منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المهجورة والغير مكتملة (https://www.liilas.com/vb3/f837/)
-   -   لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر .. (https://www.liilas.com/vb3/t86736.html)

♫ معزوفة حنين ♫ 27-11-12 06:39 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
الجــــزء 47 ..
---------------


بعد نـص ساعة من النقاش اللي صار بين أبو خالد وتركي..دخلت عليهم صوفيا تقولهم ان العشاء جاهز ..
جلسوا على طاولة الأكل وعيون تركي كانت تروح عفوياً لمدخل الصالة يتحرّى ظهورها .. لكنها ما جت تشاركهم العشاء.. لسبب غير معروف كان يبي يشوفها عقب وضعها الباكي اللي شافها فيه قبل ساعة وحالها اللي اعتفس !
سأل بهدوء : عمي؟..الآنسة مارح تتعشى؟
أبو خالد بنبرة واجمة : خلها تفكر باللي سوته.. يمكن تستوعب غلطها..
تركي : أقول للشقرا تناديها ؟
أبو خالد : خلها يا وليد.. خلها تدري إني زعلان عليها.. ماهي بميتة لو ما تعشت..
تركي سكت وهو يناظر بأبو خالد ياكل بصمت...واضح ضيقه من بنته واضح إنه مزاجه انعفس من السالفة كلها... أجل لو يدري ان وليد هو أساس كل الموضوع والمشكلة.. هو اللي غيّر بنته كذا..وش بيسوي ؟!
أبو خالد بانتباه : وراك ساكت وما تاكل؟!
تركي تنحنح بابتسامة : سلامتك...بس متضايق من هالوضع..
أبو خالد : أي وضع؟
تركي : الآنسة أنا أشوف لازم تشوفها..
أبو خالد بحواجب معقودة : بنتي وأعرفها .. وكلام الليلة مارح أتكلم قلت لك خلها تدري إني زعلان عليها وسواتها مو بسيطة أبد..
سكت تركي يوم تأكد إن أبو خالد فعلاً زعلان وزعلته كبيرة والغضب للحين بعيونه.. وشلون والموضوع يمسّ سمعة بنته ،!!
دخلت صوفيا عليهم اللي ما كانت تدري عن وجود مشكلة صايرة وراحت تنادي سحر من نفسها : سيدي!
أبو خالد وتركي التفتوا لها ..
صوفيا : الآنسة لن تأكل معكم لقد ذهبت لمناداتها ويبدو أنها نامت ..لا تبدو على خير ما يرام..
انتبه تركي من كلمتها الأخيرة ... طبيعي وش كان يتوقع حالها عقب ما قلبت البنت اللي مسميتها الطاولة عليها ..!!
أبو خالد بحواجب معقودة : لا بأس..دعيها ..
راحت صوفيا ..ورجع تركي يكمّل عشاه بهدوء... وعلى غير العادة كان أبو خالد أغلب الوقت ساكت ما فتح نقاش جانبي مثل عادة جلساته مع وليد اللي يملاها سوالف جد وضحك متنوع... كان يفكر بوضع بنته الحالي ..الأسباب اللي خلتها تسوي اللي سوته... مجرد ارتباط الأسباب بـ محمد صدمــه !.. ألحين بس لقى سبب واضح لحالة سحر المتأزمة قبل وبعد حضورهم لهنا.. ورفض سحر إنه تصرّح أو تتكلم باللي مأزّمها ..! ألحين وضحت له الصورة... فهــم إن محمد يعني لها ،.. وش هالمصيبة !؟
تنهّد بسكوت اللي خلّا تركي يرفع عيونه له باستغراب ... كان شارد بالوضع وتركي استوعب اللي يفكر فيه المشكلة للحين مسيطره على افكاره...
تدخّل بصوت مريح : هدّ بالك.. المشكلة بتنحلّ وأنا اللي بحلّها ..
رفع أبو خالد عيونه بانتباه ...ولقى نظرة ثقة غريبة بعيون تركي..
تركي كرر بعيون تلمع : لا تشغل بالك.. تبي هالمشكلة تنتهي خلّ الموضوع علي..
ابتسم أبو خالد بتعب : يا خوفي تتعب من طلبي.. طلبي كبير وانا عمك..
تركي بابتسامة : قلت لك...حلّها علي .. والآنسة عرفتها طول الفترة اللي راحت هادية ومسالمة مستحيل تكون راعية مشاكل أكيد فيه شي صاير... وسمعتها من سمعتي اذا الحل بيدي مارح أتردد أسويه لعيونك..
أبو خالد تنهّد من هالكلام الحلووو اللي يبرد الخاطر : توكّل على الله أجل..

بعد ما خلصوا العشــاء استأذن تركي من أبو خالد وطلع لكوخه وكل فكره عند سحر اللي خبّصت الدنيا كلها !!.. وتطوّر الموضوع ووصلت للرؤوس الكبيرة !!
ابتسم وهو يخلع جكيته الأسود ويرميه على الصوفا .. منتي سهلة يا سحر شوفي وش سويتي قلبتي الدنيا فوق تحت !
جلس وهو يفرك شعره وأفكاره تروح للقرار اللي قرره ابو خالد ... خطبة سحر !... جمد عندها لثواني وهو يستشعر الفكرة والاشياء اللي بتجرّها وراها.... ايه مارح تمر مرور الكرام....بتجرّ وراها الكثير لو تمّت وهو عارف هالشي ودامه وافق عليه لازم يكون مستعد له...!... بس للحين...يحاول يتخيّل ردة فعلها ..
على طاري ردة فعلها مسك الجوال وصورتها الأخيرة ما فارقت ذهنه... ريّح ظهره للخلف وهو يضغط على رقمها وحواجبه معقووودة .. رمى راسه للخلف وهو يحط الجوال على اذنه ينتظر وصول صوتها...


بـ غرفة سحر...
ضامه اللحاف لرقبتها ومغمضه تحاول تنااام من ساعتين .. جتها صوفيا تناديها للعشاء وما ردت تظاهرت بالنوم وهي كارهه نفسها وكل شي بهالوقت... قطع عليها سكونها رنين جوالها عالكمدينا ..فتحت عيونها المحمررة بتعب وهي متوقّعه المتصل !.... وليد !
أكيد رح يسأل دامه شهد عالموقف بعيونه..
رغم إنها محتاجه تكلمه وتقول له .. هو الوحيد اللي فاهم الطبخه كلها ومافيه أحسن منه عشان تتكلم معه بس مع كذا ما فيها تتكلم أكثر بالموضوع... أكيد أبوها قاله..أكيد عرف وعشان كذا يحاول يتصل !
وش بيقولها؟؟.. بيسخر منها؟...يستهزأ فيها عشانها انهارت قدام أبوها وما واجهت المشكلة بصلابة..
رفعت جسمها بصعوبة وهي تمسك الجوال...وفعلا مثل ما توقعت كان وليد اللي يتصل ..
بلعت ريقها مافيها تتجادل وياه ألحين... مافيها عصب واحد بيتحمله .. أعصابها تعبانة بما فيه الكفاية ..
قطعت الاتصال متعمدة عشان يفهم إنها مو مستعدة تتكلم معه.... لكن الاتصال رجع يتكرر وبقهر ودموعها تسبح قطعت الاتصال مرة ثانية ومن أول رنة وهي عاضه على شفتها السفلية ...
كأنه فهم حركتــها .. أرسل لها رسالة بغضون ثواني...

( متوقع حالك ألحين... بلاش بكى...تعالي برا ابي أتكلم معك )

ما ردّت عليه رمت الجوال عالكمدينا وهي تنسدح بتعب.. جد مافيها عصب نقاش وجدال.. بكرة الصباح أكيد بتكون أقوى وبتقدر تواجه أبوها.. أما وليد ماهي ناقصه زيادة حمل فوق كتوفها..
مرت دقيقتين.. ووصلتها رسالة ثانية عرفت إنها منه لأنها ما ردت عليه... فتحتها وهي راقده ..

( عارف إنك تبين تتكلمين معي.. أعطيك الضوء الأخضر تعالي يا آنسة وبنلقى حل )

عورها قلبها من عرضه وبكت تحت اللحاف بقهر.. بكت بوجع من الموقف المهين اللي انحطت فيه ...البلاء انه عارف...وليد عارف وش بقلبها ...إيه تبي تتكلم معــه ..تبي تتكلم مع أي أحد عن هالوضع اللي وصلت له... بنظر أبوها هي بدون كرامة وسمعتها عند الناس نزلت للحضيض !!

قررت ترد عليه تعاااكس رغبتها الملحّة بالكلام معه..
( ما أبي أتكلم معك )

جاها الرد ..
( يعني مستعدة تتحملين الضربة لحالك ؟ )

سؤاله وجعها زوود وكأنه اختاره بـ عناية...سؤاله يدل على ادراكه لكل شي وإنها بحالة ضعف.... وبكبرياااااء أرسلت ..
( ايييه ما أحتاجك )

وعقبها قفلت الجوال كله ما تبي تستقبل منه شي... ودفنت وجهها بالوسادة تقنع نفسها إنها قادره تتجاوز هالضربة لحالها.. تبي تتجاوزه لحالها !!.. هي أقوى من قبل وما عادت تحتاج وليد...مو هي قررت تستغني عنه !...قالت له إنها تجاوزت الأزمة وما عادت بحاجة لدروسه ووقفته ..تبي تنتهي بس شكل النهاية تحوّلت لبداية من جديد واللي صار اليوم قاصم للظهر... دخول أبوها بالصورة وبهالشكل الصادم !!!


عند تركي... قرأ رسالتها الأخيرة وعيونه تضيق بحدة...
( ايييه ما أحتاجك )

ما تحتاجيني؟!... يدري إنها تكذب... يدري إنها تكابر ، نظرة الألم اللي أرسلتها مثل السهم لعيونه أول ما دخل وهي بقبضة أبوها..كشف احتياجهـا له..
هي تحتــاجه حتى لو أنكرت يدري بهالشي ويحسّه..!
حاول يتصل عليها هالمرة ولقى جوالها مقفل.. عرف انها تكاابر وبقوة!!..حط الجوال على فخذه وعيونه تركّز بالفراغ... ما يدري على أي حال بتصير لو عرفت بقرار أبوها... وهو !... شعوره الحالي بكل بساطة متناقض.. مو عارف يفسره ... كاااااره حالتها ذي وهالشعور متفاقم بشكل غريب..لأول مرة استيائه يوصل لهالحد ولا يدري ليش يحسه !!.. ورغم هذا يدري إنه مارح يضيّع هالفرصة من يده حتى لو رفضت وأقامت حرب ... سحر وشلون أرفض وإنتي قربتي ليدين وليد...ومين عطاه..أبوك عدوّي اللدود ..!!
قام واقف ومشاعره مختلطة مابين أشياء يفسرها ولا يعرف يفسرها... مابين رضا وسخط.. مابين اشياء كثيرة مو لاقي لها مسمى بس الوضع اللي آلت له الأمور ما كانت بحسبانه..رغم انها تمشي لصالحه ..

::

أشرقت الشمس ..وصحت سحر من النوم على نفس المزاج والنفسية النااازلة والمنتكسة.. غسلت ولبست ملابس الخروج بدون تفكير .. كل اللي تفكر فيها إنها تطلع من هالفيلا باللي فيها..كانت تتوقع انه بتصحى أحسن من أمس وكل اللي صار تجاوزته بس حتى النوم ما تهنّت فيه...ومافيها تجلس لازم تطلع لعلها تبعد عن الجو المتوتر اللي يلف كل مكان وكل زاوية هنا ..
أخذت شنطتها ونظارتها الشمسية وجوالها ونزلت بسرعة.. سمعت صوت أبوها مع وليد وهي تنزل الدرجات بعجلة وصمت..عبرت البهو وهي ناويه تطلع بدون كلمة وما كانت على استعداد لـ تصادم جديد مع أبوها...
فتحت الباب بسرعة إلا صوت أبوها يقطع عليها نواياها : سحر !
وقفت بدون لا تلف لأن صوت أبوها ما كان طبيعي..مليان وجوم وجدية ..
بلعت ريقها تستعيد صوتها مارح تنهار قدامهم ..لا قدام أبوها ولا قدام وليد...خصوصاً وليد اللي أكيد عرف بالسالفة ولا ما كان اتصل فيها أمس..
كرر أبوها يوم شافها واقفه : تعالي على وين طالعه ؟
سحر بهدوء وعيونها لبرا : بطلع أغيّر جو..
أبو خالد بجدية : ماهو وقت تغيير جو تعالي أبيك بموضوع ..

ماهي رايقه لمواضيع..وهي عارفه انه بيكرر موضوع أمس ومافيها حيل نقاش واحتمال ذنب ولومْ من جديد..
أبو خالد رفع صوته : ســحـــر!
التفتت بهدوء ناحية أبوها وقلبها ينغزها من جوا من الوضع كله..طاحت عيونها على وليد اللي كان جالس جنب أبوها وعيونه عليها.. يطالعها بهدووء وتمعّن.. تذكرت طلبه لها أمس انها تطلع عشان يكلمها وهي رفضت..تمعنت فيه لثانيتين تشوف ردة فعله منها.. كان هادي عكس ظنونها إنه معصب منها..
ناداها أبوها : سحر تعالي !
قصرت الشر وتقدمت بهدوء وهي ناويه تسمع كلامه من إذن وتطلعه من إذن..وعقبها تطلع تتنفس هوا وتغيّر مودها المعتفس..تحتاج فعلا تكون لوحدها ساعات ..!

وقفت عند طاولة الطعام متجاهله نظرات وليد خصوصاً : نعم ؟
أبو خالد بهدوء جاد للغاية : اجلسي أبيك بموضوع..
سحر : ما يحتاج أجلس... اذا بتتكلم عن خطيبة محمد ما أبي اسمع ..
غضن حواجبه : حتى لو كنت بتكلم عنها لازم تسمعين...ولازم تفهمين انك بمشكلة كبيرة وعوجاء ماهيب أي مشكلة..
سحر بثباااات غريب : أي مشكلة تقصد؟؟
ابو خالد وهو فاهم انها تتجيهل : انتي عارفه أكثر وحدة وش هي سواتك..ما يحتاج أكرر الكلام ..ولازم تعرفين اني ماني راضي عن اللي سويتيه أبد..
التفتت سحر لـ تركي اللي متكّي عالطاولة بيد وحدة والثانية على مسند الكرسي يستمع بصمت وعيونه ما تفارقها بلمعة غريبة ما فهمتها...رمت عليه نظرة قهر يفهمها ..ورجعت بسرعة لأبوها : بابا لو سمحت مو مستعدة اتكلم عن الموضوع..ممكن أطلع ؟
أبو خالد : لا مو ممكن قبل تسمعين اللي عندي..
سحر وهي تضغط على شنطتها مارح تضعف هي واثقه من اللي سوته ولا ندمت ولا رح تظهر الندم أبد إذا كان هذا اللي يبيه..
أبو خالد وهو يتمعن بوجهها المنفوخ والمتغيّر واللي يحكي عن مدى اللي عاشته طول الليل : كنت انتظر منك اعتذار عالأقل دامك بنتي واعرفك ما تحبين المشاكل..بس خاب ظني فيك هالمرة..
ناظرت أبوها بقوة والقهر بعيونها ..بجمود : ليش أعتذر؟...قلت لك انا ما غلطت ..
أبوها بجديته اللي يظهرها نادراً معها : كلامك اللي يرفع الراس بنظرك مو غلط ؟؟....لازم تعتذرين...عالأقل اذا مو عشان نفسك عشان أبوك اللي انحط بموقف مخزي قدام الرجال..
بدت تثوور وصوتها ينشششد : وانا قلت أمس كان لازم تسأله عن بنته وش كانت تسوي معي....مو تـ.......
قاطعها بحزم : ماعلي من بنته ووش سوت..علي منك إنتي ..إنتي اللي هي بنتي وسواتك وكلامك المصيبة هو اللي يهمني..
حاولت تقاطعه تشرح : بابا انت مو فااااهم شي...انـ.......
قاطعها من جديد بحزم : كلامي أقوله لآخر مرة يا سحر... زوجة محمد تتركينها بحالها وتنسينها.. وولد عمك تشيلينه من بالك دامه تزوج..
انصدمت ما استوعبت الكلمة اللي قالها!!.. ما توقعت ينطقها بهالطريقة ..يحسبها سوت اللي سوته عشان محمد ..يحسبها وصلت لهالمستوى عشاااانه..
ما تحمّلت كلمته اللي قالها بطريقة جرحت قلبها وسبحت دموعها بوضوح وسط عيوونها ... ارتعش قلبها من هالجرح..يعني صدق أبوها فهم أسباب حالتها الغريبة ، وصل له السر اللي كانت تحاول تخبيييه..
وأكمل عليها بخبر شلخ قلبها لـ نصين : استعدي يا سحر.. وليد خطبك مني وأنا وافقت !

تجمّد كل عصب احساس فيها...تفجر الدم من قلبها لكل جزء بجسمها وهي تميل بعيونها لـ تركي اللي كان على نفس جلسته يناظرها بهدوء غريب..غير انه هالمرة ..ابتسم بنعومة يوم التقت عينها بعينه !!..بصدمـة مميتة !!
ما قدرت تزيح عيونها عنه .. تبادله النظرات باحساس ميت وهي تحاول تعيد الجملة في راسها يمكن سمعت غلط!!
و..وش... خطبك مني؟!!
كـ رد فعل عفوي ضحكت ضحكة صغيرة ساخرة وهي ترجع لأبوها : هههه.. وش هالمزح مو وقته بابا !
أبو خالد ناظر تركي اللي دنق للطاولة وهو يعض على شفته السفلية بصمت.. انتبهت سحر على وجه تركي اللي ما تقدر تقراه..ورجعت لأبوها اللي أكمل : هالمواضيع ما فيها مزح... وليد خاطبك..

ناظرت مرة ثانية لتركي وهي تفقد شعورها بالأشياء : و...وش خاطبني؟؟؟
رفع تركي راسه وعيونه اللامعة تغرق بعيونها... يتابع صدمتها ..ردة فعلها ..رفضها اللي يشعّ بوضوح من ملامحها .. صدرها قام يطلع وينزل بتسارع وهي ترجع لأبوها بسرعة وهي تقول لنفسها أكيد مقلب : بابا وش هالكلام انت تبي تعاقبني بس!!!
ضاقت عيون ابوها بهدوء جاد : قلتيها عقاب أولاً... وثانياً عشان ألملم مشكلتك قبل لا تكبر...وان كبرت انتي أول وحدة بتلومين نفسك وتجلدينها ..عشان كذا هالشي لمصلحتك.. مصلحتك وأنا أبوك..
على كلمة "وانا أبوك"..ارتفع صوتها وهي ترتجفف من الصدمــة المميتة : خلني ألوم نفسي..خلني ألوم نفسي أصلا أنا بحياتي ما أبي اتزوج خلني مثل ما أنا..
ضااق أبوها من كلامها.. وبصوته اللي يزداد حزم نادر : هالكلام اللي تقولينه يثبت لي انك ما تعرفين وين مصلحتك... دامك ناويه على المشاكل لنفسك خليني أصححها بنفسي..
سحر مو مستوعبة شي للحين : والله !.. أكيد تمزح... أشوفكم طبختوها وخلصتوا...
أدركت مباشرة ان الفكرة فكرة أبوها ..والتفتت لـ وليد مو مصدقه اللي يسويه ومو مصدقه إنه وافق أساساً... مشت لعنده وهي مو واعيه على نفسها.. رفع تركي راسه لها بهدوء وعيونه الواثقة بعيونها على هيئته الثبات مستعد لأي كلمة مجنونة بتقولها ألحين ... سحر وقفت على بعد سنتميترات منه وهو قاعد تحاول تجمع جملة..وقالت بصوت يرتعش بداية غضب : إنت...وش تفكر... تحسب إني بوافق... مستحيل أوافق..مستحيل آخذك إنتْ شيل هالفكرة من راسك يا غبي !!

قاطعها أبوها بعصبية : سحححر!!
هنا ..ابتسم تركي بوجهها ابتسامة ناعمة استفزّتها مع انه ما كان يقصد استفزاز هالمرة ورجفت أعصابها الثايرة..ثم التفت لأبو خالد وهو يقوم واقف : الحين انا استأذن ..مضطر أمشي يا عمي ما كنت أبي أحضر الموقف بس إنت أصرّيت تقول لها وأنا موجود..أعتقد كافي لهالحد..

♫ معزوفة حنين ♫ 27-11-12 06:39 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
شال حقيبته .. ومرّ من جنب سحر وهو يهمس ما بينهم : بلاش جنون فكري بعقلك واستغلي الفكرة لمصلحتك!
التفتت عليه وهو ماشي والغضب من كلمته واااصل لآخر مرحلة .. أفكر بعقلي؟!!!!! .. أنا مجنونة أساساً لو وافقت !!
طلع تركي وهي تناظره ثم لفّت لأبوها وهي تنتفض غضضب وغييض : أكييييييييد لعبة تلعبونها علي !!
أبو خالد بهدوء : ماهي لعبة...
سحر وصوتها ينتفض بكى من الصدمة : أكيد تلعب والله أكيد تلعب...مستحيل فكرت كذا !! كل هذا عشاني ضايقت الأخت بسمة.. كل هذا عشانها ........!!
تنهّد أبوها وبصوته الثابت : هذا ماهو عشان أحد...قد ماهو عشانك !
سحر عقلها يتفتت من الفكرة كلها : وشلون يخطبني !!..وشلون هو شايف نفسه مين ؟..عارف نفسه مين كيف يخطبني كيييييييييييف!!
أبوها بجدية : وليد مثل ولدي ماعاد هو سايق ولا فقير... خلال سنة وحدة بيصير رجل اعمال ناجح مثل محمد بالضبط... واسمعي يا سحر.. محمد ولد عمك تشيلينه من بالك ، الأفكار اللي كانت ببالك عنه انسيها عشانك انتي..عشان ما تتعبين هو على وجه حياة مو زين اللي تسوينه بنفسك..
قاطعته باعتراااض عنييييف : كم مرررة بقول محمد ما يهمنننننني !!.. ليش مو راضي تصدق!!..ووليد هذا مستحيل يخطبني..

قام أبوها واقف ينهي الكلام ويحطّ النقط عالحروف : العناد مو زين في حالتك يا سحر.. أنا أبوك وأعرف وين مصلحتك.. اسمعي كلامي ولا تجادلين كثير.. أنا متأكد إنك حاسه بحجم المشكلة اللي طيّحتي نفسك فيها بس ما تبين تعترفين..
سحر : تبيني أعترف بغلطي خلاص بعترف بس شيل هالفكرة من رااااسك لأني مو موااااافقة !!
أبو خالد : اذا مو موافقه عندك خيار ثاني ما عندي غيره ..

سحر بتسرّع : راضيه فيه بس خطبة لأ !
أبو خالد : إما تبقين هنا وترضين بقرار أبوك اللي يبي يحميك..أو ترجعين السعوديـــة عند أمك تراقبك وتنتبه لك !
تغيّر لون وجهها من صدمة خياراته..خصوصاً الثاني اللي حسّت بيكون فيه الخــلاص ويوم طراه بس خااااب ظنها..خيار أصعب من الأول خيارين أحلاهم مرّ... رجعة السعودية هذي شايلتها من بالها نهائياً..استحالة ! ، مو هي قررت أول ما جت هنا تنسى السعودية وتتعذّر بأي سبب حتى تبقى هنا سنوات طويلة وأول الأعذار كانت الدراسة..
أبو خالد طرح عليها الخيار الصعب اللي هو عارف رفضها له لأنه أخيراً فهم سبب حضورها معه برحلة عمله ..ولا يبي يرجّعها بالقوة عند أمها اللي بتقدر تداريها لكن على الجانب الآخر لازم يعالج مشكلتها .. وفوقهم مسألة تعلّقها بمحمد اللي صار متزوج ! أشدّ ما عليه إنها تتعلق بوهــم وهالشي يرفضه تماماً وهو اللي عزز فكرة الخطوبة كلها !!
طلع لمكتبه بالدور الثاني تاركها تفكّر بجمود بالصالة .. الخيار الثاني مستحيل هي مارح تتنازل وترجع هي ما تبي ترجع.. ترفض إنها ترجع !!.. تقتل نفسها ولا ترجع !!
لفت مثل المجنونة وركضت للدور الثاني وعلى طول اقتحمت مكتب ابوها اللي كان ناوي يسوي اتصال ..
سحر برجفة : ما أبي أرجع !
أبوها بهدوء وهو ماسك السماعة : لك الخيار ! .. تجلسين عندي وتمشين بشوري..أو ترجعين عند أمك وبوصّيها عليك ..
سحر بصوت مغلوب على أمره : ما أبي لا هذا ولا هذا...

رفع عيونه الجادة والسماعة بيده : أجل ترجعين عند أمك لأنها بتحط عينها عليك طول اليوم.. عكسي أنا ما أقدر أراقبك وأشيل همك وهم الشغل خصوصاً إني بسافر برا موسكو هالأيام ..مارح أكون حولك...وبوضعك ذا لازم وجود عيون مسؤولة تكون عليك وتنتبه لك وتبعدك عن المشاكل...وهالمسؤول بيكون وليد ..!

سحر فقدت الكلمات وقدرتها على الجداال قدام حكي أبوها ووجهة نظره بالموضوع كله.. ليش وليد !..ليته جاب أي احد إلا هو !! رفع السماعة لإذنه وهي تناظره بتشتت وأخيراً هوى قلبها يوم فهمت الجهة اللي متصل بها... وطلب أحد من معارفه ..!
سحر برجفة : مين تكلم ؟؟؟

أبو خالد بهدوء : القنصلية ..
عوورها قلبها ودموعها تنزل : لا تسويها !!
أبو خالد وصوته هدى : روحي اجلسي لحالك وفكري بالموضوع بتلقين انه كله من مصلحتك..
رجع للمكالمة وطلب موعد معين وسحر تنهاار من جوا.. الموقف كله فوق احتمالها...كان يتكلم مع شخص يعرفه بالقنصلية وأخذ موعد عقب 4 أيام وسحر تسمع..
سكّر أبو خالد وبهدوء يحاول بتكلم معها بعقلانية : قدامك أربع أيام قبل نروح القنصلية فكري بوضعك زين..
سحر بسخرية ودمعتها بخدها : وليش ما خليت كتابة العقد اليوم عشان ترتاح ؟
أبو خالد بهدوء : أنا أبوك وخايف عليك... أبيك تفكرين بالوضع كله ومتأكد إنك بتقتنعين بوجهة نظر اللي يحبك ويغليك..أدري انك عاقله وعارفه بقرارة نفسك إنك بوضع محد يحب ينحط فيه.. خذي الموضوع بهداوة وعشان تتطمنين قلت لوليد انها مجرد خطوبة يعني مو مطلوب منك أي واجبات..خطوبة خذي وقتك فيها وعيشيها مثل ما تعيش أي بنت خطوبتها..
سحر بشتات من كلامه اللي يحاول يخفف الموضوع فيها : أعيشها مع وليد ؟
أبو خالد يحاول يطمنها لأنه ما يبيها تخاف والسالفة بالنسبة له ماهو اجبار بقد ماهو انتشال من وضعها الحالي حتى لو مارضت : قلت لك وانا ابوك.. الوقت كله لك.. كل الشهور اللي بنبقاها هنا ملك لك.. ارتحتي كان أبيها ما ارتحتي نفك الخطوبة ويا دار ما دخلك شر.. بس حاليا هالأمر مفروغ منه..
واضح من كلامه إنه يحاول يخفف من الأمر عليها... ولا قدرت تخففه على نفسها ما تقدر تخطو هالخطوة الكبيرة .. مهما خفف الموضوع..إلا إن الفكرة كلها خلقت خوووف كبير..مو قادره تستوعب إنها هي ووليد ............ !
ماهي مستعدة لها !!
أبو خالد يتابع : خليتها عقب أربع ايام عشانك... وعشاني الليلة طالع لشغل برا موسكو...وبرجع بعد يومين..

طلعت مباشرة من المكتب وهي تكتم عبرات من كل السالفة .. وش اللي يصير !! ليش فجأة لقت نفسها بهالموقف!!..ليش تلقى نفسها بموضع لازم تعدل صورتها... بدت تحس من كلام أبوها إنها بمصيبة رغم إنها ما تحس بذرة ندم داخلها.. شعور متبلّد وترفض إنها ترضخ .. هي عارفه وضعها وعارفه نفسها مارح تستسلم للهزيمة بسهولة !!

::

♫ معزوفة حنين ♫ 27-11-12 06:39 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
في المستشفى ..

دخل خالد من البوابة وهو يشيل نظارته الشمسية وبيده كوب قهوته للصباح .. طاحت عيونه على البنات اللي كانوا الفترة اللي راحت طالبات امتياز..انهوا تطبيقهم واستلموا الوظيفة بشكل رسمي وهذا أول يوم لهم..
شافته ياسمين اللي كانت حاسه بحماس وكأنه أول يوم لها هنا : صباح الخير دكتور ..
وقف خالد وهو يبتسم : صباح النور.. عالبركة الوظيفة !
هند اللي واقفه معها : الله يبارك فيك..
خالد : سابقين كل الدكاتره اليوم!..مبكرين وش هالنشاط!
ياسمين بضحكة : السالفة فيها وظيفة وراتب..وبعدين كلنا متحمسين لأننا صرنا رسمياً زملاء يا دكتور خالد..
خالد بابتسامة : تستاهلون... تجاوزتوا المرحلة اللي راحت بكفاءة .. فخور اني اشرفت عليكم مع الدكتور نايف..

هند ابتسمت وهي تشد على قبضة سناء اللي فهمت حركتها وضحكت ..
التفت خالد لها باستغراب : وين الباقين؟.. ليش بس انتوا الثلاثة..كنتوا ستة..
ياسمين بابتسامة : تفرقنا .. بعضهم لقا له وظيفة بأماكن ثانية صفينا احنا الثلاثة بس انا وهند وسناء..
خالد ناظر ساعة معصمه لازم يروح لعيادته : اها تكفون وتوفون... أجل انا استأذن لازم اطلع لعيادتي ..

تركهم واختفى..إلا سناء التفتت لهند اللي دايخه : فضحتينا خليتيه يقول شفيها تضحك ذي !
هند تهفّ على وجهها : يقققققتتتتل !!
ياسمين باستسخاف : خلاص عاد ! .. أول أقبلها لأننا مثل طالباته ألحين زميلاته رسمياً مو حلو تظهرين بهالصورة.. تراه ما يحب كذا !
ناظرتها هند بنص عيييين : وش دراك انه ما يحب كذا ؟
ياسمين : لا تناظريني كذا كني مسويه جريمة.. تعاملنا معه شهور وعرفت طريقته بالتعامل..
هند باستياء : يختي ثقله زااايد عن حده ..
ياسمين بغرور : قصدك محترم وفااارض احترامه غصب عالكل ..حتى غصب عليكم يالداجات جبركم تقضبون أرضكم طول 5 شهور ولا تسوون حركاتكم اللي متعودين عليها برا..
هند : طيب يالعاااقلة أعترف إني قضبت أرضي..بس حالياً صرت زميلته وش أحلى من كذا..؟

جاهم صوت رجولي : مررحبا !
التفتوا لقوا جمال يقترب منهم وابتسامته المعتادة على فمه : صباح الخير يا وردات !
ابتسمت ياسمين أما هند قلبت عيونها للجهة الثانية : صباح النور دكتور !
جمال ببشاشة : أول يوم دوام رسمي ولا أنا غلطااان ؟؟
ياسمين : إلا ما تشوفنا مسنترين أول الموظفين كلهم ..
ضحك : الله يعينكم.. حلو النشااط.. صرنا زملاء وانا بالخدمة أي شي تحتاجونه مني لا تترددون ..
ياسمين : ما تقصر ..

مشى وتركهم وهند تتأفف : هذا الآدمي عيوووونه زااااااااايغه مو قادره أتحمله..
ضحكت سناء عليها : ههههههههههههههههه مو تو تقولين ما تحبين الثقل الزايد.. يعني حتى دكتور جمال مو عاجبك..
هند : لا !
ياسمين بسخرية : شوفي مين يتكلم..اثقلي انتي شوي بعدين تكلمي عن الربشة..انا اعترف ان عيونه زايغة شوي بس تراه شاطر كثيير بشغله ابوي دايم يمدحه..
هند : وفري نصايحك ياسمينوه...يلله أبي اشوف مكان شغلي مرة متحمسه...يارب بالدور الثاني..
ضحكت ياسمين : الدور الثاني لي يا حبيبتي !
هند بصدمة : وليش؟؟.. مستغله الواسطة يا خايسة..
ياسمين : لا والله... هي جت كذا... سألت دكتور نايف عن أماكن عياداتنا وقالي اني بالدور الثاني.. كنت ناسيه انه نفس طابق دكتور خالد بس الحين من كلامك تذكرت..
هند باعترراض : على مين تلعبينها؟؟
ياسمين تحاول تقنعها : والله العظييييم مو اختياري...جت كذا ..
هند تنهّدت باستسلام : طيب خلينا نروح أبي ابدا شغل..


بعد ساعة ..طلع خالد من عيادته وهو شايل سماعته بيده بيروح يعمل جولة...ركب الاصنصير وهو طالع فوق دخل عليه الدكتور نايف وهو ماسك معه ملف فيه أوراق يتفحّصهم عالسريع ..
خالد : صباح الخيير..
د. نايف ابتسم وهو ينزل الملف : هلا دكتور.. كيف الاحوال؟
خالد : بخير... (أشار للملف بعيونه) : شكل عندك زحمة هاليومين.. ؟
د. نايف ابتسم : ايه لازم أطّلع عليهم...طلبات تدريب عندنا ..
خالد : مرة ثانية ..!
د. نايف : فتحنا الباب ولازم نستقبل.. عندنا كذا طلب من معهد التمريض وبعض الجامعات.. لازم ارسل لهم الموافقة اليوم ..
خالد : الله يكون بالعون..

♫ معزوفة حنين ♫ 27-11-12 06:39 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
ابو نايف بضحكة : ودك تمسك أحد منهم؟؟؟ ولّا تعبت عقب ياسمين وصديقاتها ؟
خالد : والله كان تبي الجد هالفترة ما فيني حيل أبد..
د. نايف باستغراب : أفا ! غريبة منك هالكلمة ..
خالد ابتسم بتعب : اعفيني الله يخليك ..
د. نايف : ههههه قلتها أمزح.. خلاص عافاك يكفي انك ساعدتني بتقييم البنات..
خالد : متى بيوصلون؟
د. نايف : هاليومين بالكثير نرسل الموافقة ..ويباشرون على طول..
خالد : أها ..أجل أشوفك بروح للرواند..
د. نايف : الله معك ..

طلع خالد من المصعد يبدا جولته اللي حطّ فيها كل تركيزه... هذا هو الحل الوحيد ..شغله الوسيلة الوحيدة اللي يتخلص فيها من كل الأفكار الثانية.. والأفكار الثانية مستفزّته للحين لأنها تتمحور حولها.. الموقف الاخير لازالت آثاره المستفزة مسيطره عليه ..

بعد ساعة طلع من آخر غرفة وطاحت عينه على ياسمين تمشي وهي تقرا بملف والممرضة جنبها ..ابتسم بعفوية من انغماسها الجدي بأول يوم لها.. يا الله ..ليش كل ما شافها يتذكر مشاعل !
كانت تتكلم مع الممرضة بشوية تعليمات رفعت راسها يوم حست بقدوم أحد : أهلاً دكتور خالد!
وقف خالد قدامها : ها بشري كيف الأوضاع ؟
ياسمين : حلوة.. مو مصدقه إني تحولت دكتورة رسمي وان حلمي اللي حلمته صغيرة تحقق ..يوم تاريخي بالنسبة لي..
خالد ضحك فاهم شعورها : عارف شعورك بالضبط وفاهمه.. نفس الكلام اللي قلته لنفسي بأول يوم حضور لي هنا..
ياسمين : جد ؟.. صديقاتي يقولون تبالغين ..من الصبح وأنا اكرر نفس الجملة..
ضحك عليها : لا طبيعي جداً... عيشيها بيديك ورجليك ..ماعليك من أحد..
ابتسمت بامتنان : تعرف شلون ترفع معنويات الواحد يا دكتور.. تدري هذي الميزة فيك قووية ..
خالد حكّ خده غصب : زين وش عندك ألحين؟
ياسمين : بروح أستلم أول حالة واشوف وضعها..
خالد : اذا احتجتي شي انا بعيادتي ..
ياسمين بابتسامة ودودة : ما تقصّر بس خلاص تجاوزنا هالمرحلة انا دكتورة رسمي مثلك بالضبط ..
ضحك بعفوية وهو يهزّ راسه باعتذار.. وتجاوزها راجع لعيادته .. اما هي التفتت تتابعه وهي تتنهّد من فورة مشاعر داخلها..وأخيرا مشت تكمل طريقها لوحدة من الغرف ،

::

في بيت أبو محمد ..

كان عمر منسدح بغرفته الخارجية توه صاحي من النووم.. يوم سمع طرق عالباب... عرف مين يكون قام واقف وهو يسحّب خطواته فتحه ورجع وهو يفرك شعره بدون ما يقول كلمة لأنه عارف عصبية الطرف الثاني.. دخل بندر وقفل الباب وراه بسرعة وعيونه الجادة على عمر اللي رمى روحه عالسرير : توك صاحي؟
عمر ما يناظر بوجهه : ايه.... ما توقعتك بتجي تكلمني عقب أمس..!
بندر تقدم منه : وليش ما أكلمك ؟ كلامي أمس تدري إنه عتاب حتى لو كنت معصب يحق لي !

عمر تنهّد وهو يتذكّر أمس : جاي تكمل عتابك الحين؟
بندر : العتاب بيطوول وانت عارف... اليوم الصبح طراك أبوي بأسئلته لو تدري شلون مسكت نفسي وما قلت له إنك رجعت !
عمر فرك عيونه ..وناظره بجدية : قلت لك ماله داعي يعرف دامني طالع من هالبيت قريب.. خل المشكلة عند هالحد لا تزودها.. اختك مو ناقصه !
بندر : اختي؟..قصدك شادن؟
عمر ببحة : مشكلتي بعرف أحلها .. بس لا يدري هو بالذات مابي أواجهه مو عشاني عشان شادن..
بندر قرب منه وجلس عالكرسي الوحيد : طيب بتحمّل وأسكت.. بس تراني مو فاهم لحد الحين وش كنت تفكر يوم اختفيت مرة وحدة..لا سألت ولا رديت على اتصالاتنا.. وش كنت تفكر إنت من جدك كنت تبينا ننساااك ماني مصدق للحين؟؟؟؟؟؟؟؟

عمر بصبر وحلم من أسئلة بندر اللي طبيعي توجع : الظروف تحدّ يا بندر.. وانت الحين عارف ظروفي ما يخفى عليك شي..! نفس الظروف حدّتني ورجعت ..
بندر بعصبية : وش ساااالفة المخدرااات طيب؟؟؟ سرقة السيارات ذي بقبلها وتهوون لكن المخدرات يا عمر ليش لازقه فيك ؟!!
رفع عمر راسه ببرود فاهم سبب التهمة : مالي علاقة فيها.. وقلت لك اياها أمس ..أنا وش رجّعني أساساً وتركت البلاوي ذيك غير هالسالفة ..
بندر : ليش المجموعة اللي انت فيها متورطة بهالبلوى ..ليش يقولون إن لك علاقة؟؟
عمر تنهّد : اللي متورط هو واحد مننا.. خبيث ومدمن وأكيد عندهم معلومات انه مرتبط بمروجين المخدرات.. عشان كذا شبكوا السالفة وصرنا طرف لهم..
بندر فهم : أها.. لو تدري وشلون كانت هالنقطة بالذات مطيّره النوم عني.. ما كنت مصدق بس أبي اللي يريحني ويجزمها ..
ابتسم عمر بكسل : يمكن أكون حقير بس مو بهالدرجة..
بندر استفزّته الكلمة : دامك حاس بنفسك وصلت لهالمستوى ..ليش واصلت فيها؟
عمر ابتسم : لما تحترف شغلة يا بندر وتعيشها بذمة أربع سنين وتكون مصدر رزقك .. بتفهم شلون يكون الخلاص منها صعب..
بندر : رزق بالحرام عاد.. الله يسامحك..
عمر تنهّد من كلمته الموجعة : لا تنثر الملح عالجرح وانت عارف وضعي..
بندر : بس وشلون انلعب عليك ؟ وشلون دخلت بهالبلوى كلها..؟

عمر : قصة تطول يا بندر..
بندر : ما ودك تقول !..تكلم عشان عالاقل ألقى عذر.. شي بصالحك ..
تنهد رغم رغبته يمحي كل الذكرى من راسه بس الاصرار بعيون بندر أجبره .. قرر يقوله القصة.. القصة اللي صارت محور حياته..سبب رغبته يرد الدين لعياف اللي استغل حاجته بأضعف أيام حياته.. الأيام اللي كانت نقطة تحول مفصلية .. أولها قرار انتقاله من الرياض للشرقية قريب من عمته مع انه ما كان بينه وبينها ارتباط وثيق وعلاقته فيها هشة بسبب البعد بينهم طول السنوات .. 23 سنة كان عمره لكنه كان عازم عالعودة بأسرع وقت...بس ما كان بالسهولة شهرين وهو يحاول يثبت نفسه بوظيفة تعينه لكن مافي فايدة كل محاولاته باءت بالفشل مع خلفيته الدراسية السيئة ..بعد شهرين عصيبة تعرّف على عياف بالصدفة بأحد الشوارع لما شافه واقف عند سيارته الفاخرة المعطلة..عرض عليه المساعدة وبثواني حل المشكلة وهالشي كان البــداية لكل الأحداث عقبها..! ، كان عياف لأول وهلة رجل محترم لسانه مشجع ومرح وأُعجب بالموهبة اللي لقاها فيه.. تطورت العلاقة لصداقة لفترة...وهالصداقة كان يحتاجها عمر بوسط الوحدة اللي سيطرت على حياته ..خلال هالصداقة تعرّف عياف على عمر وعلى أدق تفاصيل حياته.. أهله..ظروفه..سبب وجوده بالشرقية.. وبدون تردد عرض عليه يشتغل معه بالبيزنس حقه كـ مساعدة وكـ ميثاق عهد لصداقتهم..وافق عمر لما عرف انه بيقدر يبرع فيها وبنظره ان العمل بيزنس لكن عياف أخفى نقطة مهمة عنه... شغلهم بالسيارات ما كان قانوني وعمر ما عنده علم لأنه بالبداية ما كانت مرتبط ارتباط مباشرة بالسرقات..كان يشتغل بالسكراب اللي وفّره عياف له واللي أوهمه انه يتاجر بالسيارات المستعملة..يشتريها ويشرحها ثم يبيع قطعها بأسعار حلوة.. 6 شهور وهو يشتغل هالشغلة اللي راااقت له وحبها كثير خصوصاً إنها كانت ترجع عليه بمبالغ حلوة وعياااف ما كان مقصر عليه يعطيه وزيادة .. وعقب هالست شهور بدأت شكوكه بالموضوع تكبر خصوصاً بعد سماعه لمكالمات مريبة من عياف مع الشباب...واجه عياف بالموضوع اللي اعترف له عن طبيعة العمل والشباب اللي معه.. تصادم مع عياف بهواش عنيف ما ينساه..واللي أغراه بكل الوسائل ومسكه من اليد اللي توجعه.. أهله !..رجعته... وزواجه ... كان يدري انه مارح يلقى مصدر دخل أحسن من هذا وعياف عارف مسألة يأسه من ايجاد وظيفة عمل تعينه ... بالبداية كااان رافض الموضوع لكن مع الضغط المستمر واللحوح والاغراءات من عياف ...رضخ! .. رضخ لأنه كان يبي يختصر سنوات عيشه هنا .. يبي يرجع الرياض بأسرع ما يمكن وعياف كان أسرع طريق .. عياف كان عارف نقطة ضعف عمر واستغلها تحت المبدأ اللي كرره عليه كثير "بساعدك" ..!


::

♫ معزوفة حنين ♫ 27-11-12 06:40 PM

رد: لاتبكي ، للكاتبة : عيون القمر ..
 
بنهاية دوامه اليومي في المعهد ...نزل تركي من الباص عند المحطة ومشى ناحية الفيلا.. وأفكاره تدور حول محور واحد.. يفكر بأي طريقة يقابلها لو شافها لأنه عارف ومتأكد إن اللي ينتظره منها قنابل نووية ونوبات غضب عارمة..
ابتسم بهدوء من هالفكرة.. ما توتر من رفضها بالعكس بيعرف وشلون يخليها ترضخ... مو مستغرب رفضها كـ رد فعل أولي...

وصله رنين جواله....كان ثامر.... ابتسم وهو يرد : هلا بالعريس !
ثامر بسخرية : هلا !....لا تدهن السير وعطني من الآخر..
ضحك : ههههههههه عارف وش تبي ..!
ثامر : بدون أعذار تراني حذرتك ...بتجي زواجي أو لا... ما بقى غير يومين..
تركي : عارف ما نسيت حفظت التاريخ من كثر زنّتك.. ولا يهمك بجي وإنت أحد يقدر عليك إذا توعّدت..

ثامر بشك ّ: تريك أعتمد؟؟
تركي : اعتمد يخوي ..وبعدين تعرفني إنتْ قد قلت كلمة وما كنت قدها...أفا عليك..
ثامر : لا أبد.. بس أحياناً تخونك نذالتك وانا ماني ناقص مقالب منك..
ضحك : ههههه وش مقالبه..ماني رايق لمقالب معك..خلاص قلت لك إعتمد بحضر زواجك لو أجيك زحف.. لا تشغل بالك وركّز بعرسك يالعريس..
ثامر بسخرية : ايه عاد يالأطخم شد حيلك ، أبي أشوفك عريس عقبي وتفرّح عمي فيك..
سكت تركي للحظة وهو يسمع الكلمة... وابتسم بحركة عفوية من اللي يصير حالياً : بدري عالعريس تركي... لو قلت وليد يمكن هههههههههههههه...
ثامر بانتباااه ..يفهم حركات ولد عمه اللي من هالنوع ، إلا ما تخفي وراها شي : تريييك!!..علمني وش مهبب هاليومين !!؟
تركي وهو يعض على طرف لسانه : أبد مو مهبب ولا شي... ليش دايم تفكيرك فيني أسود ؟!!
ثامر بسخرية : نبرتك فاضحتـك.. ولأني اعرفك زيـن تلميحاتك دايم تجي بالصميم.. وراك شي إنت مو خالي !
تركي بضحكة : تعرف بعدين..ركّز على زواجك الحين واترك وليد وتهبيبه عنك..
ثامر بسخرية : طيب يا ذكي وشلون بترجع ..بتجي كذا بدون لا تعطي الرجال خبر ؟!..
تركي : قصدك الزفت أبو خالد؟
ثامر : اييه...موضوع رجعتك للسعودية ممكن يثير استغرابه خصوصاً انك مسافر على حسابه وعارف كل خطوة تخطيها..أكيد بيسألك عن السبب..

تركي ببرود أعصاب : ومين قالك إني بقوله أصلاً..!
ثامر باستغراب : وشلون يعني بتسافر للسعودية وترجع مرة ثانية وهو ما يدري ؟!
تركي : بالضبــط !

ثامر ابتسم بسخرية لأنه عااارف ما تعوق معه..تركي يسويها ببساطة : يا ليتك تعطيني شوي من جرأتك.. وشلون وانت تقول ساكن معه بنفس البيت تفطر معه وتجلس معه..أكيد بيفقدك وإن درى انك راجع السعودية والله ما تسلم من تحقيقه !
تركي : من حظك وحظي إنه مارح يكون موجود هاليومين..توه قالي اليوم الصبح إنه طالع لمدينة ثانية نسيت اسمها لمدة يومين وراجع..عنده شغل مستعجل هناك..

ثامر : أوم الحظ !!....طيب وأموورتك الحلوة على قولتك ..وش الحل معها؟!
تركي ضحك : أمووورتي هذي بالجيب بعرف شلون أتعامل معها ..
ثامر بسخرية : لا تتهور.. إنت تقول إنها مو غبيـة وأكيد بتلاحظ..
تركي : صحيح...بس ما أظــن إنها هاليومين تبي تشوف رقعة وجهي.. فـ بريّح قلبها وأختفي عن عينها يومين بشوف وش بتسوي ووليد مو موجود معها..

ثامر : ماني فاهم..!...ليش ما تبي تشوف رقعة وجهك..
تركي : قريب بقولك إذا تمّ الموضوع..أما ألحين لا تشغل بالك فيني بتصرف معها ..وزواجك بحضــره ..
ثامر تنهّد : ماني مرتااح لموضوعك الغريب ذا !.. تركي لا تصدمني بشي جديد ترا والله ما عاد أقدر أتوقعك..
تركي بضحكة شقية : آكشن يا حبيبي آكشن ..
ثامر طااارت عيونه : وش آكشنه !!
تركي : ههههههههههههه ..إنت وش فيك مستعجل على رزقك..قلت لك بتعرف بوقته أما ألحين ركّز بعرسك أخاف أقولك تنسى العرس كله ..
ثامر تنهّــد : المهم انتبه لنفسك... البنت أكيد بتفقدك وتقول لأبوها..
تركي بابتسامة جانبية : البنت علاقتها متوترة مع أبوها... بيهمها يعني وليد جلس ولا راح...تلقاها تتمنى موتي ألحين .!
ثامر وجعه راسه : كلامك ألغااز...المهم انتظر وصولك لا تتأخر... علمني متى وصولك عشان أستقبلك بالمطار..
تركي : ما يحتاج تستقبلني... وإسمعْ !
ثامر باهتمام : هلا !
تركي : أهلي لا يدرون اني برجع.. لأني ماني مطوّل هي ليلتك بحضرها ثم بسافر من جديد..خصوصاً جنى لا يوصلها خبر ..
ثامر ابتســم : جنى قسم بالله لو إنها إختي ما أزعلها !.. حرام فيك مثل هالأخت !

تركي بضحكة سااااخرة : خذها عندك شوي عوّضها حنان الأخو اللي ما لقته فيني ..
ثامر : كل تبن !
تركي : هههههههههههههههه آسف آسف..
ثامر : لو تدري عن أروى شلون ذبحتها الغيرة يوم أخذت أختك معي للمشوار الترفيهي آخر مرة ..
تركي بنذالة : هههههههههههههههههههههه أحســن !
ثامر بقهر : ياخي انت ليش نذل كذا !!...قسماً بالله تراها حاقده عليك حقد ما يعلم فيه إلا الله..تقولي انه يسوي كذا مستقصد..
تركي : ياخي مزااج ولد عمي ولي حق فيك..ماهو عاجبها تضرب راسها بالحيط !
ثامر : انت ليش حاط حيلك فيها مسيكينه !!
تركي بضحكة شطانة : ما عرفها خطيبتك ذي وما قربت منها بس الغيرة وما تسوي..
ثامر ضحك باستهزاء : كل ذا ولا قربت منها ...المهم ..شهر العسل ما أبي اشوف اتصال واحد منك !
تركي ضحك : أوخسس يالمهتم مرة وحدة ما تبي تشوف اتصالي !.. يعني أفهم إنك مستغني.. ولا يهمك بعتقك بشهر العسل وانبسط معها ..بس ما قلت لي وين ناوي؟؟
ثامر : اسبانيا وايطاليا ان شاء الله..
صفففر تركي باعجاب : اوخس يالرومنسي عرفت تختار ..
ثامر بضحكة : ابلع العافية...هذا مو اختياري ..اختيارها هي ..
تركي بتريقه : زين ..انبسط يالعاشق الولهان ..
ثامر: يلله أجل مضطر اسكر.. توصل بالسلامة..

سكر من ثامر وهاجس زواجه القرريب جداً يدخل من ضمن الأفكار اللي مسطيره على مخه..رجعته للسعودية صارت أمر مفروغ منه..بس وشلون يروح بهدوء ويرجع بهدوء هالشي هو اللي يهمّــه..!
دخل حدود الفيلا متجه لـ كوخه ومثل ما توقع لقاها جالسه على الطاولة مع صوفيا.. وصوفيا تسولف على عكسها هي ..كانت واجمه وهي مكتفه يديها على صدرها وسااااكته وملامح وجهها تحكي عن وضعها العصبي اللي هي فيه...
رفعت سحر راسها يوم حست بوصوله..وطاحت عينها بعينه مباشرة .. نظراته الهادية بنظراتها النااارية..هدوء نظراته وشكله المسترخي استفزّها لأنه مناااقض لحالتها من الصبح.. كان ناوي يروح للكوخ ويقصر الشر بس غيّر رايه بآخر لحظة يوم شاف وجهها المعتفس ..تقدّم ناحيتهم وعيونه بعيونها : ممكن نتكلم ؟؟

قااامت واقفه وهي تحبس رغبتها المجنونة بالهجوم عليه وضربه وتكفيخه ويمكن قتله... مافيها عصب واحد يتحمّل الكلام معه ..أصلاً الكلام معه بالموضوع مو وارد أبداً لأنها شايلته من بالها واستحالة يصييير.. هي تصير خطيبته !!
تركت المكان بغضب وهو يتابعها بعيونه بدون كلمة بس كان ردّ واضح إنها رافضه الكلام معه... من اليوم وطالع مارح تتكلم معه بتلغيه من راسها..
عض تركي شفته السفلية وهو يبتسم من ردة فعلها اللي كان متوقعها ... واضح إنها على بدايات انفجار فيه ،
نادتها صوفيا باستغراب : إلى أين أنتِ ذااااهبة ؟؟


الساعة الآن 04:15 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية