منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر .. (https://www.liilas.com/vb3/t86736.html)

♫ معزوفة حنين ♫ 25-02-13 12:35 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
باااااااااارت جديد وصصصصصصصل..

♫ معزوفة حنين ♫ 25-02-13 12:35 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 

الجــــزء 55 ..
--------------------


في المستشفــى ،..
طلعت مشاعل من دورة المياه عقب ما غسلت يديها ووجهها بعد ساعة الغداء...مشت بسرعة وعجلة عشان ترجع لطابقها ما تبي تتأخر ولا دقيقة تجنباً لـ شيري واستقعادها... ناظرت ساعتها قدامها خمس دقايق قبل جلسة الأشعة الجاية ولازم تجهّز الغرفة !.. صادفت عند الليفت هند وسناء واقفات ينتظرون وهم يسولفون بـ خفوت ! .. وقفت وراهم وهي ساكتة تنتظر الليفت معهم.. بدون لا ينتبهون لها لأنهم مندمجين بـ سالفة..
هند بجدية : تدرين رحت للممرضات اللي قلتي عنهم أسألهم عن سالفة البنت... السالفة شغلت بالي طول أمس..
سناء ناظرتها باستغراب : ليش يعني ما كنتي مصدقتني!؟
هند : رحت استفسر عن الموضوع... بغيت أعرف مين هي وايش جابها...تدرين توقعت بالبداية تكون وحدة جت تزوره من برا ..بس تدرين وش اكتشفت !
سناء : ايش؟
هند : انها ممرضة هنا.. ماني مستوعبة الموضوع سناء..أحس بالصداع كل ما تخيلت !
سناء باهتمام : توقعت مثلك.. بس توني ادري منك انها ممرضة..واضح انك اشتغلتي محققة هههه..
هند تنهّدت : ماني عارفه افكر ..
سناء فهمت حيرتها : مصرّه تعرفين مين هي !! ريّحي بالك يا شيخة..خلاص إنسي السالفة.. مالنا دخل فيها..وعلى قولة ياسمين خلينا نقفّل السالفة ..هذي سمعة مانبي نعيد ونزيد في السالفة.. ما تدرين وش بيصير بعدين !!
هند : مو كذا .. بس بغيت أتأكد وللحين حاسه فيه شي غلط بالموضوع..! شلون يلقونه هناك مع وحدة !! يعني انتي مستوعبة الفكرة !! واللي معوّر راسي أكثر انهم قالوا ان البنت تشتغل هنا.. يعني......(سكتت ثواني بتفكير متعمّق ......وعقبها لفّت على سناء بكامل جسدها باندفاع عصبي ) : تتوقعين انها أغوته بنت اللذينا ؟؟؟
شهقت سناء وهي تطق هند بذراعها عقب الكلمة..ومشاعل عقدت حواجبها بصدمة من الكلمة ولاهي عارفه عن مين يتكلمون... وجع !! .. الجملة الأخيرة صدمتها وكيف تقولها بمكان مثل هذا مع امكانية أي أحد يمرّ ويسمع..!
هند تألمت ومسكت ذراعها : آح...شفيك تطقيني !! .. يعني طبيعي أفكر كذا.. الغلط اكيد عليها مو عليه لأن كلنا عارفينه..
سناء بعصبية هامسة وهي متوتره من وقوف البنت اللي وراهم وتوّها تنتبه لها : قفلي فمك ! ، احنا مو عارفين وش اللي صار..اسكتي !
سكتت هند يوم لاحظت وقوف وحدة وراهم.. ما عرفتها ولا دققت فيها..
دخلوا الليفت ومشاعل تبعتهم وهي عاقده حواجبها من اللي سمعته ولأن مشاعرها ناحية هند كل مالها بالسالب ، نرفزها الكلام.. وكيف تنسى انها قالت عنها غبية من وراها وإنها حلفت لتربيها بنفسها !!
التزمت الصمت وهي توقف وراهم ، ما لاحظوا إنها هي لأن هند وسناء تركيزهم بسالفتهم ..خصوصاً هند اللي شاغلها الموضوع وأفكارها بالقصة الجديدة هذي.. تحط الاحتمالات..
وبهمس واااطي تلقطه مشاعل بصعوبة بالغة : أقول سنو..أمس ما قدرت اسكت وبغيت أتأكد من الموضوع... عشان كذا رحت للشباب اللي تحت امس وسألتهم !!
سناء بـ دهشة هاااامسة : نزلتي تحت !!...مررة مهتمة بالموضوع ليتني ما قلت لك..
هند وجسمها لاصق بـ سناء بتمتمة تظهر وتغيب : كان لازم أنزل تحت !..دام ممرضات طابقك بربارات شكّيت ان السالفة مو حقيقية ويمكن ملفّقة..فنزلت وأكّدوا لي بالحرف إن الدكتور خالد كان تحت...ومعـــه بنت ومن ملابسها قالوا انها ممرضة تشتغل هنا ! ، شلون ما تبين ينشغل بالي !؟

سمعوا شهقة من وراهم.. والمصدر مشاعل اللي ربطت الموضوع وفهمت الحكاية أخيراً... التفتوا ثنتينهم للبنت وراهم وهي حاطه يده على فمها ..ما صدّقــت اللي سمعتــه !!..عن وشو تخربط ذي !
هند ضاقت عيونها وهي تتمعّن فيها.. وبالأخير استوعبت إنها الممرضة الجديدة..اللي تصير بنت عمه ..
سناء استوعبت انها بنت عمه عقب ما دققت فيها..كرهت الموقف كله وحقدت على صديقتها وهي تحس باحراج فضيييع ! كيف ما تنحرج والكلام انقال عن واحد من عايلتها ..وقالت بحرج مرتبك : اعذرينا.. آسفة بالنيابة عنها..ما تقصد..
مشاعل تطالع بـ هند وعيونها طايره فيها...وهند ناظرتها من فوق لتحت تقيّم صدمتهـا العنيفة اللي كانت ملفته للاهتمام...، رمشت مشاعل بسرعة.. وصلبت حالها ، ماهي مستوعبه الكلام اللي طلع منهم.. اللي طلع من هذي بالذات واللي اسمها هند !!
هند يوم استوعبت ان اللي قدامها بنت عمه...قالت بـسرعة تدافـــع عن نفسها : لا تطالعيني كذا..محد بقى ما عرف عن السالفة !!
سناء بسرعة تداري فعلة صديقتها : آسفين اخت مشاعل.. هند ما تقصد اللي قالته..احنا عارفين ان الدكتور خالد محترم نعتذر..

هالوقحــة !! الوقحة الوقحة شلون تتكلم عنه بهالطريقة وهي ما تدري وش صار بالضبط..!
مشاعل بـ قهر باغتها وهي تحس ان القصة تمسّها هي : مستوعبين وش بيصير لكم لو أوصل هالكلام له !
سناء توتّرت من نبرة مشاعل اللي طلعت فجأة هجومية وغااااضبة..!
هند بسرعة مُدافعة بنفس القوة : أتوقع وصله وانتهى...هالكلام مو من عندنا..احنا نحترمه وهالكلام طلع من يومين غريبة توك تسمعينه !!؟
انصفق وجهها وتغيّر لونــه وهي تسمع...بهت صوتها..
من يومين !!

هند مستمرّه بالدفاع بأسلوبها : غريبة توه يوصلك الكلام...مع انك ممرضة والممرضات هم اللي نقلوا الكلام من اللي تحت والقصص تنتشر ما بينهم...إلا اذا كنتي ما تفهمين عليهم انجليزي شي طبيعي ما وصلك..مع ان اللي صار مر عليه أكثر من يومين..
تصفّق وجهها زود... تناظرها بصدمة مو مصدقه هالبجاااحة..، وفوقهم صدمة كلامه اللي توّها تدري عنه !!

مشاعل ماسكه قبضتها لا ترسل لها كفّ : وصلني أو ما وصلني.. كيف تتكلمين عنه كذا قدامي وانتي عارفه اني بنت عمه ومحد يرضى على قريبه الغلط !!؟
هند تبــرر : كلنا ما نرضى عليه عشان كذا نحاول نفهم اللي صار معه ، ونسأل اللي شافوه ، غريبة ما وصلك خبر؟!!
مشاعل بسرعة وقلبها اضطرب..بعصبية : اللي قلتيه عيب !
هند بهدوء : وش اللي عيب ؟!
مشاعل : كلامك من أوله لآخره !! أو تبيني أعيده ؟!
رفعت حاجب واحد : قلت لك احنا نحاول نفهم اللي صاير..كلنا عارفين أخلاق الدكتور خالد عشان كذا نحاول نعرف مين هي البنت..وليش كانت معه.. اذا واثقه منه لهالدرجة ليش معصبة..؟
مشاعل بـ غضب : تبرير غبي لـ كلامك !.. دامك عارفه أخلاقه ليش ماخذه السالفة علك مع صديقتك.. اذا عارفته زي ما تقولين أولى تسكرين على السالفة وما تزيدين فيها دامك متأكدة ان فيه التباس بالقصة...وكان لازم تتوقعين ان فيه أشياء انتي ما تعرفينها..
هند لقطت الكلمة الأخيرة بـ ذهانة... وبحاجب مرفوع : شي ما أعرفه؟
مشاعل بغضب : كلامك يعبّر عن وحدة قليلة أدب !
ارتفع أنبير الغضب في راس هند ..وهي ترمي نظرات حارقة على مشاعل : عيدي اللي قلتيه؟
مشاعل ببطء مستفز : انتي انسانة قليلة أدب.. لو تحترمينه صدق ما قلتي هالكلام من وراه.. فانتبهي لفمك قبل ينطق بحرف عن عيال الناس ..
هند جت بتتقدم لها بثــورة بس مسكتها سناء بروعة ما تدري وش بيطلع منها : ستوب إت هند ! (يكفي)
هند ناظرتها بـ غضب : سامعه اللي تقوله هالبزر!
مشاعل اشتعلت النار بـ راسها : بزر !... انتبهي على لسانك ماني من النوع اللي يسكت ترا لو انغلط عليه..
ناظرتها سناء مرتاعه من هالشخصية العدائيــة اللي كشفت عن نفسها فجأة رغم عدم وجود احتكاك مباشر بينهم من قبل ، والجو اللي انشحن فجأة..حاولت تلقى كلام تهدّي فيه مشاعل بس هنـد سبقتها بثورة تتجدد وعيونها نار : معطيه نفسك أكبر من حجمها ! ، لا تلعبين مع (الدكتورة) هند طيب يا حلوة ؟
مشاعل ابتسمت بسخرية لاذعة وجريئة انعكست على عيونها الظاهرة : ههه..لا تجربيني يا (إخت) هند..وماني قايله دكتورة لأن حسافة عليك هالكلمة..
سناء بتوتّر لقت نفسها بوسط تيار مشحون : إخت مشاعل... اهدي..
مشاعل ما سمعت وعيونها مصوّبه لعيون هند اللي كانت هي الثانية تطالعها بنارية : مرة ثانية أقول.. لو تفتحين فمك بكلمة مو زينة عن عيال الناس... لا تلومين أحد غير نفسك..
هند رفعت حاجب ونبرتها تتغيّر بشكل ملحوظ بـ سهم يصيب الهدف : كلامك ملفت صراحة ...الواضح انك عارفه وش القصة!..طيب أتحفينا علمينا وش اللي احنا ما نعرفه...(ابتسمت) ..واضح ..عندك..خبر مين هي البنت ؟
نبرتها بالأخير كانت لها معنى...تلمّح لـ شي ..مشاعل فهمته وإن الشكوك توجّهت لها الحين..
وبثبات صعب : ما عندي خبر عن شي وتوني اكتشف هالاشاعات المريضة ..ومتأكدة كل هالقصص مالها أساس من الصحة..
فتح المصعد بس محد فيهم تحرّك لـ برا ..سناء مسكت يد هند بتسحبها عشان يطلعون وتقطع هالموقف المشحون اللي لقت نفسها وسطه...لكن هند جرّت يدها من سناء وهي تتقدم خطوة لـ داخل وناحية مشاعل...بنظرات مبتسمة ومتيقنه من اللي بتقوله : تدريــن ..توني أنتبه لشي.. الكل يقول انها ممرضة وأوصافها مميزة لأنها كانت بنت مثلنا ومتلثمه..والظاهر إنها...........
وقطعت كلمتها وهي تناظر مشاعل من فوق لـ تحت..سناء كتمت شهقتها يوم فهمت التلميح وسحبت هند بسرعة على برا واللي ما توانت تحبس شكوكها اللي ثارت... مشاعل كساها الصمت خلال هاللحظة وهي تحس قلبها انعصصصر فجأة ! ، طلعوا من قدامها بفضل سناء اللي جذبت هند واختفوا لكن وش عقبه.....عقب ما نطقت بكلماتها الأخيرة ...
جمدت واقفه وهي تحاول تستوعب القصة كلها !!.. ما قـــدرت !!

سناء تمشي وهي تسحب هند وراها ...ويوم أبعدوا لفّت عليها بغضب : إنتي مجنوووونة!!!!
هند سحبت يدها بنارية : ليش مجنونة؟!.. تنكرين كلامي؟..فضحت نفسها الغبية !
سناء بعصبية : وشلون تقولين كذا احنا مو عارفين ولا متأكدين...
هند : لكن أنا صرت متأكدة...هم قالوا لي انها ممرضة صغيرة وكانت متلثمه وما أعتقد فيه حولنا وحدة تشبه هالمواصفات مثلها!!
سناء بتوتر غاااضب : هذي بنت عمه مستحيل هالفكرة انا مو مصدقه !
هند : ليش ما يكون الغلط راكبها هي ؟!
سناء وقف شعر جسمها : هذي بنت عمممممه !!!... لحد يسمعك...والله اذا وصل الخبر للدكتور خالد مدري وش بيسوي أكيد مارح يرضى عليييها !!
هند : تنكرين انك شكيتي فيها يوم سمعتي كلامها؟!
سناء توافق هند على هالنقطة ..بس توترها يزداد من هالموضوع : كان سفهتيها ليش سويتي هالمشكلة معها!!.. لو اعتذرتي عن كلامك عن خالد وانتي عارفه انه يصير ولد عمها وقفلتي الموضوع...أفضل والله وتّرتي أعصابي معك !
هند : البزر أنا تقولي قليلة أدب؟... والله لدفعها ثمن هالكلمة غالي..
سناء بتوتر : هند روّقي الله يخليك..لا توتريني معك!
هند : معطيه حالها اكبر من حجمه..انتي تدرين موتي ولا احد يغلط علي بعلمها مين اللي لازم يمسك لسانه..
ومشت بسرعة وسناء لحقتها تحاول تهدّيها وتمحي الموقف.. ماهي من النوع اللي يستسيغ المشاكل لكن..هند..كان واصل معها الغضب فعلاً..!


رجعت مشاعل لمكانها وهي مو عارفه تحدد شعورها الحالي...مصدومة.. مذهولة ..غاضبة ..ومقهووورة..
ليش ما سمعت شي غريب من الممرضات !!...ليش تسمع القصة من اللي اسمها هند وبالصدفة..
لا لحظة...
الممرضات اللي حولها اليوم الصبح كانوا يحكون بـ سالفة ماخذتهم وما ركّزت لأنهم كانوا يسولفون بلغتهم ونبرتهم الجادة والعالية كانت لافته نظرها... سمعت اسم خالد مرة ومرتين في عز كلامهم بس مع شغلها ما ركّزت ولا خذت بالها وهي تتوقع انه كالعادة مجرد سالفة عنه....لكن....
لمحت شيري تناديها من بعيد... راحت لها بسرعة وهي حاسه بـ انقباضات وتذبذب عنيف من اللي سمعته..
قلبها يرجف من داخل من هالقصة اللي مسّت خالد طول يومين وتوها تنتبه.. والخوف إنها تمسّها هي مع شكوك هند اللي صدمتها فيها ،!
جهّزت الغرفة مع شيري وأفكارها مو هنا نهائياً... شيري تكلمها وهي تهزّ راسها ايجاب وبالها مشتت..ودّها تسأل شيري عن القصة المتداولة... لكن ما عرفت..
وعقب الجلسة طلعت لمكانها.. وشافت وحدة من الممرضات اللي كانت تسولف اليوم ..فـ قررت تسألها بطريقة غير مباشرة ..
مشاعل : سستر !
التفتت لها الثانية باهتمام : يس !
مشاعل مسكت يدها وخذتها للغرفة الخلفية عشان تحسسها انها تبي شي مهم...والثانية ركّزت معها ..
الممرضة : وت؟
مشاعل بهدوء تحاول ترتب كلماتها : وش فيه الدكتور خالد ؟
الممرضة : دوكتور خاليد؟
مشاعل بجدية : ايه..انتي قلتي كلام اليوم عنه!..أنا سمعت كلام انتي.. ايش مشكلة؟
الممرضة باستغراب انها حولهم ولا سمعت : ألم تسمعي؟
مشاعل بقلب مضطررب : لا !..فيه مشكلة؟

:

اقتحمت هند عيادة ياسمين اللي كانت جالسه تقرأ أحد الملفات بارتياحية..ووراها سناء اللي أغلقت الباب خوفاً إن أحد يسمعهم طالما إنها عارفه إن هند في عز غضبها..
ياسمين رفعت راسها باستغراب : بسم الله ليه ما تدقون الباب روعتوني !
هند بعصبية : هالفاشلة مارح تبقى هنا ، أنا اللي بخلي دكتور نايف يضفها مثل ما قبلها عندنا !
ياسمين بصدمة استغراب : وش فيك شايشة كذا؟!!
سناء بتوتر اقتربت بسرعة : هدّيها ياسمين أنا ماعرفت أهديها...هالبنت مجنونة ما اقدر عليها..
ياسمين رفعت حواجبها مو فاهمه : وش صاير؟!
هند : الممرضة الجديدة اللي قبلها ابوك هنا... وراها دواهي !
ياسمين بحيرة : الممرضة الجديدة؟.. مين؟.... قصدك ..اللي اسمها مشاعل..
هند : ايه فيه غيرها فاشلة هنا؟ ..بنت عم خالد اللي بنفسه مو راضي عن وجودها..
ياسمين : ماني فاهمه؟...صاير شي بينك وبينها؟..انتي ما تعصبين كذا الا أحد مستفزك !

سناء اللي جاوبت بتوتر : صارت مشادة بينهم قبل شوي !
قامت ياسمين بدهشـــة وتحركت عشان تقابلهم ..تحاول تفهم : مشادة؟.. كيف يعني؟!
هند : واضح البنت لسانها طويل..ما كان مبيّن عليها من قبل وأنـا اللي ظنيتها بحالها..
ياسمين بحيرة : ليش وش قايله؟؟

كانت هند بتردّ يوم قاطعهم دق عالباب وأجبرهم عالسكوت...التفتوا ثلاثتهم للباب وهو ينفتح ..لقوه خالد بـ واقف بـ طووله وهو ماسك الوكرة بهدوء.. واللي عقد حواجبه باستغراب يوم شاف تجمّعهم الغريب لأنه كان يظن ياسمين لحالها..
سنــاء توترت من ظهوره المفاجيء ، عضت شفتها بتوتّر وهي متخيله انه سمــعْ وجاء باللحظة اللي كانوا يطرون اسمها ! ..هند رمشت بسرعة ولفّت بجسمها تناظر الشباك تحاول تخفي غضبها بس ما قدرت.. ياسمين تحركت له وهي حاسه بتوتر خفيف من ظهوره بهالوقت : آمر دكتور ؟
ترك وكرة الباب وهو ينقل عيونه بينهم..حاس بالأجواء المشحونة : جيت بوقت غلط ؟
ياسمين ابتسمت بسرعة : لا أبداً.. ما كان فيه موضوع مهم..
رفع خالد عينه ناحية هند اللي كانت تطالع النافذة وعلى وجهها وجوم بشكل يلفت النظر ، وكأن فيه مشكلة ما بينهم...شال عيونه عنها ورجع لـ ياسمين : آسف شكلي قاطعتكم..كنت أظنك لحالك!
ياسمين ابتسمت وهي تدعـــي على هند بخاطرها : خذ راحتك مافي مشكلة ... (تضيّع السالفة).. بيننا مشكلة صغيرة ..وجالسين نحاول نحلها..
خالد تلقائياً رفع عيونه لـ هند اللي ما تطالعه ، يقيّم حالها : أها... آسف عالازعاج أجل ..
ياسمين بسرعة : آمرني ؟
خالد ناظر بـ عيونها : دام كذا بعدين...لما تخلصون مشكلتكم ..
ياسمين باهتمام حقيقي : لا اذا شي مهم قوله...مشكلتنا تقدر تنتظر إنت تعرف البنات مشاكلهم سخيفة..
ابتسم وبانت غمازته بشكل خفيف : اوكي ممكن تجين معي شوي بسألك شي..
ياسمين : أكيد..
التفتت للبنات.. وبهدوء وهي واقفه جنب الباب : دقايق وراجعه بنات...كل مشكلة ولها حل.. حلّوا اللي بينكم لما أجي..
رفعت سناء عينها باستغراب لـ ياسمين وفهمت تلميحاتها وهي تحاول تموّه السالفة على خالد اللي ممكن سمع طاري بنت عمه وتوهمه ان المشكلة مجرد مشكلة صديقات..وتصير !
سناء بسرعة يوم ما شافت من هند أي تجاوب : أكيد بنحل المشكلة.. (ابتسمت لـ خالد ) .. خذ راحتك ترا مافي شي مهم ..
ياسمين طلعت ورا خالد بسرعة وأغلقت الباب... سناء هرولت للباب وفتحته بشويش تطلّ وتتأكد انهم ما يتكلمون قريب...لمحتهم يمشون سوى ناحية عيادة خالد ، وبسرعة أغلقت الباب.. ولفّت لـ هند وهي ودها تضرربها ..
وبعصبية : تخيّلي بس ! لو سمعك يا هبلة !
ما ردت هند وهي تجلس عالكرسي..تحاول تهدّي أعصابها ..
سناء : خلاص اعتبريه سوء تفاهم وعدّى... ما أنصحك تدخلين بـ مشكلة معها.. يا شيخة هي وين وإنتي وين تراها تشتغل هنا فترة وبتروح.. لا تحطين راسك بـ راسها.. تراها بحالها من يوم جت..
هند : الحين مين اللي حط راسه براس الثاني؟!!
سناء : اعتبريها تضايقت على ولد عمها..خذيها من هذي الناحية..
هند : ماني قادره ...صرت أشكّ إنها هي البنت اللي كانت معه.. تخيلي تلومني وهي ساس المشكلة .. كنت ماخذه عنها فكرة غلط توقعت البنت في حالها..
سناء بقلق : وش بتسوين ؟
هند : بتأكد وإذا صارت هي ...بطلّعها على حقيقتها جايه تعلمني درس بالأخلاق..وهي كل الدواهي وراها..

::




♫ معزوفة حنين ♫ 25-02-13 12:35 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 


في موسكو ..

دخلت المقهى اللي اختارته وقلبها الخاين مضطرب ، لوهلة ندمت على موافقتها للكلام معه وهي عارفه ان بتفقد أعصابها قدامه..! لكن كان لازم..تظهر له العكس..لازم تثبت لنفسها وله ان قدرت تتجاوزه هو وأوجاعه !!.. مشت بين الطاولات وهي تحس بخطواته وراها صامت ما نطق بـ كلمة طول عشر دقايق وطول ماهم يمشون لـ هنا...اختارت هالمكان لأنه صاخب أولاً ، والصخب كانت تحتاجه..لأنه لو كان هادي بتكون الجلسة معه صعبة كثير عليها..الهدوء بينهم ما تبيه ، الهدوء ممكن يجرّ كثير أشياء.. والسبب الثاني إنها متأكدة إن وليد يعرف هالمكان ،
أرسلت له رسالة قبل دقيقتين وهي تأمل انه يشوفها بسرعة..ويجي..، ما كانت واثقه من حضوره ..حضوره اللي تحتاجه ألحين كثير..،
سحبت الكرسي ناويه تجلس ورفعت عيونها لـ محمد اللي كان يتلفّت بالأنحاء ويتأمل المكان بعدم رضا..كان مزحوم بالناس وماهو مناسب أبدا للكلام..،
قالت ببرود : ما عجبك المكان؟
التفت عليها بعيونه الثابتة ونبرة الهدوء المعتادة : ما ينفـع !
سحر بهدوء : مالك حق تعترض!.. مارح أروح لـ غيره..أرتاح في هذا..
محمد كرر بثقته الطبيعية : ما ينفع وانتي شايفه الازعاج اللي فيه.. مشينا على غيره !
سحر بتماسك : قلت لك أنا ووليد متفقين على هالمكان... أغيره عشانك؟
تجاوز طاريه ..هالاسم اللي أزعج أساريره من شهور...وأردف بجدية صعبـة عليها إنها تجاري نصها.. جدية حقيقية : أنا ما جيت أسولف وأنكت مثل هالناس.. نحتاج مكان هادي عشان نحلّ الامور بسهولة..
سحر بللت شفتها وعيونها تتصادم مع عيونه الجااادة وماهي عارفه لوين بتنتهي معه هالساعة : أجل ننتظر وليد وبعدين نروح للي تبيه ..
بدا يضيق منها ويبان على صوته : ليش ما تفهمين ؟.. انا مشكلتي معك انتي مو معاه..
أثارتها هالنبرة وهي تحس ان الامور بينهم بتتعقد : وانا قلت لك مارح أجلس معك لحالنا !
ابتسم بـ سخرية من حالها اللي يثير العصب : تخافيني وتامنينه ؟
سحر باندفاع الكلمات : انت عارف مين الغريب فيكم !
محمد : صرت الغريب الحين يا سحر ؟
سحر : انت عارف الجواب ما يحتاج أقول..
ابتسم باستهزاء من هالحالة كونها ما تحس باللي يحس فيه ناحية هالشخص : بسألك سؤال وجاوبيني عليه بصراحة !
سحر رفعت نظرها بصمت عميق وما بين حواجبها معقود متحفزه لـ سؤاله ، ما تبي تتفاجيء بأي كلمة يقولها وما تبي يجرفها تيار كلامه وحضوره ..
محمد : ما تحسين بشي غريب ؟
ناظرته متحفّزه من كلمته المباغتة : شي غريب ؟
محمد : شي غريب فيه... ماهو مثل باقي الخلق ..
سكتت تحاول تفهم ..وأكمل : أدري مارح تهتمين لكلامي..لكن هالشخص اللي مختارته..ماني مرتاح له يا سحر..
ما جاوبت بينما تابع بهدوء وعيونه مصوّبه بعيونها يبيها تحسّ بصدق كلماته وجديتها : يمكن ما تهتمين لكلامي وما تلقين له اساس...لكن هالشخص حوله شي غريب وماني مرتاح له..
رمشت وهي تتجاهل كلامه وارباكه لها بـ نقطة كانت مأرقتها والحين نستها : وعلى أي اساس ما ترتاح له!.. ترا ما يهمني رايك في اختياراتي.. ما جيت عشان اسمع رايك بوليد ولا تحاول تشككني فيه عشان ترضي غرورك..
محمد كان متوقع هالردّ ..وبهدوء : مالي نية أشكك ..بغيت أنبهك لشي يمكن تكونين غافلة عنه..
ضحكت مستنكرة : أفهم انك خايف علي ! ههههه يا تناقضك !
تجاوز مقصدها اللي تلمّح له.. فعلته فيها : سميه تناقض لكني أتكلم من جدّي..!
تكتفت ببرود كذاب وساخر : وعلى أي اساس بنيت أوهامك هذي؟
محمد بهدوء : شعور مو مريح يلاحقني من شهور من أول يوم طاحت عيني عليه.. ماظن رح تفهمين اللي اقصده ومالومك اذا ما صدقتي..لأنك ما حسيتيه..!

ما علّقت على كلامه رغم إنه جا يتقاطع مع شكوك قديمة نستها وتجاوزتها مع الوقت.. تجاوزتها يوم عرفت وليد اكثر ..وتعرّفت عليه كـ انسان واقتنعت انها كانت أوهام..وماهي مستعدة ترجع للشكوك دامها مرتاحه.. الا انها ما تقبلتها منه بالذات وماهي مصدقه انه جاي ينصحها.. وش المبرر اللي يخليه يقول هالكلام وهو ما عنده أساس..وش المبرر غير انه جاي يحكي بكلام فرضه عليه غروره! ماله الحق يقول هالكلام وبصفة ايش..جاي يشكك في علاقتها الجديدة بأي صفة ..أو غروره انجرح ببساطة لأنه لقاها كمّلت حياتها بدونه ؟!!
قررت تلقنه درس : شعورك مايهمني اسمعه لأن وليد من أحلى الأشياء اللي صارت لي.. لو بينكم مشكلة قديمة لا تدخلني فيها لأني والله مارح أهتم لكلمة وحدة بتقولها ..فـ اتركنا منه الحين عندك شي ثاني تبي تقوله؟
ضغط على شفاته وهو يحاول يثبت ما يبي يثور : مثل ما تبين.. بس خلينا نطلع من هالمكان قبل..
سحر : مارح أقدر اتكلم غير هنا.. عاجبك أو تقدر تنسحب.. عشان محد فينا يغثّ الثاني ..
محمد بصبببر يجمعه : اسمعي الكلام يا سحر وخلينا نتحرك لمكان ثاني.. تدرين مارح نقدر نتكلم بهالمكان..شايفه الوضع كيف..
تجاهلته...وجلست على الكرسي وهي نادمه انها وافقت من الأساس...ماهي مستوعبة اللي تسويه وكيف رضخت بمجرد كلمة... وعشان تشتت انتباهها فتحت المنيو تشوفه..
محمد عصّب من تطنيشها وبهدوء خطا لها وهو يسحب المنيو من يديها ...رفعت راسها بنارية ومن جوا أعصابها ترتعش ما تبي تدخل بـ هوشة : لا تخليني أغيّر رايي.. عطني المنيو..
محمد بنبرة متحدية : مارح تغيرين رايك ولاني مخليك تغيرين رايك.. تدرين ليش لأن مشكلتك مع بسمة تخصني وانا جاي افهم ليش سويتي كذا معها !

عطاها بالوجه!..
حست مثل الصفعة تتوجه لها ما توقعت انه بيبداها بهالشكل !!
واضح انه جاي خايف على شعور خطيبته..جاي يحاسبها على محاولتها التخريب.. وعقب كل اللي صار ماعاد يهمها شلون يفكر عنها وما عاد يهمها تبرر وتوضّح صورتها قدامه..
محمد يتابع ملامحها اللي تغيّرت : خلينا نطلع !
سحر وهي تحس اعصابها في غليان بطيء : ماني طالعه..ودام جيّتك كلها عشان حرمك المصون والمحترمة فاغسل يدك مني مارح أبرر شي ولاني مهتمه أساساً أبرر..
محمد وكلامها يغضبه لأنه ماهو مقتنع انها سوّت كذا بدون سبب : لازم تبررين.. رح تبررين يا سحر..لأني عارفك زين ..
ابتسمت باستهزاء وهي تندفع بـ تيار ياخذها بدون لا تحسب لكلامها حساب كانت تبي توجعه بأي طريقة : غلطان انت ما تعرفني زين.. اعتبرني سويت اللي سويته مع حرمك لعانة ..اعتبره نذالة..
محمد بحدّة : تكذبين !
رفعت عيونها له بدون ردّ وهو يوجّه لها هالكلمة اللي بترت حكيها..
وتقدّم ناحيتها وهي جالسه ..راسها مرتفع له .. ما تدري وش خطوته .. وأكمل بقوة : انتي ما تعرفين للنذالة.. انتي وحدة ما تعرف تضرّ أحد.. مقتنع بهالشي فلا تحاولين تلفّين وتدورين..

ضحكت ضحكة غريبة مو في محلها تحاول تداري على وجعهـا اللي هاج بكلامه.. يعرفها.. ومقتنع وداري انها كانت مسالمة لأبعد حد وسلّمته قلبها لكن بسببه تحوّلت للأسوأ ..عقد حواجبه بجدية من ضحكتها اللي ما كانت مناسبة للموقف ... رفعت عينها العسلية لــه تردّ : غلطان ماني على خبرك! تغيّرت كثير وعاجبني هالتغيّر..
ضاقت عيونه حدة وهو يتقدم لها.. مع حالها ذا وكلامها مارح يتنازل عن التفاهم معها : قومي نروح مكان ثاني..!
سحر : ما عندي شي أقوله لك غير اللي قلته.. ومالي رغبة ادخل بنقاش يخصك مع خطيبتك..
محمد استند على الطاولة بيديه ومال عليها بجسمه .. لين صار وجهه قريب وهي شادّة أعصابها بشكل : دامني داخل بهالمهزلة !.. فانسي أطنّش الموضوع.. وش كنتي تحاولين تسوين مع بسمة ؟
رمشت بسرعة وعضلات فكها تنشّد..بصرها متعلّق بعيونه الجادة والقريبة من وجهها..نظراته اللي تحفّز كل عصب حيّ : عشرين مرة..قلت ..اسألها..
محمد بوضوح : سألتها... والحين جا دورك..أسألك..
سحر فاقده رغبة التبرير : أجل تقدر تعتمد اجابتها !
محمد بحاجب واحد : ماهو من صالحك أعتمد اجابتها .. لأن موقفك قدامي وقدام عمي وحتى أبو بسمة وأهلها موقف سيء وأنا ادري ان الغلط ما يطلع منك !
سحر بسخرية : ماني فاهمة ليش يهمك الموضوع...خلاص تقدر تعتبرني الغلطانة لأني جد مو هامني صورتي بعيونك !
محمد بدا يتنرفز : انتي وش اللي غيّرك كذا !.. من متى انتي تتكلمين كذا!..هالأسلوب ماهو أسلوبك !!

سكتت ونظرات الغضب صارت أوضح بعيونه.. أما عيونها بقد ما كانت معصبة إلا انها بدت تحمر..، ما كانت تبي تتكلم ، لأنها عارفه انها تصرفت مع بسمة بذيك الطريقة بسبب الجرح اللي كان ذابحها ولأن بسمة ما قصرت فيها ، وما تركت لها الفرصة تطيّب هالجرح...وانها تقول هالكلام لـ محمد شي مستحيل ..مارح تلمّح له حتى مجرد تلميح انها سوّت كذا لأنها موجوعة وانها عاشت ايام بنفسية مدمرة ..بسببـه ، هالكبرياء اللي حاولت ترممه وما عندها نية تحطمه بـ جواب وكلمة بس عشان ترضيه !!
محمد لاحظ سكوتها.. وضجيج الناس اللي بالكوفي حولهم مسوي ازعاج : قومي نطلع !
سحر بنظرة حااادة مليانه كُره : ماني قايمه يا ليت تترك المكان لأن حرف زيادة مارح أنطق..
محمد بتحذير هادي ما يبي يضغط عليها لكن أسلوبها يجبره : لا تجبريني على شي يا سحر..
سحر وودها تصرخ بوجهه : ممكن تضف وجهك !

قالت هالكلمة أو ما قالتها ما درت إلا محمد يهجم على يدها ويسحبها بقوة لين وقفت على حيلها غصب ..ارتعشت من حركته المفاجئة وانخرست قدامه...ناظرها وهو حاابس غضبه بأقصى ما يمكن وكلمتها نرفزته زود : بضف وجهي بعد ما نخلص كلامنا..
تحرك وهو ماسك ذراعها من فوق الكم وضاغط عليه..مشت متعثرة وهي مصدومة من ردة فعله..وأعصابها تشنجت.. كان المفروض تصرخ بس صوتها اختفى بذيك اللحظة .،
طلعت خلفه للجو البارد برا..وحاولت تجرّ يدها وبلسانها ألف سبة وشتمة ماسكتهم بقوة.. ما تبي تفقد السيطرة على حالها بسبب حركته العنيفة..،
التفت عليها وبعيونه غضب مدفون ما أظهره : دام ما تبين تتكلمين .. تبيني أقولك اللي أتوقعه !
سحر انشـــدّت أعصابها : اترك يدي ..
كرر : دامك ما تبين تشرحين سبب ذيك الرسايل..تبيني اقولك اللي اتوقعه !
فهمت تلميحه..!
وبمرارة تتفاقم ورعشــة تنذر بالبداية مع أوجاع تطنحهاااا طحن : انا...ما ..سويتها عشانك ..
لمعت عيونه بلمعة غضب موجوعــة ما قدر يخفيها : ودي اصدق..ودي اصدق بس ماني قادر.. أجل نذالة ها ؟

تشنّجت من هجومه !
لا..!
لا...
ما تبيه يفكر كذا...إذا فكر كذا فهي اهانة جديدة لها ..كيف يعتقد انها لازالت تفكر فيه مثل أول..
وبرعشة دموع وهي تجر يدها بعنف بصرخة حااامية : حيوان اترك يدي..!
تجاوز الشتمة وما تركها ، ..جذبها لـ مقهى صغير بالشارع المقابل واضح هدوءه بعكس المكان الأول ..وهي تمشي معه مصدومة من الموقف اللي يطلع برا سيطرتها..اثنينهم الحين معصب ..هو اللي مأرقه الموضوع والأسئلة ، وهي اللي ما كانت تخطط تتواجه معه...ندمت على موافقتها وندمت انها عطته الفرصة وندمت انها هنا معـه..

دخل معها وهو يقلّب عيونه.. المقهى تقريباً خالي ما عدا طاولتين أو ثلاث وهذا الجو المنشود اللي يبيه..مشى لطاولة في الركن وسحر فقدت صوتها..عاضه على شفتها بقسوة من حركته.. تحاول بثواني إنها تستجمع حالها من جديد بس خايفة من اللحظة الجاية وخايفة يقول كلام ما تقدر تردّ عليه فيه..
وصل وفلت ذراعها وهو مغمض عيونه ..دليل انه ماسك نفسه وندمان على اندفاعه هذا.... وبخفوت : اجلسي...رجاءً..
رمشت بسرعة وهي تناظر الطاولة ما تناظره ، تحاول تتمالك حالها ..
التفت عليها بنظرة نادمة : اجلسي يا سحر..
ما ردّت عليه وعيونها جامدة بالطاولة.. تحاول تلقى جواب بس كل الأجوبة القاسية تبخرت من ذهنها..
حست نفسها مثل الطرماء فجأة عقب آخر كلامه... جاي يرقص عالجرح من جديد!..
تحرّك وواجهها ..ونبرته ترجع للوجع : ليش سويتي كذا ؟
سحر بجمود وعيونها ما ارتفعت : وش..تبي تسمع ؟
محمد : ابي اعرف منك عشان احدد موقفي من كل هذا..
ضغطت على الجوال بيدها وهي تناظره تنتظر اشارة لو بسيطة انها على باله.. ان رسالتها وصلت..هو وعدها يتصرف ويتولّى الأمور وهي الحين فقدت السيطرة .. وجودها معه يجرّها للقاع...يجرّها للهاوية ...اسئلته تجرح كبريائها المحطم..حرصه على خطيبته اللي جاي يقهرها فيه ..،
كل هذا جالس يهدّ بحصونها اللي عاشت شهرين تبنيها..
محمد لاحظ تغيّر لون عيونها وانتبه على موج يتدافع .. وانها وصلت لـ حدها ..
محمد بحنيــة وهو فاهم تأثير وجوده عليها : سحر.. بلاش دموع..

::

في معهده.. لمّ اغراضه داخل حقيبته بعد ما انتهى عشان يرجع للفيلا ..وبباله يشوف سحر.. شال مجموعة أوراقه والجوال كان تحتهم من مدة ..ما شيّك عليه لأنه كان متوقع ان سحر لو احتاجته بتتصل عليه وللحين ما جاه أي اتصال..ودامها ما اتصلت فالأمور للحين مستقرة ..مع انه طول ساعات انشغاله كان متوجس من ولد عمها اللي ظهر لهم من غير موعد..وبـ مفاجئة يعترف انه ما توقعها..،
تحرك طالع مع باب البناية وهو يرفع الجوال ناوي يتصل على الفيلا ..ألقى نظرة على الشاشة بعفوية ولفت نظره وجود رسالة من أكثر من نص ساعة.. فتحها باستغراب ..وتفاجأ إنها من سحر.. قرأ اسم كوفي محدد بدون أي تفاصيل ثانية !!
عقد حواجبه وهو يفهم الرسالة...
تبيه يجي هناك؟....

أدرك بلحظة إنها معـــه ! .. عض على لسانه بعصبية من هالاستنتاج اللي طيّر كل ذرة هدوء فيه ..،
الغبية..
كان مفروض تتصل وشلون تروح معــه من غيره !... هذا وهو حذرها !!
مارح تقدر عليه لحالها !!
هو يعرف هالشخص وأسلوبه ، شخصية صلبة مثلـه مارح تقدر هالبريئة تكسرها بسهولة لحالها..

أنا قايل ولد عمك ماهو سهل ومارح يقصر الشرّ.. لكن أنا اللي بكسرك يا محمد بنفسي..
رح تكتشف غلطتك الشنيعة بجيّتك هنا..
جيتك اللي ماني متأكد للحين وش أسبابها..

تحرك بهرولة سريعة للمكان المنشود..من حسن حظه ان المكان قريب لو بيركض بيوصل بخمس دقايق..!
بعد دقايق وصل لهناك وهو يدعي انه ما تأخر ..يدعي ان كل الأمور بخير..وانها تكون قد كلمتها وقدرت تتعامل مع الموقف.. مرسلة له الرسالة من ما يقارب الأربعين دقيقة وهو توه يلاحظ...عادي تحقد عليه وتكرهه من تأخيره وهو اللي عارف انها ما أرسلت إلا وهي في أزمــة !
دخل الكوفي وهو يقلّب عيونه بين الناس والزحمة والضجيج...يدوّر أحد يشبهها أو يشبــهه .. ما لمح أحد.. التوتر داهــم قلبه يوم ما لقاها!..وين راحت ؟!
عض شفته وهو يرفع الجوال يحاول يتصل فيها.. ينتظر صوتها تطمنه إن الأمور بخير..وإن الأمور ما تعقدت لأنه عارف ان مافيه شي ينضمن معها ..هالبنت سهلة العجن والتشكيل... شوفة ولد عمها سهلة تقلب كيانها وتلخبط مشاعرها وهذا اللي مارح يسمح فيه ..،.. ما يضمنها حتى لو أكدت له قوتها وحلفت أيمان مغلّظة ..
ويدري.. إن محمد قادر يأثر عليها ..،
لكنه ما حصّل جواب وهالشي اللي استفزّ اعصابه زود وهو يلعن ابليس..
(ما ردت) عليه !... هذي اشارة انها برا المود كليّا..وإنه تأخر كثير..وان فيه شي حصل بينها وبينه..،

طلع من الكوفي بسرعة ..وجمد مكانه يوم طاحت عيونه على محمد واقف على الرصيف المقابل ، يتلفّت بالأنحاء بقلق... عقد حواجبه مستغرب يوم ما لمح سحر معه.. تقدم له بخطواته المتقاربة وعيونه تلمع بحدة جادة..،
التفت محمد للشخص اللي يقترب والتقت نظراتهم المتكهربة...
تغيّرت نظرة محمد وهو يقيّمه بصمت وذات الشعور يداهمه وهالمرة بقـــوّة غريبة..لأن وليد بنظره.. كان مختلف عن المعتاد بهيئته الجديدة واللي لقى الفرصة إنه يدقق فيها بضمير...ما كان مثل وليد اللي ترك الرياض آخر الأيام..وهالهيئة هيّجت ذات الشعور وشي بذاكرته يثور لكن ماهو عارف وش هو.. يتمنى بس يعرف مين يشبه !
تركي بحدة وهو حاس ان فيه مشكلة صارت : وينها ؟
محمد ملتزم هدوءه الصلب ..بسخرية : بدري ! ليش تأخرت عن موعدك معها !
ما فهم كلمته وهو يعقد حواجبه ....."موعدي"..
محمد باستهزاء بارد من الفكرة كلها : شكلك ناسي.. ونعم الخطيب يا وليد..
فهم إن فيه موعد وهمي اخترعته سحر وهالشي اللي خلاها ترسل له........لكن وينها !
التفت يمين وشمال يبحث عن زولها....ورجع له بجدية : وينها؟
محمد بهدوء : لا تخاف عليها.. فيه موضوع بيني وبينها وبنقدر نتفاهم..لا تشغل بالك..
تقدم تركي واعصابه تثور فجأة : مافيه شي بينك وبينها يا استاذ..وأظن تذكر كلامي أمس..
رفع محمد حاجب من هالتطاول الغريب..شي مو لايق عليه..وببرود قوي : إعتبره عائلي يا وليد.. فمالك بالموضوع خلك بعيد أحسن لها هي..
اقترب تركي ناحيته حتى كاد يلصق فيه : لو تكون ضايقتها بكلمة.. كلمة وحدة بس مارح أعدّيها لك...
ثارت أعصاب محمد لكن ما انفعل ونظراته الصامتة معلّقة بعيون تركي القريبة ..
ايه هذي الشخصية اللي تناسب وليد ماهو ذاك الوديع..
محمد بحاجب واحد : وين هالقوة من زمان؟
تركي بجدية : وينها ؟
محمد : عندك رقمها ليش ما تتصل عليها ..
تركي : أفهم إنك ضيعتها ؟
محمد ما شرح له اللي صار ولا له نية : ما أعتقد انه يخصك.. الموضوع مالك فيه لا من قريب ولا من بعيد..حتى لو كنت خطيبها..
تراجع تركي ما يبي يحتدم معه الحين.. لكن همس بينه وبين نفسه (راجع لك بعدين) ..وتحرك من قدامه وهو يطلّع جواله يحاول يتصل فيها..اللي يهمه الحين يعرف وينها ..ودامها هربت فـ هالشي ما يبشّر بخير .. ما صدّق وعودها انها بتقدر تتصرف وهذا هي اختفت بأول مواجهه بدونه...وما يستبعد ان محمد جارحها بكلمة..،
ما ردّت وأرسل لها رسالة...
(إنتي وين؟.. انا جاي )

وبرضو ما ردّت وهالشي نرفزه وهو يلتفت لـ محمد : وش قايل لها ؟
محمد اللي حابس اوجاعه داخله ماله خلق يفتح نقاش مع وليد : شوي ورح تهدى..
ثار من كلمته اللي تعني ان فيه نقاش فعلاً حدث بينهم...وتحرك من قدامه على الرصيف وبباله مكان قريب ممكن تكون اتجهت له.. مكان لقاها فيه مرة عقب مكالمة أبكتها مع محمد مرة من المرات... اختفى تركي..بينما محمد رفع يده يفرك عيونه بتعب عقب الكلام الأخير.. اللي واضح انها ما تحملته وطلعت من الكوفي على غفلة منه..وآخر ما شاف كان عيونها تحارب الدموع بغضب..!
تحرّك لعله يلقاها ..مارح يقدر يترك وهي بهالحال ولازم تفهم انه ما جاء عشان يضايقها مثل ما تظن..،

وصل تركي للساحة اللي جاها مرة...تعدّاها ناحية بارك كبيرة ...وهناك..مثل ما توقّع...لقاها جالسه على مقعد على أطراف المكان وبعيد عن الناس والزحمة...منزوية .. كانت بأبعد نقطة ومحد بيعرفها من بعيد..لكنه ميّزها..
تنهّد وهو معصب وتحرّك لهناك وهو حاس إنها حاقتها ..

تناظر ورقة يابسة بالأرض وعيونها غرقانة وكتوفها تنتفض من عبرات تتسابق...يوم ظهر لها طرف حذاء يدوس الورقة المتيبسة..ويوقف أمامها تماماً وسيقانها تحتك في سيقانه!
رفعت راسها وآثار شلال مالح يهبط على خدودها المحمرّة ، عرفت إنه بيلاقيها لكن تأخر... ليته جا قبل دقايق وما ظهرت بذيك الصورة قدام محمد ..،
تركي عاقد ما بين حواجبه : هذا اللي اتفقنا عليه؟
انكمشت ملامحها مثل طفلة بعمر خمس سنين توشك عالنحيب.. بدون كلمة ..
تنهّد منها..ومن حالها..جلس جنبها ملاصق لها تماماً وجسمه مواجه لها : سحر..!
سحر ما التفتت له : وين كنت ..؟
تركي : موجود..
سحر ببحة تتلوى : لا ..تعصّب..
بتنهيدة : ماني معصب..
سحر بـشهقـــة وعيونها تنزل لحضنها : تأخرت عليّ...وما قدرت ..أكمل.. اعترف..بالهزيمة..
تركي : ما قلت لك اتصلي فيني لو حصل شي..؟!
بكت بروح مذبوحة وبصوت مسموع : ح..حاولت من غيرك....وليد..حاولت بس والله انا ضعيفة..
تركي بهدوء : منتي ضعيفة !
سحر وهي ترفع باطن كفها لـ جبينها برعشات : ما قدرت أرد...أنا تعبت..تعبت من نفسي..وكل شي..
ما قدر يشيل عيونه عنها وهو يشوفها تتجرّد قدامه.. غطت عينها وخدها بيدها تحاول تخفي معاناتها النفسية..
وشهقت بمرارة ..ما حبست هالشعور داخلها..وما اهتمت اذا وليد جنبها واللي زمان ما شافها تبكي بهالحرارة كانت طول الفترة الماضية تنزوي بغرفتها أو بمكان بعيد عنه لو اضطرت...ما حسّت بنفسها إلا وهو يجذبها بهدوء من ذراعها..مالت عليه بانسيابية وذراعه تلتف خلف ظهرها وتضغط عليها... شهقت بمرارة وحركة تركي خلتها تسترسل بدون سيطرة على حالها.. بكت تشكي له هالمرة..وهو متفهّم..
همس بإذنها القريبة : ششش.. خلاص روّقي بالك.. محد بيضايقك وانا موجود..
بكت منفعلة مع كلامه ويدها تتشبت بأزرار قميصه وتكرمشه ..رفع يده لراسها وضغط عليه ، ما كان متوقع اقل من كذا بجيّته المفاجئة.. وما استغرب..
تركي : ششش سحر..
ما كانت تسمعه..ما تسمع الا صوت نفسها.. سكت وهو يدنق قريب منها ويده تمسح على ظهرها بهدوء..

بعد دقايق ..فتحت عيونها الفايضة مو واعيه على شي أبد وهي تلهث مثل المحمومة وكأنها صحت من سُبات...لقت نفسها مايله عليه بكامل جسدها وأنفها ملاصق لرقبته المشبّعة بعطره ..مع احساس بشفاة ناعمة تلامس خدها مع هالقرب الشديد!..
ارتجفت وهي فاقدة طاقتها هاللحظة وبحشرجة مبحوحة : لو أنسى.. كنت ناسية وليد... أبي أنسى.. تعبت ..أبي انسى كل شي يخصه..
همس بإذنها ببحة : أنا أنسّيــك..
رفعت عيونها اللي كانت غارقه بموج يوم قالها..وشفاتها ترتعش... نزل بنظره لها ويده تنزل خلف رقبتها : غمضي عيونك !
وقبل ما تنطق حط يده الثانية على خدها والأخرى اللي خلف ظهرها قابضه رقبتها : قلت اني بنسيك.. فـ لا تتحركين..
ما عطاها فرصة ...ارتعشت وهي تحس بـ قُبلتـه تجي تحت شفتها السفلية ، غمضت عيونها مو واعية على شي وكأنه انتشلهـا من مكانها لكن لشعور أعنــف..لـ احساس أكثر رعب وأكثر غرق واكثر رجفة.. مثل العصفورة انتفضت بين يديه وهي مستسلمة..مالها رغبة ولا قرار..سوى انها كانت تبي تنسى..
غابت بـ شعور دامع للحظات ..وعقبها ...حاولت تتراجع وهي تحس ان حركته ممكن ترتفع لمكان محظور.. وانها بتفقد السيطرة..
مسكت يده اللي على خدها تنزّلها وهي تتراجع بصعوبة ولمسه لذاك المكان أرسل رعشة عنيفة بجسمها : ..و..ليد..كا.في..
دنّقت وهي مبعثرة ما تناظر فيه.. تراجع تركي بصمت وعيونه عليها.. تحركت وهي تفرك ذراعها بتوتر بدون ما ترفع عينها تحاول تلملم شتاتها..تلملم بكاءها اللي أنهاه تركي بـ قبلته الغريبة..

تركي بهدوء : تبين تنسين؟
هزت راسها ايجاب بوجع وكل ملامحها تحوّلت للأحمر من أثر الدموع وتضاعف اللون بسبب اللي سواه..قلبها بهاللحظة ضجيج منهك..اجتمع عليه كل شي..
تركي : رح تنسين... وعد مني ..
بللت شفاتها وهي تاخذ نفس يهدّي رجفاتها.. تدري انه يقول هالحكي يرفع معنوياتها.. جت بتقوم لكن مسك يدها بطريقة مباغتة وعيونه تتجاوز كتفها.. التفتت عليه بملامح حمراء برجفة..
قال وهو ينحرف بعيونه لـ عيونها : لا تتحركين .. هو قريب اذا قمتي الحين وانتي بهالحالة..بيشوفك..
جلست مقابل له بنفس جلسته معطيه العالم ظهرها..ابتسم تركي فجأة بوجهها اللي كان أحمر وقريب.. : ودك تردّين اعتبارك؟
رمشت بسرعة : أبيه يروح من هنا بس..
ما شاورها واقترب منها باللحظة اللي التقت عيونه بـ عيون محمد اللي انتبه لهم من بعيـد : هالمرة الدور عليك..
سحر رمشت باضطراب مضاعف وهي تفهم نواياه...وببحة : أنــا ؟
بابتسامة عابثة... أشار لـ خده بأصبعــه : بأقــوى ما عندك !
اختفى الأكسجين من العالم وهي تواجه طلبــه العنيــف !!


بالطرف الثاني..كان يدوّر عليها ما همه وليد ولا غيره..يبي ينهي هالمشكلة بدون ما يأزّمها لأن الواضح انها فاهمته غلط..،
لاحظ مكانها أخيراً بعد بحث مضني..جالسه معه..ما استغرب كان متوقع يشوف وليد معها....فـ تحرّك ناحيتهم وكل همّه سحر....لولا.....

تركي : خذي دورك..
سحر معطيه محمد ظهرها وجسمها يرجف كله.. حاسه انها جالسه تنتهههي مو مصدقه اللي بتسويه واللي طلبه منها!!.. مالت عليه باضطراب وطبعت قبلـة قوية وسريعــة بـ خده الديرتي...تراجعت بسرعة صاروخية وعيونها بمستوى عيونه !! وأكملها تركي بابتسامة حلووة وناعمة لهــا..

يعتقد إنها أوصلت الرسالة !
وصلت الرسالة..يا محمد؟

::

في بيت ابو محمد..

شادن دخلت البيت راجعه من الجامعة واللي استغلتها للروحة للمستشفى للمرة الثانية .. طلعت منها بدري ومرّت على المستشفى تتطقّس اوضاع اللي ينازع الحياة هناك..عن طريق بسمة اللي أوهمتها ان زياراتها عشان تخفف عنها... وما غاب عنها تردد الشرطة هناك بعد ما أعلنوا انه جريمة قتل بكل المقاييس..
أول ما دخلت الصالة شافت ابوها يشيل شماغه ووجهه منقلب..وكأن تو واصل له خبر مصيبة..! ، وما قدرت تخمّن..!
وبتوتر : وش فيك؟
التفت عليها بملامح مصفوقة : بروح للمستشفى عند ابو راهي توني داق عليه بشوف الاخبار وصدمني بطيحة ولده..
شادن بتوتر : ما قالك وش فيه!
ابو محمد : ما عطاني التفاصيل لكن طيحته كايدة وهو بين الحياة والموت..لا حول ولا قوة بالله يومين ولا ندري عنه.. بروح اشوف أحوالهم ابو راهي صوته تعبان بالحيل واضح ان المصيبة كبيرة.. لولا اتصالي فيه ما كان دريت..
تماسكت تحافظ على هدوءها : ان شاء الله انه طيب..هد بالك..
ابو محمد : استغفر الله انا ماشي..خلي بندر يلحقني..
أم محمد : بندر طالع لشغلة ماهوب فيه..
ابو محمد : دقي عليه..
طلع عنهم ..وهي تلتفت لأمها اللي جلست تراجع الله : إنا لله وإنا إليه راجعون.. نسبانا حالهم منتكس من يومين واحنا ما ندري.. الله يلطف بحاله ..
شادن قررت تنسحب : أنا بروح أبدّل وأنام..
وطلعت بـ سرعة لـ غرفتها تدّعي وتمثّل الهدوء .. أغلقت الباب بالمفتاح ..وبسرعة اتّجهت لمكتبها وهي تبحث عن رقم عمر الثاني اللي عطاها قبل فترة للاحتياط...كل محاولاتها مع الرقم اللي حافظته باءت بالفشل.. من اختفى وهي تحاول تتصل ويجيها مغلق...وتذكرت وهي بالمستشفى الرقم اللي عطاها واللي قال انه يستخدمه نادراً على جهاز أقدم لكنه يظل معاه بجيبه....ممكن يكون فتحـه أو تقدر توصل له من خلاله.. تبي بس تتطمّن ان بخير على هالأرض... أعصابها مارح تتحمل اكثر من كذا..

اتصلت على الرقم.... وفتح معاها...سمعت رنين الخط..واجتاحها أمل خلاها تكبت دمعة رجاء وابتسامة دعاء..
ما انتظرت غير صوته الفخم يهزّ سمعها... انفتح الخط بعد رنات متتالية ، تلاه صمت قصير من الطرف الآخر.. فـ انجرفت باضطراب مندفع : عوووومر !
جاها صوت خشن لأول مرة تسمعه نثر الخوف بكل خلاياها : لبى هالصوت ..
فزّت مرتاعه من الكلمة المباغتة !! وهو يقول : عمر ماهوب قريب ألحين..
بلعت صوتها بدون ما تقول كلمة.... وباغتها الصوت الخشن بجمود : مين انتي؟
رمشت باضطراب : وينه ؟
الطرف الثاني : مو قبل ما تقولين انتي مين !
لا شعورياً..قفلت الخط بوجهه وهي تحس بشعور مخيف من الموقف الغلط !!
فتحت الورقة اللي تكرمشت بيدها تتأكد من الرقم !......هو نفسه !
نطّت بـ مكانها بـ خرعة يوم رنّ جوالها بنغمته العالية يعلن عن رقم عـمر ! ، متأكدة هذا رقمه هو...ليش يرد هالغريب عليها !!
يصير عمر يتلاعب؟!....هزّت راسها نفي بقوة تنكر الفكرة... عمر ما يعرف يتلاعب ولا رح يسوي هالحركة فيها وهو يدري انه شاغل بالها..
لا هالصوت مو صوته.. هالصوت... خشن بشكل يجيب القشعريرة ..
يمكن..يكون شخص يعرف عمر ، وعمر عنده ألحين ؟...بس هي تدري..عمر ماله صحبة يثق فيهم غير محمد وبندر..
رنّ الجوال مرة ثانية وهي تناظر الرقم بـ تشتت وريييبة.. مهما كان هالشخص فهو أكيد يعرف مكان عمر دام جواله عنده..وهي متأكدة إن عمر كان شايله هالرقم معه ..!
قررت ترد باقتضاب وبأقل من دقيقة إذا حست إنه نصاب بتسكّر..
فـ ردّت بنفس طريقته ..بصمت.. تنتظره يتكلم ..

جاها ذات الصوت : مو زين تقفلين واحنا نتكلم !
شادن : من انت ؟؟
.... : قبل أقولك وينه..علميني مين انتي؟
شادن بثبات النبرة : وشلون وصلك الجوال ؟
ضحك مستمتع : ما يصعب عليّ يالحلوة..
شادن واعصابها تنشدّ : إنت مين؟
... : أنا صاحبه... وانتي؟
شادن ما صدّقت : إنت مين؟
... : ما تصدقيني !
شادن : وينه؟؟؟؟؟؟
...(بضحكة توتّر) : قريّب ان شاء الله.. بس قبل أعلمك..علميني انتي مين ..
سكّرت بوجهه وتوتر اجتاااحها...نبرته مو مريييحة أبد...ليش ما يبي يقولها وينه!!
جلست على الكرسي وهي تخاف يكون واحد من اللي حكى لها عنهم !!..أصحابه اللي جرّوه معهم واستغلوا حاجته بـ سنين وحدته..!
تحركت من مكانها بتاخذ حمام سريع يرخي أعصابها قبل تفكّر بشي.. لكن جوالها رنّ من جديد...راحت له بسرعة وقفلــته مرة وحدة يوم شافت انه رقم عمر وماهو عمر..! ،

عقب ساعة طلعت من غرفتها وشعرها مبلل ، وتصادفت ويا مشاعل اللي كانت تصعد الدرج وبالها ماهو هنا..وشي في وجهها متغيّر..
نادتها : مشاعل؟
مشاعل فزّت وهي توقف مكانها.. تحاول تسيطر على وضعها المتوتّر..
شادن اقتربت منها :شفيك اليوم بعد؟
ابتسمت بسرعة : مافيني شي مثل الغزال..ما صار شي..
شادن : كيف الشغل اليوم؟..هاوشوك ؟
ضحكت بـ زيف : هاوشوني شوي..بس انا قدها..
شادن : لا يكون المدير!
مشاعل : لا الحمدلله المدير ما بعد تفضّى يهاوشني شكله مشغول.. بس توقعي بكرة يهاوشني ..
شادن : مبسوطة على نفسك !
مشاعل حكت راسها : هههه أمزح...مارح يهاوشني بدبّر حالي..
شادن : وانتي شفيك الحين..وجهك مو طبيعي!؟.. ضاغطين عليك اليوم بعد!

السالفة اللي طلعت عنها وعن خالد ما فارقتها ونكّدت عليها باقي اليوم ..وهي تفكر شلون تتكلم مع خالد اللي اكيد حاقد عليها ألحين.... وهمست : شوي.. بس بتعود... يلله تصبحين على خير..
تجاوزتها بسرعة وهي تمثّل الهدوء..دخلت غرفتها وأفكارها مشوشة... ما تعرف وش اللي بيواجهها بكرة وهي كل القصص اللي تسمعه اليوم عن خالد والبنت اللي كانت معه.. وبعض البهارات اللي تدري مالها أساس..
تحركت لازم تريّح جسمها وتنام..عشان بكرة تعرف تفكر زين.... بدّلت ملابسها لـ بجامة نوم وهي حاسه بتعب في كل جسمها... طاحت عيونها على الجوال جنب الوسادة وكأنه يقول لها استخدميني !

تكلمـــه؟..
بس وش بتقول!.. هي تدري انها تبي تكلمه عن السالفة اللي للحين ما تدري وين وصلت أبعادها..
مسكت الجوال وهي تنسدح واضطراب يمنعها تاخذ الخطوة... مو هي قررت ما تحتك فيه مهما كانت الظروف..مجرد اتصالها عليه كسر لهالقرار ..
انقلبت على جنبها وهي تناظر الشاشة ورقمه المخزّن عندها من مدة طويلة لكنها ما تقرب له..!
أرقامه... المحرّمــة عليها من أمد..
غمضت عيونها وهي تتنهد ورمت الجوال عالكمدينة واصطدم بالكاس الزجاجي الموجود واللي طاح على جنبه ...انقلبت غير مهتمة على الجهة الثانية وهي تعطي الجوال ظهرها..قاطعه الفكرة المجنونة اللي سيطرت عليها..مارح تتصل..ومارح تضعف..


::




♫ معزوفة حنين ♫ 25-02-13 12:36 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 

بـ المستشفى ابو محمد مع ابو راهي ..
أبو محمد : وش أخباره عساها سليمة؟
أبو راهي جالس عالكرسي بـ حيل مهدود..ووجهه مسودّ : أي سليمة يابو محمد.. والولد أمله ضعيف بحالة متردية ما يعلم فيها الا الله..
أبو محمد شدّ على يده : لا حول ولا قوة إلا بالله.. بتعدّي ان شاء الله بتعدي..
أبو راهي بصوت بحّ من الفجيعة : الله كريم...
أبو محمد : قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا...اذكر الله يابو راهي..وان شاء الله انكم على أجر..

اقترب منهم رجال مو أول مرة يتردد عليهم أول ما شافه ابو راهي تنهّد بـ سؤال : أخبار جديدة ؟
الرجل اللي كان واضح انه تبع الشرطة : لقينا سيارته أبشرك..
أبو راهي بحماس طافي : وين لقيتوها ؟
الرجال : خمسين كيلو برا الرياض.. حول المكان اللي كان طايح فيه ولدك..ماهي بعيدة مثل ما توقعنا..
أبو راهي : وما عرفتوا شي عن المسؤول ؟ هالشي هو اللي يهمني ولا السيارة بحريقة..
الرجال : تدري ان هالشي بيحتاج وقت..خصوصاً انه صار برا الرياض يعني الشهود يكادون يكونون معدومين مافي أحد يقدر يفيدنا واللي صار ..حدث بالليل..لكن أكيد بنحاول نربطها بقضايا سابقة عندنا وقضايا لازالت تحت المجهر.. وان شاء الله خير..
ابو محمد : الله يكون بعونكم ..
الرجال : يقوم بالسلامة ان شاء الله ..
سلّم عليهم ومشى...بينما أبو محمد تنهد : هوّنها وتهون ان شاء الله... شكله مجتهدين كل شوي مارٍ عليك؟
ابو راهي : يمرون علي عشان يشوفون حالة الولد.. لو جالس يستجيب لكن مثل ما انت شايف عالأجهزة والوضع متدهور.. يقولون محد غيره يقدر يفيدهم والشهود مابه شهود ياخوك..
ابو محمد قام بعد ما قضى ساعتين معه حاول يهوّن فيها عليه : روح لبيتك ريّح..وأنا ان شاء الله بمرّك بكرة.. الله يكون بعونك..
أبو راهي : ما تقصر..

::

صبـــاح جديد..، وبـ الساعات الأولى ..

دخل جمال للكافتيريا عشان ياخذ له قهوة قبل يرجع لـ عيادته..
لفتت نظره بنت جالسه لحالها وهي الوحيدة اللي جالسه بهالوقت الباكر... عرفها من هيأتها..إنها هي..
ما منع رغبته انه يقرب منها خصوصاً وان وضعها بذيك الوحدة كان غريب ويوحي بشي مو مضبوط..! ..شكّ ان فيه شي صاير معها..وما منع نفسه انه يروح..وقبل ما يقرب.. اخذ معه كوبين قهوة عشان يلقى سبب يتقرب فيه فوق انها ما كانت تاكل او تشرب قهوتها كالعادة... اقترب بهدووء وابتسامة صغيرة على فمه..

مشاعل كانت تناظر من الواجهة الزجاجية اللي تكشف لها منظر الساحة الخارجية والنوافير البهية بصمت مطبق.. يدها تحت خدها .. ومو حاسه باللي يقرب منها لأنها كانت تعيش مشاعر متزاحمة ثانية.. مأثره عليها داخليا وخارجيا وذكرى اللي صار مأثر عليها ما تدري ليـــش..!

ما وعت على شي إلا يوم سمعت صوت حركة الكرسي ..رفعت عيونها بعفوية للي انحنى شوي بجسمه وهو يحط الكوب قدامها..
رمشت غصب وهي تحاول تخفي الاضطراب اللي بعيونها..
قال باستئذان قبل يطالع فيها : معليش ..شفتك جالسه من غير قهوة الصباح قلت اجيبها لك.... تفضلـ........
انقطعت كلمته يوم طاحت عيونه على نظراتها المضطربة بلمعة دموع خفييية ماهي واضحة..لكنه لقطها بدقّة ملاحظة ! ، جمد لحظات وهو...مو عارف ..ارتبك... وتوتر لأنه حس انه جا عندها بلحظة غللللـط...

مشاعل نزلت راسها شوي وهي تحاول تعدل غطاها مع انها عرفت انه لمحها.... حاولت تتوازن..
بس ما قدرت تنطق...وش تقول وهي حاسه انها مختنقه من داخل...وكثير أشياء مأرقتها ..!
مرت 10 ثواني بصمت اثنينهم مجبرين عليه...هي مو قادره تقول شي...وهو احتاج هالثواني الهادية عشان يمتص الموقف اللي رجوله جابته لـ عنده..... شاف دموعها !!!
واخيرا قدر يلملم الموقف... وابتسم بهدوء : فيه مشكلة اشعاعية مشاعل ؟.. حاسه بتعب ؟
مشاعل ما عرفت وش تقول...بس لقت نفسها تجاوب ببحة : .. تعبانة شوي... بس ساعة ورح أكون بخير لا تشغل بالك..
لقى نفسه يجلس قبالها وعقده بين حواجبه.. وبنبرة هادية بـ جدية : عسى ما شر..؟
كانت تناظر الكوب اللي جابه ..عشان ما تخليه يلاقي فرصة يناظر دموعها مباشرة ولو انها بدت تفيض بوضوح وما تدري ليش..يمكن سؤال المهتمّ : .. ما شر...بس.............

بس ايش؟؟؟
وش تقول؟؟... معقول تقول لأحد..!.. معقول وهي اللي خططت تقتحم جدران هالمستشفى ..وتنفذ اللي عزمت عليه لحالها وبالاعتماد على نفسها...!! ..بس ليش تحس انه مع الوقت هالجدران تمتص قوتها ..ووجود خالد بذاته بحدود هالمكان..يستهلكها..!... وفوقهم...اللي سمعته..أمس..
جمال دفع بالكوب لعندها يوم حس انها متردده تاخذه : اشربي هالقهوة تروق اعصابك .. لا ترديني هالمرة على حسابي...
ما رفعت راسها ظلت مثل ما هي.. استغرب جمال وهو يحس إن وضعها هذا مو خجل على العكس يوحي بشي غلط ومو طبيعي ! ، وما يدري ليش راح لباله انها سمعت شي ما يرضيها..،

جمال بهدوء وبنبرته اهتمام : اشعاعية مشاعل؟...(باقرار).. فيك شي واضح !
انكرت بهدوء : .. مافيني دكتور...لا تشغل بالك..
جمال ابتسم بحنية لا شعورية : .. أحد هنا مزاعلك ؟؟
بس قال هالكلمة ارتجفت من ألم تفاعل مع كلمته..كلمته لمست وتررر .يوجع...
ولاحظها جمال...اللي دقق بنظراته وهو يتابع : .. مين بس؟؟
مشاعل بهدوء وهي تمسك الكوب لعله يشتت آلام بأحشائها : محد مين لاعب عليك..؟
ضحك على جملتها العفوية : هههههه محد بس وضعك يقول ...
حاولت تختصر الحديث لأنها ما تدري أي كلام ممكن ينقال مع مثل هالانسان اللي صار زميل عمل ..!
سكتت وهي تناظر لون القهوة وهي تدعي ان البلل البايخ اللي في عيونها يجف لعلها تقدر ترفعها وتتكلم بأريحية.. ومرت لحظات هادية ما بينهم ..
يوم سمعت جمال يهتف فجأة..
" أووه خاالد... صباااح الخير " ..

لا شعوريا .. رفعت راسها ناحية مدخل المستشفى اللي تقدر تشوفه من مكانها..
شافت خالد داخل ..وجنبه ..ياسمين ..الضحكات على وجيهم والانسجام مبين عليهم وهم يسولفون بشكل طبيعي..
التفت خالد من ناداه جمال ووقفت معه ياسمين بعفوية...مشاعل مباشرة لفت بوجهها كلله ناحية الواجهة الزجاجية على براا ويدها أسندتها على خدها بحركة لا شعورية ..وكأنها تحاول تخفي حالها ..أو تخفي حالتها المتأزمة الواضحة .. تخفيها عن خالد ..!..
رفع خالد يده من بعيد من دون ما ينتبه للي جالسه ..ما ركّز : هلااا جمال..
قام جمال مباشرة من مكانه وتحرك ناحيته وخالد يقرب بهدوء ...لما تلاقوا عند منتصف الكافتيريا وما يبعدهم عن مشاعل سوى أمتار بمسافة تسمح لها تسمعهم ..
ياسمين سلّمت على جمال : صباح الخير دكتور جمال ..شخبارك؟
جمال بابتسامة حلوة لها : ..بخير دامك بخير... ( ناظرهم ) .. وين كنتوا الدوام بدا من ساعتين وانتوا متأخرين ماهي عادتكم ..!؟
ابتسم خالد وهو يرمي نظرة على ياسمين وهي بالمثل .. وأردف وهو يطالع جمال مرة ثانية : كان عندي موعد ضروري مع دكتور نايف... طلب مني امس اقابله الصباح برا المستشفى عشان نروح نقابل دكتور يعرفه ..وبالصدفة لقيت دكتورة ياسمين موجودة هناك... خلصنا وجينا ..
لا شعوريا ..التفت جمال بنظرة شبه خبيثة لـ ياسمين ..ونبرة عفوية ما حس فيها : .. بالصدفــة هااااه !!؟
احمر وجه ياسمين خجل...وابتسمت بسرعة تبدد الموقف : أنا لازم اطلع لعيادتي الحين.. اشوفكم ..
وراحت بسرعة ونظرات جمال رفعت ضغطها..كأنه يحاكي واحد من أخوياه بذيك النبرة..وفوقها النظرة..
متعمّد يحرجها ..!!

خالد بغيض : بالله عليك هذا أسلوووب ؟؟؟
ناظره جمال ببراءه : وش سويت؟
خالد بسخرية : وش سويت...ما شفت عيونك وانت تسأل زين ما خفست البنت عيونك !!
ضحك جمال يوم حس أخيرا بالطريقة اللي تعامل فيها مع ياسمين : ههههههه...زين أحسن ..يا ملحها اذا حمررت ههههه ....أقص يدي إذا كانت راحت هناك صدفة وما درت انك بتروح ..
ابتسم خالد بسخرية : تحسبني غبي..أدري انها جت لأني بكون هناك..
جمال بسخرية : .. يا ثقتك ياخي...
خالد : اسكت تكفى مالي خلق مزحك...أنا بطلع فوق الحين ..وش مجلسك هنا انت؟
والتفت للبنت اللي جالسه على بعد خطوات منهم يوم حس بوجودها ..توّه يستوعب ان جمال قام من هذيك الطاولة ...كانت على نفس وضعها...تناظر برا ..بجموود وهدوووء يخدع الناظر لها ...
تغيّر وجه خالد تدريجيا من الابتسامة الخفيفة ..للجموود.. بعقدة جاااادة بين حواجبه.. منظره تحوول للجمووود التام ! أدرك ان اللي جالسه هي..ما يخطي فيها ..،

مشاعل كانت تسمعهم طول الوقت وتدعي التجااااهل ولو ان فيه شي داخلها ..يشبه الأشواك من منظرهم سوى ..!! خالد..وياسمين !
رجع جمال للطاولة بابتسامة تلملم الموضوع بسبب نظرات خالد اللاسعععة : بلاش هالنظرات دكتور خالد... انا واشعاعية مشاعل بينا زمالة عمل ! .. لا تناظرها كذا ما اسمح بهالشي فـ حقي...!

اللي قاله جمال جذب انتباه مشاعل... التفتت بعفوية لـ جهة خالد عشان تشوف مضمون هالنظرات اللي قال عنها د.جمال واللي ساعدها إن لمعة عيونها اختفت ومالها أثر.. لكنها انصدمت يوم...ارتسمت ابتسامة سااااخرة على فم خالد..مؤلمة ..موجعة ..حد الصميم ..يوم قال : ومين قالك إني أهتم ؟

ناظره جمال باستغراب..ما كان الكلام هو الغريب...بقد ما كانت النبرة الجااامدة والسخرية اللي تقطر من عيونه تقطييير !.. بشكل أول مرة يشوف خالد عليه..وبمثل هالملامح القاسيية !
مشاعل ارتجفت يديها يوم قال ذيك الكلمتين... محد يفهم معانيها قد ماهي تفهمها ..ومحد يحس بسكاكينها قد ماهي تحس...هي الوحيدة اللي تفهم خالد..وتفهم معنى الكلمة اللي يختار يلفظها...!
خالد ونظراته الجامدة بعيون مشاعل مباشرة ما زحزحها : ما اهتم يا جمال .. لا يروح فكرك بعيد..
هلحين بس حس جمال بشي مو مضبوووط...خالد بهالعيون وهالكلمتين ماهو خالد ... ضحك وهو يحس بشرارت غير مفهومة تطير حوله : ماراح فكري بعيد ..بس هي بنت عمك عشان كذا مابيك تتوتر اذا شفتني اتكلم معها..تدري اني اعتبرها زميلة عمل..مثلها مثل غيرها..

التفت عليه خالد وسخريته تزيييد : ..ومين قالك اني اعتبرها بنت عمي....
عقد جمال حواجبه باستغراب يملا وجهه... ومشاعل ملتزمة الصصصمت المطبق بس من داخلها العواصف تلعب فيها لعب وترميها يمين وشمال...وخالد تابع كلامه بنفس النبرة : .. انا مالي بنت عم هنا ... ما اشوفها بنت عمي بمكان شغلي... اشوفها حالها حال غيرها.. غريبـة... وتصرفاتها ما تخصني بأي حال من الأحوال... اعطيك العلم بس..
وأخيراً رمى نظرة اخيرة على مشاعل اللي كانت جامدة وكأن الكلام ما اثر فيها شعرة ووجهه جامد ما ارتخت فيه عضلة..وبدون زيادة كلاام مشى تاركهم اثنينهم وهيئته لفتت نظر جمال لأبعد مدى....
جمال اللي بقد ما استغرب وانصدم واحتارر من كلام خالد، ونظرته القاسية..وكلامه الأقسى...بقد ما اجتاحته عصبيــة غريبة لأن الكلام اللي قاله ما يقولــه واحد بعقــل ورزانــة خالد....بنت عمه؟؟؟...وما يهتم بتصرفاتها؟؟؟ حتى لو جلست مع رجال غريب !!!!
تحرك جمال اللي انحرج اكثر مع مشاعل وعصبية صغيرة مسيطرة عليه...جد مو طبيعي خالد من ايام !!
اقترب من مشاعل وهو وده يعتذر...لكن ما يعتذر عن نفسه...وده يعتذر عن خالد اللي كان كلامه سووط ما يدري وش سببه ...
وصل عند مشاعل وهو يداري عصبيتـه من خالد وكلامه..: م...مشا......
ما قدر يكمل اسمها ..إلا هي غطت عيونها ودخلت في نوبة بكاااء شديدة بدتها بشهقة.... قامت تبكي وهي جالسه ما همها..لا المكان...ولا الزمان...ولا الناس....
جمال انصدم بشكل اكبررر.. وما عرف.. يجلس ولا يتم واقف... مد يده بالهوا وهو يحاول يهديها مع نوبة البكاء الشديدة هذي...
جمال بضياع وربكة : اشعاعية..مشاعل... بسيطة لا يزعلك ..
حطت راسها على الطاولة بحركة تحاول تخفي فيها وضعها...وجماال مع عصبيته المتزاايدة على خالد إلا انه حس انه يتحمل جزء من المسؤولية..
جلس على الكرسي القريب منها غير الأول : .. ما يستاهل الوضع وانا اخوك..خالد ولد عمك وهو ما يقصد انا اعرفه مثل اخوي...ما قد طلعت منه كلمة غلط على احد ..لا يهمك.. يمكن قصده ما يبي يحرجك..
هالمرة نطقت وصوت نحيبها وتّر جمااال : ان...انا...الغلطااانة.... انا الغبية... أن..أنا جيت هنا بسببه.. وهو......... ( ما كملت وهي تغيب ببكاء )
انتبه جمال لهالكلمتين اللي استقرّت بباله وركزت في مخه... وللحظة أدرك بخبرته...إن البكاااء هو علاج لهاللحظة ..!
ابتسم بلطف.. وبنبرة دكتور مُحترف بمهنته : .. اوكي ..فاهم وضعك ..بس مو زين تبكين هنا...اطلعي بعيادتي وارتااحي وابكي على راحتك...واضح انك كاتمه بقلبك شي..
رفعت مشاعل راسها يوم بدت تتماسك..وطاحت عينها على وجه جمال بملامحه القلقة...حست انها انكشششفت...ونظرات هالدكتور وكلامه أربكتها..
قامت بسرعة وهي تحاول تمسح دموعها بمناديل القهوة اللي جابها ... تبي تبتعد عنه..
قام واقف معها : .. مشاعل.. تعالي معي..
مشاعل بارتبااااك : .. انا ..بخير خلاص..
ابتسم ابتسامته المعروفة : .. لا...مو بخير..
حاولت تأكد له : جد وا..لل..ـه .. انا بخير..
هزّ راسه نفي مرة ثانية : .. لأ... مو بخير... تعالي معي
بضعف وارتباك: دكتور جمال...جد أنا.....

قاطعها باقرار : بلاش الكذب...لا تنسين أنا نفساني .. أعرف زين متى يكون اللي قدامي بخير.. فلا تعلميني شغلي ..
يا ويلها شكلها انفضحت ...انفضحححت....ومع مين ..صديق خالد الأقررب هنا !!!
حست إن قلبها هوووى..لأن نظرة جمال هالدقايق... تختلف عن أول ما جلس... نظراته اختلفت وكأنه أدرك شي ..كأنه فهههم شي !!!
لاااااااااااااا... مو صديق خالد ..!
مشت معه من غير حيلة خصوصا انه كان يمشي وراها بفارق خطوة..يتطمن انها بتجي معاه ومو هرربانه.....
ضغط الاصنصير لها...وركب معها ومباشرة لقسم عيادته اللي كانت بعيدة نوعاً ما عن الأقسام الثانية..له مبنى منفصل مرتبط مع المبنى الرئيسي بجسر رخامي انيق..واجهته زجاج صافي جهة تطل على حديقة المستشفى الحلوة...وجهة تطل على جزء من مواقف المستشفى الخاصة.. عبرت الجسر وراه وهي ساكتة تحاول ترجع طبيعية ..بس كانت تواجه بعض الصعوبة اللي تتلاعب فيها..
أول مرة تدخل هالقسم من توظفت هنا .. عجبها الديكور الهادي بالأسياب والممرات وعند الاستقبال الخاص بالقسم ..مشت وراه منصاعة وهي تتأمل القسم بهدوءه... هاااادي ومافيه زود ازعاج وناس... مرضى هالقسم ناس عاديين سوى انهم يعانون بعض المشاكل وبعضهم يحتاج للبوح والبعد عن الكتمان ...كأنها ارتاحت وهي تمشي فيه مبدئيا بسبب هالهدوء اللي يريّح المخ .. يختلف عن قسمها اللي تشتغل فيه...هناك صخب صخب وناس كثير تروح وتجي...! .. والعكس هنا !
رفعت راسها ..للرجال الطويل اللي يمشي قدامها بفارق خطوة ...،
وكأنه حس بنظراتها التفت لها وهو يمشي وابتسم ابتسامة صغيرة .. أربكتها وخلتها تنزل عينها بالأرض..
وصلوا للعيادة ..وفتح لها الباب...
وقال وهو برا : بخليك نص ساعة مع نفسك.. وبرجع ...ارتاحي ..!
ما فهمت ليش ... وقالت بهدوء : .. دكتور ..ما احتاج اجلس لازم اروح اخاف يطلبوني..
ابتسم بلطف : انتي مرهقه واضح عليك... والأحسن لك تبعدين عن قسم د.خالد حالياً...
من قال كلمته الأخيرة هوووى قلبها لأبعد نقطة ... كلامه يدل انه...فهم شي ؟!!
قالت بثبات : وليش أبعد.. ؟
ابتسم بهدوء: لأن شوفتــه لك... يمكن تزيده سوء !
فهمت قصده لأنه مو شي غريب عليها .. من زمان وخالد ينقلب لـ شخص ثاني بـ حضورها..
ابتسم : لا تتضايقين من كلامي ..لكن أنا ما اشوف خالد يتغيّر الا اذا كنتي حوله.. يمكن بينكم مشاكل وهذا اللي أنا ملاحظه...فـ ماعليك منه هالهيس وسعي صدرك...تفضلي داخل العيادة ارتاحي وانا بغيب شوي وراجع !



يتبـــع ...


ان شاء الله يروق لكم ، ويكون قد التعب..
هالبارت استهلكني كثيير..
انتظر ابداعاتكم لا تحرموني منها ،
لأن تفاعلكم لا يعكس حضوركم بالبارتات الأخيرة

أحبكم في الله ..

عنون ^^ ***52***




amany khalil 25-02-13 08:42 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
والله حبيبتى رائعه بجد راح اتابعك عل طول
تسلم الايادى حبيبتى
بااااااااااااااااااااااى


الساعة الآن 01:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية