم طيب ايش رايكم كلنا نطلع نروح الحديقة القريبة ؟"
زمّت جود :" وشفا ما تدري ؟؟ "
قال تامر وهو يدفع تالا الى حيث السلالم :" عاااادي ما راح نتأخر .. الحين نروح نلبس الجاكيت ونازلين"
نظرت جود الى جاسر :" اخاف تجي وما تلاقينا بعدين تقلق "
فكر جاسر قليلاً :" اتصلي بها وخبريها " اخرج هاتفه و لقفها اياه ..
اخذت هاتفه ولوحت له لتذهب هيا الاخرى للأعلى :" طيب .. بروح البس معطفي والطرحة .. "
تنهد ثم تراجع الى باب المنزل .. وخرج منتظراً اياهم عند حصيرة الباب ..
واقفاً ويديه داخل جيبي بنطاله ..
دقيقتان وانضم اليه ثلاثتهم .. ارجعت له هاتفه :" جسوور شفا ما ترد .. ارسلت لها رسالة "
اومأ :" ان شاء الله ما نتأخر بس نص ساعة ونرجع .. طيب يا صغار ؟"
جود و تامر وتالا بصوتٍ واحد :" اووووووكي "
ثم تحركوا عاقدين اياديهم ببعضها الى حيث ركنَ جاسر سيارته المستأجره خارج مواقف السكن ..

~~~~

ضربته على رأسه :" يا غبييي سومي لا اشوتك الحين اشر لي "
ضحك بسام :" عمتووو ايش اسووي اغمزلك ولا تتنبهي "
تأففت :" طيب سوي الحركة الثانية اللي اتفقنا عليها .. لا يكشفونا هالدبين "
اصدر زيد صوت استهزاء :" اقول انتَ وياها حتى لو لعبتوا تمام ما راح تغلبوني انا ودلالي "
زينة بنزق :" هوهاها .. والله حرمتك غشيمة مو عارفة تلعب "
دلال بإستنكار وهي تمُّد بطاقة لها :" هيييي انتي الغشيمة .. غلبناكم مبارتين للحين "
اخذت البطاقة عابسة لعدم تشابهها مع ايٍّ من الاوراق بحوزتها :" بس عشان زيود تفوزوا ولا انتي نامي احسن لك هوهاها "
زيد بإفتخار :" اجل ايش .. انا مُعلم في الباصرة "
تولين المنسجمة مع والدها :" يحيااا بابا يحيااااا "
كان اربعتهم في الصالة .. مواجهين لبعضهم البعض و يلعبون ببطائق الجوكر ..
مدّت زينة لسانها لأخيها .. عندها صرخ بسام وهو يكشف اوراقه على الطاولة وسطهم .. :" غلبنااااااااكم "
قفزت زينة تصيح ملقيه اوراقها :" هوهاهاها ... يا حلوووووك يا سوومي .. هيهيهي غلبناااكم "
ضحك عندها زيد بصوته العالي الضخم .. ثم بعدها شاركته زوجته ..وابنتهما القلاّدة ..
رمقتهما بنظرة بلهاء :" خيــر .. ايش فارطكم ضحك انت وهيا ؟؟"
اشار زيد ضاحكاً الى اوراقها واوراق ابنه ... عندها ادركت زينة انها لا هيّ ولا بسام قد جمعا اعداداً متشابهة..
عبست و صرخت في وجه بسام :" ياااااااااااااا خبل لييييش اجل كشفففففت !!!!! "
احتمى بسام خلف والده وهو يقول بأسنانٍ متكسرة :" انتي عايبتي مو هذة الحركة اللي اتفقنا عليها ؟!! "
توسعت عيناها ثم رفعت يدها تشُد شعرها :" ياااااا غبيييييييييي انا اعايب على ابوووووووووك آهاهاهاااااا "
هزت دلال رأسها ضاحكة :" والله انكم مخابيييل ههههههههـ "
حينها صدحت اصوات الجرس ..
زيد :" شرّفوا الشباب .."
صرخت زينة وهيّ تركض الى غرفتها :" وااه بروح البس معطفي والطرررحة "
وقفت دلال تلحق بها :" واطلعي بعدين عشان نسوي العشا .."
اشار زيد لأبنه :" بسام افتح الباب لخيلانك "
انطلق يركض :" اوووكي " اما تولين اخذت تساعد والدها في تجميع الباصرة ..
دخل فارس و عمر يبتسمان .. :" السلام عليكم ورحمه الله "
زيد :" هلا وعليكم السلام .. ماشاء الله انبسطووا بره "
جلس عمر على الاريكة بجانبه يجر خد تولين :" اييه .. رحنا اتغدينا بمطعم رهيب .. انتوا ما رحتوا مكان ؟"
تولين :" لحنااا البححححل "
ضحك عمر :" يا عيني عاللي راحت البحر .. تلعبي طيارة تولا ؟ "
قفزت عندها تولين مادّة ذراعيها له .. ليقف ويحملها ثم يديرها في الجو وهيّ تصرخ فرحة ..
تنحنح فارس :" اعذروني انا داخل استحم وابدل .. خذوا راحتكم "
ثم غاب خلف الرواق ..
حدّث زيد ابنه :" بسام .. شيل هالكاسات ودخلها المطبخ عند امك "
بسام بتنفيذ سريع :" ان شاء الله ابووي .."

~~~

بعدما بدّلت ملابسها وارتدت معطفٍ اسود الى تحت ركبتها .. احكمت الشال على رأسها ثم خرجت تتفحص الممر ..
لم تجد احداً فأنطلقت بخطواتٍ سريعة الى المطبخ ..
وجدت دلال هناك تبدأ بتجهيز الأطباق .. وبسام يجلس على احدى الكراسي الثلاث يحدث امه ..
زينة :" هاه دلوول ايش ناوية تسوي ؟؟ "
اجابتها وهي تغسل الأرز :" رز بخاري .. اخوكِ مشتهيهـ يقول اسبوع وما ذآك اكلي "
شمّرت عن سواعدها :" طيب هاتي انا اسوي الرز .. وانتي كشّني الدجاج .. تعرفيني اكره الكُشنة "
دلال :" طيب .. بس قطعي الدجاج عبل ما اخلص اللي بيدي "
زينة بتملل وهي تبحث عن القطاعة في ادراج المطبخ :" امففف ياكرهي لتقطيع الدجاج "
دلال بتهديد :" هاااه لا تخليني احول عـ السمك "
زينة بعين متوسعة :" اوووه يماماااا لالالا خلاص خلينا عالدجااااج .. قشر السمك مسبب لي ازمة "
دلال وبسام :"هههههههـ .."
بسام :" هههههـ تتذكري عمتوو ذيك المرة لما دخلت حرشفة في عينك ههههههههههههههـ "
اخرجت سكينة كبيرة من درجها :" وجع هو انا اكره السمك الا من ذاك الموقف "
ضحكا عليها فرفعت السكين بتهديد :" هااه تريقة عليا ثاني واغُز هالسكين في كرررشكم "
فصمتاا بضحكات مكتومة .. وبدأت زينة بتقطيع الدجاج ..
رفع بسام الملقعة بيده :" امي سوي معاه ططلي احبوووو "
ضحكت دلال :" هيا شوف لك .. من فين اجيب لك ططلي .. تحسبهم يبيعوه هنا !! "
( الـ ططلي = نوع من انواع الحلا .. مشابة للمهلبية )
قطعت زينة فخذ الدجاج واخذت تلوح به :" اقول يالدب لا الطشك بهالفخذة .. روح الصالة تراك مشتتنا "
برطم بسام و زمّ شفتيه :" خلاص بأنبكم "
زينة مبتسمة :" احسسسن بعد .."
ثم راحت تغرز السكين في تلك الدجاجة المسكينة وكأنه بينهما ثأر تنتقم له
ضحكت دلال وهي تراها :" يوه حرام عليكِ الدجاجة انهلكت "
زينة بشدة متخيلة ان الدجاجة وسن :" خليها .. خوووذي خووذي مووتي "
بسام :" هههههههـ عمة اتجننت .. حتى وهيا ميته تلاقيها متعورة وتقول آي "
دلال :" ههههههـ الله يهديكم بس "
وقتها دخل فارس المطبخ حاملاً صحنٌ تجمعت عليه بقايا معكرونة ..:" من هذا دخل مكتبي وترك هالشيء ؟"
انتصبت رقبه زينة عندما سمعت صوته .. فزادت وتيره تنفسها وعينيها تقعان على الصحن ..
يا الهــــي لقد نسيت طعامي في المكتب ..!!!!!
سيكشِفُ أمري .. واماااااام دلاااال .. يا الهـــي انقذنــي !!!
التفتت دلال تنظر الى اخيها :" ما ادري ..!! "
استدار فارس الى زينة التي غضت بصرها بسرعة .. وقبل ان ينطق بحرف ومضت فكرة في رأسها
فرقعت بسام ( قرموعة ) وقالت بحدة :" سوومي ياهبل .. انا ما قلت لك لما تخلص اكلك ترجعه المطبخ "
حكّـ بسام رأسه :" متى ما قـ .."
قاطعته مرة اخرى وهي تلوح السكين في وجهه :" هشش هشش لا اغُز عينك الحين .."
واكملت وهي ترى وقوف فارس بطرف عينيها :" مرة ثانية لا تسويها ..بلا وساخة امفففف "
ظهرت نظرة غباء على بسام واحتار في امره .. متى حدّث و اخبرته بذلك ؟؟!!
شاركت دلال وقد اكلت المقلب :" بسبس مرة ثانية تخلص اكلك شيله مو تحطه اي مكان "
بسام :" امييي ترى لا اكـ .."
اصمتته ضربه اخرى من زينة :" هشش كمان ترادد .. قول حااضر وابلع لسانك "
عبس بسام وهو يغادر المطبخ :" حااضر .. ايشبهم دولا "
منذ البداية كان فارس يبتسم وقد ادرك ما حدث .. لكن رؤيته لـ بسام يغادر متحرطماً جعله يضحك
رمقته زينة بحده :" ايش اللي يضحكك ؟؟ "
ابتسم فارس هازاً رأسه .. وهمس في داخله :" كم انتِ مضحكة .. و محببة الى قلبي "
ارتابت لتحديقه بها .. فرفعت السكين مرة اخرى :" هييي شل عينك مررة خوفتني "
ضحك فارس ثم اعطاها ظهره ليتوجه الى دلال :" ايش مسوية لنا ؟؟"
دلال ببسمة :" رز بخاري .. راح تأكل اصابعك وراها .. انت ليش ما غيرت ؟"
فارس بنظرة جانبية الى زينة :" كنت رايح ابدل بس قلت اتطقس على الايميلات .. ولقيت انه حد تارك فضلاته"
اثارت نبرته وكلماته زينة .. فضغطت على صدر الدجاجة تقطعها بعنف ..
دلال :" عبال ما تستحم و تغير .. تلقانا مخلصين على العشاء "
ابتسم و حوّل خطواته ليغادر المطبخ
وقبل ان يخرج :" حلوو .. و زينة خفّي على الدجاجة تراها ميتة مو محتاجة اغتيال هههـ"
ضغطت على اسنانها بغيظ :" سخييف "
استدارت دلال لتنظر الى طريقة زينة في التقطيع :" ههههههههههههـ مسكينة الدجاجة امها داعية عليها"


~~~

عبّر الرواق مبتسماً ..
واخذ يحدّث نفسه :" المجنونة تسللت الى مكتبي ولم تستطع طمس الادلة على اقتحامها "
هزّ رأسه بطرافة .. ثم وصل الى غرفة نومه ..
دخل ووقف عند الباب ومازالت يده ممسكة بالمقبض :" يا ترى هل اقتحمت غرفتي ايضاً ؟"
دلف للداخل و عيناه تمسحان المكان بحثاً عن دليل على وجودها .. ولم يجد ..
تنهد وسار الى تسريحته .. ثم رأى الصورة المقلوبة ..
همس :" الحمدلله ما دخلت ولا شافت هالصورة .. كان قطعتني بأسنانها ههههـ "
رفع الصورة يتأملها بمحبة .. طبع قبلة عليها و ادخلها في درج التسريحة ..
بعدها اخرج غياراً من خزانته و ذهب ليستحم ..

~~~~

وصلت الى منزلها .. وطرقت الجرس ..
انتظرت لحظات ولم يأتها جواب .. فطرقته مرة أخرى .. ونفس الشيء لم يجبها احد ..
استغربت وقطبت جبينها :" فين راحوا ..؟ معقولة ناموا !! "
اخذت تبحث في حقيبتها علّها تجد مفتاحاً اضافياً .. وبالفعل ربضت في قاع الحقيبة قطعة حديدية ..
اخرجتها باسمة ثم فتحت الباب ودخلت ..
:" السلاااام عليكم ورحمه الله وبركاته ... انا جييييت "
اختفت ابتسامتها وهي تلمح الظلمة الخفيفة التي غلفت غرفة الجلوس .. و السكون التام في المنزل ..
نادت :" جووود ... تالااااا .. تامررر .. فينكم ؟؟؟ "
دخلت بخطوات سريعة ملقية حقيبتها .. وركضت الى الاعلى تُشرع الابواب و تناديهم ..
لم تجدهم .. لم تجد احد !!!!!
اين اختفوووا ؟؟؟
بلعت شفا ريقها وبخوف هوت الدرجات مرة اخرى وخرجت من المنزل لتطرق باب الجيران بشدة ..
فتح عجوزاً منتكس الظهر الباب لها ..
بادرته بإضطراب :" سيد دوغلاس أنا آسفة لإزعاجك .. لكن هل رأيت اخوتي ؟؟"
بتعجب :" من ؟؟ "
تنهدت :" اخوتي تالا و تامر .. سيدي ألم ترهم ذهبا الى مكان ومعهم فتاة تقريباً بطولي ؟؟؟ "
هزّ العجوز رأسه نافياً :" آسف يا ابنتي .. لكني كنت نائماً طيلة المساء "
شكرته بقلق .. ثم عادت الى بيتها ..
درات في كل بقعة بلا هدف .. وشعرت ان ساقيها وهنتا .. فجلست تُهدء نفسها ..
تنفست بعمق وبعثرت محتويات حقيبتها بحثاً عن دوائها ..
فـ حملت علبة الاقراص برجفة .. و فرغت ما بها في يدها ثم ركضت الى المطبخ تصُب كوباً من الماء
عادت ترتكز على الحائط الى الصالة .. و جلست تتنفس بصعوبة على الاريكة ..
الجهد الذي بذلته في التمرين اصبح يؤثر فيها و ظهرت علاماته على الارهاق الذي امتد في حبلها الشوكي ..
بدأت عينيها تدمعان :" تالا .. تامر .."
ثم وقعت نظراتها على الهاتف .. فسحبته ترتعش و رأت 8 مسج كول ورسالة واحدة ..
ضغطت على الاتصالات وجدت اتصالين من زينة والباقي من جاسر ..
فتحت الرسالة ثم رأت ..
:: سلام شفا .. انا والصغار رحنا مع جسور الحديقة .. ما راح نتأخر امواح ::
ارتجفت يدها وتصببت الدموع .. حمدت ربها ..
لكنها لم تقو على الوقوف .. سمعت أصوات ضحكاتٍ تصِلها وباب المنزل يُفتح ..
رفعت نظارتها الغائمة الى اربعتهم .. هامسة :" تالا تامر ! "
رأى جاسر ملامحها متعبة .. و عيناها الغارقتان ...
فأحس بالقلق .. وحالما رأها تهوي ارضاً ..
صرخ جميعهم وركضوا نحوها ... بكت تالا :" شفااا .. شفااا قومي "
وقف جاسر ينظر اليهم ببلادة .. فصاحت جود :" جاااسر .. شيلها ناخذها المستشفى "
حملق بأخته بلا فهم !!
حاول تامر حمل اخته ولم يستطع :" جاسر .. شيلها انا ما اقدر "
عندما رأى وجوههم مفجوعة .. حرك وجثا بجانب شفا .. وضع يده على معصمها :" خلينا نطلعها غرفتـ "
قاطعته جود بهلع :" لالالا عالمستشفىىىىى "
فزع هو الآخر وشعر ان الامر اكبر من مجرد اغماءه ..
فحملها بسهولة وكأنها ريشة بين يديه .. ثم توجه الى المخرج ..
التفت الى الثلاثة وراءه و قال بصوته القوي :" خليكم هنا .. اناا بتصل واطمنكم "
بكت تالا :" ابغاا اروووح "
بعجلة قال جاسر :" تالا شاطرة اقعدي .. جوود اقفلي الباب وراي .. وعد اطمنكم "
هزّت جود رأسها ودمعتها تهدد بالسقوط ..:" طيب جاسر الله يخليك لا تتأخر "
طأطأ و خرج يسابق خطواته .. وذراع شفا تتدلان بلا حياة من خلفه ..
همست جود بعدما اغلقت الباب :" يارب احفظها لنا "
ثم ضمت تالا تهدئها ..:" بس حبيبتي .. شفا بخير ان شاء الله "
وقف تامر :" قوموا نصلي وندعي لها بدال البكا "
قام ثلاثتهم وتوجهوا الى الاعلى ..

~~~~

على طاولة الطعام الرباعية جلس الرجال ومعهم بسام ..
وبداخل غرفة زينة .. فرش بقيتهم ليتناولون وجبة العشاء ..
بالخارج ..
:" ايش تنصحني يا فارس ؟"
بلع فارس لقمته :" انصحك تقعد هنا .. بلا فندق بلا فندق "
عمر :" ياخي ما ابغى اثقل عليكم "
فارس :" هاه عمر ترى ازعل منك .. الشقة وصاحب الشقة تحت امرك "
تفاخر عمر :" تسلم ما يامر عليك ظالم .. لكن .."
قاطعه زيد يمضغ الطعام :" بو سراج .. اجلس احسن لك ببلاش ..بعدين انا واهلي بنروح شقة "
ضحك عمر :" ههههههـ عرض مغري لكن .."
فارس بعينان ضيقتان :" زيد ليش .؟؟ اقعدوا هنا "
تدّخل بسام المنغمس في اكله :" ايون ابوي ليش نرووح ؟"
بملامحه الجامدة :" انا كلمت مقاول يدور لي شقة قريبة من هنا .. و قالي لقى شقتين بكره نروحها"
تنهد فارس وفقد فجأة شهيته :" مافي داعي تروحوا .. الشقة زي ما شايفين كبيرة و غرفها فاضية "
عمر :" يا زيد اقعد انت واهلك انا اللي بـ "
زيد بصوته القاطع :" خلاص انت وهو .. انت " اشار الى عمر :" اقعد مع صاحبك احسن .. وانا بأخذ اهلي نروح"
زمّ فارس وجهه .. لأن زيد عنيد جداً اذا قرر شيء طبقّه بلا نقاش ..
تمتم عمر :" والله ما ادري عنكم "
قال فارس بإستسلام .. وهو يفكر انه لربما من الجيد ان تبتعد عنه .. والا زاد تعلقه بها وهي امامه ليل نهار..
:" اقعد معي عمر .. عالأقل ما اصير لوحدي .. "
ثم اضاف بدون وعي :" زيد الشقة اللي تحتي ساكنيها عزّلوا قبل اسبوع .. وللحين معروضة للإيجار .. "
ابتسم زيد :" جد ؟؟ ايش هالصدف "
صاح بسام بحماس :" فلللله .. ايه ايه ابووووي الله يعلي مراتبك نروحها "
رفع زيد حاجبه .. ثم تنهد :" اشوف اول .. وبعدين اقرر "
تمتم فارس وهو يشعر براحة و في نفس الآن بالضيق :" بكره اكلم لك صاحب البناية وتشوفها "
طأطأ زيد :" على خير "

~~~

:" قلت لك قريب .. انتي جهزي نفسك و قصّي دربيه "
اخذت اللفة التالية وشعرها الاشقر يتطاير مع النسمات المسائية .. التي اخذت تلامسها بجنون ..
و تتغلل سيارتها الحمراء المكشوفة .. وليست وحدها بل اخذت الانظار تسترق جمالها الباهر ..!!
غرام :" سوسو .. طيب كيف حنطبق الخطة ؟؟ "
ابعدت الهاتف بضيق عن وجهها ووضعته على السبيكر :" يووه رورو انت ما عليكِ الا تنفذي اللي اقوله "
تأففت غرام :" اووكي .. where R u now ? " ( أين انتِ الآن ؟ )
وسن بتملل :" رايحة المستشفى .. عندي دوام مسائي "
غرام :" اها .. اوكي tomorrow come to my place "
( غداً تعالي الى منزلي )
وسن :" deal … tshaao now "
( اتفقنا .. تشااو الآن )
غرام :" تشاو " ..
وصلت أخيراً الى المستشفى .. فركنت سيارتها عند المواقف ..
ثم صعدت الدرجات المؤدية الى باطن المبنى الضخم ..
استقلت المصعد .. و توقفت عند الطابق الثالث ..
خرجت تختال بخطواتها تلقي بسمة لذآآك .. وغمزة للآخر ..
بعدها تحولت ملامحها الى انبساط مختلط بالخبث
وهمست :" look whos here"
( انظروا الى من هنا ..!! )
ثم ضحكت مستمتعة و سارت الى حيث ثُبتت عيناها ..


:flowers2:

ضياع نبضة 12-09-08 08:05 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الروايا (المشاركة 1635807)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

----

مثل العادة مبدعة ..
نبضة روعة مفيدة مليئة بالعلم والمعرفة ..
تدرين نبوض من كثر ما اشوف قلمج مميز ما صرت القى كلام وافي ..
يعني بقصتج مو بس قلم اللي يكتب .. لا
قلم وفكر وخلق واحساس ودين .. كلها تندمج وتظهر حروف من اروع ما يكون
اسأل الله يجزيج على كل حرف اجور وحسنات ..

بس تعالي ليش ما تنشرين قصتج بكتاب ؟؟؟
والله اسلوبج الجنان و تفرد قصتج يستاهل يكون له صدى بكل مكان
مو بس على الشبكة العنكبوتية ..

اتمنى اصير مثلج بيوم في اخلاقج وفي موهبتج
الله يحفظج و يسعدج دوم ..

اعتزازي بج أخت وغالية :)

همس

هلا و غلا :[ هموس ]:

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

ومثل العادهـ واقفة حدي ومشجعتني دايم .. ونعم الصديقة :friends:

بس جد هموس مرة تبالغي فيني .. يعني ما ادري شقول ..

مرة يسعدني رأيك واعتز بيه .. لكني كثير علي مرررة ..

ربي يجزيكِ خير الجزاء يااا رب

بس امااا سالفة الكتآآب .. مو لهالدرجة عاااد .. > ما اغير انطرد من دار النشر ههههـ

لكن قولك هالشيء مرررة اغبطني .. تسلمي يالغلا

وانتي مثلي واحسن انا واثقة من كذا ..

الله يكلمك بدينك وخلقك ويكتبك من اهل الفردوس وايانا اجمعين ياااارب:f63:

وانا اعتز بكِ اخت في الله ..

باقة ود لك :flowers2:

ضياع نبضة 12-09-08 08:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 (المشاركة 1636312)
نبضهـ وايد عجبتنيـ
واليـ يعجبنيـ اكـثـر
شلونـ تدخلينـ امور دينيهـ بالنبضاتـ
فيـ اشياء وادعيهـ ما كنتـ اعرفهـا وعرفتـهـا منـ النبضاتـ
اللهـ يوفقجـ نبوضـ
وســـنـ
شفتـ ناسـ حقودينـ بسـ لهدرجهـ صراحهـ لا
ماتبيـ الخيــر حقـ احــد
حتى غرامـ واليـ المفروضـ صديقتهـا
اعتقد انهـا بتراويـ عادلـ صور غرامـ معـ فارسـ وبتراويهمـ بعد لزينهـ
وتكونـ "ضربتـ عصفورينـ بحجــر"
اللهـ يهديهـا
فارسـ
محتــار
ليلحينـ علاقتهـ السابقهـ بروميـ وخيانتهـا لهـ حاجــز بينهـ وبينـ زينهـ
ودهـ يقولهـا روميـ ما تعنيلهـ شيـ
واهو يحبهـا بسـ يخافـ تكرر تجربتهـ معـ روميـ
اللهـ يعينهـ
جووود
اذا منـ كلامـ شفـا جذيـ صــار فيهـــا
عيلـ لو درتـ شلونـ
اللهـ يستــر
جاســـر
صجـ اللهـ يعينهـ
عالمهمهـ الصعبهـ
وانـ شاء اللهـ يكونـ قدهــا
هدى
عيــلـ طلعتـ صجـ تحبـ جاســر
ورفضتـ عبد العزيز عشانهـ
بسـ اهو يحبهـا!!
فاتنـ
ليلحينـ منصدمهـ
تدريـ انـ اليـ يقولونهـ صحـ بسـ ما تبيـ تصدقهـ
اللهـ يعينهـا
زينهـ
لما اعترفتـ لروحهـا بانهـا تحبهـ
صار كلـ شيـ ضدهــا
هـلـ رحـ تحاربـ وما تستسلمـ منـ اولـ عقبهـ واجهتهـا
او
لا!!
فكرهـ انهـا ترجعـ لامهــا
بتسويهـا او لا!!
عمر

وعلاقتهـ بزينهـ
اممممـ يمكنـ تكونـ زينهـ اختـ سندنسـ عشانـ جذيـ تشبهـا!!
تقبليـ مروريـ

هلا وغلا :[ بنت الكويت ]:

وجودك اللي يعجبني ويفرحني :rfb04470:

تسلمي يالعزيزة ويوفق الجميع .. يهمني انكم تستفيدوا قبل لا تستمتعوا ..

وان شاء الله ربي يزيدنا في علم دينه و دنيانا ..

وسن .." الحقد لما يطغى على قلب الانسان يدمره ويدمر اللي حوله "

هدى ..و جاسر " ربما .. وربما لا "

زينة .." ممكن شوقها لأمها يرجعها .. بس هل راح يمنعها احساسها تجاه فارس ؟؟ "

عمر .." ممكن ليه لا .. لكن مستبعد هالشيء ..اعتقد انه واضح في الحدث مو ؟"

تسلمي يالغلا على تعليقاتك و توقعاتك ..

لا تحرميني متابعتك و وجودك الغالي ..

باقة ود لك :flowers2:

ضياع نبضة 12-09-08 08:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جليد الصيف (المشاركة 1637055)
نبوضه اعجبتني تعليقات على بعض الاحداث ذات الطابع الديني
يسلمووووووووو يا الغلا و لا عدمناك حبوبه

هلا وغلا مرة ثانية :[ جليد الصيف ]:

:) اهم شيء استفدتي منها دبووه ..

الله يسلمك يارب ..

مودتي :flowers2:

ضياع نبضة 12-09-08 08:50 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Emomsa (المشاركة 1637421)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حمدالله على السلامة ...... وعمرة مقبولة .....
كلامك عن الاسلام على لسان شفا في كل النبضات اكثر من رائع واكثر من مقنع ...... واعتقد ان لديكي موهبة القدرة على الاقناع فلما لا تتدخولين مجال الدعاة فانت ( ما شاء الله ) تملكين الفطنة والقدرة على المحاورة والمعلومات الغزيرة عن الاسلام ( ما شاء الله)
.........

اهلاً وسهلاً :[ Emomsa ]:

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاتهـ

سلمكِ الله غاليتي .. آمين منا ومن الجميع ..

:ZlY04550: لا ادري كيف اشكركِ على اقتراحكِ الخيّر ..

جزاكِ الله خير الجزاء .. بالغت بتقديري .. ولكن شرفتني و ادمعتي محاجري ..

لست بمكانه الداعيات واتمنى ان اصل اليهن ..

اني فقط املك حروفاً اعجنها و اظهرها لرؤياكن لربما كتب الله لي فيها اجوراً وافادت المسلمين ..

اسعدتي قلبي اسعد الله كيانك في جنة الخلد .. آمين .



اقتباس:

جود : الله يعينها على القادم سوف تُصدم بخبر موت عمها وممكن تحصلها انتكاسة ولكنها ستقوم منها ولكن الذي سيؤثر عليها فعلا هي الوصية الغامضة .......

جاسر : الرجل الشهم الحنون ( حمال الآسية ) رجل المصاعب ربنا يعينك على جود وعلى الوصية الغامضة ( اعتقد ان هناك سر سيغير مجرى حياة جاسر وجود وعلى وهدى وفاتن )
شفا : رائعة نموذج رائع وجميل للفتاة المسلمة في كل مكان .......
زينة : ( وقعتي ولا احد سمى عليكي ) انتي وفارس لكن ظهور عمر سيجعل فارس يتحرك ويقول زينة لفارس فقط .

غرام او رومي : مفجأة ان تكون هي رومي وتكون زوجة فارس السابقة ..... لكن الخيانة تجري في دمها فمن خان مرة يخون مرات ......
وسن : ما هي اخرة الشر معكي والانانية وحب الذات ( مع اني اعتقد انكي تكرهين نفسك ) الدلع والرفاهية وعدم وجود الام وقلة اهتمام الاب وضعف الوازع الديني يؤدي الى التهلكة ....... ( اخرتك سيئة )

دلال وزيد : ربنا يزيدهم حب وتفاهم ......

الاطفال : شيكولاتة الرواية لا تحرمينا منها وخاصة بعد الافطار.

بارت رائع ومشوق فلا تزيدينا شوق وتطولي علينا ...
كل تعليقاتكِ رائعة ومنطقيهـ

النبضآآت كفيلة بتثبيت صحتها ام لا ..

جميلٌ وجودكِ هنا غاليتي فلا تحرميني من اطلالتك المميزة ..

بالنسبة للنبضآآت وضعت آخر نبضة كتبتها في جعبتكن .. علّها تفيدكن و تعجبكن ..

ولا ادري ان كنت سأطرح غيرها في رمضان ام لا ..

لكني متواصلهـ بالمستجد بإذن الله ..

تحيتي و مودتي ..

:flowers2:

ضياع نبضة 12-09-08 09:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة qlb (المشاركة 1637439)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الـ خ ـيرات
بصراحه انا من المتابعات لكـِ في هذا المنتدى ومنتدى الم
احم يمكن تعرفيني نكي ^^ <<<<واثقه
المهم
شدني عنوان القصه
وأعجبني محتواها وربطكـِ بين الاحداث والعبادات
لان اغلب الكاتبات هداهن الله يغفلون عن ذكرها على ان المفروض يذكرونها
ووجدت فيها معلومات دينيه اول مره اسمع عنها أو تنسينها .. أستفدت منها
جزاكـِ الله الجنه
دمتي بـ خ ير
أختكِـ
الصـ م ـت

اهلاً و سهلاً :[ الصمت ]:

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

صبآآح الطآعات ..

اسعدتني بمتابعتك لي :dancingmonkeyff8:

ههههـ ربما .. ولكن ماهو نكك ؟؟

بالفعل اختي .. هدانا الله واياهن للتناصح في قالب ادبي ..

جميل و بإذن الله تستفيدين دوماً :)

آمين واياكِ وايا الجميع بإذن الله ..

شكراً لوجودك .. اسعدتيني باطلالتك فلا تغيبي ..

باقة ود :flowers2:

ضياع نبضة 12-09-08 09:05 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

~~~

تحيتي لكُن اخواتي في الله ..

لقد طرحتُ النبضة الـ 18 وهي آخر ما كتبتهـ الى الآن ..

لست ادري ان كننت سأطرح غيرها بقية رمضآن لكني غالباً لن افعل .. والله اعلم ..

سأخبركن بآخر المستجدآت ..

امتناني لمتابعتكن وتشجيعكن ..

آملة لكُن الاستفادة والمتعة والتعلم مع كل نبضة ..

وصيتي بإنتهآآز رمضان في الخيرات والطاعات .. ولا تنسونني من دعواتكن ..

دمتن اقرب الى المولى مع كل ثانية ..

احبكن في الله .

~~~

ضيآع نبضهـ

ارادة الحياة 12-09-08 10:44 AM

السلام عليكم
ضياع نبضة
اليوم جزءك جد اثار لدي رغبة بالضحك
الضحك ليس على الجزء بل على احوالنا نحن المسامين
والمتناقضات التي نحيط انفسنا بها
اولها ما صرح به زيد بأنه لايرغب بأن تسكن اخته وزوجته مع عمر وفارس
وهذا يصح وهذا لايصح
وتعليقه على تصرفات زينة طيب هاي لان التصرفات اصبحت امام عينك وانت تعلم بها مارئيك بالتصرفات التي لاتعلم بها والتي لاترغب ان تعلم بها
عجيبين احنه اصبحنا اما متشددين ومبالغين في اطلاق الكلام الكبير من الحرام والحلال او متهاونين وغافلين ولانرغب بأن نتعلم
بصراحة انا لا ابعد نفسي عن هذه الدائرة فأنا ايضا لدي متناقضات
متناقضات اصبحت جزء من حياتنا واصبح الاستغناء عنها لا اقول مستحيل بل يتطلب الامر شطر من السنين حتى نتخلص منها
اتمنى ان يمد بي العمر حتى اتخلص منها


علي :" آمين " ثم أخذ يلعقُ اصابعه تحت نظرات عزيز المتعجبة ..
عبدالعزيز :" علاوي .. دايم نأكل تسوي هالحركة .. انا تعودت عليها بس لو اصحابك شافوك ايش يقولوا؟"
ابتسم علي :" همّ كمان اتعودوا .. الله يخلي بلسم قعدت على رأسي الين ما صرت اسويها "
قطب حاجبه :" طيب ليش ؟؟"
وقف علي متجهاً الى المغاسل :" تقولك ماحد داري وين بركة الاكل .. وطلعت دراسات انه بعد الاكل
الاصباع تفرز مادة مفيدة تساعد على الهضم .. "


اضحكتني بشدة على هذا المقطع هل تعرفين لدي احد اخوتي يأكل بيده ليس لعلمه بأنها سنة بل لتعوده علىذ لك
اولادي معجبين بخالهم ويرودون التقليد وانا اقيم الدنيا واقعدها عندما ارى اينا منهم يتناول بيده الطعام
صدقيني اذا خرجو الى مكان او عزومة سوف ينتقدوني اذا اكلو بأيدهم وسوف يقولون عني اني لم احسن تربيتهم وتعليمهم اصول الطعام
واذا اخبر تهم انها سنة عندها تبدأ التعليقات مع ان الاكل باليد هو الصحيح بس صعب تطبيقه وصعب جدا
هل تعرفين لقد قرأت جزئك قبل ان ينزل هنا
والبارحة على الفطور اخبرتهم بفوائد الاكل باليد وكيف ان الاصابع تفرز انزيم هاظم وفائدة لعقها عندها بدؤ اطفالي بلعق اصابعهم
بصراحة لو حدث هذا الأمر امام مجتمع وعزومة لكان الامر اشبه بوقوع صاعقة على رأسي
اخبريني مالعمل علينا ان نغير المجتمع بأكمله اذا اردنا تطبيق العادات الصحيح
اتمنى ان اجد الجرءة في نفسي لاطبق مثل هذه الروائع
الله يهدينا لما فيه خير لنفوسنا

جود واستقبل جاسر
كان استقبال اخوي رائع
هو اعجب بصحتها وقوتها وهي اشتاقت لروئيته
هنا انا اثني عليكي عزيزتي رائع هو حسك الأيماني لقد بدت جود بصحة جيدة لانها اقتربت من ربها كثيرا واهملت الاهتمام بمرضها واهتمت بعبادتها فدبت الصحة فيها لان علاقتنا برب العالمين تشرح الصدر وتشفي النفس العليلة
لا ادري لقد اربكتي تواقعاتي عندما بدت جود تتماثل للشفاء فهل سووف تشفى بشكل تام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

جاسر
رائع عدم رغبته بدخول المنزل قبل ان يعلم بغياب شفا وبعد ان علم
بصراحة اعجبني هذا التصرف يتصرف وكأنه في بلده ويطبق عادات بلده وليس مثل من يتركها خلفه عندما يسافر
قصتك مميزة بنماذج كلنا نتمنى ان نكون مثلهم صدقيني لدينا الكثير من العيوب التي تحتاج ان تصلح عيوب داخلية وليست خارجية
بأعتقادي العيب الداخلي صعب اصلاحه بعكس العيب الخارجي الذي اصبح مسألة اصلاحه مسألة هينة
الله يهدينا


زينة وفارس
هل تعرفين لا ادري لما نماطل بمشاعرنا وهذا الكلام يشمل الكثير
فارس انت رجل وشعرت بأنجذاب الى فتاة معينة لما هذا التردد صارح اختك لتعرف ماهو رئيها ربما المصارحة بذلك تغنيك عن الكثير من المشادات التي تحصل وربما تكون زينة بحاجة لهذه المصارجة حتى تكشف لها الورقة الاخيرة التي يدور عليها الشك وهي رغبة فارس بلأرتباط بها
ولكننا بشر وهذه طبائعنا نلف وندور على مسألة مفروغ منها ونستهلك طاقة بالأحزان ممكن ان نستفاد منها بالأفراح
لا ادري الى اين سوف يصل فارس وزينة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وسن وغرام والمستنقع الضحل الذي تعيشان به
لا ادري ماذا تخططان ولكني اجزم انه الشر بعينه
شفا والوعكة الصحية بصراحة لو كانت انسانة قلبها سليم لما تحملت ان تأتي الى المنزل ولاتجد اخوتها والفتاة المؤتمنة عليها بصراحة موقف صعب
وانتي ابدعتي بصياغته وابدعت في ايجاد موقف يبعد جاسر عن ما يمكن ان يكتشف اذا توغل في بيت شفا

بشوق كبير انتظر نبظتك القادمة ايتها الابنة العزيزة
وفقك الله

همس الروايا 12-09-08 12:03 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

----
مو عارفة ابتدي بشنووو واخلي شنووو
كل شيء بالنبضة يبي له تعلييييق ..
----
خليني اول شيء ارمس عن مداخلاتج ..
روعة عيبتني طريقة وصفج للتناقضات .. بالفعل تصييير بحياتنا اليومية هالمواقف
حلووو انج ما تستنكرين بشكل مباشر او لناس بعينهم ..
طريقتج في التساؤل والاستغراب تجذب الواحد وتخليه يفكر ويتفكر
واااايد تعيبني اساليبج .. فعلاً مميزة ..
----
القصيدة اللي كاتبتنها .. حدهاااا حلوة
كلمااات و قافية و احسااس
ما شاء الله عليج تقصدين بعد .. اظن قلمج يقدر يروض كل انواع الادب
عيل اتحفينا بقصااايدج الرووعة ..
-----
النفائح الايمانية .. يااااااا رب يجزيج كل الخير عليها
موضوع الاكل في ديننا استفدت منه وااايد
الله يجعلها في ميزااان حسنااتج يارب ..
----
وبعد اوووول مرة اعرف ان الرفع في الركوع مو مستحب
دورت على ادله وبالفعل ما يصييير
يوووووووه ربي يغفر لي غفلتي ..
جزااااج الله خير الجزاااء نبووض .. صدق تنشرين العلم مع قصتج
واكو مرة قريت وحدة قالت ان قصتك كاملة جامعة فيها كل الاشياء
الحين صدق اقوول .. قصتج كاااااااااااااااااملة ..
فيها الدين والتعاليم .. فيها الاخلاق والعادات .. فيها العلاقات والانسانية
فيها كل شيء نحتاج نتعلمه ونتمتع فيه ..
مدري شقول لكن الله يوفقج ويكتب لج امنياتج حقيقة ..

والتعليق عن الشخصيات قيدج عرفتينه من هنااااك ..

اختج همس ..

همس الروايا 12-09-08 01:03 PM

نسيييييت اقوولج نبووض

خذي راحتج بالكتااابه

ندري شلون رمضان ومشاغله

لا تضغطين على عمرج ... القصة ما بتطير

اهم شيء تستفيدين من وقت رمضان بالخير ..

وبما انح رايحة الليلة العمرة .. ادعييييييييي لنا وياااج

ربي يكتب لي اعتمرررررر يارب

تحيتي ..

شبيهة القمر 12-09-08 02:35 PM

السلام عليك أختي في الله

استمتعت كثيرا بقراءة هذا الجزء

الذي اتحفتنا فيه بمعلومات قيمه اثابك الله

وجعل ماخطته يمينك شاهدا لك لا عليك



ضياع نبضه...

كم اتساءل مالذي يعنيه هذا الاسم ؟؟؟

هل هو الضياع في بحر الهوى ؟؟؟

كما يحدث لزينه وفارس؟؟؟

ام هل هو ضياع الهويه الدينيه كما يحدث

لفاتن ووسن وغرام ؟؟؟؟

ام هل هو فقد الاحبه وضياع نبضاتهم للابد ؟؟؟؟

لاأحبذ الاخير لانه يعني


النهـــــــــــــــــــــــايه...

اتمنى ان أكون مخطأه وان نجد في ضياع نبضه

مايفسر لنا ذلك ....بدون نهايات مأساويه ؟؟؟



ضياع نبضه


لك مني خالص الشكر وجزيل الامتنان

فقصتك بحد ذاتها موسوعه ماشاء الله

وزادك الله من فضله


سنظل نرتقب نبضات قلبك...وبنات فكرك

في حفظ الرحمن...

BENT EL-Q8 13-09-08 06:24 AM

مادريـ شقــولـ نبوووضـ
غيــر انـ النبضهـ و كالعادهـ رووعهـ
او
اكثــر منـ رووعهـ
فتسلمـ ايدجـ عليـهـا
شفــا
انـ شاء اللهـ ما يطلعـ فيهـا شـيـ وتقومـ بالسلامهـ يا ربـ
فاتـنـ
انـ شاء اللهـ يكونـ اليـ صار اليومـ درسـ لهـا
وتكونـ عرفتـ غلطهـا
هدى
يا جذيـ الخواتـ يا لا
اللهـ يخليهـا لاهلهـا
ويصبرهـا علـى فاتنـ
علـيـ
ليلحينـ عقدهـ الذنبـ مسيطرهـ عليهـ
معـ انهـا خفـتـ
ودهـ يهاوشـ فاتـنـ ويأدبهـا بسـ يحسـ بالخجـلـ
كافيـ انهـ حرمهـا منـ ابوهـا<<بوجهـ نظرهـ هالكلامـ*_^
اللهـ يعينهـ
وســنـ
اللهـ يهديهـا
اعتقـد انـ اليـ شافتهـ ورايحتلهـ اهو جاســر
غرامـ
كنتـ اقولـ حرامـ تصادقـ وحدهـ مثـلـ وسنـ
والا تطلعـ منـ نفسـ طينتهـا
جوود
انـ شاء اللهـ ما يصيـر فيـهـا شيـ
جاســـر
يعنيـ فوقـ همومهـ تطيحـ شفـا!!
بسـ انـ شاء اللهـ ما يكونـ فيهـا شيـ
يحسـ بالذنبـ اذا شافـ جوود تضحـكـ ومستانسهـ وماودهـ يقولهـا عنـ عمهـا
اللهـ يستــر
فارسـ
ليلحينـ محتـار
اللهـ يعينهـ
عمـر
؟؟؟؟؟؟؟
ليلحينـ غامـضـ!!
آخر شيـ
حيــلـ عجبنـيـ تامــر لمـا قالـ خلـ نقومـ نصليـ وندعيلهـا
لو ايـ احد بعمرهـ جانـ قعد يبجيـ
صجـ عرفو يربونـ
وترا خواطرجـ تهبببـلـ*_^
بانتظـار النبضهـ القادمهـ على احــر منـ الجمــر
تقبليـ مروريـ

ضياع نبضة 13-09-08 08:44 PM

.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

شآكرهـ لكًن ردودكن العبقهـ ..

|~| ماما ارادهـ ~ هموسهـ ~ شبوههـ ~ بنوتهـ |~|

عآئدهـ مع التعقيبـ بإذن الله ..

مودتي .

dew 13-09-08 11:47 PM

نبضات في قمة الروعة ,,اعذريني لعدم تواجدي في الآونة الأخيرة ,,لكن كانت شبكة الانترنت تواجه بعض المصاعب ,,من النبضة 16 وحتى النبضة 18 انكشفت أمور كثيرة ,,اعتراف زينة لنفسها بحب فارس واعتراف هذا الأخير لحبه لها في نفسه ,,أصبحت أظن أن فارس وزينة هم أبطال القصة وأن لهما تأثير كبير في أعماقنا ,,أما ظهور عمر الذي جعلني أتأكد من حب فارس لزينة وذلك بسبب غيرة هذا الأخير عليها عندما رأت عمر معه كان جدا جميل ,, شفا ,,في النبضة 18 أشفقت عليها عندما أغمي عليها وأرجو ألا يصيبها سوء إن شاء الله ,,أما الحمقاء وسن فأرجو أن تقع وتنكسر رقبتها <مستاءة جدا
أسلوبك جميل وأحداث متجددة ,,أنتظرها بشوق

حنين الروح 14-09-08 01:20 AM

السلاااااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاااااااااااااااته....

بصرااااحه اختي الرواااايه رووووووووووووعه....بكل ما فيهاااا..انا للحيييييين..بالبدااااايه...بس..ما شاااء الله الابــــــــــــــــــــــــــــــداااااااع..مبين من بدااااااايته..<<خخخخ
والله اختي روايتك اذهلتني بجد..بكل تفااااصيلهاااااا....ببساااطتهااا..وباجواااائهاااا..الممتعه.. عيشتيني الجو,,الصراااااااحه...يمكن..الحييييييين..ماا اقدر ارد عن كل نبضه بروووحهاااا...بس ان شااااء الله لي عووووووده..بعد انتهاااائي..منهاااااا.....

اكثر شخصيه استاااانست عليهااا زيووووون..تهبل هالبنت...بكل حالاتهاااا..والله موتتني ضحك..لما ضربت فارس على راسه بالقدر..واول ما قالت: قتلته!!!!!ما قدرت امسك نفسي...هبله...صدق..

نبوووضه الله يسعدك..يااارب..ويوفقك...ويحفظك...

دمتي بود.....

ضياع نبضة 16-09-08 02:09 AM

هلآ و غلآ ماما :[ إرآدهـ ]:

شرفتينآ بوجودكـ يالغآليهـ :rfb04470:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارادة الحياة (المشاركة 1637678)
السلام عليكم

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

ضياع نبضة
اليوم جزءك جد اثار لدي رغبة بالضحك
الضحك ليس على الجزء بل على احوالنا نحن المسامين
والمتناقضات التي نحيط انفسنا بها
اولها ما صرح به زيد بأنه لايرغب بأن تسكن اخته وزوجته مع عمر وفارس
وهذا يصح وهذا لايصح
وتعليقه على تصرفات زينة طيب هاي لان التصرفات اصبحت امام عينك وانت تعلم بها مارئيك بالتصرفات التي لاتعلم بها والتي لاترغب ان تعلم بها


أجد تفكير معظم الأشخآص في هذآ الزمن مثير للضحك والبكآء في آنٍ وآحد ماما ..
فقد سكنت التنآقضآت تصرفآتهم وجُلّ أفكآرهم ..
لا ادري كيف تجتمع في قلبٍ وآحد !!!
أحياناً أعتقد أن مجرد اضهآر رجولتهم هو الذي يحركّهم في التحكم بمحارمهم في أشياء معينهـ
ان كآن ذلك ينردج تحت الرجولهـ والغيرهـ على محآرمهم أصلاً ..
غريبٌ أمر ( تصآنيفهم ) في فرض قوامتهم علينآ !!
هدآنا الله واياهم .. وهدى رجآل المسلمين و غرس في قلوبهم الغيرة علينآ ..



عجيبين احنه اصبحنا اما متشددين ومبالغين في اطلاق الكلام الكبير من الحرام والحلال او متهاونين وغافلين ولانرغب بأن نتعلم
بصراحة انا لا ابعد نفسي عن هذه الدائرة فأنا ايضا لدي متناقضات
متناقضات اصبحت جزء من حياتنا واصبح الاستغناء عنها لا اقول مستحيل بل يتطلب الامر شطر من السنين حتى نتخلص منها
اتمنى ان يمد بي العمر حتى اتخلص منها


آمين .. يآرب ..
دآم ان بصيرتكِ تخبركـ بوجود هذآ الخلل القيمي في حياتك فـ بإذن الله تخلصكِ منهـ قريب
ولكن انوهـ يا ماما ان تناقضآت عن تناقضآت تفرق ... كيف ؟
هنآك تناقضآت تفرضهآ واقع حيآتنا علينا .. فنضطر ان نتعآيش بمزاوآتهآ على مضض
وهنآك تناقضآت قد أنشأناهآ بأيدينآ ..
وهذآ يختلف عن ذآك .. رغم انهم جميعاً يثيرآن العجب ..




علي :" آمين " ثم أخذ يلعقُ اصابعه تحت نظرات عزيز المتعجبة ..
عبدالعزيز :" علاوي .. دايم نأكل تسوي هالحركة .. انا تعودت عليها بس لو اصحابك شافوك ايش يقولوا؟"
ابتسم علي :" همّ كمان اتعودوا .. الله يخلي بلسم قعدت على رأسي الين ما صرت اسويها "
قطب حاجبه :" طيب ليش ؟؟"
وقف علي متجهاً الى المغاسل :" تقولك ماحد داري وين بركة الاكل .. وطلعت دراسات انه بعد الاكل
الاصباع تفرز مادة مفيدة تساعد على الهضم .. "



الآن فقط انتبهـ الى أنني لم أذلل ان ذلك النشآط من سنن الرسول - صلى الله عليهـ وسلم -



اضحكتني بشدة على هذا المقطع هل تعرفين لدي احد اخوتي يأكل بيده ليس لعلمه بأنها سنة بل لتعوده علىذ لك
اولادي معجبين بخالهم ويرودون التقليد وانا اقيم الدنيا واقعدها عندما ارى اينا منهم يتناول بيده الطعام
صدقيني اذا خرجو الى مكان او عزومة سوف ينتقدوني اذا اكلو بأيدهم وسوف يقولون عني اني لم احسن تربيتهم وتعليمهم اصول الطعام
واذا اخبر تهم انها سنة عندها تبدأ التعليقات مع ان الاكل باليد هو الصحيح بس صعب تطبيقه وصعب جدا
هل تعرفين لقد قرأت جزئك قبل ان ينزل هنا
والبارحة على الفطور اخبرتهم بفوائد الاكل باليد وكيف ان الاصابع تفرز انزيم هاظم وفائدة لعقها عندها بدؤ اطفالي بلعق اصابعهم
بصراحة لو حدث هذا الأمر امام مجتمع وعزومة لكان الامر اشبه بوقوع صاعقة على رأسي
اخبريني مالعمل علينا ان نغير المجتمع بأكمله اذا اردنا تطبيق العادات الصحيح
اتمنى ان اجد الجرءة في نفسي لاطبق مثل هذه الروائع
الله يهدينا لما فيه خير لنفوسنا


آميـــن ..
هههـ تغيير المجتمع !!!
لا ادري ان كآن هذآ الأمر سـ يحدث .. لكن دآم الامل باقٍ و رحمهـ الله وآسعة لن أيأس من ذلك .
غاليتي مآمآ ..
هل سـ نعيش مرتين ؟؟
بالطبع لا .. هيّ حيآةً وآحدة .. اذاً لمآذآ نتحرى فيهآ ارضآء النآس !!
( ارضآء الناس غآيه لا تدرك )
بل الاحرى ان نجآهد لارضآء الله في هذة السنون القليلة التي منحنآ اياها ..
دآم ان النفس تشتآق للتقلّد بـ سننٍ الرسول - صلى الله عليه وسلم -
فلا تترددي امااه .. علمي اخوتي روآئع رسولنآ وعلميهم ان لا يتأثروا بنظرة النآس في هذهـ الامور
فـ الحق قد اُستُنكر في زمننآ هذآ .. ان اخفينآهـ عن أعين الاخرين ..
سنعاون على دثرهـ للأبد
حفظ الله لكِ ابنائكِ وجعلهم ذخراً للصلاح لتفخرين بهم في الدنيآ والاخرة ..




جود واستقبل جاسر
كان استقبال اخوي رائع
هو اعجب بصحتها وقوتها وهي اشتاقت لروئيته
هنا انا اثني عليكي عزيزتي رائع هو حسك الأيماني لقد بدت جود بصحة جيدة لانها اقتربت من ربها كثيرا واهملت الاهتمام بمرضها واهتمت بعبادتها فدبت الصحة فيها لان علاقتنا برب العالمين تشرح الصدر وتشفي النفس العليلة
لا ادري لقد اربكتي تواقعاتي عندما بدت جود تتماثل للشفاء فهل سووف تشفى بشكل تام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


بالفعل .. لقد قرأت الكثير عن حآلاتٍ تلاشى فيهآ المرض العضوي بسبب تقربهم الى الله
لأن المرض الروحي قد التئم فقد التئم ما هو أقل تأثيراً منهـ
ولقد عايشت حآلة وآحدة .. رأيتهآ بأم عيني ..
قد تستعجبين عندمآ ترين هذة الحآلهـ في غفلتهآ ثم في صحوتهآ
سبحآآن الله مقلب القلوب !!

اما عن سؤالك .. فـ ستجدين جوآباً منطقيآ بإذن الله




جاسر
رائع عدم رغبته بدخول المنزل قبل ان يعلم بغياب شفا وبعد ان علم
بصراحة اعجبني هذا التصرف يتصرف وكأنه في بلده ويطبق عادات بلده وليس مثل من يتركها خلفه عندما يسافر
قصتك مميزة بنماذج كلنا نتمنى ان نكون مثلهم صدقيني لدينا الكثير من العيوب التي تحتاج ان تصلح عيوب داخلية وليست خارجية
بأعتقادي العيب الداخلي صعب اصلاحه بعكس العيب الخارجي الذي اصبح مسألة اصلاحه مسألة هينة
الله يهدينا




آمين جميعاً يآ رب العالمين ..
صحيح غاليتي .. ما قلتيهـ ..
يقول رسولنا صلى الله عليه و سلم :
" إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب "
( متفق عليه)
أصلح الله قلوبنآ و ابعد عنهآ السوآد والغفلهـ وثبتهآ على الدين القويم .


زينة وفارس
هل تعرفين لا ادري لما نماطل بمشاعرنا وهذا الكلام يشمل الكثير
فارس انت رجل وشعرت بأنجذاب الى فتاة معينة لما هذا التردد صارح اختك لتعرف ماهو رئيها ربما المصارحة بذلك تغنيك عن الكثير من المشادات التي تحصل وربما تكون زينة بحاجة لهذه المصارجة حتى تكشف لها الورقة الاخيرة التي يدور عليها الشك وهي رغبة فارس بلأرتباط بها
ولكننا بشر وهذه طبائعنا نلف وندور على مسألة مفروغ منها ونستهلك طاقة بالأحزان ممكن ان نستفاد منها بالأفراح
لا ادري الى اين سوف يصل فارس وزينة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


احب اشارتكِ لـ التصرف الصحيح الذي يجب ان يقوم عليه الطرفآن
ولعلّي قاصدة هذة الممآطله بينهمآ لإيصآل رسآلة لاحقهـ ستتوضح قريباً بإذن الله ..
الى اين سوف يصلان .. هذآ ما سترونهـ بإذن الله .




وسن وغرام والمستنقع الضحل الذي تعيشان به
لا ادري ماذا تخططان ولكني اجزم انه الشر بعينه
شفا والوعكة الصحية بصراحة لو كانت انسانة قلبها سليم لما تحملت ان تأتي الى المنزل ولاتجد اخوتها والفتاة المؤتمنة عليها بصراحة موقف صعب
وانتي ابدعتي بصياغته وابدعت في ايجاد موقف يبعد جاسر عن ما يمكن ان يكتشف اذا توغل في بيت شفا


صحيح .. أتعرفين ان كتآبهـ روآيهـ أمرٌ أصعب مما كنت اعتقد
فيجب على الكآتبهـ درآسهـ كل حركهـ و ربطهآ بالمنطقيهـ والتوقعآت ..
أعآن الله كل من تكتب للإفآدة


بشوق كبير انتظر نبظتك القادمة ايتها الابنة العزيزة
وفقك الله


و بشوقٍ أكبر لوجودكِ دوماً بجانبي امي ..

آملهـ أن توجهيني دوماً للصح والحق ..

لكِ احترامي ومودتي ..

دمتي بحفظ الرحمآن .

ضياع نبضة 16-09-08 02:13 AM

هلا وغلا :[ هموسهـ ]:

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

مرحبنبك ثاني ومليون مرهـ

الروعهـ تشجيعكـ لي حبوبهـ

الله يسلمكِ هموس ويسعد قلبك ..

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الروايا (المشاركة 1637763)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

----
مو عارفة ابتدي بشنووو واخلي شنووو
كل شيء بالنبضة يبي له تعلييييق ..
----
خليني اول شيء ارمس عن مداخلاتج ..
روعة عيبتني طريقة وصفج للتناقضات .. بالفعل تصييير بحياتنا اليومية هالمواقف
حلووو انج ما تستنكرين بشكل مباشر او لناس بعينهم ..
طريقتج في التساؤل والاستغراب تجذب الواحد وتخليه يفكر ويتفكر
واااايد تعيبني اساليبج .. فعلاً مميزة ..
----
القصيدة اللي كاتبتنها .. حدهاااا حلوة
كلمااات و قافية و احسااس
ما شاء الله عليج تقصدين بعد .. اظن قلمج يقدر يروض كل انواع الادب
عيل اتحفينا بقصااايدج الرووعة ..

هذا اللي اتعامل معاهـ بحذر ..

النصح بشكل غير مباشر ..

لأن انتي عارفة كيف الانسان يحز في نفسهـ انهـ يتنصح مو ينصح

فقلت اوصل نصايحي بأسلوب ثاني بحيث اني اوصل الرسالة من غير ما اتعرض لحساسية القاريء

ما تدرينـ اني شآآعرهـ > طآآآخ

تسلمي حبوبهـ ترى اشخبط بس ويجي مني ..

بوريكِ كتاباتي ابشري .. ما طلبتي ..


-----
النفائح الايمانية .. يااااااا رب يجزيج كل الخير عليها
موضوع الاكل في ديننا استفدت منه وااايد
الله يجعلها في ميزااان حسنااتج يارب ..
----
وبعد اوووول مرة اعرف ان الرفع في الركوع مو مستحب
دورت على ادله وبالفعل ما يصييير
يوووووووه ربي يغفر لي غفلتي ..
جزااااج الله خير الجزاااء نبووض .. صدق تنشرين العلم مع قصتج
واكو مرة قريت وحدة قالت ان قصتك كاملة جامعة فيها كل الاشياء
الحين صدق اقوول .. قصتج كاااااااااااااااااملة ..
فيها الدين والتعاليم .. فيها الاخلاق والعادات .. فيها العلاقات والانسانية
فيها كل شيء نحتاج نتعلمه ونتمتع فيه ..
مدري شقول لكن الله يوفقج ويكتب لج امنياتج حقيقة ..

آميـــن يآ رب العآلميــن .. ويآك

يهـ والله تبالغين دبووهـ .. لا كآمل الا وجههـ الكريم ..

بس تسلمين مرة فرحتيني .. يارب تستفيدوا من المعلومآت اللي احطها ..


والتعليق عن الشخصيات قيدج عرفتينه من هنااااك ..

هههههههههـ اي وصلت التعليقات عنهم بسلام كخ

اختج همس ..

تسلمي هموس لمرورك ..

ضياع نبضة 16-09-08 02:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الروايا (المشاركة 1637792)
نسيييييت اقوولج نبووض

خذي راحتج بالكتااابه

ندري شلون رمضان ومشاغله

لا تضغطين على عمرج ... القصة ما بتطير

اهم شيء تستفيدين من وقت رمضان بالخير ..

وبما انح رايحة الليلة العمرة .. ادعييييييييي لنا وياااج

ربي يكتب لي اعتمرررررر يارب

تحيتي ..

:) تسلمي دبوووهـ

و لا يهمك يالغلآآ .. و يآرب يكتب لك عمرهـ قريب ان شآء الله ..

فديتك :friends:

ضياع نبضة 16-09-08 02:23 AM

هلا وغلا :[ شبوههـ ]:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شبيهة القمر (المشاركة 1637828)
السلام عليك أختي في الله

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

استمتعت كثيرا بقراءة هذا الجزء

الذي اتحفتنا فيه بمعلومات قيمه اثابك الله

وجعل ماخطته يمينك شاهدا لك لا عليك


آمين يآرب العآلمين ..

وان شآء الله دايماً تستفيدي وتستمتعي بين سطوري :)


ضياع نبضه...

كم اتساءل مالذي يعنيه هذا الاسم ؟؟؟

هل هو الضياع في بحر الهوى ؟؟؟

كما يحدث لزينه وفارس؟؟؟

ام هل هو ضياع الهويه الدينيه كما يحدث

لفاتن ووسن وغرام ؟؟؟؟

ام هل هو فقد الاحبه وضياع نبضاتهم للابد ؟؟؟؟

لاأحبذ الاخير لانه يعني


النهـــــــــــــــــــــــايه...

اتمنى ان أكون مخطأه وان نجد في ضياع نبضه

مايفسر لنا ذلك ....بدون نهايات مأساويه ؟؟؟


كل ذلك محتمل .. لكني لن اعدك بشيء ..

فالحيآة مأسآة وابتسآمة .. ايهآ ستكلل نهآيهـ روآيتي لن نعلم الا عندمآ يحين الوقت .



ضياع نبضه


لك مني خالص الشكر وجزيل الامتنان

فقصتك بحد ذاتها موسوعه ماشاء الله

وزادك الله من فضله


سنظل نرتقب نبضات قلبك...وبنات فكرك

في حفظ الرحمن...

سلمتِ اختي الحبيبهـ

ولكِ مني شكراً وامتناناً ممآثل ..

وجودكِ اسعدني وكلمآتك اغبطتني كثيراً .. اعتز بهآ و بكِ ..

آمين يآ رب العآلمين ..

وانا مترقبهـ وجودكن بـ لوحتي دوماً

مع محبتي في الله ..

بآقهـ ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 16-09-08 02:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 (المشاركة 1638723)
مادريـ شقــولـ نبوووضـ
غيــر انـ النبضهـ و كالعادهـ رووعهـ
او
اكثــر منـ رووعهـ
فتسلمـ ايدجـ عليـهـا
شفــا
انـ شاء اللهـ ما يطلعـ فيهـا شـيـ وتقومـ بالسلامهـ يا ربـ
فاتـنـ
انـ شاء اللهـ يكونـ اليـ صار اليومـ درسـ لهـا
وتكونـ عرفتـ غلطهـا
هدى
يا جذيـ الخواتـ يا لا
اللهـ يخليهـا لاهلهـا
ويصبرهـا علـى فاتنـ
علـيـ
ليلحينـ عقدهـ الذنبـ مسيطرهـ عليهـ
معـ انهـا خفـتـ
ودهـ يهاوشـ فاتـنـ ويأدبهـا بسـ يحسـ بالخجـلـ
كافيـ انهـ حرمهـا منـ ابوهـا<<بوجهـ نظرهـ هالكلامـ*_^
اللهـ يعينهـ
وســنـ
اللهـ يهديهـا
اعتقـد انـ اليـ شافتهـ ورايحتلهـ اهو جاســر
غرامـ
كنتـ اقولـ حرامـ تصادقـ وحدهـ مثـلـ وسنـ
والا تطلعـ منـ نفسـ طينتهـا
جوود
انـ شاء اللهـ ما يصيـر فيـهـا شيـ
جاســـر
يعنيـ فوقـ همومهـ تطيحـ شفـا!!
بسـ انـ شاء اللهـ ما يكونـ فيهـا شيـ
يحسـ بالذنبـ اذا شافـ جوود تضحـكـ ومستانسهـ وماودهـ يقولهـا عنـ عمهـا
اللهـ يستــر
فارسـ
ليلحينـ محتـار
اللهـ يعينهـ
عمـر
؟؟؟؟؟؟؟
ليلحينـ غامـضـ!!
آخر شيـ
حيــلـ عجبنـيـ تامــر لمـا قالـ خلـ نقومـ نصليـ وندعيلهـا
لو ايـ احد بعمرهـ جانـ قعد يبجيـ
صجـ عرفو يربونـ
وترا خواطرجـ تهبببـلـ*_^
بانتظـار النبضهـ القادمهـ على احــر منـ الجمــر
تقبليـ مروريـ

هلا وغلا :[ بنوووتهـ ]:

نورتي صفحتي هنآ بعد ..

الله يسلمكِ دبوهـ الاروع وجودك ..

~~~

ان شآء الله لكل اللي قلتيهـ

وتعليقآتك كالعآدهـ عسووولهـ مثلك

اسعدني ان خواطري عجبتك من ذوقك دبوهـ > الوآثقة

امتناني لوجودكِ بنووتهـ .. لا تغيبي .

دمتي بود

ضياع نبضة 16-09-08 02:33 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew (المشاركة 1639770)
نبضات في قمة الروعة ,,اعذريني لعدم تواجدي في الآونة الأخيرة ,,لكن كانت شبكة الانترنت تواجه بعض المصاعب ,,من النبضة 16 وحتى النبضة 18 انكشفت أمور كثيرة ,,اعتراف زينة لنفسها بحب فارس واعتراف هذا الأخير لحبه لها في نفسه ,,أصبحت أظن أن فارس وزينة هم أبطال القصة وأن لهما تأثير كبير في أعماقنا ,,أما ظهور عمر الذي جعلني أتأكد من حب فارس لزينة وذلك بسبب غيرة هذا الأخير عليها عندما رأت عمر معه كان جدا جميل ,, شفا ,,في النبضة 18 أشفقت عليها عندما أغمي عليها وأرجو ألا يصيبها سوء إن شاء الله ,,أما الحمقاء وسن فأرجو أن تقع وتنكسر رقبتها <مستاءة جدا
أسلوبك جميل وأحداث متجددة ,,أنتظرها بشوق

هلا وغلا :[ ديو ]:

ردك الأروع اختي ..:)

ومعذورة بأي وقت صفحتي مفتوحهـ لك ..

زينهـ .. و فارس .. يمكن الاضواء مسلطه عليهم الان بكثافة

لكن في النبضات الجآيه رآح تشاركهم شفا الاضواء ..

واضح انك مستآءة جد من وسن .. أول مرة اشوفك تتمني الشر لها ..> مو الوحيدة :f63:

وجودك جميل .. فلا تحرميني منه

شكراً و امتناناً لك..

باقة ود :flowers2:

ضياع نبضة 16-09-08 02:42 AM

هلا وغلا :[ حنين ]:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنين الروح (المشاركة 1639971)
السلاااااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاااااااااااااااته....

وعليكم السلااام ورحمه الله وبركااته

يسعدلي هالحماس الله يحفظك
:rfb04470:


بصرااااحه اختي الرواااايه رووووووووووووعه....بكل ما فيهاااا..انا للحيييييين..بالبدااااايه...بس..ما شاااء الله الابــــــــــــــــــــــــــــــداااااااع..مبين من بدااااااايته..<<خخخخ

ردك الاروووع دبوهـ والابداع - اين وجد - ما يقرأهـ الا المبدعين :)


والله اختي روايتك اذهلتني بجد..بكل تفااااصيلهاااااا....ببساااطتهااا..وباجواااائهاااا..الممتعه.. عيشتيني الجو,,الصراااااااحه...يمكن..الحييييييين..ماا اقدر ارد عن كل نبضه بروووحهاااا...بس ان شااااء الله لي عووووووده..بعد انتهاااائي..منهاااااا.....

ردك انتي اللي اذهلني و اخجلني مااارررة ..
تسلمي والله على كلامك الحلو .. اعتز بيهـ ..
وبإنتظاارك وانتظار عودتك :)


اكثر شخصيه استاااانست عليهااا زيووووون..تهبل هالبنت...بكل حالاتهاااا..والله موتتني ضحك..لما ضربت فارس على راسه بالقدر..واول ما قالت: قتلته!!!!!ما قدرت امسك نفسي...هبله...صدق..


:lol: ان شاء الله مبسوطة دااايم يارب

نبوووضه الله يسعدك..يااارب..ويوفقك...ويحفظك...

دمتي بود.....

ويسعد قلبك ويوفقك ويحفظك انتي بعد

آمييين يارب العالمييين

تسلمي حنووون فرحتيني بـ ردك العسوول ..

لا تحرميني من طلتك ..

دمتي بكل ود :flowers2:

ضياع نبضة 16-09-08 02:46 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

~~~


شكراً لـ تواجدكم اخواتي في الله

و تسلموا لـ ردودكم الحلوة والمشجعهـ

بإذن الله اذا قدرت اخلص النبضة اللي بيدي انزلهـ .. والا بعد العيد ..

ممتنهـ لكل متآبعة للقصة ..

و موفقين بإذن الله ..

رمضآن كريم و تقبل الله فيهـ طآعاتكم .. وبلغكم العتق من نيرآآنهـ ..

مودتي واحترامي ..

~~~

ضيـ11ع نبضـهـ

صمت الرحيل555 19-09-08 07:10 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ضياع نبضة 21-09-08 01:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صمت الرحيل555 (المشاركة 1652670)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

هلا و غلا :[صمت الرحيل ]:

الشكر لك اختي و بارك الله فيكِ ايضاً ..

تحيتي لمرورك الرقيق

باقة ود لك :flowers2:

ضياع نبضة 21-09-08 01:38 PM

v~√”^√V’~-√V~'^~----- ~ النبضـة التاسعـة عشـر ~----~ v~~√”^√V’~-√V


ومضة :
" مصائب قومٌ عند قومٍ فوآئدُ "

~ الجـ 1 ـزء ~

مسحت قدماه ارضية الرواق وهو يسير ذهاباً و اياباً وحوارين القلق تستبد به ..
ما حدث كآن مجرد تكرار لتجآرب حاكاهآ عندما رأى اختهـ تفقد وعيهآ مئات المرآت ..
و لغرآبة الوضع .. كآن لهذة المرة وقعٌ مختلف عليه ..!!
لا يعرف كيف .؟ ولماذا .؟ وما هو وجهـ الاختلاف ..؟
لكن النظرة الذآبلة التي رأهآ في عينيهآ هآلته .. وهآلهـ أكثر الهلع الذي أصآب الصغآر ..
هلعٌ مشبوب بخوفٍ مريب .. مريب جداً !!
استند على الحائط بثقله وتنهد بقوة مغطياً وجهه بكفيه وهمس :" آآه يارب احفظها "
لم يكن ما حدث بالحسبآن ..
وكل ذلك بسببهـ .. أخطأ عندمآ أخذ أخوتهآ دون اعلامهآ شخصياً و استئذآنها..
أخطأ بالتصرف على هوآه ..
زمّ شفتيهـ مقهوراً :" انا الغلطان .."
أتآه صوتٌ أنثوي بالقرب منهـ :" غلطآن في ايش ؟"
التف عنقهـ الى مصدر الصوت ..ثم انقبض صدرهـ عندما لمحهآ .. تلك الفتاة !!
بإبتسامهـ(signal 2 ) أردفت :" هلا جاسر .. انت رجعت ؟"
ضآقت عينآه لنبرتهآ وكلمآتها فـ تنحنح وهو يصلب من وقفتهـ :" نعم ! "
اقتربت اكثر لتقف بمواجهته :" كيف جود .. احسن ؟"
اشاح ببصرهـ عنها وقال برتابة :" الحمدلله "
تحركت عضلة جانبيه في فمهآ بغيظ ..فكرت :" انآ وسن ولا يتجآهلني احدٌ احادّثه "
ثم جهرت بالقول :" ليش انت هنا ؟"
تأفف في قرارهـ نفسه لحشريتهآ .. فقال بفتور :" الآنسة شفا اغمى عليهآ "
ابتسمت نكآيهـ في شفآ لكنها اخفت انشرآحها تحت ظلالٍ زائفة :" لااا .. طيب كيفهآ الحين ؟"
وتشكلت فقاعات القلق على قنآعٍ حبكتهـ بتمثيل بآرع على ملامحهآ .. حتى أن جاسر خُدع لقلقها ..
فقد استدار اليها بنظرة متعبهـ :" ما ادري .. ان شاء الله تكون بخير "
طأطأت متأملهـ المثل :" يا رب " وفي انفاسهآ الحقودة اخذت تصرخ بـ ..
:" اتمنى ان تفنى في هذة اللحظة .. لأنعم بكَ دون منآفس "
قلبت الملف الذي احتضنتهـ اليهآ .. ثم تنحنحت واصبعهآ يُشكل دوآئراً على اطرافهـ ..
بنعومة :" امم جاسر .. ممكن نتقابل في وقت تكون متفرغ فيه ؟"
تباعدت زوآيا عينيهـ في دهشة لما قآلته .. طريقتهآ في طلب الأمر .. كلمآتها .. ايحائاتهآ ..
كلهآ اثارت فيهـ الحذر .. ماذا تريد هذة ؟
او انه يعرف ما تُلّمح له بالضبط .. وهو أمرٌ يترفع عن قبولهـ ..
أجابهآ بفتور و هو يعطيهآ ظهره ليبتعد :" آسف ما أظن ان عندي وقت فراغ .. عن اذنك "
وقع فكهآ مذهولاً لهذآ الرفض .. وشعرت انه جرح زهوهآ بأنوثتهآ ..
فأفاقت لنفسها تناديه غاضبهـ لكنه تجاهلهآ مبتعداً ..
غرست اظافرها الطويلة في رآحة يدها والحنق يتملكها .. أنا وسن لا يُرفض لي طلب ..
من بين اسنانهآ المقهورة :" انتظر يا جاسر .. أنا وسن بنت كارلا وراح تركع عند رجلي "
بسمهـ سخف جالت فمها مفكرة.. :"سأجعلك ترى بأم عينيك جثتي جود و شفا تتعفنان بالقبر ..
وعندها لن يكون لك الا أنا .. هههههههآي"
ثم ابتعدت راضية لأخر فكرة الى مكان عملهآ .

~~~

قرر انتشآل نفسهـ من مكآن وقوفهـ حيث تقف تلك الفتآة التي نسي حتى اسمهآ ..
مشى دون أن يلتفت اليهآ وهيّ تنآديهـ بصوتٍ حآد ..
وجد قدمآه تأخذآنهـ الى استرآحهـ الانتظآر .. ليتهالك على مقعدٍ مترهل من وطأة هموم جآلسيهـ
دعكـ نونته متعباً .. وبدأ الصدآع يتسرب الى جوآنب رأسهـ
مسؤوليآته وقلة سآعات نومهـ واصآبتهـ بالأرق في الآونه الاخيرة .. كل ذلك جعلهـ يعاود عآدةً سيئة ..
يعود مداولتهآ الى عشرة اعوامٍ انقضت .. و انقرضت ..
لكنهآ عآدت للحياة في ظروفٍ سيئة بقدر سوئهآ بذاتها ..!!
مكرهاً بحث بدآخل جيب معطفهـ على علبةٍ صغيرة بدآخلها ضمت لفآئف تبغٍ قآتلة ..
اخرج وآحدة وقبل ان يشعلهآ أخذ يتأملهآ بإزدرآء ..
فكّر :" كم أنتِ عليلة بغيضة .. لكنكِ ترفهين عني همومي .."
( كمآ يقول بعضهم ... ولا أدري ان كان هنآك غير الصلاة ما يرفهـ هموم العبآد !! )
الهب مقدمتهآ واشتعلت تحترق بذرآتهآ ..تتآكل و تضمحل .. تماماً كـ كل من يستنشقهآ ..
سحب نفسًا منهآ بتوتر .. وأطلق الدخآن الابيض مع ما خالج قلبهـ من ثقل ..
تبعثرت نظرآته على سُحبهآ البيضآء المتمآيلة .. وعآد ينظر الى السيجارة بيده ..
شعر و كأنهـ يرى نفسه متمثلاً فيهآ ..
كأنهـ لفافة تبغٍ تحترق ببطء .. لـ يمر الوقت و تموت دون تركـ أثرٍ الا الرمآد ..
وفي حالته .. سـ يغدو حبيبآتً من الرفات ..!!
بعنف أطفأ السيجآرة و رمآها بقآع إنآء المهملات الانيقة ..
و صورة شفآ تترآى لهـ و تترجآه بطريقتهآ الصامته ..
.. قبل مسيرة عقآرب الزمن بحوالي ساعة و نيف انقضت كآنت بين يديهـ كـ الطفلة ..
في ثقلهآ و هالتهآ و صفاء عينيهآ المغمضتين .. في كل ذلك و أكثر ..
وهو أرآد حمآيتها و درء كل سوءٍ يتربص بها .. أو بـ اخويها ..
في الحقيقة ما زال الاحساس ذآتهـ ينبض الآن ويجيش في صدرهـ .. حتى اثار تعجبه ..
ارخى رأسه يهزهـ استيائاً ..:" اكيد قمت اخرف من النعاس .."
تطّلع الى معصمه ليجد عقارب الساعة تشير الى الثامنة مساءً .. مرّ وقتٌ ليس بالقصير منذ ذاق طعم النوم
ما هذا ؟ ما الذي يؤخر تلك الطبيبة عن اخراج شفا ؟؟ ..
سأنتظر وهل لي غير الانتظار ...؟!!

(( ومضهـ للمدخنين ))
قال تعالى {...ولا تقتلوا أنفسكم...الآية }
[النساء 29]
وقوله صلى الله عيه وسلم «لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ»
[صحيح رواه الإمام أحمد وغيره]
http://www.khayma.com/fahad1390/din/mamlat/25.htm

: هـ م ـ س ـات :
سأل سيجارته بعد نوبة من السعال :" لماذا تفعلين بي ما تفعلين؟"
فأجابت وهي تتحول إلى رماد :"
أنا علبٌ ملونة ... ومنها أنت تختار ! ؟
هان لأجلي المال والدار
أعاديكم، وتحموني.. !!
وبالأموال تفدوني..!
وبالرئتين تُغذوني..
فعلام تلوموني !؟؟؟ وأنتم لا تعادوني ؟!
لقد سممت أجوائك .. وناري أصبحت دائك
فكم آذيت أبنائك .. وكم أحرقت أحشائك
مقامي في الشرايين .. كوسواس الشياطين
أنا الأمراض أجمعها .. أنا السرطان والقار
أنا سلٌّ وأخطار ... وعند الموت أشكال..!

: منقول :

~~~~

~ بدآخل غرفة الكشف ~

انقشعت الرؤية الضبابية امام ناظريها و رمشت جفونهآ بتعب وخمول ..
تقافزت ومضات مشعة حولها واخذت دقيقة لتستقر و تتبين انها بدآخل غرفة بيضآء ..
مضطجعة سرير الكشف .. والنور متركزاً فوقها.. تأوهت وأناملها تبعد قناع الأكسجين من على فمهآ ..
:" ها قد استعدتِ وعيكِ ... بماذآ تشعرين يا شفا ؟"
نظرت بوهنٍ الى محدثتهآ .. و لم تتذكر من هي رغم ملامحهآ المألوفة ..
همست :" أشعر بالضعف في جسدي كله "
امسكت الطبيبة رسغهآ تقيس الضغط :" يجب ان تكوني ممتنة يا فتاة .. فـ لم يتعد الامر كونه فقدان وعي "
تنهدت و ضعفهآ بدأ يتسرب بعيداً عنهآ :" هل أنا بخير ؟"
ببسمهـ وقفت الطبيبة عآئدة الى جهاز مؤشر النبضآت :" نعم .. تحتاجين فقط للرآحة "
قآمت ببطء لتجلس و أطرآفها ترتجف :" ألم تصبني أزمة قلبية ؟"
نفت الطبيبة بحركة من رأسها :" يا صغيرتي لا تأملي ذلك .. لقد انخفض ضغطك ومستوى الاكسجين في دمك
وهذا كل شيء "
تمتمت بضعف :" حمداً لله ... ولكن كيف جُلبتُ الى هنآ ؟"
عادت اليهآ الطبيبة لتعطها قرصين مع كوب مآء :" انه شابٌ أسود الشعر .. كان من القلق بحيث لم يخبرني بهويته "
تلفقت الاقراص والكوب متسائلة بغرابه .. شاب !! .. اي شابٍ هذآ ..؟
ابتلعت الاقرآص ثم انبثقت هيئة جاسر في ذهنها .. فأخذت تسعل بعد ان شرقت بالمآء ..
الطبيبة :" هوني عليك .. لا تستعجلي في الشرب صغيرتي "
سعلت ماسحهـ شفتيها من الندى ..:" هل .. هل هو هنآ ؟"
ببسمة متفهمة :" نعم .. انه بـ الخارج ينتظر منذ جلبك قبل ساعة ونصف "
شهقت بفزع :" ساعة ونصف !!!! "
وقفت هلعه ولكنهآ أخطأت تقدير طاقتها .. فترنحت بـ وهن لتعود متهالكة على السرير مجدداً ..
ربتت الطبيبة على يدهآ :" استريحي يا شفا .. ما زالت الطاقة تنقصكِ .. فـ الاكسجين لم يسري بعد في عروقك"
سألت متيقظة :" دكتورة هل أخبرته بما أصابني .. بـ حالتي الصحية او ما شابه ؟؟؟ "
رفعت كتفيها بنفي ما أرآح شفا :" لا .. ولو اخبرته لما كان فقه شيئاً نظراً لحآله ذهنه المشوشه "
واردفت تشير اليها :" على كل انصحكِ بالبقاء هنا الليلة لترتاحي "
مسدت رأسها متذكرة هوية الطبيبة :" لكن يجب ان اعود حالاً دكتورة هيلين .. فـ اخوتي وحدهم بالمنزل"
لوت شفتيها غير موافقة :" لكن العودة سيراً سـ تتعبكِ .. اممم من الجيد وجود الشاب ..
سينفع ان اعادك كما جلبك "
رفعت بصرها بتساؤل :" كيف ؟؟"
ابتسمت هيلين مرحاً :" حَمَلكِ "
لاذت صامته واستحالت كالصخرة لصورة جاسر يحملها .. احست بالخجل و النفور لهذة الصورة .
رجلٌ اجنبيٌ عنهآ يحملهآ ..!! اوووه يا الهي ماهذا الحرج .. !!
عبست و وجهها الطفولي يرسم استنكاراً بريئاً :" لا اريد .. سأبقى قليلاً حتى استطيع المشي بثبات "
ضحكت هيلين لملامح شفا .. ثم استأذنت لتخرج ..:" حسناً حالما تجدين نفسك قادرة عودي "
صاحت شفا قبل رحيلها :" دكتور .. ارجوا منكِ ألاّ تخبريهـ بـ بـ حالتي "
اومأت هيلين متفهمة ثم توارت خارج الغرفة ..
تنهدت شفا بعنف .. وهوت برأسها على وسادة السرير .. امسكت بقناع الاكسجين و ارتدتهـ
تحتاج دقائق عدّة لتهيأ نفسها قبل ملاقآته ..

~~~~

لمح الطبيبة تجتاز الردهة فوقف ولحق بها :" ايتها الطبيبة "
التفتت الى مصدر الصوت وابتسمت لتراه :" هذا انت ! .. لا تقلق ان شفا بخير "
كلماتها البسيطة ازاحت حملاً ثقيلاً عن كاهله :" آه حمداً لله ... ما الذي اصابها ؟"
لوحت بيدها تطمأنهـ :" مجرد تعبٍ وارهاق .. بإمكانك ان تعيدها الى منزلها ولكن اسندها فقد تقع من الوهن"
شكرها ثم عاد ادراجهـ الى جانب غرفة الكشف .. ووقف منتظراً اياها ..
مرت خمسُ دقائق ثم ارهف سمعه صوت الباب يُفتح ..
انتصب واقفاً مبتعداً عن الحائط .. و انتفض وهو يراها تخرج مستندة على حافة الباب ..
تنحنح لينبهها على وجوده :" حمدلله على سلامتك آنسة شفا "
لم تنظر اليه وزحف الخجل اليها .. في هذا الممر الخالي من المارين .. وحدهما !!
تشعر وكأن انفاسها ستنفجر وتخنقها ..
بصوتٍ بالكاد سمعه :" الله يسلمك .. شكراً "
وقف متردداً مكانه .. هل يساعدها ام يقف منتظراً اياها تسبقه ؟؟
صوته القوي خرج يناقض تشتت افكاره :" تحتاجي اجيب لك كرسي عجلات ولا .."
قطع كلامه هزة رأسها الرافضة :" لا انا بمشي "
و بالفعل .. فور القائها بتلك الكلمتان خطت متهادية في عرض الممر الى اقرب نقطة مصآعد ..
ومن خلفها بمسافة كافية تبعها جاسر ..
استقلا المصعد صامتين وكلاً ينظر الى جهةٍ مناقضة للآخر ...
وغآدرا المكان متتآليين بلا كلمة واحدة ..
شعرت شفا بالمسافة بين المستشفى و بيتهآ اطول من المعتاد بكثير ..
ام ان الصمت اوحى لها بذلك ؟
او انه مرافقها الذي كان وجودهـ الصآمت ينافس تأثير كلمآتهـ على أثير الأجواء ..!!
ترنحت قليلاً في سيرها .. وكاد لمرتين ان يسندهآ .. لكنه كبح نفسه محترماً تحفظهآ ..
عبرا الطريق الحجري ليدخلا مجمع السكن التي ترامت فيهـ المنازل الصغيرة هنا وهناك ..
في عتمهـ الليل اضفى السكون حالمية غريبة .. فـ تفاقم انتمائاً يربط كليهما بخيطٍ خفي ..
وكأن حواراً غير مسموع يجري بين تلك الفتاة في الامام ..
وبين هذا الرجل الذي يمشي مشيحاً بصريه وفي نفس الحين منتبهاً لكل سكناتها ليكون السند اذا وقعت .
أخيـــراً بعد ان تهيأ لها انها لن تصل .. وصلت بسلامة ..!
وقفت على حصيرة باب منزلها .. ضربت الجرس وانتظرت لبرهة ..
فزعت عند انفتاح الباب بسرعة هائلة لتطل من خلفهـ وجوهاً تعيسة ..
تحولت الى ابتساماتٍ مختلطة بالدموع حالما رأوهآ ..
انقض ثلاثتهم في حضنهآ باكيين .. فـ رغم تعبهآ افلتت شبهـ ضحكة رقيقة ..
شفا ببسمة :" ايش فيكم حبايبي ؟"
جود بقلقٍ صادق :" شفااا .. خفنا عليكِ مرررة .. "
اضافت تالا حاضنةً خصر اختها الكبرى :" شفووي حسبتك بتموتي !! "
عنفهآ تامر بحدهـ :" اقولك بتكون بخير ما تفهمي .. لا تفاولي على اختنا ومصع "
ابتسمت شفا واهنة :" ما فيا شيء الحمدلله "
جود برآآآحهـ :" يا رب لك الحمد .. كنا شويتين و نجيكِ المستشفى "
تحدّث عندهآ جاسر وقد تناسوا وقوفهـ على بعد خطوات فوق الارض العشبية ...
بهدوء قال :" ادخلوا دآخل لا تتَعبوا الآنسة شفا بالوقوف "
حتى هيّ في لحظة خلت تناست وجودهـ فأستدرات اليه محتارة ..
رغبت في رد جميلهـ بطريقة ما .. لكن دعوتهـ للدخول أمرٌ تجده صعباً ..
فـ هو غريبٌ عنهم رغم شعورهآ بقربه .. لم يسبق أن دخل بيتها رجلاً ..
الا اذا استثنينا عاملي التصليحآت وما يحتآجهـ المنزل .. وفي حآلاتٍ متباعدة حمآلة نقل عند فقدانها وعيها .
تحدث تامر حينهآ :" ادخلوا صح .. تفضل يا اخويا الكبير "
طرفت شفا بدهشة .. عفواً هل سمعتْ ذلك حقاً .؟!!!!
و لزيادة دهشتهآ رأت تالا تذهب اليهـ وتجرهـ من يده ليقترب منهم :" جسور تعال "
ابتسم جاسر للصغيرة ولم يتزحزح قيد انملة :" لا شكراً .. انا راجع الحين للفندق "
ثم رفع نظرهـ الى اخته :" جود انتِ خليكِ هنا الليلة .. بكره امر عليكِ "
طأطأت اخته موافقة .. فتكلمت شفا بتردد :" سيد جاسر .. ا اا شـ شكرا عـ .."
قاطعها بخفهـ :" مافي داعي .. اذا احتجتوا اي شيء انا موجود .. "
تحدثت تالا التي ما زالت ممسكة بيدهـ :" اخويا ليش ما تبات عندنا الليلة ؟"
جثا بقربها ومسح وجنتها بحنان :" عندي اشغال .. لكن اوعدك بكرهـ اجي .. طيب ؟"
لوت شفتيها الكرزيتان :" اممم طيب .. نام كوييس وفرش اسنانك "
ضحك جميعهم على نصيحتها ..
طبطب جاسر على رأسها وهو يقف :" ولا يهمك .. تصبحوا على خير "
بصوتِ وآحد قالوا :" تلاقي الخير "
ابتسم ولوح لهم مبتعداً في الطريق الخالي .. والكل ينظر على أثرهـ ..
غضت شفا بصرها عنه عندما اجتاحتها خيبة أمل ممزوجة بالرآحة .. فتنهدت لتحدث الثلاثة ..
:" يالله ندخل دآخل "
ودخلوا ثم اُغلق بآب المنزل من خلفهم .

~~~~

طُرق الباب طرقتين ثم اقتحم بسام غرفتها ...:" عمتوو يقولك خالو فارس انزلي "
كانت زينة تجلس على التسريحة ممسكة بيدها قلم الكحل لتتكحل ولكنها انتفضت فور دخول ابن اخيها..
زينة :" اصبحنا واصبح الملك لله .. ايش تبغى يا جني ؟"
لم ينظر اليها بسام بل اخذ يحمل احدى صناديقها :" خالوو يقولك انزلي السيارة عشان رايحين العمل "
قطبت جبينها :" على كيفو هو .. خلي ابوك يوصلني .. وبعدين فين ماخذ اشيائي ؟"
قبل ان يتواري خلف الباب اجاب :" ابويا اخذ الشقة اللي تحت وبينقل اشيائك .. هوّ قال لفارس يأخذك معاه
لا تتأخريييييييييييي " ..
تأففت زينة .. ثم اعادت مقتنياتها الى داخل حقيبتها .. ارتدت معطفها وطرحتها وغادرت الغرفة ..
تلاقت مع دلال في الصآلة :" صباح الخير .. دلوول فين زوجك ؟"
اما دلال التي اخذت تمشط شعر ابنتها :" اسفل في الشقة .. بننقل لما ترجعي العصر تعالي تحت "
تكتفت زينة بضيق :" امفف وليش محد قالي ... واشيائي ؟؟"
دلال :" هه انا صحيت من النوم و زيد قالي .. اشيائك نحن بننقلها.. انتي روحي لا تتأخري عن الشغل"
شتمت بدآخلها ثم ودعت زوجة اخيها لتغادر الشقة الى المصعد ..
خرجت الى مواقف البناية وجالت ببصرها تبحث عن سيارة فارس الى ان رأتها مركونة على يمينها ..
خطت و بوجهـ عابس و لاحظت وجود شخصٍ عند مقعد القيادة ..
فلم تنظر اليه و دخلت في المقعد الخلفي صافقة الباب ورائها بضيق ..
تمتمت مستاءة :" مرة ثانية لا تسوي نفسك جنتل و توصلني طيب ؟"
سمعت حمحمة خفيفة ثم :" ان شاء الله .. اللي يريحك "
توسعت عينيها وهي تحملق في مؤخرة رأس عمر ... انه ليس فارس !!!
ياللخزي .. لقد كانت فظة معه !! ...
تأتأت في البداية ثم همست بخجل :" ا ا آسفة .. كنت احسبك فارس "
ابتسم واجابها دون ان يدير رأسه الى جهتها :" لا عادي .."
سألت بتردد :" مم فين فينه هوّ ؟"
اجابها بنبرتهـ الهادئة :" فوق مع زيد .. شوي ونازل "
همست بخيبة :" طيب "
طال صمتهما وثقل .. شعرت بأن انفاسها مكتومة ..
التواجد مع عمر بعد كل هذة السنوات !!!
أمر .. أمر غريب جداً عليها ... بعد ذلك التقارب في مراهقتهما ..
يصبح هذا التباعد بينهما شيئاً تتعجب لهـ !!
لتخفف من الاجوآء قررت ان تكون البادئة .. وخطر لها سؤال جيد ..
فقالت بصوت ضعيف :" امم .. كيف عزوف و عمتي سارة ؟"
لوهلة لم يعي عمر ان السؤال موجهـ اليه ... لكنهـ تلاحق على نفسه واجاب بزفرة ليست بمكانها
:" طيبين الحمدلله .. "
ثم صمت يبلع ريقه ... مستغرباً من توتره المفاجيء ..!!
احست زينة بأنهـ لا يريد الحديث فصمتت .. لكنها سمعته يتابع بعد هنيهة ..
:" امس كلمت عزوف و خبّرتها اني قابلتك .. فرحت وقالت اسلم عليكِ وودها تكلمك بعدين "
ابتسمت متذكرة صديقة طفولتها ..:" الله يسلمها .. اكيد بكلمها ان شاء الله واخذ رقمها منك "
رأته يطأطأ برأسهـ .. فأضافت مترددة :" آه .. ما .. ما رِجْعتْ تمشي ؟"
تنهد عمر وانكس رأسه يلوذ بالسكون ...
تربصت ردهـ بإنتباه حتى قال اخيراً :" لا .. حآلتها مالها علاج .. عزوف اتقبلت كونها مقعدة .. ومتعايشة مع وضعها"
لم تدري ماذا تقول .. لتواسيه .. او على الأقل لـ تعبّر عن ما احست به من أسف ..
ولم تكن بحاجة لقول شيء .. فقد لمحت فارس يغادر المبنى بطوله الفارع ..
واناقته الصماء .. التي اعتادت عليها .. بل و احبتها !
كان قد تخلص من اللفائف التي كانت على كتفه .. فبدى انه استرد قوته و صلابته ..
حبست انفاسها لدى فتحهـ لباب المقعد امامها ..
قال لها عمر :" بأعطيكِ الرقم اليوم .. طيب ؟"
ابتسمت :" طيب "
جمدت يدهـ على الباب .. ثم اغلقهـ ببطء ليهمس :" آسف ع التأخير "
شغّل عمر المحرك :" عادي .. ان شاء الله رضي يأجر لزيد اسبوع ؟"
طأطأ بصمت و الجليد يغزو وجههـ ... تحركوا ليغادروا مواقف المبنى الى الطرقات العامة والمكتظة ..
نظر فارس من خلال نافذتهـ المفتوحة الى السيارات بجانبه .. و الشكوك تداهمه ..
في قراره نفسه :" لماذا ستأخذ رقمه ؟؟؟ ... ما الذي تأمله زينة ؟؟؟
اففف لن أسيء الظن بها .. انها مختلفة أعرف ذلك ومتأكد من ذلك ... لن اتسرع في حكمي ..
ولن أقف مكتوف اليدين .. يجب أن أسألها .. لن أتآكل بالغيرة دون أن اعرف مبررات تصرفاتها "
:" هاه يا فارس ؟ "
انتبه الى ان عمر يحادثه فسأل مبهتاً :" عفواً .. ايش قلت ؟؟؟ "
ضحك عمر على رفيقه :" قلت متى بتزورنا في جدة ؟؟ "
لوى شفتيه ثم تمتم :" ما ادري .. عندي اجازة طويلة بعد حوالي شهرين .. يمكن ازوركم فيها "
ابتسم عمر :" اجل من الحين اقولك .. قاعد عندي في البيت .."
فارس :" بس .. "
قاطعه عمر لافاً الى الطريق الفرعي :" لا بس ولا خس .. اذا ما راح تجي عندي مو جالس عندك "
تنهد فارس و استسلم :" خلاص طيب .."
اضاف عمر :" قول تم "
بخفة ضحك فارس .. لقد كانت عادة قديمة بينهما :" تم !! "
واخذ عمر يسأله عن امورهـ وذلك يجيبه و يكيل له الاسئلة بالمثل ..
وفي الخلف ربضت صامتة .. بعبوسٍ خفيف ..
:" ماهذا الا يملكان منزلاً يتحدثان فيه ...؟؟
امفف يتجاهلانني وكأنني قطة من نوع السفينكس مصطحبانها معهما ..!!
هههههههـ يالتفكيري ..
ألم اجد الا هذة الفصيلة القبيحة من القطط التي تحتاج الى شعرٍ يواري جلدها الاصلع ..!!
( سبحان من خلق و فرق .. ابدع و اعجب في خلقه .. ان لله في خلقه شؤون )
آآه .. يجب ان ازور شفا اليوم .. فلم تُجب على اتصالاتي بالأمس ..
سوف أستأذن منه لأخذ دقائق ازورها قبل بداية الدوام "
نظرت الى رأسه .. وشعره الاسود الغزير ..
تنهدت في سرها .. و قلبها الأحمق يضطرب لوجوده ..
اصلحت من جلستها فشعرت بشيء ما تحت قدمها .. نظرت الى الاسفل ثم وجدت ميداليتها ..
فكرت :" ربااه لقد نسيت ان اخذها !! "
التقطتها باسمة تنظر اليها .. :" يالحظك لقد مكثت عندهـ لفترة "
قرصت الدب في انفه بمداعبة ثم اخفته دآخل حقيبتها ...
مرت الثواني متدافعة تحت اشعة الشمس الحارقة وفي خنقة الازدحآم ..
وبدى لـ زينة انها تاهت في افكارها بلا شعور او احساس بالزمان او المكان ..
فقد توقفت السيارة فجأة أمام بوابة المستشفى ..!!!
سمعت عمر يقول لـ رفيقه :" فارس اليوم عندي اجتماع مع ارباب العمل مثل ماقلت لك يمكن أتأخر "
اجابهـ فارس :" ماعليك .. انت خذ السيارة .. ونحن نرجع بأجرة "
استأذنت زينة غير منتظرة منهما اي اجابة ثم خرجت مغلقة الباب خلفها ..
عمر :" ياخي خليني انا اروح بأجرة .. واوقف سيارتك هنا "
فتح فارس بابه :" ياشيخ بتتأخر .. انت روح وانا ادبر نفسي .. يالله سلام "
تنهد عمر ثم ابتسم :" على خير .. سلام "
اوصد باب السيارة و لوح لـ عمر قبل ان يستدير وعيناه تبحثان عنها ...
وجدها تسير متهادية الى حيث السلالم .. فمشى مسرعاً وقد اختفى الم قدمه المصابهـ كلياً ..
ناداها :" زينة "
سمعت نداءهـ فـ اضطربت .. تسارعت خطواتها .. ولكنها توقفت فجأة وهي تتذكر شيئاً ..
استدارت له و تكلمت بسرعة :" فارس ممكن اخذ استراحة متقدمة نص ساعة بروح لـ شفا "
بهت قليلاً .. ثم تنهد :" ok"
لم تصدق انه سمح لها بذلك .. فأنطلقت من فورها مبتعدة الى جهة الطريق المؤدي للسكن ..
انصبت نظراته على رفرفة معطفها وهي تهرول بعيدة عنه ..
تجهم لإستعجالها بالذهاب .. فـ لحق بها :" زينة اصبري .. بكلمك "
القت بصوتها الصائح :" بعدين .. انا مشـ .."
وأصاب صوتها الصقيع عندما سد فارس بجسده طريق عبورها ..!!!
رفعت بصرها ترمقه بضيق ..:" بعّد عن طريقي "
تفرس فيها قائلاً :" عندي سؤالين ابغاكِ تجاوبيهم بصراحة "
يالجرأته المنبوذة ..:" امفف مو فاضية للعبة سؤال وجواب .. ابعد خلني اروح "
و اتجهت يساراً لكنهـ وقف بوجهها .. خطت يميناً و كرر فعلته ..
صآحت بإستهجآن واستياء :" امممممممف ايش عندك ؟؟"
بروية ألقى سؤال سكن جوفه فترة طويلة :" يوم كنا بالجزيرة في صباح الحادثة .. من كنتِ تكلمي عند الشاطيء؟"
رفرفت بجفونها وكأنه رشها بدلو ماءٍ بارد .. ما هذا السؤال .؟!!
تعتعت بردها :" انت ايش تخرف ؟؟ "
اظلمت عيناه ليلقي سؤاله الثاني :" وايش الرقم اللي بيعطيكِ هوّ عمر ؟؟ "
انه مجنون بالفعل .. لوت شفتها جانبياً :" مو شغلك .. وخر عني "
و تمكنت من التسلل والعبور من جنبه .. لكن نداءه المشبع بالتوتر أصابها بالغثيان ...
لم تلتفت اليه وزادت من تباعد خطواتها ..
جُن فارس .. :" لماذا لا تجيبني .. احتاج لإجابات "
فبتهور وتسرع دون تفكير بفدآحه ما سـ يفعل امتدت يده اليها ...
قوّت نفسها لكي لا تظهر ضعيفة امامه الا ان امساكهـ لذراعهآ أرجفها ..!!
حملقت فيه بغضب :" انت جنيت !! اتركني لا اقطع يدك الحين "
تمتم مصراً :" جاوبي على أسألتي ... من كنت تكلمي ذاك اليوم ؟؟؟ "
سرت فيها رعشة خائنة .. وشعرت بساقاها تأبيان على حمل ثقلها ..
فهمست بتشتت :" مو فاهمة ايش تقصد .. فارس اترك يدي "
اطلق سراحها وهو يعي ما اقدم عليه تراجع للخلف :" آ آسف .. ما كنت اقصد "
مسدت ذراعها بإرتجآف .. ورمقته بضياع .. ما الذي يريد أن يصل اليه ؟؟
سألها مرة أخرى :" زينة ارجوكِ جاوبيني من كنتِ تكلمي بالجوال صباح ذاك اليوم ؟ "
هزت رأسها بغير فهم .. واخذت تنبش بذاكرتها الى ايامٍ خلت ..
ثم تذكرت لكنها لا تفهم لما يريد فارس ان يعرف !! .. بصوت محتار :" شفآ "
بلعت ريقها تحت ملامحه المتفاجئة ثم كررت اجابتها :" كنت اكلم شفا .. ليش ؟"
سلبت رآحة فضيعة جدرآن قلبه.. فسأل بهدوءٍ حلّ عليهـ :" وعمر بيعطيكِ رقم ايش ؟"
أجابته بعدم فهم :" اخته عزوف .. ليش ؟!!! "
بعد التوتر والبرود .. غفت البسمة على سمات وجهه .. فـ قال برقة :" لا تتأخري عند شفا "
ثم اعطاها ظهرهـ وابتعد ..
تقافزت الاسئلة وعلامات التعجب أمامها .. ما الذي اصاب هذا الرجل المعتوه ؟؟
فجافت رغبتها في الذهاب دون معرفة بغيته لـ تلك الاسئلة :" فاااااارس .. لييييييييش ؟؟ "
لم يجبها بل استدار مبتسماً لها .. :" وسلمي لي على شفا والصغار "
تابع سيره ليرقى السلالم ثم يغيب بجوف المستشفى ..
انبلهت زينة .. :" ايش به هالانسان ؟؟ !!! "
هزت رأسها والتساؤلات تغرقها .. واحساسٌ بالضعف يسري في اطرافها ..
في نظراته ما افقدها القدرة على التفكير الواضح ..
بسمته .. نبرة صوته .. لقد كان متغيراً عن السابق متغيراً في تعامله ..!!
همست بخوف :" لا يكون حس بمشاعري !!!! "
ضمت يدها الى صدرها وبدأت ترتجف .. ستكون مصيبة ان عرف !!

~~~

دخل الى مكتبه مبتسماً ... مرتاحاً .. و سعيداً .
رمى بنفسه على المقعد .. وتنهد بشدة شاعراً بالشكوك تتبدد وتتلاشى ليحل محلها الحبور ..
كان واثقاً منها .. ومازال .. واصبح يثق فيها اكثر من اي وقتٍ مضى ..
ابتسم ثم ضحك على نفسه .. لم يسبق له ان كان بهذا الكم من المشاعر المختلفة ..
و كأنها فتحت صدرهـ لتصب فيه السعادة والغيرة والجنون بذات اللحظة ..
أخيراً عرف الحب .. وياله من احساس !!
تخيل هيئتهآ امامه وانشرحت اساريره :" آآآه يا زينة ايش سويتي فيَا ؟!! "
غريب تأثير هذا الاحساس .. كأن أحداً استبدل قلبه بـ حياة نابضة
وكأن ماضيه انمحى بغمضة عين ليرتسم المستقبل بإشراقةٍ موعودة ..
مـ[ زينة ]ـع
سوف يفتح كتاباً من حياته تمتلأ صفحآته سعادة و محبة
لن يدع الماضي يقف بوجهـ حبهـ المتفتح في اعماق اعماقه ..
لن يتردد هذة المرة .. ولن يخشى الجروح ..
فـ زينة .. بكل ثقة اعترف :" ما راح تجرحني في يوم "
ومضت ذكرى سابقة رحلت منذ أيام .. تذكرهآ والضحكة تغمره ..
===
زينة بحنق :" ومن قالك اني ابغىىىى اصلاً اخرج معاك .. انت اخر واحد ممكن افكر فيه بالدنيا "
رد عليهآ هو الآخر :" ما عليه .. وانتي بعد آخر وحدة ممكن افكر بيها "
( النبضة التاسعة الجزء 2 )
===
كآن ذلك هو الحآل حينها .. لكن ليس بعد الآن ..!
اصبح يشعر ان وجودهآ قوتً لـ قلبهـ .. و ملحاً لأيآمهـ
قرر بدآخلهـ ما يجب فعلهـ ... سيقدم على قراره ويستشير دلال ..
انهـ متخوفاً من ردة فعل زينة .. و لا يستبعد رغبتهآ بالإنتحآر ان عرفت بـ حبه لهآ ..
لكن سـ يجآزف .. و سـ يبذل جل جهده لكي يسكن قلبهآ ...
ان لم تحبهـ في الوقت الرآهن .. سيعمل على ان تفعل في القريب العآجل ..
أفاقه رنين الهاتف الذي رُكن على جانب المكتب ..
فـ أطلق العنان لأنفاسهـ .. لا يريد أن يقطع اي شيء سلوتهـ مع حلو افكارهـ
لكن بدى له ان الهاتف مُصر على الاجابة .. ولن يكتم رنينهـ ابداً ..!!
تنهد واجاب :" هنا الدكتور فارس الـ .."
سمع صوت انفاس المتصل المتسارعة .. ولكن لم يبدر اي تجاوب منه
فارس :" نعم آلو .. هل هناك احداًُ ما ؟؟ "
أخيراً تمكنت من التحدث بصوتهآ الأجش :" فارس هذي أنا "
انقشعت اللحظة بصدمتهآ على فارس .. هذا الصوت .. لن ينسى صاحبته مهما حدث !!
نادته ببحة :" فارس انت معاي ؟"
زفر بشدة ثم قال بغلظة :" نعم .. من اعطاك رقم مكتبي .. و ليش متصلة ؟! "
تأوهت لطريقة كلامه معها :" فارس انا لازم اقابلك ضروري "
ببردوة الثلج :" ما اظن ان في كلام بيننا يا غرام .. انتهى كل شيء "
صاحت غرام :" لالا فارس ما انتهى شيء .. انا بعدي رومي اللي تحبها وتحبك ...انا ما "
بتر كلامها ضحكة فارس الهازئة :" عفواً .. غلطانة يا غرام .. انا ماقد حبيتك وانت عارفة هالشيء "
ببحة متزايدة قالت :" انا عارفة اني جرحتك .. بس فارس انا ندمت .. سامحني "
شخر بإستخفاف :" غرام نصيحة لك .. حافظي على زوجك وولدك احسن لك "
غرام بحده :" انت عارف اني ما احبه .. هو اللي حرمني منك .. لما تركتني ماكان لي احد غير اروح له "
ضم يده بعنف .. وضربها على المكتب .. يكرهـ استهتآرها و غدرها ..
نآح ببغض :" غرام اكتفيييت من كذبك وخداعك .. لا عاد تجري وراي فااااهمة"
واغلق الهاتف غاضباً ... لم يكد ينطق بحرف الا والهاتف يرن مجدداً ..
لم يرغب بالرد .. و كاد يسحب قابس الهاتف .. لكنه تراجع ثم رفع السماعة الى اذنه ..
سمع صوت بكائها :" فارس ارجوك لا تتخلى عني .. انا احبك احبك "
ببرود :" غرام .. حطي في رأسك اني نسيت كل شيء راح .. وانا ببتدي حياة جديدة "
صرخت رافضة :" لاااا مستحيل .. انت تحبني انا .. انا "
ابتسم بهزء :" انا انخدعت فيكِ .. لكن ما حبيتك .. والحين بس اعرف ايش هو الحب .. واعرف من اللي احبها"
سألت بجنون :" مييين .؟؟ من الحقيرة اللي بتسرقك مني ؟؟ "
تحول صوته متلبساً السواد :" لا تغلطي عليها .. ولا ما بيصير لك طيب "
زاغت لصوته ولكنها صاحت :" انا اعرف .. اسمها زينة صح .؟
لم تنتظر جوابه واردفت :" مستحيل اخليها تأخذك مني يا فارس انت لي انا "
بدأت اعصابهـ تفلت منه :" غرام ابعدي عن حياتي وعنها .. واذا تعرضتي لها بشيء بتشوفي وجه فارس اللي ما قد شفتيه "
غرام بعصبية :" لاااا .. ما بخليها تـ ..."
لم يسمع بقية صرآخها .. لأنه اغلق الهاتف وفصل قابسه ..
شتم بحدهـ في قراره نفسه ..:" هذة الخائنة متى تخرج من حياته ؟
اففف لقد قطعت سمفونية فرحي .. "
أسند رأسه الى قمه المقعد .. و رغماً عنهـ طفت الذكريآت لسطح أفكارهـ ..
ذكريآت دفنتهآ تسع سنوآت انقضت ..
====
اتى الى هذآ المستشفى يطبق احدى تجآرب التشريح مع رفقائه ..
كان يمشي وبيدهـ كتابً يزن طفلاً رضيعاً .. منغمساً بين سطورهـ بإندماج كلي ..
دخل احدى الاسترآحات واجتاز الطاولات المشغورة حتى وجد واحدة فارغة ..
جلس عليها مكملاً قرآءة ذآك الفصل الذي عنى بتشريح الجزء الباطني للإنسآن ..
( abdomen autopsy dissection of the upper )
طلب من النادلة كوباً من القهوة المزدوجة و شطيرة لحم ايطالية ..
ثم انهمك في القراءة استعداداً للإختبآر الذي سيجريه بعد نصف ساعة من تلك اللحظة ..
لم يقطع انسجامه الا صوت نيآح فتاةٍ شغرت الطاولة المقابلة له ..
فرفع بصره ليرى ما بالهآ تلك الفتآة .؟؟!
وجدهآ مخفية وجهها على الطاولة وكتفيها يهتزآن من جرآء البكاء ..
تلفت حوله ولاحظ عدم اهتمام اي شخص بحآلتها ..
فبتردد وقف حاملاً علبهـ المحآرم الورقية واتجهـ نحوهآ ..
:" تفضلي ايتها الآنسة "
رفعت وجهها المحمر و نظرت اليه بعينآن مغرورقتآن بالدموع ..
وضع العلبة على الطاولة .. وعاد الى مكانه بصمت..
لم يكن يريد التطفل عليهآ .. اراد فقط موآساتها ولو بـ محآرم ورقية .. فهو يكره رؤية الدموع .
لم ينتبهـ اليها وهي تشاركه طآولته الا عندما سألته ببحه :" أنا غرام واصدقائي ينادوني رومي .. و أنت ؟"
رمقها بتساؤل .. واجاب ببطء :" فارس .. انتِ عربية ؟"
طأطأت ايجاباً و لوحت بالمناديل في يدها :" شكراً .. آسفة قطعت مذاكرتك "
لم يجب و لاذ بالصمت معيداً بصره الى صفحة الكتآب ..
غرام :" اعذرني .. لكن بنفس هاليوم قبل سنة وبهالمستشفى .. بابا مآت .. وظليت وحيدة "
تمتم بأسف :" انا آسف .. عظم الله اجرك "
هزت رأسها :" كان هو آخر اهلي .. ماما اتخلت عني لما كنت صغيرة "
شد انتبآههـ ما قالته .. انه شيء يشاركهآ فيه ..:" ماعندك أحد من اهلك ؟"
غرام :" لا .. انا وحيدة هنا "
قطب جبينه .. يبدو عليهآ صغر السن :" عايشة لوحدك من يصرف عليكِ ؟ "
تنهدت ناظرة الى منديلها :" اشتغل حاضنة اطفآل في بيوت الأغنيآء ..
وانا هنا عشان البنت اللي اشتغل عندها جآية تشوف بابتها الدكتور أحمد .. تعرفه ؟"
نفى بحركهـ من رأسه :" لا .. ليش كم عمرك انتي ؟"
بخجل اجابت :" 19 سنة "
عبس و قآل :" صغيرة !! .. مايصير تشتغلي وبس لازم تدرسي عشان تقدري تحصلي على وظيفة"
تنهدت :" أنا ماحب الدرآسة .. و الدكتور أحمد معتبرني مثل بنته وسن ومسكني معاهم "
لم يعجب فارس ما سمعه .. فكأنهـ يرى حياته هو .. لكن مع فتاة ..
سألت غرام :" عندك جوال ؟"
طأطأ ايجاباً .. فقالت :" ممكن تعطيني اشوفه ؟"
بطيب نية أخرج هاتفه واعطاها هو .. رأها تضغط فيه و هي مبتسمة ..
ثم سمع رنة هاتفٍ مآ بأغنية غربية ..
ابتسمت و أعادت هآتفه له :" حفظت رقمي عندك ورقمك وصلني .. انا ارتحت لكِ وحآبهـ نتوآصل"
عبس وكآد يجيب بأنهـ لا يحبذّ التعرف فهو هنآ للدرآسة و فقط ..
الا ان صرآخ فتاة ما خارج المطعم لفت انتبآهه ..
اقتربت الفتاة منهمآ .. ووقفت تتخصر تحدثُ غرآم :" انتي هنا وانا ادور عليكِ ! "
عبس فارس أكثر فقد كآنت الاخرى بلباسٍ قصير و عآري .. ولا يبدو عليهآ ابداً .. انها طفلة !!
فقد بدت على مشارف المراهقة .. فقدر عمرها مابين الـ 14 و 16 ..
ابتسمت غرآم :" وسن .. اتعرفت على فارس .. فارس هذي وسن "
لانت ملامح وسن :" هااي فارس .. U R SOO HANDSOME "
( انت وسيمٌ جداً )
تمتم :" شكراً .. عن اذنكم لازم اروح عندي كلاس "
ولم ينتظر ردهما بل حمل كتآبه وقهوته ثم غادر يسمع صيحة غرام :" راح اكلمك الليلة "
لم يجب على اتصآلاتها في باديء الأمر .. لكن ومع الحآحها المتزايد تسآهل ..
ومنذ ذلك اللقاء .. اصبحت غرام تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياته ..
لم يكن فارس يحب مصاحبتها لكن وحدته في تلك الغربة وتشابهـ ماضيهما ..
ساهما في تقبله لصحبتها .. فكما يقآل الوقت يمضي سريعاً في وجود الصحبة ..
تتالت الايام بعدها .. وبدأت شفقته عليهآ تتحول الى احساس بالمسئولية ..
فـ في غمرة الغربة وجد أن افضل حل لهما هو ..
~ الزوآج ~
وذلك ما جآهدت غرآم للحصول عليهـ بكل حيلهآ التي سآهمت وسن في حبكهآ ..
برغم سنهـ الذي لم يتعدى الواحد والعشرين وقتها الا انه تزوجها ..
ليساندها في وحدتها وتساندهـ في غربتهـ ..
أحس انه لربمآ كان تشابهـ أقدآرهما والتلاقي هو اشارات بأنهآ نصيبه في الدنيا ..
فـ تزوجا .. دون أن يُعلمَ أسرة دلال بأي خبر ..
وزاد من سوء الوضع وتكتمه عن اخبارهم المشاكل التي ما فتأت تغزو حيآتيهما معاً ..
حتى ذلك اليوم الكئيب ..
الذي وصل فيهـ الى بيته ليجدهآ في وضعٍ مشين مع رجلاً آخر ..
لم ينتبها لوجوده فقد انغمسآ في ضلالهما .. والعيآذ بالله ..
ترآجع وغآدر شقتهـ وقد غشآه الغدر والخيآنة .. وتكسرت كل مجآديف سفينته ..
ليهوي في ظلام أحزآنهـ و فقد ثقتهـ بالنسآء ..
طلقهآ لتعود الى حدآد أيامها لكنها لم تترك ذلك الكبش يفلت من يدهآ ..
فـ بعد سنة سمع بزوآجها منه ..
===
عآد الى وآقعه وطرقة البآب ترتفع .. همس بصوتٍ مكتوم :" تفضل "
دخل الممرض فيكتور :" ايهآ المشرف ان المريضة فلدرمن تطلب رؤيتك "
طأطأ :" حسناً .. دقيقة وأكون عندهآ "
خرج فكتور .. ووقف فارس ينفض كل ذكريآته السودآء ..
لقد مرّ على انفصآلهما 6 سنوآت ..
وذلك كافٍ بالنسبة اليه لـ يخرج من صومعهـ خيآنتها
و ليبدأ حيآة أخرى .. بلا خوف .. ولا خدآع ..
أرتدى معطفهـ وحمل سمآعته ثم خرج .

~~~~

~ منزل شفآ ~

في الصالة .. كانت حقائب جود متراكمة عند باب المنزل ..
والفتاتان تجلسان على الارآئك ..
أرجعت لهآ هاتفها مبتسمة .. :" يقول اتجهز بيجي يأخذني بعد شوي "
ابتسمت شفا :" خسارة .. رآح نفتقدك بيننا "
ضمت يديهآ وجلست بجانب شفا :" ليش ما نعيش سوى كلنا ؟"
شفا بود :" يا ليت .. بس مانقدر للأسف "
سألت جود :" ليش ما نقدر ؟! "
اجابتها شفا :" لأنك الحمدلله تقريباً اتعافيتِ .. ورآح ترجعوا بلدكم و تتركينا "
اصدرت جود صوتاً ينم على التفكير ثم قالت :" ممم شفا ليش ما تجوا معانا ؟ "
ضحكت شفا :" هههههـ فين نجي يا بنتي .. وبصفتنا ايش نروح معاكم ؟"
نظرت جود مباشرة الى عين شفا :" بصفتك زوجة اخوي "
بلعت شفا ضحكتها و تجمدت .. :" هاه !!! "
ضحكت جود بفرحة على ردهـ فعل شفا :" ههههههـ اللي سمعتيه "
احتست الصمت ترمقهآ بتركيز و قلق .. بحق الله ماذا تقول هذة ؟؟
جود :" ايش رأيك هاه ؟؟ تصيري زوجة اخوي ؟"
نطقت حروفهآ على مهل :" جود .. المزح هذآ ثقيل مرة "
ابتسمت جود وبجدية :" ما امزح شفا .. انا أسألك من جد .. تقبلي جاسر زوج لك ؟"
كـ سمكةٍ عآجزة في حوضٍ محدود فتحت فمهآ ثم اغلقته .. بعدهآ فتحتهـ و كبحت ما كادت تقول ..
رأت في وجه جود قصة أمل .. و أحلام ..!!!
لكن ما كآن في وجههآ هيّ شيءً مختلف .. زوبعة مشآعر وخليط افكار ..
أعادت جود سؤالها لتزيد من شتات شفا :" ح ترفضي ولا توافقي ؟"
آثرت السكوت على قول اي شيء .. فـ لا تدري اي اجآبة تناسب سؤال كهذا ..؟
ضحكت جود مرحاً و قالت تلاعب حاجبيها :" يقولوا السكوت علامة الرضى "
شفآ بحرج :" جوود .. ايش دا الكلآم ؟!! "
..:[ طق طق طق ]:..
تنبهت كليهما لطرقآت الباب .. فقفزت جود منطلقة تجاههـ :" جاااسر "
صآحت شفا وهي تقوم مسرعة لتختبأ خلف حآئط وقد فتقت الخفقآت بصدرهآ :" لحظظة انا مو متحجبة "
قهقهت جود عندمآ سمعت صوت زينة تصرخ :" افتحوووا انا زيووون "
فتحت لهآ الباب ..:" هلا زينة .. اتفضلي "
سلمت زينة عليهآ :" ايش بكم ؟ " .. رأت حقيبتان ترتكزان عند حصيرة الباب الدآخلية ..
فسألت :" خير لا تكونوا ناويين تعزلوا ؟؟ "
خرجت شفا من مخبأها :" هوا انتي ! "
اغلقت جود الباب ضاحكة :" لا مو معزلين .. بس انا رايحة عند اخوي الفندق "
توسعت عيناها :" بتروحي !! .. ليش خليكِ هنا "
حضنتها جود :" يووه زينة بشتاااق لكم مرررة ومصع "
رفعت حاجبها بعجب ونظرت الى شفا :" هين شفووي صرتي توزعي كلمتك وانا حارمتني منها "
ضحكتا على حرطمتها وقالتا بوقت واحد :" ومصــع "
جلسوا على المقاعد متواجهات فقالت جود :" انا مو نفسي اروح .. لكن اشتقت لجسوور "
تنهدت زينة :" جسور ولا انفاق هوهاها .. ما نسمح لك تروحي وتتركينا "
جود :" شوفي الوجه المشرق من روحتي .. راح تسترجعي سريرك "
شفا :" اووه لا تحطيها في رأسها "
اخذت زينة تدّعي التفكير بالأمر :" معاكِ حق .. هوهاها .. اجل يالله من غير مطرود كخ "
جود :" هههههـ ومصع ما صدقتي يصير كذا .. بس ما اوصيكِ تحطي شفا في عينك "
زينة :" اكيــد "
نظرت جود الى شفا :" وخاصة اللي صار لها امـ .."
قاطعتها شفا :" جوووود .. نسيتي طرحتك فووق اطلعي جيبيه "
فهمت جود من نظرتها ايحائهـ بأن تخفي الأمر فأبتسمت بإضطراب ووقفت ..
:" ايوه صح .. طيب انا بروح اجيبه .. " وركضت صاعدة الى الاعلى ..
سألت زينة :" ايش صار ؟ "
لوحت شفا بيديها في الهواء :" ولا شيء ينذكر .. اووه في احد يدق الباب !! "
وقفت زينة متجهة لتفتحه :" خليكِ انا افتح "
فتحت الباب على مصراعيه ثم ارتفعت رقبتها لترى ظهر رجلٍ يقف هنآك ..
زينة :" نعم هل بإمكآني خدمتك ؟؟ "
ارتد للخلف وبهت ليرى فتاة سمراء محجبة من الواضح انها عربية .. احتار في أمره ..
هل أخطأ العنوان يا ترى ؟؟
سأل :" عفواً .. انا غلطان بالعنوان .؟ و لا هذا بيت الآنسة شفا ؟"
زمت شفتيها وضاقت عينها :" اي .. تبغى مين ؟"
تنحنح :" انا اخ جود "
ظهرت المعرفة على محيآها :" آآه .. استاذ جاسر .. امم بس لحظة ممكن "
ثم غابت في الدآخل تناديهآ ..
سمعت شفآ صوته .. و زحف الاحمرآر الى وجنتهآ عندما تذكرت سؤال جود !!
نفضت رأسهآ بقوة .. وقامت من مكانها لتصعد الى الاعلى ..
التقتا عند اول درجة :" جود اخوكِ جا "
ابتسمت :" سمعت زينة .. يالله شفووي اشووفك على خير " و رمت بقبلة على وجنتهآ ..
ولكن قبل ان تكمل نزولهآ ارتدت :" بوسي لي التوأم .. و ..."
ابتسمت بدعآبة :" تبغيني اسلم لك على جسوور ؟؟ "
عبست شفا في وجههآ .. فضحكت جود و ركضت تسلم على زينة وتحمل حقائبهآ لتغادر ..
القت قبلة هوائية لهمآ :" احووووبكم .. سلآآآم "
اغلقت زينة البآب خلفها مبتسمة ونظرت الى شفا هامسة :" صراحة راح اشتاق لهالدبهـ "
تنهدت شفا ووافقتها ..:" بس تعالي غريبة ما عندك دوآم ؟؟ "
عادت تجلس بهدوء :" الا بس استأذنت نص ساعة .. بدال استراحة الغدا "
شعرت شفا بـ غيمة تحوم حول صديقتهآ فجلست بجآنبها :" زيون ايش بك ؟"
تهشمت بقايا قنآعها وانقشعت مخآوفها لتهمس :" شفآ .. احس فارس عرف "
قطبت شفا :" عرف ؟؟! " ثم توسعت عينآها بإدرآك :" .. قصدك عرف بـ !!! "
طأطأت زينة وتكآد دموعهآ تتفجر من مقلتيهآ .. :" شكله عرف ..شفاا ايش اسوي االحين ؟"
لم تصدر شفا الا انينً خآفت .. وقد مسحت نظرتهآ القلق المتصبب من وجهـ زينة ..
ارتجفت يدآها :" شفا .. انا خايفة .. لما اكون معآه احس اني افقد تحكمي بنفسي ..
خايفة اسوي اي شيء غلط ولا اتمادى .. مدري شفاا ساعديني "
ضمت يديهآ تهدئهآ :" زينة لا تخافي .. انتي اذكري الله "
تأوهت زينة وزفرت بشدة مرآت و مرآت :" اووف شفا.. اوووووف .. اووف لا تحبي قبل الزواج ترى تتعبي "
مسحت شفآ على رأسهآ :" حبيبتي قومي صلي الضحى و ربك يهديكِ "
وقفت زينة مرتعشة واتجهت الى المغآسل وهي تنوح بتوتر ..
اشفقت شفآ عليها والنصيحة ترن في رأسهآ ...
:" لا تحبي قبل الزوآج ترى تتعبي .. لا تحبي لا تحبي لا تحبي !! "
ازدرت ريقهآ لأن مع كل تردد صدى اخذت صورة جآسر تومض بإصرآر ..!!
فـ بدأت هيا الأخرى تخآف ..

( :: وقفة :: )
الحب كمشاعر قلبية لا سيطرة للإنسان عليها والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء
فالحب الذي يبقى مقيدا بلجام العفاف والتقوى لا حرج فيه .. ولا اشجعه ها هنا ..
ولكن حين وجوده يكون سبيله الوحيد النكاح كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم
فإن لم يحصل الزوآج كان الصبر مع مرارته هو الحل الوحيد ..
ثم إننا يجب ان نفرق بين الحب كـ [ ممارسة وسلوك ] وبين الحب كـ [ مشاعر ]..
فالحلال منه إذا كان مجرد مشاعر لا يد لنآ بها ..
أما إذا تحول الحب إلي سلوك كـ ترآسل و صريح القول او اندرآج الأفعآل الغير مرغوبة ففي هذه الحالة ..
يكون حكمه حراماً وينتج عنه سلبيات و اخطآر وفتن كثيرة لأنه من الصعب على المحب ضبط حبه .
و لنستشف الحكمة ونتدبرهآ من قوله تعآلى ...
: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
[الروم: 21]

~~~

~ جنآح الفندق ~

بعد عودتهمآ من رحلة حول بعض الأمآكن طلب جاسر وجبة الغدآء من مطعم الفندق ..
في البدآية كآن يتناول طعامهـ بصمت واختهـ تخبره بكل ما مرّ عليها في غيآبه ..
بعدهآ سأل للمرة العاشرة عن صحة شفا ..
:" جسوور قلت لك والله انهآ بخير .. وخفت عليهآ من قلقي وبس "
لم يقتنع .. وتحآيلها لم ينطلي عليهـ ..
الذعر الذي رأهـ بالأمس لم يكن لمجرد القلق الطبيعي المتدآول .. هنآك شيء أعمق بكثير ..
جاسر :" مع اني مو مقتنع لكن بأمررها .. كلي اكلك لا يبرد عليكِ "
ابتلعت لقمتين قبل ان تلقي بملعقتهآ لـ تتنهد :" اووه .. شفا بتزعل مني "
قطع اللحمة واخذ يمضغهآ متصنعاً تأملهـ للمنظر المشرف عليهـ طآبق جناحهم ..
أكملت جود :" انا بقولك قصتهآ من طقطق لـ السلام عليكوو ..."
لم ينبس بحرف وتركهآ تتحدث برآحة وحرية ..
تتعمق في التفآصيل تارة و تُهمش في معلومآت تارة أخرى ..
:" والحين هي تشتغل وتجمع الفلوس عشآن اقسآط الجامعة لأخوآنهآ .. تبغى تتطمن عليهم قبل لا .."
فـ لجمت لسآنها في أخر لحظة ..!
سأل بصوته الرخيم :" قبل لا ؟؟ "
امسكت كوب المآء وارتشفت منهـ :" ولا شيء .. اووه جسور خلاص حكيتك عن حيآتها "
بحنكته التقط ما أخفته بين السطور :" ايش هوّ مرضهآ .؟"
بهتت للحظة ثم صاحت بدفآع :" انا ماقلت لك انهآ مريضة .. كيف عرفت ؟؟؟؟؟ "
بنظرة عميقة :" يعني مريضة .. بأيش ؟"
عبست جود :" دامك مهتم كذا ... في موضوع مهم بقولك عنو "
اتكأ جاسر على مرفقيه و رغماً عنهـ :" وانا بعد عندي خبر اقولك عنه .. لكن احتاج لقوتك "
سألت ترمقه بتركيز :" خبرك حلو ولا مو حلو ؟؟"
تنهد وغشى الظلام عينآه ..
حتى الآن لا يصدق ان التي أمامهـ بحويتهآ وصحتهآ هيّ جود ..!
فتآة تمتلأ حياة و عافية .. آمال و خطط للـ غ ـد .. نظرة مشرقة و متفائلة ..
لكن مع خبرٍ كـ الذي يحملهـ سوف يمزق ذلك كلهـ ..
سوف يسلخ فرحتهآ الطافحة ليرديهآ اسيرة المرض من جديد !!
هل يجرؤ على ذلك ؟؟!!
لاحظت تجهمهـ :" اجل خبرك مو حلو .. طيب انا موضوعي حلو اقوله اول "
اومأ موافقاً ليعطي نفسهـ فرصة ووقت للتفكير بكيفية ايصآل الخبر لها ...
تابعت جود :"انت وعدتني انك تتزوج اللي بخطبهآ لك .. عيدك فآت والحين صرت 29 سنة يعني لازم تتزوج "
ضآقت عيناهـ فجأة .. لتستحوذ كلمآتها اللاحقة كل انتباههـ ..
جود ببسمة كبيرة :" وانا اخترت لك الزوجة اللي بتسعدنا كووولنآ "
عرف في نفسه من تقصد قبل أن تهتف بإسمهآ .. !!!
تحركت شفتآه راسماً حروف الاسم بذهول ..:" شفآ "
لا توجد مسآحة كافية في العالم لإستيعآب البسمة الوآسعة التي ارتسمت على وجه جود لحظتهآ..
صآحت بفرحة :" اييييييي بالضبببببببط "
وقفزت سعيدة .. كأنهآ استأثرت بكل بسمآت الخلائق في غمرهـ سرورهآ الساطع ..!!
قالت ضاحكة بعينين لامعتين وهي تحوي يديه في باطن يدآها :" مبسووط مووو .."
واردفت تدور حولهـ :" انا كنت عارفة انه مافي احسن من شفا لك ..
ربي كتب لنا نتلاقى عشان هيا نصيبك .. يآآآ رب شكراً لك ..
تدري يآ جسوور .. شفآ مرة حبوبة ومتأكدة مليووون في المية انك رآح تحبها ..
ايش رأيك تكلم عمي حسن وعمهـ يخطبوهآ لك ؟ ..
ولا اقولك انا اخطبهآ لك ههههـ صرت خطابة على غفلة "
واخذت تثرثر فرحهـ ترشه بكل ما ستفعله .. او تظن انه سيفعله ..
أما هوّ فعينآه راحت تتابعآنها بلا فهم ..
تجتآحه كلماتها لتخبطهـ في دوآمة لا يقوى على مقاومة تأثيرهآآ ..
شعر و كأن عقله فرُغ من الهوآء .. وجود تحشيهـ بـ الخطط و موآقيت تنفيذها ..
جود ~
انهمرت سيول الاحرف من مخيلتهآ حتى وصلت لتصميم فستآن شفا ..
فضحكت فرحهـ الا ان كلمآتها تكسرت عند قدميهآ حين سمعت جآسر يتمتم تعساً ..
:" جود انسي كل ذا "
استنكرت قولهـ :" جآآآسر .. انت وعدتني لا تخلف وعدكـ مالي شغل "
مسح فمهـ ورمى المحرمة على طبقهـ ثم وقف مبعداً كرسيهـ للوراء ..
خطا ناحيتها وأرآح يديه على كتفيهآ ..
بجديهـ :" جود .. في ظرف أقوى مني ومنك "
زاغ بصرهآ عليهـ .. تناست سخطهآ و حل الرعب محلهـ .. همست :" ايش صآير ؟"
تمتم :" قوي نفسك .. و لا تنفعلي لأن الخـ .."
قاطعته بنفوذ صبر :" جاااسر قوول ايش صآآر .؟؟؟؟ "
زفر واغمض عينيه .. جرّهآ معه الى الاريكة بالجنآح و اجلسها ..
ربت عليهآ و قال :" طال الوقت ولا قصر راح تعرفي سواء مني ولا من غيري .."
مع كل كلمة يزيد الخوف في قلب جود .. واخذت تتخيل اسوء الاحتمآلات ..
جآسر :" ااه جود مدام الحمدلله اتحسنتي .. لازم ارجعك معايا "
سألت مترددة بخفوت :" ليش ؟! "
انهآ اللحظة .. لا مجآل للتراجع او للممآطلة .. الحقيقة صعبة و افضل حل هو مواجهتهآ ..
همس :" عمي حسن ... "
صمت بحزن .. وطآل صمتهـ .. أبت الكلمة أن تخرج من مخدعهآ ..
تجمعت الدموع في عينيهآ مدركة ما حدث .. فبصوتٍ مفجوع :" مآآت !! "
ضمهآ جاسر اليه يلهمهآ التقوي والتحمل ..
لكن ارتعاشتهآ فاقت المتوقع .. لم تبكي و لم تصرخ ..
فقط .. ارتعشت بين يديهـ ..!
رفع وجههآ اليه و هلع عندمآ اختفت بؤبؤتآ عينيهآ وتركت البيآض الشآحب يستحل المقلتين ..
تشنج جسدهآ وبدأت شفتآها تزرقّآن ..مع تجمع الرغوة اللعآبية ..
صاح جاسر وهو يمددهآ أرضاً :" جوود .. "
وعلم انهـ أصابتهآ نوبة صرعية عآمة (Generalized Seizures)
تركهآ ترتعش دون أن يحركهآ .. حتى مرّت ثلاث دقآئق و بدأت عضلاتهآ تسترخي ..
فتحرك و وضعهآ على جانبهآ ماداً احدى ذرآعيهآ و عاكفاً رجلهآ الاعلى ..
مسح على شعرهآ بأسى شاعراً بتأنيب الضمير ..
بعد ان استعآدت وعيها غير الكلي .. حملهآ مغآدراً الفندق و متجهاً الى المستشفى ..


( إفآدة )
كثيراً منآ توآجههـ أحياناً مواقف وحوآدث يومية يضطر الى التعآمل معهآ ..
لذلك من الاحوج علينآ معرفة طرق الاسعافات الأولية الضرورية ..
فـ منا من يملك اطفالاً او اخوة صغآر ..
لا اتمنى لأحدٍ السوء حفظهم الله لكم وحفظكم لهم ..
لكن سيأتي يوماً ما .. تحتاجون فيهـ الى هذة المعرفة ..
هذة مواضيع متكآملة عن الاسعافات الاولية .. ارجوا لكم الاستفادة منهآ ..
===
http://alqafelh.net/vb/showthread.php?t=27
http://www.cuteskidsphoto.com/health/index.htm
http://www.tartoos.com/HomePage/Rtab...reperation.htm

~~~~

ما الذي أصآبها ؟؟!!
كآنت هآدئة منذ عآدت من بيت شفآ .. و هآ هما يصلآن الى البنآية بعد يوم عملٍ شآق
ومآ زالت هادئة .. تتجنب النظر اليهـ او التحدث معهـ ..
سألهآ قبل أن يتوقف سآئق الأجرة :" زينة .. ايش فيكِ ؟ "
لم تعطهـ اي اشآرة على سمآعه .. فعآد يسألهآ قاطباً .. :" زينة حد مزعلك ؟؟ "
نفت بحركة من رأسهآ ..
زفر فآرس متضايقاً .. :" مآ بها زينة ؟؟ "
توقفت سيآرة الاجرة بجآنب البنآية .. فخرجت زينة مسرعة لتسبقهـ الى الدآخل ..
دفع للسآئق ورقة نقدية ولم ينتظر أخذ الفكهـ فكآن همهـ اللحآق بها ومعرفة ما خطبهآ ..
ركض ليدخل البنآية لكنهـ لم يكن بالسرعة المطلوبة ..
فقد قُفل بآب المصعد بوجههـ ..
شتم و استقل سلالم الطواريء .. باذلاً جهدهـ للوصول الى الطآبق قبل المصعد ..
وبالفعل وصل .. اخذ يتنفس بتعب مرتكزاً عند بآبهـ ..
سمع جرس وقوف المصعد لكنهـ لم يصل ؟!!
رفع بصرهـ الى الأعلى .. و اصآبهـ السخط ..
:" تباً .. نسيت انهآ سـ تتوقف في الطآبق الرآبع !!!!! "
ولتسرعهـ هربت الفرصة من يــدهـ ..
رفس الجدآر غاضباً بقدمهـ اليسرى .. وتأوهـ عندمآ آلمتهـ ..
تراجع ساخطاً الى شقتهـ بإستسلام ..
دخلهآ وصفق البآب وراءهـ بعنف ..

~~~

سلّمت يمنة ويسرى برآآحة ..
:" السلام عليكم ورحمهـ الله ... السلام عليكم ورحمهـ الله "
رفعت يديهآ لتدعوا :"الله أكبر استغفر الله (3) اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والاكرام
اللهم اني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً (3) "
نفثت بيديهآ على كامل جسدها ..ثم وقفت تلف سجآدتها التي استكانت في محرآب صلواتها ..
التفتت في الظلام الخفيف وفزعت عندمآ رأت طيف شخصٍ يجلس على سريرهآ ..
تبين لهآ الطيف فرفرت مرتآعة :" بسم الله الرحمن الرحيم .. فاتن خوفتيني "
مالت شفتيهآ بتملل :" من اول انتظرك .. ايش دا تصلي التراويح ولا الفجر انتي ؟"
خلعت الشرشف عنهآ :" ايش بك صآحية ؟"
تأففت :" طفشانة .. بنتظر لين تطلع نتآيج الثنوي في النت .."
ابتسمت هدى :" ان شاء الله ناجحة بأعلى المراتب "
لم تهتم فاتن كثيراً :" ايش بك طولتي الرفع من الركوع .. حسبتك نسيتي تسجدي "
هدى :" ما نسيت .. كنت اقرأ دعآء قنوت الوتر "
و لا معرفة لهآ بهذة الأمور بعكس أختهآ ..:" ايش دآ الدعآء ؟"
تنهدت هدى لتجلس على سريرهآ مخرجة القرآن من درج المنضدة :" هذآ الدعآء له فضل كبير ..
تقوليه بعد الرفع من الركعة الثانية لصلاة الفجر .. تدعي بـ
« اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تبارك ربنا وتعاليت »
واخذت تشرح لأختهآ معنآه و تسهب في وصف أجرهـ
تململت فاتن ولم يستحوذ الامر على اهتمامها :" طيب .. انا بقوم افطر .. تبغي شيء ؟"
هدى :" سلامتك بس اليوم خميس ليش ما تصومي ؟"
هزت فآتن رأسهآ :" ما عليّ صلاة .. بآآي " ثم غآدرت الغرفة ..
همست هدى :" الله يهديكِ و يصلحك يا فاتن "

~ يتبع ~

ضياع نبضة 21-09-08 01:44 PM

~ الجـ 2 ـزء~

أنهت ما تبقى من النسكآفيهـ في كوبهآ .. فأعادته بتملل فوق الطآولة المجآورة ..
نظرت الى شآشة الحآسوب متأففهـ وفتحت صفحة ويب جديدة ..
علّهآ تجلب النتيجة بشكل اسرع من سآبقتهآ ..
فتحت موقع نتآئج الطآلبات و أتاهآ نفس الجوآب ..
[ نرجوا المحآولة بعد فترة ]
صآحت :" اووف .. الحين الساعة 7 متى بتنزلوووه يعني ! "
في قرآرهـ نفسها لم تعد النتيجة او اي شيء يهمهآ .. فـ والدها رحـ ..
هزت رأسهآ برفض .. لن تعترف ولن تتقبل ما يقولونهـ ..
أبآها لم يمت ... بل سافر دون علمهم الى مكآن ما .. و سيعود .. نعم سيعود .
هنآ توقفت عند هذة النقطة .. ولن تتعمق أكثر او تراجع نفسها ..
والدهآ مسافر .. وهي تنتظر عودته و كفى.
سارت الى تسريحتهآ و تلقفت هاتفهآ الخليوي المليء بالإكسسوآرات ..
أتصلت على ابنه خآلتها .. واخذت تتأمل شكلها في المرآة ..
يعجبهآ كل تفصيلة في وجههآ الحآد .. لكن شيءً وآحداً يثير ضيقهآ
كثافة حآجبيها ..!!
تتمنى فقط لو تملك حآجبان مرسومان كأختهآ هدى ..
تذكرت تلك المرة قبل سنة عندمآ كآدت تنمصها .. وثارت ثآئرة هدى و امها ..
حيث إنهآلا عليهآ بحكم النمص و عقآبهـ ..
===
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال:
«لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله»
رواه البخاري ومسلم
ثم قال: ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه سلم وهو في كتاب الله عز وجل ..
قال تعآلى : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا }
سورة الحشر – آية 7
http://www.nhyaan.net/vb/showthread.php?t=32781
http://www.almenhaj.net/makal.php?linkid=668
فهل ترضين اختي في الله ان تكون شعيرآتٍ بسيطة سبباً في طردكِ من رحمهـ الله ؟!!!!
===
ازدرت شفتيهآ بإستياء و ملل ..
كم تكرهـ تزمتهمآ .. و تحجّر عقليهمآ > على حد تفكيرهآ .
عنئذٍ لم تفعلهآ .. لأن اباهآ نهرهآ عن ذلك هو الآخر ... لكن ماذا عن الآن ...؟؟
:" هلآ فوفو "
فآقت من تفكيرهآ :" هلآ هنود .. طلعت النتآيج عندك ؟"
هند:" لا فوفو .. يقول حآول مرة ثآنية "
تذمرّت عائدة الى مكتبتهآ :" متى ناوين ينزلوها .. اففف "
اجابتها هند :" ياشيخة اهم شيء ننجح .. اكيد ناجحين زي كل سنة ..
بس عاصم بلا في شكلو يقولي اذا ماجبت نسبة ح يفرشني "
تغضنت ملامحهآ :" هييي لا تدعي عليهـ .. ما ارضى على الغالي "
تأففت هند :" اففف منه .. وجع نفسي امي تزوجكم وانفكـ من حنتو في البيت "
ابتسمت فاتن متأملة :" يآآآ رب .. بس متىىى ؟؟ "
اعترفت هند بصراحة :" فوفو .. اقولك ولا تزعلي .؟ "
استلقت فاتن على سريرهآ مبعثرة شعرهآ البرغندي وببسمة :" انا من متى ازعل من اخت زوجي هاه "
سآسرتها هند :" هيا دي المشكلة .. امس امي جلست تكلموا عـ اساس نخطبك له "
انتفضت فاتن من مكانها متفاجئة :" جددددد ..!! .. ايش قااال ؟؟؟ "
صمتت هند ثانيتن ثم قالت بأسف :" فوفو اكلمك بعدين .. جا عاصم " ..
فاتن بخيبة أمل :" لااا ابغا اعرف ايش قال "
وغمغمت :" شكلو بيشوف النتيجة حقتي .. ناوي على تهزيئي عارفتو وجع لازم اقفل عنك"
تذمرت فاتن وبإصرآر :" هنووودة قولي اول ايش قال "
همست هند قبل ان تغلق الهاتف :" مو دحين ما اقدر .. كلميني بعدين .. سلام "
فاتن بعجلة :" هند بس اختـ ..."
ولم تسمع الا رنين انقطآع المخابرة .. بعصبية رمت الهاتف على السرير ..
:" افففف ابغى اعرف ايش قآآل يووه "
قامت عائدة الى كرسيهآ امام الشاشة .. حدّثت الصفحة و ادخلت رقم جلوسهآ و هويتهآ ..
>> Enter <<
و لضيقهآ لم تهتم عندمآ رأت نتيجتهآ وانها حصلت على نسبة : 86 %
اغلقت الحآسوب .. و حملت كوب قهوتهآ ..
فتحت بآب الغرفة و رآحت تنادي الخادمة لتأخذ الكوب ..:" سنرتييي .. سنرتييي يا صنج "
لم يجبهآ الا سكون المنزل .. عادةً في هذآ الوقت لا تكون الخادمآت مستيقظات ..
خرجت لتعيد الكوب بنفسهآ متحرطمة .. :" اووف شغالات عالفاضي .. قرف "
بقدميهآ المحآطهـ بـ ( سحّآب منزلي ) مريح سارت الى حيث قبع المطبخ يمين الصآلة ..
رمت الكوب بلا مبآلاة في المجلى .. و فتحت صنبور المآء ليغسل الكوب ويدلّكـ نفسهـ بنفسهـ ..!!
من خلآل نآفذة المطبخ ذآت النوع الإزدواجي بحيث لا يظهر من في الدآخل للخآرج والعكس صحيح ..
رأت شآباً يُوقف سيآرتهـ بالسآحة و يخرج منهآ متجهآ الى بآب الفلة ..
طرفت بعينهآ :" عبدالعزيز !!! ايش جايبه هالوقت ؟؟؟!! "
ولم تنتهي من سؤالهآ حتى سمعت صوت رنين الانترفون .. خرجت مسرعة و تلقفت السمآعة
سألت بصوتٍ منخفض :" نعم مين ؟؟ "
عبدالعزيز :" احم .. السلام عليكم .. انا عزيز صديق علي ابغاهـ في هرجة "
فآتن :" أتصل عليهـ "
تسآئل عبدالعزيز من تكون هذة ؟؟ .. ولما هذآ الغرور في صوتها !!
تنهد عبدالعزيز :" علي تعبآن مو قادر يطلع لي .. اذا ممكن أدخل له لأن عندهـ عازة بأخذهآ "
رفعت فاتن حاجبهآ بضيق .. وقالت :" بفتح البآب .. بس انتظر دقيقة قبل لا تدخل "
لم يرد عليهآ .. رغم استياءهـ من نبرة صوتهآ الفظة ..
سمع صوت انفتآح الباب وانتظر لـ دقيقتين و أكثر .. ثم دفع البآب و القى السلآم ..
:" احم طريق طريـق .. بسم الله "
ومشى مسرعاً بنفس الطريق الذي حفظهـ عن ظهر قلب ..
أمآ فاتن كآنت مختبأءة خلف الجدآر المجآور للسلالم القليلة تختلس النظر اليهـ ..
كآنت هذة المرة ترآهـ بوضوح ..
وقد تعجبت لمآ بآن عليه .. !!!
في الموقف الذي حدث بالأمس كآن يبدو أكثر صلابهـ و رجولة ..
أما الآن ترى فيهـ شاباً نحيلاً .. لا يبدو عليهـ اي بادرة من شراسة خفية ..
لم يعجبهآ .. لا مظهرهـ العآدي البعيد عن التأنق ولا ملامحهـ البسيطة ..
تنهدت و عآدت الى غرفتهآ تفكر في رد عاصم ..
ابن خآلتها الناجح .. الطموح ..و الأنيق ..
والذي تتمنآهـ زوجاً .. فهو يمثل كُل غآياتها في التفآخر بهـ ..!!
تمتمت :" عاصم .. ايش تبغاني اسوي اكثر من ما بينت لك ؟! "
تأففت دآلفة الى غرفتهآ ..

~~~~

كآن ثلاثتهم يجلسون في الصآلة .. اما الصغآر فقد خلدآ الى قيلولة المسآء ..
وقفت :" طيب أنا بقوم أنام عن اذنكم "
سمعت زيد يقول لهآ :" زينة أبغى اكلمك في موضوع "
تنهدت بتعب :" زيود خليهآ وقت ثاني .. مرة تعبآنة "
أصرّ و طلب منهآ الجلوس بمقابلته .. رفعت رأسها الى السقف :" آآآه يا ربييي "
حملت دلال أطبآق الفوآكة :" بروح اغسلهم .. "
و غادرت الصآلة ..
أحست زينة من ملامح اخيهآ ان امراً جدياً سـ يُناقش هنآ .. و الآن ..
جلست بثقل :" اهووه وهاااذي جلسة .. تفضل يا سيدي "
بدآ زيد كلآمهـ بسؤآل لم تتوقعه :" انتي خلصتي تخصصك ؟ "
طأطأت ببطء :" ايوه .. ليش ؟"
وكما توقعت لم يجبهآ عن سؤالها :" يعني شهادتك مضمونة خلاص واي مستشفى راح تطلب خدماتك ؟"
تمتمت بعين ضيقة :" على حد علمي .. اي "
اراح ذرآعهـ على ظهر الاريكة :" حلو .. كلمت مدير مستشفى الـ .. بجدة و هو ينتظر تقديمك لوظيفة عندهم"
بتبلد :" هاه ؟! "
ابتسم زيد واحنى نفسهـ ليقلل المسافة بين عينآهما :" ح تأخذي التخصص وترجعي معانا للسعودية"
دهشت ما قآلهـ و استنكرت هآبهـ من مكآنها :" كيــــف ؟؟!!! "
تمتم بهدوء :" زينة انا ماخلصت كلآمي .. اجلسي "
جلست و قدميهآ تقرعان الأرض بتوتر .. يجب ان لا تنفعل و تُهدء من روعهآ ..
تابع زيد :" امي طلبت مني ارجعك معايا .. وانا وعدتها .. مدامك وصلتي للي تبغيه وانا وافقت عليهـ
رغم انك عارفة رفضي وجودك هنآ لوحدك .. لكني اثق فيكِ يا زينة ولا كان صممت على رفضي ..
قلت اخليكِ تكملي دراستك هنا عشان ما كنت ابغى اهدم احلامك ومستقبلك
و ازيد خسايرك اللي عانيتي منهآ في مراهقتك .. فوافقت ..
وماشاء الله خلاص انتي تخرجتي وتخصصتي .. ماباقي الا ترجعي بيتك وبين اهلك "
عبست مضطربة :" بس يا زيد .. انا ما ابغى ارجع .. "
وعندمآ لمحت عدم رضآه اردفت تبلع ريقهآ :" على الاقل مو الحين "
سألها بحدهـ خفيفة :" ومتى ان شاء الله .؟"
زفرت مشيحة بصرهآ عنهـ :" ما ادري .. لما اكون جآهزة و مستعدة "
لم يعجب زيد كلامها :" زينة .. الموضوع ما يحتاج استعدآد ولا شيء .. مجرد نقل اوراقك من هنآ لهنآك وبس"
ضآعت انظارهآ على الارض البورسلية بحيرة .. كيف له أن يفهم ..؟
كيف سيتفهم حقيقة انهآ لا تستطيع الرحيل و الابتعآد عن فارس ..!!
ما هذة الزوبعـة التي وقعت فيهآ ..؟!!
زينة :" زيد .. انا مو مستعدة للحين .. ابي وقت .."
قاطعهآ زيد بنبرهـ شديدة :" هيا كلمة وحدة مافي غيرها .. راح تشيلي حياتك اللي هنا وترجعي معانا فاهمة "
هبت زينة بعناد :" لأ .. زيووود .. مو بهالسهوولة اغيـ .."
هب هو الآخر وبدى الدم يتدآفع في صدغيهـ :" زينة لا تخليني اتصرف معاكِ بالقوة "
ومع تزايد وتيرة صوتيهمآ الذي بدأ يرتفع خرجت دلال من المطبخ هلعهـ ..
هرولت الى الصآلة :" ايش بكم انتوووا ؟؟ ما تعرفوا تتناقشوا بهدوء ؟ "
نآشدتها زينة بعينٍ تلمع :" دلوول .. انا ما ابغى ارجع .. الله يخليكِ اقنعيهـ "
تمتم زيد بغلظة :" ماحد بيقنعني .. انا قلتك بترجعي وهذا آخر كلام "
تمسكت دلال بيد زينة التي بدأت ترتعش ..
وخاطبت زوجهآ بنظرة تأنيب :" زيد البنت تعبانة من شغلهآ .. خليهآ تريّح وبعدين اتكلموا برواقة مو بصرآخ "
هزّ زيد رأسه :" رواقة مو رواقة بترجع .. انا رايح عند فارس "
و انتفض من مكآنهـ مغآدراً الشقة ..
نظرت دلال الى زينة ولاحظت شحوبهآ ..:" زينة ايش بك ؟؟ لا تفكري روحي ارتآحي "
بحلقٍ جآف :" دلال .. أنا مابغى اروح من هنآ .."
بحنآن سألت :" ليش طيب يا زيون ..؟ "
لأجل فآرس :" وكيف أتركـ شفآ والصغار ؟؟ .. ما اقدر .."
تنهدت دلال و دفعتها الى ناحية احدى الغرف المؤثثة :" خلاص نآمي الحين .. وبصحيكِ قبل المغرب "
دلفت زينة الغرفة واغلق البآب ورائها ثم استندت عليهـ ..
كآنت ترغب بالعودة .. نعم لا تنكر ..
لكن ..
فآرس .. شفآ .. تامر و تآلا ..
هل ستقوى على تركهم و اعلان الرحيل ؟؟
لا تقوى ... لا تقوى حتى على التفكير بذلك ..!!
فـ كيف إذا حملت حقآئبهآ و رحلت تلوح لهم مودعة !!
هزت رأسهـ بشدة هآمسة :" لا مابغى .. ما ابغى اتركهم "
اسلتقت على السرير مرتجفة ..
جافا النوم وسآلت دموعهآ بلا تحكم ..
مجرد الاحساس بأنهآ ستُنتزع من حضن هذة البقعة التي ضمت أحبُ الناس الى قلبهآ
أشعرهآ بإحتضآرات أنفآس مخنوقة ..

~~~~

رفع جهآز التحكم و أطفأ التلفآآز .. فقد احتوت على برآمج من الرتآبة بحيث زآدت من ملل الأجوآء ..
تأفف و هو يرمق عمر بنظرة جآنبية ..
كآن الآخر منسجماً في قرآءة الجريدة اليومية ولا يلفت لهـ بآل ..
وقف ملقياً الجهآز على الصوفة .. ثم خرج الى الشرفة يستنشق بعض الهوآء
استند على الحآفة بمرفقهـ و أخذ ينظر الى الأفق حيث أمتد البحر من بعيد ..
تلاعبت النسمآت بخصل شعرهـ القصيرة ..
أحس بالسلام يلفهـ و التوتر يرحل عن صدرهـ شيئاً فـ شيئاً ..
:" ايش بك طفشآن من نفسك ؟!! "
التفت الى عمر الذي انضم بجآنبهـ يشاركهـ جمآل ذلك المنظر ..
تنهد فآرس :" بعد ما اتعودت على رجة الصغآر .. احس ان الهدوء خآنقني "
ضحك عمر بخفة و هو الآخر يستنشق الاكسجين :" من جد .. طيب ليش ما اتزوجت و جبت لك بزران ؟"
تجمد فآرس .. و توقفت " تفآحة آدم " في حلقه ..
التفت لهـ عمر :" ايش بك ؟ ماعجبك كلامي ؟ "
ارخى فآرس رأسه و نظر الى طفلٍ صغير أخذ يتمشى لوحدهـ في الطريق الرملي .. ثم بعد ذلك تأتي امرأة تحمله..
نادآه عمر :" فآرس ؟ تكلم ايش بك ؟ "
شعر فآرس ان كبتهـ لـ سر حيآتهـ قد أرهق كآهلهـ ..
فبلا تفكير بآح لمسآمع عمر :" أنا كنت متزوج "
من الصعب التحديد من منهمآ كآن أكثر دهشة .. عمر المصدوم بالخبر أم فآرس الذي فقد لجآم صمتهـ !!
تعتع عمر .. و تصآدمت الحروف غير مترآكبة من قوة الصدمة عليهـ ..
:" كـ نت م م متزوج !!!!!!! "
تأوهـ بندم و غلغل اصابعهـ في فروة رأسهـ ..:" اووه ايش قلت أنا !! "
امسكه عمر من كتفهـ مكرراً سؤاله بصوتٍ مندهش :" فارس انت متزوج ولا تمزح ؟!!
تنهد هامساً :" كنت .. كنت متزوج .. و انفصلنآ "
بدى على عمر كأنهـ تلقى لكمة .. فتراجع ليشغر احد كراسي الشرفة ..
سأل :" كيف ؟ متى ؟ وليش انفصلتوا ؟ "
اعترف فآرس فلا مجآل للتراجع بعد ان افلتت منهـ البدآية
:" من 8 سنوات تزوجت .. واستمر زواجي سنتين بعدهآ طلقتهآ .. لأنها .. خانتني "
شهق عمر :" خانتك !!!!!! "
استدآر فارس بنظرة جديهـ ..:" اي .. وانا من وقتهآ كارهـ الزوآج ولا افكر يصير لي اولاد "
وقف عمر متوجهاً اليه :" يعني محد يعرف ؟؟ "
قبل ان يجيبهـ فآرس سمعآ صوت الجرس .. ثم ندآء زيد ..
ابتلع فآرس ريقهـ وتمتم برجآء لـ عمر :" لا محد يعرف .. عمر لا تقول لأحد .."
طأطأ عمر و مآزال في غمرة دهشته :" ان شاء الله "
اجبر فارس نفسه لإنتزآع قدميه من مكآن وقوفه .. ثم غآب دآخل الشقة ..
ليعود بعد دقائق قليلة الى الشرفة ومن خلفه زيد ..
كآن عمر على حآلهـ يقف بلا استيعآب .. و بملامح جآمدة لا توحي بشيء ..
جلس زيد على أقرب كرسي متنهداً ولم ينتبهـ كلياً لما يجول بالخفآء ..
:" اففف اعوذ بالله من الشيطآن الرجيم "
تصنّع فارس هدوءه :" خير .. ايش فيك يا زيد ؟؟ "
متذمراً قال زيد :" زينة .. عنآدها راح يخليني اتصرف معاها تصرف ما احب اتعامل بيه "
التفت فارس وعمر يتبادلان النظرات .. ثم جلسآ بجانبهـ ..
بإهتمآم سأل فارس :" ايش بهآ ؟ "
وبنفس الاهتمآم شارك عمر :" مو معقول ح تسوي شيء يخليك تتهور وتضربهآ مثلاً "
توسعت حدقتآ فارس لهذا التصور .. احدٌ ما يضرب زينة !!!
سيبيدهـ عن الوجود قبل ان يجرؤ أياً كآن على اذيتهآ ..
ضحك زيد ضحكة قصيرة :" لا يا عمر .. تنقطع يدّي ولا امدّهآ على اختي .. هذي يتيمة ووصية ابوي ليا"
عمر :" ايش طيب اللي صآر ؟؟ "
عقد زيد يديهـ وراء رقبتهـ واكمل غير عابيء بتأثير كلمآته على الرجلين اللذآن يشاركآنهـ الحديث ..
:" اففف أقولهآ راح ترجعي السعودية معانا .. رفضت .. وانا هالمرة ماخذها حتى لو غصب عنهآ "
سأل فارس بحدهـ :" وليش تأخذها ؟؟؟ " ..
رأى استغرآبهمآ من حدتهـ فتدآركـ نفسه :" يعني .. ايش السبب اللي بترجعهآ عشانه ؟؟"
زيد :" امي تبغاها ترجع .. وبعدين انا ماعدت اصبر اخليها هنا لوحدها وانا مو داري عن هوى دارها ..
فين تروح وفين تجي وايش تسوي ؟؟ "
قال فارس غاضباً :" معقولة .. تشكـ في اختك يا زيد ؟!!!!!! "
بدى ان الغضب انتقل مع جزئيآت الهوآء الى زيد فصآح :" انا ما قلت أشكـ فيها ايش فيك انت ؟! "
وقف فارس يلوح بيدهـ و رغبته كبيرة تتملكهـ بضرب زيد :" كلامك يقول كذا "
تدخل عمر :" هي هييي انت وهو ايش فيكم ؟ اذكروا الله "
زفر فارس :" استغفر الله .. " و اعطاهما ظهرهـ لينظر الى السماء ..
تكلم زيد شارحاً :" الحكاية اني خايف عليها .. راح تقولوا توكـ تخآف !! .. ما الومكم لو فكرتوا كذا
أنا أهملت اختي كثير .. لكن حياتي مع عيلتي الخاصة اشغلتني عنها ..
وامي هيا و اهلها وعيالها بعد انشغلت بيهم .. ابوي قبل لا يموت الله يرحمهـ ما عرف يوفق بينها وبين زوجته ..
بعد ذا كلهـ لما تبغى تبني مستقبلهآ احرمها منه ! ..
وقتها ما عرفت اتصرف .. و وافقت على ابتعاثهآ .. ولعلمك يا فآرس ..
انا اثق في اختي أكثر من ما اثق بنفسي .. لأنهآ تربيتي .. ومهمآ كانت زينة حرهـ
الا انها لا يمكن تغلط بإختيارها وبرضاها ..
الحين انا ابغاها ترجع مو عشان امي وبس .. الا عشانهآ هيا بعد ..
كفآية تشتت عايشته وهروب .. زينة تحتآج لأمي معاها .. وتحتاج لعايلتهآ تضمها .. فهمت ؟"
بعد ان انهى كلامه عمّ الصمت عليهم .. واحداً غارقاً في افكارهـ حتى منآبت شعرهـ ..
سأل عمر يكسر ذلك السكون المشبع بالشرآرات ..:" بس هيا ما تبغى تروح صح ؟"
زيد :" تقول مو مستعدة .. تستعد لـ أيش ابغى اعرف بالله !! "
ضم فارس يدهـ حتى ابيضّت انامله .. كيف يتحدث ؟؟
ماذآ يجب أن يقول ليمنع حدوث هذآ القرآر الصعب ..
شيءً لم يحسب لهـ حسآب !!
كيف ترحل عنهـ و هو للتو فقِهـ لأن وجودهآ في حيآته مهم كـ وجود المآء ..
أقترح عمر :" اسمع يا زيد .. زينة لو جيتهآ بالمسايسة رآح تقتنع بكلامك .. لكن لا تعاندهآ ترى تنآطحك "
ضحك زيد :" هههههـ انت للحينك تحسبهآ مثل زمان "
ابتسم عمر :" من شبّ على شيء شآب عليهـ "
اقتنع زيد :" معآك حق .. بس اذا ما وافقت بالطيب .. بشيلهآ على اكتافي وارميهآ بالطيارة "
ضحك عمر :" هههـ وانا بايعهآ معاك "
بطريقة او بـ أخرى صفّت الآجواء بوسط دوآمة هآئجة بصمت في نفس ذآك الرجل الثالث ..
كآن يبعد خطوآتٍ قليلة عنهمآ .. ولكن بخلاف الرآحة و الهدوء الغامر مظهرهـ
بدآخله بدأت أعاصير تعصفُ بهـ ..
يجب ان يتصرف .. بأسرع وقت .. والا خسر زينة !!!!

~~~

توقفت السيآرة المكشوفة عند بآب الفلة .. وخرجت تتمخطر بكعبهآ العالي
وتنورتهآ التي صُنعت من قماشٍ لا يتعدى النصف متر ..!!
اغلقت البآب ورائهآ و سآرت تسحق الحصيآت تحت قدميهآ ..
فتحت البآب و دلفت الى عتمـهـ المكآن ..
اخذت تترنم بأغنية غربية صآخبة و تتمآيل معهآ بإستطرآب ..
:" اوو اووو او ياااه .. ههههآآي كم احب هذآ الجنون "
:" وسن تدري السآعة كم ؟؟ "
فزعت مكآنهآ وتلفتت حتى رأت خيال والدهآ في ركنٍ جآنبي بقلب الصآلة ..
وسن :" دآد .. how R u ؟ "
د.احمد بجمود :" الساعة 3:36 صباح .. وين كنتِ لهالوقت ؟؟ "
مالت شفتيهآ :" اووه دآد .. كنت مع صديقآتي "
بحزم نادراً ما يعاملهآ بهـ :" لا تغلقي جوآلك وقت تتأخري .. اتصلي و اعطيني خبر ..
جالس قلقان عليكِ و ... "
تقدمت نآحيته و بدلالهآ و دلعهآ :" بآبي .. انا ناضجة .. you don’t have to worry abo"
( لا يجب عليك أن تخآف علـ .."
قاطعهآ بصوتٍ جآمد :" وسـن .. ممنوع تتأخري لهالوقت ثاني .. فاهمة "
صآحت :" بآبي .. انا ماعدت صغيرة تتحكم بـيا .. انا كبرت و صرت حرهـ بتصرفاتي "
رفع اصبعه بوجههآ ولوحهـ أمامهآ :" مهمآ كبرتي بتظلي صغيرة في عيني وبكون مسؤول عنك و"
تأففت وتركتهـ صآرخة :" بآآبي .. اذا استمريت تتحكم بيا بروح عند مآآمي "
ثم ركضت الى غرفتهآ متجآهلة ندآءهـ لهآ ..
هز رأسهـ يأساً .. ابنتهـ تتمآدى في استهتارهآ يوماً عن يوم ..
وهو لا يعلم لترويضهآ سبيل ..!!!
كآن الرضوخ والاستسلآم لمتطلبآتهآ و أهوآئهآ دوماً أسهل طريق امامه ..
وها هو يجني ثمآر فشلهـ في تربيتهآ ..

دخلت الغرفة متأففهـ ..
وألقت بكل أغراضهآ على الأرض و بنفسهآ على سريرهآ الدآئري ..
حذفت الكعب عن قدميهآ في الهوآء .. وجد احدهمآ طريقه الى سلة المهملآت والآخر فوق التسريحة ..
ابتسمت مخرجة علبة مجهورآتٍ مآسية من حقيبتهآ ..
واخرجته تجرب السوار في يدهآ البضّة ..
ضحكت :" آآه .. عادل على شيبتك وبشآعتك .. تملك فلوس يهون قدآمهآ كل شيء "
شخرت عندمآ ترآئت صورة غرام امامهآ ..
:" هه أنا اللي كونتك .. لكنك دايم اللي تكسبي .. هالمرة رآح اتمتع بكل شيء تملكيه ههههههآي "
غرآم ستهدم حيآتها قريباً ..
همست بحقد :" بقي شينة ومرض .. قريب رآح اتخلص منهم .. قريب جداً "
ثم غآبت في ضحكآتهآ الحقيرة ..
ونفسهآ تحيكـ أسوء النوايآ للجميع ..!!

~~~

~ السآعة 1:26 صبآحاً ~


:" آسف يا علي .. انا منحرج مرة كنت افضل ننتظر لبكرهـ لكن جآسر اتصل بي وقالي الحين نقرأ الوصية "
لم يجبهـ علي .. ظل لاجماً بوجهـٍ مظلم .. وقف وترك عبدالعزيز في الصآلة ..
عَذَرَهُـ الأخير .. فـ هذآ الموقف صعبٌ جداً .. و فتح الحآسوب ثم شبكهـ بالنت ..
انهآ سآعة اعترافٍ قآسية .. حارقة لـ قلوبهم جميعاً ..
لا يعرفون ما ينتظرهم من ورآء الوصية ..لكن شآرف الوقت على المعرفة ..
جهزّ الأورآق التي لم يطّلع عليهآ من قبل ..
و انتظر دخول جآسر الى المحآدثة ليتواجدوا المطلوبين في الوصية بشكل حي مبآشر ..

~~~~

:" حلوو فتونة .. مبروك النتيجة فرحتي قلبي "
فاتن :" الله يبآرك فيكِ امي .. "
سألتهآ هدى :" ايش ناوية تسجلي .. بأي تخصص "
عبست فاتن :" ما ابغى ادرس .."
ام علي :" لييش ؟؟ يا بنتي ادرسي وخذي لك الشهآدة تنفعك في حياتك "
تململت فاتن :" مابغى الحين .. هالسنة مو مقدمة .. يمكن افكر السنة الجآية "
هدى :" ياسلام .. ولـ .."
اسكتهآ اقتحآم علي لغرفتهم .. وملامحهـ أثارت تسآؤلاتهن ..؟؟
دون مقدمآت قال بجمود :" امي .. هدى ..فاتن .. البسوا عبآياتكم واطلعوا الصآلة "
ثم خرج .. نظروا الى بعضهن البعض بحيرة ..!!
فاتن :" ايش بهـ ؟؟ "
هزت هدى كتفيهآ :" علمي علمك "
قآمت امهم :" قوموا ألبسوا العبايات واطلعوا .. انا بسبقكم "
قامتآ و سؤآلٌ ينهش فكريهمآ ..
:" ما الذي يحدث ؟؟؟ "

~~~

شعرت بشذرآتٍ رطبة على عرض جبينهآ .. فـ برعشة فتحت جفونهآ ..
الرآئحة التي وصلت الى خلآيآ الشم بمخهآ ترجمت انها في المستشفى ..
نظرت حولهآ و تدآخلت الصور أمامهآ لثوآني .. ثم لمحت فتآةً تتشحُ بالبيآض ..
جآشت انفآسها وهمست :" شفآ "
انتبهت شفا لإستيقآظ جود .. فأقتربت الى ناحية السرير :" صباح الخير .. "
جود :" ليش أنا هنا ؟؟ "
جلست بجآنبها وضمت يدهآ ..:" كيف حاسة الحين ؟؟ "
عقدت جبينهآ بضيق .. وألم خفيف يحتل ناصيتهآ ..:" دايخة .. من جابني هنا وليش ومتى ؟؟"
شفا :" امس المسآء دخلتي .. ونمتي للحين .. يا نوامة 14 سآعة ماشاء الله عليكِ "
تنهدت :" فين جآسر ؟ "
ابتسمت لهآ :" رآح الفندق يرتآح كآن سهرآن الليل بطولهـ .. وقبل ساعتين انا جيت بداله"
رفعت يدهآ الحرهـ الى جبينهآ :" آه شفا رأسي يعورني مرة "
وقفت شفا تتآبع القرآءات :" تأثير الدوآء .. عطشآنة ؟؟ اسقيكِ ماي ؟"
اومأت ايجآباً فأتتها شفا بكوب رشفت القليل منهـ ..
كحت بتعب و سألت :" شفا .. انا رجعت زي أول ؟؟ "
شفا :" لا قلبو .. اصابتك نوبة صرع .. لكن الحمدلله انتي قوية وبتتحسني "
همست و بلورة تتدحرج على وجنتهآ :" شفا .. عمي مآت !! "
اغمضت بأسى :" عظم الله أجرك "
تدآفعت الدموع متتآلية وصوت نيآحهآ يرتفع شيئاً فشيء .. :" مآآت !! "
انكسرت شفة شفا بحزن و اقتربت لتضم وجهـ جود بحنآن :" ادعي لهـ يا جود "
زادت وتيرة أنينهآ حتى فاقت الخنين ألماً ..:" شفااا .. عمي رآح .. رآآح "
شفا بنفسٍ متمزقة لصوتهآ :" بس يا جود .. الله يرحمهـ "
غرست اصابعها في معطف شفآ .. و اشتدت حرآرة بكآئهآ كـ مرجلٍ وصل حد الغليآن ..
مرة أخرى عزفت طنطنة الأوتآر الحزينة لحنهآ ..
مع كل أزفةٍ للرحيل .. و توديعاً لـ روح نهلت من قلوبنآ المودة ..
تأخذ ضوضآء الفرآق مأخذاً في نفوسنآ .. ونفوس من حولنآ ..
حتى تسود ديآجي الألم لحظآتنا ..

عند بآب الغرفة وقف منصتاً .. صامتاً .. مهلكاً .. تعباً حتى الانهيآر ..
لم يذق طعم النوم .. فـ ع ـآد يتجرع شقآءً قدمهـ لأختهـ بـ قلبٍ بآرد ..
ولا يكفي ما فعلهـ فهو عائد بخبراً لا أسوء منهـ ..
منهزماً :" يا ربي عونك .. ايش بقى طعون القمهآ لأختي بعد ؟؟"
لولا وجود شفا من بعد الله .. لمآ تمكن من الصمود بجوف هذة الاعاصير التي لم تشبع من التلاعب بهـ
ممتناً لوجودهآ .. وممتناً لكونهآ في حياتهمآ ..
انهـ يحتآج لهآ .. بقدر حآجة اختهـ لهآ ..
فـ معهآ يشعر بالمصائب تهون ..
تنهد وطرق البآب .. ثم دخل حاملاً خبرهـ و حآسوبهـ
فالأمر طُلب من عبدالعزيز ..
ويجب ان يتم على وجهـ السرعة ..
ابعدت شفآ دون وهمست بإذنهآ :" جود خلي الله بقلبك .. يهّون عليكِ و يلهمك الصبر "
بوجههآ المحمر غمغمت :" و نعم ..بالله "
طبطبت على رأسهآ برقة .. ثم وقفت تستأذن
كلمت جآسر بهدوء :" انا بخليكم على رآحتكم سيد جاسر .. واذا احتجتوا لشيء اطلبوني "
جآسر :" شكراً آنسة شفا "
لم تطيل و خرجت مخلفة التردد ورآئهآ ...
تقدم جاسر الى أختهـ .. وضع الحآسوب على طاولة قريبة و شغّلهـ ..
نظر الى اخته التي اهلكتهآ شهقات البكآء .. وربت على يدهآ موآسياً ..
:" جود .. لا اله الا الله "
جفت دموعهآ لكن صدرهآ بلا تحكم يطلق الشهقآت المتعبة ..:" لا اله الا الله "
جاسر :" قوي نفسك .. لأن الحين بنسمع وصيته لنا "
رفعت جفوناً منتفخة اليه .. ورأتهـ يفتح برنامجاً ما في الحآسوب موجهآ كآميرتهـ الى حيث جلس ..
همست بشهقآتهآ :" انا و .. انت "
اجابهآ بهدوء :" كلنآ .. "

~~~

بلا وجههـ تمشت بقرب الكوفي الأرضي .. شآغلاً فكرها أمر جود وجاسر ..
ومقض مضجعهآ ما سيحدث معهمآ ..
انتقت مقعداً خشبياً بجآنب شجرة ضخمة
وجلست عليهـ تراقب طيور اللقلاق تهدر بأصوآتهآ فوق اشجآر الحديقة ..
تفكرت في كل نبضٍ حولهآ ..
:" سبحآن الله .. خآلق كل شيء .. ولكل أمرٍ منهـ حكمة ..
فما هي الحكمة من التقآء نقطة حياتهآ بحيآة جاسر ؟؟ "
نفثت نفساً حآراً ... تفكيرهآ بهـ بدأ يأخذ حيزاً يقلقهآ ..
فـ الى اي محطة سـ ترسوا مع هذة الافكآر ..؟؟؟
جآئهآ صوتُ رجلٍ من خلفهآ :" السلام عليكم شفا .. كييفك ؟ "
لفت رأسهآ و رأت فارس يقف راسماً بسمة خفيفة .. لكن وجههـ نطق بالإرهآق ..
شفا :" وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. الحمدلله بخير .. كيفك دكـ .. اا فارس ؟؟"
نظر بعيداً :" ما ادري اذا بخير ولا لا "
جلست صآمته .. متوجسة .. هل سـ يسألهآ عن أمر زينة ؟؟
سمعته يحدثهآ :" شفا ..تسمحي لي أكلمك ؟؟ موضوع ضروري واحس انتي الوحيدة اللي بتقدر تنصحني "
زاد توجسهآ و ترددت .. لكن نظرة خاطفة على وجهـ فارس اعلمتهآ انه بحاجة مآسة للمساعدة ..
فهمست :" اكيد اخوي "
ابتسم وظل واقفاً .. :" شفا يشهد الله انك بمكانة دلال .. فعشان كذآ لجأت لك "
اشعرهآ كلامهـ بغبطة :" وانا بعد .. تكلم وانا اختك "
تنهد ثم تحرك مغيراً وقفته .. جلس القرفصآء بجآنب المقعد واتكأ على احد ارجلهـ ..
بصوت خافت :" بدون لف او مقدمآت .. انا حبيت وفقدت قلبي ..
وقريب اذا ما اتحركت رآح افقد روحي .. احس اني ضآيع و مو عارف ايش المخرج ..
أحتاج لك تدليني "
سمعته بأذآن صاغية و حوآس متيقضة .. وتفاجأت لإعترافآتهـ الشخصية ..
لماذا لهآ هيّ بالذآت ؟؟؟ .. لا يمكن أن تكون هي المقصودة !!!!
لا ربآآآه .. ماذا عن زينة ..؟؟
وكآدت ضحكة تفلت من سذآجتها وهو يكمل :" انتي تقدري تسآعديني ..
زينة نصفك الثآني .. وتفهميهآ وتقدري تحنني قلبهآ علي "
سألت هامسهـ سعيدة :" انت تحب زينة ؟"
احس بالخجل وهو يقرّ بالامر لأول مرة امام بشري :" و خآيف افقدها "
صيحة فرحة شارفت على نهآية شفتآها .. لكنهآ امسكت نفسهآ .. فـ مشاعر زينة من خصوصيآتها
و وحدهآ زينة لهآ الحق بالافصآح عنهآ او كتمهآ ..
سألت :" طيب ليش خايف تفقدهآ ؟؟ "
فارس :" زيد ناوي يرجع زينة معآه .. يرجعهآ السعودية على طول "
علقت انفاسهآ بصدمهـ .. زينة تعود !!! و ترحل عنهم ؟!!!!
اردف فآرس متشتتاً :" مو عارف ايش اسوي يا شفا .. لو راحت .. كيف نعيش بدونهآ هنا ؟؟"
تمالكت صدمتهآ .. فـ الأمر كان متوقعاً ..
عاجلاً أم آجلاً كانت سـ تعود و تتركهم .. لكن ما أمُّر اقترآب ذلك ..
فارس :" ابغآكِ توصلي لهآ رسآلة .. و تفهميهآ انهـ .."
قاطعتهـ شفآ :" لكن يا فارس .. انت نآوي تعلقهآ و لا .."
ابتسم فارس نافياً :" لا تفهميني غلط يا شفآ .. الغربة ما غيرت الأصول اللي اتربيت عليهآ ..
لو ما همني رأيهآ .. كنت كلمت زيد البآرحة .. وخطبتها من غير ما تدري ..
لكن أنا متخوف من ردهـ فعلهآ .. زينة ما تطيقني .. و .."
بلع ريقه ليقول بمرآرهـ العلقم :" واحسهآ تكرهني "
عضت شفآ شفتهآ السفلى .. كم هو جميلاً معرفتهآ بالشعور المتبآدل بين الطرفين ..
وترغب لو تصرخ بوجهيهمآ ان يفيقآ و يريآن ما هو وآضح للجميع وخآفي عليهمآ فقط ..
رفع رأسهـ ينظر الى الطيور المحلقة في كبد السمآء ..
واستطرد :" أبغى اشارة منهآ .. لو بس اوحت لي انها ممكن تتقبلني ولو واحد بالمية
يكفيني .. ومستعد اكلم زيد اليوم قبل بكرهـ .. لكن اخاف من رفضهآ "
ابتسمت شفآ :" ما تلاحظ انك تكلم الشخص الغلط ؟"
قطب جبينهـ ناظراً اليها :" ؟!! "
اكملت بهدوء :" ما ح تعرف النتيجة الا اذا اقدمت على خطوتك .. انت استخير الله
و اعرف تسأل الشخص المعني بالموضوع .. مدآم انت مختآر الطريق الصح ..
ان شاء الله ربي يوفقك ويرزقك على قد نيتك "
سأل بنفسٍ مختنق :" اواجهـ زينة ؟؟ "
شفا :" ممم دام انك ما بتواجهـ رفضهآ اذا تم الامر برسمية .. أسألهآ ..
واذا صعب عليك .. كلم دلال افضل "
فكّر قليلاً .. و اقتنع :" صح كلامك .. لازم اسأل زينة بنفسهآ "
بفرحة دآخلية دعت له :" الله يوفقك و يرزقك الخير يا اخوي "
وقف ونفض بنطآلهـ .. ابتسم بإمتنآن لها ..
وهمس :" شكراً شفا .. "
اومأت باسمة ..
فـ انطلق رآكضاً و الحمآسة تدفعهـ نحو ملتقآها ...
خطوآآت تتوسع بقدر تفآقم الهيآم الذي تملكـهـ نآحيتهآ .. تتوسع لتقآرب بينهمآآ
فهل هي خطوآت توصلهـ الى السعآدة ...؟؟
ام هفوآت تردي بهـ الى قمع الجرآحآآت ...؟؟؟

~~~~

~ الوصية ~

أرسل دعوهـ بإتصآل مرئي .. ضغط موآفق ..
ثم ظهر لهـ جآسر في باطن تلك الشآشة الصغيرة ..
عبدالعزيز :" هلآ جاسر .."
رد عليهـ بهدوء :" هلا عزيز .. انا واختي موجودين هنآ .. وانتوا "
عبدالعزيز :" بس لحظة أهل علي ما جوا .."
تنهد جآسر :" آآخ .. ان شاء الله "
رفع بصرهـ الى أختهـ ووجدهآ تدمع بلا صوت ..
زمّ شفتيهـ و ركز في عدسة الكآميرآ على رأس شاشة حآسوبهـ منتظراً تجمع الكل

( ومضة )
45 % من الفتيآت يملكن أجهزة حآسوب آلي مزود بـ الكآم ..
فـ هل تعرفن ما الضرر الذي ينتج عنهـ ؟؟
لم نكتفِ بالفتن التي انتشرت من وراء الهواتف الخليوية المزودة بهآ او البلوتوث
و بدأنآ في مسيرة الحوآسب و جبآل الضحآيا تترامى تحت أقدآم التساهل والغفلة ..
مؤكد ان اغلبكنّ عرفت بوجود برنآمج فيروس اخترآقي ..
يُمكن مستخدميهـ " شيآطين الانس " من التسلل الى غرفة صآحب\ة الحآسوب ..
أقل شيء تفعليهـ لتدرئي عن نفسكِ الفتن هو اخفآء الكاميرا بلاصق مآ ..
والافضل والأولى تجنب ابتيآع حوآسب الكآم ..
ألا هل بلغت .. اللهم فأشهد .

~~~~

تفاجئت الفتآتان بوجود عبدالعزيز في صآلة فلتهمآ بهذآ الوقت المتأخر من الليل ..
فجلستآ بجانب والدتهما بعيداً عن مكآن جلوس عزيز و علي .. والفضول يتملكهمآ ..
ام علي :" كيفك يا ولدي يا عزيز ؟؟"
عبدالعزيز بإحترام :" الحمدلله عمتي .. عساكِ سالمة "
ام علي :" نحمدالله ياولدي "
تنهد عبدالعزيز مركزاً عينيهـ على الأورآق بيدهـ :" ونعم بالله "
تحمحم :" أنا آسف ازعجتكم في هالوقت .."
ام علي :" خذ راحتك انت منا وفينا يا عزيز "
عبدالعزيز :" الله يخليكِ يا عمة " .. ونظر الى حآسوبه :" جآسر معآنا ؟؟ "
أتى صوتهـ بوضوح :" اي عزيز .. انا وجود هنآ "
قلبين في المجلس ذآته تزلزلا بشدة .. وفحوى الوصية ستخمد احدآهمآ و ترسل الآخر الى قمهـ الجنون ..
قلّب الأورآق بين يديه وبسمل بادئاً :" انتوا هنآ اليوم بحكم قراءة وصية عمي حسن علي الـ ..رحمه الله عليه "
صرخة مدوية افزعت الكل .. و ابكمت عزيز ..
فاتن بـ هلع :" ايــــــــش ؟؟؟؟؟؟!!!! "
نظرت من تحت غطاء وجهها الى الكل حولهآ .. :" ايش تخرفوا انتوا ؟؟؟ اتجننتووووا ؟؟"
علي :" فاتن اجلسي .. عزيز كمل "
عاد عزيز يتآبع :" الوصية احتوت ..."
لكن فاتن أبت ان تسمع .. انقضت كـ المجنونة تهاجم عبدالعزيز وتخطف الأورآق تبعثرهآ و تمزق ما استطآعت منهـ ..
صرخت بآكيهـ و رآفضة :" ابوووووي ما مآآآآآت ما مآآآآآآآآت .. الله يصيبك لا تقول على ابوووي مآآت "
بُهت عبدالعزيز ينظر اليهآ بغرآبة و تخّوف ..
قام علي يمسكـ بفاتن ويهدئهآ :" فآآآتن .. افهمي واقبلي بالوآآقع "
ضربتهـ على صدرهـ بحقد وصوتهآ يتمزق :" انت .. انت السبب .. انت اللي حرمتني من ابوووي
انت يا علييي أكرههههك أكرررررهك .. يا مجررررم يا ..."
سحبتهآ امهآ الى حضنهآ تغطي وجههآ بحنآن :" استغفر الله يا بنتي .. اذكري ربك ..
لا حول ولا قوة الا بالله .. لا حول ولا قوة الا بالله "
قآمت هدى تسآعد امها على سحب فاتن بعيداً عن علي .. واعادتهآ الى مكآنهآ ..
اخذت هيّ تنوح في صدر امهآ .. متهمة علي تارةً و تقذف بكرههآ لهم تآرة ..
جمع علي وعبدالعزيز الاوراق .. و اخذا يرتبآنهآ ..
سأل جآسر :" عزيز .. ايش فيه ؟؟ الصوت يوصل لي منخفض لأن السماعات ما تشتغل "
بصوتٍ مرتجف :" ولا شيء جاسر .. نكمل "
بدأ عبدالعزيز يقرأ ولكن نيآح فاتن وتّر الجميع .. فصاح علي بحدهـ ..
:" هدى خذي اختك و رجعيهآ غرفتهآ "
عبدالعزيز :" بس يا علي ..."
قاطعه علي :" هدى خذيهآ "
نفذت هدى أمر اخيهآ و ساعدت فاتن على الوقوف ..
بكت برفض :" انتوووا مجانييين .. ابووي ما مآآت .. ولما يرجع بيوريكم .."
اختفتا فوق السلالم .. و غاب صوت النيآح ليبقى الصمت الهآديء ..
علي بجمود :" عزيز كمّل "
اضطر عبدالعزيز ليكمل .. فحآلة فاتن لا تسآعد على قراءة الوصية ..
قرأ البند الأول وكان عن توزيع الميرآث على ابناءه ..
البند الثآني ضم ميرآث ام علي
البند الثآلث تسليم جآسر و جود ميرآث اباهم ..
والبند الرآبع اختص بميرآث ضمّ عبد العزيز هو الآخر ..
ما أثر فيهـ و أزآل الستآر عن دموعهـ ..
عندمآ شعروا بدنوا نهآية هذة اللحظآت الكئيبة ..
ظهر البند الخآمس و الذي حوى صدمهـ أهتزوا لهآ .. الا ام علي ..
فقد كآنت تعلم بالوصية من زوجهآ قبل وفآته ..
كان صوت عبدالعزيز ثابتاً وهو يقرأ ..

[ يا اولادي ..
انا بغيت اتطمن عليكم قبل لا اموت .. و الله اعلم اذا كنت شفت عيالكم وانتوا تسمعون هالوصية
ولا ربي اخذ امانتهـ قبل لا اكحل عيوني بشوفتهم ..
لكني حبيت اتطمن عليكم وآحد وآحد .. هذي وصيتي .. مو اجبآرية
لكن والله قلبي بيرتآآآآآح لو صارت حقيقة ..
ما بكون مأمن بنآتي الا لكم ..
فـ ليتكم تفرحوني و تتزوجون بعض ..
علي .. انت بنت عمك منك وفيك حطهآ في عينك ..وتحطك في عينهآ ..
انت لـ جود و جود لك
..]

ضم علي يدهـ .. راغباً بالبكآء لكنه ارخى رأسهـ متمآسكاً ..
:" يا الله يا ابوووي كنت حآس فيني ... يا الله يا بووووووي .. يوبا الله يرحمك .."
أما جاسر فأنصبت نظراته على وجهـ جود ..
لم يستطع قراءة ما يختلجهآ من احاسيس .. فوجههآ المحمّر و عينيهآ المنتفختين أخفت ما خلفهمآ ..
أكمل عبدالعزيز سرد البند الأخير ..

[ جآسر .. انت سندي من كنت صغير ..
ربيتك مع عيآلي وانت اكبرهم عندي .. امنتك على اهلي وكنت قد الأمآنة ..
والحين ءأمنك على بنتي هدى .. ضي عيني و قلب امهآ ..
انت اللي رآح تحصنهآ وتشيلها على كفوف الرآحة .. وهي ما بتقصر معآك ..
هدى منك وفيك .. وانت منآ وفينا ..
اطلبك زوج لـ بنتي ... و لك الاختيآر
]

علي × جآسر × جود
تجلت الصدمهـ على سمآتهم .. وكأن ما قيل على لسآن عزيز ..
أمرٌ محظور .. لا يجبُ قولهـ ..
لم يتركـ لهم عبدالعزيز فرصة لإبتلآع صدمتهم .. ليقع هو الآخر في نفس الشَرَك ..

[ عبدالعزيز يا ولدي ..
انت وعلي وجاسر عندي واحد ..
جود اتطمنت عليهآ مع علي ..
و هدى بإذن الله جآسر من نصيبهآ ..
و فاتن .. ما لقيت لهآ احسن منك ..!!!!
]

رفع انظارهـ الى علي بسرعة .. ثم الى عمتهـ ..
هوّ و فآتن .؟؟!!!!!
ماهذة الوصية التي احتوت صفعآآت لُطشوآ بهآ واحداً تلو الآخر ...؟؟
القى بالأورآق على الطاولة .. هامساً وكأنه بجسدٍ غير جسدهـ ..
:" وهذي كل الوصية "
في ثكنةِ الفرآغ .. و تخبطِ العقول ..
نطق جآسر بجملة أكملت عليهم الصدمآت ..
قالهآ و وقعت كـ قذيفة نووية فجرت متآرسهم الى اشلآء ..
هذة المرة هو من فاجأهم .. جميعاً .. حتى ام علي شهقت من صدمتهآ بما قآلهـ ..
فقد أنهى ذلك الوقت الثقيل بـ هدوءٍ لا قرآبهـ لهـ بدوآخلهـ ..
جآسر :" لكن أنا بتزوج شفا !!! "
و فُض الكلام ليبقى السكون سيد الموقف .


The EnD

ضياع نبضة 21-09-08 01:51 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

~~~


كيف هي احوالكن غالياتي ؟؟

اتمنى لكن كل الخير

هذة اخر نبضة اطرحهآ في رمضان .. والى الملتقى بإذن الله

اوصيكن ونفسي بإستغلال العشر الاواخر في عبادة الله ..

فلها من الاجور ما تميزت به عن كل ليالي العام ..

ادعوا المولى ان يحيطكن بمغفرتهـ ويكتبكن واياي ومن احببنا من عتقآء النيران .. آمين ..

لا تنسوني من دعواتكن ..

مودتي للجميع ..

~~~

ضياع نبضة .


سحر .ز

BENT EL-Q8 21-09-08 04:06 PM

مصدومهـ!!
وافكاريـ متشتتهـ
كنتـ متوقعهـ الوصيهـ بتقولـ شيـ عنـ جود وعليـ
بسـ تناسيتـ الباجيـ
يسلمووو نبوضـ
علـي
كلامـ اختهـ حيـــلـ قاسيـ
حتى لو ما كانتـ تقصـد
اهو يحاولـ يتناسى واهيـ ذكرتهـ
اللهـ يعينهـ
جوود
حراااامـ ما مداها تفرحـ وترد لهـا عافيتهـا
الا يصيـر شيـ يخربـ
بسـ الحمد للهـ اليـ مرتـ على خيــر
وانـ شاءاللهـ باجيـ ايامهـا كلهـا فرحـ
وسنـ
حقيرهـ
سخيفهـ
لهدرجهـ الانانيهـ والحقد اعمو قلبهـا
اللهـ يستـر منـ نواياهـا وشرحـ تسويـ!!
زينهـ
اوكـ لازمـ ترجعـ
بسـ مو جذيـ فجاهـ المفروضـ يمهـد لهـا وينقعهـا بالطيبـ
بسـ جذيـ غصبـ لا
اللهـ يوفقهـا
ويكتبـ اليـ فيهـ الخيـر لهـا
عبد العزيـز
خخخخخخخخخـ
عبد العزيز وفاتنـ
يعنيـ صجـ ما يلوقـ
مسكينـ اللهـ بلاهـ
صجـ انهـ مخيـر بسـ ما اعتقد انهـ يرفضـ
اللهـ يعينهـ
فاتـنـ
ليـ متى يعنيـ بتمـ تنكـر موتـ ابوهـا
...
حبهـا لعاصمـ وشنو قالـ عنهـا !!
شكلهـ ما يبيهـا ولا يحبهـا
اللهـ يستـر شبصير فيهـا
فارسـ
الحمد للهـ انهـ قرر يطويـ صفحهـ الماضيـ
ويبدا صفحهـ يديدهـ
بسـ هلـ غرامـ رحـ تتركهـ!!
وتخليهـ يعيشـ حياتهـ!!
ما اعتقد صراحهـ
عزوفـ
وشنو قصتهـا
امممـ
مادريـ ليشـ احسـ انهـا صارتـ مقعدهـ منـ حادثـ!!
وعمـر لهـ يد فيهـ!!
وسندسـ بعد ماتتـ فيهـ<<<عاديـ تأُثير الصيـامـ*_^
غرامـ
حقيرهـ
لما شافتـ انـ فارسـ بروحـ منهـا رجعتـ لهـ
صجـ انيـ زعلتـ عليهـا وشلونـ ما عندهـا اهـلـ وتشتغـل عنـ وسنـ الزفتهـ
بسـ هالشيـ ما يبرر فعلهـا
جاســـر
اللهـ يعينهـ
صجـ صدمهـ
محتـار
بينـ وصيهـ عمهـ وشفـا!
عمــر
ليلحينـ غامضـ بالنسبهـ ليـ!!
آخر شيـ
بانتظار النبضهـ القادمهـ على احـر منـ الجمـر
تقبليـ مروريـ

ارادة الحياة 21-09-08 09:01 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دائما سطورك رائعة وكلماتك راقية وجملك عندما تكونيها احس بها وكأنها نسمة هواء منعشة تهب علينا في قيض الصيف الحار دائما انتظر نبضاتك تنعشني
اليوم ناقشتي مضرتنا لانفسنا السكائر التي تذبحنا مثلما نذبحها لا يعرفون متى دخنو اول سكارة ولكنهم حتما سوف يتذكرو الزيارة الاولى للطبيب بعد ان استهلكت صحتهم بسبب نار صغيرة ولكن افعالها كبيرة
رائع نبضة نصائح صحية وقصة ادبية رائعة
مرض شفا لا ادري لما يصر البعض على عدم اخبار الاخرين بمرضهم بصراحة مسألة ان يخشو من الشفقة مسألة لا استسيخها لان بأعتقادي المريض بحاجة الى ناس تحبه وتسانده نفسيا وتدعو له
عزيزتي نبضة مرة والدتي اصابتها نوبة سكر كادت تؤدي بحياتها فلقد ضرب السكر على قدمها وكدنا نفقد الامل بعودتها لولا الله ودعوات الناس التي حولنا صدقيني التف حولنا الاصدقاء والاقارب وتصاعدت الاكف بالدعاء من اجل شفاء والدتي وحقيقة اقولها كان شفائها معجزة الاهية حقا ودائما عندما نجتمع نشعر بأمتنان لكل من عرف بمرض والدتي ورفع كفه د اعيا لها بالشفاء
هذه وجهة نظري في ما يخص اخفاء المرض


فارس وزينة
اكو تطور ملحوظ بالعلاقة وبدأت تأخذ المنحى الصحيح مع بعض العراقيل التي ربما تواجههم
ولكن بصراحة ودون مجمالة تفاجأت من رد شفا لفارس كان ممكن تكون وسيط بينهما من اجل تقريب وجهات النظر
ولكن شفا ارتأت ان الا تتدخل وتتركهم هم يكتشفو حقيقة مشاعرهم اتجاه بعض
ربما هي محقة ولكن كان ممكن ان تتختصر الكثير من المعاناة التي سوف تكون بينهما فيما لو تدخلت
لنرى اية نبضة ضائعة هي التي سوف تكون نقطة التقاء بين زينة وفارس

الوصية
بصراحة وبصراحة كبيرة جدا جدا
ممكن اتخيل شخص يترك وصية يقسم ارثه
ولكن يترك وصية يحدد بها قسمة رب العالمين
هاي مسألة بصراحة صعبة ولكن للاسف موجودة
شنو فلان ل فلانة لأن الاب يرى مصلحتهما معا
اعتقد كل انسان من حق ان يحدد شريك عمره دون ضغط الاخرين
وكان رائع تصرف جاسر عندما قال انا سوف اتزوج شفا
بصراحة موقف رائع جدا وقطع الشك باليقين وابعد كل الافكار الوردية التي سوف تشغل بال هدى
وربما تصرف جاسر سوف يدفع عبد العزيز الى تصرف مماثل ويرفض الزواج من فاتن ويقترن بمن تناسبه وتناسب افكاره ربما ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ
لنرى ماذا سوف يحصل بالنبضة الضائعة القادمة ربما نجد نبضة ضاعت منذ زمن بعيد وان اوان اقترابها

زيد وثقة الاخ بأخته
هل تعرفين الثقة الزائدة هي التي في بعض الاحيان تضيع البنت
انا لست ضد اعطاء الثقة ولكن بحدود ولابأس من المراقبة من بعيدا حرصا عليها
اما ان اعطي ثقة واترك البنت في الغربة وحدها والله شنو عندي ثقة بها كلمة صغيرة ولكنها اضاعت الكثير من الفتيات
للاسف الشديد البنت انسانة تحمل من المشاعر الكثير وممكن مشاعرها ورقتها تذهب بها الى الهاوية
عند غفلة الاهل
لنحافض عليهن
لانهن امهات المستقبل
ثقة بمراقية
وحرص دون قيود وقسوة


اللزواج من اجنبية وضريبته والغربة وضريبتها
لا ادري ما الحكمة من الزواج من اجنبية تختلف عنا بالعادات والتقاليد في بعض الحالات يكون ا لرجل قوي الشخصية والمراءة اخلاقها وان كانت من بلد اجنبي تكون عالية الاخلاق ربما مثل هذا الزواج ينجح على ارض الواقع
ولكن عندما تكون الام اخلاقها تعبانة
لا ادري هذا الاب كيف ممكن ان يتخيل اطفاله من ام سيئة هذا هو حال دكتور احمد كان يجب عليه ان يختار ام اطفالة الزواج ليس غريزة بل هو صناعة اجيال نحن من نحدد أي جيل سوف يبزغ للوجود
فارس ماذا كان يتوقع من فتاة تعرف عليها بالشارع غير تصرف بنات الشوراع هذه ضريبة الغربة التي اختارها بنفسه

عزيزتي وفقك الله
وبشوق كبير انتظر كل نبضة تخطينها
واجدها نبضات موجودة وموجودة بقوة

dew 22-09-08 02:14 AM

بصراحة جزء جميل جدا والنهاية عندما قرأ عبدالعزيز الوصية لم أتوقعها أبدا ,,

أعجبتني خطوة فارس عندما ذهب للتكلم مع شفا ,,وهذا دليل على قوة حبه وأنه مستعد للخوض في الصعاب التي ستواجهه من أجل حبه ,,

مشاعر شفا بدأت بالتبلور نحو جاسر ,,, وهذا ماأنا متحمسة له ,,

الأب حسن / سامحه الله على تلك الوصية ,,لم يكن هناك من داعٍ لهذا الكلام وكأنه يوزع حصص من الحلوى ,,ماهذا التفكير الرجعي ؟ سامحه الله

اقتباس:

جآسر :" لكن أنا بتزوج شفا !!!
هل قالها حقا ؟ لاأصدق ذلك ,,أرجوك قولي لي أنه قالها ,, لأنني لم أتوقع أبدا هذه القنبلة ,,كم أتمنى أن يتزوجها حقا ,,ليس لأنني لاأحب هدى لكن شفا هي المناسبة لجاسر ,,

نبضة رائعة جدا جدا جدا جدا وأنتظر النبضة القادمة على أحر من الجمر

meeera 22-09-08 11:48 PM

[جزء و لا اروع..عنجد كتييييييييييييييييييييييييييييييييييير حلووووووووووووووو الجزء...
هالوصية عملت مشاكل كتيرة ما الها داعي..فرحت كتييير لعلي و جود..و حتى لفاتن لانو فاتن محتاجة لأحد يهديها و يهتم فيها و بمعنى أصح يوقفها عند حدها و ما في حدا احسن من عبد العزيز يدير باله عليها.
فرحت عشان فارس و أخيرا قرر يخطو اول خطوة صح و يعترف لزينة بحبه..و ان شاء الله يتزوجو و يرتاحو و يعوضو بعض عن كل شي..جاسر و شفا فرحت انهم الاتنين بيحبو بعض و اقتنعوا بهالشي..بس حرام هدى مسكينة كسرت خاطري..
اتوقع انو غرام صديقة وسن هيا نفسها غرام او"رومي" مربية وسن..و الحين الله راح يعاقبها و يجازيها على خيانتها لفارس بأنها تكتشف علاقة وسن و عادل..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
::rdd10ut5:

همس الروايا 24-09-08 11:02 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نبووضة شحالج ؟؟

وحشتيني وااايد ..

آخر نبضة صدمتنيييييييي

حيييل حيييييييل ماكنت متوقعة ممكن يصير هالشيء !!!!!!!!!

والله خرجتي عن كل توقعااااااااتنااااا ..

صدق انج مبدعة وخلاقة ماشاء الله عليج

بس كانت نبضة روووووووووووووووووووووووووووووووعة صدث روووووووووووووووعة

عشت الاحداث باعصاب مشدوودة

& جاسر و شفا وهدى &

عجبني واااااااااااايد لاخر جملة قالها وناااااااااااسة
بس يااا قلبي هدى بينكسر قلبهااااا :(
لكن شفا تستااااااااااااااااااهل كل الخييير

& جود و علي &

اخيرا بيلقون السعااادة اااه مستانسى حقهم وااايد

& فاتن و عبدالعزيز &

هههههههههههههههه اكبر صدمة ياتني
ماقد ربطت بينهم ابداااااا
الله يعينك يا عزوووز على ما ابتلاك به لووول
لو تنقلع فااتن ويا عاصم ابرك لهااا ويعه تويعها ..

& وسن و غرام &

وع وع وع وعووووووووووو عليهم وعععععع
اقتليهم يا نبوووض خخخخ

& فارس و زينة &

اخييييييييييييييييييييييييرا حباااايبي
مستااااااااااااااااااااانسسسسة لهم
بس يا خوفي الغولات يخربون عليهم :(

نبوووض ابدعتي غناتي
ونحن وايد متحمسين للنبضات الياية ..

ربي يوفقج حبيبتي ولا تنسينا من دعائج
ياا رب يرزقج اللي تتمنينه ..

احبج في الله

شبيهة القمر 25-09-08 02:40 PM

ابداعك بحر بلا حدود..... ماشاء الله

تخونني الكلمات امام ابداعك وافضل الصمت

لانه ابلغ من الكلام الذي لايوفيك حقك


ضياع نبضه

لقد ضاعت نبضاتنا امام تقلب الاحداث

زينه وفارس ......الى اين المصير ؟؟

جود وعلى .......وتحقق الحلم اخيرا ...

شفا وجاسر .......والطريق المجهول ؟؟؟

ومازلنا ننتظر ....مالذي سيحدث لابطال قصتنا من صدمات اخرى..



ضياع نبضه

سلمت يداك....

ولك مني رياحين الحب الوانا ...

ضياع نبضة 26-09-08 04:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BENT EL-Q8 (المشاركة 1656626)
مصدومهـ!!
وافكاريـ متشتتهـ
كنتـ متوقعهـ الوصيهـ بتقولـ شيـ عنـ جود وعليـ
بسـ تناسيتـ الباجيـ
يسلمووو نبوضـ
علـي
جوود
وسنـ
زينهـ
عبد العزيـز
فاتـنـ
فارسـ
عزوفـ
غرامـ
جاســـر
عمــر
آخر شيـ
بانتظار النبضهـ القادمهـ على احـر منـ الجمـر
تقبليـ مروريـ

هلا وغلا :[ بنووتة ]:

نورتي .. ولهت عليكِ دبوهـ

>_<

انصدمتي ... يعني نجحت في مفاجعتكم هوهاها

الله يسلمك ويسعدك يا رب

تعليقاتك لا كلام عليهآ .. بس عزوف رآح تعرفي قصتهآ مع النبضآت الجاية بإذن الله

ههههههـ لكن على قولتك الصيآم مأثر فيكِ ..

لأن سندس مآتت بعد ما صار .. اوهـ بلاش احرق الأحدآث اخليهآ مع النبضآت احسن :lol:

شكراً دبووهـ لوجودك الرائع ..

رح اشتاق لطلتك ... من الحين اقولك .. عيدك مبارك

وكل عام وانتي الى الله اقرب

العيدية بتوصلك بعد العيد ان شاء الله :rfb04470:

باقة ود لك :flowers2:

ضياع نبضة 26-09-08 05:06 PM

هلا وغلا :[ ماما ارادة ]:

اشتقت لكِ يالغالية :friends:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ارادة الحياة (المشاركة 1657001)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمهـ الله وبركاته

دائما سطورك رائعة وكلماتك راقية وجملك عندما تكونيها احس بها وكأنها نسمة هواء منعشة تهب علينا في قيض الصيف الحار دائما انتظر نبضاتك تنعشني

دوماً ما تخجلني كلمآتك امي .. ولا ادري ان كنت استحقهآ ..؟!
ولكن شكراً من اعمآق قلبي لكونك هنآ ..


اليوم ناقشتي مضرتنا لانفسنا السكائر التي تذبحنا مثلما نذبحها لا يعرفون متى دخنو اول سكارة ولكنهم حتما سوف يتذكرو الزيارة الاولى للطبيب بعد ان استهلكت صحتهم بسبب نار صغيرة ولكن افعالها كبيرة
رائع نبضة نصائح صحية وقصة ادبية رائعة

كما تفضلتي تماماً ..
الامر اشبهـ بأنهم استصغروا قيمة هذا العدو الصغير ..
تناسوا ان افعآلهـ - بقدرة الله - أكبر من حجمه بكثير ..
ما يثير عجبي .. هو لما يستهلكونهـ ؟؟!!
اي فائدة تعود عليهم من استنشآق تلك الكميآت الهائلة منهـ ؟؟
لو قارنا استخدامهم المفيد والأهم كـ السوآك .. بتعاطيهم السجآئر ..
هل سنجد منآفسه ؟.
بالطبع لا ..
غريبٌ أمر البشر .. يقتصون المضر لهم و يهملون المفيد .!!!
من يعش يرى عجباً ..


مرض شفا لا ادري لما يصر البعض على عدم اخبار الاخرين بمرضهم بصراحة مسألة ان يخشو من الشفقة مسألة لا استسيخها لان بأعتقادي المريض بحاجة الى ناس تحبه وتسانده نفسيا وتدعو له
عزيزتي نبضة مرة والدتي اصابتها نوبة سكر كادت تؤدي بحياتها فلقد ضرب السكر على قدمها وكدنا نفقد الامل بعودتها لولا الله ودعوات الناس التي حولنا صدقيني التف حولنا الاصدقاء والاقارب وتصاعدت الاكف بالدعاء من اجل شفاء والدتي وحقيقة اقولها كان شفائها معجزة الاهية حقا ودائما عندما نجتمع نشعر بأمتنان لكل من عرف بمرض والدتي ورفع كفه د اعيا لها بالشفاء
هذه وجهة نظري في ما يخص اخفاء المرض


بالفعل ماما .. هنآك اناسٌ يكرهون اطلاع الغير على امراضهم ..
خوفاً من نظرات الشفقة او تجنباً للمساعدة ..!
ولست الومهم امي .. أتدرين انا اتفهم فعلتهم هذة ..
لأن الانسان بفطرتهـ يكون معتمداً على نفسهـ .. و يتلقى منها الدعم الاولي والدائم
فإذا فقدهآ او عجز على اخراجهآ من اعماقه في لحظة ضعف او مرض ..
عندهآ يرفض البديل !
لكن حالة شفا في القصة او رغبتها في عدم معرفة جاسر لمرضهآ ..
لا تندج تحت النفور او تجنب الشفقة ..
انما فقط لنقل الخجل .. ليس تحديداً بمعنى الكلمة ولكن رفضها لا يعود لتزمت نفسي ..

الحمدلله على سلامة الوالدة ..
ربي يحفظهآ لكم .. سالمة معآفاة دائماً ..
ويرزقهآ الخير حيثُ كآن ..
بلغيهآ سلامي و مودتي ماما :)


فارس وزينة
اكو تطور ملحوظ بالعلاقة وبدأت تأخذ المنحى الصحيح مع بعض العراقيل التي ربما تواجههم
ولكن بصراحة ودون مجمالة تفاجأت من رد شفا لفارس كان ممكن تكون وسيط بينهما من اجل تقريب وجهات النظر
ولكن شفا ارتأت ان الا تتدخل وتتركهم هم يكتشفو حقيقة مشاعرهم اتجاه بعض
ربما هي محقة ولكن كان ممكن ان تتختصر الكثير من المعاناة التي سوف تكون بينهما فيما لو تدخلت
لنرى اية نبضة ضائعة هي التي سوف تكون نقطة التقاء بين زينة وفارس

ممم نعم .. كنت افكر في ردة فعل شفا كيف ستكون
ولا اخفيكِ سراً اني كنت مصابة بالتبلم وانا اكتب ذلك المشهد
فشعرت بطاقة ذهني منخفضة .. اقل مما احتاجهـ لكتابة مشهد قوي التماسك و ذو دعائم ثابتة
لذلك عندما اقرأ المشاهد الاخيرة من النبضة .. ارى ركاكة وعدم اقتناع بالاحداث :(
وهنآ موقف شفا .. لولا شيءُ في نفسي لكانت وصلة بين فارس و زينة ..
لكن اظن انه لو كنت مكان شفا .. لما رغبت بالتدخل
ولتركت الامر يجري كما حدث .. لانها ممم كيف اقولها .. لا تملك اي معرفة بهذة الامور
لكن اظن ان القادم من الاحداث .. سوف يرتكز على ما حدث هنا
ولو اني غيرت الامر وجعلت شفا تتدخل .. لما كان سيحدث ما اطمح اليه ..
:) انتظري لتري ماما


الوصية
بصراحة وبصراحة كبيرة جدا جدا
ممكن اتخيل شخص يترك وصية يقسم ارثه
ولكن يترك وصية يحدد بها قسمة رب العالمين
هاي مسألة بصراحة صعبة ولكن للاسف موجودة
شنو فلان ل فلانة لأن الاب يرى مصلحتهما معا

للأسف كما قلتي ماما ..
الامر يحدث في ارض الواقع ..
ربما ظن الآباء ان ذلك في مصلحة ابنائهم > ويصيب الامر في بعض الحالات
لكن كثيراً ما تشب المشاكل من وراء حسن النية ..
ما الذي سيحدث معهم هنا ؟؟


اعتقد كل انسان من حق ان يحدد شريك عمره دون ضغط الاخرين
وكان رائع تصرف جاسر عندما قال انا سوف اتزوج شفا
بصراحة موقف رائع جدا وقطع الشك باليقين وابعد كل الافكار الوردية التي سوف تشغل بال هدى
وربما تصرف جاسر سوف يدفع عبد العزيز الى تصرف مماثل ويرفض الزواج من فاتن ويقترن بمن تناسبه وتناسب افكاره ربما ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لنرى ماذا سوف يحصل بالنبضة الضائعة القادمة ربما نجد نبضة ضاعت منذ زمن بعيد وان اوان اقترابها

بالطبع ..
لكن ممم اصبح الزواج بـ - الغصب- يحاكي الزواج بحرية الاختيار في ايامنا هذة !!
نعم .. كان جاسر صريحاً .. رغم حالته الذهنية ..
لكن قال ما تمليه عليه رغباته ..
عبدالعزيز .. ربما يفعل المثل .. لكن هل من الممكن ان يرضخ لأمر الوصية ؟؟



زيد وثقة الاخ بأخته
هل تعرفين الثقة الزائدة هي التي في بعض الاحيان تضيع البنت
انا لست ضد اعطاء الثقة ولكن بحدود ولابأس من المراقبة من بعيدا حرصا عليها
اما ان اعطي ثقة واترك البنت في الغربة وحدها والله شنو عندي ثقة بها كلمة صغيرة ولكنها اضاعت الكثير من الفتيات

للاسف الشديد البنت انسانة تحمل من المشاعر الكثير وممكن مشاعرها ورقتها تذهب بها الى الهاوية
عند غفلة الاهل
لنحافض عليهن
لانهن امهات المستقبل
ثقة بمراقية
وحرص دون قيود وقسوة


هو ذا ماما .. ذهب الكثير من الفتيات والشباب الى الهاوية
لمجرد الثقة الزائدة ..
هدى الله الجميع وابعد عنا الفتن والبلاوي ..
والثقة حيث كانت مثلها مثل اي شيء زاد عن حدهـ وانقلب ضده ..
فـ توسطوا .. كما امر الرسول صلى الله عليه وسلم ..


الزواج من اجنبية وضريبته والغربة وضريبتها
لا ادري ما الحكمة من الزواج من اجنبية تختلف عنا بالعادات والتقاليد في بعض الحالات يكون ا لرجل قوي الشخصية والمراءة اخلاقها وان كانت من بلد اجنبي تكون عالية الاخلاق ربما مثل هذا الزواج ينجح على ارض الواقع
ولكن عندما تكون الام اخلاقها تعبانة
لا ادري هذا الاب كيف ممكن ان يتخيل اطفاله من ام سيئة هذا هو حال دكتور احمد كان يجب عليه ان يختار ام اطفالة الزواج ليس غريزة بل هو صناعة اجيال نحن من نحدد أي جيل سوف يبزغ للوجود
فارس ماذا كان يتوقع من فتاة تعرف عليها بالشارع غير تصرف بنات الشوراع هذه ضريبة الغربة التي اختارها بنفسه

هذة الغربة و هذا النصيب وكلها آيات وحكم من الله في حياتنا
و ربح من يتفكر و يتعلم من حياتهـ ..
بالنسبة للدكتور احمد .. نموذج من نماذج واقعية ..
الى اين ينتهي طريقه ؟؟ هو ووسن و غرام ؟؟



عزيزتي وفقك الله
وبشوق كبير انتظر كل نبضة تخطينها
واجدها نبضات موجودة وموجودة بقوة

امي العزيزة ..
وفقك الله لما يحبهـ ويرضاهـ و اهلك اجمعين ..
كم تسعدني ردودكِ و يغبطني وجودكِ في صفحتي ..
لا تغيبي عنهآ فأنا بحاجهـ دائمة لتوجيهكِ ..
كم سأشتاق اليكِ ..
كل عام وانتي الى الله اقرب .. وعيدك مبارك ماما ..
لا تنسيني من دعواتك الجميلة ..

ودمتي بحفظ المولى :flowers2:

ضياع نبضة 27-09-08 09:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dew (المشاركة 1657543)
بصراحة جزء جميل جدا والنهاية عندما قرأ عبدالعزيز الوصية لم أتوقعها أبدا ,,
أعجبتني خطوة فارس عندما ذهب للتكلم مع شفا ,,وهذا دليل على قوة حبه وأنه مستعد للخوض في الصعاب التي ستواجهه من أجل حبه ,,
مشاعر شفا بدأت بالتبلور نحو جاسر ,,, وهذا ماأنا متحمسة له ,,
الأب حسن / سامحه الله على تلك الوصية ,,لم يكن هناك من داعٍ لهذا الكلام وكأنه يوزع حصص من الحلوى ,,ماهذا التفكير الرجعي ؟ سامحه الله
هل قالها حقا ؟ لاأصدق ذلك ,,أرجوك قولي لي أنه قالها ,, لأنني لم أتوقع أبدا هذه القنبلة ,,كم أتمنى أن يتزوجها حقا ,,ليس لأنني لاأحب هدى لكن شفا هي المناسبة لجاسر ,,
نبضة رائعة جدا جدا جدا جدا وأنتظر النبضة القادمة على أحر من الجمر


أهلاً و سهلاً :[ dew ]:

ردكـ الجميل غاليتي ..

يسعدني اعجآبكـ لما حوى النبضة .. واتمنى لكـ الاستفآدة والإستمتآع مع الاحدآث

بالنسبة للوصيهـ أعلم انهآ قسوة رغم حسن نيهـ الأب .. لكن هكذآ تجري الحيآة في لمحآت من الوآقع

:) لقد قآلهآ جاسر فعلاً ...

لكن ما الذي سيحدث قريباً ..؟؟

من الرآئع رؤية ردودكـ المشجعة يا ديوو ..

فلا تحرميني منهآ ..

كل عآم وانتي الى الله أقرب .. و عيدكـ مبآركـ قبل الكل ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 27-09-08 10:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة meeera (المشاركة 1658659)
[جزء و لا اروع..عنجد كتييييييييييييييييييييييييييييييييييير حلووووووووووووووو الجزء...
هالوصية عملت مشاكل كتيرة ما الها داعي..فرحت كتييير لعلي و جود..و حتى لفاتن لانو فاتن محتاجة لأحد يهديها و يهتم فيها و بمعنى أصح يوقفها عند حدها و ما في حدا احسن من عبد العزيز يدير باله عليها.
فرحت عشان فارس و أخيرا قرر يخطو اول خطوة صح و يعترف لزينة بحبه..و ان شاء الله يتزوجو و يرتاحو و يعوضو بعض عن كل شي..جاسر و شفا فرحت انهم الاتنين بيحبو بعض و اقتنعوا بهالشي..بس حرام هدى مسكينة كسرت خاطري..
اتوقع انو غرام صديقة وسن هيا نفسها غرام او"رومي" مربية وسن..و الحين الله راح يعاقبها و يجازيها على خيانتها لفارس بأنها تكتشف علاقة وسن و عادل..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
::rdd10ut5:

هلا و غلا :[ ميرآ ]:

الاروع هو ردكـ حبوبهـ .. اسعدني وجود اسمكـ بصفحتي ..

ان شاء الله دووم فرحآنهـ ..

و كمان يصير اللي تتأمليهـ ..

و غرام هي صديقة وسن يالدبهـ ومربيتهآ سابقاً ..

كان واضح من الاحدآث هالوآقع ..

شكراً لردكـ العسوول .. ولا تحرميني وجودكـ ثاني ..

كل عام وانتي الى الله أقرب ..

باقة ود لكِ :flowers2:

ضياع نبضة 28-09-08 12:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس الروايا (المشاركة 1661495)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نبووضة شحالج ؟؟

وحشتيني وااايد ..

آخر نبضة صدمتنيييييييي

حيييل حيييييييل ماكنت متوقعة ممكن يصير هالشيء !!!!!!!!!

والله خرجتي عن كل توقعااااااااتنااااا ..

صدق انج مبدعة وخلاقة ماشاء الله عليج

بس كانت نبضة روووووووووووووووووووووووووووووووعة صدث روووووووووووووووعة

عشت الاحداث باعصاب مشدوودة

& جاسر و شفا وهدى &

عجبني واااااااااااايد لاخر جملة قالها وناااااااااااسة
بس يااا قلبي هدى بينكسر قلبهااااا :(
لكن شفا تستااااااااااااااااااهل كل الخييير

& جود و علي &

اخيرا بيلقون السعااادة اااه مستانسى حقهم وااايد

& فاتن و عبدالعزيز &

هههههههههههههههه اكبر صدمة ياتني
ماقد ربطت بينهم ابداااااا
الله يعينك يا عزوووز على ما ابتلاك به لووول
لو تنقلع فااتن ويا عاصم ابرك لهااا ويعه تويعها ..

& وسن و غرام &

وع وع وع وعووووووووووو عليهم وعععععع
اقتليهم يا نبوووض خخخخ

& فارس و زينة &

اخييييييييييييييييييييييييرا حباااايبي
مستااااااااااااااااااااانسسسسة لهم
بس يا خوفي الغولات يخربون عليهم :(

نبوووض ابدعتي غناتي
ونحن وايد متحمسين للنبضات الياية ..

ربي يوفقج حبيبتي ولا تنسينا من دعائج
ياا رب يرزقج اللي تتمنينه ..

احبج في الله

هلا و غلا :[ همووس ]:

وعليكم السلام ورحمهـ الله وبركآتهـ

انا بخير دامنك بخير يالدبآآ .. يعلني ما اخلا منك يآآ رب :friends:

وانتي بعد وحشتيني مرررة .. ان شاء الله تكوني مبسوطة في سفرتك :)

هههـ اجل انضمي الى طآبور المصدومآت ..

انتي الاروع يآ قلبووو .. وجودكـ ما استغنى عنهـ كلش ملش ..

تعليقاتكـ كـ العادة تهووس ..

وان شاء الله يصير اللي تبينهـ ..

ويوفقكـ انتي بعد ويسعد قلبكـ آميييين ..

ح اشتاق لكـ همووس ..

كل عآم وانتي الى الله اقرب و عيدكـ مباركـ ..

احببك الله الذي احببتني فيهـ .. وانآ بعد احبك في الله ..

باقة ود لكِ :flowers2:

جليد الصيف 28-09-08 01:11 PM

مرحباااااااااااااااا نبوضه كيفك ان شاء الله طيبه
حبيت اقولك
كل عام وانتي بالف صحه و خير :f63:
وعيد مبارك
انا الان لازم اسافر و ارح اغيب طووووووووووويل يعني يالله على الاجازه الطويله
انا كنت بزياره لاهلي والان بعد ثالث العيد اسافر مع زوجي سلام
اشوفك على الف الخير
مالي نصيب اكمل قرءاة قصتك

ترضي غروري 29-09-08 04:32 AM

\\

مرحبا نبووضهـ,,

أخباركـ يا الغلا

أنا من المتابعين بصمت للروايهـ الرائعهـ

ونقلتها لمنتدى,,

وكلهم يسلمون عليكـ ويشكرونكـ الأبداع الأخاذ..

بصراحهـ يخوني التعبير عن جمال الروايهـ

ما أقول الآ ما شاء الله تباركـ الله

وكل عام وإنتي بخير وعساكـ من عوادهـ

\\

sanouu 13-10-08 11:52 PM

السلام عليكم
بجد تسلم يمينك على الكتابة الراقية الحلوة و الشعور عجبتني طريقة تعبيرك و سردك للمواقف و الحوارات حبيت القصة في انتظار البقية و انا متحمسة لتكملتها اعذريني لتقصيري في الرد و التعليقات بس انا من متابعينك الصامتين احب اقرا بعدين اعلق و الله تسلمي حبيبتي و لك الميدالية الذهبية انتي الاولة مشاء الله عليك في انتظارك و انتظار نبضاتك الجديدة
توقعاتي ان النبضة الجديدة راح تكون روووووعة زي الي قبلها و اكثر
سلام :flowers2:

Emomsa 18-10-08 12:35 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانتي بخير ......


وحشتينا فينك ...... لعل المانع خير .....


يارب الوصية ما تكون اثرت عليكي وجعلتك حزينة ... وتركتي الرواية ومحبينك وقررتي انكي ترحلى الى البلاد البعيدة .......


عودي الينا ..... وامتعينا بقلمك وابداعك الرائع .......... ومنتظرينك بشششوووق عالى علو السماء والسحاب ...................

farwa 25-10-08 06:32 PM

مرحبا يالغلا
أقبليني قارئة جديدة لقصتك :friends:
قصة أكثر من رائعة و أسلوب ينبع عن معرفة و ثقافة و وعي
يسلمو على سردك الرائع
وشوقنا للأحداث و القصة ولإبداعك صعب انه يصبر اكثر فليت تنظرين لنا بعين الرحمة و
نشوف نبضتك الجديدة تشرق بالمنتدى و بقلوبنا :Taj52:
و مشكورة :flowers2:

ضياع نبضة 30-10-08 05:16 PM

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

مساء الخير اخواتي في الله

اتمنى من الله ان يحفكن جميعاً بحفظه

رسالة خاصة لمتابعات لوحتي

~ ضياع نبضة ~

اعتذر غالياتي لطول غيابي بسبب ظروف اقوى مني منعتني من التفرغ للكتابة

وبعد ذلك من اكمالها لإنشغال بالي بمشاكلي الشخصية ..التي منعتني من الدخول للمنتدى ...

فكلفت صديقتي بأن تدخل وتضع رداً يعلمكن بغيابي لكن بسبب بطء النت لديها لم تفلح في الدخول للمنتدى ..

كل ما ارجوه من متابعيني ان يسامحوني و يدعوا لي ان تعود لي القدرة على الكتابة

فقد حاولت كثيرا ان امسك القلم او اخضع لوحة الكتابة لأناملي ولم افلح

لا ادري لما اصابني ذلك لكني احمل لوم داخلي تجاهكن ..

فقد اثلجت ردودكن مشاعري و اغبطتني حقاً ... شكري العميق من قلبي

سامحوني على التأخير واطلب منكم الدعاء لي ..

اعتزازي بكن وبكم اخوات واخوة .. انتظروني ..

شكر خاص لـ أخواتي اللاتي سألن عني على الخاص او هنا .. امتناني ..


احبكن في الله ..

اختكن .. سحر .

ارادة الحياة 30-10-08 05:58 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تغلق القصة
لحين عودة الكاتبة ان شاء الله
الى ذلك الوقت اتمنى أن تدعو لها براحة البال
وفقكم الله جميعا

ارادة الحياة 01-01-10 05:29 PM

متوقفة منذ 2008
ننتظر للتوضيح

dali2000 08-01-10 04:00 PM

السلام عليكم

بقية المحافظة على القصص ،،تم وضع قانون جديد للروايات الغير مكتملة بقسم من وحي قلم الاعضاء

يرجى زيارة هذا الرابط

http://www.liilas.com/vb3/t134089.html

ولفتح القصة لتكملتها يرجى ،،وضع طلب بهذا القسم الخاص

http://www.liilas.com/vb3/f30/

تغلق الرواية من تاريخ وضع الرد

نرجو التعاون ،،موفقة

نوف بنت نايف 08-02-10 07:59 PM

تنقل القصه للارشيف حسب قانون القسم


الساعة الآن 08:05 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية