منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر .. (https://www.liilas.com/vb3/t86736.html)

♫ معزوفة حنين ♫ 26-12-12 08:06 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 

الجــــزء 49 ...
(2)
--------------------



في السيارة اللي ماخذتهم ناحية القنصلية مر نــص ساعة وهي هادية ظاهرياً..عكس النزاعات اللي كانت تفتك روحها ..ملتزمة الصمت الكامل وعيونها على النافذة والطريق اللي يطوونه..تسمع صوت ابوها يسولف بهدوء مع وليد..ووليد مختلف عن العادة نبرته زايده بهدوءها لحد الهمس أحياناً..سواليفه مع ابوها مقتضبة ما تتجاوز الكلمة والكلمتين بالرد دليل مزاجه السئ اللي كانت هي السبب فيه على ما تظن...ما تبي تلف وتناظر وجهه وهي تحس بتوتر يتجدد ما بينهم !
غمضت عيونها بهدوء وصدرها يرتفع بشهيق ثقيل..ما تدري تعاتب نفسها ولا تعاتبه...ما كانت تبي توصل الأمور لهالحد.. لكنها وصلت ولا قدرت تسيطر عليها ولازم تجاريها..عقب ساعة أو أقل رح تتغير كثير أشياء.. رح تتغير أشياء بخصوصها هي وهو لكن لازم تواجهها..لأن اللي هم فيه أبعد من إنه يكون طبيعي..ومارح تنجرف فيه..،
وصلت سمعها كحـة من صدر تركي قاطعت سالفة عابرة كان ابوها يحكيها.. التفتت ناحيته بهدوء من حالته وكان بهاللحظة حاط قبضته على فمه بينما يده الثانية مسيطره على الدركسون.. كح مرة ثانية وهو يضغط على فمه باصابعه..ويتنحنح ..
أبو خالد بانتباه : مريض؟
تركي وهو يحرك يده عند الباب يدوّر مناديل : شي بسيط ،
أبو خالد : لا يكون بتمرض..
تركي ويده مو لاقيه شي : صحيت اليوم وانا احس فيها على خفيف.. (ودنّق بسرعة لجيب الباب وهو يعبث بمزاج قافل ): سيارة عفن !
أبو خالد باستغراب : وش تدوّر ؟
تركي سحب يده وعيونه قدام : كلينكس! ، السيارة فقر مافيها شي !
ابتسم أبو خالد بهدوء : بسيطة وقّف على أقرب محل تموينات أو ميني ماركت بتلقى فيه..
تركي ماله خلق وقوف : ما يحتاج !
تحركت سحر عفوياً وهي تسمع وفتحت حقيبتها..أخرجت باكيت مناديل صغير..مدّته كله بالكامل وهي تقول بصوت منخفض : هذي المناديل..
بس سمع صوتها اللي مختفي طول نص ساعة..رفع عينه للمراية واصطدمت بعيونها وهي متقدّمه بجسمها شوي عشان تعطيه..رمش بهدوء ونظرته الباردة هي ذاتها اللي واجهها فيها قبل يمشون..
سحر وعيونها بعيونه : خذ !
ركّز بعيونها الشفافة لثانيتين ..ثم انتبه للباكيت..وقال بتسلّط خفي كان طبيعي ظاهرياً بس هي فهمت الخافي : طلّعي لي واحد..!
زمّت شفاتها وهي ترجع على ظهرها يوم حسّت بصيغة الأمر ما يفهمها الا هي وغيرها رح يفهمها مجرد طلب... راعت إنه جالس يسوق وما علّقت رغم إن نظرته الواجمة كشفت عن مدى المزاج اللي قافل معه..وسكتت قالت لنفسها غلطي وبتحمّله..كلامي معه أمس جارح..
سحبت مناديل ومدّته له مرة ثانية بدون كلمة .. رفع يده من فوق كتفه من غير لا يلتفت أو يرفع عينه للمراية كان يتابع الطريق.. جت أطراف أصابعه على يدها الناعمة رجفت أطراف يدها وسحبتها بسرعة في حين رفع عينه لها بسرعة يوم حس باللمسة ورجفة يدها اللي وصلت له .. أسندت ظهرها وهي تلف بوجهها للنافذة تقطع اللحظة والاحساس كله.. ما ناظرته وكأنه شي ما صار ..بنظرها من اليوم وطالع لازم تكون طبيعية ومن الغباء إنها تسمح لنفسها بكذا أفكار..
رفعت يدها مسحت على عينها من أشياء المفروض ما تحس فيها ..معه هو بالذات.. مارح تعتبره شي..مارح تعتبر هالاحاسيس البسيطة شي..مجرد شي عابر..رح يختفي بعد مدة..

تركي ناظرها ثانيتين من عقب هاللمسة ..هدوءها وصمتها رغم انهم مقبلين على شي يدري هو إنه مسبب لها رعب..أعاد عيونه على الطريق في حين قال أبو خالد : انتبه على عمرك لا تكون بدايات مرض..
تركي باقتضاب قاطع : مارح أمرض !
ناظره أبو خالد : تكحّ وصوتك فيه بحة لا تكون واثق بعماك..انتبه على حالك وتبي نصيحتي رح الطبيب من بدري ..بهالجو الواحد يتعب بسرعة..
ارتفع صدره بأنفاس ثقييلة ماله خلق يحكي بحرف معه ومن الصبح مسايره : يصير خير !
وسكت مركّز عالطريق بينما أبو خالد وصلته مكالمة متعلقة بالشغل وانشغل فيها... ما حاولت تناظر فيه استمرت عيونها على الشوارع وأرصفتها والناس اللي يعبرونها.. سمعته يكحّ من جديد.. وماحاولت تطالعه..
كانت تحس من أجوبته المقتضبة مع أبوها إنه فعلاً مو وليد اللي يروق بالسوالف معه..متعكر مزاجه ولو جارى أبوها..وهي السبب ولا تدري وشلون تمحي هالتوتر بينهم.. رغم إن فيه صوت داخلها فجأة يقول لها اتركي هالتوتر قايم..اتركي هالمسافة لأنها لمصلحتك...وانتي تدرين انك تحتاجينها وتبينها ..

سكّر أبو خالد وأشار لتركي : خلاص دقيقتين وواصلين ..
أشار له ناحية مبنى مسوّر باجراءات حماية روتينية وعليه بعض الحراسة.. تجاوزوه ..
نزل أبو خالد ومعه تركي...في حين سحر نزلت ووقفت مكانها وهي تحس نفسها مشوشة.. ما تدري اللي يصير صح ولا غلط.. ما تدري تقدر تسمي نفسها الحين إنها رايحه للنار برجليها أو لا..،
التفت أبوها ناحيتها : مشينا ؟
انحرفت عيونها لـ تركي بتشوف حاله..هو مثلها أو لا ؟... لكن لا...وكأن الوضع مو هامه بشي...مو فارقه معه أبد ! ، اللامبالاة بوجهه واضحه.. ارتعشت شفتها السفلية وهي تشوف هالنفور منه وفوقهم جالس يتعامل مع الوضع بدون اهتمام أو مبالاة... هو جالس ينفّذ واجب وهي لحالها تحترق وعلى وشك تدخل بمتاهة.. لو قال ان الموضوع يهمه شوي كان هان بقلبها لو قليل..لكنه ينفذ واجب بلا مبالاة رغم ضخامة الفكرة إلا إنه ماخذها لعبة..
اقترب أبوها وهي ساكتة ، عيونها على تركي اللي يطالع بعيد ما يناظرها : يلله بلاك واقفة؟
نزلت دموعها فيض من ألم يمكن هالجامد اللعوب يحس فيها : ماابغى.. أبي أرجع !
تقدّم أبوها في حين تركي عقد حواجبه والتفت أخيرا لجهتها...واصطدمت عيونه بنظراتها الفايضة اللي تطالعه..
أبو خالد بهدوء جدي: توكلي على الله..وخلينا ندخل..
سحر وعيونها الدامعة على تركي الساكت البعيد خطوات : لا تجبره ..هو ما يبي..
تركي رفع حاجب واقترب : مين اللي ما يبي؟
سحر بخنقة : إنتْ !
تركي ما عطاها مجال يدخلون بصدام : عمي أنا بسبقكم داخل ..
وتحرك مختفي داخل المبنى...عضت شفتها ودنّقت وكل وسيلة استنفدتها.. تحاول تقنع إبوها ان وليد ما يبيها ..ماهي من نوعه!..وهو قالها إنتي مو نوعي أبدْ..مارح أفكر فيك.. قالها بتلقائية في خضم مواقفهم العفوية اللي صارت..هي تظن إنها بعفوية !!..هو قالها يمكن عشان ترتاح من ناحيته ولكن انعفست الأمور وشلون يوافق وهو أقرّ إنه مارح يفكّر فيها..دليل إنه ماخذها لعبة فعلاً ومجرد أداء واجب ..
غمضت عيونها وهي تفرك جانب جبينها من التشوش اللي يسيطر عليها بلحظات.. مو إنتي قلتي بتنهين هالخطبة بأسرع وقت.. الوضع مؤقت..معناتها يكون كذا أحسن.. لا يفكر لأنك انتي مارح تفكرين !
مشت مع أبوها اللي شجّعها بكلمات لما دخلوا... لقوا تركي واقف عند الاصنصيرات ينتظرهم..
طاحت عينه على سحر وهي تمشي بهدوء... تمعّن فيها يبدو إنها رضخت للأمر الواقع هالمرة بنسبة مية بالمية.. رفعت عينها لعيونه وهالمرة ما نزّلها استمرّ التواصل بالعيون..هي ترجيه بصمت ينهي هالوضع الغير محتمل لاثنينهم لأن القرار صار بيده.. لكن بـ نظراته الصامتة كان يقول لها تحلمين !.. قرأت هالجواب بعيونه .. قرأت ، تحلمين مارح انهي شي..
يعاقبها؟..يستمتع باللي جالس يسويه !!
شاحت بعيونها بعيد عن نظراته اللي تحمل أشياء غير مقروءة وكأنه فعلاً حاقد عليها...غاضب منها.. مستاااء لحد الكُره.. وما تحمّلت هالسيل اللاسع اللي يرسلهم بصمت..
وصلوا للطابق الثالث وتقدّمهم أبو خالد وسأل احد الأشخاص عن واحد يعرفه ينقال له عبدالكريم ودلّوه على مكتبه وهو اللي تواصل معه عشان جيّتهم لكتابة العقد..
دخل أبو خالد عليه ..وظل تركي ومعه سحر بأحد المقاعد في سكرتارية المكتب المسؤول عن هالامور.. رغم وجودهم مع بعض ما تكلموا ...سحر ملتزمة الصمت جالسه ومتقدمه بظهرها شوي مو قادره تستند وشنطتها بحضنها لامتها بوضعية تناقض الارتياح.. في حين تركي على العكس.. جالس مسند ظهره للجلد الأسود اللي خلفه ويديه معقودة على صدره ورجوله مرتاحة على الأرض بتمدد خفيف..بدون ذرّة توتر !
رمت نظرة جانبية عليه وهو جالس بصوفا جلدية تكفي ثلاثة بينما هي جالسه على منفردة بالجانب..كان يناظر بالأرض بشرود..
قررت تقطع السكوت ما بينهم..ببحة ناعمة : وليد !
رفع رمشه ناحيتها من غير ما يتغيّر وضعه أو ينطق حرف..
سحر بهدوء عقلاني هالمرة بعيد عن انفجارها الأول : صدقني مو مجبور تماشي أبوي.. لا تتورط فيني ..!
رمش بصمت لثواني.. يحاول يفهم معنى كلمتها ..
سحر بصدق : انت مو هامك الموضوع كله.. مو مجبور تسمع كلام أبوي بس عشانه طلب منك..
تركي بخفوت صوته الواجم : والمطلوب؟
سحر : لا تكلمني كذا !
تركي رفع حاجب : لا تفتحين خناقة هنا !
سحر قبضت على شنطتها تخفي رعشة القهر فيها : مابي أفتح خناقة أبيك تستوعب الوضع اللي بتدخل نفسك فيه !
تركي تحوّل للسخرية : الوضع اللي بدخّل نفسي فيه؟
سحر : قلت لك لا تتورط فيني..وانت عارف نهاية هالشي..قلتها أمس هالشي مارح يستمر..
التمعت عيونه بسخرية حادة غطّت على الوجوم : اتورط فيك؟؟ كيف أفهمها هذي؟
سحر وانفاسها تنضغط..هي قامت ترمي الكلام لعلها تخوفه وتخليه يتراجع.. لكنه ما يحسّ...أردف : اشرحي اتورط هذي ؟!
رجع يحاول يستفزّها.. بس تمالكت نفسها وحافظت على هدوءها لعله تهدّي الجو : اتكلم جد !
تركي ببرود : الموضوع مفروغ منه !
والتفت بعيد لشاشة التلفزيون المعلقة عالجدار وبهالحركة يقطع الحوار كله... حتى هو !..صار ضدها !
صار فجأة ما يفهمها ...أو هو يفهمها ..لكنه يعاكس رغبتها ... يفهمها لكنه باللي يسويه ناوي يوجعها..!
دنّقت لشنطتها وهي تحس إنها جالسه تدفع ثمن كلمة جارحة قالتها له البارح... كلمة قالتها متناسيه الكرامة اللي من ذهب عنده ،.. جالس يعاقبها..!!

تركي استمر بتجاهلها وكلمتها البارح للحين ترن بخاطره... ولا هو في مود يفتح سالفة أو جدال جديد معها..
كلمتها تتورط فيني.. غريبة وخذت مكانها في باله.. مستعد أتورّط بأكبر مصيبـة دامها جسر لغايتي..
وهالعقد مارح يمر مرور الكرام.. لا عليك.. ولا على أبوك ..
طلع أبوها مع عبدالكريم اللي سلّم على تركي باسم وليد.. وسلم على سحر..وأخيراً راحوا يكملون الاجراءات في أحد المكاتب مع الشخص المسؤول عن تسجيل عقود الزواج..
سحر استسلمت للأمر الواقع تماماً.. ماعاد عارضت جلست جنب أبوها بينما عبدالكريم قام يشتغل على بعض الأوراق.. أما تركي فاقباله على الأمر ما تناقص ذرة بل زااد وسوالفه مع عبدالكريم هادية وسطحية ..وبدت الاجراءات ..
بعد دقايق دخل المكتب اثنين شهود من اللي يشتغلون بالقنصلية طلبهم أبو خالد بالاسم كونه يعرفهم أيام شغله سفير غير عبدالكريم..
عبدالكريم : بطاقة الهوية أو جواز سفرك يا وليد !
بدون تردد..اخرج محفظته من جيب بنطلونه الجينز الفخم ..وأخرج بطاقته اللي تحمل اسمه المزوّر بحركة مقصودة وبدون تراجع : تفضل !
التقط عبدالكريم البطاقة وسلّمها للي ماخذ دور المأذون وبدأ يسجل بعض البيانات.. وعقب لحظات رفع راسه لـ تركي بسؤال : تقبل يا وليد تتزوج الآنسة سحر بنت مساعد على سنة الله ورسوله..؟
السؤال بسيط لكن له حدة السيف ..انقبض قلبها وهي تراقبه...قال بوضوح : أقبل..
التفت لـ سحر اللي كانت تنتظر دورها بانقباضات من غرابة الموضوع كله ..وكأنه زواج حقيقي وهو بنظرها شكلي ومؤؤقت ..!
سألها نفس السؤال : آنسة سحر.. هل تقبلين بالسيد وليد زوج لك ! (وهو يشير لتركي)
قالت ببرود هامس اعتراها فجأة لأنها عارفه انه شي مارح يستمر : اقبل..
طاحت عينها بعين تركي اللي التفت عليها من يوم نطقتها...مرّت لمعة بارزة بعيونه ما فهمت لها سبب ولا حاولت حتى تبادله النظرات... بدا يجيها احساس التبلد أو هي أساساً تحاول تتجلّد عشان نفسها ..
لوهلة صابه هدووء من نطقتها..(أقبل) هل معناها الحين ان كل شي تغيّر..ليش يحس ان اللحظة هي اللحظة...بس فيها غرابة مالها تفسير..
انتبه للرجال يكلمه : أخ وليد وقع هنا لو سمحت..
التقط القلم ووقع .. وعقبها جا دور سحر اللي لمح رعشة اصابعها وهي تمسك القلم ..وقّعت تحت ناظره وهي تحاول تكتم خنقة كتمت على صدرها.. تخفيها عن الجالسين.. أول ما تطلع من هنا رح تفجرها..لكن بعيد عن أبوها ..وبعيد عن وليد... تحتاج تكون لحالها..
كملوا الاجراءات ..وأخيرا ابتسم اللي سجلّ : مبروك..
ابتسم أبو خالد..والتفت لتركي اللي بادله ابتسامة كذابة .. سلّم عبدالكريم على ابو خالد وعلى تركي اللي كان هااادي مافيه أي انفعال ... لكن سحر حست انها ضايعة وسط هالاصوات والتباريك الهادية..
قامت واقفة وهي تحاول تخفي لمعة عيونها المنكوبة ، مو زين الأغراب يشووفونها أكيد بيستنكرون الوضع ..تحرّكت ناويه الباب لكن صوت ابوها وصلها : سحر على وين ؟
سحر ووجهها للباب وشفاتها ترتعش : بسبقكم للسيارة..
أبو خالد اللي لمح تغيّر صوتها عرف انها على وشك تبكي..وهالشي ما غاب على تركي اللي قرأ الانقلاب بصوتها ..اختفت من المكان ..قام تركي واقف وبنفس الهدوء الجامد من الصبح : انا بسبقك يا عمي..
أبو خالد : اسبقني خمس دقايق ولاحقكم..
طلع تركي من الغرفة بخطوات واسعة يحاول يشوفها.. توقّع انه بيلقاها تمشي لكنه تفاجأ بأنها كانت تهرول بالممر هاربة.. تحرك وراها وهو يحاول يستشعر اللحظة اللي تغيّرت بالنسبة له ولها..لكن للحين ما يحس بأي شي..يمكن يحتاج ساعة على ما يستوعب! ،

وصلت سحر للمصعد اللي كان خالي ينتظرها ودخلت بسرعة وهي تحاول تمنع الفيض اللي استقر بوسط عيونها وما نزل..ومارح تخليه ينزل.. ضغطت الزر وقبل ينغلق الباب انساب تركي من بينه داخل معها وعيونه السودا تلمع بذات الجمود الغير مقروء..
تراجعت لا اراديا من لحاقه لها : وش تبي..اتركني بحالي ممكن !
رفع حاجب واحد وعيونه ما نزلت عنها : لا مو ممكن..
سحر متمالكه نفسها بس صوتها يرتجف غصب : مابي أشوفك جد مو رايقه لخناقة..اتركني وليد انت سويت اللي تبي عشان ابوي..فخلاص اتركني مو انت معصب وضايق علي من أمس وما تكلمني.. خلك بزعلك ولا تحاكيني يكون أفضل..
اقترب منها خطوة وهنا قفز قلبها من مكانه....وش يسوي !!
بلعت ريقها وهي تلزّق ظهرها بجانب الاصنصير : اتركني والله مو رايقه اتكلم !
اقترب أكثر وعيونه تزداد سواد..وسحر التفتت للشاشة الالكترونية تنتظر وصولهم لتحت ..وناظرته مرة ثانية بسرعة وتوجّس..مو فاهمة اللي ناويه بس يمكن بينفّذ تهديده اللي قاله أمس : ماني مستعدة اتكلم بعّد..
تركي اقترب كثير واستند بيد وحدة على جانب الاصنصير وراها ودنّق لعيونها..بجفاء : انا اذا تكلمت معك..ماهو عشاني ميّت عليك..
رفعت عيونها وهي تكتم وجع داخلها ..لازال متمسك بأسلوبه ولازال يعاقبها..وهاللحظة بالذات تبي الابتعاد ماهي ناقصة زيادة ضغط ..ياليت يفهم..
أردف بجمود مؤلم : تشوفيني مو من مستواك لكن لازم تعرفين ان لي معاييري وانتي ما توصلين أدناها.. فانتبهي تغلطين بكلمة لأني المرة الجاية مارح أمشيها لك ..
رفرفت رموشها بألم تحاول تمنع الفيض لا يسيل على خدها المخمل تحت نظراته المتابعه..يكفيه عارف انها تتوجع لأدنى كلمة.. وهو يستخدم هالسلاح..يعاقبها على كلمتها أمس..
اذا انا ما اوصل لأدنى معاييرك ليش دخلت هاللعبة من الأساس...ليه توجعني فيها !!
كانت عيونها المغطاة بفيض شفاف تنتقل بين عيونه الجافة المسلّطه على ملامحها المتعبه..بصمت مو لاقيه كلمة ترد فيها عليه ،
تركي يعلّق على دموعها : اذا انتي مو قد إنك تتحملين عواقب الكلمة اللي تقولينها..لا تقولينها أحسن..
سحر بصوت يتهدج : يعني انـ.ت تعاقبني الحين على كلامي معك امس؟
ما علّق ...وتابعت بصوت يتكسّر : خلاص اذا ضايق ونقمتك اللي بعيونك هذي بسبب كلمتي..أنا آسفة وأسحبها..بس يكفي انا مو متحمله حالي الحين تجي تسمّني بهالنظرات وهالكلام..ما فيني والله أتحمل شد وجذب معك أكثر..
ودنّقت وهي تشهق شهقة فلتت منها..دفّته بذراعها بعيد عشان تقدر تطلع..وتحركت لكن مسكها من ذراعها قبل تطلع بدون كلمة..
صرخت عليه وهي تلف عليه بدموع : فكككنــــي لا تمسكني..
تركي بوجوم : على وين؟
سحر : بروح أنقلع بقريح...خلاص بريّحك من لساني وكلامي وما عاد أوريك وجهي..
كان عارف انها مارح تتوجـه للسيارة وتبي تغيب عنه ، عشان كذا تحرّك معها لبرا وهو قابضها.. مشى معها وهي تحاول تتملّص منه بضعف وصدرها يتهدّج من جوا من هالحال..
ضربته على ذراعه من جنب لعله يفكها..لكنه كان يجرها بمستواه وهي تجاريه بالمشي رغم رفضها..
وصلوا للسيارة وفتح الباب الخلفي ودفها لداخل وهي انقلبت للقهر المرتجف: مابي اركب ..بروح مع نفسي..
تركي : انتظري أبوك بعدين روحي للي تبين..
عرفت مافي مجال للجدال.. وسكرت باب السيارة وعيونها مغرقه لاقيه نفسها بوضع مشدود معه !
ليه توصل الأمور لهالحد مع وليد...ليه؟..يعرف شلون يألمها.. اذا استمرّ الوضع بهالشد والتوتر ما تدري وش بيصير فيها.. روحها بسهولة تنخدش وتنزف ،
ركب قدام وهي تحاول تكتم عبراتها لا توصله..كل شي تجمّع...الخطبة هذي..وفوقهم وليد اللي جالس يزيد الأمور صعوبة عليها.. ليه ما يسامحها ويرجع وليد قبل 4 أيام ..!
ما تبادلت معه كلمة إلى ان وصل أبوها وركب... طول الطريق كانت تسمع سوالفهم وهي منفيّه بالخلف مو ملاحظين وضعها النفسي اللي ينزل للأسوأ بسبب وليد اللي جالس يضغط عليه بأسلوبه متعمّد..ويزيد بعقابه..

وصلوا للفيلا..
نزل أبو خالد والتفت لتركي بابتسامة : انا بدخل أبدّل وأروح عندي شغل وبتأخر..يمكن ما أرجع الا على الصبح .. كلمت صوفيا وقلت لها تجهز حفلة صغيرونة..اذا تبون..
ابتسم تركي بهدوء وهو من داخل مستسخف الفكرة...حفلة خطوبة مهما كانت صغيرة مارح تليق فيهم لا فيه ولا فيها : ما يحتاج..
أبو خالد وهو يناظر سحر الواقفة كأنها ما تسمع : اذا سحر ودّها ما نقول لا..
سحر بلعت ريقها تمنع غصاات : أنا بطلع أمشي شوي..
أبو خالد لاحظ وجهها المتغيّر..وبهدوء : خذي وليد معك..لا تروحين لحالك
سحر برفض : مابي أحد معي...بروح مع نفسي..
أبو خالد ينبّهها : لا تتأخرين ..مو زي أمس..
ما ردت تحركت من قدامهم وطلعت بسرعة من الفيلا تحت أنظار تركي اللي ساكت...ما عنده فكرة عن المكان اللي تبي تروح له لكن الأحسن تغيب عن عينه هالساعة لعله يرجع طبيعي ومزاجه يردّ له..
تنهّد أبو خالد وهو ما يدري وضع بنته لوين بيؤول.. وقال لتركي يوصيه : لا أوصيك عليها اذا تأخرت .. يمكن تعاند وتسويها.. انتبه لها..
دار براسه لأبو خالد : لا توصي ..
أبو خالد : لا تنسى كل اللي قلت لك عليه...مابيها تطيح بمشاكل مع بنت ابو راهي من جديد.. مسؤوليتك تبعدها عن المشاكل يا وليد.. أنا مارح اكون حولها هالفترة..
تركي بهدوءه : ما نسيت..لا توصي..
أبو خالد : بروح أبدّل واطلع لشغلي..

طلعت سحر من الفيلا وأول ما ابتعدت سمحت لفيض دموعها اللي كان مستقر وسط حدقتها من ساعة إنه ينزل بانهمااار.. قامت تمشي وهي ترفع كُم جكيتها لخشمها كل شوي..زود ما إن كل الظروف ضدها ..حتى وليد صار ضدها ، وبدل ما يخفف الموضوع عليها جالس يستمتع بنذالته ويمارس عليها عقابه..


دخل تركي كوخه ناوي ياخذ قيلولة...هالشي الوحيد حالياً اللي ممكن يطلّعه من موده القافل من أمس.. يمكن يرخي أعصابه..يقضي على الشحنات السيئة المسيطرة عليه من أمس بالليل..
رمى روحه عالصوفا ونوبة الكحة تداهمه ..التقط علبة الموية الموجودة عالطاولة وتجرّع منها..
رمى راسه وهو يغمض بتعب من شدّ وجذب تجبره سحر إنه يعيشه... اللعبة كبرت...كبرت يا تركي كثير..!
والخطوبة بعد ما تحوّلت لـ واقع... لقى نفسه مو مستوعبها..
فعلا صارت...فعلاً نطقها..
مسك جواله وعيونه على رقمها.. ووجهها قدام عيونه ..خلها تبعد هالكم ساعة ..عشان تستوعب صح..
عارف لأي مدى ممكن يسوء حالها بسبب اللي صار اليوم..يتخيل دموعها اللي تنزل منها ..دموعها اللولو اللي صار يعتبرها ميزة تلمس شي داخله... لكنه يفضّل ابتعاده خلها تعايش الشعور لحالها
والمساء لي معك كلام ثاني يا أمورة.. المساء نبدا نعيشها ..



♫ معزوفة حنين ♫ 26-12-12 08:08 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 


في بيت أبو محمد ..

مشاعل تفطر مع أبوها وهي ساكته..تحاول تسترخي قبل تطلع لثاني يوم لها..بالنسبة لها أمس غير اليوم..! ..وما تدري ليش متوجّسه.. أمس كانت تستعد لاقتحام عالمه..واقتحمته...واليوم راح تبداه وهو عارف ومتيقن وجودها ..
وضعها أمس غير اليوم..
من عقب المواجهة ..ما شافته ولا احتكت فيه.. أكملت دوامها لين الساعة 5 وطلعت..وكان الكلام اللي صار بينهم هو آخر شي صار..كانت تتوقع انه بيرجع عقب ساعة أو ساعتين...لكن مرت الساعة والساعتين والثلاث وانتهى دوامها وهو غايب...
أبوها وهي يشرب قهوته : ما قلتي لي شخبار أمس؟..عساك مشيتي..
مشاعل بخفوت : الحمدلله ..
أبوها : كيف المستشفى ارتحتي..؟
مشاعل تطمّنه : مريح ..لا تشغل بالك..
أبوها : عسى استقريتي !
مشاعل تميل بفمها : شوي ..يبي لي بعد كم يوم لما أتعوّد ..الفلبينية مستقعدتلي عالوحدة..
ابتسم : هههه منهي ذي ؟
مشاعل : الممرضة اللي تساعدني.. جاادّة معي بزيادة..
ابو محمد ضحك : هههههه هالأماكن ما ينفع فيها غير الجد وأنا أبوك.. أكيد مارح تلعب معك..
مشاعل باستياء : تهزأت أمس..بس أنا أوريها اليوم..مارح أعطيها الفرصة تفرد عضلاتها.. مستغله الخبرة اللي عندها تتبجح ..
ابو محمد باهتمام : ركّزي على المطلوب منك وابعدي عن الخبال..!
ناظرت أبوها باستنكار : حتى انت تقولها !!
ابتسم بهدوء : وش اقول..
مشاعل : انا مو خبلة ..
أبو محمد بلين : منتي خبلة بس تنسين نفسك احياناً.. ابوك واعرفك من يومك صغيرة..طبع فيك التهور وكبرتي وظلت فيك..ركّزي عالمطلوب منك والفلبينية هذي صارت مثل مدرستك استفيدي منها بدل لا تنقمين عليها..
تنهّدت وهزت راسها بتجاوب..رفعت قهوتها تحتسيها بهدوء
بينما أبوها أكمل : كنت بسكت بس من خوفي عليك كلمت ولد عمك ..عشان ينتبه لك..
رفعت عينها له باستياء..يعني سواها مثل ما قالت أمها : ليش كلمته والله ماااله داعي..
أبو محمد : الحرصة وانا أبوك... ودام ولد عمك بنفس المستشفى خله يساعدك...
مشاعل برفض : وش يساعدني..مابي أحد يساعدني..وولد عمي أصلاً مشغول مو فاضي.. ليتك ما كلمته ..
ابو محمد : عالأقل ينتبه لك..
مشاعل : ما أبي...يا ليت تكلمه وتسحب كلمتك.. مابي مساعدة أحد..وخالد دكتور وشلون بيقدر يساعدني بالله.. هو يا الله يلقى وقت لنفسه عشان يلقى وقت عشاني..
أبو محمد ابتسم : أدري...بس وش أسوي بالحرصة وانا ابوك..عالأقل يخف قلقي عليك..يكفي وجوده عشان ارتاح..
ما علّقت وقامت واقفه تستعد للخروج... إلا بدخول شادن للصالة وهي حامله حقيبتها .. ناويه تطلع للجامعة بعد غياب.. إلحاح أبوها أجبرها وهي اختارت تداوم لعلها تقنع أبوها انها بخير وان غياب عمر المزعوم ماعاد يأثر فيها وانها قادره تكمّل يومها بأفضل شكل..لعله يشيل من باله فكرة إن نكستها بسببه..
أبو محمد ابتسم من شافها : صباحك خير وانا ابوك..
ابتسمت بنعومة : صباح النور..
ابو محمد : اخبارك ؟..ما شاء الله الوجه منور اليوم..عساه دوم ..
شادن نزلت على راسه وحبته ..وجلست مكان مشاعل اللي قامت تودعهم : بتطلعين؟
مشاعل : ايه.. انا انسانة ملتزمة بشغلي.. اتحرك مثل عقرب الساعة بالثانية والدقيقة..
شادن التقطت قهوتها ..وبضحكة مبحوحة كسولة : ههههه.. حلو هالكلام لا طلع منك..جد..
مشاعل بغرور : ويامالك بتسمعين..
شادن : لا تتغيّرين كثير ترا بفقد مشاعل ..
مشاعل : تفقديني ؟
شادن : أقصد لا تتغيرين كثير اختك ودها اياك مثل ما انتي..تغيّري شوي أسمح لك بس مو كثير..
ضحكت مشاعل ونزلت على خد شادن ببوسة قووية فعصتها فيها..
شادن حركت كتفها تحاول تبعدها : آح..بشويش..
مشاعل استقامت : هههههههههه..أحب اختي الوحيدة يا ناس..
شادن ابتسمت : وانا أحبك ... روحي لا تتأخرين..
مشاعل : يا زين الكلمة من زمان ما قلتيها لي..
شادن : مشاعل الساعة سبع ونص الحقي..وخلي السواق يرجع لي..
فزت وخذت حقيبتها ..وباست راس ابوها اللي كان يبتسم على سوالفهم : دعواتك لقعدتك !
أبو محمد : الله معك ..
اختفت عنهم .. بينما شادن أرسلت ابتسامة هادية لأبوها وأكملت فطورها بصمت..ما تدري شلون بتطلع لـ عمر ألحين وهو جالس ينظر لها يتمعّن بحالها..عمر أرسل لها رسالة قبل شوي وهي تلبس يطلبها تجيه...مفادها ..
(تعالي الغرفة قبل تطلعين الجامعة)
قررت أمس تداوم وترجع لحياتها الطبيعية بعد طلب عمر لها انها تنسى كل ألم وتعيش مثل ما كانت..قالت له انها بتروح الجامعة خلال مكالمة التلفون اللي صارت بينهم بالليل قبل تنام وينام...هي بغرفتها وهو بغرفته برا ..
أبو محمد : شادن يبوي..
رفعت راسها بهدوء : سم ؟
قرر يفتح الموضوع دامها بنظره تحسّنت بشكل ملحوووظ..وهو نفس الموضوع اللي أجّل الكلام فيه معها عقب طيحتها المخيفة ذيك بغرفتها ووضعها النفسي المتأزم .. لكن اليوم تبدو بخير وهالشي يشجّع : تحسين نفسك احسن؟
ابتسمت تطمّنه : الحمدلله ..
أبو محمد بداها بدون مقدمات : ودي أتكلم معك بموضوع عمر يابوك.. أتوقع انك عارفه ظروفه يوم سمعتيني احاكي اخوانك بالمجلس ذاك اليوم...وليش هو غايب عن البيت..
اعترى وجهها تغيّر..مع انها كانت تستعد لهاللحظة بأي دقيقة وبأي يوم ، بس انقبض قلبها الحين لأنها مو عارفه وش اللي بيطلع من فم أبوها سوى أشياء مارح تروق لها ..اشياء سوداء..
أبو محمد : انتي عارفه وش مشكلته يا شادن..
شادن بخفوت : أي مشكلة؟
أبو محمد تنهّد : يابوي عمر ماهوب مثل أول..ما ندري وينه ومشكلته عوجاء .. انتي سمعتيني اقولها لاخوانك..متأكد سمعتيني ..
شادن بثبات حاولت تهوّن الموضوع بتفاؤل : كل مشكلة ولها حل ..مافي مشكلة بالدنيا مالها حل..
أبو محمد: لكن هالمشكلة مهيب مثل أي مشكلة..ترضين وانا ابوك بهالحالة...رجال طريقه صار عوج ما ندري وش وضعه ولا وش مستقبله.. هالنهاية مارضاها لك وانا ابوك.. حياته ماعادت طبيعية ..
زادت لمعة عيونها من حزن ودمعة تنذر بالظهور.. وتحكمّت بنبرة صوتها لعلها تظهر بعض الثقة بموقفها : الموضوع يخصني انا..وترتبط بحياتي أنا.. محد غيري بيتحمّل فخليني اخذ قراري بنفسي..
أبو محمد : يا بابا بعدك صغيرة 22 سنة والعمر قدامك.. لا تكتبين على نفسك وعلى حياتك بالموت وإنتي توك ما بديتي ولا شفتي حياة... يا بابا انتي مو ناقصك شي..ألف من يتمناك..وعمر رجال مثل غيره ما اختلفنا لكنه دمّر حياته بيديه..وماظنه يرجع وترجع الأمور مثل ما كانت..بيجيب ربي غيره اللي ينسيك ، بس انتي راجعي حياتك وشوفي..
شادن بصوت يتحشرج بخفووت : أراجع حياتي؟...الموت ..يابوي..اني اتركه بهالمشكلة.. صعبة وانت عارف بنتك ..انت تعرفني يبه ربي باليني بعشق خذاني بدون ما أحس.. انت أكثر واحد عارفه..لو بغيت اتخلص منه ما قويت.. بنتك يبه من سنينها الاولى وهي تشوفه قدامها.. كيف يصطي قلبك تقولها..
تنهّد من هالكلام : عشان كذا أقولك راجعي وضعك قبل يزيد الوضع سوء...انا ابوك وما يهون علي القى حياتك مرتبطه بمستقبل معلّق ..سواده أكثر من بياضه...
قاطعته وهي تتقطع أوجاع من داخل بسبب تلميحاته الواضحة : إنت.. مو فاهم ليش سوى كل ..هذا.. ما ..فكرت مرة ليش وصلت الأمور لهالحد...لا ياخذك زعلك وتنسى تعطيه الأعذار..
عقد حواجبه بضيق : انا ربيت عمر وعلمته على الفرق بين الصح والغلط.. ما ظنيت بيوم إنه بينحرف ويودي عمره لمصايب بعد كل هالتربية والتعب.. شادن انا زعلانن عليه زعل كايد..
دمعت عيونها بنبرة لينة بألم : عارفه ان زعلك هذا..من محبتك له...بس لا تقسى علينا..لا تقسى علي يبه بقساوتك عليه..عمر والله تعبان من صغره... تكفى قول انك تبي تشوفه.. تبي تكلمه ..
أبو محمد : معاد فيه محبة عقب اللي سواه.. شادن فكري باللي قلت لك عليه... مع الوقت بتفهمين ان كل كلامي لمصلحتك ولمصلحة حياتك الجاية...
زمّت شفاتها اللي تبللت بدمعة مالحة عقب كلمته... كانت متأكدة من محبة عمر بقلب أبوها طول السنين لكن هالغضب بعيون أبوها كل ما جا طاريه..تؤلمها.. غضبه هذا غطى على محبته وبدا ينكرها رغم وجود بذرتها الكبيرة بقلبه.. تؤمن ان لو طاحت عين أبوها على عمر..ممكن يختلف الموقف.. وبيلقون مخرج لهالزعل..بيكون فيه مجال للكلام والنقاش..تبرير عالأقل من ناحية عمر.. أبوها بلا شكّ عنده الرغبة الجامحة إنه يتطمن عليه ويعرف أخباره ولكن غضبه وزعله غطت على هالرغبة... ليتها تقدر تقول ان عمر موجود ..موجود لكنه رافض يشوفك لأنه خايف!.. مع انه ما اعترفه بهالخوف لكن هي تدري وحاسه بهالخوف ..وما يبي زيادة مشكلة تنهك روحه ورافض انه يشوفه..وطلب ما يدري عن وجوده لحد الحين. وهي بصراع...تبي هالفجوة اللي تكونت بنفس أبوها تختفي...ودها تردمها..
أبو محمد : أبيك تفكرين بكلامي زين وانا أبوك.. فكري فيه..
رفعت عيونها وهي ساكتة بدون كلمة..لأن التفكير اللي يقول عليه غير وارد...مافي مجال للتفكير.. هي تعرف إن مصيرها انربط بـ عمر بميثاق غليظ فعلي.. ماهي نادمه.. اللي صار رمم كثير جروح عميقة داخلها..خفف من عمقها كثير واندمالها يحتاج للوقت وعمر يدرك هالشي تماماً..وعشان كذا هو قريب لحد اليوم..
هو قالها بذيك الليلة وهي بين احضانه..بهمسة شغوفة.. ( دواك أنا يا شادن )
كيف تنسى هالكلمة وهو وعدها ما يتركها.. حاس فيها..وحاس باللي سببه غيابه من اوجاع ..
دخل بندر وقطع الجو الجاد اللي هم فيه...دخوله أنقذها وأعفاها عن الرد ..التفتت عليه بهدوء تحاول ترسل لها اشارات يفهمها..
بندر وهو يجلس يفرك شعره : صباح الخير...
ابوه : صباح النور.. وش مصحيك على غير العادة مبكر..
بندر : نايم بدري..
أبوه التفت لشادن مرة ثانية وكأن الموضوع بالنسبة له ما انتهى : لا تنسين اللي قلت لك..
ناظرت في بندر اللي التفت ما بينهم يوم لاحظ الجد اللي بصوت أبوه.. ورجع لشادن اللي كانت تناظره ترسله نظرات..فهمها وفهم الموضوع اللي حكوا فيه من تعبيراتها..
بندر : شادن ما ودك تطلعين للجامعة..؟
قامت بسرعة : الا.. أكيد السواق رجع..
وبسرعة أخذت شنطتها وطلعت من الصالة ناحية الحوش وهي عارفه انه لسا مارجع ويبيله وقت..لكنها تحتاج تبتعد عن ابوها والموضوع اللي حاطه براسه..يا كيف بتلغي هالفكرة من راس ابوها...
وقفت بالحوش تهدي من أعصابها..ما عادت تقدر تتكلم معه ابوها بهدوء اعصاب..صاير أبسط نقاش يثير توترها معه حتى لو كان الموضوع ماله علاقة لا فيها ولا بعمر..
تحرّكت ناحية غرفته وهي تحاول تمحي هالتوتر عشان تقابله بوجه مسترخي.. بعيد عن أي تعب ما تبي تزيدها عليه..
قبل توصل للغرفة دق جوالها..وقطع عليها مشيها.. واضطرت توقف تشوف المتصل..وتوترت يوم شافت اسمه..انتظرت الاتصال يقطع..وعقبها قفلت الجوال.. مو وقته تبرر له سبب اخلافها للموعد الأخير..

عمر اللي كان صاحي من وقت..
منسدح على السرير بنص جسمه وظهره مستند على ظهر السرير.. يلعب لعبة بجواله لعلها تلهيه..لعبة مو لاقي فيها أي متعة لكنها تقطع السكون اللي عايشه هالصبح.. ينتظر شادن اللي تأخرت عليه مع أنه ارسل لها الرسالة من أكثر من نص ساعة.. نزّل الجوال وهو يرفع معصمة يلقي نظرة على الوقت...
أفكاره من أمس وحدة ، وكلها هواجس عن المطاردة الأخيرة اللي صارت وشادن معه..لازالوا يلحقونه وشكوكه مأرقته وطيّرت النوم من عينه...أكثر ما يقلقه إنهم اكتشفوا مكان البيت .. عندها مارح يقدر يأمن على سلامة أي شخص عايش هنا.. وهالاحتمال يجبره يتكلّم مع شادن إن بقاءه فيه خطر عالكل ..
تحرّك وهو يرمي الجوال بآخر السرير بكسل... وقام ناحية النافذة يلقي نظرة للخارج مع هالهدوء..ما يسمع إلا صوت العصافير بلحن.. وقف عليها.. وشاف شادن متّجهه للغرفة وبملامحها أشياء تدور.. قلق وخوف ..وتوتر..وارتباك..
ابتسم على هالوجه اللي تغلغل بمخه وكل وريد داخل جسمه...يحنّ لها.. وش سوّى بعمره..ما عاد يقدر يبعد بعد اللي حدث بينهم.. صار يشتاق لها بكل ساعة وبقد ما هالشوق يتعبه إلا إنه يحييه..ويحيي أحاسيسه ويحس بنفسه حيّ وجالس يعيش..
اتجه للباب قبل توصله وتدقه.. اختبأ وراه بصمت وسكوون وهي يستشعر خطوات خفيفة توصل..

دقت الباب بهدوء وهي تنادي بخفوت: عوومر..
ما جاها جواب..عقدت حواجبها وهي تكرر : عومر..صاحي؟
ما وصلها رد..التفتت للحمام القريب وكان مفتوح ومظلم.. مسكت مقبض الباب تشوف اذا مقفول.. انفتح معها..دفعت الباب بهدوء وكانت اضاءة الغرفة مغلقة واللي ينوّرها هو نور النهار من الشباك...راح نظرها لسريره المعتفس وكان خالي ،.. للحظة عوّرها قلبها وهالاحساس عندها معدوم المناعة .. تمكّن منها بكل سهولة وقذف بالخوف الفضيع بشرايينها.. الغرفة خالية وعمر مو موجود... ما سوّاها من يوم رجع...ومن يوم رجع ما طلع من البيت إلا مرة وحدة وهي يوم يجي ياخذها من الزواج... دخلت خطوة وحدة وظلت على مستوى الباب وهي ماسكة المقبض بأصابع ترتعش..وبصوت يرجف وكأنها تنكر لنفسها : عو.مر !
اللي ردت عليها الجدران الصماء...رفرفت رموشها بدموع وشيكة وهي تنكر أبسط احتمال إن فيه شي اضطرّه يطلع بدون لا يقولها... لا ، هو قال مارح يسوي شي إلا بكلمتها..
كررت وصوتها يغيب بالتدريج : عوومـ..ر..
تحركت أخيراً لداخل كم خطوة وصدرها ينتفض من جوا...لا لسا... لسا ما تشافت من غيابه الأخير عشان يطلع بسرعة..لسا.. هو قال مارح يتركها إلا لما يداويها وينثر الطمأنينة العميقة ناحيته، وعقب ما يأكّد إن ولا شي من اللي صار قبل...بيتكرر... بس...وينه؟
شهقت شهقة مكتومة وهي تناظر مكان نومه ورجفة بدّت تهزّ أوصالها...اضطرّ عمر يتحرك من وراها وهو عاقد حواجبه من وضعها اللي نسى للحظة إن اختباءه ممكن يحطّم كل قوة مزيّفة تتلبّس فيها قدامه وتظهر هشاشتها..
التفت ذراعينه القوية حولها وهو يستشعر انتفاضة ألمْ تهزّ جسمها هـــزّ : ششش انا هنا ..ما عتّبت خطوة ..
مع صوته اللي روّعها بوجوده..أدركت انه ما راح ، وهالشي ما خلاها تهدى...إلا زادها .. دنّقت تبكي وهي تنعى هالحال..ترثي خوفها اللي مسيطر على أيامها..ولازالت قدامه هشّة..
قال وهو يدس أنفه وسط شعرها وأنفاسه الحارة تتخللها..يهدّي من روعها : آسف يا روح عمر..آسف..لا تبكين يا قلبه..لا تبكين ..آسف..
قامت تبكي وهي مدنقه بدون رد ..وبيديه لفّها عشان تواجهه..، ابتسم بحنية وتقطيبة حواجبه تدل عالألم : والله ماسويها ثاني...ما كان قصدي أروعك.. شادن والله العظيم أحبك وما أتركك.. اهدي يا روحه..
مالت براسها ترميه بوسط كتفه بقوة وهي تجهش بعنف من خوف مرعب سكنها ولخبطها رغم إنها كانت مجرد ثواني !..ثواني لكنها دمّرت حصون القوة الهشة اللي عندها..وأيقنت ان ما عندها قوة...
ضغط على راسها بيد وحدة والثانية إلتوت على جسمها تضغط عليه ولو بيده أخفاها وسط قلبه وريّحها وارتاح.. همس بينما هي غايبة بنوبة عميقة : شادن ما كان قصدي أخوفك.. إلا مشتاق لك وبموت من هالشوق..
جاه صوتها متقطع..ومذبوح : ل..لا تلعب..ه.اللعب..
ابتسم وهو يدفنها بوسط صدره ويشدّ..دنّق لإذنها وصار يهمس بكلمات حميمة ما يسمعه غيرها..كلمات تثيرها هي ببكاءها اللي يوجع روحه.. دقيقة ودقيقتين وهم واقفين على نفس الوضعية هو يهمس برقة وهي تسمع وسط بكاءها اللي يتراجع مع كل كلمة..
عمر كان مغمض يهمس بكلمات ما يدري وشلون تطلع منه لكنها كانت تطلع...وكل همه هالقلب اللي هو سبب تعبه وعذابه يهدى ويطمئن..

::

عند المستشفى ..
أوقف خالد سيارته بالمواقف بعد ما وصل كـ عادته أبكر من الوقت بدقائق.. طفى السيارة وعيونه تطيح بعفوية على السيارة اللي وقفت قدام البوابة... يعرفها بشكلها ولونها...سيارة عمه ! .. ونزلت منه بنت يعرفها بطولها وهيئتها ، هي مشاعل !.. تجاوزت المدخل بسرعة تحت ناظر عيونه واختفت..
جايه بدري حتى قبله !......وش هالنشاط !
اعتلاه الوجووم وهو يتذكر إنها واقع..وان اللي صار أمس مو حلم...استرجع كل حرف دار بينها وبينه البارح.. وعده اللي نساه بلحظة غضب..الوعد اللي أقرّ فيه إنه مارح يعتبرها موجودة لو حصل وتصادف معه بأي بقعة .. لكن المشكلة ..هذي مو أي بقعة..وهالمكان مو أي مكان...هذا مكان شغله...عالمه المثالي اللي يستمتع بحياته داخل حدوده..
التقط كوب قهوته اللي مستقر في حافظة الأكواب بين المقعدين ، هالقهوة صار يشتريها الفترة الأخيرة بطريقة للدوام عشان تصحصح مخه.. عادة جديدة!
أول كان يشرب قهوته بالبيت وكفى ..ويجي هنا نفسيته عال العال... لكن من فترة تغيّرت هالعادة..يشرب قهوته بالبيت لكن لازم يمر بطريقه على أي محل ياخذ قهوة سوداء يدخل فيها لعيادته عشان تحافظ على رواقه وصحصحة ذهنه..
اللي يعرفه حالياً واليوم بالذات إنه لازم يبعد نفسه عنها عشان لا يصير أي صدام جديد.. لأن وقتها ما يدري وش ممكن يطلع منه !.. والمكان مو مناسب عشان يجاري تهوّرها رغم ان الشكوك مسيطره على قلبه انها ما جت هنا إلا لـ هدف..وهدف مجنون ،
نزل وقفل سيارته.. وتوجه للبوابة ..

مشاعل كانت واقفه عالكافتيريا تنتظر قهوتها اللي طلبتها من دقيقة..فجأة حست إنها منتعشة بعد ما كانت متوجّسة.. حضورها بدري يومياً بيكون في صالحها ونقطة ايجابية..حلو تدخل المستشفى والجو هادي مافيه صخب حتى تستعد لليوم بشكل مريح..
اقتربوا ثنتين واضح انهم وصلوا الحين...عرفتهم مباشرة .. صاحبات حبيبة خالد...!
ابتعدت خطوتين على جنب بصمت فيما هم خذوا مكانها عشان يطلبون بدون لا يلاحظونها بسبب سالفة بينهم..
هند : نعسانة سناء.. ما نمت كويس..واليوم الشفت عليّ .. آآآه يا قلبي..
سناء وهي تأشر للعامل المشغول بكوب مشاعل : تحمّلي سهرك..
هند باستياء : والله ما سهرت بقصدي.. لي يومين أتقلب مو عارفه أنام كويس..
سناء : اذا جت الاستراحة ..روحي ريّحي لك ساعة بغرفتنا ..مالك الا مقيال ..

جا العامل وسلّم مشاعل كوبها..شكرته بصوت مسموع : ثانكيو ..
التفتت عليها هند وهي تحس من عيونها الظاهرة انهم يعرفونها .. لاحظت مشاعل نظرات الثانية فيها ..وقالت ببرود : خير ؟
هند ما عجبتها النبرة : الخير بوجهك...انتي زائرة ..؟
مشاعل : لا .. متدربة ..
هند بنظرة تقييم : متدربة؟؟.. دكتورة؟
مشاعل برد على هالنظرة : ممرضة.. بكل فخر..
ابتسمت هند ابتسامة غريبة ..حسّتها مشاعل نبرة استسخاف للفخر اللي ضجّ فيه صوتها..
هند : طيب انبسطي..
تجاهلتها مشاعل ومشت مبتعدة وهذي المرة الثانية اللي تصادف هالبنت.. وتلقى نظرة التقييم بعيونها وشكله جزء من أسلوبها...ما كان ناقصها بـ صباح منعش الا تشوف هالطينة.. هو إذا كان فيه شي يعكّر الجو الحلو هنا..فهو ياسمين وصاحباتها..هالشي الوحيد اللي ممكن يعكّرها.. هي ما قدرت تتقبلهم من أول يوم طاحت عينها عليهم فيه..هالثنتين بالذات خصوصا اللي كلمتها قبل شوي..
يالله ما عليها....مارح تحتك فيهم كثير..بتظل بقسمها بعيد عن هالوجيه ..
كانت سارحه بأفكارها وهي مدنقه...وما انتبهت للي كان داخل وعيونه بجواله... صدمت فيه وشهقت وهي ترتد على ورا والكاس اللي بيدها مال وانكب منه على اللي صدمت فيه..
عدّلت الكاس بسرعة بين أصابعها ووجهها ينقلب..واللي قبالها أبعد جكيته اللي كان شايله بيده والقهوة جت عليه..
مشاعل رفعت عينها للي واقف.. بدون لا تفكر مين يكون: آآآسفة والله ما انتبهت ..
جمال مدنق ينفض الجكيت الجلد : حصل خير.. ما صار شي..
مشاعل شافت انه هو صديق خالد.. وبقلق خايف : انكب على يدك شي؟... القهوة حارة..آسفة دكتور ما شفتك..
رفع عينه أخيراً للصوت اللي استقر بمخه.. تمعّن بعيونها ورسمتها المميزة...وعرفها ..
مشاعل بخوف من صمته : يدك احترقت؟؟
جمال ابتسم وعجبه الخوف اللي بصوتها : حصل خير جت عالجكيت...بسيطة !
رمشت بارتباك وهي تشوف بعض قطرات القهوة جت على ثوبه..ياااا ويلها وش سوت وصّخت الرجال وهو توه في بداية يومه..!!
بسرعة سحبت منديل من جيب شنطتها الخارجي.. وبخوف من فعلتها : خذ نظف ثوبك بسرعة قبل ينشف..
ناظر المنديل باستغراب ..ثم دنّق بعفوية يبحث عن البقعة اللي تقول...لقاها نقطتين بنية عند فخذه ..وابتسم وهو يرفع نظره لها : بسيطة أقولك.. رشة موية وتختفي..
مشاعل : والله آسفة ما انتبهت...ما شفتك..
حاول يهدي روعها : لا تهتمين يا مشاعل..ماهي مشكلة..
رفعت عيونها برووعة يوم قال اسمها...وشلون عرف انها هي !
لاحظ السؤال بعيونها...وابتسم بمتعة : ولّا أقول..دكتورة سارة ..!
وضحك بخفة يوم شافها ترمش بارتبااك لأنها تذكرت سالفة سارة.. ضحكة عفوية صغيرة لأنه أيقن انها ما نست ذاك الموقف..
جمال : اسف.. قصدي سستر مشاعل...انتي المتدربة الجديدة هنا ؟؟
مشاعل بهدوء : ايه..
جمال : منورة المكان...شدي حيلك..
ابتسمت بعفوية من كلمته المشجعة : ان شاء الله..
جمال : ما شاء الله.. ما توقعت انك ناويه تنضمين لنا.. اختيار حلو ويبي له شدة حيل..
هزّت راسها بدون ما تنتبه لـ خالد اللي دخل ..وجا ناحيتهم : بشد حيلي ..
وبارتباك من اللي سوته : دكتور امسح ثوبك مو زين تبدا يومك وملابسك كذا ..الله يقلعني والله ما قصدت.
ابتسم وقبل يقول كلمة...جاه صوت خالد من وراه : جمااال !
التفت لخالد ..ومعه مشاعل اللي صلبت أعصابها مع احساسها من شوفته..
اقترب خالد وهو عاقد حواجبه قبل لا ينتبه لـ مشاعل اللي كان يخفيها جمال بطوله وعرضه.. وقال جمال : هلا خالد..سبقتك اليوم..
مشاعل قررت تبتعد : عن اذنك دكتور ..
التفت لها خالد عقب ما انتبه لوجودها من الصوت... وراحت بسرعة تحت نظراته اللي تتابعها..بهالحركة تطبيق واضح للوعد اللي قطعته مثل ماهو قطعه... لا سلام..ولا كلام... وماعرفك ..
التفت لـ جمال متجاهل حركتها بجمود .. وانتبه للبقعة اللي بثوبه وواضح جديدة : هي اللي وصختك كذا ؟
التفت جمال وابتسم من كلمته : ايه ..بس بسيطة..بغسلها بالعيادة وتنظف..
خالد : يا رواقك.. ثوبك مرقوع وانت مبسوط..
ضحك جمال من نبرته المحتقنه بشي خفي رغم هدوء النبرة : خلني أنبسط.. والله ما تفرق معي.. انا اصلا رايق من الصبح.. والبنت ما قصدت انا اللي دعمت فيها..
خالد بابتسامة ساخرة : بدت بمشاكلها فيك !.. هههه أول ضحاياها... ما طوّلت ..
جمال ما فهم : وشو !
خالد بسخريته : رح الله يستر عليك..غسلها لا تلزق فيك لآخر الدوام..مو زين لشكلك..
جمال : أول شي تعال... مابي اسأل ليه أنكرت انها بنت عمك مع انها هي..بس بسأل..
اعتلاه الوجوم بوضوح : مو مهم تعرف...البنت مارح تطوّل هنا..أيام بالكثير..ورح تطلع..
جمال باستغراب : ليش؟؟..قدامها برنامج تدريبي اكيد ولازم تكمّله..
خالد تحرّك وهو يردف بذات الجمود : مارح تكمّل هنا.. بلقى لها مكان ثاني تكمّل فيه..المكان ما يصلح لها..
تحرك جمال وراه باستغراب ودخلوا مصعد واحد : غريب كلامك...ليه؟
خالد : لا تسأل ليه.. قلت لك المكان مو صالح لها...
جمال : كيف مو صالح لها...على كيفك هو !
رمى نظرة جانبية عليه : كأنك معترض ،
جمال : طبيعي معترض لأنها توها بدت أمس... ليش ما تبيها تكمل هنا...انت فيك شي مو طبيعي من أمس..
خالد باقتضاب : باختصار هالبيئة ما تنفع لها..
وطلع مع المصعد متوجه لعيادته وقطع على جمال أي سؤال ..جمال اضطر يتوجه لعيادته النفسية رغم ان خالد فيه شي بنظره..بدا يستشفي من هالموقف إن خالد فعلاً قد يكون رافض وجود بنت عمه بمثل هالمجال واللي يعزز هالفكرة هو موقف مشاعل وخوفها يوم المؤتمر إنه يدري بوجودها..واللي ما لقى له تفسير وقتها..


دخلت مشاعل لقسمها ولقت شيري بانتظاارها...تنهّدت وهي تحط شنطتها وكوبها على الكاونتر تستعد تسمع توجيهات جديدة.. رمت عليها بملف وطلبت منها تقراه لأنها بيمسكون مريض عقب نص ساعة..وبدت تشرح لها إنهم بيساعدون طبيب الأشعة وبيحضر الجلسة الدكتور الرئيسي اللي ماسك الحالة !
مشاعل بعفوية : ومين هذا الدكتور ؟
شيري : دوكتور كاليد.. (خالد)
طاح الملف من يدها بصدمة...يعني بتجتمع معه من جديد بنفس الغرفة ..
مشاعل باستياء : وليش يجي؟؟؟..هو مو دكتور أشعة ...
شيري ما فهمت : ماذا ؟
مشاعل : دوكتور خالد..ليش يجي؟؟
شيري بالانجليزية : هو المسؤول عن الحالة اصلاً ويجب حضوره ليعرف أدق التفاصيل عنها ..
مشاعل فهمت نص الكلام ونصه ما فهمته من سرعتها وحمقها عليها من تفاهة السؤال بنظرها... هزت راسها : طيب طيب لا تتفلسفين..
شيري ما فهمت اللي قالته بس لفت لملف ثاني تكتب فيه بعض الأشياء....مشاعل شالت ملف المريض وتوجّهت للغرفة المخصصة تجهّزها مثل ما تعلمت أمس...

وبعد نص ساعة وزيادة كانت لحالها بالغرفة تجهّز الترتيبات النهائية ... وصل المريض اللي كان يعاني مشكلة بأحد الأعضاء.. وساعدت شيري بتجهيزه..تسوّي مثل ما تسوّي بالضبط...
أخيراً قالت شيري : سأذهب لأخبر الدكتور وائل ان كل شي جاهز..
هزت راسها بموافقة..عرفت امس ان دكتور الأشعة اسمه وائل وشافته أمس.. بقت لحالها مع المريض اللي كان شبه نايم.. كبير شوي بالسن يمكن تعطيه بآخر الأربعينات... ابتسمت بتعاطف وهي تشوفه وتدعي من قلبها ان الله يشفيه أيّاً كانت المشكلة اللي يعانيها ..

حسّت بدخول احد الغرفة...رفعت راسها بهدوء وطاحت على خالد..واقف عالباب بذات النظرات الجامدة..
نظراته غير مقروءة مافيه شعور معيّن تقدر تستشفيه... بادلته النظرة بهدوء بدون لا تتحرك أو تبدي ردة فعل..
تحرّك عقب ثواني وكأنه ما يعرفها..بدون ما يقول كلمة.. وقف قريب من المريض وعيونه على وجهه ..ما رفع عينه لها ..وبرسمية كاسحة فاجأتها : عطيني ملفه !
فهّت ..ما توقعت انه بيكلمها لأن الواضح انه يتحاشى حتى يناظر فيها : .....؟
رفع عينه يوم شاف عدم استجابتها.. بصلابة جامدة : ملفه يا فاهمه !
رمشت بسرعة وهي تستشعر انه يعاملها كـ ممرضة مو مشاعل..بأسلوب رسمي وكأنه فعلاً ما يعرفها او تقرب له..
رسمية جافة !
تحركت من مكانها لطاولة بعيدة واخذته...رجعت له بهدوء وبقلبها شعوور غريب !!
معقول.. تتشارك العمل مع خالد...يد بيد... تجربة غريبة ...
مدت الملف..اخذه وعيونه ما ابتعدت عن وجه المريض.. فتح الملف بخفة واطلّع على آخر ما تسجّل فيه اليوم الصبح..
رفع عينه للمريض.. بصوته الثابت : شخبارك يابو عبدالله... ان شاء الله طيب اليوم؟
هزّ الثاني راسه وهو يبتسم لخالد... لاحظت مشاعل ابتسامته اللطيفة لخالد ولا شعورياً قامت تسمع بتركيز سؤال خالد عنه وتهوين الأمر عليه وانه إن شاء الله قريب بيطيب..
لطافة خالد العميقة مع الناس كلها .. ما عداها هي... حنانه بهاللحظة واضح لهالرجال اللي يكبره بالعمر ،
خالد وهو يغلق الملف: لا ما شاء الله وضعك متحسن..والأشعة اليوم عشان نتأكد ان الوضع ماشي للأحسن..تطمّن..
نقل الملف ليده الثانية...ومدّه بقوة متهورة ناحية وجه مشاعل اللي واقفه على بعد خطوتين صغار من دون ما يلتفت..يعني خذيه..فزّت من الروعة كان بيضرب بوجهها..، ناظرت خالد بحمق من حركته..ومسكت اعصابها لا تنفجر فيه..اخذت الملف بدون كلمة ورجّعته عالطاولة..وقفت هناك تنتظر وصول دكتور الاشعة.. أما خالد استمرّ بتطمين المريض من دون توجيه أي نظرة لها وكأنها مو موجودة..
وصلت شيري اللي قال لها خالد بالانجليزية بنبرة قاطعة : لا نحتاج زيادة ممرضات هنا...تكفين أنتِ
شيري تفهّمه : أعرف ولكنها متدربة ..تحتاج أن تتعلم..
خالد : ليس بهذه الحالة.. إما هي أو أنتِ !
شيري ما جادلت ولا تقدر تطلع هي وتخليهم مع وحدة للحين تتعلم الألف..وخالد عارف هالنقطة وإن الدكتور وائل يعتمد على شيري كثير..
شيري: الدكتور وائل يحتاج لمساعدتي..
خالد : إذن أخرجيها من هنا... ستجد لها شيئاً آخر تفعله..
شيري التفتت لمشاعل اللي كانت واقفه بعيد منشغله بشي على أحد الطاولات وتسمع كلامهم.. ما فهمتهم حرفياً..لكن اللي وصلها من نبرة خالد انها المقصودة والظاهر غير مرحب فيها بوجوده !
شيري : سستر مشاءيل..
التفتت بانتباه : نعم ؟
شيري:come with me (تعالي معي)..
فهمت ما يحتاج تقولها...خالد ما يبيها تبقى وهو موجود... التفتت عليه وقلبها ينعصر بأصابع خفية.. ليش ما يفهم انها جايه هنا تبي تتعلم..ما جت تسوي مشاكل حسب نظريته الغبية اللي ما تغيّرت عنها !!
كانت رح ترفض وبقوة وتاخذها عناد... لكن هجدت ولعنت ابليس اللي كان يحرّضها على التمشكل معه.. تحركت خلفها وصلت للباب وعيونها تروح لخالد اللي واقف مقفي ..ما استدار يتابعها..
طلعت وحركته هذي خنقت عزيمتها... تبعت شيري للكاونتر اللي موجود فيه بعض الملفات..أعطتها بعض الاوراق وطلبت منها تسجل بياناتها خلال هالساعة..هزّت راسها ايجاب بدون تعليق او اعتراض...عادت شيري للغرفة البعيدة وانضم لهم دكتور وائل وهي جالسه تحاول تستجمع تركيزها عشان تكتب المطلوب منها...
بس دمعة انحرفت من عينها غصب وطاحت عالورقة من حركة خالد.. طردْها ..بس بأسلوب مبطّن.. طــردها واللي يقهر انه سواها بدون ما يرفع حتى نظره لها.. عضت شفتها السفلية وهي تسحب نفس تهدي الحشرجة اللي بصدرها.. وانكبت على الملفات اللي قدامها وهي تنزع خالد وحركته الجارحة من راسها..

عقب نص ساعة .. سمعت اصوات خروجهم من قسم الأشعة وشافت ممرضة تدفع المريض على كرسي متحرك عشان ترجّعه لغرفته..وخلفه طلع الدكتور وائل ومعه خالد اللي كانوا يتناقشون شي الظاهر انه بخصوص حالته... دنقت من جديد للملف وهي تحاول تمنع هالاحباط لا يتفاقم.. كانت متحمسه تبدى صباحها بشي يفيد بس دام خالد مرتبط بالسالفة... هنا الموضوع يختلف...وردّه على وجودها كان واضح!
كانت مدنقه يوم حست بمرور دكتور وائل وابتعاده...ما حست إن خالد طلع من الطابق لأنها تدري عيادته بالدور الثاني مو هنا...رفعت راسها بهدوء وتوجّس..وكان واقف قريب من الكاونتر وعيونه مسلطه عليها بتمعّن..نزلت راسها بسرعة ترجع للملفات وهي تظهر اللا مبالاة وإن حركته ذيك ما أثرت فيها ولا حركت شعرة..
شكله تذكّر وعده لأنه أجبر نفسه وسحبها من الطابق..واختفى ..
تنهّدت لا شعوريا يوم ابتعد بخيره وشرّه..وانصدمت انها كانت مشدودة الأعصاب ولا حاسه... هزأت عمررها..بسيطة ما ضاع شي... خالد بس يبي يهزّك..ويهزّ ثقتك بنفسك..
جت شيري ومعها ملف المريض وطلبت من مشاعل تكمل بياناته ..


دخل خالد لعيادته وهو يحاول يشيل هالجنون من راسه... شوفتها بذيك الهيئة الجادة وبذاك المكان..يسبّب له صداااع..شي مو معقول شي مو راضي يدخل مخه....صورة مو راضي عقله يستوعبها..
أمس سمع انها ممرضة... لكن اليوم وقفت معه وشافها بطرف عينه تحوس بغرفة الأشعة بجدية تصفع..
صورة مو صورتها ..!
لكن تهون يا مشاعل ... مين بيخليك تكملين هنا.. وتجرين مشاكلك لعالمي ؟!

::




♫ معزوفة حنين ♫ 26-12-12 08:08 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 

في موسكو ..
مرت الساعات وهي جالسه بنفس الكوفي .. قرّب المساء ..وبسبب الوقت اللي يتأخر رن جوالها اتصال من الفيلا واكيد صوفيا..
اسندت راسها على الزجاج الجانبي ودمعها ما وقّف نزول من يوم ساعات.. تهدى شوي..وترجع تفيض كل ما غاصت بأفكارها.. مارح ترجع الفيلا..مارح ترجع وتطيح عينها عليه.. مارح ترجع وتشوفه صار خطيبها.. هي عارفه اذا رجعت رح تقوم المشاكل بينهم من جديد لأنها للحين مو متقبله هالفكرة.. وهو مارح يسكت لها لو قالت كلمة.. رح تسوء الأوضاع ..
وليد تعوّدت عليه خلال الفترة اللي راحت صديق..ولا تقدر تشوفه أكثر من كذا...
مارح ترجع الفيلا...ما تبي ترجع..واللي داخل قلبها من أوجاع محد رح يفهمه وللأسف وليد ما صار يفهمه ..
رفعت الجوال لا إراديا ولقت نفسها تتصل على يزيد...مرة ومرتين بس ما حصلت جواب...ناظرت ساعتها قاربت الـ 7 .. نزّلت الجوال وهي تلف وجهها للنافذة تحاول تخفي وجهها عن الناس الموجودين..بهاللحظة بالذات محتاجه كتف تستند عليه... محتاجه تبوح لكثير أشياء لأي أحد...أيّ أحد...
رن جوالها ووجهها مبلل بعنف...رفعت الجوال ولقت اسم يزيد يطلّ بنور..
ابتسمت من بين دموعها وكأنها لقت فرج يطلّعها من هالمتاهة الحالية...ردّت بصوت راجف : الو..
جاها صوته قريب للقلب مثل العادة : مرررحبا..
ناشقت : هلا يزيد..
يزيد ابتسم : معليش كنت بالمكتبة ومو عند الجوال..توني طالع وشفت اتصالك... شخبارك سحر؟
ما قدرت تحبس دموعها وصوتها يتهدج بألم : مو بخيير يزييد...
وقامت تشهق بقوة وبكاء وصل لسمعه بوضوح...باهتمام اكتسح صوته بقوة : شفيك سحر؟
بصوت باكي : تعبانه يزيد...كثير ..
يزيد : سلامتك شفيك ؟؟
تبكي مثل الطفلة : يزيد أبي أشوفك..
يزيد باهتمام قلق : ولا يهمك شوي وانا عندك... انتي وينك؟
سحر : بالكوفي حق أمس..
يزيد والواضح انه قام يهرول من أنفاسه اللي تسارعت : انا قريب خمس دقايق بالكثير وانا عندك..
سحر : بسرعة تعال..
نزّلت الجوال وهي ترمي بوجهها عالطاولة تحاول تكبح باقي عبراتها.. ما قدرت تسمع صوته وما يرجف صوتها وتتفجر دموعها لأنها عارفه اهتمام الصديق اللي بقلبه... أخفت وجهها وسط ذراعها الممدودة وغابت بنوبة عميقة من البكي من أشياء متعلّقه بروحها.. وحدة نفسية هاجمتها من جديد.. أشياء لا زالت ما تخلصت منها واليوم خطبة وليد أثارت كل ألم ووجع لا زال يسكنها..كلامه بالمصعد وجعها ..وفوقهم تغيّره عليها.. عاشت تغيّره فقط يوم وليلة وصار فيها كذا..!
لأيّ حد خلاها وليد ما تستغني عن كتفه اللي سندها ولا زالت تحتاجه يسندها..

حسّت بيد على كتفها اللي كانت تنتفض بصمت من بكاء مخنوق .. وصوته قريب: سحر.. سلامات..
رفعت راسها بهدوء وملامحها تعصر القلب..يزيد لا ارادياً غضن حواجبه : وشفيك سحر ليش البكى ذا كله ؟
سحر غطت وجهها بيديها الثنتين ودخلت بنوبة جديدة... بكاء عتب... وألم .. وضياع...
عتب على أبوها ...عتب على وليد اللي ما فهمها...وألم منه..وضياع بسببه...
جلس بالكرسي اللي جنبها لا شعورياً وهو يحاول يهديها : ششش وش فيك يا هبلة...ليش تصيحين..؟
ما ردّت عليه ..واللحظة هذي كانت تفريغ بدون إرادتها ..
يزيد بقلق: ابوك فيه شي؟؟ صاير شي؟؟
ما جاوبت ..سحب يزيد المنديل اللي عالطاولة ..ومده لها برجاء : تكفين وقفي صياح.. ماحب اشوف احد يبكي.. تضيع علومي ماعرف اتصرف..كافي سحر..
خذت منه المنديل وهي تمسح خدها ..وصدرها ينتفض بشي ما ظهر للحين ..
يزيد ابتسم بتعاطف : خير علميني...وش صاير ..خضيتيني أول مرة تسوينها فيني ..
سحر ما درت تقوله..أو لا ..فغيّرت السبب : بس... صايره مشكلة...بيني ..وبين أبوي... ومتأثره ..
يزيد ما اقتنع : بس؟
سحر دنقت ساكتة وهي تعفط المنديل بين يديها ..
يزيد : جد سحر وش فيه ؟ علميني يمكن اساعدك ..
سحر بصدق مُتعب: نفسيتي تعبانه يزيد... ومحد أقدر اتكلم معه الحين غيرك..
ابتسم يهديها : يا شيخة انتي تامرين..لو تبين اجلس معك لبكرة ..
ببكاء من هالحنية بصوته : يزيــد..!

يزيد بخوف : تكلمي وش فيك ؟؟
سحر مسكت كمّ جكيته وهي تدنّق للأسفل باستجداء ضعيف : محد يفهمني..محد.. انت بتفهمني اكيد صح يا يزيد
يزيد بقلق: وشفيك ترا خوفتيني عليك...أكلم عمي مساعد؟..تبيني أكلمه..
سحر شدّت على كمه برجاء وهو يناظر بحيرة : ماعرف وش اسوي ..تعبت من التفكير ..مابي ارجع البيت مو قادره.. اعصابي تعبت وما فيني أكثر..
غضن حواجبه وحس ان فيه مشكلة فعلية : البيت؟...قصدك الفيلا؟؟
هزت راسها وعيونها تحولت للأحمر من ذرفها والتعب اللي بان بجلاء ووضوح في ملامحها ..
يزيد بهدوء : اهدي الحين..وخليني افهم وش فيك..
سحر كررت ببكاء : والله ما اقدر ارجع يزيد..ما اقدر محد حاس.. والله ما اقدر صدقني..
بعفوية حط يده اللي تغطيها القفاز على يديها المتشبّثة بكمه يهدّيها : اهدي طيب ..ما تبين ترجعين مو مشكلة..اهدي الحين..
قام واقف وهي ترتعش لدرجة ان بعض اللي حولهم قاموا يناظرونهم بسبب بكاءها الواضح : بجيب لك شي تشربينه يهديك..
وغاب عنها وهي تحاول تلملم شتاتها...
الفيلا وجد كرهتها .. ما تبي ترجع الليلة وتصطدم بالواقع..تصطدم بواقعها هي ووليد...ما تبي تطيح عينها عليه بأول ليلة وهي تستشعر ان اللي اعتبرته صديق الفترة الماضية..صار خطيبها ..وإنها بكرة بتصحى على هالواقع.. واقع ترفضه للحين.. واللي تعرفه مبيت بالفيلا الليلة مارح تبات... الفيلا هالليلة بالنسبة لها جحيم وكابوس..!..حتى لو اضطرت تنام بالشارع ..
رجع يزيد وبيده كوبين شاي ساخنة تطلع الأبخرة منها .. حطها قدامها وهو يجلس مقابلها : هديتي؟
رفعت عيونها المحمرة : يزيد..
ابتسم يهديها : بلاش بكى خليني استوعب شي..

وش تقوله..؟
مارح يستوعب شي.. لأن حتى هي للحين ما استوعبت إنها بيوم وليلة صارت مخطوبة ..ولشخص كان أبعد من الخيال بخاطرها..
يزيد بتوجّس : تشكين من شي؟؟
هزت راسها نفي..
يزيد : اذا تشكين من شي معين وما فيك تقولين لي.. تعالي معي البيت عند أمي..
ناظرته بتعب : بيتكم؟
يزيد بمزح لعله يغيّر مزاجها : مدري وش فيك..يعني اذا شي ما يصلح أعرفه وما تبين تقولينه.. تعالي عند أمي بتتكفل بالموضوع.. ومنها تسلمين عليها ..
سحر بابتسامة ضعيفة : مو شي من هالنوع !
يزيد : اجل ليش ساكتة..وش اللي مضايقك كذا؟
سحر ما قدرت تفصح : نفسيتي بس تعبانه ومحتاجه افضفض.. آسفة يزيد..
يزيد : أفا ..ما بيننا أسف..
قاطعهم رنين جواله..رفعه وكان البيت... ابتسم : هذي أمي.. أكيد تسألني متى راجع..
رد على أمه واستمرت المكالمة دقيقة ..طرى فيها سحر خلال المكالمة وسحر تناظره بقلق وضيق..
أول ما سكر : بتروح ؟
يزيد ابتسم : ايه ..تعالي معي.. لين يروق بالك..ما يصير تجلسين هنا لحالك..
ما عارضت ولقتها أفضل حل بيدها حالياً...يمكن تسلى..
تحتاج تلهى وتبعد عن المكان اللي هو فيه..



يُتبـــع ..

ألقااااكم بالقريب ^^ ..

لا تحرموني روعة الحضوور ..

انتظر اطلالتكم بشغف كالعادة ..

احتمال يكون فيه بارت قبل الثلاثاء.. رح احاول ان شاء الله أعوضكم عن الأسبوع الفايت وأجازي هالحماس اللي تغرقوني فيه ^^
بس مشكلة اللي عندهم اختبارات..صرت عايشه بصراع الحين قلبي معكم.. ركزوا بدراستكم حبيباتي لا تفرطون فيها ^^

ألقااكم..
عنوون





متيمةٌ أَنا بهِ 02-01-13 06:43 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
الرواية موعدها الثلاثاء ... اختي معزوفة ليه ما نزلت الرواية !؟؟؟

شكــراً على مجهودكـ :)

همس الغرور 03-01-13 12:49 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
نزل البارت بالمنتديات الثانية وهنا لسه مانزل

يمكن معزوفة عندها ظروف ماقدرت تنزل البارت


الساعة الآن 06:58 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية