منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر .. (https://www.liilas.com/vb3/t86736.html)

ام البنين 04-03-13 01:00 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
تشكرات حنين. على النقل. لاني. اشوف. له. شعبيه. هنا. بعد.

♫ معزوفة حنين ♫ 11-03-13 02:26 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
وصصصصصصصصصصصصل البارت توه نازل من ساعة ونص ..

♫ معزوفة حنين ♫ 11-03-13 02:27 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
الجـــزء 56 ..
(2)
---------------


صبــاح موسكو..

طلعت من الحمام بعد شاور صباحي غسلها لساعة كاملة..بخيار كان هو المتوفر قدامها بعد ليلة سابقة بأحداث استهلكتها..ورجّعتها للفيلا ما تشوف طريقها..،.. نامت بتشتت ..وصحت بنفس التشتت..تحاول تستوعب اللي صار بكل حذافيره من إلى....
الأمـس....اللي كان.. (عاصفة) عاشتها بحضور محمد اللي كان كلامه ووجوده ثقيل مثل عاداته .. مثل العواصف اللي تثور بالليالي...عاصفة الأمس ثارت وطيّرتها... ومع بزوغ الصبح هدت داخل نفسها الحين..لكن خرابها لازالت آثاره باقية بـ روحها..رح تحتاج ساعات عالأقل..على بال ما تمحي هالخراب..وتعيد ترتيب هالفوضى..،
لبست بلوفر صوفي مسكر من قدام يوصل لركبها بأكمام طويلة فضفااضة تخفي تقاسيم جسمها..بدون شي على سيقانها سوى جوارب صوفية رمادية تدفي أطرافها السفلية ..وشعرها المبلل بعنف نازله خصله على كتوفها بنعومته الطبيعية...
توجّهت لنافذتها وهي ضامه يديها لصدرها من برد الغرفة لعلها تلقى الشمس اللي مضى على شروقها حول النص ساعة....الشمس تطل بين الشجر والدنيا هادية مع صوت عصافير ما خرّب هالهدوء...تتأمل بعيون ذابلة الطبيعة قدامها... تحاول تمتص هالهدوء لداخلها بعد ما جرّها وليـد لفوهة البركان..! .. جذبها بنفسه لتيار عنيف يدري انها مارح تقدر تصمد فيه بدون يد تسندها.. حطها بمعركة تدري انها كسبتها قدام محمد..!.... وكسرتـه !.. ردت على فعلته فيها.. بـ جواب فعلــي قضى على البقايا بينهم..هذا لو كان فيه بينهم شي أساساً..!
حست بـ قشعريرة باردة وغريبة تسلك ظهرها وذراعينها..ضمت ذراعينها بيديها وهي تتذكر كل تفصيل وكل لمسة... أشياء ما ودها تفكر فيها !!.. كيف صار اللي صار...كيف كانت مستسلمة كل ذاك الاستسلام لـ وليد ..كيف بلحظة ..غابت معه بدون قرار..بـدون ارادة..وبرغبة نسيان معــه..!
رفعت يدها المدسوسة بكُم طويل لفمها تغطيه وتغطي المنطقة اللي حوله ، بالذات اللي لمسها..!.. شعورها فيــه بذيك اللحظة... شعورها بلمسته الرقيقة..والمخيفة .. طريقته معها !.. ما تقدر تعطيها وصف .. ما قد عاشته ما تعرف وش تسميها ..،،، ضغطت بقبضتها على فمها وهي تحاول تمنع دمعة ما تدري وش سببها.. هالوهن اللي بقلبها يزيد...يا رب... ليش ماني قادره أستقر بـ شعور..!
هبطت عيونها للكوخ القابع بالأسفل واللي تطل عليه نافذتها .. تتأمل الهدوء الخارجي له وبابه الخشبي المغلق.. وكأنها تتهيأ خروجه بأي لحظة........ قلبها يرجف من اللي صار أمس بكل تفاصيله.. ماهي مستوعبة كيف انتهى..! ،
هي ما تستغرب مساعدة وليد لها...لأنه من البداية..ومن شهرين من أول حضورهم هنا وهو أعلن لها انه رح يساعدها بطريقته...لكن الشي اللي دايم يخوفها ويربكها ..إنها ما تقدر تتوقع تصرفاته...وطريقته هذي تتغير من يوم لـ يوم.. كل يوم له طريقة وأسلوب ..وأسلوبه معها أمس وقدام محمد...بقد ما رد لها شي من عزة نفسها... بقد ما أرعبها ونثر خدر للحين تحس فيه..،

تتذكر كيف اختفى محمد بلحظة بعد ما كان قريب منها ومتشبّث برغبة الكلام معها واشعال الفتيل بينهم..،
بذيك اللحظة ..
وعقب ما تراجعت عن تركي ووجهها مخطوف ماهي عارفه هي بكامل وعيها الكامل أو فاقده إرادة الاختيار ..
تركي ابتسم ..ابتسامة وهو بذاك القرب كانت لها معنى.. ومع ذيك الوضعية كانت الابتسامة حميمـــة بنظرها.. لدرجة ما عرفت تصالي شعورها المرير بمحمد ، ولا شعورها الراجف بسبب جرأة اللي قدامها واللي ما يعرف لشي اسمه تدرج تصرفاته من العيار الثقيل..
وبهمس لها : خلك قريبة..لا تبعدين.. عيونك بعيوني..
هي فعلاً فقدت إرادة الاختيار بذيك اللحظة لأنها كانت مسيّرة معه.. ورغم نقص الأكسجين بصدرها بسبب قوة الموقف من الطرفين..كانت لا تزال تطالع فيه مثل ما يقول..
همس بعد ثواني وهو يقترب لدرجة أنفه كاد يلامس أنفها : ولد عمك عنيد.. لازال واقف.!
سحر وريقها تحول لـحصى : ولـ.يد ..
تركي بعفوية عبــث : الظاهر لازم نزيد الجرعة..
كانت بتقول له لا..!
مارح تقدر تتحمل تمثيلية من هالنوع...هي ممثلة فاشلة دامه يعتبر نفسه ممثل بارع باختلاق الأدوار..
وقبل ياخذ كلامه بجدية ..تراجع عنها تارك مسافة بينهم تسمح لها تتنفس.. رفعت راسها يوم حست ان ابتعاده يعني ان محمد اختفى ..،
جاوب على عيونها : لو تلفين وتطالعينه..بتلقينه مقفي..
التفتت بعفوية واعصابها على وشك تتلف ..وما شافته كان قد اختفى..


راقبت المنظر قدامها مع الكوخ الصامت واللي يدل إن صاحبه ما صحى لحد الحين... رن جوالها فوق السرير.. قامت من مكانها وتحركت لهناك...شافت (ماما) ... تتصل عليها..،..جمعت صوتها وهي ترجع للنافذة ... وحافظت على طبيعية صوتها : هلا..
أم خالد : صباح الخير..
سحر : صباح النور..هلا ماما..
أم خالد بضيق : وينك هاليومين؟...يا إما اتصل على جوالك مغلق.. واذا دقيت على الفيلا ترد صوفيا وتقول نايمة..أمس اتصلت على الفيلا وقالت انك طالعه.. قلت مافيه الا اكلمك الصبح..
ابتسمت بتوتر وهي تمسح على شعرها المبلل فوق رقبتها بكمها الطويل : موجودة..مافيني الا العافية ..
أم خالد : وش أخبارك؟
سحر : الحمدلله.. انتوا وش أخباركم؟... وش أخبار بيان..وحشتني كثير ..!
أم خالد : أخبارنا كلها زينة...وبيان على إنها متغيرة هالفترة مع وضعها الجديد..إلا إنها فاقدتك وكل يوم تسألني متى بترجع سحر..
ابتسمت بعطف وعيونها تلمع.. ذكر طاريها ألحين يحيي الشوق اللي نام بقلبها فترة..
أم خالد : وش صاير هاليومين معك؟
سحر ما فهمت : هاه ؟
أم خالد : دقيت أسأل وأفهم الأخبار الجديدة اللي قالي عنها أبوك..!
سحر ارتبكت ملامحها وهي تتوقع : أي أخبار؟
أم خالد : أخبار المعرس الجديد !
بهت لونها وما تدري ليش حسّت بحمرررة بملامحها : أي معرس؟
أم خالد بنبرة استجوابية : علميني وش قصة اللي متقدم لك؟.. أبوك متصل علي وقايل لي ان فيه واحد متقدم لك وخطبك منه...وانك موافقة عليه..
سحر تبعثرت الحروف بـ لسانها... ماعرفت وش تقول توها تدري ان أبوها ناوي يوصّل الخبر لأمها بهالطريقة..
وبحذر : أبوي وش قال لك بالضبط ؟
أم خالد : كلمني.. وقال لي ان فيه واحد بموسكو.. تقدم لك وخطبك منه..وانك شايفته..وموافقة عليه..وأبوك موافق عليه وكأنه لمح لي إن فيه شي بيتــمّ قريب..
رمشت عشرين رمشة تبي توزن كلامها.. سكتت ثواني تحاول ترتب جملة ما تبي تحوس القصة..، كيف تقول لأمها القصة الأساسية ..وإنها ما تبي لكن أبوها قرر وما بعد قراره الصارم كلمة.... وغير كذا.. هي قررت تستفيد من هالقصة أكبر استفادة ..خصوصاً بعد جية محمد اللي ما جا إلا عشان يحيي نفس الجرح...جيته وشهوده على ارتباطها الجديد..مارح تخرب شي بكشف الحقيقة وهي اللي بتنهي كل شي بيدها وإرادتها وقت اللي يجي الوقت.. لكن ألحين..هالخطبة..سلاح بيدها وعرفت تأثيره زين.. على محمد البارح ! ،
أم خالد باهتمام : وش القصة يا سحر؟..أنا ممداني آخذ السالفة من ابوك كاملة يقول مشغول لراسه ..
جلست على طرف الكرسي وهي تشبك سيقانها ببعض..بتوتر خفي : هالكلام....صحيح..
أم خالد باهتمام : انتي موافقة؟
سحر : تقريباً.. موافقة..
أم خالد باستفسار عفوي : نعرفه يا سحر؟..أنا جا ببالي إنه واحد من معارفنا أيام حياتنا بروسيا.. دام ابوك يعرفه على قوله..
بلعت ريقها.. ومسحت على شعرها المبلل ورقبتها مرة ثانية : تقدرين تقولين...أبوي يعرفه..زين..
أم خالد بحسافة : دامك موافقة عالزواج...وراك رفضتي محسن ولد غالية صديقتي.. والله اني متحسفة عليه للحين !
غمضت عيونها تتنهّد ما تبي تتذكر ذيك الفترة : ماكان لي خاطر ذيك الفترة...وبعدين... ما أعرفه محسن هذا !
أم خالد : لا والله !... بلا خبال أقول..وخلي عنك الأفكار اللي مالها داعي..
سحر عضت شفتها بتوتر : وش قلت أنا !
أم خالد : محسن عن ألف رجال.. ما يحتاج تعرفينه عشان توافقين عليه.. الله يهديك بس.. ويعوضك باللي أحسن منه مية مرة... قولي آمين..
سحر همست بخفوت : آمين..
وسكتت ما تبي تقول كلمة تنحسب عليها.. ما كانت تقصد إنها لازم تعرف واحد قبل الزواج عشان تتزوجه..هي بس كانت تبي تسكر سالفة تقفلت بوقتها ..وما استغربت إن أمها فتحته..كونها رفضت ولد صديقتها وهي اللي وافقت عالارتباط فجأة ألحين..!
وباعتذار : بس ترا مو قصدي أفكار مالها داعي..أقصد إني ذيك الفترة ماكنت أفكر أبد..
أم خالد : طيب وين شفتيه؟.. نعرفه ؟ أبوك يقول إنه عاجبـك !
سحر ماعرفت وش تقول بعد كلمتها الأخيرة : .............
أمها تتابع كلامها : علميني منهو اللي غيّر رايك بهالسرعة بعد ما كنتي قافله عقلك وقلبك بمفتاح بخصوص هالموضوع...منهو هاللي عاجبك ؟
تورّد وجهها وهي للحين ما تدري وش نقل أبوها عنها بخصوص هالموضوع....(عاجبها) .. هالآدمي عاجبني؟!!.. بابا ليتك تحس باللي أحس فيه.. ماني عارفه أحدد شعوري.. فكرة الاعجاب فيه تدري إنها تشبه حفرة من نار..!
أم خالد تحاول تجرّ منها الكلام وهي تظن صمتها خجل : لا تستحين من أمك...تدرين اذا ابوك موافق عليه ويعرفه مارح يكون رايي مختلف عنه.. بس ودي أسمع منك لأنك بنتي ..!
ابتسمت بنعومة : لا تخافين علي... ماني موافقة إلا وأنا مرتاحة..
أم خالد : أدري إنك مارح توافقين الا وانتي مقتنعة.. أعرف راسك شلون يفكر..
ضحكت تحاول تمحي توتر صوتها : حبيبتي أمي.. تطمني..
أم خالد : قبل أكلم أبوك وأسأله...منهو؟ ووش اسمه ؟ ووش يشتغل؟
تورطت وهي تحس مو عارفه شلون تجاوب : ليش ما تاخذين كل هالمعلومات من أبوي؟
أم خالد : باخذها منك قبل آخذها من أبوك..
ضحكت بمرح تمثّله : ههههههههههه المعلومات اللي عند أبوي أدق مني.. والله...صدقيني..
أم خالد ضاقت عيونها مع ضحكة بنتها : اسمه طيب؟

قررت تعترف باسمه الأول : اسمه...وليد..
ام خالد باهتمام : وليد ؟
سحر : ايه وليد...مو حلو اسمه ؟
أم خالد : ووش يشتغل ؟
ما ودها تكذب بشي على أمها ..عشان كذا مارح تعطي تفاصيل ومارح تكذب..
وببراءة : اللي اعرفه له شغل مع أبوي..
أم خالد : شغل وشو ؟
سحر : شغل مع أبوي.. عشان كذا يعرفون بعض زين..
أم خالد : ما اذكر اننا كنا نعرف أحد بموسكو اسمه وليد..
سحر حاولت تغيّر الموضوع : الباقي عند أبوي عاد !

أم خالد تحولت لخبر جديد : طيب... وش سالفة الدراسة اللي طلعتي فيها ؟؟
سحر قامت وهي تراقب من النافذة العصافير اللي نزلوا على شرفتها القريبة : الدراسة؟
أم خالد : أبوك يقول بعد انك بتدرسين بجامعة موسكو؟ أشوف النفسية تغيرت يا سحر لدرجة قمنا نفكر بدراسة ومستقبل!
ابتسمت تتمسك برايها : انا دايما يهمني مستقبلي.. لا يكون معارضة هالشي؟
أم خالد تنهدت : ماني معارضه ..تدرين اذا ابوك موافق ما عندي مشكلة .. يعني لو بعارض وابوك موافق.. بيتغيّر شي..
ضحكت تلطف الجو : هههههه.. اذا عندك كلمة ثانية غير.. ممكن أهدّي اللعب ترا..انتي ماماتي حبيبتي.. بس ان شاء الله إنك مو معارضه لأني جد جد أبي هالجامعة.. ودي أطلع منها بشي يسوى..
ابتسمت أم خالد : استخيري والله يكتب اللي فيه الخير..!
سحر : ان شاء الله..
أم خالد : يلله بروح أصحي بيان عشان روضتها.. وخالد عشان دوامه..
سحر : سلميني على خالد...وبوسي لي بيان..

سكرت من أمها وهي تنزل الجوال..خذت نفس عميييق تهدي التوتر اللي حست فيه..،.. هي عارفه إنها تدبست بالموضوع وكل اللي صار من فعايل يديها لكن بما ان الموضوع وصل لمحمد ..فهو بيوصل للعالم .. وتدري ان أبوها بيعلن خطبتها بالوقت اللي هو يختاره..وشكله قريب...قريب كثثثثثير...
حطت الجوال عالطاولة القريبة وعيونها ترتد للمنظر برا.. ناحية الكــوخ.. المكان اللي يضم الشخص اللي انربطت فيه.بظروف اثنينهم كانوا متشاركين فيها بالجريمة ..،

::

بهالوقت.. داخل كوخه..
طلع من الشاور وهو لابس الروب على جسمه وبيده منشفة صغيرة يفرك بها شعره على رنين جواله اللي يناديه.. التقط ريموت التدفئة بيده الثانية وهو يزيد على الحرارة بسرعة ثم الجوال... الاسم اللي يطل خلاه يبتسم...ضحك بكسل وهو يهمس .. "عريس الغفلة" ، .. وش اللي يخليه يتصل ألحين وهو عايش بالعسل !..مو قاله بالحرف ماني مسمعك صوتي طول هالفترة !
تركي : هلا والله..
ثامر : هلا بك.. صباحك خير..
تركي ماسك ضحكته : وش تبي ؟
ثامر : ليش الضحكة بصوتك !
تركي : بل عليك!!.. رايق ياخي ، بعدين لمحت "عريس الغفلة" ينوّر جوالي شلون ما تبيني اضحك ..
ثامر بحنق : مسميني عريس الغفلة يالوصخ !
تركي : هههههههههههه.. والله هالاسم رح أعتمده بجوالي لما يخلص شهر العسل الماصخ ذا..اذا خلص عطني خبر ..أرجّع سيادة ثامر ..
ثامر : وأنا اللي داق عشان شغل لك!..لكن دام السالفة كذا..تخسي وتعقب..
وقف تركي أمام الباب الزجاجي اللي يشرف عالمطل الطبيعي..ويده تشتغل بشعره بالمنشفة : شغل لي ؟
ثامر : ايه...ولا نسيت طلباتك اللي وكلتني فيها..شغلك لاحقني حتى وانا بشهري...مع اني واعد نفسي وواعدك اني ما اكلمك خلال هالفترة..لكن دام المدام نايمة الحين.. والأخبار من الشركة وصلتني قبل شوي..قلت أتصل عليك اشوف اخبارك ومنها اعطيك اللي عندي..
تركي ابتسم وهو يستدير معطي الطبيعة ظهره : عطني !
ثامر : تخسي وتعقب ..دامك بهالوصاخة..
ضحك بانتعاش : ههههههههههههههههه.. يلله عطني..عشان اقولك اخبار جديدة تخصني..
ثامر بانتباه وتركيز : اخبار جديدة؟.. مع أبو خالد ؟
تركي جلس على الصوفا والمنشفة رماها عالطاولة : لا مع الأمورة..
ثامر : بنته؟...(بجدية)... وش صاير؟
تركي : أول عطني اللي عندك !
ثامر : تركي علمني وش صاير!...وش مصيبتك الجديدة؟...وانا اقول روقانك ذا وراه شي ..!
تركي : وليش ما تقول اني رايق على الصبح وجمالـه..آه يا جماله
ثامر بجدية : أعرفك زين واعرف انك ما تروق عادةً إلا لسبب قوي..
تركي ضحك وهي يرمي ظهره لورا وعيونه للسقف : والله كان تبي الجد.. هالصبح فيه أكثر من سبب مخليني رايق.. أولها إني نفيت الاستاذ ..(بسخرية) .. محمد بن عبداللطيف من هالبلد مكسور الخاطر.. ثانياً..مارح أقولك ثانياً..إلا لما تعطيني المستجدات بسالفة تقارير الشركة..لأني مليت أصبر...أبيهم ..!
ثامر باهتمام مشدود لاسم محمد : الاستاذ محمد؟؟؟..هو ما غيره؟.... وش صاير بينكم؟
تركي : أبد.. لكن الأخ.. قرب على ممتلكات تركي بن جاسر...وإنت تعرف اللي يقرب على ممتلكاتي.. ما أحش رجوله وبس..إلا أنفيــه..بكل اختصار..
ثامر ما فهم : ممتلكاتك؟؟..ماني فاهم... هو جاي لموسكو؟
تركي : تقدر تقول.. "كان" ..جاي..
ثامر : وليش؟..
تركي : قلت لك ناوي على ممتلكاتي الخاصة..
ثامر : تركي لا تحكي طلاسم وضح وش صار لك معه !
تركي : كلامي واضح...
ثامر : والله ماهو واضح..
تركي : ههههههههههه طيب طيب..بوضح...بس مابيك تنفجع... إذا المدام عندك قومها..عشان لو صابتك جلطة تتلاحق عليك..
ثامر يكره اسلوبه ذا بالمقدمات لأنه ما يستخدمه إلا بمناسبات معينة.. ارتعب من كلامه بس مسك أعصابه..ما يبي يحس إنه يهييء لخبر مصيبة وهو يكرر بعقله الله يجعله خير...غاب أسبوع ونص تقريباً ولا يدري وش صاير معه...وأردف : اعوذ بالله منك يا ابليس..
تركي : هههههههههههههه ثامر بلاك ..!
ثامر بأعصاب مشدودة : تكلم واخلص عليّ..مقدماتك ذي ماطيقها... تكلم يا تركي وش صاير معك !
تنحنح...
وبوضوح حروفه : أنا.... خطبت...وتملكت...
ماوصله جواب ..باللحظة اللي قالها..،
صمت عمييق من الطرف الآخر.. ما يوضح ردة فعل بـ عينها..
وعشان يلملم فجعته اللي أكيد على وجهه.. قال بسرعة : ما أمزح ترا... هذا اللي صار..ما تبي تقول مبروك..!

كان متوقع ان ثامر بيسكر بوجهه لين يستوعب الخبر لحاله ، أو بيظل صامت لدقيقة ،...لكنه انفجـع بصدمة يوم وصلته صرخــة غضــب حامية من ثامر : قسم بالله باجيك وأتوطاك ..
تركي بدهشة : شفيك عصبت !!
ثامر بذات الغضب اللي ما يبان عليه إلا نادر النوادر : انت مجنون..!! انت بعقلك الكامل ؟.. واعي باللي قلته لي الحين !!............ ثواني .....( حس بحركة ثامر وفهم إنه طلع برا الغرفة اللي هو فيها...سمع صوت انغلاق الباب وعرف انه ترك المكان اللي يجمعه مع أروى ..وشكله طلع لـ سيب الفندق)
رجع صوته وغضبه ماخف بس نبرته أخفض بسبب المكان : الله يلعن ابليس..فجعت هالنايمة بصرختي ..تعال هنا.. تراني جاد وربي بجيك وأتوطاك ..قولي انك تمزح كان تبي سلامتك مني !
تركي سكت ثواني ما يبي يقول كلمة تزيد ثورته... ما توقع انه بيولع غضب مع الخبر..
ثامر : تركي لا تموت لي أعصابي يرحم لي أبوك..
تركي بهدووء كسا صوته : هذا اللي صار !
ثامر بتمتمات : أستغفر الله وأتوب إليه.. استغفر الله وأتوب إليه.. الله ياخذك يا ابليس..
تركي : ثامر !
ثامر بعصبية : أنا قايل مغامرتك كلمالها تكبر وبتوصل لمرحلة بتفقد فيها خيوط لعبتك.. قلتها لك مرة.. تتذكر كلامي أكيد..!
تركي قام من مكانه ما يقدر يتكلم وهو جالس : ورديت عليك وقلت لك..لا تخاف.. خفف عصبيتك ذي..
ثامر : شلون ما تبيني أخاف!.. وانا ماعرف شلون رح تنتهي من هالشي كله.. ومع خبرك الزفت ذا..ماظن رح ينتهي على خير..
تركي تنهد : ما سألتني منهي !
ثامر بسخرية : واضحة منهي ما يبي لها تفكير يا تركي.. وإنت حولك وحدة غير بنت أبو خالد!
تركي : ما سألتني شلون طيب !
ثامر : ولا أبي أعرف...
تركي : ما سعيت لهالزواج..هو جاني برجليه...أبوها عرضها علي..
ثامر : يقالك تعطيني مبرراتك الحين.. وإنت طبعاً ما صدقت..
تركي بدا يعصب : ماني فاهم موقفك ألحين ! ، قلت لك مليون مرة شلني من راسك ومالك علاقة باللي أسويه..
ثامر بسؤال بالصميم : وين تبي توصل بهالزواج يا تركي؟
تركي : ما عندي جواب ....قلت لك هو اللي خطبها لي.. بالله.. كيف تبيني أرفض ؟..طاري الرفض أساساً ماجا ببالي لا من قريب ولا بعيد..لا تخليني أندم اني قلت لك..!
ثامر بعصبية : وكيف تم هالموضوع ؟
تركي : تم مثل الخلق..
ثامر : إنت فاهم قصدي !
تركي : تم مثل ما تتخيل..
ثامر بصدمة : ماني مصدق ! ، واسمك ؟
تركي : تركي ماله وجود بهالزواج...
جلس ثامر عالأرض مستند عالجدار بعيد عن باب غرفتهم خطوات..مو قادر يوقف على رجليه من هالمفاجئات اللي وصلته على هالصبح : زورت اسمك بالعقد؟
تركي ابتسم : بالضبط !
ثامر : كيف قوى قلبك !؟
تركي : مثل ما قوى قلبه قبل سنين..يسويها فينا..
ثامر : إنت تدري..لو اكتشف حركتك ذي..والله ما يفكك منه شي! ، ربطت البنت باسم ماله وجود يا تركي..مستوعب لوين ممكن يوصل هالموضوع لو انعلن للناس.. وانتشر بعد فترة ان خطيبها شخص ماله وجود.. وش بيصير فيها ..!
شخر بسخرية : هذا اللي أبيــه ..

ثامر : تركي!
تركي: هذا اذا درى بدري... ومحد رح يدري ان الاسم ماله وجود طالما إني ما كشفت عن نفسي... وتبي الصدق تجيني أوقات أشتهي ذيك اللحظة اللي يعرف فيها ان زوج بنته ماله وجود... تقدر تقول هالحركة فيه بتشفي غليلي شوي.. حركة خيانة على أصـول ما تشبه اللي سواه لكن مفعولها مو أقل من حركته في شي...أنا أبيها تكسر ظهره زين..!
ثامر تنهد وقلبه يثقل من هالأفكار اللي كل وحدة منهم أثقل وزن من الثانية...وشلون مخك يفكر..وشلون عجزت أستوعب هالأفكار شلون تجيك ..وشلون تتكون في راسك ،!
بتوتر : تركي !
تركي بوضوح ما يهزه شي : قلت لك من قبل.. بخونه في أعز ما يملك..شيئين اثنين .. والحين... خلني أبدا أشتغل بالشي الثاني اللي يعزه وإرسل لي التقارير..
ثامر : بعد لك مزاج لهالتقارير... أنا كلمتك عشانهم..لكن عقب كلامك انسدت نفسي والله ما ودي أرسلك شي..
تركي اتجه لدولاب ملابسه بياخذ بلوزة وبنطلون..رمى نظرة للخيارات اللي قدامه وهو يردف : بترسلهم ورجلك فوق راسك... إنسى اللي سمعته مني هالوقت.. وارسلهم على عنوان صندوق البريد اللي برسله لك ألحين ..
ثامر : مضبط أمورك!.. كنت داق بستفسر على طريقة ارسالها اللي تبيها بس فعلاً الداهية يظل داهية والله اني اخاف على نفسي منك أشوى إني ولد عمك مو عدوك..
تركي التقط بلوزة زيتية بأزرار على الصدر.. لبسها بيد وحدة واليد الثانية ماسكة الجوال : احمد ربك مليون مرة...
ثامر بكلمة أخيرة : تذكــر دايماً.. فيه فرصة تنتهي من هذا كله..
تركي بعناد : ما أبي أنتهي.. صرت جزء منه..
ثامر بعصبية : يا عنادك اللي ماله حل..

تركي تجاهلـــه : برسلك العنوان.. وتأكد انهم بيرسلونه عليه مابي أخطاء غبية وتروح لناس ثانية ..
ثامر بسخرية : ليه ..خايف يروح مثلاً لبريد ابو خالد ؟..وينصدم إن التقارير اللي وكّلت فيها فريق مختص من شهر فصفص شركته ونشاطاتها ومشاكلها من إلى .. ما أستبعد تجيه جلطـة ..
تركي ضحك : ههههه والله عجبتني فكرتك إنها توصله...لكن بدري عليه... بدري عليه الجلطات .. قدامه أيام سوداء قبل هالنوع من الانهيارات ..
ثامر قرر ينهي المكالمة.. كفاه اللي سمعه لما الحين : انا بسكر ..
تركي : ثواني وارسلك العنوان..

::

أغلق ثامر من تركي وهو يزفر أنفاس ساخنة من اللي سمعه والخبر الجديد اللي ما كان متوقعه..والله مدري وين بتوصل كل خطوة أكبر من اللي قبلها..،.. قام واقف عقب ما استهلكت كلمات تركي كل طاقاته الرايقة على هالصبح..وانقلب روقانه لتوتر..
تحرك ناحية باب الغرفة وجواله يرن برسالة..عرف انها من تركي..ما فتحها ويده تفتح باب الغرفة ..، دخل وعيونه ترتفع للي جالسه بالسرير..آثار النوم واضحة عليها لكنه طاير منها عقب صرخــة الغضب اللي طلعت منه.. تناظره ببعثرة انسانة توها صاحية..مو فاهمة شفيه..،
بهدوء : صحيتي ؟
أروى رفعت جسمها وهي تسند ظهرها لورا ...تطالعه بتوتر : قبل شوي ...روعتني بصراخك !
تقدم يعبر الغرفة وعيونها تلاحقه...رمى الجوال عالطاولة وهو يتنهد : مكالمة واحد عصبتني شوي! ما قصدت أفجعك..
أروى بتوجّس : مين ؟
ثامر باستياء واضح : واحد خبل ومجنون !
أروى بتلقائية : ولد عمك ؟؟
التفت عليها باهتمام.. ما ضاقت لطاريه يمكن من الروعة : ايه ومكالمتي له كانت ضرورية ..عشان شغل طاريء.. بس كيف عرفتي ؟
أروى : توقعت ..توهمت إنك تقول اسمه وانت برا بس ما فهمت شفيك.... ليش طلعت فجأة دامه شغل ؟
ثامر : ما بغيت أزعجك ..
أروى فركت شعرها المنعفس : وش عقبه تزعجني ..صحيت عقب صرختك المريعة...يمـه أول مرة أسمعك تصرخ كذا ! والله خفت ..على بالي علي !
جلس على الكنبة المنفردة وعيونـه الرجولية عليها..بنبرة هادية : عليك؟ ..ليش شاكه بنفسك ؟..مسويه شي غلط من وراي؟
أروى بنظرة حانقة : وش يدريني والله شكيت بنفسي...مافيه الا أنا وإنت هنا..وأنا كنت نايمة والوقت بدري ما جا على بالي إنك تكلم..خليتني أفز بخرعة !
ثامر ابتسم ابتسامة ناعمة ..يحاول يلهى عن اللي سمعه..بهالبنت اللي شاركته الحياة من أيام قليلة : طيب انسي صراخي.......صباح الخير !
رمشت من انقلابه ..روقانه اللي رجع بثواني عقب ما أرعبها بصرخة طيرت لذيذ النوم من عيونها لدرجة شكت ان فيها مصيبة بشغله ، قبل لا تسمع اسم (تركي).. شكت ان بينهم مشكلة..ولّا من متى ثامر ينفعل كذا !!
ثامر : يلله هذاني أعلمك عالرقة والكلام الحلو...تراني صابر للحين ..مو كل شي أبداه أنـا !
أروى بعفوية حانقة : صباح النور.. محسسني مقدر أقول شي..
ثامر : انتي فالحة بالرد ..منتي فالحة تبدين ..
أروى : احمد ربك.. هذا لساني ربي خالقه كذا ..
ثامر : وش زودك عن غيرك !
أروى : لساني عوج عاد وش أسوي...
وتحركت من السرير ناحية الحمام قاطعه النقاش اللي يحش فيها .. تركته لحاله ومع ابتعادها رجعت أفكاره للي شاغل باله...ربه باليه بولد عم مجنون ما يحسب الخطوة قبل ياخذها...

طلعت أروى من الحمام بعد دقايق وطاري ولد عمه اللي انذكر..خلاها تبي تسأل سؤال لازال يدور براسها أجلته كثير..
أروى : ثامر !
التفت عليه بهدوء ..
أروى : سؤال...ألحين ولد عمك!.. تركي ذا .. هو مسافر ؟!
عقد حواجبه من السؤال الغريب : ايه مسافر لشغل ...ليش هالسؤال الغريب عنه !
أروى : مدري ..شفته يوم الزواج لأول مرة...وما كانت كأنها أول مرة.. أحس يشبه أحد ..إنت تحس ان له شبيه مر علينا؟؟
ثامر هز راسه نفي ..بسخرية : ذا ماله شبيه بـ ولا مكان.. والحمدلله انه نسخة وحدة مافيه منها اثنين ولا كان العالم دمار..
رفعت حواجبها وهي تجلس باهتمام : ليه ؟؟ هو شرير يعني ..؟
ضحك : هههههههههه ماهو شرير بطبعه ..لكن اذا بغى يكون نذل وشرير عرف شلون يجيبها بحقارة...فما ألومك لو كرهتيه عادي جداً..متفهم شعورك يالحبيبة ..
ابتسمت : إيييه أكررهه ..
ثامر : هههههههههههههههههه ..ما قلتي مين يشبه ..؟
أروى حركت يدها بلا مبالاة : لااا خلاص انسى الموضوع... أخاف يحقد علي إذا درى إني مشبهته بـ سوااق.. ههههههههههههه..
اختفت ضحكته....... وبصدمة : نعم ؟؟؟؟؟
::


♫ معزوفة حنين ♫ 11-03-13 02:27 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 


في غرفة سحر بعد ساعة ..
دخلت صوفيا للغرفة على بالها سحر نايمة ..لقتها جالسه على الكرسي ..وبابتسااامة : لقد عااااد والدكِ..!
لفت سحر وجهها لها وهي ساكتة ..وصوفيا واقفه عالباب : للتو عاد.. ظننتك نائمة جئت لأوقظكِ..
سحر : مستيقظة منذ مدة .. حسناً سأنزل بعد قليل..
صوفيا : لا تتأخري...يريد أن يراكِ..
غابت صوفيا.. تحركت سحر من مكانها عشان تستعد تنزل وتشوفه بعد غيابه هالثلاث أيام... ما تدري عنده علم بجية محمد هنا ولو إنها مستبعده هالشي...واضح إن محمد ما جاء عندها ورااح إلا وهو عارف جدول عمه..مستحيل يكون ابوها يعرف ..،
لبست بنطلون تحت قطعة الصوف الطويلة..وفوق راسها شال يغطي شعرها للحين متعلقه فيه ...ما تدري ليش ما تقدر تشيله ولاهي متخيله تشيله مهما كان اللي صار أمس..،
نزلت للصالة بهدوء وواجهت أبوها اللي كان يخلع جكيته ويرميه على الصوفا..التفت عليها بابتسامة متعبة من ضغط ثلاث ايام..رسمت ارهاق واضح حول عيونه..،
حضنته تسلم والهدوء كاسيها : الحمدلله على سلامتك..
ابو خالد : الله يسلمك ..وش الأخبار؟ .. وش مسويه هاليومين بغيابي !
سحر : مافيه شي غير إني استعد للجامعة ..
أبو خالد : ما صار شي؟ .. وش أخبار وليد ان شاء الله مابينكم مشاكل !
فهمت قصده ، الظاهر خايف انها تطرده من الفيلا مثل ما سوت بسفرته الأخيرة...أو تفتعل المشاكل بينهم ..،
وبهدوء : وليد بخير..
ابتسم من هدوء غريب كاسيها وكأن فيه شي صاير اثناء غيابه ما أفصحت عنه..
وباستفسار : وش صاير ؟
رفعت عيونها لعيونه ذات التجاعيد الخفيفة : مو..صاير شي..
أبو خالد : ليش أحس مافيك نشاط على الصبح!..مهيب عاداتك..
رجعت لها ذكرى محمد ..الظاهر بتحتاج ساعات زيادة على بال ما تمحي خراب عاصفته جواها.. بس جارت ابوها ما تبي تحسسه بشي : كسل وراح بشوفتك..صدقني..
وتقدمت لخده وطبعت عليها قبلـة قوية تطمنه..وهالشي خلاه يبتسم.. تراجعت وعيونها تتأمل وجهه : شكلك مرهق !
أبو خالد : قل نوم..
سحر : تبي فطور قبل ترقى تريح وتنام..؟
أبو خالد : قلت لصوفيا تجهز الفطور.. والله يا سحر جوعان ، بعد الأكل باخذ لي كم ساعة نوم.. بس ألحين تافل العافية جوع وتعب..
سحر ابتسمت بعطف : دام كذا بروح أساعدها عشان تخلص الفطور بسرعة .. اجلس ولا تفتح أوراقك..ريح راسك..
وانطلقت للمطبخ.. وهناك شافت صوفيا تحوس بكل مكان تحاول تنتهي من التجهيز بسرعة..
بدت تساعدها ..وبينما هي مشغولة تصب العصير للجيك الزجاجي : صوفيا !
صوفيا معطيتها ظهرها بانشغال : ماذا ؟
سحر : إذا سألك والدي عن شيء....لا تخبريه أن ابن عمي جاء إلى هنا..
التفتت صوفيا وحركة يديها تهدى : لماذا ؟
سحر : إنه متعب..وسيشغل الأمر باله..لا أريده أن يعرف بالأمر فقد اهتممت أنا به..
صوفيا رجعت لشغلها بدون اهتمام : كما تريدين..
شالت صوفيا الأشياء اللي بيدها وراحت للصالة..وسحر مشغولة باللي معها..رتّبت الأطباق في صينية عشان توديهم مرة وحدة ومعهم العصير..رجعت صوفيا بعد دقيقة : هل أساعدكِ..
سحر وهي تشيل : أنا سأحملها..

طلعت من المطبخ للممر..وبطريقها.. انفتح باب الفيلا قدامها..وظهر تركي بقوة واللي وقف عالباب يوم التقت عيونهـم ..، بلحظة صمت عفووية..محد نطق فيهم..
وقفت خطوتها ..وارتعشت الصينية بيدها ما تدري ليش ..ونبضها يتبعثر ... نزلت بنظرها لتحت تهرب بعيونها وما تدري ليش تهرب ...شوفته تستجلب لقلبها وعقلها واحساسها لحظتهم الأخيرة..بكل ما فيها من شعور وكلمات طلعت من فمه.. حركته اللي دكت حصنها بـ رقة خوفتها وهزت شعورها بلحظة ضعف واستسلام..
تأملها على هالصبح وهي تهرب بعيونها ما تبي تناظره.. عرف انها مرتبكة !
كسر الصمت ..وابتسم ابتسامة حلوة : صباح الخير..
رفعت نظرها وشافت الابتسامة العذبة... مو عادته يبتسم بهالبشاشة بوجهها..هالروقان الغريب اللي فيه..،
هالابتسامة لها معنى يقول فيها...ما نسيت..بس بصمت وبلغة العيون ،
نزلت نظرها للصينية وحاولت تتحرك من قدامه..ناويه الصالة.. لكن...بخطوة وحدة من رجله صار قدامها بكل هدووء يعترض طريقها..
رفعت عيونها له بلمعـة شعوور ما قدرت تخفيه.. يبرق بعيونها ..
شاف هذاك البريق والكلام اللي بعيونها ..بنص ابتسامة فيها من النعومة كثير : قلت ...صباح....الخير..
فهمت انه يبيها ترد ، رافض سكوتها...وباستجابة مبحوحة : صباح النور.. (جمعت صوتها تحاول تخلي اللقاء طبيعي عابر ) : احم.. تبي تفطر ؟
تركي وعيونه بعيونها بطريقة زادت ربكتها : والله جوعان .. (رفع راسه لمدخل صالة الجلوس القريبة) : جيت اشوف ابوك كأني لمحته داخل قبل شوي..
سحر هزت راسها : ايه وصل...قبل شوي..
التفت لها ..يناظرها مرة ثانية بعيونه ..بهمس هيّأ لها عقلها إنه حميم : قبل أدخل أشوفه... بقولك شي..
الحمرة وصلت لرقبتها.. والحمدلله انها لافتها بسكارف يخفي التغيرات اللي تطرأ عليها...ما قدرت تتوقع اللي يبي يقوله! ..وش بيقول لها عقب أمس؟..وش بيقول ..هي كلمتين منـه وضاعت فيها ..كلمتين.. مقتنعة إنه ما كان يعنيها بالحرف قد ما كان يبيها تنسى اسم محمـد بلحظة البكاء ذيك .. رقتـه المتفجرة بذيك اللمسة..
تركي : سحر !
وعت على اسمها اللي نادر ما يقوله..بسرعة : همم ؟
تركي وصوته ينخفض : قلتي لأبوك عن جيته ؟
فهمت انه يقصد محمد..ببرود تتصنعه : لا !.. ومو ناويه..
ابتسم : زين...كنت بقولك ..ولد عمك سافر..معاد هو موجود.. ريحي أعصابك..
رفعت عيونها باهتمااام كبير لعيونه مع هالخبر .. يعني...تقدر تسترخي ألحين؟.. مارح يكون فيه شي يشد أعصابها بسبب طاريه..!
تركي يجاوب عيونها : ما قضى الليلة الفايتة هنا.. مشى على طول عالمطار.. أقدر أقول..كسبتي الجولة الأخيرة ..
رمشت وهي تدنق للصينية بأنفاس تثقل..ماهي فرحانة عشان شي ..واذا فيه شي بس بيخليها تسترخي هو خبر روحتـه..
وبخفوت : كيف عرفت ؟
تركي : كنت متوقع انه مارح يطول عن يومين خصوصاً ان أبوك بيوصل اليوم..ما كنت أعتقد انه يبي يقابله...أمس ما رجعت عالفيلا إلا متأخر وشفته بطريقي وهو طالع من بنايته وراكب سيارة أجرة مع شنطته ..الواضح ان وراه رحلة رجعة عالسعودية..
هزت راسها وهي مدنقه وتحركت للصالة بصمت بدون تعليق... تعدّت ابوها اللي كان مستلقي عالصوفا يريح جسمه عشان تحط الصينية على طاولة الطعام..بينما تركي تقدم بيسلم عليه وعيونه تتفحص الارهاق اللي هو فيه..
تعدل ابو خالد جالس ورجوله تنزل للأرض...وتركيي ينزل على راسه : شلونك؟..وش ذا .. شايفك رايح فيها !
ابتسم ابو خالد وهو يرخي ربطة عنقه أكثر من ماهي مرخيه : الشكوى لله... عقبال ما تمسك هالنوع من الشغل عني..وانا أرتاح بالرياض..
ضحك من هالطاري اللي بدا ينعشه كون أقصى جدية الجد رح تبدى قريب : أبد حطني على يمناك...بس بقولك مابي أمسك غير استراتيجيات الشركة..التطوير والأبحاث.. غيره مابي..
رفع أبو خالد حواجبه : أوه ذي عاد كبيرة..
جلس بابتسامـة خداعة ظاهرها ثقة متناهية : ما تثق في ولدك الثاني يا ابو خالد..؟
أبو خالد : ماهي مسألة ثقة.. انا أدري انك تستهوي هالنوع وهو شي تنبأت فيه من طريقة تفكيرك اللي برزت لي مع الوقت..
تركي : ويعني؟
أبو خالد : هالموضوع ماهوب محل نقاش الحين.. لسا بدري شوي خلك تخلص اللي بين يديك الحين..بعدها ..احتياجاتنا رح تحدد المكان اللي بتشتغل فيه..،
تركي بابتسامة ، وبحاجب مرفوع بـ عنـاد : لا يابو خالد..انا واحد طموح.. أبي اتفاق من الحين..عشان اشد حيلي لو فيه أمل..
التفت ابو خالد عليه : قلت لك يا غالي احتياجاتنا اللي تحدد ، والأكيد اذا طلعت نتايجك مبهرة وفوق المتوقع..ابشر بالمكان الزين..أنا بالأخير ما أفرط بالمواهب.. وقريب بسأل المعهد عنك..بشوف وش انك مهبب عندهم !
تركي ضحك : هههههههههههههههههههههههه نصيحة لا .. خلها مستورة ..
أبو خالد بعقدة حواجبه : وليش؟..مهبب بلاوي ؟
تركي : والله انا واثق من عطائي كان تبي الجد..
أبو خالد : دام كذا..بشوف أخبارك عندهم..
تركي رمى ظهره للخلف وهو يميل بفمه يمين وشمال مثل المحبط : تدري إني أبي أفجر ابداعاتي..والله فيني طاقات مدري وين أوديها..
أبو خالد : هههههههههههههههههههه مشتاق للغثا...المكان اللي تبيه مركز حساس ومافي شركة ناجحة بالدنيا ما تقوم عليه..
تركي بابتسامة ملتوية : عارف هالشي.. بدون هالقسم الشركة عمرها قصير مارح تصبر قدام عواصف السوق والتنافس العنيف اللي فيه.. يعني بدون قسم تطوير وأبحاث قوي وجبار الشركة بالباي باي..
أبو خالد : ما أزيد على حكيك..
تركي بقلبه سؤال يبي يعرفه : طيب بسألك.. منهو اللي ماسك هالقسم حالياً ؟
أبو خالد : ماسكه محمد..
بابتسامة ملتوية : حلو ..


قاطعتهم سحر على اسم محمد اللي نط بالحوار ..وهي تقرب : يلله الفطور عشان يمديك ترتاح..
التفت تركي لها والتقت عيونهم من جديد.. قطع الاسم وطاريه .. قام من مكانه مع أبوها ناحية الفطور اللي ينتظرهم ..،

:

بعد نص ساعة يتناولون فيها الفطور بصمت..
قام أبو خالد من مكانه ناوي يطلع فوق يريح لأن الارهاق متمكن من كل جسمه..، اختفى وبقوا اثنينهم لحالهم على نفس الطاولة..سوى ان سحر مدنقه لصحنها تكمل أكلها بدون كلمة وهي تظن ان اللي قدامها..بيطلع لدوامه هو الثاني..فما نطقت بشي،
لكن مرت دقيقة هدوء وهو جالس بدون صوت...رفعت رمشها بعفوية وتصادمت معـه يناظر فيها بتحديق عميييق.. عيونه ما ترمش..وما تنزل..وأكواعه مستندة عالطاولة ،
بلعت خبزة يابسة عورتها من هيئتـه اللي تقضي على توازن الهدوء عندها : ليش تناظر ؟
رمش رمشة وحدة بس..وما نزل عيونه..بنظرات ثاقبة تلمع ..
ما فهمت وش جالس يتعمن وليش هالنظرات الصامتة اللي مثل السهام..
رمشت عشرين مرة وهي تحافظ نبرتها : شفيك مبحلق كذا..عندك شي تبي تقوله تكلم ..ترا أبوي طلع فوق..
تركي : دامه طلع فوق.. وولد عمك راح وريحك..ليش متوترة هالكثر للحين .. انتهينا منه...
سحر بهدوء : متوترة شوي عقب اللي صار ..شوي وبرجع طبيعية عطني ساعتين وبكون تمام..
تركي : ما تحتاجين ساعتين..قلت لك ولد عمك طار راجع يعني مارح نشوفه هنا مرة ثانية.. ليش هالساعتين بعد ..نصيحة لا تضيعين ساعتين من حياتك في أفكار ولت وانتهت..
سحر : ع.ارفه.. بس إلا ما يظل ببالي جيته كلها باللي فيها... احتاج وقت عشان انسى اليومين اللي راحت وماني متضايقه الحين..
ابتسم ابتسامته الناعمة وهو ينوم ذراعه عالطاولة بعد ما كانت مرفوعة وجسمه يميل للأمام بمحاولة اقتراب صغيرة : بعد ما نسيتي للحين؟
سؤاله أربكها وهي ترمي نظرها لكاس العصير قدامها : بنسى وبيجي يوم قريب ..فيه مارح يشكل كل اللي صار أي أهمية عندي..
تركي : رح تنسين..
رفعت نظرها لعيونه واضطراب محسوس يلفها ، هالكلمة لامست من جديد ذات الوتر..
وكرر : قلتها لك.. وأنا أعنيـها ما قلتها لك لمجرد تخفيف ومواساة .. فإذا تثقين بكلامي حطيها ببالك اني أعنيها.. رح تنسين هالتجربة بكل مافيها..
نزلت كاس العصير وحكيه بهالصوت الحنون وهالنبرة الشفافة يلف قلبها بشعور ناعم من حرير... ما عرفت ترد..لكن مجرد وعده لها يعطيها دافع معنوي.. مارح تكذب على نفسها لكن فعلاً.. ما ندمت على وجوده بهالوقت رغم كل سلبياته..،

::

في المســاء ..
أبو خالد ما طلع من الفيلا هاليوم لعله يرتاح ، سحر جالسه معه لحالهم ..كان يتصفح أحد الجرايد وفنجال القهوة العربية قدامه حاولت سحر تصلحها عشانه..،
وصله اتصال ما ركزت فيه..كانت تتابع التي في وبعيونها ساكن خدر ونعاس ..متمددة على الصوفا بكل راحة..
عقب ثواني أغلق الاتصال..والتفت لها ..
أبو خالد : هذا أبو يزيد..!
لفت براسها وهو عالمخدة وشعرها مبعثر حول وجهها : وش يبي!
أبو خالد : يبينا نجيه البيت بكرة..يذكرني بالعزيمة الصغيرة..وملزم..
ابتسمت يوم تذكرت : وبتروح؟.. ما عندك شغل اقصد؟
أبو خالد : لزّم علي وما قدرت أرده...بنروح عندهم بكرة..
رجعت براسها لوضعه الطبيعي وعيونه ترتد للتي في.. بدون تعليق وما عندها رفض بالعكس فرصة تغيير الجو ..لجو أكثر عائلية .. بتشوف حمودي.. وام يزيد.. ويزيد..، وابتسمت لطاريهم اللي يزهر ويرتبط بسنوات خلفية ..

::


في عيادتـه .. جالس بعد ما انتهى من مراجعة آخر مريض طلع قبل دقايق ..يسجل بعض البيانات يوم وصلته طرقات على بابه ..اعتقد انها من جمال بالبداية.،
مارفع عيونه المقطبة : تفضل..
وصله صوت الدكتور نايف بعد دخوله : مرحبا دكتور خالد..
رفع خالد عيونه مباشرة من هالزيارة اللي أكيد بمناسبة.. وحط القلم ..وبهدوء : مرحبتين..!
د. نايف وهو واقف عند الباب : دكتور ممكن تجي عيادتي خلال الاستراحة الجاية..أبيك بموضوع..
هز راسه مباشرة : تامر ان شاء الله.. بس عسى ما شر ؟
د. نايف بهدوء نبرته توحي بموضوع جدي : كل خير ان شاء الله.. لا تتأخر..
واختفى مسكر الباب من عقبه... كل خير ؟؟؟...أي خير... أي خير يا مشاعل والقصة وصلت لمديري...!!
خليها بس تمس شغلي ..والله لأطلعها من عيونك.. اذا وصلت لهالحد ، ماني قادر امسك نفسي..،

ناظر ساعة معصمه بسرعة يحسب الوقت.. الاستراحة الجاية باقي عليها أقل من عشر دقايق... قام من مكانه ناوي يلحق على د. نايف خله يفهم الموضوع بسرعة ..مو متحمل تلف أعصاب ..،
طلع من عيادته وملامحه مقطبة مو قادر يبتسم لأحد يمر بوجهه... مرت جنبه كذا نيرس وكذا دكتورة ما قدر يبتسم لأحد كأنه ما يشوف قدامه...مافي باله غير هالبلــوة اللي طاحت على راسه واليوم بالذات..لازم يوضح الصورة..مهما كلفه الموضوع..،

ركب الليفت اللي كان خالي إلا..من هند.. مستعدة تطلع لفوق.. وقف وهو يضغط رقم خمسة بدون لا يطالع بشي بـ حالة غياب تام عن اللي حوله..،
عقدت هند حواجبها وهي تتأمله ..هالفترة مو طبيعي جاحد السلام وما يسلم إلا قليل وكأنه ما يشوف... وكأنها حاسه انه عايش فترة توتر من القصص اللي سمعتها..وأكيد وصلت له..،
قطعت الصمت : دكتور خالد ..!
وعى..ومال بعيونه ناحيتها بنظرات جامدة تعكس عن شعوره الحالي :.........
جذبت أكسجين من هالنظرة اللي تلسع ذرات الهوا... بهيئة مختلفة عن شخصيته الرايقة البشوشة.. بس عاذرتـه وقررت تخفف عنه : لا يزعلك اللي انقال..عارفين ان الغلط ماهو عليك..وسع صدرك حاستك مو على بعضك..
رفع حاجب بشكل يرهب : ووش تعرفين انتي ؟؟
رمشت من سؤاله الهجومي وهي تعتدل بوقوفها قدام نبرته : ما صدقت..محد مصدق.. معتبرينها اشاعة ومالها أساس..
رد بنظره للباب وحاجبه ينزل مكانه : زين...
هند بتسرع : أكيد يعني مارح نصدق.. يعني دكتور مثلك وصورتك وسيرتك الحلوة مارح يلوثها شي مثل هذا..لأنك مستحيل تغلط مثل هالغلطة.. عارفين احنا مين ساس المشكلة..فارتاح ..صحيح السوالف كثرت بس أغلبها تبرأ ساحتك لأن سيرتك تدعمك.. لا تتضايق عشان غلطة مالك يد فيها..
التفت عليها وعيونه تشتعل.. فاهم تلميحها ولمين تلمح بالغلط..لكنها ما حددت اسم وهالشي يوحي له إن اسم مشاعل للحين خلف الأضواء ماظهر للعلن..واللي تقصده هي البنت مهما كانت هويتها ...،لكن... تظل الصورة مشوهة بعينهم حتى لو برأته ولصقوها بالمجنونة المتهورة اللي كانت معه لأن أولاً وأخيراً مافيه غلطة من ذاك النوع عشان يبرأونه أو يلصقونها فيه ... ومجرد ان هالتفاهة تتلصق بذيك المتهورة..بعد يثـور شياطينه عليها ماهو ناقص مثل هالمسؤولية..،
وهي اللي مرتبطة فيه بالاسم والدم..
قالت بسرعة وهدوء تبي تهدي هذاك الاشتعال ، ما تدري ان تلميحها للبنت بهالطريقة ما هدأه بل زاده : أنا مصدقه ان الغلط ما يطلع منك.. وكل البنات مصدقين.. وعقبال البقية يرمون السالفة ورا ظهورهم..
خالد : يعني انتي مقتنعة ان فيه غلط من ذاك النوع طلع من واحد من الطرفين؟...إنتوا كذا مفكرينها..!؟
سكتت للحظة ... وعقب ثواني تحاول تلطف جوه : اللي يهمنا ان الغلط ماهو منك.. فلا تشيل هم.. كلنا ندعمك..
خالد بحدة نبرته وخطوته تطلع : عن اذنك..
ما رد على كلامها ..ومافيه شي يقوله أصلاً...القصة مخبوصة ..كان اسمه محور نقاش لكم يوم ..ومع الوقت واللت والعجن بالقصة بدا التأويل وتحديد المتسبب بتأويلات غبية..المشكلة ان القصة كلها غلط حتى لو تبرأ هو في نظرهم تظل قصة خرافية خيالية من عقول تحب فبركة القصص..،
تابعته هند بعيونها ماهي عارفه لوين رايح بالضبط ... راقبته ..وعرفت إنه يتوجه لعيادة الدكتور نايف اللي بآخر الممر...توقعت سبب روحته لهناك..أكيد راح يتكلم معه..، كملت طريقها عشان تسوي شغلة قبل تنزل لصاحباتها في ساعة البريك..،.. وهي راجعه جاها اتصال من ياسمين..
تأففت وهي ترد : هذاااني جاية ياسمينوه.. مافيك صبر..
ياسمين : وينك ؟؟؟ جوعانين مارح ننتظرك..
هند : الحين جاية.. بقولكم شي ..الظاهر الموضوع وصل لأبوك..

:

دخل خالد على د. نايف وهو يستعد لكم كلمة بيقولها بس قبل لازم يسمع ، عشان يعرف بأي كلام يرد..
خالد : خير دكتور فيه خبر مهم ؟
د. نايف استراح على كرسيه ..وهو يسحب نفـس بصمت واصبعه يدق حافة المكتب..اتضح لـ خالد انه كان يبي يرتب أفكاره.. وكره هالموقف لأنه تنبأ إلا متأكد بالموضوع..
د. نايف يستفتح بهدوء : دكتور خالد... هو سؤال واحد بس..ماعندي مقدمة ..كل الموضوع اني مستغرب اللي سمعته.. وش صاير معك قبل كم يوم..قلقتني ؟
خالد تقدم محافظ على ثبات نبرته : ما صار شي...وش سامع يا دكتور ؟
د. نايف : سمعت اليوم بالصدفة سالفة تخصك.. كنت غايب لي يومين لشغل برا المستشفى يبدو لي الموضوع مو وليد اليوم ولا أمس... أبي توضيح ..القصص اللي سمعتها بمستشفاي ما ترضي احد.. أعتقد إنها اشاعات مزعجة للسمع ..بس بفهم وش أساسها..
خالد غمض عيونه وهو يفرك قمة أنفه ..يحاول يرتب الأفكار المتضاربة بذهنه ...ما تخيل بيوم إنه بيوقف قدام هالشخص مثل المتهم بجريمة...ويحتاج يطلع أدلة براءة عشان ينفي التهمة و"الاشاعة" عنه .. وش يقول؟؟ يقول كان مع بنت عمه تحت !!... مع مشاعل!... لو كانت غيرها بيقولها ولا بيخاف من شـي وبيقدر ينفي القصة بأي طريقة ..لكنها مشاعل .. مجرد تصريحه باسمها وان الموضوع ماهو مثل ما يتخيل...بيجيب أسئلة أكبر.... إنت كنت مع بنت عمك تحت ؟!...ليش يا دكتور خالد ؟!! ..حتى لو قال الحقيقة هل بيكون شي مقنع بنظره..؟
د. نايف : دكتور خالد ؟
خالد فتح عيونه وملامحه متشنجة بوضوح : ماني عارف لها أساس..
د. نايف بتساؤل : كيف ما تعرف...أكيد بتفهم ليش بدت ..ممكن يكون فيه سوء فهم.. وانت الوحيد اللي بتقدر توضحه لو كان فيه.. هل قصة وجودك مع شخص ثاني حقيقة ؟
ما لفظ كلمة "بنت" تلطفاً وأدباً ..لكن السؤال هيج بركان داخله... رغم إن د. نايف كان يستفسر ولكن السؤال بحد ذاته يوحي بتشكيك اخلاقي ..
د. نايف بادر : لا تفهم سؤالي غلط أنا ما اتهمك بشي يا دكتور لكن لازم اعرف وش صاير عشان أنهي هالقصة..وأوضحها للكل بنفسي.. يعني وجودك مع زميلة مثلا ماهو شي غريب هنا... وقد يكون فيه من شافك وتهيأ شي ماله اساس ونشره..قد يكون المتسبب متقصد لك..وأنا هنا أبي اعرف..عشان انهي المهزلة ذي..وأحاسب اللي بداها حرصاً عليك يا دكتور خالد..!

خالد بتصبر : قلت لك اللي عندي.. الاشاعة تنشر كلام ماله اساس أنا وين وهالسوالف وين..تعرفني زين يا دكتور.. مستحيل أفرط بسمعـة ولازال قدامي مستقبل ينتظرني..
د. نايف يحاول يخفف من تشنجه يوم حس بتأزم واضح بملامحه وكلامه.. مابغاه يتأثر : يا دكتور.. سمعتك محد يشكك فيها... لكن لو كان بالسالفة تلاعب من أحد انا هنا مارح أسكت.. عند هالمواضيع مقدر أغض بصري وانت تدري شلون يهمني اخلاق العمل العالية وأدنى تسيب واهمال ما عندي له إلا أقسى العقوبات..،.. أقول هالكلام لمصلحتك ولخوفي عليك... إنت شاك في أحد ؟
خالد كره النقاش : ماني شاك في أحد...
د. نايف اللي حس ان خالد يخفي شي .. جا بينطق بسؤال : طيب بسألك.. وين كنت بذاك الوقت؟...الممرضة المساعدة لك تقول انك اختفيت لساعات عن عيادتك ..هل فعلاً كنت موجود بالقبو الثاني ذاك الوقت؟
قبل يجهز جواب..أو حتى يفكر.... قاطعهم دق عالباب... التفت د. نايف بينما خالد لازال معطي الباب ظهره..مع دخول شخص عليهم..
د. نايف : ياسمين ؟
التفت خالد للباب بسرعة مع اسمها..باستغراب... لقاها واقفه ووجهها تهيأ له إنه أحمر .. كتوفها ترتفع وتنخفض وأنفاسها مالها صوت.. فهم من نظرة وحدة انها جت تركض لكنها تمثّل الهدوء بهاللحظة..وهي تغصب أنفاسها اللاهثة ما يظهر لها صوت.. وتكون طبيعية.. وبعيونها تطمينات له.. قراها ..
بهدوء ..كلامها موجه لأبوها وعيونها على خالد: آسفة حسبتك لحالك..!
ما أبعد خالد عيونه عنها يوم فهم انها جت لسبب وكذبت بكلمتها لغاية بنفسها..توهم أبوها انها ما كانت تدري بهالاجتماع..
د. نايف : انا باجتماع مع د. خالد ..دقايق وبننتهي ..
ما طلعت إلا تقدمت لداخل : كنت جايه بقولك شي ... بس تفاجأت بوجوده ...ما توقعت انك بتكلمه كذا..
د. نايف بحواجب معقودة : وش اللي يمنع يا دكتورة ؟
ياسمين وكأنها دخلت بالسالفة بعفوية وبدون تخطيط : يعني توقعي بمحله ... تبي تسأله عن الاشاعات السخيفة اللي صارت.. كيف تصدق هالتفاهة فيه يا دكتور نايف..؟
د. نايف بأمر : ان شاء الله كل خير.. اتركينا ألحين دقايق..
ياسمين ببراءة متقنة : دام كذا بقول شي ينسف هالكلام الفاضي كله..
وأكملت وهي تلتفت لـ خالد : أنا استغرب شلون طلع هالحكي لأني كنت معه بأغلب ساعات اليوم...سوينا جولتنا سوا... صح دكتور خالد..؟
التفت خالد لها وبعيونه دهشة كامنة..ما حاول يظهرها لا تخرب الموقف كله ..
ياسمين رجعت لأبوها : كنا مزحومين أنا وياه بنفس اليوم..وكنت أحتاج لأجوبة ببعض الأمور فكنت معاه أسأله كل شوي.. أذكر انه ما ارتاح إلا نص ساعة بالصباح وعشان كذا كان غايب عن عيادته..كان يقولي عنده ضغط مو طبيعي حتى شوف يده من كثر الضغط صابها ارهاق... يعني لو تبي شاهد خذني أنا أأكد لك .. مافيه شي من كل هذا... والمتسبب بالقصة لازم يتحاسب...
د. نايف تحوّل لـ خالد : هالكلام صحيح دكتور خالد ؟.. دامك كنت مع ياسمين ليش سكت؟.. وش اللي موترك..
جذب نفس عميق يحاول يوزن كلامه : ماني خايف من شي.. وما أبي أبرر لأني ماني مقتنع بالتهمة هذي.. أنا باليوم الواحد أوقف مع عشر زملاء وعشرين زميلة شي عادي..والدكتورة ياسمين ماكانت الوحيدة بذاك اليوم يعني كنت أمارس يومي بشكل طبيعي..لكن زين منها الدكتورة ياسمين تتذكر..
التفتت عليه وهي تبتسم يوم جارى كذبتها البيضاء اللي جت ركض عشان تلقيها يوم عرفت إنه مجتمع مع أبوها وتنبأت بالسبب..
د. نايف : دام كذا ..هالشي يخليني آخذ الموضوع بشكل جدي وصارم... لازم نعرف المتسبب..خوفي تتكرر معك أو مع غيرك..
خالد : هذا اللي عندي يا دكتور.. أقدر أستأذن الحين..؟
د. نايف وهو ينقل عيونه بينهم : تقدر تستأذن..واذا شاك بأحد معين لا تتردد تعطيني خبر.. يهمني هالموضوع ينتهي بأسرع وقت كثر الكلام والقيل والقال ماهو زين يكثر هنا..
خالد وأفكاره قافله كلياً : بحاول أفيدك.. عن اذنك..
ياسمين : وانا كمان طالعه بلحق عالبنات ..

طلع خالد من الباب بصمت ..وياسمين خلفه... مشى بدون لا يطالع وراه كان الهدوء والصمت يلفه إلا إن صوتها الناعم ناداه من وراه : خالد..
التفت لها ..يوم سمع اسمه المجرد بلحن صوتها..أجبره يستجيب.. اقتربت منه وبعيونها قلق صادق اضطر معها يبعد عيونه لأقرب جماد حولهم.. مقعد قريب ..ما قدر يطالعها وكل ذاك الغضب فيهم كاره يظهر بهالصورة المنفعلة قدامها..
ياسمين : ارتاح مارح يسألك دكتور نايف بعد كذا...
خالد بهدوء وعيونه عـ الجماد : قبل أشكرك....ليه كذبتي وعرضتي نفسك لظنون كان ممكن تجي بخاطر أبوك..تهورتي..
ابتسمت بصدق وهي ملاحظه موده السيء ..رؤيته بهالصورة الغير معهودة ما نفـرتها منه إلا زادته جاذبية بعيونها..وتدري انها فكرة قد تكون مضحكة لكن هذا اللي تحسه..جاذبيته بهالمود مدبله أضعاف..
واردفت : حطيت نفسي بهالموقف لأني عارفه ثقته فيني... حتى لو جاته ظنون رح ينفيها على طول من باله ..صدقني هذا ابوي وأعرفه.. مارح يفكر بصورة مو زينة طمن بالك..المهم ان صورتك انت بعيونه ما تتغير ..يهمني هالشي كثير دكتور خالد.. مابيه يفكر بشي مو زين عنك..
غمض عيونه يستجمع هدوءه...ثم التفت عليها وابتسامة ناعمة متعبة ..تظهر : شكراً دكتورة..شكراً على وقفتك..مقدر هالشي كثير..
ياسمين وقلبها يمتلي حبور : ولو دكتور.. ما بيننا شكر .. بكون جنبك لما ينتهي هالموضوع.. ودام عدت بسلام مع أبوي الباقي يهون..
هز راسه يتفاعل مع كلماته المطمئنة له...
قالت باهتمام : كيف يدك ألحين؟
رفع يده الملفوفة برباط غليظ عشان ما يتعرض لاحتكاكات ولو بسيطة : رايح الحين أغير الربطة عشان العلاج..
ياسمين باهتمام : عطوك لها علاج !
خالد : ايه ضروري أداوم عليـه كأن ابيها ترجع مثل ما كانت..
ياسمين ابتسمت وهي تاخذ الدور من جديد : بجي معك..ممكن تحتاج لمساعدة..

::

♫ معزوفة حنين ♫ 11-03-13 02:27 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 


مشاعل رمت كومة الملفات اللي يبي لها تحديث عقب الجلسات الأخيرة...ما تقدر تكمل ألحين ..راسها مشحوون ما عاد عرفت ترتاح...ولاهي بقادرة تكمل بتركيز إذا ما راحت تكلمه عشان يلقون حل لكل هاللي صاير.. اللي يتعرض له خالد ما يرضي أحد حتى لو كان قلبها شايل عليه شيل العالمين..، صاير حتى ما يناظر فيها ..حتى ما صار يجيها الدور عقب ما كان بالبداية يجي على فترات عشان يغيضها ويستفزها بألف طريقة وأسلوب.. ألحين غايب.. مخليها تعيش النتايج وكأنه يقولها..شوفي لوين وصلتينا...
جلست وهي تتأفف ..
مسكت القلم تبي تكتب أي شي...لكن مخها فاضي ما يجمع.. حاولت تنتهي من ملفين عالأقل لكن ماااش...رمت القلم فوقهم وهي توقف بقرار مافيه تراجع...بتروح تكلمه..واللي فيها فيها... ماتبيه يظن إنها غير مبالية باللي صاير ..وهي حتى كلمـة التلميــح السيئة فيه..توجعها...كيف لو كانت تصريح..

انسحبت من مكانها ونزلت من الدرج مافيه حيل انتظار... مشت بخطوات متوازنة ناحية عيادته وهي تجمع الهدوء من كل ذرة حولها... لازم تكون هادية وما تنفعل...آخر لقاء لعيونهم كان تحت بكل ذيك القسوة اللي كان عليهم مع كلامه وانكاره لها ..
وصلت للباب ورفعت يدها...دقته وهي تتهيأ لوجوده...جالس على مكتبه يشتغل..يقرأ...أو يسجل...
فتحت الباب قبل تنتظر جوابه.. واسمه ينطلق من لسانها لعلها تكسر حاجز : خالد..!
وقفت عند الباب مجبرة ما قدرت تخطي لداخل ..من وجود ياسمين هناك تساعده بربط يده ، كان جالس عالمقعد قدام مكتبه وهي مقابله وبينهم الطاولة اللي تشيل مرهمه وعلاجه ومثبتات الربطة..
التفت مع اسمـه اللي جا بصوت ماله توأم بحياته ..نعومته اللي تمتزج مع اندفاع فطري فيه.. شد انتباهه ..وطاحت عينه عليها واقفه.. نقلت عيونها من ياسمين اللي التفتت عليها وهي توقف شغلها ..وقامت تطالعه هو مو أحد غيره وهي تشد شفاتها بحركة عفوية... منظر ما كانت تحتاجه بلحظة كانت تتقوى فيها .. بس ماهو وقته تظهر شعور واحد يعتريها حتى لو كان يطحنها من جوا طحن.. وهذا اللي تحسه الحين ليش تنكر لنفسها..
سحب يده اللي كان مريحها عالطاولة قدام ياسمين.. وعيونه عليها بصمت مهيب.. يشحن الأجوااء..
ما نطق بحرف واحد..ومشاعل بجرأة صعبة جمعتها....تقدمت لداخل خطوة وحدة تعلن فيها إنها جايه عشان شي..
رفع حاجب واحد بجمود : على وين ؟
فهمت قصده إنه يعلن رفض دخولها للمكان... وبهدوء صعب : أبي أكلمك..،
خالد بجمود زايد عن حده : بخصوص ؟؟؟
مشاعل التفتت لـ ياسمين مع سؤاله : ممكن تتركين المكان؟
رفعت ياسمين حواجبها من الأمر المفاجيء..والتفتت لـ خالد وهي تحس ببدايات توتر تنتشر بسرعة فضيعة..
لكن اللي تحرك...هو خالد...قام واقف بطوله من المقعد..ومشاعل ترتفع عيونها معه..
يارب هي مو ناقصة شحن معه بوجود طرف ثالث... هي جايه وتبي الموضوع بينها وبينه بس خالد بهالهيئة مارح يعطيها اللي تبيه ..!!
خطى لها ومع كل خطوة تفقد نبضة من بين ضلوعها.. هالجمود ما تتحمله ..ما تتحمللللله...خالد زمان..اذا كان بأعلى مستويات غضبه منها ..ما يتعدى فعله كلمة ساخرة برواق ..وتجاهل تاام ..
كان حتى بغضبه رايق ..وبغيضه رايق..
ألحين مختلف...مختلف كثيير عمره ما كان بهالحال ناحيتها..

وقف قدامها..ونظراته سياط من شرار : جايه لعيادتي !.. يا شجاعتك..
قاطعته برغبة جادة : جاية أتكلم معك.. خالد لحالنا لو سمحت ..
تنحنحت ياسمين وهي تقوم واقفه وتترك كل شي... بهدوء متوتر : انا طالعه دكتور خالد..

وتحركت ناحية الباب بس خالد مد يده يستوقفها قبل توصل للباب..وهو يستدرك : لا تبعدين يا دكتورة..كلامنا مارح يطول ..خلك قريبة محتاج مساعدتك مقدر أعابل يدي لحالي..
قالها وعيونه بعيون مشاعل اللي تطالعه وتسمع كل كلمة بسكين وتلميح.. رمشت تحاول تتماسك قدام هالطوفان الهايج من النظرات... تحاول تعذره...والله تحاول تعذره على كل كلمة ونظرة ..اللي تعرض له ماهو شي سهل على أي أحد شلون لو كان خالد.. عشان كذا بتدوس على الوجع هي السبب بكل هذا وبتتحمل ..،
ياسمين هزت راسها بتوتر : ان شاء الله...بكون برا أجل..
وطلعت وأغلقت الباب عقبها ..
خالد : دقيقتين ما عندك غيرهم !
مشاعل بمحاولة تليـنه..محاولة عشوائية : شلون يدك ؟
خالد رفع يده اللي ارتخى الرباط منهم وبرزت أثار الاصابة والورم اللي فيها : تمزق بالأوتار وشعر بالعظم...تريحك هالإجابة يا هانم ؟
دنقت وهي تعض على شفاتها بعنف ما تبي دموعها تظهر.. ماله شغله إلا يلومها ويلومها ويلوومها..
مشاعل وهي مدنقه مو قادره ترفع عينها : خالد.. لا تحسب اللي صاير ماهمني..والله يهمني..
خالد بسخرية ، مو مصدقها : يهمك؟ ، وش اللي يهمك؟
مشاعل بصدق : جيت اقولك اني مستعدة اسوي اللي تبيه عشان القصة ذي كلها تنتهي .. أنا ما أرضى عليك كل اللي ينقال..والله خالد لا تحسبني مو مهتمة للي يصير...إنت تدري اللي صار غير مقصود.. ما فكرت مرة إني أأذيك بهالطريقة..
سكت ثواني...
عقبها قال : تذكرين وش قلت لك من البداية ؟
رفعت عينها تتحرى ضربة مؤلمة لأن سؤاله يلمح..
أكمل : قلت لك انك انتي والمشاكل واحد ..وجيتك هنا مارح تجيب الا المشاكل..قلت هالشي ولا ما قلته وكنت دايماً على حق !؟
ظهرت دموعها غصب بعيونها وهو يأكد لها انه هو الصواب وهي الخطأ اللي لا يمكن يتصحح...هو يعاقبها ..بس يعاقبها بهالكلام..واستغل فرصة جيتها...سالت دموعها بكل وضوح وما حاولت تخفيها...ركزّ خالد فيها لا شعورياً مع ظهورها السريع..رغم الغضب الصامت اللي هو فيه..ما قدر يبعد نظره وكأن رؤية هالدمـوع النادمـة هو الشي اللي كان ينتظـره..،
الشي اللي بيخفف من غضبــه..
وبصوت يهتزّ : يعني..تبيني أطلع ؟
ما جاوب....وبعبرة تتحشرج ببطء..كمّلت : تدري اني..مقدر أطلع من هنا... خالد أنا ما جيت عشانك كثر ماهو عشان نفسي.. ليه منت راضي تستوعب اني أبي أتغير عشان نفسي قبل أي أحد ثاني.. خالد والله ما أنام الليل من صار اللي صار وإنت موجعني فيها..موجعني فيها مو مخليني أرتاح... أكرهــك خالد أكرررهك.. أكرره نفسي مليون مرة بسببك..
خالد وجموده يتراجــع...بنبرة تهدى..وملامحه تنفرد ببطء : مشاعل..
شهقت وهي تستدير تعطيه ظهرها..تبي تطلع خلاص...فقدت رغبة النقاش
وبشهقة مكتومة طالعه من قلبها : الله يوجع قلبك مثل ما توجع قلبي..الله يوجع قلبك يا خالد..
تحركت خطوة تبي الباب بس كيف تبيه يكون هادي مع هالدعاوي والبكاء اللي كسر صورة العناد المتمثـلة فيها.. اعترض طريقها وعيونه ما تررمش ..
رفعت عيونها الفايضة قهر وعذاب يتفنن برسمه..
خالد بهدوء : محد موجعك يا مشاعل غير نفسك..
وجعتهــا كلمته إيه انا اللي جبته لنفسي يوم خليتك الحلم الأرقى بحياة انسانة فاشلة مثلي..
مشاعل : لأني غبية ..
خالد ووضعها خلاه يتراجع لهدوء صعب : محد قال انك غبية ..!
مشاعل بألم : وخر خالد حبيبتك تنتظرك برا..
خالد : مشاعل بلاش هالألفاظ هنا..
مشاعل باحتراق باكي من كل شي تكالب عليها : تدري وش يقهرني الحين اني كنت معك خمس ساعات لحالي ليتني كنت هناك بروحي ومت ولحد درى عني.. مجرد وجودي مع واحد متبلد مثلك كرهتني بحياتي.. مارح تحس يا خالد باللي بجوفي ولا رح تفهم إني خسرت ثقتي بنفسي بسببك انت لحالك..
ومشت بسرعة تبي تطلع وهو يحاول يعترض طريقها بيده ..بجدية حادة : مشاعل لحظة..
صرخت بوجهه قبل لا تلمسها يده : لا تلمسنـــي.. يكفيني مرة ذبحت روحـي..
فهم قصدها باللمسة اللي ذبحت روحها... غمض عيونه لا إرادياً وهو يزدري ريقه من الجو اللي انشحن بكلامها ومعانيه.. ما يبي يسترجع ذيك الذكرى هو بالموت تناساها ودفنها.. لكن هذي هي ترجـع بكل تفصيـل وشعور يثيـر رغبـاته..،
تحركت للباب : الله يوجعك يا خالد الله يوجعك ..

طلعت من العيادة مثل الاعصار وتجاوزت ياسمين اللي كانت جالسه على مقاعد تتطقطق بفونها وما قدرت تسمع شي من الكلام بسبب المسافة.. قامت واقفة بعد مرور مشاعل السريع بعد ما توقعت ان فيه موضوع كان بينهم...رجعت للعيادة بهدوء ودخلت..لقت خالد بحالة ثانيــة مختلفة عن اللي تركته عليها.... جالس بنفس المقعد..منحني شوي للأمام وهو مغطي جبينه وعيونه بأصابعه.. واليد الثانية المصابة ترتعش بوضع غريب على فخذه..،..
منظره يوحي بالوجع بكل المقاييس..هالة الألم اللي تحاوطه بعد ما كان بمزاج مختلف تماماً قبل شوي..،
ما عرفت وش صاير..وش النقاش اللي دار بينه وبين بنت عمه اللي صرّح مرة إنها مثل إخته..،
ياسمين بقلق: دكتور خالد ؟

انتبه لصوتها يخترق الصمت.. ما رفع راسه وهو يشد أصابعه على جبينه ويرمي عيونه
ناحية المكتب بعيد : محتاج أكون لحالي هالوقت..
فهمت ان فيه مشكلة أو نقاش متوتر حدث.. فاستجابت لطلبه : اوكي.. اذا احتجت شي.. انا موجودة..
وطلعت من عنده... ما تحرك من مكانه وهو يمسح على شعره قدام وورا بحركات وصلت لأعلى مستويات التشتت والتوتر والهم..، رفع يده المصابة لعيونه يفركهم بعنف والحوار اللي قبل شوي ..قلبـه فووق تحت.. خلال دقايق بس.. عاش تقلبات سريعة ومخيفة بالشعور من الغضب للهدوء..للتشتت للتوتر..والألم وما بينهم منهك..،
شعوره يمر بمرحلة تخبط عنيف يزداد عنفها مع الوقت.. مشاعر ثارت بتضاعف عقب حبستهم الأخيرة..هذاك الحادث ماترك فيه شي على حالـه.. ،

::


في بيت ابو محمد ..

طلع بندر من غرفته وهو لابس عقب قيلولة العصر ..،
طلّ على غرفة محمد لعلمه انه المفروض رجع ..ما لقاه توجه لأمه وأبوه اللي جالسين بالصالة العلوية ..
بندر : وين محمد ؟ ما رجع ؟
أمه : إلا رجع اليوم الصبح ..ريّح له كم ساعة وتوه طالع للشركة قبل نص ساعة تقريباً..
بندر : ما يشبع هالمهبول من الشغل .. يا صبره على نفسه..
أبو محمد : والله تبيه انقلع للشركة يمكن تلقى لك شغل يسنعك بدل المدابج والمهابد اللي تعرفه..
بندر : ههههههههههههه وانا بنتظرك لما تقول..أكيد بروح أشوف أخبار دجته الأخيرة.. أكيد فيه شي عن شقر وطخامة..
أبو محمد : رح الله يستر عليك.. واترك هالحكي الماصخ...
بندر : انا رايح..

اختفى بندر وهو نازل الدرج بدندنة.. طلع جواله وهو يركب سيارته يبي يتأكد إن محمد موجود بالشركة قبل يروح لهناك..
اتصل وهو يحرك....لما جاه صوت محمد منشغل ..وبحماس مفقوود : مرحبا ..
بندر بابتسامة : مررحبتين بالروسي اللي راح للشقر وما اخذني معه ..
محمد مستسخف الحكي ماهو في مزاج أبدا يسمح : ماني رايق يا بندر قسماً بربي..
بندر باستغراب : أفا .. يعني ما اتحمد لك بالسلامة..أضف وجهي وأهون ما أجي لك ؟
محمد تنهد بصبر متلاشي : بندر والله العظيم ماني رايق لك..عندي شغل متراكم قد شعر راسي تبي شي مهم ؟
بندر : شفيك؟؟؟... شخبار السفرة ؟
محمد ما حبسها : زفت يا بندر... زفت ..
بندر ارتااع من هالتصريح : وش اللي زفت ؟؟ .. ما مشى شغلك ؟
محمد اعترف ما قدر يحبس : مارحت عشان شغل يا بندر ..

بندر هدت نبرته... هذا اللي كان يتوقعه ..يوم صرح محمد انه رايح روسيا لشغل ما صدقه وما استفسر كثير وقتها: أجل ؟
محمد : تذكر سؤالك اللي سألتني يوم قلت لك اني مسافر هناك.. يوم سألتني ليش رايح ،
بندر : ايه ..
محمد : نفس ظنك...رحت عشانه ..
بندر فهم : سحر ؟
محمد : ومو غيرها ..
بندر توتر من احباط محمد اللي ما يدري وش سببه : شخبارها ؟
محمد ابتسم من خيباته : مبسوطة ..عايشه حياتها يا بندر ..عايشتها بالطول والعرض...
بندر بصدق هامس : الحمدلله ..

محمد بسؤال مفاجيء : للحين تفكر فيها يا بندر ؟؟ منت ندمان على تأخيرك هذا ؟
بندر بهدوء : ماني ندمان على شي..لأني قلت لك..كل منا يحتاج الوقت..والحمدلله انها مبسوطة ريحتني بهالخبر كثير..
محمد : دام كذا..نصيحة حطها بين عيونك... شلها من بالك نهائياً هذا اذا باقي في أمل تفكر فيها..
عقد بندر حواجبه باهتمام : محمد وش صاير كلامك وراه اشياء؟؟ ..صار بينكم شي !؟؟
محمد : ماني قادر اتكلم الحين.. عندي شغل ..وقت ثاني..
بندر : أجل دام كذا انا جايك.. مع السلامة ..

:


أغلقت باب غرفتها بالمفتاح وبيدها جوالها...وهي تسمع أصوات أمها وأبوها بالصالة العلوية يسولفون..
راحت لأبعد نقطة عن الباب وهي تدق على ارقام التلفون الأخير اللي اتصل عليها... تبي تجدد شعور الراحة بتطمينات جديدة تزيد جرعة الراحة... بكت البارح على سجادتها بنص الليل شكر لرب العالمين بعد دعوات استمرت ليالي استنزفت كل شي فيها..

جاها صوت العم اللي قال عن نفسه مصلح.. بكل وقار يزيد الراحة ناحيته كشخص مجهول ما عرفته غير بالصوت.. ويكفيها مثل هالصوت..
العم مصلح : حيا الله بنت الاجاويد..
شادن : شلونك يا عم؟..
العم مصلح بابتسامة : ما نشكي باس... تراي ما عرفت اسمك يا بنتي..
شادن : اسمي شادن..

ما سمع زين : وشهو ..؟؟؟
ابتسمت غصب بتعب : شادن يا عم .. ش ا د ن ..
العم مصلح : ايييه ..ونعم الاسامي.. تبين تنشدين عن عمر ..! هذا هو جنبي أول ما ترد له روحه اعطيك العلم..
شادن بوجع وكأنه تحس بحاله : للحين نايم ؟
العم مصلح : كني به يتحرك هالساعات.. عطيه شوية وقت يا بنيتي مابي اخوفك..لكن تعبه يبي له وقت على بال ما يستصح .. عيّني من الله خير.. ادعي الله يشفيه من اللي هو فيه..
شادن بصدق : آمين ....ادعي له يا عم..أحس فيك الخير.. ادعي له بكل خير يعطيه ربي لأحد..ادعي له ربي يصلح له دينه ودنياه...يصلح حاله دامك جنبه لا تبخل عليه بشي..
ابتسم بوقار مع ان كلماتها تلمح إنه يعاني بأشياء مو زينة بحياته : ما طلبتي شي با بنت الأجاويد.. لا تشيلين له هم ..

قطع عليها دق عالباب...وبسرعة رجعت للتلفون : مابي أطول عليك يا عم.. بكلمك وقت ثاني أسألك عنه..
العم مصلح : الله يطمن قليبك..
سكرت منه.. واتجهت للباب وفتحته...شافته أبوها واقف ..
ابتسمت بوجهه بصمت عشان تحسسه إنها بخير ..
أبو محمد : وراك مسكره على نفسك !..تعالي شاركينا القهوة..جبناها فوق عشانك
شادن : ان شاء الله ..الحين جايه..

بعد دقايق رن التلفون القريب من أبو محمد اللي كان يتناول قهوته بالصالة العلوية.. انضمت لهم شادن ،
التقط السماعة ..ووصله صوت رجال غريب ..يشبه الصوت اللي نقل لهم أول الأخبار السيئة عنه... عن عمر.. ،
استعدل بجلوسه بتأهب لا شعوري : ايوه..معك ابو محمد !
التفتوا ام محمد وشادن له يتابعون ملامحه اللي كانت تتغير بجدية من سماع أخبار جديدة عالطرف الثاني..
:........
أبو محمد : انتوا متأكدين؟ يمين الله نبي نتطمن عليه وان كان لكم حق منه ماني بقادر امنعكم..لكن نخيتك تطمني اذا فيه اخبار عنه ..
:.......
أبو محمد : ان شاء الله ان شاء الله... ألحين جايكم..
سكر بسرعة وعجلة تلبسته مع جدية وقلق واضح ..
ام محمد : لا إله الا الله ..وش صاير ؟؟؟
أبو محمد وهو يلتقط شماغه : لقوه سيارته ..ويبون اجيهم عشان اتعرف عليها.. يا الله لا تفجعني فيه يا الله ..

قالها وهو ينزل الدرج بسرعة بينما ام محمد تنهدت تذكر الله ..وشادن ملتزمه الصمت الكامل شي ماهو غريب عليها ..هو ترك سيارته واختفى مع راهي ولا تدري وش صار حتى وصل للرجال اللي اسمه مصلح.. بحالة مرض !!
::

في الهجرة النائية ..

تحرك وحواجبه مغضنة من وجع ساكن بيده اللي كانت مرفوعة على صدره بوضعية غريبة بدا يستشعرها ..وكأنها مربطوة بشي ..مع وعيه اللي بدا يرد له.. ، فتح عيونه برسمتها الحادة ..ببطء وسكون..وطاحت على سقف من طين.. رمش مرة..ومرتين..وثلاث ..وهو يحاول ينشط خلايا مخه اللي نامت مع مرضه واللي ما استوعبه لحد هاللحظة..،
جا العم مصلح وهو شايل بيده صحن قديم فيه موية مقري فيها ناوي يمسح بها على وجهه ويديه دام حرارته جالسه تنخفض بالتدريج...وطاحت عينه على وجـهه....فاتح عيونه السودا ..واجمة بالسقف..بصمت مهيب يكسر الجدران ..
هلل براحة مسموعة : لا إله إلا الله... ماجور يا ولد مأجور.. في عدوانك وعدوين أهلك..

حرك عمر راسه يوم سمع الصوت القريب ..ناحية الوجه المسن..ولحد هاللحظة ما هو قادر يجمع الصورة كاملة براسه..،
عقد حواجبه بتعقيد وهو يحاول يرفع رقبته ما قدر ويده الملفوفة اكتشف انها معلقة على رقبته.. هب العم مصلح يمنعه : لا تتحرك وأنا عمك..ارتاح لين يرد حيلك كله.. ما عليك شر ..لا تقلق حالك يا ولد الناس..
استرخى وعيونه ترتفع لعيون الشايب..ببحة اخترقت صوته الرجولي : كم لي عندك ؟
العم مصلح : دخلنا باليوم الرابع .. بس ما تنلام ما حسيت بعمرك ..معك حرارتن شديدة من ثلاث أيام وتوها خفت ..كنت تعيبان وجريح والحمدلله على العافية ..هذا هي بدت ترد لك ..
غمض عيونه باستياء تمكن منه ..كيف أربع أيام..أربع أيام مو حاس بشي..!
العم مصلح : وش انك تحس به يا عمك ؟
عمر وهو مغمض وعاقد ما بين حواجبه بشدة : صداع..
العم مصلح : تبي مسكن يخفف لك هالوجع..
عمر : أبي اجلس على حيلي
ومال على جنبه يحاول يرفع نفسه بيده السليمة ..لأن الثانية عرف من منظرها ورقبته اللي شايلتها..إنها تعاني كسر وللحين ما يدري شلون صارت كذا..
فز مصلح ومسك كتوفه يحاول يرفعه يوم شاف اصراره : ارتاح يا عمك خل حيلك يرد لك قبل توك ما فتّحت عيونك إلا من دقايق..
كشر عمر وهو يسند جسمه على يده السليمة عشان يستقيم جالس..سحب ظهره للخلف لين لامس الجدار..وحبس الآخ داخله ما طلعت ..
قام مصلح يجيب مسكن يخفف بقايا الوجع... وعمر مالت عيونه للأشياء اللي حوله ..ملابسه اللي كان لابسها واللي يذكر انها كانت متلوثة بحالته ذيك..نظيفة ألحين وموجودة قريب.. بعض القطع القماشية وصحن موية.. ومنقد النار اللي يستخدمها للقهوة..شابة تبعث الدفا بالمكان.. واخيراً...جواله عالأرض..
غمض عيونه وهو يسند راسه للجدار من صداع واستياء وحزن كبيير.. أربع ايام غايب عن الدنيا عقب ما ولّعها لأقصى درجات اللهيب..بينه وبينهم...،
يتذكر المعركة الدامية الأخيرة .. قراره الحاسم بلحظة غليان.. عليّ وعلى أعدائي...!
أربع ايام.. تارك قلب يهتم له...يحترق !
يدري إنه تحترق..وتمووت ..!

رجع مصلح وهو يشوفه ساكن بلحظة صمت ..مغمض عيونه .. عطاه الحبة اللي بلعها بدون كلمة..
العم مصلح بابتسامة حنونة : اذا حسيت حيلك رد لك قلي يا عمك..عشان تتيمم وتصلي الفروض اللي فاتتك ..
هز راسه بايجاب متعب : ما تقصر..

جلس مصلح وهو يمسك الجوال بابتسامة : خلني أجل أخابر على حليلتك أبشرها... قلبها متقطعن عليك كل شوي تدق تنشدني عنك.. لك وحدتن تفجع القلب من طاريك..فجعت قلبي عليها من صياح مدري وش اسميه..
رفع راسه بسرعة للوجه المسن...من طاري ما استوعبه..
العم مصلح : تبي تكلمها بنفسك يا عمك ؟
وجعه قلبه من الطاري... وببحة تعب ما قتلت هيبته : شوي يا عم شوي.. ماني عارف وش اقول لها.. خلني استرد صوتي مابي أخوفها دامك عرفت إنها تنفجع عند طاري واحد ما يستاهل..




يتبــع..

أمنياتي يروق لكم ، هالبارت كان سباق مع الوقت وان شاء الله يكون مرضي..
انتظر تعليقاتكم بشغف..
فلا تبخلوا ..

ما انحرم
أحبكم في الله ..

عنوون http://forums.graaam.com/images/smil...%20%282%29.gif


الساعة الآن 02:58 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية