منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر .. (https://www.liilas.com/vb3/t86736.html)

Julianna 09-12-12 06:43 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
صباح الخير

بتعرفو اني حرمت اقرا الروايات العربية لانها بتاخد دهور لتخلص !!:lPk05240:
بس والله الصبايا لما بكتبوا بكتبوا بروعة
واكيد هالقصة روعة
متابعة بقووة
والف شكر لعنون وللصبايا

شبح الغموض 11-12-12 07:07 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
[CENTER]السلام عليكم
مشكورة اختي البارت مره حلو والاحداث مشوقة... تركي بين المصور وأروى.... مشاعل وخالد.... عمر وراهي
ننتظر البارت الجاي......
مع تحياتي

همس الغرور 11-12-12 09:25 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ممكن استفسار عن مواعيد البارتات لاهنتواااا .........

♫ معزوفة حنين ♫ 11-12-12 11:58 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 

الجــــزء 49 ..
(1)
---------------

تحرّكت ناويه الباب..بس فاجئها يوم تراجع هـو بخطوات خلفية واستند عالباب بظهره وعيونه بعيونها : ساكتة يا ممرضة؟
قال الكلمة الأخير بقصد لاذع ..واضطرت تتكلم ناويه تقطع أي فرصة عليه..رح تخليه يتمنى الكلام معها ولااا يقدر : بطلع وخر !
خالد والغضب يلمع بعيونه بس صوته واااجم ما ارتفع : تطلعين؟..على وين تطلعين؟
رفعت عينها بتحدي ونطقتها بوضوح : شغلي!
فهم الكلمة اللي فجّرت تحدي بدا يستفزّه بجنون : شغلك؟
مشاعل حضنت الملف قدامه : ايوه شغلي... ماهو عاجبك؟
خالد نزل بعيونه للملف حق المريض اللي رفعته قدام عيونه وفهم قصدها من هالحركة ..
قالت يوم شافته يناظر الملف : شغلي أهم منك.. فـ وخر..
رفع عيونه مرة ثانية لعيونها بثبات ما يتزعزع : شغلك؟.. بالله عيدي؟
مشاعل ببطء : ش غ ل ي..

خالد وفمه يميل لجنب بابتسامة ساخرة للغاية ، رغم استفزازها اللي يثير أشياء عنيفة داخله جالس يردعها : فاهمه غلط... شغلك ماهو هنا..
مشاعل : وأنا قررت شغلي يكون هنا.. بتقدر تمنعني؟؟
رفع حاجب بحدّة..وتحرك ناحيتها تارك الباب : هاللعبة إنتي مو قدها يا مشاعل!
مشاعل بعنجهية : اشعاعية مشاعل لو سمحت.. انا مو في بيتكم..

شخر بسخرية توجعها : اشعاعية ؟...كبيرة عليك حيل !
تغاضت عن الكلمة بقدرة خارقة : بدون كثرة كلام...تنحّى بطلع..
خالد : ماهو بهالبساطة.. فاهم سبب اللي تسوينه ..
مشاعل بسخرية : ثقتك بتقطعك يا دكتور... بس للأسف منت فاهم !
تجاوز الكلمة اللي فوّرت دمّـــه ! ..وتقدّم لها بهدوء ووقف يوم بقت خطوتين : انتي واعيه عاللي تسوينه ؟؟
مشاعل : مارح أجاوبك..
خالد بنبرة جامدة : معهد التمريض؟.. ومن فترة ! ...وش اللي تخططين له ؟

مشاعل ما جاوبت بحرف..خله يفكّر إنها تخطط على شي.. خل التفكير يلعوزه مارح تعطيه جواب شافي...
خالد وصوته يحتدّ من سكوتها : حذاري يا متهورة لأني مارح أسمح لك تجيبين مشاكلك ومصايبك هنا.. فاقصري الشر دامني أتكلم معك بهدوء ..
مشاعل وأعصابها تشتد من كلامه : مشاكلي ومصايبي ؟؟
خالد رفع حاجب : قلت لك اني فاهم سبب اللي تسوينه... برضى تلعبين بأي مكان ..إلا مكان شغلي يا مشاعل..
مشاعل وكلمة (تلعبين) حرقتها : دامك تعتبرني ألعب ..أوكي اعتبره مثل ما تبي..
خالد ضغط على أسنانه بتحذير : مشاعل !
مشاعل : انت مو ملاحظ شي؟..ليش جاي تتكلم معي أساساً..نسيت وعدك الأخير وكلمة الرجال إنك اذا شفتني بمكان مارح تعتبرني موجودة..لا كلام ولا سلام ولا سؤال... ألاحظ انك نقضته بسهولة..
انشدّت أعصابه وهو يتذكر لقاءهم الأخير عند البيت وكلامه ذاك....وإنه نساه بهالسهولة من يوم طاحت عينه عليها ..
ومشاعل تابعت : لا تكلمني اذا كنت تتذكر لأني بالمقابل بعتبرك مو موجود...
وتحركت ناحية الباب..وتجااوزته بسرعة لأنها عارفه بأي لحظة ممكن يحتدّ الموقف...دفعت الباب بسرعة وطلعت..

أما هو..فكان واقف مكانه وأعصابه كأنها انصهرت بحمم من الغضب الداخلي اللي كبته وما أظهره لآخر رمق..تشبّث بهدوءه وعبّر عن انفعاله بنبرته.. ماهو مستوعب وجودها هنا وليش..؟!
طلع من الغرفة وما لقاها بأي مكان قريب..اختفت.. في باله يجيبها ويطلّعها من هالمكان بنفسه.. لكنه اضطر يسحب نفسه ويطلع من الطابق كله وهو يحتاج لدقايق هدوء يهدّي فيها من ثورة اعصابه..
توجّه لعيادته واقتحمها وهو يحس بيفقد هدوءه بأي لحظة... منصدم من وجودها ..ولاهو قادر يستوعب الفكرة كلها !!
مشاعل ممرضة !!
وهنا...بمكان شغله !!
وش اللي تخطط عليه بس...وش اللي تخطط ؟؟

رمى جسمه على كرسيه وهو يفرك جبينه بقوة نتيجة للتضارب الداخلي والصدمة اللي عاشها يوم طاحت عينه عليها..
جايه هنا..مستغلّه اسمــه... إيه مستغلّه إسمــه هالحركة واضحة منها ما يبيلها حدّة ذكاء...ولا كيف مشاعل توصل هنا بهالسهولة !؟
غطى وجهه بكفوفه وهو يحاول يرتّب افكاره...يحاول يفهم شي !
كيف مشاعل...كيف يلقاها هنا !!
استرجع اللي صار بثواني من البداية... استرجع شوفتها الصباح عند الريسبشن وتخفّيها عنه..ذيك اللحظة ما انتبه إنها هي ولا ركّز رغم إنها تصددت عنه.. ثم كلام الممرضة عنها والمشكلة بغرفة الأشعة....وعقبها الدكتور نايف وربطه تشابه الإسمين...وأخيراً مكالمة عمّه ..عمه اللي وصّااه كثيــر عليها وهو خلال ذيك الوصية كان يبي يستوعب شي واحد بس...كيف تصير هنا ؟
ماهو قادر حتى يرضى بهالوصية...كيف يرضى فيها وهو لهاللحظة مو مستوعب وجودها ولا راضي فيه !!
شعور الاستغفال داهمه من جديد وهو يحس إنه كان معمي.. معمي وهي زادت بعماه يوم سألها عن تركها للجامعة.. أوهمته بالعكس بلا مبالاة...ما صححت ظنونه... كانت تخطط مع سبق الاصرار..
هالحركة مو عفوية...وش تبي تثبت له...!؟


مشاعل كانت تمشي بحديقة المستشفى بخطوات سريعة من الشحن اللي تفجّر فيها بسبب خالد واللي صار معه قبل شوي..
طلعت من الغرفة اللي هو فيها تحاول تلقى مكان بعيد عنه تقدر تجددّ أكسجينها فيه..تذكرت الحديقة واتجهت لها على طول وهي تحاول تشيل خالد وكلامه من ذهنها.. ضاغطه على اسنانها وهي مغمضة تكرر على نفسها ..لا تفقد هدوءها ... لا تتأثر..لا تنحبط...إنتي مجهزه نفسك لمواجهته بأي لحظة...كنتي متوقعه كل أنواع ردود الفعل..
كان لاذع صحيح .. بس لا تتأثرين...هذا أول يوم ..ما يصير تتعبين بسببه..
جلست على أحد المقاعد وهي تاخذ شهيق وزفير... مواجهة خالد ولو إنه ادّعت البرود فيها ..إلا إنها كانت عكس ظنونها..
كان ماسك نفسه وأعصابه مع إنها كانت تبيه ينفجر فيها غضب وتشوف القهر بعيونه .. شافت الغيض يلمع بعيونه ايه بس ما تدري ليش ما أرضاها ..
استرجعت كلامه اللي شحنها سلبياً وقهـرهــا... لازلتْ تشوفني كومة مشاكل ومصايب...بظنك أنا جايه أسبب المشاكل والمصايب..! أنا بنظرك مجرد متهورة لا اكثر !!
طيب يا خالد طيب..لسا هذا أول يوم....بتشوف مشاعل وشلون بتبني نفسها بنفسها...
شافت ساعتها وشهقت يوم استوعبت إنه مرّ ساعة وهي هنا...نطّت وهي تصفق نفسها بلووم وعصبية... يا وييييلها شيري بتمسكها عليها !! ساعة وهي تاركه شغلها..
هرولت بسرعة لداخل المستشفى وهي متوتره .. وطلعت للدور الثالث ..اتجهت لقسم الاشعة ولقت شيري تدوّر عليها من غرفة لغرفة !!.. تواجهت وياها وهي طالعه من وحدة من الغرف..
شيري : انتا وين؟؟
مشاعل رمشت بثبات : هير..
شيري تأشر على ساعتها وبالانجليزي : أبحث عنكِ منذ نصف ساعة..
مشاعل اللي تحسنت لغتها بعض الشي : في بروبلم ؟؟
شيري : تعالي معي !

تبعتها ناحية غرفة الأشعة المقطعية وهي تسترجع إن فيه مريض بيخضع عقب فترة قليلة للأشعة ، كيف نست هالنص ساعة الأخيرة ..نستها والسبب خالد واللي صار معه... اذا خالد بيخليها تتدهور بشغلها لازم تلقى حل لهالتأثير.. صعبة تبحث عن الهدوء كل ما صار شي معه وهي تدري إن فيه اشياء كثيرة بتصير..
دخلت نفس الغرفة اللي ضمّت اللقاء والصمت يعتريها لا إرادياً... بعد ما حبّت هذي الغرفة هالصبااااح صارت ألحين مجرد بقعة شهدت عالمواجهة الأولى بينها وبينه... غرفة ما تدري بتحبطها ولا تحفّزها .. يبدو إنها كل ما دخلتها بتتذكر كلام خالد الموجع والمستسخف لها..
الأفضل إنها تختارها كـ محفّز لأن غير كذا راح تنحبط.. جدرانها شهدت على كلامه وسخريته وهي لازم تردّ عليه بالفعل...

نادتها شيري بجدية يوم شافتها لاهيه بالفراغ : ماذا تنظرين ؟...تعالي هنا !
انتبهت على فهاوتها ..وابتسمت تلطّف الجوْ وراحت لها بسرعة .. ماهي ناقصة تاخذ شيري ناقدة لها...يكفيها اللي النقد عنده بـ سيوف ! اللي الكلمة الجارحة عنده بـ عشر ..! يكفيها ..


في عيادة خالد ..
واقف على النافذة اللي تطل على حديقة المستشفى... يتأمل المنظر تحت وأفكاره الأخيرة ما تغيّرت ..واقف في حالة وجوووم وجموود تام ! .. كان بالبداية واقف يناظرها وهي جالسه على ذاك المقعد لحالها .. عيونه ما فارقتها ..ثم فزّت فجأة بشكل غريب وهرولت لداخل المستشفى... ما تحرّك من مكانه حتى بعد ما راحت وعيونه مستقرّه بنفس البقعة اللي كانت فيها..
حتى شوفتها وهي جالسه على ذاك المقعد...كان غريب وكأنه تأكيد آخر...إنها موجودة بمحيطه...وحواليه !!
فكــرة سخيفـــــــة !!

وصله طرقْ عالباب... ودخول جمال اللي بحث عن خالد بعيونه ولقى المكتب خالي...دار بنظره ولقاه واقف عند النافذة بعيد..
جمال بهدوء : وش صار؟
خالد غمض عيونه وهو يكبت شعور كريه داخله: بإيش؟
تقدم جمال حتى يقدر يشوف وجهه خصوصاً ان خالد ما استدار ناحيته : وشفيك ..ليه وجهك كذا ؟؟؟
خالد مغمض عيونه : صداعي ماسك معي للحين !
جمال : طيّب ريّح لا تزيد على نفسك..
فتح عيونه ونظره الواجم يطيح على نفس البقعة والمقعد الطويل اللي كانت عنده..بدون ما يقول حرف..

جمال باهتمام : تأكدت من اللي تبي تتأكد منه ؟؟؟
التفت خالد عليه وحواجبه مغضنة لأنه يقصد المتدربة الجديدة اللي حامت شكوكهم حولها... تأكد وليته ما تأكد !!
ليت عيونه ما طاحت عليها !!
حاس ببركان ثاير داخله جالس يخمده بالقوة عشان لا يبان عليه !! صفاء الذهن بالنسبة له من أهم الأشياء اللي لازم يحافظ عليها بمكان شغله لأنها مهمــة ،!
تمتم : تأكدت.. إنسى الموضوع مابي أفكر فيه..
وتحرك ناحية مكتبه..سحب السماعة الطبية وعلّقها على رقبته وهو يردف ببرود : بطلع للجولة..
وطلع.... وجمال واقف مو فاهم وش فيه ..
آخر عهده فيه يوم يركض بذيك السرعة من الكافتيريا عقب المكالمة اللي وصلته ..!

طلع هو الثاني راجع لعيادته النفسية وعقله متعلّق بفكرة إن المتدربة الجديدة هي بنت عم خالد.. ما يقدر يصدق انكار خالد لأن الاسم واضح يعلن ارتباطها الوثيق فيه !
جا على باله يروح ويتأكد بنفسه لكن يوم شاف ساعته ألغاها... عنده جلسة قريب جداً ولازم يستعد لها ،


::


في شوارع موسكو..الوقت ليل وهي تمشي على الرصيف البارد وهي لامه جكيتها الرمادي حولها..الجو يقارب الـ صفر مئوية وهي طالعه تتحدّى هالجو وتتحدّى الاحساس الخانق جواها.. ساعات وهي طالعه من الفيلا بدون اهتمام بالجو البارد اللي ممكن يأثر على صحتها وبدون اهتمام بتعب رجولها اللي تطلب الرحمة.. كانت تعبانة من كثر المشي بس مافيها تجلس..اذا جلست يضيق نفسها وصدرها والمشي مع انه صعب بهالجو إلا إنه حل صغير للشحنات السلبية داخلها.. هذا ثالث يوم مرّ..وبكرة اليوم الرابع !...بكرة الموعد اللي حدده أبوها.. بكرة توافق على كلام أبوها أو ترجع السعودية..
اقتربت من جدار أحد المحلات وحطت يدها عليها وهي تحس بضعف الحيلة..مالت بكتفها عليه بإنهااك وهي تمنع عبرة متجذّره من ثلاث ايام وعيّت تطلع.. الثلاث الأيام اللي راحت ما عرفت تنام..ماعرفت تتخذ قرار ..ماعرفت وشلون تتخلص من هواجيسها... ثلاث أيام ما شافت وليد كانت تظن إنها بترتاح فيهم وبتقدر تتخذ قرار تمنع اللي مقبله عليه...لكن الطريق قدامها مسدود... خياراتها محدودة ..!
إما الموافقــة... او الرجعة للسعودية... ما فيه حل وسط يغنيها عن الاثنين..!
كلام أبوها لا زال يرن براسها
(ارتحتي كان أبيها ما ارتحتي نفك الخطوبة ويا دار ما دخلك شر
بس حالياً هالأمر مفروغ منه (
هي تعرف ماهي مستعدة لمثل هالتحوّل بحياتها...حتى لو كان مؤقت... رغم إنه طمّنها إنه بيكون مؤقت إذا هي ما تبي تكمّله..
لكن هالخطوة ماهي مستعدة لها....لا روحياً..لا نفسياً...لا عاطفياً...
حاسه بالوحدة تزيد اليومين الأخيرة...ما قد حست بمثل هالشعور المضاعف من الوحدة مثل هاليومين... والسبب وليد..
هي طردته بإرادتها هي عارفه...لكن رضت أو ما رضت.. غيابه سبّب مثل الفجوة اللي ضيّعت تركيزها ..ولأول مرة تستشعر إنها وحيدة ومجبورة تجابه مثل هالموقف والقرار لحااالها...قرار أكبر منها .. كان معها طول الفترة اللي راحت مثل الصدر اللي يسندها والحين صار الخصـــم !... وصعبـة عليها يصير الخصم بعد ما كان سندها الوحيد.. متعبة بعد ما كان العارف بكل نزيف جرح نزفته ..
ماهي قادره..صدق ماهي قادره..ماهي قادره ترمي نفسها بالهاوية من جديد.. وهي عارفه إنه ما قبل إلا عشان أبوها..
دنّقت براسها عالجدار وهي تحس بالدمع يتجمّد على خدها ويوقّف من لفحة الصقيع... ليه وصلت الأمور لهالحد..؟
شهقت وهي تسحب ياقة جكيتها لوجهها وتميل به ناحية الجدار عشان محد ينتبه لدمعها..
تتذكر كلمته يوم قال بهمس ما بينهم ( بلاش جنون فكري بعقلك واستغلي الفكرة لمصلحتك)
هي فهمت اليوم وبعد تفكير منهك إنه يقصد ارسال رسالة للي خذلوها... وأولهم محمد !
أستغل الفكرة لمصلحتي !
هو يدري انها بتكون رسالة قوية ولا ما كان قالها وعطاها هالنصيحة...بس هي تدري ..إن هالرسالة..تحتاج لشجاعة كبيرة..
شجاعة عشان تقبل على هالخطوة..

لو تدري وين وليد ساكن الحين كان راحت له...بتروح له وتقنعه إنها ما تبي...بتقووول له حتى لو اضطرت إنها تترجى وتتذلل !!
هي تعبانه من جوا ..تعبانه كثير وما فيها توافق على شي تدري إنها بيذبحها أكثر ، ما بيفيدها ولا يساعدها.. تدري إنه يمكن ينهيها...قلبها ما عاد يتحمّل تجارب ..ماعاد يتحمل أحاسيس من ذاك النوع..هي تبي تكمّل حياتها بقلب ميّت ما تبي تموت للمرة الثالثة ..!
وليد ..ليش تسوي كذا..إنت عارف والله العظيم عااارف إني ما أقدر على هالخطوة..إنت متأكد... بتحمّل أي لعبة منك إلا هاللعبة وهالدرس...إلا هالشي تدري إني مو مستعدّة له ،
حسّت بيد على كتفها ..التفت وعيونها مبللة بملامح متوترة...
كان يزيد اللي شافها من بعيد ..باستغراب : شكّيت إنه إنتي وما قدرت أعدّي بدون لا أتأكد .. خير سلامات؟
تعدّلت بوقوفها وهي تمسح عيونها بسرعة ..
قال بسرعة ووجهها حيّره وأثار اهتمامه : صاير لك شي ليش واقفه هالوقت هنا لحالك؟..ما تدرين إن الوقت تأخر..؟
قالت بصوت مزكوم من البرد اللي صفقها طول 5 ساعات : أدري.. بس جالسه أمشي ، في بالي أمشي..
يزيد اللي كان لابس أيس كاب يغطي لين أذانيه وقفازات وشال وجكيت ثقيل دليل تجمّده من البرد : تمشين بهالجو من متى ؟ وجهك يقول انك من زمان برا..
مسحت على أنفها الأحمر : يعني..
يزيد باهتمام : شفيك سحر وضعك مو طبيعي؟
سحر : مافي شي يزيد.. (غيرت الموضوع) : إنت ليش طالع بهالوقت؟..الساعة 8 بالليل شكلك توّ طلعت من الجامعة..؟
يزيد: ايه تأخرت بالجامعة اليوم..كنت بالمكتبة أشتغل على بحث واضطريت أتأخر..وقبل شوي طلعت.. (رجع للموضوع) : ما عليك مني ألحين..انتي ليه واقفه بهالليل وبهالجوو.. برد عليك..
سحر: قلت لك محتاجه أمشي..ضاق صدري بالفيلا ..مو برد عادي..
يزيد اللي شاف عيونها الحمرا : ليش كنتي تبكين؟؟
بلعت ريقها : ما كنت أبكي..
يزيد : أكذب عيوني ؟
سحر : مافيه شي مهم...لا تشغل بالك..
يزيد التفت لكوفي مفتوح على الجانب الثاني من الشارع واضاءاته مشتعلة وبعض الناس يدخلونه..ورجع يناظر وجهها المبيضّ من البرد : ودك بكوفي؟
رفعت راسها بهدوء : ماأبي أعطلك..
يزيد ابتسم : تعطليني وين؟.. توني طالع من الجامعة ومخي تعبان من الشغل..أحتاج أسترخي شوي ، تعالي نشرب شي دافي!
وتحرك قدامها وهو يلف شاله على رقبته ..لقت نفسها تعبر الشارع خلفه للرصيف المقابل...دفع الباب ومسكه بيد وحدة لين دخلت وهي تنفخ فمها بيديها ..ما كانت مستوعبة جمودة الجو اللي كانت فيه وقوة احتمالها الغريبة طول الساعات إلا يوم دخلت الكوفي اللي كان داااااااافي ونشر بعض القشعريرة ببدنها...

يزيد مشى وراها وخلاها تختار الطاولة : تدرين انك مجنونة؟
وقفت عند طاولة وهي تمسك الكرسي : ليش؟
يزيد وهو يسحب الكرسي : وليش بعد؟..ما شفتي وجهك وشلون قايل؟؟؟
سحر انحرجت ما تدري شلون شكلها ألحين ، لها فوق الخمس ساعات طالعه من الفيلا.. حتى ما ردّت على اتصالات صوفيا متعمدة ، لعلمها إن أبوها بيرجع الليلة من سفرته القصيرة..وهي ما تبي ترجع حالياً لأنها ما تبي تفكر حتى باللي بتجرّه رجعته..
يزيد : جد مجنونة شوفي وجهك !
جلست على الكرسي بحنق : خلاص عاد..أدري شكلي شنيع..
ابتسم للحظة.. ثم ضحك : هههههههههه عبيطة وقسم بالله..
سحر تداري الموضوع: ما تدري اني أحب هالجو يعني؟
يزيد بدهشة : مين يحبه يالخبلة الحرارة صفر ونازل وانتي تقولين أحبه..
سحر : عاد أحبه مو شغلك..
ضحك : ههههههههههه طيب وش تبين تشربين؟
سحر بدون تفكير : هوت تشوكليت !
ضحك زيادة : هههههههههههههههههههههههه بزر !

سحر بعصبية : أول مرة أدري ما يشربه إلا البزران..
يزيد عض شفته يكتم ضحكه : آسف آسف..بس لأني توقعت طلبك وش بيكون قبل تقولينه .فـ ضحكت..
سحر ناظرته رافعه حاجب ..شاف النظرة وأردف بنفس النبرة المرحة : لا تناظرين كذا...تذكرّت فجأة إنك قد قلتي أحب أشرب الهوت تشوكليت وأنا برداانه.. فضحتي نفسك البرد نااافضك وانتي تقولين مو بردانه..
سحر بانكاار كذاب : ماني بردانه..
يزيد مشّاها : طيب وش تبين تاكلين؟
سحر : مابي مو مشتهيه!
يزيد : شلون يعني آكل لحالي!؟
سحر : اذا جوعان خذ راحتك.. يكفيني الهوت تشوكليت..

راح عنها يطلب له ولها...بينما سحر تكّت على الطاولة وهي تتأمل النافذة الزجاجية اللي جنبها ومنظر الليل بالخارج..مو من عادتها تتأخر عن الفيلا كل هالوقت.. مو من عادتها تظل لبعد مغيب الشمس برا ..لكن هالمرة جد كارهه الفيلا وكارهه الرجعة..ولو بيدها دوّرت لها مكان ثاني تبات فيه الليلة عشان تتجنب أبوها اللي أكيد وصل ألحين!
يمكن سأل عنها.. يمكن يكون درى عن سواتها بـ وليد وطردها له من صوفيا...وأكيد غاضب عليها ألحين..
متأكدة إنها بتواجه موقف عصيب بسبب حركتها بوليد... وليد اللي ما رفع اتصال واحد يسأل عنها..هدوءه هالثلاث أيام وغيابه الكلي يثير أفكارها حتى لو ما تبي ! .. متحفّزه بسببه... طلبت منه ما تشوفه ولا تكلمه لكن استجابته بهالشكل والغياب التااام ..يغبنها.... ما تستبعد انه بيمشي بقرار أبوها بدون اهتمام لرغبتها انتقاماً لطرده من الفيلا.. صارت تعرفه..
وتعرف انه انسان...بكرامة من ذهب ما يقبل المساومة عليها بأي حال من الاحوال..
ما تستبعد إنه ينتقم منها بشكل يوجع...وليد يقدر يسويها...ورح يكمّل اللي يبيه أبوها..
حطت راسها على الطاولة وهي تفكر شلون تتخلص من هالأفكار... الخطبة خطر بالنسبة لها... وهي تبي تتخذ إجراء دفاعي...ردة فعل دفاعية لو تمّت الخطبة...لازم تحصن نفسها بشي في حالة صارت هالخطبة واقع ،!
كونها تكون معه شي مارح تقبل فيه... رح تهرب منه بكل طريقة ممكنة .. صار التواجد معه أول شي رح تهرب منه !

وصل لخشمها رائحة الشوكلاته السااخنة اللي تعشق طعمها أيام البرد.. ما رفعت راسها من الطاولة وهي تحاول تهدّي من ثورة أفكارها ومشاعرها عشان لا ينتبه يزيد اللي أكيد بيسأل للمرة الثانية ..
جاها صوته يناديها : ألو !
رفعت راسها بهدوء وهي تبتسم ..وتحضن حرارة الكوب بين يدينها..
يزيد باستغراب : انتي وضعك ماهوب مضبوط !
سحر : مافيني بس نعست شوي..
يزيد : ليش وجهك مصفوق كذا كأنك سامعه خبر مو زين؟..عمي مساعد فيه شي ؟
سحر : لا مافيه شي..لا تهتم يزيد وكِل لا يبرد سندويشك..
يزيد رفع سندويشه يستعد للأكل وهو يردف باهتمام : ما قلتي وش اللي مضيّق خلقك؟ وضعك برا يخليني ملقوف معليش علميني ..أكيد صاير شي..
سحر تنهّدت بثقل أنفاسها ..محتاره وش تقول.. مارح تقوله عن ظروفها.. أكيد بيضحك ويستنكر الموضوع وهي ماتبي اللي يزيد عليها.. تسكت أحسن الموضوع أساساً صعب يكون قابل للنقاش..
رفعت كوبها تحتسي مشروبها الشتائي المفضل ..ويزيد يراقب سكوتها : ما تعبتي من جلسة البيت بروحك؟
رفعت عيونها وهي تنزّل الكوب : ماني بروحي..قلت لك صوفيا معي..
يزيد : صوفيا أكيد ما تملا الفراغ كله..أكيد مو فاضيه كل الوقت..

سكتت سحر شوي .. وفكرة كانت تلعب براسها بإهمال من فترة صارت ألحين مسيطره على مخها بشكل قوي : يزيد ..
يزيد ياكل : هممم ؟
سحر برغبة تكبر : في بالي أدرس هنا..
رفع عيونه باهتمام : تدرسين!؟
سحر : ايه.. أبي أدرس بجامعتك...
ابتسم : فكرة حلوة...بدل العطالة اللي انتي فيها..
ناظرته بسخرية ..وسكتت..لو يدري ليش اختارت هالمسار..محد رح يفهم غيرها.. ويمكن وليد بيفهم ! أحسن خله يفهم !
سحر : على قولتك طفشت من العطالة..أبي أدرس.. أدرس من 7 الصبح لـ 7 المساء وما أرجع البيت الا للنووم.. وش رايك؟
يزيد بفجعة : يؤ من سبع لـ سبع ..العباقرة ما سووها هههههههههههههه ..
سحر مالت بفمها : المعنى إني أبي أدررررس وأضيع بالجامعة..أبي اوصل لمرحلة أصير فيها حتى الفيلا ما أعرفها...
يزيد بضحكة من مبالغتها : ادري انك شاطرة بس ترا 12 ساعة توو متش وش ذا الهبال.. أنا 4 ساعات موت أتحملهم..

سحر تنهّدت : تقدر تشوف لي موضوع التسجيل بالجامعة؟؟
يزيد : طبعاً..إذا جادة من ناحية هالموضوع!؟
تقدمت بجسمها للطاولة برجااء عفووي : إلا.. شوفه لي ..تكفى يزيد..
مع كلمة (تكفى).. ابتسم وهو يأشر على خشمه : على هالخشم.. أشوف لك وأرد لك خبر..

قاطعهم رنين جوالها... طلّعته من حقيبتها ولقت رقم الفيلا... توتّرت وهي تشوف الساعة تجاوزت 9 وهالوقت بالنسبة لها متأخر كثير.. عرفت إنها صوفيا وتوترها زاد وهي عارفه ان أبوها وصل أكيد..
سحر لا شعورياً قامت من الطاولة : لحظة يزيد..
وراحت بعيد لجهة فيها طاولات خالية تحت نظرات يزيد اللي ما فهم ليش قامت تكلم بعيد..
ردّت : هلا..
صوت صوفيا متوتر : أين انتي لمَ لا تجيبين على هاتفك؟.. اتصلتُ بك مراراً منذ ثلاث ساعات..
سحر بخفوت : أخبرتك أن لا تتصلي أريد البقاء وحدي قليلاً..
صوفيا بتوتر : هيا عودي...والدك وصل من رحلته..
سحر تتقمص البرود : أعرف..
صوفيا : سأل عنكِ...إنه غاضب ..
سحر بتماسك لأنها متوقعه : وماذا أخبرته ؟
صوفيا باستياء : وماذا عساني أن أقول... اخبرته أنكِ خرجتِ منذ ساعات ولم تعودي حتى الآن..
سحر : وأين المشكلة ؟
صوفيا وتوترها يزداد : المشكلة أنه سأل عن وليد أيضاً... ذهب إلى الكوخ بعد وصوله ولم يجده...قال بأنه كان يتصل به طوال يومين ووليد لا يجيبه فهاتفه مغلق.. فاضطررتُ إلى إخباره عن السبب وأن وليد ترك الفيلا منذ ثلاثة أيام..
سحر أكملت: أخبرتهِ أنني قمت بطرده !
صوفيا بأسى : والدكِ شعر بوجود مشكلة بينكِ وبينه فأخبرته لم يكن لديّ خيار..
سحر بثبات : لا بأس..دعيه يعرف..
صوفيا : هيا عودي.. فـ والدكِ حقاً غاضب مما فعلتٍه ..إنه يحاول الاتصال بوليد منذ ساعة..

سحر بنبرة قاطعة : لـنْ أعود !
صوفيا بصدمة : بماذا تفكرين..؟ الساعة تقارب التاسعة والنصف..
سحر : قلت بأنني لن أعود !.. إن ْكان سيعيدُ وليد إلى الفيلا...فأنا لن أعود ..أخبريه بهذا !
صوفيا بتوتر : ماهذا الهراء !.. هيا فأنت تعلمين بأن والدك سيغضب إن تأخرتي أكثر..لقد أمرني بالاتصال بكِ حتى تعودي بسرعة..
سحر باصرار : لــــن أعوود !... أتريدين شيئا ً آخر...سأغلق .. إلى اللقاء !
صوفيا بلهفة : لحظة لحظـــة...لا تغلقي .....

أغلقت منها وهي متمسكه برأيها لآخر رمق... حتى لو بيجبرها لازم يعرف إنها مارح تكون راضيه.. بتتمسك برفضهااا..
ثواني واقفه تفكر باللي سوته.. أبوها اكيد بيعصّب عليها ..لكن فعلاً ما تقدر ترجع وتشوف وليد بوجهها ..ولا تبي تسمع كلام أبوها عن هالخطبة يتكرر على مسامعها.. مافيها تتحمل زيادة تأنيب ولوووم ،!
تحركت بترجع للطاولة بس رن جوالها مرة ثانية ..وهالمرة برقم أبوها !
رجعت بعيد وهي تجبر أعصابها عالهدووء ..وفتحت الخط : هلا..
صوته وصلها بجدية : سحر ؟
تماسكت بهدوء كونها تجنّبت تحاكي أبوها حتى تلفون طول هالثلاث ايام مع انه حاول يتصل عليها ويسأل عن حالها : نعم ؟
أبو خالد بجدية : تدرين الساعة كم ؟
سحر : ايه ادري..
أبو خالد : دامك تدرين... ليش للحين برا ..
سحر : ماني صغيرة طلعت أغير من نفسيتي ..
أبو خالد : ألحين ترجعين البيت.. أبيك بسالفة!
سحر بسخرية : لا تكون السالفة هي وليد ؟؟
أبو خالد : يعني عارفه؟؟
سحر : ايه عارفه..
أبو خالد : تعالي الحين ونتفاهم..
سحر : اذا بلقاه قدامي ماني راجعه !
أبو خالد وصوته هادي لكن واضح إنه مسيطر عليه بسبب تهورها وفعلتها : ابوك يقولك تعالي..كلام بالتلفون ما ينفع تعالي الفيلا عشان نتكلم..
سحر بتكرار : إذا بلقاه قدامي قلت ماني رااااجعه !
أبو خالد محافظ على نبرته الهادية : سحر لا تخليني أتصرف معك مثل الصغار..انتي كبيرة وعاقله خلي العناد..وتعالي..
سحر والقهر يبان بصوتها بالتدريج : وليد وينه؟؟
أبو خالد : ما عليك من وليد.. ألحين ترجعين للبيت..
سحر شكّت من ردّه إنه تواصل معه ..بس أنكرته بسرعة..
وقالت بسخرية : شكى لك ؟
أبو خالد : ما شكى ولا قال حرف.. اتركي العناد وتعالي.. أنا للحين أتكلم معك على اساس انك فاهمه وعاقله.. لا تخليني أغيّر من نبرتي معك..
مع طريقة أبوها بالضغط والتحذير الهادي..قررت تروح تواجه..ليش تخاف من فعلتها... بتقدر تواجه !
رجعت لـ يزيد وقالت له إنها لازم ترجع..
يزيد : ما كملتي كاكاوك!؟
سحر ابتسمت مع ان الابتسامة مو وقتها بسبب توتر داخلي بدا يهاجمها : شكراً..شربت نصه ..
يزيد : تبيني أوصلك ؟
سحر وهي تشيل شنطتها : ما يحتاج شكراً ..أشوفك..تصبح على خير ..
يزيد : وانتي من اهله ..

شالت شنطتها وطلعت بسرعة ناحية الطريق اللي يودّي للفيلا.. بتحتاج عشان توصل للفيلا على رجولها حول الثلث ساعة.. صارت تمشي بسرعة عن البرد وهي تعدّ نفسها للمشكلة الجديدة...بلا شكّ بيعطيها كلمتين على سواتها بوليد..
وصلت أخيراً للفيلا وبسبب البرد قامت تركض للمدخل وهي تصلبْ كل أحاسيسها وتجبرها تتقمص القوة...
حطّت يدها على مقبض الباب وهي تاخذ نفس عمييييق ..فتحته بهدوء.. ودخلت وهي تسمع صوت أبوها بالصالة...ومعه صوت رجولي ثاني...
وقفت لا شعورياً وهي تسمع نبرته... شدّت قبضتها ومشاعر مجهولة تكتسحها.. خليط مو عارفه تفسره مابين الضيق والقهر واللوم والخوف والغضب..
متى وصل ؟!... هي أنكرت ان ابوها قدر يتواصل معه دام صوفيا قالت انه ما رد عليه... قدر يتواصل ويجي بهالسرعة ؟!
هي جت تركض للفيلا عشان تتجنب جيّته لو كان ابوها تواصل معه ..

لحظات وقفت عند الباب وهم ما يشوفونها ..كتوفها تنتفض من القهر ..بمجرد ما سمعت صوته تحطّم هدوءها الهشّ..
كانت بتروح فوق وتنسى أمر أبوها...لكن..شي قالها لها ادخلي وواجهيه....
صوت أبوها جاها عقب ما سمع الباب : سحر!...تعالي!

تحركت لداخل بهدوء وهي تشد على شنطتها وعيونها تبحث عنــه...عقب غيابْ لـ ثلاث أيام !
ثلاث أيام كانت تظنــها مارح تغيّر شي فيه لأنها قصيرة بنظرها للغاية...لكن....اللي شافته... مـــا كان وليد...الفقير.. المبهذل !
كان شي ثاني !!
وقفت مكانها بصدمة باللحظة اللي دار راسه ناحيتها وعيونه السودا تتشابك بعيونها..
عيونه العميقة اللي تعلّقت فيها بلحظة صامتة منه.. بدون لا يقول كلمة كانت عيونه هي اللي تتكلّم ..
تسمّرت من المنظر وأنفاسها تتعثّر بشكل غريب.. رجولها ثقلت عالأرض وما تقدر تقترب أكثر لكن عيونها انصهرت فيه بدون ادراك !
اللي طاحت عينها عليه... كان... أميــرْ.. كـ أبسط وصفْ !

جالس على الصوفا وهو حاط رجل على رجل ووحدة من يديه مستريحه على فخذه المرفوعة ..
ووجهه !... وجهــه !.. ما كان بهالشكل آخر مرة شافته !
فيييه شي متغيّر... أشيااااء متغيرة !
حرّكت عيونها عليه وهو جالس يبادلها النظرات بصمت..تتأمل كل شبر فيه..
لبسه الفخم.. لبسه اللي حطّم فيه كل المعايير المتدنية اللي أخذتها عنه...
رفعت عيونها لعيونه اللي ما نزلت عنها ... تبادلت معه النظرة وهي ترمش بهدوء تحاول تربط وليد هذا...مع وليد اللي قبل 3 أيام..
شعره اللي كان فوضوي بغالب الأحيان..محلوق ألحين بذمّة وما تشوف إلا بدايات شعره بطريقة أبرزت ملامحه الرجولية الملفتـة بوضوح صارخ !..دقنه متغيّر وسكسوكته مرسومة ألحين ولأول مرة تشوفها ! ،
مسوي نيو لوك ! نيو لوك مُرعب !
تماسكت وهي تناظره بشتات وكأنها لأول مرة تعرفه... كيف يتغيّر كذا بثلاث أيام !
وش يبي يثبت يوم يجي بهالشكل ... يبي يثبت إنه مستعد للخطبة بكل ما فيها !!

تركي كان يتابع ملامحها بدون كلمة أو سلام... ملامحها اللي تقول إنت مين ؟!.. ما أبعد عيونه عنها تأملها من فوق لتحت بهدوء يعوّض اللي فات..3 أيام .. يبي يشوف وضعها عقب تجاهلهــا له وغيابه عنها لـ ثلاث أيام..ثلاث أيام ما يدري ليش حس إنها 3 شهور..
وجا لها اليوم.... بهيئة تركي ..مو وليد !
لابس أحلى جينزاته وأفخمها..مع قميص أبيض أنيق مفتوح أول أزراره يبرز عضلة رقبته البرونزية..وفوقها جكيت كاجوال أسود زادت طلّته رجولة..وعلى اكتافه سكارف كاروهات بالاسود والرمادي تاركه طايح على صدره بدون ما يلفّه..
اللي ما قدرت سحر تستوعبه انه مستحيل يكون هذا وليد اللي ذوقه منحطّ بالموضة والملابس!
وبسرعة شالت عيونها ناحية أبوها وهي تنتفض من داااخل...!! حضوره القوي ذا أقووى منها ..كأنه يتحداها !!

تخلّى عن سكوته عقب لقاء النظرات الصامت ...
مال براسه على جنب يوم شافها تتحاشى تناظره وكأنه يطل بوجهها من بعيد : شلونك يا آنسة !
سحر وعيونها على أبوها : بخير ..
تركي ابتسم : كويس ..!
رجعت تناظره..وطاحت عينها بعينه اللي تلمع بشي غريب وكانت بتقول شي لكن هاللحظة طارت الكلمة من بالها وما عرفت ليه ..لكن حسّت إن اللي قدامها مو وليد.. كأنه شبيهه ! ،
ارتجفت شفاتها بشكل واضح دليل إنها بتقول شي وما عــرفت ..
تركي لاحظها : تبين تقولين شي؟؟
سحر شدّت على شنطتها وهي تحس انها مو فاهمه اللي قدامها : لا..!

قال أبو خالد : سحر..
التفتت لأبوها بصمت وهي تنقل تركيزها له تحاول تمحي اللي جالس على يسارها ..
أبو خالد : انتي راضيه عن اللي سويتيه؟
سحر : ايش اللي سويته ؟
أبو خالد : ما يحتاج اقوله انتي عارفه..

سحر بجرأة : قصدك ليش طردته ؟
رفع تركي حواجبه وهو يزمّ شفايفه بإعجااب صامت من القوة والجرأة اللي ما توقع بتستمر وقدام أبوها..
أبو خالد وصوته يشتدّ : سحر !
سحر ناظرته بسخرية متجاهله تركي : وهذاك رجّعته! ، إعتبر شي ما صار !
أبو خالد باستياء : استغفر الله وأتوب إليه..

تركي بهدوء : حصل خير هذاني بخير وعافية..ما ضعت يابو خالد ...بالعكس كانت الثلاث ايام هذي مفيدة لي حتى أفكر بالموضوع زين وانا لحالي.. استفدت منها والشكر للآنسة ..
احتقن وجهها ضدّه..مصرّ يضايقهاااا ويصرّح إن الطردة لصالحه.. التفتت عليه بنظرات نارية.. وما طالعها بحركة مقصودة..

أبو خالد بهدوء : عندك شي بتقولينه قبل نروح القنصلية بكرة ؟!
سحر انقبض قلبها .. وبرفض : ماااارح أروح..
أبو خالد : فكرتي باللي قلته لك ؟!!
سحر بمحاولة أخيرة : ايه .. ورايي هو نفسه.. انت عارفه .. وهو عارفه .. (وهي ترمي نظرة لتركي اللي ابتسم من هـالعناد اللي حلف يكسره)..
أبو خالد : انتي عارفه وش الخيار الثاني اللي مطروح قدامك..ما تبين هالخطبة براحتك قدامك الخيار الثاني ..
سحر انتفضت هالطاااري ما تحبه .. العودة!!.. مستحيلة.!!..وعشان كذا استسلمت لكن بنظرها استسلام مشررروط : قبل أروح معك بكرة.. تذكّر كلامك لي !
أبو خالد ونبرته هادية : كلامي؟
سحر وهي ترمي نظرها لتركي اللي ركّز معها : عندي شرووط ..
أبو خالد ابتسم عفوياً : شروطك بعيوني يا قلب أبوك ..
سحر : انت قلت مؤقتة...إذا ما ارتحت فيها أفكهااا..
أبو خالد : أكيد ..
سحر : وعندي شي أهم...!

تركي ركّز معها وعيونه تزيد سواد ..ما يدري لأي حد فكّرت عشان تطلع بشروط في خطبة هي تدري إنها شكلية... وش هالشروط يالأمورة؟..وش اللعبة اللي تبين تلعبينها ؟!
قالت بوضوح : أبي أسجل بالجامعة..
رفع ابوها حواجبها متفاجيء....وتركي ضاقت عيونه اهتمام وهو يحاول يفهم هالطلب بالذات !
سحر تكمل لأبوها متجاهله النظر لوليد : كلّمت يزيد يشوف لي التسجيل بجامعته...

أبو خالد باهتمام : تبين تدرسين ؟؟
سحر باصرار : ايه.. ابي ادرس..أبي انشغل فيها مابي انشغل بشي ثاني .. مليت من الجلسة بدون شغل..
ابتسم أبو خالد من طلبها اللي ما فهم له سبب غير انها تبي تغيّر الروتين...لكن تركي.. كان له نظرة ثانية ..
احتدّت نظراته على هالبنت اللي واضح إنها فكرت كثير خلال غيابه عنها ...لا يكون اللي ببالي... تسكّرين الأبواب بوجه وليد؟!
تهربين يا سحر؟... تبين الهرب!
سكت وهو يحاول ينكر الفكرة....يمكن تكون لها غاية بريئة وتبي تدرس لمجرد الدراسة.... بس فعلاً طلبها بهالظروف له معنى ،
رح يعرف قريب..رح يتأكد قريب!

سحر بثبات : وش قلت؟ تبيني أوافق مرتاحة..أبي الموافقة على دراستي بالجامعة هالفترة..
أبو خالد ما عارض: لك اللي تبينه... خطوة ايجابية ..
سحر تنفّست باسترخاء ..والتفتت لـ تركي اللي كان يطالعها بوجوووم .. وبسخرية: وش رايك وليد؟
وعى تركي على كلمتها... وبعيونه العميقة : مالي راي ..
سحر رفعت حاجب بسخرية : ما يهمك إني أدرس ؟
تركي جاراها : سوّي اللي يريحك..

رجعت لأبوها : أعتبر الموافقة نهائية؟؟
ابوها ابتسم : ان شاء الله..ودراستك على حسابي ..ها وش تبين أكثر من كذا؟
ابتسمت ترد الابتسامة ولكن من داخلها قلب معصور .. مضطره توافق.. لكنها بتحاول تطلع بأقل الخسائر..والدراسة أول الطريق للهروب..والسلاح الدفاعي اللي بتحمي نفسها فيه وتنعزل عن هالخطبة الغبية لين تمر فترة..وعقبها تفكّها وكأن شي ما صار... هي قررت ومارح تتراجع !

تركي من جهة كان ساكت سمع شروطها .. الشرط الثاني له غاية هو متأكد...له سبب خلاها تصر عليه.. الدراسة كلمة جديدة ! هي ما طرت الدراسة له من قبل..ما طرت إنها تبي..ما طلعت هالرغبة إلا ألحين...
بإيش تفكرين يالأمورة.؟ لا يكون اللي ببالي..
لأن لا دراسة ولا غيرها...رح تمنعني عن شي أبيه !.. لا دراسة ولا غيرها رح تبعدك عني !
إنتي تبين الهروب... عيونك تقول !

قام واقف وعيونه واجمــة كاره الجلسة معها أو مع أبوها : انا رايح لغرفتي ..
أبو خالد : تصبح على خير..
تحرك وهو يشيل عيونه من على سحر اللي عطته نظرة بااااااااااردة ... أول ما سكّر الباب ..قامت سحر بهدوء : وأنا بعد بطلع لغرفتي !

طلعت من الصالة وبدال ما تروح فوق...اتجهت للباب ومباشرة على برا ناويه تلحقه قبل يدخل الكوخ... في بالها كلمتين تبي تقولها وتبرد خاطرها.. رح تخليه يندم على موافقته..
نزلت الدرج بالحجري بسرعة وهي تشوفه يمشي بعيييد بالظلام..هرولت ناحيته ..
وصلت وراه ..وبوجوووم : لحظة !
وقف تركي مكانه ما توقع إنها تلحقه... رفع حاجب واحد وبدون ما يلتفت قال بصوت غريب جامدْ : نصيحة ابعدي عني ألحين !
سحر تكتّفت بسخرية يوم حسّت إنه موده متغيّر للأسوأ : ليش معصب؟... عشان شرطي؟؟؟ .. لا يكون صدقت اللعبة ترا أبوي قال شكلية وإنت قلت شكلية.. وش بتتوقع بعيش خطبة حقيقية معك..؟
التفت عليها بنظرااته القوية وشي من الحقد الأسود يطلّ بعيونه : قلت ابعدي عني ألحين..كان ما تبين دمعتك تظهر !
كان جااد بطلبه لأنه من يوم وصل لروسيا قبل ساعتين..ومن يوم جلس مع أبوها قبل ساعة وهو مسيطر على نفسه بصعوبة لعله يحافظ على هدوءه الرايق...لكن رجعته للرياض ماكانت بصالحها ولا بصالح أبوها...صحيح كان هادي داخل لكنه كان قناع مزيف لا أكثر...!
سحر بتحفّز من كلمته : ما عجبك كلامي داخل؟.. كأنه يهمني رايك يعني !.. أنا مدري شلون تفكر ..جاي بنيو لوك وعايش الدور.. لا يكون مغيّر حالك عشان كذا.. لا تصدمني !
تركي اكتفى بنظرات جامدة ما نزلت عن عيونها ولا رمشت..
سحر بقهر منننه بدون لا تحسب للكلمات حساب : ترى أصلك خدام هنا لا أكثر وإن قبلت فيك تراه مؤقت حط هالشي براسك..
اتسعت عيونه بغضب من كلمتها...ما فيه أدنى عصب يتحمل نقطة استفزاز وهو جاي من الرياض أصلاً مكتفي قرف ومزاج معفن..تحرّك لها بدون مقدمات بخطوات واسعة ..تجمّدت خوف وهو يمسكها من ذراعها بقوة مؤلمة وعيونه تسطع شرار : تبين تنامين بدمعتك اليوم ما عندي مشكلة !
ارتجفت شفاتها وهي تشوف ملامحه البارزة بقوتها وشكله المختلف عن أي مرة سابقة بهالقرب منها...
ضغط بقسوة وعيونه تلمع سوااااد : لا تحسبيني ما فهمت ليش طلبتي شرط الدراسة !
رمشت بسرعة مليون رمشة وشفاتها ترجف من تعاملــه الغريب... مستحيل يفهم هو بس يبي يتلاعب فيها ! مارح تخليه يفهم !
قالت بعد لحظة بخفووت : انت ما تعرف شي! ومارح تفهم ليش..محد يفهم غيري أنا..
ضاقت عيونه بعيونها المرتبكة : ليش قالوا لك غبي !؟ وش اللي ما أعرفه؟....أعرفك من راسك لرجليك لا تظنين فيه شي يخفى عني بخصوصك ولا تخليني أتكلم تنهارين!
كأن موية مغليّة انكبت بوجهها ..انقبببض قلبها من كلمته اللي كانت بحدة السيف...ليش يتكلم معها كذا !! ليش معصب كذا..مافيه سبب يستدعي هالعصبية..
انت ما تعرفني..ما تعرفني ولا بسمح لك تعرف أكثر من اللي عرفته !!
سحر وصدرها يختنق جواها : ما تعرف شي !

تركي بهمس حااااد : تبيني أتكلم وأقول وش اللي تخبينه عني !؟
سحر سبحت دموعها خااافت يقولها..خافت يقول إن قلبها يخونها وانه عارف : اتركني وليد ماااتعرف شي ..
وشهقت بقهر وهي تحاول تسحب ذراعها من قبضة أصابعه اللي تركت آثارها : إنت معصب لأني طلبت أدرس؟...وش اللي يضايقك بالموضوع!؟ لا يكون صدقت إنها خطبة حقيقية..
تركي وأسنانه المصفوفة تحتكّ ببعض بوضوح من غضب مدفون : ولا كلمة !
سحر بصوت يرتعش خوف وغيض منه : ليش إنت معصب الحين ماني فاهمه .. مو إنت قلت خذيها مؤقتة ومارح أجبرك علي!..مو إنت قلت استغليها لمصلحتك ...لا يكون غيّرت رايك..!
سكت وعيونه تشتعل ماهو قادر يسيطر على أبسط انفعالاته ولا يدري ليش...فقد وليد باللحظة الحالية... كان تركي..تركي من راسه لرجوله ..
سحر وهي ترتعش قهر : ساكت ؟..لا يكون غيرت رايك؟..لا يكون صدقت حالك..ترا بإمكاني أكنسل القصة كلها لا تتعامل معي بهالطريقة...

كلامها وتعاليها عليه زاااده غضب وهو يغرس أصابعها بذراااعها بقسوة وعنف : بعلّمك بكرة مين اللي صدق حاله !
خاااافت من هالتهديد المريب : وش تقصد ..؟!
تركي وهو ينقل عيونه بين عيونها بنبرة غامضة وسط جموده : ماهو وقته !
فلتها من يده وهو يدفها بخفة بعيد عنه مو مهتم إنه أثار خوفها ويمكن ريبتها..مو مهتم أبداً..تراجعت لورا من دفعته وهي ماسكه ذراعها مصدومة ومتألمة من حجم الغضب بعيونه..تحرك تركي ناحية الكوخ من دون ما يطالعها وجسمه مشدود من شحنات الغضب..

ماهو وقته؟... وش اللي ماهو وقته !!
مو فاهمه ليش صار كذا...طلعت خلفه تبي تبرد خاطرها والنتيجة العكس.. آلمها ..تألمت...وخافت.... فاقده فيه وليد... هو ما تغيّر بس شكلياً..تغيّرت روحه بعد...
ليه معصب لهالحد..مو معقول عشانها طلبت تدرس وهو قايل ان الخطبة ما تهمه ولاهي برغبته !..
ماخذ موقف منها عقب ما طردته..؟؟؟.. ايييه عشانها طردته حاقد عليها !...هذا التفسير الوحيد لهاللمعة الغاضبة بعيونه..

فركت يدها وهي تتعوذ من الشيطان...وش ســـوّت !!
وش بتستفيد لو توتّرت علاقتها مع وليد..؟؟.. ليش تبي تخربها بينهم ..!
مارح تستفيد غير التعب !!
استدارت راجعه للفيلا وهي متضايقه ومقهورة من هالوضع... تدري إنها سوّت كذا وقالت كلامها له من قهرٍ فيها عشانه رضخ لأبوها ولّا هي ما تبي تخرّب العلاقة المستقرة بينهم أبداً.. ما تهدف تعكّر الجو المسالم بينها وبينه ..ما تبي توصل لهالحد..
هي بس كانت تتمنى إنه يفهمها ويراعي وضعها قبل يوافق على طلب أبوها..

:

دخل تركي لغرفته وضرب الباب وهو مغمض عيونه بجموود يحاول يسيطر على أنفاسه..!
من أسوأ نقاط ضعفه إنه إذا طلع من طوره..فهو يطلع بجموح وما عاد يعرف يسيطر على نفسه.. ما كان يتمنى يرجع الفيلا الليلة كان ناوي بكرة..تكون اعصابه هدت وريّح عقب مشوار السفر من الرياض لهنا..
ما كان يبي يشوفها ويشوف أبوها لكن اتصال ابوها وهو طالع من المطار خلاه يتجه لهنا ..
تذكر كلامها وشروطها عن الخطبة... الخطبة اللي صارت فجأة من أهم الأشياء اللي يتمسك فيها وبيستمر فيها..
كلامها المتعالي قبل شوي زاد غضبه اللي ما قدر يسيطر عليه..
تحرك بسرعة للحمام وهو ينزع جكيته بعنف وهو عاض على شفته .. فتح الدش بسرعة على أقوى شي عشان ياخذ حمام يهدّي ثورة الحقد داخله..

::

في الصبــاح ..
دخلت صوفيا لغرفة سحر بعجلة : سحر والدك ووليد ينتظرانك بالأسفل!
سحر وهي جالسه على طرف السرير ويد وحدة على وجهها بهيئة تايهه.. : لا أستطيع !
اقتربت صوفيا باهتمام : ما بكِ؟.
سحر والنوم ما ذاقته زي الناس ..ويوم نامت صحت مفزوعة على نفس الحلم يتكرر..والحين أطرافها ثقيلة ما تقدر تقوم وتروح : لا أستطيع !
صوفيا : والدك ينتظركِ ..أسرعي..

رفعت راسها وعيونها حمرا تحاول تقوى..مافي فايدة.. فيها فيها... قامت وغيّرت ملابسها ونزلت لتحت ..
برا الفيلا لقت أبوها واقف مع وليد عند السيارة ينتظرونها ... نزلت بهدوء وهي تمثل التماسك ونظرات وليد الواجمة لها وتّرتها... تذكرت اللي صار امس ..كلامها له... وكلامه لها...
ضااايق منها ! ، وتدري انها ما تتحمل هالجفاااء منه.. يصير قاسي كثير ..
أبو خالد باهتمام : ليه عيونك كذا؟.. ما نمتي؟
سحر بخفوت : يعني..
أبو خالد : يلله اركبي القنصلية بعيدة شوي السيارة أسرع لنا..وليد بيسوق بنا..
وتحرك قبلهم وركب قدام..
ما تحركت سحر من مكانها...ولا ركبت..تناظر بـ تركي بصمت لثواني تنتظره يلتفت عليها ويقطع جموده..
لاحظ وقوفها ..تحرّك للباب الخلفي وفتحه..وقال وعيونه عليها بوجوم : اركبي..
رفعت راسها ولقت بعيونه الأمر.. كرهت هالتوتر اللي بينهم...مو ناقصه يزيدها عليه هو يدري انها سوّت ذيك الحركة فيه غصب عنها..كانت تبيه يفهمها..
تحركت خطوة ناحيته بهمس : وليد !
تركي أبعد عيونه عنها بحركة نفور واضحة : نعم ؟
سحر بغصة هامسة : لا تعصب.. انت تدري اني سويتها غصب عني.. انت عارف وضعي..
تركي بدون لا يناظرها بذات الوجوم : قلت اركبي..
سحر : انت ليش ضايق كذا؟؟
رمش ببطء وعيونه ما نزلت لها : اركبــي..!
سحر : مارح أركب..!
تنازل وناظرها هالمرة..ببرودة : يعني أركبك؟
سحر اغتاااضت : ماني فاهمه مزاجك..اذا عشان اني طردتك..قولها.. لا تخليني مو فاهمه سبب نقمتك علي ألحين..
التمعت عيونه بسخرية خفيّة : وش يهمك سبب نقمتي .. أنا الخدام ومو من مستواك يلله اركبي وخلي عنك كثر الهذرة..
ما قدرت تقول شي أكثر... وركبت بعصبية أنا الغلطانة اللي فكرت أعتذر على كلامي..
سكر الباب وآخذ مكانه جنب ابوها وتحركوا باتجاه القنصلية..




يتبع ...

نلتقي على خير

عنوون



Julianna 16-12-12 09:43 AM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
اكشن

يا عنوني يا سحورة انتي وتركي

بانتظارك عزوفة


الساعة الآن 10:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية