منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   ملف المستقبل (https://www.liilas.com/vb3/f155/)
-   -   جديد على منتدى ليلاس (ملف المستحيل) لـد.نبيل فاروق (مكتملة) (https://www.liilas.com/vb3/t87621.html)

amedo_dolaviga 15-08-08 12:25 AM

جديد على منتدى ليلاس (ملف المستحيل) لـد.نبيل فاروق (مكتملة)
 
ملف المستحيل

ملف المستحيل
حالة خاصة جداً

ملف المستحيل
هذه الرواية خيالية إلى أقصى حد.. وافتراضية إلى آخر مدى..
فمنذ سنوات طوال، يطالبني آلاف القرَّاء برواية مشتركة، تجمع بين "نور" و"أدهم صبري"..
ودوماً كنت أرفض الفكرة تماماً.. فكرة دمج ملف المستقبل مع رجل المستحيل.. ثم مرت سنوات وسنوات وسنوات، وحانت لحظة الوداع.. حانت لحظة وضع نهاية للسلسلتين..
رجل المستحيل.. وملف المستقبل..
وإيذاناً بقرب النهاية، ومع بدء العد التنازلي لها، راودتني فكرة هذه الرواية، التي طالما رفضتها..
وبالفعل، أمسكت قلمي، وبدأت أخطُّ كلماتها..
وسطورها..
وصفحاتها..
ولأوَّل مرة في حياتي، راح العمل يكتمل، وأنا أقاومه في أعماقي، ثم أستسلم له، وأتفاعل معه... بل وأحبُّه..
وحصريا، على موقع تم حجب اسم الموقع، قرَّرت تقديم هذه الرواية الخاصة جداً.. رواية أختتم بها رحلة ربع قرن، قضيتها مع السلسلتين، وما يقرب من خمسة أعوام
وها هي ذي تحت عيونكم..
اقرؤوها، واستمتعوا بها، ولكن حذارِ أن تبحثوا فيها عن أي منطق، أو أي ارتباط بأحداث السلسلتين..
فهي رواية خاصة..
خاصة جداً..
ونهائية..


بقلم: د. نبيل فاروق

amedo_dolaviga 15-08-08 12:34 AM

مقدمة مني أنا :D

طبعا كل القراء اتفاجأوا من العنوان بس انا اتصدمت جدا لان دي آخر ما يكتبه دكتور نبيل فاروق من السلسلتين للأسف وطبعا القصة مصدرها مؤكد وأظن كل اللي شككوا في الجيل الثالث اتأكدوا من كلامي واحنا هنا اخوات كلنا مع بعض وربنا ميجبش زعل أبداً ما بينا مع احلى ناس في ليلاس
بس من كلام الدكتور التوقف شكله كده نهائي وداعا لادهم ونور واكرم ومنى وسلوى ونشوى وكل الابطال اللي عشنا معاهم اجمل متعة وهي متعة المغامرة والذكاء والحب والخوف والتضحية
ومعانا القصة نستمتع بيها بقى وان شاء الله تكونوا في أتم صحة وعافية
طبعا انا احترت احط القصة فين هنا ولا في رجل المستحيل بس بما ان أول الاحداث في المستقبل فأنا حطيتها هنا ولو الادارة شايفه تتنقل يبقى مفيش مشاكل وشكرا


ملف المستحيل


1 - المستقبل..

انبعث ضوء بنفسجي هادئ داخل ذلك المصعد الأسطواني الشفّاف، الذي يهبط بالمقدم "نور" قائد الفريق الخاص التابع للمخابرات العلمية المصرية إلى الطابق الثالث تحت الأرضي حيث حجرة العمليات الخاصة، ولم يكد المصعد يصل إلى مستقره، حتى غادره "نور"، وسار عبر ممر طويل، مضاء بضوء خافت مريح للأعصاب، إلى أن توقَّف أمام باب دائري أشبه بحدقة عدسة تصوير كبيرة، واتخذ وقفة عسكرية ثابتة، وهو يقول:
- المقدم "نور الدين محمود".

لم يكد ينتهي من قوله، حتى انبعثت عدة خيوط من الليزر الدقيق، من ثقب بالغ الدقة، في طرف الباب، وراحت تجوس عبر وجهه لحظات، قبل أن ينفتح الباب الحلقي الدائري في بطء، وتنكشف حجرة العمليات الخاصة، التي يقف داخلها القائد الأعلى مع كبير علماء مركز الأبحاث التابع للإدارة، ولقد اعتدل الاثنان وهما يستقبلان "نور"، الذي أدى التحية العسكرية في قوة، وهو يقول:
- في خدمتك يا سيدي.

أجابه القائد الأعلى، وهو يشير بيده:
- استرْخِ يا "نور"، واشحذ كل حواسك جيداً، فالأمر الذي نواجهه الآن شديد الخطورة، وربما يعتمد عليه وجودنا كله.

تساءل "نور" في قلق:
- وجودنا كمصريين؟!

هزَّ كبير العلماء رأسه، مجيباً في توتر شديد، شفَّ عن خطورة الأمر:
- بل وجودنا كبشر.

ارتفع حاجبا "نور" لحظة في دهشة، قبل أن يعودا للانعقاد وهو يتساءل محاولاً كبت انفعاله:
- إلى هذا الحد.

أجابه القائد الأعلى هذه المرة:
- أنت تعلم بالطبع -بحكم موقعك- بأمر تلك الإدارة الجديدة التي أنشأناها بعد كشف قوانين السفر عن الزمن، والخاصة بمراقبة الزمن طوال الوقت.

أومأ "نور" برأسه إيجاباً في حذر، وهو يقول:
- بالطبع.. ولكنني أذكر أيضاً اعتراضي على الفكرة كلها؛ لأننا لم ندرك قواعد السفر عبر الزمن بصورة متكاملة بعد، ومراقبة نهر الزمن تحتاج إلى المزيد من المعلومات، وإلا فقد تؤدي محاولاتنا إلى كارثة لا ندركها أو نتوقعها؛ بسبب نقص معلوماتنا..

تبادل القائد الأعلى وكبير العلماء نظرة صامتة، استشفّ منها "نور" ما ضاعف من قلقه، قبل أن يقول الأخير:
- في أوَّل أيام عملها، سجلت لجنة مراقبة الزمن فقاعة كبيرة.

غمغم "نور" في دهشة حائرة حذرة:
- فقاعة؟!

أشار إليه القائد الأعلى، قائلاً:
- إنه مصطلح يستخدم لوصف حالة تجاوز غير شرعية، في السفر عبر الزمن.

انعقد حاجبا "نور"، وهو يتساءل في قلق شديد:
- مَن فعلها؟!

أجابه كبير العلماء في سرعة، وكأنما ينتظر السؤال:
- مساعدي الخاص.. لقد استخدم تقنية محدودة توصّلنا إليها مؤخراً أثناء دراستنا لبلورة الطاقة التي عثرنا عليها في ذلك الجسم الفضائي المجهول، الذي سقط بالقرب من "مرسى مطروح"، منذ عامين.. لقد كانت تحوي طاقة هائلة، تكفي لنقل شخصين بمعداتهما عبر الزمن، وكان المفترض أن يستعد لإجراء أولى التجارب، على أحد المتطوعين، من رجال القوات الخاصة، عندما راجع تقارير الفنيين عن القوة الهائلة التي يمكن أن يكتسبها شخص من زمننا، إذا ما سافر عبر الزمن إلى الماضي.

غمغم "نور" دون أن يحاول إخفاء توتره:
- أمر طبيعي.. العلم يتطوَّر بسرعة مخيفة، منذ بداية ثمانينات القرن العشرين، وما نعرفه ونستخدمه الآن كان مجرَّد جزء من روايات الخيال العلمي في تسعينيات القرن العشرين، على الرغم مما كانوا يتصوَّرنه من تقدُّمهم العلمي آنذاك.

هتف كبير العلماء في انفعال، وهو يشير إليه بسبَّابة مرتجفة:
- بالضبط.

بدت الدهشة على وجه "نور" من ذلك الانفعال الجارف، فأضاف القائد الأعلى مفسراً الأمر:
- طاقة تلك البلورة -على الرغم من قوّتها- محدودة، وعلومنا عن السفر عبر الزمن أكثر محدودية، لذا فكل ما ستمنحه للمسافر بضع سنوات فحسب.

تساءل "نور" في اهتمام:
- كم بالتحديد؟!

أشار كبير العلماء بيده، مجيباً:
- ربما يصل إلى نهايات القرن العشرين على الأكثر.

هتف "نور"، في دهشة بالغة:
- ولكن هذا مستحيل، فوفقاً لفلسفة السفر عبر الزمن(*)، يستحيل أن تتواجد المادة مرتين في زمن واحد، وعندما يصل إلى نهايات القرن العشرين، سيكون قد وُلِدَ هناك بالفعل، مما يعني استحالة تواجده مرتين، وسيفنى جسده فور وصوله إلى هناك!..

تردَّد كبير العلماء لحظات، قبل أن يقول:
- ليس بالضرورة.

تطلَّع إليه "نور" في دهشة أكثر، فتابع:
- دراساتنا تشير إلى أنه من الممكن أن تبقى المادة في حالة ازدواج لستين ساعة كاملة، فإما أن يحدث الانفصال عندئذ، أو تفنى المادتان معاً، وتمحيان من سجل الزمن.

تساءل "نور"، في حذر مندهش:
- بمعنى؟!

أجابه القائد الأعلى هذه المرة:
- بمعنى أن ذلك المساعد "عماد" يستطيع أن يفسد ماضينا، أو يعيد تشكيله لحسابه، لمدة ستين ساعة كاملة، ثم يعود إلى زمنه، ومن المؤكَّد أنه سيجد عالماً مختلفاً عندما يعود.

أضاف كبير العلماء بصوت مرتجف:
- عالم يناسبه.

وأكمل القائد الأعلى في حزم:
- ولا يناسبنا.

صمت "نور" تماماً، وهو يدير الأمر في رأسه، قبل أن يقول في حزم:
- ومتى يمكنني اللحاق به؟!

تبادل القائد الأعلى وكبير العلماء نظرة صامتة، ثم قال الثاني بنفس الصوت المرتجف المتوتر:
- ما لدينا من طاقة يتيح لك العودة إلى الزمن نفسه، لمدة ثلاثين ساعة فحسب، وبعدها إما أن تنجح في العودة إلى زمننا، أو..

لم يستطع إكمال عبارته، ولكن القائد الأعلى أضاف في حزم:
- أو يتلاشى جسدك في حالتيه، الحاضرة والماضية، وينمحي من نهر الزمن تماماً.

وانعقد حاجبا "نور" في شدة..
فالاحتمالات خطيرة ومخيفة..
إلى أقصى حد..

* * *

التهم "قدري" شطيرته الضخمة في استمتاع واضح، وهو يجلس بجسده الضخم وسط المدرجات الخالية في النادي الشهير في وسط "القاهرة"، وربَّت على كرشه الكبير في مرح، وهو يقول لـ"منى"، الجالسة إلى جواره:
- نشيط للغاية هذا الرجل.. أليس كذلك؟!

تطلَّعت "منى" في حب جارف وانبهار واضح، إلى "أدهم"، الذي يكمل دورته الخامسة عدواً حول الملعب الكبير، التفتت إلى "قدري" قائلة:
- ألديك شك في هذا؟!

أطلق ضحكة مجلجلة مرحة، جذبت انتباه "أدهم"، وجعلته يتوقَّف، ويلتفت إليهما مبتسماً، فصاح "قدري" بصوته الجهوري:
- إننا نبدي إعجابنا بك.

جفَّف "أدهم" عرقه، وهو يتجه نحوهما، قائلاً:
- حقاً؟!

احمرَّ وجه "منى" خجلاً، وقالت في ارتباك:
- أنت تبدي نشاطاً غير عادي، بالنسبة..

بترت عبارتها على نحو حاد، قبل أن تتمها، فأكملها "أدهم" بنفس الابتسامة:
- بالنسبة لرجل في مثل عمري.. أليس كذلك؟!

قالت محتجَّة في سرعة:
- لم أقصد هذا..

اتسعت ابتسامته، وهو يجلس إلى جوارها، ويواصل تجفيف عرقه:
- ألا تلاحظون أنها أوَّل مرة يجتمع ثلاثتنا فيها، دون أن نكون داخل عملية رسمية..

هزَّ "قدري" كتفيه المكتظين دون أن يجيب، في حين بدت "منى" هائمة، وهي تقول:
- هذا صحيح.

نقل "قدري" بصره بينهما في حنان، قبل أن يقول في حماس:
- ما رأيكما لو ننتهز الفرصة، ونتناول العشاء معاً في جو هادئ لأوَّل مرة أيضاً..

التفتت إليه "منى" في صمت، في حين قال "أدهم":
- فكرة رائعة.

هتف "قدري"، وقد تضاعف حماسه:
- سأحجز الليلة مائدة خاصة في واحدة من السفن السياحية النيلية.

مرة أخرى صمتت "منى"، وقال "أدهم":
- اتفقنا.

ابتسم "قدري" ابتسامة واسعة، وهو يميل على أذن "منى"، هامساً:
- اطمئنّي.. ظرف قهري سيمنعني من الحضور في اللحظة الأخيرة.

تضرَّج وجهها بحمرة الخجل مرة أخرى، وإن لم تستطع إخفاء ابتسامتها، وهي تلتفت إلى "أدهم"، محاوِلةً رصد انفعاله..

ولدهشتها، بدا "أدهم" واجماً..
كان يحدِّق في نقطة بعيدة، في اهتمام وتوتر شديدين، مما دفعها إلى الالتفات إلى النقطة نفسها بحركة غريزية..

واتسعت عيناها بمنتهى الدهشة..
فهناك في منتصف الملعب تماماً، وعلى ارتفاع عشرة أمتار، وحيث يحدِّق "أدهم"، كانت هناك فقاعة كبيرة تتكوَّن على نحو عجيب.. فقاعة شفافة، أشبه بكرة هلامية، تشوه الهواء من حولها!!

مشهد عجيب، لم تره "منى" في حياتها قط.. أو تتخيَّل حتى رؤيته..

ومع نظرتها الذاهلة، ونظرة "أدهم" المتوترة، كان من الطبيعي أن يلتفت "قدري" إلى حيث ينظران، وأن يهتف في صوت مصدوم:
- ما هذا؟!

لم يكن تساؤله قد اكتمل، عندما دوَّت فرقعة هائلة فجأة في المكان..

فرقعة مع موجة تضاغطية عنيفة، جعلت "أدهم" يثب من مكانه، ويحمي "منى" و"قدري" بجسده، هاتفاً:
- احترسا.

شعر بموجة هائلة ترتطم بظهره، وتدفعه نحوهما، فارتطم بهما معاً، وتشبث بهما جيداً، محاولاً حمايتهما من خطر يجهله، ومن حولهم راحت المقاعد تتطاير، كما لو أنها تقف في طريق انفجار رهيب، على الرغم من أن تلك الموجة، التي ارتطمت بظهر "أدهم" بمنتهى العنف كانت باردة كثلوج القطب..

ولثوانٍ بدت أشبه بدهر كامل، راح كل شيء يتطاير حولهم، قبل أن يسقط وتهدأ الأمور تدريجياً..

ومع هدوء الموقف، أو حتى قبل أن يكتمل الهدوء، وثب "أدهم" واقفاً على قدميه، واستدار إلى حيث كانت تلك الفقاعة، قبل أن ينعقد حاجباه في شدة، ويسري التوتر في كل ذرة من كيانه..

فهناك، في منتصف الملعب، كان رجل في ثوب فضي من قطعة واحدة ينهض في بطء، تحيط به هالة ذات لون فيروزي متألِّق..

تماماً كما يحدث في أفلام الخيال العلمي..
فمن حوله كان هناك لون عجيب، يجمع بين الأخضر والأصفر، مع أطراف أرجوانية، يصنع شبه دائرة، في حين وقف الرجل على قدميه، ورفع عينيه في بطء إلى حيث يجلس الجميع..

ثم ارتطمت عيناه بعيني "أدهم"..
لم تلتقيا، وإنما ارتطمتا..
وبمنتهى الدهشة والتوتر، عقد "أدهم" حاجبيه، وتفجَّر في رأسه ألف سؤال وسؤال وسؤال..

أما ذلك الرجل ذو الثوب الفضي فقد تألَّقت عيناه على نحو عجيب، عندما وقع بصره على "أدهم"، وارتسمت على شفتيه ابتسامة وحشية، توحي بأنه يعرف هوية "أدهم" تماماً..
أو أنه قد أتى من أجله..

ولقد بلغ هذا الإحساس "أدهم"..
أو انغرس في أعماقه غرساً..

وفي حركة بطيئة واثقة، رفع القادم العجيب يده بمسدس ليزري، لم يعرفه هذا الزمن بعد، وصوَّبه نحو "أدهم" دون أن تختفي ابتسامته، وإن اكتست بتشفٍّ واضح جلي، أطلَّ من عينيه أيضاً..

ومن المؤكَّد أن "أدهم" في زمنه، لم يكن قد رأى مسدساً ليزرياً قط..
ولكنه مسدس..
أياً كانت ماهيته..

وفي توتر شديد، رفعت "منى" رأسها، متسائلة:
- ماذا يحدث؟!

كان "قدري" يريد أن يلقي السؤال نفسه، ولكن لسانه انعقد في أعماق حلقه، مع ذلك المشهد المذهل أمامه..
أما "أدهم"، فقد عاد يدفعهما إلى أسفل، وهو ينحني بحركة سريعة..

وفي اللحظة نفسها، انطلق خيط أشعة الليزر..
لم تكن أشعة عادية، كتلك التي يألفها رجال الأمن في زمن "نور"، وإنما كانت أشعة خاصة، تم تطوير سلاحها الخاص في معمل الأبحاث التابع للمخابرات العلمية..

أشعة تجاوزت "أدهم" ورفيقيه، وأصابت المقاعد الخشبية، على بُعد عشرة أمتار خلفهم..
ودوى الانفجار..

انفجار عنيف، أطاح بالمقاعد وما حولها، وجعل "قدري" يطلق صرخات متتالية في رعب شديد، في حين راحت "منى" تردِّد ذاهلة:
- ماذا يحدث يا "أدهم"؟!.. ماذا يحدث؟!..

لم يجبها "أدهم"، ولم يحاول حتى تهدئة "قدري"، وقد انشغل ذهنه وكيانه كله بذلك العدو العجيب، الذي يملك سلاحاً، لم يعهد مثله من قبل قط..

ولأن عقله واقعي تماماً، فقد انطلق يبحث عن تفسير منطقي لما يواجهه..

أهو سلاح جديد من ابتكار العدو التقليدي؟!.. أم أنه هبة منحته إياها راعيته الأولى "أمريكا" لتجربته هنا.. في "مصر"؟!..

أم هي تكنولوجية متطوِّرة، يتم اختبارها لأوَّل مرة؟!
أو خدعة..
خدعة شديدة الإتقان، يقوم بها خصم عادي، بمعاونة آخر، يختفي في مكان ما..

لم يمهله القادم للبحث عن تفسير ما، فقد عاد يصوِّب إليه مسدسه الليزري المدمِّر، وشفتاه تحملان الابتسامة نفسها..

ولكن رجال أمن النادي وصلوا في هذه اللحظة..

وفي صرامة عصبية، صوَّبوا أسلحتهم إلى القادم، وكبيرهم يصرخ فيه:
- توقَّف وألقِ سلاحك، وإلا..

قبل حتى أن يكمل تهديده التفت إليه القادم في بطء، وتلك الهالة مختلفة الألوان ما زالت تحيط به، وأدار فوهة مسدسه..
وأطلق أشعته..

ومرة أخرى دوى الانفجار، بين رجال الأمن الأربعة، فأطاح بأحدهم في عنف لخمسة أمتار كاملة، قبل أن يسقط فيُدقّ عنقه على الفور، في حين سقط الثلاثة الآخرون، وصرخ كبيرهم، وهو يحاول النهوض في سرعة:
- أطلقوا النار.

وأمام عيون "أدهم" و"قدري" و"منى"، أطلق رجال الأمن الثلاثة النار نحو ذلك القادم مباشرة، ولكن الرصاصات كلها ارتطمت بالهالة المحيطة به، وتناثرت مرتدَّة في عنف شديد..

ومرة أخرى، اتسعت عينا "قدري" عن آخرهما، وهو يصرخ:
- يا إلهي!.. يا إلهي!

والتصقت "منى" بـ"أدهم" في خوف لم يراودها مثله في حياتها كلها، فضمها "أدهم" إليه، وكأنما يسعى لحمايتها، وهو يتابع ما يحدث في دهشة بالغة..

لقد انضمَّ خمسة رجال أمن آخرين إلى القتال، وانطلقت رصاصاتهم كلها نحو القادم، لترتطم كلها بالهالة المحيطة به، وترتد في كل الاتجاهات، في حين راح هو يطلق أشعة مسدسه، ويطيح بهم واحداً بعد الآخر..

وفي البداية، كان "أدهم" يرغب في الانقضاض عليه مباشرة.. ولكن عقله كان يعمل أسرع وأقوى من انفعاله..

إنه خصم قوي، منيع، عجيب، لا توجد وسيلة معروفة لمقاومته وهزيمته، وفقاً لما يراه..
والهجوم المباشر قد يعني الهزيمة..
والإصابة..
أو الموت..

وواجبه كرجل مخابرات يحتم عليه البحث عن وسيلة للقتال..
والمقاومة..
والنصر..

لا بد وأن يتخذ ما يتيح له إنقاذ الآخرين من هذا الخطر..
وبأي ثمن..

ولأنه يفتقر إلى المعلومات الكافية عن خصمه حتى هذه اللحظة، فمن المحتَّم أن يبقى بعيداً عن الاحتكاك المباشر به، حتى يعرف كيف..
ومتى..

لذا، فقد جذب "منى" و"قدري"، وهو يهتف بهما:
- أسرعا.

انطلق "قدري" يسبقهما عدواً، في حين هتفت "منى" مستنكرة:
- هل سنفرّ منه؟!

أجابها "أدهم"، وهو يسرع بها نحو سيارته:
- بل ننسحب، حتى ندرس طبيعة عدونا، وكيفية مواجهته.

هتفت في انفعال شديد:
- ولكنها أوَّل مرة..

قاطعها، وهو يفتح باب سيارته، ويدفعها داخلها، إلى جوار "قدري"، الذي سبقهما داخلها:
- لكي نحمي الآخرين، لا ينبغي أن ننشغل كثيراً بأنفسنا.

هتفت مرتجفة، من فرط الانفعال:
- أيعني هذا أن نبتعد عنه؟!

أدار محرِّك سيارته، وهو يقول في حزم:
- لو أن استنتاجي سليم.. فهو سيتبعنا.

هتفت مذعورة:
- يتبعنا؟!

كان استنتاجه سليماً للغاية، ففور تجاوزه طاقم الحراسة، أدار المساعد الفني المستقبلي "عماد" عينيه، إلى حيث يعدو "أدهم" و"منى"، وبوساطة منظار خاصّ رصد حركتهما من خلف جدار ساحة الركض في النادي..

وتألَّقت عيناه في شدة..
فالواقع أن الخطة التي وضعها لتغيير الماضي لصالحه كانت تعترضها عقبة واحدة، لا بد من إزاحتها عن الطريق أوَّلاً..

عقبة اسمها "أدهم"..
"أدهم صبري".

كونان دويل 15-08-08 08:57 PM

:55: :55: :55: :55:

عمل متعوووب عليه ..

شكراً لك اخي ..

الله يعطيك العاافيه ..

ما قصرت ..

تقبل مني فائق التحيه و التقدير ..

بحاول افهم 15-08-08 11:53 PM

شكرا ولكنها غير حقيقىه ولو كانت كذلك لكانت بعد العدد 178 اللى لسه مكملش ولكنى ارى انه من تاليفك او اى مؤلف شاب ولكن الفكره مغريه ولكن لا تضعها باسم الدكتور فاروق


وارجو ان تكملها لان بدايتها مشوقه :f63:

amedo_dolaviga 16-08-08 07:13 AM

شكرا يا كونان دويل نورتي الموضوع والقصة ونورتيني بردك الجميل أوي أوي بجد
ودمتي بخير دائما

amedo_dolaviga 16-08-08 07:19 AM

بالنسبة للأخ بحاول أفهم .....
حاول تفهم ان الدكتور نبيل فاروق انهى روايات ملف المستقبل ورجل المستحيل عند العدد 160
وهم اخر اجزاء قصص الكهف في ملف المستقبل والمدرب في رجل المستحيل بس طبعا فيه مواعيد للنشر .
يعني المؤسسة تسلمت بقية الاجزاء من دكتور نبيل فاروق بس مش هتنشرها مره واحده طبعا للحفاظ على مواعيد نشر الأعداد
وبكده تتفهم المقدمة اللي كتبها الدكتور نبيل فاروق
2

اخي انا اقبل ان تنتقد اي شيء في الا اتهامي بالكذب
فان لم تكن تصدق ما أكتب فالأحسن أن تصمت لأنك لا تعلم مصدري
وان اردت المصدر فسأعطيك اياه لتسكت عن اتهامك
وتتأكد من أن القصة لدكتور نبيل فاروق
وفي النهاية أقول لا تتسرع بالحكم قبل أن ترى بعينك لان ناس كتير اتهموني بالكذب زي ما انت قلت لما نزلت رواية الجيل الثالث وقالوا اني اللي بكتبها وهذا شرف لا أدعيه لاني اكدت مليون مره ان الكاتب دكتور نبيل فاروق بس محدش صدقني منهم
غير لما صدرت الجيل الثالث في الروايات الخاصة شهر يونيو الماضي وبتوقيع دكتور نبيل فاروق
أظن ان ده كافي لمصداقية اللي بكتبه واللي مش مصدق هو حر بس ميقولش كذاب

بالنسبة لمواعيد نزول الرواية فهي زي الجيل الثالث
بتنزل مساء الخميس من كل أسبوع
سلام

Eman 16-08-08 01:33 PM

يا سلام عليك اخ ميدو...
بتشكرك على القصة فعلا كتير مميزة...
متابعينك ان شاء الله...
يسلموو ايديك...

awad200 16-08-08 06:21 PM

مشكوووووووور جدا على الرواية الجميلة مع ان للاسف مقدمتها المتنى جدا لانى بقرا ادهم صبرى من سن خمس سنوات ويحزنى فعلا ان الاسطورة تنتهى مع ان لسه فيها علامات استفهام كتير زى ابن ادهم وحياته مع منى بس هنعمل ايه وانا معاك ان الروايتيتن هينتهوا عند العدد 160 واعتقد ان الدكتور نبيل بينوه لكده طريق اجهاد ادهم صبرى المتواصل فى الاعداد السابقه ................................
وشكرا مرة تانية على مجهودك

eng.eses 16-08-08 09:48 PM

شكرا لك أخى الكريم على هذه القصة الرائعة

وبإنتظار باقى القصة....


bodzawy 17-08-08 04:18 PM

ميه ميه بس فين باقة القصة يا مان

saleee 17-08-08 05:13 PM

ألف شكر أخي مع انك زعلتنا كتييييييييييييييييير بالحكي الي اسمعنا


بس ألف شكر على مجهودك الرائع وبانتظار باقي القصة على أحر من الجمر ما اطول علينا لو سمحت

بانتظارك

بحاول افهم 17-08-08 08:14 PM

اعتذار لو فهمتنى غلط
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amedo_dolaviga (المشاركة 1595696)
بالنسبة للأخ بحاول أفهم .....
حاول تفهم ان الدكتور نبيل فاروق انهى روايات ملف المستقبل ورجل المستحيل عند العدد 160
وهم اخر اجزاء قصص الكهف في ملف المستقبل والمدرب في رجل المستحيل بس طبعا فيه مواعيد للنشر .
يعني المؤسسة تسلمت بقية الاجزاء من دكتور نبيل فاروق بس مش هتنشرها مره واحده طبعا للحفاظ على مواعيد نشر الأعداد
وبكده تتفهم المقدمة اللي كتبها الدكتور نبيل فاروق
2

اخي انا اقبل ان تنتقد اي شيء في الا اتهامي بالكذب
فان لم تكن تصدق ما أكتب فالأحسن أن تصمت لأنك لا تعلم مصدري
وان اردت المصدر فسأعطيك اياه لتسكت عن اتهامك
وتتأكد من أن القصة لدكتور نبيل فاروق
وفي النهاية أقول لا تتسرع بالحكم قبل أن ترى بعينك لان ناس كتير اتهموني بالكذب زي ما انت قلت لما نزلت رواية الجيل الثالث وقالوا اني اللي بكتبها وهذا شرف لا أدعيه لاني اكدت مليون مره ان الكاتب دكتور نبيل فاروق بس محدش صدقني منهم
غير لما صدرت الجيل الثالث في الروايات الخاصة شهر يونيو الماضي وبتوقيع دكتور نبيل فاروق
أظن ان ده كافي لمصداقية اللي بكتبه واللي مش مصدق هو حر بس ميقولش كذاب

بالنسبة لمواعيد نزول الرواية فهي زي الجيل الثالث
بتنزل مساء الخميس من كل أسبوع
سلام

عزيزى اميدو :liilas:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجوك ان تراجع كلامى فلم يصدر منى اى اتهام لك بالكذب - لا سمح الله - ولكنى كنت اقول رايي الشخصى وانا لسه متابع اليومين دول ولو انى مشترك من زماااااااااااااان فى المنتدى فلم احضر مشكلة الجيل الثالث التى ذكرتها ولم اكن اعرف ان لك مصادر خاصه بك :57: ارجو ان تسامحنى :f63:

ولو انى اعتب على حملك على بهذه الطريقه فلتراعى ان كل يتكلم حسب معرفته

ولكن رجاء خاص ان تذكر ما هى مصادرك حتى يشفى صدرى وانا اقرا الروايات :f63:

amedo_dolaviga 17-08-08 09:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eman (المشاركة 1595929)
يا سلام عليك اخ ميدو...
بتشكرك على القصة فعلا كتير مميزة...
متابعينك ان شاء الله...
يسلموو ايديك...

شكرا يا إيمان على المرور والرد الأكثر من رائع ونورتي الموضوع بجد
وان شاء الله مش هتأخر عليكم بالباقي أول لما ينزل جزء بجزء

amedo_dolaviga 17-08-08 09:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة awad200 (المشاركة 1596391)
مشكوووووووور جدا على الرواية الجميلة مع ان للاسف مقدمتها المتنى جدا لانى بقرا ادهم صبرى من سن خمس سنوات ويحزنى فعلا ان الاسطورة تنتهى مع ان لسه فيها علامات استفهام كتير زى ابن ادهم وحياته مع منى بس هنعمل ايه وانا معاك ان الروايتيتن هينتهوا عند العدد 160 واعتقد ان الدكتور نبيل بينوه لكده طريق اجهاد ادهم صبرى المتواصل فى الاعداد السابقه ................................
وشكرا مرة تانية على مجهودك


فعلا معام حق في كل كلامك وهي دي الحياة لكل شيء نهاية بس المشكلة انها جت بدري شوية
وعموما شكرا على مرورك وكلامك الجميل اوي ونورتني بجد

amedo_dolaviga 17-08-08 09:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bodzawy (المشاركة 1597984)
ميه ميه بس فين باقة القصة يا مان

القصة يقدمها دكتور نبيل فاروق على هيئة أجزاء تنزل كل اسبوع مساء الخميس
وان شاء الله انتظرها مساء كل خميس

amedo_dolaviga 17-08-08 09:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحاول افهم (المشاركة 1598421)
عزيزى اميدو :liilas:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجوك ان تراجع كلامى فلم يصدر منى اى اتهام لك بالكذب - لا سمح الله - ولكنى كنت اقول رايي الشخصى وانا لسه متابع اليومين دول ولو انى مشترك من زماااااااااااااان فى المنتدى فلم احضر مشكلة الجيل الثالث التى ذكرتها ولم اكن اعرف ان لك مصادر خاصه بك :57: ارجو ان تسامحنى :f63:

ولو انى اعتب على حملك على بهذه الطريقه فلتراعى ان كل يتكلم حسب معرفته

ولكن رجاء خاص ان تذكر ما هى مصادرك حتى يشفى صدرى وانا اقرا الروايات :f63:




خلاص أخي بحاول افهم
انا هخليك تستريح كلمني على الميل في الياهو او الهوت
عنوان ايميلي هو نفس اسمي مع اضافة @yahoo.com

وان شاء الله ارد عليك

واسف لو كان اسلوبي حاد معاك شوية
وبالتوفيق دايما

amedo_dolaviga 17-08-08 09:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saleee (المشاركة 1598044)
ألف شكر أخي مع انك زعلتنا كتييييييييييييييييير بالحكي الي اسمعنا


بس ألف شكر على مجهودك الرائع وبانتظار باقي القصة على أحر من الجمر ما اطول علينا لو سمحت

بانتظارك

شكر لمرورك وانك نورتي الموضوع وزي ما انا قلت القصة بتنزل مساء كل خميس من كل اسبوع

amedo_dolaviga 17-08-08 09:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eng.eses (المشاركة 1596761)
شكرا لك أخى الكريم على هذه القصة الرائعة

وبإنتظار باقى القصة....


شكرا لمرورك ونورت الموضوع والباقي قريبا بإذن الله

brandnew 17-08-08 11:43 PM

الف الف شكر

nwras 19-08-08 01:11 AM

مشكور اخي الكريم وبنأمل من اللله انو تكمل القصة

amedo_dolaviga 22-08-08 01:22 PM

شكرا لكل الردود الماضية والعدد بينزل يوم الجمعة مش الخميس واسف للتـأخير

2- عبر الزمن..


ارتجاج عنيف، بل شديد العنف، ذلك الذي شعر به "نور" في كل ذرة من كيانه البشري، وهو يعبر نهر الزمن في طريقه إلى الماضي..
ماضيه..

كانت تجربة عنيفة، تختلف تماماً عن تجاربه السابقة في السفر عبر الزمن(*)..

تجربة تملأ جسمه بالآلام..
آلام رهيبة..
وبلا حدود..

ومن حوله، راحت تتطاير شرارات كهربية، أو شبه كهربية عنيفة، من مختلف الأطوال والأشكال والألوان..

وعلى الرغم من كل ما يشعر به من آلام وارتجافات قوية عنيفة، في كل ذرة من كيانه، راح عقله يعمل كالمعتاد..

لقد كان "أينشتاين" عبقرياً، عندما وضع نظريته النسبية، عام 1905م(**)، مؤكِّداً إمكانية السفر عبر الزمن..
لقد اختبر بنفسه هذا..

ومن الواضح أنه ليست هناك وسيلة واحدة للسفر عبر الزمن..
بل عدة وسائل..
وكل منها تنقله عبر الزمن..
وتغوص به في ذلك النهر السرمدي..
نهر الزمن..

وفي هذه المرة هي رحلة إنقاذ..
إنقاذ الماضي..
والحاضر..
والمستقبل..
وأمامه ثلاثون ساعة لفعل هذا..
ثلاثون ساعة..
فقط..

وكل ما يملكه هو أنه سيصل إلى نفس النقطة "الزمكانية"، التي وصل إليها المساعد "عماد" بالضبط..
مع فارق زمني ضئيل للغاية..
فارق زمني، قد يكون هو الفيصل بين النصر.. والهزيمة..

فجأة، وقبل أن تكتمل أفكاره، شعر بارتجاج عنيف..
عنيف إلى حد يصعب وصفه..
أو حتى تصوُّره..
ثم شعر وكأن جسده يهوي..
ويهوي..
ويهوي..
وبعدها حدث ما يشبه الارتطام..

لم يشعر بأية ضغوط على أي جزء من جسده، كما يحدث عادة مع السقوط، وعلى الرغم من هذا فقد شعر بكل الأعراض الأخرى للسقوط، حتى أن قلبه راح ينبض في عنف شديد، قبل أن يستقر جسده على نحو ما..

ومن حوله، اختفت تلك الشرارات الكهربية الملوَّنة، وساد ظلام دامس، استغرق لحظات قليلة، قبل أن ينقشع تدريجياً، وتبدأ صورة في الظهور من حوله..

صورة راحت تتضح تدريجياً، قبل أن يكتمل وضوحها، وينعقد حاجبا "نور" في شدة..

لقد وجد نفسه وسط ساحة ركض رياضية، ومن حوله جيش من رجال الشرطة، الذين يرتدون أزياء شاهد مثلها في طفولته..

أزياء تعود إلى العقد الأخير من القرن العشرين..
وكلهم كانوا يحملون كل توتر الدنيا في ملامحهم، ويقذفونه من عيونهم، ومسدساتهم وبنادقهم التقليدية مصوَّبة كلها نحو هدف واحد..
نحوه..

* * *

(هذا لا يتفق مع الموقف..)..

قالتها "منى" في توتر شديد، جعل "قدري" يهتف في هلع:
- ماذا تقصدين؟!.. هه.. ماذا تقصدين بالله عليك؟!..

بدا وكأنها لم تسمع هتاف "قدري"، وهي تلتفت إلى "أدهم"، مواصلة بنفس التوتر الشديد:
- المفترض أننا نفر منه، ولكنك تسير بسرعة عادية.

غمغم "أدهم" في صرامة:
- لا بد وأن أمنحه فرصة للحاق بنا.

اتسعت عينا "قدري"، وهو يهتف في ارتياع شديد:
- اللحاق بنا؟!.. ذلك الشيء؟!... ماذا أصابك يا "أدهم"؟!

أجابه "أدهم" في صرامة أكثر:
- أي شيء، إلا ذلك الخوف الذي يوقف العقل ويشل التفكير يا صديقي.. إننا نواجه خصماً يختلف عن كل ما عهدناه من قبل، ولكي نواجهه، ينبغي أن نتسلَّح بأقوى وأهم سلاح في أي حرب.

أجابه "قدري" في توتر شديد:
- القنبلة النووية.

قال "أدهم" في حزم صارم:
- بل المعلومات.

قالت "منى" في توتر:
- لو استطاع ذلك الشخص اللحاق بنا، فلن يكون لدينا وقت كافٍ لجمع أية معلومات عنه.

ألقى "أدهم" نظرة على مرآة سيارته الجانبية، قبل أن يقول في صرامة:
- وهل تتصوَّرين أننا لو أسرعنا، فلن يمكنه اللحاق بنا؟!
قالت في سرعة:

- زحام المرور سيمنعه، أو يعوقه على الأقل.

أجابها، وهو يضغط دوَّاسة الوقود:
- خطأ.

رفعت عينيها بحركة غريزية إلى مرآة السيارة، فاتسعتا عن آخرهما، وهي تطلق شهقة تجمع بين الدهشة والذعر، جاءت عنيفة، حتى أنها دفعت "قدري" للالتفات خلفه، فانتفض جسده الضخم كله بحركة قوية..

فهناك، خلفهم، وعلى ارتفاع يعلو أسقف السيارات بأقل من نصف المتر، كان ذلك المساعد المستقبلي "عماد" ينطلق خلفهم..
طائراً..

نعم.. لقد عاد إلى ذلك الزمن، حاملاً كل ما أمكنه من المعدات والأجهزة والأسلحة المستقبلية، التي ما زالت قيد التجربة والاختبار، في زمنه نفسه...

ومن الطبيعي -والحال هكذا- أن يبدو خارقاً، في زمن مضى..
حتى بالنسبة لرجل مثل "أدهم"..
رجل المستحيل..

وفي ذهول مذعور، غمغم "قدري":
- رباه!.. إنه يطير.

قال "أدهم"، وهو يزيد من سرعة سيارته، بقدر ما يسمح به ازدحام الطريق:
- يستعين بجهاز ما حتماً.

هتفت "منى":
- أي جهاز؟!

ولم يجبها "أدهم" بحرف واحد..
ربما لأنه لا يعرف جواباً..
أي جواب..

إنه، ولأوَّل مرة في حياته، يواجه ما لا يعرفه..
وما لا يستوعبه..
أو حتى يفهمه..

أما المساعد المستقبلي "عماد"، فقد تجاهل حالة الذعر الهائلة، التي سبَّبها للمارة في الشارع وللمطلين من النوافذ والشرفات، وحتى لرجال الأمن أنفسهم، وهو ينطلق طائراً، فوق أسقف السيارات، مركزاً كل تفكيره على "أدهم"، الذي ربما جاء خصيصاً من أجله..

ففي التاريخ الذي درسه في طفولته، كانت هناك صفحات عديدة تحمل اسم "أدهم"..
صفحات تتحدَّث عن سيرته..
وبطولاته..
وإنجازاته..
وانتصاراته..

ولكن الأهم هي تلك الصفحة التي تتحدَّث عن أعظم أعماله، التي غيَّرت مصير العالم كله..
ومصير "مصر" بالتحديد..

وتلك العملية بالتحديد، هي التي جاء إلى الماضي من أجلها..
من أجل إعاقتها..
وإفسادها..
والقضاء على صاحب الفضل في نجاحها، بعد الله "سبحانه وتعالى"..

وهذا وحده يمنحه القوة المطلقة، في هذا الزمن الذي عاد إليه..

مع هذه الفكرة، صوَّب "عماد" مسدسه -وهو يواصل انطلاقه طائراً فوق أسقف السيارات- نحو سيارة "أدهم"..

وبواسطة أجهزة التوجيه الحديثة لم يكن من الممكن أن يخطئ التصويب أبداً..

ولقد كانت السيارة في منتصف الهدف تماماً، عندما ضغط زر الإطلاق..
وانطلقت أشعة الليزر..
المدمِّرة..

* * *

(اسمي "نور الدين محمود".. رجل مخـ.. رجل أمن..).
.
أجاب "نور" بالعبارة على ذلك السؤال، الذي ألقاه عليه مدير مباحث وزارة الداخلية، وهو يتطلَّع إلى عيني الرجل في ثبات، فتراجع مدير المباحث، وانعقد حاجباه في صرامة، وهو يقول:
- يبدو أنك سترهقنا كثيراً.

أجابه "نور" بنفس الصرامة:
- ربما لأنكم ترفضون تدوير عقولكم، وبذل بعض الجهد لاستيعاب الأمر.

بدا الغضب على رجال الشرطة المحيطين به، في حين جلس مدير المباحث على مقعد مواجه له مباشرة، وهو يقول:
- مهما عملنا على تدوير عقولنا كما تقول، سيظل قولك عسير الفهم والاستيعاب، خاصة وأننا قد راجعنا اسمك على جميع سجلات رجال الأمن في "مصر"، ولم نعثر له على أدنى أثر.

قال "نور" في ضيق، وهو يلقي نظرة على ساعة الحائط، التي بدت له تقليدية للغاية، وأشبه بما يراه في المباني القديمة في زمنه:
- ولن تجدوه أبداً.

سأله أحد رجال الشرطة، في توتر حذر:
- ولماذا؟!

أجابه "نور" في سرعة:
- لأنني لا أنتمي إليكم.

سأله مدير المباحث في اهتمام:
- لأية دولة تنتمي إذن؟!

أجابه "نور" في حزم:
- "مصر".

انعقد حاجبا مدير المباحث، وتراجع قائلاً في غضب:
- لو تصوَّرت أن تظاهرك بالجنون سوف....

قاطعه "نور" في صرامة:
- المستقبل.

بدت الدهشة على وجوه الجميع، قبل أن يسأله مدير المباحث في توتر:
- ماذا تعني؟!

أجابه بنفس الصرامة:
- إنني أنتمي إلى "مصر" المستقبل.

تبادل الجميع نظرة ملؤها الدهشة، قبل أن يتساءل أحد الضباط في حذر:
- وأين هذا المكان؟!

أشار "نور" بيده، وهو يجيب في سرعة:
- هناك.

ثم مال نحوهم، مضيفاً في حزم:
- في المستقبل.

لدقيقة كاملة تقريباً، ظلَّ الجميع يحدِّقون في وجه "نور"، في دهشة بلا حدود، قبل أن يغمغم مدير المباحث:
- إنه مجنون بحق.

تجاهل "نور" التعليق، وهو يقول:
- أحد مساعدي العلماء من زمني عاد إلى زمنكم مسلَّحاً بمعارفه المتقدِّمة، وبعدد من الأسلحة والأجهزة، التي لم يتم استخدامها رسمياً بعد في عصري، وهي متقدِّمة جداً بالنسبة لنا، وستبدو مذهلة خرافية بالنسبة لكم، وهو هنا لتغيير الماضي؛ حتى يسود المستقبل.

اتسعت عينا مدير المباحث وهو يحدِّق في وجهه، ثم تراجع في مقعده في صمت، وراح يحكُّ ذقنه، وهو يتطلَّع إلى "نور"، ويتبادل نظرات صامتة مع رجاله قبل أن يلتقط سمَّاعة هاتفه الخاص، وهو يقول في هدوء صارم:
- أرسل رجال مستشفى الأمراض النفسية والعصبية.. نحتاج إلى تواجدهم هنا.

هزَّ "نور" رأسه، وهو يقول:
- من المؤسف أن عقولكم المحدودة تفقدنا وقتاً ثميناً للغاية، على الرغم من أن من سبقوكم شهدوا وصول المساعد "عماد" إلى عصركم، وكل ما استتبعه من ظواهر.. وأنتم أنفسكم شاهدتموني أبرز من العدم، فكيف تفسرون هذا؟!

أجابه مدير المباحث في صرامة:
- العلميون هم الذين ينبغي لهم البحث عن تفسير، ولكنه ليس هذا التخريف حتماً.

مال "نور" نحوه بشدة، قائلاً في صرامة:
- اسمعني جيداً.. الوقت يمضي أسرع مما تتصوَّر أو تتخيَّل.. صحيح أنني لم أجد الوقت الكافي لدراسة التفاصيل الدقيقة لزمنكم هذا، ولكنني درست خلال فترة تدريباتي الأمنية أن رئيس الجمهورية في هذه الفترة قد تعرَّض لمؤامرة اغتيال رهيبة، كادت تنجح في القضاء على حياته، وتدمير مستقبل ومصير "مصر" كله لولا تدخل الأسطورة في اللحظة المناسبة.

غمغم أحدهم في عصبية:
- أي أسطورة؟!

التفت إليه "نور"، مجيباً في سرعة:
- "أدهم".. "أدهم صبري".

بدت دهشة متفجِّرة على وجوههم جميعاً، وحدَّقوا في وجوه بعضهم البعض، وبدا مدير المباحث شديد التوتر، وهو يسأل "نور" بمنتهى الصرامة:
- هل تعرف السيِّد "أدهم"؟!

أومأ "نور" برأسه إيجاباً، وهو يقول:
- أعرفه شخصياً في زمني، فهو المستشار الأمني الخاص بالسيد رئيس الجمهورية، ولقد شاركنا إحدى عملياتنا ذات مرة، وكل من في زمني يعرفه، باعتباره أسطورة أمنية، يصعب أن تتكرَّر.

تراجع مدير المباحث، وهو يقول، وكأنه يحدِّث نفسه:
- إذن فأنت تعرفه؟!..

ثم التقط سمَّاعة هاتفه مرة أخرى، وقال عبرها:
- صلني بجهاز المخابرات العامة.. فوراً.

بدا وكأن "نور" قد زمجر، قبل أن يقول:
- ما زلتم تضيعون وقتاً ثميناً.

أجابه مدير المباحث في صرامة:
- معرفتك لرجل يعمل في الخدمة السرية أمر يستحق تحقيقاً دقيقاً، بوساطة الأجهزة المعنية.

هبَّ "نور" من مقعده بحركة مفاجئة، قائلاً:
- هل تريد إثباتاً لما أقول؟!

تراجع رجال الشرطة بنفس الحدة، وشهر بعضهم أسلحته في تحفز، ولكن مدير المباحث أشار إليهم بالتماسك وضبط النفس على الرغم من توتره، وهو يسأل "نور" في حزم لم يخلُ من التوتر:
- وأي إثبات يمكنك تقديمه.

مدَّ "نور" يده إلى زر سترته، وهو يقول:
- هذا.

صرخ "أحدهم"، وهم يلوِّحون بمسدساتهم في وجهه بكل توتر وتحفز:
- اثبت.

التفت إليه "نور"، وهو يقول في سخرية:
- إنه مجرَّد ذر سترة بسيط، أم أن القادمين من المستقبل يمكن أن يجعلوا منه سلاحاً؟!

مرة أخرى، أشار إليهم مدير المباحث بالتزام ضبط النفس، فجذب "نور" زر السترة، وألقاه في الهواء، مضيفاً:
- هكذا.

ارتفع الزر في هواء الحجرة، وظلَّ يسبح فيه لحظة، وقد تعلَّق تماماً، كما لو أن الجاذبية الأرضية لم يعد لها أدنى تأثير عليه..

وبكل الذهول، حدَّق الجميع في ذلك الزر الطائر، وغمغم مدير المباحث:
- ربما كانت..

قبل أن يتم عبارته سطع ذلك الزر فجأة بضوء مبهر.. ضوء شديد السطوع، أغشى عيون الجميع، وجعل أحدهم يهتف، وهو يلوِّح بمسدسه في عصبية:
- احترسوا.. إنها خدعة.

وبسرعة، راح ذلك الضوء الساطع ينقشع..
وينقشع..
وينقشع..

وعندما استعادت عيونهم قدرتها على الرؤية، اتسعت عن آخرها..
ففي مكتب مدير المباحث الواسع، لم يكن هناك أثر لـ"نور"..
أدنى أثر..

* * *

في اللحظة الأخيرة انحرف "أدهم" بسيارته، مرتطماً بجانب السيارة المجاورة، فتجاوزه شعاع الليزر المدمِّر بأقل من سنتيمتر واحد..
ودوى الانفجار..

انفجرت السيارة التي أمامه في عنف، وتناثرت شظاياها، ليرتطم بعضها بسيارته، وهو يضغط دوَّاسة الوقود في قوة؛ ليدفع السيارة التي أمامه، و"منى" تصرخ:
- لا فائدة.. سيلحق بنا حتماً.

حاول "قدري" أن ينكمش في مقعده، ولكن جسده الضخم المكتظ منعه من هذا، فراح يردِّد في عصبية:
- يا إلهي!.. يا إلهي!..

كان "أدهم" يدرك أنهما على حق تماماً، وهو يقاتل لإخراج سيارته من بين السيارات الأخرى، التي أصاب سائقيها الذعر، فاضطربت في مسارها على نحو عنيف للغاية مما أدى إلى إغلاق الطريق تماماً..
وذلك الشخص الغامض المخيف يقترب..
ويقترب..
ويقترب..

وفي سرعة، ودون أن يضيع لحظة واحدة، ضغط "أدهم" فرامل سيارته، وهتف بـ"منى" و"قدري":
- أسرعا.

قالها، وهو يثب خارج السيارة، فوثبت "منى" خلفه، وجذبت "قدري" من ذراعه في قوة، هاتفةً:
- أسرع بالله عليك.. أسرع.

دفع "قدري" جسده المكتظ خارج السيارة في صعوبة، ولهث بشدة، وهو يحاول العدو معهما، هاتفاً في صعوبة:
- ماذا سنفعل؟!

أجابه "أدهم"، وهو يميل بهما، نحو شارع جانبي ضيق:
- نتخذ الوسيلة الأكثر سرعة في هذه الظروف.

هتفت "منى":
- ولكنه يتحرَّك أسرع منا.

وارتجف صوتها، وهي تضيف، ملتفتة خلفها:
- طائراً.

انعقد حاجبا "أدهم"، وراح يعدو بسرعة أكثر، وهو يدرك أن الإفلات من ذلك الشيء شبه مستحيل..
بل هو المستحيل بعينه..

وعلى الرغم من سرعتهم، وسرعة "قدري"، الذي شمله الخوف والرعب، شعرت "منى" بتيار هواء يعبر فوق رءوسهم، فرفعت عينيها إلى أعلى، وانطلقت من حلقها شهقة قوية..

وفي اللحظة التالية، هبط المساعد المستقبلي "عماد" على قدميه..
أمام "أدهم" مباشرة.

(*) راجع قصة "عبر العصور".. المغامرة رقم (54) من سلسلة "ملف المستقبل".

(**) وضع "ألبرت أينشتاين" نظرية النسبية الخاصة عام (1905م)، والنسبية العامة عام (1915م).

* * *

محبة القراءة دائما 22-08-08 02:10 PM

الف شكر على القصة الجميلة انا مدمنة روايات ملف المستقبل اكيد اخر عدد منها هو العدد الستين انا دموعى نزلت اول ما قرات الخبر الحزين جدا بالنسبة لى

بانتظار التكملة


:asd::asd::EWx04511::EWx04511:

dr_ibr 23-08-08 01:03 PM

ممتاز ياباشا وبداية ممتازة والله بحق ياريت تلحقنا بالباقى على طول لوسمحت

dr_ibr 23-08-08 01:31 PM

الباقى امتى يا باشا

سورة الحزن 23-08-08 07:03 PM

مشكور ننتظر البقية

saleee 24-08-08 03:09 AM

لاااااااااااااااااااااااااااا حرام تقطعنا هيك الله يسامحك


منتظرين الباقي على أحر من الجمر


بس والله كل أسبوع كتيييييييييييييير حرام

saleee 24-08-08 03:11 AM

آسفة كتييييييير نسيت أقلك ألف شكر على المجهود الرائع

واحنا مقدرين أشغالك وتعبك والوقت الي بتعطي إلنا في كتابة القصة


عنجد شكرا كتيييييير

dr_e 24-08-08 03:54 AM

مجهود رائع اخي
بالرغم من الخبر السيء
لكن لكل شيء نهاية
وشكرا على تعبك

amedo_dolaviga 24-08-08 10:04 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة القراءة دائما (المشاركة 1603341)
الف شكر على القصة الجميلة انا مدمنة روايات ملف المستقبل اكيد اخر عدد منها هو العدد الستين انا دموعى نزلت اول ما قرات الخبر الحزين جدا بالنسبة لى

بانتظار التكملة


:asd::asd::EWx04511::EWx04511:

شكرا على مرورك الجميل أوي أوي ونورتي الموضوع بجد
وللأسف الخبر مؤكد لاسباب تدهور صحة دكتور نبيل فاروق وقلة مجهوده في الايام الأخيرة
بس فيه كلام انه مش هيتوقف عن سلسلة الأعداد الخاصة وهي تضم ملف المستقبل ورجل المستحيل كمان وان شاء الله يكون الكلام ده صحيح

amedo_dolaviga 24-08-08 10:07 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dr_ibr (المشاركة 1605093)
ممتاز ياباشا وبداية ممتازة والله بحق ياريت تلحقنا بالباقى على طول لوسمحت

شكرا لمرورك الجميل أوي اوي
وان شاء الباقي كل يوم جمعة من كل أسبوع

amedo_dolaviga 24-08-08 10:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سورة الحزن (المشاركة 1605487)
مشكور ننتظر البقية

العفو وان شاء الله قريباً

amedo_dolaviga 24-08-08 10:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saleee (المشاركة 1606594)
لاااااااااااااااااااااااااااا حرام تقطعنا هيك الله يسامحك


منتظرين الباقي على أحر من الجمر


بس والله كل أسبوع كتيييييييييييييير حرام

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saleee (المشاركة 1606598)
آسفة كتييييييير نسيت أقلك ألف شكر على المجهود الرائع

واحنا مقدرين أشغالك وتعبك والوقت الي بتعطي إلنا في كتابة القصة


عنجد شكرا كتيييييير


اولا شكرا على مرورك الجميل يا سالي ونورتي الموضوع

بس والله مش أنا اللي قطعت ده الدكتور نبيل فاروق

هو اللي بينزل القصة كل أسبوع جزء وانا بنقلها هنا
ولو معايا القصة كلها مش هتردد اني اكتبها كاملة هنا بس هو شايف ان جزء كل اسبوع هيعمل تشويق
وده رأيه وهو اللي بينزل القصة يبقى خلاص
وشكرا مره تانيه لمرورك

amedo_dolaviga 24-08-08 10:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dr_e (المشاركة 1606688)
مجهود رائع اخي
بالرغم من الخبر السيء
لكن لكل شيء نهاية
وشكرا على تعبك

شكرا يا دكتوره اسراء على الرد الجميل أوي

وان شاء الله تستمتعي بالقصة

eng_saleh 24-08-08 11:05 AM

يسلموا على الجهد الرائع

eng_saleh 24-08-08 11:09 AM

و ربنا يعينك كمان و كمان

و شكرا

سيف 1 25-08-08 10:03 AM

رائع

وروعه يا باشا

اشكرك

بحاول افهم 25-08-08 08:52 PM

لا دى حاجه مستفزه انا مش داخل الموضوع ده تانى الا لما يكمل يعنى كمان شهرين تلاته وعليكم خير
لان النظام بتاع كل اسبوع ده مينفعش معاى


ومشكور يا اخى على المجهود

awad200 27-08-08 11:43 AM

مجهود بجد تشكر عليه amedo لكن انا أسف مش هقدر اتابع معاك لان التشويق ده كتير عليا جدا وانا ماقدرش ابدا قصه الا اما انهيها فى نفس اليوم
بس هستناك لما تكملها وتنزلها لينا كامله .
وانت اللى شوقتنا فلازم تشبع رغباتنا دى للاخر

ومنتظرين منك المزيد ان شاء الله

السلام عليكم ورحمة الله

amedo_dolaviga 28-08-08 12:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة eng_saleh (المشاركة 1607111)
يسلموا على الجهد الرائع

و ربنا يعينك كمان و كمان

و شكرا

شكرا على المرور والرد الجميل ..نورتي الموضوع

amedo_dolaviga 28-08-08 12:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيف 1 (المشاركة 1609014)
رائع

وروعه يا باشا

اشكرك

شكرا لمرورك الجميل يا سيف ......نورت

amedo_dolaviga 28-08-08 01:01 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحاول افهم (المشاركة 1609636)
لا دى حاجه مستفزه انا مش داخل الموضوع ده تانى الا لما يكمل يعنى كمان شهرين تلاته وعليكم خير
لان النظام بتاع كل اسبوع ده مينفعش معاى


ومشكور يا اخى على المجهود

زي ما تحب أخي

نورت

amedo_dolaviga 28-08-08 01:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة awad200 (المشاركة 1612253)
مجهود بجد تشكر عليه amedo لكن انا أسف مش هقدر اتابع معاك لان التشويق ده كتير عليا جدا وانا ماقدرش ابدا قصه الا اما انهيها فى نفس اليوم
بس هستناك لما تكملها وتنزلها لينا كامله .
وانت اللى شوقتنا فلازم تشبع رغباتنا دى للاخر

ومنتظرين منك المزيد ان شاء الله

السلام عليكم ورحمة الله

ان شاء الله وزي ماتحب تتابع القصة

شكرا لمرورك ونورت

abeerlove 28-08-08 11:03 PM

اعزائى واخوانى بالمنتدى اجزاء القصة بتنزل الخميس مش الجمعة واليكم اخوانى الجزء الثالث من القصة ومشكور للاستاذ اميدو من وضع الجزأين السابقين
وانتظروا الجزء الرابع يوم الخميس القادم وشكرا اختكم عبير ليلاسة جديدة

3- بين الماضى والحاضر .....
(ماذا سيحدث، لو لم يفلح "نور"؟!..)..

ألقى القائد الأعلى للمخابرات العلمية هذا السؤال في زمن "نور"، فتراجع كبير العلماء في مقعده، وبدا شارداً بعض الوقت، قبل أن يقول:
- لن نعرف أبداً...
تطلَّع إليه القائد الأعلى في دهشة، وهو يقول:
- ماذا نفعل هنا إذن؟!
قلّب كبير العلماء كفيّه، مجيباً:
- لو أن "نور" لم ينجح في مهمته، فسيعني هذا أن "عماد" قد أفلح في تغيير مسار الزمن، وعندئذ سيتخذ الزمن منذ تلك اللحظة مساراً جديداً، لا يعلم سوى الله -سبحانه وتعالى- وحده كيف يكون، فربما يجعلنا نقف الآن أمام "عماد"، بصفته زعيم الأرض.. من يدري.
غمغم القائد الأعلى، وهو يشعر بارتجافة تسري في جسده:
- ستكون عندئذ كارثة.
تمتم كبير العلماء:
- أو ربما أبشع.
نهض القائد الأعلى من خلف مكتبه، وراح يسير في المكان عاقداً كفّيه خلف ظهره في توتر ملحوظ، وهو يفكِّر في عمق شديد، قبل أن يلتفت إلى كبير العلماء قائلاً:
- وماذا عن تأثير الفقاعة الزمنية؟!
صمت كبير العلماء لحظة، ثم هزَّ كتفيه، قائلاً:
- ما زال خبراؤنا يدرسون الأمر الآن.
سأله في قلق:
- أما زال بعضهم يؤمن بتلك النظرية!!
أومأ كبير العلماء برأسه إيجاباً، وقال:
- وجود "نور" و"عماد" في زمن قريب، تواجدا فيه كطفلين بالفعل، يصنع حالة يطلقون عليها اسم "الازدواج الخلوي"، ويعني وجود المادة نفسها مرتين، في زمن واحد.. والخطورة كل الخطورة أن يؤدي تواجد المادتين معاً إلى خلق فقاعة زمنية في ذلك الزمن.. فقاعة تصنع فراغاً زمنياً ومكانياً، لا أحد يمكنه التنبؤ بنتائجه.
بدا القائد الأعلى شديد التوتر، وهو يسأله:
- وما أسوأ الاحتمالات؟!
أجابه كبير العلماء، وهو يتحاشى النظر إليه:
- الدمار..
وصمت لحظة، وكأنه سيكتفي بالجواب، ثم عاد يلتفت إلى القائد الأعلى، مضيفاً:
- الدمار للعالم كله.. بلا استثناء.
انعقد حاجبا القائد الأعلى في شدة، وهو يقول في صرامة:
- وتقول: (إننا لن نشعر بشيء..)
هزَّ كبير العلماء كتفيه، قائلاً:
- هكذا لعبة الزمن.. لو تغيّر المنحنى عند نقطة ما، يتغيَّر معه تسلسل الأحداث منذ هذه النقطة، مما سيؤدي حتماً إلى واقع يختلف عما نعيشه الآن، وكما أخبرتك، ربما يصبح "عماد" عندئذ هو رئيسنا الأكبر، وعندئذ لن يحاول الفرار إلى الماضي، وتغيير الأحداث، ولن نرسل بالتالي "نور" خلفه لإيقافه، وحتماً لن نكون هنا الآن، في انتظار ما سيسفر عنه الأمر.
بدا القائد الأعلى متوتراً، وهو يقول:
- ولكن التسلسل الزمني لن يختلف عندئذ.
أشار كبير العلماء بسبَّابته، قائلاً:
- لأنه سيكون في مساره الجديد، الذي تم تغييره بالفعل، ولن يعلم أي منا حقيقة ما حدث.. حتى "عماد" نفسه؛ لأنه في اللحظة التي ينجح فيها في تغيير مسار الزمن، سيتلاشى وجوده في الزمن الذي ذهب إليه، وسيتلاشى وجود "نور" أيضاً.
ازداد انعقاد حاجبي القائد الأعلى، وهو يحاول التفكير في عمق، وفهم هذا الحوار الزمني المعقَّد، ثم لم يلبث أن أشار بذراعه كلها، قائلاً:
- فليكن.. ليس من السهل استيعاب كل هذا.. المهم أن نعرف، ما الذي يحاول "عماد" تغييره في ماضينا بالضبط.
ضغط كبير العلماء زراً خفياً في ثيابه، فتكوَّنت خريطة زمنية هولوجرافية، بينه وبين القائد الأعلى، أشار هو إليها، مجيباً ً:
- الخبراء درسوا تاريخ الفترة الماضية كلها بمنتهى الدقة، ووجدوا أن أهم لحظة تاريخية، تغير عندها مصير "مصر" كلها، هي تلك الرحلة، التي تعرَّض فيها رئيس الجمهورية في التسعينات إلى محاولة اغتيال عنيفة، لم يحدِّد أحد تفاصيلها بالضبط، ولكنها لو نجحت أيامها، لانقضّ تيار متطرِّف على الحكم، وأسقط البلاد في غياهب ظلام حضاري، أبعدنا سنواتٍ عن ركب العلم.
سأله القائد الأعلى في اهتمام قلق:
- وهل تعتقد أن "عماد" استهدف هذه المرحلة الزمنية بالتحديد؟!
أجابه كبير العلماء في حزم:
- المرحلة التي اختارها تؤكِّد هذا.
قال القائد الأعلى في قلق شديد:
- وسيعمل هو على إنجاح المحاولة.
عاد كبير العلماء يشير بسبَّابته، قائلاً:
- أو القضاء على من أفشلها؟!
بدا القائد الأعلى شديد الانزعاج وهو يقول:
- السيِّد "أدهم صبري"، مستشار رئيس الجمهورية؟!
أومأ كبير العلماء برأسه مجيباً في انفعال:
- كان أيامها من أخطر وأهم رجال المخابرات في زمنه، والتاريخ لا يذكر لنا حتى كيف أحبط تلك المحاولة؟!.. ولا كيف واجهها؟!..
ثم اعتدل في حزم، مؤكِّداً:
- إنه هو الهدف...
وسرت في جسد القائد الأعلى ارتجافة..
ارتجافة شديدة العنف..
للغاية..
* * *
على الرغم من حالة التوتر الشديد التي أصابت مبنى وزارة الخارجية كله، لم ينتبه مخلوق واحد إلى "نور"، وهو يسير في عكس اتجاه الجميع، متجهاً إلى خارج المكان، وقد أحاط جسده بغلاف هولوجرافي، يجعله يبدو أشبه برجل شرطة من ذلك العصر، برتبة لواء..

كانت وسيلة تمويهية ليست حديثة تماماً في عصره، ولكنه لا يمكن أن يخطر حتى على بال شخص واحد، في ذلك الزمن..

وفي نفس الوقت، الذي أُطلِقَتْ فيه صفارة الإنذار الكبرى في مبنى الوزارة، كان هو يبتعد..
ويبتعد..
ويبتعد..

لم يكن يرغب في إضاعة لحظة واحدة زائدة، بعد كل ما فقده..

عليه اللحاق بالمساعد "عماد"، قبل أن يصل إلى هدفه..
ووفقاً لما استنبطه، فهذا الهدف هو السيِّد "أدهم صبري"..
الأسطورة..

لقد قرأ ما حدث في تلك الفترة الزمنية عشرات المرات، منذ كان شاباً شديد الحماس، عظيم الانبهار بتاريخ "أدهم صبري"..
كانت محاولة رهيبة لاغتيال رئيس الجمهورية، والإطاحة بالحزب الحاكم كله بضربة واحدة عنيفة..

ولأن المحاولة ظلت سراً شديد الخطورة، من أسرار الدولة، حتى نهاية فترة الاحتلال(*)، فلم يكن الملف يحوي الكثير من التفاصيل.
.

فقط أن المحاولة كانت رهيبة، وقادرة على النجاح، على الرغم من كل نظم التأمين والحراسة..
ولقد شارفت النجاح بالفعل..

لولا تدخُّل السيد "أدهم" في اللحظة الأخيرة..
وأيضاً دون تفاصيل ذكر الملف أن السيد "أدهم" كان مبهراً في ذلك اليوم..
وأنه قد أنقذ الرئيس..
والجميع..

ولما كان جميع المحللين السياسيين قد أكَّدوا أنه لو نجحت تلك المحاولة آنذاك، لكان مصير "مصر" كله قد تغيَّر، فمن المؤكَّد أن هذه هي النقطة التي يستهدفها "عماد" بالتحديد..

النقطة القادرة على تغيير مصير "مصر" كلها..
وبدء لحظة سيطرته..

السبيل الوحيد لمنع حدوث هذا إذن هو أن يصل إلى "عماد"، قبل أن يصل هذا الأخير إلى "أدهم صبري"..

والسؤال الآن هو: (كيف يمكن أن ينجح في هذا؟؟..)
انحرف إلى شارع صغير على مسافة مائتي متر من مبنى الوزارة، حيث أزال ذلك الغلاف الهولوجرافي التمويهي، وتوقَّف يدرس ما معه من أجهزة، حملها من المستقبل..

التقرير النفسي لـ"عماد" يقول: (إنه يميل إلى الزهو والاستعراض..)

ولأنه عاد بأحدث أجهزة وأسلحة المستقبل، فسيسعى حتماً لاستخدامها علانية؛ لإثبات واستعراض قوته في هذا الزمن..

وهذا سيترك خلفه ما يتيح تتبعه وتعقبه، خاصة وأنه لن يتوقَّع أن يأتي شخص من زمنه خلفه..
الوسيلة المتاحة الآن إذن هي تعقب خطاياه..

استقرَّت الفكرة في رأسه، فأخرج من جيبه جهازاً صغيراً، ضغطه بين سبَّابته وإبهامه، فصدرت منه أصوات متداخلة، راحت تصفو في سرعة، استجابة لحركة سبابته الهادئة فوق الجهاز، حتى بدا صوت اتصال من إحدى سيارات الشرطة شديد الوضوح..
(نحن نطارد ذلك الشيء، ولكننا نجهل ماهيته.. رباه!.. إنه يطير.. يطير مثل تلك الأفلام الخرافية..)..
--------------------------------------------------
(*) راجع قصة "الاحتلال"... المغامرة رقم (76).
(واصل المطاردة يا سيارة الدورية ألف وسبعة.. حدِّد موقعه طوال الوقت، حتى تصل إليك الإمدادات اللازمة..)..
حمل الجهاز دوي انفجار بعيد، أعقبه صوت يهتف:
- رباه!.. ذلك السلاح الصغير معه نسف السيارة، بخيط ضوء واحد..
أجابه الصوت الآخر، في دهشة شديدة التوتر:
- خيط ضوء؟!.. ما هذا بالضبط؟!
هتف صاحب الصوت الأوَّل:
- إنه يحمل سلاحاً لا قبل لنا به.. لن يمكننا مهاجمته وحدنا.. لن يمكننا.....
أجاب صاحب الصوت الآخر فى سرعة ما زالت تحمل ذلك التوتر الشديد:
- حدِّد موقعه فحسب يا سيارة الدورية ألف وسبعة.
استمع "نور" في اهتمام شديد إلى الموقع الذي حدَّده الرجل، ثم أخرج جهازاً آخر، رسم خارطة هولوجرافية سريعة لذلك الموقع، حدَّد المسارات عليها، فأعاده إلى جيبه وهو يقول في حزم:
- الآن عرفت أين أنت يا "عماد".
قالها، وتحرَّك في سرعة؛ لبلوغ موقع ذلك المساعد المستقبلي..

ولكن المهم أن يبلغه في الوقت المناسب..
واللحظة المناسبة..
* * *
عندما هبط "عماد" على قدميه أمام "أدهم صبري"، كان يبتسم في ثقة، وعيناه تلتمعان في ظفر شامت..

إنه قادم من المستقبل، ويحمل أحدث أجهزته وأسلحته، وما من شخص واحد في هذا الزمن يمكنه أن يتصدَّى له ويوقفه..

حتى ولو كان هو..
حتى ولو كان "أدهم صبري" شخصياً..
ولكن هذا كان يعني أنه لم يقرأ ملف "أدهم" جيداً..
أو لم يقرأه في عناية..

فـ"أدهم صبري" يفكِّر، ويدبِّر، ويدرس، ويخطِّط، ويضع الأمور موضع التنفيذ، قبل حتى أن يبدأ الآخرون اللمحة الأولى، من الجزء الأوَّل، من الثانية الأولى، من التفكير..

لذا، ففي نفس اللحظة التي استقرت فيها قدما "عماد" المستقبلي على الأرض انقضَّ عليه "أدهم"..

لم يكن يدري مقدار قوة خصمه، أو قدرته، أو طبيعة رد فعله..
أو حتى مدى غضبه..
ولكنه لم يجد سبيلاً سوى هذا..
فانقضّ..

وقبل حتى أن يحدِّد "عماد" ما سيفعله، فوجئ بقبضة "أدهم" تهوي على فكه كالقنبلة، وتطيح به ثلاثة أمتار إلى الخلف، ليرتطم بالجدار في قوة، قبل أن يسقط أرضاً..
ولم يكن قد استعاد إدراكه كاملاً بعد، عندما وجد أدهم ينتزعه من مكانه، وهو يقول في صرامة:
- إذن فأنت مجرَّد خصم عادي.
أجابه "عماد" في غضب، وهو يضغط زراً في ثوبه الفضي:
- كلا.. ليس عادياً.
لم ير "أدهم" شيئاً في جسد خصمه يتحرَّك، وعلى الرغم من هذا، فقد شعر بلطمة شديدة العنف تضرب صدره، وتدفعه إلى الخلف في قوة، ليسقط أرضاً..
وفي اللحظة التالية مباشرة، كان "عماد" يقف أمامه، مصوِّباً إليه سلاحاً عجيباً، وهو يقول في شراسة:
- تاريخك جعلك تتصوَّر أنك لا تُقهَر يا رجل.
وضغط سلاحه، مضيفاً في شماتة:
- ربما لأنك لم تلتقِ بالخصم المناسب.
قبل أن تكتمل ضغطته على سلاحه، وثبت "منى" تركل السلاح من يده، وهي تهتف:
- ومن سيسمح لك بفعلها؟!
زمجر "عماد" في غضب عندما أطاحت الضربة بسلاحه، خاصة وأن "أدهم" قد هبَّ من سقوطه، بحركة بالغة السرعة والرشاقة والمرونة، ووثب يلتقط ذلك السلاح المستقبلي، قبل حتى أن يصل إلى الأرض..
وبكل غضبه، صرخ "عماد"..
صرخ..
وصرخ..
وصرخ..

ومع صرخته، راح زيه الفضي يتألَّق على نحو عجيب، وتشع منه حرارة لافحة، حتى أن لونه الفضي قد اختفى؛ ليحل محله لون أحمر مائل إلى البرتقالي، جعل "قدري" يتراجع في رعب، وقد بدا له "عماد" في هذه اللحظة أشبه بالشيطان..
وبكل عصبيتها وتوترها، هتفت "منى":
- دعونا نبتعد.. هيا.
قبض "أدهم" على ذلك السلاح المستقبلي في قوة، وجذب "منى" إليه، وانطلق يعدو مبتعداً بأقصى سرعة..
الآن فقط تيقن من أنه يواجه خصماً رهيباً..
خصما غير تقليدي..
أو غير بشري..

لذا فأفضل ما يمكن أن يفعل في هذه اللحظة هو أن يبتعد..
وبأقصى سرعة..

أما "عماد"، فقد أدار عينيه إلى ثلاثتهم في غضب، ثم مدَّ يده أمامه، وهو يضغط زراً آخر في زيه، الذي صار شديد الاحمرار..

ومن قبضته، انطلق لسان من اللهب..
لسان شق طريقه في الهواء بسرعة بالغة، ثم ارتطم بأضعف أفراد تلك القافلة المخابراتية..
بـ"قدري"..
مباشرة..
* * *
عقد مسئول الخدمة السرية في جهاز المخابرات العامة المصرية قبضتيه خلف ظهره في حزم، وهو يتطلَّع إلى ذلك المكان، الذي اختفى فيه "نور"، قبل أن يلتفت إلى مدير مباحث الوزارة، قائلاً في هدوء، لا يتفق أبداً مع الموقف:
- أحسنتم بالاتصال بنا يا رجل؛ فالأمر يستحق تدخلنا بالفعل.
بدا مدير المباحث شديد التوتر، وهو يقول:
- من الواضح أنه يعرف الكثير عن السيد "أدهم"، وعن تحركات السيد رئيس الجمهورية في الفترة القادمة، وهذا ما جعلني أدرك أن الموضوع يخصكم بأكثر مما يخصنا.
عاد مسئول الخدمة السرية يدير عينيه في المكان، قائلاً:
- المفترض أن عمل المخابرات يتركَّز على خارج البلاد، وأن هناك جهات أمنية أخرى تختص بالداخل (*)، ولكن من الواضح أن الأمر يخصنا بالفعل.
------------
(*) حقيقة.
غمغم مدير المباحث:
- هذا ما توقَّعته.
تساءل مسئول الخدمة السرية في اهتمام:
- ولكن كيف فرّ ذلك الشخص من هنا؟!
قلب مدير المباحث كفيه في حيرة، مجيباً:
- كل شيء يبدو عجيباً محيِّراً، منذ بدأ كل هذا.. رجال أمن النادي أكَّدوا ظهور شخصين من العدم، في منتصف ساحة الركض الرئيسية، أحدهما أثار الفزع في أهم الشوارع الرئيسية في العاصمة، ولقد أطلقنا كل رجالنا خلفه، ولكنهم أكَّدوا تمتعه بقدرات خارقة، لا قبل لهم بها، وطلبوا دعماً زوَّدناهم به، وسنرسل كل قوات الأمن المركزي خلفه، والثاني اختفى من بيننا، ومن داخل مبنى وزارة الداخلية نفسه، بعد أن أغشى أعيينا بسلاح، ما زلنا نجهل ماهيته، حتى هذه اللحظة.
سأله مسئول الخدمة السرية في اهتمام قلق:
- مصادرنا تؤكِّد أن شخصاً خارقاً يطارد "أدهم" و"منى" و"قدري" وسط العاصمة، ولكننا ما زلنا نتساءل لماذا؟!
أشار مدير المباحث بيده، قائلاً:
- هذا ما نتساءل عنه أيضاً.
عاد مسئول الخدمة السرية يعقد كفيه خلف ظهره، قائلاً:
- أسلوب تساؤلنا يختلف.
لم يكد ينطقها، حتى اقترب منه أحد رجاله في هدوء، فأشار إليه بيده، دون أن ينطق بحرف واحد، فأومأ الرجل برأسه، على نحو يوحي بأنه قد فهم واستوعب ما يطلبه رئيسه، وغادر المكان في خطوات سريعة..
وبنفس الهدوء، التفت مسئول الخدمة السرية إلى مدير المباحث، وسأله في اهتمام:
- ما آخر ما وصلكم، بشأن ما يحدث في العاصمة؟!
أجابه الرجل في سرعة:
- حددنا موقع ذلك الخارق، وقواتنا تحاصر مكانه في هذه اللحظة.
سأله مسئول الخدمة السرية:
- وماذا عن "أدهم"..؟!
هزَّ مدير المباحث كتفيه، قائلاً:
- ليست لدينا أية معلومات بشأنه.
وصمت لحظة، ثم أضاف في حذر:
- ولم تكن لدينا أبداً.
رمقه مسئول الخدمة السرية بنظرة جانبية دون تعليق، ثم عاد يدير عينيه في المكان، مغمغماً:
- ما زلت أتساءل، كيف خرج الثاني من هنا، دون أن يستوقفه أو يشعر بخروجه أحد.
هزَّ الرجل رأسه، قائلاً في توتر شديد:
- هذا ما يشغل رءوسنا بالفعل.
أشار مسئول الخدمة السرية بسبَّابته، قائلاً:
- وما ينبغي أن نحصل على جواب بشأنه.
لم يكد يتم عبارته، حتى عاد رجله إلى المكان، وقال في توتر:
- سيدي.. بشأن السيد "أدهم"....
لم يزد عن هذا القول، إلا أن ملامحه كانت تؤكِّد أن الأمر خطير.
خطير للغاية..
* * *

amedo_dolaviga 29-08-08 12:28 AM

شكرا يا عبير على تنزيل القصة
واسف للموعد اللي اتغير بس الجزء الماضي نزل يوم الجمعة بالفعل
والقصة لسه جديدة فعملت لخبطة معايا شوية

وانا للاسف مشغول شوية الايام دي ودخولي النت قليل شوية
واتأخرت وجيت اجيب القصة دلوقتي لقيتك جبتيها
اوكي مفيش مشكلة بس فيه بعد اذنك او لو سمحت والموضوع مش سباق :d
لو عاوزه تكلمي الموضوع بدالي مفيش أي مشكلة خالص عندي الموضوع موضوعك
بس الدنيا مش هتطير من كام ساعة يعني
اقتباس:


ومشكور لمن وضع الجزأين السابقين
وانتظروا الجزء الرابع يوم الخميس القادم (الخميس مش الجمعة ) الساعة 6 مساء وشكرا اختكم عبير ليلاسة جديدة

وبما انك قررتي ليا اني مش هكمل الموضوع
اوكي كمليه انتي وخلاص بقى موضوعك كده
وبعتذر لكل القراء عن عدم التكملة

abeerlove 29-08-08 01:02 AM

الاخ والزميل الفاضل اميدو انا مش قاصدة اضايقك بس انت عارف ان القصة مشوقة جدا وان الناس مستنية بفارغ الصبر تكملة الرواية وع العموم انت الاساس وانا من المعجبات بمجهودك الرائع وبشكرك جدا على مشاركاتك المتميزة فى المنتدى الجميل ده وأسفة لو كان كلامى ضايقك بس انا حبيبت اشيل عنك شوية ده لو سمحت وفى الاخر كلنا اسرة واحدة
ويسعدنى ان اتشرف بمعرفتك يا استاذ اميدو ... اختك عبير

Eman 29-08-08 02:58 AM

الله يخليكم يا أحلى أعضاء..
ياهيك التعاون يا بلا...اخ أميدو اشكرك على ذوقك وسمو أخلاقك...
أخت عبير..برحب فيكي كعضوة جديدة في المنتدى..وبشكرك على روح المساعدة عندك وعلى أدبك الرفيع...
فعلا ليلاس احلى ناس..
شكرا للجميع..
ومتابعينكم لقراءة هاي القصة..

amedo_dolaviga 29-08-08 04:29 PM

شكرا ليكي عبير انتي وايمان
وانا مقصدتش غير اني افسح ليكي المكان انك تكملي القصة ومفيش أي مشكلة خالص
وكل اللي انا عاوزه اننا نكسب عضو يدخل المنتدى بانتظام
وبانتظار تكملة القصة منك ان شاء الله

وشكرا يا ايمان مرة أخرى على كلامك الجميل جدا
وربنا يوفقكم

abeerlove 29-08-08 07:59 PM

مفيش شكر على واجب اخ اميدو احنا كلنا اسرة واحدة اسرة تضم احلى ناس على منتدنا الحبيب .. منتدى ليلاس .... ويارب اكون اد المسئولية .. ومهما عملنا وساعدنا انت بردو الاساس عشان انت نجم ليلاس.. عبير

ainshtin 03-09-08 02:35 AM

فعلا حاجة روعة ،بش ممكن الجمال ده

ainshtin 03-09-08 02:37 AM

احنا فى انتظار باقى القصة ،والى اللقاء فى الخميس القادم، وكل سنة وانت طيبين بمناسبة رمضان.

haisms 03-09-08 04:33 PM

بجد العدد واضح انه تحفه لحد ما قرات تسلم ايديك اخي العزيز اتمني لك وافر الصحه ومتحرمناش من مجهودك الواضح وشكرا لك مش كفايه بالرغم ان الواضح زعل لما عرف ان اخر اعداد الدكتور نبيل العدد160

ادهم عبده 04-09-08 02:21 PM

تحيه
 
:friends:ميدو وعبير على ليلاس * اتنين أمامير وأحسن ناس
هويقولها كملي الروايه * وهــى تقول انتا الأساس
:liilas:

abeerlove 04-09-08 03:16 PM

ملف المستحيل
 
اعزائى عشاق د. نبيل فاروق اهديكم اليوم الخميس الجزء الرابع من الرواية الجميلة ملف المستحيل كما وعدتكم ........
مع اجمل تحياتى لكم بقراءة ممتعة وشيقة على اجمل منتدى .... منتدنا العزيز منتدى ليلاس ..

اختكم عبير


4- النيران..
كان الثلاثة يعدون عبر ذلك الشارع الجانبي الضيق للابتعاد عن ذلك الخصم الذي بدا أشبه بروايات الخيال العلمي منه بالحقيقة..
"أدهم"..
و"منى"..
و"قدري"..

ولأن "قدري" أكثرهم بدانة، وأقلهم سرعة؛ ولأن الذعر والجهد والانفعال كانوا يدفعونه إلى لهاث عنيف، فقد كان في المؤخرة..
وعندما أطلق "عماد" لسان اللهب خلفهم، كان جسد "قدري" الضخم المكتظ يكاد يحجب "أدهم" و"منى" تماماً..

لذا، فقد كان من الطبيعي أن يتلقى الضربة بكاملها..
لسان من النار أصاب ظهره، فشعر بنيران تشتعل فيه، مع ضربة عنيفة جعلته يطلق صرخة هائلة..
صرخة حملت كل الألم..
والعذاب..
والذعر..
والمفاجأة..
واليأس..

ومع قوة الضربة سقط على وجهه، والنيران تشتعل في مؤخرة سترته عند موضع الظهر..
ومع قوة صرخته أيضاً توقَّف "أدهم" و"منى"..
التفتت إليه "منى"، صارخة:
- "قدري".
ثم أسرعت تحاول إطفاء نيران سترته، وتهدئة انفعاله، وهو يصرخ في ألم ورعب..
ويصرخ..
ويصرخ..

ودون تفكير، انتزع "أدهم" سترته الرياضية، وأسرع يخمد بها نيران سترة "قدري"..
ثم نهض مكشوف الصدر، يواجه خصمه..
خصمه المستقبلي..

كان يدرك جيداً أن خصمه يفوقه قوة وتسليحاً..
ويمتلك ما لا يمتلكه..
الغموض..
وفي تحدٍّ شديد، التقت عيونهما..
وفي بطء شديد الصرامة والقوة والعزم والحزم، قال "أدهم":
- لقد ارتكبت الخطأ الأكبر يا رجل.. مسست رفاقي.
ابتسم "عماد" ابتسامة ساخرة ظافرة متشفية، وقال:
- ها هو ذا "أدهم" كما يذكره التاريخ.. يمكن أن يتجاوز عن أي شيء إلا ما يمس دينه ووطنه ورفاقه.
انعقد حاجبا "أدهم" في شدة، ووثبت كلمة واحدة إلى ذهنه..
التاريخ..
ماذا يقصد بكلمة التاريخ؟!..
ما الذي يعنيه؟!..
وماذا يعنيه هذا؟!..
ماذا؟!..
ماذا؟!..

وثب هذا إلى ذهنه دون أن يبعد عينيه عن خصمه لحظة واحدة، أو يغفل عنه، ولو لجزء من الثانية..
وفي تحفز تام انتظر خطوته الأولى..

أما "عماد"، الذي حرص على أن تفصله مسافة مناسبة عن "أدهم"، فقد رفع يده نحوه مرة أخرى، وزيه يستعيد لونه شديد الاحمرار..
وأدرك "أدهم" أنه سيطلق لساناً آخر من اللهب..
وتحفَّز أكثر، وعقله يبحث عن وسيلة لتفادي هذا..

"منى" ما زالت خلفه، تساعد "قدري" على النهوض، وتجري اتصالاتها بالإدارة، وبسيارة إسعاف سريع، ولو ابتعد عن مكانه، سينطلق لسان اللهب نحوها ونحو "قدري"..
وفي توتر، ثبَّت قدميه في مكانهما، وقال في صرامة:
- ابتعدي يا "منى".. وبأقصى سرعة.
هتفت في توتر، وهي تحاول جذب "قدري" بعيداً:
- لا يمكننا أن نتركك.
صرخ في قوة:
- هذا أمر.
انتفضت على الرغم منها مع صرخته، التي حملت توتراً لم تعتده منه أبداً..
منذ عرفته، وهو يبدو هادئاً متماسكاً، مهما كانت الخطوب والنوائب..
ومهما بلغت قوة خصومهما..

ولكنه الآن لم يعد كذلك..
ربما لأنه في كل مرة، كان يعرف جيداً ماذا يواجه؟!..

خصومه اختلفوا، وأعداؤه تغيَّروا، وكل منهم له أسلوبه، ووسائله، وربما شراسته أيضاً..
ولكنهم كانوا دوماً بالنسبة له خصوم..
مجرَّد خصوم..

أما هذا القادم، فهو يحمل كل ما يثير الدهشة، والحيرة، والقلق..
وهو خصم يختلف..
يختلف عن كل من عرفوه..
وواجهوه..
واختبروه..
إنه غامض..
خارق..
واثق..
غريب.. للغاية..

و"أدهم"، كرجل مخابرات، يصعب أن يواجه خصماً لا يملك عنه أية معلومات تتيح له دراسته، وتحديد سبل مواجهته..

انتزعها "أدهم" من أفكارها، وهو يصرخ مرة أخرى:
- أسرعي.
في نفس اللحظة، التي صرخ فيها بالكلمة، أطلق "عماد" صرخة ظافرة، مع لسان أكبر من اللهب..
لسان شق طريقه في الشارع الضيق..
نحو "أدهم"..
بلا أدنى احتمال للخطأ..
* * *
عقد مسئول الخدمة السرية كفيه خلف ظهره كعادته، وهو يقف أمام رجله الذي قال في هدوء واثق:
- الجميع اتفقوا على أن رجلاً برتبة لواء، شقَّ طريقه عكس اتجاه كل من بالمبنى، وهم يندفعون ليعرفوا ماذا حدث في مكتب مدير مباحث الوزارة.
سأله مسئول الخدمة السرية في اهتمام:
- ألم يحاول أحدهم إيقافه؟!..
أجاب الرجل بنفس الهدوء:
- ومن يجرؤ؟!
أومأ مسئول الخدمة السرية برأسه متفهماً، قبل أن يقول:
- وأين ذهب هذا اللواء بعدها؟!
أجاب الرجل:
- غادر المبنى في هدوء، وسار عبر الطريق، ثم اختفى عن كل الأنظار، حتى أن أحداً لم يذكر رؤيته على مسافة ثلاثمائة متر من مبنى الوزارة.
صمت مسئول الخدمة السرية بضع لحظات مفكراً، ثم اتجه نحو مكتبه، وجلس خلفه مواصلاً تفكيره، قبل أن يقول، وكأنه لا يشعر بوجود الرجل:
- لو قلنا أنه قد تنكَّر في هيئة لواء، واستطاع بذلك الخروج من المكان، فكيف فعل هذا في وقت ضئيل للغاية؟!
غمغم الرجل:
- لديه وسيلة ما حتماً.
أشار مسئول الخدمة السرية بيده، قائلاً في شرود:
- السؤال هو: (ما هي تلك الوسيلة)؟!..
صمت الرجل تماماً، ولم يحاول التعليق بحرف واحد، في حين استغرق مسئول الخدمة السرية في صمت عميق التفكير، قبل أن يعتدل قائلاً:
- أبلغ مسئول القسم الفني أنني أريد رؤيته.
أومأ الرجل برأسه، ثم تساءل:
- وماذا عن سيادة العميد "أدهم"؟!
أجابه على الفور:
- رجالنا في طريقهم إليه الآن.
ثم أدار عينيه إليه، متسائلاً:
- ولكن هل تعتقد أنه بحاجة إلى هذا؟!
في نفس اللحظة التي نطقها فيها كان لسان اللهب ينطلق نحو صدر "أدهم" مباشرة، و..
وفجأة، طار جسم بيضاوي شفاف عبر المكان، وتوقَّف أمام صدر "أدهم" مباشرة؛ ليتلقى عنه ضربة لسان اللهب العنيفة..

كانت الضربة هي أقوى ما يستطيع زي "عماد" إطلاقه..
ضربة كافية للإحاطة بأسد..
ولكنها ارتطمت بذلك الجسم البيضاوي الشفاف، فارتجًَّ في عنف، ولكنه صمد في مكانه، وارتدَّ عنه لسان اللهب في قوة..
وعلى الرغم منه، اتسعت عينا "أدهم" في حين أطلقت "منى" شهقة دهشة، جعلت "قدري" يهتف مع آلامه:
- ماذا حدث؟!.. ماذا حدث؟!..

وقبل أن يجيبه أحدهما، ظهر "نور".. ظهر فجأة، هابطاً من أعلى؛ ليقف بين "أدهم" و"عماد"، مواجهاً هذا الأخير في صرامة، وقائلاً
:
- العار كل العار أن تمَسَّ بطلاً قومياً.
انعقد حاجبا "عماد" في غضب شديد، وهو يقول:
- إذن فقد أرسلوك خلفي.
أجابه "نور" في صرامة:
- أرسلوني لأردعك.
زمجر "عماد"، قائلاً:
- لو استطعت.
شعر "أدهم" بتوتر شديد، وهو يستمع إلى هذا الحوار الذي عاد يفجِّر في ذهنه موجة عنيفة أخرى من التساؤلات..
من هذا القادم الجديد؟!..
من أرسلوه؟!..
ولماذا؟!..
قبل أن تتوالى الأفكار والتساؤلات في رأسه، التفت إليه "نور"، وقال في لهجة مهذَّبة، لا تتفق مع تعقيد الموقف، وإن حمل أسلوبه رنة صارمة نوعاً ما:
- سيِّد "أدهم".. هل تسمح بالانصراف مع رفيقيك.
انعقد حاجبا "أدهم" في صرامة، وهو يتجه نحوه، إلا أنه لم يكد يخطو خطوة واحدة، حتى أضاف "نور" في احترام:
- لإسعاف السيِّد "قدري" على الأقل.
واصل "أدهم" خطواته في حزم أكثر، فقال "نور" بلهجة تنطوي على الكثير:
- من فضلك يا سيِّد "أدهم".. ثق بي.
شيء ما جعل هذه الكلمة الأخيرة تجد سبيلاً إلى أذنيه..
وقلبه..
وعقله..
شيء ما جعلها تحمل إليه الثقة..
كل الثقة..
ودون مناقشة، وعلى نحو أدهش "منى" نفسها، تراجع "أدهم"، وجذب "قدري" إلى خارج الشارع الضيِّق، تاركاً "نور" و"عماد" هناك، يواجه كل منهما الآخر، بمنتهى التحدي والصرامة..
وفور خروج "أدهم" و"منى" و"قدري"، شد "عماد" قامته، وقال في تحدٍّ:
- هل تبدأ؟!
شدَّ "نور" قامته بدوره، قائلاً في حزم:
- وقتما تستعد.
قال "عماد" في خشونة:
- عليك أنت أن تستعد.
ثم زمجر، مضيفاً:
- للموت.
في نفس اللحظة التي نطقها فيها، كانت "منى" تهتف بـ"أدهم"، وصوت سارينة سيارة الإسعاف يقترب:
- هل سنتركه وحده؟!
أجابها في حزم:
- من الواضح أنه يعرف ما ينبغي فعله.
التفتت إلى مدخل الشارع الضيق، قائلة في عصبية:
- إنهما يعرفان بعضهما البعض.
غمغم "أدهم":
- هذا واضح.
كان عقله مشتتاً بين انتظار سيارة الإسعاف؛ لإنقاذ صديقه "قدري"، والتساؤل عما يدور أو يمكن أن يدور هناك.. داخل ذلك الشارع الضيق..
وقبل حتى أن يلتفت إلى الشارع، لحق به بعض الرجال، وقال أحدهم في حزم:
- نحن هنا يا سيِّد "أدهم".
كانوا بعض رجال المخابرات، الذين تتلمذوا على يديه، لذا فقد ترك لهم "قدري"، ونهض متجهاً نحو ذلك الشارع الضيق، قائلاً:
- استعدوا.. قد يحتاج الأمر إلى مواجهة عنيفة، و..
قبل أن يكمل عبارته، سطع ضوء أحمر قوي، داخل ذلك الشارع الضيق، مع دوي أشبه بانفجار مكتوم..
انفجار أعقبته سحابة كثيفة أرجوانية اللون..

وعلى الرغم من أن كل رجال المخابرات الذين يقفون خارج الشارع، قد بدأوا حياتهم في القوات الخاصة، إلا أن أحدهم لم ير دخاناً كهذا في حياته قط..
لا في قوته..
أو لونه..
أو طبيعته الكثيفة..
أو حتى رائحته التي بدت شديدة الإزعاج والعنف، حتى أنها أدمعت عيونهم جميعاً..
وفي حركة غريزية، سحب كل منهم سلاحه، واتخذ وضعاً قتالياً..
ودوّى انفجار آخر..

وفي هذه المرة كان الدخان فيروزياً، وذا رائحة أكثر عنفاً..
وكان من الواضح أنه هناك حرب عنيفة تدور هناك..
داخل ذلك الشارع الضيق..
حرب لا تشبه أية حرب عرفوها في حياتهم..
على الإطلاق..
* * *
(مستحيل أن يكون هذا قد حدث)..
قالها القائد الأعلى للمخابرات العلمية المستقبلية، وهو يضغط زر جهاز الكمبيوتر، على سطح مكتبه، فالتفت إليه كبير العلماء، متسائلاً في توتر:
- ماذا تقصد؟!
أجابه القائد الأعلى في عصبية:
- كُتُبُ التاريخ كلها لم تذكر حرفاً واحداً، عن حدوث أي أمر عجيب، في تلك الفترة الزمنية، ولو أن "نور" نجح في الوصول إلى هناك، فسيدور قتال عنيف حتماً، بينه وبين ذلك المساعد المنشقّ، وفي المحتم أن صراعاً كهذا يستحيل إبقاء أمره سراً، وسيرصده البعض حتماً، وسيأتي ذكره، ولو في صحيفة من صحف الشائعات، ولكن هذا لم يحدث.. لقد راجعت كل الملفات والأرشيف الرقمي بنفسي، ولا يوجد ذكر لهذا، ولا حتى حرف واحد.
أشار كبير العلماء بيده، وقال:
- ربما لأن هذا لم يكن قد حدث، في ماضينا نحن؟!
انعقد حاجبا القائد الأعلى، وهو يقول في صرامة:
- هل سنعود مرة أخرى إلى قصة فلسفة السفر عبر الزمن؟!
هزَّ كبير العلماء كتفيه، وقال:
- هذا ما يحكم كل شيء الآن.
أطلق القائد الأعلى زفرة عصبية، قبل أن يقول:
- إذن فلن نعرف أبداً.
أجاب كبير العلماء في سرعة:
- إلا لو نجح "نور" في مهمته، وعاد إلينا سالماً، في الموعد المناسب.
تساءل القائد الأعلى في توتر:
- وماذا لو فني كيانه هناك؟!
قلّب كبير العلماء كفيه، قائلاً:
- لا تنسَ أنه في فترة زمنية مزدوجة التداخل.. أي أنه هناك، في عمره الذي تعرفه عليه، وموجود أيضاً كطفل أو صبي صغير، في الزمن نفسه، ولو فني كيانه المستقبلي، ستواصل ذاته الصغرى حياتها، وستصل إلى زمننا، مع مرور الوقت.
قال القائد الأعلى:
- ولكن الأمور ستكون قد تغيَّرت.
أومأ كبير العلماء برأسه، مغمغماً:
- بالضبط.
قال القائد الأعلى، في لهجة أقرب إلى التساؤل:
- ولكن لو نجح في مهمته.
صمت كبير العلماء لحظة، قبل أن يجيب في حذر متردِّد:
- هنا تكمن حيرة فريق علمائنا..
اعتدل القائد الأعلى بحركة حادة، قائلاً في توتر:
- حيرتهم؟!
زفر كبير العلماء بدوره، قبل أن يجيب:
- نعم يا سيدي.. فبعضهم يقول: (إن هذا سيبدو لنا واضحاً عند عودة "نور"، أما البعض الآخر، فيخشى أن يؤدِّي هذا إلى حالة دائرية لا نهائية..)
سأله القائد الأعلى في قلق:
- وماذا يعنيه هذا؟!
أجاب كبير العلماء:
- إذا نجح سيقضي على "عماد" في الماضي، وسيواصل الزمن دورته العادية بلا تغيير، مما يعني أن "عماد" سيقوم بنفس ما فعله، عندما يبلغ اللحظة نفسها، وسنرسل نحن "نور" خلفه، وهكذا، يتوالى الزمن في دوائر لا نهائية، تكرِّر كل منها ما حدث دون تغيير.
سأله القائد الأعلى، وقد تعاظم قلقه:
- وما مدى هذا الاحتمال؟!
أجابه كبير العلماء في حذر:
- ما يقرب من خمسين في المائة.
لم يكد يتم عبارته، حتى بدا وكأن موجة خفية قد عبرت المكان كله فجأة، فقد انتفض جسدي القائد الأعلى وكبير العلماء في قوة، وشعر كل منهما بشيء ما يعبر جسده، ويجوب كل خلية فيه، في حين غامت الرؤية في المكان لجزء من الثانية، ثم عاد كل شيء لطبيعته دفعة واحدة، فهتف القائد الأعلى، وهو لا يكاد يشعر بكلماته تفارق حلقه:
- ماذا حدث؟!
هبَّ كبير العلماء من مكانه، وهو ينتزع جهاز اتصاله، مجيباً في توتر بلغ حده الأقصى:
- لست أدري يا سيِّدي.. لست أدري.
ضغط زر جهاز الاتصال، وهتف بطاقم علمائه:
- هل رصدتم هذه الظاهرة؟!
أجابه أحدهم في انفعال شديد:
- إنها فقاعة زمنية كبيرة.. هذا ما كنا نخشاه يا سيِّدي.
هتف:
- وماذا يعني حدوثها؟!
أجابه بنفس الانفعال، الذي امتزج بارتجافة قوية:
- يعني أن هناك تغييرا عنيفا يحدث عبر الزمن.. تغيير خطير.. خطير للغاية.
وامتقع وجها القائد الأعلى وكبير علمائه..
بشدة..
* * *

Liquid_Ice 05-09-08 02:20 AM

Thank you for your post. Keep posting!

abeerlove 05-09-08 07:52 PM

شكرأً اعزائى اعضاء المنتدى

smart27 05-09-08 11:13 PM

بلاش كدة يا عبير ، الكل مقدر مجهودك
شكرا ليكي و لأميدو كتير

الموج الذهبي 06-09-08 03:17 AM

ششششككككرررراا علي القصة الرائعة والجهد المبذول فيه

Eman 06-09-08 04:04 AM

ليش هيك بتحكي ياعزيزتي عبير..
أنا متابعتك بكل خطوة..وبكل جزء..
وفي كتير أعضاء بقدروا هاد الشي..
وهاي أحلى تقييم للموضوع (خمس نجمات)
مجهودك رائع...تابعي عزيزتي...:55:

:liilase:

zamo851 06-09-08 04:20 AM

thank you very much for this very nice story:55:

vueleve 06-09-08 05:10 AM

:55::55::55:
يا عيني عليكم يا ليلاسيين
بتشجعوا بعض دايما
:liilas:
amedo و عبير
كملوا العدد كلنا معاكم لآخر الخط:rfb04470:
يا سلام عليك يا أدهم عبده
كلامك تحفة:dancingmonkeyff8:
اقتباس:

:friends:ميدو وعبير على ليلاس * اتنين أمامير وأحسن ناس
هويقولها كملي الروايه * وهــى تقول انتا الأساس

saleee 06-09-08 08:22 AM

شكرا كتير إلك يا عسل على مجهودك الرائع


القصة رائعة جدا

ألف شكر مرة تانية

واحنا جميعا مقدرين مجهودك الرئع

ainshtin 06-09-08 03:01 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القصة الحقيقة روعة وننتظر التكملة

ainshtin 06-09-08 04:39 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

thank you for your efforts
go ahead for ever

amedo_dolaviga 11-09-08 09:28 AM

شكرا لكل الردود الجميلة اوي دي

وبجد مجهود رائع جدا منك يا عبير وبانتظار الاجزاء الجديدة

ainshtin 11-09-08 12:07 PM



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يوم الخميس جه فين القصة)هذا أول تعبير اتى على رأسى اليوم اول مافتحت الموضوع ،وهذا ليس لأن القصة اتأخرت بل انى اشكر كل من نقل لنا القصة ,لكن هذا لجمال القصة ولأنها فريدة من نوعها .
ونحن بانتظار القصة.


abeerlove 11-09-08 05:30 PM

اعزائى زملاء المنتدى اليكم الجزء الخامس من رواية ملف المستحيل واليوم الخميس كما وعدتكم
عبير

5- لعبة زمن..:f63:

"لم أسمع حتى عن شيء كهذا!!.."..

قالها رئيس القسم الفني في دهشة بالغة، وهو يجلس أمام مسئول الخدمة السرية، الذي تراجع في مقعده، وغمغم في توتر:
- هذا رأي الجميع بالفعل.

مال رئيس القسم الفني نحوه، قائلا:
- هناك وسائل مبتكرة ومتطوِّرة عديدة؛ لتغيير الهيئة في سرعة، ولكن ليس بالسرعة التي ذكرتها.. إنها تكاد تكون مستحيلة، إلا إذا..

توقَّف فجأة عن الاستمرار، فانعقد حاجبا مسئول الخدمة السرية وهو يعتدل بحركة حادة، متسائلاً في توتر:
- إلا إذا ماذا؟!

تردَّد رئيس القسم الفني لحظات، قبل أن يحسم أمره قائلاً:
- لقد قرأت في مجلة علمية حديثة عن تجارب يحاولون بها ابتكار وسيلة جديدة؛ لسرعة التنكُّر وتغيير الهيئة عن طريق جهاز خاص يبث صورة هولوجرامية سطحية، تحيط بالشخص الذي يرتدي الجهاز، فيبدو في نظر الآخرين في هيئة أخرى، مخالفة لهيئته الحقيقية تمامًا.

بدا اهتمام شديد على وجه مسئول الخدمة السرية، وهو يقول:
- ذلك الشخص لم يكن يحمل أية أجهزة.

تراجع رئيس القسم الفني، وهو يقول في اهتمام مماثل:
- وفقًا لما ذكرته فسترته نفسها قد تكون جهازًا متطورًا لا ينتبه إليه أحد.

سأله مسئول الخدمة السرية، وقد انعقد حاجباه في شدة:
- أهذا ممكن؟!

هزَّ رئيس القسم الفني كتفيه، مجيبًا:
- لقد استخدم زرًا منها؛ ليغشي أبصار الجميع..

انعقد حاجبا مسئول الخدمة السرية، وهو يغمغم:
- هذا صحيح.

ثم عاد يتساءل في قلق:
- أهذا الاختراع أو تلك التجارب تم وضعها موضع التنفيذ بالفعل؟!

أجابه رئيس القسم الفني:
- التجارب الأوَّلية توحي بالنجاح، ولكن تكوين الصورة الهولوجرامية الوهمية بمحاذاة تضاريس الجسد لم تبلغ مرحلة الإتقان بعد، ثم إن جودة الصورة الهولوجرامية نفسها ليست بالكفاءة المنشودة، فما زالت تشفّ عن الجسد أسفلها، وتجعله واضحًا للأعين، ولكن ربما يتم تطويرها خلال السنوات القادمة، و..

قاطعه مسئول الخدمة السرية مستنكرًا:
- السنوات القادمة؟!.. إننا نتحدَّث عن شخص استخدمها منذ ساعات.

هزَّ رئيس القسم الفني رأسه نفيًا في قوة، وهو يقول:
- مستحيل!

هتف مسئول الخدمة السرية:
- ولماذا مستحيل!.. اعتدنا في أجهزة المخابرات دومًا أن نسبق العالم بخطوتين على الأقل.

قال رئيس القسم الفني في حزم:
- في حالتنا هذه، لا بد وأن نسبق العالم بألف خطوة على الأقل؛ لأنه حتى مبتكر هذه الفكرة والفريق المعاون له أكَّدوا أن النجاحات الأوَّلية لها لن تتحقَّق بكل المقاييس قبل عام ألفين وعشرة، أما استخدامها بشكل حاسم وناجح، فليس قبل خمس سنوات تالية، وهذا يعني أن استخدامها الآن مستحيل.. مستحيل تمامًا.

وتراجع مسئول الخدمة السرية في توتر شديد..
ففي رأسه، بدأت فكرة عجيبة تتكوَّن..
عجيبة..
ومخيفة..
للغاية..
* * *
بدت (منى) شديدة الانزعاج والتوتر، وهي تصرخ وسط الشارع الرئيسي:
- ما يحدث رهيب.. رهيب للغاية.. حتى سيارة الإسعاف تخشى أن تقترب، مع كل ما يحدث..

انعقد حاجبا (أدهم) في شدة، وهو يتجه نحو ذلك الشارع الضيق في حسم، قائلاً:
- ستقترب، وستسعف (قدري)، حتى لو اضطررت لقيادتها بنفسي.

شعرت (منى) لحظتها بذعر مزدوج عجيب..
و(قدري) يصرخ في ألم، و(أدهم) يتجه نحو النار بقدميه..
وتلك الحرب الرهيبة دائرة، داخل ذلك الشارع الضيق..
و..

قبل أن تكتمل أفكارها، دوت فجأة فرقعة رهيبة، داخل ذلك الشارع الضيق، مع سطوع ضوء قوي، يميل إلى اللون الأحمر، قبل أن يندفع جسد (نور) خارجه في عنف، ليرتطم بـ(أدهم)، ويسقط كلاهما أرضًا..

وقبل حتى أن يستعيد (أدهم) توازنه، هتف برجال المخابرات:
- هاجموا.

ودون ذرة واحدة من التردُّد، وعلى الرغم من غرابة الموقف وعنفه، اندفع رجال المخابرات داخل الشارع الضيق، شاهرين أسلحتهم، في مشهد بدا للمراقبين صورة مجسَّمة للشجاعة والبسالة..

أما (أدهم) فقد نهض وهو يمسك رأس (نور) الفاقد الوعي في عناية، وصاح في (منى):
- اطلبي من رجال الإسعاف الحضور فورًا، وإلا أطلقت النار على رءوسهم مباشرة..

غمغمت (منى)، وقد بلغ توترها مبلغًا يمنعها من الانفعال العنيف:
- إنهم في طريقهم.

لم يدْرِ (أدهم) لماذا شعر بمزيج من القلق والحيرة والحنان، وهو يحتضن رأس (نور)، ويرقده على الأرض في حرص، مغمغمًا:
- لا تمُت يا هذا.. ابقَ معنا..

فوجئ بـ(نور) يفتح عينيه في بطء، ويمنحه ابتسامة ارتياح، قبل أن يغلقهما مرة أخرى، ويتراخى جسده تمامًا، في نفس اللحظة التي وصلت فيها سيارة الإسعاف، وهبط منها رجلان ارتبكا وهما ينقلان بصريهما بين ذلك الشارع الضيق الذي ما زال الدخان الفيروزي ينبعث منه، و(قدري) الذي يصرخ ألمًا، و(نور) الذي يمسك (أدهم) رأسه في حنان متوتر..

وما إن شاهدهم (أدهم) حتى صرخ فيهم:
- ماذا تنتظرون؟!

اندفع الرجلان بسرعة، أحدهما نحو (قدري)، والآخر نحو (نور)..
وسمع (نور) صرخة (أدهم)..
وكانت آخر ما سمعه..
وبعدها أظلمت الدنيا..
تمامًا..
* * *
"مات المقدِّم (نور).."..

قالها عالم مركز الأبحاث التابع للمخابرات العلمية المستقبلية في توتر بالغ انتقل على الفور إلى كبير العلماء والقائد الأعلى، فقال الأخير:
- أهذا تفسير تلك الفقاعة الزمنية؟!

أومأ الرجل برأسه إيجابًا، فزمجر كبير العلماء، قائلاً:
- أحد تفسيراتها.

التفت إليه القائد الأعلى بحركة حادة، قائلاً:
- ماذا تعني؟!

أجابه كبير العلماء، والعالم صامت تمامًا:
- أعني أن هناك عدة تفسيرات لحدوث تلك الفقاعة الزمنية، التي تعني حدوث تغيير خطير في مسار الزمن، آتٍ من الماضي حتمًا، وهذا يحتمل عدة تأويلات، زميلنا يتبنى أحدها فقط.

سأله القائد الأعلى:
- ولكن هذا ليس حتميًا.. أليس كذلك؟!

هزَّ العالم كتفيه، وقال:
- ربما يعني أن (عماد) قد نجح في خطته، أو أن الصراع بينه وبين المقدِّم (نور) قد أحدث تغييرًا جذريًا في مسار الأحداث في الماضي، أو..

قاطعه القائد الأعلى في عصبية:
- ولكن ليس بالضرورة مصرع (نور).

هزَّ الرجل رأسه نفيًا، مجيبًا في حزم:
- لا.. ليس بالضرورة..

ثم استدرك في سرعة:
- ولكنه الاحتمال الذي أرجِّحه.

هتف به القائد الأعلى في غضب:
- أبقِهِ لنفسك.

انعقد حاجبا الرجل في غضب، في حين اندفع القائد الأعلى مغادرًا المكان، فالتفت كبير العلماء إلى الرجل، وقال في صرامة قبل أن يلحق به:
- كن حذرًا فيما تدلي به.

قال الرجل في عصبية:
- كيف تفسر تلك الفقاعة الزمنية إذن؟

لم يجبه كبير العلماء، ولكنه أسرع خلف القائد الأعلى حتى لحق به لاهثًا، وهو يقول:
- هناك احتمالات أخرى حتمًا.

غمغم القائد الأعلى في عصبية:
- ولكن هناك احتمال وحيد يخيفني.

وتوقَّف على نحو مباغت، حتى كاد كبير العلماء يصطدم به، وهو يضيف:
- أن يفشل (نور) في مهمته.

لهث كبير العلماء أكثر، وهو يقول:
- ولكن هذا لم يحدث بعد... بمقاييس نهر الزمن على الأقل.

سأله القائد الأعلى في حدة:
- ومن أدراك؟!

أشار بيده، مجيبًا:
- كل ما حولنا..

لم يفهم القائد الأعلى ما يعنيه، فانعقد حاجباه في حدة، جعلت الرجل يستطرد في سرعة:
- لم يتغَّير شيء عما نعرفه.

قال القائد الأعلى مزمجرًا:
- قلت: إننا لن نعلم بالتغيير.

أجابه بنفس السرعة:
- ولكننا ما زلنا نعلم بالمهمة، وهذا يعني أن التغيير لم يحدث.

بدا القائد الأعلى شديد العصبية، وهو يقول:
- وهل سيحدث هكذا.. فجأة؟!

هزَّ كتفيه في توتر، مجيبًا:
- ربما فجأة، وربما على شكل موجات عنيفة.. موجات تبدِّل كل شيء من حولنا على نحو عنيف، ولن يحدث التبديل فيما حولنا فحسب، وإنما في داخلنا أيضًا.. ستتبدَّل ذاكرتنا؛ لتتناسب مع التغيير الذي سيحدث من حولنا.

قال القائد الأعلى، في عصبية أكثر:
- وماذا لو..

قبل أن يتم عبارته، جاءت الصدمة..
موجة عنيفة، أشبه بتضاغط ناشئ عن قنبلة خفية، ضربت جسديهما دفعة واحدة..
موجة شديدة العنف، انتزعتهما من مكانهما، وجعلتهما يطيران عبر ممر مركز الأبحاث، قبل أن يسقطا أرضًا في قوة، وينزلقا على الأرض لمترين على الأقل..

وعندما تلاشى ذلك التأثير العنيف هتف القائد الأعلى:
- ماذا حدث؟!.. ماذا حدث؟!

حدَّق كبير العلماء في صورة كبيرة، تتوسَّط الجدار المقابل للممر، واتسعت عيناه عن آخرهما، وهو يهتف:
- يا إلهي!.. مستحيل!

التفت القائد الأعلى بسرعة إلى حيث يشير، واتسعت عيناه عن آخرهما بدوره، وقد عرف الآن فقط ما الذي تعنيه تلك الموجة العنيفة، التي ضربتهما معًا..
لقد تغير مجرى الزمن بالفعل..
وبعنف..
* * *
(عماد) نجح في مهمته..
واغتال رئيس الجمهورية في الماضي..
وسيَّطر على (مصر) كلها..

وبعلومه وأجهزته المتطورة، صنع قوة هائلة لا قبل لها في ذلك العصر..
قوة تفوق النظام النازي في قوته..
وجبروته..
وطغيانه..
وظلمه..

وهكذا أصبح العالم كله ملكًا له..
وراح الزمن يتغيَّر..
ويتغيَّر..
ويتغيَّر..

وعندما بلغ زمن (نور) كان كل شيء يختلف..
حتى هيئة البشر..
و(نور) وفريقه لم يعد لهم وجود..
(عماد) محا وجودهم في زمن مضى، فمحاهم من نهر الزمن..
ومن المستقبل..
و..

"استيقظ.."..

اخترقت الكلمة أذني (نور) وعقله، فانتزعته من ذلك الكابوس المستقبلي الذي سيطر على كيانه كله، وبثّ في نفسه رعبًا لم يعهده من قبل..
وعلى الرغم من أن جسده لم يتوقَّف عن الارتجاف، فقد وجدت الكلمة ذات اللهجة القوية الحانية مكانها إلى قلبه..
ففتح عينيه في بطء، يتطلَّع إلى وجه (أدهم) الذي جلس إلى جوار فراشه، والذي استقبله قائلاً في لهجة حملت كل حنان ورفق الدنيا:
- كان جسدك يرتجف بشدة.

حاول (نور) أن ينهض، وهو يغمغم:
- هذا أقل ما يمكنه فعله.

انتبه في تلك اللحظة فقط إلى الرجال الذين يقفون خلف (أدهم)، وبالذات إلى مسئول الخدمة السرية الذي سأله في صرامة:
- من أنت بالضبط؟!..

أجابه (نور) في حذر:
- رجل أمن مثلكم.

كان يحاول النهوض، ولكن (أدهم) منعه في رفق، وهو يقول:
- ليس بهذه السرعة.

أما مسئول الأمن، فقال بنفس الصرامة:
- وتنتمي إلى المستقبل.. أليس كذلك؟!

عاد (نور) يرقد استجابة لـ(أدهم)، وهو يقول:
- وأنتم لا تصدقونني بالطبع.

تبادل مسئول الخدمة السرية نظرة مع رجاله ومع (أدهم) الذي قال:
- قد يدهشك هذا، ولكنني في الواقع أميل كثيرًا إلى تصديقك.

بدا التأثُّر الشديد على (نور)، وهو يلتفت إليه قائلاً:
- حقًا؟!

لم يدْرِ (أدهم) لماذا شعر بألفة شديدة معه، ولا ما سر ذلك الحنان الأبوي الذي يشعر به تجاهه، إلا أنه وجد نفسه يقول في رفق شديد:
- حقًا...

لم يرُقْ هذا الأسلوب لمسئول الخدمة السرية، الذي قال في صرامة:
- قصة كهذه تصلح لفيلم سينمائي بأكثر مما تصلح لحياة واقعية.

قال (نور) في حزم:
- ولكنها الحقيقة.

رفع مسئول الخدمة السرية سبَّابته، قائلاً:
- دون إثبات واحد.

اعتدل (نور)، وهو يقول:
- وماذا لو أنه لديّ الإثبات الكافي.

مرة أخرى، تبادل الرجال تلك النظرة المتوترة، قبل أن يقول (أدهم) في اهتمام:
- وما هو؟!

أكمل (نور) اعتداله، وهو يقول في حزم:
- خطة استمرار الحكومة(*).

توتر الجو فجأة فور نطقه بالعبارة، وحدَّق فيه الجميع في استنكار، فيما عدا (أدهم)، الذي سأله في اهتمام بالغ:
- ماذا تعرف عنها؟!

أجابه (نور) في سرعة، ودون تفكير:
- الخطة الحالية تم وضعها في التاسعة، من مساء الثامن عشر من يونيو السابق، بحضور رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ومدير المخابرات العامة، ووزير الدفاع، ومستشار الأمن القومي، و...

قاطعه مسئول الخدمة السرية في عصبية واضحة:
- وما نقطة التأمين؟!

أجاب (نور) بنفس السرعة:
- المقر السري رقم سبعة، تحت جامعة (القاهرة) ومدخله السري يبدأ من......

قاطعه (أدهم) في صرامة:
- كفى....

أما مسئول الخدمة السرية، فقد قال في عصبية ذاهلة:
- كيف عرفت هذا؟!

قال (نور) في هدوء:
- إنها مجرَّد معلومات أرشيفية أمنية، متاحة لكل رجل أمن..

صمت لحظة، قبل أن يستدرك في حزم:
- في زمني.

بدا مسئول الخدمة السرية شرسًا، وهو يندفع نحوه قائلاً:
- اسمع.. خدعة السفر عبر الزمن هذه لن...

استوقفه (أدهم)، على الرغم من فارق الرتب بينهما، قائلاً:
- لحظة يا سيِّدي.

انعقد حاجبا الرجل وهو يتوقَّف متوترًا، في حين سأل (أدهم) (نور) في اهتمام واضح:
- رأيناك جميعًا في مواجهة ذلك الشخص داخل الشارع الضيق، ورأيناك تندفع خارجه وكأنما أصابتك قنبلة، ولكن ثيابك كانت سليمة لم تمسّ، على الرغم من الجرح في جبهتك، وعندما اقتحم الرجال المكان، لم يجدوا أي أثر لذلك الشخص، فماذا حدث هناك بالضبط؟!

هزَّ (نور) رأسه نفيًا، مجيبًا:
- لست أدري؛ فلقد عاد إلى زمنكم وهو يحمل أجهزة وأسلحة متطوِّرة، بل شديدة التطوُّر حتى بالنسبة لزمني.

سأله (أدهم) مرة أخرى:
- وما الذي يستهدفه في زمننا بالضبط؟!

تطلَّع (نور) إليه لحظة، قبل أن يجيب في حزم:
- أنت.. أنت يا سيِّد (أدهم).

تفجَّرت الدهشة في وجوه الجميع، وتبادلوا نظرة صامتة شديدة التوتر، قبل أن يميل (أدهم) نحو (نور) ليقول شيئًا، و..

وفي اللحظة نفسها، دوى انفجار عنيف في الخارج..

انفجار اقترن بضوء ساطع عجيب، وجعل (نور) يثب من فراشه في تحفز متوتر، وهو يهتف:
- رباه!.. لقد جاء.

ومع آخر حروف كلماته، أطاح انفجار آخر بباب الحجرة..
وظهر (عماد)..
في قلب مبنى المخابرات المصرية.
* * *

amedo_dolaviga 11-09-08 05:41 PM

شكرا يا عبير على الجزء الجميل جدا وبجد مجهود كبير تستحقي عليه التقدير

ainshtin 11-09-08 09:27 PM

الف شكر على ذلك الجزء وكما قلتى تماما يوم الخميس

الموج الذهبي 12-09-08 04:04 AM

شكرا علي القصة الرائعة جدا

Eman 12-09-08 04:21 AM

رائع ياعبير..
فعلا قصة مميزة جدا..
يسلمو عزيزتي..

m76gmm 13-09-08 04:39 PM

يسلمووووووو كثير


متابعين معاك اول باول


:D

rahb 13-09-08 11:04 PM

بجد يا جماعة الرواية جميلة لدرجة غير عادية بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

rahb 13-09-08 11:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amedo_dolaviga (المشاركة 1636737)
شكرا يا عبير على الجزء الجميل جدا وبجد مجهود كبير تستحقي عليه التقدير

وعلى فكره انا زعلان منك وانتي عارفه ليه

عزيزتى عبير القصة زى ماقلت جميلة جدا بس amedo_dolaviga ليه الحق فى زعله وأنا مقدر ده بس أحنا كلنا اخوات وحبايب يا عم
amedo
وخليها عليك المرة دى

rahb 14-09-08 02:35 AM

عزيزتى عبير ياريت تكلمينى على الإيميل ده
( يمنع و ضع إيميلات ... حذف من قبلي .. كونان دويل )


ويا ريت تضيفيه عندك

rahb 14-09-08 02:37 AM

و على فكرة أنا سمعت إن العدد ده اللى إنتى بتنزليه هينزل فى معرض الكتاب اللى جاى

amedo_dolaviga 14-09-08 05:31 AM

لا انت فهمتني غلط خالص
اولا انا مش قصدي على الموضوع خالص
و انا كنت بهزر معاها مش اكتر
مفيش زعل ولا حاجه اصلا :D
وربنا ميجيبش زعل ابدا
شكرا لمروركم كلكم ونورتم الموضوع

saleee 14-09-08 03:57 PM

عنجد يسلموا يا عبورة القصة بتجنن وكل جزء بشوقنا أكتر للجزء إلي بعده

شكرا كتير يا عسل على مجهودك وتعبك معنا

tito3 15-09-08 05:14 AM

عبير انتى فعلا عملة مجهود رائع بس ممكن اعرف انتى لية بتنزلى القصة كل يوم خميس وجبتى القصة منين

بالونات 18-09-08 02:07 PM

أين التكملة؟

abeerlove 18-09-08 05:00 PM

ملف المستحيل (الجزء السادس)
 
زملائى الاعزاء اليكم الجزء السادس من الرواية الجميلة ملف المستحيل .. أرجو ان ينال مجهودى اعجابكم

اهداء من اختكم عبير


6 - ضربة المستقبل

حمل صوت "منى" كل توترها وعصبيتها، وهي تقف أمام باب حجرة "قدري"، في المستشفى التابع للمخابرات العامة، قائلة:
- ماذا تعني بأن الأوامر تقتضي بقائي هنا؟!.. أأنا رهن الاعتقال أم ماذا؟!
أجابها الرجل في هدوء، وكأنه لم يلاحظ ثورتها:
- إنها أوامر سيادة العميد "أدهم".
صدمتها العبارة، فاتسعت عيناها عن آخرهما، وهي تقول في ذهول:
- "أدهم"؟!.. ولكن لماذا؟!..
أجاب الرجل بنفس الهدوء:
- لحمايتك أيها المقدِّم.
هتفت مستنكرة:
- حمايتي أنا؟!..
أومأ برأسه إيجاباً، وهو يقول:
- هذا ما أكَّده سيادة العميد.
انعقد حاجباها في غضب، دون أن تحاول التعليق على العبارة..

"أدهم" اتخذ قراره بإبعادها عن ساحة المعركة..
بحمايتها، كما يفعل دوماً؛ لأنه لا يعترف أبداً بأنها زميلته قبل أن تكون حبيبته، وأنها قد تلقَّت من التدريبات ما يكفيها لحماية نفسها، وحماية الآخرين أيضاً..
"وأكَّد أيضاً أنه لن يشعر بالأمان بالنسبة للسيِّد "قدري" إلا لو كنتِ أنتِ دون سواك إلى جواره.."..
أضاف الرجل منتزعاً إياها من أفكارها الغاضبة، فحدَّقت فيه مغمغمة:
- "أدهم" قال هذا؟!
أومأ الرجل برأسه إيجاباً دون تعليق، فالتقطت نفساً عميقاً، تحوَّل إلى زفرة حارة، وهو ينطلق عائداً من صدرها، والتفتت تلقي نظرة على "قدري"، الذي رقد هادئاً، بعد طن المسكنات الذي تم حقنه به، والإسعافات الأوَّلية التي تلقاها، وراح في سبات عميق، ثم عادت تدير رأسها إلى الرجل، متسائلة في قلق:
- ومن سيحمي "أدهم".
ارتفع حاجبا الرجل في دهشة، وهو يقول:
- وهل يحتاج إلى من يحميه؟!
تراجعت مع العبارة، وألقت نظرة سريعة على "قدري"، وهى تغمغم:
- من يدري؟!
لم تكد تنطقها حتى دوى صوت انفجار مكتوم من بعيد، فانتفض الرجل الواقف أمامها، واستلّ سلاحه بحركة آلية، في حين هتفت هي:
- يا إلهي!.. الانفجار قادم من هناك.
أضاف الرجل، وهو يعدو مبتعداً، شاهراً سلاحه:
- من المبنى الرئيسي.
وهوى قلبها بين قدميها..
بعنف..
* * *
بمنتهى الثقة، وعلى الرغم من نجاحه في اقتحام مبنى منيع، يستحيل أن تدخله بعوضة دون تصريح خاص، بمقاييس هذا العصر على الأقل، أدار "عماد" عينيه في عيون الجميع، داخل حجرة "نور"، الذي استقبله بنظرات متحدية، قائلاً في خفوت يحمل كل صرامة الدنيا:
- لن تربح هذه المعركة.
تألَّقت عينا "عماد"، وهو يرفع مسدسه الليزري شديد التدمير، قائلاً:
- أهذا ما تحب أن أنقشه على شاهد قبرك؟!
اندفع "أدهم" فجأة يلكم "عماد" في فكه، هاتفاً:
- أو على شاهد قبرك أنت.
كانت اللكمة من القوة، حتى أنها تكفى لإزاحة ثور قوي لمسافة ثلاثة أمتار على الأقل، ولكن المدهش أنها لم تزحزح "عماد" من مكانه سنتيمتراً واحداً..
لقد شعر "أدهم" وكأنه يلكم جداراً من الصلب..
ولكنه صلب عجيب..
غريب..
مخيف..

صلب تلقَّى اللكمة، على مسافة سنتيمتر واحد من فك "عماد"، ثم غاص معها لمليمتر أو اثنين، قبل أن يرتد في قوة، ويدفع قبضة "أدهم"، و"أدهم" نفسه إلى الخلف في عنف..
وعلى الرغم من دهشة "أدهم" العارمة، وذهول مسئول الخدمة السرية الشديد، سحب رجال المخابرات مسدساتهم بحركة حادة سريعة، وانطلقت رصاصاتهم بلا تردُّد، نحو "عماد"..
مباشرة..

ولأنهم رجال مخابرات محترفون، فقد أصابت رصاصاتهم كلها الهدف..
وارتدَّت عنه بعنف..
بمنتهى العنف..

وبالكاد أفلت "أدهم" من رصاصة، تجاوزت أذنه اليسرى بأقل من سنتيمتر واحد، وانحنى "نور" ليتفادى أخرى مرقت فوق رأسه، واخترق صريرها أذنيه، وشعر مسئول الخدمة السرية بثالثة تحتكُّ بعنقه، في حين سقط أحد الرجال، برصاصة ارتدَّت إلى صدره مباشرة، في حين أصيب آخر برصاصة في فخذه اليسرى..

ومن كل مكان، اندفع رجال الأمن والمخابرات نحو الحجرة..
ولكن "عماد" لم يُبدِ لمحة واحدة من الخوف أو القلق..
لقد عاد يرفع مسدسه الليزري نحو "نور"، قائلاً وقد تألَّقت عيناه أكثر:
- لم تعرف تلك السترة الكهرومغناطيسية الواقية من قبل.. أليس كذلك؟!
قال "نور" في صرامة:
- لن تربح.
هزَّ "عماد" كتفيه، وقال:
- وأنت أيضاً.
وضغط زناد مسدسه بالفعل..
وانطلقت أشعته الليزرية المتفجِّرة..
نحو "نور" مباشرة..

وتحرَّك "أدهم" على نحو حاد، وكأنه يحاول التصدي للأشعة، التي يدرك مدى قوتها وتأثيرها، و..
ومهما بلغت قوته وسرعته كان من المستحيل أن يسبق خيطا ينطلق بسرعة الضوء..

لذا، فقد ارتطمت الأشعة المدمرة بصدر "نور"..
ودوّت فرقعة في المكان..
فرقعة لم يسمع جهاز المخابرات المصري مثلها قط..
ليس في مقره على الأقل..

لذا فقد سرت انتفاضة عنيفة في أجساد الجميع..
حتى "عماد" نفسه..
هذا لأن أشعته أصابت صدر "نور"..
وتفجَّرت..
ودفعته مترين على الأقل للخلف، ليسقط في قوة..
إلا أنها لم تقتله..
فأمام العيون الذاهلة، نهض "نور" من سقطته، وسترته تتألَّق بوهج برتقالي دافئ، وهو يقول:
- أهذا يجيب سؤالك؟!
انعقد حاجبا "عماد" في شدة، في حين تلفَّت "أدهم" حوله في سرعة، بحثاً عن أي سلاح، يمكن أن يواجه به هذا الخصم المستقبلي..
ولكن "عماد" كان قد اتخذ قراره..

"نور" يرتدي نفس السترة الكهرومغناطيسية الواقية، والصراع معه لن يكون مجدياً، في هذه اللحظة..
وفي هذا المكان..

لذا، فينبغي أن يركِّز تفكيره على هدف آخر..
هدفه المباشر..
"أدهم"..

لذا، فقد استدار في سرعة، وصوَّب أشعته المدمرة نحو "أدهم"..
ولكن من الواضح أنه -وعلى الرغم من علومه المستقبلية- لم يكن يعرف "أدهم صبري" جيداً..
فعندما استدار، وعلى الرغم من سرعته المدهشة، لم يجد أثراً لـ"أدهم"..
وفي غضب شديد، زمجر المساعد المستقبلي، وصرخ:
- لن تفيدك هذه الألاعيب.
صكّ مسامعه فجأة صوت "أدهم" يهتف:
- من يدري؟!.. ربما..
عاد "عماد" يستدير في سرعة، ويصوِّب مسدسه نحو مصدر الصوت، ولكنه فوجئ بـ"أدهم" ينقض..
وما فاجأه أكثر أن "أدهم" لم يكن ينقض عليه..
بل على "نور"...

لقد اندفع "أدهم" كالصاروخ، وتجاوزه بوثبة مدهشة، ثم انقضَّ على "نور"، ودفعه أمامه في قوة، ثم يرتطمان معاً بزجاج النافذة، ويحطمانه، ويسقطان خارجها، ويختفيان عن الأنظار..
كل هذا في لحظة واحدة تقريباً..

لحظة باغتت "عماد" المستقبلي، حتى أنه لم يفق من دهشته إلا بعد اختفاء البطلين معاً..
بطل الحاضر..
وبطل المستقبل..

وفي نفس اللحظة التي أطلق فيها "عماد" زمجرة عالية غاضبة ثائرة، كان "نور" الذي واجه كل ما لا يتخيَّله عقل من أخطار مستقبلية يعيش أكثر لحظات حياته إبهاراً من وجهة نظره..
لقد ارتطم به "أدهم"، ودفعه ليحطما النافذة، ويسقطا معاً من الدور الثالث، ولكن "أدهم" أحاط وسطه بذراع قوية كالفولاذ، وأمسك به بيسراه، وهو يتعلَّق بإطار النافذة بيمناه وحدها، وتأرجح لحظة، قبل أن يثب إلى إطار نافذة أخرى، في الطابق الثاني، واستقر على إفريزها لجزء من الثانية، في رشاقة مدهشة، وكأنه لاعب سيرك محترف، ثم وثب مع "نور" إلى الأمام، ووجد هذا الأخير نفسه يدور في الهواء، ثم يهبط مع "أدهم"، ليرتطما بحاجز مطر قماش في الطابق الأوَّل، ومنه إلى الأرضي حيث هبط "أدهم" بحمله على قدميه، ثم أفلته هاتفاً:
- إلى السيارة.
وعلى الرغم من حالة الانبهار الشديد التي يمر بها "نور" أطاعه في استسلام، وأسرع معه إلى السيارة، ليثبا داخلها معاً، ويدير "أدهم" محرِّكها، ثم ينطلق بها في لحظة واحدة، وهو يهتف عبر جهاز اتصال خاص:
- حاجز البوَّابة.. طوارئ.. "ن - 1"..
لم يفهم "نور" ما تعنيه تلك المصطلحات الصغيرة المقتضبة، وسيارة "أدهم" تنطلق بهما بسرعة خرافية، نحو بوَّابة المبنى..
وعبر النافذة نفسها، وثب "عماد" المستقبلي..
ثم انطلق طائراً خلفهما..

وعاد ذلك السباق يتكرَّر..
"أدهم" ينطلق بسيارته بأقصى سرعة، و"عماد" ينطلق طائراً خلفه..

وعندما بلغت سيارة "أدهم" بوَّابة مبنى المخابرات، كان حاجز الصلب الواقي يهبط ليتساوى بالأرض، مفسحاً لها الطريق، ولكن رجال الأمن فوجئوا بذلك المشهد الرهيب، الذي لم يعتادوه من قبل قط..
"أدهم" ينطلق بسيارته بأقصى سرعة، متجاوزاً كل قواعد السير، داخل حرم جهاز المخابرات، وخلفه شخص يطير!!..
لم يصدِّقوا أعينهم في البداية، فاتسعت عن آخرها، وهم يحدِّقون في ذلك الطائر، قبل أن ينتزعوا مسدساتهم، ويصوِّبونها إليه، وكبيرهم يصرخ، دون أن يشعر بجدوى ما يقول:
- قف..
وثبت سيارة "أدهم" تعبر بوَّابة الجهاز، وتميل، وإطاراتها تطلق صريراً صارخاً رهيباً على أسفلت الشارع..
وانطلقت رصاصات رجال الأمن نحو "عماد"...
وأصابته..

ولكنها لم يخترق جسده..
تلك السترة الكهرومغناطيسية الواقية صدَّت الرصاصات كلها، وجعلتها ترتد عنها وعنه في عنف، في حين لم يحاول هو رد الهجوم، أو حتى الانتقام ممن هاجموه، وهو يعبر البوَّابة بدوره، وينطلق حاملاً مسدسه، خلف سيارة "أدهم"..
"ماذا تنوي أن تفعل؟!.."...
ألقى "نور" السؤال في توتر مبهور، فأجابه "أدهم" في صرامة شديدة، وهو ينحرف بسيارته في سرعة مخيفة إلى شارع جانبي:
- ابتعد عن هنا بقدر الإمكان.
أجابه "نور" والانبهار لم يفارقه قط:
- وكيف؟!.. إننا نسير في طريق مزدحم، وهو يطير في هواء طلق، وهذا يمنحه أفضلية لا يمكن إهمالها.
انحرف "أدهم" مرة أخرى، في شارع ضيق، وبحركة سريعة كادت السيارة تفقد معها توازنها، وهو يجيب:
- ولكن لديه نقطة ضعف ضخمة.
سأله "نور" في اهتمام شديد:
- وما هي؟!
استلَّ "أدهم" مسدسه، وهو يجيب في حزم:
- أنه يرتدي سترة كهرومغناطيسية.
سأله "نور" في تردُّد:
- وماذا في هذا؟!
أجابه "أدهم" في حزم أكبر، وهو يراقب عبر مرآة سيارته "عماد"، وهو ينحرف طائراً، عبر نفس الشارع الضيق، ثم يرفع عينيه إلى أعلى، دون أن يخفِّف من سرعة انطلاق سيارته:
- إيقافه لن يحتاج إلا لرصاصة واحدة.
لم يستوعب "نور" الأمر في البداية، على الرغم من ذكائه، ولكن "أدهم" أجاب كل ما يحيِّره دفعة واحدة..

وبرصاصة واحدة أيضاً..
رصاصة أطلقها نحو سلك ضغط الكهرباء العالي، المارّ عبر الشارع..

وفي عنف، انقطع السلك..
وهوى طرفه الحر عبر الشارع..
وارتطم بجسد "عماد"..

وفي جزء من الثانية، أوصلت سترته الكهرومغناطيسية الدائرة الكهربية وأكملتها، و..
ودوت فرقعة شديدة العنف في الشارع..
وانطلقت شرارات قوية عنيفة..

واندفع جسد "عماد" إلى الخلف في عنف، كما لو أن صاعقة عنيفة قد ضربت جسده فجأة..
صاعقة كهربية..
حقيقية..
ومع انبهار "نور" التام، وجد نفسه يهتف دون وعي:
- رائع...
ولم يجب "أدهم"، وراح ينطلق..
وينطلق..
وينطلق..
أما "عماد"، فقد سقط أرضاً في عنف، وارتطم بأحد الجدران في قوة، ودار رأسه لحظات طوال، قبل أن يستعيد صفاء ذهنه، ويصرخ في غضب:
- ياللسخافة!
استجمع كل قواه، وهبَّ ليقف مرة ثانية على قدميه، وصوَّب مسدسه الليزري المدمِّر..
ولكن الشارع الضيق كان خالياً..
وما من أثر لسيارة "أدهم"..
أدنى أثر..
* * *
"لا أحد يعرف كيف؟!.."..

نطقها نائب مدير المخابرات في توتر شديد، وهو يقلب كفيه في حيرة، ويصمت لحظة، وكأنما يحاول خلالها هضم ما نطقه للتوّ، قبل أن يواصل:
- كل نظم الأمن كانت تعمل بكفاءة، وكل كاميرات المراقبة لم تسجِّل أي شيء غير طبيعي، وما من شخص واحد أمكنه تفسير كيف دخل ذلك الشخص إلى هنا..
قال مدير المخابرات في هدوء يحمل كل الصرامة:
- في عالمنا من العار والخطر، كل الخطر، أن نجهل أمراً حيوياً كهذا... الرجل لم يدخل متجراً عاماً دون أن يلمحه أحد.. لقد دخل مبنى جهاز المخابرات العامة المصرية، أحد أكثر الأماكن أمناً ومناعة في "مصر" كلها، فكيف يفعلها، ونجهل الوسيلة.
صمت النائب بضع لحظات مرتبكاً، قبل أن يقول في حذر:
- ليس هناك سوى تفسير واحد.
مال مدير المخابرات إلى الأمام، وهو يسأل في اهتمام شديد:
- وما هو؟!
تردَّد النائب لحظات قبل أن يجيب في حذر أكثر:
- للكاتب "آرثر كونان دويل" عبارة شهيرة"*" يقول فيها:
"لو استبعدنا المستحيلات من أي لغز، فإن ما يتبقى أمامنا هو حتماً الحقيقة، مهما بدت عجيبة."..
سأله المدير في صرامة:
- وماذا يعنيه هذا؟!
مرة أخرى بدا نائب المدير شديد التوتر، حتى أن المدير صاح به مكرِّراً في صرامة شديدة:
- ماذا يعنيه؟!
اندفع النائب يقول في سرعة:
- أنه جاء من المستقبل بالفعل.
انعقد حاجبا المدير في شدة، وظل في موضعه، يحدِّق فيه لحظات، قبل أن يتراجع في بطء قائلاً:
- ألا يبدو لك هذا من المستحيلات؟!
أجابه الرجل:
- الدكتور "محمد علي أحمد" رئيس قسم الفيزياء التجريبية"*"في علوم "القاهرة"، يؤكِّد أن السفر عبر الزمن ليس مستحيلاً، بل هو حقيقة علمية، أشارت إليها نظرية النسبية، للعالم "ألبرت أينشتين"، وأكَّدتها التجارب العملية والمعملية، وأنه ليس من المستبعد في المستقبل القريب أن تكون هناك آلة زمن فعلياً.
قال المدير في شيء من الصرامة أراد أن يُخفي به دهشته:
- إلى حد أن يعود رجل من المستقبل إلى عالمنا، ويحاول أن يفسده؟!
تنهَّد الرجل في توتر، قبل أن يقول:
- ربما ليس وفقاً للعلوم الحالية، ولكن العلم يكشف نظريات جديدة وسبلا جديدة كل يوم، ولا أحد يمكنه أن يستبعد أي شيء؛ يمكن أن يحدث مستقبلاً.
صمت المدير طويلاً هذه المرة، وهو يفكِّر في عمق قبل أن يهز رأسه، وهو يقول:
- ويصبح حاضرنا ساحة قتال للمستقبليين.
تردَّد النائب لحظة، ثم قال في حذر:
- والسيِّد "أدهم" هدفٌ لهم.
قال المدير في انزعاج حقيقي:
- "ن - 1"؟!..
أومأ النائب برأسه إيجاباً، فانعقد حاجبا المدير في شدة، وغمغم في توتر:
- إذن فينبغي أن نبذل كل جهودنا لحماية "ن - 1".
سأله النائب في قلق:
- وكيف نحميه من خطر لم يستطع الجهاز كله التصدِّي له؟!
وانعقد حاجبا المدير أكثر..
فجواب هذا السؤال بدا عسيراً للغاية..
وهذا يعني أن "أدهم" بالفعل في خطر..
خطر بلا حدود.
* * *


وانتظرونى الخميس القادم ان شاء الله تعالى مع الجزء السابع وكل عام وانتم بخير

smart27 18-09-08 06:13 PM

مش عارف عملتي كده إزاي ، إنتي نزلتي الجزء قبل ما ينزل في أي مكان تاني
هايلة يا عبير

egyptian rose 19-09-08 08:33 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جدا على مجهودك الرائع يا عبير و ارجو لكي دوام التوفيق :)

m76gmm 20-09-08 05:00 AM

رااااااااااااائع جدا



يسلمووووووووووووووووو


ونحنا متابعين

الموج الذهبي 20-09-08 07:15 AM

شكررا علي القصة الرائعة

Eman 20-09-08 10:00 PM

يسلمو ايديكي ياعبير..
مجهود رائع منك عزيزتي..
متابعينك..

tito3 22-09-08 04:39 AM

انتى بردو مجوبتيش على سؤالى اية السبب انك بتنزليها كل يوم جمعة وجبتيها منين وعلى فكرة انت مش اول واحدة تنذليها على النت مع احترامى الشديد جدا لمجهوك

amedo_dolaviga 22-09-08 04:57 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tito3 (المشاركة 1657764)
انتى بردو مجوبتيش على سؤالى اية السبب انك بتنزليها كل يوم جمعة وجبتيها منين وعلى فكرة انت مش اول واحدة تنذليها على النت مع احترامى الشديد جدا لمجهوك

على فكره يا اخ تيتو انت لو قريت اول الموضوع كنت وفرت على نفسك كل الاسئله دي كلها

بس انا هقولك تاني عشان ممكن تكون مخدتش بالك

اولا القصة بينزلها دكتور نبيل فاروق على هيئة فصول كل اسبوع بينزل فصل على موقع معين مش هذكر اسمه

بتنزل يوم الخميس مش كل جمعة (واضح انك مقريتش الموضوع من اوله )

واظن دي اجابه عن سؤالك الاول والتاني بس مش هقولك جبت القصة منين الا لو طلبت مني كده على الخاص ممكن ارد عليك عشان مش هينفع اكتب الموقع هنا

وعلى فكره عبير اول واحده بتنزل القصة هنا اول لما تنزل على طول
وياريت يا جماعه اللي يرد في الموضوع يرد رد كويس ............عشان ممكن حد يقول كلمه بس تضايق حد تاني

يارب اكون جاوبتك يا تيتو
وشكرا لردك

نور الهدى4 23-09-08 03:38 AM

رابط الرواية على هيئة pdf

http://www.liillas.com/up2//view.php?file=97c1b35651

mai_hime 24-09-08 12:41 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

abeerlove 25-09-08 02:07 PM

رواية ملف المستحيل اقوم الآن بصياغتها على هيئة pdf , ولكن بعد وضع العشر فصول الاولى ، وستنشر الفصول العشرة كل على حدة
فلاداعى لتعب اى من الزملاء

abeerlove 25-09-08 02:09 PM

انتظرونى اليوم مع الجزء السابع من روايتنا الممتعة ملف المستحيل
على احلى منتدى فى الدنيا كلها
منتدى ليلاس اللى دايما يضم اجمل ناس
عبير

abeerlove 25-09-08 02:15 PM

انفراد على موقع ليلاس لجميع الاعضاء
لو عايز اى رواية من السلاسل الاتية :
اطلبها وستصلك فى الحال ...
رجل المستحيل
ملف المستقبل
الشياطين ال13
ع2x
كوكتيل 2000
زووم
اعداد خاصة
كتب للدكتور نبيل فاروق
المكتبة الخضراء
المتخصصون
فارس الاندلس
سيف العدالة

لو ناقصك رواية
حتلاقيها معانا
فقط وحصريا على منتدنا الحبيب
منتدى ليلاس

بالونات 25-09-08 02:18 PM

ننتظر الفصل السابع

abeerlove 25-09-08 04:45 PM

الفصل السابع من ملف المستحيل
 
زملائى الأحباب كما وعدتكم إليكم الفصل السابع من رواية ملف المستحيل ...
مع تمنياتى بقراءة ممتعة على الذ منتدى ..
منتدى ليلاس



7- مطاردة زمنية

لم يستطع "نور" تجاوز انبهاره لحظة واحدة وهو يحدِّق في "أدهم"، قبل أن يقول في لهجة حملت انبهاره وفرحته:
- إذن فأنت تصدّقني؟..
جلس "أدهم" على مقعد وثير، في شقة شقيقه "أحمد" الخالية، وهو يجيب:
- ربما تبدو قصّتك أشبه برواية من روايات الخيال العلمي، ولكن أمام ما رأيته خلال الساعات الماضية ليس أمامي سوى أن أصدقها؛ لأن كل شيء يوحي بأنها حقيقية، وأنكما -أنت وهو- جئتما من عالم متقدِّم عن عالمنا بكثير.
تنهَّد "نور" في ارتياح، وأشار بيده، قائلاً:
- هذا يجعل الأمور أيسر كثيراً، وقد يمكننا بهذا منع الكارثة.
اعتدل "أدهم" في اهتمام، وهو يقول:
- أية كارثة؟
مال "نور" إلى الأمام، وقال:
- فخامة الرئيس سيلتقي بكبار رجال الحزب الحاكم خلال عدة ساعات.
قال "أدهم" في حذر:
- هذا أمر نشرته كل الصحف، وأذاعته كل وكالات الأنباء.
تابع "نور"، وكأنه لم يسمعه:
- وسيتم اتخاذ كل الوسائل الدقيقة والمعروفة لتأمين الرئيس خلال اللقاء.
بدا "أدهم" أكثر حذراً، وهو يقول:
- أمر طبيعي.
قال "نور" بلهجة من اقترب من الهدف:
- وسيحوي التاريخ الأمني تفاصيل خطة التأمين، بعد عدة سنوات من الآن.
نهض "أدهم" من مقعده بحركة حادة، وحدَّق فيه لحظات في شدة، ثم أولاه ظهره، واتجه نحو النافذة، وأزاح الستائر قليلا؛ ليلقي نظرة من خلفها على الطريق لحظات، وإن لم يرَ شيئاً في الواقع من شدة شروده وتفكيره، قبل أن يلتفت إلى "نور"، ويسأله في حزم:
- ماذا سيحدث خلال ذلك اللقاء؟!
أجابه "نور" في سرعة، وكأنما كان ينتظر السؤال:
- ستحدث محاولة لاغتيال الرئيس.
تحرَّك "أدهم" حركة حادة، وانفرجت شفتاه؛ ليقول شيئاً، ولكن "نور" أضاف في سرعة:
- وأنت ستنقذه، وتنقذ "مصر" كلها من كارثة رهيبة كادت تدمِّر مستقبلها كله.
انعقد حاجبا "أدهم" في صرامة أخفى بها توتره، وهو يقول:
- من سيحاول اغتياله؟!
هزَّ "نور" رأسه نفياً في بطء، وقال:
- التاريخ الأمني المسجَّل لم يُشِرْ إلى هذا قط.
زمجر "أدهم"، قائلاً:
- قلت إنك من المستقبل.
أجابه "نور" في حزم:
- وحاضركم لم يسجِّل تفاصيل هذه الواقعة، في أي سجل أمني معروف.. بالنسبة لزمننا.
قال "أدهم" في صرامة:
- ولكن هذا مستحيل!.. أمر جلل كهذا، لا يمكن أن يمر دون أن يسجله أحد.. حتى الأمور بالغة السرية مسجَّلة على نحو أو آخر.
أشار "نور" بسبَّابته، مجيباً في حزم:
- إلا هذه الواقعة.
سأله "أدهم" في غضب:
- كيف عرفتم بأمرها إذن؟!
هزَّ "نور" رأسه، مجيباً:
- أنت رجل أمن، وتدرك جيداً أنه من المستحيل إخفاء أي شيء إلى الأبد.. أضف إلى هذا أن الحادث شهده عشرات الشهود، ومن المستحيل أن تُكَمِم كل هذا العدد من الأفواه إلى الأبد.
غمغم "أدهم":
- هذا صحيح.
ثم عاد يجلس أمام "نور"، ويسأله في اهتمام:
- وما الذي قاله الشهود عن محاولة الاغتيال؟!
أجابه "نور" في بطء، وكأنما يزن كلماته جيداً:
- أقوال الشهود تختلف دوماً في مواقف كهذه؛ ربما لأن كلاً منهم يصف الأمر من منظوره، وليس من واقع الأمر نفسه.
بدا "أدهم" صارماً، وهو يسأله:
- وماذا اجتمع عليه الشهود؟!
قال "نور" بنفس البطء:
- عشرات درسوا أقوالهم، وفحصوا وراجعوا كل كلمة من عشرات الأقوال، وحاولوا حصر النقاط المؤكَّدة، واستبعاد كل ما يبدو غير منطقي، أو لم يتفق عليه الشهود، و...
قاطعه "أدهم" في صرامة أكثر:
- وما الذي اجتمعوا عليه؟!
قال "نور" في سرعة:
- أن محاولة الاغتيال وقعت بالفعل، وأن فخامة الرئيس تم إنقاذه بأعجوبة، وأنك أنت أنقذته، على الرغم من أن بعضهم كان مصرّاً على أن..
بتر عبارته دفعة واحدة في توتر، فسأله "أدهم" في قلق:
- كان مصرّاً على ماذا؟!
تردَّد "نور" لحظة أخرى، ثم حسم أمره، قائلاً:
- على أنك أنت حاولت اغتياله.
تراجع "أدهم" بحركة حادة، والدهشة تملأ ملامحه، فاستدرك "نور" في سرعة وانفعال:
- ولكن الباحثين أجمعوا على أن هذا مستحيل تماماً، بدليل أن فخامة الرئيس شخصياً منحك وسام الشجاعة، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى بعد هذه الواقعة، وزارك بنفسه مرتين بعدها، وهذا ينفي تماماً فكرة أن..
قاطعه "أدهم"، في انفعال ملحوظ:
- ولكنهم أصرَّوا على أنني حاولت اغتياله.
هزَّ "نور" كتفيه، وقال في حذر:
- الشهود يرون الأمور في حدود مفاهيمهم فحسب.
أشار إليه "أدهم"، قائلاً:
- بالضبط.. والسؤال هو لماذا؟!.. لماذا تصوَّروا هذا، ولماذا رأوه.. أو ماذا رأوه؟!
هزَّ "نور" رأسه، قائلاً:
- لم يذكر أحد هذا قط.
قال "أدهم" في اهتمام:
- هذا يعيدنا إلى السؤال نفسه.. لماذا؟!.. لماذا يتم إخفاء محاولة لاغتيال الرئيس.
قال "نور"، في اهتمام مماثل:
- ربما أن من حاول اغتياله هو أحد كبار رجال الدولة، أو أحد أهم معاونيه، مما يجعل كشف الأمر فضيحة سياسية وأمنية، على أعلى مستوى.
هزَّ "أدهم" رأسه نفياً في بطء، وقال:
- حتى هذا يتم رصده، وتسجيله في ملفات بالغة السرية، لا يطالعها إلا رئيس الجهاز ونوَّابه الأوائل فقط، ولكنها تبقى للتاريخ.
قال "نور" في حذر:
- ربما صدرت أوامر بعدم تسجيلها.
قال "أدهم" في اهتمام:
- أوامر ممن؟!
تردَّد "نور" لحظة، ثم قال في حذر:
- من الرئيس نفسه.
تراجع "أدهم" بحركة حادة، وعاد حاجباه ينعقدان في تفكير عميق...
نعم.. هذا هو الاحتمال الوحيد..
أوامر عليا منعت تسجيل الواقعة..
ولكن لماذا؟!..
لماذا؟!..
من حاول اغتيال الرئيس؟!..
أو، وفقاً لزمنه، من سيحاول؟!..
أمين الحزب..
رئيس مجلس الشعب..
وزير الدفاع..
أم من؟!..
من؟!

(المشكلة الآن أن "عماد" سيسعى للنيل منك بأي ثمن..)..
قطع "نور" تفكيره وتساؤلاته بهذه العبارة، فالتفت إليه "أدهم" في توتر، ليكمل في قلق واضح:
- لأنك الشخص الذي أفسد المحاولة.
قال "أدهم" في صرامة:
- لن يمكنه العثور علينا هنا.. هذا المنزل لم يسجِّل باسم شقيقي "أحمد" بعد، وسأسعى لعدم تسجيله رسمياً، حتى لا تبلغ بياناته مستقبلكم.
قال "نور":
- لو عجز عن العثور عليك، سيحاول دفعك للظهور قبل موعد المؤتمر.
انعقد حاجبا "أدهم" مرة أخرى، وهو يتساءل:
- وكيف هذا؟!
أجابه "نور" في لهجة ذات مغزى:
- باستغلال نقطة ضعفك الوحيدة التي سجَّلها التاريخ.
ازداد انعقاد حاجبي "أدهم" في شدة لبضع ثوانٍ، قبل أن يرتفعا فجأة، وهو يهتف:
- يا إلهي.. "منى".
وأومأ "نور" برأسه إيجاباً..
فبالفعل.. هي نقطة ضعفه..
نقطة ضعفه الوحيدة..
* * *
(لا يمكنني أن أجلس هنا ساكنة، وهو يواجه كل هذا الخطر..)..

نطقتها "منى" في غضب شديد أمام مسئول الخدمة السرية، الذي قال في صرامة حازمة:
- إنها رغبة "أدهم" نفسه.
هتفت في حدة:
- هو حرٌّ فيما يرغب، وأنا حرة فيما أقرِّر.
قال الرجل، وقد لانت لهجته قليلاً:
- إنه يفعل هذا لحمايتك.
هتفت:
- أهذا قانوني؟!
أجابها في ضيق:
- "أدهم" يعلوك رتبة، والمفترض أنه رئيسك المباشر، و...
بدت شديدة الحنق، وهي تهتف هذه المرة:
- هل احتجازي هنا قانوني.
أشاح مسئول الخدمة السرية بوجهه، مجيباً في ضيق أكثر:
- كلا بالتأكيد، ولكن..
أزاحته "منى" عن طريقها بحركة حادة، على الرغم من أنه يعلوها و"أدهم" رتبة، واندفعت قائلة:
- أفسحوا لي الطريق إذن.
هتف بها مسئول الخدمة السرية، في صرامة انتزعها من أخلاقه انتزاعاً:
- ولكنني أريدك هنا.
واصلت اندفاعها، وهي تقول في إصرار:
- اعتبرني قد تقدَّمت باستقالتي إذن.
ارتفع حاجبا الرجل في دهشة، وهو يتمتم:
- إلى هذا الحد؟!
هتفت "منى"، وهي تثب إلى درجات السلم:
- "قدري" يحتاج إلى من يرعاه.. أعدّوا له شطيرة ساخنة، عندما....
وقبل أن تتم عبارتها دوت فرقعة مفاجئة في المكان، وشعرت هي بموجة تضاغطية عنيفة تضرب وجهها، وتلقيها إلى الخلف في عنف، على نحو جعل مسئول الخدمة السرية، واثنين من رجال أمن المستشفى التابع لجهاز المخابرات يندفعون نحوها، و...

وتوقَّف الثلاثة فجأة، حتى أنهم كادوا يفقدون توازنهم..
واتسعت عينا "منى" نفسها في شدة..
وتألَّق المكان لحظة واحدة، بضوء فيروزي عجيب..

ومن العدم، أو هكذا خُيِّل لهم، ظهر "عماد" المستقبلي..
ظهر على مسافة متر واحد من "منى"، يقف على إحدى درجات السلم، وعيناه تتألَّقان على نحو مخيف، وهو يقول:
- مفاجأة.. أليس كذلك؟!
كان الجميع يحدِّقون فيه ذاهلين، وهو يتقدَّم نحو "منى"، مواصلاً:
- يدهشني أن تجهلوا كل شيء عن نظم الإخفاء، على الرغم من أن أحد علمائكم هو الذي وضعها موضع التنفيذ العملي.
تمتم مسئول الخدمة السرية في توتر:
- الإخفاء؟!
رفع "عماد" عينيه المتألقتين إليه، وقال في صرامة قاسية:
- ابقَ في موضعك يا رجل؛ فلست أريدك.
ثم أشار إلى "منى"، مستطرداً:
- أريدها هي.
هتفت "منى" في عصبية شديدة، وهي تحاول النهوض:
- على جثتي.
أجابها "عماد"، وهو يتقدَّم نحوها في هدوء:
- لا تتصوَّري أن هذا سيصنع فارقاً بالنسبة لي؛ فحياتك لا تساوي عندي خردلة، ولكنك ستجلبين لي الهدف الذي أسعى إليه.
سحب مسئول الخدمة السرية مسدسه، هاتفاً:
- ومن سيمسح لك؟!
سحب رجلا الأمن مسدسيهما بدورهما، فالتفت إليهما "عماد" في بطء، وتألَّقت عيناه ببريق وحشي هذه المرة، وهو يقول:
- قلت ابقَ بعيداً.
هتف مسئول الخدمة السرية في صرامة متوترة:
- وأنت سمعت ما قالته المقدِّم.. على جثتي.
انعقد حاجبا المستقبلي في غضب، وهو يقول:
- أنت اخترت.
ورفع يده بحركة سريعة، وهي ممسكة بِكُرة صغيرة، أشبه بكُرة لعبة التنس، وضغطها بأصابعه وصوبها نحوهم، فشعر مسئول الخدمة السرية وحارس الأمن بضربة قوية، تضرب صدورهم، وتلقيهم إلى الخلف، بمنتهى منتهى العنف..

وعبر ممر المستشفى، طارت أجساد ثلاثتهم لثلاثة أمتار على الأقل، قبل أن تسقط أرضاً في قوة، وتزحف لمتر آخر..
وعلى الرغم من الآلام الرهيبة، التي شعر بها مسئول الخدمة السرية، في كل خلية من جسده، حاول الرجل أن ينهض وهو يغمغم:
- لا.. لن تهزمنا في عقر دارنا.
صوَّب "عماد" الكرة نحوه مرة أخرى، وهو يقول:
- ولكنني أحفظ عقر داركم هذا عن ظهر قلب.
وأطلق تلك الموجة التردُّدية ثانية، مستطرداً في قسوة:
- بكل نظم أمنه.
شعر مسئول الخدمة السرية هذه المرة بالضربة تصيب رأسه مباشرة، فارتد دماغه في عنف، وشعر بمخه يرتجُّ فيه بمنتهى العنف، قبل أن يسقط فاقد الوعي..

وهنا انقضّت "منى"..
كانت مبادرة شديدة الشجاعة منها؛ لأنها تعلم أن خصمها يفوقها قوة عدة مرات، وأنها قد تفقد حياتها مع مهاجمته..
ولكن -بالنسبة لها- لم يكن لديها خيار..

إنه يستهدف "أدهم"..
زميلها..
وحبيبها..
وحياتها كلها..

ولو أن حياتها ستكون ثمناً لحياته، فليس أمامها سوى أن تقدِّمها من أجله..
وعن طيب خاطر..
ولكن "عماد" التفت إليها بحركة سريعة، وتفادى انقضاضتها في براعة مدهشة، ثم أمسك ذراعها، وأدارها خلف ظهرها بحركة حادة، ثم أحاط عنقها بذراعه، وهو يقول:
- حركة بدائية سخيفة، ولكن ينبغي أن تعلمي أنه حتى وسائل القتال تتطوَّر مع الزمن.
حاولت أن تدير ذراعها خلف ظهرها؛ لتقبض على عنقه أو حتى ياقة سترته، حتى يمكنها التخلُّص منه، ولكنه لوى ذراعها في قسوة أكثر، وكان يعتصر عنقها بذراعه، قائلاً في قسوة شديدة:
- ألا تتعلمين أبداً؟!
كانت تختنق بالفعل، ولكنها قالت بصوت غاضب متحشرج:
- لن تظفر بـ"أدهم" أبداً.
أجابها في سخرية وحشية:
- خطأ يا صغيرتي.. التاريخ في زمني يؤكِّد أنك الشخص الوحيد الذي لا يتردَّد "أدهم" لحظة في خوض بحر من الحمم من أجله.
صرخت:
- قلتُ: لن تظفر به.
صاح في شراسة:
- سيأتي.. وسترين.
أتاه صوت "نور" فجأة، وهو يقول:
- وماذا لو أتيت أنا؟..
قبل حتى أن يكتمل قوله، كان "نور" يثب ليركله ركلة قوية، ويدفعه بعيداً مع "منى"، التي واصل التشبث بها بكل قوته..
ومعاً سقطا..
"عماد"..
و"منى"..
وعندما هبط "نور" على قدميه، كان "عماد" ينهض مع رهينته بحركة سريعة، وهو يقول في غضب:
- مبادرة جيدة يا "نور" وأظنها آخر مبادراتك.
دار "نور" حوله مضطراً إياه إلى الدوران بدوره، و"نور" يقول:
- تتكلَّم كثيراً يا صاح.. ربما لأنك مساعد معمل فيزيائي، ولست رجل أمن.
زمجر "عماد"، قائلاً:
- إنني أحمل أجهزة وأسلحة يجهلها حتى رجال أمن عصرنا.
ابتسم "نور"، قائلاً:
- هذا قول رجل لم يعمل بالأمن أبداً؛ فرجل الأمن ليس مجرَّد أسلحة ومعدات.
ثم أشار إلى رأسه، مستطرداً:
- إنه هذا.
ابتسم "عماد" في سخرية قائلاً:
- هراء.. العقل وحده لا يكفي للـ..
قبل أن يتم حديثه فاجأته ركلة قوية في ظهره مع صوت "أدهم" يقول:
- لماذا؟!
هذه المرة كان "عماد" مضطراً لإفلات "منى"؛ حفاظاً على توازنه، وعلى الرغم من هذا فقد سقط أرضاً، وهو يطلق سباباً ساخطاً، فاندفع "أدهم" نحوه ليكمل قتاله، ولكن "عماد" اختطف كرة أصغر حجماً من سابقتها، وضرب بها الأرض في قوة..
وسطع ضوء رهيب..
ضوء شديد الإبهار، حتى أن "أدهم" شعر به يرتطم بوجهه، وليس بعينيه فحسب، فصرخ بـ"نور":
- أهناك وسيلة لمنع هذا؟!
لم يجبه "نور"، ولكن ذلك الضوء انقشع في سرعة؛ ليكشف المكان كله مرة واحدة..
كان "أدهم" يقف في مكانه، وكذلك "نور"، و"منى" تحاول النهوض..

ولكن "عماد" اختفى تماماً..
اختفى ليكمل مهمته الرهيبة..
وليفسد المستقبل..
كله.
* * *


وإلى اللقاء الخميس القادم بإذن الله تعالى مع الفصل الثامن

أختكم عبير

abeerlove 25-09-08 04:58 PM

وكما وعدتكم بالقصول العشرة الاولى على هيئة pdf
فانتظرونى

Eman 25-09-08 05:01 PM

يعطيكي العافية..
شكرا الك..

abeerlove 25-09-08 05:06 PM

العفو اخت ايمان
ولكن اريد ان ارفع بعض الروايات النادرة لتكون حصريا على منتدنا الحبيب
ارجو منك او من المشرفين معرفة كيف يتم هذا

كونان دويل 25-09-08 10:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abeerlove (المشاركة 1663664)
العفو اخت ايمان
ولكن اريد ان ارفع بعض الروايات النادرة لتكون حصريا على منتدنا الحبيب
ارجو منك او من المشرفين معرفة كيف يتم هذا
للمراسلة
يمنع وضع الايميل..

eman


هذا موضووع موجود في المنتدى سيخدمك ..فهو موضح اشياء كثيره ..
http://www.liilas.com/vb3/showthread.php?t=77994

و إذا فيه اي استفسار نحن جاهزين ..

abeerlove 25-09-08 11:32 PM

شكرا اخت كونان دويل على تعاونك وسعة صدرك
وارجو الا اكون عضوة ثقيلة الظل لكم
ولكنى اريد ان يظل منتدى ليلاس دائما منفردا وعلى القمة
تقبلوا منى فائق احترامى لجميع اسرة المنتدى

ainshtin 27-09-08 11:53 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ثم كانت الذكري 28-09-08 08:19 PM

ميرسي جدا يا عبير علي الموضوع الرائع و في انتظار باقي الفصول علي أحر من الجمر

abeerlove 29-09-08 12:17 AM

ميرسى جدا يا قمرنا

الموج الذهبي 01-10-08 01:38 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

Gin 02-10-08 01:32 PM

ممكن سوال ؟؟ مادمت حملت الفصول من موقع بص و طل ليش ما تحط الصور ؟؟
و مشكوور ع مجهودك ..

bila 02-10-08 03:40 PM

عزيزتي عبير مشكورة جدا علي القصة الرائعة ولكن قصة رجل المستقبل مش عايزة تفتح
ممكن تقوليلي ليه؟
وفي كل الاحوال شكررررررا جزيلا علي المجهود الرائع
bila

بحاول افهم 04-10-08 12:30 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
جزاك الله الف خير
بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

ibrahim zoghla 05-10-08 09:15 AM

شكرا على القصة وفى انتظار الباقى
مشكووووووووووووووووووووووووور

بالونات 05-10-08 03:45 PM

ننتظر الفصل الثامن

amedo_dolaviga 05-10-08 07:00 PM

شكرا لكل عضو رد

واتفضلوا الجزء الثامن و الاخير

amedo_dolaviga 05-10-08 07:02 PM

الختام



اغتيال

بدا القائد الأعلى للمخابرات العلمية المستقبلية شديد التوتر، وهو يقف في مكتب كبير علماء مركز الأبحاث، قائلاً:
- مستحيل أن تحدث تلك الفقاعة الزمنية التي تم رصدها دون سبب واضح.

قلّب كبير العلماء كفيه، قائلاً:
- العجيب أنه تم تسجيلها في وضوح، على نحو يوحي بأنها شديدة القوة والضخامة، وعلى الرغم من هذا فلا نشعر بأي تغيير في زمننا.

قال القائد الأعلى في عصبية:
- وماذا عن تلك الصورة؟!

هزَّ كبير العلماء رأسه، قائلاً:
- إنها لم تستغرق سوى أقل من الثانية، ثم اختفت تماماً.. لقد بدت حتى أشبه بصورة وهمية هولوجرامية.

لوَّح القائد الأعلى بسبَّابته، قائلاً:
- ولكنها كانت تحمل وجهه.. وجه مساعدك "عماد".

كرَّر كبير العلماء في انفعال:
- ولكنها اختفت.

هتف القائد الأعلى:
- ما زلت أجهل لماذا ظهرت من الأساس.. لقد كان لوهلة رئيساً لـ"مصر".. هل يمكنك أن تتخيَّل حدوث هذا؟!

بدا كبير العلماء شاحب الوجه والصوت، وهو يقول:
- ربما حدث شيء ما في الماضي، جعل هذا قابلا للحدوث، وتسبَّب في تلك الفقاعة الزمنية القوية، وتلاشيها يعني أن "نور" قد تدارك الأمر على نحو ما.

انعقد حاجبا القائد الأعلى، وهو يقول في قلق:
- هذا تفسير منطقي.

ثم استدرك في قلق أشدّ:
- ولكن لو حدثت فقاعة أخرى، أسيعني هذا...

لم يستطع إتمام عبارته، ولكن كبير العلماء أكملها في خفوت:
- أن "نور" قد فشل في مهمته.. تماماً.

امتقع وجه القائد الأعلى في شدة، ورسم ذهنه صورة مفزعة، لما يمكن أن يصبح عليه العالم، لو سيطر على تاريخه شخص عدواني مهووس، مثل "عماد" هذا..

بدت له الصورة رهيبة، إلى حد أن قشعريرة باردة كالثلج سرت في كيانه كله، وأطلقت منه انتفاضة صغيرة، بدت شديدة الوضوح لعيني كبير العلماء، الذي حاول تخفيف الموقف، فلوَّح بيده قائلاً:
- ولكن من حسن الحظ أن...

قبل أن يتم عبارته، اندفع أحد العلماء من الداخل، هاتفاً في توتر شديد:
- إننا نرصد فقاعة زمنية أخرى.

ولهث في عنف من فرط الانفعال، قبل أن يكمل:
- فقاعة أكثر قوة.

واتسعت عينا القائد الأعلى عن آخرهما.. وخفق قلبه في قوة، لم يعرفها من قبل، وامتقع وجهه، حتى كاد يخلو من الدماء تماماً..
فهذا يعني أن "نور" قد فشل..
تماماً..

* * *

ارتفعت أصوات سيارات الحراسة الخاصة، بموكب السيِّد رئيس الجمهورية، وهي تشق طريقها في المقدِّمة، إلى المقر الرئيسي للحزب، على كورنيش نيل "القاهرة"، وسط حراسة مشدَّدة كالمعتاد، وتوقَّف الناس على جانبي الطريق، يتابعون الموكب، ويلوِّحون للرئيس بأيديهم..

وداخل مقر الحزب نفسه، توزَّعت قوات الحراسات الخاصة على نحو مدروس؛ لتأمين كل المداخل والمخارج، ومراجعة كل الأوراق، وضمان بقاء الحاضرين في أماكنهم، حتى يصل الرئيس..

وفي مقر المخابرات العامة، كان المدير شديد التوتر، وهو يقول لـ"أدهم":
- مستحيل يا (ن - 1)!.. لا يمكنني إقناع فخامة الرئيس الآن بالعدول عن إلقاء خطبته، والعالم كله ينتظر ما سيعلنه فيها، بعد أن تم الإعلان عنها منذ أسبوع كامل.

قال "أدهم" في ضيق:
- وماذا لو أن هذا سيودّي إلى كارثة.. للرئيس نفسه، ولمصر كلها؟!

حاول مدير المخابرات تصوّر الموقف، قبل أن يهز رأسه مرة أخرى في قوة، مكرِّراً:
- مستحيل يا (ن - 1).. مستحيل!

ثم لوَّح بسبَّابته في وجه "أدهم"، هاتفاً:
- ثم ما المبرِّر الذي سأقدِّمه لفخامته؟!.. أن شخصاً من المستقبل سيحاول منع محاولة اغتيال، فشلنا حتى في إيجاد أدنى معلومة بشأنها.

وتحرَّك في مكتبه في توتر شديد، متابعاً:
- إننا نجري اتصالاتنا بكل الجهات الأمنية في "مصر"، منذ وصل هذان الشخصان.. الأمن العام.. أمن الرئاسة.. أمن الدولة.. وحتى أصغر وحدات البحث الجنائي، ولم نجد معلومة واحدة تشير إلى أن أي شخص ممن سُمِحَ لهم بحضور الاجتماع يمتلك دافعاً واحداً لاغتيال فخامة الرئيس.

قال "أدهم":
- ولكنها محاولة مؤكَّدة.

هتف المدير:
- وكيف؟!.. من خلال أقوال رجلين يزعمان أنهما قد أتيا من مستقبلنا؟!

انعقد حاجبا "أدهم"، وهو يقول في حزم:
- إنهما كذلك.

هتف المدير:
- وكيف يمكنك إقناع رجل أمن واحد بهذا؟!

قال "أدهم" في صرامة لا تتناسب مع وجوده في حضرة الوزير:
- سنؤجِّل محاولة الإقناع هذه لما بعد.. المهم أن ننقذ الرئيس أولاً.

قال المدير في عصبية، وهو يجلس خلف مكتبه:
- وكيف تتصوَّر حدوث هذا؟!.. هل نباغت فخامته في اللحظة الأخيرة بأن هناك محاولة لاغتياله لا نعرف من سيقوم بها، ولا حتى كيف ومتى، ثم نطالبه بإلغاء خطبته التي يترقَّب العالم كله ما سيعلنه فيها، دون أن يكون لدينا دليل واحد على ما نقول؟!

قال "أدهم":
- حياة فخامته أهم من كل هذه التعقيدات.

لوَّح المدير بذراعه، قائلاً:
- إنها تعقيدات أمنية.. نُظُم شديدة الدقة؛ لضمان الأمان التام، وتجاوزها وحده يحتاج إلى وقت.

التقط "أدهم" نفساً عميقاً، ثم شدَّ قامته في قوة، قائلاً:
- في هذه الحالة إذن ليس أمامي سوى خيار واحد.

تساءل المدير في قلق:
- وما هو؟!

اندفع "أدهم" خارج حجرة مكتب المدير دون حتى أن يستأذنه وفقاً للقواعد:
- إنقاذ فخامة الرئيس.

هتف به المدير في انفعال:
- لن يسمحوا لك حتى بالدخول.. سيطلقون النار عليك لو اضطروا لهذا يا (ن - 1).

ولكن "أدهم" لم يسمعه..
فأمامه مهمة عظمى..
إنقاذ الرئيس..
ومصر.. وطنه..

* * *

(هذا مستحيل بالفعل..)..

نطق "نور" العبارة، وهو يطالع إجراءات الأمن البالغة الدقة والصرامة، التي تحيط بمقر الحزب، الذي وصل إليه الرئيس منذ دقائق، فأجابته "منى" بصوت شديد التوتر، من المقعد الخلفي لسيارة "أدهم":
- إنني أتفق معك في الرأي تماماً.

انعقد حاجبا "أدهم" في صرامة، وهو يقول:
- لو أن ذلك الوغد وجد سبيلاً للدخول، فسأجده.

قال "نور":
- ليس بالضرورة.. إنه سيستخدم حتماً أسلوب الإخفاء المحدود؛ للمرور من نظم الحراسة التي لم تتطوَّر لاستخدام نظم الرصد الحواري بعد.

قال "أدهم" في حزم:
- هذا يمنحني دافعاً أكبر للدخول.

قالت "منى" في خوف واضح:
- لن يسمحوا لك بالمرور، حتى لو أفصحت عن شخصيتك، ثم إنك لا تعرف من يسعى لاغتيال الرئيس بالضبط.

قال "أدهم":
- هو يعرفه حتماً، وإلا لما...

بتر عبارته دفعة واحدة، وتألَّقت عيناه في شدة، قبل أن يهتف:
- يا إلهي!.. إنه هو.

التمعت عينا "نور" وقد استوعب الأمر على الفور، في حين تساءلت "منى" في توتر شديد:
- هو من؟!

هتف "أدهم"، وهو يدفع باب السيارة:
- ذلك المستقبلي.. إنه الشخص الذي يسعى لاغتيال الرئيس.

حاوَلَت أن تمنعه، هاتفة في لوعة:
- "أدهم".. أرجوك.

أمسك "نور" بيدها، قائلاً:
- اتركيه.

التفتت إليه بحركة حادة، فأكمل:
- إنه يقوم بدوره الذي رسمه القدر، وكتبه عليه الله "سبحانه وتعالى"..

هتفت:
- ولكنهم سيقتلونه.

أجابها بمنتهى الحزم:
- هذا دوره.

ومع نظرة الاستنكار الشديدة، التي أطلَّت من عينيها، مال نحوها قائلاً:
- دعيني أشرح لك بعض الأمور الخاصة بالفلسفة.

هتفت مستنكرة في شدة، وهي تنقل بصرها بينه وبين "أدهم":
- الفلسفة؟!

أجابها في هدوء أدهشها:
- نعم.. فلسفة السفر.. عبر الزمن.

في نفس الوقت، الذي راح فيه يشرح لها تلك الفلسفة شديدة التعقيد بالنسبة لها، كان "أدهم" يتحسَّس ذلك المنظار العجيب، الذي أعطاه إياه "نور"، والذي وضعه في أعماق جيب سترته، وهو يتقدَّم نحو طاقم الحراسة الرئيسي عند مدخل مقر الحزب قائلاً لأكبر الضباط رتبة:
- العميد "أدهم"، من الأمن القومي، وأحتاج إلى دخول المكان بسرعة؛ لوجود خطر على حياة الرئيس.

حدَّق الضابط في وجهه لحظة في دهشة عارمة، ربما لأنه أراد أن يتبيَّن ما إذا كان الواقف أمامه يتحدَّث بجدية، ثم لم يلبث أن قال في صرامة:
- الرئيس بالداخل، والدخول بعده محظور أياً كانت الأسباب.

قال "أدهم" في صرامة:
- حتى لو كانت حياته في خطر.

قال الضابط في إصرار عنيف:
- كل شيء مؤمَّن بالداخل، ومن المستحيل أن تتعرَّض حياة سيادته للخطر في وجود كل أطقم الحراسة.

قال "أدهم"، وهو يدرس الموقف، وتوزيع رجال الأمن في المكان، بنظرة محترف:
- ولكنهم لن يروا المعتدي.

فقد الضابط صبره، وهتف في غلظة:
- اسمع يا هذا، أياً كانت هويَّتك أو رتبتك، فلن أسمح لك بالدخول قط، ولو...

قبل أن يكمل كلماته الغاضبة، هوت قبضة "أدهم" على فكه كالقنبلة، ثم اعتمد على رأسه قبل سقوطه، ووثب يركل رجلا آخر من رجال طاقم الحراسة، ويتجاوز الثاني بقفزة مذهلة، ليندفع نحو مدخل المكان..

وفي لحظة واحدة، وبدون أدنى تفكير، وعلى نحو تدرَّبوا عليه إلى درجة الإتقان، ارتفعت فوهات أسلحة رجال الحراسة جميعهم نحو "أدهم"، واندفع حارسا المدخل الرئيسي للتصدي له..

وهنا لم يستطع حتى "أدهم" نفسه أن يصف ما حدث..
لقد تحوَّل كيانه كله إلى رغبة واحدة مُلِحَّة..
إنقاذ الرئيس..
و"مصر"..
ومستقبلها..

كانت الرصاصات تتطاير من حوله..
وبعضها يخترق جسده بالفعل..
والدماء تتفجَّر منه..

ولكنه لم يتوقَّف لحظة واحدة..
لم يدْرِ حتى كيف تخلَّص من حارسي المدخل..
ولا كيف تجاوز كل هذا..

ولكنه أصبح في الداخل..
وأثار موجة هائلة من الفزع..
جميع أعضاء الحزب قفزوا من مقاعدهم..
القاعة كلها سادها التوتر والاضطراب..
وعمَّت الفوضى..

و"أدهم" يعدو نحو الرئيس مباشرة..
ويعدو..
ويعدو..
ويعدو..

وعلى عينيه، وضع ذلك المنظار الخاص، الذي أعطاه إياه "نور"..
ورأى ما لا يراه الآخرون..
رأى ظلاً أحمر، يشق طريقه وسط كل هذه الفوضى، متجهاً نحو الرئيس..
مباشرة..

واندفع أحد رجال الأمن الخاص نحو "أدهم"..
ومرة أخرى، حتى هو لم يستطع أن يصف ما حدث..

فعلى الرغم من أن رجال أمن الرئيس على أعلى درجة معروفة من المرونة والتدريب، إلا أن "أدهم" أصبح يمسك سلاح الرجل، الذي سقط أرضاً في عنف..

وبينما يواصل عدوه، صوَّب السلاح نحو ذلك الظل الأحمر..
وبالنسبة للجميع، بدا وكأنه يصوِّب سلاحه نحو الرئيس نفسه..
وهنا أطلق رجال الأمن الخاص النار..
نحو "أدهم" مباشرة..

وشعر "أدهم" بالرصاصات تخترق جسده..
والظل الأحمر يقترب من الرئيس..
ويقترب..
ويقترب..


وعلى الرغم من كل إصاباته، وكل ما فقده من دماء، أطلق "أدهم" النار..

كان يعتمد على استنتاج "نور"، الذي أكَّد أن إصابة السترة الكهرومغناطيسية الواقية بالتيار الكهربي قد أفقدها مناعتها وقدرتها على صدّ الرصاصات حتماً..

ومن الواضح أن "نور" كان على حق..
لقد انطلقت رصاصته..
وأصابت هدفها..
تماماً..

وهنا فقط، ترك "أدهم" جسده يهوي..
ومعه، هوى ذلك الظل الأحمر..
تحت قدمي الرئيس مباشرة..
ومع دهشة الرئيس ورجال أمنه، بدأ "عماد" المستقبلي يتجسَّد، وهو يلهث بشدة، والدماء تنزف من موضع ما في عنقه..

ثم اكتمل تجسّده، عندما اتسعت عيناه عن آخرهما، وغمغم:
- خسرت.

ولفظ أنفاسه الأخيرة..

وساد المكان ذهول، استغرق لحظة واحدة، قبل أن يشير الرئيس إلى "أدهم"، هاتفاً:
- اسعفوا هذا البطل..

واندفع الجميع نحو "أدهم"..
بناءً على أوامر الرئيس..
شخصياً..


**************


* * *

(مستحيل!.. لولا أن فخامة الرئيس شخصياً قد شهد هذا بنفسه، لما صدّقت حرفاً واحداً منه..)..

نطق مدير المخابرات عباراته في انفعال شديد، بذل قصارى جهده للسيطرة عليه، و"منى" تقف أمامه صامتة، قبل أن يتابع:
- الرئيس يقول: (إن هذا بدا أشبه بمشهد من فيلم من أفلام الخيال العلمي).

أومأت "منى" برأسها، قائلة:
- الأمر كله بدا كذلك.. ذلك المقدِّم المستقبلي أخبرني أن ما حدث ليس تغييراً في التاريخ، ولكنه التاريخ الفعلي، كما كان ينبغي أن يسير، فمحاولة الاغتيال التي سجلها التاريخ في عصره كانت محاولة زميله المستقبلي لاغتيال سيادة الرئيس، وأن "أدهم" قد أنقذه بالفعل، كما يقول تاريخ عصره، ولكن بناءً على المعلومات التي زوَّده بها هو، عندما عاد إلى زمننا لإنقاذ الموقف.. باختصار، وفقاً لما أسماه بفلسفة السفر عبر الزمن، هو لم يأت لإنقاذ التاريخ، وإنما كان يلعب دوره المكتوب فيه.. الدور الذي لم ولن يسجله أحد.

قلّب المدير كفيه، قائلاً:
- والذي لن يمكننا تسجيله أيضاً.

وصمت لحظة، قبل أن يضيف:
- فمن سيصدقنا؟!

غمغمت:
- لا أحد.

أشار المدير بيده، وقال:
- المشكلة أن ذلك المقدِّم الأمني المستقبلي قد اختفى، بعد إنقاذ الرئيس بدقائق، ووحدك رأيتِه يعود إلى عصره، وتعلمين أن أحداً لم يصدِّقك، حتى اختفت جثة الآخر أيضاً، على الرغم من الحراسة المشدَّدة حولها.

تساءلت "منى" في لهفة:
- المهم "أدهم".. كيف هو؟!

أجابها المدير، وهو يحاول الاسترخاء في مقعده:
- اطمئني.. إنه بخير، بعد ست عمليات جراحية معقَّدة، وفخامة الرئيس زاره بنفسه، في مستشفى وادي النيل، ويتردَّد أنه سيمنحه وسام الشجاعة..

قالت في ثقة:
- سيفعل.

ثم استدركت في ارتياح:
- "نور" المستقبلي أخبرني بهذا.

ارتفع حاجبا المدير، ثم نهض من خلف مكتبه، واتجه نحو النافذة، وتطلَّع عبرها لحظات، قبل أن يغمغم:
- يبدو أن الدكتور "محمد علي" كان على حق..

(لا يمكنك أن تفهم أبداً لعبة الزمن..)..

نطقها "نور" في هدوء وارتياح، وهو يقف إلى جوار كبير علماء مركز الأبحاث العلمية في عصره، فربّت الرجل على كتفه في صمت شملهما معاً، وهما يتطلعان عبر نافذة واسعة كبيرة من الطابق الأربعين إلى مصر..
مصر المستقبل..
الآمن.

(تمت بحمد الله)

Eman 05-10-08 07:58 PM

تسلم ايديكي يا أميدو...

يعطيك ربي ألف عافية على مجهودك المميز...:55:

ماننحرم منك أبدا أخي العزيز.....:f63:

:flowers2:

:liilase::liilas::liilase:

zamo851 06-10-08 01:37 PM

الف شكر على المجهود الرائع

ثم كانت الذكري 06-10-08 07:22 PM

ميرسي علي القصة و شكرا علي مجهودك الكبير

أباصيرى 08-10-08 05:40 AM

شكراٌ جدا يا عبير ولكنى أستغرب أن يكون أخر أجزاء روايات الدكتور نبيل هى العدد 160 لأنه أستطاع فعلاٌ أن يجذبنا بشدة إلى روايات منفصلة منها مايعود إلى الماضى مثل عرين الاسد ومنها فى المستقبل
وبظهور شخصية دايفيد جرهام أبو سونيا ومسئوليته عن موت أبو أدهم بالرغم من وجود روايه تحدد قاتل والده الذى كان فى ذلك الوقت مديراٌ للموساد
وأخيراٌ لا تحريمنا من أى جزء من رواية تسطيعين الحصول عليها
لأن د نبيل لن يستطيع أن يحرمنا ويحرم نفسه من هذه الموهبه التى أكرمه الله بها

بحاول افهم 10-10-08 11:58 PM

جميله جدا ولكنها خاليه من التعقيدات ولقد كنت انتظر المزيد من الاثاره
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الموج الذهبي 17-10-08 12:21 AM

القصة رائعة لاكن احداثها حدثت بسرعة كبيرة شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

3boch 06-11-08 05:38 PM

:55:hona
ha9i9a 9issa mochawi9a lakin a3dad jadida o dr nabil faro9 lam yokmilha ba3d alkhota et atlal lmadi limada ta9ol idan bian hadi nihayat adham et nor

sandy0 13-11-08 01:12 PM

الله يعطيك العافية يا رب
بجد بجد مشاركة رائعة ورواية غير عادية
شكرا من كل قلبى

pretty 22-11-08 02:19 AM



الله يعطيكون العافية

و الله كتير زعلت على هالخبر انو العدد 160 حيكون نهاية هالسلاسل اللي تربينا عليهون

بس انشاللله بيرجع د. نبيل و بيغير رايو و بيكمل...




تحياتي

mr.n 09-12-08 02:02 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير بارك الله فيك ورحم الله والديك, يعطيك الف عافيه

mr.n 09-12-08 02:09 AM

ياجماعة مافي احد يعرف نهاية السلسلة

almerfa 14-12-08 03:39 PM

جزاك الله خيرا على هذا النقل الشيق

m_tefa1982 11-02-09 09:26 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ بارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . جزاك الله الف خير موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

أمل2009 13-02-09 08:14 PM

فعلا قصة رائعة بس مكنتش أتمني ان ملف المستقبل أو رجل المستحيل ينتهوا
بس هنعمل ايه

eng.eses 14-02-09 10:08 PM

ألف ألف شكر على القصة الرائعة .....

وتسلم إيديكم على المجهود العظيم ده ....

لكم منى أجمل تحية ....

نورمــــان 22-03-09 02:27 PM

شووووووووكرا تم حفظها الله يعطيك العافية اختي واتمنى ان
د نبيل فاروق مايوقف عن الكتابة شكرا

selva 12-07-09 08:27 PM

ميرسي خالص يا جماعة على نقل القصة الجميلة دي لبطلينا "أدهم" و "نور"
القصة جميلة بس بصراحة خلصت بسرعة خالص ده غير إني كنت اتمنى يبقى في مواقف أكتر ما بين "أدهم" و "نور"!!!
يعني كان نفسي في مشهد يتكلموا فيه مع بعض و يعبر "نور" عن مدى احترامه و إعجابه بالأسطورة ، بس للأسف كانت معظم القصة هروب في هروب!!!
على العموم الواحد أخيراً أمنيته اتحققت إن "أدهم" و "نور" يبقوا مع بعض في قصة واحدة ^^

طارق12 11-02-10 11:25 PM

ششششككككرررااا

الاندلسي الغرناطى 04-03-10 06:35 PM

ياجماعة كده بجد حاجة مملة
ازاى سلسلة رجل المستحيل تخلص
من غير مايرجع ابنه
والا كده ابنه هيكون اسرائيلى ويهودى
ازاى ادهم يقبلها
بجد السلسلة كده هتبقي ناقصة جدا
لازم ابنه يرجع
لان ده بينافي شخصية ادهم صبري اللى احنا كلنا عارفينها

*walaa* 04-03-10 06:57 PM

مين قال ان ابن ادهم مرجعش د. نبيل مقالش انه مارجعش ومحددش وترك النهاية مفتوحة ممكن تتخيل على مزاجك اللي انت عاوزه ولو ان كلامنا ده المفروض يكون في منتدى رجل المستحيل

ملك الروايات 11-03-10 05:21 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

eisssa 13-10-10 06:59 AM

شكرا
ليك جدا

ام سلمي 14-12-10 09:43 PM

شكرا لكل من ساهم في وصول هذا الموضوع الشيق الينا

عهد Amsdsei 15-12-10 07:21 AM

شكرا لك أميدو على الرواية
يمكن يكون الرد متأخر مني بس معلش
كلمة الدكتور نبيل فاروق الأولى آلمتني بجد
أنا بقرأ القصص منذ حوالي 12 سنة يعني اللي بيني و بين القصص "عشرة عمر" زي ما بيقولوا
لكن للأسف لا يوجد ما نستطيع أن نفعله سوى الإنتظار
شكرا لك مرة أخرى
:liilas:

omrhany 20-12-10 08:06 PM

جميل اوى مشكوررررررررررررررررررررررررررررر

mostafa elbalshy 29-05-11 03:31 PM

بداية حلوة اوى و ياريت تكملها

aiv 19-12-12 08:24 PM

رد: جديد على منتدى ليلاس (ملف المستحيل) لـد.نبيل فاروق (مكتملة)
 
السلسلتين رائعتين والفكرة روووووووووووووووووعة وجنان

aiv 20-12-12 09:45 PM

رد: جديد على منتدى ليلاس (ملف المستحيل) لـد.نبيل فاروق (مكتملة)
 
وااااااااااااااااااااااو لقاء العمالقة رهيب


الساعة الآن 03:10 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية